الطبقات الكبرى ط دار صادر

ابن سعد

مقدمة إحسان عباس

محمد بن سعد وكتاب الطبقات ترجم له ابن النديم في الفهرست: 99 (ط. فلوجل) ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل رقم: 1433، والخطيب في تاريخ بغداد 5: 321، وابن خلكان في وفيات الأعيان رقم: 617 (ط. محيي الدين عبد الحميد) والصفدي في الوافي 3: 88 (رقم 1009) ، والذهبي في تذكرة الحفاظ، وابن حجر في تهذيب التهذيب، وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (وفيات 230) والجزري في طبقات القراء (1: 142) . ووردت عنه إشارات في كتاب بغداد لابن طيفور، ومعجم الأدباء لياقوت، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي. وألف عنه أتولث Otto Loth رسالة عان 1869 ثم درس طريقته في الطبقات في مقال له نشر بمجلة ZAMD ص 593 - 614 العدد 23، وكتب سخاو Sachau تحليلاً لكتابه في مقدمة الجزء الثالث من الطبقات، وتحدث عنه هوروفتز Horovitz بين كتاب المغازي الأول ص 126 - 132 (ترجمة حسين نصار) . يستطيع القارئ أن يراجع ما كتب عنه في دائرة المعارق الإسلامية وفي تاريخ بروكلمان (لأصل 1: 136 والتكملة 1: 208) . ومع كل ذلك، فإن المعلومات التي نحتاجها لنرسم منها هيكلاً لسيرته قليلة بسيرة لا تفي بشيء من هذا، لأن محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري المكنى بأبي عبد الله، يمثل شخصية الراوية الذي لم يسمح لذاته وعلاقاته وأحواله بأن ترسم على ما يرويه، أو أن تتدخل فيه، وإنه لمن

المفارقات أن ترى الشخص الذي حفظ لنا الصفات الخلفية والخلقية وأدق المظاهر أحياناً عن حياة الأشخاص، لا يجد من يكتب عنه ترجمة موضحة. فكل ما لدينا عنه أنه ولد سنة 168هـ؟. بالبصرة، فنسب إليها، وارتحل إلى بغداد وأقام فيها ملازماً لأستاذه الواقدي يكتب له، حتى عرف باسم " كاتب الواقدي ". وكانت له رحلة إلى المدينة والكوفة، ولا ريب في أن رحلته إلى المدينة تمت قبل سنة 200هـ؟، فهو يذكر أنه لقي فيها بعض الشيوخ عام 189 كما أن أكثر الذين روى عنهم من أهلها أدركتهم المنية قبل مطلع القرن الثالث. وقد كان أحد أجداده مولى لبني هاشم، ولكن ابن سعد نفسه كان قد تحلل من عهدة الولاء، وفي نسبته أنه زهري، وهي نسبة غريبة بعدما صرحت الروايات بولاء أهله لبني هاشم. وفي أثناء حله وترحاله، كان شغله الشاغل هو لقاء الشيوخ وكتابة الحديث وجمع الكتب، ولذلك اتصل بأعلام عصره من المحدثين فروى عنهم وقيد مروياته، وأفاد منها في تصنيف كتبه حتى وصف بأنه كان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، كثير الكتب. وهذا الخبر قد يدل على أن نشاطه لم يقف به عند تأليف الطبقات، وعلى سعة باعه في نواحٍ علمية كثيرة فإن المصادر لم تذكر له من المؤلفات إلا كتابين آخرين - عدا الطبقات الكبير - وهما كتاب الطبقات الصغير، وهو مستخرج من المؤلف الأول، وكتاب أخبار النبي - وهو الكتاب الوحيد الذي ذكره ابن النديم - وربما لم يكن شيئاً سوى الجزأين الأولين من الطبقات الكبير، أي أن الكتب الثلاثة في حقيقتها كتاب واحد، وتسكت المصادر عما سوى ذلك من مؤلفات. ونستطيع أن نقول إن محمد بن سعد كان على اتصال بأكبر رجال الحديث في عصره، سواء أكانوا شيوخاً أم تلامذة. ومن يطلع على الطبقات

يجد له شيوخاً كثيرين منهم سفيان بن عيينة وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن سعدان الضرير ووكيع بن الجراح وسليمان بن حرب وهيثم والفضل بن دكين والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وعشرات غيرهم، ولو راجع القارئ تراجم هؤلاء الشيوخ في كتب الرجال، لوجد معظمهم ممن لا يشك في عدالته. وهذا ما يجعلنا نعتقد أن المادة التي نقلها ابن سعد قد وجهت بالنقد الضمني لأنه تحرى قبل نقلها أن تكون في الأكثر مأخوذة عن العدول الثقات. وهذا الموقف هو الذي كسب لابن سعد تقدير معاصريه ومن بعدهم، فكلهم تقريباً وثقه وأثنى عليه حتى قال فيه الخطيب: " محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته ". وقال ابن خلكان: " كان صدوقاً ثقة " وقال ابن حجر: " أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرين " ووصفوه بالفضل والفهم والنبل، وفضلوه على أستاذه الواقدي ضعيف ". وقد تستوقفنا هنا ثلاث روايات تتصل بعدالته: أولاها: أن ابن فهم - تلميذه - كان مرة عند مصعب الزبيري فمر بهم يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا، حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا، فقال له يحيى: كذب. وقد اعتذر عنه الخطيب بأن تلك الأحاديث التي أنكرها يحيى ربما كانت من المناكير التي يرويها الواقدي، أي أنه ألقى اللوم على أستاذه أيضاً. ومن أجل هذه القصة فيما يبدو قال ابن تغري بردي: وثقه جميع الحفاظ ما عدا يحيى بن معين. الثانية: أن ابن أبي حاتم سأل أباه عنه فقال له: " يصدق " (1) - ولم يستعمل نعتاً قوياً في توثيقه - وزاد قائلاً: رأيته إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.

_ (1) أصبحت هذه اللفظة في مصدر متأخر ((صدوق)) انظر ابن الجزري 1: 143.

الثالثة: ما ذكر ابن طيفور (1) من أن المأمون كتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إشخاص سبعة من الفقهاء - بينهم محمد بن سعد كاتب الواقدي - فأشخصوا إليه، فسألهم وامتحنهم عن خلق القرآن فأجابوا جميعاً: إن القرآن مخلوق. فهذه الرواية إن صحت تدل أولاً على ما كان يتمتع به ابن سعد من شهرة وتقدم في بغداد، ولكنها قد تشير ثانياً إلى شيء من عدم الرضي عنه بين فئة من أهل الحديث. ومن ذلك فقد نرى بينه وبين أحمد بن حنبل الذي وقف أصلب موقف في فتنة خلق القرآن علاقة قوية إذ كان أحمد يوجه في كل جمعة برجل إلى ابن سعد يأخذ منه جزائين من حديث الواقدي فينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما. أما تلامذته فهم كثيرون أيضاً، ومنهم أحمد بن عبيد وابن أبي الدنيا والبلاذري والحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وغيرهم. وتكاد المصادر تجمع على أن ابن سعد توفي يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة 230هـ؟، بمدينة بغداد ودفن في مقبرة باب الشام وهو يومئذ ابن اثنتين وستين سنة. وهذا الخبر منقول عن الحسين بن فهم أحد تلامذته الأدنين، وأحد اثنين رويا كتاب الطبقات. ولكن ابن أبي حاتم يذكر أنه توفي سنة ست وثلاثين (يعني ومائتين) وقال الصفدي في الوافي أنه توفي سنة 222 على خلاف في ذلك. ويبدو أن رواية ابن فهم هي الصحيحة، فأما رواية الصفدي في الوافي فواضحة الخطأ لأن ابن سعد يؤرخ لأناس توفوا سنة 228 و 229هـ؟ (2) وليس هناك ما يدل على أن ذلك مما زاده الرواة الذين نقلوا الكتاب. أما رواية ابن أبي حاتم فقد كتبت بالأرقام لا بالحروف وهي في شكلها الذي كتبت به لا تسلم من الخطأ.

_ (1) جاء هذا الخبر على نحو أكمل في النجوم الزاهرة 2: 219. (2) انظر الطبقات 5: 326.

ولم يقتصر ثقافة ابن سعد على الحديث والأخبار والسير بل إنه كتب الغريب والفقه، وربما دلت صلته بالنحويين واللغويين مثل أبي زيد الأنصاري (1) على استكماله للنواحي اللغوية والنحوية، على نحو واسع. أما صلته بمحمد ابن سعدان الضرير وهو من مشهوري القراء فتدل على اهتمامه بالقراءات. وقد صرح ابن الجزري بأن ابن سعد روى الحروف عن محمد بن عمر الواقدي ثم رواها عنه الحارث بن أبي أسامة. وكان توفره على كتابة تراجم الرجال سبباً في اطلاعه الواسع على علم الأنساب، ويبدو من الطبقات أنه أحكم هذا الفرع إحكاماً جيداً بحيث تمكن فيه من المناقشة والترجيح، وعمدته في ذلك رواية أستاذه الواقدي، ورواية ابن إسحاق، ورواية ابن عمارة الأنصاري في نسب الأنصار، ورواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وعن هذا الأخير روى ابن سعد كتابه " جمهرة الأنساب " (2) . و" الطبقات " معرض لنواح كثيرة من ثقافته، وهو عمل ضخم أراده أن يكون في خمسة عشر مجلداً، ليخدم به السنة أو علم الحديث، فتحدث فيه عن الرسول والصحابة والتابعين إلى عصرهن مقتفياً خطى أستاذه الواقدي الذي ألف أيضاً كتاب " الطبقات "، ويبدو أن عمل ابن سعد شمل رواية الواقدي نفسه في السيرة والتراجم مضافاً إليها روايات أخذها عن غير الواقدي في السيرة والتراجم أيضاً، فإذا كتابه صورة أكمل وأوسع لأنه يمثل نشاط المحدثين والإخباريين والنسابين في عصره وفيما قبله. غير أن الواقدي يغلب على من عداه في توجيه كثير من المادة، وإن كنا نجد فصولاً استجدها ابن سعد، فلم يرد فيها ذكر للواقدي إطلاقاً (مثل " ذكر كنية رسول الله، صلى الله عليه وسلم " 1/ 1: 66؛ ومثل " ذكر ما كان

_ (1) انباه الرواة 2: 30 - 31. (2) ياقوت 7: 250 (ط. مرجوليوث) .

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعوذ به ويعوذه به جبريل " 2/1: 14) وقد كان الواقدي قليل الاهتمام بأمر التاريخ الجاهلي، ولذلك نجد رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي قد غلبت على الفصول المتصلة بتاريخ الأنبياء وبالأنساب القديمة، على وجه الإجمال؛ غير أن الفصول التي لم يذكر فيها الواقدي قليلة، وأهم الفصول إنما هي من اجتهاده وتحريره، حتى ليصدق قول ابن النديم على ابن سعد " ألف كتبه من تصنيفات الواقدي ". وفي حديثه عن الوفود التي وفدت على الرسول نجد رواية الواقدي تسير جنباً إلى جنب - في أكثر الأحيان - مع رواية هشام بن الكلبي. بل لم يقتصر ابن سعد على الإفادة من " طبقات " الواقدي وإنما استقى معلومات من كتبه الأخرى مثل كتاب " أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم "، وكتاب " وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم "، وكتاب " أخبار مكة "، وكتاب " السيرة "، وكتاب " طعم النبي "، وأفاد بخاصة من كتاب " المغازي "، فقد دخل هذا الكتاب كله ضمن طبقات ابن سعد. غير أنه لك يكتف به في هذا الموضوع فأضاف إليه المعلومات التي رواها عن ثلاثة الرواة تتصل رواية الأول منهم (وهو رويم بم يزيد المقرئ) بمغازي ابن إسحاق، وتتصل وراية الثاني بأبي معشر أحد الذين كتبوا في المغازي، أما الثالث وهو إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني فتتصل روايته بمغازي موسى ابن عقبة. وهكذا يجيء هذا الفصل ممثلاً لأربعة كتب في المغازي (عدا روايات أخرى) . ولا بد لنا من أن نتذكر أن اثنين من هؤلاء الثلاثة وهما موسى بن عقبة وابن إسحاق كانا من تلامذة الزهري، وأن إحدى روايات الواقدي تتصل بالزهري، كما أن الواقدي نفسه اعتمد كثيراً على مغازي موسى بن عقبة ومغازي ابن إسحاق، دون أن يشير إليهما كثيراً. وفي هذا ما يدل على اختلاط الروايات واتفاقها في منبع واحد. أما أبو معشر فقد اعتمد عليه الواقدي أيضاً وكان موثقاً في السيرة والمغازي بصيراً بهما

غير أن ابن سعد نفسه وصفه بأنه " كان كثير الحديث ضعيفاً ". ويتبين لنا من هذا الغرض أن في رواة ابن سعد ثلاثة على الأقل بضعفهم أهل الحديث، وهم: هشام بن محمد بن السائب الكلبي (وإن كان عندهم أوثق من أبيه) ولكنه يروي عن أبيه، وكان ابن سعد يعرف أن المحدثين يضعفونه. ثم الواقدي نفسه فقد اتهموه بأنه أغرب على الرسول بعشرين ألف حديث وأنه كان يروي المناكير. والثالث أبو معشر هذا المذكور. غير أنهم جميعاً يوثقون في السيرة والمغازي. وهذا الانفصال بين الحديث من ناحية والسير والأخبار والمغازي من ناحية أخرى أمر يستحق النظر. ولعل التحري الدقيق يثبت أن المحدثين الذين جرحوا هؤلاء المؤرخين كانوا ينظرون من زاوية خاصة، لعلها ضيقة محدودة، آية ذلك أن الواقدي نفسه وهو ما يهمنا هنا - لأن أكثر علم ابن سعد مأخوذ عنه - كان موثقاً عند فريق كبير من المحدثين فكان ابن سلام الجمحي يقول: " محمد بن عمر الواقدي عالم دهره " وكان الإمام مالك يسأله إذا أشكل عليه أمر، وقال فيه الدراوردي " ذلك أمير المؤمنين في الحديث " وقال مصعب الزبيري " والله ما رأينا مثله قط "، إلى غير ذلك من شهادات الأئمة الأعلام فيه. وقد كان الواقدي ذا إحساس عميق بمهمة المؤرخ وواجبه وحدوده. وحسبنا شاهداً على ذلك أنه عند تأريخه المغازي لم يترك موضعاً حدثت فيه غزاة إلا كان يذهب لمعاينته، وقد شهد بعضهم أنه رآه وهو ذاهب إلى حنين ليرى موضع الوقعة. وأكبر ما عابه عليه المحدثون شيء اتبعه ابن سعد تلميذه أيضاً وهو جمع أسانيد كثيرة وإيراد متن واحد لها، وإدخال حديث الرجال بعضهم في بعض، مبتغياً بذلك الإيجاز إذا كثرت الروايات وتشابهت. على أن اعتماد مغازي موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبي معشر ورواة الواقدي من المدنين حقيقة هامة يمكن أن نرى فيها ما يسمى " مدرسة المدينة " في السيرة، وهذه المدرسة التي انتقل مركز الثقل فيها من المدينة إلى

بغداد بانتقال ابن إسحاق وأبي معشر والواقدي، ثم انضم إليها ابن سعد نفسه بدراسته على الواقدي، قد علمت في ظل الخلافة العباسية وكان بعضهم يجد الحظوة التامة لدى العباسيين كابن إسحاق والواقدي. وبعد أن انتهى ابن سعد في أكثر الجزأين الأولين من سيرة الرسول، أضاف فصلاً عن الذين كانوا يفتون بالمدينة على عهد الرسول، ثم أخذ يترجم الأخير الذي خصصه للنساء. وقد راعى في التراجم عنصرين: عنصر الزمان وعنصر المكان - أما عنصر الزمان فقد تدخل في بناء الطبقات من أولها إلى آخرها، وكانت السابقة إلى الإسلام هي المحور الأكبر فيه، سواء اتصلت بالهجرة إلى الحبشة ثم بموقعة بدر أو وقتت بما قبل فتح مكة، أو غير ذلك من النقط الزمنية التي وجهت التقسيم في ذلك الكتاب. ومن ثم بدأ بالمهاجرين البدريين ثم بالأنصار البدريين ثم بمن أسلم قديماً ولم يشهد بدراً وإنما هاجر إلى الحبشة أو شهد أُحداً (فالبدريون مفضلون على من عداهم) ثم من أسلم قبل فتح مكة وهكذا. ونلاحظ في هذه القسمة أن ابن سعد احتذى فيها شيئاً شبيهاً بما صنعه عمر بن الخطاب عندما دون الدواوين. وبعد هذا تدخل العنصر المكاني فأخذ يترجم للصحابة ومن بعدهم على حسب الأمصار التي نزلوا فسمى من كان بالمدينة ومكة والطائف واليمن واليمامة، ثم من نزل الكوفة، ثم من نزل البصرة، ومن كان موطنه الشام ومصر وغيرهم. وفي أثناء هذا التقسيم التفت إلى التقسيمات المكانية، وبخاصة عند الحديث عن التابعين لأنه ترجم لهم في الطبقات، والطبقة في العادة تساوي جيلاً أو عشرين سنة أو عشر سنين، وهي تساوي في كتاب ابن سعد عشرين سنة تقريباً، فمثلاً تراوح نهاية الطبقة الثالثة بين سنتي 108 - 113 وتراوح نهاية

الطبقة الرابعة بين سنتي 126 - 132. وقد أظهر هذا التقسيم عيباً واحداً في الكتاب إذ قد يكون أحد الأشخاص داخلاً في غير موضع واحد في هذا المنهج الكبير، أي قد يكون أحد الناس بدرياً، ممن يفتي ايام الرسول، ثم هاجر إلى مصر من الأمصار وعلى هذا فلا بد له من ثلاث تراجم، غير أن ابن سعد كان على وهي بهذا ولذلك ففي مثل هذه الأحوال تجده يطيل الترجمة في موطن واحد ويوجز في المواطن الأخرى. وهناك مظهر آخر لهذا التقسيم نتج من الاعتماد الكلي على الرواية وذلك هو أننا كلما ابتعدنا عن الطبقات الأولى التي تهم ابن سعد الرواية عنها من جميع النواحي، أخذت الترجمة تتذاءل وتقل قيمتها، وبدلاً من أن يكتب ابن سعد ترجمات مستفيضة لمن عاصرهم، نجده اكتفى في هذا بقولة موجزة وأفاض كثيراً في تراجم الصحابة وكبار التابعين وبلغ من الدقة حداً يجعل من كتابه وثيقة بالغة القيمة. وقد اختفت شخصية ابن سعد أو كادت وراء السند، بل إنه لا يضيرنا كثيراً أن نعتبر كتاب الطبقات رواية نقلها تلميذ ابن سعد " الحارث بن ابي أسامة " - مثلاً - بل إننا نجد في بعض المواطن هذه العبارة " حدثنا محمد بن سعد " أي أن الذي يروي النص تلميذه لا هو؛ وقد كفل هذا للكتاب قسطاً وافراً جداً من الموضوعية، كما هي الحال في أكثر نواحي الثقافة الإسلامية المعتمدة على الأسانيد. وليس لابن سعد في الكتاب تعليقات كثيرة ولكن ما يوجد منها يدل على قدرة نقدية طيبة. فمن ذلك قوله في التعليق على اختلاف العلماء في نسب معد: " ولم أر بينهم اختلافاً أن معداً من ولد قيذر بن إسماعيل، وهذا الاختلاف في نسبته يدل على أنه لم يحفظ وإنما أخذ ذلك من أهل الكتاب وترجموه لهم فاختلفوا فيه، ولم صح ذلك لكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أعلم الناس به، فالأمر عندنا على الانتهاء إلى معد بن عدنا ثم الإمساك

عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم " (1) . وهو يذكر رواية ابن الكلبي أن والد الرسول توفي بعد ما أتى على الرسول ثمانية وعشرون شهراً، ويقال سبعة اشهر ثم يعلق على ذلك بقوله: " والأول أثبت أنه توفي ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، حمل " (2) وأورد رواية يستفاد منها أن النبي بكى عند قبر أمه لما فتح مكة فقال " وهذا غلط وليس قبرها بمكة، وقبرها بالأبواء " (3) . وقال في موطن آخر يذكر وفاة حميد بن عبد الرحمن: " وقد سمعت من يذكر أنه توفي سنة خمس ومائة وهذا غلط وخطأ ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك، لا في سنة ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه واقرب إلى الصواب " (4) . ونقل عن هشام الكلبي قوله إن الذي حضر بدراً هو السائب ابن مظعون (لا السائب بن عثمان بن مظعون) فقال في التعليق عليه: " وذلك عندنا منه وهل لأن أصحاب السيرة ومن يعلم المغازي يثبتون السائب الخ " (5) . وهو يضعف شعراً يرويه (6) ، وروايته للشعر وبخاصة في السيرة، ليست قليلة، ولكنها في باب المغازي مثلاً أقل بكثير مما رواه الواقدي أو ابن إسحاق. وهذا الميل النقدي الذي تصوره هذه النصوص موجود عند أستاذه الواقدي أيضاً. ويجب أن نذكر أم متاب الطبقات من أوائل ما ألف في هذا الموضوع، وإننا لا نعلم كتاباً سبقه إلا طبقات الواقدي، وتذكر هذه الحقيقة يجعلنا ندرك قيمة الكتاب من حيث هو مصدر قديم ومن حيث هو أحد النماذج الأولى في موضوع " الرجال ". حقاً إن التأليف في هذه الناحية كثر من

_ (1) الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74. (2) الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74. (3) الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74. (4) الطبقات 5: 115. (5) الطبقات 3 - 1: 292. (6) الطبقات 1 - 1: 47.

بعده، وربما انقسم التأليف في الطبقات بعده قسمين، قسم خاص بالصحابة وقسم خاص بسائر رجال الحديث من بعدهم، ولكن أثر كتاب ابن سعد، سواء ذكر اسمه أو لم يذكر، قد ظهر في التواليف التي جاءت من بعد. وإذا كنا لا نعرف لابن سعد أثراً في " طبقات " خليفة بن خياط لأن هذا لم يصلنا، فنحن نعلم أن الصلة بين ابن سعد والبلاذري مثلاً كانت وثيقة، وأن مادة ابن سعد قد تركت أثراً واضحاً في كتاب " فتوح البلدان "، وكتاب " أنساب الأشراف "، والثاني من هذين الكتابين صورة أخرى للتأليف في الطبقات. وفي كتاب ابن سعد فصول هي الأصل الذي احتذاه المؤلفون في " دلائل النبوة " كأبي نعيم والبيهقي وعنه نقل ابن مندة في طبقاته، ويمكن أن تقارن أصول السند عنده بما عند ابي نعيم الأصفهاني في " حلية الأولياء " فإن المتن متشابه وطرق الإسناد هي نفس طرق ابن سعد، متجهة اتجاهاً آخر، على أيدي رواة آخرين. ومن الغريب أن ابن عبد البر القرطبي في " الاستيعاب " لا يذكر أنه اعتمد على طبقات ابن سعد ويقول أنه استمد من طبقات الواقدي نفسه عن طريق محمد بن سعد عن طرق إبراهيم بن موسى بن جميل (س0 300) وهذا الأخير أندلسي هاجر إلى المشرق وسمع ابن حنبل وابن أبي الدنيا وابن قتيبة وابن سعد نفسه. وتظل شهرة ابن سعد بين الأندلسيين محدودة - بعكس طبقات الواقدي - حتى إن الكلاعي مؤلف " الاكتفاء " اعتمد على ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي ومصعب الزبيري ولم يذكر شيئاً عن ابن سعد وطبقاته. على أنّا نجد أندلسياً متأخراً ينقل عنه وهو ابن أبي بكر (- 741) في كتابه " التمهيد والبين في مقتل الشهيد عثمان "، وهو كتاب ما يزال مخطوطاً. وأغرب من هذا أمر المشارقة وبخاصة ابن الأثير مؤلف " أسد الغابة " فإنه اكتفى في كتابه هذا بالاعتماد على أربعة كتب هي: كتاب ابن مندة وكتاب أبي نعيم وكتاب ابن عبد البر ثم تذييل الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني. وواضح من هذا أن

كتاب ابن سعد يدخل في " أسد الغابة " دخولاً غير مباشر، ولكن إغفال ابن الأثير له أمر يستوقف النظر. غير أن طبقات ابن سعد، مع ذلك كله، مصدر هام عند ابن عساكر في كتابه " تاريخ دمشق " ومصدر هام في " تاريخ الإسلام " للذهبي وفي " تجريد أسماء الصحابة " و " سير أعلام النبلاء " ومعتمد في " الإصابة " و " تهذيب التهذيب " لابن حجر. وينقل عنه ابن كثير في تاريخه ويصرح ابن تغري بردي بقوله: " ونقلنا عنه كثيراً في هذا الكتاب " - أي كتاب النجوم الزاهرة - وكذلك كان مرجعاً لمن كتبوا في السيرة من المتأخرين كالمقريزي في " إمتاع الأسماع "، ولكثير من الكتب في الرجال. وقد وصلنا هذا الكتاب برواية الحارث بن أبي اسامة لبعضه، والحسين ابن فهم لبعضه الآخر - كلاهما يرويه عن ابن سعد - ونحن نعلم أن الأول منهما له رواية مباشرة عن الواقدي نفسه. ثم تنقسم هذه الرواية فيأخذ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الحلاب عن الحارث، ويأخذ أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب عن ابن فهم، وتعود الروايتان فتجتمعان عند أبي الحسن ابن حيويه الخزاز وتتسلسل الرواية من بعد ذلك خلال عدد من الرواة حتى تصل إلى محدث الشام ومسنده شمس الدين أبي الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي ومنه إلى شرف الدين محمد بن عبد المؤمن الدمياطي. ومنذ سنة 1903 عمل في نشر هذا الكتاب جماعة من العلماء الألمان فأشرف عليه سخاو وعانه فيه هوروفنز ومنوخ وبروكلمان وشوالي ولبرت وميسنر وسترستين، وكان اعتمادهم على مخطوطات خمس وجدوها، فجاء عملهم في حدود الإمكانات التي توفرت لهم جيداً مضبوطاً دقيقاً. فإعادة طبع هذا الكتاب اليوم عمل هام ضروري، غايته تقريبه من أيدي الدارسين وتسهيل وصوله إليهم، ففي صفحاته كنز لا ينضب من المعرفة لمن شاء أن يدرس سيرة الرسول وحياة القرنين الأولين من تاريخ الإسلام، وهو المنيع الذي

يمد الباحثين بموضوعات جديدة في كتابة السير والبحث عن طرق الإسناد وكيفية تدوين الحديث، ويعلمنا الشيء الكثير عن الأمور الاجتماعية المتصلة بحياة البيت والسوق وأمور الزي والطعام والشراب وعن جوانب من الأعمال والمهن والحياة التجارية، وعن كثير من النواحي الثقافية والأحكام الفقهية، والصراع بين السنة والأهواء، وعن عشرات من الموضوعات، كل ذلك في لغة سهلة مستوية جزلة، وفي اعتدال وقصد وموضوعية وتجرد لا يستطيعه إلا من كان مخلصاً، كابن سعد، يقدم الغاية العلمية على كل شيء آخر. إحسان عباس

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ الْعَلَّامَةُ النَّسَّابَةُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الدُّمْيَاطِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ مُحَدِّثُ الشَّأْمِ وَمُسْنِدُهُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَهْبَلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَارَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُعَاذِ بْنِ حَيْوَيْهِ الْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَنِيعٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ:

ذكر من انتمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنِ انْتَمَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ»

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ الْمَدَنِيُّ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§قَسَمَ اللَّهُ الْأَرْضَ نِصْفَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا، ثُمَّ قَسَمَ النِّصْفَ عَلَى ثَلَاثَةٍ فَكُنْتُ فِي خَيْرِ ثُلُثٍ مِنْهَا، ثُمَّ اخْتَارَ الْعَرَبَ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ اخْتَارَ قُرَيْشًا مِنَ الْعَرَبِ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ اخْتَارَ الْعَرَبَ، فَاخْتَارَ مِنْهُمْ كِنَانَةَ أَوِ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ قُرَيْشًا، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ اخْتَارَ الْعَرَبَ فَاخْتَارَ كِنَانَةَ مِنَ الْعَرَبِ وَاخْتَارَ قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ»

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] قَالَ: «قَدْ وَلَدْتُمُوهُ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ بِاللَّيْلِ وَمَعَهُ رَجُلٌ يُسَايِرُهُ إِذْ سَمِعَ حَادِيًا يَحْدُو وَقَوْمٌ أَمَامَهُ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: «§لَوْ أَتَيْنَا حَادِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَقَرَّبْنَا حَتَّى غَشَيْنَا الْقَوْمَ» . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِمَّنِ الْقَوْمُ؟» . قَالُوا: مِنْ مُضَرَ فَقَالَ: «وَأَنَا مِنْ مُضَرَ وَنَى حَادِينَا فَسَمِعْنَا حَادِيَكُمْ فَأَتَيْنَاكُمْ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْبًا فَقَالَ: «§مِمَّنِ الْقَوْمُ؟» . فَقَالُوا: مِنْ مُضَرَ فَقَالَ: «وَأَنَا مِنْ مُضَرَ» . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا رِدَافٌ وَلَيْسَ مَعَنَا زَادٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَنَحْنُ رِدَافٌ مَا لَنَا زَادٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ -[22]- إِذْ سَمِعَ صَوْتَ حَادٍ فَسَارَ حَتَّى أَتَاهُمْ فَلَمَّا أَتَاهُمْ قَالَ: " §وَنَى حَادِينَا فَسَمِعْنَا صَوْتَ حَادِيكُمْ فَجِئْنَا نَسْمَعُ حُدَاءَهُ فَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» . قَالُوا: مُضَرِيُّونَ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «وَأَنَا مُضَرِيٌّ» . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا أَوَّلُ مَنْ حَدَا، بَيْنَمَا رَجُلٌ فِي سَفَرٍ فَضَرَبَ غُلَامًا لَهُ عَلَى يَدِهِ بِعَصًا فَانْكَسَرَتْ يَدُهُ فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَقُولُ وَهُوَ يُسَيِّرُ الْإِبِلَ: وَايَدَاهْ. . . . . وَايَدَاهْ وَقَالَ: هَيْبًا هَيْبًا فَسَارَتِ الْإِبِلُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ وَكَانَ أَدْرَكَ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: جَاءَتْ بَنُو فُهَيْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّكَ مِنَّا، فَقَالَ: «إِنَّ §جِبْرِيلَ لَيُخْبِرُنِي أَنِّي رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ §ذَكَرَ مُضَرَ فِي كَلَامٍ لَهُ فَقَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَ وَفْدُ كِنْدَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ جِبَابُ الْحِبَرَةِ وَقَدْ لَفُّوا جُيُوبَهَا وَأَكِمَّتَهَا بِالدِّيبَاجِ فَقَالَ: «§أَلَيْسَ قَدْ أَسْلَمْتُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَأَلْقُوا هَذَا عَنْكُمْ» قَالَ: فَخَلَعُوا الْجِبَابَ قَالَ: فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَنُو آكِلِ الْمُرَارِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «نَاسِبُوا الْعَبَّاسَ وَأَبَا سُفْيَانَ» . قَالَ: فَقَالُوا: لَا نُنَاسِبُ غَيْرَكَ، قَالَ: «فلَا، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نُدَّعَى لِغَيْرِ أَبِينَا»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِوَفْدِ كِنْدَةَ حِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ فَزَعَمُوا أَنَّ بَنِي هَاشِمٍ مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[23]- صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ §نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَنْ نَقْفُوَ أُمَّنَا، وَلَنْ نُدَّعَى لِغَيْرِ أَبِينَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ هَهُنَا نَاسًا مِنْ كِنْدَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إنَّما ذَلِكَ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ لِيَأْمَنَا بِالْيَمَنِ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نُزَنِّيَ أُمَّنَا، أَوْ نَقْفُوَ أَبَانَا، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْهَيْصَمِ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ مِنْ كِنْدَةَ لَا يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ، قَالَ عَفَّانُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكُمْ مِنَّا، قَالَ: فَقَالَ: «§نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا» . قَالَ: فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَنْفِي قُرَيْشًا مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ لَا يُتَّهَمُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَانْتَسَبَ حَتَّى بَلَغَ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَهُ مِنَ الرِّعْدَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ -[24]-: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْسَطَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ لَيْسَ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: «§قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي قَرَابَتِي مِنْكُمْ وَتَحْفَظُونِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَكْثِرُوا عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَكَتَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ أَوْسَطَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ لَمْ يَكُنْ حَيُّ مِنْ أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي وَتَحْفَظُونِي فِي ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمُ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قَالَ: قَلَّ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ وِلَادَةٌ فَقَالَ: «§إِنْ لَمْ تَحْفَظُونِي فِيمَا جِئْتُ بِهِ فَاحْفَظُونِي لِقَرَابَتِي»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمُ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قَالَ: «أَنْ §تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ -[25]- النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ يَقُولُ: «§أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219] قَالَ: «مِنْ نَبِيٍّ إِلَى نَبِيٍّ وَمِنْ نَبِيٍّ إِلَى نَبِيٍّ حَتَّى أُخْرِجَكَ نَبِيًّا»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ نَبِيًّا نَظَرَ إِلَى خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ قَبِيلَةً فَيَبْعَثُ خَيْرَهَا رَجُلًا»

ذكر من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنبياء

§ذِكْرُ مَنْ وَلَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْبِيَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§النَّاسُ وَلَدُ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §خُلِقَ آدَمُ مِنْ أَرْضٍ -[26]- يُقَالُ لَهَا: دَحْنَاءُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَخَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§أَتَدْرِي لِمَ سُمِّيَ آدَمُ؟ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ جَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «§خُلِقَ آدَمُ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِنْ أَسْوَدِهَا وَأَحْمَرِهَا وَأَبْيَضِهَا وَحَزْنِهَا وَسَهْلِهِا» قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ مِثْلَهُ وَخُلِقَ جُؤْجُؤُهُ مِنْ ضَرِيَّةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «إِنَّمَا §سُمِّيَ آدَمُ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ إِنْسَانًا لِأَنَّهُ نَسِيَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " إِنَّ §اللَّهَ بَعَثَ إِبْلِيسَ فَأَخَذَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ مِنْ عَذْبِهَا وَمِلْحِهَا فَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَ فَكُلُّ شَيْءٍ خَلْقَهُ مِنْ عَذْبِهَا فَهُوَ صَائِرٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ ابْنَ كَافِرٍ وَكُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ مِنْ مِلْحِهَا فَهُوَ صَائِرٌ إِلَى النَّارِ وَإِنْ كَانَ ابْنَ تَقِيٍّ قَالَ: فَمِنْ ثَمَّ قَالَ إِبْلِيسُ: أأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا؟ لِأَنَّهُ جَاءَ بِالطِّينَةِ، قَالَ: فَسُمِّيَ آدَمُ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ لَمَّا صَوَّرَ آدَمَ تَرَكَهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: " §خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ قَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فِيهِ فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ وَخَرَجَ كُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا قَالَ: فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: «§خَلَقَ اللَّهُ ابْنَ آدَمَ كَمَا شَاءَ وَمِمَّا شَاءَ، فَكَانَ كَذَلِكَ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ وَالْمَاءِ، فَمِنْهُ لَحْمُهُ وَدَمُهُ وَشَعْرُهُ وَعِظَامُهُ وَجَسَدُهُ كُلُّهُ، فَهَذَا بَدْءُ الْخَلْقِ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُ ابْنَ آدَمَ، ثُمَّ جُعِلَتْ فِيهِ النَّفْسُ، فَبِهَا يَقُومُ وَيَقْعُدُ، وَيَسْمَعُ وَيُبْصِرُ، وَيَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ الدَّوَابُّ، وَيَتَّقِي مَا تَتَّقِي، ثُمَّ جُعِلَ فِيهِ الرُّوحُ، فَبِهِ عَرَفَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَالرُّشْدَ مِنَ الْغَيِّ، وَبِهِ حَذَرَ وَتَقَدَّمَ، وَاسْتَتَرَ وَتَعَلَّمَ، وَدَبَّرَ الْأُمُورَ كُلَّهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[28]- وسلم: " §لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ جَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَعْجَبَهُ نُورُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ فِي آخِرِ الْأُمَمِ يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ قَالَ: أَيْ رَبِّ كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سُتُّونَ سَنَةً، قَالَ: فَزِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: إِذًا تُكْتَبَ وَتُخْتَمَ وَلَا تُبَدَّلَ، قَالَ: فَلَمَّا انْقَضَى عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَرَّرَهَا ثَلَاثًا، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ فَعَرَضَهُمْ عَلَيْهِ فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ بَنِيَّ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ قَالَ: فَكَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ فِي عُمُرِهِ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمُرِكَ، قَالَ: وَكَانَ عُمُرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمُرِي، قَالَ: فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ لِتَقْبِضَ رُوحَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَقَالُوا: إِنَّكَ جَعَلْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ -[29]-، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا فَعَلْتُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَأَقَامَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ، ثُمَّ أَكْمَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِآدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ وَأَكْمَلَ لِدَاوُدَ مِائَةَ سَنَةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {§وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: 172] فَمَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ فَخَرَجَتْ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِنَعْمَانَ هَذَا الَّذِي وَرَاءَ عَرَفَةَ فَأَخَذَ مِيثَاقَهُمْ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: 172] قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَحَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ {قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 172]

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §مَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ بِنَعْمَانَ هَذِهِ فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ قَالَ: ثُمَّ تَلَا {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ} [الأعراف: 173] "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ بِدِحْنَاءَ فَمَسَحَ ظَهْرَهُ فَأَخْرَجَ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172] " قَالَ سَعِيدٌ فَيَرَوْنَ أَنَّ الْمِيثَاقَ أُخِذَ يَوْمَئِذٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§يَوْمُ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ وَأَهْبَطَ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «§خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: " إِنَّ §أَوَّلَ مَا خُلِقَ مِنْ آدَمَ رَأْسُهُ فَجُعِلَ يُخْلَقُ جَسَدُهُ وَهُوَ يَنْظُرُ قَالَ: فَبَقِيَتْ رِجْلَاهُ عِنْدَ الْعَصْرِ قَالَ: يَا رَبِّ اللَّيْلُ أَعْجِلْ قَدْ جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ اللَّهُ: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§مِنْ طِينٍ} [الأنعام: 2] قَالَ: اسْتُلَّ آدَمُ مِنَ الطِّينِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، §فِي قَوْلِهِ {أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] قَالَ: يَقُولُ بَعْضُهُمْ هُوَ نَبَاتُ الشَّعْرِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَفْخُ الرُّوحِ

أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ §اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي ". فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: «عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ -[31]-: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " كَانَ §أَوَّلُ مَا جَرَى فِيهِ الرُّوحُ مِنْ آدَمَ بَصَرَهُ وَخَيَاشِيمَهُ فَلَمَّا جَرَى الرُّوحُ مِنْهُ فِي جَسَدِهِ كُلِّهِ عَطَسَ فَلَقَّاهُ اللَّهُ حَمْدَهُ فَحَمِدَ رَبَّهُ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ يَا آدَمُ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَإِ فَقُلْ لَهُمْ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَرُدُّونَ عَلَيْكَ، فَفَعَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْجَبَّارِ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ فَقَالَ: قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا يَا آدَمُ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ الرُّوحُ عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ «سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ كَانَ يَمَسُّ رَأْسَهُ السَّمَاءَ قَالَ فَوَطَّدَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى صَارَ سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِ أَذْرُعٍ عَرْضًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ §آدَمَ كَانَ رَجُلًا طُوَالًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، فَلَمَّا رَكِبَ الْخَطِيئَةَ بَدَتْ لَهُ عَوْرَتُهُ وَكَانَ لَا يَرَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا فِي الْجَنَّةِ فَتَعَلَّقَتْ بِهِ شَجَرَةٌ فَقَالَ لَهَا: أَرْسِلِينِي، فَقَالَتْ: لَسْتُ بِمُرْسِلَتِكَ، قَالَ: وَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا آدَمُ، أَمِنِّي تَفِرُّ؟ قَالَ: «رَبِّ إِنِّي اسْتَحْيَيْتُكَ» قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ

أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ §آدَمُ طُوَالًا آدَمَ جَعْدًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ عَلَى خَلْقِ آدم سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِ أَذْرُعٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§بَكَى آدَمُ عَلَى الْجَنَّةِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الشَّامِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: §أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «آدَمُ» قُلْتُ أَوَنَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» . قَالَ: قُلْتُ: فَكَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ §لِآدَمَ أَرْبَعَةُ أَوْلَادٍ تُؤَامٍ ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ، وَذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ، فَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْحَرْثِ وَضِيئَةً، وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْغَنَمِ قَبِيحَةً، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: وَيْحَكَ، أَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ، تَعَالَ حَتَّى نُقَرِّبَ قُرْبَانًا، فَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُكَ كُنْتَ أَحَقَّ بِهَا، وَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانِي كُنْتُ أَحَقَّ بِهَا، قَالَ: فَقَرَّبَا قُرْبَانَهُمَا فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَقْرَنَ أَبْيَضَ، وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ بِصُبْرَةٍ مِنْ طَعَامِهِ، فَقُبِلَ الْكَبْشُ

فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ {لَأَقْتُلَنَّكَ} [المائدة: 27] فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ} [المائدة: 28] إِلَى قَوْلِهِ {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] فَقَتَلَهُ، فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَافِرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ §آدَمُ يُزَوِّجُ ذَكَرَ هَذَا الْبَطْنِ بِأُنْثَى هَذَا الْبَطْنِ وَأُنْثَى هَذَا الْبَطْنِ بِذَكَرِ هَذَا الْبَطْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، " أَنَّ §آدَمَ، لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ، اطْلُبُوا لِي مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ فَإِنِّي قَدِ اشْتَهَيْتُهَا، فَذَهَبَ بَنُوهُ وَذَاكَ فِي مَرَضِهِ يَطْلُبُونَ لَهُ مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا هُمْ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ، قَالُوا لَهُمْ: يَا بَنِي آدَمَ مَا تَطْلُبُونَ؟ قَالُوا: إِنَّ أَبَانَا اشْتَاقَ إِلَى ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ فَنَحْنُ نَطْلُبُهَا قَالُوا: ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ الْأَمْرُ فَإِذَا أَبُوهُمْ قَدْ قُبِضَ فَأَخَذْتِ الْمَلَائِكَةُ آدَمَ فَغَسَّلُوهُ وَحَنَّطُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَفَرُوا لَهُ قَبْرًا وَجَعَلُوا لَهُ لَحْدًا ثُمَّ إِنَّ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَقَدَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفَهُ الْمَلَائِكَةُ وَبَنُو آدَمَ خَلْفَهُمْ ثُمَّ وَضَعُوهُ فِي حُفْرَتِهِ وَسَوَّوْا عَلَيْهِ فَقَالُوا: «يَا بَنِي آدَمَ هَذَا سَبِيلُكُمْ وَهَذِهِ سُنَّتُكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حَسَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتَيٌّ السَّعْدِيُّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: §لَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ قَالَ لِبَنِيهِ: انْطَلِقُوا فَاجْتَنُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. فَخَرَجَ بَنُوهُ فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: بَعَثَنَا أَبُونَا لِنَجْتَنِيَ لَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. قَالُوا: ارْجِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، فَرَجَعُوا مَعَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى آدَمَ، فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ ذُعِرَتْ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو إِلَى آدَمَ فَتَلْزِقُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ: إِلَيْكِ عَنِّي فَمِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ، خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلَائِكَةِ رَبِّي -[34]-. فَقَبَضُوا رُوحَهُ، ثُمَّ غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ وَحَفَرُوا لَهُ، ثُمَّ دَفَنُوهُ، فَقَالُوا يَا بَنِي آدَمَ، هَذِهِ سُنَّتُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَنْ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ §آدَمَ خُلِقَ مِنْ ثَلَاثِ تُرُبَاتٍ سَوْدَاءَ وَبَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: خَرَجْتُ خَرْجَةً لِي فَجِئْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ الْحَسَنُ: فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ §آدَمُ لِلسَّمَاءِ خُلِقَ أَمْ لِلْأَرْضِ؟ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلٍ لِلْأَرْضِ خُلِقَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: «لِلْأَرْضِ خُلِقَ فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: «§الشَّجَرَةُ الَّتِي افْتُتِنَ بِهَا آدَمُ الْكَرْمُ وَجُعِلَتْ فِتْنَةً لِوَلَدِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَزِيَادٍ، مَوْلَى مُصْعَبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ §آدَمَ أَنَبِيًّا كَانَ أَوْ مَلَكًا؟ قَالَ: «بَلْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§النَّاسُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ لَنْ يَمْلَؤُوهُ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْأَلُكُمْ عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَلَا أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ

عَبَّاسٍ قَالَ: " §خَرَجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ فَأُنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ وَكَانَ مُكْثُهُ فِي الْجَنَّةِ نِصْفَ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا يَعُدُّ أَهْلُ الدُّنْيَا فَأُهْبِطَ آدَمُ عَلَى جَبَلٍ بِالْهِنْدِ يُقَالُ لَهُ: نَوْذُ وَأُهْبِطَتْ حَوَّاءُ بِجَدَّةَ فَنَزَلَ آدَمُ مَعَهُ رِيحُ الْجَنَّةِ فَعَلِقَ بِشَجَرِهَا وَأَوْدِيَتِهَا فَامْتَلَأَ مَا هُنَالِكَ طِيبًا فَمِنْ ثَمَّ يُؤْتَى بِالطِّيبِ مِنْ رِيحِ آدَمَ صلّى الله عليه وسلم وَقَالُوا: أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ أَيْضًا وَأُنْزِلَ مَعَهُ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ وَعَصَا مُوسَى وَكَانَتْ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ عَلَى طُولِ مُوسَى صلّى الله عليه وسلم وَمَرٌّ وَلُبَانٌ ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بَعْدُ الْعَلَاةُ وَالْمِطْرَقَةُ وَالْكَلْبَتَانِ فَنَظَرَ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ عَلَى الْجَبَلِ إِلَى قَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ نَابِتٍ عَلَى الْجَبَلِ فَقَالَ: هَذَا مِنْ هَذَا فَجَعَلَ يُكَسِّرُ أَشْجَارًا عَتَقَتْ وَيَبَسَتْ بِالْمِطْرَقَةِ ثُمَّ أَوَقَدْ عَلَى ذَلِكَ الْغُصْنِ حَتَّى ذَابَ فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ ضُرِبَ مِنْهُ مُدْيَةٌ فَكَانَ يَعْمَلُ بِهَا ثُمَّ ضُرِبَ التَّنُّورُ وَهُوَ الَّذِي وَرِثَهُ نُوحٌ وَهُوَ الَّذِي فَارَ بِالْهِنْدِ بِالْعَذَابِ فَلَمَّا حَجَّ آدَمُ وَضَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَكَانَ يُضِيءُ لِأَهْلِ مَكَّةَ فِي لَيَالِي الظُّلَمِ كَمَا يُضِيءُ الْقَمَرُ فَلَمَّا كَانَ قُبَيْلَ الْإِسْلَامِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ وَقَدْ كَانَ الْحُيَّضُ وَالْجُنُبُ يَصْعَدُونَ إِلَيْهِ يَمْسَحُونَهُ فَاسْوَدَّ فَأَنْزَلَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ وَحَجَّ آدَمُ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى مَكَّةَ أَرْبَعِينَ حَجَّةً عَلَى رِجْلَيْهِ وَكَانَ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ يَمْسَحُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ فَمِنْ ثَمَّ صَلُعَ وَأَوْرَثَ وَلَدَهُ الصَّلَعَ وَنَفَرَتْ مِنْ طُولِهِ دَوَابُّ الْبَرِّ فَصَارَتْ وَحْشًا مِنْ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ آدَمُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ قَائِمًا يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلَائِكَةِ وَيَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ فَحُطَّ مِنْ طُولِهِ ذَلِكَ إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعًا فَكَانَ ذَلِكَ طُولُهُ حَتَّى مَاتَ وَلَمْ يُجْمَعْ حُسْنُ آدَمَ لِأَحَدٍ مِنْ وَلَدِهِ إِلَّا لِيُوسُفَ وَأَنْشَأَ آدَمُ يَقُولُ: رَبِّ كُنْتُ جَارَكَ فِي دَارِكَ لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرَكَ وَلَا رَقِيبٌ دُونَكَ آكُلُ فِيهَا رَغَدًا وَأَسْكُنُ حَيْثُ أَحْبَبْتُ

فَأَهْبَطْتَنِي إِلَى هَذَا الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ فَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلَائِكَةِ وَأَرَاهُمْ كَيْفَ يَحُفُّونُ بِعَرْشِكَ وَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ وَطِيبِهَا ثُمَّ أَهْبَطْتَنِي إِلَى الْأَرْضِ وَحَطَطْتَنِي إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعًا فَقَدِ انْقَطَعَ عَنِّي الصَّوْتُ وَالنَّظَرُ وَذَهَبَ عَنِّي رِيحُ الْجَنَّةِ فَأَجَابَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَعْصِيَتِكَ يَا آدَمُ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ عُرْيَ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَمَرَهُ أَنْ يَذْبَحَ كَبْشًا مِنَ الضَّأْنِ مِنَ الثَّمَانِيَةِ الْأَزْوَاجِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَخَذَ آدَمُ كَبْشًا فَذَبَحَهُ، ثُمَّ أَخَذَ صُوفَهُ فَغَزَلَتْهُ حَوَّاءُ وَنَسَجَهُ هُوَ وَحَوَّاءُ فَنَسَجَ آدَمُ جُبَّةً لِنَفْسِهِ وَجَعَلَ لِحَوَّاءَ دِرْعًا وَخِمَارًا فَلَبِسَاهُ وَقَدْ كَانَا اجْتَمَعَا بِجَمْعٍ فَسُمِّيَتْ جَمْعًا وَتَعَارَفَا بِعَرَفَةَ فَسُمِّيَتْ عَرَفَةَ وَبَكَيَا عَلَى مَا فَاتَهُمَا مِائَتَيْ سَنَةٍ وَلَمْ يَأْكُلَا وَلَمْ يَشْرَبَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَكَلَا وَشَرِبَا وَهُمَا يَوْمَئِذٍ عَلَى نَوْذَ الْجَبَلِ الَّذِي أُهْبِطَ عَلَيْهِ آدَمُ وَلَمْ يَقْرَبْ حَوَّاءَ مِائَةَ سَنَةٍ ثُمَّ قَرَبَهَا فَتَلَقَّتْ فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ أَوَّلَ بَطْنٍ قَابِيلَ وَأُخْتَهُ لَبُودَ تَوْأَمَتَهُ ثُمَّ حَمَلَتْ فَوَلَدَتْ هَابِيلَ وَأُخْتَهُ إِقْلِيمَا تَوْأَمَتَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا أَمَرَ اللَّهُ آدَمَ أَنْ يُزَوِّجَ الْبَطْنَ الْأَوَّلَ الْبَطْنَ الثَّانِيَ وَالْبَطْنَ الثَّانِيَ الْبَطْنَ الْأَوَّلَ يُخَالِفُ بَيْنَ الْبَطْنَيْنِ فِي النِّكَاحِ وَكَانَتْ أُخْتُ قَابِيلَ حَسَنَةً وَأُخْتُ هَابِيلَ قَبِيحَةً فَقَالُ آدَمُ لِحَوَّاءَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ فَذَكَرَتْهُ لِاِبْنَيْهَا فَرَضِيَ هَابِيلُ وَسَخِطَ قَابِيلُ وَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهَذَا قَطُّ وَلَكِنْ هَذَا عَنْ أَمْرِكَ يَا آدَمُ فَقَالَ آدَمُ: فَقَرِّبَا قُرْبَانًا فَأَيُّكُمَا كَانَ أَحَقَّ بِهَا أَنْزَلَ اللَّهُ نَارًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَكَلَتْ قُرْبَانَهُ فَرَضِيَا بِذَلِكَ فَعَدَا هَابِيلُ وَكَانَ صَاحِبُ مَاشِيَةٍ بِخَيْرِ غِذَاءِ غَنَمِهِ وَزُبْدٍ وَلَبَنٍ وَكَانَ قَابِيلُ زَرَّاعًا فَأَخَذَ طُنًّا مِنْ شَرِّ زَرْعِهِ ثُمَّ صَعَدَا الْجَبَلَ يَعْنِي نَوْذَ وَآدَمُ مَعَهُمَا فَوَضَعَا الْقُرْبَانَ وَدَعَا آدَمُ رَبَّهُ وَقَالَ قَابِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَا أُبَالِي أَيُقْبَلُ مِنِّي أَمْ لَا لَا يَنْكِحُ هَابِيلُ أُخْتِي أَبَدًا فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْ قُرْبَانَ هَابِيلَ وَتَجَنَّبَتْ قُرْبَانَ قَابِيلَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ زَاكِي الْقَلْبِ، فَانْطَلَقَ هَابِيلُ فَأَتَاهُ قَابِيلُ، وَهُوَ فِي غَنَمِهِ فَقَالَ: لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ: لِمَ تَقْتُلُنِي

قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنْكَ وَلَمْ يَتَقَبَّلْ مِنِّي وَرَدَّ عَلَيَّ قُرْبَانِي وَنَكَحْتَ أُخْتِي الْحَسَنَةَ وَنَكَحْتُ أُخْتَكَ الْقَبِيحَةَ وَيَتَحَدَّثُ النَّاسُ بَعْدَ الْيَوْمِ أَنَّكَ كُنْتَ خَيْرًا مِنِّي فَقَالَ لَهُ هَابِيلُ {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] أَمَّا قَوْلُهُ: بِإِثْمِي يَقُولُ: تَأْثَمُ بِقَتْلِي إِذَا قَتَلْتَنِي إِلَى إِثْمِكَ الَّذِي كَانَ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَنِي فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ فَتَرَكَهُ لَمْ يُوَارِ جَسَدَهُ {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة: 31] وَكَانَ قَتْلُهُ عَشِيَّةً، وَغَدَا إِلَيْهِ غُدْوَةً لَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ فَإِذَا هُوَ بِغُرَابٍ حَيٍّ يَبْحَثُ عَلَى غُرَابٍ مَيِّتٍ فَقَالَ {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي} [المائدة: 31] كَمَا يُوَارِي هَذَا سَوْءَةَ أَخِيهِ فَدَعَا بِالْوَيْلِ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ثُمَّ أَخَذَ قَابِيلُ بِيَدِ أَخِيهِ ثُمَّ هَبَطَ مِنَ الْجَبَلِ يَعْنِي نَوْذَ إِلَى الْحَضِيضِ فَقَالَ آدَمُ لِقَابِيلَ: اذْهَبْ فَلَا تَزَالُ مَرْعُوبًا أَبَدًا لَا تَأْمَنُ مَنْ تَرَاهُ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ إِلَّا رَمَاهُ فَأَقْبَلَ ابْنٌ لِقَابِيلَ أَعْمَى وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ لِلْأَعْمَى ابْنِهِ: هَذَا أَبُوكَ قَابِيلُ فَرَمَى الْأَعْمَى أَبَاهُ قَابِيلَ فَقَتَلَهُ فَقَالَ ابْنُ الْأَعْمَى يَا أَبَتَاهُ قَتَلْتَ أَبَاكَ فَرَفَعَ الْأَعْمَى يَدَهُ فَلَطَمَ ابْنَهُ فَمَاتَ ابْنُهُ فَقَالَ الْأَعْمَى: وَيْلٌ لِي قَتَلْتُ أَبِي بِرَمْيَتِي وَقَتَلْتُ ابْنِي بِلَطْمَتِي ثُمَّ حَمَلَتْ حَوَّاءُ فَوَلَدَتْ شِيثًا وَأُخْتَهُ عَزْوَرَا فَسُمِّيَ هِبَةُ اللَّهِ اشْتُقَّ لَهُ مِنِ اسْمِ هَابِيلَ فَقَالَ لَهَا جِبْرِيلُ حِينَ وَلَدَتْهُ: هَذَا هِبَةُ اللَّهِ لَكِ بَدَلَ هَابِيلَ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ شَثٌّ وَبِالسُّرْيَانِيَّةِ شَاثُ وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ شِيثٌ وَإِلَيْهِ أَوْصَى آدَمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَكَانَ آدَمُ يَوْمَ وُلِدَ شِيثٌ ابْنُ ثَلَاثِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ تَغَشَّاهَا آدَمُ فَحَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ يَقُولُ قَامَتْ وَقَعَدَتْ ثُمَّ أَتَاهَا الشَّيْطَانُ فِي غَيْرِ صُورَتِهِ فَقَالَ لَهَا: يَا حَوَّاءُ مَا هَذَا فِي بَطْنِكِ؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي قَالَ: فَلَعَلَّهُ يَكُونُ بَهِيمَةً مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِمِ

ثُمَّ قَالَتْ: مَا أَدْرِي ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا حَتَّى إِذَا هِيَ أَثْقَلَتْ أَتَاهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا حَوَّاءُ؟ قَالَتْ: إِنِّي لَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَالَّذِي خَوَّفْتَنِي مَا أَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ إِذَا قُمْتُ قَالَ: أَفَرَأَيْتِ إِنْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَجَعَلَهُ إِنْسَانًا مِثْلَكَ وَمِثْلَ آدَمَ تُسَمِّيهِ بِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَقَالَتْ لِآدَمَ لَقَدْ أَتَانِي آتٍ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِي بَهِيمَةً مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِمِ وَإِنِّي لَأَجِدُ لَهُ ثُقْلًا وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ فَلَمْ يَكُنْ لِآدَمَ وَلَا لِحَوَّاءَ هَمٌّ غَيْرَهُ حَتَّى وَضَعَتْهُ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {دَعَوْا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189] فَكَانَ هَذَا دُعَاؤُهُمَا قَبْلَ أَنْ تَلِدَ فَلَمَّا وَلَدَتْ غُلَامًا سَوِيًّا أَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَلَا سَمَّيْتِهِ كَمَا وَعَدْتِنِي؟ قَالَتْ: وَمَا اسْمُكَ؟ وَكَانَ اسْمُهُ عَزَازِيلُ وَلَوْ تَسَمَّى بِهِ لَعَرَفَتْهُ فَقَالَ: اسْمِي الْحَارِثُ فَسَمَّتْهُ: عَبْدُ الْحَارِثِ فَمَاتَ يَقُولُ اللَّهُ {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190] وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ إِنَّ لِي حَرَمًا بِحِيَالِ عَرْشِي فَانْطَلِقْ فَابْنِ لِي بَيْتًا فِيهِ ثُمَّ حُفَّ بِهِ كَمَا رَأَيْتَ مَلَائِكَتِي يَحُفُّونَ بِعَرْشِي فَهُنَالِكَ أَسْتَجِيبُ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي طَاعَتِي فَقَالَ آدَمُ: أَيْ رَبِّ وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ لَسْتُ أَقْوَى عَلَيْهِ وَلَا أَهْتَدِي لَهُ فَقَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَلَكًا فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ مَكَّةَ فَكَانَ آدَمُ إِذَا مَرَّ بِرَوْضَةٍ وَمَكَانٍ يُعْجِبُهُ قَالَ لِلْمَلَكِ: انْزِلْ بِنَا هَهُنَا فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: مَكَانَكَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَكَانَ كُلُّ مَكَانٍ نَزَلَ بِهِ عُمْرَانًا وَكَانَ كُلُّ مَكَانٍ تَعَدَّاهُ مَفَاوِزَ وَقِفَارًا فَبَنَى الْبَيْتَ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ: مِنْ طُورِ سِينَا، وَطُورِ زَيْتُونٍ وَلُبْنَانَ وَالْجُودِيِّ وَبَنَى قَوَاعِدَهُ مِنْ حِرَاءٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَائِهِ خَرَجَ بِهِ الْمَلَكُ إِلَى عَرَفَاتٍ فَأَرَاهُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا الَّتِي يَفْعَلُهَا النَّاسُ الْيَوْمَ ثُمَّ قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ فَمَاتَ عَلَى نَوْذَ فَقَالَ شِيثٌ لِجِبْرِيلَ: صَلِّ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ عَلَى أَبِيكَ وَكَبِّرْ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً فَأَمَّا خَمْسٌ وَهِيَ الصَّلَاةُ وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ تَفْضِيلًا لِآدَمَ وَلَمْ يَمُتْ آدَمُ حَتَّى بَلَغَ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ

أَرْبَعِينَ أَلْفًا بِنَوْذَ وَرَأَى آدَمُ فِيهِمُ الزِّنَا وَشُرْبَ الْخَمْرِ وَالْفَسَادَ فَأَوْصَى أَنْ لَا يُنَاكِحَ بَنُو شِيثٍ بَنِي قَابِيلَ فَجَعَلَ بَنُو شِيثٍ آدَمَ فِي مَغَارَةٍ وَجَعَلُوا عَلَيْهِ حَافِظًا لَا يَقْرَبُهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي قَابِيلَ وَكَانَ الَّذِينَ يَأْتُونَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ بَنُو شِيثٍ فَكَانَ عُمْرُ آدَمَ تِسْعُمِائَةِ سَنَةً وَسِتًّا وَثَلَاثِينَ سَنَةً فَقَالَ مِائَةٌ مِنْ بَنِي شِيثٍ صِبَاحٌ: لَوْ نَظَرْنَا مَا فَعَلَ بَنُو عَمِّنَا يَعْنُونَ بَنِي قَابِيلَ فَهَبَطَتِ الْمِائَةُ إِلَى نِسَاءٍ قِبَاحٍ مِنْ بَنِي قَابِيلَ فَأَحْبَسَ النِّسَاءُ الرِّجَالَ ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ مِائَةٌ آخَرُونَ: لَوْ نَظَرْنَا مَا فَعَلَ إِخْوَتُنَا فَهَبَطُوا مِنَ الْجَبَلِ إِلَيْهِمْ فَاحْتَبَسَهُمُ النِّسَاءُ ثُمَّ هَبَطَ بَنُو شِيثٍ كُلُّهُمْ فَجَاءَتِ الْمَعْصِيَةُ وَتَنَاكَحُوا وَاخْتَلَطُوا وَكَثُرَ بَنُو قَابِيلَ حَتَّى مَلَأُوا الْأَرْضَ وَهُمُ الَّذِينَ غَرِقُوا أَيَّامَ نُوحٍ وَوَلَدَ شِيثُ بْنُ آدَمَ أَنُوشَ وَنَفَرًا كَثِيرًا وَإِلَيْهِ أَوْصَى شِيثٌ فَوَلَدُ أَنُوشُ قِينَانَ وَنَفَرًا كَثِيرًا وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدُ قِينَانُ مَهْلَالِيلَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدُ مَهْلَالِيلَ يَرْذَ وَهُوَ الْيَارِذُ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ وَفِي زَمَانِهِ عُمِلَتِ الْأَصْنَامُ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ عَنِ الْإِسْلَامِ فَوَلَدَ يَرْذُ خَنُوخَ وَهُوَ إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَنَفَرًا مَعَهُ

ذكر حواء

§ذِكْرُ حَوَّاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1] قَالَ: " §خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ قُصَيْرَى آدَمَ صلّى الله عليه وسلم وَالْقُصَيْرَى الضِّلَعُ الْأَقْصَرُ وَهُوَ نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: أَثًّا، امْرَأَةً بِالنَّبَطِيَّةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§إِنَّمَا سُمِّيَتْ حَوَّاءُ -[40]- لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §أُهْبِطَ آدَمُ بِالْهِنْدِ وَحَوَّاءُ بِجُدَّةَ فَجَاءَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى أَتَى جَمْعًا فَازْدُلِفَتْ إِلَيْهِ حَوَّاءُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ الْمُزْدَلِفَةَ وَاجْتَمَعَا بِجَمْعٍ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ جَمْعًا

ذكر إدريس النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ آدَمَ إِدْرِيسُ وَهُوَ خَنُوخُ بْنُ يَرْذَ وَهُوَ الْيَارِذُ وَكَانَ يَصْعَدُ لَهُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يَصْعَدُ لِبَنِي آدَمَ فِي الشَّهْرِ فَحَسَدَهُ إِبْلِيسُ وَعَصَاهُ قَوْمُهُ فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَكَانًا عَلِيًّا كَمَا قَالَ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَقَالَ: لَسْتُ بِمُخْرِجِهِ مِنْهَا، وَهَذَا فِي حَدِيثٍ لِإِدْرِيسَ طَوِيلٍ فَوَلَدَ خَنُوخُ مُتَوَشْلِخَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدَ مُتَوَشْلِخُ لَمْكَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهُ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدَ لَمْكٌ نُوحًا صلّى الله عليه وسلم "

ذكر نوح النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ §لِلَمْكٍ يَوْمَ وَلَدَ نُوحًا اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ فَبَعَثَ اللَّهُ نُوحًا إِلَيْهِمْ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ثُمَّ دَعَاهُمْ فِي نُبُوَّتِهِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ أَمَرَهُ بِصُنْعَةِ السَّفِينَةِ فَصَنَعَهَا وَرَكَبَهَا وَهُوَ ابْنُ سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ وَغَرِقَ مَنْ غَرِقَ ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ

السَّفِينَةِ ثَلَاثَمِائَةِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَوَلَدَ نُوحٌ سَامَ وَفِي وَلَدِهِ بَيَاضٌ وَأَدْمَةٌ وَحَامَ وَفِي وَلَدِهِ سَوَّادٌ وَبَيَاضٌ قَلِيلٌ وَيَافِثَ وَفِيهِمُ الشُّقْرَةُ وَالْحُمْرَةُ وَكَنْعَانَ وَهُوَ الَّذِي غَرِقَ وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ يَامَ وَذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: إِنَّمَا هَامَ عَمُّنَا يَامُ فَأُمُّ هَؤُلَاءِ وَاحِدَةٌ، وَبِجَبَلِ نَوْذَ نَجَّرَ نُوحٌ السَّفِينَةَ وَمِنْ ثَمَّ تَبَدَّأَ الطُّوفَانُ فَرَكِبَ نُوحٌ السَّفِينَةَ وَمَعَهُ بَنُوهُ هَؤُلَاءِ وَكَنَائِنُهُ نِسَاءُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ وَثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ مِنْ بَنِي شِيثٍ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ فَكَانُوا ثَمَانِينَ فِي السَّفِينَةِ وَحَمَلَ مَعَهُ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَكَانَ طُولُ السَّفِينَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ ذِرَاعٍ بِذِرَاعِ جَدِّ أَبِي نُوحٍ وَعَرْضُهَا خَمْسِينَ ذِرَاعًا وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا وَخَرَجَ مِنْهَا مِنَ الْمَاءِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَكَانَتْ مُطْبَقَةً وَجَعَلَ لَهَا ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ بَعْضَهَا أَسْفَلَ مِنْ بَعْضٍ فَأَرْسَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا فَأَقْبَلَتِ الْوَحْشُ حِينَ أَصَابَهَا الْمَطَرُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ كُلُّهَا إِلَى نُوحٍ وَسُخِّرَتْ لَهُ فَحَمَلَ فِيهَا كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَحَمَلَ مَعَهُ جَسَدَ آدَمَ فَجَعَلَهُ حَاجِزًا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ فَرَكِبُوا فِيهَا لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ وَخَرَجُوا مِنْهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَلِذَلِكَ صَامَ مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَرَجَ الْمَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ نِصْفَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} [القمر: 11] يَقُولُ: مُنْصَبٌّ {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} [القمر: 12] يَقُولُ: شَقَقْنَا الْأَرْضَ {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 12] فَصَارَ الْمَاءُ نِصْفَيْنِ نِصْفٌ مِنَ السَّمَاءِ وَنِصْفٌ مِنَ الْأَرْضِ وَارْتَفَعَ الْمَاءُ عَلَى أَطْوَلِ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا فَسَارَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَطَافَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ كُلَّهَا فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ لَا تَسْتَقِرُّ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى أَتَتِ الْحَرَمَ فَلَمْ تَدْخُلْهُ وَدَارَتْ بِالْحَرَمِ أُسْبُوعًا وَرُفِعَ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ آدَمُ رُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ وَالْحَجَرُ الْأَسْوَدُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَلَمَّا دَارَتْ بِالْحَرَمِ ذَهَبَتْ فِي الْأَرْضِ تَسِيرُ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى الْجُودِيِّ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْحِصْنَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَى الْجُودِيِّ بَعْدَ سِتَّةِ

أَشْهُرٍ لِتَمَامِ السَّنَةِ فَقِيلَ بَعْدَ السِّتَّةِ الْأَشْهُرِ {بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44] فَلَمَّا اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قِيلَ {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] يَقُولُ: احْبِسِي مَاءَكِ {وَغِيضَ الْمَاءُ} [هود: 44] نَشَّفَتْهُ الْأَرْضُ فَصَارَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ هَذِهِ الْبُحُورَ الَّتِي تَرَوْنَ فِي الْأَرْضِ قَالَ: فَآخِرُ مَا بَقِيَ فِي الْأَرْضِ مِنَ الطُّوفَانِ مَاءٌ بِحِسْمَى بَقِيَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ الطُّوفَانِ ثُمَّ ذَهَبَ فَهَبَطَ نُوحٌ إِلَى قَرْيَةٍ فَبَنَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَيْتًا فَسُمِّيَتْ سُوقُ الثَّمَانِينَ فَغَرِقَ بَنُو قَابِيلَ كُلُّهُمْ وَمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى آدَمَ مِنَ الْآبَاءِ كَانُوا عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ: وَدَعَا نُوحٌ عَلَى الْأَسَدِ أَنْ تُلْقَى عَلَيْهِ الْحُمَّى وَلِلْحَمَامَةِ بِالْأُنْسِ وَلِلْغُرَابِ بِشَقَاءِ الْمَعِيشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ §بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ نُوحٌ امْرَأَةً مِنْ بَنِي قَابِيلَ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا فَسَمَّاهُ يُونَاطِنَ فَوُلِدَ بِمَدِينَةٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: معلنور شَمْسًا فَلَمَّا ضَاقَتْ بِهِمْ سُوقُ الثَّمَانِينَ تَحَوَّلُوا إِلَى بَابِلَ فَبَنَوْهَا وَهِيَ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَالصُّرَاةِ، وَكَانَتِ اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا وَكَانَ بَابُهَا مَوْضِعَ دُورَانَ الْيَوْمَ فَوْقَ جِسْرِ الْكُوفَةِ يَسْرَةً، إِذَا عَبَرْتَ فَكَثُرُوا بِهَا حَتَّى بَلَغُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمَّا خَرَجَ نُوحٌ مِنَ السَّفِينَةِ دَفَنَ آدَمَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَاتَ نُوحٌ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§سَامٌ أَبُو الْعَرَبِ وَحَامٌ أَبُو الْحَبَشِ وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §وَلَدُ -[43]- نُوحٍ ثَلَاثَةٌ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافِثُ فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ وَفِي كُلِّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ وَوَلَدُ حَامٍ السُّودَانُ وَالْبَرْبَرُ وَالْقِبْطُ وَوَلَدُ يَافِثَ التُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى إِنَّكَ يَا مُوسَى وَقَوْمُكَ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ، وَأَهْلُ الْعَالِ مِنْ وَلَدِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْعَرَبُ وَالْفُرْسُ وَالنَّبْطُ وَالْهِنْدُ وَالسِّنْدُ وَالْبَنْدُ مِنْ وَلَدِ سَامِ بْنِ نُوحٍ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §الْهِنْدُ، وَالسِّنْدُ، وَالْبَنْدُ بَنُو يُوفِيرَ بْنِ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ قَالَ: وَمُكْرَانُ بْنُ الْبَنْدِ وَجُرْهُمُ اسْمُهُ هُذْرُمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَحَضْرَمُوتُ بْنُ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخٍ وَيَقْطَنُ هُوَ قَحْطَانُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ فِي قَوْلِ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ إِسْمَاعِيلَ. وَالْفُرْسُ بَنُو فَارِسَ بْنِ بَبْرَسَ بْنِ يَاسُورَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَالنَّبَطُ بَنُو نُبَيْطِ بْنِ مَاشِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ وَالْعَالُ مِنْ وَلَدِ مَاشِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَعِمْلِيقُ وَهُوَ عَرِيبُ وَطِسْمُ وَأَمِيمُ بَنُو لَوْذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعِمْلِيقُ هُوَ أَبُو الْعَمَالِقَةِ وَمِنْهُمُ الْبَرْبَرُ وَهُمْ بَنُو تميلَا بْنِ مَازِرِبِ بْنِ فَارَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِمْلِيقِ بْنِ لَوْذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ مَا خَلَا صِنْهَاجَةَ وَكَتَّامَةَ فَإِنَّهُمَا بَنُو فريقيس بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ سَبَأٍ وَيُقَالُ إِنَّ عِمْلِيقَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ حِينَ ظَعَنُوا مِنْ بَابِلَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ وَلِجُرْهُمَ الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ وَثَمُودُ وَجُدَيْسُ ابْنَا جَاثِرِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعَادٌ وَعُبَيْلُ ابْنَا عَوْصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَالرُّومُ بَنُو النَّطِّيِّ بْنِ يُونَانَ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ وَنَمْرُوذُ بْنُ كُوشَ بْنِ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ وَهُوَ صَاحِبُ بَابِلَ وَهُوَ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ لِعَادٍ فِي دَهْرِهِمْ

عَادُ إِرَمَ فَلَمَّا هَلَكَتْ عَادٌ قِيلَ لِثَمُودَ ثَمُودُ إِرَمَ، فَلَمَّا هَلَكَتْ ثَمُودُ قِيلَ لِسَائِرِ بَنِي إِرَمَ إِرْمَانُ فَهُمُ النَّبَطُ، فَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَهُمْ بِبَابِلَ حَتَّى مَلَكُهُمْ نَمْرُوذُ بْنُ كُوشَ بْنِ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَفَعَلُوا فَأَمْسَوْا وَكَلَامُهُمُ السُّرْيَانِيَّةُ ثُمَّ أَصْبَحُوا وَقَدْ بَلْبَلَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ فَجُعِلَ لَا يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ كَلَامَ بَعْضٍ فَصَارَ لِبَنِي سَامٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِسَانًا وَلِبَنِي حَامٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِسَانًا وَلِبَنِي يَافِثَ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ لِسَانًا فَفَهَّمَ اللَّهُ الْعَرَبِيَّةَ عَادًا وَعُبَيْلَ وَثَمُودَ وَجُدَيْسَ وَعِمْلِيقَ وَطِسْمَ وَأُمِيمَ وَبَنِي يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَكَانَ الَّذِي عَقَدَ لَهُمُ الْأَوْلَوِيَّةَ بِبَابِلَ يُونَاطِنُ بْنُ نُوحٍ فَنَزَلَ بَنُو سَامٍ الْمِجْدِلَ سُرَّةَ الْأَرْضِ وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ سَاتيدما إِلَى الْبَحْرِ وَمَا بَيْنَ الْيَمَنِ إِلَى الشَّأْمِ وجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَالْجَمَالَ وَالْأَدْمَةَ وَالْبَيَاضَ فِيهِمْ. وَنَزَلَ بَنُو حَامٍ مَجْرَى الْجَنُوبِ وَالدَّبُورِ وَيُقَالُ لِتِلْكَ النَّاحِيَةِ: الدَّارُومُ وَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ أَدْمَةً وَبَيَاضًا قَلِيلًا وَأَعْمَرَ بِلَادَهُمْ وَسَمَاءَهُمْ وَرَفَعَ عَنْهُمُ الطَّاعُونَ وَجَعَلَ فِي أَرْضِهِمُ الْأَثْلَ وَالْأَرَاكَ وَالْعَشْرَ وَالْغَافَ وَالنَّخْلَ وَجَرَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فِي سَمَائِهِمْ وَنَزَلَ بَنُو يَافِثَ الصُّفُونَ مَجْرَى الشِّمَالِ وَالصِّبَا وَفِيهِمُ الْحُمْرَةُ وَالشُّقْرَةُ وَأَخْلَى اللَّهُ أَرْضَهُمْ فَاشْتَدَّ بَرْدُهَا وَأَخْلَى سَمَاءَهَا فَلَيْسَ يَجْرِي فَوْقَهُمْ شَيْءٌ مِنَ النُّجُومِ السَّبْعَةِ الْجَارِيَةِ لِأَنَّهُمْ صَارُوا تَحْتَ بَنَاتِ نَعْشٍ وَالْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ وَابْتُلُوا بِالطَّاعُونِ. ثُمَّ لَحِقَتْ عَادٌ بِالشَّحْرِ فَعَلَيْهِ هَلَكُوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ فَخُلِفَتْ بَعْدَهُمْ مَهْرَةٌ بِالشَّحْرِ وَلَحِقْتُ عَبْيلُ بِمَوْضِعِ يَثْرِبَ وَلَحِقْتُ الْعَمَالِيقُ بِصَنْعَاءَ قَبْلَ أَنْ تُسَمَّى صَنْعَاءُ ثُمَّ انْحَدَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى يَثْرِبَ فَأَخْرَجُوا مِنْهَا عَبِيلًا فَنَزَلُوا مَوْضِعَ الْجُحْفَةِ فَأَقْبَلَ سَيْلٌ فَاجْتَحَفَهُمْ فَذَهَبَ بِهِمْ فَسُمِّيَتِ الْجُحْفَةُ وَلَحِقَتْ ثَمُودُ بِالْحِجْرِ وَمَا يَلِيهِ فَهَلَكُوا ثَمَّ، وَلَحِقَتْ طَسْمُ وَجُدَيْسُ بِالْيَمَامَةِ وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْيَمَامَةُ بِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَهَلَكُوا وَلَحِقَتْ أَمِيمُ بِأَرْضِ أبَارٍ فَهَلَكُوا بِهَا وَهِيَ بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَالشِّحْرِ وَلَا يَصِلُ

إِلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ غَلَبَتْ عَلَيْهَا الْجِنُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَتُ آبَارٌ بِأَبَارِ بْنِ أَمِيمَ وَلَحِقَتْ بَنُو يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بِالْيَمَنِ فَسُمِّيَتْ الْيَمَنُ حَيْثُ تَيَامَنُوا إِلَيْهَا وَلَحِقَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي كَنْعَانَ بْنِ حَامٍ بِالشَّأْمِ فَسُمِّيَتِ الشَّأْمَ حَيْثُ تَشَاءَمُوا، وَكَانَتِ الشَّأْمُ يُقَالُ لَهَا أَرْضُ بَنِي كَنْعَانَ ثُمَّ جَاءَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ بِهَا وَنَفَوْهُمْ عَنْهَا فَكَانَتِ الشَّأْمُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَوَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ وَأَجْلَوْهُمْ إِلَى الْعِرَاقِ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ثُمَّ جَاءَتِ الْعَرَبُ فَغُلِبُوا عَلَى الشَّأْمِ فَكَانَ فَالِغٌ وَهُوُ فَالِغُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَهُوَ الَّذِي قَسَّمَ الْأَرْضَ بَيْنَ بَنِي نُوحٍ كَمَا سَمَّيْنَا فِي الْكِتَابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ ثُمَّ الْمُرَادِيِّ قَالَ: " §أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ فَقَالَ: «بَلَى» . ثُمَّ بَدَا لِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَا بَلْ أَهْلُ سَبَإٍ، هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً، قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِ سَبَإٍ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَهُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سَبَإٍ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ؟» . فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ فَرَدَّنِي فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: «ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَكَ مِنْهُمْ فَاقْبَلْ، وَمَنْ أَبَى فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَحَدَّثَ إِلَيَّ» . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا سَبَإٍ أَرْضٌ هِيَ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: «لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلَا بِامْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً مِنَ الْعَرَبِ فَأَمَّا سِتَّةٌ فَتَيَامَنُوا وَأَمَّا أَرْبَعَةٌ فَتَشَاءَمُوا فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَالْأُزْدُ وَكِنْدَةُ وَحِمْيَرُ وَالْأَشْعَرُونَ وَأَنْمَارُ وَمَذْحِجُ» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَنْمَارُ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمُ وَبَجِيلَةُ»

ذكر إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ §أَبُو إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ فَأَصَابَتْهُ سَنَةٌ فَأَتَى هَرْمَزَجْرَدَ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَاسْمُهَا نُونَا بِنْتُ كَرْنَبَا بْنِ كُوثَى مِنْ بَنِي أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: «§اسْمُهَا ابيونا مِنْ وَلَدِ افرايم بْنِ ارغوا بْنِ فَالِغِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §نَهْرُ كُوثَى كَرَاهُ كرنَبَا جَدُّ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قِبَلِ أُمَّهِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَلَى أَصْنَامِ الْمَلِكِ نَمْرُوذَ، فَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ بِهُرْمُزْجِرْدَ، وَكَانُ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى كُوثَى مِنْ أَرْضِ بَابِلَ، فَلَمَّا بَلَغَ إِبْرَاهِيمُ وَخَالَفَ قَوْمَهُ وَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، بَلَغَ ذَلِكَ الْمَلِكَ نُمْرُوذَ، فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ بَنَى لَهُ الْحَيْرَ بِحَصًى وَأَوْقَدَهُ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ وَأَلْقَى إِبْرَاهِيمَ فِيهِ، فَقَالَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَخَرَجَ مِنْهَا سَلِيمًا لَمْ يُكْلَمْ

قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §لَمَّا هَرَبَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ كُوثَيْ وَخَرَجَ مِنَ النَّارِ وَلِسَانُهُ يَوْمَئِذٍ سُرْيَانِيٌّ فَلَمَّا عَبَرَ الْفُرَاتَ مِنْ حَرَّانَ غَيَّرَ اللَّهُ لِسَانَهُ فَقِيلَ: عِبْرَانِيٌّ حَيْثُ عَبَرَ الْفُرَاتَ وَبَعَثَ نَمْرُوذُ فِي أَثَرِهِ وَقَالَ لَا تَدْعُوا أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ إِلَّا جِئْتِمُونِي بِهِ فَلَقُوا إِبْرَاهِيمَ فَتَكَلَّمَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ فَتَرَكُوهُ وَلَمْ يَعْرِفُوا لُغَتَهُ

قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: «§فَهَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَابِلَ إِلَى الشَّأَمِ فَجَاءَتْهُ سَارَةُ فَوَهَبَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَتَزَوَّجَهَا وَخَرَجَتْ مَعَهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً فَأَتَى حَرَّانَ فَأَقَامَ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ أَتَى الْأُرْدُنَّ فَأَقَامَ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ فَأَقَامَ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّأَمِ فَنَزَلَ السَّبْعَ أَرْضًا -[47]- بَيْنَ إِيلِيَا وَفِلَسْطِينَ فَاحْتَفَرَ بِئْرًا وَبَنَى مَسْجِدًا ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْبَلَدِ آذَوْهُ فَتَحَوَّلَ مِنْ عِنْدَهُمْ فَنَزَلَ مَنْزِلًا بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَإِيلِيَا فَاحْتَفَرَ بِهِ بِئْرًا وَأَقَامَ بِهِ وَكَانَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَدَمِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَضَافَ الضَّيْفَ وَأَوَّلُ مَنْ ثَرَدَ الثَّرِيدَ وَأَوَّلُ مَنْ رَأَى الشَّيْبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ عَاصِمٌ: أَرَاهُ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: §سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ خَيْرًا فَأَصْبَحَ ثُلُثَا رَأْسِهِ أَبْيَضَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: عِبْرَةٌ فِي الدُّنْيَا وَنُورٌ فِي الْآخِرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ §إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ صلّى الله عليه وسلم يُكَنَّى أَبَا الْأَضْيَافِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالْقَدُّومِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §لَمَّا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَتَنَّبَأَهُ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُمِائَةِ عَبْدٍ أَعْتَقَهُمْ وَأَسْلَمُوا فَكَانُوا يُقَاتِلُونَ مَعَهُ بِالْعِصِيِّ، قَالَ: فَهُمْ أَوَّلُ مَوَالٍ قَاتَلُوا مَعَ مَوْلَاهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وُلِدَ لِإِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، وَأُمُّهُ هَاجَرُ، وَهِيَ قِبْطِيَّةٌ، وَإِسْحَاقُ وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَأُمُّهُ سَارَةُ بِنْتُ بثويل بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ بْنِ أرغوا بْنِ فَالِخِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَمَدَنُ وَمَدْيَنُ وَيَقْشَانُ وَزَمْرَانُ وَأَشْبَقُ وَشَوْخُ وَأُمُّهُمْ قَنْطُورَا بِنْتُ مَقْطُورٍ مِنَ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ فَأَمَّا يَقْشَانُ فَلَحِقَ بَنُوهُ بِمَكَّةَ وَأَقَامَ مَدْيَنُ بِأَرْضِ مَدْيَنَ فَسُمِّيَتْ بِهِ وَمَضَى سَائِرُهُمْ فِي الْبِلَادِ وَقَالُوا لِإِبْرَاهِيمَ: يَا أَبَانَا أَنْزَلْتَ

إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ مَعَكَ وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَنْزِلَ أَرْضَ الْغُرْبَةِ وَالْوَحْشَةِ قَالَ: بِذَلِكَ أُمِرْتُ قَالَ: فَعَلَّمَهُمُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَكَانُوا يَسْتَسْقُونَ بِهِ وَيَسْتَنْصِرُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ نَزَلَ خُرَاسَانَ فَجَاءَتْهُمُ الْخَزَرُ فَقَالُوا: يَنْبَغِي لِلَّذِي عَلَّمَكُمْ هَذَا أَنْ يَكُونَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ أَوْ مَلِكَ الْأَرْضِ قَالَ فَسَمُّوا مُلُوكَهُمْ خَاقَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ قَالَ: §وُلِدَ لِإِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً فَكَانَ بِكْرُ أَبِيهِ وَوُلِدَ إِسْحَاقُ بَعْدَهُ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَإِبْرَاهِيمُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَاتَتْ سَارَةُ فَتَزَوَّجَ إِبْرَاهِيمُ امْرَأَةً مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ يُقَالُ لَهَا قَنْطُورَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ مَاذِي وَزَمْرَانَ وَسَرِحَجَ وَسَبْقَ قَالَ: وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً أُخْرَى يُقَالُ لَهَا حجوني فَوَلَدَتْ لَهُ سَبْعَةَ نَفَرٍ نَافِسَ وَمَدْيَنَ وَكَيْشَانَ وَشَرُّوخَ وَأَمِيمَ وَلُوطًا وَيَقْشَانَ فَجَمِيعُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْحَجِّ فِي آخِرِهِنَّ فَأَجَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ فَأَوَّلُ مَنْ أَجَابَهُ جُرْهُمُ قَبْلَ الْعَمَالِيقِ ثُمَّ أَسْلَمُوا وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بَلَدِ الشَّأْمِ فَمَاتَ بِهِ وَهُوَ ابْنُ مِائَتَيْ سَنَةٍ

ذكر إسماعيل عليه السلام

§ذِكْرُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَتْ §هَاجَرُ مِنَ الْقِبْطِ مِنْ قَرْيَةٍ أَمَامَ الْفَرَمَا قَرِيبٍ مِنْ فُسْطَاطِ مِصْرَ وَكَانَتْ لِفِرْعَوْنَ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ جُبَارٍ عَاتٍ مِنَ الْقِبْطِ وَهُوَ الَّذِي عَرَضَ لِسَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ -[49]- فَصُرِعَ وَيُقَالُ: بَلْ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُ يَدَهَا فَيَبَسَتْ يَدُهُ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَصَابَنِي وَلَا أُهَيِّجُكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ لَهُ فَأَطْلَقَ يَدَهُ وَسُرِّيَ عَنْهُ وَأَفَاقَ وَدَعَا بِهَاجَرَ، وَكَانَتْ آمَنَ خَدَمَهِ عِنْدَهُ، فَوَهَبَهَا لِسَارَةَ وَكَسَاهَا كِسَاءً، فَوَهَبَتْ سَارَةُ هَاجَرَ لِإِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم فَوَطِئَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، كَانَ اسْمُهُ أَشْمُوِيلَ فَأُعْرِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: «§آجَرُ بِغَيْرِ هَاءٍ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرَّ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ بِجَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَأُخْبِرَ الْجَبَّارُ بِهِمَا، فَأَرْسَلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: §وَلَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، اثْنَتَيْنِ فِي اللَّهِ وَوَاحِدَةٌ فِي امْرَأَتِهِ، قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقَيمٌ} [الصافات: 89] ، وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِلْجَبَّارِ فِي امْرَأَتِهِ: هِيَ أُخْتِي، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْجَبَّارِ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ سَأَلَنِي عَنْكِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، وَأَنْتِ أُخْتِي فِي اللَّهِ فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا الْجَبَّارُ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ دَعَتِ اللَّهَ أَنْ يَكُفَّهُ عَنْهَا، قَالَ أَيُّوبُ: فَضُبِثَ بِيَدِهِ وَأُخِذَ أَخْذَةً شَدِيدَةً، فَعَاهَدَهَا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّانِيَةَ، فَأُخِذَ أَخْذَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى، فَعَاهَدَهَا أَيْضًا لِئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّالِثَةَ، فَأُخِذَ أَخْذَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَيَيْنِ، فَعَاهَدَهَا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ لِلَّذِي أَدْخَلَهَا: أَخْرِجْهَا عَنِّي فَإِنَّكَ أَدْخَلَتْ عَلَيَّ شَيْطَانًا وَلَمْ تُدْخِلْ عَلَيَّ إِنْسَانًا، وَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي وَيَدْعُو اللَّهَ فَقَالَتْ: أَبْشِرْ فَقَدْ كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْكَافِرِ الْفَاجِرِ وَأَخْدَمَنِي

هَاجَرَ، ثُمَّ صَارَتْ هَاجَرُ لِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيَهْ وَسَلَّمَ بَعَدُ فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ، كَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ إِسْحَاقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا مَلَكْتُمُ الْقِبْطَ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَإِنَّ لَهُمْ رَحِمًا» . يَعْنِي أُمَّ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §أَوَّلُ مَا اتَّخَذَتِ النِّسَاءُ النُّطُقَ مِنْ قِبَلِ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ صلّى الله عليه وسلم اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ يَعْنِي حِينَ خَرَجَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِلَى مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ قَالَ: §أَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى بَلَدِهِ الْحَرَامِ فَرَكِبَ إِبْرَاهِيمُ الْبُرَاقَ وَحَمَلَ إِسْمَاعِيلَ أَمَامَهُ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ وَهَاجَرَ خَلْفَهُ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ يَدُلُّهُ عَلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ حَتَّى قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَأَنْزَلَ إِسْمَاعِيلَ وَأُمَّهُ إِلَى جَانِبِ الْبَيْتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الشَّأْمِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ الرَّبِيعِ بْنِ قَزْبَعٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: §مَنْ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ؟ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ قُلْتُ فَمَا كَانَ كَلَامُ النَّاسِ قَبْلَ ذَلِكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ؟ قَالَ: الْعِبْرَانِيَّةُ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا كَانَ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى رُسُلِهِ وَعِبَادِهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: الْعِبْرَانِيَّةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ " أَنَّ §-[51]- إِسْمَاعِيلَ أُلْهِمَ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ لِسَانَ الْعَرَبِ، وَوَلَدُ إِبْرَاهِيمَ أَجْمَعُونَ عَلَى لِسَانِ أَبِيهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمْ يَتَكَلَّمْ إِسْمَاعِيلُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَمْ يَسْتَحِلَّ خِلَافَ أَبِيهِ وَأَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ وَلَدِهِ بَنُو رِعْلَةَ بِنْتِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ لَوَزَانَ بْنِ جُرْهُمَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ §إِسْمَاعِيلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اخْتَتَنَ وَهُوَ ابْنَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ الْبَجَلِيُّ السَّيْلَحِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَنْعَمَ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ سُوَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ اللَّخْمِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كُلُّ الْعَرَبِ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّامِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: §وُلِدَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا وَهُمْ يناوذ وَهُوَ نَبْتُ وَهُوَ نَابِتٌ وَهُوَ كُبْرُ وَلَدِهِ وقيذر وَأَذبلُ وَمنسي وَهُوَ مَنْشِي، وَمَسْمَعٌ وَهُوَ مَشْمَاعَةٌ ودما وَهُوَ دُومَا وَبِهِ سُمِّيَتْ دُومَةُ الْجَنْدَلِ وَمَاشِي وَأَذَرَ وَهُوَ أذور وطيما ويطور وينش وقيذما وَأُمُّهُمْ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ رِعْلَةُ بِنْتُ مُضَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْجُرْهُمِيِّ وَفِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ رِعْلَةُ بِنْتِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ عَلَى مَا نَسَبَهَا فِي حَدِيثِهِ الْأَوَّلِ، قَالَ الْكَلْبِيُّ: وَكَانَتْ لِإِسْمَاعِيلَ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَمَالِيقِ ابْنَةُ صَبْدَى قَبْلَ الْجُرْهُمِيَّةِ وَهِيَ الَّتِي كَانَ جَاءَهَا إِبْرَاهِيمُ فَجَفَتْهُ فِي الْقَوْلِ فَفَارَقَهَا -[52]- إِسْمَاعِيلُ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا بَلَغَ إِسْمَاعِيلُ عِشْرِينَ سَنَةً تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ هَاجَرُ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِينَ سَنَةً فَدَفَنَهَا إِسْمَاعِيلُ فِي الْحِجْرِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ قَالَ: §أَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبْنِيَ الْبَيْتَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِسْمَاعِيلُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَبَنَاهُ مَعَهُ وَتُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بَعْدَ أَبِيهِ فَدُفِنَ دَاخِلَ الْحِجْرِ مِمَّا يَلِي الْكَعْبَةَ مَعَ أُمِّهِ هَاجَرَ وَوَلِيَ نَابِتُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَيْتَ بَعْدَ أَبِيهِ مَعَ أَخْوَالِهِ جُرْهُمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّهُ قَالَ: §مَا يُعْلَمُ مَوْضِعُ قَبْرِ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا ثَلَاثَةً: قَبْرُ إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّهُ تَحْتَ الْمِيزَابِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَيْتِ وَقَبْرُ هُودٍ فَإِنَّهُ فِي حُقْفٍ مِنَ الرَّمْلِ تَحْتَ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الْيَمَنِ عَلَيْهِ شَجَرَةٌ تَنْدَى وَمَوْضِعُهُ أَشَدُّ الْأَرْضِ حَرًّا، وَقَبْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنَّ هَذِهِ قُبُورُهُمْ بِحَقٍّ

ذكر القرون والسنين التي بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام

§ذِكْرُ الْقُرُونِ وَالسِّنِينَ الَّتِي بَيْنَ آدَمَ وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ §بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَ §بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ، وَبَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ، وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §بَيْنَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَلْفُ سَنَةٍ وَتِسْعُمَائَةِ سَنَةٍ وَلَمْ تَكُنْ بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ، وَإِنَّهُ أُرْسِلَ بَيْنَهُمَا أَلْفُ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِوَى مَنْ أُرْسِلَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَكَانَ بَيْنَ مِيلَادِ عِيسَى وَالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَتِسْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً بُعِثَ فِي أَوَّلِهَا ثَلَاثَةُ أَنْبِيَاءَ وَهُوَ قَوْلُهُ {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس: 14] وَالَّذِي عُزِّزَ بِهِ شَمْعُونُ وَكَانَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ وَكَانَتِ الْفَتْرَةُ الَّتِي لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ فِيهَا رَسُولًا أَرْبَعُمِائَةِ سَنَةٍ وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَإِنَّ حَوَارِيَّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَكَانَ قَدْ تَبِعَهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ حَوَارِيُّ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ الْقَصَّارُ وَالصَّيَّادُ، وَكَانُوا عُمَّالًا يَعْمَلُونَ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِنَّ الْحَوَارِيِّينَ هُمُ الْأَصْفِيَاءُ وَإِنَّ عِيسَى صلّى الله عليه وسلم حِينَ رُفِعَ كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَكَانَتْ نُبُوَّتُهُ ثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَإِنَّ اللَّهَ رَفَعَهُ بِجَسَدِهِ وَإِنَّهُ حَيُّ الْآنَ، وَسَيَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا فَيَكُونُ فِيهَا مَلِكًا ثُمَّ يَمُوتُ كَمَا يَمُوتُ النَّاسُ، وَكَانَتْ قَرْيَةُ عِيسَى تُسَمَّى نَاصِرَةَ وَكَانَ

أَصْحَابُهُ يُسَمَّوْنَ النَّاصِرِيِّينَ، وَكَانَ يُقَالُ لِعِيسَى: النَّاصِرِيُّ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ النَّصَارَى

ذكر تسمية الأنبياء وأنسابهم صلى الله عليهم وسلم

§ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَنْسَابِهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ أَبُو النَّضْرِ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الشَّأْمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: §أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «آدَمُ» . قَالَ: قُلْتُ أَوَ نَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» . قَالَ: فَقُلْتُ: فَكَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَزِيَادٍ، مَوْلَى مُصْعَبٍ قَالَ: §سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ آدَمَ أَنَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: «بَلَى نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ إِدْرِيسُ وَهُوَ خَنُوخُ بْنُ يَارِذَ بْنِ مَهْلَائِيلَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ أَنُوشِ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ ثُمَّ نُوحُ بْنُ لَمْكِ بْنِ مُتَوَشْلِخَ بْنِ خَنُوخَ وَهُوَ إِدْرِيسُ ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ تَارِحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ بْنِ ارغوا بْنِ فَالِغِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ثُمَّ لُوطُ بْنُ هَارَانَ بْنِ تَارِحِ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ وَهُوَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ هُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخُلُودِ بْنِ عَادِ بْنِ غُوصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ثُمَّ صَالِحُ بْنُ آسِفَ بْنِ كَمَاشِجِ بْنِ أَرْوَمِ بْنِ ثَمُودَ

بْنِ جَائِرِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ثُمَّ شُعَيْبُ بْنُ يوبب بْنِ عيفا بْنِ مَدْيَنَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ مُوسَى وَهَارُونُ ابْنَا عِمْرَانَ بْنِ قَاهِثِ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ إِلْيَاسَ بْنُ تشبين بْنِ الْعَازِرَ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ قَاهِثِ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ ثُمَّ الْيَسَعُ بْنُ عُزَّيِّ بْنِ نشوتلخِ بْنِ أفرايمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ثُمَّ يُونُسُ بْنُ مَتَّى مِنْ بَنِي يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ أَيُّوبُ بْنُ زَارِحِ بْنِ أَمْوَصَ بْنِ ليفزن بْنِ الْعِيصِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ دَاوُدُ بْنُ إيشا بْنِ عويذ بْنِ بَاعِرِ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ بْنِ عميناذب بْنِ إِرَمَ بْنَ حَصْرُونِ بْنِ فَارِصِ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ثُمَّ زَكَرِيَّاء بْنُ بَشْوَى مِنْ بَنِي يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ ثُمَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاء ثُمَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ مِنْ بَنِي يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ ثُمَّ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمية من ولده إلى آدم صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نَسَبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَةِ مَنْ وَلَدَهُ إِلَى آدَمَ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بِشْرٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: §عَلَّمَنِي أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ نَسَبَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدٌ الطَّيِّبُ الْمُبَارَكُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ بْنُ هَاشِمِ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ وَإِلَى فِهْرٍ جِمَاعُ قُرَيْشٍ وَمَا كَانَ فَوْقَ فِهْرٍ فَلَيْسَ يُقَالُ لَهُ قُرَشِيُّ، يُقَالُ لَهُ كِنَانِيُّ، وَهُوَ فِهْرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ، وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ -[56]- بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْبَهْرَانِيِّ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ يَرَى بْنِ أَعْرَاقِ الثَّرَى»

قَالَتْ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ " النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ §إِذَا انْتَسَبَ لَمْ يُجَاوِزْ فِي نَسَبِهِ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ ثُمَّ يُمْسِكُ وَيَقُولُ: «كَذَبَ النَّسَّابُونَ» . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ شَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُعَلِّمَهُ لَعَلَّمَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ كَانَ §يَقْرَأُ " {وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم: 9] كَذَبَ النَّسَّابُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَ مَعَدٍّ وَإِسْمَاعِيلَ صلّى الله عليه وسلم نَيِّفٌ وَثَلَاثُونَ أَبًا، وَكَانَ لَا يُسَمِّيهِمْ وَلَا يَنْفُذُهُمْ، وَلَعَلَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ حَيْثُ سَمِعَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ §إِذَا بَلَغَ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ أَمْسَكَ» قَالَ هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ أَبِي: وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَنْسِبُ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ عَوْصِ بْنِ يُوزَ بْنِ قَمْوَالِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ نَاشِدِ بْنِ حَزَّا بْنِ بِلْدَاسَ بْنِ تَدْلَافِ بْنِ طَابِخِ بْنِ جَاحِمِ بْنِ نَاحِشِ بْنِ مَاخِي بْنِ عَبْقَى بْنِ عَبْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الدَّعَّا بْنِ حَمْدَانَ بْنِ سَنْبَرِ بْنِ يَثْرِبِيِّ بْنِ نَحْزَنَ بْنِ يَلْحُنَ بْنِ أَرْعَوِيِّ بْنِ عَيْفَى بْنِ دَيْشَانَ بْنِ عَيْسَرِ بْنِ أَقْنَادِ بْنِ أَبْهَامَ بْنِ مَقْصِيِّ بْنِ نَاحِثِ بْنِ زَارِحِ بْنِ شُمِّيِّ بْنِ مَزَى بْنِ عَوْصِ بْنِ عَرَامِ بْنِ قَيْذَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ -[57]- قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ تَدْمُرَ يُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ مِنْ مُسْلِمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ قَرَأَ مِنْ كُتُبِهِمْ، وَعَلِمَ عِلْمَهُمْ، فَذَكَرَ أَنَّ بُورِخَ بْنَ نَارِيَا كَاتِبَ أَرْمِيَا أَثْبَتَ نَسَبَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ عِنْدَهُ، وَوَضَعَهُ فِي كُتُبِهِ، وَأَنَّهُ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَحْبَارِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعُلَمَائِهِمْ، مُثْبَتٌ فِي أَسْفَارِهِمْ، وَهُوَ مُقَارِبٌ لِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَلَعَلَّ خِلَافَ مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قِبَلِ اللُّغَةِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ تُرْجِمَتْ مِنَ الْعِبْرَانِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَ §مَعَدٌّ عَلَى عَهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَهُوَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَقْدِرَ بْنِ يَقْدَمَ بْنِ أَمِينِ بْنِ مَنْحَرِ بْنِ صَابُوحِ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ نَبْتِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ حَمَلِ بْنِ قَيْذَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَقَدْ قَدَّمَ بَعْضُهُمُ الْعَوَّامَ فِي بَعْضِ النَّسَبِ عَلَى الْهَمَيْسَعِ فَصَيَّرَهُ مِنْ وَلَدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى الشَّأْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ كَانَ §يَنْسِبُ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ عَلَى غَيْرِ هَذَا النَّسَبِ فِي بَعْضِ رِوَايَتِهِ يَقُولُ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ مُقَوَّمِ بْنِ نَاحُورِ بْنِ تَيْرَحَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ نَابِتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: وَيَقُولُ أَيْضًا فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لَهُ: مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ أيتحبِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ قَيْذَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدِ انْتَمَى قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ إِلَى قَيْذَرَ فِي بَعْضِ شِعْرِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَأَنْشَدَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ شِعْرَ قُصَيٍّ: [البحر الوافر] فَلَسْتُ لحاضِنٍ إِنْ لَمْ تَأَثَّلْ ... بِهَا أَوْلَادُ قَيْدَرَ وَالنَّبِيتُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ أَرَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافًا أَنَّ مَعَدًّا مِنْ وَلَدِ قَيْذَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَهَذَا الِاخْتِلَافُ فِي نِسْبَتِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحْفَظْ، وَإِنَّمَا -[58]- أُخِذَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَتَرْجَمُوهُ لَهُمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، وَلَوْ صَحَّ ذَلِكَ لَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْلَمَ النَّاسِ بِهِ، فَالْأَمْرُ عِنْدَنَا عَلَى الِانْتِهَاءِ إِلَى مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ ثُمَّ الْإِمْسَاكُ عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: §مَا وَجَدْنَا أَحَدًا يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ يَقُولُ: §مَا وَجَدْنَا فِي عِلْمِ عَالِمٍ وَلَا شِعْرِ شَاعِرٍ أَحَدًا يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بِثَبْتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَسُبُّوا مُضَرَ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §مَعَدٌّ مَعَ بُخْتَنَصَّرَ حِينَ غَزَا حُصُونَ الْيَمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وَلَدَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ نِزَارًا وَفِي وَلَدِهِ النُّبُوَّةُ وَالثَّرْوَةُ وَالْخِلَافَةُ وَقُنُصًا وَقَنَاصَةَ وَسِنَامًا وَالْعُرْفَ وَعَوْفًا وَشَكًّا وَحَيْدَانَ وَحَيْدَةَ وَعُبَيْدًا الرَّمَّاحَ وَجُنَيْدًا وَجُنَادَةَ وَالْقُحْمَ وَإِيَادًا، وَأُمُّهُمْ مَعَانَةُ بِنْتُ جَوْشَمَ بْنِ جُلْهُمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ دَوَّةَ بْنِ جُرْهُمَ، وَأَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ قُضَاعَةُ وَبَعْضُ الْقُضَاعِيِّينَ، وَبَعْضُ النَّسَّابِ يَقُولُ: قُضَاعَةُ بْنُ مَعَدٍّ وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى مَعَدٌّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَاسْمُ قُضَاعَةَ عَمْرٌو، وَإِنَّمَا قِيلَ: قُضَاعَةُ؛ لِأَنَّهُ انْقَضَعَ عَنْ قَوْمِهِ وَانْتَسَبَ فِي غَيْرِهِمْ، وَهَذِهِ لُغَتُهُمْ

قَالَ: وَقَدْ تَفَرَّقَ وَلَدُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ سِوَى نِزَارٍ فِي غَيْرِ بَنِي مَعَدِّ، وَبَعْضُهُمُ انْتَسَبَ إِلَى مَعَدٍّ فَوَلَدَ نِزَارُ بْنُ مَعَدٍّ مُضَرَ وَإِيَادًا وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى نِزَارٌ، وَأُمُّهُمَا سَوْدَةُ بِنْتُ عَكٍّ، وَرَبِيعَةَ وَهُوُ الْفَرَسُ وَهُوَ الْقَشْعَمُ، وَأَنْمَارًا وَأُمُّهُمَا الْحُذَالَةُ بِنْتُ وَعْلَانَ بْنِ جَوْشَمِ بْنِ جُلْهُمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُرْهُمَ وَكَانَ يُقَالُ لِمُضَرَ الْحَمْرَاءُ وَلِإِيَادٍ الشَّمْطَاءُ وَالْبَلْقَاءُ وَلِرَبِيعَةَ الْفَرَسُ وَلِأَنْمَارٍ الْحِمَارُ قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّ أَنْمَارًا هُوَ أَبُو بَجِيلَةَ وَخَثْعَمٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ قَالَ: هُوَ §إِبْرَاهِيمُ بْنُ آزَرَ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْقُرْآنِ وَفِي التَّوْرَاةِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ تَارِحَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ آزَرُ بْنُ تَارِحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ وَيُقَالُ شَرُوغُ بْنُ أرغوا وَيُقَالُ أرغوا بْنُ فَالِغٍ وَيُقَالُ: فَالِخُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالَخِ وَيُقَالُ: سَالِخُ بْنُ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ابْنِ لَمْكِ بْنِ مُتَوَشْلِخَ، وَيُقَالُ: مُتَوَشْلِخُ بْنُ خَنُوخَ، وَهُوَ إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنُ يَرْذَ، وَهُوَ الْيَارِذُ وَيُقَالُ الْيَارِذُ بْنُ مَهْلَائِيلَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيثٍ وَيُقَالُ شَثٌّ وَهُوَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا

ذكر أمهات رسول الله عليه الصلاة والسلام

§ذِكْرُ أُمَّهَاتِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ

لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ لِحْيَانَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ هِنْدِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لِحْيَانَ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ لِحْيَانَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّهَا دَبُّ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ غَاضِرَةَ بْنِ حَطِيطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ، وَهُوَ قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ، وَاسْمُهُ إِلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ، وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ، وَأُمُّ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جَدِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَيْلَةُ وَيُقَالُ: هِنْدُ بِنْتُ أَبِي قَيْلَةَ وَهُوَ وَجْزُ بْنُ غَالِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ مِنْ قُضَاعَةَ، وَأُمُّ وَجْزِ بْنِ غَالِبٍ السَّلَّافَةُ بِنْتُ وَاهِبِ بْنِ الْبُكَيْرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ بُوَيِّ بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى أَخِي أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، وَأُمُّهَا النَّجْعَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جُمَلُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ أُمُّ قُصَيٍّ وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ وَهُوَ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ الْحَادِرِ مِنَ الْأَزْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَتَبْتُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَمْسَمِائَةِ أُمٍّ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِنَّ سِفَاحًا وَلَا شَيْئًا مِمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِنَّمَا -[61]- خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ لَمْ أَخْرُجْ إِلَّا مِنْ طُهْرِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَرَجْتُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ»

ذكر الفواطم والعواتك اللاتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلم والعاتكة في كلام العرب الطاهرة

§ذِكْرُ الْفَوَاطِمِ وَالْعَوَاتِكِ اللَّاتِي وَلَدْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْعَاتِكَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الطَّاهِرَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أُمُّ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَقَدْ وَلَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هُضَيْبَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ هِلَالِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ يَخْلُدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّ عَمْرِو بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ بِلَالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثُمَالَةَ مِنَ الْأَزْدِ، وَأُمُّ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَقَدْ وَلَدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

الْحُظَيَّا وَهِيَ رَيْطَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ نُعْمُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا نَاهِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدَةَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَقَدْ وَلَدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَخْشِيَّةُ بِنْتُ عمرو بن سلول بن كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا الرِّبْعَةُ بِنْتُ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ مُدْلِجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ فَهَؤُلَاءِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهِيَ أَقْرَبُ الْفَوَاطِمِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ظَرِبِ بْنِ عَيَاذَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَكْرِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ عُدْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَيُقَالُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَائِلَةَ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ظَرِبٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ عَيَاذَةَ، وَأُمُّ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ سُعْدَى بِنْتُ وَهْبِ بْنِ تَيْمِ بْنِ غَالِبٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ، وَأُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَهِيَ أَقْرَبُ الْعَوَاتِكِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ فَاطِمَةُ بِنْتُ بُجَيْدِ بْنِ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُمُّ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ مَجْدُ بِنْتُ تَيْمٍ الْأَدْرَمِ

بْنِ غَالِبٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَأُمُّ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ سَهْمٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ إِخْوَةُ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ وَزَّامِ بْنِ جَحْوَشِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَأُمُّ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَأُمُّ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ مِنَ الْجَدَرَةِ مِنَ الْأَزْدِ، وَأُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ حُبَّى بِنْتُ حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ الْخُزَاعِيُّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ نَصْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُحَيٍّ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ جَسْرِ بْنِ شِيَعِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ، وَأُمُّ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَخْلُدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ لَيْلَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَسَدِ بْنِ الْغَوْثِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ غَيْرِ أَبِيهِ " أَنَّ §عَاتِكَةَ بِنْتَ عَامِرِ بْنِ الظَّرِبِ مِنْ أُمَّهَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: أُمُّ بَرَّةَ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أُمَيْمَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ حُبْشِيِّ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لِحْيَانَ، وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لِحْيَانَ، وَأُمُّهَا دَبُّ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ، وَأُمُّهَا لُبْنَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَائِلَةَ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ نَاضِرَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ ظَرِبٍ، وَأُمُّهَا شَقِيقَةُ بِنْتُ مَعْنِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَاهِلَةَ، وَأُمُّهَا سَوْدَةُ بِنْتُ أَسِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَهَؤُلَاءِ الْعَوَاتِكُ

وَهُنَّ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَالْفَوَاطِمُ وَهُنَّ عَشْرٌ

ذكر أمهات آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ أُمَّهَاتِ آبَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَاسْمُ النَّجَّارِ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا عَمِيرَةُ بِنْتُ صَخْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَبْدِ الْأَشْهَلَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُثَيْلَةُ بِنْتُ زَعُورَا بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ وَيُقَالُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حَوْزَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ وَأُمُّهَا رَقَاشُ بِنْتُ الْأَسْحَمِ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الْعَشِيرَةُ مِنْ مَذْحِجٍ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ الرَّافِقِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَمَاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ حُبَّى بِنْتُ حَلِيلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ ابْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ مَازِنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ وَهُوَ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ الْجَادِرُ مِنَ الْأَزْدِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى جِدَارَ الْكَعْبَةِ فَقِيلَ لَهُ الْجَادِرُ وَأُمُّهَا ظَرِيفَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ

ذِي الرَّأْسَيْنِ وَاسْمُهُ أُمَيَّةُ بْنُ جُشَمِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ بْنِ فَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَفْرَكَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْقَرِ بْنِ أَنْمَارٍ، وَأُمُّ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ هِنْدُ بِنْتُ سَرِيرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ مَخْشِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَأُمُّهَا وَحْشِيَّةُ بِنْتُ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ ضُبَيْعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، وَأُمُّ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ جِسْرِ بْنِ شَيْعِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ، وَأُمُّ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَخْلُدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَهُوَ الْقَوْلُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ بَلْ أُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَأُمُّهَا تُمَاضُرُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهَا رُهْمُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ لَيْلَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ وَيُقَالُ بَلْ هِيَ لَيْلَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنَ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَسَدِ بْنِ الْغَوْثِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وَائِلَ بْنِ قَاسِطِ بْنُ هِنْبٍ، وَأُمُّ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ جَنْدَلَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُضَاضِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ جُرْهُمَ وَيُقَالُ بَلْ هِيَ جَنْدَلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ مُضَاضِ بْنِ الْحَارِثِ وَلَيْسَ بِالْأَكْبَرِ ابْنِ عَوَانَةَ بْنِ عَامُوقَ بْنِ يَقْطُنَ مِنْ جُرْهُمَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الظَّلِيمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ جُرْهُمَ، وَأُمُّ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ عِكْرِشَةُ بِنْتُ عَدْوَانَ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ

، وَأُمُّ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بَرَّةُ بِنْتُ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ أُخْتُ تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ، وَأُمُّ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ عَوَانَةُ وَهِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَأُمُّهَا دَعْدُ بِنْتُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ سَلْمَى بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَأُمُّ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ لَيْلَى وَهِيَ خِنْدِفُ بِنْتُ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَأُمُّهَا ضَرِيَّةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ وَبِهَا سُمِّيَ مَاءُ ضَرِيَّةَ الَّذِي فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالنِّبَاجِ، وَأُمُّ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الرَّبَابُ بِنْتُ حَيْدَةَ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَأُمُّ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ سَوْدَةُ بِنْتُ عَكِّ بْنِ الرَّيْثِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ، وَمَنْ يَنْتَسِبُ مِنْهُمْ إِلَى الْيَمَنِ يَقُولُ: عَكُّ بْنُ عَدْثَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ مِنَ الْأُسْدِ، وَأُمُّ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ مُعَانَةُ بِنْتُ جَوْشَمِ بْنِ جُلْهُمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَرَّةَ بْنِ جُرْهُمَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ مِنْ لَخْمٍ، وَأُمُّ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ مَهْدَدُ بِنْتُ اللَّهُمِ بْنِ جَلْحَبَ بْنِ جُدَيْسِ بْنِ جَاثِرِ بْنِ أَرَمَ

ذكر قصي بن كلاب

§ذِكْرُ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالُوا: §تَزَوَّجَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ، وَاسْمُ سَيْلٍ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ الْجَادِرُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى جِدَارَ الْكَعْبَةِ ابْنُ عَمْرِو بْنُ جُعْثُمَةَ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ صَعْبِ بْنِ دَهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ، وَكَانَ جُعْثُمَةُ خَرَجَ أَيَّامَ خَرَجَتِ الْأَزْدُ مِنْ مَأْرِبٍ فَنَزَلَ فِي بَنِي الدَّيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ فَحَالَفَهُمْ، وَزَوَّجَهُمْ وَزَوَّجُوهُ

، فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدٍ لِكِلَابِ بْنِ مُرَّةَ زُهْرَةَ بْنَ كِلَابٍ ثُمَّ مَكَثَتْ دَهْرًا، ثُمَّ وَلَدَتْ قُصَيًّا فَسُمِّيَ زَيْدًا، وَتُوُفِّيَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ وَقَدِمَ رَبِيعَةُ بْنُ حَرَامِ بْنِ ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ أَحَدُ قُضَاعَةَ فَاحْتَمَلَهَا إِلَى بِلَادِهِ مِنْ أَرْضِ عُذْرَةَ مِنْ أَشْرَافِ الشَّأَمِ إِلَى سَرْغٍ وَمَا دُونَهَا فَتَخَلَّفَ زُهْرَةُ بْنُ كِلَابٍ فِي قَوْمِهِ لِكِبَرِهِ، وَحَمَلَتْ قُصَيًّا مَعَهَا لِصِغَرِهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فَطِيمٌ، فَسُمِّيَ قُصَيًّا لِتَقَصِّيهَا بِهِ إِلَى الشَّأْمِ، فَوَلَدَتْ لِرَبِيعَةَ رَزَّاحًا، وَكَانَ قُصَيُّ يُنْسَبُ إِلَى رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامٍ فَنَاضَلَ رَجُلًا مِنْ قُضَاعَةَ يُدْعَى رُفَيْعًا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: وَهُوَ مِنْ عُذْرَةَ فَنَضَلَهُ قُصَيٌّ فَغَضِبَ الْمَنْضُولُ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمَا شَرٌّ حَتَّى تَقَاوَلَا وَتَنَازَعَا، فَقَالَ رُقَيْعٌ: أَلَا تَلْحَقُ بِبَلَدِكَ وَقَوْمِكَ فَإِنَّكَ لَسْتَ مِنَّا، فَرَجَعَ قُصَيٌّ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَتْ: أَبُوكَ رَبِيعَةُ قَالَ: لَوْ كُنْتُ ابْنَهُ مَا نُفِيتُ، قَالَتْ: أَوَقَدْ قَالَ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا أَحْسَنَ الْجِوَارَ وَلَا حَفِظَ الْحَقَّ أَنْتَ، وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ أَكْرَمُ مِنْهُ نَفْسًا وَوَالِدًا وَنَسَبًا وَأَشْرَفَ مَنْزِلًا أَبُوكَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ، وَقَوْمُكَ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ فَمَا حَوْلَهُ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا أُقِيمُ هَهُنَا أَبَدًا، قَالَتْ: فَأَقِمْ حَتَّى يَجِيءَ إِبَّانُ الْحَجِّ فَتَخْرُجَ فِي حَاجِّ الْعَرَبِ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ يُصِيبَكَ بَعْضُ النَّاسِ، فَأَقَامَ، فَلَمَّا حَضَرَ ذَلِكَ بَعَثَتْهُ مَعَ قَوْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ فَقَدِمَ مَكَّةَ، وَزُهْرَةُ يَوْمَئِذٍ حَيُّ، وَكَانَ أَشْعَرَ، وَقُصَيٌّ أَشْعَرُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ قُصَيٌّ: أَنَا أَخُوكَ، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَكَبِرَ، فَلَمَسَهُ، فَقَالَ: أَعْرِفُ وَاللَّهِ الصَّوْتَ وَالشَّبَهَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحَجِّ عَالَجَهُ الْقُضَاعِيُّونَ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَهُمْ وَالرُّجُوعِ إِلَى بِلَادِهِمْ فَأَبَى، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ رَجُلًا جَلْدًا نَهْدًا نَسِيبًا، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ خَطَبَ إِلَى حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ لُحَيٌّ الْخُزَاعِيُّ ابْنَتَهُ حُبَّى فَعَرَفَ حُلَيْلٌ النَّسَبَ وَرَغِبَ فِيهِ فَزَوَّجَهُ، وَحُلَيْلٌ يَوْمَئِذٍ يَلِي أَمْرَ مَكَّةَ وَالْحُكْمَ فِيهَا وَحِجَابَةَ الْبَيْتِ، ثُمَّ هَلَكَ حُلَيْلٌ فَحَجَبَ الْبَيْتَ ابْنُهُ

الْمُحْتَرِشُ وَهُوَ أَبُو غُبْشَانَ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَجْعَلُ لَهُ جُعْلًا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ فَقَصَّرُوا بِهِ فِي بَعْضِ الْمَوَاسِمِ، مَنَعُوهُ بَعْضَ مَا كَانُوا يُعْطُونَهُ، فَغَضِبَ، فَدَعَاهُ قُصَيٌّ فَسَقَاهُ، ثُمَّ اشْتَرَى مِنْهُ الْبَيْتَ بِأَزْوَادٍ وَيُقَالُ: بِزِقِّ خَمْرٍ فَرَضِيَ وَمَضَى إِلَى ظَهْرِ مَكَّةَ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ الْأَسْلَمَيَّةُ، عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَا: §لَمَّا تَزَوَّجَ قُصَيٌّ إِلَى حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ ابْنَتَهُ حُبَّى، وَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادَهُ، قَالَ حُلَيْلٌ: إِنَّمَا وَلَدُ قُصَيٍّ وَلَدِي هُمْ بَنُو ابْنَتِي، فَأَوْصَى بِوَلَايَةِ الْبَيْتِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِ مَكَّةَ إِلَى قُصَيٍّ، وَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ وَاقِدِ الْأَسْلَمَيِّ وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيِّ الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمَّا هَلَكَ حُلَيْلُ بْنُ حُبْشِيَّةَ وَانْتَشَرَ وَلَدُ قُصَيٍّ وَكَثُرَ مَالُهُ وَعَظُمَ شَرَفُهُ رَأَى أَنَّهُ أَوْلَى بِالْبَيْتِ وَأَمْرِ مَكَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ وَأَنَّ قُرَيْشًا فَرَعَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَصَرِيحُ وَلَدِهِ، فَكَلَّمَ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِي كِنَانَةَ وَدَعَاهُمْ إِلَى إِخْرَاجِ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ مِنْ مَكَّةَ وَقَالَ: نَحْنُ أَوْلَى بِهَذَا مِنْهُمْ، فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ وَتَابَعُوهُ، وَكَتَبَ قُصَيٌّ إِلَى أَخِيهِ ابْنِ أُمِّهِ رَزَّاحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامٍ الْعُذْرِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى نُصْرَتِهِ، فَخَرَجَ رَزَّاحُ، وَخَرَجَ مَعَهُ إِخْوَتُهُ لِأَبِيهِ حَنٌّ وَمَحْمُودٌ وَجُلْهُمَةُ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قُضَاعَةَ حَتَّى قَدِمُوا مَكَّةَ، وَكَانَتْ صُوفَةُ وَهُمُ الْغَوْثُ بْنُ مُرٍّ يَدْفَعُونَ بِالنَّاسِ مِنْ عَرَفَةَ وَلَا يَرْمُونَ الْجِمَارَ حَتَّى يَرْمِيَ رَجُلٌ مِنْ صُوفَةَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَامِ فَعَلَتْ ذَلِكَ صُوفَةُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ فَأَتَاهَا قُصَيٌّ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ وَقُضَاعَةَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ، فَقَالُوا: نَحْنُ أَوْلَى بِهَذَا مِنْكُمْ، فَنَاكَرُوهُمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى انْهَزَمَتْ صُوفَةُ، وَقَالَ

رَزَّاحٌ: أَجِزْ قُصَيُّ، فَأَجَازَ النَّاسَ وَغَلَبَهُمْ عَلَى مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمْ تَزَلِ الْإِفَاضَةُ فِي وَلَدِ قُصَيٍّ إِلَى الْيَوْمِ، وَنَدِمَتْ خُزَاعَةُ وَبَنُو بَكْرٍ فَانْحَازُوا عَنْهُ، فَأَجْمَعَ قُصَيٌّ لِحَرْبِهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا بِالْأَبْطَحِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى فِي الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ تَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ، وَحَكَّمُوا بَيْنَهُمْ يَعْمُرَ بْنَ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ فَقَضَى بَيْنَهُمْ بِأَنَّ قُصَيَّ بْنَ كَلْبٍ أَوْلَى بِالْبَيْتِ وَأَمْرِ مَكَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأَنَّ كُلَّ دَمٍ أَصَابَهُ قُصَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ مَوْضُوعٌ يَشْدَخُهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَأَنَّ مَا أَصَابَتْ خُزَاعَةُ وَبَنُو بَكْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِي كِنَانَةَ فَفِيهِ الدِّيَةُ، وَأَنْ يُخَلَّى بَيْنَ قُصَيٍّ وَبَيْنَ الْبَيْتِ وَأَمْرِ مَكَّةَ فَسُمِّيَ يَوْمَئِذٍ يَعْمَرَ الشَّدَّاخُ لِمَا شَدَخَ مِنَ الدِّمَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: §لَمَّا فَرَغَ قُصَيٌّ وَنَفَى خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ عَنْ مَكَّةَ، تَجَمَّعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَسُمِّيَتْ يَوْمَئِذٍ قُرَيْشًا لِحَالِ تَجَمُّعِهَا، وَالتَّقَرُّشُ التَّجَمُّعُ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ أَمْرُ قُصَيٍّ، انْصَرَفَ أَخُوهُ لِأُمِّهِ رَزَّاحُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعُذْرِيُّ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَقَوْمِهِ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَكَانَ رَزَّاحٌ وَحَنٌّ يُوَاصِلَانِ قُصَيًّا وَيُوَافِيَانِ الْمَوْسِمَ، فَيَنْزِلَانَ مَعَهُ فِي دَارِهِ وَيَرَيَانِ تَعْظِيمَ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ لَهُ، وَكَانَ يُكْرِمُهُمَا وَيَصِلُهُمَا وَتُكْرِمُهُمَا قُرَيْشٌ لِمَا أَبْلَيَاهُمْ وَأَوْلَيَاهُمْ مِنَ الْقِيَامِ مَعَ قُصَيٍّ فِي حَرْبِ خُزَاعَةَ وَبَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا §سُمُّوا قُرَيْشًا؛ لِأَنَّ بَنِي فِهْرٍ الثَّلَاثَةَ كَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ لِأُمٍّ، وَالْآخَرُ لِأُمٍّ أُخْرَى، فَافْتَرَقُوا، فَنَزَلُوا مَكَانًا مِنْ تَهَمَةِ مَكَّةَ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ بَنُو بَكْرٍ: لَقَدْ تَقَرَّشَ بَنُو جَنْدَلَةَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَزَلَ مِنْ مُضَرَ مَكَّةَ خُزَيْمَةُ بْنُ مُدْرِكَةَ وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ لِهُبَلَ الصَّنَمِ مَوْضِعَهُ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: صَنَمُ خُزَيْمَةَ فَلَمْ يَزَلْ بَنُوهُ بِمَكَّةَ حَتَّى وَرِثَ ذَلِكَ فِهْرُ بْنُ مَالِكٍ، فَخَرَجَتْ بَنُو أَسَدٍ وَمَنْ كَانَ مِنْ كِنَانَةَ بِهَا، فَنَزَلُوا مَنَازِلَهُمُ الْيَوْمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وُلِدَ لِقُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ وَلَدُهُ كُلُّهُمْ مِنْ حُبَّى بِنْتِ حُلَيْلٍ: عَبْدُ الدَّارِ بْنُ قُصَيٍّ وَكَانَ بِكْرَهُ، وَعَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قُصَيٍّ، وَعَبْدُ بْنُ قُصَيٍّ، وَتَخْمُرُ بِنْتُ قُصَيٍّ، وَبَرَّةُ بِنْتُ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §قُصَيٌّ يَقُولُ: وُلِدَ لِي أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَسَمَّيْتُ اثْنَيْنِ بِإِلَهِي، وَوَاحِدًا بِدَارِي، وَوَاحِدًا بِنَفْسِي، فَكَانَ يُقَالُ لِعَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ: عَبْدُ قُصَيٍّ، وَاللَّذَيْنِ سَمَّاهُمَا بَإِلَهِهِ عَبْدُ مَنَافٍ وَعَبْدُ الْعُزَّى، وَبِدَارِهِ عَبْدُ الدَّارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: كَانَ §قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ أَوَّلَ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَصَابَ مُلْكًا أَطَاعَ لَهُ بِهِ قَوْمُهُ، فَكَانَ شَرِيفَ أَهْلِ مَكَّةَ لَا يُنَازَعُ فِيهَا، فَابْتَنَى دَارَ النَّدْوَةِ، وَجَعَلَ بَابَهَا إِلَى الْبَيْتِ، فَفِيهَا كَانَ يَكُونُ أَمْرُ قُرَيْشٍ كُلُّهُ وَمَا أَرَادُوا مِنْ نِكَاحٍ أَوْ حَرْبٍ أَوْ مَشُورَةٍ فِيمَا يَنُوبُهُمْ، حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْجَارِيَةُ تَبْلُغُ أَنْ تُدَرَّعَ فَمَا يُشَقُّ دِرْعُهَا إِلَّا فِيهَا، ثُمَّ يُنْطَلَقُ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا وَلَا يَعْقِدُونَ لِوَاءَ حَرْبٍ لَهُمْ وَلَا مِنْ قَوْمٍ غَيْرِهِمْ إِلَّا فِي دَارِ النَّدْوَةِ يَعْقِدُهُ لَهُمْ قُصَيٌّ، وَلَا يُعْذَرُ لَهُمْ غُلَامٌ إِلَّا فِي دَارِ النَّدْوَةِ، وَلَا تَخْرُجُ عِيرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَيَرْحَلُونَ إِلَّا مِنْهَا، وَلَا يَقْدَمُونَ إِلَّا نَزَلُوا فِيهَا، تَشْرِيفًا لَهُ وَتَيَمُّنًا بِرَأْيِهِ وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِهِ، وَيَتَّبِعُونَ أَمْرَهُ كَالدِّينِ الْمُتَّبَعِ لَا يُعْمَلُ بِغَيْرِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدِ مَوْتِهِ، وَكَانَتْ إِلَيْهِ الْحِجَابَةُ وَالسِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَاللِّوَاءُ وَالنَّدْوَةُ وَحُكْمُ مَكَّةَ كُلُّهُ، وَكَانَ يَعْشِرُ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ سِوَى أَهْلِهَا، قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ النَّدْوَةِ؛ لِأَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَنْتَدُونَ فِيهَا أَيْ يَجْتَمِعُونَ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالنَّدِيُّ مَجْمَعُ الْقَوْمِ إِذَا اجْتَمَعُوا، وَقَطَعَ قُصَيٌّ مَكَّةَ

رِبَاعًا بَيْنَ قَوْمِهِ، فَأَنْزَلَ كُلَّ قَوْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَنَازِلَهُمُ الَّتِي أَصْبَحُوا فِيهَا الْيَوْمَ وَضَاقَ الْبَلَدُ، وَكَانَ كَثِيرُ الشَّجَرِ الْعِضَاهِ وَالسَّلَمِ، فَهَابَتْ قُرَيْشٌ قَطْعَ ذَلِكَ فِي الْحَرَمِ، فَأَمَرَهُمْ قُصَيٌّ بِقَطْعِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا تَقْطَعُونَهُ لِمَنَازِلِكُمْ وَلِخُطَطِكُمْ، بَهْلَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أَرَادَ فَسَادًا، وَقَطَعَ هُوَ بِيَدِهِ وَأَعْوَانُهُ، فَقَطَعَتْ حِينَئِذٍ قُرَيْشٌ وَسَمَّتْهُ مُجَمِّعًا لِمَا جَمَعَ مِنْ أَمْرِهَا، وَتَيَمَّنَتْ بِهِ وَبِأَمْرِهِ، وَشَرَّفَتْهُ قُرَيْشٌ وَمَلَّكَتْهُ، وَأَدْخَلَ قُصَيٌّ بُطُونَ قُرَيْشٍ كُلَّهَا الْأَبْطَحَ فَسُمُّوا قُرَيْشَ الْبِطَاحِ، وَأَقَامَ بَنُو مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَبَنُو تَيْمٍ الْأَدْرَمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَبَنُو مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ بِظَهْرِ مَكَّةَ، فَهَؤُلَاءِ الظَّوَاهِرُ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَهْبِطُوا مَعَ قُصَيٍّ إِلَى الْأَبْطَحِ إِلَّا أَنَّ رَهْطَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُمْ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ نَزَلُوا الْأَبْطَحَ فَهُمْ مَعَ الْمُطَيَّبِينَ أَهْلِ الْبِطَاحِ وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ وَهُوَ ذَكْوَانُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِلضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ ضَرَبَهُ: [البحر الطويل] فَلَوْ شَهِدَتْنِي مِنْ قُرَيْشٍ عِصَابَةٌ ... قُرَيْشُ الْبِطَاحِ لَا قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ وَقَالَ حُذَافَةُ بْنُ غَانِمٍ الْعَدَوِيُّ لِأَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الطويل] أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا ... بِهِ جَمَّعَ اللَّهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ فَدُعِيَ قُصَيٌّ مُجَمِّعًا بِجَمْعِهِ قُرَيْشًا وَبِقُصَيٍّ سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشًا وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ بَنُو النَّضْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ §مَتَى سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشًا؟ قَالَ: " حِينَ اجْتَمَعَتْ إِلَى الْحَرَمِ مِنْ تَفَرُّقِهَا فَذَلِكَ التَّجَمُّعُ التَّقَرُّشُ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا سَمِعْتُ هَذَا وَلَكِنْ سَمِعْتُ أَنَّ قُصَيًّا كَانَ يُقَالُ لَهُ: الْقُرَشِيُّ وَلَمْ تُسَمَّ قُرَيْشٌ قَبْلَهُ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي -[72]- سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: §لَمَّا نَزَل قُصَيٌّ الْحَرَمَ وَغَلَبَ عَلَيْهِ فَعَلَ أَفْعَالًا جَمِيلَةً فَقِيلَ لَهُ: الْقُرَشِيُّ فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِهِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: §النَّضْرُ بْنُ كِنَانَةَ كَانَ يُسَمَّى الْقُرَشِيَّ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: كَانَتِ §الْحُمْسُ: قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَخُزَاعَةُ وَمَنْ وَلَدَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ: أَوْ حَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالتَّحَمُّسُ أَشْيَاءُ أَحْدَثُوهَا فِي دِينِهِمْ تَحَمَّسُوا فِيهَا أَيْ شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فِيهَا فَكَانُوا لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الْحَرَمِ إِذَا حَجُّوا، فَقَصَّرُوا عَنْ بُلُوغِ الْحَقِّ وَالَّذِي شَرَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَوْقِفُ عَرَفَةَ وَهُوَ مِنَ الْحِلِّ، وَكَانُوا لَا يَسْلَئُونَ السَّمْنَ، وَلَا يَنْسِجُونَ مَظَالَّ الشَّعْرِ، وَكَانُوا أَهْلَ الْقُبَابِ الْحُمُرِ مِنَ الْأَدَمِ، وَشَرَعُوا لِمَنْ قَدِمَ مِنَ الْحَاجِّ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ مَا لَمْ يَذْهَبُوا إِلَى عَرَفَةَ، فَإِذَا رَجَعُوا مِنْ عَرَفَةَ لَمْ يَطُوفُوا طَوَافَ الْإِفَاضَةِ بِالْبَيْتِ إِلَّا عُرَاةً أَوْ فِي ثَوْبَيْ أَحْمَسِيٍّ وَإِنْ طَافَ فِي ثَوْبَيْهِ لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَلْبَسَهُمَا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقُصَيٌّ أَحْدَثَ وَقُودَ النَّارِ بِالْمُزْدَلِفَةِ حِينَ وَقَفَ بِهَا حَتَّى يَرَاهَا مَنْ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمْ تَزَلْ تُوقَدُ تِلْكَ النَّارُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ يَعْنِي لَيْلَةَ جَمْعٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ §تِلْكَ النَّارُ تُوقَدُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهِيَ تُوقَدُ إِلَى الْيَوْمِ وَفَرَضَ قُصَيٌّ عَلَى قُرَيْشٍ -[73]- السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ جِيرَانُ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَأَهْلُ الْحَرَمِ وَإِنَّ الْحَاجَّ ضِيفَانُ اللَّهِ، وَزُوَّارُ بَيْتِهِ، وَهُمْ أَحَقُّ الضَّيْفِ بِالْكَرَامَةِ، فَاجْعَلُوا لَهُمْ طَعَامًا وَشَرَابًا أَيَّامَ الْحَجِّ حَتَّى يَصْدُرُوا عَنْكُمْ، فَفَعَلُوا، فَكَانُوا يُخْرِجُونَ ذَلِكَ كُلَّ عَامٍ مِنْ أَمْوَالِهِمْ خَرْجًا يَتَرَافَدُونَ ذَلِكَ فَيَدْفَعُونَهُ إِلَيْهِ فَيَصْنَعُ الطَّعَامَ لِلنَّاسِ أَيَّامَ مِنًى وَبِمَكَّةَ وَيَصْنَعُ حِيَاضًا لِلْمَاءِ مِنْ أَدَمٍ فَيَسْقِي فِيهَا بِمَكَّةَ وَمِنًى وَعَرَفَةَ، فَجَرَى ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى قَامَ الْإِسْلَامُ، ثُمَّ جَرَوْا فِي الْإِسْلَامِ عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ، فَلَمَّا كَبِرَ قُصَيٌّ وَرَقَّ، وَكَانَ عَبْدُ الدَّارِ بِكْرَهُ وَأَكْبَرَ وَلَدِهِ وَكَانَ ضَعِيفًا، وَكَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ شَرُفُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ قُصَيٌّ: أَمَا وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَأَلْحَقَنَّكَ بِالْقَوْمِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ شَرُفُوا عَلَيْكَ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْهُمُ الْكَعْبَةَ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ الَّذِي تَفْتَحُهَا لَهُ، وَلَا تَعْقِدُ قُرَيْشٌ لِوَاءً لِحَرْبِهِمْ إِلَّا كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَعْقِدُهُ بِيَدِكَ، وَلَا يَشْرَبُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ إِلَّا مِنْ سِقَايَتِكَ، وَلَا يَأْكُلُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَوْسِمِ طَعَامًا بِمَكَّةَ إِلَّا مِنْ طَعَامِكَ، وَلَا تَقْطَعُ قُرَيْشٌ أَمْرًا مِنْ أُمُورِهَا إِلَّا فِي دَارِكَ، فَأَعْطَاهُ دَارَ النَّدْوَةِ وَحِجَابَةَ الْبَيْتِ وَاللِّوَاءَ وَالسِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ، وَخَصَّهُ بِذَلِكَ لِيُلْحِقَهُ بِسَائِرِ إِخْوَتِهِ، وَتُوُفِّيَ قُصَيٌّ فَدُفِنَ بِالْحَجُونِ، فَقَالَتْ تَخْمُرُ بِنْتُ قُصَيٍّ تَرْثِي أَبَاهَا: [البحر الكامل] طَرَقَ النَّعِيُّ بُعَيْدَ نَوْمِ الْهُجَّدِ ... فَنَعَى قُصَيًّا ذَا النَّدَى وَالسُّؤْدَدِ فَنَعَى الْمُهَذَّبَ مِنْ لُؤَيٍّ كُلِّهَا ... فَانْهَلَّ دَمْعِي كَالْجُمَانِ الْمُفْرَدِ فَأَرِقْتُ مِنْ حَزْنٍ وَهَمٍّ دَاخِلٍ ... أَرَقَ السَّلِيمِ لِوَجْدِهِ الْمُتَفَقِّدِ

ذكر عبد مناف بن قصي

§ذِكْرُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا هَلَكَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ قَامَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ عَلَى أَمْرِ قُصَيٍّ بَعْدَهُ وَأَمْرِ قُرَيْشٍ إِلَيْهِ وَاخْتَطَ بِمَكَّةَ رُبَاعًا بَعْدَ الَّذِي كَانَ قُصَيٌّ قَطَعَ لِقَوْمِهِ وَعَلَى عَبْدِ مَنَافٍ اقْتَصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] خَرَجَ حَتَّى عَلَا الْمَرْوَةَ ثُمَّ قَالَ: " ياَلَفِهْرٍ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالَ أَبُو لَهَبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هَذِهِ فِهْرٌ عِنْدَكَ فَقُلْ فَقَالَ: يَا لَغَالِبٍ فَرَجَعَ بَنُو مُحَارِبٍ وَبَنُو الْحَارِثِ ابْنَا فِهْرٍ فَقَالَ: يَا لَلُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ فَرَجَعَ بَنُو تَيْمٍ الْأَدْرَمُ بْنُ غَالِبٍ فَقَالَ: يَا لَكَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ فَرَجَعَ بَنُو عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَقَالَ: يَا لَمُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ فَرَجَعَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو سَهْمٍ وَبَنُو جُمَحٍ ابْنَا عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ فَقَالَ: يَا لَكِلَابِ بْنِ مُرَّةَ فَرَجَعَ بَنُو مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ وَبَنُو تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ فَقَالَ: يَا لَقُصَيٍّ فَرَجَعَ بَنُو زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَقَالَ: يَا لَعَبْدِ مَنَافٍ فَرَجَعَ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَذِهِ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عِنْدَكَ فَقُلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ §اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ وَأَنْتُمُ الْأَقْرَبُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ حَظًّا وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَشْهَدَ بِهَا لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ وَتَدِينَ لَكُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتَذِلَّ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ فَلِهَذَا دَعَوْتَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدًا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] -[75]- يَقُولُ خَسِرَتْ يَدًا أَبِي لَهَبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وَلَدَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ سِتَّةَ نَفَرٍ وَسِتَّ نِسْوَةٍ: الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ أَكْبَرَهُمْ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا إِلَى أَرْضِهِ، وَهَاشِمَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُهُ عَمْرٌو وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ هِرَقْلَ؛ لِأَنْ تَخْتَلِفَ إِلَى الشَّأَمِ آمِنَةً وَعَبْدَ شَمْسِ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَتُمَاضُرَ بِنْتَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَحَنَّةَ، وَقِلَابَةَ، وَبَرَّةَ، وَهَالَةَ بَنَاتِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، وَنَوْفَلَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ كِسْرَى إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَبَا عَمْرِو بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَبَا عُبَيْدٍ دَرَجًا، وَأُمُّهُمْ وَاقِدَةُ بِنْتُ أَبِي عَدِيٍّ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَرَيْطَةَ بِنْتَ عَبْدِ مَنَافٍ وَلَدَتْ بَنِي هِلَالِ بْنِ مُعَيْطٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا الثَّقَفِيَّةُ

ذكر هاشم بن عبد مناف

§ذِكْرُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §اسْمُ هَاشِمٍ عَمْرًا وَكَانَ صَاحِبُ إِيلَافِ قُرَيْشٍ، وَإِيلَافُ قُرَيْشٍ دَأَبُ قُرَيْشٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرِّحْلَتَيْنِ لِقُرَيْشٍ تَرْحَلُ إِحْدَاهُمَا فِي الشِّتَاءِ إِلَى الْيَمَنِ وَإِلَى الْحَبَشَةِ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَيُكْرِمُهُ وَيَحْبُوهُ، وَرِحْلَةً فِي الصَّيْفِ إِلَى الشَّأْمِ إِلَى غَزَّةَ وَرُبَّمَا بَلَغَ أَنْقَرَةَ فَيَدْخُلُ عَلَى قَيْصَرَ فَيُكْرِمُهُ وَيَحْبُوهُ، فَأَصَابَتْ قُرَيْشًا سَنَوَاتٌ ذَهَبْنَ بِالْأَمْوَالِ فَخَرَجَ هَاشِمٌ

إِلَى الشَّأْمِ فَأَمَرَ بِخُبْزٍ كَثِيرٍ فَخُبِزَ لَهُ فَحَمَلَهُ فِي الْغَرَائِرِ عَلَى الْإِبِلِ حَتَّى وَافَى مَكَّةَ فَهَشَمَ ذَلِكَ الْخُبْزَ يَعْنِي كَسَرَهُ وَثَرَدَهُ وَنَحَرَ تِلْكَ الْإِبِلَ، ثُمَّ أَمَرَ الطُّهَاةَ فَطَبَخُوا ثُمَّ كَفَأَ الْقُدُورَ عَلَى الْجِفَانِ فَأَشْبَعَ أَهْلَ مَكَّةَ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ الْحَيَا بَعْدَ السَّنَةِ الَّتِي أَصَابَتْهُمْ فَسُمِّيَ بِذَلِكَ هَاشِمًا وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى فِي ذَلِكَ: [البحر الكامل] عَمْرُو الْعُلَى هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ الْخَرَّبُوذِ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ آلِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَالَ وَهْبُ بْنُ عَبْدِ قُصَيٍّ فِي ذَلِكَ: [البحر الوافر] §تَحَمَّلَ هَاشِمٌ مَا ضَاقَ عَنْهُ ... وَأَعْيَا أَنْ يَقُومَ بِهِ ابْنُ بِيضْ أَتَاهُمْ بِالْغَرَائِرِ مُتْأَقَاتٍ ... مِنْ أَرْضِ الشَّأْمِ بِالْبُرِّ النَّفِيضْ فَأَوْسَعَ أَهْلَ مَكَّةَ مِنْ هَشِيمٍ ... وَشَابَ الْخُبْزَ بِاللَّحْمِ الْغَرِيضْ فَظَلَّ الْقَوْمُ بَيْنَ مُكَلَّلَاتٍ ... مِنَ الشِّيزَاءِ حَائِرُهَا يُفِيضْ قَالَ: فَحَسَدَهُ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَكَانَ ذَا مَالٍ فَتَكَلَّفَ أَنْ يَصْنَعَ صَنِيعَ هَاشِمٍ فَعَجَزَ عَنْهُ فَشَمَتَ بِهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَغَضِبَ وَنَالَ مِنْ هَاشِمٍ وَدَعَاهُ إِلَى الْمُنَافَرَةِ فَكَرِهَ هَاشِمٌ ذَلِكَ لِسِنِّهِ وَقَدْرِهِ فَلَمْ تَدَعْهُ قُرَيْشٌ وَأَحْفَظُوهُ قَالَ: فَإِنِّي أُنَافِرُكَ عَلَى خَمْسِينَ نَاقَةً سُودِ الْحَدَقِ تَنْحَرُهَا بِبَطْنِ مَكَّةَ وَالْجَلَاءُ عَنْ مَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ فَرَضِيَ أُمَيَّةُ بِذَلِكَ وَجَعَلَا بَيْنَهُمَا الْكَاهِنَ الْخُزَاعِيَّ، فَنَفَّرَ هَاشِمًا عَلَيْهِ فَأَخَذَ هَاشِمٌ الْإِبِلَ فَنَحَرَهَا، وَأَطْعَمَهَا مَنْ حَضَرَهُ وَخَرَجَ أُمَيَّةُ إِلَى الشَّأْمِ فَأَقَامَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ فَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ عَدَاوَةٍ وَقَعَتْ بَيْنَ هَاشِمٍ وَأُمَيَّةَ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ §هَاشِمًا، وَعَبْدَ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبَ وَنَوْفَلًا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَجْمَعُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَا بِأَيْدِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ مِمَّا كَانَ قُصَيٌّ جَعَلَ إِلَى عَبْدِ الدَّارِ مِنَ الْحِجَابَةِ وَاللِّوَاءِ وَالرِّفَادَةِ وَالسِّقَايَةِ وَالنَّدْوَةِ، وَرَأَوْا أَنَّهُمْ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ لِشَرَفِهِمْ عَلَيْهِمْ وَفَضْلِهِمْ فِي قَوْمِهِمْ، وَكَانَ الَّذِي قَامَ بِأَمْرِهِمْ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ فَأَبَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ أَنْ تُسَلِّمَ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ وَقَامَ بِأَمْرِهِمْ عَامِرُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ فَصَارَ مَعَ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَبَنُو تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَصَارَ مَعَ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بَنُو مَخْزُومٍ وَسَهْمٌ وَجُمَحُ وَبَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ بَنُو عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَمُحَارِبُ بْنُ فِهْرٍ فَلَمْ يَكُونُوا مَعَ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ فَعَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ عَلَى أَمْرِهِمْ حِلْفًا مُؤَكَّدًا أَلَّا يَتَخَاذَلُوا وَلَا يُسَلِّمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ وَمَنْ صَارَ مَعَهُمْ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيبًا فَوَضَعُوهَا حَوْلَ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا وَمَسَحُوا الْكَعْبَةَ بِأَيْدِيهِمْ تَوْكِيدًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَسُمُّوا الْمُطَيَّبِينَ، وَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ جَفْنَةً مِنْ دَمٍ فَغَمَسُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَتَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا أَلَّا يَتَخَاذَلُوا مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً فَسُمُّوا الْأَحْلَافَ وَلَعَقَةَ الدَّمِ وَتَهَيَّؤوا لِلْقِتَالِ وَعُبِّئَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ لِقَبِيلَةٍ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ تَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ إِلَى أَنْ يُعْطُوا بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ وَتَكُونَ الْحِجَابَةُ وَاللِّوَاءُ وَدَارُ النَّدْوَةِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا وَتَحَاجَزَ النَّاسُ فَلَمْ تَزَلْ دَارُ النَّدْوَةِ فِي يَدِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى بَاعَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَجَعَلَهَا مُعَاوِيَةُ دَارَ الْإِمَارَةِ فَهِيَ فِي أَيْدِي الْخُلَفَاءِ إِلَى الْيَوْمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ

بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَاصْطَلَحُوا يَوْمَئِذٍ أَنْ وُلِّيَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ وَكَانَ رَجُلًا مُوسِرًا وَكَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَجَّ قَامَ فِي قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ §جِيرَانُ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَإِنَّهُ يَأْتِيكُمْ فِي هَذَا الْمَوْسِمِ زُوَّارُ اللَّهِ يُعَظِّمُونَ حُرْمَةَ بَيْتِهِ فَهُمْ ضَيْفُ اللَّهِ وَأَحَقُّ الضَّيْفِ بِالْكَرَامَةِ ضَيْفُهُ وَقَدْ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ وَحَفِظَ مِنْكُمْ أَفْضَلَ مَا حَفِظَ جَارٌ مِنْ جَارِهِ فَأَكْرِمُوا ضَيْفَهُ وَزَوْرَهُ يَأْتُونَ شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ بَلَدٍ عَلَى ضَوَامِرَ كَأَنَّهُنَّ الْقِدَاحُ قَدْ أَزْحَفُوا وَتَفَلُوا وَقَمَلُوا وَأَرْمَلُوا فَاقْرُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُرَافِدُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَنْ كَانَ أَهْلُ الْبَيْتِ لَيُرْسِلُونَ بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ عَلَى قَدْرِهِمْ، وَكَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ يُخْرِجُ فِي كُلِّ عَامٍ مَالًا كَثِيرًا، وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَهْلَ يَسَارَةٍ يَتَرَافَدُونَ، وَكَانَ كُلُّ إِنْسَانٍ يُرْسِلُ بِمِائَةِ مِثْقَالٍ هِرْقَلِيَّةٍ، وَكَانَ هَاشِمٌ يَأْمُرُ بِحِيَاضٍ مِنْ أَدَمٍ فَتُجْعَلُ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ ثُمَّ يَسْتَقِي فِيهَا الْمَاءَ مِنَ الْبِئَارِ الَّتِي بِمَكَّةَ فَيَشْرَبُهُ الْحَاجُّ، وَكَانَ يُطْعِمُهُمْ أَوَّلَ مَا يُطْعِمُ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ بِمَكَّةَ وَبِمِنًى وَجَمْعٍ وَعَرَفَةَ وَكَانَ يُثْرِدُ لَهُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ وَالْخُبْزَ وَالسَّمْنَ وَالسَّوِيقَ وَالتَّمْرَ، وَيَجْعَلُ لَهُمُ الْمَاءَ فَيُسْقَوْنَ بِمِنًى وَالْمَاءُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فِي حِيَاضِ الْأَدَمِ إِلَى أَنْ يَصْدُرُوا مِنْ مِنًى فَتَنْقَطِعُ الضِّيَافَةُ وَيَتَفَرَّقُ النَّاسُ لَبِلَادِهِمْ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللِّهْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ §هَاشِمٌ رَجُلًا شَرِيفًا وَهُوَ الَّذِي أَخَذَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ قَيْصَرَ لِأَنْ تَخْتَلِفَ آمِنَةً وَأَمَّا مَنْ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَلَّفَهُمْ عَلَى أَنْ تَحْمِلَ قُرَيْشٌ بَضَائِعَهُمْ وَلَا كِرَاءَ عَلَى أَهْلِ الطَّرِيقِ، فَكَتَبَ لَهُ قَيْصَرُ كِتَابًا، وَكَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ أَنْ يُدْخِلَ قُرَيْشًا أَرْضَهُ وَكَانُوا تُجَّارًا، فَخَرَجَ هَاشِمٌ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ فِيهَا تِجَارَاتٌ وَكَانَ طَرِيقُهُمْ عَلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلُوا بِسُوقِ النَّبَطِ فَصَادَفُوا سُوقًا تَقُومُ بِهَا فِي السَّنَةِ يَحْشُدُونَ لَهَا فَبَاعُوا وَاشْتَرَوْا وَنَظَرُوا إِلَى امْرَأَةٍ عَلَى مَوْضِعِ مُشْرِفٍ مِنَ السُّوقِ فَرَأَى امْرَأَةً

تَأْمُرُ بِمَا يُشْتَرَى وَيُبَاعُ لَهَا فَرَأَى امْرَأَةً حَازِمَةً جَلْدَةً مَعَ جَمَالٍ فَسَأَلَ هَاشِمٌ عَنْهَا أَأَيِّمٌ هِيَ أَمْ ذَاتُ زَوْجٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَيِّمٌ هِيَ أَمْ ذَاتُ زَوْجٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَيِّمٌ كَانَتْ تَحْتَ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَمَعْبَدًا ثُمَّ فَارَقَهَا وَكَانَتْ لَا تَنْكِحُ الرِّجَالَ لِشَرَفِهَا فِي قَوْمِهَا حَتَّى يَشْرِطُوا لَهَا أَنَّ أَمْرَهَا بِيَدِهَا، فَإِذَا كَرِهَتْ رَجُلًا فَارَقَتْهُ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، فَخَطَبَهَا هَاشِمٌ، فَعَرَفَتْ شَرَفَهُ وَنَسَبَهُ فَزَوَّجَتْهُ نَفْسَهَا وَدَخَلَ بِهَا، وَصَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا مَنْ هُنَاكَ مِنْ أَصْحَابِ الْعِيرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وَكَانُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَمَخْزُومٍ وَسَهْمٍ، وَدَعَا مِنَ الْخَزْرَجِ رِجَالًا، وَأَقَامَ بِأَصْحَابِهِ أَيَّامًا وَعَلِقَتْ سَلْمَى بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْهُ، وَفِي رَأْسِهِ شَيْبَةٌ، فَسُمِّيَ شَيْبَةَ، وَخَرَجَ هَاشِمٌ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الشَّأْمِ حَتَّى بَلَغَ غَزَّةَ فَاشْتَكَى فَأَقَامُوا عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ فَدَفَنُوهُ بِغَزَّةَ، وَرَجَعُوا بِتَرِكَتِهِ إِلَى وَلَدِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ الَّذِيَ رَجَعَ بِتَرِكَتِهِ إِلَى وَلَدِهِ أَبُو رُهْمِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيُّ عَامِرُ بْنُ لُؤَيٍّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَوْصَى هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَبَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ يَدٌ وَاحِدَةٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَبَنُو عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنُو نَوْفَلٍ ابْنَا عَبْدِ مَنَافٍ يَدٌ إِلَى الْيَوْمِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وَوَلَدَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَخَمْسَ نِسْوَةٍ شَيْبَةَ الْحَمْدِ وَهُوَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ حَتَّى هَلَكَ وَرُقَيَّةَ بِنْتَ هَاشِمٍ مَاتَتْ، وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تُبَرَّزْ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأَخَوَاهَا لِأُمِّهَا عَمْرٌو وَمَعْبَدٌ ابْنَا أُحَيْحَةُ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَوْسِ، وَأَبَا صَيْفِيِّ بْنَ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ عَمْرٌو وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ وَصَيْفِيًّا، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو

بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأَخَوَاهَا لِأُمِّهِمَا مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ، وَأُمُّهُ قَيْلَةُ، وَكَانَتْ تُلَقَّبُ الْجَزُورُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ، وَهُوَ الْمُصْطَلِقُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَنَضْلَةَ بْنَ هَاشِمٍ وَالشِّفَاءَ وَرُقَيَّةَ، وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَأَخَوَاهَا لِأُمِّهَا نُفَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَدَوِيُّ وَعَمْرُو بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَالضَّعِيفَةَ بِنْتَ هَاشِمٍ وَخَالِدَةَ بِنْتَ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ وَاقِدَةُ بِنْتُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيُقَالُ: عُدَيٌّ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ نُهْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَحَنَّةَ بِنْتَ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا عُدَيُّ بِنْتُ حُبَيِّبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ قَسِّيٍّ، وَهُوَ ثَقِيفٌ قَالَ: وَكَانَ هَاشِمٌ يُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كَانَ يُكَنَّى بِابْنِهِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ هَاشِمٌ رَثَاهُ وَلَدُهُ بِأَشْعَارٍ كَثِيرَةٍ، فَكَانَ مِمَّا قِيلَ فِيمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ قَالَتْ خَالِدَةُ بِنْتُ هَاشِمٍ تَرْثِي أَبَاهَا وَهُوَ شِعْرٌ فِيهِ ضَعْفٌ: [البحر الكامل] بَكَرَ النَّعِيُّ بِخَيْرِ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى ... ذِي الْمَكْرُمَاتِ وَذِي الْفِعَالِ الْفَاضِلِ بِالسَّيِّدِ الْغَمْرِ السَّمَيْدَعِ ذِي النُّهَى ... مَاضِي الْعَزِيمَةِ غَيْرِ نِكْسٍ وَاغِلِ زَيْنِ الْعَشِيرَةِ كُلِّهَا وَرَبِيعِهَا ... فِي الْمُطْبَقَاتِ وَفِي الزَّمَانِ الْمَاحِلِ بِأَخِي الْمَكَارِمِ وَالْفَوَاضِلِ وَالْعُلَى ... عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِ الْبَاطِلِ إِنَّ الْمُهَذَّبَ مِنْ لُؤَيٍّ كُلِّهَا ... بِالشَّأْمِ بَيْنَ صَفَائِحٍ وَجَنَادِلِ فَابْكِي عَلَيْهِ مَا بَقِيتِ بِعَوْلَةٍ ... فَلَقَدْ رُزِئْتِ أَخَا نَدًى وَفَوَاضِلِ وَلَقَدْ رُزِئْتِ قَرِيعَ فِهْرٍ كُلِّهَا ... وَرَئِيسِهَا فِي كُلِّ أَمْرٍ شَامِلِ

وَقَالَتِ الشِّفَاءُ بِنْتُ هَاشِمٍ تَرْثِي أَبَاهَا: [البحر المديد] عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَسُجُومِ ... وَاسْفَحِي الدَّمْعَ لِلْجَوَادِ الْكَرِيمِ عَيْنُ وَاسْتَعْبِرِي وَسُحِّي وَجُمِّي ... لِأَبِيكِ الْمُسَوَّدِ الْمَعْلُومِ هَاشِمُ الْخَيْرِ ذِي الْجَلَالَةِ وَالْمَجْدِ ... وَذِي الْبَاعِ وَالنَّدَى وَالصَّمِيمِ وَرَبِيعٍ لِلْمُجْتَدِينَ وَحِرْزٍ ... وَلَزَازٍ لِكُلِّ أَمْرٍ عَظِيمٍ شِمَّرِيٍّ نَمَاهُ لِلْعِزِ صَقْرٌ ... شَامِخُ الْبَيْتِ مِنْ سَرَاةِ الْأَدِيمِ شَيْظَمِيٍّ مُهَذَّبٍ ذِي فُضُولٍ ... أَرْيَحِيٍّ مِثْلِ الْقَنَاةِ وَسِيمِ غَالِبِيٍّ سَمَيْدَعٍ أَحْوَذِيٍّ ... بَاسِقِ الْمَجْدِ مَضْرَحِيٍّ حَلِيمِ صَادِقِ النَّاسِ فِي الْمَوَاطِنِ شَهْمٍ ... مَاجِدِ الْجَدِّ غَيْرِ نِكْسٍ ذَمِيمِ

ذكر عبد المطلب بن هاشم

§ذِكْرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: كَانَ §الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَكْبَرَ مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا، وَكَانَ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ مُطَاعًا سَيِّدًا، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ الْفَيْضَ لِسَمَاحَتِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ هَاشِمٍ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ: [البحر المتقارب] أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي هَاشِمٍ ... بِمَا قَدْ فَعَلْنَا وَلَمْ نُؤْمَرِ أَقَمْنَا لِنَسْقِيَ حَجِيجَ الْحَرَامِ ... إِذَا تُرِكَ الْمَجْدُ لَمْ يُؤْثَرِ نَسُوقُ الْحَجِيجَ لِأَبْيَاتِنَا كَأَنَّهُمْ بَقَرٌ تُحْشَرِ

قَالَ: وَقَدِمَ ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ وَهُوَ أَبُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فَلَقِيَ الْمُطَّلِبَ وَكَانَ لَهُ خَلِيلًا، فَقَالَ لَهُ: لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ أَخِيكَ شَيْبَةَ فِينَا لَرَأَيْتُ جَمَالًا وَهَيْبَةً وَشَرَفًا لَقَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُنَاضِلُ فِتْيَانًا مِنْ أَخْوَالِهِ فَيُدْخِلُ مِرْمَاتَيْهِ جَمِيعًا فِي مِثْلِ رَاحَتِي هَذِهِ، وَيَقُولُ كُلَّمَا خَسَقَ: أَنَا ابْنُ عَمْرِو الْعُلَى فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: لَا أُمْسِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِ فَأَقْدَمَ بِهِ، فَقَالَ ثَابِتٌ: مَا أَرَى سَلْمَى تَدْفَعُهُ إِلَيْكَ، وَلَا أَخْوَالَهُ هُمْ أَضَنُّ بِهِ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَدَعَهُ فَيَكُونَ فِي أَخْوَالِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ عَلَيْكَ إِلَى مَا هَهُنَا رَاغِبًا فِيكَ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: يَا أَبَا أَوْسٍ مَا كُنْتُ لِأَدَعَهُ هُنَاكَ، وَيَتْرُكُ مَآثِرَ قَوْمِهِ وَسِطَتَهُ وَنَسَبَهُ وَشَرَفَهُ فِي قَوْمِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي نَاحِيَةٍ، وَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى وَجَدَهُ يَرْمِي فِي فَتَيَانٍ مِنْ أَخْوَالِهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَ شِبْهَ أَبِيهِ فِيهِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَكَسَاهُ حُلَّةً يَمَانِيَةً، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] عَرَفْتُ شَيْبَةَ وَالنَّجَّارُ قَدْ حَفَلَتْ ... أَبْنَاؤُهَا حَوْلَهُ بِالنَّبْلِ تَنْتَضِلُ عَرَفْتُ أَجْلَادَهُ مِنَّا وَشِيمَتَهُ ... فَفَاضَ مِنِّي عَلَيْهِ وَابِلٌ سَبَلُ فَأَرْسَلَتْ سَلْمَى إِلَى الْمُطَّلِبِ فَدَعَتْهُ إِلَى النُّزُولِ عَلَيْهَا، فَقَالَ: شَأْنِي أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَحُلَّ عُقْدَةً حَتَّى أَقْبِضَ ابْنَ أَخِي وَأَلْحِقَهُ بِبَلَدِهِ وَقَوْمِهِ، فَقَالَتْ: لَسْتُ بِمُرْسِلَتِهِ مَعَكَ وَغَلَّظَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: لَا تَفْعَلِي فَإِنِّي غَيْرُ مُنْصَرَفٍ حَتَّى أَخْرُجَ بِهِ مَعِي، ابْنُ أَخِي قَدْ بَلَغَ وَهُوَ غَرِيبٌ فِي غَيْرِ قَوْمِهِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ شَرُفَ قَوْمُنَا، وَالْمُقَامُ بِبَلَدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمُقَامِ هَهُنَا، وَهُوَ ابْنُكِ حَيْثُ كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ غَيْرُ مُقَصِّرٍ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ اسْتَنْظَرَتْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَ عِنْدَهُمْ فَأَقَامَ ثَلَاثًا، ثُمَّ احْتَمَلَهُ وَانْطَلَقَا جَمِيعًا فَأَنْشَأَ الْمُطَّلِبُ يَقُولُ كَمَا أَنْشَدَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: [البحر المنسرح]

أَبْلِغْ بَنِي النَّجَّارِ إِنْ جِئْتَهُمْ ... أَنِّي مِنْهُمْ وَابْنُهُمْ وَالْخَمِيسِ رَأَيْتُهُمْ قَوْمًا إِذَا جِئْتُهُمْ ... هَوَوْا لِقَائِي وَأَحَبُّوا حَسِيسِي ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَدَخَلَ بِهِ الْمُطَّلِبُ مَكَّةَ ظُهْرًا، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أَخِي شَيْبَةُ بْنُ عَمْرٍو فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: ابْنُهُ لَعَمْرِي، فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى أَدْرَكَ وَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ تَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْيَمَنِ فَهَلَكَ بِرَدْمَانَ مِنْ أَرْضِ الْيَمَنِ فَوَلِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ بَعْدَهُ الرِّفَادَةَ وَالسِّقَايَةَ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ بِيَدِهِ يُطْعِمُ الْحَاجَّ وَيَسْقِيهِمْ فِي حِيَاضٍ مِنْ أَدَمٍ بِمَكَّةَ فَلَمَّا سُقِيَ زَمْزَمَ تَرَكَ السَّقْيَ فِي الْحِيَاضِ بِمَكَّةَ وَسَقَاهُمْ مِنْ زَمْزَمَ حِينَ حَفَرَهَا، وَكَانَ يَحْمِلُ الْمَاءَ مِنْ زَمْزَمَ إِلَى عَرَفَةَ فَيَسْقِيهِمْ، وَكَانَتْ زَمْزَمُ سُقْيَا مِنَ اللَّهِ أُتِيَ فِي الْمَنَامِ مَرَّاتٍ فَأُمِرَ بِحَفْرِهَا، وَوُصِفَ لَهُ مَوْضِعُهَا، فَقِيلَ لَهُ: احْفُرْ طَيْبَةَ قَالَ: وَمَا طَيْبَةُ؟ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ، فَقَالَ: احْفُرْ بَرَّةَ قَالَ: وَمَا بَرَّةُ؟ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: احْفُرِ الْمَضْنُونَةَ، قَالَ: وَمَا الْمَضْنُونَةُ؟ أَبِنْ لِي مَا تَقُولُ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ، فَقَالَ احْفُرْ زَمْزَمَ قَالَ: وَمَا زَمْزَمُ؟ قَالَ: لَا تُنْزَحُ وَلَا تُذَمُّ تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، وَهِيَ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ عِنْدَ نَقْرَةِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ، قَالَ: وَكَانَ غُرَابٌ أَعْصَمُ لَا يَبْرَحُ عِنْدَ الذَّبَائِحِ مَكَانَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، وَهِيَ شِرْبٌ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ: فَغَدَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِمِعْوَلِهِ وَمِسْحَاتِهِ مَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَيْسَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَلَدٌ غَيْرَهُ فَجَعَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَحْفِرُ بِالْمِعْوَلِ وَيَغْرِفُ بِالْمِسْحَاةِ فِي الْمِكْتَلِ فَيَحْمِلُهُ الْحَارِثُ فَيُلْقِيهِ خَارِجًا، فَحَفَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ بَدَا لَهُ الطَّوِيُّ فَكَبَّرَ وَقَالَ: هَذَا طَوِيُّ إِسْمَاعِيلَ فَعَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّهُ قَدْ أَدْرَكَ الْمَاءَ فَأَتَوْهُ، فَقَالُوا: أَشْرِكْنَا فِيهِ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، هَذَا أَمْرٌ خُصِصْتُ بِهِ دُونَكُمْ

، فَاجْعَلُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ مَنْ شِئْتُمْ أُحَاكِمْكُمْ إِلَيْهِ، قَالُوا: كَاهِنَةَ بَنِي سَعْدٍ هُذَيْمَ وَكَانَتْ بِمُعَانَ مِنْ أَشْرَافِ الشَّامِ فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، وَخَرَجَ مَعَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ بِعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ قَبَائِلِهَا، فَلَمَّا كَانُوا بِالْفَقِيرِ مِنْ طَرِيقِ الشَّامِ أَوْ حَذْوِهِ، فَنِيَ مَاءُ الْقَوْمِ جَمِيعًا فَعَطِشُوا، فَقَالُوا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: مَا تَرَى، فَقَالَ: هُوَ الْمَوْتُ فَلْيَحْفِرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ حُفْرَةً لِنَفْسِهِ، فَكُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ دَفَنَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا فَيَمُوتَ ضَيْعَةً أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَمُوتُوا جَمِيعًا، فَحَفَرُوا، ثُمَّ قَعَدُوا يَنْتَظِرُونَ الْمَوْتَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: وَاللَّهِ إِنَّ إِلْقَاءَنَا بِأَيْدِينَا هَكَذَا لَعَجْزٌ، أَلَا نَضْرِبُ فِي الْأَرْضِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَنَا مَاءً بِبَعْضِ هَذِهِ الْبِلَادِ، فَارْتَحَلُوا، وَقَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ انْفَجَرَ تَحْتَ خُفِّهَا عَيْنُ مَاءٍ عَذْبٍ، فَكَبَّرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ وَشَرِبُوا جَمِيعًا، ثُمَّ دَعَا الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: هَلُمُّوا إِلَى الْمَاءِ الرِّوَاءِ فَقَدْ سَقَانَا اللَّهُ فَشَرِبُوا وَاسْتَقُوا، وَقَالُوا: قَدْ قُضِيَ لَكَ عَلَيْنَا، الَّذِي سَقَاكَ هَذَا الْمَاءَ بِهَذِهِ الْفَلَاةِ هُوَ الَّذِي سَقَاكَ زَمْزَمَ فَوَاللَّهِ لَا نُخَاصِمُكَ فِيهَا أَبَدًا، فَرَجَعَ وَرَجَعُوا مَعَهُ وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى الْكَاهِنَةِ وَخَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَمْزَمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ " أَنَّ §عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أُتِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ، فَقَالَ: أَيْنَ؟ فَقِيلَ لَهُ: مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَحْتَفِرْ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ عِنْدَ الْفَرْثِ عِنْدَ النَّمْلِ عِنْدَ مَجْلِسِ خُزَاعَةَ وَنَحْوِهِ، فَاحْتَفَرَ فَوَجَدَ غَزَالًا وَسِلَاحًا وَأَظْفَارًا، فَقَالَ قَوْمُهُ لَمَّا رَأَوْا الْغَنِيمَةَ كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُغَازُوهُ قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ نَذَرَ لَئِنْ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ لَيَنْحَرَنَّ أَحَدَهُمْ، فَلَمَّا وُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ وَأَرَادَ ذَبْحَ عَبْدِ اللَّهِ مَنَعَتْهُ بَنُو زُهْرَةَ، وَقَالُوا: أَقْرِعْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْإِبِلِ وَإِنَّهُ أَقْرَعَ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَلَى الْإِبِلِ مَرَّةً قَالَ: لَا أَدْرِي السَّبْعَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَمْ لَا؟ ثُمَّ صَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ تَرَكَ ابْنَهُ

وَنَحَرَ الْإِبِلَ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَكَانَتْ جُرْهُمُ حِينَ أَحَسُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ دَفَنُوا غَزَالَيْنِ وَسَبْعَةَ أَسْيَافٍ قَلْعِيَّةٍ وَخَمْسَةَ أَدْرَاعٍ سَوَابِغَ فَاسْتَخْرَجَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ يَتَأَلَّهُ وَيُعَظِّمُ الظُّلْمَ وَالْفُجُورَ فَضَرَبَ الْغَزَالَيْنِ صَفَائِحَ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَا مِنْ ذَهَبٍ، وَعَلَّقَ الْأَسْيَافَ عَلَى الْبَابَيْنِ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِزَ بِهِ خِزَانَةَ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَ الْمِفْتَاحَ وَالْقُفْلَ مِنْ ذَهَبٍ

وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §الْغَزَالُ لِجُرْهُمَ فَلَمَّا حَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ اسْتَخْرَجَ الْغَزَالَ وَسُيُوفًا قَلْعِيَّةً فَضَرَبَ عَلَيْهَا بِالْقِدَاحِ، فَخَرَجَتْ لِلْكَعْبَةِ فَجَعَلَ صَفَائِحَ الذَّهَبِ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، فَغَدَا عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَرَقُوهُ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ، وَأَبِي الْمُقَوَّمِ وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: وَكَانَ §عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَحْسَنَ قُرَيْشٍ وَجْهًا وَأَمَدَّهُ جِسْمًا وَأَحْلَمَهُ حِلْمًا وَأَجْوَدَهُ كَفًّا وَأَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ كُلِّ مُوبِقَةٍ تُفْسِدُ الرِّجَالَ، وَلَمْ يَرَهُ مَلِكٌ قَطُّ إِلَّا أَكْرَمَهُ وَشَفَّعَهُ، وَكَانَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ حَتَّى هَلَكَ، فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَقَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مُتَجَاوِرُونَ فِي الدَّارِ هَلُمَّ فَلْنُحَالِفْكَ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالْأَرْقَمِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ هَاشِمٍ وَالضَّحَّاكِ وَعَمْرٍو ابْنَيْ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمٍ وَلَمْ يَحْضُرْهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا نَوْفَلٍ فَدَخَلُوا دَارَ النَّدْوَةِ فَتَحَالَفُوا فِيهَا عَلَى التَّنَاصُرِ وَالْمُوَاسَاةِ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا وَعَلَّقُوهُ فِي الْكَعْبَةِ، وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي ذَلِكَ: [البحر الطويل] سَأُوصِي زُبَيْرًا إِنْ تَوَافَتْ مَنِيَّتِي ... بِإِمْسَاكِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي عَمْرِو وَأَنْ يَحْفَظَ الْحِلْفَ الَّذِي سَنَّ شَيْخُهُ ... وَلَا يُلْحِدَنَّ فِيهِ بِظُلْمٍ وَلَا غَدْرِ

هُمُ حَفَظُوا الْإِلَّ الْقَدِيمَ ... وَحَالَفُوا أَبَاكَ فَكَانُوا دُونَ قَوْمِكَ مِنْ فِهْرٍ قَالَ: فَأَوْصَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى ابْنِهِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ وَأَوْصَى أَبُو طَالِبٍ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ §عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا وَرَدَ الْيَمَنَ نَزَلَ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ حِمْيَرَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ مَرَّةً مِنَ الْمَرِّ فَوَجَدَ عِنْدَهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدْ أُمْهِلَ لَهُ فِي الْعُمُرِ وَقَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ: تَأْذَنُ لِي أَنْ أُفَتِّشَ مَكَانًا مِنْكَ؟ قَالَ: لَيْسَ كُلُّ مَكَانٍ مِنِّي آذَنُ لَكَ فِي تَفْتِيشِهِ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ مَنْخَرَاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى يَارٍ وَهُوَ الشَّعْرُ فِي مَنْخَرَيْهِ، فَقَالَ: أَرَى نُبُوَّةً وَأَرَى مُلْكًا وَأَرَى أَحَدَهُمَا فِي بَنِي زُهْرَةَ فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَزَوَّجَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَوَلَدَتْ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ اللَّهُ فِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ النُّبُوَّةَ وَالْخِلَافَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ وَضَعَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: كَانَ §أَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالْوَسْمَةِ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ هَاشِمٍ فَكَانَ إِذَا وَرَدَ الْيَمَنَ نَزَلَ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ حِمْيَرَ فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ هَلْ لَكَ أَنْ تُغَيِّرَ هَذَا الْبَيَاضَ فَتَعُودَ شَابًّا؟ قَالَ: ذَاكَ إِلَيْكَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَخُضِبَ بِحِنَّاءٍ ثُمَّ عُلِّيَ بِالْوَسْمَةِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: زَوِّدُنَا مِنْ هَذَا فَزَوَّدُوهُ فَأَكْثَرَ فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلًا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ بِالْغَدَاةِ كَأَنَّ شَعْرَهُ حَلَكُ الْغُرَابِ، فَقَالَتْ لَهُ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبٍ أُمُّ

الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: يَا شَيْبَةَ الْحَمْدِ لَوْ دَامَ هَذَا لَكَ كَانَ حَسَنًا، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: [البحر الطويل] لَوْ دَامَ لِي هَذَا السَّوَادُ حَمِدْتُهُ ... فَكَانَ بَدِيلًا مِنْ شَبَابٍ قَدِ انْصَرَمْ تَمَتَّعْتُ مِنْهُ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ ... وَلَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ نُتَيْلَةُ أَوْ هَرَمْ وَمَاذَا الَّذِي يُجْدِي عَلَى الْمَرْءِ خَفْضُهُ ... وَنِعْمَتُهُ يَوْمًا إِذَا عَرْشُهُ انْهَدَمْ فَمَوْتٌ جَهِيزٌ عَاجِلٌ لَا شَوًى لَهُ ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَقَالِهِمْ حَكَمْ قَالَ فَخَضَبَ أَهْلَ مَكَّةَ بِالسَّوَادِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي صَالِحٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرِّقَةِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَكَانَ عَالِمًا قَالَا: §تَنَافَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ وَحَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ الْحَبَشِيِّ فَأَبَى أَنْ يُنَفِّرَ بَيْنَهُمَا فَجَعَلَا بَيْنَهُمَا نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ لِحَرْبٍ: يَا أَبَا عَمْرٍو أَتُنَافِرُ رَجُلًا هُوَ أَطْوَلُ مِنْكَ قَامَةً وَأَعْظَمُ مِنْكَ هَامَةً وَأَوْسَمُ مِنْكَ وَسَامَةً وَأَقَلُّ مِنْكَ لَامَةً وَأَكْثَرُ مِنْكَ وَلَدًا وَأَجْزَلَ مِنْكَ صَفَدًا وَأَطْوَلُ مِنْكَ مَذُودًا؟ فَنَفَّرَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حَرْبٌ: إِنَّ مِنِ انْتِكَاثِ الزَّمَانِ أَنْ جَعَلْنَاكَ حَكَمًا

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَدِيمًا لِحَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ حَتَّى تَنَافَرَا إِلَى نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى جَدِّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلَمَّا نَفَّرَ نُفَيْلٌ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ تَفَرَّقَا فَصَارَ حَرْبٌ نَدِيمًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ قَالَ: كَانَ §لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مَاءٌ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْهَرِمِ وَكَانَ فِي يَدَيْ ثَقِيفٍ دَهْرًا، ثُمَّ طَلَبَهُ

عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنْهُمْ فَأَبَوْا عَلَيْهِ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِ ثَقِيفٍ جُنْدُبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ فَأَبَى عَلَيْهِ وَخَاصَمَهُ فِيهِ، فَدَعَاهُمَا ذَلِكَ إِلَى الْمُنَافَرَةِ إِلَى الْكَاهِنِ الْعُذْرِيِّ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عُزَّى سَلَمَةَ وَكَانَ بِالشَّامِ فَتَنَافَرَا عَلَى إِبِلٍ سَمُّوهَا، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ وَلَا وَلَدَ لَهُ يَوْمَئِذٍ غَيْرَهُ وَخَرَجَ جُنْدُبٌ فِي نَفَرٍ مِنْ ثَقِيفٍ فَنَفِدَ مَاءُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابِهِ فَطَلَبُوا إِلَى الثَّقَفِيِّينَ أَنْ يَسْقُوهُمْ فَأَبَوْا فَفَجَّرَ اللَّهُ لَهُمْ عَيْنًا مِنْ تَحْتِ جِرَانِ بَعِيرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنَّةٌ، فَشَرِبُوا رِيَّهُمْ، وَحَمَلُوا حَاجَتَهُمْ وَنَفِدَ مَاءُ الثَّقَفِيِّينَ فَبَعَثُوا إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْتَسْقُونَهُ فَسَقَاهُمْ، وَأَتَوُا الْكَاهِنَ فَنَفَّرَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ عَلَيْهِمْ فَأَخَذَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ فَنَحَرَهَا، وَأَخَذَ ذَا الْهَرِمَ وَرَجَعَ وَقَدْ فَضَّلَهُ عَلَيْهِ، وَفَضَّلَ قَوْمَهُ عَلَى قَوْمِهِ

ذكر نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه

§ذَكْرُ نَذْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: §لَمَّا رَأَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قِلَّةَ أَعْوَانِهِ فِي حَفْرِ زَمْزَمَ وَإِنَّمَا كَانَ يَحْفِرُ وَحْدَهُ، وَابْنُهُ الْحَارِثُ هُوَ بِكْرُهُ نَذَرَ لَئِنْ أَكْمَلَ اللَّهُ لَهُ عَشَرَةَ ذُكُورٍ حَتَّى يَرَاهُمْ أَنْ يَذْبَحَ أَحَدَهُمْ فَلَمَّا تَكَامَلُوا عَشَرَةً، فَهُمُ الْحَارِثُ وَالزُّبَيْرُ وَأَبُو طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ وَحَمْزَةُ وَأَبُو لَهَبٍ وَالْغَيْدَاقُ وَالْمُقَوَّمُ وَضِرَارٌ وَالْعَبَّاسُ، جَمَعَهُمْ ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِنَذْرِهِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْوَفَاءِ لِلَّهِ بِهِ فَمَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَقَالُوا: أَوْفِ بِنَذْرِكَ وَافْعَلْ مَا شِئْتَ -[89]- فَقَالَ: لِيَكْتُبْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمُ اسْمَهُ فِي قِدْحِهِ فَفَعَلُوا فَدَخَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ وَقَال لِلسَّادِنِ: اضْرِبْ بِقِدَاحِهِمْ فَضَرَبَ فَخَرَجَ قَدَحُ عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلُهَا وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُحِبُّهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ يَقُودُهُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَمَعَهُ الْمُدْيَةُ فَبَكَى بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكُنَّ قِيَامًا، وَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ لِأَبِيهَا: أَعْذِرْ فِيهِ بِأَنْ تَضْرِبَ فِي إِبِلِكَ السَّوَائِمِ الَّتِي فِي الْحَرَمِ فَقَالَ لِلسَّادِنِ: اضْرِبْ عَلَيْهِ بِالْقِدَاحِ وَعَلَى عَشْرٍ مِنَ الْإِبِلِ وَكَانَتِ الدِّيَةُ يَوْمَئِذٍ عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ فَضَرَبَ فَخَرَجَ الْقَدَحُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَجَعَلَ يَزِيدُ عَشْرًا عَشْرًا، كُلُّ ذَلِكَ يَخْرُجُ الْقَدَحُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى كَمَلَتِ الْمِائَةُ، فَضَرَبَ بِالْقِدَاحِ فَخَرَجَ عَلَى الْإِبِلِ فَكَبَّرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، وَاحْتَمَلَ بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَاهُنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَقَدَّمَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ فَنَحَرَهَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §لَمَّا نَحَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ خَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ كُلِّ مَنْ وَرَدَهَا مِنْ إِنَسِيٍّ أَوْ سَبُعٍ أَوْ طَائِرٍ لَا يَذُبُّ عَنْهَا أَحَدًا وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتِ §الدِّيَةُ يَوْمَئِذٍ عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ دِيَةَ النَّفْسِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَجَرَتْ فِي قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ وَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَشْعَرِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ تُحَدِّثُ وَكَانَتْ لِدَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: §تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُونَ ذَهَبْنَ بِالْأَمْوَالِ

وَأَشْفَيْنَ عَلَى الْأَنْفُسِ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ فِي الْمَنَامِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْمَبْعُوثَ مِنْكُمْ، وَهَذَا إِبَّانُ خُرُوجِهِ وَبِهِ يَأْتِيكُمُ الْحَيَا وَالْخِصْبُ فَانْظُرُوا رَجُلًا مِنْ أَوْسَطِكُمْ نَسَبًا طُوَالًا عِظَامًا أَبْيَضَ مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ جَعْدًا سَهْلَ الْخَدَّيْنِ رَقِيقَ الْعِرْنِينِ فَلْيَخْرُجْ هُوَ وَجَمِيعُ وَلَدِهِ، وَلْيَخْرُجْ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ، فَتَطَهَّرُوا وَتَطَيَّبُوا ثُمَّ اسْتَلِمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ ارْقَوْا رَأْسَ أَبِي قُبَيْسٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ هَذَا الرَّجُلُ فَيَسْتَسْقِي وَتُؤَمِّنُونَ، فَإِنَّكُمْ سَتُسْقَوْنَ، فَأَصْبَحَتْ فَقَصَّتْ رُؤْيَاهَا عَلَيْهِمْ، فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا هَذِهِ الصِّفَةَ صِفَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَخَرَجَ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَفَعَلُوا مَا أَمَرَتْهُمْ بِهِ، ثُمَّ عَلَوْا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَمَعَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ غُلَامٌ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَقَالَ: لَاهُمَّ هَؤُلَاءِ عَبِيدُكَ وَبَنُو عَبِيدِكَ، وَإِمَاؤُكَ وَبَنَاتُ إِمَائِكَ، وَقَدْ نَزَلَ بِنَا مَا تَرَى وَتَتَابَعَتْ عَلَيْنَا هَذِهِ السُّنُونَ، فَذَهَبَتْ بِالظُّلُفِ وَالْخُفِّ، وَأَشْفَتْ عَلَى الْأَنْفُسِ، فَأَذْهِبْ عَنَّا الْجَدْبَ، وَائْتِنَا بِالْحَيَا وَالْخِصْبِ، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سَاَلْتِ الْأَوْدِيَةُ، وَبِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُقُوا، فَقَالَتْ رُقَيْقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: [البحر البسيط] بِشَيْبَةِ الْحَمْدِ أَسْقَى اللَّهَ بَلْدَتَنَا ... وَقَدْ فَقَدْنَا الْحَيَا وَاجْلَوَّذَ الْمَطَرُ فَجَادَ بِالْمَاءِ جَوْنِيُّ لَهُ سَبَلٌ ... دَانٍ فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْعَامُ وَالشَّجَرُ مَنًّا مِنَ اللَّهِ بِالْمَيْمُونِ طَائِرُهُ ... وَخَيْرِ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْمًا بِهِ مُضَرُ مُبَارَكِ الْأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ ... مَا فِي الْأَنَامِ لَهُ عِدْلٌ وَلَا خَطَرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الْكَعْبِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ -[91]- الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: كَانَ §النَّجَاشِيُّ قَدْ وَجَّهَ أَرْيَاطَ أَبَا أَصْحَمَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ إِلَى الْيَمَنِ فَأَدَاخَهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا فَأَعْطَى الْمُلُوكَ وَاسْتَذَلَّ الْفُقَرَاءَ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ: أَبْرَهَةُ الْأَشْرَمُ أَبُو يَكْسُومَ فَدَعَا إِلَى طَاعَتِهِ فَأَجَابُوهُ فَقَتَلَ أَرْيَاطَ وَغَلَبَ عَلَى الْيَمَنِ، فَرَأَى النَّاسَ يَتَجَهَّزُونَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ لِلْحَجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامَ فَسَأَلَ أَيْنَ يَذْهَبُ النَّاسُ؟ فَقَالَ: يَحُجُّونَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ بِمَكَّةَ قَالَ: مِمَّ هُوَ؟ قَالُوا: مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: وَمَا كِسْوَتُهُ؟ قَالُوا: مَا يَأْتِي مِنْ هَهُنَا، الْوَصَائِلُ، قَالَ: وَالْمَسِيحِ لَأَبْنِيَنَّ لَكُمْ خَيْرًا مِنْهُ، فَبَنَى لَهُمْ بَيْتًا عَمِلَهُ بِالرُّخَامِ الْأَبْيَضِ وَالْأَحْمَرِ وَالْأَصْفَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَحَلَّاهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَحَفَّهُ بِالْجَوْهَرِ، وَجَعَلَ لَهُ أَبْوَابًا عَلَيْهَا صَفَائِحُ الذَّهَبِ وَمَسَامِيرُ الذَّهَبِ وَفَصَلَ بَيْنَهَا بِالْجَوْهَرِ، وَجَعَلَ فِيهَا يَاقُوتَةً حَمْرَاءَ عَظِيمَةً، وَجَعَلَ لَهُ حِجَابًا، وَكَانَ يُوقِدُ فِيهِ بِالْمَنْدَلِيِّ وَيُلَطِّخُ جَدْرَهُ بِالْمِسْكِ فَيَسْوَدُّ حَتَّى يَغِيبَ الْجَوْهَرُ، وَأَمَرَ النَّاسَ فَحَجُّوهُ فَحَجَّهُ كَثِيرٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ سِنِينَ، وَمَكَثَ فِيهِ رِجَالٌ يَتَعَبَّدُونَ وَيَتَأَلَّهُونَ وَنَسَكُوا لَهُ، وَكَانَ نُفَيْلٌ الْخَثْعَمِيُّ يُوَرِّضُ لَهُ مَا يَكْرَهُ، فَأُمْهِلَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي لَمْ يَرَ أَحَدًا يَتَحَرَّكُ، فَقَامَ فَجَاءَ بِعُذْرَةٍ فَلَطَّخَ بِهَا قِبْلَتَهُ، وَجَمَعَ جِيَفًا فَأَلْقَاهَا فِيهِ، فَأُخْبِرَ أَبْرَهَةُ بِذَلِكَ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: إِنَّمَا فَعَلَتْ هَذَا الْعَرَبُ غَضَبًا لِبَيْتِهِمْ، لَأَنْقُضَنَّهُ حَجَرًا حَجَرًا، وَكَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، وَيَسْأَلَهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِفِيلِهِ مَحْمُودٍ، وَكَانَ فِيلًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ فِي الْأَرْضِ عِظَمًا وَجِسْمًا وَقُوَّةً، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الْفِيلُ سَارَ أَبْرَهَةُ بِالنَّاسِ وَمَعَهُ مَلِكُ حِمْيَرَ وَنُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيُّ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحَرَمِ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْغَارِةِ عَلَى نَعَمِ النَّاسِ فَأَصَابُوا إِبِلًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ نُفَيْلٌ صَدِيقًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ -[92]- فَكَلَّمَهُ فِي إِبِلِهِ، فَكَلَّمَ نُفَيْلٌ أَبْرَهَةَ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ قَدْ أَتَاكَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَأَفْضَلُهُمْ وَأَعْظَمُهُمْ شَرَفًا يَحْمِلُ عَلَى الْجِيَادِ وَيُعْطِي الْأَمْوَالَ وَيُطْعِمُ مَا هَبَّتِ الرِّيحُ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبْرَهَةَ فَقَالَ لَهُ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: تَرُدُّ عَلَيَّ إِبِلِي، قَالَ: مَا أَرَى مَا بَلَغَنِي عَنْكَ إِلَّا الْغُرُورُ، وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُكَلِّمُنِي فِي بَيْتِكُمْ هَذَا الَّذِي هُوَ شَرَفُكُمْ، قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: ارْدُدْ عَلَيَّ إِبِلِي وَدُونَكَ وَالْبَيْتَ، فَإِنَّ لَهُ رَبًّا سَيَمْنَعُهُ، فَأَمَرَ بِرَدِّ إِبِلِهِ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَبَضَهَا قَلَّدَهَا النِّعَالَ وَأَشْعَرَهَا وَجَعَلَهَا هَدْيًا وَبَثَّهَا فِي الْحَرَمِ لِكَيْ يُصَابَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَغْضَبَ رَبُّ الْحَرَمِ، وَأَوْفَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَأَبُو مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: [البحر الكامل] لَاهُمَّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ ... فَامْنَعْ حِلَالَكْ لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ ... وَمِحَالُهُمْ غَدْوًا مِحَالَكَ إِنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا ... فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكَ قَالَ: فَأَقْبَلَتِ الطَّيْرُ مِنَ الْبَحْرِ أَبَابِيلَ مَعَ كُلِّ طَائِرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ: حَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ وَحُجْرٌ فِي مِنْقَارَهِ، فَقَذَفَتِ الْحِجَارَةَ عَلَيْهِمْ لَا تُصِيبُ شَيْئًا إِلَّا هَشَمَتْهُ، وَإِلَّا نَفِطَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا كَانَ الْجُدَرِيُّ وَالْحَصْبَةُ وَالْأَشْجَارُ الْمُرَّةُ فَأَهْمَدَتْهُمُ الْحِجَارَةُ، وَبَعَثَ اللَّهُ سَيْلًا أَتِيًّا فَذَهَبَ بِهِمْ فَأَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ، قَالَ: وَوَلَّى أَبْرَهَةُ وَمَنْ بَقِيَ مَعَهُ هُرَّابًا، فَجَعَلَ أَبْرَهَةُ يَسْقُطُ عُضْوًا عُضْوًا، وَأَمَّا مَحْمُودٌ الْفِيلُ فِيلُ النَّجَاشِيِّ فَرَبَضَ وَلَمْ يَشْجُعْ عَلَى الْحَرَمِ فَنَجَا، وَأَمَّا الْفِيلُ الْآخَرُ فَشَجُعَ، فَحُصِبَ، وَيُقَالُ: كَانَتْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فِيلًا، وَنَزَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنْ حِرَاءٍ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الْحَبَشَةِ فَقَبَّلَا رَأْسَهُ، وَقَالَا لَهُ: أَنْتَ كُنْتَ أَعْلَمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وَلَدَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَسِتَّ نِسْوَةٍ: الْحَارِثَ

وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى وَمَاتَ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ جُنَيْدِبِ بْنُ حُجَيْرِ بْنِ زَبَّابِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ وَكَانَ شَاعِرًا شَرِيفًا وَإِلَيْهِ أَوْصَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا طَالِبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ، وَعَبْدَ الْكَعْبَةِ مَاتَ وَلَمْ يُعْقِبْ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ، وَعَاتِكَةَ، وَبَرَّةَ، وَأُمَيْمَةَ، وَأَرْوَى، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَحَمْزَةَ وَهُوَ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ شَهِدَ بَدْرًا وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَالْمُقَوَّمَ، وَحَجْلًا وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ وَصَفِيَّةَ، وَأُمُّهُمْ هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهَا الْعَيِّلَةُ بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَالْعَبَّاسَ وَكَانَ شَرِيفًا عَاقِلًا مَهِيبًا، وَضِرَارًا وَكَانَ مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ جَمَالًا وَسَخَاءً وَمَاتَ أَيَّامَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَلَا عَقِبَ لَهُ، وَقُثَمَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا عَقِبَ لَهُ، وَأُمُّهُمْ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ الضِّحْيَانُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَأَبَا لَهَبِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى وَيُكَنَّى أَبَا عُتْبَةَ كَنَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَبَا لَهَبٍ لِحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ وَكَانَ جَوَادًا، وَأُمُّهُ لُبْنَى بِنْتُ هَاجَرَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ ضَاطِرِ بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهَا السَّوْدَاءُ بِنْتُ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَالْغَيْدَاقَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاسْمُهُ مُصْعَبٌ، وَأُمُّهُ مُمَنَّعَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ مُؤَمَّلِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

، قَالَ الْكَلْبِيُّ: فَلَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ بَنُو أَبٍ مِثْلَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَشْرَفَ مِنْهُمْ وَلَا أَجْسَمَ شُمَّ الْعَرَانِينَ تُشَرَّبُ أُنُوفُهُمْ قَبْلَ شِفَاهُهُمْ. وَقَالَ فِيهِمْ قُرَّةُ بْنُ حَجْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الكامل] اعْدُدْ ضِرَارًا إِنْ عَدَدْتَ فَتَى نَدًى ... وَاللَّيْثَ حَمْزَةَ وَاعْدُدِ الْعَبَّاسَا وَاعْدُدْ زُبَيْرًا وَالْمُقَوَّمَ بَعْدَهُ ... وَالصَّتْمَ حَجْلًا وَالْفَتَى الرَّأْآسَا وَأَبَا عُتَيْبَةَ فَاعْدُدْنَهُ ثَامِنًا ... وَالْقَرْمَ عَبْدَ مَنَافٍ وَالْجَسَّاسَا وَالْقَرْمَ غَيْدَاقًا تَعُدُّ جَحَاجِحًا ... سَادُوا عَلَى رَغْمِ الْعَدُوِّ النَّاسَا وَالْحَارِثَ الْفَيَّاضَ وَلَّى مَاجِدًا ... أَيَّامَ نَازَعَهُ الْهُمَامُ الْكَاسَا مَا فِي الْأَنَامِ عُمُومَةٌ كَعُمُومَتِي ... خَيْرًا وَلَا كَأُنَاسِنَا أُنَاسَا قَالَ: فَالْعَقِبُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِلْعَبَّاسِ وَأَبِي طَالِبٍ وَالْحَارِثِ وَأَبِي لَهَبٍ وَقَدْ كَانَ لِحَمْزَةَ وَالْمُقَوَّمِ وَالزُّبَيْرِ وَحَجْلٍ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْلَادٌ لِأَصْلَابِهِمْ فَهَلَكُوا وَالْبَاقُونَ لَمْ يُعْقِبُوا، وَكَانَ الْعَدَدُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فِي بَنِي الْحَارِثِ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى بَنِي أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ صَارَ فِي بَنِي الْعَبَّاسِ

ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ تَزَوُّجِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَا: §كَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ

بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فِي حِجْرِ عَمِّهَا وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَمَشَى إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَ عَلَيْهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَزَوَّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَخَطَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ابْنَتَهُ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبٍ عَلَى نَفْسِهِ فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا فَكَانَ تَزَوُّجُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَتَزَوُّجُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَوَلَدَتْ هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَكَانَ حَمْزَةُ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّسَبِ وَأَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي الْفَيَّاضِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَا: §لَمَّا تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا وَكَانَتْ تِلْكَ السُّنَّةَ عِنْدَهُمْ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي أَهْلِهَا

ذكر المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب وقد اختلف علينا فيها، فمنهم من يقول: كانت قتيلة بنت نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت ورقة بن نوفل، ومنهم من يقول: كانت فاطمة بنت مر الخثعمية

§ذِكْرُ الْمَرْأَةِ الَّتِي عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِيهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ قُتَيْلَةَ بِنْتَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ أُخْتَ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالُوا جَمِيعًا: هِيَ §قُتَيْلَةُ بِنْتُ نَوْفَلٍ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ وَكَانَتْ تَنْظُرُ وَتَعْتَافُ فَمَرَّ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَدَعَتْهُ

يَسْتَبْضِعُ مِنْهَا، وَلَزِمَتْ طَرَفَ ثَوْبِهِ، فَأَبَى وَقَالَ: حَتَّى آتِيَكِ وَخَرَجَ سَرِيعًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْمَرْأَةِ فَوَجَدَهَا تَنْظُرُهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكِ فِي الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ؟ فَقَالَتْ: لَا، مَرَرْتَ وَفِي وَجْهِكَ نُورٌ سَاطِعٌ، ثُمَّ رَجَعْتَ وَلَيْسَ فِيهِ ذَلِكَ النُّورُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَتْ: مَرَرْتَ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ غُرَّةٌ مِثْلُ غُرَّةِ الْفَرَسِ، وَرَجَعْتَ وَلَيْسَ هِيَ فِي وَجْهِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ §الْمَرْأَةَ الَّتِي عَرَضَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَا عَرَضَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَهِيَ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي الْفَيَّاضِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ: §مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِامْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَشَبِّهِ وَأَعَفِّهِ، وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ وَكَانَ شَبَابُ قُرَيْشٍ يَتَحَدَّثُونَ إِلَيْهَا فَرَأَتْ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا فَتَى مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرَهَا قَالَتْ: هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ وَأُعْطِيَكَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ: [البحر الرجز] أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُونَهُ ... وَالْحِلُّ لَا حِلَّ فَأَسْتَبِينَهُ ... فَكَيْفَ بِالْأَمْرِ الَّذِي تَنْوِينَهُ؟ ثُمَّ مَضَى إِلَى امْرَأَتِهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فَكَانَ مَعَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ الْخَثْعَمِيَّةَ وَجَمَالَهَا وَمَا عَرَضَتْ عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَرَ مِنْهَا مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِ آخِرًا كَمَا رَآهُ مِنْهَا أَوَّلًا، فَقَالَ: هَلْ لَكِ فِيمَا قُلْتِ لِي؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَاكَ مَرَّةً، فَالْيَوْمَ لَا، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَقَالَتْ: أَيَّ شَيْءٍ صَنَعْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى زَوْجَتِي آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ قَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ لَسْتُ بِصَاحِبِةِ رِيبَةٍ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِكَ فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِيَّ وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ

يَجْعَلَهُ حَيْثُ جَعَلَهُ، وَبَلَغَ شَبَابَ قُرَيْشٍ مَا عَرَضَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَتَأَبِّيهِ عَلَيْهَا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهَا، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ: [البحر الكامل] إِنِّي رَأَيْتُ مَخْيِلَةً عَرَضَتْ ... فَتَلَأْلَأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ فَلِمَائِهَا نُورٌ يُضِيءُ لَهُ ... مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ الْفَجْرِ وَرَأَيْتُهُ شَرَفًا أَبُوءُ بِهِ ... مَا كُلُّ قَادِحِ زَنْدِهِ يُورِي لِلَّهِ مَا زُهْرِيَّةٌ سَلَبَتْ ... ثَوْبَيْكَ مَا اسْتَلَبَتْ وَمَا تَدْرِي وَقَالَتْ أَيْضًا: [البحر الطويل] بَنِي هَاشِمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أَخِيكُمُ ... أُمَيْنَةُ إِذْ لِلْبَاهِ يَعْتَلِجَانِ كَمَا غَادَرَ الْمِصْبَاحَ بَعْدَ خُبُوِّهِ ... فَتَائِلُ قَدْ مِيثَتْ لَهُ بِدِهَانِ وَمَا كُلُّ مَا يَحْوِي الْفَتَى مِنْ تِلَادِهِ ... بِحَزْمٍ وَلَا مَا فَاتَهُ لِتَوَانِ فَأَجْمِلْ إِذَا طَالَبْتَ أَمْرًا فَإِنَّهُ ... سَيَكْفِيكَهُ جَدَّانِ يَصْطَرِعَانِ سَيَكْفِيكَهُ إِمَّا يَدٌ مُقْفَعِلَّةٌ ... وَإِمَّا يَدٌ مَبْسُوطَةٌ بِبَنَانِ وَلَمَّا قَضَتْ مِنْهُ أُمَيْنَةُ مَا قَضَتْ ... نَبَا بَصَرِي عَنْهُ وَكَلَّ لِسَانِي

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: نُبِّئْتُ " أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ فَرَأَتْ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورًا سَاطِعًا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ: هَلْ لَكَ فِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ حَتَّى أَرْمِي الْجَمْرَةَ فَانْطَلَقَ فَرَمَى الْجَمْرَةَ ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ ثُمَّ ذَكَرَ يَعْنِي الْخَثْعَمِيَّةَ فَأَتَاهَا فَقَالَتْ: هَلْ أَتَيْتَ امْرَأَةً بَعْدِي؟ قَالَ: نَعَمِ , امْرَأَتِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ قَالَتْ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيكَ إِنَّكَ مَرَرْتَ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا وَقَعْتَ عَلَيْهَا ذَهَبَ فَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا قَدْ حَمَلَتْ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ

ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا

§ذِكْرُ حَمْلِ آمِنَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ كَانَتْ تَقُولُ: §مَا شَعَرْتُ أَنِّي حَمَلْتُ بِهِ، وَلَا وَجَدْتُ لَهُ ثُقْلَةً كَمَا تَجِدُ النِّسَاءُ إِلَّا أَنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ رَفْعَ حَيْضَتِي، وَرُبَّمَا كَانَتْ تَرْفَعُنِي وَتَعُودُ وَأَتَانِي آتٍ وَأَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَقَالَ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكِ حَمَلْتِ؟ فَكَأَنِّي أَقُولُ: مَا أَدْرِي، فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا، وَذَلِكَ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، قَالَتْ: فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَقَّنَ عِنْدِي الْحَمْلَ ثُمَّ أَمْهَلَنِي حَتَّى إِذَا دَنَا وِلَادَتِي أَتَانِي ذَلِكَ الْآتِي فَقَالَ: قُولِي: أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَقُولُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِنِسَائِي، فَقُلْنَ لِي: تُعَلِّقِي حَدِيدًا فِي عَضُدَيْكِ وَفِي عُنُقِكِ قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، قَالَتْ: فَلَمْ يَكُنْ تُرِكَ عَلَيَّ إِلَّا أَيَّامًا فَأَجِدُهُ قَدْ قُطِعَ فَكُنْتُ لَا أَتَعَلَّقُهُ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ آمِنَةُ: لَقَدْ §عَلِقْتُ بِهِ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً حَتَّى وَضَعْتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: قَدْ §حَمَلْتُ الْأَوْلَادَ فَمَا حَمَلْتُ سَخْلَةً أَثْقَلَ مِنْهُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ: وَهَذَا مِمَّا لَا يُعْرَفُ عِنْدَنَا وَلَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لَمْ تَلِدْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَلَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ مَوْلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ -[99]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ

ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطلب

§ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَا: §خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الشَّامِ إِلَى غَزَّةَ فِي عِيرٍ مِنْ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ تِجَارَاتٍ فَفَرَغُوا مِنْ تِجَارَاتِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفُوا فَمَرُّوا بِالْمَدِينَةِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ مَرِيضٌ، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عِنْدَ أَخْوَالِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ مَرِيضًا شَهْرًا، وَمَضَى أَصْحَابُهُ، فَقَدِمُوا مَكَّةَ فَسَأَلَهُمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالُوا: خَلَّفْنَاهُ عِنْدَ أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَكْبَرَ وَلَدِهِ الْحَارِثَ فَوَجَدَهُ قَدْ تُوُفِّيَ وَدُفِنَ فِي دَارِ النَّابِغَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فِي الدَّارِ الَّتِي إِذَا دَخَلْتَهَا فَالدُّوَيْرَةُ عَنْ يَسَارِكِ وَأَخْبَرَهُ أَخْوَالُهُ بِمَرَضِهِ وَبِقِيَامِهِمْ عَلَيْهِ وَمَا وَلُوا مِنْ أَمْرِهِ وَأَنَّهُمْ قَبَرُوهُ، فَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ فَأَخْبَرَهُ فَوَجِدَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَإِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ وَجْدًا شَدِيدًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حَمْلٌ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ تُوُفِّيَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ: هَذَا هُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ وَالرِّوَايَةُ فِي وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَسِنِّهِ عِنْدَنَا

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: §بَعَثَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَبْدَ اللَّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْتَارُ لَهُ تَمْرًا فَمَاتَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ -[100]-، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا فِي وَفَاتِهِ وَجْهٌ آخَرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَا: §تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعْدَمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا، وَيُقَالُ: سَبْعَةُ أَشْهُرٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْلٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: §تَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُمَّ أَيْمَنَ وَخَمْسَةَ أَجْمَالٍ أَوَارِكٍ، يَعْنِي تَأْكُلُ الْأَرَاكَ، وَقَطْعَةَ غَنَمٍ، فَوَرِثَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ، وَاسْمُهَا بَرَكَةُ، وَقَالَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ تَرْثِي زَوْجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الطويل] عَفَا جَانِبُ الْبَطْحَاءِ مِنَ ابْنِ هَاشِمٍ ... وَجَاوَرَ لَحْدًا خَارِجًا فِي الْغَمَاغِمِ دَعَتْهُ الْمَنَايَا دَعْوَةً فَأَجَابَهَا ... وَمَا تَرَكَتْ فِي النَّاسِ مِثْلَ ابْنِ هَاشِمٍ عَشِيَّةَ رَاحُوا يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ ... تَعَاوَرَهُ أَصْحَابُهُ فِي التَّزَاحُمِ فَإِنْ يَكُ غَالَتْهُ الْمَنَايَا وَرَيْبُهَا ... فَقَدْ كَانَ مِعْطَاءً كَثِيرَ التَّرَاحُمِ

السيرة النبوية

§ذِكْرُ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ -[101]- قَبْلَ ذَلِكَ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فَبَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسٌ وَخَمْسُونَ لَيْلَةً

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ الْمَدَنِيُّ يَقُولُ: §وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §وُلِدَ نَبِيُّكُمْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنَةِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُكَيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالُوا جَمِيعًا: §وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفِيلِ يَعْنِي عَامَ الْفِيلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ حَشْرَجٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ

: وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ أَنَّ §آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ قَالَتْ: لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ تَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً حَتَّى وَضَعْتُهُ، فَلَمَّا فَصَلَ مِنِّي خَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَقَبَضَهَا وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَقَعَ جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَخَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ وَأَسْوَاقُهَا حَتَّى رَأَيْتُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ " أُمَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا وَلَدَتْهُ §خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ فَوَلَدَتْهُ نَظِيفًا وَلَدْتُهُ كَمَا يُولَدُ السَّخْلُ مَا بِهِ قَذَرٌ وَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْأَرْضِ بِيَدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ فِي مَوْلِدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَتْ أُمُّهُ: §رَأَيْتُ كَأَنَّ شِهَابًا خَرَجَ مِنِّي أَضَاءَتْ لَهُ الْأَرْضُ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَمَّا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَضَعَتْهُ تَحْتَ بُرْمَةٍ فَانْفَلَقَتْ عَنْهُ، قَالَتْ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ شَقَّ بَصَرُهُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§رَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي سَطَعَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§رَأَتْ أُمِّي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §لَمَّا وُلِدَ وَقَعَ عَلَى كَفَّيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ شَاخِصًا بَصَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ الْعَدَنِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: §وُلِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَخْتُونًا مَسْرُورًا، قَالَ: وَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ، وَقَالَ: لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: §وَلَمَّا وَلَدَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَاءَهُ الْبَشِيرُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ، مَعَهُ وَلَدُهُ وَرِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ آمِنَةَ وَلَدَتْ غُلَامًا، فَسَّرَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَقَامَ هُوَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَتْهُ بِكُلِّ مَا رَأَتْ وَمَا قِيلَ لَهَا وَمَا أُمِرَتْ بِهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَأَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ وَقَامَ عِنْدَهَا يَدْعُو اللَّهَ وَيَشْكُرُ مَا أَعْطَاهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَالَ يَوْمَئِذٍ: [البحر الرجز] §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَانِي ... هَذَا الْغُلَامَ الطَّيِّبَ الْأَرْدَانَ قَدْ سَادَ فِي الْمَهْدِ عَلَى الْغِلْمَانِ ... أُعِيذُهُ بِالْبَيْتِ ذِي الْأَرْكَانِ حَتَّى أَرَاهُ بَالِغَ الْبُنْيَانِ ... أُعِيذُهُ مِنْ شَرِّ ذِي شَنَآنِ مِنْ حَاسِدٍ مُضْطَرِبِ الْعَنَانِ

ذكر أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وكنيته

§ذِكْرُ أَسْمَاءِ الْرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلم وَكُنْيَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ سَهْلٍ، مَوْلَى عُثَيْمَةَ أَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ أَهْلِ مَرِيسٍ وَكَانَ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ فَذَكَرَ " أَنَّ §صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْإِنْجِيلِ وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، مَوْلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§سُمِّيتُ أَحْمَدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ وَالْمَاحِي وَالْخَاتِمُ وَالْعَاقِبُ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ وَالْمُقَفِّي وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ -[105]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ أَسْمَاءً مِنْهَا مَا حَفِظْنَا فَقَالَ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ وَالْمَلْحَمَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، أَنَا رَسُولُ الرَّحْمَةِ، أَنَا رَسُولُ الْمَلْحَمَةِ، أَنَا الْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، بُعِثْتُ بِالْجِهَادِ وَلَمْ أُبْعَثْ بِالزُّرَّاعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ " قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ وَزَادَ: وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ صَاحِبُ اللُّؤْلُؤِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ: أَتُحْصِي أَسْمَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ جُبَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُطْعِمٍ يَعُدُّهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، هِيَ §سِتَّةٌ: مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَخَاتَمٌ وَحَاشِرٌ وَعَاقِبٌ وَمَاحٍ فَأَمَّا: حَاشِرٌ فَبُعِثَ مَعَ السَّاعَةِ نَذِيرًا لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، وَأَمَّا الْعَاقِبُ فَإِنَّهُ عَقِبَ الْأَنْبِيَاءَ، وَأَمَّا الْمَاحِي فَإِنَّ اللَّهَ مَحَا بِهِ سَيِّئَاتِ مَنِ اتَّبَعَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ -[106]- بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عِبَادَ اللَّهِ، §انْظُرُوا كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَهُمْ وَلَعْنَهُمْ» يَعْنِي قُرَيْشًا قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ»

ذكر كنية رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ كُنْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ يَسَارٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَجْمَعُوا اسْمِي وَكُنْيَتِي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ اللَّهُ يُعْطِي وَأَنَا أَقْسِمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ قَالَ: «§وَمَحْلِوفِ أَبِي الْقَاسِمِ» يَعْنِي نَفْسَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِالْبَقِيعِ فَنَادَى رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ، فَقَالَ: لَمْ أَعْنِكَ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «§سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ -[107]-، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَغَضِبَتِ الْأَنْصَارُ وَقَالُوا: حَتَّى نَسْتَأْمِرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " قَدْ أَحْسَنَتِ الْأَنْصَارُ ثُمَّ، قَالَ: «§تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الرَّجُلِ يَكْتَنِي بَأَبِي الْقَاسِمِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ اكْتَنَى بِأَبِي الْقَاسِمِ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: مَا كُنَّا لِنُكَنِّيكَ بِهَا حَتَّى نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» . قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتَنِيَ الرَّجُلُ بِأَبِي الْقَاسِمِ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ اسْمُهُ مُحَمَّدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَتَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْاسْمِ وَالْكُنْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي»

ذكر من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة

§ذِكْرُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَةِ إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: §أَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُوَيْبَةُ بِلَبَنِ ابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ: مَسْرُوحٌ أَيَّامًا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ حَلِيمَةُ وَكَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ §ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةَ أَبِي لَهَبٍ قَدْ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامًا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ حَلِيمَةُ وَأَرْضَعَتْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ مَعَهُ فَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ " أَنَّ §ثُوَيْبَةَ كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ رَآهُ بَعْضُ أَهْلِهِ فِي النَّوْمِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، فَقَالَ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ نَذُقْ بَعْدَكُمْ رَخَاءً غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعِتَاقِي ثُوَيْبَةَ وَأَشَارَ إِلَى النُّقَيْرَةِ الَّتِي بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا مِنَ الْأَصَابِعِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصِلُهَا وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ تُكْرِمُهَا وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَمْلُوكَةٌ وَطَلَبَتْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ أَنْ تَبْتَاعَهَا مِنْهُ لِتُعْتِقَهَا فَأَبَى أَبُو لَهَبٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِصِلَةٍ

وَكِسْوَةٍ حَتَّى جَاءَهُ خَبَرُهَا أَنَّهَا قَدْ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سَبْعٍ مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنُهَا مَسْرُوحٌ؟ فَقِيلَ: مَاتَ قَبْلَهَا وَلَمْ يَبْقَ مِنْ قَرَابَتِهَا أَحَدٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ اللِّهْبِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ يَسْأَلُ عَنْ ثُوَيْبَةَ، فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِالصِّلَةِ وَالْكِسْوَةِ حَتَّى جَاءَهُ خَبَرُهَا أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ، فَسَأَلَ: «§مَنْ بَقِيَ مِنْ قَرَابَتِهَا؟» قَالُوا: لَا أَحَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ §حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْضَعَتْهُمَا امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ كَانَ حَمْزَةُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ عِنْدَ قَوْمٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَكَانَتْ أُمُّ حَمْزَةَ قَدْ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ أُمِّهِ حَلِيمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَعْنِي أَخَاهُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: قِيلَ لَهُ أَيْنَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ ابْنَةِ حَمْزَةَ أَوْ قِيلَ لَهُ: أَلَا تَخْطُبُ ابْنَةَ حَمْزَةَ قَالَ: «إِنَّ §حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: «إِنَّهَا §ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ -[110]- لِي، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ وَذَكَرْتُ لَهُ مِنْ جَمَالِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا §ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ؟»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ذَكَرْتُ ابْنَةَ حَمْزَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هِيَ §ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟» وَقَالَ: «§لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكَحْ أُمَّ سَلَمَةَ مَا حَلَّتْ لِي إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ مَكَّةَ عَشْرُ نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَطْلُبْنَ الرَّضَاعَ فَأَصَبْنَ الرَّضَاعَ كُلُّهُنَّ إِلَّا حَلِيمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شِجْنَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ رِزَامِ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَكَانَ مَعَهَا زَوْجُهَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ مِلَّانَ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَيُكْنَى أَبَا ذُؤَيْبٍ وَوَلَدُهَا مِنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ وَكَانَتْ تُرْضِعُهُ وَأُنَيْسَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَجُدَامَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهِيَ الشَّيْمَاءُ وَكَانَتْ هِيَ الَّتِي تَحْضُنُ رَسُولَ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلم مَعَ أُمِّهَا وَتُوَرِّكُهُ فَعُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَعَلَتْ تَقُولُ: يَتِيمٌ وَلَا مَالَ لَهُ وَمَا عَسَتْ أُمُّهُ أَنْ تَفْعَلَ، فَخَرَجَ النِّسْوَةُ وَخَلَّفْنَهَا، فَقَالَتْ حَلِيمَةُ لِزَوْجِهَا: مَا تَرَى؟ قَدْ خَرَجَ صَوَاحِبِي وَلَيْسَ بِمَكَّةَ غُلَامٌ يُسْتَرْضَعُ إِلَّا هَذَا الْغُلَامُ الْيَتِيمُ، فَلَوْ أَنَّا أَخَذْنَاهُ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ نَرْجِعَ إِلَى بِلَادِنَا وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا زَوْجُهَا: خُذِيهِ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا فِيهِ خَيْرًا، فَجَاءَتْ إِلَى أُمِّهِ فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيَاهَا حَتَّى يَقْطُرَا لَبَنًا، فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى رُوِيَ وَشَرِبَ أَخُوهُ وَلَقَدْ كَانَ أَخُوهُ لَا يَنَامُ مِنَ الْغَرَثِ، وَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا ظِئْرُ سَلِي عَنِ ابْنِكِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ وَأَخْبَرَتْهَا مَا رَأَتْ وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ حِينَ وَلَدَتْهُ، وَقَالَتْ: قِيلَ لِي ثَلَاثَ لَيَالٍ: اسْتَرْضِعِي ابْنَكِ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ثُمَّ فِي آلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَإِنَّ أَبَا هَذَا الْغُلَامِ الَّذِي فِي حِجْرِي أَبُو ذُؤَيْبٍ وَهُوَ زَوْجِي، فَطَابَتْ نَفْسُ حَلِيمَةَ، وَسُرَّتْ بِكُلِّ مَا سَمِعَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهَا فَحَدَجُوا أَتَانَهُمْ فَرَكِبَتْهَا حَلِيمَةُ وَحَمَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهَا وَرَكِبَ الْحَارِثُ شَارِفَهُمْ فَطَلَعَا عَلَى صَوَاحِبِهَا بِوَادِي السِّرَرِ، وَهُنَّ مُرْتِعَاتٌ وَهُمَا يَتَوَاهَقَانِ فَقُلْنَ: يَا حَلِيمَةُ مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ: §أَخَذْتُ وَاللَّهِ خَيْرَ مَوْلُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَأَعْظَمَهُمْ بَرَكَةً، قَالَ النِّسْوَةُ: أَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَتْ: فَمَا رَحَلْنَا مِنْ مَنْزِلِنَا ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ الْحَسَدَ مِنْ بَعْضِ نِسَائِنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ §حَلِيمَةَ لَمَّا خَرَجَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بِلَادِهَا، قَالَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ: [البحر الرجز] أُعِيذُهُ بِاللَّهِ ذِي الْجَلَالِ ... مِنْ شَرِّ مَا مَرَّ عَلَى الْجِبَالِ حَتَّى أَرَاهُ حَامِلَ الْحِلَالَ ... وَيَفْعَلُ الْعُرْفَ إِلَى الْمَوَالِي وَغَيْرِهِمْ مِنْ حِشْوَةِ الرِّجَالِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: §مَكَثَ عِنْدَهُمْ سَنَتَيْنِ حَتَّى فُطِمَ، وَكَأَنَّهُ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، فَقَدِمُوا بِهِ عَلَى أُمِّهِ زَائِرِينَ لَهَا وَأَخْبَرَتْهَا حَلِيمَةُ خَبَرَهُ وَمَا رَأَوْا مِنْ بَرَكَتِهِ، فَقَالَتْ آمِنَةُ: ارْجِعِي بِابْنِي فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ، فَوَاللَّهِ لَيَكُونَنَّ لَهُ شَأْنٌ، فَرَجَعَتْ بِهِ، وَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعَ سِنِينَ كَانَ يَغْدُو مَعَ أَخِيهِ وَأُخْتِهِ فِي الْبَهْمِ قَرِيبًا مِنَ الْحَيِّ، فَأَتَاهُ الْمَلَكَانِ هُنَاكَ فَشَقَّا بَطْنَهُ وَاسْتَخْرَجَا عَلَقَةً سَوْدَاءَ فَطَرَحَاهَا، وَغَسَلَا بَطْنَهُ بِمَاءِ الثَّلْجِ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ وُزِنَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنَهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: دَعْهُ فَلَوْ وُزِنَ بِأُمَّتِهِ كُلِّهَا لَوَزَنَهُمْ، وَجَاءَ أَخُوهُ يَصِيحُ بِأُمِّهِ أَدْرِكِي أَخِي الْقُرَشِيَّ، فَخَرَجَتْ أُمُّهُ تَعْدُو وَمَعَهَا أَبُوهُ، فَيَجِدَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْتَقَعَ اللَّوْنِ فَنَزَلَتْ بِهِ إِلَى آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَأَخْبَرَتْهَا خَبَرَهُ، وَقَالَتْ: إِنَّا لَا نَرُدُّهُ إِلَّا عَلَى جَدْعِ آنُفِنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ بِهِ أَيْضًا فَكَانَ عِنْدَهَا سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا لَا تَدَعُهُ يَذْهَبُ مَكَانًا بَعِيدًا، ثُمَّ رَأَتْ غَمَامَةً تُظِلُّهُ إِذَا وَقَفَ وَقَفَتْ، وَإِذَا سَارَ سَارَتْ، فَأَفْزَعَهَا ذَلِكَ أَيْضًا مِنْ أَمْرِهِ، فَقَدِمَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهِ لِتَرُدَّهُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ فَأَضَلَّهَا فِي النَّاسِ، فَالْتَمَسَتْهُ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَأَتَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فَأَخْبَرَتْهُ، فَالْتَمَسَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَامَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: [البحر الرجز] لَاهُمَّ أَدِّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... أَدِّهْ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا أَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِي عَضُدَا ... لَا يُبْعِدِ الدَّهْرُ بِهِ فَيَبْعَدَا أَنْتَ الَّذِي سَمَّيْتَهُ مُحَمَّدَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كِنْدِيرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: " [البحر الرجز] §رَبِّ رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... رَدَّهْ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا -[113]- قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ بَعَثَ بِابْنِ ابْنٍ لَهُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ وَلَمْ يَبْعَثْ بِهِ فِي حَاجَةٍ إِلَّا نَجَحَ، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ جَاءَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: لَا أَبْعَثُ بِكَ فِي حَاجَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا دَفَعَتْهُ إِلَى السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ قَالَتْ لَهَا: احْفَظِي ابْنِي وَأَخْبَرَتْهَا بِمَا رَأَتْ، فَمَرَّ بِهَا الْيَهُودُ، فَقَالَتْ: أَلَا تُحَدِّثُونِي عَنِ ابْنِي هَذَا فَإِنِّي حَمَلْتُهُ كَذَا، وَوَضَعْتُهُ كَذَا، وَرَأَيْتُ كَذَا كَمَا وَصَفَتْ أُمُّهُ؟ قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اقْتُلُوهُ، فَقَالُوا: أَيَتِيمٌ هُوَ؟ فَقَالَتْ: لَا، هَذَا أَبُوهُ، وَأَنَا أُمُّهُ، فَقَالُوا: لَوْ كَانَ يَتِيمًا لَقَتَلْنَاهُ، قَالَ: فَذَهَبَتْ بِهِ حَلِيمَةُ وَقَالَتْ: كِدْتُ أُخَرِّبُ أَمَانَتِي، قَالَ إِسْحَاقُ: وَكَانَ لَهُ أَخٌ رَضِيعٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: أَتَرَى أَنَّهُ يَكُونُ بَعْثٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَآخُذَنَّ بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَأَعْرِفَنَّكِ؟ قَالَ: فَلَمَّا آمَنَ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ يَجْلِسُ فَيَبْكِي وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَرْجُو أَنْ يَأْخُذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَنْجُوَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنَا أَعْرَبُكُمْ، أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ، وَلِسَانِي لِسَانُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ قَالَ: " قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَقَدْ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ فَتَشَكَّتْ جَدْبَ الْبِلَادِ وَهَلَاكَ الْمَاشِيَةِ، §فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ فِيهَا، فَأَعْطَتْهَا أَرْبَعِينَ شَاةً -[114]- وَبَعِيرًا مَوَقَّعًا لِلظَّعِينَةِ وَانْصَرَفَتْ إِلَى أَهْلِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: §اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَانَتْ أَرْضَعَتْهُ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ: «أُمِّي أُمِّي» وَعَمَدَ إِلَى رِدَائِهِ فَبَسَطَهُ لَهَا فَقَعَدَتْ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: §جَاءَتْ ظِئْرُ النَّبِيِّ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ وَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي ثِيَابِهَا وَوَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا، قَالَ: وَقَضَى حَاجَتَهَا، قَالَ: فَجَاءَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، وَقَالَ لَهَا: دَعِينِي أَضَعُ يَدَيَّ خَارِجًا مِنَ الثِّيَابِ، قَالَ: فَفَعَلَ وَقَضَى لَهَا حَاجَتَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى عُمَرَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَابْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ بَعْدَمَا قَسَّمَ الْغَنَائِمَ وَفِي الْوَفْدِ عَمُّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ أَبُو ثَرْوَانَ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ مَنْ كَانَ يَكْفُلُكَ مِنْ عَمَّاتِكَ وَخَالَاتِكَ وَحَوَاضِنِكَ، وَقَدْ حَضَنَّاكَ فِي حُجُورِنَا، وَأَرْضَعْنَاكَ بِثَدْيِنَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُكَ مُرْضَعًا، فَمَا رَأَيْتُ مُرْضَعًا خَيْرًا مِنْكَ، وَرَأَيْتُكَ فَطِيمًا فَمَا رَأَيْتُ فَطِيمًا خَيْرًا مِنْكَ، ثُمَّ رَأَيْتُكَ شَابًّا فَمَا رَأَيْتُ شَابًّا خَيْرًا مِنْكَ، وَقَدْ تَكَامَلَتْ فِيكَ خِلَالُ الْخَيْرِ، وَنَحْنُ مَعَ ذَلِكَ أَصْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدِ §اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ لَا تَقْدَمُونَ» وَقَدْ قَسَمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم السَّبْيَ وَجَرَتْ فِيهِ السُّهْمَانُ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ هَوَازِنَ مُسْلِمِينِ وَجَاءُوا بِإِسْلَامِ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَكَانَ رَأْسُ الْقَوْمِ، وَالْمُتَكَلِّمُ أَبُو صُرَدٍ زُهَيْرُ بْنُ

صُرَدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ عَمَّاتُكَ وَخَالَاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ اللَّاتِي هُنَّ يَكْفُلْنَكَ وَلَوْ أَنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمْرٍ أَوْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ثُمَّ نَزَلَا مِنَّا بِمِثْلِ الَّذِي نَزَلْتَ بِهِ، رَجَوْنَا عَطْفَهُمَا وَعَائِدَتَهُمَا، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو صُرَدٍ: إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ أَخَوَاتُكَ وَعَمَّاتُكَ وَخَالَاتُكَ وَبَنَاتُ عَمِّكَ وَبَنَاتُ خَالَاتِكَ، وَأَبْعَدُهُنَّ قَرِيبٌ مِنْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنَّهُنَّ حَضَنَّكَ فِي حُجُورِهِنَّ، وَأَرْضَعْنَكَ بِثُدَيِّهِنَّ، وَتَوَرَّكْنَكَ عَلَى أَوْرَاكِهِنَّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ": إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ وَعِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَفَأَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَمَا كُنَّا لِنَعْدِلَ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا، فَرُدَّ عَلَيْنَا أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " أَمَّا مَا لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ وَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ، فَإِذَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَقُولُوا: نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ: مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وَسَأَطْلُبُ لَكُمْ إِلَى النَّاسِ " فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا كَانَ لَهُ وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَرَدَّ الْمُهَاجِرُونَ وَرَدَّ الْأَنْصَارُ وَسَأَلَ لَهُمْ قَبَائِلَ الْعَرَبِ فَاتَّفَقُوا عَلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ بِتَسْلِيمِهِمْ وَرِضَاهُمْ وَدَفْعِ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ إِلَّا قَوْمًا تَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ فَأَعْطَاهُمْ إِبِلًا عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ

ذكر وفاة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ وَفَاةِ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فَلَمَّا بَلَغَ سِتَّ سِنِينَ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ تَزُورُهُمْ بِهِ وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ وَهُمْ عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَنَزَلَتْ بِهِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ فَأَقَامَتْ بِهِ عِنْدَهُمْ شَهْرًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْكُرُ أُمُورًا كَانَتْ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ لَمَّا نَظَرَ إِلَى أُطُمِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَرَفَهُ، وَقَالَ: «كُنْتُ أُلَاعِبُ أُنَيْسَةَ جَارِيَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى هَذَا الْأُطُمِ وَكُنْتُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ أَخْوَالِي نُطَيِّرُ طَائِرًا كَانَ يَقَعُ عَلَيْهِ» وَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ فَقَالَ: " هَهُنَا نَزَلَتْ بِي أُمِّي، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ قُبِرَ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَحْسَنْتُ الْعَوْمَ فِي بِئْرِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ يَخْتَلِفُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمْ يَقُولُ: هُوَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ فَوَعَيْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ كَلَامِهِ " ثُمَّ رَجَعَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانُوا بِالْأَبْوَاءِ تُوُفِّيَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، فَقَبَرَهَا هُنَاكَ، فَرَجَعَتْ بِهِ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى الْبَعِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدِمُوا عَلَيْهِمَا مَكَّةَ وَكَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهِ، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ مَاتَتْ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ بِالْأَبْوَاءِ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ» فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَصْلَحَهُ وَبَكَى عِنْدَهُ وَبَكَى الْمُسْلِمُونَ لِبُكَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: «أَدْرَكَتْنِي رَحْمَتُهَا فَبَكَيْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ أَبُو غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: §اسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ فَأُذِنَ لَهُ، فَسَأَلَ الْمَغْفِرَةَ لَهَا فَأُبِيَ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ فَقَالَ: «هَذَا §قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الِاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَرَقَقْتُ فَبَكَيْتُ» فَلَمْ يُرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ وَلَيْسَ قَبْرُهَا بِمَكَّةَ وَقَبْرُهَا بِالْأَبْوَاءِ

ذكر ضم عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد وفاة أمه، وذكر وفاة عبد المطلب ووصية أبي طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ ضَمِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ بَعْدَ وَفَاةِ أُمِّهِ، وَذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَوَصِيَّةِ أَبِي طَالِبٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ

عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكُونُ مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، §فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَضَمَّهُ وَرَقَّ عَلَيْهِ رِقَّةً لَمْ يَرِقَّهَا عَلَى وَلَدِهِ، وَكَانَ يُقَرِّبُهُ مِنْهُ وَيُدْنِيهِ وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ إِذَا خَلَا وَإِذَا نَامَ، وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِهِ فَيَقُولُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا رَأَى ذَلِكَ: دَعُوا ابْنِي إِنَّهُ لَيُؤْنِسُ مُلْكًا وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: احْتَفِظْ بِهِ فَإِنَّا لَمْ نَرَ قَدَمًا أَشْبَهَ بِالْقَدَمِ الَّتِي فِي الْمَقَامِ مِنْهُ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِأَبِي طَالِبٍ: اسْمَعْ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ، فَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْتَفِظُ بِهِ، وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّ أَيْمَنَ وَكَانَتْ تَحْضُنُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: يَا بَرَكَةُ، لَا تَغْفَلِي عَنِ ابْنِي فَإِنِّي وَجَدْتُهُ مَعَ غِلْمَانٍ قَرِيبًا مِنَ السِّدْرَةِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنِي هَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلَّا قَالَ عَلَيَّ بِابْنِي، فَيُؤْتَى بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَبَا طَالِبٍ بِحِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحِيَاطَتِهِ، وَلَمَّا نَزَلَ بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْوَفَاةُ قَالَ لِبَنَاتِهِ: ابْكِينَنِي وَأَنَا أَسْمَعُ، فَبَكَتْهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِشِعْرٍ، فَلَمَّا سَمِعَ قَوْلَ أُمَيْمَةَ وَقَدْ أَمْسَكَ لِسَانُهُ جَعَلَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ أَيْ قَدْ صَدَقْتِ، وَقَدْ كُنْتُ كَذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُهَا: [البحر المتقارب] أَعَيْنَيَّ جُودَا بِدَمْعٍ دِرَرْ ... عَلَى طَيِّبِ الْخَيْمِ وَالْمُعْتَصَرْ عَلَى مَاجِدِ الْجَدِّ وَارِي الزِّنَادِ ... جَمِيلِ الْمُحَيَّا عَظِيمِ الْخَطَرْ عَلَى شَيْبَةَ الْحَمْدِ ذِي الْمَكْرُمَاتِ ... وَذِي الْمَجْدِ وَالْعِزِّ وَالْمُفْتَخَرْ وَذِي الْحِلْمِ وَالْفَضْلِ فِي النَّائِبَاتِ ... كَثِيرِ الْمَكَارِمِ جَمِّ الْفَخَرْ لَهُ فَضْلُ مَجْدٍ عَلَى قَوْمِهِ ... مُبِينٍ يَلُوحُ كَضَوْءِ الْقَمَرِ

أَتَتْهُ الْمَنَايَا فَلَمْ تُشْوِهِ بِصَرْفِ اللَّيَالِي وَرَيْبِ الْقَدَرْ قَالَ: وَمَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَدُفِنَ بِالْحَجُونِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَيُقَالُ ابْنُ مِائَةٍ وَعَشْرِ سِنِينَ، وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَذْكُرُ مَوْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ» قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يَبْكِي خَلْفَ سَرِيرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §مَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ قَبْلَ الْفِجَارِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ

ذكر أبي طالب وضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وخروجه معه إلى الشام في المرة الأولى

§ذِكْرُ أَبِي طَالِبٍ وَضَمِّهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، وَخُرُوجِهِ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: §لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قَبَضَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَكَانَ يَكُونُ مَعَهُ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ لَا مَالَ لَهُ، وَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا لَا يُحِبُّهُ وَلَدَهُ، وَكَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا إِلَى جَنْبِهِ، وَيَخْرُجُ فَيَخْرُجُ مَعَهُ، وَصَبَا بِهِ أَبُو طَالِبٍ صَبَابَةً لَمْ يَصْبُ مِثْلَهَا بِشَيْءٍ قَطُّ، وَكَانَ يَخُصُّهُ بِالطَّعَامِ، وَكَانَ إِذَا أَكَلَ عِيَالُ أَبِي طَالِبٍ جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى لَمْ يَشْبَعُوا، وَإِذَا أَكَلَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَبِعُوا، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُغَذِّيَهُمْ قَالَ

: كَمَا أَنْتُمْ حَتَّى يَحْضُرَ ابْنِي، فَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ، فَكَانُوا يُفْضِلُونَ مِنْ طَعَامِهِمْ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ لَمْ يَشْبَعُوا، فَيَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّكَ لَمُبَارَكٌ، وَكَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُونَ رُمْصًا شُعْثًا، وَيُصْبِحُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَهِينًا كَحِيلًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ: كَانَ §أَبُو طَالِبٍ تُوضَعُ لَهُ وِسَادَةٌ بِالْبَطْحَاءِ مَثْنِيَّةً يَتَّكِئُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَبَسَطَهَا ثُمَّ اسْتَلْقَى عَلَيْهَا قَالَ: فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ فَأَرَادَ أَنْ يَتَّكِئَ عَلَيْهَا فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقَالُوا: أَخَذَهَا ابْنُ أَخِيكَ، فَقَالَ: وَحِلِّ الْبَطْحَاءِ؛ إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا لَيُحْسِنُ بِنَعِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ §أَبُو طَالِبٍ تُلْقَى لَهُ وِسَادَةٌ يَقْعُدُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ غُلَامٌ فَقَعَدَ عَلَيْهَا، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَإِلَهِ رَبِيعَةَ، إِنَّ ابْنَ أَخِي لَيُحْسِنُ بِنَعِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ " أَنَّ §عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَوْ أَبَا طَالِبٍ شَكَّ خَالِدٌ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ عَطَفَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَكَانَ لَا يُسَافِرُ سَفَرًا إِلَّا كَانَ مَعَهُ فِيهِ وَإِنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الشَّامِ فَنَزَلَ مَنْزِلَهُ فَأَتَاهُ فِيهِ رَاهِبٌ، فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلًا صَالِحًا فَقَالَ: إِنَّ فِينَا مَنْ يَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَفُكُّ الْأَسِيرَ، وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلًا صَالِحًا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ: فَقَالَ: هَأَنَذَا وَلِيُّهُ أَوْ قِيلَ: هَذَا وَلِيُّهُ، قَالَ: احْتَفِظْ بِهَذَا الْغُلَامِ وَلَا تَذْهَبِ بِهِ إِلَى الشَّامِ إِنَّ الْيَهُودَ حَسَدٌ، وَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ: مَا أَنْتَ تَقُولُ ذَاكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَقُولُهُ فَرَدَّهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ مُحَمَّدًا ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ

جَعْفَرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالُوا: §لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً خَرَجَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ فِي الْعِيرِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا لِلتِّجَارَةِ وَنَزَلُوا بِالرَّاهِبِ بَحِيرَا فَقَالَ لِأَبِي طَالِبٍ فِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِ فَرَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ وَشَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي طَالِبٍ يَكْلَؤُهُ اللَّهُ وَيَحْفَظُهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ وَمَعَايِبِهَا لِمَا يُرِيدُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَهُوَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى بَلَغَ أَنْ كَانَ رَجُلًا أَفْضَلَ قَوْمِهِ مُرُوءَةً، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، وَأَكْرَمَهُمْ مُخَالَطَةً، وَأَحْسَنَهُمْ جِوَارًا، وَأَعْظَمَهُمْ حِلْمًا وأَمَانَةً، وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيثًا، وَأَبْعَدَهُمْ مِنَ الْفُحْشِ، وَالْأَذَى وَمَا رُئِيَ مُلَاحِيًا وَلَا مُمَارِيًا أَحَدًا حَتَّى سَمَّاهُ قَوْمُهُ الْأَمِينَ؛ لِمَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأُمُورِ الصَّالِحَةِ فِيهِ، فَلَقَدْ كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ الْأَمِينُ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْفَظُهُ وَيَحُوطُهُ وَيُعَضِّدُهُ وَيَنْصُرُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §اسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِهِ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَخْرَجُوهُ وَسَائِرَ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى بَدْرٍ كُرْهًا فَخَرَجَ طَالِبٌ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] اللَّهُمَّ إِمَّا يَغْزُوَنَّ طَالِبْ ... فِي مِقْنَبٍ مِنْ هَذِهِ الْمَقَانِبْ فَلْيَكُنِ الْمَغْلُوبُ غَيْرَ الْغَالِبْ ... وَلْيَكُنِ الْمَسْلُوبُ غَيْرَ السَّالِبْ قَالَ: فَلَمَّا انْهَزَمُوا لَمْ يُوجَدْ فِي الْأَسْرَى وَلَا فِي الْقَتْلَى وَلَا رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَلَا يُدْرَى مَا حَالَهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَيُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَالِبٍ فِي السِّنِّ عَشْرُ سِنِينَ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قُرَيْشٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَقِيلٍ فِي السِّنِّ عَشْرُ سِنِينَ وَهُوَ قَدِيمٌ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا وَهُوَ ذُو الْجَنَاحَيْنِ

يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَعْفَرٍ فِي السِّنِّ عَشْرُ سِنِينَ، وَأُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْمُهَا هِنْدٌ، وَجُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَرَيْطَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَطُلَيْقُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ عَلَّةُ وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ الْحُوَيْرِثُ بْنُ أَبِي ذُبَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَمِّ، §قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَقُولُ: «يَا عَمِّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» . وَيَقُولَانِ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ حَتَّى قَالَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: أَنَا عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ» فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَوْلَا رَهْبَةُ أَنْ تَقُولَ، قُرَيْشٌ دَهَرَنِي الْجَزَعُ فَيَكُونَ سُبَّةً -[123]- عَلَيْكَ وَعَلَى بَنِي أَبِيكَ لَفَعَلْتُ الَّذِي تَقُولُ وَأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا لِمَا أَرَى مِنْ شُكْرِكَ وَوَجْدِكَ بِي وَنَصِيحَتِكَ لِي، ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ دَعَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَمَا اتَّبَعْتُمْ أَمْرَهُ فَاتَّبِعُوهُ وَأَعِينُوهُ تَرْشُدُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَتَأْمُرُهُمْ بِهَا وَتَدَعُهَا لِنَفْسِكَ؟» فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَمَا لَوْ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي الْكَلِمَةَ وَأَنَا صَحِيحٌ لَتَابَعْتُكَ عَلَى الَّذِي تَقُولُ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُجَزَّعَ عِنْدَ الْمَوْتِ فَتَرَى قُرَيْشٌ أَنِّي أَخَذْتُهَا جَزَعًا وَرَدَدْتُهَا فِي صِحَّتِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §نَزَلَتْ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] فِي أَبِي طَالِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §فِي قَوْلِهِ {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ يَنْهَى عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُؤْذَى وَيَنْأَى أَنْ يَدْخُلَ فِي الْإِسْلَامِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَوْتِ أَبِي طَالِبٍ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «§اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ وَكَفِّنْهُ وَوَارِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَرَحِمَهُ» قَالَ: فَفَعَلْتُ مَا قَالَ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَغْفِرُ لَهُ أَيَّامًا وَلَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَةِ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113] قَالَ عَلِيٌّ وَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ -[124]- قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَحِمَكَ اللَّهُ وَغَفَرَ لَكَ §لَا أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لَكَ حَتَّى يَنْهَانِيَ اللَّهُ، قَالَ فَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَوْتَاهُمُ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ مُشْرِكُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113]

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ يَعْنِي أَبَاهُ قَالَ: «§اذْهَبْ فَوَارِهِ وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي» فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ، فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ دَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي مَا عُرِّضَ بِهِنَّ مِنْ شَيْءٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَهُوَ §فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَهُ " أَنَّ §أَبَا طَالِبٍ تُوُفِّيَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرِثْهُ جَعْفَرٌ وَلَا عَلِيٌّ وَوَرِثَهُ طَالِبٌ وَعَقِيلٌ وَذَلِكَ بِأَنَّهُ لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §مَا زَالُوا كَافِّينَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ يَعْنِي قُرَيْشًا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَرْجُو -[125]- لِأَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: «§كُلُّ الْخَيْرِ أَرْجُو مِنْ رَبِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: §تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ مِنْ حِينَ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ بَعْدَهُ بِشَهْرٍ وَخَمْسَةِ أَيَّامٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَاجْتَمَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصِيبَتَانِ مَوْتُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَمَوْتُ أَبِي طَالِبٍ عَمِّهِ

ذكر رعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم بمكة

§ذِكْرُ رِعْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَنَمَ بِمَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَى الْغَنَمَ» قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَأَنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا إِلَّا رَاعِيَ الْغَنَمِ» قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَأَنَا رَعَيْتُهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرُّوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِثَمَرِ الْأَرَاكِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[126]- صلّى الله عليه وسلم: «§عَلَيْكُمْ بِمَا اسْوَدَّ مِنْهُ، فَإِنِّي كُنْتُ أَجْتَنِيهِ إِذْ أَنَا رَاعِي الْغَنَمِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَرَعَيْتَهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَاهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ، فَإِنِّي كُنْتُ أَجْنِيهِ إِذْ كُنْتُ أَرْعَى الْغَنَمَ» قُلْنَا: وَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَاهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا: زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ §بَيْنَ أَصْحَابِ الْغَنَمِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ تَنَازُعٌ فَاسْتَطَالَ عَلَيْهِمْ أَصْحَابُ الْإِبِلِ، قَالَ: فَبَلَغَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «بُعِثَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثْتُ وَأَنَا أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي بِأَجْيَادٍ»

ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حرب الفجار

§ذِكْرُ حُضُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرْبَ الْفِجَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: وَغَيْرَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالُوا: كَانَ §سَبَبُ حَرْبِ الْفِجَارِ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ بَعَثَ بَلْطِيمَةً لَهُ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ لِلتِّجَارَةِ وَأَجَارَهَا لَهُ الرَّحَّالُ عُرْوَةُ بْنُ عُتْبَةَ

بْنِ جَابِرِ بْنِ كِلَابٍ فَنَزَلُوا عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: أُوَارَةُ، فَوَثَبَ الْبَّرَّاضُ بْنُ قَيْسٍ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَ خَلِيعًا عَلَى عُرْوَةَ فَقَتَلَهُ وَهَرَبَ إِلَى خَيْبَرَ، فَاسْتَخْفَى بِهَا، وَلَقِيَ بِشْرَ بْنَ أَبِي خَازِمٍ الْأَسَدِيَّ الشَّاعِرَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعْلِمَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ، وَهِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، وَحَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَنَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ، وَبَلْعَاءَ بْنَ قَيْسٍ فَوَافَى عُكَاظًا فَأَخْبَرَهُمْ، فَخَرَجُوا مُوائِلِينَ مُنْكَشِفِينَ إِلَى الْحَرَمِ، وَبَلَغَ قَيْسًا الْخَبَرُ آخِرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَقَالَ أَبُو بَرَاءٍ: مَا كُنَّا مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا فِي خَدْعَةٍ فَخَرَجُوا فِي آثَارِهِمْ فَأَدْرَكُوهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا الْحَرَمَ، فَنَادَاهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهُ: الْأَدْرَمُ بْنُ شُعَيْبٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَنَّ مِيعَادَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هَذِهِ اللَّيَالِي مِنْ قَابِلٍ، وَإِنَّا لَا نَأْتَلِي فِي جَمْعٍ، وَقَالَ: [البحر البسيط] لَقَدْ وَعَدْنَا قُرَيْشًا وَهْيَ كَارِهَةٌ ... بِأَنْ تَجِيءَ إِلَى ضَرْبٍ رَعَابِيلِ قَالَ: وَلَمْ تَقُمْ تِلْكَ السَّنَةَ سُوقُ عُكَاظٍ، قَالَ: فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ وَغَيْرُهَا مِنْ كِنَانَةَ وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنَ الْأَحَابِيشِ وَهُمُ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَعَضَلٌ، وَالْقَارَةُ، وَدِيشٌ، وَالْمُصْطَلِقُ مِنْ خُزَاعَةَ لِحَلِفِهِمْ بِالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ سَنَةً يَتَأَهَّبُونَ لِهَذِهِ الْحَرْبِ، وَتَأَهَّبَتْ قَيْسُ عَيْلَانَ، ثُمَّ حَضَرُوا مِنْ قَابِلٍ، وَرُؤَسَاءُ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَحَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ وَأَبُو أُحَيْحَةَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَمَعْمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُمَحِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ وَخَرَجُوا مُتَسَانِدِينَ، وَيُقَالُ: بَلْ أَمْرُهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، وَكَانَ فِي قَيْسٍ أَبُو بَرَاءٍ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ وَسُبَيْعُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيُّ وَدُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ وَمَسْعُودُ بْنُ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو عُرْوَةَ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَوْفُ بْنُ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيُّ وَعَبَّاسُ بْنُ رِعْلٍ السُّلَمِيُّ، فَهَؤُلَاءِ الرُّؤَسَاءُ وَالْقَادَةُ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ أَمْرُهُمْ جَمِيعًا إِلَى أَبِي بَرَاءٍ وَكَانَتِ الرَّايَةُ بِيَدِهِ وَهُوَ سَوَّى صُفُوفَهُمْ فَالْتَقَوْا، فَكَانَتِ الدَّبْرَةُ

أَوَّلَ النَّهَارِ لِقَيْسٍ عَلَى قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ وَمَنْ ضُوِيَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ صَارَتِ الدَّبْرَةُ آخِرَ النَّهَارِ لِقُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ عَلَى قَيْسٍ فَقَتَلُوهُمْ قَتْلًا ذَرِيعًا، حَتَّى نَادَى عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَشَابٌّ مَا كَمَلَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ سَنَةً إِلَى الصُّلْحِ، فَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ عَدُّوا الْقَتْلَى وَوَدَتْ قُرَيْشٌ لِقَيْسٍ مَا قَتَلَتْ فَضْلًا عَنْ قَتْلَاهُمْ، وَوضِعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا فَانْصَرَفَتْ قُرَيْشٌ وَقَيْسٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الْفِجَارَ، فَقَالَ: «قَدْ حَضَرْتُهُ مَعَ عُمُومَتِي، وَرَمَيْتُ فِيهِ بَأْسَهُمٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ» فَكَانَ يَوْمَ حَضَرَ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ الْفِجَارُ بَعْدَ الْفِيلِ بِعِشْرِينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ فَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْفِجَارِ، وَقَدْ حَضَرَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَتِ الْعَرَبُ فِي الْفِجَارِ أَشْعَارًا كَثِيرَةً

ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف الفضول

§ذِكْرُ حُضُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِلْفَ الْفُضُولِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: كَانَ §حِلْفُ الْفُضُولِ مُنْصَرِفَ قُرَيْشٍ مِنَ الْفِجَارِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً

قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ §الْفِجَارُ فِي شَوَّالٍ وَهَذَا الْحِلْفُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَكَانَ أَشْرَفَ حِلْفٍ كَانَ قَطُّ وَأَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاجْتَمَعَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَزُهْرَةُ وَتَيْمُ فِي -[129]- دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَتَعَاقَدُوا وَتَعَاهَدُوا بِاللَّهِ الْقَائِلِ: لَنَكُونَنَّ مَعَ الْمَظْلُومِ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَيْهِ حَقُّهُ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً وَفِي التَّآسِي فِي الْمَعَاشِ فَسَمَّتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ الْحِلْفَ حِلْفَ الْفُضُولِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِحِلْفٍ حَضَرْتُهُ بِدَارِ ابْنِ جُدْعَانَ حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَغْدِرُ بِهِ: هَاشِمٌ وَزُهْرَةُ وَتَيْمٌ تَحَالَفُوا أَنْ يَكُونُوا مَعَ الْمَظْلُومِ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، وَلَوْ دُعِيتُ بِهِ لَأَجَبْتُ وَهُوَ حِلْفُ الْفُضُولِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا سَبَقَ بَنِي هَاشِمٍ بِهَذَا الْحِلْفِ

ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام في المرة الثانية

§ذِكْرُ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ أُخْتِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ قَالَتْ: §لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: أَنَا رَجُلٌ لَا مَالَ لِي وَقَدِ اشْتَدَّ الزَّمَانُ عَلَيْنَا، وَهَذِهِ عِيرُ قَوْمِكَ وَقَدْ حَضَرَ خُرُوجُهَا إِلَى الشَّامِ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَبْعَثُ رِجَالًا مِنْ قَوْمِكَ فِي عِيرَاتِهَا، فَلَوْ جِئْتَهَا فَعَرَضْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهَا لَأَسْرَعَتْ إِلَيْكَ، وَبَلَغَ خَدِيجَةَ مَا كَانَ مِنْ مُحَاوَرَةِ عَمِّهِ لَهُ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ، وَقَالَتْ لَهُ: أَنَا أُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أُعْطِي رَجُلًا مِنْ قَوْمِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ §خَدِيجَةَ اسْتَأْجَرَتْ فُلَانًا بِبَكْرَيْنِ وَلَسْنَا نَرْضَى لَكَ بِمِثْلِ مَا أَعْطَتْهُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تُكَلِّمَهَا قَالَ: «مَا أَحْبَبْتَ» فَخَرَجَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: هَلْ لَكِ يَا خَدِيجَةُ أَنْ تَسْتَأْجِرِي مُحَمَّدًا؟ فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّكِ اسْتَأْجَرْتِ فُلَانًا بِبَكْرَيْنِ وَلَسْنَا نَرْضَى لِمُحَمَّدٍ دُونَ أَرْبَعِ بِكَارٍ، قَالَ: فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: لَوْ سَأَلْتَ ذَاكَ لِبَعِيدٍ بَغِيضٍ فَعَلْنَا فَكَيْفَ وَقَدْ سَأَلْتَ لِحَبِيبٍ قَرِيبٍ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ: هَذَا رِزْقٌ قَدْ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، فَخَرَجَ مَعَ غُلَامِهَا مَيْسَرَةَ وَجَعَلَ عُمُومَتُهُ يُوصُونَ بِهِ أَهْلَ الْعِيرِ حَتَّى قَدِمَا بُصْرَى مِنَ الشَّامِ فَنَزَلَا فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ نُسْطُورٌ الرَّاهِبُ: مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيُّ، ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ: أَفِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ لَا تُفَارِقُهُ، قَالَ: هُوَ نَبِيُّ، وَهُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ بَاعَ سِلْعَتَهُ فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ تَلَاحٍ، فَقَالَ لَهُ: احْلِفْ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا حَلَفْتُ بِهِمَا قَطُّ، وَإِنِّي لَأَمُرُّ فَأُعْرِضُ عَنْهُمَا» فَقَالَ الرَّجُلُ: الْقَوْلُ قَوْلُكَ، ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ: هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ تَجِدُهُ أَحْبَارُنَا مَنْعُوتًا فِي كُتُبِهِمْ، وَكَانَ مَيْسَرَةُ إِذَا كَانَتِ الْهَاجِرَةُ وَاشْتَدَّ الْحَرُّيَرَى مَلَكَيْنِ يُظِلَّانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الشَّمْسِ، فَوَعَى ذَلِكَ كُلَّهُ مَيْسَرَةُ، وَكَانَ اللَّهُ قَدْ أَلْقَى عَلَيْهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ مَيْسَرَةَ، فَكَانَ كَأَنَّهُ عَبْدٌ لَهُ، وَبَاعُوا تِجَارَتَهُمْ، وَرَبِحُوا ضِعْفَ مَا كَانُوا يَرْبَحُونَ، فَلَمَّا رَجَعُوا فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، قَالَ مَيْسَرَةُ: يَا مُحَمَّدُ انْطَلِقْ إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبِرْهَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا عَلَى وَجْهِكَ، فَإِنَّهَا تَعْرِفُ لَكَ ذَلِكَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ فِي سَاعَةِ الظَّهِيرَةِ، وَخَدِيجَةُ فِي عُلَيَّةٍ لَهَا، فَرَأَتْ

رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَمَلَكَانِ يُظِلَّانِ عَلَيْهِ، فَأَرَتْهُ نِسَاءَهَا، فَعَجَبْنَ لِذَلِكَ، وَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَبَّرَهَا بِمَا رَبِحُوا فِي وَجْهِهِمْ، فَسُرَّتْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ مَيْسَرَةُ عَلَيْهَا أَخْبَرَتْهُ بِمَا رَأَتْ، فَقَالَ مَيْسَرَةُ: قَدْ رَأَيْتُ هَذَا مُنْذُ خَرَجْنَا مِنَ الشَّامِ، وَأَخْبَرَهَا بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ نُسْطُورٌ، وَبِمَا قَالَ الْآخَرُ الَّذِي خَالَفَهُ فِي الْبَيْعِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِتِجَارَتِهَا فَرَبِحَتْ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ، وَأَضْعَفَتْ لَهُ ضِعْفَ مَا سَمَّتْ لَهُ

ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد

§ذِكْرُ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ قَالَتْ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ امْرَأَةً حَازِمَةً جَلْدَةً شَرِيفَةً مَعَ مَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْخَيْرِ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَوْسَطُ قُرَيْشٍ نَسَبًا وَأَعْظَمُهُمْ شَرَفًا وَأَكْثَرُهُمْ مَالًا، وَكُلُّ قَوْمِهَا كَانَ حَرِيصًا عَلَى نِكَاحِهَا لَوْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ قَدْ طَلَبُوهَا وَبَذَلُوا لَهَا الْأَمْوَالَ فَأَرْسَلَتْنِي دَسِيسًا إِلَى مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَنْ رَجَعَ فِي عِيرِهَا مِنَ الشَّامِ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزَوَّجَ؟ فَقَالَ: «§مَا بِيَدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ» قُلْتُ: فَإِنْ كُفِيتَ ذَلِكَ، وَدُعِيتَ إِلَى الْجَمَالِ وَالْمَالِ وَالشَّرَفِ وَالْكَفَاءَةِ أَلَا تُجِيبُ؟ قَالَ: «فَمَنْ هِيَ؟» قُلْتُ: خَدِيجَةُ قَالَ: «وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟» قَالَتْ: قُلْتُ: عَلَيَّ، قَالَ: «فَأَنَا أَفْعَلُ» فَذَهَبْتُ، فَأَخْبَرْتُهَا، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنِ ائْتِ لَسَاعَةِ كَذَا وَكَذَا، وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَمِّهَا عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ لِيُزَوِّجَهَا

، فَحَضَرَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمُومَتِهِ، فَزَوَّجَهُ أَحَدُهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ: هَذَا الْبِضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ، وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَخَدِيجَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالُوا: إِنَّ §عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنَّ أَبَاهَا مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §زَوَّجَ عَمْرُو بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَمْ يَبْقَ لِأَسَدٍ لِصُلْبِهِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهُ، وَلَمْ يَلِدْ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا مِجْلَزٍ حَدَّثَ " أَنَّ §خَدِيجَةَ قَالَتْ لِأُخْتِهَا: انْطَلِقِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَاذْكُرِينِي لَهُ، أَوْ كَمَا قَالَتْ، وَأَنَّ أُخْتَهَا جَاءَتْ، فَأَجَابَهَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَنَّهُمْ تَوَاطَئُوا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّ أَبَا خَدِيجَةَ سُقِيَ مِنَ الْخَمْرِ حَتَّى أَخَذَتْ فِيهِ ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدًا فَزَوَّجَهُ، قَالَ: وَسُنَّتْ عَلَى الشَّيْخِ حُلَّةٌ، فَلَمَّا صَحَا قَالَ: مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ؟ قَالُوا: كَسَاكَهَا خَتَنُكَ مُحَمَّدٌ، فَغَضِبَ وَأَخَذَ السِّلَاحَ، وَأَخَذَ بَنُو هَاشِمٍ السِّلَاحَ، وَقَالُوا: مَا كَانَتْ لَنَا فِيكُمْ رَغْبَةٌ، ثُمَّ إِنَّهُمُ اصْطَلَحُوا بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ خَدِيجَةَ سَقَتْ أَبَاهَا الْخَمْرَ حَتَّى ثَمِلَ، وَنَحَرَتْ بَقَرَةً وَخَلَّقَتْهُ بِخَلُوقٍ، وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً -[133]- حِبَرَةً، فَلَمَّا صَحَا قَالَ: مَا هَذَا الْعَقِيرُ؟ وَمَا هَذَا الْعَبِيرُ؟ وَمَا هَذَا الْحَبِيرُ؟ قَالَتْ: زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدًا، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، أَنَا أَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ خَطَبَكِ أَكَابِرُ قُرَيْشٍ، فَلِمَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَهَذَا كُلُّهُ عِنْدَنَا غَلَطٌ وَوَهْلٌ، وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا الْمَحْفُوظُ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَاهَا خُوَيْلِدَ بْنَ أَسَدٍ مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ، وَأَنَّ عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسميتهم

§ذِكْرُ أَوْلَادِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَتِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §أَوَّلُ مَنْ وُلِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ الْقَاسِمُ، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، ثُمَّ وُلِدَ لَهُ زَيْنَبُ، ثُمَّ رُقَيَّةُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ، ثُمَّ وُلِدَ لَهُ فِي الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ، فَسُمِّيَ الطَّيِّبَ وَالطَّاهِرَ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ الْقَاسِمُ، ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ: قَدِ انْقَطَعَ وَلَدُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §مَاتَ الْقَاسِمُ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تُقَبِّلُ خَدِيجَةَ فِي وِلَادِهَا وَكَانَتْ تَعِقُّ عَنْ كُلِّ غُلَامٍ بِشَاتَيْنِ وَعَنِ -[134]- الْجَارِيَةِ بِشَاةٍ، وَكَانَ بَيْنَ كُلِّ وَلَدَيْنِ لَهَا سَنَةٌ، وَكَانَتْ تَسْتَرْضِعُ لَهُمْ، وَتُعِدُّ ذَلِكَ قَبْلَ وِلَادِهَا

ذكر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما

§ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ بَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُقَوْقِسِ الْقِبْطِيِّ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ خَيْرًا، وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَكَانَ مَخْتُومًا فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ، وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ، وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم جَوَابَ كِتَابِهِ وَلَمْ يُسْلِمْ، وَأَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ وَأُخْتَهَا سِيرِينَ وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ وَبَغْلَتَهُ دُلْدُلَ، وَكَانَتْ بَيْضَاءَ وَلَمْ يَكُ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: كَانَتْ §مَارِيَةُ مِنْ حَفْنٍ مِنْ كُورَةِ أَنْصِنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَتَا، فَوَطِئَ مَارِيَةَ بِالْمِلْكِ وَحَوَّلَهَا إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ، كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَكَانَتْ فِيهِ فِي الصَّيْفِ وَفِي خُرَافَةِ النَّخْلِ، فَكَانَ يَأْتِيهَا هُنَاكَ

، وَكَانَتْ حَسَنَةَ الدِّينِ، وَوَهَبَ أُخْتَهَا سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُلَامًا فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَقَّ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَاةٍ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ فَتَصَدَّقَ بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَأَمَرَ بِشَعَرِهِ فَدُفِنَ فِي الْأَرْضِ، وَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَتْ قَابِلَتُهَا سَلْمَى مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَتْ إِلَى زَوْجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا، فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَشَّرَهُ فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا، وَغَارَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ عَلَيْهِنَّ حِينَ رُزِقَ مِنْهَا الْوَلَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §حَجَبَ مَارِيَةَ، وَكَانَتْ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَغِرْنَ عَلَيْهَا، وَلَا مِثْلَ عَائِشَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَدَتْهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحَ فَقَالَ: «إِنَّهُ §وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، وَإِنِّي سَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ §وُلِدَ لِي الْبَارِحَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ إِبْرَاهِيمَ أَعْتَقَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَلَدُهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: §لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ تَنَافَسَتْ فِيهِ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ أَيَّتُهُنَّ تُرْضِعُهُ فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُمِّ بُرْدَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَزَوْجُهَا الْبَرَاءُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَكَانَتْ تُرْضِعُهُ، وَكَانَ يَكُونُ عِنْدَ أَبَوَيْهِ فِي بَنِي النَّجَّارِ وَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ بُرْدَةَ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا وَيُؤْتَى بِإِبْرَاهِيمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَبِي إِبْرَاهِيمَ» قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَبِعْتُهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ وَقَدِ امْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا فَأَسْرَعْتُ فِي الْمَشْيِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَمْسَكَ وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ فِي عَوَالِي -[137]- الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَأْتِيهِ ونَجِيءُ مَعَهُ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَخِّنُ قَالَ: وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيَّ فَقَالَ: «انْظُرِي إِلَى شَبَهِهِ بِي» فَقُلْتُ: مَا أَرَى شَبَهًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تَرَيْنَ إِلَى بَيَاضِهِ وَلَحْمِهِ؟» فَقُلْتُ: إِنَّهُ مَنْ قُصِرَ عَلَيْهِ اللِّقَاحُ ابْيَضَّ وَسَمِنَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَتْ: مَنْ سُقِيَ أَلْبَانَ الضَّأْنِ سَمِنَ وَابْيَضَّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِطْعَةُ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ وَلَبَنُ لِقَاحٍ لَهُ، فَكَانَ جِسْمُهُ وَجِسْمُ أُمِّهِ مَارِيَةَ حَسَنًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَلَمَّا مَاتَ دَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ مَتَى يَرَكَ الْمُسْلِمُونَ تَبْكِي يَبْكُوا قَالَ: فَلَمَّا شُرِيَتْ عَنْهُ عَبْرَتُهُ قَالَ: «إِنَّمَا هَذَا رُحْمٌ، وَإِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ، إِنَّمَا نَنْهَى النَّاسَ عَنِ النِّيَاحَةِ، وَأَنْ يُنْدَبَ الرَّجُلُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ» ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ جَامِعٌ وَسَبِيلٌ مِئْتَاءٌ وَأَنَّ §آخِرَنَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِنَا لَوَجِدْنَا عَلَيْهِ وَجْدًا غَيْرَ هَذَا وَإِنَّا عَلَيْهِ لَمَحْزُونُونَ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ وَفَضْلُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّخْلِ الَّذِي فِيهِ إِبْرَاهِيمُ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: " إِنَّمَا §نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرِ فِي حَدِيثِهِ: «إِنَّمَا هَذَا رَحْمَةٌ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ، وَوَعْدٌ صَادِقٌ، وَأَنَّهَا سَبِيلٌ مَأْتِيَّةٌ، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَتَلْحَقُ أُولَانَا لَحَزَنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي السُّوقِ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَمَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: أَتَبْكِي وَقَدْ نَهَيْتَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا §نَهَيْتُ عَنِ النِّيَاحَةِ، وَأَنْ يُنْدَبَ الْمَيِّتُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §الْقَلْبَ سَيَحْزُنُ، وَإِنَّ الْعَيْنَ سَتَدْمَعُ وَلَنْ نَقُولَ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَلَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَيَوْمٌ جَامِعٌ لَاشْتَدَّ وَجْدُنَا عَلَيْكَ، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ -[139]- اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَكَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ ابْنِهِ فَصَرَخَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: رَأَيْتُكَ تَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْبُكَاءُ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَالصُّرَاخُ مِنَ الشَّيْطَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَوْلَا أَنَّهُ أَجَلٌ مَعْدُودٌ، وَوَقْتٌ مَعْلُومٌ لَجَزِعْنَا عَلَيْكَ أَشَدَّ مِمَّا جَزِعْنَا، الْعَيْنُ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبُ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَّا مَا يُرْضِي الرَّبَّ، وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: «إِنَّ §الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَّا خَيْرًا، وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» وَقَالَ: «تَمَامُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §إِبْرَاهِيمَ ابْنِي وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تَسْتَكْمِلُ لَهُ بَقِيَّةَ رَضَاعِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّ §لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ: «§تَمَامُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ ظِئْرًا تُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ صِدِّيقٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تَسْتَتِمُّ بَقِيَّةَ رَضَاعِهِ» وَقَالَ: «إِنَّهُ صِدِّيقٌ شَهِيدٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: §أَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، لَوْ عَاشَ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كَبَّرَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ أَرْبَعًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ مَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: إِنَّ §لِابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُتَوَفَّى لَمُرْضِعَةً فِي الْجَنَّةِ أَوْ ظِئْرًا شَكَّ مِسْعَرٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§ادْفِنُوهُ فِي الْبَقِيعِ فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» قَالَ: وَكَانَ مِنْ جَارِيَةٍ لَهُ قِبْطِيَّةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: §أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ يُخْبِرُنِي أَنَّ قَبْرَ إِبْرَاهِيمَ إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْبَقِيعِ فَجُزْتَ أَقْصَى دَارٍ عَنْ يَسَارِكَ تَحْتَ الْكِبَا الَّذِي خَلْفَ الدَّارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَأْتِي بِقِرْبَةٍ؟» فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِقِرْبَةِ مَاءٍ، فَقَالَ: «رُشَّهَا عَلَى قَبْرِ إِبْرَاهِيمَ» قَالَ: وَقَبْرُ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبٌ مِنَ الطَّرِيقِ، وَأَشَارَ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ دَارِ عَقِيلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا سُوِّيَ جَدَثُهُ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى كَالْحَجَرِ فِي جَانِبِ الْجَدَثِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَوِّي بِإِصْبَعِهِ -[142]- وَيَقُولُ: «§إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا فَلْيُتْقِنْهُ فَإِنَّهُ مِمَّا يُسَلِّي بِنَفْسِ الْمُصَابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِ ابْنِهِ §فَرَأَى فُرْجَةً فِي اللَّحْدِ فَنَاوَلَ الْحَفَّارَ مَدَرَةً وَقَالَ: «إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَكِنَّهَا تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَتُوُفِّيَ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ حَتَّى يَنْكَشِفَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّاسُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاةِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ» وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَبْكِي وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَخْشَعُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ» وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا -[143]-، وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ دَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ الْمُعِزِّيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ عَرَفَ لِلَّهِ حَقَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَوَعْدٌ جَامِعٌ، وَأَنَّ الْآخِرَ لَاحِقٌ بِالْأَوَّلِ لَوَجِدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَشَدَّ مِنْ وَجْدِنَا وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّهِ سِيرِينَ قَالَتْ: حَضَرْتُ مَوْتَ إِبْرَاهِيمَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّمَا صِحْتُ أَنَا وَأُخْتِي مَا يَنْهَانَا، فَلَمَّا مَاتَ نَهَانَا عَنِ الصِّيَاحِ وَغَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْعَبَّاسُ جَالِسَانِ، ثُمَّ حُمِلَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، وَالْعَبَّاسُ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِهِ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَنَا أَبْكِي عِنْدَ قَبْرِهِ مَا يَنْهَانِي أَحَدٌ وَخَسَفَتِ الشَّمْسُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ النَّاسُ: لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا §لَا تَخْسِفُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ» وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فُرْجَةً فِي اللَّبِنِ فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُسَدَّ، فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَكِنْ تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُتْقِنَهُ» وَمَاتَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ -[144]- شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَنِي مَازِنٍ عِنْدَ أُمِّ بُرْدَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §لَهُ مُرْضِعَةً تُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ» وَحُمِلَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ بُرْدَةَ عَلَى سَرِيرٍ صَغِيرٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَقِيعِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ نَدْفِنُهُ؟ قَالَ: «عِنْدَ فَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَعْطَى أُمَّ بُرْدَةَ قِطْعَةَ نَخْلٍ نَاقَلَتْ بِهَا بَعْدَ مَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْأَسَدِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الْحَكَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: §أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَجَرٍ فَوُضِعَ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَرُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ عَمِّي يَعْنِي الزُّهْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَوَضَعْتُ الْجِزْيَةَ عَنْ كُلِّ قِبْطِيٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ الْبَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا مَاتَ: «§لَوْ عَاشَ مَا رَقَّ لَهُ خَالٌ»

ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم قريش الكعبة وبناءها

§ذِكْرُ حُضُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدْمَ قُرَيْشٍ الْكَعْبَةَ وَبِنَاءَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: كَانَتِ الْجُرْفُ مُطِلَّةً عَلَى مَكَّةَ، وَكَانَ السَّيْلُ يَدْخُلُ مِنْ أَعْلَاهَا حَتَّى يَدْخُلُ الْبَيْتَ فَانْصَدَعَ فَخَافُوا أَنْ يَنْهَدِمَ، وَسُرِقَ مِنْهُ حِلْيَةٌ وَغَزَالٌ مِنْ ذَهَبٍ كَانَ عَلَيْهِ دُرٌّ وَجَوْهَرٌ، وَكَانَ مَوْضُوعًا بِالْأَرْضِ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ فِي الْبَحْرِ فِيهَا رُومٌ، وَرَأْسُهُمْ بَاقُومُ، وَكَانَ بَانِيًا فَجَنَحَتْهَا الرِّيحُ إِلَى الشُّعَيْبَةِ، وَكَانَتْ مَرْفَأَ السُّفُنِ قِبَلَ جُدَّةَ فَتَحَطَّمَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى السَّفِينَةِ فَابْتَاعُوا خَشَبَهَا، وَكَلَّمُوا الرُّومِيَّ بَاقُومَ فَقَدِمَ مَعَهُمْ، وَقَالُوا: لَوْ بَنَيْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، فَأَمَرُوا بِالْحِجَارَةِ تُجْمَعُ وَتُنَقَّى الضَّوَاحِي مِنْهَا، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانُوا يَضَعُونَ أُزْرَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ وَيَحْمِلُونَ الْحِجَارَةَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلُبِطَ بِهِ وَنُودِيَ: عَوْرَتُكَ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا نُودِيَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَقَالَ: " مَا أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إِلَّا فِي تَعَدِّيٍّ، فَمَا رُؤِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَوْرَةٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَجْمَعُوا عَلَى هَدْمِهَا، قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إِلَّا طَيِّبًا لَمْ تَقْطَعُوا فِيهِ رَحِمًا وَلَمْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا، فَبَدَأَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِهَدْمِهَا وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهَا يَطْرَحُ الْحِجَارَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَمْ تُرَعْ إِنَّمَا نُرِيدُ الْخَيْرَ، فَهَدَمَ

، وَهَدَمَتْ مَعَهُ قُرَيْشٌ، ثُمَّ أَخَذُوا فِي بِنَائِهَا وَمَيَّزُوا الْبَيْتَ، وَأَقْرَعُوا عَلَيْهِ فَوَقَعَ لِعَبْدِ مَنَافٍ وَزُهْرَةَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى رُكْنِ الْحِجْرِ وَجْهُ الْبَيْتِ، وَوَقَعَ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَبَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ مَا بَيْنَ رُكْنِ الْحِجْرِ إِلَى رُكْنِ الْحِجْرِ الْآخَرِ، وَوَقَعَ لِتَيْمٍ وَمَخْزُومٍ مَا بَيْنَ رُكْنِ الْحِجْرِ إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ، وَوَقَعَ لِسَهْمٍ وَجُمَحٍ وَعَدِيٍّ وَعَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَبَنَوْا، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى حَيْثُ يُوضَعُ الرُّكْنُ مِنَ الْبَيْتِ، قَالَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ: نَحْنُ أَحَقُّ بِوَضْعِهِ، وَاخْتَلَفُوا حَتَّى خَافُوا الْقِتَالَ، ثُمَّ جَعَلُوا بَيْنَهُمْ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَضَعُهُ، وَقَالُوا: رَضِينَا وَسَلَّمْنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ قَدْ رَضِينَا بِمَا قَضَى بَيْنَنَا، ثُمَّ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رِدَاءَهُ وَبَسَطَهُ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ وَضَعَ الرُّكْنَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِيَأْتِ مِنْ كُلِّ رُبُعٍ مِنْ أَرْبَاعِ قُرَيْشٍ رَجُلٌ، فَكَانَ فِي رُبُعِ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَكَانَ فِي الرُّبُعِ الثَّانِي أَبُو زَمْعَةَ، وَكَانَ فِي الرُّبُعِ الثَّالِثِ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ فِي الرُّبُعِ الرَّابِعِ قَيْسُ بْنُ عَدِيٍّ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِزَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الثَّوْبِ، ثُمَّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا» فَرَفَعُوهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فِي مَوْضِعِهِ ذَلِكَ فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ لِيُنَاوِلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَجَرًا يَشُدُّ بِهِ الرُّكْنَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَا، وَنَحَّاهُ وَنَاوَلَ الْعَبَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَرًا فَشَدَّ بِهِ الرُّكْنَ، فَغَضِبَ النَّجْدِيُّ حَيْثُ نُحِّيَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ يَبْنِي مَعَنَا فِي الْبَيْتِ إِلَّا مِنَّا» قَالَ: فَقَالَ النَّجْدِيُّ: يَا عَجَبًا لِقَوْمٍ أَهْلِ شَرَفٍ وَعُقُولٍ وَسِنٍّ وَأَمْوَالٍ، عَمَدُوا إِلَى أَصْغَرِهِمْ سِنًّا وَأَقَلِّهِمْ مَالًا فَرَأَسُوهُ عَلَيْهِمْ فِي مَكْرُمَتِهِمْ وَحِرْزِهِمْ كَأَنَّهُمْ خَدَمٌ لَهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَيَفُوتَنَّهُمْ سَبْقًا وَلَيَقْسِمُنَّ

بَيْنَهُمْ حُظُوظًا وَجُدُودًا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ إِبْلِيسُ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: [البحر الرجز] إِنَّ لَنَا أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ... فِي الْحُكْمِ وَالْعَدْلِ الَّذِي لَا نُنْكِرُهُ وَقَدْ جَهَدْنَا جَهْدَهُ لِنَعْمُرَهُ ... وَقَدْ عَمَرْنَا خَيْرَهُ وَأَكْثَرَهُ فَإِنْ يَكُنْ حَقًّا فَفِينَا أَوْفَرَهُ ثُمَّ بَنَوْا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الْخَشَبِ فَكَانَ خَمْسَةَ عَشَرَ جَائِزًا سَقَفُوا الْبَيْتَ عَلَيْهِ وَبَنَوْهُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، وَأَخْرَجُوا الْحِجْرَ مِنَ الْبَيْتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَلَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ فِيهِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي أُرِيكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ» فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعِ أَذْرُعٍ فِي الْحِجْرِ، قَالَتْ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِهِ: «وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الْأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، أَتَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابِهَا؟» فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَدْرِي قَالَ: «تَعَزُّزًا أَلَّا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ أَرَادُوا» وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَرِهُوا أَنْ يَدْخُلَ يَدَعُونَهُ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ حَتَّى يَسْقُطَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §رَأَيْتُ قُرَيْشًا يَفْتَحُونَ الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَكَانَ حُجَّابُهُ يَجْلِسُونَ عَلَى بَابِهِ فَيَرْقَى الرَّجُلُ، فَإِذَا كَانُوا لَا يُرِيدُونَ دُخُولَهُ دُفِعَ فَطُرِحَ، فَرُبَّمَا عَطِبَ وَكَانُوا لَا يَدْخُلُونَ الْكَعْبَةَ بِحِذَاءٍ، يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، يَضَعُونَ نِعَالَهُمْ تَحْتَ الدَّرَجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنِ ابْنِ مَرْسَا مَوْلًى لِقُرَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: §كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ الْبَيْتَ الْحِبَرَاتِ

ذكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: §مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «إِذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مَتَى §كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «بَيْنَ الرُّوحِ وَالطِّينِ مِنْ آدَمَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: §مَتَى اسْتُنْبِئْتَ؟ فَقَالَ: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ حِينَ أُخِذَ مِنِّي الْمِيثَاقُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارِ أَبُو الْعَلَاءِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ -[149]- سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ §آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ مِنْ ذَلِكَ دَعْوَةَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةَ عِيسَى بِي وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ» وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَهُوَ يَرْفَعُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129] حَتَّى أَتَمَّ الْآيَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ قَالَ: " §دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُنْتُ §أَوَّلَ النَّاسِ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ»

ذكر علامات النبوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه

§ذِكْرُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنَا عَنُ نَفْسِكَ قَالَ: " نَعَمْ §أَنَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ، وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا مَعُ أَخِي خَلْفَ بُيُوتِنَا نَرْعَى بَهْمًا، أَتَانِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ ثَلْجًا، فَأَخَذَانِي فَشَقَّا بَطْنِي فَاسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ فَاسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَاءَ فَطَرَحَاهَا، ثُمَّ غَسَلَا بَطْنِي وَقَلْبِي بِذَلِكَ الثَّلْجِ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: دَعْهُ فَلَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ لَوَزَنَهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ وَقَعَ عَلَى يَدَيْهِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَبَضَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ بِيَدِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ لِهْبٍ فَقَالَ لِصَاحِبٍ لَهُ: انْجُهُ لَئِنْ صَدَقَ الْفَأْلُ لَيَغْلِبَنَّ هَذَا الْمَوْلُودُ أَهْلَ الْأَرْضِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَتَاهُ آتٍ فَأَخَذَهُ فَشَقَّ بَطْنَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ -[151]-: هَذِهِ نَصِيبُ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ، فَأَقْبَلَ الصِّبْيَانُ إِلَى ظِئْرِهِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَاسْتَقْبَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدِ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمَخِيطِ فِي صَدْرِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَتْ حَلِيمَةُ قَدِمَ مَعَهَا زَوْجُهَا وَابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ تُرْضِعُهُ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ وَأَتَانٌ قَمْرَاءُ وَشَارِفٌ لَهُمْ عَجْفَاءُ قَدْ مَاتَ سَقْبُهَا مِنَ الْعَجَفِ لَيْسَ فِي ضِرْعِ أُمِّهِ قَطْرَةُ لَبَنٍ، فَقَالُوا: نُصِيبُ وَلَدًا نُرْضِعُهُ وَمَعَهَا نِسْوَةٌ سَعْدِيَّاتٌ، فَقَدِمْنَ، فَأَقَمْنَ أَيَّامًا فَأَخَذْنَ وَلَمْ تَأْخُذْ حَلِيمَةُ، وَيُعْرَضُ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَتِيمٌ لَا أَبَ لَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَخَذَتْهُ وَخَرَجَ صَوَاحِبُهَا قَبْلَهَا بِيَوْمٍ، فَقَالَتْ آمِنَةُ: يَا حَلِيمَةُ اعْلَمِي أَنَّكِ قَدْ §أَخَذْتِ مَوْلُودًا، لَهُ شَأْنٌ، وَاللَّهِ لَحَمَلْتُهُ فَمَا كُنْتُ أَجِدُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ مِنَ الْحَمْلِ، وَلَقَدْ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي: إِنَّكِ سَتَلِدِينَ غُلَامًا فَسَمِّيهِ أَحْمَدَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْعَالَمِينَ وَلَوَقَعَ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَخَرَجَتْ حَلِيمَةُ إِلَى زَوْجِهَا فَأَخْبَرَتْهُ، فَسُّرَ بِذَلِكَ، وَخَرَجُوا عَلَى أَتَانِهِمْ مُنْطَلِقَةً، وَعَلَى شَارِفِهِمْ قَدْ دَرَّتْ بِاللَّبِنِ، فَكَانُوا يَحْلِبُونَ مِنْهَا غَبُوقًا وَصَبُوحًا فَطَلَعَتْ عَلَى صَوَاحِبِهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَهَا قُلْنَ: مَنْ أَخَذْتِ؟ فَأَخْبَرَتْهُنَّ، فَقُلْنَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ مُبَارَكًا قَالَتْ حَلِيمَةُ: قَدْ رَأَيْنَا بَرَكَتَهُ كُنْتُ لَا أَرْوِي ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ وَلَا يَدَعُنَا نَنَامُ مِنَ الْغَرَثِ فَهُوَ وَأَخُوهُ يَرْوَيَانِ مَا أَحَبَّا وَيَنَامَانِ، وَلَوْ كَانَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ لَرَوِيَ، وَلَقَدْ أَمَرَتْنِي أُمُّهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، فَرَجَعَتْ بِهِ إِلَى بِلَادِهَا، فَأَقَامَتْ بِهِ حَتَّى قَامَتْ سُوقُ عُكَاظٍ، فَانْطَلَقَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ إِلَى عَرَّافٍ مِنْ هُذَيْلٍ يُرِيهُ النَّاسُ صِبْيَانَهُمْ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ صَاحَ يَا مَعْشَرَ هُذَيْلٍ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَهْلِ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: اقْتُلُوا هَذَا الصَّبِيَّ وَانْسَلَّتْ بِهِ حَلِيمَةُ فَجَعَلَ النَّاسُ

يَقُولُونَ: أَيَّ صَبِيٍّ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الصَّبِيُّ وَلَا يَرَوْنَ شَيْئًا، قَدِ انْطَلَقَتْ بِهِ أُمُّهُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ غُلَامًا وَآلِهَتِهِ لَيَقْتُلَنَّ أَهْلَ دِينِكُمْ وَلَيُكَسِّرَنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَيَظْهَرَنَّ أَمْرُهُ عَلَيْكُمْ فَطُلِبَ بِعُكَاظٍ فَلَمْ يُوجَدْ وَرَجَعَتْ بِهِ حَلِيمَةُ إِلَى مَنْزِلِهَا فَكَانَتْ بَعْدُ لَا تَعْرِضُهُ لِعَرَّافٍ، وَلَا لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §جَعَلَ الشَّيْخُ الْهُذَلِيُّ يَصِيحُ يَا لَهُذَيْلٍ وَآلِهَتِهِ إِنَّ هَذَا لَيَنْتَظِرُ أَمْرًا مِنَ السَّمَاءِ قَالَ: وَجَعَلَ يُغْرِي بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ دَلِهَ فَذَهَبَ عَقْلُهُ حَتَّى مَاتَ كَافِرًا

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §خَرَجَتْ حَلِيمَةُ تَطْلُبُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ بَدَتِ الْبَهْمُ تَقِيلُ فَوَجَدَتْهُ مَعَ أُخْتِهِ، فَقَالَتْ: فِي هَذَا الْحَرِّ؟ فَقَالَتْ أُخْتُهُ: يَا أُمَّهْ مَا وَجَدَ أَخِي حَرًّا رَأَيْتُ غَمَامَةً تُظِلُّ عَلَيْهِ إِذَا وَقَفَ وَقَفَتْ وَإِذَا سَارَ سَارَتْ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ §يُفْرَشُ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فِرَاشٌ وَيَأْتِي بَنُوهُ فَيَجْلِسُونَ حَوَالَيِ الْفِرَاشِ يَنْتَظِرُونَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَيَأْتِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ غُلَامٌ جَفْرٌ حَتَّى يَرْقَى الْفِرَاشَ فَيَجْلِسَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ أَعْمَامُهُ: مَهْلًا يَا مُحَمَّدُ عَنْ فِرَاشِ أَبِيكَ، فَيَقُولُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُ: إِنَّ ابْنِي لَيُؤْنِسُ مُلْكًا أَوْ أَنَّهُ لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمُلْكٍ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ " أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِذِي الْمَجَازِ وَمَعِي ابْنُ أَخِي يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْرَكَنِي الْعَطَشُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي قَدْ §عَطِشْتُ، وَمَا قُلْتُ لَهُ ذَاكَ وَأَنَا أَرَى أَنَّ عِنْدَهُ شَيْئًا إِلَّا الْجَزَعُ، قَالَ: فَثَنَى -[153]- وَرِكَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: «يَا عَمِّ أَعَطِشْتَ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ فَأَهْوَى بِعَقِبِهِ إِلَى الْأَرْضِ فَإِذَا بِالْمَاءِ، فَقَالَ: «اشْرَبْ يَا عَمِّ» قَالَ: فَشَرِبْتُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: §أَرَادَ أَبُو طَالِبٍ الْمَسِيرَ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَيْ عَمِّ إِلَى مَنْ تُخَلِّفُنِي هَهُنَا؟ فَمَا لِي أُمٌّ تَكْفُلُنِي وَلَا أَحَدٌ يُؤْوِينِي» . قَالَ: فَرَقَّ لَهُ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ خَلْفَهُ، فَخَرَجَ بِهِ، فَنَزَلُوا عَلَى صَاحِبِ دَيْرٍ، فَقَالَ صَاحِبُ الدَّيْرِ: مَا هَذَا الْغُلَامُ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنِي، قَالَ: مَا هُوَ بِابْنِكِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ أَبٌ حَيُّ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ وَجْهَهُ وَجْهُ نَبِيٍّ، وَعَيْنَهُ عَيْنُ نَبِيٍّ، قَالَ: وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ: الَّذِي يُوحَى إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيُنْبِئُ بِهِ أَهْلَ الْأَرْضِ، قَالَ: اللَّهُ أَجَلُّ مِمَّا تَقُولُ، قَالَ: فَاتَّقِ عَلَيْهِ الْيَهُودَ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى نَزَلَ بِرَاهِبٍ أَيْضًا صَاحِبِ دَيْرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْغُلَامُ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنِي، قَالَ: مَا هُوَ بِابْنِكِ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ أَبٌ حَيُّ، قَالَ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ وَجْهَهُ وَجْهُ نَبِيٍّ وَعَيْنَهُ عَيْنُ نَبِيٍّ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، اللَّهُ أَجَلُّ مِمَّا تَقُولُ، وَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: أَيْ عَمِّ لَا تُنْكِرْ لِلَّهِ قُدْرَةً

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالُوا: §لَمَّا خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً فَلَمَّا نَزَلَ الرَّكْبُ بُصْرَى مِنَ الشَّامِ وَبِهَا رَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ: بَحِيرَا فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ وَكَانَ عُلَمَاءُ النَّصَارَى يَكُونُونَ فِي تِلْكَ الصَّوْمَعَةِ يَتَوَارَثُونَهَا عَنْ كِتَابٍ يَدْرُسُونَهُ، فَلَمَّا نَزَلُوا بَحِيرَا وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَمُرُّونَ بِهِ لَا يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَلِكَ الْعَامُ، وَنَزَلُوا مَنْزِلًا قَرِيبًا مِنْ صَوْمَعَتِهِ قَدْ كَانُوا يَنْزِلُونَهُ قَبْلَ ذَلِكَ كُلَّمَا مَرُّوا فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا

، ثُمَّ دَعَاهُمْ، وَإِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى دُعَائِهِمْ أَنَّهُ رَآهُمْ حِينَ طَلَعُوا وَغَمَامَةً تُظِلُّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنَ الْقَوْمِ حَتَّى نَزَلُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى تِلْكَ الْغَمَامَةِ أَظَلَّتْ تِلْكَ الشَّجَرَةَ وَاخْضَلَّتْ أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَظَلَّ تَحْتَهَا، فَلَمَّا رَأَى بَحِيرَا ذَلِكَ نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ، وَأَمَرَ بِذَلِكَ الطَّعَامِ فَأُتِيَ بِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكُمْ طَعَامًا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَحْضَرُوهُ كُلُّكُمْ وَلَا تُخَلِّفُوا مِنْكُمْ صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا حُرًّا وَلَا عَبْدًا، فَإِنَّ هَذَا شَيْءٌ تُكْرِمُونِي بِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ لَكَ لَشَأْنًا يَا بَحِيرَا مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِنَا هَذَا فَمَا شَأْنُكَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: فَإِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُكْرِمَكُمْ وَلَكُمْ حَقٌّ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ لِحَدَاثَةِ سِنِّهِ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَصْغَرُ مِنْهُ فِي رِحَالِهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا نَظَرَ بَحِيرَا إِلَى الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ الصِّفَةَ الَّتِي يَعْرِفُ وَيَجِدُهَا عِنْدَهُ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ وَلَا يَرَى الْغَمَامَةَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ وَيَرَاهَا مُتَخَلِّفَةً عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ بَحِيرَا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا يَتَخَلَّفَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَنْ طَعَامِي، قَالُوا: مَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ إِلَّا غُلَامٌ هُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنًّا فِي رِحَالِهِمْ، فَقَالَ: ادْعُوهُ فَلْيَحْضُرْ طَعَامِي فَمَا أَقْبَحَ أَنْ تَحْضُرُوا وَيَتَخَلَّفَ رَجُلٌ وَاحِدٌ مَعَ أَنِّي أُرَاهُ مِنْ أَنْفَسِكُمْ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هُوَ وَاللَّهِ أَوْسَطُنَا نَسَبًا وَهُوَ ابْنُ أَخِي هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنُونَ أَبَا طَالِبٍ - وَهُوَ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ بِنَا لَلُؤْمٌ أَنْ يَتَخَلَّفَ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ وَأَقْبَلَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ عَلَى الطَّعَامِ، وَالْغَمَامَةُ تَسِيرُ عَلَى رَأْسِهِ، وَجَعَلَ بَحِيرَا يَلْحَظُهُ لَحْظًا شَدِيدًا، وَيَنْظُرُ إِلَى أَشْيَاءَ فِي جَسَدِهِ قَدْ كَانَ يَجِدُهَا عِنْدَهُ مِنْ صِفَتِهِ، فَلَمَّا تَفَرَّقُوا عَنْ طَعَامِهِمْ قَامَ إِلَيْهِ الرَّاهِبُ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ اللَّاتِ وَالْعُزَّى إِلَّا أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَسْأَلْنِي بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَوَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ شَيْئًا بُغْضَهُمَا» قَالَ: فَبِاللَّهِ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي

عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ: «سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ» فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ حَالِهِ حَتَّى نَوْمِهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ، فَيُوَافِقُ ذَلِكَ مَا عِنْدَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَنْظُرُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَأَى خَاتَمَ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَى مَوْضِعِ الصِّفَةِ الَّتِي عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَبَّلَ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: إِنَّ لِمُحَمَّدٍ عِنْدَ هَذَا الرَّاهِبِ لَقَدْرًا، وَجَعَلَ أَبُو طَالِبٍ لِمَا يَرَى مِنَ الرَّاهِبِ يَخَافُ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ، فَقَالَ الرَّاهِبُ لِأَبِي طَالِبٍ: مَا هَذَا الْغُلَامُ مِنْكَ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: ابْنِي، قَالَ: مَا هُوَ بِابْنِكَ، وَمَا يَنْبَغِي لِهَذَا الْغُلَامِ أَنْ يَكُونَ أَبُوهُ حَيًّا، قَالَ: فَابْنُ أَخِي، قَالَ: فَمَا فَعَلَ أَبُوهُ؟ قَالَ: هَلَكَ وَأُمُّهُ حُبْلَى بِهِ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ أُمُّهُ؟ قَالَ: تُوُفِّيَتْ قَرِيبًا، قَالَ: صَدَقْتَ، ارْجِعْ بِابْنِ أَخِيكَ إِلَى بَلَدِهِ وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الْيَهُودَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ رَأَوْهُ وَعَرَفُوا مِنْهُ مَا أَعْرِفُ لَيَبْغُنَّهُ عَنَتًا، فَإِنَّهُ كَائِنٌ لِابْنِ أَخِيكَ هَذَا شَأْنٌ عَظِيمٌ نَجِدُهُ فِي كُتُبِنَا، وَمَا رُوِّينَا عَنْ آبَائِنَا، وَأَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تِجَارَاتِهِمْ خَرَجَ بِهِ سَرِيعًا، وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ يَهُودَ قَدْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَرَفُوا صِفَتَهُ، فَأَرَادُوا أَنْ يَغْتَالُوهُ فَذَهَبُوا إِلَى بَحِيرَا فَذَاكَرُوهُ أَمْرَهُ، فَنَهَاهُمْ أَشَدَّ النَّهْيِ، وَقَالَ لَهُمْ: أَتَجِدُونَ صِفَتَهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ فَصَدَّقُوهُ وَتَرَكُوهُ، وَرَجَعَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ فَمَا خَرَجَ بِهِ سَفَرًا بَعْدَ ذَلِكَ خَوْفًا عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ الرَّاهِبُ لِأَبِي طَالِبٍ: §لَا تَخْرُجَنَّ بِابْنِ أَخِيكَ إِلَى مَا هَهُنَا فَإِنَّ الْيَهُودَ أَهْلُ عَدَاوَةٍ، وَهَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُوَ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْيَهُودُ تَحْسُدُهُ تُرِيدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَاحْذَرْ عَلَى ابْنِ أَخِيكَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ، أُخْتِ

يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ قَالَتْ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَلَيْسَ لَهُ بِمَكَّةَ اسْمٌ إِلَّا الْأَمِينُ لِمَا تَكَامَلَ فِيهِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي أَنَا رَجُلٌ لَا مَالَ لِي وَقَدِ اشْتَدَّ الزَّمَانُ عَلَيْنَا وَأَلَحَّتْ عَلَيْنَا سُنُونَ مُنْكَرَةٌ وَلَيْسَتْ لَنَا مَادَّةٌ وَلَا تِجَارَةٌ، وَهَذِهِ عِيرُ قَوْمِكَ قَدْ حَضَرَ خُرُوجُهَا إِلَى الشَّامِ، وَخَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ تَبْعَثُ رِجَالًا مِنْ قَوْمِكَ فِي عِيرَاتِهَا، فَلَوْ تَعَرَّضْتَ لَهَا وَبَلَغَ خَدِيجَةَ ذَلِكَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، وَأَضْعَفَتْ لَهُ مَا كَانَتْ تُعْطِي غَيْرَهُ، فَخَرَجَ مَعَ غُلَامِهَا مَيْسَرَةَ حَتَّى قَدِمَا بُصْرَى مِنَ الشَّامِ فَنَزَلَا فِي سُوقِ بُصْرَى فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ قَرِيبًا مِنْ صَوْمَعَةِ رَاهِبٍ مِنَ الرُّهْبَانِ يُقَالُ لَهُ نُسْطُورٌ، فَاطَّلَعَ الرَّاهِبُ إِلَى مَيْسَرَةَ وَكَانَ يَعْرِفُهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا مَيْسَرَةُ مَنْ هَذَا الَّذِي نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ فَقَالَ مَيْسَرَةُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيٌّ، ثُمَّ قَالَ فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ؟ قَالَ مَيْسَرَةُ: نَعَمْ، لَا تُفَارِقُهُ، قَالَ الرَّاهِبُ: هُوَ هُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ يَا لَيْتَ أَنِّي أُدْرِكُهُ حِينَ يُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ، ثُمَّ حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُوقَ بُصْرَى فَبَاعَ سِلْعَتَهُ الَّتِي خَرَجَ بِهَا وَاشْتَرَى غَيْرَهَا، فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ اخْتِلَافٌ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: احْلِفْ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا حَلَفْتُ بِهِمَا قَطُّ، وَإِنِّي لَأَمُرُّ فَأُعْرِضُ عَنْهُمَا» قَالَ الرَّجُلُ: الْقَوْلُ قَوْلُكَ، ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ وَخَلَا بِهِ: يَا مَيْسَرَةُ هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ تَجِدُهُ أَحْبَارُنَا فِي كُتُبِهِمْ مَنْعُوتًا، فَوَعَى ذَلِكَ مَيْسَرَةُ، ثُمَّ انْصَرَفَ أَهْلُ الْعِيرِ جَمِيعًا، وَكَانَ مَيْسَرَةُ يَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا كَانَتِ الْهَاجِرَةُ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ يَرَى مَلَكَيْنِ يُظِلَّانِهِ مِنَ الشَّمْسِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، قَالُوا: كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَلْقَى عَلَى رَسُولِهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ مَيْسَرَةَ فَكَانَ كَأَنَّهُ عَبْدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعُوا فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، انْطَلِقْ إِلَى خَدِيجَةَ فَاسْبِقْنِي فَأَخْبِرْهَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا

عَلَى وَجْهِكَ، فَإِنَّهَا تَعْرِفُ ذَلِكَ لَكَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فِي سَاعَةِ الظَّهِيرَةِ وَخَدِيجَةُ فِي عُلِّيَّةٍ لَهَا مَعَهَا نِسَاءٌ فِيهِنَّ نَفِيسَةُ بِنْتُ مُنْيَةَ فَرَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَعِيرِهِ وَمَلَكَانِ يُظِلَّانِ عَلَيْهِ فَأَرَتْهُ نِسَاءَهَا، فَعَجَبْنَ لِذَلِكَ وَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَبَّرَهَا بِمَا رَبِحُوا فِي وَجْهِهِمْ، فَسُرَّتْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ مَيْسَرَةُ عَلَيْهَا أَخْبَرَتْهُ بِمَا رَأَتْ، فَقَالَ مَيْسَرَةُ: قَدْ رَأَيْتُ هَذَا مُنْذُ خَرَجْنَا مِنَ الشَّامِ وَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ الرَّاهِبِ نُسْطُورٍ وَمَا قَالَ الْآخَرُ الَّذِي خَالَفَهُ فِي الْبَيْعِ وَرِبَحَتْ فِي تِلْكَ الْمَرَّةِ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ، وَأَضْعَفَتْ لَهُ ضِعْفَ مَا سَمَّتْ لَهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §أَوَّلُ شَيْءٍ رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النُّبُوَّةِ أَنْ قِيلَ لَهُ: اسْتَتِرْ وَهُوَ غُلَامٌ، فَمَا رُئِيَتْ عَوْرَتُهُ مِنْ يَوْمَئِذٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ امْرَأَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §مَا رَأَيْتُ ذَاكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ بَرَّةَ ابْنَةِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ وَابْتِدَاءَهُ بِالنِّبُوَّةِ كَانَ §إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى لَا يَرَى بَيْتًا وَيُفْضِيَ إِلَى الشِّعَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، فَلَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا قَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَانَ يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفَهُ فَلَا يَرَى أَحَدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ خُثَيْمٍ: كَانَ §يُتَحَاكَمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ اخْتُصَّ فِي -[158]- الْإِسْلَامِ، قَالَ رَبِيعٌ: حَرْفٌ وَمَا حَرْفٌ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] آمَنَهُ أَيْ أَنَّ اللَّهَ آمَنَهُ عَلَى وَحْيِهِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " أَنَّ §بَنِي غِفَارٍ، قَرَّبُوا عِجْلًا لَهُمْ لِيَذْبَحُوهُ عَلَى بَعْضِ أَصْنَامِهِمْ فَشَدُّوهُ فَصَاحَ: يَا لَذَرِيحٍ أَمْرٌ نَجِيحٌ صَائِحٌ يَصِيحُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِمَكَّةَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَنَظَرُوا فَإِذَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بُعِثَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ قَالَتْ: كَانَ §بِبُوَانَةَ صَنَمٌ تَحْضُرُهُ قُرَيْشٌ تُعَظِّمُهُ تَنْسُكُ لَهُ النَّسَائِكَ وَيَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَهُ وَيَعْكُفُونَ عِنْدَهُ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ، وَذَلِكَ يَوْمًا فِي السَّنَةِ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْضُرُهُ مَعَ قَوْمِهِ، وَكَانَ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْعِيدَ مَعَ قَوْمِهِ فَيَأْبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا طَالِبٍ غَضِبَ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ عَمَّاتِهِ غَضِبْنَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الْغَضَبِ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ: إِنَّا لَنَخَافُ عَلَيْكَ مِمَّا تَصْنَعُ مِنِ اجْتِنَابِ آلِهَتِنَا، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ: مَا تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَحْضُرَ لِقَوْمِكَ عِيدًا وَلَا تُكَثِّرَ لَهُمْ جَمْعًا، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَهَبَ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَزِعًا، فَقَالَتْ لَهُ عَمَّاتُهُ: مَا دَهَاكَ؟ قَالَ: «إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ» فَقُلْنَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيَكَ بِالشَّيْطَانِ، وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ، فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ قَالَ: «إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ لَا تَمَسَّهُ» قَالَتْ: فَمَا عَادَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ حَتَّى تَنَبَّأَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ

: §لَمَّا قَدِمَ تُبَّعٌ الْمَدِينَةَ وَنَزَلَ بِقَنَاةٍ فَبَعَثَ إِلَى أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: إِنِّي مُخَرِّبٌ هَذَا الْبَلَدَ حَتَّى لَا تَقُومَ بِهِ يَهُودِيَّةٌ وَيَرْجِعَ الْأَمْرُ إِلَى دِينِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَامُولُ الْيَهُودِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَعْلَمُهُمْ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّ هَذَا بَلَدٌ يَكُونُ إِلَيْهِ مُهَاجَرُ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، مَوْلِدُهُ مَكَّةُ، اسْمُهُ أَحْمَدُ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، إِنَّ مَنْزِلَكَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ بِهِ يَكُونُ بِهِ مِنَ الْقَتْلَى وَالْجِرَاحِ أَمْرٌ كَبِيرٌ فِي أَصْحَابِهِ وَفِي عَدُوِّهِمْ، قَالَ تُبَّعٌ: وَمَنْ يُقَاتِلُهُ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ نَبِيٌّ كَمَا تَزْعُمُونَ؟ قَالَ: يَسِيرُ إِلَيْهِ قَوْمُهُ فَيَقْتَتِلُونَ هَهُنَا قَالَ: فَأَيْنَ قَبْرُهُ؟ قَالَ: بِهَذَا الْبَلَدِ، قَالَ: فَإِذَا قُوتِلَ لِمَنْ تَكُونُ الدَّبْرَةُ؟ قَالَ: تَكُونُ عَلَيْهِ مَرَّةً وَلَهُ مَرَّةً، وَبِهَذَا الْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ تَكُونُ عَلَيْهِ وَيُقْتَلُ بِهِ أَصْحَابُهُ مَقْتَلَةً لَمْ يُقْتَلُوا فِي مَوْطِنٍ، ثُمَّ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ لَهُ وَيَظْهَرُ فَلَا يُنَازِعُهُ هَذَا الْأَمْرَ أَحَدٌ قَالَ: وَمَا صِفَتُهُ؟ قَالَ: رَجُلٌ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، يَرْكَبُ الْبَعِيرِ، وَيَلْبَسُ الشَّمْلَةَ، سَيْفُهُ عَلَى عَاتِقِهِ لَا يُبَالِي مَنْ لَاقَى أَخًا أَوِ ابْنَ عَمٍّ أَوْ عَمًّا حَتَّى يَظْهَرَ أَمْرُهُ، قَالَ تُبَّعٌ: مَا إِلَى هَذَا الْبَلَدِ مِنْ سَبِيلٍ، وَمَا كَانَ لِيَكُونَ خَرَابُهَا عَلَى يَدَيَّ فَخَرَجَ تُبَّعٌ مُنْصَرِفًا إِلَى الْيَمَنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَاطَا وَكَانَ أَعْلَمَ الْيَهُودِ يَقُولُ: إِنِّي §وَجَدْتُ سِفْرًا كَانَ أَبِي يَخْتِمُهُ عَلَيَّ، فِيهِ ذِكْرُ أَحْمَدَ نَبِيٍّ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْقَرَظِ، صِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا، فَتَحَدَّثَ بِهِ الزُّبَيْرُ بَعْدَ أَبِيهِ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُبْعَثْ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ حَتَّى عَمَدَ إِلَى ذَلِكَ السِّفْرِ فَمَحَاهُ، وَكَتَمَ شَأْنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ يَهُودُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ وَفَدَكٍ وَخَيْبَرَ يَجِدُونَ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَهُمْ قُبَيْلَ أَنْ -[160]- يُبْعَثَ، وَأَنَّ دَارَ هِجْرَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ أَحْبَارُ الْيَهُودِ: §وُلِدَ أَحْمَدُ اللَّيْلَةَ، هَذَا الْكَوْكَبُ قَدْ طَلَعَ، فَلَمَّا تَنَبَّى، قَالُوا: قَدْ تَنَبَّى أَحْمَدُ قَدْ طَلَعَ الْكَوْكَبُ الَّذِي يَطْلُعُ، وَكَانُوا يَعْرِفُونَ ذَلِكَ وَيُقِرُّونَ بِهِ وَيَصِفُونَهُ إِلَّا الْحَسَدَ وَالْبَغْيَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ نَمْلَةَ بْنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ يَهُودُ بَنِي قُرَيْظَةَ §يَدْرُسُونَ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي كُتُبِهِمْ، وَيُعَلِّمُونَهُ الْوِلْدَانَ بِصِفَتِهِ وَاسْمِهِ وَمُهَاجَرِهِ إِلَيْنَا، فَلَمَّا ظَهْرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَسَدُوا وَبَغَوْا، وَقَالُوا: لَيْسَ بِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ أَنَّ إِسْلَامَ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَأُسَيْدِ بْنِ سَعْيَةَ وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدِ ابْنِ عَمِّهِمْ إِنَّمَا كَانَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ الْهَيِّبَانِ أَبِي عُمَيْرٍ قَدِمَ ابْنُ الْهَيِّبَانِ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ الشَّامِ قُبَيْلَ الْإِسْلَامِ بِسَنَوَاتٍ، قَالُوا: §وَمَا رَأَيْنَا رَجُلًا لَا يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ خَيْرًا مِنْهُ، وَكَانَ إِذَا حُبِسَ عَنَّا الْمَطَرُ احْتَجْنَا إِلَيْهِ نَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ الْهَيِّبَانِ اخْرُجْ فَاسْتَسْقِ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا حَتَّى تُقَدِّمُوا أَمَامَ مَخْرَجِكُمْ صَدَقَةً، فَنَقُولُ: وَمَا نُقَدِّمُ؟ فَيَقُولُ: صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ مُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ عَنْ كُلِّ نَفْسٍ، فَنَفْعَلُ ذَلِكَ، فَيَخْرُجُ بِنَا إِلَى ظَهْرِ وَادِينَا، فَوَاللَّهِ لَنْ نَبْرَحُ حَتَّى تَمُرَّ السَّحَابُ فَتُمْطِرَ عَلَيْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِنَا مِرَارًا، كُلَّ ذَلِكَ نُسْقَى فَبَيْنَا هُوَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ مَا الَّذِي تَرَوْنَ أَنَّهُ أَخْرَجَنِي مِنْ أَرْضِ الْخَمْرِ وَالْخَمِيرِ إِلَى أَرْضِ الْبُؤْسِ وَالْجُوعِ؟ قَالُوا: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَبَا عُمَيْرٍ قَالَ: إِنَّمَا قَدِمْتُهَا أَتَوَكَّفُ خُرُوجَ نَبِيٍّ، قَدْ أَظَلَّكُمْ زَمَانُهُ، وَهَذَا الْبَلَدُ مُهَاجَرُهُ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُدْرِكَهُ فَأَتَّبِعَهُ، فَإِنْ سَمِعْتُمْ بِهِ فَلَا تُسْبَقُنَّ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ، وَيَسْبِي الذَّرَارِيَّ وَالنِّسَاءَ، فَلَا يَمْنَعُكُمْ

هَذَا مِنْهُ، ثُمَّ مَاتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي فِي صَبِيحَتِهَا فُتِحَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ، قَالَ لَهُمْ ثَعْلَبَةُ وَأُسَيْدٌ ابْنَا سَعْيَةَ وَأَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِتْيَانٌ شَبَابٌ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي وَصَفَ لَنَا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ الْهَيِّبَانِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاتَّبِعُوهُ قَالُوا: لَيْسَ بِهِ، قَالُوا: بَلَى وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَهُوَ هُوَ، فَنَزَلُوا وَأَسْلَمُوا، وَأَبَى قَوْمُهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُعْطِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ صَنَمٍ بِبُوَانَةَ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَهْرٍ، فَنَحَرْنَا جُزْرًا، فَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ جَوْفٍ وَاحِدَةٍ: §اسْمَعُوا إِلَى الْعَجَبِ، ذَهَبَ اسْتِرَاقُ الْوَحْيِ، وَنُرْمَى بِالشُّهُبِ لِنَبِيٍّ بِمَكَّةَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ مُهَاجَرُهُ إِلَى يَثْرِبَ، قَالَ: فَأَمْسَكْنَا وَعَجِبْنَا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا فِي عِيرٍ لَنَا إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنَّا بَيْنَ الزَّرْقَاءِ وَمُعَانٍ وَقَدْ عَرَّسْنَا مِنَ اللَّيْلِ إِذَا بِفَارِسٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النُّيَّامُ §هُبُّوا، فَلَيْسَ هَذَا بِحِينِ رُقَادٍ، قَدْ خَرَجَ أَحْمَدُ وَطُرِّدَتِ الْجِنُّ كُلَّ مُطَّرَّدٍ، فَفَزِعْنَا وَنَحْنُ رُفْقَةٌ جَرَّارَةٌ، كُلُّهُمْ قَدْ سَمِعَ هَذَا، فَرَجَعْنَا إِلَى أَهْلِينَا، فَإِذَا هُمْ يَذْكُرُونَ اخْتِلَافًا بِمَكَّةَ بَيْنَ قُرَيْشٍ بِنَبِيٍّ خَرَجَ فِيهِمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اسْمُهُ أَحْمَدُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحَكَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَقُولُ: أَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلَا أَرَانِي أُدْرِكُهُ، وَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ فَرَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَسَأُخْبِرُكَ مَا نَعْتُهُ حَتَّى لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، قُلْتُ: هَلُمَّ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِكَثِيرِ الشَّعْرِ وَلَا بِقَلِيلِهِ، وَلَيْسَتْ تُفَارِقُ -[162]- عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، وَخَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ، وَهَذَا الْبَلَدُ مَوْلِدُهُ وَمَبْعَثُهُ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ قَوْمُهُ مِنْهُ وَيَكْرَهُونَ مَا جَاءَ بِهِ حَتَّى يُهَاجِرَ إِلَى يَثْرِبَ فَيَظْهَرَ أَمْرُهُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنْهُ، فَإِنِّي طُفْتُ الْبِلَادَ كُلَّهَا أَطْلُبُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَكُلُّ مَنْ أَسْأَلُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ يَقُولُونَ: هَذَا الدِّينُ وَرَاءَكَ وَيَنْعَتُونَهُ مِثْلَ مَا نَعَتُّهُ لَكَ، وَيَقُولُونَ: لَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ غَيْرُهُ قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: فَلَمَّا أَسْلَمْتُ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهُ السَّلَامَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «قَدْ §رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولًا»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: §شَامَمْتُ النَّصْرَانِيَّةَ وَالْيَهُودِيَّةَ فَكَرِهْتُهُمَا، فَكُنْتُ بِالشَّامِ وَمَا وَالَاهُ حَتَّى أَتَيْتُ رَاهِبًا فِي صَوْمَعَةٍ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ اغْتِرَابِي عَنْ قَوْمِي وَكَرَاهَتِي عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ، فَقَالَ لِي: أَرَاكَ تُرِيدُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ يَا أَخَا أَهْلِ مَكَّةَ، إِنَّكَ لَتَطْلُبُ دِينًا مَا يُؤْخَذُ الْيَوْمَ بِهِ، وَهُوَ دِينُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ كَانَ حَنِيفًا لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا كَانَ يُصَلِّي وَيَسْجُدُ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي بِبِلَادِكَ فَالْحَقْ بِبَلَدِكَ، فَإِنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ مِنْ قَوْمِكَ فِي بَلَدِكَ يَأْتِي بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ بِالْحَنِيفِيَّةِ، وَهُوَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §سَكَنَ يَهُودِيٌّ بِمَكَّةَ يَبِيعُ بِهَا تِجَارَاتٍ فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَيْشٍ: هَلْ كَانَ فِيكُمْ مِنْ مَوْلُودٍ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالُوا: لَا نَعْلَمُهُ قَالَ: أَخْطَأْتُ وَاللَّهِ حَيْثُ كُنْتُ أَكْرَهُ، انْظُرُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَأَحْصُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وُلِدَ اللَّيْلَةَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَدُ الْآخِرُ، فَإِنْ أَخْطَأَكُمْ فَبِفِلَسْطِينَ بِهِ شَامَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ سَوْدَاءُ صَفْرَاءُ -[163]-، فِيهَا شَعَرَاتٌ مُتَوَاتِرَاتٌ، فَتَصَدَّعَ الْقَوْمُ مِنْ مَجَالِسِهِمْ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَلَمَّا صَارُوا فِي مَنَازِلِهِمْ ذَكَرُوا لِأَهَالِيهِمْ، فَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَالْتَقَوْا بَعْدُ مِنْ يَوْمِهِمْ فَأَتَوْا الْيَهُودِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالُوا: أَعَلِمْتَ أَنَّهُ وُلِدَ فِينَا مَوْلُودٌ، قَالَ: أَبْعَدُ خَبَرِي أَمْ قَبْلَهُ قَالُوا: قَبْلَهُ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ قَالَ: فَاذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ، خَرَجُوا مَعَهُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى أُمِّهِ، فَأَخْرَجَتْهُ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى الشَّامَةَ فِي ظَهْرِهِ فَغُشِيَ عَلَى الْيَهُودِيِّ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَرَجَ الْكِتَابُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَهَذَا مَكْتُوبٌ يَقْتُلُهُمْ وَيَبُزُّ أَخْبَارَهُمْ، فَازَتِ الْعَرَبُ بِالنِّبُوَّةِ أَفَرَحْتُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَيَسْطَوَنَّ بِكُمْ سَطْوَةً يَخْرُجُ نَبَؤُهَا مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعْنٍ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ قَالَ: إِنَّ §أَوَّلَ الْعَرَبِ فَزِعَ لِرَمْيِ النُّجُومِ ثَقِيفٌ، فَأَتَوْا عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ مَا حَدَثَ؟ قَالَ: بَلَى فَانْظُرُوا، فَإِنْ كَانَتْ مَعَالِمُ النُّجُومِ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَيُعْرَفُ بِهَا أَنْوَاءُ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ انْتَثَرَتْ فَهُوَ طَيُّ الدُّنْيَا، وَذَهَابُ هَذَا الْخَلْقِ الَّذِي فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ نُجُومًا غَيْرَهَا فَأَمْرٌ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْخَلْقِ وَنَبِيٌّ يُبْعَثُ فِي الْعَرَبِ فَقَدْ تُحُدِّثَ بِذَلِكَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: §أَوْحَى اللَّهُ إِلَى يَعْقُوبَ أَنِّي أَبْعَثُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مُلُوكًا وَأَنْبِيَاءَ حَتَّى أَبْعَثَ النَّبِيَّ الْحَرَمِيَّ الَّذِي تَبْنِي أُمَّتُهُ هَيْكَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَهُوَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §فِي مَجَلَّةِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّهُ كَائِنٌ مِنْ وَلَدِكَ شُعُوبٌ وَشُعُوبٌ حَتَّى يَأْتِيَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ الَّذِي يَكُونُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْقَافْلَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[164]- قَالَ: §لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ بِإِخْرَاجِ هَاجَرَ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِأَرْضٍ عَذْبَةٍ سَهْلَةٍ إِلَّا قَالَ: انْزِلْ هَاهُنَا يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ: لَا حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَقَالَ جِبْرِيلُ: انْزِلْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَيْثُ لَا ضَرْعَ وَلَا زَرْعَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هَاهُنَا يَخْرُجُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ ذُرِّيَّةِ ابْنِكَ الَّذِي تَتِمُّ بِهِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: §لَمَّا خَرَجَتْ هَاجَرُ بِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ تَلَقَّاهَا مُتَلَقٍّ فَقَالَ يَا هَاجَرُ: إِنَّ ابْنَكَ أَبُو شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ، وَمِنْ شُعَبِهِ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ سَاكِنُ الْحَرَمِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا، أَنَّ كَعْبَ بْنَ أَسَدٍ قَالَ لِبَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ نَزَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي حِصْنِهِمْ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ §تَابِعُوا الرَّجُلَ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ النَّبِيُّ، وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَأَنَّهُ الَّذِي كُنْتُمْ تَجِدُونَهُ فِي الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى، وَأَنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ صِفَتَهُ قَالُوا: هُوَ بِهِ، وَلَكِنْ لَا نُفَارِقُ حُكْمَ التَّوْرَاةِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَالَ: «§أَخْرِجُوا إِلَيَّ أَعْلَمَكُمْ» فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَا فَخَلَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَاشَدَهُ بِدِينِهِ وَبِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَأَطْعَمَهُمْ مِنَ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى وَظَلَّلَهُمْ بِهِ مِنَ الْغَمَامِ: «أَتَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَإِنَّ الْقَوْمَ لَيَعْرِفُونَ مَا أَعْرِفُ وَإِنَّ صِفَتَكَ وَنَعْتَكَ لَبَيِّنٌ فِي التَّوْرَاةِ وَلَكِنَّهُمْ حَسَدُوكَ، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْتَ؟» قَالَ: أَكْرَهُ خِلَافَ قَوْمِي وَعَسَى أَنْ يَتَّبِعُوكَ وَيُسْلِمُوا فَأُسْلِمَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: §قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ وَفِيهِمْ أَبُو الْحَارِثِ

بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ لَهُ عِلْمٌ بِدِينِهِمْ وَرِئَاسَةٌ، وَكَانَ أَسْقُفَهُمْ وَإِمَامَهُمْ، وَصَاحِبَ مِدْرَاسِهِمْ، وَلَهُ فِيهِمْ قَدْرٌ، فَعَثَرَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ، فَقَالَ أَخُوهُ: تَعِسَ الْأَبْعَدُ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو الْحَارِثِ: بَلْ تَعِسْتَ أَنْتَ أَتَشْتِمُ رَجُلًا مِنَ الْمُرْسَلِينَ؟ إِنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى، وَإِنَّهُ لَفِي التَّوْرَاةِ، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دِينِهِ؟ قَالَ: شَرَّفَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَأَكْرَمُونَا وَمَوَّلُونَا، وَقَدْ أَبَوْا إِلَّا خِلَافَهُ، فَحَلَفَ أَخُوهُ أَلَّا يَثْنِي لَهُ صَعَرًا حَتَّى يَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَيُؤْمِنَ بِهِ، قَالَ: مَهْلًا يَا أَخِي، فَإِنَّمَا كُنْتُ مَازِحًا، قَالَ: وَإِنْ، فَمَضَى يَضْرِبُ رَاحِلَتَهُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الرجز] إِلَيْكَ يَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا ... مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا قَالَ: فَقَدِمَ وَأَسْلَمَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْعَبْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §بَعَثَتْ قُرَيْشٌ النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ وَغَيْرَهُمَا إِلَى يَهُودَ يَثْرِبَ وَقَالُوا لَهُمْ: سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا: أَتَيْنَاكُمْ لِأَمْرٍ حَدَثَ فِينَا مِنَّا غُلَامٌ يَتِيمٌ حَقِيرٌ يَقُولُ قَوْلًا عَظِيمًا يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ الرَّحْمَنِ وَلَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ إِلَّا رَحْمَانَ الْيَمَامَةِ قَالُوا: صِفُوا لَنَا صِفَتَهُ فَوَصَفُوا لَهُمْ قَالُوا: فَمَنْ تَبِعَهُ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: سَفَلَتُنَا فَضَحِكَ حَبْرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ: هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي نَجْدُ نَعْتَهُ وَنَجِدُ قَوْمَهُ أَشَدَّ النَّاسِ لَهُ عَدَاوَةً

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: §قَدِمَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنَ الشَّامِ تَاجِرًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ فَرَأَى رُؤْيَا أَنَّ آتِيًا أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ نَبِيًّا يَخْرُجُ بِمَكَّةَ يَا أَبَا أُمَامَةَ فَاتَّبِعْهُ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّكُمْ تَنْزِلُونَ مَنْزِلًا، فَيُصَابُ أَصْحَابُكَ، فَتَنْجُو أَنْتَ، وَفُلَانٌ -[166]- يُطْعَنُ فِي عَيْنِهِ، فَنَزَلُوا مَنْزِلًا فَبَيَّتَهُمُ الطَّاعُونُ، فَأُصِيبُوا جَمِيعًا غَيْرَ أَبِي أُمَامَةَ وَصَاحِبٍ لَهُ طُعِنَ فِي عَيْنِهِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: §رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ظُلْمَةً غَشِيَتْ مَكَّةَ حَتَّى مَا أَرَى جَبَلًا وَلَا سَهْلًا، ثُمَّ رَأَيْتُ نُورًا يَخْرُجُ مِنْ زَمْزَمَ مِثْلَ ضَوْءِ الْمِصْبَاحِ، كُلَّمَا ارْتَفَعَ عَظُمَ وَسَطَعَ حَتَّى ارْتَفَعَ فَأَضَاءَ لِي أَوَّلَ مَا أَضَاءَ الْبَيْتَ، ثُمَّ عَظُمَ الضَّوْءُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْ سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ إِلَّا وَأَنَا أَرَاهُ، ثُمَّ سَطَعَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ انْحَدَرَ حَتَّى أَضَاءَ لِي نَخْلَ يَثْرِبَ فِيهَا الْبُسُرُ وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ فِي الضَّوْءِ: سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَهَلَكَ ابْنُ مَارِدٍ بِهَضَبَةِ الْحَصَى بَيْنَ أَذْرُحَ وَالْأَكَمَةِ، سَعِدَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ، جَاءَ نَبِيُّ الْأُمِّيِّينَ، وَبَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، كَذَّبَتْهُ هَذِهِ الْقَرْيَةُ، تُعَذَّبُ مَرَّتَيْنِ، تَتُوبُ فِي الثَّالِثَةِ، ثَلَاثَ بَقِيَتْ ثِنْتَانِ بِالْمَشْرِقِ وَوَاحِدَةٌ بِالْمَغْرِبِ، فَقَصَّهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَ عَجَبًا وَإِنِّي لَأَرَى هَذَا أَمْرًا يَكُونُ فِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِذْ رَأَيْتَ النُّورَ خَرَجَ مِنْ زَمْزَمَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنَ عَبَّاسٍ: §أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِ مَا ضَيَّعْتُمْ مِنْ أَمْرِي، فَإِنِّي حَلَفْتُ لَا يَأْتِيكُمُ رُوحُ الْقُدُسِ حَتَّى أَبْعَثَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ الَّذِي يَأْتِيهِ رُوحُ الْقُدُسِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: §قَدِمَ كَاهِنٌ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ، وَقَدْ قَدِمَتْ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ظِئْرُهُ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَتْ تَأْتِيهِ بِهِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْكَاهِنُ مَعَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اقْتُلُوا هَذَا الصَّبِيَّ، فَإِنَّهُ يَقْتُلُكُمْ وَيُفَرِّقُكُمْ، فَهَرَبَ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ تَزَلْ قُرَيْشٌ -[167]- تَخْشَى مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ الْكَاهِنُ حَذَّرَهُمْ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ فِي بَنِي النَّجَّارِ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ كَانَ لَهَا تَابِعٌ مِنَ الْجِنِّ، فَكَانَ يَأْتِيهَا فَأَتَاهَا حِينَ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَانْقَضَّ عَلَى الْحَائِطِ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ لَمْ تَأْتِ كَمَا كُنْتَ تَأْتِي؟ قَالَ: قَدْ §جَاءَ النَّبِيُّ الَّذِي يُحَرِّمُ الزِّنَا وَالْخَمْرَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §لَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم دُحِرَ الْجِنُّ، وَرُمُوا بِالْكَوَاكِبِ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَسْتَمِعُونَ، لِكُلِّ قَبِيلٍ مِنَ الْجِنِّ مَقْعَدٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ، فَأَوَّلُ مَنْ فَزِعَ لِذَلِكَ أَهْلُ الطَّائِفِ، فَجَعَلُوا يَذْبَحُونَ لِآلِهَتِهِمْ مَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ أَوْ غَنْمٌ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى كَادَتْ أَمْوَالُهُمْ تَذْهَبُ، ثُمَّ تَنَاهَوْا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَعَالِمَ السَّمَاءِ كَمَا هِيَ لَمْ يَذْهَبْ مِنْهَا شَيْءٌ، وَقَالَ إِبْلِيسُ: هَذَا أَمْرٌ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ ائْتُونِي مِنْ كُلِّ أَرْضٍ بِتُرْبَةٍ، فَكَانَ يُؤْتَى بِالتُّرْبَةِ فَيَشُمُّهَا وَيُلْقِيهَا حَتَّى أُتِيَ بِتُرْبَةِ تِهَامَةَ فَشَمَّهَا، وَقَالَ: هَاهُنَا الْحَدَثُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ الْوَحْي يُسْتَمَعُ، وَكَانَ لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ تَابِعٌ، فَأَتَاهَا يَوْمًا وَهُوَ يَصِيحُ §جَاءَ أَمْرٌ لَا يُطَاقُ، أَحْمَدُ حَرَّمَ الزِّنَا، فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ مُنِعُوا الِاسْتِمَاعَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِي صَنَمَنَا سُوَاعَ، وَقَدْ سُقْنَا إِلَيْهِ الذَّبَائِحَ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ قَرَّبَ إِلَيْهِ بَقَرَةً سَمِينَةً، فَذَبَحْتُهَا عَلَى الصَّنَمِ، فَسَمِعْنَا صَوْتًا مِنْ جَوْفِهَا: §الْعَجَبُ الْعَجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ خُرُوجُ نَبِيٍّ بَيْنَ الْأَخَاشِبِ يُحَرِّمُ الزِّنَا، وَيُحَرِّمُ الذَّبْحَ لِلْأَصْنَامِ، وَحُرِسَتِ السَّمَاءُ -[168]-، وَرُمِينَا بِالشُّهُبِ، فَتَفَرَّقْنَا وَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَسَأَلْنَا فَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنَا بِخُرُوجِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى لَقِينَا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا بَكْرٍ، خَرَجَ أَحَدٌ بِمَكَّةَ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: نَعَمْ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دَعَانَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقُلْنَا حَتَّى نَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ قَوْمُنَا، وَيَا لَيْتَ أَنَّا أَسْلَمْنَا يَوْمَئِذٍ فَأَسْلَمْنَا بَعْدَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ صَنَمِنَا سُوَاعَ وَقَدْ جَلَبْتُ إِلَيْهِ غَنَمًا لِي مِائَتَيْ شَاةٍ قَدْ كَانَ أَصَابَهَا جَرَبٌ، فَأَدْنَيْتُهَا مِنْهُ أَطْلُبُ بَرَكَتَهُ، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا مِنْ جَوْفِ الصَّنَمِ يُنَادِي: قَدْ §ذَهَبَ كَيَدُ الْجِنِّ، وَرُمِينَا بِالشُّهُبِ لِنَبِيٍّ اسْمُهُ أَحْمَدُ، قَالَ: قُلْتُ عُبِّرْتُ وَاللَّهِ، فَأَصْرِفُ وَجْهَ غَنَمِي مُنْحَدِرًا إِلَى أَهْلِي، قَالَ: فَلَقِيتُ رَجُلًا فَخَبَّرَنِي بِظُهُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الشَّامِيِّ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حِجْرِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ قَلِيلَ الْمَالِ كَانَتْ لَهُ قِطْعَةٌ مِنْ إِبِلٍ، فَكَانَ يُؤْتَى بِلَبَنِهَا فَإِذَا أَكَلَ عِيَالُ أَبِي طَالِبٍ جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى لَمْ يَشْبَعُوا، وَإِذَا أَكَلَ مَعَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم شَبِعُوا، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَهُمْ قَالَ: §أَرْبِعُوا حَتَّى يَحْضُرَ ابْنِي، فَيَحْضُرُ فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ فَيَفْضُلُ مِنْ طَعَامِهِمْ، وَإِنْ كَانَ لَئِنْ شَرِبَ أَوَّلَهُمْ ثُمَّ يُنَاوِلُهُمْ فَيَشْرَبُونَ فَيُرْوَوْنَ مِنْ آخِرِهِمْ، فَيَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّكَ لَمُبَارَكٌ، وَكَانَ يُصْبِحُ الصِّبْيَانُ شُعْثًا رُمْصًا، وَيُصْبِحُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَدْهُونًا مَكْحُولًا قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم شَكَا صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا جُوعًا وَلَا عَطَشًا كَانَ يَغْدُو فَيَشْرَبُ مِنْ زَمْزَمَ فَأَعْرِضُ عَلَيْهِ الْغَدَاءَ فَيَقُولُ: «لَا أُرِيدُهُ أَنَا شَبْعَانُ»

ذكر من تسمى في الجاهلية بمحمد رجاء أن تدركه النبوة للذي كان من خبرها

§ذِكْرُ مَنْ تَسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمُحَمَّدٍ رَجَاءَ أَنْ تُدْرِكَهُ النُّبُوَّةُ لِلَّذِي كَانَ مِنْ خَبَرِهَا

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَسْمَعُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمِنَ الْكُهَّانِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ مِنَ الْعَرَبِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، §فَسَمَّى مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنَ الْعَرَبِ وَلَدَهُ مُحَمَّدًا طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: §سُمِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيِّ بْنِ حُزَابَةَ مِنْ بَنِي ذَكْوَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ فَأَتَى أَبْرَهَةَ بِالْيَمَنِ فَكَانَ مَعَهُ عَلَى دِينِهِ حَتَّى مَاتَ فَلَمَّا وَجُهَ قَالَ أَخُوهُ قَيْسُ بْنُ خُزَاعِيٍّ: [البحر الطويل] فَذَلِكُمْ ذُو التَّاجِ مِنَّا مُحَمَّدٌ ... وَرَايَتُهُ فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ تَخْفِقُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ السَّكَنِ الْعُرَنِيِّ قَالَ: كَانَ §فِي بَنِي تَمِيمٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَكَانَ أُسْقُفًا قِيلَ لِأَبِيهِ: إِنَّهُ يَكُونُ لِلْعَرَبِ نَبِيٌّ، اسْمُهُ مُحَمَّدٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، وَمُحَمَّدٌ الْجُشَمِيُّ فِي بَنِي سُوَاءَةَ، وَمُحَمَّدٌ الْأُسَيِّدِيُّ، وَمُحَمَّدٌ الْفُقَيْمِيُّ سَمُّوهُمْ طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ

ذكر علامات النبوة بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ بَعْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحَجُونِ وَهُوَ مُكْتَئِبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي» فَإِذَا شَجَرَةٌ مِنْ قِبَلَ عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ، فَنَادَاهَا، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَرَجَعَتْ، فَقَالَ: «مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ مُسَافِرًا فَذَهَبَ يُرِيدُ أَنْ يَتَبَرَّزَ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَتَوَارَى بِهِ مِنَ النَّاسِ فَرَأَى شَجَرَتَيْنِ بَعِيدَتَيْنِ فَقَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: " §اذْهَبْ، فَقُمْ بَيْنَهُمَا فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَرَاءَكُمَا " فَذَهَبَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُمَا، فَأَقْبَلَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَقَضَى حَاجَتَهُ وَرَاءَهُمَا

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ لِي: " §ائْتِ تَيْنِكَ الْأَشَاءَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا " فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا ذَلِكَ، فَوَثَبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَاجْتَمَعَتَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَتَرَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ وَثَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى مَكَانِهَا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ -[171]- الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْتِي الْخَلَاءَ فَلَا يُرَى مِنْكَ شَيْءٌ مِنَ الْأَذَى، فَقَالَ: «§أَوَمَا عَلِمْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ الْأَرْضَ تَبْتَلِعُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ دَخَلَ جِبْرِيلُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ، فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ، فَقَعَدَ فِي وَاحِدَةٍ، وَقَعَدْتُ فِي أُخْرَى، فَسَمَتْ فَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ، وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفِي، فَالْتَفَتُّ إِلَى جِبْرِيلَ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ حِلْسٌ لَاطِئٌ فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللَّهِ، وَفُتِحَ لِي بَابُ السَّمَاءِ فَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ وَلَطَّ دُونِي الْحِجَابُ، رَفْرَفُهُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُحْرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] قَالَتْ: فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ لَهُمْ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ مِنَ النَّاسِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّا §مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ تَنَامُ أَعْيُنُنَا، وَلَا تَنَامُ قُلُوبُنَا»

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي»

أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " §رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، يَقُولُ: أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلًا فَقَالَ: اسْمَعْ سَمِعَتْ أُذُنُكَ، واعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ مَثَلُ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا، ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولًا يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ، فَاللَّهُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالدَّارُ هِيَ الْإِسْلَامُ، وَالبَيْتُ الجَنَّةُ، وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ الرَّسُولُ؛ مَنْ أَجَابَكَ يَا مُحَمَّدُ دَخَلَ الْإِسْلَامَ، وَمَنْ دَخَلَ الْإِسْلَامَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مَا فِيهَا

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ يَهُودِيَّةٌ شَاةً مَصْلِيَّةً، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي مَسْمُومَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّهَا قَدْ أَخْبَرَتْ أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» قَالَ: فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ قَالَ: فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضْرُرْكَ، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُضَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مَعَنَا مَا نَتَزَوَّدُهُ، فَقَالَ: «§ابْتَغِيَا لِي سِقَاءً» فَجَاءَاهُ بِسِقَاءٍ، قَالَ: فَأَمَرَنَا فَمَلَأْنَاهُ، ثُمَّ أَوْكَأَهُ، وَقَالَ: «اذْهَبَا -[173]- حَتَّى تَبْلُغَا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُكُمَا» قَالَ: فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا ذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُمَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَانْحَلَّ سِقَاؤُهُمَا، فَإِذَا لَبَنٌ وَزُبْدُ غَنَمٍ، فَأَكَلَا وَشَرِبَا حَتَّى شِبَعَا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرٍ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرٌ يَعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ يَهُشُّ عَلَيْهَا فِي بَيْدَاءِ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذْ عَدَا عَلَيْهِ ذِئْبٌ فَانْتَزَعَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ فَجَهْجَأَهُ الرَّجُلُ، وَرَمَاهُ بِالْحِجَارَةِ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ مِنْهُ شَاتَهُ، ثُمَّ إِنَّ الذِّئْبَ أَقْبَلَ حَتَّى أَقْعَى مُسْتَثْفِرًا بِذَنَبِهِ مُقَابِلَ الرَّجُلِ، فَقَالَ: أَمَا اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَنْ تَنْزِعَ مِنِّي شَاةً رَزَقْنِيهَا اللَّهُ؟ قَالَ الرَّجُلُ: تَالَلَّهِ مَا سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، قَالَ الذِّئْبُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ؟ قَالَ: أَعْجَبُ مِنْ مُخَاطَبَةِ الذِّئْبِ إِيَّايَ، قَالَ الذِّئْبُ: قَدْ تَرَكْتَ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، هَاذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ فِي النَّخَلَاتِ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا خَلَا، وَيُحَدِّثُهُمْ بِمَا هُوَ آتٍ، وَأَنْتَ هَهُنَا تَتْبَعُ غَنَمَكَ، فَلَمَّا أَنْ سَمِعَ الرَّجُلُ قَوْلَ الذِّئْبِ سَاقَ غَنَمَهُ يَحُوزُهَا حَتَّى أَدْخَلَهَا قُبَاءَ قَرْيَةِ الْأَنْصَارِ، فَسَأَلَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَصَادَفَهُ فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ الذِّئْبِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقْتَ احْضَرِ الْعَشِيَّةَ، فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ اجْتَمَعُوا، فَأَخْبِرْهُمْ ذَلِكَ» فَفَعَلَ، فَلَمَّا أَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ أَخْبَرَهُمُ الْأَسْلَمِيُّ خَبَرَ الذِّئْبِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ صَدَقَ صَدَقَ، تِلْكَ الْأَعَاجِيبُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ» قَالَهَا ثَلَاثًا: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ §لَيُوشِكَنَّ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَنْ يَغِيبَ عَنْ أَهْلِهِ الرَّوْحَةَ، أَوِ الْغَدْوَةَ، ثُمَّ يُخْبِرَهُ سَوْطُهُ أَوْ عَصَاهُ أَوْ نَعْلُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ: حَدَّثَنِي -[174]- شَهْرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسًا إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَكَشَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تَجْلِسُ؟» قَالَ: بَلَى، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَقْبِلَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ سَاعَةً إِلَى السَّمَاءِ، فَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ، فَتَحَرَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ جَلِيسِهِ عُثْمَانَ إِلَى حَيْثُ وَضَعَ بَصَرَهُ فَأَخَذَ يُنْغِضُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَسْتَفْقِهُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَابْنُ مَظْعُونٍ يَنْظُرُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ وَاسْتَفْقَهُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَشَخَصَ بَصَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ كَمَا شَخَصَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَأَتْبَعَهُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فِي السَّمَاءِ، فَأَقْبَلَ عَلَى عُثْمَانَ بِجِلْسَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَا كُنْتُ أُجَالِسُكَ وَآتِيكَ؟ مَا رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ كَفِعْلِكَ الْغَدَاةَ، قَالَ: «وَمَا رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ؟» قَالَ: رَأَيْتُكَ تَشْخَصُ بَصَرَكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعْتَهُ عَلَى يَمِينِكَ فَتَحَرَّفْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَنِي فَأَخَذْتَ تُنْغِضُ رَأْسَكَ كَأَنَّكَ تَسْتَفْقِهُ شَيْئًا يُقَالُ لَكَ قَالَ ": أَوَفَطِنْتَ لِذَاكَ؟ " قَالَ عُثْمَانُ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ آنِفًا وَأَنْتَ جَالِسٌ» قُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: " {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] قَالَ عُثْمَانُ: فَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَرَّ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِي وَأَحْبَبْتُ مُحَمَّدًا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، أَخْبَرَنَا شَهْرٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ حَدِّثْنَا عَنْ خِلَالٍ نَسْأَلْكَ عَنْهُنَّ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ: «سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ §اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللَّهِ، وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ لَئِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ -[175]- لَتُبَايِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ» قَالُوا: فَذَلِكَ لَكَ، قَالَ: «فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ» قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلْكَ عَنْهُنَّ: أَخْبِرْنَا أَيَّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ، وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ؟ وَكَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ؟ وَكَيْفَ تَكُونُ الْأُنْثَى؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ فِي النَّوْمِ؟ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ: «فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ لَئِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُبَايِعُنِّي» فَأَعْطُوهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا وَطَالَ سَقَمُهُ مِنْهُ فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلَا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِنْ عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِنْ عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ كَانَ أُنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ» . قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ؟» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ» قَالُوا: أَنْتَ الْآنَ فَحَدِّثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ قَالَ: " فَإِنَّ وَلِيِّيَّ جِبْرِيلُ وَلَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا هُوَ وَلِيُّهُ، قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟» قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا فَعِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا -[176]- لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97] إِلَى قَوْلِهِ {كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101] فَعِنْدَ ذَلِكَ بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: زَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدًا فَقَالَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَبْرَدُوا جَاءُوا بِحِمَارٍ لَهُمْ أَعْرَابِيٍّ قَطُوفٍ، قَالَ: فَوَطَّئُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَطِيفَةٍ عَلَيْهِ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَادَ سَعْدٌ أَنْ يُرْدِفَ ابْنَهُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَرُدَّ الْحِمَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ كُنْتَ بَاعِثَهُ مَعِي فَاحْمِلْهُ بَيْنَ يَدَيَّ» قَالَ: لَا، بَلْ خَلْفَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَهْلُ الدَّابَّةِ هُمْ أَوْلَى بِصَدْرِهَا» قَالَ سَعْدٌ: لَا أَبْعَثُهُ مَعَكَ وَلَكِنْ رُدَّ الْحِمَارَ قَالَ: فَرَدَّهُ وَهُوَ هِمْلَاجٌ فَرِيعٌ مَا يُسَايَرُ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ يَعْنِي الْبُنَانِيَّ قَالَ: اجْتَمَعَ الْمُنَافِقُونَ فَتَكَلَّمُوا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ رِجَالًا مِنْكُمُ اجْتَمَعُوا فَقَالُوا كَذَا، وَقَالُوا كَذَا، فَقُومُوا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ» فَلَمْ يَقُومُوا، فَقَالَ: «§مَا لَكُمْ قُومُوا فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: «لَتَقُومُنَّ أَوْ لَأُسَمِّيَنَّكُمْ بِأَسْمَائِكُمْ» فَقَالَ: «قُمْ يَا فُلَانُ» قَالَ: فَقَامُوا خَزَايَا مُتَقَنِّعِينَ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حُبِسَ الْمَطَرُ وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا §فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ فَوَبِلَتْنَا حَتَّى -[177]- رَأَيْتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: فَمُطِرْنَا سَبْعًا لَا تُقْلِعُ حَتَّى الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَحُبِسَ السِّفَارُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» قَالَ: فَتَقَوَّرَ مَا فَوْقَ رُءُوسِنَا مِنْهَا حَتَّى كَأَنَّا فِي إِكْلِيلٍ يُمْطَرُ مَا حَوْلَنَا وَلَا نُمْطَرُ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: جَعَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طُعَيِّمًا لَهَا، ثُمَّ قَالَتْ لِزَوْجِهَا: اذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَادْعُهُ وَأَسِرَّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ قَدْ صَنَعَتْ طُعَيِّمًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ: «أَجِيبُوا أَبَا فُلَانٍ» قَالَ: فَجِئْتُ وَمَا تَكَادُ تُتْبِعُنِي رِجْلَايَ لِمَا تَرَكْتُ عِنْدَ أَهْلِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ جَاءَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: قَدِ افْتَضَحْنَا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ جَاءَ بِالنَّاسِ مَعَهُ، قَالَتْ: أَوَمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تُسِرَّ ذَلِكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَتْ: فَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْلَمُ، فَجَاءُوا حَتَّى مَلَئُوا الْبَيْتَ، وَمَلَئُوا الْحُجْرَةَ، وَكَانُوا فِي الدَّارِ، وَجِيءَ بِمِثْلِ الْكَفِّ، فَوُضِعَتْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْسُطُهَا فِي الْإِنَاءِ، وَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: «§ادْنُوا فَكُلُوا، فَإِذَا شَبِعَ أَحَدُكُمْ فَلْيُخَلِّ لِصَاحِبِهِ» قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُومُ، وَالْآخَرُ يَقْعُدُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا شَبِعَ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي أَهْلَ الْحُجْرَةِ» فَجَعَلَ يَقْعُدُ قَاعِدٌ، وَيَقُومُ قَائِمٌ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي أَهْلَ الدَّارِ» فَصَنَعُوا مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَبَقِيَ مِثْلُ مَا كَانَ فِي الْإِنَاءِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُوا وَأَطْعِمُوا جِيرَانَكُمْ»

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ -[178]-: يَا أَبَا حَمْزَةَ حَدِّثْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ شَيْئًا شَهِدْتَهُ وَلَا تُحَدِّثْهُ عَنْ غَيْرِكَ. قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَاةَ الظُّهْرِ يَوْمًا، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَعَدَ عَلَى الْمَقَاعِدِ الَّتِي كَانَ يَأْتِيهِ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ، فَجَاءَ بِلَالٌ فَنَادَى بِالْعَصْرِ، فَقَامَ كُلُّ مَنْ كَانَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ أَهْلٌ يَقْضِي الْحَاجَةَ وَيُصِيبُ مِنَ الْوَضُوءِ، وَبَقِيَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ لَيْسَ لَهُمْ أَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ أَرْوَحَ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ، فَمَا وَسِعَ الْإِنَاءُ كَفَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّهَا، فَقَالَ بِهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «§ادْنُوا فَتَوَضَّئُوا» وَيَدُهُ فِي الْإِنَاءِ، فَتَوَضَّئُوا حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا تَوَضَّأَ قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَبَا حَمْزَةَ، كَمْ تُرَاهُمْ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ وَالثَّمَانِينَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَعَا بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِهِ فِي قَدَحٍ رَحْرَاحٍ قَالَ: §فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ، فَشَرِبْنَا، قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ الْقَوْمَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ إِلَّا أَنَّ خَالِدًا قَالَ: فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّئُونَ، وَبَقِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، فَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بَعِيدَةً، §فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ فِيهِ مَاءٌ، مَا هُوَ بِمَلْآنَ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، وَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ وَيَقُولُ: «تَوَضَّئُوا» حَتَّى تَوَضَّئُوا كُلُّهُمْ، وَبَقِيَ فِي الْمِخْضَبِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِبَعْضِ مَخَارِجِهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ -[179]- فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَجِدِ الْقَوْمُ مَا يَتَوَضَّئُونَ بِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَجِدُ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ وَرُئِيَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ عَلَى الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ: «هَلُمُّوا» فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا مَا يُرِيدُونَ مِنَ الْوضُوءِ فَسُئِلَ كَمْ بَلَغُوا؟ فَقَالَ: سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً مَا تُرْوِيهَا، §فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى جَبَاهَا، فَإِمَّا بَزَقَ، وَإِمَّا دَعَا فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي زُهَاءِ أَرْبَعِمِائَةِ رَجُلٍ، فَنَزَلَ بِنَا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَى النَّاسِ، وَرَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ فَنَزَلُوا إِذْ أَقْبَلَتْ عَنْزٌ تَمْشِي حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَدَّدَةَ الْقَرْنَيْنِ، قَالَ: فَحَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَرْوَى الْجُنْدَ وَرُوِيَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَا نَافِعُ §امْلِكْهَا وَمَا أَرَاكَ تَمْلُكُهَا» قَالَ: فَلَمَّا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا أَرَاكَ تَمْلِكُهَا» قَالَ فَأَخَذْتُ عُودًا فَرَكَزْتُهُ فِي الْأَرْضِ، قَالَ: وَأَخَذْتُ رِبَاطًا فَرَبَطْتُ الشَّاةَ فَاسْتَوْثَقْتُ مِنْهَا، قَالَ: وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَامَ النَّاسُ وَنِمْتُ، قَالَ: فَاسْتَيْقَظْتُ فَإِذَا الْحَبْلُ مَحْلُولٌ وَإِذَا لَا شَاةَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ: الشَّاةُ ذَهَبَتْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا نَافِعُ أَوَمَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ لَا تَمْلِكُهَا -[180]-، إِنَّ الَّذِي جَاءَ بِهَا هُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْخُرَاسَانِيَّانِ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللَّهُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نُحِرَ لَقِينَا الْقَوْمَ غَدًا جِيَاعًا رِجَالًا؟ وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعَهَا ثُمَّ تَدْعُو اللَّهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ أَوْ سَيُبَارِكُ لَنَا فِي دَعَوْتِكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجِيئُونَ بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَعْلَاهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْثُوا فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَئُوهُ وَبَقِيَ مِنْهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: «§أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ يُؤْمِنُ بِهِمَا إِلَّا حُجِبَتْ عَنْهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشِيَّةً، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تَسْرُونَ عَشِيَّتَكُمْ هَذِهِ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدَا» فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَإِنِّي لَأَسِيرُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ -[181]- ابْهَارَّ اللَّيْلُ، إِذْ نَعَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَمَالَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَدَعَمْتُهُ يَعْنِي أَسْنَدْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ فَاعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ سِرْنَا، ثُمَّ تَهَوَّرَ اللَّيْلُ، فَنَعَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَمَالَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مَيْلَةً أُخْرَى فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ فَاعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ مَالَ مَيْلَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ، فَدَعَمْتُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ: مَتَى كَانَ هَذَا مِنْ مَسِيرِكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: مَا زَالَ هَذَا مَسِيرِي مِنْكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: «حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ نَبِيَّهُ بِهِ» ثُمَّ قَالَ: «أَتُرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟» كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعَرِّسَ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، ثُمَّ قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ فَاجْتَمَعْنَا، وَكُنَّا سَبْعَةَ رَكَبَةٍ، فَمَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الطَّرِيقِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا» فَكَانَ أَوَّلَ مَا اسْتَيْقَظَ هُوَ بِالشَّمْسِ، فَقُمْنَا فَزِعِينَ، قَالَ: «ارْكَبُوا» فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ فَدَعَا بِمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي، فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأْنَا وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، وَبَقِيَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا قَتَادَةَ احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ هَذِهِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ» ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ كَمَا كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ: «ارْكَبُوا» ، فَرَكِبْنَا، فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الَّذِي تَهْمِسُونَ دُونِي؟» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَفْرِيطُنَا فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: فَقَالَ: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، وَلَكِنَّ التَّفْرِيطَ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّ حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا» ثُمَّ قَالَ: «مَا تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا؟» ثُمَّ قَالَ: " أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ أَبُو -[182]- بَكْرٍ وَعُمَرُ: رَسُولُ اللَّهِ يَعِدُكُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُخْلِفَكُمْ، فَقَالَ النَّاسُ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ تُطِيعُوا أَبَا بَكْرِ وَعُمَرَ تَرْشُدُوا، فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ حِينَ حَمِيَ كُلُّ شَيْءٍ، أَوْ قَالَ: حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا عَطَشًا، قَالَ: «لَا هَلَكَ عَلَيْكُمْ» ، فَنَزَلَ، فَقَالَ: «أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي» يَعْنِي بِالْغُمَرِ: الْقَعْبُ الصَّغِيرُ، وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ مَا فِيهَا تَكَابُّوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَحْسِنُوا الْمِلْءَ، فَكُلُّكُمْ سَيُرْوَى» قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، قَالَ: فَصَبَّ، وَقَالَ: «اشْرَبْ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ» قَالَ: فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رُوَاءً، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ: إِنِّي لَفِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا الْجَامِعِ أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ إِذْ قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: انْظُرْ أَيُّهَا الْفَتَى، انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ، فَإِنِّي أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِحَدِيثِكُمْ حَدِّثِ الْقَوْمَ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ الْقَوْمَ فَقَالَ عِمْرَانُ: وَقَدْ شَهِدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَمَا شَعَرْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَفِظَهُ كَمَا حَفِظْتُهُ

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَطَفَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: بِمَ كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «§أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ شَيْئًا مِنَ النَّخْلَةِ فَأَجَابَنِي أَتُؤْمِنُ بِي؟» قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ، فَآمَنَ بِهِ وَأَسْلَمَ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ -[183]-، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِيهِ وَقَالَ: «§خُذُوا بِاسْمِ اللَّهِ» قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي، قَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ قَالَ: فَجَعَلْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا، قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ، قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُهُ، قَالَ: فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجَرْعَةِ فَاشْرَبْهَا، قَالَ: مَا زَالَ يُزَيِّنُ لِي حَتَّى شَرِبْتُهَا، فَلَمَّا وَغَلَتْ فِي بَطْنِي، وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ نَدَّمَنِي، قَالَ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ شَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ، فَيَجِيءُ فَلَا يَرَاهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ، فَتَهْلَكَ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، قَالَ: وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ مِنْ صُوفٍ، كُلَّمَا رُفِعَتْ عَلَى رَأْسِي خَرَجَتْ قَدَمَايَ، وَإِذَا أُرْسِلَتْ عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، قَالَ: وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي نَوْمٌ، قَالَ: وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَأَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلَكُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي» -[184]- قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَجُسُّهُنَّ أَيَّتُهُنَّ أَسْمَنُ فَأَذْبَحُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْعَمُونَ أَنْ يَحْلِبُوا فِيهِ، فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ الرَّغْوَةُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ ": أَمَا شَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ يَا مِقْدَادُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَأَخَذْتُ مَا بَقِيَ فَشَرِبْتُ، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ رُوِيَ وَأَصَابَتْنِي دَعْوَتُهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِحْدَى سَوْءَاتِكَ يَا مِقْدَادُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا، وَصَنَعَتْ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا كَانَتْ هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، أَفَلَا كُنْتَ أَدْنَيْتَنِي فَتُوقِظَ صَاحِبَيْكَ هَذَيْنِ فَيُصِيبَانِ مِنْهَا؟» قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إِذْ أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا أَعْتَرِفُ لِأَحَدٍ أَسْلَمَ قَبْلِي أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي غَنَمِ أَهْلِي، فَقَالَ: «§أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَخَذَ شَاةً فَلَمَسَ ضَرْعَهَا فَأَنْزَلَتْ، فَمَا أَعْتَرِفُ لِأَحَدٍ أَسْلَمَ قَبْلِي

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا، قَالَ لِي: «دُرْ خَلْفِي» وَطَرَحَ رِدَاءَهُ، فَرَأَيْتُ -[185]- الْخَاتَمَ وَقَبَّلْتُهُ، ثُمَّ دُرْتُ إِلَيْهِ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «كَاتِبْ» فَكَاتَبْتُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ وَدِيَّةٍ عَالِقَةٍ، وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعِينُوا أَخَاكُمْ» فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِالْوَدِيَّةِ وَالثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاثِ حَتَّى جَمَعُوا لِي ثَلَاثَمِائَةٍ، فَقُلْتُ: كَيْفَ لِي بِعُلُوقِهَا، فَقَالَ لِي: «انْطَلِقْ فَفَقِّرْ لَهَا بِيَدِكَ» فَفَقَّرْتُ لَهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَجَاءَ مَعِي فَوَضَعَهَا بِيَدِهِ فَمَا أَخْلَفَتْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ، وَبَقِيَ الذَّهَبُ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ أُتِيَ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ مِنْ ذَهَبٍ صَدَقَةً، فَقَالَ: «أَيْنَ الْعَبْدُ الْمُكَاتِبُ الْفَارِسِيُّ؟» فَقُمْتُ، فَقَالَ: «خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ مِنْهَا» فَقُلْتُ: وَكَيْفَ تَكْفِينِي هَذِهِ؟ §فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَانَهُ عَلَيْهَا، فَوزَنْتُ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، وَبَقِيَ عِنْدِي مِثْلُ مَا أَعْطَاهُمْ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَلَقَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِي، فَمَرَّ بِيَهُودِيٍّ وَمَعَهُ سِفْرٌ فِيهِ التَّوْرَاةُ يَقْرَؤُهَا عَلَى ابْنِ أَخٍ لَهُ مَرِيضٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «يَا يَهُودِيُّ نَشَدْتُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَجِدُ فِي تَوْرَاتِكَ نَعْتِي وَصِفَتِي وَمَخْرَجِي؟» فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ أَنْ لَا، فَقَالَ ابْنُ أَخِيهِ لَكِنِّي أَشْهَدُ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّهُ لَيَجِدُ نَعْتَكَ وَزَمَانَكَ وَصِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ فِي كِتَابِهِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أَقِيمُوا الْيَهُودِيَّ عَنْ صَاحِبِكُمْ» وَقُبِضَ الْفَتَى، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَجَنَّهُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي جُمَحٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ مَعْبَدٍ قَالَ: «هَلْ مِنْ قِرًى؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: فَانْتَبَذَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَاحَ ابْنُهَا بِشُوَيْهَاتٍ فَقَالَ لِأُمِّهِ

: مَا هَذَا السَّوَادُ الَّذِي أَرَى مُنْتَبِذًا؟ قَالَتْ: قَوْمٌ طَلَبُوا الْقِرَى فَقُلْتُ: مَا عِنْدَنَا قِرًى فَأَتَاهُمُ ابْنُهَا فَاعْتَذَرَ، وَقَالَ: إِنَّهَا امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَعِنْدَنَا مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْطَلِقْ فَأْتِنِي بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِكَ» فَجَاءَ، فَأَخَذَ عَنَاقًا، فَقَالَتْ أُمُّهُ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: سَأَلَانِي شَاةً، قَالَتْ: يَصْنَعَانِ بِهَا مَاذَا؟ قَالَ: مَا أَحَبَّا فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ضَرْعَهَا وَضَرَّتَهَا فَتَحَفَّلَتْ فَحَلَبَ حَتَّى مَلَأَ قَعْبًا وَتَرْكَهَا أَحْفَلَ مَا كَانَتْ، وَقَالَ: «§انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ وَأْتِنِي بِشَاةٍ أُخْرَى مِنْ غَنَمِكَ» فَأَتَى أُمَّهُ بِالْقَعْبِ، فَقَالَتْ: أَنَّى لَكَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ لَبَنِ الْفُلَانَةِ، قَالَتْ: وَكَيْفَ وَلَمْ تَقْرِ سَلًا قَطُّ؟ أَظُنُّ هَذَا وَاللَّاتِ الصَّابِئَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَشَرِبَتْ مِنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ بِعَنَاقٍ أُخْرَى، فَحَلَبَهَا حَتَّى مَلَأَ الْقَعْبِ، ثُمَّ تَرَكَهَا أَحْفَلَ مَا كَانَتْ، ثُمَّ قَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبَ ثُمَّ، قَالَ: «جِئْنِي بِأُخْرَى» فَأَتَاهُ بِهَا فَحَلَبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «جِئْنِي بِأُخْرَى» فَأَتَاهُ بِهَا، فَحَلَبَ ثُمَّ شَرِبَ وَتَرَكَهُنَّ أَحْفَلَ مَا كُنَّ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ إِذْ أَقْبَلَ جَمَلٌ نَادٌّ حَتَّى وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجَرْجَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §هَذَا الْجَمَلَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لِرَجُلٍ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَهُ فِي طَعَامٍ عَنْ أَبِيهِ الْآنَ فَجَاءَ يَسْتَغِيثُ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا جَمَلُ فُلَانٍ، وَقَدْ أَرَادَ بِهِ ذَلِكَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الرَّجُلَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَرَادَ ذَلِكَ بِهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَنْحَرَهُ فَفَعَلَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُبَابِ بْنِ مُوسَى السَّعِيدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِتْنَا لَيْلَةً بِغَيْرِ عَشَاءٍ فَأَصْبَحْتُ فَخَرَجْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَهِيَ مَحْزُونَةٌ، فَقُلْتُ

: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: لَمْ نَتَعَشَّ الْبَارِحَةَ، وَلَمْ نَتَغَدَّ الْيَوْمَ وَلَيْسَ عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَخَرَجْتُ فَالْتَمَسْتُ فَأَصَبْتُ مَا اشْتَرَيْتُ طَعَامًا وَلَحْمًا بِدِرْهَمٍ، ثُمَّ أَتَيْتُهَا بِهِ، فَخَبَزَتْ وَطَبَخَتْ، فَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ إِنْضَاجِ الْقِدْرِ قَالَتْ: لَوْ أَتَيْتَ أَبِي فَدَعَوْتَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يَقُولُ: «§أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْجُوعِ ضَجِيعًا» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدَنَا طَعَامٌ فَهَلُمَّ فَتَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ، وَالْقِدْرُ تَفُورُ، فَقَالَ: «اغْرِفِي لِعَائِشَةَ» فَغَرَفْتُ فِي صَحْفَةٍ، ثُمَّ قَالَ: «اغْرِفِي لِحَفْصَةَ» فَغَرَفْتُ فِي صَحْفَةٍ حَتَّى غَرَفْتُ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ التِّسْعِ، ثُمَّ قَالَ: «اغْرِفِي لِأَبِيكِ وَزَوْجِكِ» فَغَرَفْتُ، فَقَالَ: «اغْرِفِي فَكُلِي» فَغَرَفْتُ، ثُمَّ رَفَعْتُ الْقِدْرَ، وَإِنَّهَا لَتَفِيضُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ وَهُوَ بِمَكَّةَ فَاتَّخَذَتْ لَهُ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «§ادْعُ لِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» فَدَعَا أَرْبَعِينَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «هَلُمَّ طَعَامَكَ» قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيْتُهُمْ بِثَرِيدَةٍ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِيَأْكُلُ مِثْلَهَا، فَأَكَلُوا مِنْهَا جَمِيعًا حَتَّى أَمْسَكُوا، ثُمَّ قَالَ: «اسْقِهِمْ» فَسَقَيْتُهُمْ بِإِنَاءٍ هُوَ رِيُّ أَحَدِهِمْ فَشَرِبُوا مِنْهُ جَمِيعًا حَتَّى صَدَرُوا، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَقَدْ سَحَرَكُمْ مُحَمَّدٌ فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَدْعُهُمْ، فَلَبِثُوا أَيَّامًا، ثُمَّ صَنَعَ لَهُمْ مِثْلَهُ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَجَمَعْتُهُمْ فَطَعِمُوا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يُؤَازِرُنِي عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهُ وَيُجِيبُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَلَهُ الْجَنَّةُ؟» فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنِّي لَأَحْدَثُهُمْ سِنًّا وَأَحْمَشُهُمْ سَاقًا، وَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ أَلَا تَرَى ابْنَكَ؟ قَالَ: دَعُوهُ فَلَنْ يَأْلُوَ ابْنَ عَمِّهِ خَيْرًا

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَغَيْرِهِ أَنَّ §عَيْنَ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ أُصِيبَتْ، فَسَالَتْ عَلَى خَدِّهِ، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[188]- وسلم بِيَدِهِ فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ وَأَحْسَنَهُمَا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ انْقَطَعَ سَيْفُهُ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، §فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَذْلًا مِنْ شَجَرَةٍ، فَعَادَ فِي يَدِهِ سَيْفًا صَارِمًا صَافِيَ الْحَدِيدَةِ شَدِيدَ الْمَتْنِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى خَشَبَةٍ كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ، §فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ فَصَعِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَنَّتِ الْخَشَبَةُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاحْتَضَنَهَا فَسَكَنَتْ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَغَيْرِهِ أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ رَكِبَ فِي طَلَبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا اسْتَقْسَمَ بِالْأَزْلَامِ أَيَخْرُجُ أَمْ لَا يَخْرُجُ؟ فَكَانَ يَخْرُجُ لَهُ أَنْ لَا يَخْرُجَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَرَكِبَ فَلَحِقَهُمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَرْسَخَ قَوَائِمُ فَرَسِهِ فَرَسَخَتْ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ فَرَسِي فَأَرُدَّ عَنْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ §إِنْ كَانَ صَادِقًا فَأَطْلِقْ لَهُ فَرَسَهُ» فَخَرَجَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا تَكَاتَبَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانُوا تَكَاتَبُوا أَلَّا يُنْكِحُوهُمْ وَلَا يَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ وَلَا يَبِيعُوهُمْ، وَلَا يَبْتَاعُوا مِنْهُمْ، وَلَا يُخَالِطُوهُمْ فِي شَيْءٍ وَلَا يُكَلِّمُوهُمْ، فَمَكَثُوا ثَلَاثَ سِنِينَ فِي شِعْبِهِمْ مَحْصُورِينَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَبِي لَهَبٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمْ، وَدَخَلَ مَعَهُمْ بَنُو الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ أَطْلَعُ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى أَمْرِ صَحِيفَتِهِمْ، وَأَنَّ الْأَرَضَةَ قَدْ

أَكَلَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَحَقٌّ مَا تُخْبِرُنِي يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: «نَعَمْ وَاللَّهِ» قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ لِإِخْوَتِهِ، فَقَالُوا لَهُ: مَا ظَنُّكَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي قَطُّ قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَلْبَسُوا أَحْسَنَ مَا تَجِدُونَ مِنَ الثِّيَابِ ثُمَّ تَخْرُجُونَ إِلَى قُرَيْشٍ فَنَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهُمُ الْخَبَرُ، قَالَ: فَخَرَجُوا حَتَّى دَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَصَمَدُوا إِلَى الْحِجْرِ، وَكَانَ لَا يَجْلِسُ فِيهِ إِلَّا مَسَّانُ قُرَيْشٍ وَذُوُو نُهَاهُمْ، فَتَرَفَّعَتْ إِلَيْهِمُ الْمَجَالِسُ يَنْظُرُونَ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّا قَدْ جِئْنَا لِأَمْرٍ فَأَجِيبُوا فِيهِ بِالَّذِي يُعْرَفُ لَكُمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا وَعِنْدَنَا مَا يَسُرُّكَ، فَمَا طَلَبْتَ؟ قَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمُ يَكْذِبْنِي قَطُّ أَنَّ اللَّهَ سَلَّطَ عَلَى صَحِيفَتِكُمُ الَّتِي كَتَبْتُمُ الْأَرَضَةَ فَلَمَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، وَبَقِيَ فِيهَا كُلُّ مَا ذُكِرَ بِهِ اللَّهُ، فَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي صَادِقًا نَزَعْتُمْ عَنْ سُوءِ رَأْيِكُمْ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمْ فَقَتَلْتُمُوهُ أَوِ اسْتَحْيَيْتُمُوهُ إِنْ شِئْتُمْ، قَالُوا: قَدْ أَنْصَفْتَنَا فَأَرْسَلُوا إِلَى الصَّحِيفَةِ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ: اقْرَءُوهَا، فَلَمَّا فَتَحُوهَا إِذَا هِيَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أُكِلَتْ كُلُّهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فِيهَا، قَالَ فَسُقِطَ فِي أَيْدِي الْقَوْمِ، ثُمَّ نَكَسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: هَلْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّكُمْ أَوْلَى بِالظُّلْمِ وَالْقَطِيعَةِ وَالْإِسَاءَةِ، فَلَمْ يُرَاجِعْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ وَتَلَاوَمَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى مَا صَنَعُوا بِبَنِي هَاشِمٍ، فَمَكَثُوا غَيْرَ كَثِيرٍ، وَرَجَعَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشِّعْبِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ عَلَامَ نُحْصَرُ وَنُحْبَسُ وَقَدْ بَانَ الْأَمْرُ، ثُمَّ دَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ §انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا، وَقَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاسْتَحَلَّ مِنَّا مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَّا، ثُمَّ انْصَرَفُوا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ -[190]- عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: إِنَّ §أَوَّلَ خَبَرٍ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهَا تَابِعٌ، فَجَاءَ فِي صُورَةِ طَائِرٍ حَتَّى وَقَعَ عَلَى حَائِطِ دَارِهِمْ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: انْزِلْ حَدِّثْنَا وَنُحَدِّثُكَ وَتُخْبِرُنَا وَنُخْبِرُكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ بِمَكَّةَ نَبِيٌّ حَرَّمَ عَلَيْنَا الزِّنَا، وَمَنَعَ مِنَّا الْقَرَارَ

ذكر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعث به

§ذِكْرُ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا بُعِثَ بِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ السُّدِّيَّ يَقُولُ: §فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7] قَالَ: كَانَ عَلَى أَمْرِ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ جَمِيعًا، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: §بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَعْنِي مِنْ مَوْلِدِهِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَرْبَعِينَ سَنَةً

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، أَنَّهُ شَهِدَ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ الْعَدَوِيَّ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ §بِسِنٍّ أَيِّ الرِّجَالِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذْ بُعِثَ؟ قَالَ: كَانَ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ كَانَ مَاذَا؟ قَالَ: كَانَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَلَمْ يَكُنْ يَقُولُهُ غَيْرُهُ

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ سَائِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ مَعَهُ إِسْرَافِيلُ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ عُزِلَ عَنْهُ إِسْرَافِيلُ، وَأُقْرِنَ بِهِ جِبْرِيلُ عَشْرَ سِنِينَ بِمَكَّةَ وَعَشْرَ سِنِينَ مُهَاجَرُهُ بِالْمَدِينَةِ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: لَيْسَ يَعْرِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِبَلَدِنَا أَنَّ إِسْرَافِيلَ قُرِنَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنَّ عُلَمَاءَهُمْ وَأَهْلَ السِّيرَةِ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: لَمْ يُقْرَنْ بِهِ غَيْرُ جِبْرِيلَ مِنْ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ إِلَى أَنْ قُبِضَ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يَقُولُ: §الْقَرْنُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ عَامًا، قَالَ: فَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَرْنٍ كَانَ الْعَامُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ» قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْأَحْمَرُ: النَّاسُ، وَالْأَسْوَدُ: الْجِنُّ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنَا رَسُولُ مَنْ أَدْرَكْتُ حَيًّا وَمَنْ يُولَدُ بَعْدِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[192]- وسلم: «§بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَى الْعَرَبِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَى قُرَيْشٍ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَى بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَيَّ وَحْدِي»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَبِي خُتِمَ النَّبِيُّونَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي §خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بُعِثْتُ عَلَى إِثْرِ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا بُرْدٌ الْحَرِيرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَعْلَمُونَ أَنِّي رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ بُعِثْتُ لِرَفْعِ قَوْمٍ وَوَضْعِ آخَرِينَ»

أَخَبْرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا §أَنَا رَحْمَةٌ -[193]- مُهْدَاةٌ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ» وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَذَكَرَ قَوْمًا قَدِ اسْتَكْبَرُوا، فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا مَنَعُوا مِنِّي أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

ذكر اليوم الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْيَوْمِ الَّذِي بُعِثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §نُبِّئَ نَبِيُّكُمْ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ -[194]- أَنَسٍ قَالَ: §اسْتَنْبَأَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: §نَزَلَ الْمَلَكُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحِرَاءٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَجِبْرِيلُ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ

ذكر نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، §فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87] قَالَ: هُوَ جِبْرِيلُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ §أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، قَالَتْ: فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلْوَةُ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِي ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ بَأَجْيَادٍ إِذْ رَأَى مَلَكًا وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فِي أُفُقِ السَّمَاءِ يَصِيحُ يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ، يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ، فَذُعِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، وَجَعَلَ

يَرَاهُ كُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ سَرِيعًا إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَهُ، وَقَالَ: يَا خَدِيجَةُ «وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ بُغْضَ هَذِهِ الْأَصْنَامِ شَيْئًا قَطُّ وَلَا الْكُهَّانِ، وَإِنِّي لَأَخْشَى أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا» قَالَتْ: كَلَّا يَا ابْنَ عَمِّ لَا تَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، وَإِنَّ خُلُقَكَ لَكَرِيمٌ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَهِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ مَا أَخْبَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ وَرَقَةُ: وَاللَّهِ إِنَّ ابْنَ عَمِّكِ لَصَادِقٌ، وَإِنَّ هَذَا لَبِدْءُ نُبُوَّةٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ، فَمُرِيهِ أَنْ لَا يَجْعَلَ فِي نَفْسِهِ إِلَّا خَيْرًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، إِنِّي §أَرَى ضَوْءًا وَأَسْمَعُ صَوْتًا، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا» فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَفْعَلُ بِكَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ تَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَحْسَبُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، إِنِّي §أَسْمَعُ صَوْتًا، وَأَرَى ضَوْءًا، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ» فَقَالَتْ: لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَفْعَلَ بِكَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ صَادِقًا فَهَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى فَإِنْ يُبْعَثْ وَأَنَا حَيٌّ فَسَأُعَزِّرَهُ وَأَنْصُرَهُ وَأُومِنَ بِهِ

ذكر أول ما نزل عليه من القرآن وما قيل له صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَمَا قِيلَ لَهُ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ عُلَمَائِنَا يَقُولُ: كَانَ §أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 2] فَهَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حِرَاءٍ ثُمَّ نَزَلَ آخِرُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: §أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بِحِرَاءٍ مَكَثَ أَيَّامًا لَا يَرَى جِبْرِيلَ فَحَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى كَانَ يَغْدُو إِلَى ثَبِيرٍ مَرَّةً، وَإِلَى حِرَاءٍ مَرَّةً يُرِيدُ أَنْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَذَلِكَ عَامِدًا لِبَعْضِ تِلْكَ الْجِبَالِ إِلَى أَنْ §سَمِعَ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَعِقًا لِلصَّوْتِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مُتَرَبِّعًا عَلَيْهِ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنَا جِبْرِيلُ قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ، وَرَبَطَ جَأْشَهُ ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْيُ بَعْدُ وَحَمِيَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -[197]- بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " قِيلَ لِي: يَا مُحَمَّدُ لِتَنَمْ عَيْنُكَ وَلْتَسْمَعْ أُذُنُكَ وَلْيَعِ قَلْبُكَ " قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§فَنَامَتْ عَيْنِي، وَوَعَى قَلْبِي، وَسَمِعَتْ أُذُنِيَ»

ذكر شدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ شِدَّةِ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كُرِبَ لَهُ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «كَانَ §إِذَا أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُقِذَ لِذَلِكَ سَاعَةً كَهَيْئَةِ السَّكْرَانِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أَرْوَى الدَّوْسِيِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْوَحْيَ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَتَرْغُو وَتَفْتِلُ يَدَيْهَا حَتَّى أَظُنَّ أَنَّ ذِرَاعَهَا تَنْقَصِمُ فَرُبَّمَا بَرَكَتْ، وَرُبَّمَا قَامَتْ مُوَتِّدَةً يَدَيْهَا حَتَّى يُسَرَّى عَنْهُ مِنْ ثُقْلِ الْوَحْيِ، وَإِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «كَانَ §الْوَحْيُ يَأْتِينِي عَلَى نَحْوَيْنِ يَأْتِينِي بِهِ جِبْرِيلُ فَيُلْقِيهِ عَلَيَّ كَمَا يُلْقِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، فَذَلِكَ يَتَفَلَّتُ مِنِّي، وَيَأْتِينِي فِي شَيْءٍ -[198]- مِثْلِ صَوْتِ الْجَرَسِ حَتَّى يُخَالِطَ قَلْبِي فَذَاكَ الَّذِي لَا يَتَفَلَّتُ مِنِّي»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ» قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيُفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْي يُعَالِجُ مِنْ ذَلِكَ شِدَّةً قَالَ: كَانَ يَتَلَقَّاهُ وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَيْ لَا يَنْسَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] لِتَعْجَلَ بِأَخْذِهِ {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} [القيامة: 17] وَقُرْآنَهُ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، قَالَ: قُرْآنُهُ أَنْ يَقْرَأَهُ قَالَ {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] قَالَ: أَنْصِتْ {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ، قَالَ: فَانْشَرَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً يُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16] عَلَيْنَا جَمْعُهُ فِي صَدْرِكَ، ثُمَّ تَقْرَؤُهُ قَالَ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] قَالَ: اسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ قَالَ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] -[199]- قَالَ: ثُمَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ لَهُ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ كَمَا أُقْرِئَهُ

ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام

§ذِكْرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَصْدَعَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَأَنْ يُنَادِيَ النَّاسَ بِأَمْرِهِ وَأَنْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَكَانَ §يَدْعُو مِنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ ثَلَاثَ سِنِينَ مُسْتَخْفِيًا إِلَى أَنْ أُمِرَ بِظُهُورِ الدُّعَاءِ

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، {§وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] قَالَ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: §دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ سِرًّا وَجَهْرًا فَاسْتَجَابَ لِلَّهِ مَنْ شَاءَ مِنْ أَحْدَاثِ الرِّجَالِ وَضُعَفَاءِ النَّاسِ حَتَّى كَثُرَ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَكُفَّارُ قُرَيْشٍ غَيْرُ مُنْكِرِينَ لِمَا يَقُولُ، فَكَانَ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ فِي مَجَالِسِهِمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ أَنَّ غُلَامَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيُكَلَّمُ مِنَ السَّمَاءِ، فَكَانَ ذَلِكَ حَتَّى عَابَ اللَّهُ آلِهَتَهُمُ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا دُونَهُ، وَذَكَرَ هَلَاكَ آبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الْكُفْرِ فَشَنِفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ وَعَادَوْهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ -[200]-، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ» فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مُحَمَّدٌ عَلَى الصَّفَا يَهْتِفُ، فَأَقْبَلُوا وَاجْتَمَعُوا، فَقَالُوا: مَا لَكَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «§أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي؟» قَالُوا: نَعَمْ، أَنْتَ عِنْدَنَا غَيْرُ مُتَّهَمٍ، وَمَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا قَطُّ، قَالَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِي زُهْرَةَ حَتَّى عَدَّدَ الْأَفْخَاذَ مِنْ قُرَيْشٍ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ، وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَنْفَعَةً وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " قَالَ: يَقُولُ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] السُّورَةَ كُلَّهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: §لَمَّا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ وَمَنْ مَعَهُ وَفَشَا أَمْرُهُ بِمَكَّةَ وَدَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو نَاحِيَةً سِرًّا، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَ عُثْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَ عُمَرُ يَدْعُو عَلَانِيَةً وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ مِنْ ذَلِكَ، وَظَهَرَ مِنْهُمْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَسَدُ وَالْبَغْيُ، وَأَشْخَصَ بِهِ مِنْهُمْ رِجَالٌ فَبَادَوْهُ، وَتَسَتَّرَ آخَرُونَ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الرَّأْيِ إِلَّا أَنَّهُمْ يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ عَنِ الْقِيَامِ وَالْإِشْخَاصِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ أَهْلَ الْعَدَاوَةِ وَالْمُبَادَاةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْخُصُومَةَ وَالْجَدَلَ: أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو لَهَبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ وَهُوَ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ، وَالْغَيْطَلَةُ أُمُّهُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأُمَيَّةُ، وَأُبَيٌّ ابْنَا خَلَفٍ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْفَاكِهِ

بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُنَبِّهُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَالسَّائِبُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، وَالْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَالْعَاصُ بْنُ هَاشِمٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَابْنُ الْأَصْدَى الْهُذَلِيُّ وَهُوَ الَّذِي نَطَحَتْهُ الْأَرْوَى، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، وَعَدِيُّ بْنُ الْحَمْرَاءِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا جِيرَانَهُ، وَالَّذِينَ كَانَتْ تَنْتَهِي عَدَاوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ أَبُو جَهْلٍ، وَأَبُو لَهَبٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَهْلَ عَدَاوَةٍ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُشْخِصُوا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانُوا كَنَحْوِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو سُفْيَانَ وَالْحَكَمُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُنْتُ §بَيْنَ شَرِّ جَارَيْنِ بَيْنَ أَبِي لَهَبٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ إِنْ كَانَا لَيَأْتَيَانِ بِالْفُرُوثِ فَيَطْرَحَانِهَا عَلَى بَابِي حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْتُونَ بِبَعْضِ مَا يَطْرَحُونَ مِنَ الْأَذَى فَيَطْرَحُونَهُ عَلَى بَابِي» فَيَخْرُجُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَيُّ جِوَارٍ هَذَا؟» ثُمَّ يُلْقِيهِ بِالطَّرِيقِ

ذكر ممشى قريش إلى أبي طالب في أمره صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَمْشَى قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فِي أَمْرِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ

أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ظُهُورَ الْإِسْلَامِ وَجُلُوسَ الْمُسْلِمِينَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ فَمَشُوا إِلَى أَبِي طَالِبٍ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: أَنْتَ سَيُّدُنَا وَأَفْضَلُنَا فِي أَنْفُسِنَا، وَقَدْ رَأَيْتَ هَذَا الَّذِي فَعَلَ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ مَعَ ابْنِ أَخِيكَ مِنْ تَرْكِهِمْ آلِهَتَنَا وَطَعْنِهِمْ عَلَيْنَا وَتَسْفِيهِهِمْ أَحْلَامَنَا وَجَاءُوا بِعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالُوا: قَدْ جِئْنَاكَ بِفَتَى قُرَيْشٍ جَمَالًا وَنَسَبًا وَنَهَادَةً وَشِعْرًا نَدْفَعُهُ إِلَيْكَ، فَيَكُونُ لَكَ نَصَرُهُ وَمِيرَاثُهُ، وَتَدْفَعُ إِلَيْنَا ابْنَ أَخِيكَ فَنَقْتُلُهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ لِلْعَشِيرَةِ وَأَفْضَلُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ مَغَبَّةً، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللَّهِ مَا أَنْصَفْتُمُونِي تُعْطُوُنَنِي ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ وَأُعْطِيكُمُ ابْنَ أَخِي تَقْتُلُونَهُ، مَا هَذَا بِالنَّصَفِ تَسُومُونَنِي سَوْمَ الْعَرِيرِ الذَّلِيلِ، قَالُوا: فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَلْنُعْطِهِ النَّصَفَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي هَؤُلَاءِ عُمُومَتُكَ وَأَشْرَافُ قَوْمِكَ، وَقَدْ أَرَادُوا يُنْصِفُونَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُولُوا أَسْمَعْ» قَالُوا: تَدَعَنَا وَآلِهَتَنَا وَنَدَعُكَ وَإِلَهَكَ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَدْ أَنْصَفَكَ الْقَوْمُ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ هَذِهِ هَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّ كَلِمَةً إِنْ أَنْتُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِهَا مَلَكْتُمْ بِهَا الْعَرَبَ وَدَانَتْ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ؟» فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ مُرْبِحَةٌ، نَعَمْ وَأَبِيكَ لَنَقُولَنَّهَا وَعَشَرَ أَمْثَالِهَا، قَالَ: " قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَاشْمَأَزُّوا وَنَفَرُوا مِنْهَا وَغَضِبُوا وَقَامُوا وَهُمْ يَقُولُونَ: اصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لِشَيْءٌ يُرَادُ، وَيُقَالُ: الْمُتَكَلِّمُ بِهَذَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَقَالُوا: لَا نَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا، وَمَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُغْتَالَ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فُقِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَعُمُومَتُهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَجَمَعَ فِتْيَانًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَالَ لِيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ حَدِيدَةً صَارِمَةً ثُمَّ لِيَتَّبِعُنِي إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَنْظُرْ كُلُّ فَتًى

مِنْكُمْ فَلْيَجْلِسْ إِلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَائِهِمْ فِيهِمُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِبْ عَنْ شَرٍّ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ قُتِلَ، فَقَالَ الْفِتْيَانُ: نَفْعَلُ، فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَوَجَدَ أَبَا طَالِبٍ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ: يَا زَيْدُ أَحْسَسْتَ ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ مَعَهُ آنِفًا، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: لَا أَدْخُلُ بَيْتِي أَبَدًا حَتَّى أَرَاهُ فَخَرَجَ زَيْدٌ سَرِيعًا حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتٍ عِنْدَ الصَّفَا وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَيْنَ كُنْتَ؟ أَكُنْتَ فِي خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: ادْخُلْ بَيْتَكَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَالِبٍ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَوَقَفَ بِهِ عَلَى أَنْدِيَةِ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ الْفِتْيَانُ الْهَاشِمِيُّونَ وَالْمُطَّلِبِيُّونَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَلْ تَدْرُونَ مَا هَمَمْتُ بِهِ؟ قَالُوا: لَا، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، وَقَالَ لِلْفِتْيَانِ: اكْشِفُوا عَمَّا فِي أَيْدِيكُمْ فَكَشَفُوا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَهُ حَدِيدَةٌ صَارِمَةٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُمُوهُ مَا بَقِّيْتُ مِنْكُمْ أَحَدًا حَتَّى نَتَفَانَى نَحْنُ وَأَنْتُمْ، فَانْكَسَرَ الْقَوْمُ وَكَانَ أَشَدَّهُمُ انْكِسَارًا أَبُو جَهْلٍ

ذكر هجرة من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة في المرة الأولى

§ذِكْرُ هِجْرَةِ مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَظَهَرَ الْإِيمَانُ، وَتُحُدِّثُ بِهِ ثَارَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ بِمَنْ آمَنَ مِنْ قَبَائِلِهِمْ فَعَذَّبُوهُمْ وَسَجَنُوهُمْ، وَأَرَادُوا فِتْنَتَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَفَرَّقُوا فِي الْأَرْضِ» فَقَالُوا: أَيْنَ نَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَهُنَا وَأَشَارَ -[204]- إِلَى الْحَبَشَةِ» وَكَانَتْ أَحَبَّ الْأَرْضِ إِلَيْهِ أَنْ يُهَاجِرَ قِبَلِهَا، فَهَاجَرَ نَاسٌ ذَوُو عَدَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مِنْهُمْ مَنْ هَاجَرَ مَعَهُ بِأَهْلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ حَتَّى قَدِمُوا أَرْضَ الْحَبَشَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ قَالَا: §فَخَرَجُوا مُتَسَلِّلِينَ سِرًّا، وَكَانُوا أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَأَرْبَعَ نِسْوَةٍ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الشُّعَيْبَةِ، مِنْهُمُ الرَّاكِبُ وَالْمَاشِي، وَوَفَّقَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُسْلِمِينَ سَاعَةَ جَاءُوا سَفِينَتَيْنِ لِلتُّجَّارِ حَمَلُوهُمْ فِيهِمَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ بِنِصْفِ دِينَارٍ، وَكَانَ مَخْرَجُهُمْ فِي رَجَبٍ مِنَ السَّنَةِ الْخَامِسَةِ مِنْ حِينَ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى جَاءُوا الْبَحْرَ حَيْثُ رَكِبُوا فَلَمْ يُدْرِكُوا مِنْهُمْ أَحَدًا، قَالُوا: وَقَدِمْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَجَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللَّهَ لَا نُؤْذَى وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: §تَسْمِيَةُ الْقَوْمِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومٍ مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ، وَأَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيُّ، وَحَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ

ذكر سبب رجوع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة

§ذِكْرُ سَبَبِ رُجُوعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَا: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قَوْمِهِ كَفًّا عَنْهُ، فَجَلَسَ خَالِيًا، فَتَمَنَّى فَقَالَ: «§لَيْتَهُ لَا يَنْزِلُ عَلَيَّ شَيْءٌ يُنَفِّرُهُمْ عَنِّي» وَقَارَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَوْمَهُ، وَدَنَا مِنْهُمْ، وَدَنَوْا مِنْهُ، فَجَلَسَ يَوْمًا مَجْلِسًا فِي نَادٍ مِنْ تِلْكَ الْأَنْدِيَةِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1] حَتَّى إِذَا بَلَغَ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19] ، {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 20] أَلْقَى الشَّيْطَانُ كَلِمَتَيْنِ عَلَى لِسَانِهِ: تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى، فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِمَا ثُمَّ مَضَى، فَقَرَأَ السُّورَةَ كُلَّهَا وَسَجَدَ وَسَجَدَ الْقَوْمُ جَمِيعًا، وَرَفَعَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ تُرَابًا إِلَى جَبْهَتِهِ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا أُحَيْحَةَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخَذَ تُرَابًا فَسَجَدَ عَلَيْهِ رَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّمَا الَّذِي رَفَعَ التُّرَابَ الْوَلِيدُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَبُو أُحَيْحَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: كِلَاهُمَا جَمِيعًا فَعَلَ ذَلِكَ، فَرَضُوا بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيَخْلُقُ وَيَرْزُقُ، وَلَكِنَّ آلِهَتَنَا هَذِهِ تَشْفَعُ لَنَا عِنْدَهُ، وَأَمَّا إِذْ جَعَلْتَ لَهَا نَصِيبًا فَنَحْنُ مَعَكَ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِمْ حَتَّى جَلَسَ فِي الْبَيْتِ، فَلَمَّا أَمْسَى أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَرَضَ عَلَيْهِ السُّورَةَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: جِئْتُكَ بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُلْتُ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَقُلْ» فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ {وَإِنْ

كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} [الإسراء: 73] إِلَى قَوْلِهِ: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [الإسراء: 75]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: §فَشَتْ تِلْكَ السَّجْدَةُ فِي النَّاسِ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَبَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَدْ سَجَدُوا وَأَسْلَمُوا حَتَّى إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَأَبَا أُحَيْحَةَ قَدْ سَجَدَا خَلْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْقَوْمُ: فَمَنْ بَقِيَ بِمَكَّةَ إِذَا أَسْلَمَ هَؤُلَاءِ؟ وَقَالُوا: عَشَائِرُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا، فَخَرَجُوا رَاجِعِينَ حَتَّى إِذَا كَانُوا دُونَ مَكَّةَ بِسَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ لَقُوا رَكْبًا مِنْ كِنَانَةَ، فَسَأَلُوهُمْ عَنْ قُرَيْشٍ وَعَنْ حَالِهِمْ، فَقَالَ الرَّكْبُ: ذَكَرَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ فَتَابَعَهُ الْمَلَأُ، ثُمَّ ارْتَدَّ عَنْهَا فَعَادَ لِشَتْمِ آلِهَتِهِمْ وَعَادُوا لَهُ بِالشَّرِّ، فَتَرَكْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَأْتَمَرَ الْقَوْمُ فِي الرُّجُوعِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ قَالُوا: قَدْ بَلَغْنَا، نَدْخُلُ فَنَنْظُرُ مَا فِيهِ قُرَيْشٌ، وَيُحْدِثُ عَهْدًا مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِهِ ثُمَّ يَرْجِعُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: §دَخَلُوا مَكَّةَ وَلَمْ يَدْخُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا بِجِوَارٍ إِلَّا ابْنَ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ مَكَثَ يَسِيرًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانُوا خَرَجُوا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ، فَأَقَامُوا شَعْبَانَ وَشَهْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَتِ السَّجْدَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقَدِمُوا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ

ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة

§ذِكْرُ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالُوا: لَمَّا قَدِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ مِنَ الْهِجْرَةِ الْأُولَى اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ قَوْمُهُمْ، وَسَطَتْ بِهِمْ عَشَائِرُهُمْ وَلَقُوا مِنْهُمْ أَذًى شَدِيدًا، فَأَذِنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَكَانَتْ خَرْجَتُهُمُ الْآخِرَةُ أَعْظَمَهَا مَشَقَّةً، وَلَقُوا مِنْ قُرَيْشٍ تَعْنِيفًا شَدِيدًا، وَنَالُوهُمْ بِالْأَذَى وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ مَا بَلَغَهُمْ عَنِ النَّجَاشِيِّ مِنْ حُسْنِ جِوَارِهِ لَهُمْ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهِجْرَتُنَا الْأُولَى، وَهَذِهِ الْآخِرَةُ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَلَسْتَ مَعَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيَّ، لَكُمْ هَاتَانِ الْهِجْرَتَانِ جَمِيعًا» قَالَ عُثْمَانُ: فَحَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ عِدَّةُ مَنْ خَرَجَ فِي هَذِهِ الْهِجْرَةِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانِينَ رَجُلًا، وَمِنَ النِّسَاءِ إِحْدَى عَشَرَةَ امْرَأَةً قُرَشِيَّةً، وَسَبْعٌ غَرَائِبُ، فَأَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ بِأَحْسَنِ جِوَارٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِمُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، رَجَعَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا، وَمِنَ النِّسَاءِ ثَمَانِي نِسْوَةٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ بِمَكَّةَ، وَحُبِسَ بِمَكَّةَ سَبْعَةُ نَفَرٍ وَشَهِدَ بَدْرًا مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، فَلَمَّا قُرِئَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ أَسْلَمَ، وَقَالَ: لَوْ قَدَرْتُ أَنْ آتِيَهُ لَأَتَيْتُهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ

رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَتْ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَتَنَصَّرَ هُنَاكَ وَمَاتَ، فَزَوَّجَهُ النَّجَاشِيُّ إِيَّاهَا وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ تَزْوِيجَهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ مَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَيَحْمِلُهُمْ فَفَعَلَ وَحَمَلَهُمْ فِي سَفِينَتَيْنِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ فَأَرْسَلُوا بِهِمْ إِلَى سَاحِلِ بُولَا وَهُوَ الْجَارُ، ثُمَّ تَكَارُوا الظَّهْرَ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَيَجِدُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَشَخَصُوا إِلَيْهِ، فَوَجَدُوهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُدْخِلُوهُمْ فِي سُهْمَانِهِمْ فَفَعَلُوا

ذكر حصر قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم في الشعب

§ذِكْرُ حَصْرِ قُرَيْشٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَنِي هَاشِمٍ فِي الشِّعْبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا بَلَغَ قُرَيْشًا فِعْلُ النَّجَاشِيِّ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ وَإِكْرَامِهِ إِيَّاهُمْ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَغَضِبُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، وَأَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَتَبُوا كِتَابًا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَلَّا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا

يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُخَالِطُوهُمْ، وَكَانَ الَّذِي كَتَبَ الصَّحِيفَةَ مَنْصُورُ بْنُ عِكْرِمَةَ العَبْدَرِيُّ فَشُلَّتْ يَدُهُ، وَعَلَّقُوا الصَّحِيفَةَ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ الْجُلَاسِ بِنْتِ مُخَرِّبَةَ الْحَنْظَلِيَّةِ خَالَةِ أَبِي جَهْلٍ §وَحَصَرُوا بَنِي هَاشِمٍ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ حِينِ تُنِبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَانْحَازَ بَنُو الْمُطَّلِبِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فِي شِعْبِهِ مَعَ بَنِي هَاشِمٍ وَخَرَجَ أَبُو لَهَبٍ إِلَى قُرَيْشٍ، فَظَاهَرَهُمْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَقَطَعُوا عَنْهُمُ الْمِيرَةَ وَالْمَادَّةَ، فَكَانُوا لَا يَخْرُجُونَ إِلَّا مِنْ مَوْسِمٍ إِلَى مَوْسِمٍ حَتَّى بَلَغَهُمُ الْجَهْدُ، وَسُمِعَ أَصْوَاتُ صِبْيَانِهِمْ مِنْ وَرَاءِ الشِّعْبِ، فَمِنْ قُرَيْشٍ مَنْ سَرَّهُ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ سَاءَهُ وَقَالَ: انْظُرُوا مَا أَصَابَ مَنْصُورَ بْنَ عِكْرِمَةَ، فَأَقَامُوا فِي الشِّعْبِ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ أَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَى أَمْرِ صَحِيفَتِهِمْ، وَأَنَّ الْأَرَضَةُ قَدْ أَكَلَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ وَظُلْمٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: §كَتَبَتْ قُرَيْشٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا وَخَتَمُوا عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ خَوَاتِيمَ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الصَّحِيفَةِ دَابَّةً فَأَكَلَتْ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعِكْرِمَةَ قَالَا: §أُكِلَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ إِلَّا بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَ جَدِّهِ، قَالَ: «§أُكِلَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ مِنْ قَطِيعَةٍ غَيْرَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَوَّلِ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ لِإِخْوَتِهِ وَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ

، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ: إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمُ يَكْذِبْنِي قَطُّ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَلَّطَ عَلَى صَحِيفَتِكُمُ الْأَرَضَةَ فَلَحَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَبَقِيَ فِيهَا كُلُّ مَا ذُكِرَ بِهِ اللَّهُ، فَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي صَادِقًا نَزَعْتُمْ عَنْ سُوءِ رَأْيِكُمْ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمْ فَقَتَلْتُمُوهُ أَوِ اسْتَحْيَيْتُمُوهُ، قَالُوا: قَدْ أَنْصَفْتَنَا فَأَرْسَلُوا إِلَى الصَّحِيفَةِ فَفَتَحُوهَا، فَإِذَا هِيَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَنَكَسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: عَلَامَ نُحْبَسُ وَنُحْصَرُ وَقَدْ بَانَ الْأَمْرُ، ثُمَّ دَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا، وَقَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاسْتَحَلَّ مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَّا، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الشِّعْبِ، وَتَلَاوَمَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى مَا صَنَعُوا بِبَنِي هَاشِمٍ، فِيهِمْ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَدِيُّ بْنُ قَيْسٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَأَبُو الْبَحْتَرِيِّ بْنُ هَاشِمٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَبِسُوا السِّلَاحَ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَأَمَرُوهُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَى مَسَاكِنِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَعَرَفُوا أَنْ لَنْ يُسْلِمُوهُمْ، وَكَانَ خُرُوجُهُمْ مِنَ الشِّعْبِ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي الشِّعْبِ سَنَتَيْنِ وَقَالَ الْحَكَمُ: مَكَثُوا سِنِينَ

ذكر سبب خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف

§ذِكْرُ سَبَبِ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الطَّائِفِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ

: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَهْرٌ وَخَمْسَةُ أَيَّامٍ، اجْتَمَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصِيبَتَانِ فَلَزِمَ بَيْتَهُ، وَأَقَلَّ الْخُرُوجَ، وَنَالَتْ مِنْهُ قُرَيْشٌ مَا لَمْ تَكُنْ تَنَالُ، وَلَا تَطْمَعُ بِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا لَهَبٍ فَجَاءَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، امْضِ لِمَا أَرَدْتَ، وَمَا كُنْتَ صَانِعًا إِذْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيًّا فَاصْنَعْهُ، لَا وَاللَّاتِ لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ حَتَّى أَمُوتَ، وَسَبَّ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو لَهَبٍ، فَنَالَ مِنْهُ، فَوَلَّى وَهُوَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ صَبَأَ أَبُو عُتْبَةَ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ: مَا فَارَقْتُ دِينَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلَكِنِّي أَمْنَعُ ابْنَ أَخِي أَنْ يُضَامَ حَتَّى يَمْضِيَ لِمَا يُرِيدُ، قَالُوا: قَدْ أَحْسَنْتَ وَأَجْمَلْتَ وَوَصَلْتَ الرَّحِمَ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَذَلِكَ أَيَّامًا يَذْهَبُ وَيَأْتِي، لَا يَعْتَرِضُ لَهُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهَابُوا أَبَا لَهَبٍ إِلَى أَنْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى أَبِي لَهَبٍ، فَقَالَا لَهُ: أَخْبَرَكَ ابْنُ أَخِيكَ أَيْنَ مَدْخَلُ أَبِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ مَدْخَلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: " مَعَ قَوْمِهِ: فَخَرَجَ أَبُو لَهَبٍ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «مَعَ قَوْمِهِ» فَقَالَا: يَزْعُمُ أَنَّهُ فِي النَّارِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَدْخُلُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ النَّارَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ §وَمَنْ مَاتَ عَلَى مِثْلِ مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ دَخَلَ النَّارَ» فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: وَاللَّهِ لَا بَرِحْتُ لَكَ عَدُوًّا أَبَدًا، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي النَّارِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ هُوَ وَسَائِرُ قُرَيْشٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ تَنَاوَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاجْتَرَءُوا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَذَلِكَ فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ حِينَ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا

الْإِسْنَادِ، فَأَقَامَ بِالطَّائِفِ عَشَرَةَ أَيَّامٍ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ إِلَّا جَاءَهُ وَكَلَّمَهُ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ وَخَافُوا عَلَى أَحْدَاثِهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، اخْرُجْ مِنْ بَلَدِنَا وَالْحِقْ بِمُجَابِكَ مِنَ الْأَرْضِ، وَأَغْرَوْا بِهِ سُفَهَاءَهُمْ، فَجَعَلُوا يَرْمُونَهُ بِالْحِجَارَةِ، حَتَّى إِنَّ رِجْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَتَدْمِيَانِ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَقِيهِ بِنَفْسِهِ حَتَّى لَقَدْ شُجَّ فِي رَأْسِهِ شِجَاجٌ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ رَاجِعًا إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مَحْزُونٌ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَلَا امْرَأَةٌ، فَلَمَّا نَزَلَ نَخْلَةَ قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَصُرِفَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ سَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ، فَاسْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْجِنِّ وَلَمْ يَشْعُرْ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ {، وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] فَهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَانُوا صُرِفُوا إِلَيْهِ بِنَخْلَةَ وَأَقَامَ بِنَخْلَةَ أَيَّامًا، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: كَيْفَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ يَعْنِي قُرَيْشًا وَهُمْ أَخْرَجُوكَ؟ فَقَالَ: «يَا زَيْدُ إِنَّ §اللَّهَ جَاعِلٌ لِمَا تَرَى فَرَجًا وَمَخْرَجًا، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ دِينَهُ وَمُظْهِرٌ نَبِيَّهُ» ثُمَّ انْتَهَى إِلَى حِرَاءٍ فَأَرْسَلَ رَجُلًا مِنْ خُزَاعَةَ إِلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: «أَدْخُلُ فِي جِوَارِكَ؟» فَقَالَ: نَعَمْ، وَدَعَا بَنِيهِ وَقَوْمَهُ فَقَالَ: تَلَبَّسُوا السِّلَاحَ، وَكُونُوا عِنْدَ أَرْكَانِ الْبَيْتِ فَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُ مُحَمَّدًا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَامَ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَنَادَى: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ مُحَمَّدًا فَلَا يَهْجُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ وَمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَوَلَدُهُ مُطِيفُونَ بِهِ

ذكر المعراج وفرض الصلوات

§ذِكْرُ الْمِعْرَاجِ وَفَرْضِ الصَّلَوَاتِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، وَغَيْرِهِ مِنْ رِجَالِهِ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَائِمٌ فِي بَيْتِهِ ظُهْرًا، أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى مَا سَأَلْتَ اللَّهَ، فَانْطَلَقَا بِهِ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ، فَأُتِيَ بِالْمِعْرَاجِ، فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ مَنْظَرًا، فَعَرَجَا بِهِ إِلَى السَّمَاوَاتِ سَمَاءً سَمَاءً، فَلَقِيَ فِيهَا الْأَنْبِيَاءَ وَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَأُرِيَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَمْ أَسْمَعْ إِلَّا صَرِيفَ الْأَقْلَامِ» وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَصَلَّى بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصَّلَوَاتِ فِي مَوَاقِيتِهَا

ذكر ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس

§ذِكْرُ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ مُوسَى: وَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[214]- وَغَيْرِهِمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §حُمِلْتُ عَلَى دَابَّةٍ بَيْضَاءَ بَيْنَ الْحِمَارِ وَبَيْنَ الْبَغْلَةِ فِي فَخْذَيْهَا جَنَاحَانِ تَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهَا، فَلَمَّا دَنَوْتُ لِأَرْكَبَهَا شَمَسَتْ فَوَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْتَحْيِينَ يَا بُرَاقُ مِمَّا تَصْنَعِينَ، وَاللَّهِ مَا رَكِبَ عَلَيْكِ عَبْدٌ لِلَّهِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، فَاسْتَحْيَتْ حَتَّى ارْفَضَّتْ عَرَقًا، ثُمَّ قَرَّتْ حَتَّى رَكِبْتُهَا، فَعَمِلَتْ بِأُذُنَيْهَا، وَقَبَضَتِ الْأَرْضَ حَتَّى كَانَ مُنْتَهَى وَقْعِ حَافِرِهَا طَرُفَهَا، وَكَانَتْ طَوِيلَةَ الظَّهْرِ طَوِيلَةَ الْأُذُنَيْنِ، وَخَرَجَ مَعِيَ جِبْرِيلُ لَا يَفُوتُنِي، وَلَا أَفُوتُهُ حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَانْتَهَى الْبُرَاقُ إِلَى مَوْقِفِهِ الَّذِي كَانَ يَقِفُ، فَرَبَطَهُ فِيهِ، وَكَانَ مَرْبِطُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: " وَرَأَيْتُ الْأَنْبِيَاءَ جُمِعُوا لِي، فَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِمَامٌ فَقَدَّمَنِي جِبْرِيلُ حَتَّى صَلَّيْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَسَأَلْتُهُمْ، فَقَالُوا: بُعِثْنَا بِالتَّوْحِيدِ " وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فُقِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَفَرَّقَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُونَهُ وَيَلْتَمِسُونَهُ، وَخَرَجَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى بَلَغَ ذَا طُوًى، فَجَعَلَ يَصْرُخُ يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ» قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي عَنَّيْتَ قَوْمَكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، فَأَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: «أَتَيْتُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» قَالَ: فِي لَيْلَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: هَلْ أَصَابَكَ إِلَّا خَيْرٌ، قَالَ: «مَا أَصَابَنِي إِلَّا خَيْرٌ» وَقَالَتْ أُمُّ هَانِئِ ابْنَةُ أَبِي طَالِبٍ: مَا أُسْرِيَ بِهِ إِلَّا مِنْ بَيْتِنَا نَامَ عِنْدَنَا تِلْكَ اللَّيْلَةِ صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الْفَجْرِ أَنْبَهْنَاهُ لِلصُّبُحِ -[215]-، فَقَامَ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ، قَالَ: «يَا أُمَّ هَانِئٍ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَكُمُ الْعِشَاءَ كَمَا رَأَيْتِ بِهَذَا الْوَادِي، ثُمَّ قَدْ جِئْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَلَّيْتُ فِيهِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ مَعَكُمْ» ثُمَّ قَامَ لِيَخْرُجَ، فَقُلْتُ: لَا تُحَدِّثْ هَذَا النَّاسَ فَيُكَذِّبُوكَ وَيُؤْذُوكَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَأُحَدِّثُنَّهُمْ» فَأَخْبَرَهُمْ فَتَعَجَّبُوا، وَقَالُوا: لَمْ نَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: «يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ قَوْمِي لَا يُصَدِّقُونَنِي» قَالَ: يُصَدِّقُكَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ الصِّدِّيقُ، فَأَتَيْتُ نَاسًا كَثِيرًا كَانُوا قَدْ صَلُّوا وَسَلَّمُوا، وَقُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَخُيِّلَ إِلَيَّ بَيْتُ الْمَقْدِسِ فَطَفَفْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَمْ لِلْمَسْجِدِ مِنْ بَابٍ؟ وَلَمْ أَكُنْ عَدَدْتُ أَبْوَابَهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَعُدُّهَا بَابًا بَابًا، وَأُعْلِمُهُمْ وَأَخْبَرْتُهُمْ عَنْ عِيرَاتٍ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَعَلَامَاتٍ فِيهَا، فَوَجَدُوا ذَلِكَ كَمَا أَخْبَرْتُهُمْ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: كَانَتْ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا بِعَيْنِهِ

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَقَدْ §رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيَّ أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ -[216]- مِنَ الصَّلَاةِ، قَالَ لِي قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ

ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبائل العرب في المواسم

§ذِكْرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبَائِلَ الْعَرَبِ فِي الْمَوَاسِمِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي، قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ مِنْ أَوَّلِ نُبُوَّتِهِ مُسْتَخْفِيًا، ثُمَّ أَعْلَنَ فِي الرَّابِعَةِ، فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ عَشْرَ سِنِينَ يُوَافِي الْمَوَاسِمَ كُلَّ عَامٍ يَتَّبِعُ الْحَاجَّ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الْمَوَاسِمِ بِعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ وَذِي الْمَجَازِ يَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَمْنَعُوهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّهِ وَلَهُمُ الْجَنَّةُ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُجِيبُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْأَلُ عَنِ الْقَبَائِلِ وَمَنَازِلِهَا قَبِيلَةً قَبِيلَةً، وَيَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَتَمْلِكُوا بِهَا الْعَرَبَ، وَتَذِلَّ لَكُمُ الْعَجَمُ، وَإِذَا آمَنْتُمْ كُنْتُمْ مُلُوكًا فِي الْجَنَّةِ " وَأَبُو لَهَبٍ وَرَاءَهُ يَقُولُ: لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ فَيَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقْبَحَ الرَّدِّ وَيُؤْذُونَهُ وَيَقُولُونَ: أُسْرَتُكَ وَعَشِيرَتُكَ أَعْلَمُ بِكَ، حَيْثُ لَمْ يَتَّبِعُوكَ وَيُكَلِّمُونَهُ وَيُجَادِلُونَهُ وَيُكَلِّمُهُمْ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَوْ شِئْتَ لَمْ يَكُونُوا هَكَذَا» فَكَانَ مَنْ سُمِّيَ لَنَا مِنَ الْقَبَائِلِ الَّذِينَ أَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَعَاهُمْ وَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ: بَنُو عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمُحَارِبُ بْنُ خَصَفَةَ، وَفَزَارَةُ، وَغَسَّانُ، وَمُرَّةُ، وَحَنِيفَةُ، وَسُلَيْمٌ

، وَعَبْسٌ، وَبَنُو نَضْرٍ، وَبَنُو الْبُكَاءِ، وَكِنْدَةُ، وَكَلْبٌ، وَالْحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ، وَعُذْرَةُ، وَالْحَضَارِمَةُ، فَلَمْ يَسْتَجِبْ مِنْهُمْ أَحَدٌ

ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج

§ذِكْرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ رَبِيعٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ نَافِعِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إِلَى اللَّهِ وَيَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ كُلَّ سَنَةٍ بِمَجَنَّةَ وَعُكَاظٍ وَمِنًى أَنْ يُؤْوُوهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَلَهُمُ الْجَنَّةُ فَلَيْسَتْ، قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ تَسْتَجِيبُ لَهُ وَيُؤْذَى وَيُشْتَمُ حَتَّى أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ وَنَصْرَ نَبِيِّهِ وَإِنْجَازَ مَا وَعْدَهُ فَسَاقَهُ إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ فَانْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْهُمْ وَهُمْ يَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَاسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَأَسْرَعُوا وَآمَنُوا وَصَدَّقُوا، وَآوَوْا، وَنَصَرُوا وَوَاسَوْا، وَكَانُوا وَاللَّهِ أَطْوَلَ النَّاسِ أَلْسِنَةً وَأَحَدَّهُمْ سُيُوفًا فَاخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَجَابَ فَذَكَرُوا الرَّجُلَ بِعَيْنِهِ -[218]- وَذَكَرُوا الرَّجُلَيْنِ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنَ السِّتَّةِ، وَذَكَرُوا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ وَكَتَبْنَا كُلَّ ذَلِكَ وَذَكَرُوا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَالَ لَهُمَا: قَدْ شَغَلَنَا هَذَا الْمُصَلِّي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ يَتَكَلَّمَانِ بِالتَّوْحِيدِ بِيَثْرِبَ فَقَالَ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ حِينَ سَمِعَ كَلَامَ عُتْبَةَ: دُونَكَ هَذَا دِينُكَ، فَقَامَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَا، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيَ أَسْعَدُ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلَامِهِ وَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا دَعَا إِلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: فَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأُسْلِمُ، وَيُقَالُ أَنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ وَمُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرَيْنِ فَذُكِرَ لَهُمَا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَيَاهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَا، فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَأَوَّلُ مَسْجِدٍ قُرِئَ فِيهِ الْقُرْآنُ بِالْمَدِينَةِ مَسْجِدُ بَنِي زُرَيْقٍ وَيُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ نُزُولٍ بِمِنًى: ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ، مِنْهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، وَمِنْ بَنِي سَالِمٍ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ، وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا، وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَمْنَعُونَ لِي ظَهْرِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ مُجْتَهِدُونَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، نَحْنُ، فَاعْلَمْ، أَعْدَاءٌ مُتَبَاغِضُونَ، وَإِنَّمَا كَانَتْ -[219]- وَقْعَةُ بُعَاثٍ عَامَ الْأَوَّلِ، يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِنَا اقْتَتَلْنَا فِيهِ، فَإِنْ تَقْدَمَ وَنَحْنُ كَذَا لَا يَكُونُ لَنَا عَلَيْكَ اجْتِمَاعٌ، فَدَعْنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى عَشَائِرِنَا لَعَلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَمَوْعِدُكَ الْمَوْسِمُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَيُقَالُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ السِّتَّةَ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَحُلَفَاءُ يَهُودٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَأَسْلَمُوا، وَهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَفْرَاءَ، وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ، وَمِنْ بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِيءٍ، وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَلَمَةَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا عِنْدَنَا أَثْبَتُ مَا سَمِعْنَا فِيهِمْ وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: هَؤُلَاءِ السِّتَّةُ فِيهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: ثُمَّ §قَدِمُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَعَوْا قَوْمَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ مَنْ أَسْلَمَ، وَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا فِيهَا ذِكْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرٌ

ذكر العقبة الأولى الاثني عشر ليس فيهم عندنا اختلاف

§ذِكْرُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَيْ عَشَرَ لَيْسَ فِيهِمْ عِنْدَنَا اخْتِلَافٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ -[220]- أَبِيهِ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصِّنَاجِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالُوا: §لَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ مِنَ الْعَامِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّفَرَ السِّتَّةَ لَقِيَهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا بَعْدَ ذَلِكَ بِعَامٍ، وَهِيَ الْعَقَبَةُ الْأُولَى مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفٌ وَمُعَاذٌ وَهُمَا ابْنَا الْحَارِثِ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ، وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَيَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ عَوْفٍ عَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ، وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِيءٍ، وَمِنْ بَنِي سَوَّادٍ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةٌ: مِنَ الْخَزْرَجِ وَمِنَ الْأَوْسِ رَجُلَانِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفٌ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلَ، وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ غَشِيَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَلَمْ يُفْرَضْ يَوْمَئِذٍ الْقِتَالُ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ يَجْتَمِعُ بِالْمَدِينَةِ بِمَنْ أَسْلَمَ وَكَتَبَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ابْعَثْ إِلَيْنَا مُقْرِئًا يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيَّ فَنَزَلَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَكَانَ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، فَرَأَى بَعْضُهُمْ أَنَّ مُصْعَبًا كَانَ يَجْتَمِعُ بِهِمْ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ السَّبْعِينَ حَتَّى وَافَوُا الْمَوْسِمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

ذكر العقبة الآخرة وهم السبعون الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ وَهُمُ السَّبْعُونَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا حَضَرَ الْحَجُّ مَشَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ أَسْلَمُوا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَتَوَاعَدُونَ الْمَسِيرَ إِلَى الْحَجِّ، وَمُوَافَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَالْإِسْلَامُ يَوْمَئِذٍ فَاشٍ بِالْمَدِينَةِ فَخَرَجُوا وَهُمْ سَبْعُونَ يَزِيدُونَ رَجُلًا أَوْ رَجُلَيْنِ فِي خَمَرِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَهُمْ خَمْسُمِائَةٍ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ وَعَدَهُمْ مِنًى وَسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ لَيْلَةَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَنْ يُوَافُوهُ فِي الشِّعْبِ الْأَيْمَنِ إِذَا انْحَدَرُوا مِنْ مِنًى بِأَسْفَلِ الْعَقَبَةِ حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُنْبِهُوا نَائِمًا وَلَا يَنْتَظِرُوا غَائِبًا، قَالَ: فَخَرَجَ الْقَوْمُ بَعْدَ هَدْأَةٍ يَتَسَلَّلُونَ: الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ، وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرَهُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ

ثُمَّ تَوَافَى السَّبْعُونَ وَمَعَهُمُ امْرَأَتَانِ، قَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مِنَّا مَنْ كَانَ عَلَى قَوْلِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ يَمْنَعُهُ لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدٌ النَّاسَ كُلَّهُمْ غَيْرَكُمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ وَاسْتِقْلَالٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً تَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ فَارْتَئُوا رَأْيَكُمْ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ وَلَا تَفْتَرِقُوا إِلَّا عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ، فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا تَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاهُ، وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْنَا فَنَحْنُ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ وَأَجَابَ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَدَّقَهُ، وَقَالُوا: نَقْبَلُهُ عَلَى مُصِيبَةِ الْأَمْوَالِ وَقَتْلِ الْأَشْرَافِ وَلَغَطُوا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَخْفُوا جَرْسَكُمْ فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ هُمُ الَّذِينَ يَلُونَ كَلَامَنَا مِنْكُمْ، فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَحَالِّكُمْ فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَأَجَابَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَيُقَالُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَيُقَالُ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ثُمَّ ضَرَبَ السَّبْعُونَ كُلُّهُمْ عَلَى يَدِهِ وَبَايَعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §مُوسَى أَخَذَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا فَلَا يَجِدَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ

غَيْرُهُ، فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ» فَلَمَّا تَخَيَّرَهُمْ، قَالَ لِلنُّقَبَاءِ: «أَنْتُمْ كُفَلَاءُ عَلَى غَيْرِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَنَا كَفِيلٌ عَلَى قَوْمِي» قَالُوا: نَعَمْ، فَلَمَّا بَايَعَ الْقَوْمَ وَكَمَلُوا صَاحَ الشَّيْطَانُ عَلَى الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سُمِعَ: يَا أَهْلَ الْأَخَاشِبِ، هَلْ لَكُمْ فِي مُحَمَّدٍ وَالصُّبَاةِ مَعَهُ، قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ» فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ أَحْبَبْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى بِأَسْيَافِنَا، وَمَا أَحَدٌ عَلَيْهِ سَيْفٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ غَيْرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ فَانْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ» فَتَفَرَّقُوا إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْقَوْمُ غَدَتْ عَلَيْهِمْ جُلَّةُ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافُهُمْ حَتَّى دَخَلُوا شِعْبَ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ لَقِيتُمْ صَاحِبَنَا الْبَارِحَةَ، وَوَاعَدْتُمُوهُ أَنْ تُبَايِعُوهُ عَلَى حَرْبِنَا وَايْمُ اللَّهِ، مَا حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ الْحَرْبُ مِنْكُمْ، قَالَ: فَانْبَعَثَ مَنْ كَانَ هُنَاكَ مِنَ الْخَزْرَجِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللَّهِ مَا كَانَ هَذَا، وَمَا عَلِمْنَا، وَجَعَلَ ابْنُ أُبَيٍّ يَقُولُ: هَذَا بَاطِلٌ، وَمَا كَانَ هَذَا، وَمَا كَانَ قَوْمِي لِيَفْتَاتُوا عَلَيَّ بِمِثْلِ هَذَا لَوْ كُنْتُ بِيَثْرِبَ مَا صَنَعَ هَذَا قَوْمِي حَتَّى يُؤَامِرُونِي، فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرَيْشٌ مِنْ عِنْدِهِمْ رَحَلَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَتَقَدَّمَ إِلَى بَطْنِ يَأْجَجَ وَتَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَطْلُبُهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَلَا تَعَدَّوْا طُرُقَ الْمَدِينَةِ وَحَزَّبُوا عَلَيْهِمْ، فَأَدْرَكُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَجَعَلُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِنِسْعَةٍ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ وَيَجُرُّونَ شَعْرَهُ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ، حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَكَّةَ، فَجَاءَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَالْحَارِثُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَخَلَّصَاهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَأَتَمَرَتِ الْأَنْصَارُ حِينَ فَقَدُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَنْ يَكُرُّوا إِلَيْهِ، فَإِذَا سَعْدٌ قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ فَرَحَلَ الْقَوْمُ جَمِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ

ذكر مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة من حين تنبأ إلى الهجرة

§ذِكْرُ مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنْ حِينِ تَنَبَّأَ إِلَى الْهِجْرَةِ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §مَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَخَرَجَ مِنْهَا فِي صَفَرٍ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً: سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَالنُّورَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِي سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، زَادَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -[225]- صلّى الله عليه وسلم عَشْرًا بِمَكَّةَ وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ ذَاكَ؟ لَقَدْ §أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَخَمْسًا يَعْنِي سِنِينَ أوْ أَكْثَرَ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَقَرَأَ {§وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106] قَالَ: كَانَ اللَّهُ يُنَزِّلُ بِهَا الْقُرْآنَ بَعْضَهُ قَبْلَ بَعْضٍ لِمَا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي النَّاسِ وَيُحَدَّثُ، لَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، أُنْزِلَ عَلَيْهِ ثَمَانِي سِنِينَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَعَشْرَ سِنِينَ بِالْمَدِينَةِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ بُعِثَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: §أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ

ذكر إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في الهجرة إلى المدينة

§ذِكْرُ إِذْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَا: لَمَّا صَدَرَ -[226]- السَّبْعُونَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَابَتْ نَفْسُهُ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مَنَعَةً وَقَوْمًا أَهْلَ حَرْبٍ وَعِدَّةٍ وَنَجْدَةٍ، وَجَعَلَ الْبَلَاءَ يَشْتَدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْخُرُوجِ فَضَيَّقُوا عَلَى أَصْحَابِهِ وَتَعَبَّثُوا بِهِمْ، وَنَالُوا مِنْهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَنَالُونَ مِنَ الشَّتْمِ وَالْأَذَى فَشَكَا ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: " قَدْ §أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ، وَهُمَا الْحَرَّتَانِ وَلَوْ كَانَتِ السُّرَاةُ أَرْضَ نَخْلٍ وَسِبَاخٍ لَقُلْتُ: «هِيَ هِيَ» ثُمَّ مَكَثَ أَيَّامًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ مَسْرُورًا، فَقَالَ: " قَدْ أُخْبِرْتُ بِدَارِ هِجْرَتِكُمْ وَهِيَ يَثْرِبُ، فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ فَلْيَخْرُجْ إِلَيْهَا، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَجَهَّزُونَ وَيَتَوَافَقُونَ وَيَتَوَاسُونَ وَيَخْرُجُونَ وَيُخْفُونَ ذَلِكَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ، فَهِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ ثُمَّ قَدِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَالًا، فَنَزَلُوا عَلَى الْأَنْصَارِ فِي دُورِهِمْ فَآوَوْهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَآسُوهُمْ، وَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ بِقُبَاءَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ فِي هِجْرَتِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ كَلِبَتْ قُرَيْشٌ عَلَيْهِمْ، وَحَرَبُوا وَاغْتَاظُوا عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنْ فِتْيَانِهِمْ، وَكَانَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى قُبَاءَ خَرَجُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ حَتَّى قَدِمُوا مَعَ أَصْحَابِهِ فِي الْهِجْرَةِ، فَهُمْ مُهَاجِرُونَ أَنْصَارِيُّونَ، وَهُمْ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كِلْدَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَزِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ جَمِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَبْقَ بِمَكَّةَ مِنْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ أَوْ مَفْتُونٌ مَحْبُوسٌ أَوْ مَرِيضٌ أَوْ ضَعِيفٌ عَنِ الْخُرُوجِ

ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر إلى المدينة للهجرة

§ذِكْرُ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ لِلْهِجْرَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ حَمَلُوا الذَّرَارِيَّ وَالْأَطْفَالَ إِلَى الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ عَرَفُوا أَنَّهَا دَارُ مَنَعَةٍ وَقَوْمُ أَهْلِ حَلْقَةٍ وَبَأْسٍ، فَخَافُوا خُرُوجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاجْتَمَعُوا فِي دَارِ النَّدْوَةِ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ وَالْحِجَى مِنْهُمْ لِيَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِهِ، وَحَضَرَهُمْ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ كَبِيرٍ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ مُشْتَمِلٍ الصَّمَّاءَ فِي بَتٍّ، فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَشَارَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِرَأْيٍ , كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّهُ إِبْلِيسُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَرْضَاهُ لَهُمْ إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَرَى أَنْ نَأْخُذَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ غُلَامًا نَهْدًا جَلِيدًا، ثُمَّ نُعْطِيَهُ سَيْفًا صَارِمًا فَيَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَيَتَفَرَّقُ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ، فَلَا يَدْرِي بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَعْدَ ذَلِكَ مَا تَصْنَعُ، قَالَ: فَقَالَ النَّجْدِيُّ: لِلَّهِ دَرُّ الْفَتَى هَذَا، وَاللَّهِ الرَّأْيُ، وَإِلَّا فَلَا فَتَفَرَّقُوا عَلَى ذَلِكَ وَأَجْمَعُوا عَلَيْهِ، وَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَنَامَ فِي مَضْجَعِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ §أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» فَقَالَ أَبُو

بَكْرٍ: الصُّحْبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِالثَّمَنِ» وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ اشْتَرَاهُمَا بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ نَعَمِ بَنِي قُشَيْرٍ، فَأَخَذَ إِحْدَاهُمَا وَهِيَ الْقَصْوَاءُ، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَبِيتَ فِي مَضْجَعِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَبَاتَ فِيهِ عَلِيٌّ وَتَغَشَّى بُرْدًا أَحْمَرَ حَضْرَمِيًّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنَامُ فِيهِ، وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ النَّفْرُ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَطَلَّعُونَ مِنْ صِيرِ الْبَابِ وَيَرْصُدُونَهُ يُرِيدُونَ ثِيَابَهُ، وَيَأْتَمِرُونَ أَيُّهُمْ يَحْمِلُ عَلَى الْمُضْطَجِعِ صَاحِبَ الْفِرَاشِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى الْبَابِ، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، فَجَعَلَ يَذَرُهَا عَلَى رُءُوسِهِمْ وَيَتْلُو {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} [يس: 2] حَتَّى بَلَغَ {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يَؤْمِنُونَ} [البقرة: 6] وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ قَائِلٌ لَهُمْ: مَا تَنْتَظِرُونَ؟ قَالُوا: مُحَمَّدًا قَالَ: خِبْتِمْ وَخَسِرْتُمْ، قَدْ وَاللَّهِ مَرَّ بِكُمْ وَذَرَّ عَلَى رُءُوسِكُمُ التُّرَابَ، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَبْصَرْنَاهُ، وَقَامُوا يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ، وَهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَالْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَابْنُ الْغَيْطَلَةِ وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَأَبُو لَهَبٍ وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ وَنُبَيْهٌ وَمُنَبِّهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَامَ عَلِيٌّ عَنِ الْفِرَاشِ فَسَأَلُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ، وَصَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ فِيهِ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فَمَضِيَا إِلَى غَارِ ثَوْرٍ فَدَخَلَاهُ، وَضَرَبَتِ الْعَنْكَبُوتُ عَلَى بَابِهِ بِعِشَاشٍ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَطَلَبَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَشَدَّ الطَّلَبِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْغَارِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ عَلَيْهِ الْعَنْكَبُوتَ قَبْلَ مِيلَادِ مُحَمَّدٍ فَانْصَرَفُوا

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ، أَخُو رِيَاحٍ -[229]- الْقَيْسِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَدْرَكْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْغَارِ §أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَةً فَنَبَتَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ الْعَنْكَبُوتَ فَنَسَجَتْ عَلَى وَجْهِهِ فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ فَوَقَعَتَا بِفَمِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ فَتَيَانُ قُرَيْشٍ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ بِأَسْيَافِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ وَهِرَاوَاتِهِمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْرَ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، نَظَرَ أَوَّلُهُمْ فَرَأَى الْحَمَامَتَيْنِ، فَرَجَعَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: مَا لَكَ لَمْ تَنْظُرْ فِي الْغَارِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ بِفَمِ الْغَارِ فَعَرَفْتُ أَنْ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَهُ فَعَرَفَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَ عَنْهُ بِهِمَا، فَسَمَّتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِنَّ وَفَرَضَ جَزَاءَهُنَّ وَانْحَدَرْنَ فِي حَرَمِ اللَّهِ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ مَنِيحَةُ غَنَمٍ يَرْعَاهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَكَانَ يَأْتِيهِمْ بِهَا لَيْلًا فَيَحْتَلِبُونَ، فَإِذَا كَانَ سَحَرٌ سَرَحَ مَعَ النَّاسِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَبَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ، وَقَطَعَتْ أُخْرَى فَصَيَّرَتْهُ عِصَامًا لِفَمِ الْقِرْبَةِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ وَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْغَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَاسْتَأْجَرَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ وَهُوَ عَلَى دِينِ الْكُفْرِ وَلَكِنَّهُمَا أَمِنَاهُ فَارْتَحَلَا، وَمَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ فَأَخَذَ بِهِمُ ابْنُ أُرَيْقِطٍ يَرْتَجِزُ فَمَا شَعَرَتْ قُرَيْشٌ أَيْنَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعُوا صَوْتًا مِنْ جِنِّيٍّ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَلَا يُرَى شَخْصُهُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتَيْ أَمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلَا بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ

أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّازُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَيُكَنَّى أَبَا أَحْمَدَ السُّكَّرِيَّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ فَمَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً بَرْزَةً تَحْتَبِي وَتَقْعُدُ بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا تَمْرًا أَوْ لَحْمًا يَشْتَرُونَ فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَإِذَا الْقَوْمُ مُرْمِلُونَ مُسْنِتُونَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ فِي كَسْرِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟» قَالَتْ: هَذِهِ شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟» قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالشَّاةِ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهَا فِي شَاتِهَا» قَالَ: فَتَفَاجَتْ وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ فَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يَرْبِضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عُلْبَةِ الثُّمَالِ فَسَقَاهَا فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوَيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا وَشَرِبَ صلّى الله عليه وسلم آخِرَهُمْ، وَقَالَ: «§سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ» فَشَرِبُوا جَمِيعًا عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ حَتَّى أَرَاضُوا ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا، ثُمَّ ارْتَحُلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبَثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا حِيَالًا عِجَافٌا هَزْلَى مَا تُسَاوَقُ مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، لَا نِقْيَ بِهِنَّ، فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا وَالشَّاةُ عَازِبَةٌ وَلَا حَلُوبَةَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ: كَيْتَ وَكَيْتَ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي يُطْلَبُ، صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، مُتَبَلِّجَ

الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطْفٌ وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ أَحْوَرُ أَكْحَلُ أَزَجُّ أَقْرَنُ، شَدِيدُ سَوَّادِ الشَّعْرِ، فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ، إِذَا صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ، وَكَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ حُلْوُ الْمِنْطَقِ، فَصْلٌ لَا نَزْرَ وَلَا هَذْرَ أَجْهَرُ النَّاسِ وَأَجْمَلُهُ مِنْ بَعِيدٍ وَأَحْلَاهُ وَأَحْسَنَهُ مِنْ قَرِيبٍ رَبْعَةٌ، لَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِذَا قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ، وَإِذَا أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لَا عَابِثَ وَلَا مُفَنِّدَ قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ، وَلَوْ كُنْتُ وَافَقْتُهُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ لَالْتَمَسْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يَسْمَعُونَهُ وَلَا يَرَوْنَ مَنْ يَقُولُ، وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حَلَّا خَيْمَتَيْ أَمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلَا بِهِ ... فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمْ ... بِهِ مِنْ فِعَالٍ لَا يُجَارَى وَسُؤْدَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... لَهُ بِصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ تُدِرُّ بِهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ وَأَصْبَحَ الْقَوْمُ قَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ وَأَخَذُوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ حَتَّى لَحِقُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فَأَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: [البحر الطويل] لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ غَابَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ

وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَلَّعُوا ... عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ فَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبِ ... فَتَصْدِيقُهَا فِي ضَحْوَةِ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ لِتَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدُ اللَّهُ يَسْعَدِ وَيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَكَانَ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدِهَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَرْصَدِ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَبَلَغَنَا أَنَّ أُمَّ مَعْبَدٍ هَاجَرَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَتْ، وَكَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَارِ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَقَالَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ بِقُدَيْدٍ، فَلَمَّا رَاحُوا مِنْهَا عَرَضَ لَهُمْ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسَخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ فَرَسِي وَأَرْجِعُ عَنْكَ، وَأَرُدُّ مَنْ وَرَائِي، فَفَعَلَ فَأُطْلِقَ وَرَجَعَ، فَوَجَدَ النَّاسَ يَلْتَمِسُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْجِعُوا فَقَدِ اسْتَبْرَأْتُ لَكُمْ مَا هَهُنَا، وَقَدْ عَرَفْتُمْ بَصَرِي بِالْأَثَرِ فَرَجَعُوا عَنْهُ

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: §خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَرَضَ لَهُمَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ، فَسَاخَتْ فَرَسُهُ، فَقَالَ: يَا هَذَانِ ادْعُوَا لِي اللَّهَ وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ فَدَعَوَا اللَّهَ فَعَادَ، فَسَاخَتْ، فَقَالَ: ادْعُوَا لِي اللَّهَ، وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ، قَالَ: وَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الزَّادَ وَالْحِمْلَانِ، فَقَالَا: أَكْفِنَا نَفْسَكَ، فَقَالَ: قَدْ كَفَيْتُكُمَاهَا، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالَ: وَسَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخَرَّارِ ثُمَّ جَازَ ثَنِيَّةَ الْمَرَةِ، ثُمَّ سَلَكَ لَقْفًا ثُمَّ أَجَازَ مَدْلَجَةَ لَقْفٍ، ثُمَّ اسْتَبْطَنَ مَدْلَجَةَ مِجَاجٍ، ثُمَّ سَلَكَ مِرْجَحَ مِجَاجٍ، ثُمَّ بَطْنَ مِرْجَحٍ

، ثُمَّ بَطْنَ ذَاتِ كَشْدٍ، ثُمَّ عَلَا الْحَدَائِدَ، ثُمَّ عَلَا الْأَذَاخِرَ، ثُمَّ بَطْنَ رِيغٍ، فَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ ذَا سَلَمٍ، ثُمَّ عَدَا مَدْلَجَةَ، ثُمَّ الْعُثَانيَّةَ، ثُمَّ جَازَ بَطْنَ الْقَاحَةِ، ثُمَّ هَبَطَ الْعَرْجَ، ثُمَّ سَلَكَ فِي الْجَدَوَاتِ، ثُمَّ فِي الْغَابِرِ عَنْ يَمِينِ رَكُوبَةَ، ثُمَّ هَبَطَ بَطْنَ الْعَقِيقِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجِثْجَاثَةِ، فَقَالَ: «مَنْ يَدُلُّنَا عَلَى الطَّرِيقِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَلَا يَقْرَبِ الْمَدِينَةَ؟» فَسَلَكَ عَلَى طَرِيقِ الظَّبْيِ حَتَّى خَرَجَ عَلَى الْعُصْبَةِ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ قَدِ اسْتَبْطَئُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِمْ، فَكَانُوا يَغْدُونَ مَعَ الْأَنْصَارِ إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْعُصْبَةِ فَيَتَحَيَّنُونَ قُدُومَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَإِذَا أَحْرَقَتْهُمُ الشَّمْسُ رَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَيُقَالُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، جَلَسُوا كَمَا كَانُوا يَجْلِسُونَ، فَلَمَّا أَحْرَقَتْهُمُ الشَّمْسُ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يَصِيحُ عَلَى أُطُمٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا بَنِي قَيْلَةَ: هَذَا صَاحِبَكُمْ قَدْ جَاءَ فَخَرَجُوا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ الثَّلَاثَةُ، فَسُمِعَتِ الرَّجَّةُ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَالتَّكْبِيرُ وَتَلَبَّسَ الْمُسْلِمُونَ السِّلَاحَ، فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ، وَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ يُسَلِّمُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي مَنْزِلِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى مَنْزِلَ الْعُزَّابِ؛ فَلِذَلِكَ قِيلَ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ §أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ يُعْرَفَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَا يُعْرَفُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بَكْرٍ: مَنْ هَذَا -[234]- الْغُلَامُ بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَقَالَ: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلَا الْحَرَّةَ وَبَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا، فَقَالُوا: قُومَا آمِنِينَ مُطْمَئِنِّينَ، قَالَ: فَشَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَيْنَا، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ وَلَا أَضْوَأَ مِنْ يَوْمِ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَيْنَا وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ، فَمَا رَأَيْتُ قَطُّ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ وَلَا أَظْلَمَ مِنْ يَوْمِ مَاتَ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ نَاقَتَهُ، قَالَ: فَكُلَّمَا لَقِيَهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: §مَنْ أَنْتَ قَالَ: بَاغٍ أَبْغِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: هَادٍ يَهْدِينِي

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §جَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَعْنِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي الْهِجْرَةِ، فَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ فَرَحًا مِنْهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَالْإِمَاءَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ قَدْ جَاءَ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: §أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَجَعَلَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ الْقُرْآنَ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلَالٌ وَسَعْدٌ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّاسَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِهِ حَتَّى رَأَيْتَ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ سَبِّحِ -[235]- اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَسُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا وَجْهُهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَقَامَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوهُ مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ، قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أُلْقِيَ بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ

أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، قَالَ: فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّمَا يَهْدِيهِ الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ قَالَ: وَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " اللَّهُمَّ §اصْرَعْهُ فَصَرَعَتْهُ فَرَسُهُ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ -[236]- قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَقَالَ: «قِفْ مَكَانَكَ فَلَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا» قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ آخِرُ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ، قَالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَانِبَ الْحَرَّةِ وَبَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، قَالَ: فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَحَفُّوا حَوْلَهُمَا بِالسِّلَاحِ، قَالَ: فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ فَاسْتَشْرَفُوا نَبِيَّ اللَّهِ يَنْظُرُونَ، وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّتِي يَخْتَرِفُ فِيهَا فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟» قَالَ: فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا بَابِي، قَالَ: فَقَالَ: " اذْهَبْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا قَالَ: فَذَهَبَ فَهَيَّأَ لَهُمَا مَقِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ هَيَّأْتُ لَكُمَا مَقِيلًا قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَقِيلَا قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ وَخَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَمَّعَ فِي بَنِي سَالِمٍ وَيُقَالُ: أَقَامَ بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ دَعَا رَاحِلَتَهُ، وَحَشَدَ الْمُسْلِمُونَ وَتَلَبَّسُوا بِالسِّلَاحِ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ الْقَصْوَاءَ، وَالنَّاسُ مَعَهُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَاعْتَرَضَتْهُ الْأَنْصَارُ لَا يَمُرُّ بِدَارٍ مِنْ دُورِهِمْ إِلَّا قَالُوا: هَلُمَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِلَى الْقُوَّةِ وَالْمَنَعَةِ وَالثَّرْوَةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ خَيْرًا وَيَدْعُو لَهُمْ، وَيَقُولُ: «إِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهَا» فَلَمَّا أَتَى مَسْجِدَ بَنِي سَالِمٍ جَمَعَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ مِائَةٌ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ سَمِعَ شُرَحْبِيلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ قُبَاءَ اعْتَرَضَتْ لَهُ بَنُو سَالِمٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَخَذُوا بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ هَلُمَّ إِلَى الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالسِّلَاحِ وَالْمَنَعَةِ، فَقَالَ: «§خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ» ثُمَّ اعْتَرَضَتْ لَهُ بَنُو الْحَارِثِ بْنُ الْخَزْرَجِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ اعْتَرَضَتْ لَهُ بَنُو عَدِيٍّ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى بَرَكَتْ حَيْثُ أَمَرَهَا اللَّهُ، قَالَ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالَ: ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ وَأَخَذَ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ حَتَّى جَاءَ بَلْحُبْلَى، ثُمَّ مَضَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّاسُ يُكَلِّمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النُّزُولِ عَلَيْهِمْ وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبٍ فَحَطَّ رَحْلَهُ فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمَرْءُ مَعَ رَحْلِهِ» وَجَاءَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فَأَخَذَ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَتْ عِنْدَهُ، وَهَذَا الثَّبْتُ. قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: فَأَوَّلُ هَدِيَّةٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ هَدِيَّةٌ دَخَلْتُ بِهَا: إِنَاءٌ قَصْعَةٌ مَثْرُودَةٌ، فِيهَا خُبْزٌ وَسَمْنٌ وَلَبَنٌ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَتْ بِهَذِهِ الْقَصْعَةِ أُمِّي، فَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» وَدَعَا أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا فَلَمْ أَرْمِ الْبَابَ حَتَّى جَاءَتْ قَصْعَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ثَرِيدٌ وَعِرَاقٌ، وَمَا كَانَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَعَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الثَّلَاثَةُ وَالْأَرْبَعَةُ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يِتَنَاوَبُونَ ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ مُقَامُهُ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَبَا رَافِعٍ وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَا عَلَيْهِ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَتِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ

زَوْجَتَهُ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَكَانَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَحَبَسَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَحَمَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ امْرَأَتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ مَعَ ابْنِهَا أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مَعَهُمْ بِعِيَالِ أَبِي بَكْرٍ فِيهِمْ عَائِشَةُ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَأَنْزَلَهُمْ فِي بَيْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ

ذكر مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار

§ذِكْرِ مُؤَاخَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ §آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ وَآخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ آخَى بَيْنَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالْمُؤَاسَاةِ وَيَتَوَارَثُونَ بَعْدَ الْمَمَاتِ دُونَ ذَوِي الْأَرْحَامِ، وَكَانُوا تِسْعِينَ رَجُلًا: خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَيُقَالُ: كَانُوا مِائَةً خَمْسُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَخَمْسُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَانْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ فِي الْمِيرَاثِ وَرَجَعَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى نَسَبِهِ وَوَرِثَهُ ذَوُو رَحِمِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ -[239]-، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §حَالَفَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِ أَنَسٍ

ذكر بناء رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد بالمدينة

§ذِكْرُ بِنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ بِالْمَدِينَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَرَكَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْضِعِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي فِيهِ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَا فِي حِجْرِ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ §فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْغُلَامَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَ غَيْرُ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: فَابْتَاعَهُ مِنْهُمَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ قَالَ: وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُعْطِيَهُمَا ذَلِكَ، وَكَانَ جِدَارًا مُجَدَّرًا لَيْسَ عَلَيْهِ سَقْفٌ، وَقِبْلَتُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بَنَاهُ فَكَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فِيهِ، وَيُجَمِّعُ بِهِمْ فِيهِ الْجُمُعَةَ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ الَّذِي فِي الْحَدِيقَةِ وبِالْغَرْقَدِ الَّذِي فِيهِ أَنْ يُقْطَعَ، وَأَمَرَ بِاللَّبِنِ فَضُرِبَ، وَكَانَ فِي الْمِرْبَدِ قُبُورٌ جَاهِلِيَّةٌ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنُبِشَتْ وَأَمَرَ بِالْعِظَامِ أَنْ تُغَيَّبَ، وَكَانَ فِي الْمِرْبَدِ مَاءٌ مُسْتَنْجَلٌ فَسَيَّرُوهُ حَتَّى ذَهَبَ، وَأَسَّسُوا الْمَسْجِدَ فَجَعَلُوا طُولَهُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ إِلَى مُؤَخَّرِهِ مِائَةَ ذِرَاعٍ، وَفِي هَذَيْنِ الْجَانِبَيْنِ مِثْلُ ذَلِكَ فَهُوَ مُرَبَّعٌ، وَيُقَالُ: كَانَ أَقَلَّ مِنَ الْمِائَةِ، وَجَعَلُوا الْأَسَاسَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ عَلَى الْأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ بَنَوْهُ بِاللَّبِنِ وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، وَجَعَلَ يَنْقِلُ مَعَهُمُ الْحِجَارَةَ بِنَفْسِهِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: هَذَا الْحِمَالُ لَا حِمَالَ خَيْبَرْ هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ، وَجَعَلَ قِبْلَتَهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَعَلَ لَهُ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ: بَابًا فِي مُؤَخَّرِهِ، وَبَابًا يُقَالُ لَهُ: بَابُ الرَّحْمَةِ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُدْعَى بَابُ عَاتِكَةَ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يَلِي آلَ عُثْمَانَ، وَجَعَلَ طُولَ الْجِدَارِ بَسْطَةً وَعُمُدَهُ الْجُذُوعَ، وَسَقْفَهُ جَرِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَسْقِفُهُ؟ فَقَالَ: «عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى خُشَيْبَاتٌ وَثُمَامٌ الشَّأْنُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ» وَبَنَى بُيُوتًا إِلَى جَنْبِهِ بِاللَّبِنِ، وَسَقَفَهَا بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَالْجَرِيدِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْبِنَاءِ بَنَى بِعَائِشَةَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَابُهُ شَارِعٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَجَعَلَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ فِي الْبَيْتِ الْآخَرِ الَّذِي يَلِيهِ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي آلَ عُثْمَانَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ثُمَّ إِنَّهُ أُمِرَ بِالْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاؤُوهُ فَقَالَ: «§ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا» ، قَالُوا: لَا وَاللَّهِ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ قَالَ أَنَسٌ فَكَانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَكَانَتْ فِيهِ خِرَبٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ وَبِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ قَالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةً وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً وَكَانُوا يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَةِ فَانْصُرِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةِ»

قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: أَنَّ عَمَّارًا كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§وَيْهًا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ: §هَذَا الْحِمَالُ لَا حِمَالَ خَيْبَرْ هَذَا أَبَرُّ، رَبَّنَا، وَأَطْهَرْ، قَالَ: فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا مِنَ الشَّعْرِ إِلَّا قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ أَوْ نَوَى ذَاكَ إِلَّا هَذَا

ذكر صرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة

§ذِكْرُ صَرْفِ الْقِبْلَةِ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، وَعَنْ غَيْرِهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصْرَفَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «يَا جِبْرِيلُ §وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ صَرَفَ وَجْهِي عَنْ قِبْلَةِ يَهُودَ» فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَادْعُ رَبَّكَ وَسَلْهُ، وَجَعَلَ إِذَا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] فَوُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ إِلَى الْمِيزَابِ وَيُقَالُ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَاسْتَدَارَ إِلَيْهِ، وَدَارَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَيُقَالُ: بَلْ زَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[242]- وسلم أُمَّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا وَحَانَتِ الظُّهْرُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَاسْتَقْبَلَ الْمِيزَابَ فَسُمِّيَ الْمَسْجِدُ: مَسْجِدُ الْقِبْلَتَيْنِ وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَفُرِضَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ عِنْدَنَا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ حُوِّلَ إِلَى الْكَعْبَةِ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّاهَا أَوْ صَلَّى صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَتْ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بِقُومٍ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلُّوا رَكْعَةً فَنَادَى أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَمَالُوا إِلَى الْكَعْبَةِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ §فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: صَلَّيْنَا إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، فَقَامَ رَجُلٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ فَنَادَى: إِنَّ §الصَّلَاةَ قَدْ وُجِّهَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَتَحَوَّلَ أَوْ انْحَرَفَ إِمَامُنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ §يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبَعْدَمَا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: مَا خَالَفَ نَبِيٌّ نَبِيًّا قَطُّ فِي قِبْلَةٍ وَلَا فِي سُنَّةٍ إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §اسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مِنْ حَيْثِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ قَرَأَ {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشورى: 13]

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ أَوْ قَالَ: عَلَى أَخْوَالِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَنَّهُ §صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا الْعَصْرَ وَصَلَّاهَا مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبُهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ وَقُتِلُوا -[244]- فَلَمْ نَدْرِ مَا يَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}

ذكر المسجد الذي أسس على التقوى

§ذِكْرُ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي غَزِيَّةَ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالُوا: لَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَ قُبَاءَ فَقَدَّمَ جِدَارَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ وَأَسَّسَهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «جِبْرِيلُ يَؤُمُّ بِيَ الْبَيْتَ» وَنَقَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوضُوءَ ثُمَّ جَاءَ مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ عُمْرَةٍ» ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْتِيهِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ بِطَرَفٍ مِنَ الْأَطْرَافِ لَضَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ , وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُ: هُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، وَكَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ فِي §قَوْلِهِ تَعَالَى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} [التوبة: 108] قَالَ: مَسْجِدُ قُبَاءَ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَدَخَلَ مَعَهُ صُهَيْبٌ فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «كَانَ §يُشِيرُ بِيَدِهِ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءَ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لَقَدْ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَأْتِي قُبَاءَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ §يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ فَقَامَ يُصَلِّي فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: §كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: «يُشِيرُ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ وَهُوَ يُصَلِّي»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُوعَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: §لَوْ كَانَ مَسْجِدُ قُبَاءَ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ لَضَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا -[246]- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَبْرَدِ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ عَنْ أَسَدِ بْنِ ظُهَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ كَانَ كَعُمْرَةٍ»

ذكر الأذان

§ذِكْرُ الْأَذَانِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْقَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالُوا: كَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالْأَذَانِ يُنَادِي مُنَادِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ، فَلَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ أُمِرَ بِالْأَذَانِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَهَمَّهُ أَمْرُ الْأَذَانِ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَشْيَاءَ يَجْمَعُونَ بِهَا النَّاسَ لِلصَّلَاةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْبُوقُ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّاقُوسُ فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيُّ فَأُرِيَ فِي النَّوْمِ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، وَفِي يَدِهِ نَاقُوسٌ قَالَ: فَقُلْتُ: أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُ بِهِ؟ فَقُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَهُ لِكَيْ أَضْرِبَ بِهِ لِلصَّلَاةِ لِجَمَاعَةِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ بِخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: " §قُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَكَ وَلْيُؤَذِّنْ -[247]- بِذَلِكَ فَفَعَلَ، وَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَذَلِكَ أَثْبَتُ» قَالُوا: وَأُذِّنَ بِالْأَذَانِ وَبَقِيَ يُنَادَى فِي النَّاسِ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً لِلْأَمْرِ يَحْدُثُ، فَيَحْضُرُونَ لَهُ يُخْبَرُونَ بِهِ مِثْلَ فَتْحٍ يُقْرَأُ، أَوْ أَمْرٍ يُؤْمَرُونَ بِهِ، فَيُنَادَى: الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَالَ: اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ فِي الْأَذَانِ فَقَالَ: " لَقَدْ §هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالًا فَيَقُومُونَ عَلَى آطَامِ الْمَدِينَةِ فَيُؤْذِنُونَ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَنْقُسُوا قَالَ: فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ أَهْلَهُ، فَقَالُوا: أَلَا نُعَشِّيكَ؟ قَالَ: لَا أَذُوقُ طَعَامًا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَهَمَّهُ أَمْرُهُ لِلصَّلَاةِ، فَنَامَ فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ خَضِرٌ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى سَقْفِ الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ قَامَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَقَامَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي رَأَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَ بِلَالًا فَفَعَلَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِي رَأَى، فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِيَ؟» قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ سُبِقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ شَيْئًا يَجْمَعُ بِهِ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ، فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْبُوقُ وَأَهْلُهُ فَكَرِهَهُ، وَذُكِرَ النَّاقُوسُ وَأَهْلُهُ فَكَرِهَهُ، حَتَّى أُرِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ، وَأُرِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ: إِذَا أَصْبَحْتُ -[248]- أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الْأَنْصَارِيُّ فَطَرَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ فَأَخْبَرَهُ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ، وَذَكَرَ أَذَانَ النَّاسِ الْيَوْمَ قَالَ: فَزَادَ بِلَالٌ فِي الصُّبْحِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَيْسَتْ فِيمَا أُرِيَ الْأَنْصَارِيُّ

ذكر فرض شهر رمضان وزكاة الفطر وصلاة العيدين وسنة الأضحية

§ذِكْرُ فَرْضِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَزَكَاةِ الْفِطْرِ وَصَلَاةِ الْعِيدَيْنِ وَسُنَّةِ الْأُضْحِيَّةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: نَزَلَ فَرْضُ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَمَا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ بِشَهْرٍ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §وَأُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الزَّكَاةُ فِي الْأَمْوَالِ، وَأَنْ تُخْرَجَ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى: صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ مُدَّانِ مِنْ بُرٍّ، وَكَانَ يَخْطُبُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمَيْنِ فَيَأْمُرُ بِإِخْرَاجِهَا قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى، وَقَالَ: «أَغْنُوهُمْ» يَعْنِي الْمَسَاكِينَ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ، وَكَانَ يَقْسِمُهَا إِذَا رَجَعَ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعِيدِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِالْمُصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَصَلَّى الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى وَأَمَرَ بِالْأُضْحِيَّةِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي فِي -[249]- كُلِّ عَامٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْأُضْحِيَّةِ، فَقَالَ: §أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ لَا يَدَعُ الْأَضْحَى ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَكَانَ يُصَلِّي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَكَانَتْ تُحْمَلُ الْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانَتِ الْعَنَزَةُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَدِمَ بِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَخَذَهَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَتْ §تُحْمَلُ لَهُ عَنَزَةٌ يَوْمَ الْعِيدِ يُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا ضَحَّى اشْتَرَى كَبْشَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَإِذَا صَلَّى وَخَطَبَ أُتِيَ بِأَحَدِهِمَا وَهُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلَّاهِ فَذَبَحَهُ بِيَدِهِ بِالْمُدْيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذَا عَنْ أُمَّتِي جَمِيعًا مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ» ثُمَّ يُؤْتَى بِالْآخَرِ فَيَذْبَحُهُ هُوَ عَنْ نَفْسِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «هَذَا عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» فَيَأْكُلُ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْهُ وَيُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ، وَكَانَ يَذْبَحُ عِنْدَ طَرَفِ الزُّقَاقِ عِنْدَ دَارِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ الْأَئِمَّةُ عِنْدَنَا بِالْمَدِينَةِ

ذكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيْضًا بِبَعْضِ ذَلِكَ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[250]- وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فِي الْمَسْجِدِ قَائِمًا، فَقَالَ: «إِنَّ §الْقِيَامَ قَدْ شَقَّ عَلَيَّ» فَقَالَ لَهُ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: أَلَا أَعْمَلُ لَكَ مِنْبَرًا كَمَا رَأَيْتُ يُصْنَعُ بِالشَّامِ، فَشَاوَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ فَرَأَوْا أَنْ يَتَّخِذَهُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ لِي غُلَامًا يُقَالُ لَهُ: كِلَابٌ أَعْمَلُ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُرْهُ أَنْ يَعْمَلَهُ» فَأَرْسَلَهُ إِلَى أَثْلَةٍ بِالْغَابَةِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ عَمِلَ مِنْهَا دَرَجَتَيْنِ وَمَقْعَدًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ عَلَيْهِ "

وَقَالَ: «§مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَقَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ»

وَقَالَ: «§مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»

وَقَالَ: «§مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَيْمَانَ عَلَى الْحُقُوقِ عِنْدَ مِنْبَرِهِ

وَقَالَ: «§مَنْ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِي كَاذِبًا وَلَوْ عَلَى سِوَاكِ أَرَاكٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ سَلَّمَ، فَإِذَا جَلَسَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَكَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، وَيَجْلِسُ جَلْسَتَيْنِ، وَكَانَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ، وَيُؤَمِّنُ النَّاسُ، وَكَانَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا يَخْطُبُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَكَانَتْ مِنْ شَوْحَطٍ، وَكَانَ إِذَا خَطَبَ اسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ بِوجُوهِهِمْ وَأَصْغَوْا بِأَسْمَاعِهِمْ وَرَمَقُوهُ بِأَبْصَارِهِمْ، وَكَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ، وَكَانَ لَهُ بُرْدٌ يَمَنِيٌّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ فِي ثَلَاثِ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ وَإِزَارٌ مِنْ نَسْجِ عُمَانَ، طُولُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ فِي ذِرَاعَيْنِ وَشِبْرٍ، فَكَانَ يَلْبَسَهُمَا فِي الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ يُطْوَيَانِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ ابْنُ أُخْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَطَبَ إِلَى خَشَبَةٍ ذَاتِ فَرْضَتَيْنِ قَالَ: أَرَاهَا مِنْ دَوْمٍ -[251]-، وَكَانَتْ فِي مُصَلَّاهِ، فَكَانَ يَتَّكِئُ إِلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا فَلَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ إِذَا خَطَبْتَ يَرَاكَ النَّاسُ، فَقَالَ: «مَا شِئْتُمْ» قَالَ سَهْلٌ: وَلَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا نَجَّارٌ وَاحِدٌ، ذَهَبْتُ أَنَا وَذَاكَ النَّجَّارُ إِلَى الْخَافِقَيْنِ فَقَطَعْنَا هَذَا الْمِنْبَرَ مِنْ أَثْلَةٍ، قَالَ: فَقَامَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَحَنَّتِ الْخَشَبَةُ

فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أَلَا تَعْجَبُونَ لِحَنِينِ هَذِهِ الْخَشَبَةِ» فَأَقْبَلَ النَّاسُ وَفَرِقُوا مِنْ حَنِينِهَا حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُمْ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَاهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِهَا فَدُفِنَتْ تَحْتَ مِنْبَرِهِ أَوْ جُعِلَتْ فِي السَّقْفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «§قُطِعَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ وَأَنَّ سَهْلًا حَمَلَ خَشَبَةً مِنْهُنَّ حَتَّى وَضَعَهَا فِي مَوْضِعِ الْمِنْبَرِ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ شَاوَرَ ذَوِي الرَّأْيِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَرَأَوْا أَنْ يَتَّخِذَهُ، فَاتَّخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، §فَلَمَّا فَقَدَهُ الْجِذْعُ حَنَّ حَنِينًا أَفْزَعَ النَّاسَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَمَسَّهُ فَهَدَأَ، ثُمَّ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ حَنِينٌ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[252]- الله عليه وسلم §يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ إِذْ كَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، فَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ أَنْ أَعْمَلَ لَكَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ وَتُسْمِعَهُمْ خُطْبَتَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَصُنِعَ لَهُ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ هُنَّ اللَّاتِي عَلَى الْمِنْبَرِ أَعْلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ وَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ، وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُومَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَمَرَّ إِلَيْهِ، فَخَارَ الْجِذْعُ حَتَّى تَصَدَّعَ وَانْشَقَّ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَّى إِلَى ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَكَانَ عِنْدَهُ فِي دَارِهِ حَتَّى بَلِيَ وَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ، وَعَادَ رُفَاتًا

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: «§لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَسْأَلُ عَنِ الْمِنْبَرِ، مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟ فَقَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى فُلَانَةَ امْرَأَةٍ سَمَّاهَا، فَقَالَ: «مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ يَعْمَلْ لِي أَعْوَادًا أُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَيْهَا» فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ الدَّرَجَاتِ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوُضِعَتْ هَذَا الْمَوْضِعَ، قَالَ سَهْلٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ كَبَّرَ فَكَبَّرَ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَصَنَعَ فِيهَا كَمَا صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا §صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي -[253]- وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِي»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ الْمَسْجِدُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ فَكَانَ عَلَيْهِ قَالَ: فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَسَكَنَ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ» قَالَ: وَالتُّرْعَةُ الْبَابُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: إِنَّ §الْمِنْبَرَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، قَالَ سَهْلٌ: أَتَدْرُونَ مَا التُّرْعَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ: الْبَابُ، قَالَ: نَعَمْ هُوَ الْبَابُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي -[254]- وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يَحْلِفُ رَجُلٌ عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ إِلَّا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ أَخْضَرَ»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي يُونُسَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يَحْلِفُ أَحَدٌ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ أَوْ عِنْدَ مِنْبَرِي عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ رَطْبٍ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ §نَظَرَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَقْعَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ وَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو مَوْدُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ مَوْلًى لِهُذَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ: §رَأَيْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَلَا الْمَسْجِدُ أَخَذُوا بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ الصَّلْعَاءِ الَّتِي تَلِي الْقَبْرَ بِمَيَامِنِهِمْ ثُمَّ اسْتَقْبَلُوا الْقِبْلَةَ يَدْعُونَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الصَّلْعَاءَ وَلَمْ يَذْكُرْهَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ

ذكر الصفة ومن كان فيها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرِ الصُّفَّةِ وَمَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ: كَانَ §أَهْلُ الصُّفَّةِ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا مَنَازِلَ لَهُمْ، فَكَانُوا يَنَامُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَيَظَلُّونَ فِيهِ مَا لَهُمْ مَأْوًى غَيْرَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ بِاللَّيْلِ إِذَا تَعَشَّى فَيُفَرِّقُهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَتَتَعَشَّى طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْغِنَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي §قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: 273] قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ، وَكَانُوا لَا مَسَاكِنَ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَلَا عَشَائِرَ، فَحَثَّ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّاسَ بِالصَّدَقَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §رَأَيْتُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ يُصَلُّونَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ عَلَيْهِمْ أُرْدِيَةٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ فِرَاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ قَالَ: §رَأَيْتُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلُّونَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْأُزُرِ، أَنَا مِنْهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خُوطٍ، عَنْ إِسْحَاقَ -[256]- بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ: «§ادْعُ لِي أَصْحَابِي» يَعْنِي أَهْلَ الصُّفَّةِ فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا فَأُوقِظُهُمْ حَتَّى جَمَعْتُهُمْ، فَجِئْنَا بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَّا فَأُذِنَ لَنَا، فَوَضَعَ لَنَا صَحْفَةً فِيهَا صَنِيعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَهُ، وَقَالَ: «خُذُوا بِاسْمِ اللَّهِ» فَأَكَلْنَا مِنْهَا مَا شِئْنَا قَالَ: ثُمَّ رَفَعْنَا أَيْدِيَنَا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وُضِعَتِ الصَّحْفَةُ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ طَعَامٌ لَيْسَ شَيْئًا تَرَوْنَهُ» ، فَقُلْنَا لِأَبِي هُرَيْرَةَ: قَدْرُ كَمْ هِيَ حِينَ فَرَغْتُمْ؟ قَالَ: مِثْلُهَا حِينَ وُضِعَتْ، إِلِّا أَنَّ فِيهَا أَثَرَ الْأَصَابِعِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ كَانَ لَيُغْشَى عَلَيَّ فِيمَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ مِنَ الْجُوعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: §كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ طِهْفَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ

ذكر الموضع الذي كان يصلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنائز

§ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْجَنَائِزِ

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كُنَّا مَقْدَمَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ §إِذَا حَضَرَ مِنَّا الْمَيِّتُ أَتَيْنَاهُ فَأَخْبَرْنَاهُ فَحَضَرَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ حَتَّى إِذَا قُبِضَ انْصَرَفَ وَمَنْ مَعَهُ، وَرُبَّمَا قَعَدَ حَتَّى يُدْفَنَ، وَرُبَّمَا طَالَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حَبْسِهِ، فَلَمَّا خَشِينَا مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لِبَعْضٍ: وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا لَا نُؤْذِنُ النَّبِيَّ بِأَحَدٍ حَتَّى يُقْبَضَ فَإِذَا قُبِضَ آذَنَّاهُ فَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مَشَقَّةٌ عَلَيْهِ وَلَا حُبِسَ، قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ: فَكُنَّا نُؤْذِنُهُ بِالْمَيِّتِ بَعْدَ أَنْ يَمُوتَ فَيَأْتِيَهُ فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرَ لَهُ فَرُبَّمَا انْصَرَفَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا مَكَثَ حَتَّى يُدْفَنَ الْمَيِّتُ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا حِينًا، ثُمَّ قَالُوا: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّا لَمْ نُشْخِصْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَمَلْنَا الْمَيِّتَ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى نُرْسِلَ إِلَيْهِ فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ عِنْدَ بَيْتِهِ لَكَانَ ذَلِكَ أَرْفَقَ بِهِ وَأَيْسَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَمِنْ هُنَاكَ سُمِّيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ؛ لِأَنَّ الْجَنَائِزَ حُمِلَتْ إِلَيْهِ ثُمَّ جَرَى ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ النَّاسِ فِي حَمْلِ جَنَائِزِهِمْ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَى الْيَوْمِ

ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لناس من العرب وغيرهم

§ذِكْرُ بِعْثَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الرُّسُلَ بِكُتُبِهِ إِلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَمَا كَتَبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَاسٍ مِنَ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ الشِّفَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَهْلِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ أَرْسَلَ الرُّسُلَ إِلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ كُتُبًا، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمُلُوكَ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا §فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَصُّهُ مِنْهُ نَقْشُهُ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ، فَخَرَجَ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَأَصْبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ، فَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابَيْنِ يَدْعُوهُ فِي أَحَدِهِمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَتْلُو عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وَنَزَلَ مِنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ تَوَاضُعًا، ثُمَّ أَسْلَمَ -[259]- وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَهُ لَأَتَيْتُهُ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِجَابَتِهِ وَتَصْدِيقِهِ وَإِسْلَامِهِ عَلَى يَدَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَفِي الْكِتَابِ الْآخَرِ يَأْمُرُهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَتْ قَدْ هَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ فَتَنَصَّرَ هُنَاكَ، وَمَاتَ وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْكِتَابِ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِمَنْ قِبَلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَيَحْمِلَهُمْ، فَفَعَلَ فَزَوَّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَمَرَ بِجِهَازِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا يُصْلِحُهُمْ وَحَمَلَهُمْ فِي سَفِينَتَيْنِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَدَعَا بِحُقٍّ مِنْ عَاجٍ، فَجَعَلَ فِيهِ كِتَابَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: لَنْ تَزَالَ الْحَبَشَةُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ هَذَانِ الْكِتَابَانِ بَيْنَ أَظْهُرِهَا قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِمْصَ، وَقَيْصَرُ يَوْمَئِذٍ مَاشٍ فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ إِنْ ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ أَنْ يَمْشِيَ حَافِيًا مِنْ قُسْطَنْطِينِيَّةَ إِلَى إِيلِيَاءَ فَقَرَأَ الْكِتَابَ وَأَذَّنَ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يُثْبَتَ لَكُمْ مُلْكُكُمْ وَتَتَّبِعُونَ مَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ؟ قَالَتِ الرُّومُ: وَمَا ذَاكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ؟ قَالَ: تَتَّبِعُونَ هَذَا النَّبِيَّ الْعَرَبِيَّ، قَالَ: فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ وَتَنَاحَزُوا وَرَفَعُوا الصَّلِيبَ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ يَئِسَ مِنْ إِسْلَامِهِمْ وَخَافَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ وَمُلْكِهِ فَسَكَّنَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ مَا قُلْتُ أَخْتَبِرُكُمْ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَابَتُكُمْ فِي دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أُحِبُّ، فَسَجَدُوا لَهُ، قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى كِسْرَى يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا -[260]-، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُرِئَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَمَزَّقَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُ» وَكَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَانَ عَامِلِهِ عَلَى الْيَمَنِ أَنِ ابْعَثْ مِنْ عِنْدِكَ رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ فَلْيَأْتِيَانِي بِخَبَرِهِ، فَبَعَثَ بَاذَانُ قَهْرَمَانَهُ وَرَجُلًا آخَرَ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا كِتَابًا فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَدَفَعَا كِتَابَ بَاذَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَفَرَائِصُهُمَا تُرْعَدُ، وَقَالَ: «ارْجِعَا عَنِّي يَوْمَكُمَا هَذَا حَتَّى تَأْتِيَانِي الْغَدَ فَأُخْبِرَكُمَا بِمَا أُرِيدُ» فَجَاءَاهُ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ لَهُمَا: «أَبْلِغَا صَاحِبَكُمَا أَنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّهُ كِسْرَى فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لِسَبْعِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنْهَا» ، وَهِيَ لَيْلَةُ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ: «وَأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَلَّطَ عَلَيْهِ ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ» فَرَجَعَا إِلَى بَاذَانَ بِذَلِكَ فَأَسْلَمَ هُوَ وَالْأَبْنَاءُ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ. قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَظِيمِ الْقِبْطِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا فَأَوْصَلَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَتِهِ وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ نَبِيًّا قَدْ بَقِيَ وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ يَخْرُجُ بِالشَّامِ وَقَدْ أَكْرَمْتُ رَسُولَكَ وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِجَارِيَتَيْنِ لَهُمَا مَكَانٌ فِي الْقِبْطِ عَظِيمٌ وَقَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ كِسْوَةً وَبَغْلَةً تَرْكَبُهَا وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَمْ يُسَلِّمْ فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدِيَّتَهُ وَأَخَذَ الْجَارِيَتَيْنِ مَارِيَةَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا سِيرِينَ، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا وَهِيَ دُلْدُلٌ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ضَنَّ الْخَبِيثُ بِمُلْكِهِ -[261]- وَلَا بَقَاءَ لِمُلْكِهِ» قَالَ حَاطِبٌ: كَانَ لِي مُكْرِمًا فِي الضِّيَافَةِ وَقِلَّةِ اللُّبْثِ بِبَابِهِ مَا أَقَمْتُ عِنْدَهُ إِلَّا خَمْسَةَ أَيَّامٍ قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا قَالَ شُجَاعٌ: فَأَتَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ بِغَوْطَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ مَشْغُولٌ بِتَهْيِئَةِ الْإِنْزَالِ وَالْأَلْطَافِ لِقَيْصَرَ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ فَأَقَمْتُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً فَقُلْتُ لِحَاجِبِهِ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَقَالَ: لَا تَصِلُّ إِلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَجَعَلَ حَاجِبُهُ وَكَانَ رُومِيًّا اسْمُهُ مُرَى يَسْأَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكُنْتُ أُحَدِّثُهُ عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ فَيَرِقَّ حَتَّى يَغْلِبَهُ الْبُكَاءُ وَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِيلَ فَأَجِدُ صِفَةَ هَذَا النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِعَيْنِهِ فَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَخَافُ مِنَ الْحَارِثِ أَنْ يَقْتُلَنِي وَكَانَ يُكْرِمُنِي وَيُحْسِنُ ضِيَافَتِي وَخَرَجَ الْحَارِثُ يَوْمًا فَجَلَسَ وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ وَقَالَ: مَنْ يُنْتَزِعُ مِنِّي مُلْكِي أَنَا سَائِرٌ إِلَيْهِ وَلَوْ كَانَ بِالْيَمَنِ جِئْتُهُ عَلَيَّ بِالنَّاسِ فَلَمْ يَزَلْ يَفْرِضُ حَتَّى قَامَ وَأَمَرَ بِالْخُيُولِ تُنْعِلُ ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ مَا تَرَى وَكَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يُخْبِرُهُ خَبَرِي وَمَا عَزَمَ عَلَيْهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ قَيْصَرُ: أَلَّا تَسِيرُ إِلَيْهِ وَالْهَ عَنْهُ وَوَافِنِي بِإِيلِيَاءَ فَلَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ كِتَابِهِ دَعَانِي فَقَالَ: مَتَى تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى صَاحِبِكَ؟ فَقُلْتُ: غَدَا فَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ مِثْقَالٍ ذَهَبٍ وَوَصَّلَنِي مُرَى وَأَمَرَ لِي بِنَفَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ الطَّائِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكْتُبُ كَمَا تَكْتُبُ قُرَيْشٌ: §بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ {ارْكَبُوا -[264]- فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] فَكَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] فَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] فَكَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَالزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§وَافُونِي بِأَجْمَعِكُمْ بِالْغَدَاةِ» وَكَانَ صلّى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ حُبِسَ فِي مُصَلَّاهُ قَلِيلًا يُسَبِّحُ وَيَدْعُو، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَبَعَثَ عِدَّةً إِلَى عِدَّةٍ، وَقَالَ لَهُمُ: «انْصَحُوا لِلَّهِ فِي عِبَادِهِ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتُرْعِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ ثُمَّ لَمْ يَنْصَحْ لَهُمْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، انْطَلِقُوا وَلَا تَصْنَعُوا كَمَا صَنَعَتْ رُسُلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُمْ أَتَوُا الْقَرِيبَ وَتَرَكُوا الْبَعِيدَ فَأَصْبَحُوا» يَعْنِي الرُّسُلَ «وَكُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ» فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هَذَا أَعْظَمُ مَا كَانَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي أَمْرِ عِبَادِهِ» قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كِتَابًا يُخْبِرُهُمْ فِيهِ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَفَرَائِضِ الصَّدَقَةِ فِي الْمَوَاشِي وَالْأَمْوَالِ وَيُوصِيهِمْ بِأَصْحَابِهِ وَرُسُلِهِ خَيْرًا، وَكَانَ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَمَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ وَيُخْبِرُهُمْ بِوُصُولِ رَسُولِهِمْ إِلَيْهِ وَمَا بَلَّغَ عَنْهُمْ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سَمَّاهُمْ مِنْهُمُ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ وَشُرَيْحُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ وَنُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ وَنُعْمَانُ، قَيْلُ: ذِي يَزِنَ، وَمَعَافِرٌ وَهَمْدَانُ -[265]- وَزُرْعَةُ ذِي رُعَيْنٍ وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ مِنْ أَوَّلِ حِمْيَرَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا الصَّدَقَةَ وَالْجِزْيَةَ فَيَدْفَعُوهُمَا إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَمَالِكِ بْنِ مُرَارَةَ وَأَمَرَهُمْ بِهِمَا خَيْرًا، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ رَسُولَ أَهْلِ الْيَمَنِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ قَدْ بَلَّغَ الْخَبَرَ وَحَفِظَ الْغَيْبَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي عَمْرٍو مِنْ حِمْيَرَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَفِي الْكِتَابِ: وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ مَلِكِ غَسَّانَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ بِإِسْلَامِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً وَلَمْ يَزَلْ مُسْلِمًا حَتَّى كَانَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي سُوقِ دِمَشْقَ إِذْ وَطِئَ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ فَوَثَبَ الْمُزَنِيُّ فَلَطَمَهُ فَأُخِذَ وَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَقَالُوا: هَذَا لَطَمَ جَبَلَةَ قَالَ: فَلْيَلْطِمْهُ، قَالُوا: وَمَا يُقْتَلُ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: فَمَا تُقْطَعُ يَدُهُ؟ قَالَ: لَا إِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْقَوَدِ قَالَ جَبَلَةُ: أَوَتَرَوْنَ أَنِّي جَاعِلٌ وَجْهِي نِدًّا لِوَجْهِ جَدْيٍ جَاءَ مِنْ عُمْقٍ، بِئْسَ الدِّينُ هَذَا، ثُمَّ ارْتَدَّ نَصْرَانِيًّا وَتَرَحَّلَ بِقَوْمِهِ حَتَّى دَخَلَ أَرْضَ الرُّومِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَشَقَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: أَبَا الْوَلِيدِ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ صَدِيقَكَ جَبَلَةَ بْنَ الْأَيْهَمِ ارْتَدَّ نَصْرَانِيًّا؟ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَلِمَ؟ قَالَ: لَطَمَهُ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: وَحُقَّ لَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ فَضَرَبَهُ بِهَا، قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -[266]- الْبَجَلِيَّ إِلَى ذِي الْكُلَاعِ بْنِ نَاكُورَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ تُبَّعٍ وَإِلَى ذِي عَمْرٍو يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَا وَأَسْلَمَتْ ضَرِيبَةُ بِنْتُ أَبْرَهَةَ بْنِ الصَّبَّاحِ امْرَأَةُ ذِي الْكُلَاعِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ فَأَخْبَرَهُ ذُو عَمْرٍو بِوَفَاتِهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ جَرِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبْرَهَةَ أَنَّ لَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِ خَوْلَانَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَسْقُفِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَأَسَاقِفَةِ نَجْرَانَ وَكَهَنَتِهِمْ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَرُهْبَانِهِمْ أَنَّ لَهُمْ عَلَى مَا تَحْتِ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ مِنْ بِيَعِهِمْ وَصَلَوَاتِهِمْ وَرَهْبَانِيَّتِهِمْ، وَجُوَارُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَلَّا يُغَيَّرَ أَسْقُفٌ عَنْ أَسْقُفِيَّتِهِ، وَلَا رَاهِبٌ عَنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا كَاهِنٍ عَنْ كَهَانَتِهِ، وَلَا يُغَيَّرَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ، وَلَا سُلْطَانِهِمْ وَلَا شَيْءٍ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مَا نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُثْقِلِينَ بِظُلْمٍ وَلَا ظَالِمِينَ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِرَبِيعَةَ بْنِ ذِي مَرْحَبٍ الْحَضْرَمِيِّ وَإِخْوَتِهِ وَأَعْمَامِهِ أَنَّ لَهُمْ أَمْوَالَهُمْ وَنِحَلَهُمْ وَرَقِيقَهُمْ وَآبَارَهُمْ وَشَجَرَهُمْ وَمِيَاهَهُمْ وَسَوَاقِيَهُمْ وَنَبْتَهُمْ وَشَرَاجِعَهُمْ بِحَضْرَمَوْتَ، وَكُلَّ مَالٍ لِآلِ ذِي مَرْحَبٍ، وَأَنَّ كُلَّ مَا كَانَ فِي ثِمَارِهِمْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّهُ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ عَنْهُ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بَرَاءٌ مِنْهُ، وَأَنَّ نَصْرَ آلِ ذِي مَرْحَبٍ عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّ أَرْضَهُمْ بَرِيئَةٌ مِنَ الْجَوْرِ وَأَنَّ أَمْوَالَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ وَزَافِرَ حَائِطَ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ يَسِيلُ إِلَى آلِ قَيْسٍ وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ جَارٌ عَلَى ذَلِكَ. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ حَدَسٍ مِنْ لَخْمٍ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَعْطَى حَظَّ اللَّهِ وَحَظَّ رَسُولِهِ، وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَمَنْ شَهِدَ لَهُ مُسْلِمٌ بِإِسْلَامِهِ فَإِنَّهُ آمِنٌ -[267]- بِذِمَّةِ مُحَمَّدٍ وَإِنَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِخَالِدِ بْنِ ضِمَادٍ الْأَزْدِيِّ أَنَّ لَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِهِ عَلَى أَنْ يُؤْمِنَ بِاللَّهِ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَعَلَى أَنْ يُقِيمَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَيَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَحُجَّ الْبَيْتَ وَلَا يَأْوِيَ مُحْدِثًا وَلَا يَرْتَابَ وَعَلَى أَنْ يَنْصَحَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَعَلَى أَنْ يُحِبَّ أَحِبَّاءَ اللَّهِ وَيُبْغِضَ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَعَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ أَنْ يَمْنَعَهُ مِمَّا يَمْنَعُ مِنْهُ نَفْسَهُ وَمَالَهُ وَأَهْلَهُ، وَأَنَّ لِخَالِدٍ الْأَزْدِيِّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ النَّبِيِّ إِنْ وَفَّى بِهَذَا وَكَتَبَ أُبَيٌّ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَيْثُ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ عَهْدًا يُعَلِّمُهُ فِيهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَفَرَائِضَهُ وَحُدُودَهُ. وَكَتَبَ أُبَيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنُعَيْمِ بْنِ أَوْسٍ أَخِي تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ لَهُ حَبْرَى وَعَيْنُونَ بِالشَّامِ قَرْيَتَهَا كُلَّهَا سَهْلَهَا وَجَبَلَهَا وَمَاءَهَا وَحَرْثَهَا وَأَنْبَاطَهَا وَبَقَرَهَا وَلِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَلَا يَلِجُهُ عَلَيْهِمْ بِظُلْمٍ وَمَنْ ظَلْمَهُمْ وَأَخَذَ مِنْهُمْ شَيْئًا فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْحُصَيْنِ بْنِ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ أَعْطَاهُ الْفُرْغَيْنِ وَذَاتِ أَعْشَاشٍ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ النَّبْهَانِيِّينَ أَنَّهُ أَعْطَاهُمُ الْمِظَلَّةَ كُلَّهَا أَرْضَهَا وَمَاءَهَا وَسَهْلَهَا وَجَبَلَهَا حِمًى يَرْعُونَ فِيهِ مَوَاشِيَهُمْ. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي الضِّبَابِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ لَهُمْ سَارِبَةً وَرَافِعَهَا لَا يُحَاقُّهُمْ فِيهَا أَحَدٌ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَطَاعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ -[268]-. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ بْنِ الطُّفَيْلِ الْحَارِثِيِّ أَنَّ لَهُ الْمَضَّةَ كُلَّهَا لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ مَا أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَحَارَبَ الْمُ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ بِقِطْعَةِ أَدِيمٍ أَوْ جِرَابٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقْرَأُ؟ أَوْ قَالَ: أَفِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَقْرَأُ، فَقَالَ: دُونَكَ هَذَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَهُ لِي، فَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ حَيٌّ مِنْ عُكْلٍ أَنَّهُمْ إِنْ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ وَأَقَرُّوا بِالْخُمُسِ فِي غَنَائِمِهِمْ وَسَهْمِ النَّبِيِّ وَصَفِيِّهِ فَإِنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ بَعْضُهُمْ: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَيْئًا تُحَدِّثْنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَحَدِّثْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ الصَّدْرِ فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ بَعْضُهُمْ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَرَاكُمْ تَخَافُونَ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا الْيَوْمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا لُوطُ بْنُ يَحْيَى -[280]- الْأَزْدِيُّ قَالَ: §كَتَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي ظَبْيَانَ الْأَزْدِيِّ مِنْ غَامِدٍ يَدْعُوهُ وَيَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَجَابَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ بِمَكَّةَ مِنْهُمْ: مِخْنَفٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَزُهَيْرُ بَنُو سُلَيْمٍ وَعَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَفِيفِ بْنِ زُهَيْرٍ هَؤُلَاءِ بِمَكَّةَ وَقَدِمَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ الْجَحِنُ بْنُ الْمُرَقَّعِ وَجُنْدَبُ بْنُ زُهَيْرٍ وَجُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدُ مَعَ الْأَرْبَعِينَ: الْحَكَمُ مِنْ مُغَفَّلٍ فَأَتَاهُ بِمَكَّةَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَكَتَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي ظَبْيَانَ كِتَابًا، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَأَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: وَفَدَ رَجُلٌ مِنَ الْأَجَئِيِّينَ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا: «هَذَا §كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِحَبِيبِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي بَنِي أَجَأٍ وَلِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ أَنَّ لَهُ مَالَهُ وَمَاءَهُ مَا عَلَيْهِ حَاضَرُهُ وَبَادِيهِ عَلَى ذَلِكَ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي بُحْتُرٍ مِنْ طَيِّءٍ قَالَ: §وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَلِيدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ جُدِّيِّ بْنِ تَدُولَ بْنِ بُحْتُرٍ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ بِالْجَبَلَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ قَالُوا: §كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سِمْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُرَيْطِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْسَجَةَ الْعُرَنِيِّ فَرَقَّعَ بِكِتَابِهِ دَلْوَهُ، فَقِيلَ لَهُمْ بَنُو الرَّاقِعِ، ثُمَّ أَسْلَمَ سِمْعَانُ، وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: [البحر الطويل] أَقِلْنِي كَمَا أَمَّنْتَ وَرْدًا وَلَمْ أَكُنْ ... بِأَسْوَأَ ذَنْبًا إِذْ أَتَيْتُكَ مِنْ وَرْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ الْعُرَنِيَّ أَتَاهُ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ، فَقَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا سَتُصِيبُكَ قَارِعَةٌ أَتَاكَ كِتَابُ سَيِّدِ الْعَرَبِ فَرَقَّعْتَ بِهِ دَلْوَكَ، فَمَرَّ بِهِ جَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَبَاحُوا كُلَّ شَيْءٍ لَهُ فَأَسْلَمَ وَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا أَصَبْتَ مِنْ مَالٍ قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَهُ الْمُسْلِمُونَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو الْجُذَامِيِّ قَالَ: كَانَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ عَامِلًا لِلرُّومِ عَلَى عَمَّانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ أَوْ عَلَى مُعَانَ فَأَسْلَمَ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِبَغْلَةٍ بَيْضَاءَ وَفَرَسٍ وَحِمَارٍ وَأَثْوَابِ لِينٍ وَقَبَاءِ سُنْدُسٍ مُخَوَّصٍ بِالذَّهَبِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُكَ وَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتَ بِهِ وَخَبَّرَ عَمَّا قِبَلَكُمْ وَأَتَانَا بِإِسْلَامِكَ، وَأَنَّ اللَّهَ هَدَاكَ بِهُدَاهُ إِنْ أَصْلَحْتَ وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ» وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَعْطَى رَسُولَهُ مَسْعُودَ بْنَ سَعْدٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا قَالَ: وَبَلَغَ مَلِكَ الرُّومِ إِسْلَامُ فَرْوَةَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ نُمَلِّكْكَ قَالَ: لَا أُفَارِقُ دِينَ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ عِيسَى قَدْ بَشَّرَ بِهِ وَلَكِنَّكَ تَضِنُّ بِمُلْكِكَ، فَحَبَسَهُ ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَقَتَلَهُ وَصَلَبَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: «أَمَّا بَعْدُ §فَأَسْلِمُوا تَسْلَمُوا» قَالَ قَتَادَةُ: فَمَا وَجَدُوا رَجُلًا يَقْرَأُهُ حَتَّى جَاءَهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَرَأَهُ فَهُمْ يُسَمَّوْنَ بَنِي الْكَاتِبِ -[282]- وَكَانَ الَّذِي أَتَاهُمْ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ظَبْيَانُ بْنُ مَرْثَدٍ السَّدُوسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ: عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: أَرَانِي ابْنٌ لِسُعَيْرِ بْنِ عَدَّاءٍ كِتَابًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى السُّعَيْرِ بْنِ عَدَّاءٍ إِنِّي قَدْ أَخْفَرْتُكَ الرَّحِيحَ وَجَعَلْتُ لَكَ فَضْلَ بَنِي السَّبِيلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَارِثِ وَمَسْرُوحٍ وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ مِنْ حِمْيَرَ: " §سَلْمٌ أَنْتُمْ مَا آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ بَعَثَ مُوسَى بِآيَاتِهِ، وَخَلَقَ عِيسَى بِكَلِمَاتِهِ قَالَتِ الْيَهُودُ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَقَالَتِ النَّصَارَى: اللَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ عِيسَى ابْنُ اللَّهِ " قَالَ: وَبَعَثَ بِالْكِتَابِ مَعَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ وَقَالَ: " إِذَا جِئْتَ أَرْضَهُمْ فَلَا تَدْخُلَنَّ لَيْلًا حَتَّى تُصْبِحَ، ثُمَّ تَطَهَّرْ فَأَحْسِنْ طَهُورَكَ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَسَلِ اللَّهَ النَّجَاحَ وَالْقَبُولَ، وَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَخُذْ كِتَابِي بِيَمِينِكَ وَادْفَعْهُ بِيَمِينِكَ فِي أَيْمَانِهِمْ فَإِنَّهُمْ قَابِلُونَ، وَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ} [البينة: 1] فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا فَقُلْ: آمَنُ مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَنْ تَأْتِيَكَ حُجَّةٌ إِلَّا دُحِضَتْ وَلَا كِتَابٌ زُخْرِفَ إِلَّا ذَهَبَ نُورُهُ وَهُمْ قَارِئُونَ عَلَيْكَ فَإِذَا رَطَنُوا فَقُلْ: تَرْجِمُوا وَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ، اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ، لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ، لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ، اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، فَإِذَا أَسْلَمُوا فَسَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثَّلَاثَةَ الَّتِي إِذَا حَضَرُوا بِهَا سَجَدُوا وَهِيَ مِنَ الْأَثْلِ: قَضِيبٌ مُلَمَّعٌ

بِبَيَاضٍ وَصُفْرَةٍ، وَقَضِيبٌ ذُو عُجَرٍ كَأَنَّهُ خَيْزُرَانُ، وَالْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ كَأَنَّهُ مِنْ سَاسِمَ ثُمَّ أَخْرِجْهَا فَحَرِّقْهَا بِسُوقِهِمْ " قَالَ عَيَّاشٌ: فَخَرَجْتُ أَفْعَلُ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا دَخَلْتُ إِذَا النَّاسُ قَدْ لَبِسُوا زِينَتَهُمْ، قَالَ: فَمَرَرْتُ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سُتُورٍ عِظَامٍ عَلَى أَبْوَابِ دُورٍ ثَلَاثَةٍ، فَكَشَفْتُ السِّتْرَ وَدَخَلْتُ الْبَابَ الْأَوْسَطَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى قَوْمٍ فِي قَاعَةِ الدَّارِ، فَقُلْتُ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ وَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي فَقَبِلُوا، وَكَانَ كَمَا قَالَ صلّى الله عليه وسلم

قَالُوا بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَبْدِ الْقَيْسِ: «§مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْأَكْبَرِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ رَسُولِهِ عَلَى مَا أَحْدَثُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْقُحَمِ وَعَلَيْهِمُ الْوَفَاءُ بِمَا عَاهَدُوا وَلَهُمْ أَنْ لَا يُحْبَسُوا عَنْ طَرِيقِ الْمِيرَةِ وَلَا يُمْنَعُوا صَوْبَ الْقَطْرِ وَلَا يُحْرَمُوا حَرِيمَ الثِّمَارِ عِنْدَ بُلُوغِهِ وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى بَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَحَاضِرِهَا وَسَرَايَاهَا وَمَا خَرَجَ مِنْهَا وَأَهْلُ الْبَحْرَيْنِ خُفَرَاؤُهُ مِنَ الضَّيْمِ وَأَعْوَانُهُ عَلَى الظَّالِمِ وَأَنْصَارُهُ فِي الْمَلَاحِمِ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَا يُبَدِّلُوا قَوْلًا وَلَا يُرِيدُوا فُرْقَةً وَلَهُمْ عَلَى جُنْدِ الْمُسْلِمِينَ الشَّرِكَةُ فِي الْفَيْءِ وَالْعَدْلِ فِي الْحُكْمِ وَالْقَصْدُ فِي السِّيَرَةِ، حُكْمٌ لَا تَبْدِيلَ لَهُ فِي الْفَرِقَيْنِ كِلَيْهِمَا وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَقْيَالِ حَضْرَمَوْتَ وَعُظَمَائِهِمْ كَتَبَ إِلَى زُرْعَةَ وَقَهْدٍ وَالْبَسِّيِّ وَالْبُحَيْرِيِّ وَعَبْدِ كُلَالٍ وَرَبِيعَةَ وَحَجَرَ وَقَدْ مَدَحَ الشَّاعِرُ بَعْضَ أَقْيَالِهِمْ فَقَالَ: [البحر الطويل] أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ كُلِّهِمُ قَهْدُ ... وَعَبْدُ كُلَالٍ خَيْرُ سَائِرِهِمْ بَعْدُ

وَقَالَ آخَرُ يَمْدَحُ زُرْعَةَ: أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... لَزُرْعَةُ إِنْ كَانَ الْبُحَيْرِيُّ أَسْلَمَا قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى نُفَاثَةَ بْنِ فَرْوَةَ الدُّؤَلِيِّ مَلِكِ السَّمَاوَةِ قَالُوا: وَكَتَبَ إِلَى عُذْرَةَ فِي عَسِيبٍ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ فَعَدَا عَلَيْهِ وَرَدُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمَ فَكَسَّرَ الْعَسِيبَ وَأَسْلَمَ وَاسْتُشْهِدَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ وَادِي الْقُرَى أَوْ غَزْوَةِ الْقَرَدَةِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمُطَرِّفِ بْنِ الْكَاهِنِ الْبَاهِلِيِّ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمُطَرِّفِ بْنِ الْكَاهِنِ وَلِمَنْ سَكَنَ بَيْشَةَ مِنْ بَاهِلَةَ أَنَّ مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَوَاتًا بَيْضَاءَ فِيهَا مُنَاخُ الْأَنْعَامِ وَمُرَاحٌ فَهِيَ لَهُ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ فَارِضٌ وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ عَتُودٌ وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ ثَاغِيَةٌ مُسِنَّةٌ وَلَيْسَ لِلْمُصَدِّقِ أَنْ يُصَدِّقَهَا إِلَّا فِي مَرَاعِيهَا وَهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَهْشَلِ بْنِ مَالِكٍ الْوَائِلِيِّ مِنْ بَاهِلَةَ: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِنَهْشَلِ بْنِ مَالِكٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي وَائِلٍ لِمَنْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَى مِنَ الْمَغْنَمِ خُمْسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَبَرِيءٌ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ مِنَ الظُّلْمِ كُلِّهِ وَأَنَّ لَهُمْ أَنْ لَا يُحْشَرُوا وَلَا يُعْشَرُوا وَعَامِلُهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ، وَكَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِثَقِيفٍ كِتَابًا أَنَّ لَهُمُ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى مَا كَتَبَ لَهُمْ وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ

وَشَهِدَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَدَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْكِتَابَ إِلَى نُمَيْرِ بْنِ خَرَشَةَ قَالُوا: وَسَأَلَ وَفْدُ ثَقِيفٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُحَرِّمَ لَهُمْ وَجًّا فَكَتَبَ لَهُمْ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عِضَاهَ وَجٍّ وَصَيْدَهُ لَا يُعْضَدُ فَمَنْ وُجِدَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُؤْخَذُ فَيُبَلَّغُ النَّبِيُّ وَهَذَا أَمْرُ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ» ، وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ بِأَمْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَلَا يَتَعَدَّيَنَّهُ أَحَدٌ فَيَظْلِمَ نَفْسَهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَعِيدِ بْنِ سُفْيَانَ الرَّعْلِيِّ: " هَذَا مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعِيدَ بْنَ سُفْيَانَ الرَّعْلِيَّ أَعْطَاهُ نَخْلَ السُّوَارِقِيَّةِ وَقَصْرَهَا لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَنْ حَاقَّهُ فَلَا حَقَّ لَهُ وَحَقُّهُ حَقٌّ وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: «هَذَا مَا أَعْطَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ أَعْطَاهُ مَوْضِعَ دَارٍ بِمَكَّةَ يَبْنِيهَا مِمَّا يَلِي الْمَرْوَةَ فَلَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَنْ حَاقَّهُ فَإِنَّهُ لَا حَقَّ لَهُ وَحَقُّهُ حَقٌّ» وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَلَمَةَ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيِّ: «هَذَا مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَمَةَ بْنَ مَالِكٍ السُّلَمِيَّ أَعْطَاهُ مَا بَيْنَ ذَاتِ الْحَنَاطَى إِلَى ذَاتِ الْأَسَاوِدِ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ» شَهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَحَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِبَنِي جَنَابٍ وَأَحْلَافِهِمْ وَمَنْ ظَاهَرَهُمْ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالتَّمَسُّكِ بِالْإِيمَانِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَعَلَيْهِمْ فِي الْهَامِلَةِ الرَّاعِيَةِ فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ غَيْرَ ذَاتِ عَوَارٍ وَالْحَمُولَةُ الْمَائِرَةُ لَهُمْ لَاغِيَةٌ وَالسَّقْيُ الرِّوَاءُ وَالْعَذْيُ

مِنَ الْأَرْضِ يُقِيمُهُ الْأَمِينُ وَظِيفَةً لَا يُزَادُ عَلَيْهِمْ» ، شَهِدَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ وَدِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمَهْرِيِّ بْنِ الْأَبْيَضِ عَلَى مَنْ آمَنَ مِنْ مَهْرَةَ أَنَّهُمْ لَا يُؤْكَلُونَ وَلَا يُغَارُ عَلَيْهِمْ وَلَا يُعْرَكُونَ وَعَلَيْهِمْ إِقَامَةُ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ فَمَنْ بَدَّلَ فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَمَنْ آمَنَ بِهِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ اللُّقَطَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالسَّارِحَةُ مُنَدَّاةٌ وَالتَّفَثُ السَّيِّئَةُ وَالرَّفَثُ الْفُسُوقُ» ، وَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِخَثْعَمَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِخَثْعَمَ مِنْ حَاضِرٍ بِبَيْشَةَ وَبَادِيَتِهَا أَنَّ كُلَّ دَمٍ أَصَبْتُمُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَنْكُمْ مَوْضُوعٌ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْكُمْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا فِي يَدِهِ حَرْثٌ مِنْ خِبَارٍ أَوْ عَزَازٌ تَسْقِيهِ السَّمَاءُ أَوْ يَرْوِيهِ اللَّثَى فَزَكَا عُمَارَةً فِي غَيْرِ أَزِمَةٍ وَلَا حَطْمَةٍ فَلَهُ نَشْرُهُ وَأَكْلُهُ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ سَيْحٍ الْعُشْرُ وَفِي كُلِّ غَرْبٍ نِصْفُ الْعُشْرِ» ، شَهِدَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ حَضَرَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَفْدِ ثُمَالَةَ وَالْحُدَّانِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَادِيَةِ الْأَسْيَافِ وَنَازِلَةِ الْأَجْوَافِ مِمَّا حَازَتْ صُحَارَ لَيْسَ عَلَيْهِمْ فِي النَّخْلِ خِرَاصٌ وَلَا مِكْيَالٌ مُطْبِقٌ حَتَّى يُوضَعَ فِي الْفَدَاءِ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَوْسَاقٍ وَسْقٌ» وَكَاتِبُ الصَّحِيفَةِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ شَهِدَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَارِقٍ مِنَ الْأَزْدِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَارِقٍ أَنْ لَا تُجَذَّ ثِمَارُهُمْ وَأَنْ لَا تُرْعَى بِلَادُهُمْ فِي مَرْبَعٍ وَلَا مَصِيفٍ إِلَّا بِمَسْأَلَةٍ مِنْ بَارِقٍ

وَمَنْ مَرَّ بِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَرَكٍ أَوْ جَدْبٍ فَلَهُ ضِيَافَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَإِذَا أَيْنَعَتْ ثِمَارُهُمْ فَلِابْنِ السَّبِيلِ اللُّقَاطُ يُوَسِّعَ بَطْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْتَثِمَ» شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَكَتَبَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: الْجَدْبُ أَنْ لَا يَكُونَ مَرْعَى وَالْعَرَكُ أَنْ تُخَلِّيَ إِبِلَكَ فِي الْحَمْضِ خَاصَّةً فَتَأْكُلَ مِنْهُ حَاجَتَهَا وَيَقْتَثِمَ يَحْمِلُ مَعَهُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ لَمَّا أَرَادَ الشُّخُوصَ إِلَى بِلَادِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي إِلَى قَوْمِي كِتَابًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اكْتُبْ لَهُ يَا مُعَاوِيَةُ إِلَى الْأَقْيَالِ الْعَبَاهِلَةِ لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ عَلَى التَّيْعَةِ السَّائِمَةِ لِصَاحِبِهَا التَّيْمَةُ لَا خِلَاطَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِغَارَ وَلَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا شِنَاقَ وَعَلَيْهِمُ الْعَوْنُ لِسَرَايَا الْمُسْلِمِينَ وَعَلَى كُلِّ عَشَرَةٍ مَا تَحْمِلُ الْعِرَابُ مَنْ أَجْبَأَ فَقَدْ أَرْبَى» ، وَقَالَ وَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي بِأَرْضِي الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ لَهُ أَقْيَالُ حِمْيَرَ وَأَقْيَالُ حَضْرَمَوْتَ فَكَتَبَ لَهُ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَيْلِ حَضْرَمَوْتَ وَذَلِكَ أَنَّكَ أَسْلَمْتَ وَجَعَلْتُ لَكَ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الْأَرَضِينَ وَالْحُصُونِ وَأَنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْكَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ يَنْظُرُ فِي ذَلِكَ ذَوَا عَدْلٍ وَجَعَلْتُ لَكَ أَنْ لَا تُظْلَمَ فِيهَا مَا قَامَ الدِّينُ وَالنَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَيْهِ أَنْصَارٌ» قَالُوا: وَكَانَ الْأَشْعَثُ وَغَيْرُهُ مِنْ كِنْدَةَ نَازَعُوا وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ فِي وَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ فَادَّعُوهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَتَبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَهْلِ نَجْرَانَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ نَجْرَانَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ حُكْمُهُ فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ صَفْرَاءَ أَوْ بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ أَوْ

رَقِيقٍ فَأَفْضَلَ عَلَيْهِمْ وَتَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ حُلَلِ الْأَوَاقِي فِي كُلِّ رَجِبٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، وَفِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ كُلُّ حُلَّةٍ أُوقِيَّةً فَمَا زَادَتْ حُلَلُ الْخَرَاجِ أَوْ نَقَصَتْ عَلَى الْأَوَاقِي فَبِالْحِسَابِ، وَمَا قَبَضُوا مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ أَوْ عَرْضٍ أُخِذَ مِنْهُمْ فَبِالْحِسَابِ، وَعَلَى نَجْرَانَ مَثْوَاةُ رُسُلِي عِشْرِينَ يَوْمًا فَدُونَ ذَلِكَ، وَلَا تُحْبَسُ رُسُلِي فَوْقَ شَهْرٍ، وَعَلَيْهِمْ عَارِيَّةُ ثَلَاثِينَ دِرْعًا وَثَلَاثِينَ فَرَسًا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا إِذَا كَانَ بِالْيَمَنِ كَيَدٌ وَمَا هَلَكَ مِمَّا أَعَارُوا رُسُلِي مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ فَهُوَ ضَمَانٌ عَلَى رُسُلِي حَتَّى يُؤَدُّوهُ إِلَيْهِمْ وَلِنَجْرَانَ وَحَاشِيَتِهِمْ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَصَلَوَاتِهِمْ لَا يُغَيِّرُوا أُسْقُفًا عَنْ أُسْقُفِيَّتِهِ، وَلَا رَاهِبًا عَنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا وَاقِفًا عَنْ وَقْفَانِيَّتِهِ وَكُلُّ مَا تَحْتِ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ وَلَيْسَ رِبًا وَلَا دَمَ جَاهِلِيَّةٍ وَمَنْ سَأَلَ مِنْهُمْ حَقًّا فَبَيْنَهُمُ النَّصْفُ غَيْرَ ظَالِمِينَ وَلَا مَظْلُومِينَ لِنَجْرَانَ، وَمَنْ أَكَلَ رِبًا مِنْ ذِي قَبْلَ فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَلَا يُؤَاخَذُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِظُلْمِ آخَرَ، وَعَلَى مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ النَّبِيِّ أَبَدًا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنْ نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُثْقَلِينَ بِظُلْمٍ» شَهِدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَغَيْلَانُ بْنُ عَمْرٍو وَمَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَالْمُسْتَوْرِدُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو بَلِيٍّ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَعَامِرٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ دُومَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ لِأُكَيْدِرَ هَذَا الْكِتَابَ وَجَاءَنِي بِالْكِتَابِ فَقَرَأْتُهُ وَأَخَذْتُ مِنْهُ نُسْخَتَهُ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا §كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِأُكَيْدِرَ حِينَ أَجَابَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَخَلَعَ

الْأَنْدَادَ وَالْأَصْنَامَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ سَيْفِ اللَّهِ فِي دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَأَكْنَافِهَا أَنَّ لَهُ الضَّاحِيَةَ مِنَ الضَّحْلِ وَالْبَوْرِ وَالْمَعَامِيَ وَأَغْفَالَ الْأَرْضِ وَالْحَلْقَةَ وَالسِّلَاحَ وَالْحَافِرَ وَالْحِصْنَ وَلَكُمُ الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ وَالْمَعِينُ مِنَ الْمَعْمُورِ وَبَعْدَ الْخُمُسِ لَا تُعْدَلُ سَارِحَتُكُمْ وَلَا تُعَدُّ فَارِدَتُكُمْ وَلَا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النَّبَاتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ إِلَّا عُشْرُ الثَّبَاتِ، تُقِيمُونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ بِحَقِّهَا، عَلَيْكُمْ بِذَاكَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ وَلَكُمْ بِذَلِكَ الصِّدْقُ وَالْوَفَاءُ، شَهِدَ اللَّهُ وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الضَّحْلُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ وَالْمَعَامِي الْأَعْلَامُ مِنَ الْأَرْضِ مَا لَا حَدَّ لَهُ وَالضَّامِنَةُ مَا حَمَلَ مِنَ النَّخْلِ، وَقَوْلُهُ لَا تُعْدَلُ سَارِحَتُكُمْ، يَقُولُ: لَا تُنَحَّى عَنِ الرَّعْيِ، وَالْفَارِدَةُ مَا لَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ، وَالْأَغْفَالُ مَا لَا يُقَالُ عَلَى حَدِّهِ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْمَعِينُ الْمَاءُ الْجَارِي، وَالثَّبَاتُ النَّخْلُ الْقَدِيمُ الَّذِي قَدْ ضَرَبَ عُرُوقُهُ فِي الْأَرْضِ وَثَبَتَ، قَالَ: وَكَانَتْ دُومَةُ وَأَيْلَةُ وَتَيْمَاءُ قَدْ خَافُوا النَّبِيَّ لَمَّا رَأَوْا الْعَرَبَ قَدْ أَسْلَمَتْ، قَالَ: وَقَدِمَ يُحَنَّةُ بْنُ رُوبَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مَلِكَ أَيْلَةَ، وَأَشْفَقَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا بَعَثَ إِلَى أُكَيْدِرَ وَأَقْبَلَ وَمَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْيَمَنِ وَأَهْلُ الْبَحْرِ وَمِنْ جَرْبَا وَأَذْرُحَ فَأَتَوْهُ فَصَالَحَهُمْ وَقَطَعَ عَلَيْهِمْ جِزْيَةً مَعْلُومَةً وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِيُحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ لِسُفُنِهِمْ وَسَيَّارَتِهِمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْيَمَنِ وَأَهْلِ الْبَحْرِ، وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَإِنَّهُ لَا يَحُولُ مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ وَأَنَّهُ طَيِّبَةٌ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ، وَلَا طَرِيقًا يُرِيدُونَهُ مِنْ بَرٍّ وَبَحْرٍ. هَذَا كِتَابُ جُهَيْمِ بْنِ الصَّلْتِ وَشُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ بِإِذْنِ رَسُولِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى يُحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ يَوْمَ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلِيبًا مِنْ ذَهَبٍ وَهُوَ مَعْقُودُ النَّاصِيَةِ فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَفَّرَ وَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ §فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَصَالَحَهُ يَوْمَئِذٍ وَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُرْدًا يَمَنِيَّةً وَأَمَرَ بِإِنْزَالِهِ عِنْدَ بِلَالٍ قَالَ: وَرَأَيْتُ أُكَيْدِرًا حِينَ قَدِمَ بِهِ خَالِدٌ وَعَلَيْهِ صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ وَعَلَيْهِ الدِّيبَاجُ ظَاهِرًا قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَسَخْتُ كِتَابَ أَهْلِ أَذْرُحَ فَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِأَهْلِ أَذْرُحَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةَ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً، وَاللَّهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ بِالنُّصْحِ وَالْإِحْسَانِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَخَافَةِ وَالتَّعْزِيرِ إِذَا خَشُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ آمِنُونَ حَتَّى يُحَدِّثَ إِلَيْهِمْ مُحَمَّدٌ قَبْلَ خُرُوجِهِ» يَعْنِي إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ قَالَ: وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِ أَيْلَةَ ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ، وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَهْلِ جَرْبَا وَأَذْرُحَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِأَهْلِ جَرْبَا وَأَذْرُحَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةَ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً وَاللَّهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ» قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَهْلِ مَقْنَا «أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ رُبُعَ غُزُولِهِمْ وَرُبُعَ ثِمَارِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَالَحَ أَهْلَ مَقْنَا -[291]- عَلَى أَخْذِ رُبُعِ ثِمَارِهِمْ وَرُبُعِ غُزُولِهِمْ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَهْلُ مَقْنَا يَهُودٌ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَأَهْلُ جَرْبَا وَأَذْرُحَ يَهُودٌ أَيْضًا، وَقَوْلُهُ: طَيِّبَةً، يَعْنِي مِنَ الْخَلَاصِ، أَيْ ذَهَبٌ خَالِصٌ، وَقَوْلُهُ: خُرُوجُهُ، يَعْنِي إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ

ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ وِفَادَاتِ الْعَرَبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

وفد مزينة

§وَفْدُ مُزَيْنَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مُضَرَ أَرْبَعُمِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَذَلِكَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ فَجَعَلَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْهِجْرَةَ فِي دَارِهِمْ، وَقَالَ: «§أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ حَيْثُ كُنْتُمْ فَارْجِعُوا إِلَى أَمْوَالِكُمْ» فَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مِسْكِينٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانِيُّ قَالَا: §قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ مُزَيْنَةَ مِنْهُمْ خُزَاعِيُّ بْنُ عَبْدِ نُهْمٍ فَبَايَعَهُ عَلَى قَوْمِهِ مُزَيْنَةَ وَقَدِمَ مَعَهُ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ فِيهِمْ: بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ وَالنُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَأَبُو أَسْمَاءَ وَأُسَامَةُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ بُرْدَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُرَّةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُحْتَفِرِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ هِشَامٍ: وَكَانَ فِيهِمْ: دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ: وَقَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ إِنَّ خُزَاعِيًّا خَرَجَ إِلَى قَوْمِهِ فَلَمْ يَجِدْهُمْ كَمَا ظَنَّ فَأَقَامَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ: «اذْكُرْ خُزَاعِيًّا وَلَا تَهْجُهُ» فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: [البحر الوافر]

أَلَا أَبْلِغْ خُزَاعِيًّا رَسُولًا ... بِأَنَّ الذَّمَّ يَغْسِلُهُ الْوَفَاءُ وَأَنَّكَ خَيْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو ... وَأَسْنَاهَا إِذَا ذُكِرَ السَّنَاءُ وَبَايَعْتَ الرَّسُولَ وَكَانَ خَيْرًا ... إِلَى خَيْرٍ وَأَدَّاكَ الثَّرَاءُ فَمَا يُعْجِزْكَ أَوْ مَا لَا تُطِقْهُ ... مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا تَعْجِزْ عَدَاءُ قَالَ: وَعَدَاءُ بَطْنُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُ قَالَ: فَقَامَ خُزَاعِيٌّ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ قَدْ خَصَّكُمْ شَاعِرُ الرَّجُلِ فَأُنْشِدُكُمُ اللَّهَ قَالُوا: فَإِنَّا لَا نَنْبُو عَلَيْكَ، قَالَ: وَأَسْلَمُوا وَوَافَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءَ مُزَيْنَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ إِلَى خُزَاعِيٍّ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ أَلْفَ رَجُلٍ وَهُوَ أَخُو الْمُغَفَّلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ وَأَخُو عَبْدِ اللَّهِ ذِي الْبِجَادَيْنِ

وفد أسد

§وَفْدُ أَسَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: قَدِمَ عَشَرَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ، فِيهِمْ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ، وَضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ، وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ الْقَايِفِ، وَسَلَمَةُ بْنُ حُبَيْشٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ، وَنَقَادَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ، فَقَالَ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ: أَتَيْنَاكَ نَتَدَرَّعُ اللَّيْلَ الْبَهِيمَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ وَلَمْ تَبْعَثْ إِلَيْنَا بَعْثًا، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات: 17] وَكَانَ مَعَهُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي الزِّنْيَةِ وَهُمْ بَنُو مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنْتُمْ بَنُو الرِّشْدَةِ» فَقَالُوا: لَا نَكُونُ مِثْلَ بَنِي مُحَوَّلَةَ يَعْنُونَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ النَّخَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَقَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مُرِّيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيِّ: «يَا نَقَادَةُ §ابْغِ لِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً وَلَا تُولِهِهَا عَلَى وَلَدٍ» فَطَلَبَهَا فِي نَعَمِهِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ: سِنَانُ بْنُ ظَفِيرٍ فَأَطْلَبَهُ إِيَّاهَا، فَسَاقَهَا نَقَادَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، وَدَعَا نَقَادَةَ فَحَلَبَهَا حَتَّى إِذَا بَقَّى فِيهَا بَقِيَّةً مِنْ لَبَنِهَا قَالَ: «أَيْ نَقَادَةُ اتْرُكْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ» فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَقَى أَصْحَابَهُ مِنْ لَبَنِ تِلْكَ النَّاقَةِ، وَسَقَى نَقَادَةَ سُؤْرَهُ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهَا مِنْ نَاقَةٍ، وَفِيمَنْ مَنَحَهَا» قَالَ نَقَادَةُ: قُلْتُ: وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: «وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا»

وفد تميم

§وَفْدُ تَمِيمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشْرَ بْنَ سُفْيَانَ وَيُقَالُ: النَّحَّامُ الْعَدَوِيُّ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ فَجَاءَ وَقَدْ حَلَّ بِنَوَاحِيهِمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَجَمَعَتْ خُزَاعَةُ مَوَاشِيَهَا لِلصَّدَقَةِ، فَاسْتَنْكَرَ ذَلِكَ بَنُو تَمِيمٍ وَأَبَوْا وَابْتَدَرُوا الْقِسِّيَّ وَشَهَرُوا السُّيُوفَ، فَقَدِمَ الْمُصَدِّقُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «مَنْ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ» فَانْتَدَبَ لَهُمْ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ الْفَزَارِيَّ فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي خَمْسِينَ فَارِسًا مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ فِيهِمْ مُهَاجِرِيٌّ وَلَا أَنْصَارِيٌّ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ فَأَخَذَ أَحَدَ

عَشَرَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلَاثِينَ صَبِيًّا، فَجَلَبَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَدِمَ فِيهِمْ عِدَّةٌ مِنْ رُؤَسَاءِ بَنِي تَمِيمٍ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ وَنُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَرِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ، وَيُقَالُ: كَانُوا تِسْعِينَ أَوْ ثَمَانِينَ رَجُلًا فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، وَقَدْ أَذَّنَ بِلَالٌ بِالظُّهْرِ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَجَّلُوا وَاسْتَبْطَئُوهُ، فَنَادَوْهُ: يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ إِلَيْنَا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَقَامَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ أَتَوْهُ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: يَا مُحَمَّدُ ائْذَنْ لِي فَوَاللَّهِ إِنَّ جَهْدِي لَزِينٌ، وَإِنَّ ذَمِّي لَشِينٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كَذَبْتَ ذَلِكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَلَسَ وَخَطَبَ خَطِيبُهُمْ وَهُوَ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ: «أَجِبْهُ» فَأَجَابَهُ، ثُمَّ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ائْذَنْ لِشَاعِرِنَا فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ فَأَنْشَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: «أَجِبْهُ» فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَخَطِيبُهُ أَبْلَغُ مِنْ خَطِيبِنَا، وَلَشَاعِرُهُ أَشْعُرُ مِنْ شَاعِرِنَا، وَلَهُمْ أَحْلَمُ مِنَّا، وَنَزَلَ فِيهِمْ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» وَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَسْرَى وَالسَّبْيَ، وَأَمَرَ لَهُمْ بِالْجَوَائِزِ كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ §امْرَأَةً مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَالَتْ: أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْوَفْدِ يَوْمَئِذٍ يَأْخُذُونَ جَوَائِزَهُمْ عِنْدَ بِلَالٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، قَالَتْ: وَقَدْ رَأَيْتُ غُلَامًا أَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ خَمْسَ أَوَاقٍ يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْأَهْتَمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُنَاحٍ أَخُو بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: §وَفَدَ سُفْيَانُ بْنُ الْعُذَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَصَادِ بْنِ مَازِنِ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ قَيْسٌ: يَا أَبَتِ دَعْنِي آتِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَعَكَ، قَالَ: سَنَعُودُ

قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: قَالَ غُنَيْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُفْيَانَ: §أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَاكِبٌ فَنَعَى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ فَنَهَضْنَا مِنَ الْأَحْوَيَةِ فَقُلْنَا: بِأَبِينَا وَأَمِّنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُلْتُ: [البحر الرجز] أَلَا لِيَ الْوَيْلُ عَلَى مُحَمَّدِ ... قَدْ كُنْتُ فِي حَيَاتِهِ بِمُقْعَدِ وَفِي أَمَانٍ مِنْ عَدُوٍّ مُعْتَدِ قَالَ: وَمَاتَ قَيْسُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْعُذَيْلِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ فَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] فَإِنْ يَكُ قَيْسٌ قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ ... فَقَدْ طَافَ قَيْسٌ بِالرَّسُولِ وَسَلَّمَا

وفد عبس

§وَفْدُ عَبْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الشَّغَبِ عِكْرِشَةُ بْنُ أَرْبَدَ الْعَبْسِيُّ وَعِدَّةٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالُوا: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِسْعَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ فَكَانُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ: مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَالْحَارِثُ بْنُ الرَّبِيعِ وَهُوَ الْكَامِلُ وَقَنَانُ بْنُ دَارِمٍ وَبِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَادَةَ وَهَدْمُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَسِبَاعُ -[296]- بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو الْحِصْنِ بْنُ لُقْمَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ وَفَرْوَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ فَضَالَةَ فَأَسْلَمُوا فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْرٍ وَقَالَ: «§ابْغُونِي رَجُلًا يَعْشِرُكُمْ أَعْقِدْ لَكُمْ لِوَاءً» ، فَدَخَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً وَجَعَلَ شِعَارَهَمْ: يَا عَشَرَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْسٍ الدُّؤَلِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّامِ فَبَعَثَ بَنِي عَبْسٍ فِي سَرِيَّةٍ وَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ §كَيْفَ نَقْسِمُ غَنِيمَةً إِنْ أَصَبْنَاهَا وَنَحْنُ تِسْعَةٌ قَالَ: «أَنَا عَاشِرُكُمْ» وَجَعَلَتِ الْوُلَاةُ اللِّوَاءَ الْأَعْظَمَ لِوَاءَ الْجَمَاعَةِ، وَالْإِمَامُ لِبَنِي عَبْسٍ لَيْسَتْ لَهُمْ رَايَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا قُرَّاؤُنَا فَأَخْبَرُونَا أَنَّهُ لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَا هِجْرَةَ لَهُ، وَلَنَا أَمْوَالٌ وَمَوَاشٍ هِيَ مَعَاشُنَا، فَإِنْ كَانَ لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَا هِجْرَةَ لَهُ بِعْنَاهَا وَهَاجَرْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اتَّقُوا اللَّهَ حَيْثُ كُنْتُمْ فَلَنْ يَلِتَكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كُنْتُمْ بِصَمَدٍ وَجَازَانَ» وَسَأَلَهُمْ عَنْ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ، فَقَالُوا: لَا عَقِبَ لَهُ، فَقَالَ: «نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ» ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ حَدِيثَ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ

وفد فزارة

§وَفْدُ فَزَارَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ وَكَانَتْ سَنَةَ تِسْعٍ قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي فَزَارَةَ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ: خَارِجَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ عَلَى رِكَابٍ عِجَافٍ، فَجَاءُوا مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ، وَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ بِلَادِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْنَتَتْ بِلَادُنَا، وَهَلَكَتْ مَوَاشِينَا، وَأَجْدَبَ جَنَابُنَا، وَغَرَثَ عِيَالُنَا، فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ وَدَعَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اسْقِ بِلَادَكَ وَبَهَائِمَكَ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا مُطْبِقًا وَاسِعًا عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ، وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ وَلَا مُحْقٍ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَانْصُرْنَا عَلَى الْأَعْدَاءِ» فَمَطَرَتْ فَمَا رَأَوْا السَّمَاءَ سِتًّا فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَدَعَا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ: فَانْجَابَتِ السَّمَاءُ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ

وفد مرة

§وَفْدُ مُرَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي مُرَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ مِنْ تَبُوكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، رَأْسُهُمُ -[298]- الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمُكَ وَعَشِيرَتُكَ، وَنَحْنُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ؟» قَالَ: بِسُلَاحٍ وَمَا وَالَاهَا قَالَ: «وَكَيْفَ الْبِلَادُ؟» قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَمُسْنِتُونَ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ §اسْقِهِمُ الْغَيْثَ» وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُجِيزَهُمْ فَأَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ عَشْرِ أَوَاقٍ فِضَّةٍ، وَفَضَّلَ الْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ أَعْطَاهُ اثْنَتَي عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَوَجَدُوهَا قَدْ مُطِرَتْ فِي الْيَوْمِ الَّذِي دَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

وفد ثعلبة

§وَفْدُ ثَعْلَبَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْجِعْرَانَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ وَقُلْنَا: نَحْنُ رُسُلُ مَنْ خَلْفَنَا مِنْ قَوْمِنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مُقِرُّونَ بِالْإِسْلَامِ فَأَمَرَ لَنَا بِضِيَافَةٍ وَأَقَمْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جِئْنَاهُ لِنَوَدِّعَهُ فَقَالَ لِبِلَالٍ: «§أَجِزْهُمْ كَمَا تُجِيزُ الْوَفْدَ» ، فَجَاءَ بِنَقَرٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا خَمْسَ أَوَاقٍ قَالَ: لَيْسَ عِنْدَنَا دَرَاهِمُ فَانْصَرَفْنَا إِلَى بِلَادِنَا

وفد محارب

§وَفْدُ مُحَارِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ مُحَارِبٍ سَنَةَ عَشْرٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُمْ عَشَرَةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ: سَوَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُهُ خُزَيْمَةُ بْنُ سَوَاءٍ فَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَ بِلَالٌ يَأْتِيهِمْ بِغَدَاءٍ وَعَشَاءٍ فَأَسْلَمُوا، وَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي تِلْكَ الْمَوَاسِمِ أَفَظَّ وَلَا أَغْلَظَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَعَرَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَبْقَانِي حَتَّى صَدَّقْتُ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §هَذِهِ الْقُلُوبَ بِيَدِ اللَّهِ» وَمَسَحَ وَجْهَ خُزَيْمَةَ بْنِ سَوَاءٍ فَصَارَتْ لَهُ غُرَّةٌ بَيْضَاءُ، وَأَجَازَهُمْ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ وَانْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِهِمْ

وفد سعد بن بكر

§وَفْدُ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَكَانَ جَلْدًا أَشْعُرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، فَأَغْلَظَ فِي الْمَسْأَلَةِ، سَأَلَهُ عَمَّنْ أَرْسَلَهُ وَبِمَا أَرْسَلَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ كُلِّهِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ مُسْلِمًا قَدْ خَلَعَ الْأَنْدَادَ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْهُ، فَمَا أَمْسَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا مُسْلِمًا وَبَنُوا الْمَسَاجِدَ وَأَذَّنُوا بِالصَّلَوَاتِ

وفد كلاب

§وَفْدُ كِلَابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: §قَدِمَ وَفْدُ بَنِي كِلَابٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ: لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَجَبَّارُ بْنُ سَلْمَى فَأَنْزَلَهُمْ دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَ بَيْنَ جَبَّارٍ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ خُلَّةٌ، فَبَلَغَ كَعْبًا قُدُومُهُمْ فَرَحَّبَ بِهِمْ وَأَهْدَى لِجَبَّارٍ وَأَكْرَمَهُ، وَخَرَجُوا مَعَ كَعْبٍ فَدَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِسَلَامِ الْإِسْلَامِ، وَقَالُوا: إِنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ سَارَ فِينَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَبِسُنَّتِكَ الَّتِي أَمَرْتَهُ، وَإِنَّهُ دَعَانَا إِلَى اللَّهِ فَاسْتَجَبْنَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَإِنَّهُ أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَرَدَّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا

وفد رؤاس بن كلاب

§وَفْدُ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نُفَيْعٍ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ الرُّؤَاسِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ بُجَيْدِ بْنُ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالُوا: حَتَّى نُصِيبَ مِنْ بَنِي عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ مِثْلَ مَا أَصَابُوا مِنَّا، فَخَرَجُوا يُرِيدُونَهُمْ وَخَرَجَ مَعَهُمْ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ فَأَصَابُوا فِيهِمْ، ثُمَّ خَرَجُوا يَسُوقُونَ النَّعَمَ فَأَدْرَكَهُمْ فَارِسٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ يُقَالُ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ الْمُنْتَفِقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز]

أَقْسَمْتُ لَا أَطْعَنُ إِلَّا فَارِسَا ... إِذَا الْكُمَاةُ لَبِسُوا الْقَوَانِسَا قَالَ أَبُو نُفَيْعٍ: فَقُلْتُ نَجَوْتُمْ يَا مَعْشَرَ الرَّجَّالَةِ سَائِرَ الْيَوْمِ فَأَدْرَكَ الْعُقَيْلِيُّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسٍ يُقَالُ لَهُ: الْمُحْرِسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسٍ فَطَعَنَهُ فِي عَضُدِهِ فَاخْتَلَّهَا فَاعْتَنَقَ الْمُحْرِسُ فَرَسَهُ وَقَالَ: يَا آلَ رُؤَاسٍ، فَقَالَ رَبِيعَةُ: رُؤَاسٌ خَيْلٌ أَوْ أُنَاسٌ فَعَطَفَ عَلَى رَبِيعَةَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا نَسُوقُ النَّعَمَ وَأَقْبَلَ بَنُو عَقِيلٍ فِي طَلَبِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى تُرَبَةَ، فَقَطَعَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ وَادِي تُرَبَةَ، فَجَعَلَتْ بَنُو عَقِيلٍ يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا وَلَا يَصِلُونَ إِلَى شَيْءٍ، فَمَضَيْنَا، قَالَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ: فَأَسْقَطَ فِي يَدَيَّ، وَقُلْتُ: قَتَلْتُ رَجُلًا وَقَدْ أَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَشَدَدْتُ يَدِيَّ فِي غُلٍّ إِلَى عُنُقِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُرِيدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «§لَئِنْ أَتَانِي لَأَضْرِبَنَّ مَا فَوْقَ الْغُلِّ مِنْ يَدِهِ» قَالَ: فَأَطْلَقْتُ يَدِيَّ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَأَتَيْتُهُ عَنْ يَمِينِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّبَّ لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ: «قَدْ رَضِيتُ عَنْكَ»

وفد عقيل بن كعب

§وَفْدُ عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ، عَنْ أَشْيَاخِ قَوْمِهِ قَالُوا: وَفَدَ مِنَّا مِنْ بَنِي عَقِيلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبِيعُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَقِيلٍ وَأَنَسُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ

بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ فَبَايِعُوا وَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوهُ عَلَى مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ §فَأَعْطَاهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْعَقِيقَ عَقِيقَ بَنِي عَقِيلٍ، وَهِيَ أَرْضٌ فِيهَا عُيُونٌ وَنَخْلٌ، وَكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ كِتَابًا فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبِيعًا وَمُطَرَّفًا وَأَنَسًا أَعْطَاهُمُ الْعَقِيقَ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَسَمِعُوا وَأَطَاعُوا وَلَمْ يُعْطِهِمْ حَقًّا لِمُسْلِمٍ» فَكَانَ الْكِتَابُ فِي يَدِ مُطَرِّفٍ، قَالَ: وَوَفَدَ عَلَيْهِ أَيْضًا لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ المُنْتَفِقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ وَهُوَ أَبُو رَزِينٍ فَأَعْطَاهُ مَاءً يُقَالُ لَهُ: النَّظِيمُ وَبَايَعَهُ عَلَى قَوْمِهِ، قَالَ: وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو حَرْبِ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ فَقَرَأَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ، فَقَالَ: أَمَا وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ لَقِيتَ اللَّهَ أَوْ لَقِيتَ مَنْ لَقِيَهُ، وَإِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلًا لَا نُحْسِنُ مِثْلَهُ، وَلَكِنِّي سَوْفَ أَضْرِبُ بِقِدَاحِي هَذِهِ عَلَى مَا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَعَلَى دِينِي الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَضَرَبَ بِالْقِدَاحِ فَخَرَجَ عَلَيْهِ سَهْمُ الْكُفْرِ ثُمَّ أَعَادَهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَبَى هَذَا إِلَّا مَا تَرَى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَخِيهِ عِقَالِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، فَقَالَ لَهُ: قَلَّ خَيْسُكَ هَلْ لَكَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَدْعُو إِلَى دِينِ الْإِسْلَامِ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَقَدْ أَعْطَانِي الْعَقِيقَ إِنْ أَنَا أَسْلَمْتُ؟ فَقَالَ لَهُ عِقَالٌ: أَنَا وَاللَّهِ أُخِطُّكَ أَكْثَرَ مِمَّا يُخِطُّكَ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ رَكِبَ فَرَسَهُ وَجَرَّ رُمْحَهُ عَلَى أَسْفَلِ الْعَقِيقِ فَأَخَذَ أَسْفَلَهُ وَمَا فِيهِ مِنْ عَيْنٍ، ثُمَّ إِنَّ عِقَالًا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ وَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟» فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ هُبَيْرَةَ بْنَ النُّفَاضَةِ نِعْمَ الْفَارِسُ يَوْمَ قَرْنَيْ لَبَانٍ، ثُمَّ قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ الصَّرِيحَ تَحْتَ الرَّغْوَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الثَّالِثَةَ: «أَتَشْهَدُ؟» قَالَ: فَشَهِدَ وَأَسْلَمَ، قَالَ وَابْنُ النُّفَاضَةِ هُبَيْرَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَادَةِ بْنِ عَقِيلٍ وَمُعَاوِيَةُ هُوَ فَارِسُ الْهَرَّارِ، وَالْهَرَّارُ اسْمُ فَرَسِهِ وَلَبَانٌ هُوَ مَوْضِعٌ، خَيْسُكَ خَيْرُكَ

قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُصَيْنُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَقِيلٍ وَذُو الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيُّ فَأَسْلَمَا

وفد جعدة

§وَفْدُ جَعْدَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ قَالَ: " §وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الرُّقَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْفَلْجِ ضَيْعَةٍ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَهُوَ عِنْدَهُمْ

وفد قشير بن كعب

§وَفْدُ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَا: §وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ قُشَيْرٍ فِيهِمْ ثَوْرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرٍ فَأَسْلَمَ فَأَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَطِيعَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا كِتَابًا وَمِنْهُمْ حَيْدَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُشَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَعْدَ حُنَيْنٍ وَمِنْهُمْ قُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ بْنِ سَلَمَةَ الْخَيْرِ بْنِ قُشَيْرٍ فَأَسْلَمَ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَسَاهُ بُرْدًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى قَوْمِهِ أَيْ يَلِي الصَّدَقَةَ فَقَالَ قُرَّةُ حِينَ رَجَعَ: [البحر الطويل] حَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ إِذْ نَزَلَتْ بِهِ ... وَأَمْكَنَهَا مِنْ نَائِلٍ غَيْرِ مُنْفَدِ فَأَضْحَتْ بِرُوضِ الْخَضِرِ وَهِيَ حَثِيثَةٌ ... وَقَدْ أَنْجَحَتْ حَاجَاتِهَا مِنْ مُحَمَّدِ عَلَيْهَا فَتًى لَا يُرْدِفُ الذَّمَّ رَحْلَهُ ... تَرُوكٌ لِأَمْرِ الْعَاجِزِ الْمُتَرَدِّدِ

وفد بني البكاء

§وَفْدُ بَنِي الْبَكَّاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَكَّائِيِّ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَكَّائِيِّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: وَفَدَ مِنْ بَنِي الْبَكَّاءِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: بِشْرٌ وَالْفُجَيْعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَنْدَحِ بْنِ الْبَكَّاءِ وَمَعَهُمْ عَبْدُ عَمْرٍو الْبَكَّائِيِّ وَهُوَ الْأَصَمُّ، §فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَنْزِلٍ وَضِيَافَةٍ وَأَجَازَهُمْ وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنِّي أَتَبَرَّكُ بِمَسِّكَ وَقَدْ كَبِرْتُ وَابْنِي هَذَا بَرٌّ بِي فَامْسَحْ وَجْهَهُ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجْهَ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأَعْطَاهُ أَعْنُزًا عُفْرًا وَبَرَّكَ عَلَيْهِنَّ، قَالُ الْجَعْدُ: فَالسَّنَةُ رُبَّمَا أَصَابَتْ بَنِي الْبَكَّاءِ وَلَا تُصِيبُهُمْ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ: [البحر الكامل] وَأَبِي الَّذِي مَسَحَ الرَّسُولُ بِرَأْسِهِ ... وَدَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَاتِ أَعْطَاهُ أَحْمَدُ إِذْ أَتَاهُ أَعْنُزًا ... عُفْرًا نَوَاجِلَ لَيْسَ بِاللِّجِبَاتِ يَمْلَآنِ وَفْدَ الْحَيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... وَيَعُودُ ذَاكَ الْمِلْءُ بِالْغَدَوَاتِ بُورِكْنَ مِنْ مَنْحٍ وَبُورِكَ مَانِحًا ... وَعَلَيْهِ مِنِّي مَا حَيِيتُ صَلَاتِي

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْفُجَيْعِ كِتَابًا: «§مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِلْفُجَيْعِ وَمَنْ تَبِعَهُ وَأَسْلَمَ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَعْطَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَى مِنَ الْمَغَانِمِ -[305]- خُمُسَ اللَّهِ وَنَصَرَ النَّبِيَّ وَأَصْحَابَهُ، وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ» قَالَ هِشَامٌ: وَسَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ عَمْرٍو الْأَصَمَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَكَتَبَ لَهُ بِمَائِهِ الَّذِي أَسْلَمَ عَلَيْهِ ذِي الْقَصَّةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَصْحَابِ الظُّلَّةِ يَعْنِي الصُّفَّةَ، صُفَّةَ الْمَسْجِدِ

وفد كنانة

§وَفْدُ كِنَانَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الزُّهْرِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَعَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، فِي رِجَالٍ آخَرِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِيمَا ذَكَرُوا مِنْ وُفُودِ الْعَرَبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: وَفَدَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ، فَقَالَ لَهُ: «§مَا أَنْتَ وَمَا جَاءَ بِكَ وَمَا حَاجَتُكَ؟» فَأَخْبَرَهُ عَنْ نَسَبِهِ، وَقَالَ: أَتَيْتُكَ لِأُومِنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ: «فَبَايِعْ عَلَى مَا أَحْبَبْتُ وَكَرِهْتُ» فَبَايَعَهُ وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ كَلِمَةً أَبَدًا وَسَمِعَتْ أُخْتُهُ كَلَامَهُ فَأَسْلَمَتْ وَجَهَّزَتْهُ، فَخَرَجَ رَاجِعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدَهُ قَدْ صَارَ إِلَى تَبُوكَ فَقَالَ: مَنْ يَحْمِلُنِي عَقِبَهُ وَلَهُ سَهْمِي؟ فَحَمَلَهُ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ حَتَّى لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ مَعَهُ تَبُوكَ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله

عليه وسلم مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِرَ فَغَنِمَ فَجَاءَ بِسَهْمِهِ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ وَسَوَّغَهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا حَمَلْتُكَ لِلَّهِ

وفد بني عبد بن عدي قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي وفيهم الحارث بن أهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم، فقالوا: يا محمد نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به ونحن لا نريد قتالك ولو قاتلت غير قريش

§وَفْدُ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ وَفِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ أُهْبَانَ وَعُوَيْمِرُ بْنُ الْأَخْرَمِ وَحَبِيبُ وَرَبِيعَةُ ابْنَا مُلَّةَ وَمَعَهُمْ رَهْطٌ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ نَحْنُ أَهْلُ الْحَرَمِ وَسَاكِنُهُ وَأَعَزُّ مَنْ بِهِ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ قِتَالَكَ وَلَوْ قَاتَلْتَ غَيْرَ قُرَيْشٍ قَاتَلْنَا مَعَكَ، وَلَكِنَّا لَا نُقَاتِلُ قُرَيْشًا وَإِنَّا لَنُحِبُّكَ وَمَنْ أَنْتَ مِنْهُ، فَإِنْ أَصَبْتَ مِنَّا أَحَدًا خَطَأً فَعَلَيْكَ دِيَتُهُ، وَإِنْ أَصَبْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ فَعَلَيْنَا دِيَتُهُ، فَقَالَ: «نَعَمْ» فَأَسْلَمُوا

وفد أشجع قالوا: وقدمت أشجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق وهم مائة رأسهم مسعود بن رخيلة فنزلوا شعب سلع فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لهم بأحمال التمر فقالوا: يا محمد لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منا ولا أقل عددا وقد

§وَفْدُ أَشْجَعَ قَالُوا: وَقَدِمَتْ أَشْجَعُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْخَنْدَقِ وَهُمْ مِائَةٌ رَأْسُهُمْ مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ فَنَزَلُوا شِعْبَ سَلْعٍ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَمَرَ لَهُمْ بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ قَوْمِنَا أَقْرَبَ دَارًا مِنْكَ مِنَّا وَلَا أَقَلَّ عَدَدًا وَقَدْ ضِقْنَا بِحَرْبِكَ وَبِحَرْبِ قَوْمِكَ فَجِئْنَا نُوَادِعُكَ فَوَادَعَهُمْ وَيُقَالُ: بَلْ قَدِمَتْ أَشْجَعُ بَعْدَمَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَهُمْ سَبْعُمِائَةٍ فَوَادَعَهُمْ، ثُمَّ أَسْلَمُوا بَعْدَ ذَلِكَ

وفد باهلة قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف بن الكاهن الباهلي بعد الفتح وافدا لقومه فأسلم وأخذ لقومه أمانا وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه فرائض الصدقات، ثم قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلى الله عليه

§وَفْدُ بَاهِلَةَ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُطَرِّفُ بْنُ الْكَاهِنِ الْبَاهِلِيُّ بَعْدَ الْفَتْحِ وَافِدًا لِقَوْمِهِ فَأَسْلَمَ وَأَخَذَ لِقَوْمِهِ أَمَانًا وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَاتِ، ثُمَّ قَدِمَ نَهْشَلُ بْنُ مَالِكٍ الْوَائِلِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافِدًا لِقَوْمِهِ، فَأَسْلَمَ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ كِتَابًا فِيهِ شَرَائِعُ الْإِسْلَامِ وَكَتَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

وفد سليم قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني سليم يقال له: قيس بن نسيبة فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله، ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم، ورجع إلى قومه بني سليم، فقال: قد سمعت ترجمة الروم

§وَفْدُ سُلَيْمٍ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: قَيْسُ بْنُ نُسَيْبَةَ فَسَمِعَ كَلَامَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَأَجَابَهُ وَوَعَى ذَلِكَ كُلَّهُ، وَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ تَرْجَمَةَ الرُّومِ وَهَيْمَنَةَ فَارِسَ وَأَشْعَارَ الْعَرَبِ وَكَهَانَةَ الْكَاهِنِ وَكَلَامَ مَقَاوِلِ حِمْيَرَ فَمَا يُشْبِهُ كَلَامُ مُحَمَّدٍ شَيْئًا مِنْ كَلَامِهِمْ فَأَطِيعُونِي وَخُذُوا بِنَصِيبِكُمْ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ خَرَجَتْ بَنُو سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقُوهُ بِقُدَيْدٍ وَهُمْ تِسْعُمِائَةٍ، وَيُقَالُ: كَانُوا أَلْفًا فِيهِمُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ رِعْلٍ وَرَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَأَسْلَمُوا، وَقَالُوا: اجْعَلْنَا فِي مُقَدِّمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِوَاءَنَا أَحْمَرَ، وَشِعَارَنَا مُقَدَّمًا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ، فَشَهِدُوا مَعَهُ الْفَتْحَ وَالطَّائِفَ، وَحُنَيْنًا، وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاشِدَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ رُهَاطًا

وَفِيهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ الرَّسُولِ، وَكَانَ رَاشِدٌ يُسْدِنُ صَنَمًا لِبَنِي سُلَيْمٍ فَرَأَى يَوْمًا ثَعْلَبَيْنِ يَبُولَانِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: [البحر الطويل] أَرَبٌّ يَبُولُ الثَّعْلَبَانِ بِرَأْسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَسَرَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: غَاوِي بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: «أَنْتَ رَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ» فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَشَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَيْرُ قُرًى عَرَبِيَّةٍ خَيْبَرُ، وَخَيْرُ بَنِي سُلَيْمٍ رَاشِدٌ» وَعَقَدَ لَهُ عَلَى قَوْمِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ بَنِي الشَّرِيدِ قَالَ: وَفَدَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: قِدْرُ بْنُ عَمَّارٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَسْلَمَ وَعَاهَدَهُ عَلَى أَنْ يَأْتِيَهُ بِأَلْفٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْخَيْلِ، وَأَنْشَدَ يَقُولُ: [البحر الطويل] شَدَدْتُ يَمِينِي إِذْ أَتَيْتُ مُحَمَّدًا بِخَيْرِ يَدٍ شُدَّتْ بِحُجْزَةِ مِئْزَرِ وَذَاكَ امْرُؤٌ قَاسَمْتُهُ نِصْفَ دِينِهِ وَأَعْطَيْتُهُ أَلْفَ امْرِئٍ غَيْرَ أَعْسَرِ ثُمَّ أَتَى إِلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ مَعَهُ تِسْعُمِائَةٍ وَخَلَّفَ فِي الْحَيِّ مِائَةً فَأَقْبَلَ بِهِمْ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَأَوْصَى إِلَى ثَلَاثَةِ رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ وَأَمَّرَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَإِلَى جَبَّارِ بْنِ الْحَكَمِ، وَهُوَ الْفَرَّارُ الشَّرِيدِيُّ، وَأَمَّرَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَإِلَى الْأَخْنَسِ بْنِ يَزِيدَ وَأَمَّرَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَقَالَ: ائْتُوا هَذَا الرَّجُلَ حَتَّى تَقْضُوا الْعَهْدَ الَّذِي فِي عُنُقِي، ثُمَّ مَاتَ فَمَضَوْا حَتَّى قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§أَيْنَ الرَّجُلُ الْحَسَنُ الْوَجْهِ الطَّوِيلُ اللِّسَانِ الصَّادِقُ الْإِيمَانِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعَاهُ اللَّهُ فَأَجَابَهُ وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ فَقَالَ

: «أَيْنَ تَكْمِلَةُ الْأَلْفِ الَّذِينَ عَاهَدَنِي عَلَيْهِمْ؟» قَالُوا: قَدْ خَلَّفَ مِائَةً بِالْحَيِّ مَخَافَةَ حَرْبٍ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ: «ابْعَثُوا إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيكُمْ فِي عَامِكُمْ هَذَا شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ» فَبَعَثُوا إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ بِالْهَدَّةِ وَهِيَ مِائَةٌ عَلَيْهَا الْمُنَقَّعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَمَلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا وَئِيدَ الْخَيْلِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُتِينَا، قَالَ: «لَا، بَلْ لَكُمْ لَا عَلَيْكُمْ هَذِهِ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ قَدْ جَاءَتْ» فَشَهِدُوا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا وَلِلْمُنَقَّعِ يَقُولُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْقَائِدُ: [البحر الكامل] الْقَائِدُ الْمِائَةَ الَّتِي وَفَّى بِهَا ... تِسْعَ الْمِئِينَ فَتَمَّ أَلْفٌ أَقْرَعُ

وفد هلال بن عامر قال: رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد القرشي قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من بني هلال فيهم عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيبة بن الهزم من رؤيبة فسأله عن اسمه فأخبره، فقال: " أنت عبد الله " وأسلم، فقال رجل من ولده:

§وَفْدُ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ فِيهِمْ عَبْدُ عَوْفِ بْنُ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبَةَ بْنِ الْهُزَمِ مِنْ رُؤَيْبَةَ فَسَأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ» وَأَسْلَمَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ: [البحر الطويل] جَدِّي الَّذِي اخْتَارَتْ هَوَازِنُ كُلُّهَا ... إِلَى النَّبِيِّ عَبْدُ عَوْفٍ وَافِدَا ، وَمِنْهُمْ قَبِيصَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَمَلْتُ عَنْ قَوْمِي حَمَالَةً فَأَعِنِّي فِيهَا، قَالَ: «هِيَ لَكَ فِي الصَّدَقَاتِ إِذَا جَاءَتْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ كِلَابٍ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لِبَنِي عَامِرٍ قَالُوا: وَفَدَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَدِينَةَ تَوَجَّهَ إِلَى مَنْزِلِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ خَالَةُ زِيَادٍ أُمَّهُ غُرَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَابٌّ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَضِبَ فَرَجَعَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنُ أُخْتِي فَدَخَلَ إِلَيْهَا ثُمَّ §خَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَمَعَهُ زِيَادٌ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَدْنَى زِيَادًا فَدَعَا لَهُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَدَرَهَا عَلَى طَرَفِ أَنْفِهِ فَكَانَتْ بَنُو هِلَالٍ تَقُولُ: مَا زِلْنَا نَتَعَرَّفُ الْبَرَكَةَ فِي وَجْهِ زِيَادٍ وَقَالَ الشَّاعِرُ لِعَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ: [البحر الكامل] يَا ابْنَ الَّذِي مَسَحَ النَّبِيُّ بِرَأْسِهِ ... وَدَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ أَعْنِي زِيَادًا لَا أُرِيدُ سِوَاءَهُ ... مِنْ غَائِرٍ أَوْ مُتْهِمٍ أَوْ مُنْجِدِ مَا زَالَ ذَاكَ النُّورُ فِي عِرْنِينِهِ ... حَتَّى تَبَوَّأَ بَيْتَهُ فِي الْمُلْحَدِ

وفد عامر بن صعصعة قال: ثم رجع الحديث إلى محمد بن علي القرشي قالوا: وقدم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وأربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عامر: يا محمد ما لي إن أسلمت؟ فقال: " لك ما للمسلمين وعليك ما على

§وَفْدُ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ قَالُوا: وَقَدِمَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَأَرْبَدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَامِرٌ: يَا مُحَمَّدُ مَا لِي إِنْ أَسْلَمْتُ؟ فَقَالَ: «لَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكَ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ» قَالَ: أَتَجْعَلُ لِي الْأَمْرَ مِنْ بَعْدَكِ؟ قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ لَكَ وَلَا لِقَوْمِكَ» قَالَ: أَفَتَجْعَلُ لِي الْوَبَرَ وَلَكَ الْمَدَرَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَجْعَلُ لَكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ» قَالَ: أَوَلَيْسَتْ لِي؟ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا وَرِجَالًا ثُمَّ وَلَّيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَكْفِنِيهُمَا، اللَّهُمَّ وَاهْدِ بَنِي عَامِرٍ وَأَغْنِ الْإِسْلَامَ عَنْ عَامِرٍ» ، يَعْنِي ابْنَ الطُّفَيْلِ فَسَلَّطَ

اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى عَامِرٍ دَاءً فِي رَقَبَتِهِ فَانْدَلَعَ لِسَانُهُ فِي حَنْجَرَتِهِ كَضَرْعِ الشَّاةِ، فَمَالَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَلُولٍ، وَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ، وَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَى أَرْبَدَ صَاعِقَةً فَقَتَلَتْهُ، فَبَكَاهُ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْوَفْدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَبُو مُطَرِّفٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُنَا وَذُو الطَّوْلِ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «السَّيِّدُ اللَّهُ لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَابْنُهُ، وَكَانَ عُمَرُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «أَوْسِعْ لِعَلْقَمَةَ» فَأَوْسَعَ لَهُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ فَقَصَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ قُرْآنًا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ لَكَرِيمٌ وَقَدْ آمَنْتُ بِكَ وَبَايَعْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ أَخِي قَيْسٍ، وَأَسْلَمَ هَوْذَةُ وَابْنُهُ وَابْنُ أَخِيهِ وَبَايَعَ هَوْذَةُ عَلَى عِكْرِمَةَ أَيْضًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَبْدِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي عَامِرٍ وَكُنْتُ مَعَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدْنَاهُ بِالْأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: بَنُو عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: «§مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكُمْ» وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ وَجَعَلَ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ مِنْ وَضُوئِهِ، فَجَعَلْنَا لَا نَأْلُوا أَنْ نَتَوَضَّأَ مِمَّا بَقِيَ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ أَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ حَضَرَتِ الْعَصْرُ فَقَامَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ فَجَعَلَ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ

وفد ثقيف

§وَفْدُ ثَقِيفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ: لَمْ يَحْضُرْ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَلَا غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ حِصَارَ الطَّائِفِ كَانَا بِجُرَشَ يَتَعَلَّمَانِ صَنْعَةَ الْعَرَّادَاتِ وَالْمَنْجَنِيقِ وَالدَّبَّابَاتِ، فَقَدِمَا وَقَدِ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الطَّائِفِ فَنَصَبَا الْمَنْجَنِيقَ وَالْعَرَّادَاتِ وَالدَّبَّابَاتِ وَأَعَدَّا لِلْقِتَالِ، ثُمَّ أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ عُرْوَةَ الْإِسْلَامَ وَغَيَّرَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ إِلَى قَوْمِهِ لِيَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ: «إِنَّهُمْ §إِذًا قَاتِلُوكَ» قَالَ: لَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْكَارِ أَوْلَادِهِمْ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَاخْرُجْ» فَخَرَجَ فَسَارَ إِلَى الطَّائِفِ خَمْسًا فَقَدِمَ عِشَاءً فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَحَيُّوهُ بِتَحِيَّةِ الشِّرْكِ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَحِيَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ يَأْتَمِرُونَ بِهِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ أَوْفَى عَلَى غُرْفَةٍ لَهُ فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ فَخَرَجَتْ ثَقِيفٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ يُقَالُ لَهُ: أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ فَأَصَابَ أَكْحُلَهُ فَلَمْ يَرْقَأْ دَمُهُ، وَقَامَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَكِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ وَوُجُوهُ الْأَحْلَافِ فَلَبِسُوا السِّلَاحَ وَحَشَدُوا، فَلَمَّا رَأَى عُرْوَةُ ذَلِكَ قَالَ: قَدْ تَصَدَّقْتُ بِدَمِي عَلَى صَاحِبِهِ لِأُصْلِحَ بِذَاكَ بَيْنَكُمْ وَهِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا، وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيَّ وَقَالَ: ادْفُنُونِي مَعَ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرُهُ فَقَالَ: «مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يَاسِينَ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ» وَلَحِقَ أَبُو الْمَلِيحِ بْنُ عُرْوَةَ وَقَارَبُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا، وَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَا

: تَرَكْنَاهُ بِالطَّائِفِ فَقَالَ: «خَبِّرُوهُ أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ وَأَعْطَيْتَهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ» فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَكْفِيكَ ثَقِيفًا أَغِيرُ عَلَى سَرْحِهِمْ حَتَّى يَأْتُوكَ مُسْلِمَيْنِ فَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَالْقَبَائِلِ، فَكَانَ يُغِيرُ عَلَى سَرْحِ ثَقِيفٍ وَيُقَاتِلُهُمْ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ ثَقِيفٌ مَشَوْا إِلَى عَبْدِ يَالِيلَ وَاتَّمَرُوا بَيْنَهُمْ أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرًا مِنْهُمْ وَفْدًا، فَخَرَجَ عَبْدُ يَالِيلَ وَابْنَاهُ كِنَانَةُ وَرَبِيعَةُ وَشُرَحْبِيلُ بْنُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ مُعَتِّبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ وَنُمَيْرُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسَارُوا فِي سَبْعِينَ رَجُلًا وَهَؤُلَاءِ السِّتَّةُ رُؤَسَاؤُهُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانُوا جَمِيعًا بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَهُوَ أَثْبَتُ، قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنِّي لَفِي رِكَابِ الْمُسْلِمِينَ بِذِي حُرُضٍ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ تَلَقَّانِي يَسْتَخْبِرُنِي، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ أُبَشِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُدُومِهِمْ فَأَلْقَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِقُدُومِهِمْ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَا تَسْبِقْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَبَرِهِمْ فَدَخَلَ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسُرَّ بِمَقْدِمِهِمْ، وَنَزَلَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الْأَحْلَافِ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَأَكْرَمَهُمْ وَضَرَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِمَنْ كَانَ فِيهِمْ مِنْ بَنِي مَالِكٍ قُبَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِيهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَيَقِفُ عَلَيْهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ حَتَّى يُرَاوِحَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ وَيَشْكُو قُرَيْشًا وَيُذْكُرُ الْحَرْبَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ قَاضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ثَقِيفًا عَلَى قَضِيَّةٍ، وَعُلِّمُوا الْقُرْآنَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَاسْتَعْفَتْ ثَقِيفٌ مِنْ هَدْمِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى فَأَعْفَاهُمْ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَكُنْتُ أَنَا هَدَمْتُهَا، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ

فَلَا أَعْلَمُ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ بَنِي أَبٍ وَلَا قَبِيلَةً كَانُوا أَصَحَّ إِسْلَامًا وَلَا أَبْعَدَ أَنْ يُوجَدَ فِيهِمْ غِشٌّ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ مِنْهُمْ

وفود ربيعة عبد القيس

§وُفُودُ رَبِيعَةَ عَبْدِ الْقَيْسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُمَّانَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ رَجُلًا رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ وَفِيهِمُ الْجَارُودُ وَمُنْقِذُ بْنُ حَيَّانَ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ الْأَشَجِّ، وَكَانَ قُدُومُهُمْ عَامَ الْفَتْحِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: «مَرْحَبًا بِهِمْ نِعْمَ الْقَوْمُ عَبْدُ الْقَيْسِ» قَالَ: وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْأُفُقِ صَبِيحَةَ لَيْلَةَ قَدِمُوا، وَقَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ رَكْبٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يُكْرَهُوا عَلَى الْإِسْلَامِ قَدْ أَنْضُوا الرِّكَابَ وَأَفْنُوا الزَّادَ بِصَاحِبِهِمْ عَلَامَةٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْنِي لَا يَسْأَلُونِي مَالًا هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ» قَالَ: فَجَاءُوا فِي ثِيَابِهِمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ الْأَشَجُّ؟» قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يُسْتَسْقَى فِي مُسُوكِ الرِّجَالِ إِنَّمَا يُحْتَاجُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَصْغَرَيْهِ لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ» قَالَ: أَشَيْءٌ حَدَثَ أَمْ جُبِلْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «بَلْ جُبِلْتَ عَلَيْهِ» وَكَانَ الْجَارُودُ -[315]- نَصْرَانِيًّا فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَأَنْزَلَ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَأَجْرَى عَلَيْهِمْ ضِيَافَةً، وَأَقَامُوا عَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَشَجُّ يُسَائِلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ وَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ وَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ الْأَشَجَّ فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجْهَ مُنْقِذِ بْنِ حَيَّانَ

وفد بكر بن وائل قال: ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن علي القرشي بإسناده الأول قالوا: وقدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل منهم: هل تعرف قس بن ساعدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس هو منكم هذا رجل من إياد تحنف في

§وَفْدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ بِإِسْنَادِهِ الْأَوَّلِ قَالُوا: وَقَدِمَ وَفْدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: هَلْ تَعْرِفُ قُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَيْسَ هُوَ مِنْكُمْ هَذَا رَجُلٌ مِنْ إِيَادٍ تَحَنَّفَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَوَافَى عُكَاظًا وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكَلَامِهِ الَّذِي حُفِظَ عَنْهُ» ، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْثَدٍ وَحَسَّانُ بْنُ حَوْطٍ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ حَسَّانَ: [البحر الرجز] أَنَا ابْنُ حَسَّانَ بْنِ حَوْطٍ وَأَبِي ... رَسُولُ بَكْرٍ كُلِّهَا إِلَى النَّبِيِّ قَالُوا: وَقَدِمَ مَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْوَدَ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَدُوسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ يَنْزِلُ الْيَمَامَةَ فَبَاعَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ مَالٍ بِالْيَمَامَةِ وَهَاجَرَ وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجِرَابٍ مِنْ تَمْرٍ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ

وفد تغلب

§وَفْدُ تَغْلِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: §قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِي تَغْلِبَ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا مُسْلِمِينَ وَنَصَارَى عَلَيْهِمْ صُلُبُ الذَّهَبِ فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَصَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّصَارَى عَلَى أَنْ يُقِرَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ عَلَى أَنْ لَا يُصْبِغُوا أَوْلَادَهُمْ فِي النَّصْرَانِيَّةِ، وَأَجَازَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ

وفد حنيفة

§وَفْدُ حَنِيفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مَنْ سَمَّى مِنْ رِجَالِهِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ: رَحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ، وَسَلْمَى بْنُ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيُّ، وَطَلْقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ قَيْسٍ، وَحُمْرَانُ بْنُ جَابِرٍ مِنْ بَنِي شَمِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ سِنَانٍ، وَالْأَقْعَسُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَزَيْدُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو، وَمُسَيْلَمَةُ بْنُ حَبِيبٍ وَعَلَى الْوَفْدِ سَلْمَى بْنُ حَنْظَلَةَ فَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ ضِيَافَةٌ، فَكَانُوا يُؤْتَوْنَ بِغَدَاءٍ وَعَشَاءٍ مَرَّةً خُبْزًا وَلَحْمًا، وَمَرَّةً خُبْزًا وَلَبَنًا، وَمَرَّةً خُبْزًا وَسَمْنًا، وَمَرَّةً تَمْرًا نُثِرَ لَهُمْ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَشَهِدُوا شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَخَلَّفُوا مُسَيْلِمَةَ فِي رِحْلِهِمْ، وَأَقَامُوا أَيَّامًا يَخْتَلِفُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَوَائِزِهِمْ: خَمْسُ أَوَاقٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا خَلَّفْنَا صَاحِبًا لَنَا فِي رِحَالِنَا يُبْصِرُهَا لَنَا، وَفِي رِكَابِنَا يَحْفَظُهَا عَلَيْنَا، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا أَمَرَ بِهِ لِأَصْحَابِهِ، وَقَالَ: " §لَيْسَ بِشَرِّكُمْ مَكَانًا لِحِفْظِهِ رِكَابَكُمْ وَرِحَالَكُمْ، فَقِيلَ ذَلِكَ لمُسَيْلِمَةَ فَقَالَ: عَرَفَ أَنَّ الْأَمْرَ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِهِ وَرَجَعُوا إِلَى الْيَمَامَةِ وَأَعْطَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فِيهَا فَضْلُ طَهُورٍ، فَقَالَ: " إِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَأَنْضَحُوا مَكَانَهَا بِهَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوا مَكَانَهَا مَسْجِدًا، فَفَعَلُوا، وَصَارَتِ الْإِدَاوَةُ عِنْدَ الْأَقْعَسِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَصَارَ الْمُؤَذِّنُ طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَذَّنَ، فَسَمِعَهُ رَاهِبُ الْبَيْعَةِ، فَقَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ وَدَعْوَةُ حَقٍّ، وَهَرَبَ فَكَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ، وَادَّعَى مُسَيْلِمَةُ لَعَنَهُ اللَّهُ النُّبُوَّةَ، وَشَهِدَ لَهُ الرَّحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَشْرَكَهُ فِي الْأَمْرِ فَافْتَتَنَ النَّاسُ بِهِ

وفد شيبان

§وَفْدُ شَيْبَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ، أَخُو بَنِي كَعْبٍ مِنْ بَلْعَنْبَرَ أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتَاهُ، صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ حَدَّثَتَاهُ عَنْ حَدِيثِ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ وَكَانَتَا رَبِيبَتَيْهَا، وَقَيْلَةُ جَدَّةُ أَبِيهِمَا أُمُّ أُمِّهِ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ حَبِيبِ بْنِ أَزْهَرَ أَخِي بَنِي جَنَابٍ وَأَنَّهَا وَلَدَتْ لَهُ النِّسَاءَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَانْتَزَعَ بَنَاتِهَا مِنْهَا عَمُّهُنَّ أَثْؤُبُ بْنُ أَزْهَرَ فَخَرَجَتْ تَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَبَكَتْ جُوَيْرِيَةُ مِنْهُنَّ حُدَيْبَاءُ وَكَانَتْ أَخَذَتْهَا الْفُرْصَةُ، عَلَيْهَا سُبَيِّجٌ مِنْ صُوفٍ، قَالَ: فَذَهَبَتْ بِهَا مَعَهَا فَبَيْنَا هُمَا تُرْتِكَانِ الْجَمَلَ إِذِ انْتَفَجَتِ الْأَرْنَبُ، فَقَالَتِ

الْحُدَيْبَاءُ الْقَصْيَةُ: وَاللَّهِ لَا يَزَالُ كَعْبُكِ أَعْلَى مِنْ كَعْبِ أَثْؤُبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَبَدًا، ثُمَّ سَنَحَ الثَّعْلَبُ، فَسَمَّتْهُ بِاسْمٍ نَسِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ، ثُمَّ قَالَتْ فِيهِ مِثْلَ مَا قَالَتْ فِي الْأَرْنَبِ، فَبَيْنَمَا هُمَا تُرْتِكَانِ الْجَمَلَ إِذْ بَرَكَ الْجَمَلُ فَأَخَذْتُهُ رِعْدَةٌ، فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ: أَدْرَكَتْكِ وَالْأَمَانَةِ أَخْذَةُ أَثْؤُبِ فَقُلْتُ: وَاضْطُرِرْتُ إِلَيْهَا: وَيْحَكِ، فَمَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَتِ: اقْلِبِي ثِيَابَكِ ظُهُورَهَا لِبُطُونِهَا وَادَّحْرِجِي ظَهْرَكِ لِبَطْنِكِ، وَاقْلِبِي أَحْلَاسَ جَمَلِكِ، ثُمَّ خَلَعْتَ سُبَيِّجَهَا فَقَلَبَتْهُ، ثُمَّ ادَّحْرَجَتْ ظَهْرَهَا لِبَطْنِهَا، فَلَمَّا فَعَلْتُ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ انْتَفَضَ الْجَمَلُ، ثُمَّ قَامَ فَفَاجَ وَبَالَ، فَقَالَتْ: أَعِيدِي عَلَيْكِ أَدَاتَكِ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْنَا نُرْتِكُ، فَإِذَا أَثْؤُبُ يَسْعَى وَرَاءَنَا بِالسَّيْفِ صَلْتًا فَوَأَلْنَا إِلَى حِوَاءٍ ضَخْمٍ قَدْ أَرَاهُ حِينَ أَلْقَى الْجَمَلَ إِلَى رَوَاقِ الْبَيْتِ الْأَوْسَطِ جَمَلًا ذَلُولًا وَاقْتَحَمْتُ دَاخِلَهُ وَأَدْرَكَنِي بِالسَّيْفِ فَأَصَابَتْ ظُبَتُهُ طَائِفَةً مِنْ قُرُونِي، ثُمَّ قَالَ: أَلْقِي إِلَيَّ بِنْتَ أَخِي يَا دِفَارُ، فَرَمَيْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَهَا عَلَى مَنْكَبِهِ فَذَهَبَ بِهَا، وَكَانَتْ أَعْلَمَ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَخَرَجْتُ إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ أَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهَا لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي تَحْسَبُنِي نَائِمَةً إِذْ جَاءَ زَوْجُهَا مِنَ السَّامِرِ، فَقَالَ: وَأَبِيكِ لَقَدْ وَجَدْتُ لِقَيْلَةَ صَاحِبَ صَدْقٍ، فَقَالَتْ أُخْتِي: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيُّ غَادِيًا، وَافِدَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَا صَبَاحٍ فَغَدَوْتُ إِلَى جَمَلِي، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَا فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَشَدْتُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَسَأَلْتُهُ الصُّحْبَةَ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ وَرِكَابُهُمْ مُنَاخَةٌ فَخَرَجْتُ مَعَهُ صَاحِبَ صِدْقٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، وَقَدْ أُقِيمَتْ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ وَالنُّجُومُ شَابِكَةٌ فِي السَّمَاءِ، وَالرِّجَالُ لَا تَكَادُ تَعَارَفُ مَعَ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَصَفَفْتُ مَعَ الرِّجَالِ، وَكُنْتُ امْرَأَةً حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، فَقَالَ لِي الرَّجُلُ الَّذِي يَلِينِي مِنَ الصَّفِّ: امْرَأَةٌ أَنْتِ أَمْ رَجُلٌ؟ فَقُلْتُ: لَا، بَلِ امْرَأَةٌ، فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ كِدْتِ تَفْتِنِينِي فَصَلِّي مَعَ النِّسَاءِ وَرَاءَكَ، وَإِذَا صَفٌّ مِنْ

نِسَاءٍ قَدْ حَدَثَ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ حِينَ دَخَلْتُ، فَكُنْتُ فِيهِنَّ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَنَوْتُ، فَجَعَلْتُ إِذَا رَأَيْتُ رَجُلًا ذَا رُوَاءٍ وَذَا قِشْرٍ، طَمَحَ إِلَيْهِ بَصَرِي لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوْقَ النَّاسِ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ وَقَدِ ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» وَعَلَيْهِ تَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَسْمَالٌ مُلَبَّبَتَيْنِ كَانَتَا بِزَعْفَرَانٍ فَقَدْ نُفِّضَتَا وَمَعَهُ عَسِيبُ نَخْلَةٍ مَقْشُورٌ غَيْرُ خَوْصَتَيْنِ مِنْ أَعْلَاهُ وَهُوَ قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَخَشِّعًا فِي الْجَلْسَةِ أَرْعَدْتُ مِنَ الْفَرَقِ، فَقَالَ جَلِيسُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْعَدَتِ الْمِسْكِينَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ وَأَنَا عِنْدَ ظَهْرِهِ: «يَا مِسْكِينَةُ عَلَيْكِ السَّكِينَةُ» فَلَمَّا قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ أُدْخِلَ قَلْبِي مِنَ الرُّعْبِ، وَتَقَدَّمَ صَاحِبِي أَوَّلَ رَجُلٍ فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ عَلَيْهِ وَعَلَى قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ بِالدَّهْنَاءِ لَا يُجَاوِزُهَا إِلَيْنَا مِنْهُمْ إِلَّا مُسَافِرٌ أَوْ مُجَاوِرٌ، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ اكْتُبْ لَهُ بِالدَّهْنَاءِ» فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَمَرَ لَهُ بِأَنْ يَكْتُبَ لَهُ بِهَا شُخِصَ بِي وَهِيَ وَطَنِي وَدَارِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْكَ السَّوِيَّةَ مِنَ الْأَرْضِ إِذْ سَأَلَكَ إِنَّمَا هَذِهِ الدَّهْنَاءُ عِنْدَكَ مُقَيَّدُ الْجَمَلِ وَمَرْعَى الْغَنَمِ وَنِسَاءُ تَمِيمٍ وَأَبْنَاؤُهَا وَرَاءَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «§أَمْسِكْ يَا غُلَامُ، صَدَقَتِ الْمِسْكِينَةُ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ» فَلَمَّا رَأَى حُرَيْثٌ أَنْ قَدْ حِيلَ دُونَ كِتَابِهِ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَقَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَنْتِ كَمَا قِيلَ: حَتْفَهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلَافِهَا فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَدَلِيلًا فِي الظَّلْمَاءِ، جَوَّادًا بِذِي الرَّحْلِ، عَفِيفًا عَنِ الرَّفِيقَةِ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَكِنْ لَا تَلُمْنِي عَلَى حَظِّي إِذْ سَأَلْتَ حَظَّكَ فَقَالَ: وَمَا حَظُّكِ فِي الدَّهْنَاءِ لَا أَبَا لَكِ، فَقُلْتُ: مُقَيَّدُ جَمَلِي تَسْأَلُهُ

لِجَمَلِ امْرَأَتِكَ، فَقَالَ: لَا جَرَمَ إِنِّي أُشْهِدُ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي لَكِ أَخٌ مَا حَيِيتُ إِذْ أَثْنَيْتِ هَذَا عَلَيَّ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِذْ بَدَأْتُهَا فَلَنْ أُضَيِّعَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُلَامُ ابْنُ ذِهِ أَنْ يَفْصِلَ الْخُطَّةَ وَيَنْتَصِرَ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَزَةِ» فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ كُنْتُ وَلَدَتْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَازِمًا فَقَاتَلَ مَعَكَ يَوْمَ الرَّبَذَةِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُمِيرُنِي مِنْ خَيْبَرَ فَأَصَابَتْهُ حُمَّاهَا وَتَرَكَ عَلَيَّ النِّسَاءَ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تَكُونِي مِسْكِينَةً لَجَرَرْنَاكِ الْيَوْمَ عَلَى وَجْهِكِ، أَوْ لَجُرِرْتِ عَلَى وَجْهِكِ شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ أَيُغْلَبُ أُحَيْدُكُمْ أَنْ يُصَاحِبَ صُوَيْحِبَهُ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، فَإِذَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْهُ اسْتَرْجَعَ» ثُمَّ قَالَ: «رَبِّ أَنِسْنِي مَا أَمْضَيْتَ وَأَعِنِّي عَلَى مَا أَبْقَيْتَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ أُحَيْدَكُمْ لَيَبْكِي فَيَسْتَعْبِرُ إِلَيْهِ صُوَيْحِبُهُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ لَا تُعَذِّبُوا إِخْوَانَكُمْ، وَكَتَبَ لَهَا فِي قِطْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ أَحْمَرَ لِقَيْلَةَ وَلِلنِّسْوَةِ بَنَاتِ قَيْلَةَ أَنْ لَا يُظْلَمْنَ حَقًّا وَلَا يُكْرَهْنَ عَلَى مُنْكِحٍ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٍ لَهُنَّ نُصَيْرٌ أَحْسِنَّ وَلَا تُسِئْنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ عَاصِمٍ - وَكَانَ جَدِّي أَبَا أُمِّي - عَنْ حَدِيثِ حَرْمَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ الْكَعْبِيِّ مِنْ كَعْبِ بَلْعَنْبَرَ قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ، صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ - وَكَانَ جَدُّهُمَا حَرْمَلَةَ -: أَنَّ حَرْمَلَةَ خَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى عَرَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ ارْتَحَلَ قَالَ: فَلُمْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَذْهَبُ حَتَّى أَزْدَادَ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي أَعْمَلُ؟ فَقَالَ: «يَا حَرْمَلَةُ §ائْتِ الْمَعْرُوفَ وَاجْتَنِبِ الْمُنْكَرَ» وَانْصَرَفْتُ حَتَّى أَتَيْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنِي

أَعْمَلُ، فَقَالَ: «يَا حَرْمَلَةُ، ائْتِ الْمَعْرُوفَ، وَاجْتَنِبِ الْمُنْكَرَ، وَانْظُرِ الَّذِي تُحِبُّ أُذُنُكَ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ الْقَوْمِ أَنْ يَقُولُوهُ لَكَ فَأْتِهِ، وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَقُولُوهُ لَكَ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَاجْتَنِبْهُ»

وفادات أهل اليمن - وفد طيئ

§وِفَادَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ - وَفْدُ طَيِّئٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ، وَكَانَ يَتِيمَ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَادَةُ الطَّائِيُّ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ طَيِّئٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، رَأْسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ زَيْدُ الْخَيْرِ وَهُوَ زَيْدُ الْخَيْلِ بْنُ مُهَلْهِلٍ مِنْ بَنِي نَبْهَانَ، وَفِيهِمْ وَزَرُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَدُوسِ بْنِ أَصْمَعَ النَّبْهَانِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ جَرْمِ طَيِّئٍ وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَيْبَرِيٍّ مِنْ بَنِي مَعْنٍ وَقُعَيْنُ بْنُ خُلَيْفِ بْنِ جَدِيلَةَ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي بَوْلَانَ فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَعَقَدُوا رَوَاحِلَهُمْ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلُوا فَدَنَوْا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا وَجَازَهُمْ بِخَمْسِ أَوَاقٍ فِضَّةٍ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَأَعْطَى زَيْدَ الْخَيْلِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا ذُكِرَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا رَأَيْتُهُ دُونَ مَا ذُكِرَ لِي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ كُلَّ مَا فِيهِ» وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ الْخَيْرِ وَقَطَعَ لَهُ فَيْدَ وَأَرْضِينَ فَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا وَرَجَعَ مَعَ قَوْمِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: الْفَرْدَةُ مَاتَ هُنَاكَ فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى -[322]- كُلِّ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ لَهُ بِهِ فَخَرَّقَتْهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْفُلْسِ صَنَمِ طَيِّئٍ يَهْدِمُهُ وَيَشِنُّ الْغَارَاتِ، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ فَرَسٍ فَأَغَارَ عَلَى حَاضِرِ آلِ حَاتِمٍ فَأَصَابُوا ابْنَةَ حَاتِمٍ فَقَدِمَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبَايَا مِنْ طَيِّئٍ، وَفِي حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِمْ وَسَبَى ابْنَةَ حَاتِمٍ مِنْ خَيْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ قَالَ: وَهَرَبَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مِنْ خَيْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى لَحِقَ بِالشَّامِ وَكَانَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ، وَكَانَ يَسِيرُ فِي قَوْمِهِ بِالْمِرْبَاعِ وَجُعِلَتِ ابْنَةُ حَاتِمٍ فِي حَظِيرَةٍ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً جَزْلَةً فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: هَلَكَ الْوَالِدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ: «مَنْ وَافِدُكِ؟» قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَقَالَ: «الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ» وَقَدِمَ وَفْدٌ مِنْ قُضَاعَةَ مِنَ الشَّامِ قَالَتْ: فَكَسَانِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَعْطَانِي نَفَقَةً وَحَمَلَنِي وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ عَلَى عَدِيٍّ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: الْقَاطِعُ الظَّالِمُ احْتَمَلْتَ بِأَهْلِكِ وَوَلَدِكَ وَتَرَكْتَ بَقِيَّةَ وَالِدِكَ فَأَقَامَتْ عِنْدَهُ أَيَّامًا، وَقَالَتْ لَهُ: أَرَى أَنْ تَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ عَدِيٌّ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ؟» قَالَ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً مَحْشُوَّةً بِلِيفٍ، وَقَالَ: «اجْلِسْ عَلَيْهَا» فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْأَرْضِ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ عَدِيٌّ وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى صَدَقَاتِ قَوْمِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ الطَّائِيُّ، مِنْ بَنِي مَعْنٍ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الْمُسَبِّحِ بْنِ كَعْبِ -[323]- بْنِ عَمْرِو بْنِ عَصْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَوْبِ بْنِ مَعْنٍ الطَّائِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّيْدِ، فَقَالَ: «§كُلْ مَا أَصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ» وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حَجَرِ وَكَانَ أَرْمَى الْعَرَبِ: [البحر الرمل] رُبَّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلٍ ... مُخْرِجٍ كَفَّيْهِ مِنْ سُتُرِهْ

وفد تجيب

§وَفْدُ تُجِيبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ تُجِيبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَسَاقُوا مَعَهُمْ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمُ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِمْ، وَقَالَ: " مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَكْرَمَ مَنْزِلَهُمْ وَحَبَاهُمْ، وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُحْسِنَ ضِيَافَتَهُمْ وَجَوَائِزَهُمْ وَأَعْطَاهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يُجِيزُ بِهِ الْوَفْدَ، وَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟» قَالُوا: غُلَامٌ خَلَّفْنَاهُ عَلَى رِحَالِنَا وَهُوَ أَحْدَثُنَا سِنًّا، قَالَ: «أَرْسِلُوهُ إِلَيْنَا» فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي أَبْنَاءِ الرَّهْطِ الَّذِينَ أَتَوْكَ آنِفًا فَقَضَيْتُ حَوَائِجَهُمْ فَاقْضِ حَاجَتِي، قَالَ: «وَمَا حَاجَتُكَ؟» قَالَ: تَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَيَرْحَمَنِي وَيَجْعَلَ غِنَايَ فِي قَلْبِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاجْعَلْ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ» ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَمَرَ بِهِ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْطَلَقُوا رَاجِعِينَ إِلَى أَهْلِيهِمْ، ثُمَّ وَافَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَوْسِمِ بِمِنًى سِتَّةَ عَشَرَ فَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْغُلَامِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ أَقْنَعَ مِنْهُ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ نَمُوتَ جَمِيعًا»

وفد خولان

§وَفْدُ خَوْلَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ خَوْلَانَ وَهُمْ عَشَرَةُ نَفَرٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عَشْرٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ مُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَمُصَدِّقُونَ بِرَسُولِهِ، وَنَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا وَقَدْ ضَرَبْنَا إِلَيْكَ الْإِبِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا فَعَلَ عَمُّ أَنَسٍ؟» صَنَمٌ لَهُمْ، قَالُوا: بِشَرٍّ وَعْرٍ أَبْدَلَنَا اللَّهُ بِهِ مَا جِئْتَ بِهِ وَلَوْ قَدْ رَجَعْنَا إِلَيْهِ هَدَمْنَاهُ وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِهَا، وَأَمَرَ مَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ، وَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَأَمَرَ بِضِيَافَةٍ فَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ جَاءُوا بَعْدَ أَيَّامٍ يُوَدِّعُونَهُ فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ، وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَلَمْ يَحِلُّوا عُقْدَةً حَتَّى هَدَمُوا عَمَّ أَنَسٍ، وَحَرَّمُوا مَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَحَلُّوا مَا أَحَلَّ لَهُمْ

وفد جعفي

§وَفْدُ جُعْفِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ قَيْسٍ الْجُعْفِيِّ قَالَا: كَانَتْ جُعْفِيُّ يُحَرِّمُونَ الْقَلْبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَوَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَانِ مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ مِنْ بَنِي مُرَّانَ بْنِ جُعْفِيٍّ وَسَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمُجَمِّعِ وَهُمَا أَخَوَانِ لِأُمٍّ وَأُمُّهُمَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ فَأَسْلَمَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلَغَنِي أَنَّكُمْ لَا تَأْكُلُونَ الْقَلْبَ» قَالَا: نَعَمْ قَالَ: «فَإِنَّهُ §لَا يَكْمُلُ إِسْلَامُكُمْ

إِلَّا بِأَكْلِهِ» ، وَدَعَا لَهُمَا بِقَلْبٍ فَشُوِيَ ثُمَّ نَاوَلَهُ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ فَلَمَّا أَخَذَهُ أُرْعِدَتْ يَدُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلْهُ» ، فَأَكَلَهُ وَقَالَ: [البحر الوافر] عَلَى أَنِّي أَكَلْتُ الْقَلْبَ كَرْهًا ... وَتَرْعَدُ حِينَ مَسَّتْهُ بَنَانِي قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ كِتَابًا نُسْخَتُهُ: «كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ أَنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى مُرَّانَ وَمَوَالِيهَا وَحَرِيمٍ وَمَوَالِيهَا وَالْكِلَابِ وَمَوَالِيهَا مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَصَدَّقَ مَالَهُ وَصَفَّاهُ» قَالَ: الْكِلَابُ: أَوْدٌ وَزُبَيْدٌ وَجُزْءُ بْنُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ وَزَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ وَعَائِذُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ وَبَنُو صَلَاءَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ بِنْتِ الْحُلْوِ كَانَتْ تَفُكُّ الْعَانِيَ وَتُطْعِمُ الْبَائِسَ وَتَرْحَمُ الْمِسْكِينَ وَإِنَّهَا مَاتَتْ وَقَدْ وَأَدَتْ بُنَيَّةً لَهَا صَغِيرَةً فَمَا حَالُهَا؟ قَالَ: «الْوَائِدَةُ وَالْمَوْؤُدَةُ فِي النَّارِ» ، فَقَامَا مُغْضَبَيْنِ فَقَالَ: «إِلَيَّ فَارْجِعَا» ، فَقَالَ: «وَأُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا» . فَأَبَيَا وَمَضَيَا وَهُمَا يَقُولَانِ: وَاللَّهِ إِنَّ رَجُلًا أَطْعَمَنَا الْقَلْبَ وَزَعَمَ أَنَّ أُمَّنَا فِي النَّارِ لَأَهْلٌ أَنْ لَا يُتَّبَعَ وَذَهَبَا فَلَمَّا كَانَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَأَوْثَقَاهُ وَطَرَدَا الْإِبِلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَعَنَهُمَا فِيمَنْ كَانَ يَلْعَنُ فِي قَوْلِهِ: «لَعَنِ اللَّهُ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَلِحْيَانَ وَابْنِي مُلَيْكَةَ مِنْ حَرِيمٍ وَمُرَّانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: وَفَدَ أَبُو سَبْرَةَ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ مُرَّانَ بْنِ جُعْفِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنَاهُ سَبْرَةُ وَعَزِيزٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[326]- عليه وسلم لِعَزِيزٍ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: عَزِيزٌ قَالَ: «§لَا عَزِيزَ إِلَّا اللَّهُ أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» فَأَسْلَمُوا وَقَالَ لَهُ أَبُو سَبْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِظَهْرِ كَفِّي سِلْعَةٌ قَدْ مَنَعْتَنِي مِنْ خِطَامِ رَاحِلَتِي، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِهِ عَلَى السِّلْعَةِ وَيَمْسَحُهَا فَذَهَبَتْ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِابْنَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْطِعْنِي وَادِيَ قَوْمِي بِالْيَمَنِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: حُرْدَانُ فَفَعَلَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

وفد صداء

§وَفْدُ صُدَاءٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَلْمُصْطَلِقَ عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ بَعَثَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنَ عُبَادَةَ إِلَى نَاحِيَةِ الْيَمَنِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَطَأَ صُدَاءَ فَعَسْكَرَ بِنَاحِيَةِ قَنَاةَ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ صُدَاءَ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ الْبَعْثِ فَأُخْبِرَ بِهِمْ، فَخَرَجَ سَرِيعًا حَتَّى وَرَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: جِئْتُكَ وَافِدًا عَلَى مَنْ وَرَائِي فَارْدُدِ الْجَيْشَ وَأَنَا لَكَ بِقَوْمِي، فَرَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَفَشَا فِيهِمُ الْإِسْلَامُ فَوَافَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِائَةُ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ -[327]- عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَبْعَثُ إِلَى قَوْمِي جَيْشًا فَارْدُدِ الْجَيْشَ وَأَنَا لَكَ بِقَوْمِي فَرَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَقَدِمَ قَوْمِي عَلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمَكِ» قَالَ: قُلْتُ: بَلْ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ أَنْ يُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ لِيُقِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ»

وفد مراد

§وَفْدُ مُرَادٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ وَافِدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ وَمُتَابِعًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعَهُ، §وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَحَمَلَهُ عَلَى بَعِيرٍ نَجِيبٍ وَأَعْطَاهُ حُلَّةً مِنْ نَسْجِ عُمَانَ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى مُرَادٍ وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ وَبَعَثَ مَعَهُ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى الصَّدَقَةِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

وفد زبيد

§وَفْدُ زُبَيْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ مِنْ زُبَيْدٍ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: §مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبَحْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ، وَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ أَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَائِزَةٍ وَانْصَرَفَ إِلَى بِلَادِهِ، وَأَقَامَ مَعَ قَوْمِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَدَّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَبْلَى يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَغَيْرِهَا

وفد كندة

§وَفْدُ كِنْدَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَضْعَةَ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ كِنْدَةَ فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَهُ قَدْ رَجَّلُوا جُمَمَهُمْ وَاكْتَحَلُوا، وَعَلَيْهِمْ جِبَابُ الْحِبَرَةِ قَدْ كَفُّوهَا بِالْحَرِيرِ، وَعَلَيْهِمُ الدِّيبَاجُ ظَاهِرٌ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ، وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَلَمْ تُسْلِمُوا؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَمَا بَالُ هَذَا عَلَيْكُمْ؟» فَأَلْقُوهُ، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ، وَأَعْطَى الْأَشْعَثَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً

وفد الصدف

§وَفْدُ الصَّدِفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّدَفِيِّ، عَنْ آبَائِهِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَلَى قَلَائِصَ لَهُمْ فِي أُزُرٍ وَأَرْدِيَةٍ فَصَادَفُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيمَا بَيْنَ بَيْتِهِ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ فَجَلَسُوا وَلَمْ يُسَلِّمُوا فَقَالَ: «§مُسْلِمُونَ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلَّا سَلَّمْتُمْ، فَقَامُوا قِيَامًا، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ: «وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ اجْلِسُوا» فَجَلَسُوا وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ فَأَخْبَرَهُمْ بِهَا

وفد خشين

§وَفْدُ خُشَيْنٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: §قَدِمَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى خَيْبَرَ فَأَسْلَمَ وَخَرَجَ مَعَهُ فَشَهِدَ خَيْبَرَ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ خُشَيْنٍ فَنَزَلُوا عَلَى أَبِي ثَعْلَبَةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ

وفد سعد هذيم

§وَفْدُ سَعْدِ هُذَيْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ -[330]- قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافِدًا فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي فَنَزَلْنَا نَاحِيَةً مِنَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجْنَا نَؤُمُّ الْمَسْجِدَ، فَنَجِدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§مَنْ أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: مِنْ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمٍ فَأَسْلَمْنَا وَبَايَعْنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا إِلَى رِحَالِنَا فَأَمَرَ بِنَا فَأُنْزِلْنَا وَضُيِّفْنَا فَأَقَمْنَا ثَلَاثًا ثُمَّ جِئْنَاهُ نُوَدِّعُهُ، فَقَالَ: «أَمِّرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدَكُمْ» وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَازَنَا بِأَوَاقٍ مِنْ فِضَّةٍ وَرَجَعْنَا إِلَى قَوْمِنَا فَرَزَقَهُمُ اللَّهُ الْإِسْلَامَ

وفد بلي

§وَفْدُ بَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَلَوِيِّ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ قَوْمِي فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ فَأَنْزَلْتُهُمْ فِي مَنْزِلِي بِبَنِي جَدِيلَةَ، ثُمَّ خَرَّجْتُهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي بَيْتِهِ فِي الْغَدَاةِ فَقَدِمَ شَيْخُ الْوَفْدِ أَبُو الضِّبَابِ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ وَأَسْلَمَ الْقَوْمُ وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الضِّيَافَةِ وَعَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ فَأَجَابَهُمْ ثُمَّ رَجَعْتُ بِهِمْ إِلَى مَنْزِلِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِي بِحِمْلِ تَمْرٍ يَقُولُ: «§اسْتَعِنْ بِهَذَا التَّمْرِ» قَالَ: فَكَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ فَأَقَامُوا ثَلَاثًا ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُوَدِّعُونَهُ فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ كَمَا كَانَ يُجِيزُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ

وفد بهراء

§وَفْدُ بَهْرَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا، كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي، ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَقُولُ: §قَدِمَ وَفْدُ بَهْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَقْبَلُوا يَقُودُونَ رَوَاحِلَهُمْ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو بِبَنِي جَدِيلَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الْمِقْدَادُ فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَأَنْزَلَهُمْ فِي مَنْزِلٍ مِنَ الدَّارِ وَأَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَأَقَامُوا أَيَّامًا، ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُوَدِّعُونَهُ فَأَمَرَ بِجَوَائِزِهِمْ، وَانْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِهِمْ

وفد عذرة

§وَفْدُ عُذْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ آبَائِي قَالُوا: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَفْدُنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فِيهِمْ حَمْزَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعُذْرِيُّ، وَسُلَيْمٌ وَسَعْدٌ ابْنَا مَالِكٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَبِي رِيَاحٍ، فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ النَّجَّارِيَّةِ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا بِسَلَامِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالُوا: نَحْنُ إِخْوَةُ قُصَيٍّ لِأُمِّهِ، وَنَحْنُ الَّذِينَ أَزَاحُوا خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ عَنْ مَكَّةَ، وَلَنَا قَرَابَاتٌ وَأَرْحَامٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا، مَا أَعْرَفَنِي بِكُمْ، مَا مَنَعَكُمْ مِنْ تَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ؟» قَالُوا: قَدِمْنَا مُرْتَادِينَ لِقَوْمِنَا، وَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ، فَأَجَابَهُمْ فِيهَا

وَأَسْلَمُوا وَأَقَامُوا أَيَّامًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ، وَكَسَا أَحَدَهُمْ بُرْدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرْقِيُّ بْنُ الْقُطَّامِيِّ، عَنْ مُدْلِجِ بْنِ الْمِقْدَادِ بْنِ زَمِلٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ أَبُو زُفَرَ الْكَلْبِيُّ قَالَا: وَفَدَ زَمِلُ بْنُ عَمْرٍو الْعُذْرِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَا سَمِعَ مِنْ صَنَمِهِمْ، فَقَالَ: «§ذَلِكَ مُؤْمِنٌ مِنَ الْجِنِّ» فَأَسْلَمَ وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً عَلَى قَوْمِهِ، فَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ شَهِدَ بِهِ الْمَرْجَ فَقُتِلَ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ حِينَ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الطويل] إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَصَّهَا ... أُكَلِّفُهَا حُزْنًا وَقَوْزًا مِنَ الرَّمَلِ لِأَنْصُرَ خَيْرَ النَّاسِ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ... وَأَعْقِدَ حَبْلًا مِنْ حِبَالِكَ فِي حَبْلِي وَأَشْهَدَ أَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... أَدِينُ لَهُ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِي نَعْلِي

وفد سلامان

§وَفْدُ سَلَامَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي: أَنَّ حَبِيبَ بْنَ عَمْرٍو السَّلَامَانِيَّ، كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَدِمْنَا وَفْدَ سَلَامَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ سَبْعَةٌ فَصَادَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى جَنَازَةٍ دُعِيَ إِلَيْهَا فَقُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكُمْ، مَنْ أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: نَحْنُ مِنْ سَلَامَانَ قَدِمْنَا لِنُبَايِعَكَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَنَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا فَالْتَفَتَ إِلَى ثَوْبَانَ غُلَامِهِ، فَقَالَ: «§أَنْزِلْ هَؤُلَاءِ الْوَفْدَ حَيْثُ يَنْزِلُ الْوَفْدُ» فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ جَلَسَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَبَيْتِهِ فَتَقَدَّمْنَا -[333]- إِلَيْهِ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَمْرِ الصَّلَاةِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَعَنِ الرُّقَى وَأَسْلَمْنَا وَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا خَمْسَ أَوَاقٍ وَرَجَعْنَا إِلَى بِلَادِنَا، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ

وفد جهينة

§وَفْدُ جُهَيْنَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَفَدَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ بَدْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْجُهَنِيُّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ وَمَعَهُ أَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو رَوْعَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لعَبْدِ الْعُزَّى: «§أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ وَلِأَبِي رَوْعَةَ أَنْتَ رَعْتَ الْعَدُوَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» وَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: بَنُو غَيَّانَ قَالَ: «أَنْتُمْ بَنُو رَشْدَانَ» وَكَانَ اسْمُ وَادِيهِمْ غَوًى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رُشْدًا وَقَالَ لِجَبَلَيْ جُهَيْنَةَ الْأَشْعَرِ وَالْأَجْرَدِ: «هُمَا مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ لَا تَطَؤُهُمَا فِتْنَةٌ» وَأَعْطَى اللِّوَاءَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَدْرِ وَخَطَّ لَهُمْ مَسْجِدَهُمْ وَهُوَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ خُطَّ بِالْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ مِنْ بَنِي دَهْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ: كَانَ §لَنَا صَنَمٌ وَكُنَّا نُعَظِّمُهُ وَكُنْتُ سَادِنَهُ فَلَمَّا سَمِعْتُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَسَرْتُهُ وَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَآمَنْتُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ فَذَلِكَ حِينَ أَقُولُ: [البحر الطويل] شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَإِنَّنِي ... لِآلِهَةِ الْأَحْجَارِ أَوَّلُ تَارِكِ وَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقِي الْإِزَارَ مُهَاجِرًا ... إِلَيْكَ أَجْوَبُ الْوَعْثَ بَعْدَ الدَّكَادِكِ

لِأَصْحُبَ خَيْرَ النَّاسِ نَفْسًا وَوَالِدًا ... رَسُولَ مَلِيكِ النَّاسِ فَوْقَ الْحَبَائِكِ قَالَ: ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَجَابُوهُ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا رَدَّ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَدَعَا عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فَسَقَطَ فُوهُ فَمَا كَانَ يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ وَعَمِيَ وَاحْتَاجَ

وفد كلب

§وَفْدُ كَلْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَمِّهِ، عُمَارَةَ بْنِ جُزْءٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَاوِيَّةَ مِنْ كَلْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو لَيْلَى بْنُ عَطِيَّةَ الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَا: قَالَ عَبْدُ عَمْرِو بْنُ جَبَلَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ الْجُلَاحِ الْكَلْبِيُّ: شَخَصْتُ أَنَا وَعَاصِمٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَقَاشٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا وَقَالَ: «§أَنَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ الصَّادِقُ الزَّكِيُّ وَالْوَيْلُ كُلَّ الْوَيْلِ لِمَنْ كَذَّبَنِي وَتَوَلَّى عَنِّي وَقَاتَلَنِي وَالْخَيْرُ كُلَّ الْخَيْرِ لِمَنْ آوَانِي وَنَصَرَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَّقَ قُولِي وَجَاهَدَ مَعِي» , قَالَا: فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِكَ وَنُصَدِّقُ قَوْلَكَ فَأَسْلَمْنَا وَأَنْشَأَ عَبْدُ عَمْرٍو يَقُولُ: [البحر الطويل] أَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى ... وَأَصْبَحْتُ بَعْدَ الْجَحْدِ بِاللَّهِ أَوْجَرَا وَوَدَّعْتُ لَذَّاتِ الْقِدَاحِ وَقَدْ أُرَى ... بِهَا سَدِكًا عُمْرِي وَلِلَّهْوِ أَصْوُرَا وَآمَنْتُ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ مَكَانُهُ ... وَأَصْبَحْتُ لِلْأَوْثَانِ مَا عِشْتُ مُنْكِرَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي صَالِحٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: وَفَدَ حَارِثَةُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زَائِرِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ الْكَلْبِيُّ وَحَمَلُ بْنُ سَعْدَانَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مُغَفَّلِ

بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا، فَعَقَدَ لِحَمَلِ بْنِ سَعْدَانَةَ لِوَاءً فَشَهِدَ بِذَلِكَ اللِّوَاءَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَكَتَبَ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَنٍ كِتَابًا فِيهِ: " هَذَا §كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَمَا يَلِيهَا مِنْ طَوَائِفِ كَلْبٍ مَعَ حَارِثَةَ بْنِ قَطَنٍ لَنَا الضَّاحِيَةُ مِنَ الْبَعْلِ وَلَكُمُ الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ، عَلَى الْجَارِيَةِ الْعُشْرُ، وَعَلَى الْغَائِرَةِ نِصْفُ الْعُشْرُ، لَا تُجْمَعُ سَارِحَتُكُمْ، وَلَا تُعْدَلُ فَارِدَتُكُمْ، تُقِيمُونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ بِحَقِّهَا لَا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النَّبَاتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْرُ الْبَتَاتِ لَكُمْ بِذَلِكَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ، وَلَنَا عَلَيْكُمُ النُّصْحُ وَالْوَفَاءُ وَذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهُ، شَهِدَ اللَّهُ وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

وفد جرم

§وَفْدُ جَرْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُرَّةَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَانِ مِنَّا يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: الْأَصْقَعُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ صُرَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ الْهُونِ بْنِ أَعْجَبَ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ جُرْمِ بْنِ رَيَّانَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَالْآخَرُ هَوْذَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيْدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِيَاحٍ §فَأَسْلَمَا وَكَتَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا قَالَ: فَأَنْشَدَنِي بَعْضُ الْجَرْمِيِّينَ شِعْرًا قَالَهُ عَامِرُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ يَعْنِي الْأَصْقَعَ: [البحر الوافر] وَكَانَ أَبُو شُرَيْحٍ الْخَيِّرُ عَمِّي ... فَتَى الْفِتْيَانِ حَمَّالَ الْغَرَامَهْ عَمِيدَ الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ إِذَا مَا ... ذَوُو الْآكَالِ سَامُونَا ظُلَامَهْ وَسَابَقَ قَوْمَهُ لَمَّا دَعَاهُمْ ... إِلَى الْإِسْلَامِ أَحْمَدُ مِنْ تِهَامَهْ -[336]- فَلَبَّاهُ وَكَانَ لَهُ ظَهِيرًا ... فَرَفَّلَهُ عَلَى حَيَّيْ قُدَامَهْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْجَرْمِيُّ: أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ وَفَدُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَقَضُوا حَوَائِجَهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: مَنْ يُصَلِّي بِنَا أَوْ لَنَا؟ فَقَالَ: «§لِيُصَلِّ بِكُمْ أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ» قَالَ: فَجَاءُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَسَأَلُوا فِيهِمْ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِمْ أَحَدًا أَكْثَرَ أَخْذًا أَوْ جَمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ أَوْ أَخَذْتُ قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ، فَقَدَّمُونِي فَصَلَّيْتُ بِهِمْ فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا وَأَنَا إِمَامُهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا قَالَ يَزِيدُ: قَالَ مِسْعَرٌ: وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ وَيَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِهِمْ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَبُو زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: كُنَّا بِحَضْرَةِ مَاءٍ، مَمَرُّ النَّاسِ عَلَيْهِ وَكُنَّا نَسْأَلُهُمْ مَا هَذَا الْأَمْرُ؟ فَيَقُولُونَ: رَجُلٌ زَعَمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا، فَجَعَلْتُ لَا أَسْمَعُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ إِلَّا حَفِظْتُهُ كَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي بِغِرَاءٍ حَتَّى جَمَعْتُ فِيهِ قُرْآنًا كَثِيرًا قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهَا الْفَتْحَ، يَقُولُونَ: انْظُرُوا فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ صَادِقٌ وَهُوَ نَبِيٌّ، فَلَمَّا جَاءَتْنَا وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلَامِ حِوَائِنَا ذَلِكَ، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا دَنَا مِنَّا تَلَقَّيْنَاهُ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ حَقًّا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ §يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا وَكَذَا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ كَذَا وَكَذَا، وَأَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا قَالَ: فَنَظَرَ أَهْلُ حِوَائِنَا فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِلَّذِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ -[337]- مِنَ الرُّكْبَانِ، قَالَ: فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ، وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، قَالَ: فَكَسُونِي قَمِيصًا مِنْ مَعْقَدِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ: فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ §أَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ فَيُقْرِئُونِي الْآيَةَ فَكُنْتُ أَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا: شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: ذَهَبَ أَبِي بِإِسْلَامِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ: «§يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: غَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ؟ فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ مَا فَرِحْتُ بِذَلِكَ الْقَمِيصِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: إِنَّهُ قَالَ: «§لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ» قَالَ: فَدَعَوْنِي فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ قَالَ: فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِأَبِي: أَلَا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ؟

وفد الأزد

§وَفْدُ الْأَزْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الْكَعْبِيُّ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ فِي بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ وَفْدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

فَنَزَلُوا عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو فَحَيَّاهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَأَقَامُوا عِنْدَهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ صُرَدٌ أَفْضَلَهُمْ فَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُجَاهِدَ بِهِمْ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ جُرَشَ وَهِيَ مَدِينَةٌ حَصِينَةٌ مُغَلَّقَةٌ وَبِهَا قَبَائِلُ مِنَ الْيَمَنِ قَدْ تَحَصَّنُوا فِيهَا فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا، فَحَاصَرَهُمْ شَهْرًا وَكَانَ يُغِيرُ عَلَى مَوَاشِيهِمْ فَيَأْخُذُهَا، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْهُمْ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: شَكَرٌ، فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدِ انْهَزَمَ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ فَصَفَّ صُفُوفَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ هُوَ وَالْمُسْلِمُونَ فَوَضَعُوا سُيُوفَهُمْ فِيهِمْ حَيْثُ شَاءُوا، وَأَخَذُوا مِنْ خَيْلِهِمْ عِشْرِينَ فَرَسًا فَقَاتَلُوهُمْ عَلَيْهَا نَهَارًا طَوِيلًا، وَكَانَ أَهْلُ جُرَشَ بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ يَرْتَادَانِ وَيَنْظُرَانِ فَأَخْبَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمُلْتَقَاهُمْ وَظُفْرِ صُرَدٍ بِهِمْ، فَقَدِمَ رَجُلَانِ عَلَى قَوْمِهِمَا فَقَصَّا عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ، فَخَرَجَ وَفْدُهُمْ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِكُمْ §أَحْسَنَ النَّاسِ وجُوهًا وَأَصْدَقَهُ لِقَاءً وَأَطْيَبَهُ كَلَامًا وَأَعْظَمَهُ أَمَانَةً أَنْتُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْكُمْ» وَجَعَلَ شِعَارَهُمْ مَبْرُورًا وَحَمَّى لَهُمْ حِمًى حَوْلَ قَرْيَتِهِمْ عَلَى أَعْلَامٍ مَعْلُومَةٍ

وفد غسان

§وَفْدُ غَسَّانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ قَوْمِهِ غَسَّانَ قَالُوا: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَنَزَلْنَا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَإِذَا وُفُودُ الْعَرَبِ كُلُّهُمْ مُصَدِّقُونَ بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْنَا فِيمَا بَيْنَنَا: أَيَرَانَا شَرَّ مَنْ يَرَى مِنَ الْعَرَبِ؟ ثُمَّ -[339]- أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْنَا وَصَدَّقْنَا وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ وَلَا نَدْرِي أَيَتْبَعُنَا قَوْمُنَا أَمْ لَا §فَأَجَازَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَوَائِزَ وَانْصَرَفُوا رَاجِعِينَ فَقَدِمُوا عَلَى قَوْمِهِمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ فَكَتَمُوا إِسْلَامَهُمْ حَتَّى مَاتَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ مُسْلِمَيْنِ وَأَدْرَكَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَامَ الْيَرْمُوكِ فَلَقِيَ أَبَا عُبَيْدَةَ فَخَبَّرَهُ بِإِسْلَامِهِ فَكَانَ يُكْرِمُهُ

وفد الحارث بن كعب

§وَفْدُ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ بِنَجْرَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ ثَلَاثًا فَفَعَلَ فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ هُنَاكَ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَدَخَلُوا فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَنَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ يُعَلِّمُهُمُ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ وَكِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعَثَ بِهِ مَعَ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ يُخْبِرُهُ عَمَّا وَطِئُوا وَإِسْرَاعِ بَنِي الْحَارِثِ إِلَى الْإِسْلَامِ فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَالِدٍ أَنْ بَشِّرْهُمْ وَأَنْذِرْهُمْ وَأَقْبِلْ وَمَعَكَ وَفْدُهُمْ، فَقَدِمَ خَالِدٌ وَمَعَهُ وَفْدُهُمْ، مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ ذُو الْغُصَّةِ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ وَيَزِيدُ بْنُ الْمُحَجَّلِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرَادٍ وَشَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنَانِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنْزَلَهُمْ خَالِدٌ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ خَالِدٌ وَهُمْ مَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَأَنَّهُمْ رِجَالُ الْهِنْدِ؟» فَقِيلَ: بَنُو الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ

فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَأَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ، وَأَجَازَ قَيْسَ بْنَ الْحُصَيْنِ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةُ أُوقِيَّةٍ وَنَشٍّ وَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فِي بَقِيَّةِ شَوَّالٍ فَلَمْ يَمْكُثُوا بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ كَثِيرًا دَائِمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَبْدَةُ بْنُ مُسْهِرٍ الْحَارِثِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِمَّا خَلَّفَ وَرَأَى فِي سَفَرِهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَسْلِمْ يَا ابْنَ مُسْهِرٍ لَا تَبِعْ دِينَكَ بِدُنْيَاكَ» فَأَسْلَمَ

وفد همدان

§وَفْدُ هَمْدَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هَانِئِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ لِأَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ الْأَرْحَبِيُّ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ قَيْسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لِأَيٍّ الْأَرْحَبِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَيْتُكَ لِأُومِنَ بِكَ وَأَنْصُرَكَ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم له: «مَرْحَبًا بِكَ §أَتَأْخُذُونِي بِمَا فِيَّ يَا مَعْشَرَ هَمْدَانَ؟» قَالَ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «فَاذْهَبْ إِلَى قَوْمِكَ، فَإِنْ فَعَلُوا فَارْجِعْ أَذْهَبْ مَعَكَ» فَخَرَجَ قَيْسٌ إِلَى قَوْمِهِ فَأَسْلَمُوا وَاغْتَسَلُوا فِي جَوْفِ الْمِحْوَرَةِ وَتَوَجَّهُوا إِلَى الْقِبْلَةِ، ثُمَّ خَرَجَ بِإِسْلَامِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَدْ أَسْلَمَ قَوْمِي وَأَمَرُونِي أَنْ آخُذَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم نِعْمَ

وَافِدُ الْقَوْمِ قَيْسٌ " وَقَالَ: «وَفَّيْتَ وَفَّى اللَّهُ بِكَ» وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَكَتَبَ عَهْدَهُ عَلَى قَوْمِهِ هَمْدَانَ أَحْمُورِهَا وَغَرْبِهَا وَخَلَائِطِهَا وَمَوَالِيهَا أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا وَأَنَّ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ مَا أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَطْعَمَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ فَرَقٍ مِنْ خَيْوَانَ: مِائَتَانِ زَبِيبٌ وَذُرَةٌ شَطْرَانِ، وَمِنْ عِمْرَانَ الْجَوْفِ مِائَةُ فَرَقٍ بُرٍّ جَارِيَةٌ أَبَدًا مِنْ مَالِ اللَّهِ، قَالَ هِشَامٌ الْفَرَقُ مِكْيَالٌ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَحْمُورُهَا قُدَمُ وَآلُ ذِي مَرَّانٍ وَآلُ ذِي لَعْوَةٍ وَأَذْوَاءُ هَمْدَانَ وَغَرْبُهَا أَرْحُبُ وَنِهْمٌ وَشَاكِرٌ وَوَادِعَةُ وَيَامٌ وَمُرْهِبَةُ وَدَالَانُ وَخَارِفُ وَعُذَرُ وَحَجُورٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَشْيَاخِ قَوْمِهِ قَالُوا: عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ بِالْمَوْسِمِ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَرْحَبَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ أُمِّ غَزَالٍ فَقَالَ: «§هَلْ عِنْدَ قَوْمِكَ مِنْ مَنَعَةٍ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّهُ خَافَ أَنْ يَخْفِرَهُ قَوْمُهُ فَوَعَدَهُ الْحَجَّ مِنْ قَابِلَ، ثُمَّ وَجَّهَ الْهَمْدَانِيُّ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ يُقَالُ لَهُ: ذُبَابٌ، ثُمَّ إِنَّ فِتْيَةً مِنْ أَرْحَبَ قَتَلُوا ذُبَابًا الزُّبَيْدِيَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَمَّنْ سَمَّى مِنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ هَمْدَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ مُقَطَّعَاتُ الْحِبَرَةِ مُكَفَّفَةٌ بِالدِّيبَاجِ، وَفِيهِمْ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ ذِي مِشْعَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§نِعْمَ الْحَيُّ هَمْدَانُ مَا أَسْرَعَهَا إِلَى النَّصْرِ وَأَصْبَرَهَا عَلَى الْجَهْدِ، وَمِنْهُمْ أَبْدَالُ وَأَوْتَادُ الْإِسْلَامِ» فَأَسْلَمُوا وَكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا بِمِخْلَافِ خَارِفٍ وَيَامٍ وَشَاكِرٍ وَأَهْلِ الْهَضْبِ وَحِقَافِ الرَّمْلِ مِنْ هَمْدَانَ لِمَنْ أَسْلَمَ

وفد سعد العشيرة

§وَفْدُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: §لَمَّا سَمِعُوا بِخُرُوجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَثَبَ ذُبَابٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَنَسِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ إِلَى صَنَمٍ كَانَ لِسَعْدِ الْعَشِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: فَرَّاضٌ فَحَطَّمَهُ، ثُمَّ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: [البحر الطويل] تَبِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى ... وَخَلَّفْتُ فَرَّاضًا بِدَارِ هَوَانِ شَدَدْتُ عَلَيْهِ شِدَّةً فَتَرَكْتُهُ ... كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَالدَّهْرُ ذُو حِدْثَانِ فَلَمَّا رَأَيْتُ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... أَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ حِينَ دَعَانِي فَأَصْبَحْتُ لِلْإِسْلَامِ مَا عِشْتُ نَاصِرًا ... وَأَلْقَيْتُ فِيهَا كُلْكُلِي وَجِرَانِي فَمَنْ مُبَلِّغٌ سَعْدَ الْعَشِيرَةِ أَنَّنِي ... شَرَيْتُ الَّذِي يَبْقَى بِآخَرَ فَانِ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُبَابٍ الْأَنَسِيُّ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ فَكَانَ لَهُ غِنَاءٌ»

وفد عنس

§وَفْدُ عَنْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُفَرٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنْسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ مَذْحِجٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ وَهُوَ يَتَعَشَّى فَدَعَاهُ إِلَى الْعَشَاءِ فَجَلَسَ، فَلَمَّا تَعَشَّى أَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " §أَتَشْهَدُ أَنْ

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: «أَرَاغِبًا جِئْتَ أَمْ رَاهِبًا؟» فَقَالَ: أَمَّا الرَّغْبَةُ فَوَاللَّهِ مَا فِي يَدَيْكَ مَالٌ، وَأَمَّا الرَّهْبَةُ فَوَاللَّهِ إِنَّنِي لَبِبَلَدٍ مَا تَبْلُغُهُ جُيُوشُكَ، وَلَكِنِّي خُوِّفْتُ فَخِفْتُ، وَقِيلَ لِي: آمِنْ بِاللَّهِ آمَنْتُ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: «رُبَّ خَطِيبٍ مِنْ عَنْسٍ» فَمَكَثَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ جَاءَهُ يُوَدِّعُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اخْرُجْ» وَبَتِّتْهُ، وَقَالَ: «إِنْ أَحْسَسْتَ شَيْئًا فَوَائِلْ إِلَى أَدْنَى قَرْيَةٍ» فَخَرَجَ فَوُعِكَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَوَاءَلَ أَدْنَى قَرْيَةٍ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ

وفد الداريين

§وَفْدُ الدَّارِيِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: قَدِمَ وَفْدُ الدَّارِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ وَهُمْ عَشَرَةُ نَفَرٍ فِيهِمْ: تَمِيمٌ وَنُعَيْمٌ ابْنَا أَوْسِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ دَرَّاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ بْنِ هَانِئِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نُمَارَةَ بْنِ لَخْمٍ وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَارِجَةَ وَالْفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ صَفَّارَةَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: صَفَّارَةُ، وَقَالَ هِشَامٌ: صَفَّارُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ دَرَّاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ صَفَّارَةَ وَأَبُو هِنْدٍ وَالطَّيِّبُ ابْنَا ذَرٍّ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِينِ بْنِ عِمِّيتِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دَرَّاعِ وَهَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ وَعَزِيزٌ وَمُرَّةُ ابْنَا مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ جَذِيمَةَ فَأَسْلَمُوا §وَسَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّيِّبَ -[344]- عَبْدَ اللَّهِ وَسَمَّى عَزِيزًا عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأَهْدَى هَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاوِيَةَ خَمْرٍ وَأَفْرَاسًا وَقَبَاءً مُخَوَّصًا بِالذَّهَبِ، فَقَبِلَ الْأَفْرَاسَ وَالْقَبَاءَ وَأَعْطَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: «انْتَزِعِ الذَّهَبَ فَتُحَلِّيَهُ نِسَاءَكَ أَوْ تَسْتَنْفِقَهُ ثُمَّ تَبِيعَ الدِّيبَاجَ فَتَأْخُذَ ثَمَنَهُ» فَبَاعَهُ الْعَبَّاسُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ بِثَمَانِيَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ تَمِيمٌ: لَنَا جِيرَةٌ مِنَ الرُّومِ لَهُمْ قَرْيَتَانِ يُقَالُ لِإِحْدَاهُمَا: حَبْرَى، وَالْأُخْرَى بَيْتُ عَيْنُونَ فَإِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الشَّامَ فَهَبْهُمَا لِي قَالَ: «فَهُمَا لَكَ» فَلَمَّا قَامَ أَبُو بَكْرٍ أَعْطَاهُ ذَلِكَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَأَقَامَ وَفْدُ الدَّارِيِّينَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَوْصَى لَهُمْ بِحَادِ مِائَةِ وَسْقٍ

وفد الرهاويين حي من مذحج

§وَفْدُ الرَّهَاوِيِّينَ حَيٍّ مِنْ مَذْحِجٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ قَالَ: §قَدِمَ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الرَّهَاوِيِّينَ وَهُمْ حَيٌّ مِنْ مَذْحِجٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ عَشْرٍ فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَحَدَّثَ عِنْدَهُمْ طَوِيلًا وَأَهْدُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدَايَا مِنْهَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: الْمِرْوَاحُ وَأَمَرَ بِهِ فَشُوِّرَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْجَبَهُ فَأَسْلَمُوا وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَالْفَرَائِضَ وَأَجَازَهُمْ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ، أَرْفَعَهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَأَخْفَضَهُمْ خَمْسَ أَوَاقٍ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ، ثُمَّ قَدِمَ مِنْهُمْ نَفَرٌ، فَحَجُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم من المدينة، وأقاموا حتى توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فَأَوْصَى لَهُمْ بحَادِ مِائَةِ وَسْقٍ بِخَيْبَرَ فِي الْكَتِيبَةِ جَارِيَةٍ عَلَيْهِمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا فَبَاعُوا ذَلِكَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ هِزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدَ مِنَّا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ سُبَيْعٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ §فَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً فَقَاتَلَ بِذَلِكِ اللِّوَاءِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ فِي إِتْيَانِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الطويل] إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَصَّهَا ... تَجُوبُ الْفَيَافِيَ سَمْلَقًا بَعْدَ سَمْلَقِ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ أَكْلَفَهَا السَّرَى ... تَخُبُّ بِرَحْلِي مَرَّةً ثُمَّ تُعْنِقِ فَمَا لَكِ عِنْدِي رَاحَةٌ أَوْ تَلَجْلَجِي ... بِبَابِ النَّبِيِّ الْهَاشِمِيِّ الْمُوَفَّقِ عَتَقْتِ إِذًا مِنْ رِحْلَةٍ ... ثُمَّ رِحْلَةٍ وَقَطْعِ دَيَامِيمَ وَهَمٍّ مُؤَرَّقِ قَالَ هِشَامٌ: التَّلَجْلُجُ أَنْ تَبْرُكَ فَلَا تَنْهَضُ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَمَنْ مُبْلِغُ الْحَسْنَاءِ أَنَّ حَلِيلَهَا ... مَصَادُ بْنُ مَذْعُورٍ تَلَجْلَجَ غَادِرَا

وفد غامد

§وَفْدُ غَامِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ غَامِدٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَهُمْ عَشَرَةٌ فَنَزَلُوا بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، ثُمَّ لَبِسُوا مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَأَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ، §وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا فِيهِ شَرَائِعُ الْإِسْلَامِ وَأَتَوْا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَعَلَّمَهُمْ قُرْآنًا وَأَجَازَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ وَانْصَرَفُوا

وفد النخع

§وَفْدُ النَّخَعِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْيَاخِ النَّخَعِ، قَالُوا: بَعَثَتِ النَّخَعُ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَافِدَيْنِ بِإِسْلَامِهِمْ أَرْطَاةَ بْنَ شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ وَالْجُهَيْشَ، وَاسْمُهُ الْأَرْقَمُ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ، فَقَبِلَاهُ، فَبَايَعَاهُ عَلَى قَوْمِهِمَا، فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَأْنُهُمَا وَحُسْنُ هَيْئَتِهِمَا، فَقَالَ: «هَلْ وَرَاءَكُمَا مِنْ قَوْمِكُمَا مِثْلُكُمَا؟» قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَلَّفْنَا مِنْ قَوْمِنَا سَبْعِينَ رَجُلًا، كُلُّهُمْ أَفْضَلُ مِنَّا، وَكُلُّهُمْ يَقْطَعُ الْأَمْرَ وَيُنْفِذُ الْأَشْيَاءَ مَا يُشَارِكُونَنَا فِي الْأَمْرِ إِذَا كَانَ، فَدَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِقَوْمِهِمَا بِخَيْرٍ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ §بَارِكْ فِي النَّخَعِ» وَعَقَدَ لِأَرْطَاةَ لِوَاءً عَلَى قَوْمِهِ فَكَانَ فِي يَدَيْهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ بِهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَأَخَذَهُ أَخُوهُ دُرَيْدٌ، فَقُتِلَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ فَأَخَذَهُ سَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ فَدَخَلَ بِهِ الْكُوفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: كَانَ §آخِرُ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْوَفْدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ النَّخَعِ وَقَدِمُوا مِنَ الْيَمَنِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ، فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ، وَقَدْ كَانُوا بَايَعُوا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فَكَانَ فِيهِمْ زُرَارَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: هُوَ زُرَارَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدَّاءٍ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا

وفد بجيلة

§وَفْدُ بَجِيلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ الْمَدِينَةَ وَمَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» فَطَلَعَ جَرِيرٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَعَهُ قَوْمُهُ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا، قَالَ جَرِيرٌ: فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَايَعَنِي وَقَالَ: «عَلَى أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَتُطِيعَ الْوَالِيَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا؟» فَقَالَ: نَعَمْ، فَبَايَعَهُ وَقَدِمَ قَيْسُ بْنُ عَزْرَةَ الْأَحْمَسِيُّ فِي مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسِ فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من أنتم» فقالوا: نحن أحمس اللَّهِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ ذَاكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ لِلَّهِ» ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ: «أَعْطِ رَكْبَ بَجِيلَةَ وَابْدَأْ بِالْأَحْمَسِيِّينَ» فَفَعَلَ وَكَانَ نُزُولُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيِّ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَائِلُهُ عَمَّا وَرَاءَهُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَأَظْهَرَ الْأَذَانَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَسَاحَاتِهِمْ وَهَدَّمَتِ الْقَبَائِلُ أَصْنَامَهَا الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ، قَالَ: «فَمَا فَعَلَ ذُو الْخَلَصَةِ؟» قَالَ: هُوَ عَلَى حَالِهِ قَدْ بَقِيَ، وَاللَّهُ مُرِيحٌ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى هَدْمِ ذِي الْخَلَصَةِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَثْبَتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَدْرِهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ وَهُمْ زُهَاءَ مِائَتَيْنِ فَمَا أَطَالَ الْغَيْبَةَ حَتَّى رَجَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَدَمْتَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ -[348]- بِالْحَقِّ وَأَخَذْتُ مَا عَلَيْهِ وَأَحْرَقْتُهُ بِالنَّارِ فَتَرَكْتُهُ كَمَا يَسُوءُ مَنْ يَهْوَى هَوَاهُ وَمَا صَدَّنَا عَنْهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَبَرَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا

وفد خثعم

§وَفْدُ خَثْعَمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: §وَفَدَ عَثْعَثُ بْنُ زَحْرٍ وَأَنَسُ بْنُ مُدْرِكٍ فِي رِجَالٍ مِنْ خَثْعَمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَدَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ذَا الْخَلَصَةِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْ خَثْعَمَ فَقَالُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَاكْتُبْ لَنَا كِتَابًا نَتَّبِعُ مَا فِيهِ فَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا شَهِدَ فِيهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ حَضَرَ

وفد الأشعرين قالوا: وقدم الأشعرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خمسون رجلا فيهم أبو موسى الأشعري وإخوة لهم ومعهم رجلان من عك وقدموا في سفن في البحر وخرجوا بجدة، فلما دنوا من المدينة جعلوا يقولون: غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه، ثم قدموا فوجدوا

§وَفْدُ الْأَشْعَرِينَ قَالُوا: وَقَدِمَ الْأَشْعَرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَإِخْوَةٌ لَهُمْ وَمَعَهُمْ رَجُلَانِ مِنْ عَكٍّ وَقَدِمُوا فِي سُفُنٍ فِي الْبَحْرِ وَخَرَجُوا بِجُدَّةَ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَقُولُونَ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، ثُمَّ قَدِمُوا فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرِهِ بِخَيْبَرَ، ثُمَّ لَقَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[349]- وسلم فَبَايَعُوا وَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْأَشْعَرُونَ فِي النَّاسِ كَصُرَّةٍ فِيهَا مِسْكٌ»

وفد حضرموت قالوا: وقدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بنو وليعة ملوك حضرموت حمدة ومخوس ومشرح وأبضعة فأسلموا، وقال مخوس: يا رسول الله، ادع الله أن يذهب عني هذه الرتة من لساني، فدعا له وأطعمه طعمة من صدقة حضرموت وقدم وائل

§وَفْدُ حَضْرَمَوْتَ قَالُوا: وَقَدِمَ وَفْدُ حَضْرَمَوْتَ مَعَ وَفْدِ كِنْدَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ بَنُو وَلِيعَةَ مُلُوكُ حَضْرَمَوْتَ حَمْدَةُ وَمِخْوَسٌ وَمِشْرَحٌ وَأَبْضَعَةُ فَأَسْلَمُوا، وَقَالَ مِخْوَسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي هَذِهِ الرُّتَّةَ مِنْ لِسَانِي، فَدَعَا لَهُ وَأَطْعَمَهُ طُعْمَةً مِنْ صَدَقَةِ حَضْرَمَوْتَ وَقَدِمَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَافِدًا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: جِئْتُ رَاغِبًا فِي الْإِسْلَامِ وَالْهِجْرَةِ فَدَعَا لَهُ وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَنُودِيَ لِيَجْتَمِعَ النَّاسُ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً سُرُورًا بِقُدُومِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ أَنْ يُنْزِلَهُ فَمَشَى مَعَهُ وَوَائِلٌ رَاكِبٌ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَلْقِ إِلَيَّ نَعْلَكَ قَالَ: لَا، إِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَلْبَسَهَا وَقَدْ لَبِسْتُهَا، قَالَ: فَأَرْدِفْنِي: قَالَ: لَسْتَ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قَالَ: إِنَّ الرَّمْضَاءَ قَدْ أَحْرَقَتْ قَدَمَيَّ، قَالَ: امْشِ فِي ظِلِّ نَاقَتِي كَفَاكَ بِهِ شَرَفًا، وَلَمَّا أَرَادَ الشُّخُوصَ إِلَى بِلَادِهِ كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَيْلِ حَضْرَمَوْتَ إِنَّكَ أَسْلَمْتَ، وَجَعَلْتُ لَكَ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الْأَرَضِينَ وَالْحُصُونِ وَأَنْ يُؤْخَذَ مِنْكَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ يَنْظُرُ فِي ذَلِكَ ذُو عَدْلٍ وَجَعَلْتُ لَكَ أَنْ لَا تُظْلَمَ فِيهَا مَا قَامَ الدِّينُ، وَالنَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَيْهِ أَنْصَارٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ -[350]- مِنْ وَلَدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: وَفَدَ مِخْوَسُ بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ فِيمَنْ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَأَصَابَ مِخْوَسًا اللَّقْوَةُ فَرَجَعَ مِنْهُمْ نَفَرٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَيِّدُ الْعَرَبِ ضَرَبَتْهُ اللَّقْوَةُ فَادْلُلْنَا عَلَى دَوَائِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خُذُوا مِخْيَطًا فَاحْمُوهُ فِي النَّارِ، ثُمَّ اقْلِبُوا شَفْرَ عَيْنِهِ، فَفِيهَا شِفَاؤُهُ، وَإِلَيْهَا مَصِيرُهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا قُلْتُمْ حِينَ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِي» فَصَنَعُوهُ بِهِ فَبَرَأَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ ثُمَّ مِنْ تِنْعَةَ يُقَالُ لَهَا: تَهْنَاةُ بِنْتُ كُلَيْبٍ صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِسْوَةً، ثُمَّ دَعَتِ ابْنَهَا كُلَيْبَ بْنَ أَسَدِ بْنِ كُلَيْبٍ فَقَالَتِ: §انْطَلِقْ بِهَذِهِ الْكِسْوَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ بِهَا، وَأَسْلَمَ، فَدَعَا لَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ يُعَرِّضُ بِنَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ: [البحر الوافر] لَقَدْ مَسَحَ الرَّسُولُ أَبَا أَبِينَا ... وَلَمْ يَمْسَحْ وُجُوهَ بَنِي بَحِيرِ شَبَابُهُمْ وَشَيْبُهُمْ سَوَاءٌ فَهُمْ فِي اللُّؤْمِ أَسْنَانُ الْحَمِيرِ وَقَالَ كُلَيْبٌ حِينَ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] مِنْ وَشْزِ بِرْهَوْتَ تَهْوِي بِي عَذَافِرُهُ ... إِلَيْكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ تَجُوبُ بِي صَفْصَفًا غُبْرًا مَنَاهِلُهُ ... تَزْدَادُ عَفْوًا إِذَا مَا كَلَّتِ الْإِبِلُ شَهْرَيْنِ أَعْمَلُهَا نَصًّا عَلَى وَجَلٍ ... أَرْجُو بِذَاكَ ثَوَابَ اللَّهِ يَا رَجُلُ أَنْتَ النَّبِيُّ الَّذِي كُنَّا نُخَبَّرُهُ ... وَبَشَّرَتْنَا بِكَ التَّوْرَاةُ وَالرُّسُلُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، وَحُجْرٌ ابْنَا عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: وَفَدَ وَائِلُ بْنُ حُجْرِ بْنِ سَعْدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَدَعَا لَهُ -[351]- وَرَفَّلَهُ عَلَى قَوْمِهِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا §وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ أَتَاكُمْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ رَاغِبًا فِي الْإِسْلَامِ» ثُمَّ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «انْطَلِقْ بِهِ فَأَنْزِلْهُ مَنْزِلًا بِالْحَرَّةِ» قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَانْطَلَقْتُ بِهِ وَقَدْ أَحْرَقَتْ رِجْلَيَّ الرَّمْضَاءُ، فَقُلْتُ: أَرْدِفْنِي قَالَ: لَسْتَ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قُلْتُ: فَأَعْطِنِي نَعْلَيْكَ أَتَوَقَّى بِهِمَا مِنَ الْحَرِّ، قَالَ: لَا يَبْلُغُ أَهْلَ الْيَمَنِ أَنَّ سُوقَةً لَبِسَ نَعْلَ مَلِكٍ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ قَصَّرْتُ عَلَيْكَ نَاقَتِي فَسِرْتَ فِي ظِلِّهَا، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَنْبَأْتُهُ بِقَوْلِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ فِيهِ لَعُبَيَّةً مِنْ عُبَيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ» فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا

وفد أزد عمان ثم رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد، قالوا: أسلم أهل عمان فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي ليعلمهم شرائع الإسلام ويصدق أموالهم، فخرج وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أسد بن يبرح الطاحي فلقوا رسول الله

§وَفْدُ أَزْدِ عُمَانَ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: أَسْلَمَ أَهْلُ عُمَانَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ لِيُعَلِّمَهُمْ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَيَصْدُقَ أَمْوَالَهُمْ، فَخَرَجَ وَفْدُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَسَدُ بْنُ يَبْرَحَ الطَّاحِيُّ فَلَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُقِيمُ أَمْرَهُمْ، فَقَالَ مُخَرِّبَةُ الْعَبْدِيُّ وَاسْمُهُ مُدْرِكُ بْنُ خُوطٍ: ابْعَثْنِي إِلَيْهِمْ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَيَّ مِنَّةً أَسَرُونِي يَوْمَ جَنُوبٍ فَمَنُّوا عَلَيَّ، فَوَجَّهَهُ مَعَهُمْ إِلَى عُمَانَ، وَقَدِمَ بَعْدَهُمْ سَلَمَةُ بْنُ عِيَاذٍ الْأَزْدِيُّ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّا يَعْبُدُ وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ كَلِمَتَنَا وَأُلْفَتَنَا، فَدَعَا لَهُمْ، وَأَسْلَمَ سَلَمَةُ وَمَنْ مَعَهُ

وفد غافق قالوا: وقدم جليحة بن شجار بن صحار الغافقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجال من قومه، فقالوا: يا رسول الله نحن الكواهل من قومنا وقد أسلمنا وصدقاتنا محبوسة بأفنيتنا، فقال: " لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم " فقال عوز بن سرير الغافقي:

§وَفْدُ غَافِقٍ قَالُوا: وَقَدِمَ جُلَيْحَةُ بْنُ شَجَّارِ بْنِ صُحَارٍ الْغَافِقِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْكَوَاهِلُ مِنْ قَوْمِنَا وَقَدْ أَسْلَمْنَا وَصَدَقَاتُنَا مَحْبُوسَةٌ بِأَفْنِيَتِنَا، فَقَالَ: «لَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ» فَقَالَ عَوْزُ بْنُ سُرَيْرٍ الْغَافِقِيُّ: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ

وفد بارق قالوا: وقدم وفد بارق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا وبايعوا، وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا كتاب من محمد رسول الله لبارق: لا تجز ثمارهم ولا ترعى بلادهم في مربع ولا مصيف إلا بمسألة من بارق ومن مر بهم

§وَفْدُ بَارِقٍ قَالُوا: وَقَدِمَ وَفْدُ بَارِقٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا، وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَارِقٍ: لَا تُجَزَّ ثِمَارُهُمْ وَلَا تُرْعَى بِلَادُهُمْ فِي مِرْبَعٍ وَلَا مِصْيَفٍ إِلَّا بِمَسْأَلَةٍ مِنْ بَارِقٍ وَمَنْ مَرَّ بِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَرْكٍ أَوْ جَدْبٍ فَلَهُ ضِيَافَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَإِذَا أَيْنَعَتْ ثِمَارُهُمْ فَلِابْنِ السَّبِيلِ اللُّقَاطُ يُوَسِّعُ بَطْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْتَثِمَ " شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَكَتَبَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

وفد دوس قالوا: لما أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي دعا قومه فأسلموا وقدم معه منهم المدينة سبعون أو ثمانون أهل بيت، وفيهم أبو هريرة وعبد الله بن أزيهر الدوسي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فساروا إليه فلقوه هناك فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

§وَفْدُ دَوْسٍ قَالُوا: لَمَّا أَسْلَمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ دَعَا قَوْمَهُ فَأَسْلَمُوا وَقَدِمَ مَعَهُ مِنْهُمُ الْمَدِينَةَ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ أَهْلُ بَيْتٍ، وَفِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُزَيْهِرٍ الدَّوْسِيُّ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَسَارُوا إِلَيْهِ فَلَقُوهُ هُنَاكَ فَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَسَمَ لَهُمْ مِنْ غَنِيمَةِ خَيْبَرَ، ثُمَّ قَدِمُوا مَعَهُ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ الطُّفَيْلُ بْنُ عُمَيْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي فَأَنْزَلَهُمْ حَرَّةَ الدَّجَّاجِ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي هِجْرَتِهِ حِينَ خَرَجَ مِنْ دَارِ قَوْمِهِ: [البحر الطويل] يَا طُولَهَا مِنْ لَيْلَةٍ وَعَنَاءَهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُزَيْهِرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي فِي قَوْمِي سِطَةً وَمَكَانًا فَاجْعَلْنِي عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَخَا دَوْسٍ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَمَنْ صَدَقَ اللَّهَ نَجَا، وَمَنْ آلَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ هَلَكَ إِنَّ أَعْظَمَ قَوْمِكَ ثَوَابًا أَعْظَمُهُمْ صِدْقًا، وَيُوشِكُ الْحَقُّ أَنْ يَغْلِبَ الْبَاطِلَ»

وفد ثمالة والحدان قالوا: قدم عبد الله بن علس الثمالي ومسلية بن هزان الحداني على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من قومهما بعد فتح مكة فأسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومهم، وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بما فرض عليهم

§وَفْدُ ثُمَالَةَ وَالْحُدَّانِ قَالُوا: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلَسٍ الثُّمَالِيُّ وَمُسْلِيَةُ بْنُ هِزَّانَ الْحُدَّانِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِمَا بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمِهِمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا بِمَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي -[354]- أَمْوَالِهِمْ كَتَبَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَشَهِدَ فِيهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ

وفد أسلم قالوا: قدم عميرة بن أقصى في عصابة من أسلم، فقالوا: قد آمنا بالله ورسوله واتبعنا منهاجك فاجعل لنا عندك منزلة تعرف العرب فضيلتها، فإنا إخوة الأنصار ولك علينا الوفاء والنصر في الشدة والرخاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها

§وَفْدُ أَسْلَمَ قَالُوا: قَدِمَ عَمِيرَةُ بْنُ أَقْصَى فِي عِصَابَةٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَقَالُوا: قَدْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّبَعْنَا مِنْهَاجَكَ فَاجْعَلْ لَنَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً تَعْرِفُ الْعَرَبُ فَضِيلَتَهَا، فَإِنَّا إِخْوَةُ الْأَنْصَارِ وَلَكَ عَلَيْنَا الْوَفَاءُ وَالنَّصْرُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا» وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأَسْلَمَ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَسْكُنُ السَّيْفَ وَالسَّهْلَ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُ الصَّدَقَةِ وَالْفَرَائِضِ فِي الْمَوَاشِي، وَكَتَبَ الصَّحِيفَةَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

وفد جذام قالوا: قدم رفاعة بن زيد بن عمير بن معبد الجذامي ثم أحد بني الضبيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدنة قبل خيبر وأهدى له عبدا وأسلم، فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا: " هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إلى قومه ومن دخل

§وَفْدُ جُذَامَ قَالُوا: قَدِمَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُذَامِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي الضُّبَيْبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْهُدْنَةِ قَبْلَ خَيْبَرَ وَأَهْدَى لَهُ عَبْدًا وَأَسْلَمَ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِرَفَاعَةَ بْنِ زَيْدٍ إِلَى قَوْمِهِ وَمَنْ دَخَلَ مَعَهُمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَمَنْ أَقْبَلَ فَفِي حِزْبِ اللَّهِ، وَمَنْ أَبَى فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ» فَأَجَابَهُ قَوْمُهُ وَأَسْلَمُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عَنِ ابْنِ قَيْسِ بْنِ نَاتِلٍ الْجُذَامِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نُفَاثَةَ يُقَالُ لَهُ: فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّافِرَةِ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَانَ فَرْوَةُ عَامِلًا لِلرُّومِ عَلَى مَا يَلِيهِمْ مِنَ الْعَرَبِ وَكَانَ مَنْزِلُهُ مُعَانَ، وَمَا حَوْلَهَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّومَ إِسْلَامُهُ طَلَبُوهُ حَتَّى أَخَذُوهُ فَحَبَسُوهُ عِنْدَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ: « [البحر الكامل] §أَبْلِغْ سَرَاةَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّنِي ... سِلْمٌ لِرَبِّي أَعْظُمِي وَمُقَامِي» فَضَرَبُوا عُنُقَهُ وَصَلَبُوهُ

وفد مهرة رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد قالوا: قدم وفد مهرة عليهم مهري بن الأبيض فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا ووصلهم وكتب لهم: " هذا كتاب من محمد رسول الله لمهري بن الأبيض على من آمن به من مهرة ألا يؤكلوا، ولا يعركوا،

§وَفْدُ مَهْرَةَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ مَهْرَةَ عَلَيْهِمْ مَهْرِيُّ بْنُ الْأَبْيَضِ فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا وَوَصَلَهُمْ وَكَتَبَ لَهُمْ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمَهْرِيِّ بْنِ الْأَبْيَضِ عَلَى مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ مَهْرَةَ أَلَّا يُؤْكَلُوا، وَلَا يُعْرَكُوا، وَعَلَيْهِمْ إِقَامَةُ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ بَدَّلَ فَقَدْ حَارَبَ، وَمَنْ آمَنَ بِهِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ اللُّقَطَةُ مُؤَدَّاةٌ، وَالسَّارِحَةُ مُنَدَّاةٌ، وَالتَّفَثُ السَّيِّئَةُ، وَالرَّفَثُ الْفُسُوقُ» وَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَا يُؤْكَلُونُ أَيْ لَا يُغَارُ عَلَيْهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ مَهْرَةَ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْرُ بْنُ قِرْضِمِ بْنِ الْعُجَيْلِ بْنِ قَبَاثِ بْنِ قَمْوَمَيِّ بْنِ نَقْلَانَ الْعَبْدِيُّ بْنِ -[356]- الْآمِرِيِّ بْنِ مَهْرِيِّ بْنِ حَيْدِانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ مِنَ الشِّحْرِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُدْنِيهِ وَيُكْرِمُهُ لِبُعْدِ مَسَافَتِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ ثَبَّتَهُ وَحَمَلَهُ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فَكِتَابُهُ عِنْدَهُمْ إِلَى الْيَوْمِ

وفد حمير

§وَفْدُ حِمْيَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَفَدَ عَلَيْهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ رَسُولُ مُلُوكِ حِمْيَرَ بِكِتَابِهِمْ وَإِسْلَامِهِمْ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ فَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنْزِلَهُ وَيُكْرِمَهُ وَيُضَيِّفَهُ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ وَإِلَى نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ وَإِلَى النُّعْمَانِ قَيْلِ ذِي رُعَيْنٍ وَمَعَافِرٍ وَهَمْدَانَ: «أَمَّا بَعْدُ ذَلِكُمْ فَإِنِّي §أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ بِنَا رَسُولُكُمْ مَقْفَلَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتُمْ وَخَبَّرَ عَمَّا قِبَلَكُمْ وَأَنْبَأَنَا بِإِسْلَامِكُمْ وَقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ هَدَاكُمْ بِهُدَاهُ إِنْ أَصْلَحْتُمْ وَأَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ خُمُسَ اللَّهِ وَخُمُسَ نَبِيِّهِ وَصَفِيَّهُ، وَمَا كُتِبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الصَّدَقَةِ»

وفد نجران رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد القرشي قالوا: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى، فيهم العاقب وهو عبد المسيح رجل من كندة وأبو الحارث بن علقمة رجل من بني ربيعة وأخو كرز والسيد وأوس

§وَفْدُ نَجْرَانَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ نَجْرَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَفْدُهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ نَصَارَى، فِيهِمُ الْعَاقِبُ وَهُوَ عَبْدُ الْمَسِيحِ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ وَأَبُو الْحَارِثِ بْنُ عَلْقَمَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ وَأَخُو كُرْزٍ وَالسَّيِّدُ وَأَوْسُ ابْنَا الْحَارِثِ وَزَيْدُ بْنُ قَيْسٍ وَشَيْبَةُ وَخُوَيْلِدٌ وَخَالِدٌ وَعَمْرٌو وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَفِيهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَوَلُّونَ أُمُورَهُمْ وَالْعَاقِبُ وَهُوَ أَمِيرُهُمْ، وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمْ وَالَّذِي يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِ وَأَبُو الْحَارِثِ أَسْقُفُهُمْ وَحَبْرُهُمْ وَإِمَامُهُمْ وَصَاحِبُ مَدَارِسِهِمْ وَالسَّيِّدُ وَهُوَ صَاحِبُ رِحْلَتِهِمْ، فَتَقَدَّمَهُمْ كُرْزٌ أَخُو أَبِي الْحَارِثِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] إِلَيْكَ تَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا ... مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَ ... ى دِينُهَا فَقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ الْوَفْدُ بَعْدَهُ فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الْحِبَرَةِ وَأَرْدِيَةٌ مَكْفُوفَةٌ بِالْحَرِيرِ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهُمْ» ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عَنْهُمْ وَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ زِيِّكُمْ هَذَا، فَانْصَرَفُوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ ثُمَّ غَدَوْا عَلَيْهِ بِزِيِّ الرُّهْبَانِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا وَكَثُرَ الْكَلَامُ وَالْحِجَاجُ بَيْنَهُمْ وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ أَنْكَرْتُمْ مَا أَقُولُ لَكُمْ فَهَلُمَّ أُبَاهِلْكُمْ» فَانْصَرَفُوا عَلَى ذَلِكَ فَغَدَا عَبْدُ الْمَسِيحِ وَرَجُلَانِ مِنْ ذَوِي رَأْيِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لَنَا أَنْ لَا نُبَاهِلَكَ فَاحْكُمْ

عَلَيْنَا بِمَا أَحْبَبْتَ نُعْطِكَ وَنُصَالِحْكَ، فَصَالَحَهُمْ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ: أَلْفٌ فِي رَجَبٍ، وَأَلْفٌ فِي صَفَرٍ أُوقِيَّةٌ كُلُّ حُلَّةٍ مِنَ الْأَوَاقِي وَعَلَى عَارِيَةٍ ثَلَاثِينَ دِرْعًا وَثَلَاثِينَ رُمْحًا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا وَثَلَاثِينَ فَرَسًا إِنْ كَانَ بِالْيَمَنِ كَيَدٌ، وَلِنَجْرَانَ وَحَاشِيَتِهِمْ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَبِيَعِهِمْ لَا يُغَيَّرُ أَسْقُفٌ عَنْ سِقِّيفَاهُ، وَلَا رَاهِبٌ عَنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا وَاقِفٌ عَنْ وَقْفَانِيَّتِهِ، وَأَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ شُهُودًا مِنْهُمْ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَلَمْ يَلْبَثْ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا وَأَنْزَلَهُمَا فِي دَارِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَأَقَامَ أَهْلُ نَجْرَانَ عَلَى مَا كَتَبَ لَهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوَانُهُ وَسَلَامُهُ، ثُمَّ وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَكَتَبَ بِالْوَصَاةِ بِهِمْ عِنْدَ وَفَاتِهِ، ثُمَّ أَصَابُوا رِبًا فَأَخْرَجَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ أَرْضِهِمْ وَكَتَبَ لَهُمْ: هَذَا مَا كَتَبَ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِنَجْرَانَ مَنْ سَارَ مِنْهُمْ أَنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَفَاءً لَهُمْ بِمَا كَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ وَقَعُوا بِهِ مِنْ أُمَرَاءِ الشَّامِ وَأُمَرَاءِ الْعِرَاقِ فَلْيُوَسِّعْهُمْ مِنْ جَرِيبِ الْأَرْضِ، فَمَا اعْتَمَلُوا مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ لَهُمْ صَدَقَةٌ وَعُقْبَةٌ لَهُمْ بِمَكَانِ أَرْضِهِمْ لَا سَبِيلَ عَلَيْهِمْ فِيهِ لِأَحَدٍ، وَلَا مَغْرَمَ، أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ حَضَرَهُمْ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَلْيَنْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ فَإِنَّهُمْ أَقْوَامٌ، لَهُمُ الذِّمَّةُ وَجِزْيَتُهُمْ عَنْهُمْ مَتْرُوكَةٌ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَهْرًا بَعْدَ أَنْ تَقَدَّمُوا وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا مِنْ ضَيْعَتِهِمُ الَّتِي اعْتَمَلُوا غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلَا مَعْنُوفٍ عَلَيْهِمْ، شَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَمُعَيْقِبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ فَوَقَعَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْعِرَاقِ فَنَزَلُوا النَّجْرَانِيَةَ الَّتِي بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ

وفد جيشان

§وَفْدُ جَيْشَانَ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تَكُونُ بِالْيَمَنِ قَالَ: فَسَمُّوا لَهُ الْبِتْعَ مِنَ الْعَسَلِ وَالْمِزْرَ مِنَ الشَّعِيرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§هَلْ تَسْكَرُونَ مِنْهَا؟» قَالُوا: إِنْ أَكْثَرْنَا سَكِرْنَا قَالَ: «فَحَرَامٌ قَلِيلُ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ» وَسَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ يَتَّخِذُ الشَّرَابَ فَيَسْقِيهِ عُمَّالَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»

وفد السباع

§وَفْدُ السِّبَاعِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قال: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ بِالْمَدِينَةِ فِي أَصْحَابِهِ أَقْبَلَ ذِئْبٌ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَوَى بَيْنَ يَدَيْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا §وَافِدُ السِّبَاعِ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَفْرِضُوا لَهُ شَيْئًا لَا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَإِنْ أَحْبَبْتُمْ تَرَكْتُمُوهُ وَتَحَرَّزْتُمْ مِنْهُ، فَمَا أَخَذَ فَهُوَ رِزْقُهُ» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَطِيبُ أَنْفُسُنَا لَهُ بِشَيْءٍ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِأَصَابِعِهِ أَيْ خَالِسْهُمْ فَوَلَّى وَلَهُ عَسَلَانِ

ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل

§ذِكْرُ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ: كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ؟ فَقَالَ: §نَجِدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجَرُهُ إِلَى طَابَةَ، وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ لَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلَا بِصَخَّابِ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ

أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، أخبرنا همام بن يحيى، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ §نَعْتَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ: مُحَمَّدٌ عَبْدِي الْمُخْتَارُ لَا فَظَّ وَلَا غَلِيظَ وَلَا صَخَّابَ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجَرُهُ بِالْمَدِينَةِ وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّا §نَجْدُ فِي التَّوْرَاةِ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْمُخْتَارُ لَا فَظَّ وَلَا غَلِيظَ وَلَا صَخَّابَ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ §صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخِبٍ بِالْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتَّى أُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْمُتَعَوِّجَةَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ -[361]- بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا وَقُلْفًا فَبَلَّغُوا ذَلِكَ كَعْبًا، فَقَالَ: صَدَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ أَلَا إِنَّهَا بِلِسَانِهِمْ أَعْيُنًا عَمُومِيِّينَ، وَآذَانًا صَمُومِيِّينَ، وَقُلُوبًا غَلُوفِيِّينَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيًّا قَالَ: مَا كَانَ بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ إِلَّا رَأَيْتُهُ إِلَّا الْحِلْمَ، وَإِنِّي أَسْلَفْتُهُ ثَلَاثِينَ دِينَارًا إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ فَتَرَكْتُهُ حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنَ الْأَجَلِ يَوْمٌ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ اقْضِ حَقِّي فَإِنَّكُمْ مَعَاشِرَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَطْلٌ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا يَهُودِيُّ الْخَبِيثُ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا مَكَانُهُ لَضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا حَفْصٍ نَحْنُ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَكُونَ أَمَرْتَنِي بِقَضَاءِ مَا عَلَيَّ وَهُوَ إِلَى أَنْ تَكُونَ أَعَنْتَهُ فِي قَضَاءِ حَقِّهِ أَحْوَجُ» قَالَ: فَلَمْ يَزِدْهُ جَهْلِي عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا قَالَ: «يَا يَهُودِيُّ، إِنَّمَا يَحِلُّ حَقُّكَ غَدًا» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا حَفْصٍ اذْهَبْ بِهِ إِلَى الْحَائِطِ الَّذِي كَانَ سَأَلَ أَوَّلَ يَوْمٍ، فَإِنْ رَضِيَهُ فَأَعْطِهِ كَذَا وَكَذَا صَاعًا وَزِدْهُ لِمَا قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا صَاعًا، فَإِنْ لَمْ يَرْضَ فَاعْطِهِ ذَلِكَ مِنْ حَائِطِ كَذَا وَكَذَا» ، فَأَتَى بِي الْحَائِطَ فَرَضِيَ تَمْرَهُ فَأَعْطَاهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا أَمَرَهُ مِنَ الزِّيَادَةِ، قَالَ: فَلَمَّا قَبَضَ الْيَهُودِيُّ تَمْرَهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا حَمَلَنِي عَلَى مَا رَأَيْتَنِي صَنَعْتُ يَا عُمَرُ إِلَّا أَنِّي قَدْ كُنْتُ رَأَيْتُ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صِفَتَهُ فِي التَّوْرَاةِ كُلَّهَا إِلَّا الْحِلْمَ، فَاخْتَبَرْتُ حِلْمَهُ الْيَوْمَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مَا وُصِفَ فِي التَّوْرَاةِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا التَّمْرَ وَشَطْرَ مَالِي فِي فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: أَوْ بَعْضِهِمْ، فَقَالَ: أَوْ بَعْضِهِمْ، قَالَ: وَأَسْلَمَ أَهْلُ بَيْتِ الْيَهُودِيِّ كُلُّهُمْ إِلَّا شَيْخًا كَانَ ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ فَعَسَا عَلَى الْكُفْرِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ -[362]- أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَا: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَمُلَيْحٌ أَخْبَرَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ §مَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتَّى أُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ عَطَاءٌ فِي حَدِيثِ فُلَيْحٍ: ثُمَّ لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ فَمَا اخْتَلَفَ فِي حَرْفٍ إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ أَعْيُنًا عَمُومًى، وَآذَانًا صَمُومًى، وَقُلُوبًا غَلُوفًى

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: لَقَدْ §جَاءَكُمْ رَسُولٌ لَيْسَ بِوَاهِنٍ، وَلَا كَسِيلٍ يَفْتَحُ أَعْيُنًا كَانَتْ عُمْيًا، وَيُسْمِعُ آذَانًا كَانَتْ صُمًّا وَيَخْتُنُ قُلُوبًا كَانَتْ غُلْفًا، وَيُقِيمُ سُنَّةً كَانَتْ عَوْجَاءَ حَتَّى يُقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: §مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخُوبٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةَ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {§فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43] قَالَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ -[363]-: {§إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] الْآيَةَ قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ كَتَمُوا مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، قَالَ {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] قَالَ: مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ: §لَا فَظَّ وَلَا غَلِيظَ وَلَا صَخَّابَ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ سَهْلٍ، مَوْلَى عُتَيْبَةَ أَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ أَهْلِ مَرِيسٍ وَأَنَّهُ كَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أُمِّهِ وَعَمِّهِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ قَالَ: فَأَخَذْتُ مُصْحَفًا لِعَمِّي فَقَرَأْتُهُ حَتَّى مَرَّتْ بِي وَرَقَةٌ فَأَنْكَرْتُ كِتَابَتَهَا حِينَ مَرَّتْ بِي وَمَسِسْتُهَا بِيَدِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فَصُولُ الْوَرَقَةِ مُلْصَقٌ بِغِرَاءٍ، قَالَ: فَفَتَقْتُهَا فَوَجَدْتُ فِيهَا نَعْتَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّهُ §لَا قَصِيرَ وَلَا طَوِيلَ، أَبْيَضُ، ذُو ضَفِيرَيْنِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمٌ، يُكْثِرُ الِاحْتِبَاءَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَالْبَعِيرَ، وَيَحْتَلِبُ الشَّاةَ، وَيَلْبَسُ قَمِيصًا مَرْقُوعًا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْكِبْرِ وَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ، قَالَ سَهْلٌ: فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى هَذَا مِنْ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ عَمِّي، فَلَمَّا رَأَى الْوَرَقَةَ ضَرَبَنِي وَقَالَ: مَا لَكَ وَفَتْحِ هَذِهِ الْوَرَقَةِ وَقِرَاءَتِهَا، فَقُلْتُ: فِيهَا نَعْتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَحْمَدُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ

ذكر صفة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ صِفَةِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: «كَانَ §خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، حَدَّثَنِي مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ لَهَا: حَدِّثِينِي بِأَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: أَلَسْتَ رَجُلًا عَرَبِيًّا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: «فَإِنَّ §الْقُرْآنَ خُلُقُهُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنَّ §خُلُقَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنُ، قَالَ قَتَادَةُ: وَإِنَّ الْقُرْآنَ جَاءَ بِأَحْسَنِ أَخْلَاقِ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعُوا فَقَالُوا: لَوْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلْنَاهُنَّ عَمَّا نَحَلُوا عَلَيْهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْعَمَلِ لَعَلَّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ فَأَرْسَلُوا إِلَى هَذِهِ ثُمَّ هَذِهِ، فَجَاءَ الرَّسُولُ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ إِنَّكُمْ §تُسْأَلُونَ عَنْ خُلُقِ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، وَخُلُقُهُ الْقُرْآنُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبِيتُ يُصَلِّي وَيَنَامُ وَيَصُومُ وَيُفْطِرُ وَيَأْتِي أَهْلَهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ قَالَتْ: كَانَ §أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «§وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ §إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ لَهُ، وَكَانَ إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا، أَفَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ؟

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَلَا فِي بَيْتِهِ، قَالَتْ: كَانَ §أَلْيَنَ النَّاسِ وَأَكْرَمَ النَّاسِ وَكَانَ رَجُلًا مِنْ رِجَالِكُمْ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ ضَحَّاكًا بَسَّامًا

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ §فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ فَصَلَّى، وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ شُعْبَةُ -[366]-: وَفِي الصَّحِيفَةِ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَحَفِظَ شُعْبَةُ: قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: §مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ يُرَقِّعُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ §يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَعْمَلُ مَا تَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ §يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَرُبَّمَا قَالَتْ: قَامَ تَعْنِي بِالْمِهْنَةِ فِي خِدْمَةِ أَهْلِهِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْفُرَافِصَةِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَعْمَلُ عَمَلَ الْبَيْتِ، وَأَكْثَرُ مَا يَعْمَلُ الْخَيَاطَةُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ الَّذِي هُوَ الْأَيْسَرُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةَ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَنُعْمَانُ قَالَ عَفَّانُ: أَوْ أَحَدُهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ شَيْئًا يُؤْتَى إِلَيْهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يَضْرِبَ بِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا سُئِلَ شَيْئًا قَطُّ فَمَنَعَهُ إِلَّا أَنْ يُسْأَلَ مَأْثَمًا، فَإِنَّهُ كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، وَقَالَتْ: كَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ يُدَارِسُهُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَادِمًا لَهُ وَلَا امْرَأَةً وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَادِمًا قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرَهُمَا حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ الْإِثْمِ وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَكُونَ هُوَ يَنْتَقِمُ لَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ -[368]- كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يَضْرِبِ امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ الشَّيْءَ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَهِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَقَالَ هِشَامٌ: عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §مَا أُتِيَ فِي غَيْرِ حَدٍّ إِلَّا عَفَا عَنْهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُتْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ يَعْنِي الزَّنْجِيَّ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: شَهِدْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ، فَقَالَ: لَا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ، وَخَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَكَادُ يَقُولُ لِشَيْءٍ لَا، فَإِذَا هُوَ سُئِلَ فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ قَالَ: «نَعَمْ» ، وَإِذَا لَمْ يُرِدْ أَنْ يَفْعَلَ سَكَتَ، فَكَانَ قَدْ عُرِفَ ذَلِكَ مِنْهُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَجْوَدَ النَّاسِ -[369]- بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ فَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالٍ وَهُوَ هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ وَابْنُ أَبِي هِلَالِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمُعَاتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ؟»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَتْ §خَصْلَتَانِ لَا يَكِلُهُمَا إِلَيَّ أَحَدٌ: الْوُضُوءُ مِنَ اللَّيْلِ حِينَ يَقُومُ، وَالسَّائِلُ يَقُومُ حَتَّى يُعْطِيَهُ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يُرَ خَارِجًا مِنَ الْغَائِطِ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأَ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُعْجِبُهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ مِخْضَبٍ لِي صُفْرٍ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا حَمْزَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ -[370]- إِلَّا أَنْ يُؤْذَى فِي اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكِلُ صَدَقَتَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَلَ وَضُوءَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُهَيِّءُ وَضُوءَهُ لِنَفْسِهِ حَتَّى يَقُومَ مِنَ اللَّيْلِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ §يُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ §يُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُرْدِفُ بَعْدَهُ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كَانَتْ فِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم §خِصَالٌ لَيْسَتْ فِي الْجَبَّارِينَ كَانَ لَا يَدْعُوهُ أَحْمَرُ وَلَا أَسْوَدُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَجَابَهُ، وَكَانَ رُبَّمَا وَجَدَ تَمْرَةً مُلْقَاةً فَيَأْخُذُهَا فَيَهْوِي بِهَا إِلَى فِيهِ وَإِنَّهُ لَيَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ عُرْيًا لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §رَكِبَ حِمَارًا عُرْيًا

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبْعِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ الْمُقْرَئِيِّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَجَابَ دَعْوَةَ عَبْدٍ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ §يُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ §يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَازَةَ وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيَأْتِي دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ خِطَامُهُ لِيفٌ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْعُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ وَيَقُولُ: «§لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ» وَكَانَ يَعْقِلُ شَاتَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُقَاتِلِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ» وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَجْلِسُ مُحْتَفِزًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَأَخْبَرُوهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ النَّبِيُّ صلّى الله -[372]- عليه وسلم وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «§مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ §خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَنَّ الْحَسَنَ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم قَالَ: هَذَا نَبِيِّي هَذَا خِيَارِي §ائْتَسُوا بِهِ، وَخُذُوا فِي سُنَّتِهِ وَسَبِيلِهِ لَمْ يَكُنْ تُغْلَقُ دُونَهُ الْأَبْوَابُ، وَلَا تَقُومُ دُونَهُ الْحُجَّةُ، وَلَا يُغْدَى عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ، وَلَا يُرَاحُ عَلَيْهِ بِهَا، يَجْلِسُ بِالْأَرْضِ، وَيَأْكُلُ طَعَامَهُ بِالْأَرْضِ، وَيَلْبَسُ الْغَلِيظَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ بَعْدَهُ، وَيَلْعَقُ أَصَابِعَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: «مَنْ يَرْغَبْ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَكَانَ §طَوِيلَ الصَّمْتِ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ، وَيَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا ضَحِكُوا

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: §جَالَسْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ فِي الْمَسْجِدِ وَأَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: §مَا رَأَيْتُ -[373]- أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْوَدَ وَلَا أَنْجَدَ وَلَا أَشْجَعَ وَلَا أَوْضَأَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَشْجَعَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ، قَالَ: فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ سَبَقَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: «لَنْ تُرَاعُوا» وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: «لَنْ تُرَاعُوا» وَقَالَ: وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ يَعْنِي الْفَرَسَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا فَاسْتَحْضَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§وَجَدْنَاهُ بَحْرًا»

ذكر ما أعطي رسول الله صلى عليه وسلم من القوة على الجماع

§ذِكْرُ مَا أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجِمَاعِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَتَانِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهَا، فَأُعْطِيتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ»

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضْعَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَأُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِضْعَ ثَمَانِينَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ صَارَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمُ عَلَى الْقَلَانِسِ»

ذكر إعطائه القود من نفسه صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ إِعْطَائِهِ الْقَوَدَ مِنْ نَفْسِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْتَأْدِيهِ عَلَى أَمِيرٍ ضَرَبَهُ، فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُقِيدَهُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَتُقِيدُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِذًا لَا نَعْمَلُ لَكَ عَلَى عَمَلٍ، قَالَ: لَا أُبَالِي أَلَّا أُقِيدَ مِنْهُ وَقَدْ §رَأَيْتُ رَسُولَ -[375]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْطِي الْقَوَدَ مِنْ نَفْسِهِ، قَالَ: أَفَلَا نُرْضِيهِ؟ قَالَ: أَرْضُوهُ إِنْ شِئْتَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَقَادَ مِنْ خَدْشٍ مِنْ نَفْسِهِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §أَقَادَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ، وَأَقَادَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَقَادَ عُمَرُ مِنْ نَفْسِهِ

باب صفة كلامه صلى الله عليه وسلم

§بَابُ صِفَةِ كَلَامِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا، يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ فَصْلٍ يَحْفَظُهُ مَنْ سَمِعَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ §فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَرْتِيلٌ وَتَرْسِيلٌ

باب صفة قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاته وغيرها، وحسن صوته صلى الله عليه وسلم

§بَابُ صِفَةِ قِرَاءَتِهِ صلّى الله عليه وسلم فِي صَلَاتِهِ وَغَيْرِهَا، وَحُسْنِ صَوْتِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَتْ §قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُعْرَفُ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتْ §قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَوَصَفْتُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] قَالَ: فَوَصَفَتْ حَرْفًا حَرْفًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ §يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَتْ §مَدًّا، ثُمَّ قَالَ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يَمُدُّ (بِسْمِ اللَّهِ) وَيَمُدُّ (الرَّحْمَنَ) وَيَمُدُّ (الرَّحِيمَ)

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: §مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الصَّوْتِ، حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، فَبَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ، وَلَمْ يَكُنْ يُرَجِّعُ، وَلَكِنْ كَانَ يَمُدُّ بَعْضَ الْمَدِّ

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْعِرْقِ، أَخْبَرَنَا الطَّيِّبُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَتْنَا عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ

ذكر صفته صلى الله عليه وسلم في خطبته

§ذِكْرُ صِفَتِهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خُطْبَتِهِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[377]- كَانَ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صَبَّحَتْكُمْ أَوْ مَسَّتْكُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: «§بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى، ثُمَّ يَقُولُ: «أَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ مَنْ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَخْطُبُ بِمِخْصَرَةٍ فِي يَدِهِ

ذكر حسن خلقه وعشرته صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ حُسْنِ خُلُقِهِ وَعِشْرَتِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ §كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي»

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ أَطْلَقَ كُلَّ أَسِيرٍ وَأَعْطَى كُلَّ سَائِلٍ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَصْبِرَ النَّاسِ عَلَى أَوْزَارِ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: §مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ، وَمَا اطَّلَعَ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَبْخَلُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ أَحْدَثَ تَوْبَةً

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التغلبيُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا لَقِيَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لَمْ يَنْزَعْ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزَعُهَا، وَلَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُهُ، وَلَمْ يُرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي دِرْهَمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ وَشَمَمْتُ الْعِطْرَ كُلَّهُ §فَلَمْ أَشُمَّ نَكْهَةً أَطْيَبَ مِنْ نَكْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَامَ مَعَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَإِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَلَمْ يَنْزَعْ يَدَهُ مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ أُذُنَهُ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ لَمْ يَنْزَعْهَا عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزَعُهَا عَنْهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه -[379]- وسلم كَانَ §إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ فَرَأَى فِي وَجْهِهِ بِشْرًا أَخَذَ بِيَدِهِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ وَلَمْ يُكَوِّنْهُ يَعْمَلُ بِهِ مَرَّةً وَيَدَعَهُ مَرَّةً

ذكر صفته في مشيه صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ صِفَتِهِ فِي مَشْيِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا مَشَى مَشَى مَشْيَ السُّوقِيِّ لَيْسَ بِالْعَاجِزِ وَلَا الْكَسْلَانِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَكُنْتُ §إِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي فَالْتَفَتُّ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَلْتَفِتُ إِذَا مَشَى، وَكَانَ رُبَّمَا تَعَلَّقَ رِدَاؤُهُ بِالشَّجَرَةِ أَوْ بِالشَّيْءِ فَلَا يَلْتَفِتُ وَكَانُوا يَضْحَكُونَ، وَكَانُوا قَدْ أَمِنُوا الْتِفَاتَهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا مَشَى أَسْرَعَ حَتَّى يُهَرْوِلَ الرَّجُلُ وَرَاءَهُ فَلَا يُدْرِكُهُ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي -[380]- هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى لَهُ إِنَّا لَنُجْهَدُ وَهُوَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ

ذكر صفته في مأكله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ صِفَتِهِ فِي مَأْكَلِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَا رؤِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رِجْلَانِ»

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، كِلَاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا آكُلُ مُتَّكِئًا»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ §جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ أَكْلَ الْمُلُوكِ؟ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ قَبْلَهَا، وَمَعَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ الْمَلَكُ وَجِبْرِيلُ صَامِتٌ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى -[381]- جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَأْمِرِ لَهُ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا» قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَأْكُلْ مُنْذُ قَالَهَا مُتَّكِئًا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَةُ §لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِيَ جِبَالُ الذَّهَبِ أَتَانِي مَلَكٌ، وَإِنَّ حُجْزَتَهُ لَتُسَاوِي الْكَعْبَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا فَأَشَارَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ ضَعْ نَفْسَكَ فَقُلْتُ: نَبِيًّا عَبْدًا "

قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا وَيَقُولُ: «§آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قِرَاءَةً عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّ ابْنَ كَعْبِ بْنَ عُجْرَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، قَالَ هِشَامٌ: بِالْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا وَالْوسْطَى، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَمْسَحَهَا قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا فَلَعِقَ قَبْلُ الْوسْطَى، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ الْإِبْهَامَ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا فَقُلْتُ: «لَا يَا رَبِّي، وَلَكِنِّي أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا» وَقَالَ: ثَلَاثًا أَوْ نَحْوَ ذَا: «فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ»

ذكر من محاسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرٌ مِنْ مَحَاسِنِ أَخْلَاقِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ فَرَأَيْتُ صِبْيَانًا فَقَعَدْتُ مَعَهُمْ §فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَى الصِّبْيَانِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَلَ وَصِيفَةً لَهُ فَأَبْطَأَتْ، فَقَالَ: «§لَوْلَا الْقِصَاصُ لَأَوْجَعْتُكَ بِهَذَا السِّوَاكِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: §خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ فَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ أَدْنَى رُكْبَتَيْنِ مِنْ رُكْبَةِ جَلِيسِهِ، وَلَا صَافَحَهُ إِنْسَانٌ فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُفَارِقُهُ، وَلَا قَاوَمَهُ إِنْسَانٌ فَانْصَرَفَ عَنْهُ حَتَّى يَكُوَنَ هَوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلَا قَالَ: أَلَا صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلَقَدْ شَمِمْتُ الْعِطْرَ فَمَا شَمِمْتُ رِيحَ شَيْءٍ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَصْغَى إِلَيْهِ رَجُلٌ فَنَحَّى رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَتَنَحَّى عَنْهُ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: كَفَى بِالْإِسْلَامِ وَالشَّيْبِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا -[383]- وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَفَى بِالْإِسْلَامِ وَالشَيْبِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا عَلَّمَكَ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَكَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ يَتَمَثَّلُ شِعْرًا قَطُّ؟ قَالَتْ: كَانَ §أَحْيَانًا إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ يَقُولُ: « [البحر الطويل] وَيَأْتِيكِ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ يُرَدِّدِ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا وَاصِلٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْجَهْضَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، جَمِيعًا، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُقْسِمُ بِاللَّهِ §مَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَبُولُ قَائِمًا مُنْذُ نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا دَخَلَ الْمِرْفَقَ لَبِسَ حِذَاءَهُ وَغَطَّى رَأْسَهُ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ §يُهْرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ فَيَقُولُ: «وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ -[384]-، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: §مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَطُّ، وَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فَرْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَطُّ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا أَتَى الْغَائِطَ لَمْ يَرْفَعْ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يُرِيدُ

ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُومُ حَتَّى تَرِمَ رِجْلَاهُ أَوْ قَدَمَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: «§أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَكَانَ يَقُولُ: «§أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَزَعَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِصَامٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ -[385]- فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ: «§هُوَ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ» قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مِنْدَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمِّيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا عَطَسَ غَضَّ صَوْتَهُ وَغَطَّى وَجْهَهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ §أُمِرْنَا أَنْ نُؤَخِّرَ سُحُورَنَا وَنُعَجِّلَ إِفْطَارِنَا وَأَنْ نُمْسِكَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي صَلَاتِنَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: §مَا رُئِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُتَثَاوِبًا فِي صَلَاةٍ قَطُّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: §مَا رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ قَطُّ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً أَكْثَرَ الصُّمَاتَ وَأَكْثَرَ حَدِيثَ نَفْسِهِ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّمَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِأَمْرِ الْمَيِّتِ وَمَا يَرِدُ عَلَيْهِ وَمَا هُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا صَلَّى وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَذْكُرُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ خَالَتِي فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلَ، فَأُتِيَ بِمِنْدِيلٍ فَلَمْ يَمَسَّهُ وَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا قَالَ: يَعْنِي يَنْفُضُهَا

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي» وَأَدْخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ ذَقَنِهِ كَأَنَّهُ يَرْفَعُ لِحْيَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: أُخْبِرْتُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ §لَهُ خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بِهَا عِنْدَ الْوُضُوءِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي طُهُورِهِ وَفِي تَرَجُّلِهِ وَفِي تَنَعُّلِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ وَيُسَمِّي فِيهَا

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ يَعْنِي يَنْسَاهَا رَبَطَ فِي خِنْصَرِهِ أَوْ فِي خَاتَمِهِ الْخَيْطَ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ قَدْ أَفْطَرَ

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ عَلَى تَمَرَاتٍ ثُمَّ يَغْدُو

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَقْعُدُ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ حَتَّى يُضَاءَ لَهُ بِالسِّرَاجِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يُقَامُ لِي إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى لَهُ بِالْبَاكُورَةِ فَيُقَبِّلُهَا وَيَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ §كَمَا أَرَيْتَنَا أَوَّلَهُ فَأَرِنَا آخِرَهُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ -[388]- مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ»

ذكر قبول رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية وتركه الصدقة

§ذِكْرُ قَبُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْهَدِيَّةَ وَتَرْكِهِ الصَّدَقَةَ

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُلَيْكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ قَالَ: «أَهَدِيَّةٌ أَوْ صَدَقَةٌ؟» فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ لَمْ يَأْكُلْ وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ أَكَلَ " قَالَ: فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ بِجَفْنَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «هَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟» فَقَالُوا: هَدِيَّةٌ فَأَكَلَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَلَسَ مُحَمَّدٌ جِلْسَةَ الْعَبْدِ فَفَهِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§وَأَنَا عَبْدٌ وَأَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ قَالَ: «§أَصَدَقَةٌ أَوْ هَدِيَّةٌ؟» فَإِنْ قَالُوا: صَدَقَةٌ صَرَفَهَا إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَإِنْ قَالُوا: هَدِيَّةٌ أَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ، ثُمَّ دَعَا أَهْلَ الصُّفَّةِ إِلَيْهَا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: «§كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ طَلْقٍ، امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ عَنْ جَدِّي أَبِي عَمِيرَةَ رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: «مَا هَذَا أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ صَدَقَةٌ، فَقَالَ: «قَدِّمْهَا إِلَى الْقَوْمِ» قَالَ: وَالْحَسَنُ يَتَعَفَّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ، ثُمَّ قَذَفَهَا، ثُمَّ قَالَ: «§إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ»

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَتْ §أُخْتِي تَبْعَثُنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْهَدِيَّةِ فَيَقْبَلُهَا

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ مَالِكٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: §أَهْدَى كِسْرَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتْ لَهُ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهُمْ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ يَعْنِي إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ لَقَبِلْتُ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأُتِيَ بِطَعَامٍ لَيْسَ فِيهِ لَحْمٌ، فَقَالَ: «§أَلَمْ أَرَ عِنْدَكُمْ بُرْمَةً؟» قَالُوا: بَلَى تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يُتَصَدَّقْ بِهِ عَلَيَّ وَلَوْ أَطْعَمْتُمُونِي لَأَكَلْتُ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ عَلَى بَرِيرَةَ صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ يَعْنِي مِنْهَا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيَّ الصَّدَقَةَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي §لَأَرَى التَّمْرَةَ مُلْقَاةٌ فِي بَيْتِي أَشْتَهِيهَا فَيَمْنَعُنِي مِنْ أَكْلِهَا مَخَافَةَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِتَمْرَةٍ مَطْرُوحَةٍ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «§لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا» قَالَ: وَمَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِتَمْرَةٍ مَطْرُوحَةٍ فَأَكَلَهَا

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَائِمًا فَتَحَرَّكَ مِنَ اللَّيْلِ فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ فَأَخَذَهَا -[391]- فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَلَا يَأْتِيهِ النَّوْمُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِبَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي §وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا، ثُمَّ تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ»

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ §الصَّدَقَةَ أَوْسَاخُ النَّاسِ فَلَا تَأْكُلُوهَا وَلَا تَعْمَلُوا عَلَيْهَا»

ذكر طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يعجبه منه

§ذِكْرُ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا كَانَ يُعْجِبُهُ مِنْهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُعْجِبُهُ الْحُلْوُ وَالْعَسَلُ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: §أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا خَيَّاطٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدْ دَعَاهُ فَأَتَاهُ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، فَإِذَا فِيهَا قَرْعٌ، فَجَعَلْتُ أَرَاهُ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ فَجَعَلْتُ أُقَدِّمُهُ قُدَّامَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ أَزَلْ يُعْجِبُنِي الْقَرْعُ مُنْذُ رَأَيْتُهُ يُعْجِبُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ أَوْ قَالَ: الْقَرْعُ

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ -[392]-، عَنْ أَبِي طَالُوتَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَأْكُلُ الْقَرْعَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا لَكِ شُجَيْرَةً §مَا أُحِبُّكِ إِلَّا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّاكِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: §إِذَا كَانَ عِنْدَنَا دُبَّاءٌ آثَرْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §يَأْكُلُ قِثَّاءً بِرُطَبٍ»

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَأْتِي الْقِدْرَ فَيَأْخُذُ الذِّرَاعَ مِنْهَا فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ وَلَا يُمَضْمِضُ

أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو السَّكَنِ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَتَمَضْمَضَ وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ مِمَّا تَهْدِي الشَّيْءَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَذَاكَ قَالَ: §فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ كَتِفًا، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَسْحَاهَا وَالنَّبِيُّ يَأْكُلُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: §أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَحْمًا وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: ذَبَحْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَاةً فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ ثُمَّ قَالَ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟ فَقَالَ: «لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مَا دَعَوْتُ بِهِ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَجْمَعُ بَيْنَ الرُّطَبِ وَالطَّبِيخِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُوهُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الثَّرِيدَ مِنَ الْخُبْزِ، وَالثَّرِيدَ مِنَ التَّمْرِ يَعْنِي الْحَيْسَ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ يَعْنِي الثَّرِيدَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يَأْكُلُ تَمْرًا، فَإِذَا مَرَّ بِحَشَفَةٍ أَمْسَكَهَا فِي يَدِهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَعْطِنِي هَذِهِ الَّتِي بَقِيَتْ قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أَرْضَى لَكُمْ مَا أَسْخَطُهُ لِنَفْسِي»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ أُهْدِيَ لَهُ صَحْفَةٌ نَقِيُّ يَعْنِي حُوَّارَى فَقَالَ: مَا هَذَا؟ إِنَّ هَذَا الطَّعَامَ مَا رَأَيْتُهُ، قَالَ: مَا كَانَ يَأْكُلُهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: لَا وَلَا رَآهُ بِعَيْنِهِ قَالَ: إِنَّمَا §كَانَ يُطْحَنُ لَهُ الشَّعِيرُ فَيُنْفَخُ نَفْخَتَيْنِ ثُمَّ يُصْنَعُ لَهُ فَيَأْكُلُهُ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[394]- قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §لَا يُنْخَلُ لِي الدَّقِيقُ بَعْدَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ

أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ وَأَجْرٍ زُغْبٍ، قَالَتْ: فَأَكَلَ مِنْهُ وَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّهِ حُلِيًّا أَوْ ذَهَبًا، وَقَالَ: «تَحَلِّي بِهِ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنَ السُّقْيَا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ §أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَبَقٌ مِنْ رُطَبٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَأَخَذَ يُنَاوِلُنِي قُبْضَةً قُبْضَةً يُرْسِلُ بِهِ إِلَى نِسَائِهِ وَأَخَذَ قُبْضَةً مِنْهَا فَأَكَلَهَا وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ فَنَاوَلَهَا فَأَكَلْتُ

ذكر ما كان يعاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب

§ذِكْرُ مَا كَانَ يَعَافُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ يَدَيَّ فِيهِ حَتَّى كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَجَلْ إِنَّ §فِيهِ -[395]- بَصَلًا فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَهُ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ الَّذِي يَأْتِينِي، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوهُ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثُومٌ، فَوَجَدَ رِيحَ الثُّومِ فَكَفَّ يَدَهُ، فَكَفَّ مُعَاذٌ يَدَهُ، فَكَفَّ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَكُمْ؟» فَقَالُوا: كَفَفْتَ يَدَكَ فَكَفَفْنَا أَيْدِيَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجُونَ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَخْرٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِسَوِيقِ لُوزٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَخِّرُوهُ هَذَا شَرَابُ الْمُتْرَفِينَ»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَوِيقٍ مِنْ سَوِيقِ اللُّوزِ فَلَمَّا خِيفَ لَهُ، قَالَ: «مَاذَا؟» قَالُوا: سَوِيقُ اللُّوزِ، قَالَ: «§أَخِّرُوهُ عَنِّي هَذَا شَرَابُ الْمُتْرَفِينَ»

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ الْحَمِيدِ، عَنْ وَاقِدٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمْنٌ وَأَقْطٌ وَضَبٌّ» قَالَ: فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالْأَقْطِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلضَّبِّ: «إِنَّ §هَذَا لَشَيْءٌ مَا أَكَلْتُهُ قَطُّ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَأْكُلْهُ» ، فَقَالَ: فَأُكِلَ عَلَى خِوَانِهِ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ أُتِيَ بِضَبٍّ فَقَالَ: «§أُمَّةٌ مُسِخَتْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ -[396]- زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَصَبْنَا ضِبَابًا فَشَوَيْنَاهَا، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا بِضَبٍّ فَأَخَذَ عُودًا فَجَعَلَ يَعُدُّ أَصَابِعَهُ، فَقَالَ: " §مُسِخَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ دَوَابَّ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدْرِي أَيَّ دَوَابٍّ هِيَ؟ قَالَ: فَلَمْ يَأْكُلْهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ إِذْ قَرَّبَتْ إِلَيْهِ خَوَانًا عَلَيْهِ لَحْمُ ضَبٍّ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: «لَا» قَالَتُ: هَذَا لَحْمُ ضَبٍّ، قَالَ: «§هَذَا لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ» وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لَا» وَقَالَ: «كُلُوا» فَأَكَلَ الْفَضْلُ وَخَالِدٌ وَالْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ مِنْ شَيْءٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَضُبٍّ فِي جَفْنَةٍ وَقَدْ صُبَّ عَلَيْهَا سَمْنٌ، فَقَالَ: «§كُلُوا» وَلَمْ يَأْكُلْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَأْكُلُ وَلَا تَأْكُلُ فَقَالَ: «إِنِّي أَعَافُهَا»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُتِيَ بِضَبٍّ فَقَالَ: «§اقْلِبُوهُ لِظَهْرِهِ» فَقَلَبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: «اقْلِبُوهُ لِبَطْنِهِ» فَقَلَبُوهُ، فَقَالَ: «تَاهَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه -[397]- وسلم أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَقَالَتْ: أَلَا أُطْعِمُكُمْ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَنَا أُمُّ عَقِيقٍ فَقَالَ: «بَلَى» فَجِيءَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ فَتَبَزَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: كَأَنَّكَ تَقْذَرُهُ، قَالَ: «أَجَلْ» قَالَتْ: أَلَا أَسْقِيكُمْ مِنْ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَنَا؟ قَالَ: «بَلَى» قَالَ: فَجِيءَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: «اشْرَبْ هُوَ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهِ خَالِدًا» فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِي مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا §فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالْأَقِطِ وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا، قَالَ: وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَوَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " نَادَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُ فِي الضَّبِّ، قَالَ: «§لَسْتُ بِآكِلِهِ وَلَا مُحَرِّمِهِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أُتِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضَبٍّ فَقَالَ: «إِنَّا §قَوْمٌ قَرَوِيُّونَ وَإِنَّا نَعَافُهُ»

ذكر ما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء والطيب

§ذِكْرُ مَا حُبِّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا أَحْبَبْتُ مِنْ عَيْشِ الدُّنْيَا إِلَّا الطِّيبَ وَالنِّسَاءَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: §مَا نَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَيْشِ الدُّنْيَا إِلَّا الطِّيبَ وَالنِّسَاءَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ §يُعْجِبُ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: الطِّيبُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ فَأَصَابَ اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يُصِبْ وَاحِدَةً أَصَابَ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ وَلَمْ يُصِبِ الطَّعَامَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: §لَمْ يُصِبْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: §مَا كَانَ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَيْلِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا بَلِ النِّسَاءُ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا §نَعْرِفُ خُرُوجَ -[399]- النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِرِيحِ الطِّيبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُعْرَفُ بِرِيحِ الطِّيبِ إِذَا أَقْبَلَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا، كَانَ §لَا يَرُدُّ الطِّيبَ وَزَعَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: §مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُرِضَ عَلَيْهِ طَيِّبٌ قَطُّ فَرَدَّهُ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا أُمَّهْ §أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَطَيَّبُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِذِكَارَةِ الطِّيبِ، قُلْتُ: وَمَا ذِكَارَةُ الطِّيبِ؟ قَالَتِ: الْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَهُ سُكٌّ يَتَطَيَّبُ مِنْهُ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرُوا الْمِسْكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§أَوَلَيْسَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ؟»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَسْتَحِبُّ هَذَا الْخَلُوقَ فَقَالَ: كَانَ §أَحَبَّ الطِّيبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله -[400]- عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ §إِذَا اسْتَجْمَرَ يَجْعَلُ الْكَافُورَ عَلَى الْعُودِ، ثُمَّ يَسْتَجْمِرُ بِهِ وَيَقُولُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَجْمِرُ

ذكر شدة العيش على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ شِدَّةِ الْعَيْشِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَبِيتُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمُ الشَّعِيرَ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ، صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ جَاءَتْ بِكَسْرَةِ خُبْزٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§مَا هَذِهِ الْكِسْرَةُ يَا فَاطِمَةُ؟» قَالَتْ: قُرْصٌ خَبَزْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتَكَ بِهَذِهِ الْكِسْرَةِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ دَخَلَ فَمَ أَبِيكِ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي طَلِيقٍ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ جَزْءٍ أَبُو بَحْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَشُدُّ صُلْبَهُ بِالْحَجَرِ مِنَ الْغَرَثِ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُحَدِّثُنِي ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ بَكَتْ، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: §مَا مَلَأْتُ بَطْنِي مِنْ -[401]- طَعَامٍ فَشِئْتُ أَنْ أَبْكِيَ إِلَّا بَكَيْتُ، أَذَكَرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْجَهْدِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: مَا أَشْبَعُ فَأَشَاءُ أَنْ أَبْكِيَ إِلَّا بَكَيْتُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ §تَأْتِي عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ مَا يَشْبَعُ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ غَدَاءً وَعَشَاءً مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ثَلَاثًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى قُبِضَ، وَمَا رُفِعَ عَنْ مَائِدَتِهِ كِسْرَةٌ فَضْلًا حَتَّى قُبِضَ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ §يَمُرُّ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ لَا يُوقَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ بُيُوتِهِ نَارٌ لَا لِخُبْزٍ وَلَا لِطَبِيخٍ، قَالُوا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: بِالْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، قَالَ: وَكَانَ لَهُ جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا لَهُمْ مَنَائِحُ يُرْسِلُونَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ لَبَنٍ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: §مَا كَانَ يَفْضُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ -[402]- بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ» وَإِنَّهَا لَتِسْعَةُ أَبْيَاتٍ، وَاللَّهِ مَا قَالَهَا اسْتِقْلَالًا لَرِزْقِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ تَأَسَّى بِهِ أُمَّتُهُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ §يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم اللَّيَالِي مَا يَجِدُونَ فِيهَا عَشَاءً

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي الْوَلِيدِ مَوْلَى الْأَخْنَسِيِّينَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى طَعَامٍ لَنَا فِي مَخْرَجٍ لَنَا طَلَعَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَحَّبْنَا بِهِ، وَقُلْنَا: هَلُمَّ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَذُوقُهُ §مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُهُ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَفَعْنَا لَهُ فَضْلَ طَعَامٍ عَنْ شِبَعٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ إِلَّا أَنْ نَرْفَعَهُ لِغَائِبٍ، فَقِيلَ لَهَا: مَا كَانَتْ مَعِيشَتُكُمْ؟ قَالَتِ: الْأَسْوَدَانِ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَقَالَتْ: وَكَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَهُمْ رَبَائِبُ يَسْقُونَنَا مِنْ لَبَنِهَا جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى قُبِضَ، وَمَا رُفِعَتْ عَنْ مَائِدَتِهِ كِسْرَةٌ فَضْلًا حَتَّى قُبِضَ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ يَوْمَيْنِ تِبَاعًا فَصَاعِدًا إِلَّا مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُطِيعٌ، حَدَّثَنِي كُرْدُوسٌ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا ذَكَرَتْ " أَنَّ §آلَ مُحَمَّدٍ لَمْ يَشْبَعُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِسَبِيلِهِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ §يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم شَهْرٌ لَا نَخْبِزُ فِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا كَانَ يَأْكُلُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ لَبَنٍ يُهْدُونَ مِنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لَنَا جَلِيسًا، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، وَإِنَّهُ انْقَلَبَ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا دَخَلْنَا بَيْتَهُ وَدَخَلَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ مَعَنَا، وَأَتَانَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَلَمَّا وُضِعَتْ بَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: §فَارَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُ بَيْتِهِ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، وَلَا أُرَانَا أَخَّرْنَا لِهَذَا لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَنَا

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: §مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْكِسَرِ الْيَابِسَةِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا وَأَصْبَحْتُمْ تَهْدُرُونَ بِالدُّنْيَا وَنَقَرَ بِأَصَابِعِهِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَمُرُّ بِالْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ وَهُوَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، فَقَالَ: مَا هَذَا الطَّعَامُ؟ قَالَ: خُبْزُ النَّقِيِّ، وَاللَّحْمُ السَّمِينُ، قَالَ: وَمَا النَّقِيُّ؟ قَالَ: الدَّقِيقُ، فَتَعَجَّبَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: §عَجَبًا لَكَ يَا مُغِيرَةُ -[404]-، رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَبِعَ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ مَرَّتَيْنِ فِي يَوْمٍ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ تَهْدُرُونَ هَهُنَا الدُّنْيَا بَيْنَكُمْ، وَنَقَرَ بِإِصْبَعِهِ يَقُولُ كَأَنَّهُمْ صِبْيَانٌ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يُجْمَعْ لَهُ غَدَاءٌ، وَلَا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §شَهِدْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَلِيمَةً مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ فَقَالَ يَوْمًا: كُلُوا §فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا بِعَيْنِهِ حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ وَلَا شَاةً سَمِيطًا قَطُّ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَا اجْتَمَعَ فِي بَطْنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم طَعَامَانِ فِي يَوْمٍ قَطُّ إِنْ أَكَلَ لَحْمًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَكَلَ تَمْرًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَكَلَ خُبْزًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ وَكَانَ رَجُلًا مِسْقَامًا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَنْعَتُ لَهُ فَيَتَدَاوَى بِمَا تَنْعَتُ لَهُ الْعَرَبُ، وَكَانَتِ الْعَجَمُ تَنْعَتُ لَهُ فَيَتَدَاوَى

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْبَعْ مَرَّتَيْنِ فِي يَوْمٍ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، قَالَتْ: وَإِنْ كَانَ لَيُهْدَى لَنَا قِنَاعٌ فِيهِ تَمْرٌ فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إِهَالَةٍ فَنَفْرَحُ بِهِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي -[405]- ابْنَ هِلَالٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ قَائِمَةَ شَاةٍ لَيْلًا فَقَطَّعْتُ وَأَمْسَكَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَوْ قَطَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَمْسَكْتُ عَلَيْهِ قَالَ: فَقِيلَ لَهَا: عَلَى غَيْرِ مِصْبَاحٍ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مِصْبَاحٌ لَائْتَدَمْنَا بِهِ كَانَ §يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ شَهْرٌ مَا يَخْبِزُونَ خُبْزًا وَلَا يَطْبُخُونَ قِدْرًا قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِصَفْوَانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْتِي عَلَيْهِمُ الشَّهْرَانِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَضْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: إِنِّي لَجَالِسَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ §فَأَهْدَى لَنَا أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ شَاةٍ، فَإِنِّي لَأُقَطِّعُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ظُلْمَةِ الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا قَائِلٌ: أَمَا كَانَ لَكُمْ سِرَاجٌ؟ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ لَنَا مَا يُسْرَجُ بِهِ أَكَلْنَاهُ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمِيعٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَتْنَا لَيْلَةً قَائِمَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي بَكْرٍ تَعْنِي مَسْلُوخًا فَأَنَا أَمْسِكُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُقَطِّعُ، أَوِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَمْسِكُ عَلَيَّ وَأَنَا أُقَطِّعُ، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا كَانَ عِنْدَكُمْ حِينَئِذٍ مِصْبَاحٌ؟ قَالَتْ " §لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا مِصْبَاحًا أَكَلْنَاهُ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَقَدْ §مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَذْكُرُ -[406]- مَا فُتِحَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْتَوِي يَوْمَهُ مِنَ الْجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ: احْمَدُوا اللَّهَ §فَرُبَّمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْيَوْمَ يَظَلُّ يَلْتَوِي مَا يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: §مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَوْ نَبِيُّكُمْ يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ وَمَا تَرْضَوْنَ دُونَ أَلْوَانِ التَّمْرِ وَالزُّبْدِ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ وَأَلْوَانِ الثِّيَابِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَازِنِيُّ أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي وَالِدِي قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْنَا: سَلَامٌ عَلَيْكِ يَا أُمَّهْ فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ثُمَّ بَكَتْ، فَقُلْنَا: مَا بُكَاؤُكِ يَا أُمَّهْ؟ قَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَأْكُلُ مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ حَتَّى يَلْتَمِسَ لِذَلِكَ دَوَاءً يُمْرِئُهُ، فَذَكَرْتُ نَبِيَّكُمْ صلّى الله عليه وسلم فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي §خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَمْلَأْ بَطْنَهُ فِي يَوْمٍ مِنْ طَعَامَيْنِ، كَانَ إِذَا شَبِعَ مِنَ التَّمْرِ لَمْ يَشْبَعْ مِنَ الْخُبْزِ، وَإِذَا شَبِعَ مِنَ الْخُبْزِ لَمْ يَشْبَعْ مِنَ التَّمْرِ فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَدْرَكَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا §لَنَمْكُثُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مَا نُوقِدُ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنَارٍ مِصْبَاحًا وَلَا غَيْرَهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ: فَبِمَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ؟ فَقَالَتْ: بِالْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا بِسْطَامٌ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ أَبِي لَقَدْ غَبَرْنَا مَعَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم §وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ، ثُمَّ قَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي مَا الْأَسْوَدَانِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّهْرِيُّ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ يَقُولُ: §أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَمْرٌ فَأَخَذَ يَهْدِيهِ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْهُ مُقْعِيًا مِنَ الْجُوعِ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، بَعَثَتْ مَعَهُ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: §فَجَعَلَ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ثُمَّ أَكَلَ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنْ يَهُودِيًّا §دَعَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ فَأَجَابَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعْنَا مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، صَفِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعَ النَّاسُ مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْأَعَزِّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، سَمِعَهُ يَقُولُ: §مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُبْعَتَيْنِ فِي يَوْمٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ -[408]-: §مَا رُفِعَ مِنْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْءٌ قَطُّ وَلَا حُمِلَتْ مَعَهُ طِنْفِسَةٌ يَجْلِسُ عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا فَرْقَدُ السِّنْجِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنِي شَهِيدٌ، حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَهْلٍ أَكَانَتِ الْمَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مُنْخُلًا فِي ذَاكَ الزَّمَانِ، §وَمَا أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الشَّعِيرَ مَنْخُولًا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهَا ثُمَّ نَنْفُخُ قِشْرَهَا فَيَطِيرُ مَا طَارَ وَنَسْتَمْسِكُ مَا اسْتَمْسَكَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَافِعٍ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: لَقَدْ §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ مُنْخُلٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا فَائِدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: §مَا كَانَ لَنَا مُنْخُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّمَا كُنَّا نَنْسِفُ الشَّعِيرَ إِذَا طُحِنَ نَسْفًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ دُومَانَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا §يَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَعُوذُ -[409]- بِكَ مِنَ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: §مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ طَعَامِهِ خُبْزَ الشَّعِيرِ وَالتَّمْرَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: §رُئِيَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم دُبَّاءٌ فَقِيلَ: مَا تَصْنَعُونَ بِهِ؟ قَالُوا نُكَثِّرُ بِهِ الطَّعَامَ قَالَ غَيْرُ مَنْصُورٍ: نَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الْعِيَالِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَجُوعُ قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ الْجُوعُ؟ قَالَ: §لِكَثْرَةِ مَنْ يَغْشَاهُ وَأَضْيَافُهُ وَقَوْمٌ يَلْزَمُونَهُ لِذَلِكَ فَلَا يَأْكُلُ طَعَامًا أَبَدًا إِلَّا وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ وَأَهْلُ الْحَاجَةِ يَتَتَبَّعُونَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا فَتْحَ اللَّهُ خَيْبَرَ اتَّسَعَ النَّاسُ بَعْضَ الِاتِّسَاعِ وَفِي الْأَمْرِ بَعْدُ ضِيقٌ وَالْمَعَاشُ شَدِيدٌ هِيَ بِلَادُ ظَلَفٍ لَا زَرْعَ فِيهَا إِنَّمَا طَعَامُ أَهْلِهَا التَّمْرُ وَعَلَى ذَلِكَ أَقَامُوا قَالَ مَخْرَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُورُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْذُ يَوْمَ نَزَلَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ وَغَيْرُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَتَوَاسُونَ وَلَكِنَّ الْحُقُوقَ تَكْثُرُ وَالْقُدَّامُ يَكْثُرُونَ وَالْبِلَادُ ضَيِّقَةٌ لَيْسَ فِيهَا مَعَاشٌ إِنَّمَا تَخْرُجُ ثَمَرَتُهُمْ مِنْ مَاءٍ ثَمِرٍ يَحْمِلُهُ الرِّجَالُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ أَمِ الْإِبِلُ، وَالْإِبِلُ أَكَلَ ذَلِكَ وَرُبَّمَا أَصَابَ نَخْلَهُمُ الْقُشَامُ فَيُذْهِبُ ثَمَرَتَهُمْ تِلْكَ السَّنَةِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَقُولُ: §كُلُّ مَا اشْتَدَّ مِنَ الْأَمْرِ فَهُوَ ظَلَفٌ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الْقُشَامُ شَيْءٌ يُصِيبُ الْبَلَحَ بِمِثْلِ الْجُدَرِيِّ فَيُقَيَّرُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا مَلَأَ آدَمَيُّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أَكْلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ»

ذكر صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ صِفَةِ خَلْقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ، ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيُّ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ سَأَلَ عَلِيًّا وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ عَنْ نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصِفَتِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا حُمْرَةً أَدْعَجَ الْعَيْنِ سَبِطَ الشَّعْرِ كَثَّ اللِّحْيَةِ سَهْلَ الْخَدِّ ذَا وَفْرَةٍ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ لَهُ شَعْرٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ يَجْرِي كَالْقَضِيبِ لَيْسَ فِي بَطْنِهِ وَلَا صَدْرِهِ شَعْرٌ غَيْرِهِ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمَ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ وَإِذَا قَامَ كَأَنَّمَا يَنْقَلِعُ مِنْ صَخْرٍ إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا كَأَنَّ عَرَقَهُ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ وَلَرِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْعَاجِزِ وَلَا اللَّئِيمِ وَلَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §ضَخْمَ الْهَامَةِ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ -[411]- مُشْرَبَ الْعَيْنَيْنِ حُمْرَةً كَثَّ اللِّحْيَةِ أَزْهَرَ اللَّوْنِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ قَالَ: §لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ مُشْرَبَ اللَّوْنِ حُمْرَةً ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحُدَّانِيُّ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ الرَّاسِبِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صِفْهُ لَنَا قَالَ: كَانَ §لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا وَفَوْقَ الرَّبْعَةِ إِذَا جَاءَ مَعَ الْقَوْمِ غَمَرَهُمْ أَبْيَضَ شَدِيدَ الْوضْحِ ضَخْمَ الْهَامَةِ أَغَرَّ أَبْلَجَ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ إِذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: §لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَغِّطِ وَلَا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ كَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا السَّبْطِ كَانَ جَعْدًا رَجِلًا وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلَا الْمُكَلْثَمُ وَكَانَ فِي وَجْهِهِ تَدْوِيرٌ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ جَلِيلَ الْمُشَاشِ وَالْكَتِدِ أَجْرَدَ ذَا مَسْرُبَةٍ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا -[412]-، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ أَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا وَأَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَأَوْفَى النَّاسِ بِذِمَّةٍ وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: يَا أَبَا حَسَنٍ انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ §أَبْيَضَ مُشْرَبٌ بَيَاضُهُ حُمْرَةً أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ أَسْوَدَ الْحَدَقَةِ لَا قَصِيرًا وَلَا طَوِيلًا وَهُوَ إِلَى الطُّوَلِ أَقْرَبُ عَظِيمَ الْمَنَاكِبِ فِي صَدْرِهِ مَسْرُبَةٌ لَا جَعْدٌ وَلَا سَبْطٌ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَإِنِّي لَأَخْطُبُ يَوْمًا عَلَى النَّاسِ وَحَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ وَاقِفٌ فِي يَدِهِ سِفْرٌ يَنْظُرُ فِيهِ فَنَادَى إِلَيَّ فَقَالَ: صِفْ لَنَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ هُوَ رَجِلُ الشَّعْرِ أَسْوَدُهُ ضَخْمُ الرَّأْسِ مُشْرَبٌ لَوْنُهُ حُمْرَةً عَظِيمُ الْكَرَادِيسِ شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ وَهُوَ الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّحْرِ إِلَى السُّرَّةِ أَهْدَبُ الْأَشْفَارِ مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ صَلْتُ الْجَبِينِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ إِذَا مَشَى يَتَكَفَّأُ كَأَنَّمَا يَنْزِلُ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ قَالَ عَلِيٌّ ثُمَّ سَكَتُّ فَقَالَ لِي الْحَبْرُ: وَمَاذَا؟ قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مَا يَحْضُرُنِي قَالَ الْحَبْرُ: فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ حَسَنُ اللِّحْيَةِ -[413]- حَسَنُ الْفَمِ تَامُّ الْأُذُنَيْنِ يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَتُهُ قَالَ الْحَبْرُ: وَشَيْءٌ آخَرُ فَقَالَ عَلِيٌّ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ الْحَبْرُ: وَفِيهِ جَنَأٌ قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ الَّذِي قُلْتُ لَكَ كَأَنَّمَا يَنْزِلُ مِنْ صَبَبٍ قَالَ الْحَبْرُ: فَإِنِّي أَجِدُ هَذِهِ الصِّفَةَ فِي سِفْرِ آبَائِي وَنَجِدُهُ يُبْعَثُ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ وَمَوْضِعِ بَيْتِهِ ثُمَّ يُهَاجِرُ إِلَى حَرَمٍ يُحَرِّمُهُ هُوَ وَيَكُونُ لَهُ حُرْمَةٌ كَحُرْمَةِ الْحَرَمِ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ وَنَجِدُ أَنْصَارَهُ الَّذِينَ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ قَوْمًا مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ أَهْلَ نَخْلٍ وَأَهْلَ الْأَرْضِ قَبْلَهُمْ يَهُودُ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ هُوَ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ الْحَبْرُ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى النَّاسِ كَافَّةً فَعَلَى ذَلِكَ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ وَعَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: فَكَانَ يَأْتِي عَلِيًّا فَيُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ وَيُخْبِرُهُ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ خَرَجَ عَلِيٌّ وَالْحَبْرُ هُنَالِكَ حَتَّى مَاتَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَدِّقُ بِهِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، كِلَاهُمَا عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمَ وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَزْهَرَ اللَّوْنِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَمَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً وَلَا حَرِيرَةً وَلَا شَيْئًا قَطُّ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً مَا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: §مَا مَسِسْتُ قَطُّ حَرِيرَةً وَلَا خَزَّةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ -[414]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا شَمِمْتُ رَائِحَةً قَطُّ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ رَائِحَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَسْمَرَ وَمَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ كَثِيرَ الْعَرَقِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَنْعَتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: §شَبْحُ الذِّرَاعَيْنِ أَهْدَبُ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا - بِأَبِي وَأُمِّي - لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ إِذَا رَأَى أَحَدًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَوْ أَحَدًا لَمْ يَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: أَلَا أَصِفُ لَكُمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ: §شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ هَدِبَ الْعَيْنَيْنِ أَبْيَضَ الْكَشْحَيْنِ يُقْبِلُ مَعًا -[415]- وَيُدْبِرُ مَعًا فِدًى لَهُ أَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ إِنَّا نُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ ضَخْمَ السَّاقَيْنِ عَظِيمَ السَّاعِدَيْنِ ضَخْمَ الْمَنْكِبَيْنِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ رَحِبَ الصَّدْرِ رَجِلَ الرَّأْسِ أَهْدَبَ الْعَيْنَيْنِ حَسَنَ الْفَمِ حَسَنَ اللِّحْيَةِ تَامَّ الْأُذُنَيْنِ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ لَا طَوِيلًا وَلَا قَصِيرًا أَحْسَنَ النَّاسِ لَوْنًا يُقْبِلُ مَعًا وَيُدْبِرُ مَعًا لَمْ أَرَ مِثْلَهُ وَلَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى ابْنَةِ قَارِظٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رُبَّمَا كَانَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: حَدَّثَنِيهِ §أَهْدَبُ الشِّفْرَيْنِ، أَبْيَضُ الْكَشْحَيْنِ إِذَا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيعًا وَإِذَا أَدْبَرَ أَدْبَرَ جَمِيعًا لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ وَلَنْ تَرَاهُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ مَشْيًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى لَهُ وَإِنَّا لَنُجْهَدُ أَنْ نُدْرِكَهُ وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ

أَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، فَاطِمَةُ بِنْتُ مُضَرَ عَنْ جَدِّهَا، خَشْرَمِ بْنِ بَشَّارٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَتَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا -[416]- أُمَامَةَ إِنَّكَ رَجُلٌ عَرَبِيُّ إِذَا وَصَفْتَ شَيْئًا شَفَيْتَ مِنْهُ فَصِفْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى كَأَنِّي أَرَاهُ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلًا §أَبْيَضَ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ ضَخْمَ الْمَنَاكِبِ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ شَثْنَ الْأَطْرَافِ ذَا مَسْرُبَةٍ فِي الرِّجَالِ أَطْوَلُ مِنْهُ وَفِي الرِّجَالِ أَقْصَرُ مِنْهُ عَلَيْهِ سَحُولِيَّتَانِ إِزَارَهُ تَحْتَ رُكْبَتَيْهِ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ أَوْ أَرْبَعٍ إِذَا تَعَطَّفَ بِرِدَائِهِ لَمْ يُحِطْ بِهِ فَهُوَ مُتَأَبِّطُهُ تَحْتَ إِبْطِهِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ حَتَّى يَمْشِي فِي صُعُودٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، قَالَ الْعَامِرِيُّ: قَدْ وَصَفْتَ لِي صِفَةً لَوْ كَانَ فِي جَمِيعِ النَّاسِ لَعَرَفْتُهُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §ضَلِيعَ الْفَمِ مَنْهُوسَ الْعَقِبِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، وَوَصَفَ النَّبِيَّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَجُلُ: أَوَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: §مِثْلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرُ مُسْتَدِيرٌ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: يَبْلُغُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّهُ وَصَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: §بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ رَجُلًا -[417]-، سَأَلَ الْبَرَاءَ: أَلَيْسَ كَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: §لَا مِثْلُ الْقَمَرِ

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي» ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْعَتُ لَكَ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ حَسَنُ الْمَضْحَكِ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مَا لَدُنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صُدْغَيْهِ حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ قَالَ عَوْفٌ: وَلَا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «إِنِّي §رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فَأَمَّا عِيسَى فَجَعْدٌ أَحْمَرُ عَرِيضُ الصَّدْرِ وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ» ، فَقَالُوا لَهُ: إِبْرَاهِيمُ؟ فَقَالَ: «انْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ» ، يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا وَإِذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي طُفَيْلٍ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[418]- وسلم غَيْرِي قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ §أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ كَانَ §أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْوَدَ وَلَا أَنْجَدَ وَلَا أَشْجَعَ وَلَا أَوْضَأَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ مِسْمَارٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا وَلَا هَمَّ بِهِ قَالَ: كَانَ §شَيْبُهُ فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ وَلَوْ أَشَاءُ أَعُدُّهَا لَعَدَدْتُهَا قُلْتُ: فَمَا صِفَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمَ وَلَا بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْقَطِيطِ وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ حَسَنَةً وَجَبِينُهُ صَلْتًا مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ شَثْنَ الْأَصَابِعِ شَدِيدَ سَوَادِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَصَفَهُ فَقَالَ: §أَبْيَضَ مَرْبُوعًا كَأَحْسَنِ الرِّجَالِ وَجْهًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ بَشِيرٍ، مَوْلَى الْمَأْرَبِيِّينَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَبْيَضَ -[419]- مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ شَثْنَ الْأَصَابِعِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْجَعْدِ إِذَا مَشَى هَرْوَلَ النَّاسُ وَرَاءَهُ وَلَا تَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ §فَمَا أَنْسَى شِدَّةَ بَيَاضِ وَجْهِهِ وَشِدَّةَ سَوَادِ شَعْرِهِ إِنَّ مِنَ الرِّجَالِ لِمَنْ هُوَ أَطْوَلُ مِنْهُ وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ أَقْصَرُ مِنْهُ يَمْشِي وَيَمْشُونَ» , قُلْتُ لِخَوْلَةَ أُمِّي: فَمَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ: مَا كَانَتْ ثِيَابُهُ؟ قَالَتْ: مَا أَحْفَظُ ذَلِكَ الْآنَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هِلَالٍ قَالَتْ: §مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالُ: §فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا مِثْلَهُ مُتَجَرِّدًا كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §أَحْسَنَ الْبَشَرِ قَدَمًا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَفْتَرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى يُرَى ظَاهِرُهَا أَسْوَدُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §شَدِيدَ الْبَطْشِ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ أَبْيَضَ أَزْهَرَ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَقُصُّ مِنْ شَارِبِهِ قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ مِنْ شَارِبِهِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: §مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ فَكَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ وَلَمْ يَكُنْ يُرَجِّعُ وَكَانَ يَمُدُّ بَعْضَ الْمَدِّ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي قَدْ §بَدَنْتُ فَلَا تُبَادِرُونِي بِالْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يُصَلِّي شَيْئًا مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ فَلَمَّا دَخَلَ فِي السِّنِّ جَعَلَ يَجْلِسُ حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنَ السُّورَةِ أَرْبَعُونَ آيَةً أَوْ ثَلَاثُونَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ سَجَدَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ، كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِالْقَاعِ مِنْ عَزَّةَ فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ فَأَنَاخُوا نَاحِيَةَ الطَّرِيقِ فَقَالَ لِي أَبِي: وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَإِذَا فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ §فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَاجِدًا مُخَوِّيًا فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا سَجَدَ جَافَى يَدَيْهِ حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا: مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: §كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ كَشْحِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاجِدٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَصَفَ لَنَا الْبَرَاءَ §فَاعْتَمَدَ عَلَى كَفَّيْهِ وَرَفَعَ لِي عَجِيزَتَهُ وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْجُدُ

أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَسْجُدُ فِي أَعْلَى جَبْهَتِهِ مَعَ قُصَاصِ الشَّعْرِ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا جَمِيعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، بِمَكَّةَ عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ، رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ عَظِيمَ الْهَامَةِ رَجِلَ الشَّعْرِ إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ فُرِّقَ وَإِلَّا فَلَا، يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ أَزْهَرَ اللَّوْنِ وَاسِعَ الْجَبِينِ أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قُرُنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِيرُهُ الْغَضَبُ أَقْنَى الْعِرْنَيْنِ لَهُ نُورٌ تَعْلُوهُ يَحْسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشُمَّ كَثَّ اللِّحْيَةِ ضَلِيعَ الْفَمِ مُفْلَجَ الْأَسْنَانِ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ بَادِنًا مُتَمَاسِكًا سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ عَرِيضَ الصَّدْرِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ أَنْوَرَ الْمُتَجَرِّدِ مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ عَارِي الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ رَحْبَ الرَّاحَةِ سَبْطَ الْقَصَبِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ سَائِلَ الْأَطْرَافِ خُمْصَانَ الْأَخْمَصَيْنِ مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قَلْعًا يَخْطُو تَكَفُّؤًا وَيَمْشِي هَوْنًا ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ وَإِذَا أَلْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا خَافِضَ الطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ يَعْنِي جُلَّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ يَسْبِقُ أَصْحَابَهُ يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلَامِ قَالَ: قُلْتُ صِفْ لِي مَنْطِقَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَواصِلًا لِلْأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ طَوِيلَ السَّكْتِ يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ، فَضْلٌ لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ دَمِثًا لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمَهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ لَا يَذِمُّ -[423]- مِنْهَا شَيْئًا لَا يَذِمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ لَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهَا فَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ لَا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ وَلَا يَنْتَصِرُ لَهَا إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلَّهَا وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَّبَهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا يَضْرِبُ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضَحِكُهُ التَّبَسُّمُ وَيَفْتِرُّ عَنْ مِثْلِ حُبِّ الْغَمَامِ قَالَ: فَكَتَمْتُهَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ زَمَانًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مُدْخَلِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمُخْرَجِهِ وَشَكْلِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا قَالَ الْحُسَيْنُ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دُخُولِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ جُزْءًا لِلَّهِ وَجُزْءًا لِأَهْلِهِ وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ ثُمَّ جَزَّأَ جُزْءَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ فَيُسْرِدُ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا وَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ نَادِيَهُ وَقَسْمَهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيَشْغَلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ وَالْأُمَّةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْهُمْ وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ وَيَقُولُ: «لِيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغِي حَاجَتَهُ فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا إِيَّاهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . لَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَلِكَ وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرَهُ يَدْخُلُونَ رُوَّادًا وَلَا يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذَوَاقٍ وَيُخْرِجُونَ أَدِلَّةً قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُخْرَجِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلَّا مِمَّا يُعِينُهُمْ وَيُؤَلِّفَهُمْ وَلَا يُفَرِّقُهُمْ أَوْ قَالَ: يُنَفِّرُهُمْ وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُولِيهِ عَلَيْهِمْ وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بَشَرَهُ وَلَا خُلُقَهُ وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ -[424]-، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوهِنُهُ، مُعْتَدِلُ الْأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ لَا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ لَا يَقْصُرُ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يَجُوزُهُ الذِّينُ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُؤَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ لَا يُوطِنُ الْأَمَاكِنِ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ الْمَجْلِسُ وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ لَا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرَفُ وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ فَصَارَ لَهُمْ أَبًا وَصَارُوا فِي الْحَقِّ عِنْدَهُ سَوَاءً مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ وَلَا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرَمُ وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ مُتَعَادِلِينَ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ وَيَحْفَظُونَ أَوْ يَحُوطُونَ الْغَرِيبَ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَائِمَ الْبِشْرِ سَهْلَ الْخُلُقِ لَيِّنَ الْجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخَّابٍ وَلَا فَحَّاشٍ وَلَا عَيَّابٍ يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِي وَلَا يَدْنَسُ مِنْهُ وَلَا يُجْنِبُ فِيهِ قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: الْمِرَاءِ وَالْإِكْثَارِ وَمِمَّا لَا يَعْنِيهِ وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَذِمُّ أَحَدًا وَلَا يُعَيِّرُهُ وَلَا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا وَلَا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ، حَدِيثُ أَوَّلِيَّتِهِمْ يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا -[425]- فَأَرْدِفُوهُ وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِئٍ وَلَا يَقْطَعُ عَنْ أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْي أَوْ قِيَامٍ. قَالَ: فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ؟ قَالَ: كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَرْبَعٍ عَلَى الْحِلْمِ وَالْحَذَرِ وَالتَّقْرِيرِ وَالتَّفَكُّرِ فَأَمَّا تَقْرِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ وَالْاسْتِمَاعِ مِنَ النَّاسِ وَأَمَّا تَذَكُّرُهُ أَوْ تَفَكُّرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى وَجَمَعَ الْحِلْمَ وَالصَّبْرَ وَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلَا يَسْتَنْفِرُهُ وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ أَخَذِهِ بِالْحُسْنَى لِيُقْتَدَى بِهِ وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُتَنَاهَى عَنْهُ وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لِهَمِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

ذكر خاتم النبوة الذي كان بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: §وَرَأَيْتُ خَاتَمَهُ عِنْدَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ تُشْبِهُ جِسْمَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ الْخَاتَمَ الَّذِي فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلْعَةً مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: §نَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ بَيْضَةٌ

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا عِلْبَاءُ -[426]- بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا رِمْثَةَ ادْنُ مِنِّي امْسَحْ ظَهْرِي» ، فَدَنَوْتُ فَمَسَحَتْ ظَهْرَهُ ثُمَّ §وَضَعَتْ أَصَابِعِي عَلَى الْخَاتَمِ فَغَمَزْتُهَا قُلْنَا لَهُ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعْرٌ مُجْتَمِعٌ عِنْدَ كَتِفَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْتُهُ وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ ثُمَّ §أَدْخَلْتُ يَدِي فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ فَدُرْتُ مِنْ خَلْفِهِ فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُهُ فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ §فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى بَعْضِ الْكَتِفِ مِثْلَ الْجُمْعِ قَالَ حَمَّادٌ: جُمْعُ الْكَفِّ: وَجَمَعَ حَمَّادٌ كَفَّهُ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ حَوْلَهُ خِيلَانٌ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ ثُمَّ جِئْتُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَلَكَ» فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكُمْ وَتَلَا الْآيَةَ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] هَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ فَقَالَ: ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى أَسْتَقْبِلَهُ فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» ، ثُمَّ أَجْمَعَا عَلَى آخِرِ الْحَدِيثِ أَيْضًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فَنَظَرَ أَبِي إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَقَالَ: «§لَا طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا فِي كَتِفِهِ مِثْلَ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُدَاوِيكَ مِنْهَا فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَتَطَبَّبُ فَقَالَ: «§يُدَاوِيهَا الَّذِي وَضَعَهَا»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنِي فَقَالَ: «أَتُحِبُّهُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «§لَا يَحْنَى عَلَيْكَ وَلَا تَحْنَى عَلَيْهِ» ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا خَلْفَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُدَاوِي فَدَعْنِي حَتَّى أَبُطَّهَا وَأُدَاوِيهَا قَالَ: «طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ , عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنٌ لِي فَقُلْتُ: يَا ابْنِي هَذَا نَبِيُّ اللَّهِ فَلَمَّا رَآهُ أَرْعَدَ مِنْ هَيْبَتِهِ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي طَبِيبٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ وَكَانَ أَبِي طَبِيبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَعْرُوفًا ذَلِكَ لَنَا فَأْذَنْ لِي فِي الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَإِنْ كَانَتْ سِلْعَةً بَطَطْتُهَا فَشَفَى اللَّهُ نَبِيَّهُ فَقَالَ: «§لَا طَبِيبَ لَهَا إِلَّا اللَّهُ» ، وَهِيَ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ

ذكر شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَصِفُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[428]- وسلم فَقَالَ: كَانَ §شَعْرُهُ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّ جُمَّتَهُ لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْمَلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَرَجِّلًا فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ شَعْرُهُ قَرِيبٌ مِنْ عَاتِقَيْهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَانَ §شَعْرًا رَجِلًا لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْجَعْدِ زَادَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ أُذُنَيْهِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُعْرٌ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ وَقَالَ عَمْرٌو: يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ §شَعْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَيْسَ بِالْجَعْدِ وَلَا بِالسَّبْطِ شَعْرُهُ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ -[429]- أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ أُذُنَيْهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْءٌ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ §فَرَأَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ §ذَا وَفْرَةٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ §شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوْقَ الْوَفْرَةِ وَدُونَ الْجُمَّةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ §لَهُ لِمَّةٌ تُغَطِّي شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ فِيَ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَفَائِرَ أَرْبَعًا»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ تَعْنِي شَعْرَهُ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي -[430]- ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ فَسَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِيهِ، حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَفْرِقُ وَيَأْمُرُ بِالْفِرْقِ وَيَنْهَى عَنِ السَّكَيْنِيَّةِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: §سَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَثَّرَ يَعْنِي الشَّعْرَ وَاللِّحْيَةَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: كَثِيرُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يَغْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ فَقَالَ حَسَنٌ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ يَعْنِي حَسَنٌ نَفْسَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا ابْنَ أَخِي شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ وَأَطْيَبَ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ §يَسْجُدُ عَلَى قُصَاصِ شَعْرِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ أَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْجُدُ عَلَى قُصَاصِ شَعْرِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: §مَا رَأَيْتُ شَعْرًا أَشْبَهَ بِشَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ شَعْرِ قَتَادَةَ فَفَرِحَ يَوْمَئِذٍ قَتَادَةُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَالْحَلَّاقُ يَحْلُقُهُ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ مَا يُرِيدُونَ أَنْ يَقَعَ شَعْرُهُ إِلَّا فِي يَدِي رَجُلٍ

ذكر شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ شَيْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو حَمْزَةَ اللَّيْثِيُّ، وَمُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: §مَا شَانَهُ اللَّهُ بِالشَّيْبِ وَمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الشَّيْبِ مَا يُخْضَبُ قَالَ إِسْمَاعِيلُ وَيَزِيدُ فِي حَدِيثِهِمَا: إِنَّمَا كَانَتْ شَعَرَاتٌ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ وَأَشَارَ حُمَيْدٌ بِيَدِهِ إِلَى مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ وَفَعَلَ ذَلِكَ يَزِيدُ وَقَالَ مُعَاذٌ: فِي حَدِيثِهِ وَلَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبُ الَّذِي كَانَ بِهِ عِشْرِينَ شَعْرَةً

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْضِبُ؟ قَالَ: كَانَ §شَمَطُهُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَبْلُغْ مَا فِي لِحْيَتِهِ مِنَ الشَّيْبِ عِشْرِينَ شَعْرَةً قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَصْغَى حُمَيْدٌ إِلَى رَجُلٍ عَنْ يَمِينِهِ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ: هَلْ شَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: §مَا شَانَهُ اللَّهُ -[432]- بِالشَّيْبِ مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ إِلَّا سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِي عَشْرَةَ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ مَا يُخْضَبُ قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّمَا كَانَ شَمَطَاتٍ فِي لِحْيَتِهِ وَلَوْ شِئْتُ عَدَدْتَهُنَّ وَقَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: لَوْ شِئْتُ لَعَدَدْتُ شَيْبَهُ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: §أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قُلْتُ: §هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ خَضَبَ قَالَ: فَجِئْتُ يَوْمَئِذٍ فَاخْتَضَبْتُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يَخْضِبْ قَطُّ إِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ فِي الْعَنْفَقَةِ قَلِيلًا وَفِي الرَّأْسِ نَبْذٌ يَسِيرٌ لَا يَكَادُ يُرَى قَالَ الْمُثَنَّى مَرَّةً: وَالصُّدْغَيْنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْضِبُ؟ قَالَ: §لَمْ يَبْلُغِ الْخِضَابَ كَانَتْ فِي لِحْيَتِهِ شُعَيْرَاتٌ بِيضٌ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَشَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: §مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ شَيْبٌ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ إِذَا ادَّهَنَ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَيْبِ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ §إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ وَإِذَا لَمْ يَدْهُنْ تَبَيَّنَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ §شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَكَانَ إِذَا دَهَنَهُ وَمَشَّطَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ جِرَاحٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ حَجَّامًا، أَخَذَ مِنْ شَارِبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَرَأَى شَيْبَةً فِي لِحْيَتِهِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَقَالَ: «§مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَيَحْيَى بْنُ حليف بن عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدًا يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: §هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا كَانَ بَلَغَ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يَقُولُ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ جَعْدًا أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ: §هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا وَلَا هَمَّ بِهِ قَالَ: كَانَ شَيْبُهُ فِي عَنْفَقَتِهِ -[434]- وَنَاصِيَتِهِ لَوْ أَشَاءُ أَعُدُّهَا عَدَدْتُهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ شَيْبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ حَزَرْتُهُ يَكُونُ ثَلَاثِينَ شَيْبَةً عَدَدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ بَشِيرٍ، مَوْلَى الْمَازِنِيِّينَ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا §مَا كَانَ شَيْبُهُ يَحْتَاجُ إِلَى الْخِضَابِ كَانَ وَضَحَ فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ وَلَوْ أَرَدْنَا أَنْ نُحْصِيَهَا أَحْصَيْنَاهَا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ: §أَشَيْخًا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بِشْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ §أَشَبَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهَذَا مِنْهُ أَبْيَضُ وَوَضَعَ زُهَيْرٌ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ قِيلَ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَةَ وَأُرَيِّشُهَا

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ وَهُوَ أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §فَرَأَيْتُ بَيَاضًا مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى مِثْلَ مَوْضِعِ إِصْبَعِ الْعَنْفَقَةِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَابَتْ عَنْفَقَتُهُ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: شَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَنَظَرَ إِلَى الصَّلْتِ بَيَّنَ زُبَيْدٌ وَشَمَطٌ سَائِلٌ عَلَى عَنْفَقَتِهِ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: §هَكَذَا كَانَ شَمَطُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَائِلًا عَلَى عَنْفَقَتِهِ فَفَرِحَ الصَّلْتُ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ قَالَ: " §شَيَّبَتْنِي الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتِهِ ثُمَّ فُصِّلَتْ وَأَخَوَاتُهَا

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى فِي رَأْسِكَ شَيْبًا قَالَ: " §مَا لِي لَا أَشِيبُ وَأَنَا أَقْرَأُ هُودًا وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَا أَكْبَرُ مِنْكَ مَوْلِدًا وَأَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَفْضَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا وَمَا فُعِلَ بِالْأُمَمِ قَبْلِي»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَرَاكَ قَدْ شِبْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " §شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ فَقَالَ: «أَجَلْ §شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا» ، قَالَ عَطَاءٌ: أَخَوَاتُهَا: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: شِبْتَ وَعَجَّلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ -[436]- فَقَالَ: «§شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا أَوْ ذَوَاتُهَا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: «هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالُوا: لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «§شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ جَالِسَانِ فِي نَحْرِ الْمِنْبَرِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ يَمْسَحُ لِحْيَتَهُ وَيَرْفَعُهَا فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ أَكْثَرَ شَيْبًا مِنْ رَأْسِهِ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِمَا سَلَّمَ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا رَقِيقًا وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا شَدِيدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي لَقَدْ أَسْرَعَ فِيكَ الشَّيْبُ. فَرَفَعَ لِحْيَتَهُ بِيَدِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَجَلْ §شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي وَمَا أَخَوَاتُهَا؟ قَالَ: «الْوَاقِعَةُ وَالْقَارِعَةُ وَسَأَلَ سَائِلٌ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» قَالَ أَبُو صَخْرٍ: فَأَخْبَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ ابْنَ قُسَيْطٍ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَشْيَاخِي فَلِمَ تَرَكْتَ الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ

ذكر من قال خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ §فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا صُرَّةً فِيهَا شَعْرٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ قَالَ عَفَّانُ وَيُونُسُ فِي حَدِيثِهِمَا: وَالْكَتَمِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا نُصَيْرُ بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ ابْنِ مَوْهَبٍ " أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ §أَرَتْهُ شَعْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْمَرَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: §عِنْدِي مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَخْضُوبٌ مَصْبُوغٌ فِي سِكَّةٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §لَنَا جُلْجُلٌ مِنْ ذَهَبٍ فَكَانَ النَّاسُ يَغْسُلُونَهُ وَفِيهِ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَخْرُجُ مِنْهُ شَعَرَاتٌ قَدْ غُيِّرَتْ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عِنْدَ آلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ شَعَرَاتٍ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَصْبُوغَةً بِالْحِنَّاءِ

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: §رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ لِي: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -[438]- بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: §هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ

أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: §شَمِطَ عَارِضَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَضَبَهُ بِحِنَّاءٍ وَكَتَمٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: §ذُو وَفْرَةٍ وَبِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَاكَ تُغَيِّرُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُغَيِّرُ لِحْيَتَهُ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: جِئْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: §رَأَيْتُكَ لَا تُغَيِّرُ لِحْيَتَكَ إِلَّا بِهَذِهِ الصُّفْرَةِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَاكَ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ §يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَفِّرُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُغَيِّرُ لِحْيَتَهُ بِمَاءِ السِّدْرِ وَيَأْمُرُ بِتَغْيِيرِ الشَّعْرِ مُخَالَفَةً لِلْأَعَاجِمِ

ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تغيير الشيب وكراهة الخضاب بالسواد

§ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي تَغْيِيرِ الشَّيْبِ وَكَرَاهَةِ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§أَحْسَنُ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي كَهْمَسٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كَيْفَ تَصْنَعُ الْيَهُودُ بِشَيْبِهَا؟» قَالُوا: لَا يُغَيِّرُونَهُ بِشَيْءٍ قَالَ: «فَخَالِفُوهُمْ فَإِنَّ أَمْثَلَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الْأَنْصَارَ، دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرُءُوسُهُمْ وَلِحَاهُمْ بِيضٌ §فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغَيِّرُوا قَالَ فَرَاحَ النَّاسُ بَيْنَ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلَ سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الْخِضَابِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَنْ كَانَ مُغَيِّرًا لَا بُدَّ فَاخْضِبُوا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَكْرَهُ تَغْيِيرَ الشَّيْبِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ بَنِي طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِمْ طَاوُسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ قَالَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا» ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ فَقَالَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» قَالَ: مَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ قَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ فَقَالَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ أَخْبَرَنَا: ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§غَيِّرُوا بِالْأَصْبَاغِ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَحَبُّهَا إِلَيَّ أَحْلَكُهَا

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ حَدَّثَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §نَهَى عَنْ خِضَابِ السَّوَادِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§قَوْمٌ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَامِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا نَاهِضُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَجُلًا أَسْوَدَ الشَّعْرِ قَدْ رَآهُ بِالْأَمْسِ أَبْيَضَ الشَّعْرِ قَالَ: «مَنْ أَنْتَ» قَالَ: أَنَا فُلَانٌ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ شَيْطَانٌ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: §مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَهَا بِالسَّوَادِ يَعْنِي اللِّحْيَةَ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ خِضَابِ الْوَسْمَةِ، فَقَالَ: هُوَ مِمَّا أَحْدَثَ النَّاسُ قَدْ رَأَيْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه -[442]- وسلم §فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ خَضَبَ بِالْوَسْمَةِ وَمَا كَانُوا يَخْتَضِبُونَ إِلَّا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَهَذِهِ الصُّفْرَةِ

ذكر من قال اطلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنورة

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ اطَّلَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنُّورَةِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ أَبِي الْمَسْرَفِيِّ قَالَ الْفَضْلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَقَالَ مُوسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا اطَّلَى بِالنُّورَةِ وَلِيَ عَانَتَهُ وَفَرْجَهُ بِيَدِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ حَبِيبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا اطَّلَى وَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، وَسُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا اطَّلَى بِالنُّورَةِ وَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تَنَوَّرَ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: §مَا تَنَوَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَا الْخُلَفَاءُ وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: وَلَا الْحَسَنُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله -[443]- عليه وسلم §لَمْ يَتَنَوَّرْ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مِنَ الْفِطْرَةِ قَصُّ الْأَظْفَارِ وَالشَّارِبِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ»

ذكر حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ حِجَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: §احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَبُو طَيْبَةَ الْمَحَاجِمَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ رَمَضَانَ نَهَارًا فَقُلْتُ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ §عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْجُمُهُ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §دَعَا أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَمَهُ ثُمَّ سَأَلَهُ: «كَمْ خَرَاجُكَ» قَالَ: ثَلَاثَةُ أَيْصُعٍ فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْجَوَّابِ بْنُ الْأَحْوَصِ بْنِ جَوَّابٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: §حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «كَمْ خَرَاجُكَ؟» قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَوَضَعَ عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ وَلَمْ يَنْهَهُ

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ -[444]- الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ مَوْلًى كَانَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ فَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ قَالَ: وَقَالَ: «§الْحِجَامَةُ مِنْ أَفْضَلِ دَوَائِكُمْ»

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: §احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ وَلَوْ كَانَ خَبِيثًا لَمْ يُعْطِهِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ صَائِمٌ

أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ فَلِذَلِكَ كُرِهَتِ الْحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ»

أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §حَجَمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ قَالَ: فَقَالَ: «كَمْ خَرَاجُكَ؟» قَالَ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَوَضَعَ عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ قَالَ: وَلَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْرَهُ

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَدَعَا حَجَّامًا فَحَجَمَهُ بِمَحَاجِمِ مِنْ قُرُونٍ وَجَعَلَ يَشْرُطُهُ بِطَرَفِ شَفْرَةٍ قَالَ: فَدَخَلَ أَعْرَابِيُّ فَرَآهُ وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي مَا الْحِجَامَةُ قَالَ: فَفَزِعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ تُعْطِي هَذَا يَقْطَعُ جِلْدَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا الْحَجْمُ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْحَجْمُ؟ قَالَ: «هُوَ خَيْرُ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ -[445]- أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: §احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاشْتَطَّ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ أَكْلَةٍ أَكَلَهَا مِنْ شَاةٍ سَمَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ شَاكِيًا

أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: §احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مِنْدَلٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ السُّلَمِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاضِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ

أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ وَسُئِلَ: أَتَسَوَّكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ

أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَحْتَجِمُ ثَلَاثًا: عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ ثِنْتَيْنِ، وَعَلَى الْكَاهِلِ وَاحِدَةً

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ §وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَكَانِ النَّاتِئِ مِنَ الرَّأْسِ فَوْقَ الْيَافُوخِ فَقَالَ: هَذَا مَوْضِعُ مِحْجَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ يَحْتَجِمُ قَالَ عَقِيلٌ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُسَمِّيهَا الْمُغِيثَةَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هِزَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ عَلَى هَامَتِهِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالُوا: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، مَا هَذِهِ الْحِجَامَةُ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِمُهَا، وَقَالَ: «§مَنْ أَهْرَاقَ مِنْهُ هَذِهِ الدِّمَاءَ فَلَا يَضُرُّهُ أَلَّا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ لِشَيْءٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §-[447]- يَحْتَجِمُ ثِنَتَيْنِ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَوَاحِدَةً فِي الْكَاهِلِ، وَكَانَ يَأْمُرُ بِالْوِتْرِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَحْتَجِمُ ثِنْتَيْنِ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَوَاحِدَةً فِي الْكَاهِلِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ وَسَطَ رَأْسِهِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ رَأْسِهِ وَكَانَ يُسَمِّيهَا مُنْقِذًا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ فِي الْقَمَحْدُوَةِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ لِمَ احْتَجَمْتَ وَسَطَ رَأْسِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ حَابِسٍ إِنَّ §فِيهَا شِفَاءً مِنْ وَجَعِ الرَّأْسِ وَالْأَضْرَاسِ وَالنُّعَاسِ وَالْمَرَضِ وَأَشُكُّ فِي الْجُنُونِ لَيْتَ يَشُكُّ»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ يَعْنِي أَبَا حَفْصٍ الْعَبْدِيَّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحْتَجِمُوا فِي رُءُوسِهِمْ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْحِجَامَةُ فِي الرَّأْسِ هِيَ الْمُغِيثَةُ أَمَرَنِي بِهَا جِبْرِيلُ حِينَ أَكَلْتُ طَعَامَ الْيَهُودِيَّةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ الطَّوِيلُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا مَرَرْتُ بِمَلَكٍ أَوْ قَالَ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى - شَكَّ الرَّبِيعُ - إِلَّا أَمَرُونِي بِالْحِجَامَةِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ دَوَاءٌ لَدَاءِ السَّنَةِ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَأْمُرُ بِدَفْنِ الدَّمِ إِذَا احْتَجَمَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: «§ادْفِنْهُ لَا يَبْحَثُ عَنْهُ كَلْبٌ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّمَا §كُرِهَتِ الْحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: فَنَافَقَ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلٌ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَسْتَعِطُ بِالسِّمْسِمِ وَيَغْسِلُ رَأْسَهُ بِالسِّدْرِ

ذكر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاربه

§ذِكْرُ أَخْذِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ شَارِبِهِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تَحْفِي شَارِبَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §يُحْفِي شَارِبَهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَأْخُذُ الشَّارِبَ مِنْ أَطْرَافِهِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ مَجُوسِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَعْفَى شَارِبَهُ وَأَحْفَى لِحْيَتَهُ فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟» قَالَ: رَبِّي، قَالَ: «§لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُحْفِيَ شَارِبِي وَأُعْفِيَ لِحْيَتِي»

ذكر لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روي في البياض

§ذِكْرُ لِبَاسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا رُوِيَ فِي الْبَيَاضِ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْبَيَاضِ مِنَ الثِّيَابِ فَلْيَلْبَسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: «فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، وَحَبِيبِ بْنِ -[450]- أَبِي ثَابِتٍ، وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §مِنْ أَحَبِّ ثِيَابِكُمْ إِلَى اللَّهِ الْبَيَاضَ فَصَلُّوا فِيهَا وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ»

الحمرة

§الْحُمْرَةُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: §لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ حُلَّةً حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ مِنَ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ §فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ -[451]- وَحُلَّةٌ عَلَيْهِ حَمْرَاءُ قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ يُقَالُ لَهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ §مُتَّكِىءٌ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ كِنَانَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَلْبَسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ وَيَعْتَمُّ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ

الصفرة

§الصُّفْرَةُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §فَوَضَعْنَا لَهُ غُسْلًا فَاغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ فَاشْتَمَلَ بِهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: كَانَتْ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِلْحَفَةٌ مُوَرَّسَةٌ فَإِذَا دَارَ عَلَى نِسَائِهِ رَشَّهَا بِالْمَاءِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ -[452]- أُمَيَّةَ قَالَ: §رَأَيْتُ مِلْحَفَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَصْبُوغَةً بِوَرْسٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ رُكَيْحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: §رُبَّمَا صُبِغَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ بِزَعْفَرَانٍ وَوَرْسٍ ثُمَّ يَخْرُجُ فِيهَا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَصْبُغُ ثِيَابَهُ بِالزَّعْفَرَانِ قَمِيصَهُ وَرِدَاءَهُ وَعِمَامَتَهُ

أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُخْبِرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رِدَاءً وَعِمَامَةً مَصْبُوغَيْنِ بِالْعَبِيرِ» قَالَ مُصْعَبٌ: وَالْعَبِيرُ عِنْدَنَا الزَّعْفَرَانُ

أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا بِالزَّعْفَرَانِ حَتَّى الْعِمَامَةَ

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، لَا أَدْرِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَمْ لَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يُصَفِّرُ ثِيَابَهُ

أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا بِالزَّعْفَرَانِ حَتَّى الْعِمَامَةَ

الخضرة

§الْخَضِرَةُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعِيدُ -[453]- بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُضْطَبِعًا بِبُرْدٍ أَخْضَرَ

الصوف

§الصُّوفُ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الْمُلَبَّدَةِ فَأَقْسَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ فِيهَا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §جُعِلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بُرْدَةً سَوْدَاءَ مِنْ صُوفٍ فَلَبِسَهَا فَذَكَرَتْ بَيَاضَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَسَوَادَهَا فَلَمَّا عَرِقَ فِيهَا وَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الصُّوفِ تَعْنِي فَقَذَفَهَا وَكَانَ تُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فُلَانِ بْنِ الصَّامِتِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِي كِسَاءٍ يَلْتَفُّ بِهِ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ مَشْيَخَةِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ مُلْتَحِفًا بِكِسَاءٍ -[454]- فَكَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الْكِسَاءِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى إِذَا سَجَدَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: §جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتَاهَا قَالَ سَهْلٌ: وَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: الشَّمْلَةُ قَالَ: نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسَجْتُ هَذِهِ الْبُرْدَةَ بِيَدِي فَجِئْتُ بِهَا أَكْسُوكَهَا قَالَ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ فَجَسَّهَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ سَمَّاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةِ اكْسُنِيهَا فَقَالَ: «نَعَمْ» ، فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ رَجَعَ فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، كَسِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ قَالَ: §أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا أَسْمَاءُ جُبَّةً مِنْ طَيَالِسَةٍ لَهَا لَبِنَةُ شِبْرٍ مِنْ دِيبَاجٍ كَسْرَوَانِيٍّ وَفُرُوجُهَا مَكْفُوفَةٌ بِهِ فَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُهَا فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَبَضْتُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرِيضِ مِنَّا إِذَا اشْتَكَى

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَلْبَسُ الصُّوفَ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ -[455]-: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ §فَصَلَّى فِي مِرْطِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مِرْطٍ وَاللَّهِ تَعْنِي مِنْ صُوفٍ يَعْنِي لَا كَثِيفٌ وَلَا لَيِّنٌ

السواد والعمائم

§السَّوَادُ وَالْعَمَائِمُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَتْ §عِمَامَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَاءَ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَتْ §رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَاءَ تُسَمَّى الْعُقَابُ وَعِمَامَتُهُ سَوْدَاءَ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَتْ §رَايَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُودًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَيْوَانَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا سَجَدَ رَفَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ جَبْهَتِهِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ فَرَفَعَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ وَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا -[456]- أَبُو شَيْبَةَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَعْتَمُّ وَيُرْخِي عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: §أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِمَامَةٌ مُعَلَّمَةٌ فَقَطَعَ عَلَمَهَا ثُمَّ لَبِسَهَا

الحبرة

§الْحِبَرَةُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: §أَيُّ اللِّبَاسِ كَانَ أَحَبَّ وَأَعْجَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: الْحِبَرَةُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بُرْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حِبَرَةٍ لَهُ حَاشِيَتَانِ

السندس والحرير الذي لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تركه

§السُّنْدُسُ وَالْحَرِيرُ الَّذِي لَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ تَرَكَهُ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ فَلَبِسَهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تَذَبْذَبَانِ مِنْ طُولِهِمَا فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ -[457]- مِنَ السَّمَاءِ؟ فَقَالَ: «وَمَا تَعْجَبُونَ مِنْهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مِنْدِيلًا مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا» ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَبِسَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا» قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: «ابْعَثْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: §أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرُّوجٌ يَعْنِي قُبَاءَ حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ ثُمَّ قَالَ: «لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «§اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي وَأْتُونِي بِأَنْبَجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَهْدَى أَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمِيصَةً شَامِيَّةً لَهَا عَلَمٌ فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلَاةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «§رُدُّوا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ عَلَى أَبِي جَهْمٍ فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ فَكَادَ يَفْتِنُنِي»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَبِسَ خَمِيصَةً لَهَا عَلَمٌ ثُمَّ أَعْطَاهَا أَبَا جَهْمٍ وَأَخَذَ مِنْ أَبِي جَهْمٍ أَنْبَجَانِيًّا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلِمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ»

ذكر أصناف لباسه صلى الله عليه وسلم أيضا وطولها وعرضها

§ذِكْرُ أَصْنَافِ لِبَاسِهِ صلّى الله عليه وسلم أَيْضًا وَطُولِهَا وَعَرْضِهَا

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيُّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً قَالَ أَنَسٌ: حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ قَالَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ: §قَمِيصُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُطْنًا قَصِيرَ الطُّوَلِ قَصِيرَ الْكُمَّيْنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ: كَانَ §كُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الرُّسْغِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ §طُولَ رِدَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَعَرْضَهُ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ §ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهِ إِلَى الْوَفْدِ وَرِدَاءَهُ حَضْرَمِيُّ طُولُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ فَهُوَ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ قَدْ خَلِقَ وَطَوُوهُ بِثَوْبٍ يَلبَسُونَهُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُرَّةَ، مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يَلْبَسُ قَمِيصًا قَصِيرَ الْيَدَيْنِ وَالطُّولِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْهُ قَالَ: فَقَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ §وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَآمِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ

صفة أزرته صلى الله عليه وسلم

§صِفَةُ أُزْرَتِهِ صلّى الله عليه وسلم

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَرْخِي الْإِزَارَ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَيَرْفَعُهُ مِنْ وَرَائِهِ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا اتَّزَرَ أَرْخَى مُقَدَّمَ إِزَارِهِ حَتَّى تَقَعَ حَاشِيَتَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ وَيَرْفَعُ الْإِزَارَ مِمَّا وَرَاءَهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَأْتَزِرُ هَكَذَا؟ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتَزِرُ هَذِهِ الْأُزْرَةَ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتَزِرُ تَحْتَ سُرَّتِهِ وَتَبْدُو سُرَّتُهُ وَرَأَيْتُ عُمَرَ يَأْتَزِرُ فَوْقَ سُرَّتِهِ

ذكر قناعته صلى الله عليه وسلم بثوبه ولباسه القميص وما كان يقول إذا لبس ثوبا عليه

§ذِكْرُ قَنَاعَتِهِ صلّى الله عليه وسلم بِثَوْبِهِ وَلِبَاسِهِ الْقَمِيصَ وَمَا كَانَ يَقُولُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُكْثِرُ الْقِنَاعَ حَتَّى تُرَى حَاشِيَةَ ثَوْبِهِ كَأَنَّهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ بِثَوْبِهِ حَتَّى كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ أَوْ دَهَّانٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْتُهُ وَإِنَّ §قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ ثُمَّ أَدْخَلْتُ يَدَيَّ مِنْ جَيْبِ قَمِيصِهِ فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَابْنَهُ فِي شِتَاءٍ وَلَا حَرٍّ إِلَّا مُطْلِقَيْ أَزْرَارَهُمَا لَا يَزُرَّانِ أَبَدًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَمِيصًا أَوْ إِزَارًا أَوْ عِمَامَةً وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ §لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا أَوْ قَالَ إِذَا لَبِسَ أَحَدُكُمْ ثَوْبًا فَلْيَقُلِ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ إِلَى مَكَّةَ فَأَجَارَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ حَمَلَهُ عَلَى سَرْجِهِ وَرَدَفَهُ حَتَّى قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ أَرَاكَ مُتَخَشِّعًا أَسْبِلْ إِزَارَكَ كَمَا يُسْبِلُ قَوْمُكَ قَالَ: هَكَذَا يَأْتَزِرُ صَاحِبُنَا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ قَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ طُفْ بِالْبَيْتِ قَالَ: إِنَّا لَا نَصْنَعُ شَيْئًا حَتَّى يَصْنَعَ صَاحِبُنَا وَنَتْبَعَ أَثَرَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: كَانَتْ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خِرْقَةٌ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَسَّحَ بِهَا

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §اشْتَرَى حُلَّةً وَإِمَّا قَالَ: ثَوْبًا بِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §اشْتَرَى حُلَّةً بِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى الْحَارِثِيُّ، فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ قَالَ: §وُصِفَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّيْلَسَانُ فَقَالَ: «هَذَا ثَوْبٌ لَا يُؤَدَّى شُكْرُهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كَانَ §بُرْدُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم رِدَاؤُهُ ثَمَنُهُ دِينَارٌ

ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد ولبسه إياه

§ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَبْسِهِ إِيَّاهُ

حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: §آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ الْقَوْمِ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: §صَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ قَاعِدًا

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَامَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَقُلْنَا: §أَتُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذَا

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: §صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ فِي مَرَضِهِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ وَالْمُرْسَلَاتِ مَا صَلَّى بَعْدَهَا صَلَاةً حَتَّى قُبِضَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ -[463]- بَيْنَ طَرَفَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فِي بَيْتِهِ مُلْتَحِفًا بِهِ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّهُ §رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قُلْنَا لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: صَلِّ بِنَا كَمَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَالَ: §فَأَخَذَ مِلْحَفَةً فَشَدَّهَا مِنْ تَحْتِ ثُنْدُؤَتِهِ وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَأَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَعِنْدَهُ ثِيَابُهُ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: قَالَ جَابِرٌ: إِنَّهُ §رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى فِي إِزَارٍ مُؤْتَزِرًا بِهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَمَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ عُمَرُ: فِيهِ وَفِيهِ قَالَ: «نَعَمْ» يَعْنِي الْجَنَابَةَ وَالصَّلَاةَ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَهُوَ §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ أُخْتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: §هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُهَا فِيهِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِ أَذًى

ذكر ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتراشه

§ذِكْرُ ضِجَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافْتِرَاشِهِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ §ضِجَاعُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوًّا لِيفًا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، أَخْبَرَنَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[465]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى جَدَّتِي عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ §وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاقِدٌ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ إِلَّا حَصِيرٌ وَقَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وَعَلَى رَأْسِهِ أُهُبٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا رِيحٌ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً فَانْطَلَقَتْ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِفِرَاشٍ حَشْوُهُ صُوفٌ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُلَانَةُ الْأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشِكَ فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ بِهَذَا فَقَالَ: «رُدِّيهِ» فَلَمْ أَرُدَّهُ وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ: «وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ §لَوْ شِئْتُ لَأَجْرَى اللَّهُ مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَفْرِشُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً، فَجَاءَ لَيْلَةً وَقَدْ رَبَّعَتْهَا فَنَامَ عَلَيْهَا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ §مَا لِفِرَاشِي اللَّيْلَةَ لَيْسَ كَمَا كَانَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَبَّعْتُهَا لَكَ قَالَ: «فَأَعِيدِيهِ كَمَا كَانَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَا يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ فَرَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلَالِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: أَصَابَتِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُشَاءَةُ نَخْلَةٍ فَأَدْمَتْ إِصْبَعَهُ فَقَالَ: «§مَا هِيَ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيَتْ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتُ» قَالَ: فَحُمِلَ فَوُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشُرُطٍ وَوُضِعَ تَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةً بِلِيفٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِهِ فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ يَجْلِسُونَ عَلَى سُرَرِ الذَّهَبِ وَيَلْبَسُونَ السُّنْدُسَ وَالْإِسْتَبْرَقَ أَوْ قَالَ الْحَرِيرَ وَالْإِسْتَبْرَقَ فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونَ لَكُمُ الْآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا» قَالَ: وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ لَهَا رِيحٌ فَقَالَ: «لَوْ أَمَرْتَ بِهَذِهِ فَأُخْرِجَتْ» ، فَقَالَ: لَا، مَتَاعُ الْحَيِّ يَعْنِي الْأَهْلَ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَآهُ عَلَى حَصِيرٍ أَوْ سَرِيرٍ - أَبُو الْأَشْهَبِ شَكَّ - قَالَ أُرَاهُ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ قَالَ: وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ عَطَنَةٌ قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟» قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَكِسْرَى وَقَيْصَرُ عَلَى أَسِرَّةِ الذَّهَبِ قَالَ يَا عُمَرُ: «§أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى ضِجَاعٍ مِنْ أَدَمٍ قَالَ الْفَضْلُ فِي حَدِيثِهِ: مَحْشُوٍّ لِيفًا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَزَادَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ مُلْقَاةٌ فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟» قَالَ أَبْكِي أَنَّ كِسْرَى فِي الْخَزِّ وَالْقَزِّ وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَقَيْصَرَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ وَأَنْتَ نَجِيبُ اللَّهِ وَخَيْرَتُهُ كَمَا أَرَى قَالَ: «§لَا تَبْكِ يَا عُمَرُ فَلَوْ أَشَاءُ أَنْ تَسِيرَ الْجِبَالُ ذَهَبًا لَسَارَتْ وَلَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ ذُبَابٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا -[467]- مِنْهَا شَيْئًا»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ وَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا آذَنْتَنَا نَبْسُطُ لَكَ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَالِي وَلِلدُّنْيَا وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرْكَهَا»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: §دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى خَصَفَةٍ أَوْ حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ يُصَلِّي عَلَى بِسَاطٍ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ تَغَيَّرَ مِنَ الْقَدَمِ قَالَ وَنَضَّحَهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرْوٌ وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ تَكُونَ لَهُ فَرْوَةٌ مَدْبُوغَةٌ يُصَلِّي عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ رَبِّ هَذِهِ الدَّارِ جَرِيرٍ أَوْ أَبِي جَرِيرٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[468]- وَهُوَ يَخْطُبُ بِنَا §فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى مِيرَكَتِهِ فَإِذَا مَسْكُ ضَائِنَةٍ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ قَالَ: كَانَ §لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَصِيرٌ يَفْتَرِشُهُ بِالنَّهَارِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ احْتَجَزَ حُجْرَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اتَّخَذَ فِي الْمَسْجِدِ حُجْرَةً مِنْ حَصِيرٍ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا لَيَالِي فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي أَرَى مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتُبَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ §أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ»

ذكر الخمرة التي كان يصلي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: دَخَلْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُ ابْنَةَ ابْنِهَا أُمَّ كُلْثُومٍ عَنْ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَتْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ خُمْرَةٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أُنَحِّيَهَا فَقَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم -[469]- كَانَ §يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ: «إِنَّ §حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: «نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ» ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا حَائِضٌ فَقَالَ: «إِنَّ §حَيْضَتَهَا لَيْسَتْ فِي يَدِهَا» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَرَادَ أَنْ نَبْسُطَهَا فَيُصَلِّي عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا عَائِشَةُ §نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَائِضٌ قَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى عَلَى الْخُمْرَةِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، جَمِيعًا عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ

ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب

§ذِكْرُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الذَّهَبِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، فَصَنَعَ الْنَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَعَهُ وَقَالَ: «إِنِّي كُنْتُ §أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ بَاطِنِ كَفِّي» ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» ، وَنَبَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْخَاتَمَ فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §اتَّخَذَ خَاتَمًا -[471]- مِنْ ذَهَبٍ فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمًا نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «لَهُ نَظْرَةٌ وَلَكُمْ أُخْرَى» ، ثُمَّ خَلَعَهُ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: «لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَطَفِقُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى خِنْصَرِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَرَمَى بِهِ

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ §نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ

ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضة

§ذِكْرُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفِضَّةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قَيْصَرَ أَوْ إِلَى الرُّومِ وَلَمْ يَخْتِمْهُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ كِتَابَكَ لَا يَقْرَأُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَخْتُومًا §فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ فَنَقَشَهُ وَنَقَشَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا -[472]- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: §هَلِ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ أَخَّرَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلُّوا وَنَامُوا وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا» . قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ الْآنَ إِلَى وَمِيضِ خَاتَمِهِ فِي يَدِهِ وَرَفَعَ أَنَسٌ يَدَهُ الْيُسْرَى

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §اصْطَنَعَ خَاتَمًا كُلَّهُ مِنْ فِضَّةٍ وَقَالَ: «لَا يَصْنَعُ أَحَدٌ عَلَى صِفَتِهِ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ كُلُّهُ فَصَّهُ مِنْهُ قَالَ زُهَيْرٌ: فَسَأَلْتُ حُمَيْدًا عَنِ الْفَصِّ كَيْفَ هُوَ؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي كَيْفَ هُوَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْبَصْرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: §اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَصُّهُ حَبَشِيٌّ , قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ §رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا فَصَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ فَلَبِسُوهَا فَطَرَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمَهُ فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَكَانَ فِي -[473]- يَدِهِ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَهُ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ حَتَّى وَقَعَ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ، نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَجَعَلَ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَطَاءٌ قَالَا: كَانَ §خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِضَّةً وَفِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §طَرَحَ خَاتَمَهُ الذَّهَبَ ثُمَّ تَخَتُّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَجَعَلَهُ فِي يَسَارِهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ

ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الملوي عليه فضة

§ذِكْرُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَلْوِيِّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ

أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّازِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيدًا مَلْوِيًّا عَلَيْهِ فِضَّةٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، " أَنَّ §خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيُّ -[474]- عَلَيْهِ فِضَّةٌ غَيْرَ أَنَّ فَصَّهُ بَادٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟» فَقَالَ: خَاتَمٌ اتَّخَذْتُهُ فَقَالَ: «اطْرَحْهُ إِلَيَّ» ، فَطَرَحَهُ فَإِذَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيُّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ فَقَالَ: «مَا نَقْشُهُ؟» فَقَالَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَبِسَهُ فَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ حِينَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§مَا هَذَا الْخَاتَمُ فِي يَدِكَ يَا عَمْرُو؟» قَالَ: هَذِهِ حَلْقَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَمَا نَقْشُهَا؟» قَالَ " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَخَتَّمَهُ فَكَانَ فِي يَدِهِ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ فِي يَدِ عُمَرَ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ لَبِسَهُ عُثْمَانُ فَبَيْنَا هُوَ يَحْفِرُ بِئْرًا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ أَرِيسٍ فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى شَفَتِهَا يَأْمُرُ بِحَفْرِهَا سَقَطَ الْخَاتَمُ فِي الْبِئْرِ وَكَانَ عُثْمَانُ يُكْثِرُ إِخْرَاجَ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَإِدْخَالَهُ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ

ذكر نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نَقْشِ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ §فِي خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ -[475]-، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَقْشُهُ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ فِي سَطْرٍ، وَرَسُولٌ فِي سَطْرٍ، وَاللَّهُ فِي سَطْرٍ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: اصْطَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا فَقَالَ: «إِنَّا قَدِ §اصْطَنَعْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا فَلَا يَنْقُشْ عَلَيْهِ أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ النَّاسَ هَاهُنَا - كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْعَجَمَ - لَا يُجْرُونَ عِنْدَهُمْ كِتَابًا إِلَّا وَعَلَيْهِ طَابَعٌ فَكَانَ هُوَ الَّذِي هَاجَهُ عَلَى أَنِ اتَّخَذَ خَاتَمَهُ وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ: «§لَا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِ خَاتَمِي»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ §نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدِ §اتَّخَذْتُ خَاتَمًا فَلَا يَتَخَلَّفْ عَلَيْهِ أَحَدٌ» قَالَ: وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الرَّجُلِ، يَكُونُ فِي خَاتَمِهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَيَدْخُلُ بِهِ الْخَلَاءَ فَقَالَ: §أَوَلَمْ يَكُنْ فِي خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّازِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا -[476]- الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: كَانَ §نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ §نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: §مَا كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ ثُمَّ الْحَقُّ الْحَقُّ بَعْدَهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهَا قَدِمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ وَرِقٍ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَكْتُبُ إِلَى النَّاسِ فَأَفْرَقُ أَنْ يُزَادَ فِيهَا وَيُنْقَصَ مِنْهَا فَاتَّخَذْتُ خَاتَمًا أَخْتِمُ بِهِ قَالَ: «وَمَا نَقْشُهُ؟» قَالَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§آمَنَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ مُعَاذٍ حَتَّى خَاتَمُهُ» ، ثُمَّ أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَخَتَّمَهُ

ذكر ما صار إليه أمر خاتمه صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ أَمْرُ خَاتَمِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ حَتَّى مَاتَ وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى مَاتَا ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ -[477]- سِتَّ سِنِينَ فَلَمَّا كَانَ فِي السِّتِّ الْبَاقِيَةِ كُنَّا مَعَهُ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَهُوَ يُحَرِّكُ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ فَوَقَعَ فِي الْبِئْرِ فَطَلَبْنَاهُ مَعَ عُثْمَانَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ §خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمَّا أَخَذَهُ عُثْمَانُ سَقَطَ فَهَلَكَ فَنَقَشَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَقْشَهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، " أَنَّ §خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىْ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ مِنْ يَدِ عُثْمَانَ فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ §يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي يَسَارِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §مَا -[478]- تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَلَا عُمَرُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَلَا عُثْمَانُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ ثُمَّ ذَكَرَ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نَعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لِنَعْلِهِ قِبَالَانِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، §أَخْرَجَ لَهُمْ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَانِي مُعَقَّبَةً مِثْلَ الْحَضْرَمِيَّةِ لَهَا قِبَالَانِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَتْ §نَعْلُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهَا زِمَامَانِ شِرَاكُهُمَا مَثْنِيُّ فِي الْعُقْدَةِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ §نَعْلُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهَا قِبَالَانِ , قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: مِنْ سِبْتٍ أَيْ لَيْسَ عَلَيْهَا شَعْرٌ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُخَصَّرَةً مُعَقَّبَةَ مُلَسَّنَةً لَهَا قِبَالَانِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: أَمَرَ أَنَسٌ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَأُخْرِجَ نَعْلًا لَهَا قِبَالَانِ فَسَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: «§هَذِهِ نَعْلُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ §رَأَى نَعْلَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانَتَا مُقَابَلَتَيْنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: ذَهَبْتُ بِنَعْلَيَّ أُشَرِّكُهُمَا بِمَكَّةَ قَالَ: أَظُنُّهُ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فَأَتَيْتُ حَذَّاءً لِيُشَرِّكَهُمَا قَالَ وَلَهُمَا قِبَالَانِ قَالَ: فَقُلْتُ شَرِّكْهُمَا قَالَ: فَقَالَ: §أَلَا أُشَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ رَأَيْتَهُمَا؟ قَالَ: عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ: شَرِّكْهُمَا قَالَ: فَشَرَّكَهُمَا فَجَعَلَ أُذَنْيَهُمَا عَلَى الْيَمِينِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ: شِرِّكْ لِي نَعْلِي فَقَالَ: إِنَّ §شِئْتَ شَرَّكْتُهُمَا عَلَى الْيَمِينِ كَمَا رَأَيْتُ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ رَأَيْتَهُمَا؟ قَالَ: رَأَيْتُهُمَا عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: شَرِّكْهُمَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَشَرَّكَهُمَا كِلْتَيْهِمَا عَلَى الْيَمِينِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، جَمِيعًا عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَرَأَى نَاسًا لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ لَنَا قَالَ: §رَأَيْتُ نَعْلَ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم مَخْصُوفَةً

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ §أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: §رَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلًا وَيَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: §صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْتَعِلًا وَحَافِيًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِذْ وَضَعَ نَعْلَيْهِ عَلَى يَسَارِهِ فَأَلْقَى النَّاسُ نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ قَالَ: «§مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ؟» قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ فَأَلْقَيْنَا فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا أَوْ أَذًى فَمَنْ رَأَى يَعْنِي فِي نَعْلِهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُمَا ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ صَلَوَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي نَعْلَيْهِ -[481]- قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ فِيهِمَا شَيْئًا فَخَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ فَخَلَعُوا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ: «§لِمَ خَلَعْتُمْ؟» قَالُوا: رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا شَيْئًا»

أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §نَزَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ قَدْ طَرَحَ نَعْلَيْهِ طَرَحُوا نِعَالَهُمْ قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ طَرَحُوا نِعَالَهُمْ لَبِسَ نَعْلَيْهِ فَمَا رُئِيَ نَازِعًا نَعْلَيْهِ بَعْدُ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: انْقَطَعَ شِرَاكُ نَعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَصَلَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُمْ: «§انْزَعُوا هَذَا وَاجْعَلُوا الْأَوَّلَ مَكَانَهُ» ، قِيلَ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَنَا أُصَلِّي»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَنَعْلِهِ , قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يَنْتَعِلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَيُتَقَبَّلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ §أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ هَذِهِ -[482]- النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْبَسُهَا وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ، يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: جِئْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهُ: §رَأَيْتُكَ لَا تَلْبَسُ مِنَ النِّعَالِ إِلَّا السِّبْتِيَّةَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَنَسٌ §صَاحِبَ نَعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِدَاوَتِهِ

ذكر خف رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ خُفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ §صَاحِبَ الْحَبَشَةِ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ سَاذَجَيْنِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ §النَّجَاشِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ فَلَبِسَهُمَا وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا

ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ سِوَاكِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَوْ غَيْرُهُ عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَا يَرْقُدُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا فَيَسْتَيْقِظُ إِلَّا تَسَوَّكَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ §السِّوَاكُ قَدْ أَحْفَى لِثَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يُوضَعُ لَهُ السِّوَاكُ مِنَ اللَّيْلِ وَكَانَ اسْتَأْنَفَ السِّوَاكَ فَكَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَاكَ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ ثُمَّ أَوْتَرَ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ §يَسْتَنُّ بِمِسْوَاكٍ بِيَدِهِ وَالْمِسْوَاكُ فِي فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: «عَا عَا» ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ

أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§اسْتَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَرِيدِ رُطَبً وَهُوَ صَائِمٌ» فَقِيلَ لِقَتَادَةَ: إِنَّ أُنَاسًا يَكْرَهُونَهُ قَالَ: اسْتَاكَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَرِيدِ رُطَبٍ وَهُوَ صَائِمٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُسَافِرُ بِالسِّوَاكِ

ذكر مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكحلته ومرآته وقدحه

§ذِكْرُ مُشْطِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمِكْحَلَتِهِ وَمِرْآتِهِ وَقَدَحِهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §مُشْطُ عَاجٍ يَتَمَشَّطَ بِهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُسَافِرُ بِالْمُشْطِ وَالْمِرْآةِ وَالدُّهْنِ وَالسِّوَاكِ وَالْكُحْلِ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُكْثِرُ دُهْنَ رَأْسِهِ وَيُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِكْحَلَةٌ يَكْتَحِلُ بِهَا عِنْدَ النَّوْمِ ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §يَكْتَحِلُ فِي عَيْنِهِ الْيُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَالْيُسْرَى مَرَّتَيْنِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا حِبَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ وَهُوَ صَائِمٌ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَأَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خُثَيْمٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§عَلَيْكُمْ -[485]- بِالْإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ» ، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: «وَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَنْجَالِكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: §أَهْدَى الْمُقَوْقَسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدَحَ زُجَاجٍ كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدَحُ زُجَاجٍ فَكَانَ يَشْرَبُ فِيهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: §رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسٍ فِيهِ فِضَّةٌ أَوْ قَدْ شُدَّ بِفِضَّةٍ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّهُ كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُغْتَسَلٌ مِنْ صُفْرٍ

ذكر سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ سُيُوفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: §قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ بِسَيْفٍ كَانَ لِأَبِي مَأْثُورٍ يَعْنِي أَبَاهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §غَنِمَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، مِثْلَهُ فَأَقَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْمَهُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ -[486]- اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا قَبِيعَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَإِذَا حَلْقَتُهُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْحَمَائِلُ مِنْ فِضَّةٍ وَسِلْسِلَتُهُ فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ قَدْ نَحِلَ كَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيِّ أَصَابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §تَنَفَّلَ سَيْفًا لِنَفْسِهِ يَوْمَ بَدْرٍ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْفَقَارِ وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ §اسْمَ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذُو الْفَقَارِ وَاسْمَ رَايَتِهِ الْعِقَابُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: §أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَسْيَافٍ: سَيْفٌ قَلَعِيُّ، وَسَيْفٌ يُدْعَى بَتَّارًا، وَسَيْفٌ يُدْعَى الْحَتْفَ وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمِخْذَمُ وَرَسُوبٌ أَصَابَهُمَا مِنَ الْفُلْسِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَا: كَانَ §سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْفِيًّا لَهُ قَرْنٌ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §قَرَأْتُ فِي جَفْنِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذِي الْفَقَارِ: الْعَقْلُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُتْرَكْ مُفَرَّحٌ فِي الْإِسْلَامِ وَالْمُفَرَّحُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ لَا يُعْلَمُ لَهُ مَوْلًى وَلَا يُقْتَلْ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ §قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِضَّةً قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ نَعْلُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِضَّةً وَقَبِيعَتُهُ فِضَّةً وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ حِلَقُ فِضَّةٍ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: كَانَتْ §قَبِيعَةُ سَيْفِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ §نَعْلُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحِلَقُهُ وَقِبَاعَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ

ذكر درع رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: §أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِ قَيْنُقَاعَ دِرْعَيْنِ دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدِيَّةُ وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا: فِضَّةٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ دِرْعَهُ ذَاتَ الْفُضُولِ وَدِرْعَهُ فِضَّةً وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ دِرْعَيْنِ ذَاتَ الْفُضُولِ وَالسَّعْدِيَّةَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[488]- يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا هِيَ يَمَانِيَةٌ رَقِيقَةٌ ذَاتُ زَرَافَيْنِ إِذَا عُلِّقَتْ بِزَرَافِينِهَا لَمْ تَمَسَّ الْأَرْضَ وَإِذَا أُرْسِلَتْ مَسَّتِ الْأَرْضَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ جَمِيعًا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §فِي دِرْعِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَلَقَتَانِ مِنْ فِضَّةٍ عِنْدَ مَوْضِعٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الثَّدْيِ وَقَالَ خَالِدٌ: الصَّدْرِ وَحَلَقَتَانِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مِنْ فِضَّةٍ قَالَ خَالِدٌ: فِي حَدِيثِهِ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ أَبِي: فَلَبِسْتُهَا فَخَطَّتْ فِي الْأَرْضِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §رَهَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِرْعًا لَهُ عِنْدَ أَبِي الشَّحْمِ الْيَهُودِيِّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ظُفُرٍ فِي شَعِيرٍ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّ دِرْعَهُ لَمَرْهُونَةٌ قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ فِي حَدِيثِهِ: بِسِتِّينَ صَاعًا أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ وَزَادَ أَحَدُهُمَا رِزْقًا لِعِيَالِهِ

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، أَخْبَرَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقِ شَعِيرٍ

ذكر ترس رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ تُرْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرْسٌ فِيهِ تِمْثَالُ رَأْسِ كَبْشٍ فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَانَهُ فَأَصْبَحَ وَقَدْ أَذْهَبَهُ اللَّهُ

ذكر أرماح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقسيه

§ذِكْرُ أَرْمَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقِسِيِّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: §أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَرْمَاحٍ وَثَلَاثَ قِسِّيٍّ: قَوْسٌ اسْمُهَا الرَّوْحَاءُ، وَقَوْسٌ شَوْحَطٌ تُدْعَى الْبَيْضَاءُ، وَقَوْسٌ صَفْرَاءُ تُدْعَى الصَّفْرَاءُ مِنْ نَبْعٍ

ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوابه

§ذِكْرُ خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَوَابِّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَوَّلُ فَرَسٍ مَلِكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسٌ ابْتَاعَهُ بِالْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ بِعَشْرِ أَوَاقٍ وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ الضِّرْسُ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّكْبَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا غَزَا عَلَيْهِ أُحُدًا لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فَرَسٌ غَيْرَهُ وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ يُقَالُ لَهُ: مُلَاوَحٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي -[490]- حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُدْعَى السَّكْبُ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ §اسْمَ فَرَسِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم السَّكْبُ وَكَانَ أَغَرَّ مُحَجَّلًا طَلِقَ الْيَمِينِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §رَاهَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا سَيْحَةُ فَجَاءَتْ سَابِقَةً فَهَشَّ لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُدْعَى الْمُرْتَجِزُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنِ الْمُرْتَجِزِ، فَقَالَ: هُوَ §الْفَرَسُ الَّذِي اشْتَرَاهُ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي شَهِدَ لَهُ فِيهِ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ الْأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي مُرَّةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدِي ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ: §لِزَازٌ وَالظِّرْبُ وَاللُّحَيْفُ فَأَمَّا لِزَازٌ فَأَهْدَاهُ لَهُ الْمُقَوْقَسُ وَأَمَّا اللُّحَيْفُ فَأَهْدَاهُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْبَرَاءِ فَأَثَابَهُ عَلَيْهِ فَرَائِضَ مِنْ نَعَمِ بَنِي كِلَابٍ وَأَمَّا الظَّرِبُ فَأَهْدَاهُ لَهُ فَرْوَةُ بْنُ عُمَيْرٍ الْجُذَامِيُّ وَأَهْدَى تَمِيمٌ الدَّارِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسًا يُقَالُ لَهُ: الْوَرْدُ فَأَعْطَاهُ عُمَرَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَجَدَهُ يُبَاعُ

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَاقِدٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَامَ إِلَى فَرَسٍ لَهُ فَمَسَحَ وَجْهَهُ بِكُمِّ قَمِيصِهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ -[491]- اللَّهِ أَبِقَمِيصِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ §جِبْرِيلَ عَاتَبَنِي فِي الْخَيْلِ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ فَهِيَ أَوَّلُ شَهْبَاءُ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى زَوْجَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ فَأَتَيْتُهُ بِصُوفٍ وَلِيفٍ ثُمَّ فَتَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهَا رَسَنًا وَعِذَارًا ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَأَخْرَجَ عَبَاءَةً مُطَرَّفَةً فَثَنَاهَا ثُمَّ رَبَّعَهَا عَلَى ظَهْرِهَا ثُمَّ سَمَّى وَرَكِبَ ثُمَّ أَرْدَفَنِي خَلْفَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ §دُلْدُلُ بَغْلَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ بَغْلَةٍ رُئِيتُ فِي الْإِسْلَامِ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقَسُ وَأَهْدَى مَعَهَا حِمَارًا يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ فَكَانَتِ الْبَغْلَةُ قَدْ بَقِيَتْ حَتَّى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: §دُلْدُلُ أَهْدَاهَا فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ §اسْمَ بَغْلَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الدُّلْدُلُ وَكَانَتْ شَهْبَاءَ وَكَانَتْ بِيَنْبُعَ حَتَّى مَاتَتْ ثَمَّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: §أَهْدَى فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةً يُقَالُ لَهَا: فِضَّةٌ فَوَهَبَهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ فَنُفِقَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّا أَنْزَيْنَا الْحُمُرَ عَلَى خَيْلِنَا فَجَاءَتْنَا بِمِثْلِ هَذِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[492]- الله عليه وسلم: «إِنَّمَا §يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ §اسْمَ حِمَارِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْيَعْفُورُ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَيَحْلِبُونَ الشَّاءَ وَيَرْكَبُونَ الْحُمُرَ وَكَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِمَارٌ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ §بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُسَمَّى الشَّهْبَاءُ وَحِمَارُهُ الْيَعْفُورُ

ذكر إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْقَصْوَاءُ مِنْ نَعَمِ بَنِي الْحَرِيشِ ابْتَاعَهَا أَبُو بَكْرٍ وَأُخْرَى مَعَهَا بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ §فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى نَفَقَتْ وَهِيَ الَّتِي هَاجَرَ عَلَيْهَا وَكَانَتْ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ رَبَاعِيَّةً وَكَانَ اسْمُهَا الْقَصْوَاءَ وَالْجَدْعَاءَ وَالْعَضْبَاءَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ §اسْمُهَا الْعَضْبَاءَ وَكَانَ فِي طَرَفِ أُذُنِهَا جَدْعٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ -[493]-، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ §نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْقَصْوَاءَ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ §اسْمَ نَاقَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْقَصْوَاءُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاءُ وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ قَالَ فَقَدِمَ أَعْرَابِيُّ عَلَى قُعُودٍ لَهُ فَسَابَقَهَا فَسُبِقَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ قَالُوا: سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّهُ §حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ إِلَّا وَضَعَهُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَتِ الْقَصْوَاءُ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَسْبِقُ كُلَّمَا دُفِعَتْ فِي سُبَّاقٍ فَسُبِقَتْ فَكَانَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَآبَةٌ أَنْ سُبِقَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §النَّاسَ إِذَا رَفَعُوا شَيْئًا أَوْ أَرَادُوا رَفْعَ شَيْءٍ وَضَعَهُ اللَّهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ §يَرْمِي عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّهِ بِعَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ

ذكر لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَتْ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَاحٌ وَهِيَ الَّتِي أَغَارَ عَلَيْهَا الْقَوْمُ بِالْغَابَةِ وَهِيَ عِشْرُونَ لِقْحَةً وَكَانَتِ الَّتِي يَعِيشُ بِهَا أَهْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُرَاحَ إِلَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِرْبَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ فَكَانَ فِيهَا لَقَائِحُ لَهَا غُزْرٌ: الْحِنَّاءُ وَالسَّمْرَاءُ وَالْعَرِيسُ وَالسَّعْدِيَّةُ وَالْبُغُومُ وَالْيَسِيرَةُ وَالدُّبَّاءُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبْهَانَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: وَكَانَ §عَيْشُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللَّبَنَ أَوْ قَالَتْ: أَكْثَرُ عَيْشِنَا كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَقَائِحُ بِالْغَابَةِ كَانَ قَدْ فَرَّقَهَا عَلَى نِسَائِهِ فَكَانَتْ لِي مِنْهَا لِقْحَةٌ تُدْعَى: الْعَرِيسُ وَكُنَّا مِنْهَا فِيمَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ وَكَانَتْ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِقْحَةٌ تُدْعَى: السَّمْرَاءُ غَزِيرَةٌ وَلَمْ تَكُنْ كَلِقْحَتِي فَقَرَّبَ رَاعِيهُنُّ اللِّقَاحَ إِلَى مَرْعًى بِنَاحِيَةِ الْجَوَّانِيَةِ فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا فَنُؤْتَى بِهِمَا فَتَحْلِبَانِ فَتُوجَدُ لِقْحَتُهُ تَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَغْزَرَ مِنْهَا بِمِثْلِ لَبَنِهَا أَوْ أَكْثَرَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: §أَهْدَى الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلَابِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقْحَةً تُدْعَى: بُرْدَةٌ لَمْ أَرَ مِنَ الْإِبِلِ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا وَتَحْلِبُ مَا تَحْلِبُ لِقْحَتَانِ غَزِيرَتَانِ فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا يَرْعَاهَا هِنْدٌ وَأَسْمَاءُ يَعْتَقَبَانِهَا بِأُحُدٍ مَرَّةً وَبِالْجُمَّاءِ مَرَّةً ثُمَّ يَأْوِي بِهَا إِلَى مَنْزِلِنَا مَعَهُ مِلْءَ ثَوْبِهِ مِمَّا يَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرِ وَمَا يُهَشُّ مِنَ الشَّجَرِ فَتَبِيتُ فِي عَلَفٍ حَتَّى الصَّبَّاحِ فَرُبَّمَا حُلِبَتْ عَلَى أَضْيَافِهِ فَيَشْرَبُونَ حَتَّى يَنْهَلُوا غَبُوقًا وَيُفَرِّقُ عَلَيْنَا -[495]- بَعْدُ مَا فَضَلَ، وَحِلَابُهَا صَبُوحًا حَسَنٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعُ لَقَائِحَ تَكُونُ بِذِي الْجَدْرِ وَتَكُونُ بِالْجَمَّاءِ فَكَانَ لَبَنُهَا يَؤُوبُ إِلَيْنَا، لِقْحَةٌ تُدْعَى مَهْرَةً وَلِقْحَةٌ تُدْعَى الشَّقْرَاءَ وَلِقْحَةٌ تُدْعَى الدُّبَّاءَ فَكَانَتْ مَهْرَةٌ أَرْسَلَ بِهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ نَعَمِ بَنِي عَقِيلٍ وَكَانَتْ غَزِيرَةً وَكَانَتِ الشُّقْرَاءُ وَالدُّبَّاءِ ابْتَاعَهُمَا بِسُوقِ النَّبَطِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ وَكَانَتْ بُرْدَةٌ وَالسَّمْرَاءُ وَالْعَرِيسُ وَالْيَسِيرَةُ وَالْحِنَّاءُ يُحْلَبْنَ وَيُرَاحُ إِلَيْهِ بِلَبَنِهِنَّ كُلَّ لَيْلَةٍ وَكَانَ فِيهَا غُلَامُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَسَارٌ فَقَتَلُوهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَأْتِهِ لَبَنُ لِقَاحِهِ قَالَ: «§عَطَّشَ اللَّهُ مَنْ عَطَّشَ آلَ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ»

ذكر منايح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم

§ذِكْرُ مَنَايِحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَنَمِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُقْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: كَانَتْ §مَنَايِحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَنَمِ سَبْعًا: عَجْوَةُ وَزَمْزَمُ وَسُقْيَا وَبَرَكَةُ وَوَرِسَةُ وَإِطْلَالُ وَإِطْرَافُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعُ أَعْنُزٍ مَنَايِحَ تَرْعَاهُنَّ أُمُّ أَيْمَنَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ -[496]- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: كَانَتْ §مَنَايِحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرْعَى بِأُحُدٍ وَتَرُوحُ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَدُورُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ وَجِيهَةَ، مَوْلَاةِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سُئِلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: §هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْدُو؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُهُ كَانَتْ لَنَا أَعْنُزٌ سَبْعٌ فَكَانَ الرَّاعِي يَبْلُغُ بِهِنَّ مَرَّةً الْجَمَّاءَ وَمَرَّةً أُحُدًا وَيَرُوحُ بِهِنَّ عَلَيْنَا فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَاحٌ بِذِي الْجَدْرِ فَتَؤُوبُ إِلَيْنَا أَلْبَانُهَا بِاللَّيْلِ وَتَكُونُ بِالْغَابَةِ فَتَؤُوبُ إِلَيْنَا أَلْبَانُهَا بِاللَّيْلِ وَهُوَ كَانَ أَكْثَرَ عَيْشِنَا مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ

أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، وَالنُّعْمَانِ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جِلْدِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَاةٌ تُسَمَّى: قَمَرُ فَفَقَدَهَا يَوْمًا فَقَالَ: «مَا فَعَلَتْ قَمَرُ؟» فَقَالُوا: مَاتَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَمَا فَعَلْتُمْ بِإِهَابِهَا؟» قَالُوا: مَيْتَةٌ قَالَ: «§دِبَاغُهَا طَهُورُهَا» وَلَمْ يَذْكُرْ الْهَيْثَمُ فِي حَدِيثِهِ النُّعْمَانَ وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ زَيْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ شَاةٌ إِلَّا وَفِي بَيْتِهِمْ بَرَكَةٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَرُوحُ عَلَيْهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْغَنَمِ إِلَّا بَاتَتِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِمْ حَتَّى تُصْبِحَ»

ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواليه

§ذِكْرُ خَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَوَالِيهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §مَا كُنْتُ أَظُنُّ هِنْدَ وَأَسْمَاءَ ابْنَيْ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيَّيْنِ إِلَّا مَمْلُوكَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَا يَخْدِمَانِهِ لَا يَرِيمَانِ بَابَهُ هُمَا وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا فَايِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: كَانَ §خَدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَخُضْرَةُ وَرَضْوَى وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعْدٍ أَعْتَقَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّهُنَّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ §جَارِيَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُسَمَّى خُضْرَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ الْأَشْهَلَيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنِ افْحَصْ لِي عَنْ أَسْمَاءِ خَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَمَوَالِيهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ " أَنَّ §أُمَّ أَيْمَنَ وَاسْمُهَا بَرَكَةُ كَانَتْ لِأَبِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَرِثَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهَا وَكَانَ عُبَيْدٌ الْخَزْرَجِيُّ قَدْ تَزَوَّجَهَا بِمَكَّةَ فَوَلَدَتْ أَيْمَنَ ثُمَّ إِنَّ خَدِيجَةَ مَلَكَتْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ اشْتَرَاهُ لَهَا حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ بِسُوقِ عُكَاظٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ أَنْ تَهَبَ لَهُ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تَزَوَّجَهَا فَوَهَبَتْهُ لَهُ فَأَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَعْتَقَ بَرَكَةَ امْرَأَتَهُ وَكَانَ أَبُو كَبْشَةَ مِنْ مُوَلِّدِي مَكَّةَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ أَنَسَةٌ مِنْ مُوَلِّدِي السَّرَاةِ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ صَالِحٌ شُقْرَانُ غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ

وَكَانَ سَفِينَةُ غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ ثَوْبَانُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ابْتَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَعْتَقَهُ وَلَهُ نَسَبٌ فِي الْيَمَنِ وَكَانَ رَبَاحٌ أَسْوَدَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ يَسَارٌ عَبْدًا نُوبِيًّا أَصَابَهُ فِي غَزْوَةِ بَنِي عَبْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ لِلْعَبَّاسِ فَوَهَبَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ بَشَّرَ أَبُو رَافِعٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ فَسُّرَ بِهِ فَأَعْتَقَهُ وَاسْمُهُ أَسْلَمُ وَكَانَ فَضَالَةُ مَوْلًى لَهُ يَمَانِيًّا نَزَلَ الشَّأْمَ بَعْدُ وَكَانَ أَبُو مُوَيْهِبَةَ مُوَلَّدًا مِنْ مُوَلِّدِي مُزَيْنَةَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ رَافِعٌ غُلَامًا لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَوَرِثَهُ وَلَدُهُ فَأَعْتَقَ بَعْضُهُمْ نَصِيبَهُ فِي الْإِسْلَامِ وَتَمَسَّكَ بَعْضٌ فَجَاءَ رَافِعٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعِينُهُ فِيمَنْ لَمْ يُعْتِقْ حَتَّى يُعْتِقَهُ فَكَلَّمَهُ فِيهِ فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ يَقُولُ: أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مِدْعَمٌ غُلَامًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهَبَهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ مِنْ مُوَلِّدِي حِسْمَى

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَهَبَهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ فَلَمَّا شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ انْصَرَفَ إِلَى وَادِي الْقُرَى فَلَمَّا نَزَلَ يَحُطُّ رَحْلَهُ بِوَادِي الْقُرَى جَاءَهُ سَهْمُ غَرَبٍ فَقَتَلَهُ فَقِيلَ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ §الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا عَنَّا يَوْمَ خَيْبَرَ تُحْرَقُ عَلَيْهِ فِي النَّارِ» رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ قَالَ: وَكَانَ كَرْكَرَةُ غُلَامًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّهُ كَانَ §لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ وَكَانَ فِي ظَهْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِ ابْنُ عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنٍ

ذكر بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجر أزواجه

§ذِكْرُ بُيُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحُجَرِ أَزْوَاجِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورَةٌ بِالطِّينِ عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَرَأَيْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وُحُجْرَتَهَا مِنْ لَبَنٍ فَسَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهَا فَقَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزْوَةَ دُومَةَ بَنَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حُجْرَتَهَا بِلَبِنٍ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى اللَّبِنِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَوَّلَ نِسَائِهِ فَقَالَ: «مَا هَذَا الْبِنَاءُ؟» فَقَالَتْ: أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَكُفَّ أَبْصَارَ النَّاسِ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ §شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيهِ مَالُ الْمُسْلِمِينَ الْبُنْيَانُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ، مُعَاذَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عُمَرُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ يَقُولُ وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ: أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقْرَأُ يَأْمُرُ بِإِدْخَالِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ عَطَاءٌ: فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا يَنْشَأُ نَاشِئٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الْأُفُقِ فَيَرَى

مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَيَاتِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا يُزَهِّدُ النَّاسَ فِي التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ قَالَ مُعَاذٌ: فَلَمَّا فَرَغَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ: كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَبْيَاتٍ بِلَبِنٍ لَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ وَكَانَتْ خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جَرِيدٍ مَطِينَةٍ لَا حُجَرَ لَهَا عَلَى أَبْوَابِهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ ذَرَعْتُ السِّتْرَ فَوَجَدْتُهُ ثَلَاثَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ وَالْعَظْمِ أَوْ أَدْنَى مِنَ الْعَظْمِ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْبُكَاءِ يَوْمَئِذٍ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حَتَّى أَخْضَلَ لِحَاهُمُ الدَّمْعُ وَقَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ: لَيْتَهَا تُرِكَتْ فَلَمْ تُهْدَمْ حَتَّى يَقْصُرَ النَّاسُ عَنِ الْبِنَاءِ وَيَرَوْا مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا بِيَدِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ فِيمَا بَيْنَ الْإِسْطُوَانَةِ الَّتِي تَلِي حَرْفَ الْقَبْرِ الَّتِي تَلِي الْأُخْرَى إِلَى طَرِيقِ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §هَذَا بَيْتُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيهِ وَهَذَا كُلُّهُ إِلَى بَابِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْيَوْمَ إِلَى رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ فَهَذِهِ بُيُوتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي رَأَيْتُهَا بِالْجَرِيدِ قَدْ طُرَّتْ بِالطِّينِ عَلَيْهَا مُسُوحُ شَعْرٍ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا نَجَادُ بْنُ فَرُّوخَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: رَأَيْتُ حُجَرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُهْدَمَ §بِجَرَائِدِ النَّخْلِ مُلْبَسَةً الْأَنْطَاعَ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: §رَأَيْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا الْمُسُوحُ يَعْنِي مَتَاعَ الْأَعْرَابِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ -[501]-: أَخْبَرَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: كُنْتُ §أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَتَنَاوَلُ سُقُفَهَا بِيَدِي

ذكر صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رَفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: §أَوَّلُ صَدَقَةٍ فِي الْإِسْلَامِ وَقْفُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْوَالَهُ لَمَّا قُتِلَ مُخَيْرِيقٌ بِأُحُدٍ وَأَوْصَى: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَبَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَصَدَّقَ بِهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ مُخَيْرِيقٌ يَوْمَ أُحُدٍ: §إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ وَهِيَ عَامَّةُ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ فِي خِلَافَتِهِ بِخُنَاصَرَةَ: سَمِعْتُ بِالْمَدِينَةِ، وَالنَّاسُ، يَوْمَئِذٍ بِهَا كَثِيرٌ مِنْ مَشْيَخَةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَنَّ حَوَائِطَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَعْنِي السَّبْعَةَ الَّتِي وَقَفَ مِنْ أَمْوَالِ مُخَيْرِيقٍ وَقَالَ: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي لِمُحَمَّدٍ يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مُخَيْرِيقٌ خَيْرُ يَهُودَ» ، ثُمَّ دَعَا لَنَا عُمَرُ بِتَمْرٍ مِنْهَا فَأُتِيَ بِتَمْرٍ فِي طَبَقٍ فَقَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ يُخْبِرُنِي أَنَّ هَذَا التَّمْرَ مِنَ الْعِذْقِ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَنَا قَالَ: فَقَسَمَهُ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا تِسْعَ تَمَرَاتٍ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَدْ دَخَلْتُهَا إِذْ كُنْتُ وَالِيًا بِالْمَدِينَةِ وَأَكَلْتُ مِنْ هَذِهِ النَّخْلَةِ وَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا مِنَ التَّمْرِ أَطْيَبَ وَلَا أَعْذَبَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدٍ السَّعْدِيِّ قَالَ: كَانَ مُخَيْرِيقٌ أَيْسَرَ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَكَانَ مِنْ أَحْبَارِ يَهُودَ وَعُلَمَائِهَا بِالتَّوْرَاةِ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ يَنْصُرُهُ وَهُوَ عَلَى دِينِهِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ السَّبْتِ وَانْكَسَفَتْ قُرَيْشٌ وَدُفِنَ الْقَتْلَى وُجِدَ مُخَيْرِيقٌ مَقْتُولًا بِهِ جِرَاحٌ فَدُفِنَ نَاحِيَةً مِنْ مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يُسْمَعْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَلَا بَعْدَهُ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى أَنْ قَالَ: «§مُخَيْرِيقٌ خَيْرُ يَهُودَ» فَهَذَا أَمْرُهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: مَا هَذِهِ الْحَوَائِطُ إِلَّا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ لَقَدْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ §فَفَرَّقَ أَمْوَالَ مُخَيْرِيقٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: §هَذِهِ الْحَوَائِطُ السَّبْعَةُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُمَرَ الْحَارِثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: كَانَتْ §صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ وَهِيَ سَبْعَةٌ: الْأَعْوَافُ وَالصَّافِيَةُ وَالدَّلَالُ وَالْمَيْثِبُ وَبُرْقَةُ وَحُسْنَى وَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ مَشْرُبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ لِأَنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ مَارِيَةَ كَانَتْ تَنْزِلُهَا وَكَانَ ذَلِكَ الْمَالُ لِسَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ النَّضْيرِيِّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمَيْسُورِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَتِ §الْحُبُسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُبُسَ سَبْعَةِ حَوَائِطَ بِالْمَدِينَةِ: الْأَعْوَافُ وَالصَّافِيَةُ وَالدَّلَالُ وَالْمَيْثَبُ وَبُرْقَةُ وَحُسْنَى وَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ ابْنُ كَعْبٍ: وَقَدْ حَبَسَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَهُ عَلَى أَوْلَادِهِمْ وَأَوْلَادِ أَوْلَادِهِمْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كَانَ §لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثُ صَفَايَا فَكَانَتْ بَنُو النَّضِيرِ حُبُسًا لِنَوَائِبِهِ وَكَانَتْ فَدَكٌ لِابْنِ السَّبِيلِ وَكَانَتْ خَيْبَرُ فَكَانَ الْخُمْسُ قَدْ جَزَّأَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَجُزْءَانِ لِلْمُسْلِمِينَ وَجُزْءٌ كَانَ يُنْفِقُ مِنْهُ عَلَى أَهْلِهِ فَإِنْ فَضُلَ مِنْهُ فَضْلٌ رَدَّهُ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ

ذكر البئار التي شرب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْبِئَارِ الَّتِي شَرِبَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْتُ قَدْ طَلَبْتُ الْبِئَارَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعْذِبُ مِنْهَا وَالَّتِي بَرَّكَ فِيهَا وَبَصَقَ فِيهَا فَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ وَبَصَقَ فِيهَا وَبَرَّكَ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمٍ وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ أَبِي أَنَسٍ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ جُنُبَ قَصْرِ بَنِي حُدَيْلَةَ الْيَوْمَ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ جَاسِمَ بِئْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ بِرَاتِجَ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ بَقُبَاءَ وَبَرَّكَ فِيهَا وَقَالَ: «هِيَ §عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ» وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ الْعَبِيرَةِ -[504]- بِئْرِ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَقَفَ عَلَى بِئْرِهَا فَبَصَقَ فِيهَا وَشَرِبَ مِنْهَا وَنَزَلَ وَسَأَلَ عَنِ اسْمِهَا فَقِيلَ: الْعَبِيرَةُ فَسَمَّاهَا: الْيَسِيرَةُ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ رُومَةَ بِالْعَقِيقِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: §لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْزِلَ أَبِي أَيُّوبَ كَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَخْدُمُهُ وَيَسْتَعْذِبُ لَهُ مِنْ بِئْرِ أَبِي أَنَسٍ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ فَلَمَّا صَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِهِ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَهِنْدُ وَأَسْمَاءُ ابْنَا حَارِثَةَ يَحْمِلُونَ قُدُورَ الْمَاءِ إِلَى بُيُوتِ نِسَائِهِ مِنْ بِئْرِ السُّقْيَا ثُمَّ كَانَ خَادِمُهُ رَبَاحٌ عَبْدًا أَسْوَدَ يَسْتَقِي مَرَّةً مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ وَمَرَّةً مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا بِأَمْرِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: §خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَزِمْتُ بَابَهُ فِي قَوْمٍ مَحَاوِيجَ فَكُنْتُ آتِيهِ بِالْمَاءِ مِنْ جَاسِمَ بِئْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَكَانَ مَاؤُهَا طَيِّبًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ نَافِعًا، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ بِئْرِ غَرْسٍ: «§رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي جَالِسٌ عَلَى عَيْنٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ» يَعْنِي هَذِهِ الْبِئْرَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بِئْرُ غَرْسٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§نِعْمَ الْبِئْرُ بِئْرُ -[505]- غَرْسٍ هِيَ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ الْمِيَاهِ» ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْهَا وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رُقَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جِئْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبَاءً فَانْتَهَى إِلَى بِئْرِ غَرْسٍ وَإِنَّهُ لَيَسْتَقِي مِنْهَا عَلَى حِمَارٍ ثُمَّ نَقُومُ عَامَّةَ النَّهَارِ مَا نَجْدُ فِيهَا مَاءً §فَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّلْوِ وَرَدَّهُ فِيهَا فَجَاشَتْ بِالرَّوَاءِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ وَمِنْهَا غُسِّلَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: §سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَبُو أُسَيْدٍ وَأَبُو حُمَيْدٍ وَأَبِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ يَقُولُونَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِئْرَ بُضَاعَةَ فَتَوَضَّأَ فِي الدَّلْوِ وَرَدَّهُ فِي الْبِئْرِ، وَمَجَّ فِي الدَّلْوِ مَرَّةً أُخْرَى وَبَصَقَ فِيهَا وَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ الْمَرِيضُ فِي عَهْدِهِ يَقُولُ: «§اغْسِلُوهُ مِنْ مَاءِ بُضَاعَةَ» ، فَيُغْسَلُ، فَكَأَنَّمَا حُلَّ مِنْ عِقَالٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفًا مِرَارًا عَلَى بِئْرِ بُضَاعَةَ وَخَيْلُهُ تُسْقَى مِنْهَا وَشَرِبَ مِنْهَا وَتَوَضَّأَ وَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[506]- إِلَى رُومَةَ، وَكَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ يَسْقِي عَلَيْهَا بِأَجْرٍ، فَقَالَ: «§نِعْمَ صَدَقَةُ الْمُسْلِمِ هَذِهِ مِنْ رَجُلٍ يَبْتَاعُهَا مِنَ الْمُزَنِيِّ فَيُتَصَدَّقُ بِهَا» ، فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا، فَلَمَّا عُلِّقَ عَلَيْهَا الْعَلَقُ مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَرَاهَا وَتَصَدَّقَ بِهَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لَهُ الْجَنَّةَ» ، وَدَعَا بِدَلْو مِنْ مَائِهَا فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا النُّقَاخُ، أَمَا إِنَّ هَذَا الْوَادِيَ سَتُسْتَكْثَرُ مِيَاهُهُ وَيُعْذِبُونَ، وَبِئْرُ الْمُزَنِيِّ أَعْذَبُهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا بِبِئْرِ الْمُزَنِيِّ، وَلَهُ خَيْمَةٌ إِلَى جَنْبِهَا وَجَرَّةٌ فِيهَا مَاءٌ بَارِدٌ، فَسَقَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَاءً بَارِدًا فِي الصَّيْفِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§هَذَا الْعَذْبُ الزُّلَالُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَنَّهُ §يَعْقِلُ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّلْوِ فِي بِئْرِ أَنَسٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: §شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بِئْرِنَا هَذِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ قَالَ: §شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ مِنْ بِئْرِ السُّقْيَا فَكَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا بَعْدُ

ذكر عدد مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه وأسمائها وتواريخها، وجمل ما كان في كل غزاة وسرية منها

§ذِكْرُ عَدَدِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَرَايَاهُ وَأَسْمَائِهَا وَتَوَارِيخِهَا، وَجَمْلِ مَا كَانَ فِي كُلِّ غَزَاةٍ وَسَرِيَّةٍ مِنْهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَمُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَشْهَلِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَكَمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَأَخْبَرَنِي رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: كَانَ §عَدَدُ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي غَزَا بِنَفْسِهِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً، وَكَانَتْ سَرَايَاهُ الَّتِي بَعَثَ

بِهَا سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَرِيَّةً، وَكَانَ مَا قَاتَلَ فِيهِ مِنَ الْمَغَازِي تِسْعَ غَزَوَاتٍ: بَدْرُ الْقِتَالِ، وَأُحُدٌ، وَالْمُرَيْسِيعُ، وَالْخَنْدَقُ، وَقُرَيْظَةُ، وَخَيْبَرُ، وَفَتَحُ مَكَّةَ، وَحُنَيْنٌ، وَالطَّائِفُ، فَهَذَا مَا اجْتُمِعَ لَنَا عَلَيْهِ ". وَفِي بَعْضِ رِوَايَتِهِمْ أَنَّهُ قَاتَلَ فِي بَنِي النَّضِيرِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَهُ نَفْلًا خَاصَّةً، وَقَاتَلَ فِي غَزْوَةِ وَادِي الْقُرَى مُنْصَرَفُهُ مِنْ خَيْبَرَ، وَقُتِلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، وَقَاتَلَ فِي الْغَابَةِ. قَالُوا: وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، حِينَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ: أَنَّهُ قَدِمَ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَكَانَ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءٌ أَبْيَضُ، فَكَانَ الَّذِي حَمَلَهُ أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَالَ بَعْضُهُمْ: كَانُوا شَطْرَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ أَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَلَمْ يَبْعَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَبْعَثًا حَتَّى غَزَا بِهِمْ بَدْرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ شَرَطُوا لَهُ أَنَّهُمْ يَمْنَعُونَهُ فِي دَارِهِمْ وَهَذَا الثَّبَتُ عِنْدَنَا. وَخَرَجَ حَمْزَةُ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ قَدْ جَاءَتْ مِنَ الشَّأْمِ تُرِيدُ مَكَّةَ وَفِيهَا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ، فَبَلَغُوا سَيْفَ الْبَحْرِ يَعْنِي سَاحِلَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ فَالْتَقَوْا حَتَّى اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، فَمَشَى مَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا إِلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً وَإِلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمْ وَلَمْ يَقْتَتِلُوا فَتَوَجَّهَ أَبُو جَهْلٍ فِي أَصْحَابِهِ وَعِيرِهِ إِلَى مَكَّةَ وَانْصَرَفَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

سرية عبيدة بن الحارث ثم سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف إلى بطن رابغ في شوال على رأس ثمانية أشهر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد له لواء أبيض كان الذي حمله مسطح بن أثاثة بن عبد المطلب بن عبد مناف بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى بَطْنِ رَابِغٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُقِدَ لَهُ لِوَاءٌ أَبْيَضُ كَانَ الَّذِي حَمَلَهُ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سِتِّينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ فِيهِمْ أَنْصَارِيُّ فَلَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَهُوَ فِي مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ أَحْيَاءٌ مِنْ بَطْنِ رَابِغٍ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَنْتَ تُرِيدُ قُدَيْدًا عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَإِنَّمَا نَكَبُوا عَنِ الطَّرِيقِ لِيَرْعَوْا رِكَابَهُمْ فَكَانَ بَيْنَهُمُ الرَّمْيُ وَلَمْ يَسُلُّوا السُّيُوفَ، وَلَمْ يَصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، وَإِنَّمَا كَانَتْ بَيْنَهُمُ الْمُنَاوَشَةُ إِلَّا أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَدْ رُمِيَ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ رُمِيَ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْفَرِيقَانِ عَلَى حَامِيَتِهِمْ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْقَوْمِ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ

سرية سعد بن أبي وقاص ثم سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار في ذي القعدة على رأس تسعة أشهر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد له لواء أبيض حمله المقداد بن عمرو البهراني وبعثه في عشرين رجلا من المهاجرين يعترض لعير قريش تمر به، وعهد إليه أن لا يجاوز

§سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى الْخَرَّارِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُقِدَ لَهُ لِوَاءٌ أَبْيَضُ حَمَلَهُ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ وَبَعْثَهُ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ تَمُرُّ بِهِ، وَعُهِدَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يُجَاوِزَ الْخَرَّارَ، وَالْخَرَّارُ حِينَ تَرُوحُ مِنَ الْجُحْفَةِ إِلَى مَكَّةَ آبَارٌ عَنْ يَسَارِ الْمَحَجَّةِ قَرِيبٌ مِنْ خُمٍّ، قَالَ سَعْدٌ فَخَرَجْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا فَكُنَّا نَكْمُنُ النَّهَارَ وَنَسِيرُ اللَّيْلَ حَتَّى صَبَّحْنَاهَا صُبْحَ خَمْسٍ، فَنَجِدُ الْعِيرَ قَدْ مَرَّتْ بِالْأَمْسِ فَانْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ.

غزوة الأبواء ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبواء في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مهاجره وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب وكان لواء أبيض واستخلف على المدينة سعد بن عبادة، وخرج في المهاجرين ليس فيهم أنصاري حتى بلغ الأبواء يعترض لعير قريش فلم يلق

§غَزْوَةُ الْأَبْوَاءِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَبْوَاءُ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ لِوَاءٌ أَبْيَضَ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، وَخَرَجَ فِي الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ فِيهِمْ أَنْصَارِيُّ حَتَّى بَلَغَ الْأَبْوَاءَ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَهِيَ غَزْوَةُ وَدَّانٍ، وَكِلَاهُمَا قَدْ وَرَدَ، وَبَيْنَهُمَا سِتَّةُ أَمْيَالٍ وَهِيَ أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا بِنَفْسِهِ وَفِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَادَعَ مَخْشِيِّ بْنَ عَمْرٍو الضَّمْرِيَّ، وَكَانَ سَيِّدَهُمْ فِي زَمَانِهِ عَلَى أَنْ لَا يَغْزُو بَنِي ضَمْرَةَ وَلَا يَغْزُوهُ وَلَا يُكْثِرُوا عَلَيْهِ جَمْعًا وَلَا يُعِينُوا عَدُوًّا وَكَتَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا. وَضَمْرَةُ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْأَبْوَاءَ»

غزوة بواط ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بواط في شهر ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره وحمل لواءه سعد بن أبي وقاص وكان لواء أبيض واستخلف على المدينة سعد بن معاذ وخرج في مائتين من أصحابه يعترض لعير قريش فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من

§غَزْوَةُ بُوَاطٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُوَاطٌ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَكَانَ لِوَاءٌ أَبْيَضَ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَخَرَجَ فِي مِائَتَيْنِ مِنْ -[9]- أَصْحَابِهِ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فِيهَا أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ وَمِائَةُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةِ بَعِيرٍ فَبَلَغَ بُوَاطَ وَهِيَ جِبَالٌ مِنْ جِبَالِ جُهَيْنَةَ مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى وَهِيَ قَرِيبٌ مِنْ ذِي خُشُبٍ مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الشَّأْمِ، وَبَيْنَ بُوَاطٍ وَالْمَدِينَةِ نَحْوَ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، فَلَمْ يَلْقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَيْدًا، فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ

غزوة طلب كرز بن جابر الفهري ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلب كرز بن جابر الفهري في شهر ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره وحمل لواءه علي بن أبي طالب وكان لواء أبيض، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وكان كرز بن جابر قد أغار على سرح

§غَزْوَةُ طَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِطَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ لِوَاءً أَبْيَضَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ قَدْ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَاقَهُ، وَكَانَ يَرْعَى بِالْجَمَّاءِ، وَالسَّرْحُ: مَا رَعَوْا مِنْ نَعَمِهِمْ، وَالْجَمَّاءُ: جَبَلٌ نَاحِيَةَ الْعَقِيقِ إِلَى الْجُرُفِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ، فَطَلَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ سَفَوَانُ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ وَفَاتَهُ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ فَلَمْ يَلْحَقْهُ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

غزوة ذي العشيرة ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا العشيرة في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهرا من مهاجره، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، وكان لواء أبيض، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي وخرج في خمسين ومائة، ويقال في مائتين من

§غَزْوَةُ ذِي الْعُشَيْرَةِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَا الْعُشَيْرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ عَلَى رَأْسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، وَحَمَلَ لِوَاءَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ لِوَاءَ أَبْيَضَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ وَخَرَجَ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِمَّنِ انْتَدَبَ، وَلَمْ

يُكْرِهْ أَحَدًا عَلَى الْخُرُوجِ، وَخَرَجُوا عَلَى ثَلَاثِينَ بَعِيرًا يَعْتَقِبُونَهَا، خَرَجَ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ حِينَ أَبْدَأَتْ إِلَى الشَّأْمِ وَكَانَ قَدْ جَاءَهُ الْخَبَرُ بِفُصُولِهَا مِنْ مَكَّةَ فِيهَا أَمْوَالُ قُرَيْشٍ فَبَلَغَ ذَا الْعَشِيرَةِ وَهِيَ لِبَنِي مُدْلِجٍ بِنَاحِيَةِ يَنْبُعَ وَبَيْنَ يَنْبُعَ وَالْمَدِينَةِ تِسْعَةُ بُرُدٍ، فَوَجَدَ الْعِيرَ الَّتِي خَرَجَ لَهَا قَدْ مَضَتْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ وَهِيَ الْعِيرُ الَّتِي خَرَجَ لَهَا أَيْضًا يُرِيدُهَا حِينَ رَجَعَتْ مِنَ الشَّأْمِ فَسَاحَلَتْ عَلَى الْبَحْرِ، وَبَلَغَ قُرَيْشًا خَبَرُهَا فَخَرَجُوا يَمْنَعُونَهَا، فَلَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ فَوَاقَعَهُمْ وَقَتْلَ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ، وبِذِي الْعُشَيْرَةِ كَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَبَا تُرَابٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ نَائِمًا مُتَمَرِّغًا فِي الْبَوْغَاءِ فَقَالَ: اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ فَجَلَسَ، وَفِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَادَعَ بَنِي مُدْلِجٍ وَحُلَفَاءَهُمْ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا.

سرية عبد الله بن جحش الأسدي ثم سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه في اثني عشر رجلا من المهاجرين كل اثنين يعتقبان بعيرا إلى بطن نخلة، وهو بستان ابن عامر الذي قرب مكة وأمره أن

§سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى نَخْلَةَ فِي رَجَبَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بَعَثَهُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ كُلُّ اثْنَيْنِ يَعْتَقِبَانِ بَعِيرًا إِلَى بَطْنِ نَخْلَةَ، وَهُوَ بُسْتَانُ ابْنِ عَامِرٍ الَّذِي قُرْبَ مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْصُدَ بِهَا عِيرَ قُرَيْشٍ فَوَرَدَتْ عَلَيْهِ فَهَابَهُمْ أَهْلُ الْعِيرِ، وَأَنْكَرُوا أَمْرَهُمْ، فَحَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ رَأْسَهُ حَلَقَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ لِيَطْمَئِنَّ الْقَوْمُ، فَأَمِنُوا وَقَالُوا: هُمْ عُمَّارٌ لَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ فَسَرَّحُوا رِكَابَهُمْ وَصَنَعُوا طَعَامًا وَشَكُّوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَهُوَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَمْ لَا؟ ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ، فَقَاتَلُوهُمْ، فَخَرَجَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ يَقْدُمُ الْمُسْلِمِينَ، فَرَمَى عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَتَلَهُ وَشَدَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ فَاسْتَأْسَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ وَأَعْجَزَهُمْ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ

، وَاسْتَاقُوا الْعِيرَ وَكَانَ فِيهَا خَمْرٌ وَأُدْمٌ وَزَبِيبٌ جَاءُوا بِهِ مِنَ الطَّائِفِ فَقَدِمُوا بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَقَفَهُ وَحَبَسَ الْأَسِيرَيْنِ وَكَانَ الَّذِي أَسَرَ الْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ وَقُتِلَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ زَمِيلَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ لِعُتْبَةَ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ، فَضَلَّ الْبَعِيرُ بِحَرَّانَ وَهِيَ نَاحِيَةُ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَأَقَامَا عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ يَبْغِيَانِهِ، وَمَضَى أَصْحَابُهُمْ إِلَى نَخْلَةَ فَلَمْ يَشْهَدْهَا سَعْدٌ وَعُتْبَةُ وَقَدِمَا الْمَدِينَةَ بَعْدَهُمْ بِأَيَّامٍ وَيُقَالُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ لَمَّا رَجَعَ مِنْ نَخْلَةَ خَمَّسَ مَا غَنِمَ وَقَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ سَائِرَ الْغَنَائِمِ فَكَانَ أَوَّلَ خُمْسٍ خُمِّسَ فِي الْإِسْلَامِ وَيُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَفَ غَنَائِمَ نَخْلَةَ حَتَّى رَجَعَ مِنْ بَدْرٍ، فَقَسَّمَهَا مَعَ غَنَائِمِ بَدْرٍ، وَأَعْطَى كُلَّ قَوْمٍ حَقَّهُمْ، وَفِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ سُمِيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

غزوة بدر ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر القتال، ويقال بدر الكبرى، قالوا: لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم انصراف العير من الشأم التي كان خرج لها يريدها حتى بلغ ذا العشيرة بعث طلحة بن عبيد الله التيمي وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يتحسسان

§غَزْوَةُ بَدْرٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرُ الْقِتَالِ، وَيُقَالُ بَدْرٌ الْكُبْرَى، قَالُوا: لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم انْصِرَافَ الْعِيرِ مِنَ الشَّأْمِ الَّتِي كَانَ خَرَجَ لَهَا يُرِيدُهَا حَتَّى بَلَغَ ذَا الْعُشَيْرَةِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ، فَبَلَغَا التَّجْبَارَ مِنْ أَرْضِ الْحَوْرَاءِ، فَنَزَلَا عَلَى كَشَدٍّ الْجُهَنِيِّ فَأَجَارَهُمَا وَأَنْزَلَهُمَا وَكَتَمَ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَرَّتِ الْعِيرُ ثُمَّ خَرَجَا وَخَرَجَ مَعَهُمَا كَشَدٌّ خَفِيرًا حَتَّى أَوْرَدَهُمَا ذَا الْمَرْوَةِ، وَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ فَسَارُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَرَقًا مِنَ الطَّلَبِ، فَقَدِمَ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرَ الْعِيرِ فَوَجَدَاهُ قَدْ

خَرَجَ وَكَانَ قَدْ نَدَبَ الْمُسْلِمِينَ لِلْخُرُوجِ مَعَهُ وَقَالَ: هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُغْنِمَكُمُوهَا، فَأَسْرَعَ مَنْ أَسْرَعِ إِلَى ذَلِكَ وَأَبْطَأَ عَنْهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ وَكَانَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يُلَمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا عَلَى قِتَالٍ إِنَّمَا خَرَجُوا لِلْعِيرِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا وَجَّهَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ بِعَشْرِ لَيَالٍ، وَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَخَرَجَتْ مَعَهُ الْأَنْصَارُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ وَلَمْ يَكُنْ غَزَا بِأَحَدٍ مِنْهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَسْكَرَهُ بِبِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ، وَهِيَ عَلَى مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَ أَصْحَابَهُ وَرَدَّ مَنِ اسْتَصْغَرَ وَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ وَخَمْسَةِ نَفَرٍ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلًا، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَثَمَانِيَةٌ تَخَلَّفُوا لِعِلَّةٍ ضَرَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَلَّفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَتِهِ رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَأَقَامَ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بَعَثَهُمَا يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ وَخَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ خَلَّفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيُّ خَلَّفَهُ عَلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ الْعُمَرِيُّ رَدَّهُ مِنَ الرَّوْحَاءِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ، وَخَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ كُسِرَ أَيْضًا فَهَؤُلَاءِ ثَمَانِيَةٌ لَا اخْتِلَافَ فِيهِمْ عِنْدَنَا وَكُلُّهُمْ مُسْتَوْجِبٌ وَكَانَتِ الْإِبِلُ سَبْعِينَ بَعِيرًا يَتَعَاقَبُ النَّفَرُ الْبَعِيرَ وَكَانَتِ الْخَيْلُ فَرَسَيْنِ: فَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَامَهُ عَيْنَيْنِ لَهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يَأْتِيَانِهِ بِخَبَرِ عَدُوِّهِ وَهُمَا: بَسْبَسُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَهُمَا مِنْ جُهَيْنَةَ حَلِيفَانِ لِلْأَنْصَارِ فَانْتَهَيَا إِلَى مَاءِ بَدْرٍ فَعَلِمَا الْخَبَرَ، وَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ بَلَغَ الْمُشْرِكِينَ بِالشَّأْمِ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْصُدُ انْصِرَافَهُمْ فَبَعَثُوا ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو حِينَ فَصَلُوا مِنَ الشَّأْمِ إِلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُونَهَمْ بِمَا بَلَغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَأْمُرُونَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فَيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ سِرَاعًا وَمَعَهُمُ الْقِيَانُ، وَالدُّفُوفُ وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِالْعِيرِ وَقَدْ خَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا حِينَ دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ وَاسْتَبْطَؤُوا ضَمْضَمًا وَالنَّفِيرَ حَتَّى وَرَدَ بَدْرًا وَهُو َخَائِفٌ مِنَ الرَّصَدَ، فَقَالَ لِمَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو هَلْ أَحْسَسْتَ أَحَدًا مِنْ عُيُونِ مُحَمَّدٍ؛ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِمَكَّةَ مِنْ قُرَشِيٍّ وَلَا قُرَشِيَّةٍ لَهُ نَشٌّ فَصَاعِدًا إِلَّا قَدْ بَعَثَ بِهِ مَعَنَا، فَقَالَ مَجْدِيُّ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُنْكِرُهُ إِلَّا رَاكِبَيْنِ أَتَيَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ وَأَشَارَ لَهُ إِلَى مُنَاخِ عَدِيٍّ وَبَسْبَسٍ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَخَذَ أَبْعَارًا مِنْ بَعِيرَيْهِمَا فَفَتَّهُ فَإِذَا فِيهِ نَوًى، فَقَالَ: عَلَائِفُ يَثْرِبَ هَذِهِ عُيُونُ مُحَمَّدٍ، فَضَرَبَ وُجُوهَ الْعِيرِ فَسَاحَلَ بِهَا وَتَرَكَ بَدْرًا يَسَارًا، وَانْطَلَقَ سَرِيعًا، وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ قَيْسَ بْنَ امْرِئِ الْقَيْسِ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَزَ الْعِيرَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالرُّجُوعِ، فَأَبَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَرْجِعَ وَرَدُّوا الْقِيَانَ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَلَحِقَ الرَّسُولُ أَبَا سُفْيَانَ بِالْهَدَّةِ وَهِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ عُسْفَانَ إِذَا رُحْتَ مِنْ مَكَّةَ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ وَسُكَّانُهَا بَنُو ضَمْرَةَ وَنَاسٌ مِنْ خُزَاعَةَ، فَأَخْبَرَهُ بِمُضِيِّ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: وَاقَوْمَاهُ هَذَا عَمَلُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ يَعْنِي أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا نَبْرَحُ حَتَّى نَرِدَ بَدْرًا، وَكَانَتْ بَدْرٌ مَوْسِمًا مِنْ مَوَاسِمِ الْجَاهِلِيَّةِ يَجْتَمِعُ بِهَا الْعَرَبُ بِهَا سُوقٌ، وَبَيْنَ بَدْرٍ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ وَمِيلَانِ وَكَانَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ عَلَى الرَّوْحَاءِ وَبَيْنَ الرَّوْحَاءِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمُنْصَرَفِ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِذَاتِ أَجْذَالً، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمَعْلَاةِ وَهِيَ: خَيْفُ السَّلَمِ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْأَثِيلِ، ثُمَّ مِيلَانِ إِلَى بَدْرٍ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ أَرْسَلَتْ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ، وَكَانَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حِينَ فَصَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يُخْبِرُهُ بِمَسِيرِهَا وَفُصُولِهَا فَخَالَفَ أَبَا سُفْيَانَ فِي الطَّرِيقِ، فَوَافَى الْمُشْرِكِينَ

بِالْجُحْفَةِ فَمَضَى مَعَهُمْ فَجُرِحَ يَوْمَ بَدْرٍ جِرَاحَاتٍ وَهَرَبَ عَلَى قَدَمَيْهِ وَرَجَعَتْ بَنُو زُهْرَةَ مِنَ الْجُحْفَةِ، أَشَارَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا وَكَانَ اسْمُهُ أُبَيُّ فَلَمَّا رَجَعَ بِبَنِي زُهْرَةَ قِيلَ: خَنَسَ بِهِمْ فَسُمِّيَ الْأَخْنَسُ، وَكَانَ بَنُو زُهْرَةَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ رَجُلٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ، وَكَانَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ النَّفِيرِ، فَلَمَّا بَلَغُوا ثَنِيَّةَ لِفَتٍ عَدَلُوا فِي السَّحَرِ إِلَى السَّاحِلِ مُنْصَرِفِينَ إِلَى مَكَّةَ، فَصَادَفَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَدِيٍّ، كَيْفَ رَجَعْتُمْ لَا فِي الْعِيرِ وَلَا فِي النَّفِيرِ فَقَالُوا أَنْتَ أَرْسَلْتَ إِلَى قُرَيْشٍ أَنْ تَرْجِعَ، وَيُقَالُ: بَلْ لَقِيَهُمْ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَلَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ دُونَ بَدْرٍ أَتَاهُ الْخَبَرُ بِمَسِيرِ قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ وَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بَرْكِ الْغُمَادِ لَسِرْنَا مَعَكَ حَتَّى نَنْتَهِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَشِيرُوا عَلَيَّ» وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْأَنْصَارَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَنَا أُجِيبُ عَنِ الْأَنْصَارِ، كَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرِيدُنَا، قَالَ: «أَجَلْ» ، قَالَ: فَامْضِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوِ اسْتَعْرَضْتَ هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ، مَا بَقِيَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ» ، وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ الْأَلْوِيَةَ وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ الْأَعْظَمُ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَلِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ: يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشِعَارُ الْخَزْرَجِ: يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ، وَشِعَارُ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا يَوْمَئِذٍ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ

وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثَلَاثَةُ أَلْوِيَةٍ: لِوَاءٌ مَعَ أَبِي عَزِيزِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلِوَاءٌ مَعَ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلِوَاءٌ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَدْنَى بَدْرٍ عِشَاءَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو يَتَحَسَّسُونَ خَبَرَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمَاءِ، فَوَجَدُوا رَوَايَا قُرَيْشٍ فِيهَا سُقَّاؤُهُمْ فَأَخَذُوهُمْ. وَبَلَغَ قُرَيْشاً خَبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سُقَّاؤُهُمْ، فَمَاجَ الْعَسْكَرُ وَأُتِيَ بِالسُّقَّاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَيْنَ قُرَيْشٌ» ، فَقَالُوا: خَلْفَ هَذَا الْكَثِيبِ الَّذِي تَرَى، قَالَ: «كَمْ هُمْ؟» ، قَالُوا: كَثِيرٌ، قَالَ: «كَمْ عَدَدُهُمْ؟» ، قَالُوا: لَا نَدْرِي، قَالَ: «كَمْ يَنْحَرُونَ؟» ، قَالُوا: يَوْمًا عَشْرًا، وَيَوْمًا تِسْعًا، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «الْقَوْمُ مَا بَيْنَ الْأَلْفِ وَالتِّسْعِمِائَةِ» ، فَكَانُوا تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ إِنْسَانًا، وَكَانَتْ خَيْلُهُمْ مِائَةُ فَرَسٍ وَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ لَيْسَ بِمَنْزِلٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ فَإِنِّي عَالِمٌ بِهَا وَبِقُلُبِهَا بِهَا قَلِيبٌ قَدْ عَرَفْتُ عُذُوبَةَ مَائِهِ لَا يُنْزَحُ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُعَوِّرُ مَا سِوَاهُ مِنَ الْقُلُبِ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ الرَّأْي مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَانَ الْوَادِي دَهْسًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى السَّمَاءَ، فَلَبَّدَتِ الْوَادِيَ وَلَمْ يَمْنَعِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَسِيرِ، وَأَصَابَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمَطَرِ مَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ وَإِنَّمَا بَيْنَهُمْ قَوْزٌ مِنَ الرَّمْلِ وَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ النُّعَاسُ، وَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَرِيشٌ مِنْ جَرِيدٍ فَدَخَلَهُ النَّبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ مُتَوَشِّحًا بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَفَّ أَصْحَابَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ قُرَيْشٌ وَطَلَعَتْ قُرَيْشٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّفُ أَصْحَابَهُ، وَيُعَدِّلُهُمْ كَأَنَّمَا يُقَوِّمُ بِهِمُ الْقَدَحَ، وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ قَدَحٌ يُشِيرُ بِهِ إِلَى هَذَا تَقَدَّمْ وَإِلَى هَذَا تَأَخَّرْ حَتَّى اسْتَوَوْا، وَجَاءَتْ

رِيحٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهَا شِدَّةً ثُمَّ ذَهَبَتْ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى ثُمَّ ذَهَبَتْ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى، فَكَانَتِ الْأُولَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَالثَّانِيَةُ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْمَنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَالثَّالِثَةُ إِسْرَافِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْسَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلَائِكَةِ عَمَائِمُ قَدْ أَرْخُوهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ خُضْرٌ، وَصُفْرٌ، وَحُمْرٌ مِنْ نُورٍ وَالصُّوفُ فِي نَوَاصِي خَيْلِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ، فَسَوِّمُوا» ، فَأَعْلَمُوا بِالصُّوفِ فِي مَغَافِرِهِمْ وَقَلَانِسِهِمْ، وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، قَالَ: فَلَمَّا اطْمَأَنَّ الْقَوْمُ بَعَثَ الْمُشْرِكُونَ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ الْجُمَحِيَّ وَكَانَ صَاحِبُ قِدَاحٍ، فَقَالُوا: احْزُرْ لَنَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، فَصَوَّبَ فِي الْوَادِي وَصَعَّدَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا مَدَدَ لَهُمْ وَلَا كَمِينَ، الْقَوْمُ ثَلَاثُمِائَةٍ، إِنْ زَادُوا زَادُوا قَلِيلًا، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ بَعِيرًا وَفَرَسَانِ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ الْبَلَايَا تَحْمِلُ الْمَنَايَا نَوَاضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ الْمَوْتَ النَّاقِعَ، قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا مَلْجَأٌ إِلَّا سُيُوفَهُمْ، أَمَا تَرَوْنَهُمْ خُرْسًا لَا يَتَكَلَّمُونَ، يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْأَفَاعِي؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ نَقْتُلَ مِنْهُمْ رَجُلًا حَتَّى يُقْتَلَ مِنَّا رَجُلٌ فَإِذَا أَصَابُوا مِنْكُمْ عَدَدَهُمْ فَمَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَوْا رَأْيَكُمْ، فَتَكَلَّمَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَمَشَى فِي النَّاسِ، وَأَتَى شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ وَكَانَا ذَوَيْ تَقِيَّةٍ فِي قَوْمِهِمَا فَأَشَارُوا عَلَى النَّاسِ بِالِانْصِرَافِ، وَقَالَ عُتْبَةُ: لَا تَرُدُّوا نَصِيحَتِي وَلَا تُسَفِّهُوا رَأْيِي، فَحَسَدَهُ أَبُو جَهْلٍ حِينَ سَمِعَ كَلَامَهُ فَأَفْسَدَ الرَّأْيَ وَحَرَّشَ بَيْنَ النَّاسِ وَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنْشِدَ أَخَاهُ عَمْرًا وَكَانَ قُتِلَ بِنَخْلَةَ فَكَشَفَ عَامِرٌ وَحَثَا عَلَى اسْتِهِ التُّرَابَ وَصَاحَ: وَاعُمَرَاهُ يُخْزِي بِذَلِكَ عُتْبَةَ لِأَنَّهُ حَلِيفُهُ مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ، وَجَاءَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فَنَاوَشَ الْمُسْلِمِينَ فَثَبَتَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى صَفِّهِمْ وَلَمْ يَزُولُوا وَشَدَّ عَلَيْهِمْ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَنَشَبَتِ الْحَرْبُ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ

وَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وَيُقَالُ قَتَلَهُ حَبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةَ وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ الْعُقَيْلِيُّ ثُمَّ خَرَجَ شَيْبَةُ وَعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَدَعَوْا إِلَى الْبَرَازِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَنُو عَفْرَاءَ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ وَعَوْفٌ بَنُو الْحَارِثِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ قِتَالٍ لَقِيَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ فِي الْأَنْصَارِ وَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ الشَّوْكَةُ بِبَنِي عَمِّهِ وَقَوْمِهِ فَأَمَرَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى مَصَافِّهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: خَيْرًا ثُمَّ نَادَى الْمُشْرِكُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ إِلَيْنَا الْأَكْفَاءَ مِنْ قَوْمِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي هَاشِمٍ، قُومُوا قَاتِلُوا بِحَقِّكُمُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّكُمْ إِذْ جَاؤُوا بِبَاطِلِهِمْ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ» ، فَقَامَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَمَشَوْا إِلَيْهِ، فَقَالَ عُتْبَةُ: تَكَلَّمُوا نَعْرِفْكُمْ، وَكَانَ عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ، فَقَالَ حَمْزَةُ: أَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، فَقَالَ عُتْبَةُ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، وَأَنَا أَسَدُ الْحُلَفَاءِ، مَنْ هَذَانِ مَعَكَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: كُفْآنِ كَرِيمَانِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ: قُمْ يَا وَلِيدُ فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ، ثُمَّ قَامَ شَيْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَضَرَبَ شَيْبَةُ رِجْلَ عُبَيْدَةَ بِذُبَابِ السَّيْفِ، يَعْنِي طَرَفَهُ فَأَصَابَ عَضَلَةَ سَاقِهِ، فَقَطَعَهَا فَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى شَيْبَةَ فَقَتَلَاهُ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] ، وَنَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ أَوْ عَامَّتُهَا. {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16] ، يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ. وَ {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 55] ، وَ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] ، قَالَ: فَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَثَرِهِمْ مُصْلِتًا لِلسَّيْفِ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ، وَأَجَازَ عَلَى جَرِيحِهِمْ وَطَلَبَ مُدْبِرَهُمْ وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا سِتَّةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَثَمَانِيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فِيهِمْ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ

بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَعُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وعَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَصَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ ومُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَحَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وعَوْفٌ ومُعَوِّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ، وَرَافِعُ بْنُ مُعَلَّى وَيَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ فُسْحُمِ وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلًا وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا وَكَانَ فِي مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ شَيْبَةُ وعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَالْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَهُوَ ابْنُ الْعَدَوِيَّةِ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالْأَثِيلِ، وعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالصَّفْرَاءِ، وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَالُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَمُنَبِّهُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ومَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ، وَكَانَ فِي الْأُسَارَى نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ، وعَدِيُّ بْنُ الْخِيَارِ، وَأَبُو عَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَأَبُو عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيُّ الشَّاعِرُ، وَوَهْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ، وَأَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ. وَكَانَ فِدَاءُ الْأُسَارَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى ثَلَاثَةِ آلَافٍ إِلَى أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفٍ إِلَّا قَوْمًا لَا مَالَ لَهُمْ، مَنَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ وَغَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَصَابَ مِنْهُمْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْغَنَائِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَسَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسَيَرِ شِعْبٍ بِالصَّفْرَاءِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ قَوَاصِدَ وَتَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفًا ذَا الْفَقَّارِ وَكَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَكَانَ صَفِيَّهُ يَوْمَئِذٍ، وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

الْغَنِيمَةَ كُلَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ حَضَرُوا بَدْرًا، وَلِلثَّمَانِيَةِ النَّفْرِ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا بِإِذْنِهِ، فَضَرَبَ لَهُمْ بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَهْمَهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِ جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ وَكَانَ مَهْرِيًّا فَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهُ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ يُخْبِرُهُمْ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ وَخَبَرِ بَدْرٍ وَمَا أَظْفَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَغَنْمِهِ مِنْهُمْ وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَالْعَالِيَةُ: قُبَاءُ، وَخَطْمَةُ وَوَائِلٌ وَوَاقِفٌ وَبَنُو أُمَيَّةَ بْنُ زَيْدٍ وَقُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ، فَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ حِينَ سُوِّيَ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم التُّرَابُ بِالْبَقِيعِ وَكَانَ أَوَّلَ النَّاسِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمُصَابِ أَهْلِ بَدْرٍ، وَبِهَزِيمَتِهِمُ الْحَيْسُمَانُ بْنُ حَابِسٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ، وَأَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: " §كَانَتْ عِدَّةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ جَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا النَّهَرَ، قَالَ: وَمَا جَازَ مَعَهُ النَّهَرَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا مُؤْمِنٌ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: «§كَانَ عِدَّةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ جَالُوتَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: «§كَانَ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالُوا أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: «§كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى -[20]- سِتِّينَ وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ نَيِّفًا عَلَى أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا أَنَّهُمْ كَانُوا §عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ، قَالَ الْبَرَاءُ: لَا وَاللَّهِ، مَا جَازَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ، قَالَ: «§كَانَ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، سَبْعُونَ وَمِائَتَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَقِيَتُهُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ»

أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§كَانَ أَهْلُ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ، وَكَانَتْ هَزِيمَةُ أَهْلِ بَدْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِثَلَثِمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ كَمَا خَرَجَ طَالُوتُ فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجُوا فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ» ، فَفَتَحَ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَانْقَلَبُوا حِينَ انْقَلَبُوا وَمَا فِيهِمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ رَجَعَ بِحِمْلٍ أَوْ حِمْلَيْنِ وَاكْتَسَوْا وَشَبِعُوا "

أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ، قَالَ: " §شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَوَالِي بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَقَالَ مَطَرٌ: لَقَدْ ضَرَبُوا فِيهِمْ بِضَرْبَةٍ صَالِحَةٍ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: «§كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " §سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ لَيْلَةِ بَدْرٍ فَقَالَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ §بَدْرٌ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا الثَّبْتُ أَنَّهُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحَدِيثُ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ شَاذُّ

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ، فِي السَّفَرِ فَحَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ غَزْوَتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَيَوْمَ الْفَتْحِ فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §غَزَا غَزْوَةَ بَدْرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَصُمْ يَوْمًا حَتَّى رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو أَيُّوبَ عَنْ يَوْمِ بَدْرٍ فَقَالَ: «§إِمَّا لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ، أَوْ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ، أَوْ لِإِحْدَى عَشْرَةَ بَقِيَتْ، أَوْ لِتِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ»

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ: وَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ إِذَا كَانَتْ عُقْبَةُ النَّبِيِّ قَالَا: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ فَيَقُولُ: «§مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي، وَمَا أَنَا أَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا §أَسَرْنَا الْقَوْمَ يَوْمَ بَدْرٍ قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا أَلْفًا "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَخَذْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ، يَعْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ §فَسَأَلْنَاهُ عَنْ عِدَّتِهِمْ فَقَالَ: كُنَّا أَلْفًا "

أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§كَانَ فِدَاءُ أُسَارَى بَدْرٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ أُمِرَ أَنْ يُعَلِّمَ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§أَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَكَانَ يُفَادِي بِهِمْ عَلَى قَدْرِ أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَكْتُبُونَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ لَا يَكْتُبُونَ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِدَاءٌ دَفَعَ إِلَيْهِ عَشَرَةَ غِلْمَانٍ مِنْ غِلْمَانِ الْمَدِينَةِ فَعَلَّمَهُمْ، فَإِذَا حَذَقُوا فَهُوَ فِدَاؤُهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قُرَيْشٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§كَانَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عَلَّمَ عَشْرَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْكِتَابَةَ، فَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِمَّنْ عُلِّمَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ أَنَّ جِبْرِيلَ، نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي أُسَارَى بَدْرٍ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ، وَاسْتُشْهِدَ قَابِلٌ مِنْكُمْ سَبْعُونَ؛ قَالَ: فَنَادَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ فَجَاءُوا، أَوْ مَنْ جَاءَ مِنْهُمْ فَقَالَ: «§هَذَا جِبْرِيلُ يُخَيِّرُكُمْ بَيْنَ أَنْ تُقَدِّمُوهُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَبَيْنَ أَنْ تُفَادُوهُمْ وَاسْتُشْهِدَ قَابِلٌ مِنْكُمْ بِعِدَّتِهِمْ» ، فَقَالُوا: بَلْ نُفَادِيهِمْ فَنَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْهِمْ، وَيَدْخُلُ قَابِلٌ مِنَّا الْجَنَّةَ سَبْعُونَ، فَفَادَوْهُمْ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ §عَلَيْكَ بِالْعِيرِ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ، قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ: أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ -[23]- ذَلِكَ لَكَ، قَالَ: «لِمَ؟» قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، فَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَادَى يَوْمَ بَدْرٍ: «أَلَا إِنَّهُ §لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ عِنْدِي مِنَّةٌ إِلَّا لِأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، فَمَنْ كَانَ أَخَذَهُ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ» ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ آمَنَهُ قَالَ: فَوُجِدَ قَدْ قُتِلَ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَبْعَةٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى عَلَى بَدْرٍ، قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا»

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، وَحَضَرَ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَأْسًا يَوْمَئِذٍ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ "

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ §بَرَزَ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَبَرَزَ شَيْبَةُ لِحَمْزَةَ فَقَالَ لَهُ شَيْبَةُ، مَنْ أَنْتَ فَقَالَ: أَنَا أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ، ثُمَّ بَرَزَ الْوَلِيدُ لِعَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ؛ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ بَرَزَ عُتْبَةُ لِعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ فَقَالَ عُتْبَةُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي فِي الْحِلْفِ، قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ «أَوْهَنَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَأَجَازَ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى عُتْبَةَ»

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَالثَّبْتُ عَلَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ أَنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ عُتْبَةَ، وَأَنَّ عَلِيًّا قَتَلَ الْوَلِيدَ، وَأَنَّ عُبَيْدَةَ بَارَزَ شَيْبَةَ

أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَوْمَ بَدْرٍ إِلَّا فَرَسَانِ: فَرَسٌ عَلَيْهِ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَلِيفُ الْأَسْوَدِ خَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ حَلِيفِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ فَرَسٍ ". قَالَ قُتَيْبَةُ: فِي حَدِيثِهِ كَانَتْ ثَلَاثَةَ أَفْرَاسٍ: فَرَسٌ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَدِيَّ بْنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو، طَلِيعَةَ يَوْمِ بَدْرٍ، فَأَتَيَا الْمَاءَ فَسَأَلَا عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَأُخْبِرَا بِمَكَانِهِ، فَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §نَزَلَ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا، وَنَنْزِلُ نَحْنُ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا، وَيَنْزِلُ هُوَ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا، وَنَنْزِلُ نَحْنُ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا حَتَّى نَلْتَقِيَ نَحْنُ وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى نَزَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ فَسَأَلَ الْقَوْمَ: هَلْ رَأَيْتُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا: لَا إِلَّا رَجُلَيْنِ قَالَ: أَرُونِي مُنَاخَ رِكَابِهِمَا قَالَ: فَأَرَوْهُ، قَالَ: فَأَخَذَ الْبَعْرَ فَفَتَّهُ، فَإِذَا فِيهِ النَّوَى، فَقَالَ: نَوَاضِحُ يَثْرِبَ وَاللَّهِ قَالَ: فَأَخَذَ سَاحِلَ الْبَحْرِ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِمَسِيرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ النَّاسَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ أَوْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِرْ إِذَا شِئْتَ، وَانْزِلْ حَيْثُ شِئْتَ، وَحَارِبْ مَنْ شِئْتَ، وَسَالِمْ مَنْ شِئْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغُمَادِ مِنْ ذِي يَمَنٍ تَبِعْنَاكَ، مَا تَخَلَّفَ عَنْكَ مِنَّا أَحَدٌ، قَالَ: وَقَالَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: ارْجِعُوا بِوُجُوهِكُمْ هَذِهِ الَّتِي كَأَنَّهَا الْمَصَابِيحُ عَنْ هَؤُلَاءِ -[25]- الَّذِينَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَيَّاتُ، فَوَاللَّهِ لَا تَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى يَقْتُلُوا مِنْكُمْ مِثْلَهُمْ فَمَا خَيْرُكُمْ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ يَوْمَئِذٍ تَمْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ابْتَدِرُوا جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَات وَالْأَرْضُ» قَالَ وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ فِي نَاحِيَةٍ بِيَدِهِ تَمْرٌ يَأْكُلُهُ، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْ» ، قَالَ: لَنْ تَعْجِزَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: لَا أَزِيدُ عَلَيْكُنَّ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ ثُمَّ قَالَ: هِيهْ حَبَسَتْنِي، ثُمَّ قَذَفَ مَا فِي يَدِهِ وَقَامَ إِلَى سَيْفِهِ وَهُوَ مُعَلَّقٌ مَلْفُوفٌ بِخِرَقٍ، فَأَخَذَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ يَمِيدُونَ مِنَ النُّعَاسِ وَنَزَلُوا عَلَى كَثِيبٍ أَهْيَلَ، قَالَ: فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ فَصَارَ مِثْلَ الصَّفَا يَسْعَوْنَ عَلَيْهِ سَعْيًا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: 11] قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ لَمَّا نَزَلَتْ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] قَالَ: قُلْتُ: وَأَيُّ جَمِعٍ يُهْزَمُ وَمَنْ يُغْلَبُ؟، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَثِبُ فِي الدِّرْعِ وَثَبَا وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَهْزِمَهُمْ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 26] قَالَ: " §نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ. قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15] قَالَ: نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] يَوْمَ بَدْرٍ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عِكْرِمَةَ، يَقْرَأُ: {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12] قَالَ حَمَّادٌ: وَزَادَ أَيُّوبُ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ} [الأنفال: 12] قَالَ: «§كَانَ يَوْمَئِذٍ -[26]- يَنْدُرُ رَأْسُ الرَّجُلِ لَا يُدْرَى مَنْ ضَرَبَهُ وَتَنْدُرُ يَدُ الرَّجُلِ لَا يُدْرَى مَنْ ضَرَبَهُ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ: «§اطْلُبُوا أَبَا جَهْلٍ» ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ فَقَالَ: «اطْلُبُوهُ، فَإِنَّ عَهْدِي بِهِ وَرُكْبَتُهُ مَحُوزَةٌ» ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ وَرُكْبَتُهُ مَحُوزَةٌ. قَالَ: وَبَلَغَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ فَمَا دُونَ ذَلِكَ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يُحْسِنُ الْخَطَّ فُودِيَ عَلَى أَنْ يُعَلِّمَ الْخَطَّ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ ثُمَّ جِئْتُ مُسْرِعًا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَأَنْظُرَ مَا فَعَلَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: " §يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقِتَالِ ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: «§نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَيْهِمْ عَمَائِمُ صُفْرٌ، وَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ رَيْطَةٌ صَفْرَاءُ قَدِ اعْتَجَرَ بِهَا»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانَيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قِتَالِ أَهْلِ بَدْرٍ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَى فَرَسٍ أُنْثَى حَمْرَاءَ عَاقِدًا نَاصِيَتَهُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ دِرْعُهُ وَمَعَهُ رُمْحُهُ، قَدْ عَصَمَ ثَنِيَّتَهُ الْغُبَارُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعَثَنِي -[27]- إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أُفَارِقَكَ حَتَّى تَرْضَى، §هَلْ رَضِيتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ رَضِيتُ» ، فَانْصَرَفَ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ: " §وَكَانَ هَؤُلَاءِ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي، وَهَؤُلَاءِ عَلَى الشَّفِيرِ الْآخَرِ، قَالَ: وَهَكَذَا قَرَأَهُ عَفَّانُ: بِالْعُدْوَةِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَمْرَو ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» §صَلَّى عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءَ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §إِنَّ بَدْرًا إِنَّمَا كَانَتْ لِرَجُلٍ يُدْعَى بَدْرًا قَالَ: يَعْنِي مَيْرًا ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَصْحَابُنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةَ وَمَنْ رَوَى السِّيرَةَ يَقُولُونَ: اسْمُ الْمَوْضِعِ بَدْرٌ

سرية عمير بن عدي ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي، وكانت تعيب الإسلام، وتؤذي

§سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ الْخَطْمِيِّ إِلَى عَصْمَاءَ بِنْتِ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ عَصْمَاءُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيِّ، وَكَانَتْ تَعِيبُ الْإِسْلَامَ، وَتُؤْذِي النَّبِيَّ وَتُحَرِّضُ عَلَيْهِ وَتَقُولُ الشَّعْرَ، فَجَاءَهَا عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا

بَيْتَهَا، وَحَوْلَهَا نَفَرٌ مِنْ وَلَدِهَا نِيَامٌ مِنْهُمْ مَنْ تُرْضِعُهُ فِي صَدْرِهَا، فَجَسَّهَا بِيَدِهِ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَنَحَّى الصَّبِيَّ عَنْهَا وَوَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتَّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَقَتَلْتَ ابْنَةَ مَرْوَانَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: «لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» . فَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ أَوَّلَ مَا سُمِعَتْ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَيْرًا الْبَصِيرَ.

سرية سالم بن عمير ثم سرية سالم بن عمير العمري إلى أبي عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يهوديا، وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه

§سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَمْرِيِّ إِلَى أَبِي عَفَكٍ الْيَهُودِيِّ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو عَفَكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا: عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ أَقْتُلَ أَبَا عَفَكٍ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ، فَأَمْهَلَ يَطْلُبُ لَهُ غِرَّةً حَتَّى كَانَتْ لَيْلَةٌ صَائِفَةٌ، فَنَامَ أَبُو عَفَكٍ بِالْفِنَاءِ، وَعَلِمَ بِهِ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَقْبَلَ فَوَضَعَ السَّيْفَ عَلَى كَبِدِهِ ثُمَّ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ حَتَّى خَشَّ فِي الْفِرَاشِ، وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِمَّنْ هُمْ عَلَى قَوْلِهِ فَأَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ وَقَبَرُوهُ

غزوة بني قينقاع ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجره، وكانوا قوما من يهود حلفاء لعبد الله بن أبي ابن سلول، وكانوا أشجع يهود، وكانوا صاغة، فوادعوا النبي صلى الله عليه وسلم فلما كانت وقعة

§غَزْوَةُ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قَيْنُقَاعَ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ

مِنْ شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، وَكَانُوا قَوْمًا مِنْ يَهُودَ حُلَفَاءَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ، وَكَانُوا أَشْجَعَ يَهُودٍ، وَكَانُوا صَاغَةً، فَوَادَعُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ أَظْهَرُوا الْبَغْيَ وَالْحَسَدَ، وَنَبَذُوا الْعَهْدَ وَالْمِرَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال: 58] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا أَخَافُ بَنِي قَيْنُقَاعَ» ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ. وَكَانَ الَّذِي حَمَلَ لِوَاءَهُ يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْيَضَ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّايَاتُ يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَمْرِيَّ، ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِمْ فَحَاصَرَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً إِلَى هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ غَدَرَ مِنَ الْيَهُودِ وَحَارَبُوا وَتَحَصَّنُوا فِي حِصْنِهِمْ، فَحَاصَرَهُمْ أَشَدَّ الْحِصَارِ حَتَّى قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْوَالَهُمْ، وَأَنَّ لَهُمُ النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَكُتِّفُوا، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى كِتَافِهِمُ الْمُنْذِرَ بْنَ قُدَامَةَ السُّلَمِيَّ مِنْ بَنِي السِّلْمِ رَهْطِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، فَكَلَّمَ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: «خَلُّوهُمْ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَلَعَنَهُ مَعَهُمْ» ، وَتَرَكَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَأَمَرَ بِهِمْ أَنْ يُجْلَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَوَلَّى إِخْرَاجَهُمْ مِنْهَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَلَحِقُوا بِأَذْرُعَاتَ فَمَا كَانَ أَقَلَّ بَقَاءَهُمْ بِهَا، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِهِمْ ثَلَاثَ قَسِّيٍّ: قَوْسًا تُدْعَى الْكَتُومُ كُسِرَتْ بِأُحُدٍ، وَقُوسًا تُدْعَى الرَّوْحَاءُ، وَقُوسًا تُدْعَى الْبَيْضَاءُ، وَأَخَذَ دِرْعَيْنِ مِنْ سِلَاحِهِمْ: دِرْعًا يُقَالُ لَهَا الصُّغْدِيَّةُ، وَأُخْرَى فِضَّةٌ، وَثَلَاثَةُ أَسْيَافٍ سَيْفٌ قَلَعِيُّ، وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ بَتَّارٌ، وَسَيْفٌ آخَرَ، وَثَلَاثَةُ أَرْمَاحٍ، وَوَجَدُوا فِي حِصْنِهِمْ سِلَاحًا كَثِيرًا وَآلَةَ الصِّيَاغَةِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَفِيَّهُ وَالْخُمُسَ وَفَضَّ

أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَكَانَ أَوَّلَ خُمْسٍ خُمِّسَ بَعْدَ بَدْرٍ، وَكَانَ الَّذِي وُلِّيَ قَبْضَ أَمْوَالِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ

غزوة السويق ثم غزوة النبي صلى الله عليه وسلم التي تدعى غزوة السويق. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحد لخمس خلون من ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر العمري، وذلك أن أبا سفيان بن حرب لما

§غَزْوَةُ السَّوِيقِ ثُمَّ غَزْوَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي تُدْعَى غَزْوَةُ السَّوِيقِ. خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحَدِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَمْرِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ لَمَّا رَجَعَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَكَّةَ حَرَّمَ الدُّهْنَ حَتَّى يَثْأَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ كَعْبٍ، فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا فَسَلَكُوا النَّجْدِيَّةَ، فَجَاءُوا بَنِي النَّضِيرِ لَيْلًا فَطَرَقُوا حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ لِيَسْتَخْبِرُوهُ مِنْ أَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ، وَطَرَقُوا سَلَّامَ بْنَ مِشْكَمٍ فَفَتَحَ لَهُمْ وَقَرَاهُمْ وَسَقَاهُمْ خَمْرًا وَأَخْبَرَهُمْ مِنْ أَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَ بِالسَّحَرِ خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَمَرَّ بِالْعُرَبْضِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ فَقَتَلَ بِهِ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَجِيرًا لَهُ وَحَرَّقَ أَبْيَاتًا هُنَاكَ وَتِبْنًا، وَرَأَى أَنَّ يَمِينَهُ قَدْ حَلَّتْ ثُمَّ وَلَّى هَارِبًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ وَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي أَثَرِهِمْ يَطْلُبُهُمْ وَجَعَلَ أَبُو سُفْيَانُ وَأَصْحَابُهُ يَتَخَفَّفُونَ فَيُلْقَوْنَ جُرُبَ السَّوِيقِ وَهِيَ عَامَّةُ أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَأْخُذُونَهَا فَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ السَّوِيقِ وَلَمْ يَلْحَقُوهُمْ وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ غَابَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ.

غزوة قرقرة الكدر، ويقال: قرارة الكدر ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرقرة الكدر ويقال: قرارة الكدر، للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره وهي بناحية معدن بني سليم قريب من الأرحضية وراء سد معونة، وبين المعدن وبين المدينة ثمانية

§غَزْوَةُ قَرْقَرَةِ الْكُدْرِ، وَيُقَالُ: قَرَارَةُ الْكُدْرِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ وَيُقَالُ: قَرَارَةُ الْكُدْرِ، لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ قَرِيبٌ مِنَ الْأَرْحَضِيَّةِ وَرَاءَ سُدِّ مَعُونَةَ، وَبَيْنَ الْمَعْدِنِ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، وَكَانَ الَّذِي حَمَلَ لِوَاءَهُ، صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَانَ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَذَا الْمَوْضِعِ جَمْعًا مِنْ سُلَيْمٍ وَغَطَفَانَ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَجِدْ فِي الْمَجَالِ أَحَدًا وَأَرْسَلَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي أَعْلَى الْوَادِي وَاسْتَقْبَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَطْنِ الْوَادِي فَوَجَدَ رِعَاءً فِيهِمْ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ، فَسَأَلَهُ عَنِ النَّاسِ فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ، إِنَّمَا أُورِدُ لِخُمُسَ وَهَذَا يَوْمٌ رِبْعِيُّ وَالنَّاسُ قَدِ ارْتَفَعُوا إِلَى الْمِيَاهِ وَنَحْنُ عُزَّابٌ فِي النَّعَمِ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ ظَفَرَ بِالنَّعَمِ فَانْحَدَرَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَاقْتَسَمُوا غَنَائِمَهُمْ بِصِرَارٍ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتِ النَّعَمُ خَمْسَمِائَةِ بَعِيرٍ، فَأَخْرَجَ خُمُسَهُ وَقَسَّمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَعِيرَانِ وَكَانُوا مِائَتَيْ رَجُلٍ وَصَارَ يَسَارٌ فِي سَهْمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي. وَغَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً

سرية قتل كعب بن الأشرف ثم سرية قتل كعب بن الأشرف اليهودي وذلك لأربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سبب قتله أنه كان رجلا شاعرا يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويحرض عليهم ويؤذيهم

§سَرِيَّةُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ ثُمَّ سَرِيَّةُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيِّ وَذَلِكَ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ

اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا شَاعِرًا يَهْجُو النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِمْ وَيُؤْذِيهِمْ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ كُبِتَ وَذُلَّ وَقَالَ: بَطْنُ الْأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ ظَهْرِهَا الْيَوْمَ، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَبَكَى قَتْلَى قُرَيْشٍ وَحَرَّضَهُمْ بِالشِّعْرِ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي ابْنَ الْأَشْرَفِ بِمَا شِئْتَ فِي إِعْلَانِهِ الشَّرَّ وَقَوْلِهِ الْأَشْعَارَ» ، وَقَالَ أَيْضًا: " مَنْ لِي بِابْنِ الْأَشْرَفِ فَقَدْ آذَانِي؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أَقْتُلُهُ، فَقَالَ: «افْعَلْ وَشَاوِرْ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي أَمْرِهِ» وَاجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَنَفَرٌ مِنَ الْأَوْسِ مِنْهُمْ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو نَائِلَةَ سِلْكَانُ بْنُ سَلَامَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ نَقْتُلُهُ فَأْذَنْ لَنَا فَلْنَقُلْ، فَقَالَ: «قُولُوا» وَكَانَ أَبُو نَائِلَةَ أَخَا كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَأَنْكَرَهُ كَعْبٌ وَذُعِرَ مِنْهُ، فَقَالَ: أَنَا أَبُو نَائِلَةَ إِنَّمَا جِئْتُ أُخْبِرُكَ أَنَّ قُدُومَ هَذَا الرَّجُلِ كَانَ عَلَيْنَا مِنَ الْبَلَاءِ، حَارَبَتْنَا الْعَرَبُ وَرَمَتْنَا عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ وَنَحْنُ نُرِيدُ التَّنَحِّيَ مِنْهُ وَمَعِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي عَلَى مِثْلِ رَأْيِي وَقَدُ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِهِمْ فَنَبْتَاعَ مِنْكَ طَعَامًا وَتَمْرًا وَنَرْهَنَكَ مَا يَكُونُ لَكَ فِيهِ ثِقَةٌ، فَسَكَنَ إِلَى قَوْلِهِ وَقَالَ: جِئْ بِهِمْ مَتَى شِئْتَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ عَلَى مِيعَادٍ فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَأَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ عَلَى أَنْ يَأْتُوهُ إِذَا أَمْسَى، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى أَتَى الْبَقِيعَ ثُمَّ وَجَّهَهُمْ، وَقَالَ: «امْضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ» ، قَالَ: وَفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَمَضَوْا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ فَهَتَفَ لَهُ أَبُو نَائِلَةَ فَوَثَبَ فَأَخَذْتِ امْرَأَتُهُ بِمِلْحَفَتِهِ وَقَالَتْ: أَيْنَ تَذْهَبْ؟ إِنَّكَ رَجُلٌ مُحَارِبٌ وَكَانَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ: مِيعَادٌ عَلَيَّ وَإِنَّمَا هُوَ أَخِي أَبُو نَائِلَةَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ الْمِلْحَفَةَ، وَقَالَ: لَوْ دُعِيَ الْفَتَى لِطَعْنَةٍ أَجَابَ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِمْ فَحَادَثُوهُ سَاعَةً حَتَّى انْبَسَطَ إِلَيْهِمْ وَأَنِسَ بِهِمْ ثُمَّ أَدْخَلَ أَبُو نَائِلَةَ يَدَهُ فِي شَعْرِهِ وَأَخَذَ بِقُرُونِ رَأْسِهِ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّهِ فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ فَالْتَفَّتْ عَلَيْهِ فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا وَرَدَّ بَعْضُهَا

بَعْضًا وَلَصِقَ بِأَبِي نَائِلَةَ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا كَانَ فِي سَيْفِي فَانْتَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ فِي سُرَّتِهِ ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ فَقَطَّطْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَانَتِهِ فَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً مَا بَقِيَ أُطُمٌ مِنْ آطَامِ يَهُودٍ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ ثُمَّ حَزُّوا رَأْسَهُ وَحَمَلُوهُ مَعَهُمْ فَلَمَّا بَلَغُوا بَقِيعَ الْغَرْقَدِ كَبَّرُوا وَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُصَلِّي فَلَمَّا سَمِعَ تَكْبِيرَهُمْ كَبَّرَ وَعَرَفَ أَنْ قَدْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ انْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» فقَالُوا: وَوَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَمَوْا بِرَأْسِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: مَنْ ظَفَرْتُمْ بِهِ مِنْ رِجَالِ يَهُودٍ فَاقْتُلُوهُ، فَخَافَتِ الْيَهُودُ فَلَمْ يَطْلُعُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَلَمْ يَنْطِقُوا وَخَافُوا أَنْ يُبَيَّتُوا كَمَا بُيِّتَ ابْنُ الْأَشْرَفِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] ، قَالَ: " §هُوَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَكَانَ يُحَرِّضُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، يَعْنِي فِي شِعْرِهِ يَهْجُو النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ خَمْسَةُ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبْسٍ، فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ بِالْعَوَالِي فَلَمَّا رَآهُمْ ذُعِرَ مِنْهُمْ وَأَنْكَرَ شَأْنَهُمْ، قَالُوا جِئْنَاكَ فِي حَاجَةٍ قَالَ: فَلْيَدْنُ إِلَيَّ بَعْضُكُمْ فَلْيُخْبِرْنِي بِحَاجَتِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَبِيعَكَ أَدْرَاعًا عِنْدَنَا لِنَسْتَنْفِقَ بِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَقَدْ جُهِدْتُمْ مُذْ نَزَلَ بِكُمْ هَذَا الرَّجُلُ. فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ عِشَاءً حِينَ تَهْدَأُ عَنْهُمُ النَّاسُ، فَنَادَوْهُ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا طَرَقَكَ هَؤُلَاءِ سَاعَتَهُمْ هَذِهِ لِشَيْءٍ مِمَّا تُحِبُّ قَالَ: إِنَّهُمْ حَدَّثُونِي بِحَدِيثِهِمْ وَشَأْنِهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَكَلَّمُوهُ وَقَالَ: §مَا تَرْهَنُونَ عِنْدِي؟ أَتَرْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ؟ وَأَرَادَ أَنْ يُسْلِفَهُمْ تَمْرًا قَالُوا: إِنَّا نَسْتَحِي أَنْ يُعَيَّرَ أَبْنَاؤُنَا فَيُقَالُ: هَذَا رَهِينَةُ وَسْقٍ

وَهَذَا رَهِينَةُ وَسْقَيْنِ قَالَ: فَتَرْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ قَالُوا: أَنْتَ أَجْمَلُ النَّاسِ وَلَا نَأْمَنُكَ وَأَيُّ امْرَأَةٍ تَمْتَنِعُ مِنْكَ لِجَمَالِكَ؟ وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ سِلَاحَنَا وَقَدْ عَلِمْتَ حَاجَتَنَا إِلَى السِّلَاحِ الْيَوْمَ قَالَ: نَعَمِ , ائْتُونِي بِسِلَاحِكُمْ وَاحْتَمِلُوا مَا شِئْتُمْ قَالُوا: فَانْزِلْ إِلَيْنَا نَأْخُذْ عَلَيْكَ، وَتَأْخُذْ عَلَيْنَا، فَذَهَبَ يَنْزِلُ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ وَقَالَتْ: أَرْسِلْ إِلَى أَمْثَالِهِمْ مِنْ قَوْمِكَ يَكُونُوا مَعَكَ قَالَ لَوْ وَجَدُونِي هَؤُلَاءِ نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي، قَالَتْ فَكَلِّمْهُمْ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ فَأَبَى عَلَيْهَا فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ تَفُوحُ رِيحُهُ، فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الرِّيحُ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: عِطْرُ أُمِّ فُلَانٍ لِامْرَأَتِهِ، فَدَنَا بَعْضُهُمْ يَشُمُّ رَأْسَهُ ثُمَّ اعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّه ِ فَطَعَنَهُ أَبُو عَبْسٍ فِي خَاصِرَتِهِ، وَعَلَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ رَجَعُوا فَأَصْبَحَتِ الْيَهُودُ مَذْعُورِينَ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: قُتِلَ سَيِّدُنَا غِيلَةً فَذَكَّرَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم صَنِيعَهُ وَمَا كَانَ يَحُضُّ عَلَيْهِمْ وَيُحَرِّضُ فِي قِتَالِهِمْ وَيُؤْذِيهِمْ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يَكْتُبُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ صُلْحًا أَحْسَبُهُ قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بَعْدُ

غزوة رسول الله غطفان ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم غطفان إلى نجد وهي ذو أمر ناحية النخيل في شهر ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجره وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من بني ثعلبة ومحارب بذي أمر قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ غَطَفَانَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَطَفَانَ إِلَى نَجْدٍ وَهِيَ ذُو أَمَرٍّ نَاحِيَةُ النَّخِيلِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ جَمْعًا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ وَمُحَارِبٍ بِذِي أَمَرٍّ قَدْ تَجْمَعُوا يُرِيدُونَ أَنْ يُصِيبُوا مِنْ أَطْرَافِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ دُعْثُورُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُحَارِبٍ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ وَخَرَجَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا

وَمَعَهُمْ أَفْرَاسٌ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَأَصَابُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بِذِي الْقَصَّةِ يُقَالُ لَهُ جُبَارٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَأُدْخِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ مِنْ خَبَرِهِمْ وَقَالَ: لَنْ يُلَاقُوكَ لَوْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ هَرَبُوا فِي رُؤوسِ الْجِبَالِ وَأَنَا سَائِرٌ مَعَكَ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ. فَأَسْلَمَ وَضَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بِلَالٍ وَلَمْ يُلَاقِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدًا إِلَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. وَأَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ مَطَرٌ، فَنَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَوْبَيْهِ، وَنَشَرَهُمَا لِيَجِفَّا وَأَلْقَاهُمَا عَلَى شَجَرَةٍ وَاضْطَجَعَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ يُقَالُ لَهُ دُعْثُورُ بْنُ الْحَارِثِ وَمَعَهُ سَيْفٌ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَمْنَعْكَ مِنِّي الْيَوْمَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: اللَّهُ وَدَفَعَ جِبْرِيلُ فِي صَدْرِهِ فَوَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ لَهُ مَنْ يَمْنَعْكَ مِنِّي قَالَ: لَا أَحَدَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَجَعَلَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} (الْآيَةَ) ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً.

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني سليم ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني سليم ببحران لست خلون من جمادى الأولى على رأس سبعة وعشرين شهرا من مهاجره وبحران بناحية الفرع وبين الفرع والمدينة ثمانية برد، وذلك أنه بلغه أن بها جمعا من بني سليم كثيرا

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي سُلَيْمٍ بِبَحْرَانَ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى عَلَى رَأْسِ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَبِحَرَّانَ بِنَاحِيَةِ الْفُرُعِ وَبَيْنَ الْفُرُعِ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَا جَمْعًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ كَثِيرًا فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ -[36]- ابْنَ أُمِّ الْمَكْتُومِ، وَأَغَذَّ السَّيْرَ حَتَّى وَرَدَ بِحَرَّانَ فَوَجَدَهُمْ قَدْ تَفَرَّقُوا فِي مِيَاهِهِمْ فَرَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ عَشْرَ لَيَالٍ.

سرية زيد بن حارثة ثم سرية زيد بن حارثة إلى القردة وكانت لهلال جمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أول سرية خرج فيها زيد أميرا، والقردة من أرض نجد بين الربذة والغمرة ناحية ذات عرق، بعثه رسول الله صلى الله

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْقَرَدَةِ وَكَانَتْ لِهِلَالِ جُمَادَى الْآخِرَةِ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهِيَ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ خَرَجَ فِيهَا زَيْدٌ أَمِيرًا، وَالْقَرَدَةُ مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ بَيْنَ الرَّبَذَةِ وَالْغَمْرَةِ نَاحِيَةُ ذَاتِ عِرْقٍ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فِيهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَمَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ نُقَرُّ، وَآنِيَةُ فِضَّةٍ وَزْنُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَكَانَ دَلِيلُهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، فَخَرَجَ بِهِمْ عَلَى ذَاتِ عِرْقٍ طَرِيقَ الْعِرَاقِ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرُهُمْ فَوَجَّهَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي مِائَةِ رَاكِبٍ فَاعْتَرَضُوا لَهَا، فَأَصَابُوا الْعِيرَ وَأَفْلَتَ أَعْيَانُ الْقَوْمِ وَقَدِمُوا بِالْعِيرِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَمَّسَهَا فَبَلَغَ الْخُمُسُ فِيهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَقَسَّمَ مَا بَقِيَ عَلَى أَهْلِ السَّرِيَّةِ، وَأُسِرَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: «إِنْ تُسْلِمْ تُتْرَكْ» فَأَسْلَمَ فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْقَتْلِ.

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا يوم السبت لسبع ليال خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره. قالوا: لما رجع من حضر بدرا من المشركين إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب موقوفة في

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ. قَالُوا: لَمَّا رَجَعَ

مَنْ حَضَرَ بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى مَكَّةَ وَجَدُوا الْعِيرَ الَّتِي قَدِمَ بِهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ مَوْقُوفَةً فِي دَارِ النَّدْوَةِ، فَمَشَتْ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالُوا: نَحْنُ طَيِّبُو أَنْفُسٍ إِنْ تُجَهِّزُوا بِرِبْحِ هَذِهِ الْعِيرِ جَيْشًا إِلَى مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ إِلَى ذَلِكَ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مَعِي؛ فَبَاعُوهَا فَصَارَتْ ذَهَبًا فَكَانَتْ أَلْفَ بَعِيرٍ وَالْمَالُ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ الْعِير رُءوسَ أَمْوَالِهِمْ وَأَخْرَجُوا أَرْبَاحَهُمْ وَكَانُوا يَرْبَحُونَ فِي تِجَارَتِهِمْ لِلدِّينَارِ دِينَارًا وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنفال: 36] ، وَبَعَثُوا رُسُلَهُمْ يَسِيرُونَ فِي الْعَرَبِ يَدْعُونَهُمْ إِلَى نَصْرِهِمْ، فَأَوْعَبُوا وَتَأَلَّبَ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ وَحَضَرُوا، فَأَجْمَعُوا عَلَى إِخْرَاجِ الظُّعُنِ يَعْنِي النِّسَاءَ، مَعَهُمْ لِيُذَكِّرْنَهُمْ قَتْلَى بَدْرٍ فَيَحْفِزْنَهُمْ فَيَكُونُ أَحَدَّ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ وَكَتَبَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِخَبَرِهِمْ كُلِّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ الرَّبِيعِ بِكِتَابِ الْعَبَّاسِ وَأَرْجَفَ الْمُنَافِقُونَ وَالْيَهُودُ بِالْمَدِينَةِ وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُمْ أَبُو عَامِرٍ الْفَاسِقُ وَكَانَ يُسَمَّى قَبْلَ ذَلِكَ الرَّاهِبُ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ وَكَانَ عَدَدُهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ فِيهِمْ سَبْعُمِائَةِ دَارِعٍ وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ وَثَلَاثَةُ آلَافِ بَعِيرٍ وَالظُّعُنُ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً وَشَاعَ خَبَرُهُمْ وَمَسِيرُهُمْ فِي النَّاسِ حَتَّى نَزَلُوا ذَا الْحُلَيْفَةِ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَيْنَيْنِ لَهُ أَنَسًا وَمُؤْنِسًا ابْنَيْ فَضَالَةَ الظَّفَرِيَّيْنِ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَبَرِهِمْ وَأَنَّهُمْ قَدْ خَلُّوا إِبِلَهُمْ وَخَيْلَهُمْ فِي الزَّرْعِ الَّذِي بِالْعُرَيْضِ حَتَّى تَرَكُوهُ لَيْسَ بِهِ خَضْرَاءُ، ثُمَّ بَعَثَ الْحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ أَيْضًا فَدَخَلَ فِيهِمْ فَحَزَرَهُمْ وَجَاءَهُ بِعِلْمِهِمْ، وَبَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فِي عِدَّةِ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فِي الْمَسْجِدِ بِبَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحُرِسَتِ الْمَدِينَةُ حَتَّى أَصْبَحُوا وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ كَأَنَّهُ

فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَكَأَنَّ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ قَدِ انْفَصَمَ مِنْ عِنْدِ ظُبَتِهِ، وَكَأَنَّ بَقَرًا تُذَبَّحُ وَكَأَنَّهُ مُرْدِفٌ كَبْشًا فَأَخْبَرَ بِهَا أَصْحَابَهُ، وَأَوَّلَهَا فَقَالَ: أَمَّا الدِّرْعُ الْحَصِينَةُ فَالْمَدِينَةُ، وَأَمَّا انْفِصَامُ سَيْفِي فَمُصِيبَةٌ فِي نَفْسِي، وَأَمَّا الْبَقَرُ الْمَذَبَّحُ فَقَتْلٌ فِي أَصْحَابِي، وَأَمَّا مُرْدِفٌ كَبْشًا فَكَبْشُ الْكَتِيبَةِ يَقْتُلُهُ اللَّهُ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ، فَكَانَ رَأْي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ لِهَذِهِ الرُّؤْيَا، فَأَحَبَّ أَنْ يُوَافَقَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ فِي الْخُرُوجِ فَأَشَارَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ أَنْ لَا يَخْرُجَ وَكَانَ ذَلِكَ رَأْي الْأَكَابِرِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «امْكُثُوا فِي الْمَدِينَةِ وَاجْعَلُوا النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَّ فِي الْآطَامِ» . فَقَالَ فَتَيَانٌ أَحْدَاثٌ لَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا فَطَلَبُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخُرُوجَ إِلَى عَدُوِّهِمْ وَرَغِبُوا فِي الشَّهَادَةِ، وَقَالُوا: اخْرُجْ بِنَا إِلَى عَدُوِّنَا، فَغَلَبَ عَلَى الْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُونَ الْخُرُوجَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ بِالنَّاسِ ثُمَّ وَعَظَهُمْ وَأَمَرَهُمْ بِالْجِدِّ وَالْجِهَادِ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ لَهُمُ النَّصْرَ مَا صَبَرُوا وَأَمَرَهُمْ بِالتَّهَيُّؤِ لِعَدُوِّهِمْ فَفَرِحَ النَّاسُ بِالشُّخُوصِ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الْعَصْرَ وَقَدْ حُشِدُوا وَحَضَرَ أَهْلُ الْعَوَالِي ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَهُ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَعَمَّمَاهُ وَلَبَّسَاهُ، وَصَفَّ النَّاسَ لَهُ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ، فَقَالَ لَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: اسْتَكْرَهْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْخُرُوجِ، وَالْأَمْرُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَيْهِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ لَبِسَ لَأْمَتَهُ وَأَظْهَرَ الدِّرْعَ وَحَزَّمَ وَسَطَهَا بِمِنْطَقَةٍ مِنْ أَدَمٍ مِنْ حَمَائِلِ السَّيْفِ، وَاعْتَمَّ وَتَقَلَّدَ السَّيْفَ وَأَلْقَى التُّرْسَ فِي ظَهْرِهِ فَنَدِمُوا جَمِيعًا عَلَى مَا صَنَعُوا، وَقَالُوا: مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُخَالِفَكَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِ فَانْظُرُوا مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوهُ وَامْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَلَكُمُ النَّصْرُ مَا صَبَرْتُمْ» ثُمَّ دَعَا بِثَلَاثَةِ أَرْمَاحٍ، فَعَقَدَ ثَلَاثَةَ أَلْوِيَةٍ فَدَفَعَ لِوَاءَ

الْأَوْسِ إِلَى أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، وَدَفَعَ لِوَاءَ الْخَزْرَجِ إِلَى الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَيُقَالُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَدَفَعَ لِوَاءَهُ لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَيُقَالُ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسَهُ وَتَنَكَّبَ الْقَوْسَ وَأَخَذَ قَنَاةً بِيَدِهِ وَالْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ قَدْ أَظْهَرُوا الدُّرُوعَ فِيهِمْ مِائَةُ دَارِعٍ، وَخَرَجَ السَّعْدَانِ أَمَامَهُ يَعْدُوَانِ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دَارِعٌ وَالنَّاسُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّيْخَيْنِ وَهُمَا أُطْمَانِ الْتَفَتَ فَنَظَرَ إِلَى كَتِيبَةٍ خَشْنَاءَ لَهَا زُجَلٌ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ، قَالُوا: حُلَفَاءُ ابْنُ أُبَيٍّ مِنْ يَهُودٍ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَسْتَنْصِرُوا بِأَهْلِ الشِّرْكِ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ» . وَعُرِضَ مَنْ عُرِضَ بِالشَّيْخَيْنِ فَرَدَّ مَنْ رَدِّ وَأَجَازَ مَنْ أَجَازَ وَغَابَتِ الشَّمْسُ وَأَذَّنَ بِلَالٌ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ، وَبَاتَ بِالشَّيْخَيْنِ وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِي النَّجَّارِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْحَرَسِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا يُطِيفُونَ بِالْعَسْكَرِ. وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ قَدْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ رَاحَ وَنَزَلَ فَاجْتَمَعُوا وَاسْتَعْمَلُوا عَلَى حَرَسِهِمْ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ فِي خَيْلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَدْلَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السَّحَرِ وَدَلِيلُهُ أَبُو حَثْمَةَ الْحَارِثِيُّ فَانْتَهَى إِلَى أُحُدٍ إِلَى مَوْضِعِ الْقَنْطَرَةِ الْيَوْمَ فَحَانَتِ الصَّلَاةُ وَهُوَ يَرَى الْمُشْرِكِينَ فَأَمَرَ بِلَالًا وَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الصُّبْحَ صُفُوفًا وَانْخَزَلَ ابْنُ أُبَيٍّ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ فِي كَتِيبَةٍ كَأَنَّهُ هَيْقٌ يَقْدُمُهُمْ وَهُوَ يَقُولُ عَصَانِي وَأَطَاعَ الْوِلْدَانَ وَمَنْ لَا رَأْيَ لَهُ، وَانْخَزَلَ مَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ فَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبْعِمِائَةٍ وَمَعَهُ فَرَسُهُ وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نَيَارٍ وَأَقْبَلَ يَصِفُ أَصْحَابَهُ وَيُسَوِّي الصُّفُوفَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَجَعَلَ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ وَمِغْفَرٌ وَبَيْضَةٌ وَجَعَلَ أُحُدًا خَلْفَ ظَهْرِهِ وَاسْتَقْبَلَ الْمَدِينَةَ وَجَعَلَ عَيْنَيْنِ جَبَلًا بِقَنَاةٍ عَنْ يَسَارِهِ وَجَعَلَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ مِنَ الرُّمَاةِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

جُبَيْرٍ وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: قُومُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ هَذِهِ فَاحْمُوا ظُهُورَنَا فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرَكُونَا وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا، وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ قَدْ صَفُّوا صُفُوفَهُمْ وَاسْتَعْمَلُوا عَلَى الْمَيْمَنَةِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ وَلَهُمْ مُجَنَّبَتَانِ مِائَتَا فَرَسٍ وَجَعَلُوا عَلَى الْخَيْلِ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ وَيُقَالُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعَلَى الرُّمَاةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَكَانُوا مِائَةَ رَامٍ، وَدَفَعُوا اللِّوَاءَ إِلَى طَلْحَةَ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْمُشْرِكِينَ؟» ، قِيلَ عَبْدُ الدَّارِ، قَالَ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ مِنْهُمْ، أَيْنَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ؟» ، قَالَ: هَأَنَذَا قَالَ: «خُذِ اللِّوَاءَ» ، فَأَخَذَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَتَقَدَّمَ بِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَنْشَبَ الْحَرْبَ بَيْنَهُمْ أَبُو عَامِرٍ الْفَاسِقُ، طَلَعَ فِي خَمْسِينَ مِنْ قَومِهِ فَنَادَى: أَنَا أَبُو عَامِر، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لَا مَرْحَبًا بِكَ وَلَا أَهْلًا يَا فَاسِقُ، قَالَ: لَقَدْ أَصَابَ قَوْمِي بَعْدِي شَرٌّ وَمَعَهُ عَبِيدُ قُرَيْشٍ، فَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ حَتَّى وَلَّى أَبُو عَامِرٍ وَأَصْحَابُهُ، وَجَعَلَ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ يَضْرِبْنَ بِالْأَكْبَارِ وَالدُّفُوفِ وَالْغَرَابِيلِ وَيُحَرِّضْنَ وَيُذَكِّرْنَهُمْ قَتْلَى بَدْرٍ وَيَقُلْنَ: [البحر الرجز] نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ ... أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ قَالَ: وَدَنَا الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَالرُّمَاةُ يَرْشُقُونَ خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ بِالنَّبْلِ فَتَوَلَّى هَوَازِنُ، فَصَاحَ طَلْحَةُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ صَاحِبُ اللِّوَاءِ مَنْ يُبَارِزُ فَبَرَزَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَالْتَقَيَا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَبَدَرَهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى فَلَقَ هَامَتَهُ فَوَقَعَ، وَهُوَ كَبْشُ الْكَتِيبَةِ فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ وَأَظْهَرَ التَّكْبِيرَ وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ وَشَدُّوا عَلَى كَتَائِبِ

الْمُشْرِكِينَ يَضْرِبُونَهُمْ حَتَّى نَغَضَتْ صُفُوفُهُمْ ثُمَّ حَمَلَ لِوَاءَهُمْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ أَبُو شَيْبَةَ وَهُوَ أَمَامَ النِّسْوَةِ يَرْتَجِزُ، وَيَقُولُ: [البحر الرجز] إِنَّ عَلَى أَهْلِ اللِّوَاءِ حَقَّا ... أَنْ تُخْضَبَ الصَّعْدَةُ أَوْ تَنْدَقَّا . وَحَمَلَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى كَاهِلِهِ فَقَطَعَ يَدَهُ وَكَتِفَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُؤْتَزَرِهِ وَبَدَا سَحْرُهُ ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ سَاقِي الْحَجِيجِ، ثُمَّ حَمَلَهُ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَرَمَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَصَابَ حَنْجَرَتَهُ فَأَدْلَعَ لِسَانَهُ إِدْلَاعَ الْكَلْبِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ مُسَافِعُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَرَمَاهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ الْحَارِثُ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَرَمَاهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَتَلَهُ ثُمَّ حَمَلَهُ كِلَابُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثُمَّ حَمَلَهُ الجُلَاسُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثُمَّ حَمَلَهُ أَرْطَاةُ بْنُ شُرَحْبِيلَ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ حَمَلَهُ شُرَيْحُ بْنُ قَارِظٍ فَلَسْنَا نَدْرِي مَنْ قَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ صُؤَابٌ غُلَامُهُمْ وَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلَهُ قُزْمَانُ، وَهُوَ أَثْبَتُ الْقَوْلِ. فَلَمَّا قُتِلَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ انْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ مُنْهَزِمِينَ لَا يَلْوُونَ عَلَى شَيْءٍ وَنِسَاؤُهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ، وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ السِّلَاحَ فِيهِمْ حَيْثُ شَاءُوا حَتَّى أَجْهَضُوهُمْ عَنِ الْعَسْكَرِ، وَوَقَعُوا يَنْتَهِبُونَ الْعَسْكَرَ وَيَأْخُذُونَ مَا فِيهِ مِنَ الْغَنَائِمِ، وَتَكَلَّمَ الرُّمَاةُ الَّذِينَ عَلَى عَيْنَيْنِ وَاخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ وَثَبَتَ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ دُونَ الْعَشَرَةِ مَكَانَهُمْ وَقَالَ: لَا أُجَاوِزُ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَوَعَظَ أَصْحَابَهُ وَذَكَّرَهُمْ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا، قَدِ انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ فَمَا مُقَامُنَا هَاهُنَا فَانْطَلَقُوا يَتْبَعُونَ الْعَسْكَرَ يَنْتَهِبُونَ مَعَهُمْ وَخَلَّوُا الْجَبَلَ وَنَظَرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ فَكَرَّ بِالْخَيْلِ وَتَبِعَهُ عِكْرِمَةُ

بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّمَاةِ فَقَتَلُوهُمْ، وَقُتِلَ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَانْتَقَضَتْ صُفُوفُ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ وَحَالَتِ الرِّيحُ فَصَارَتْ دَبُورًا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ صَبًّا وَنَادَى إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ وَاخْتَلَطَ الْمُسْلِمُونَ فَصَارُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى غَيْرِ شِعَارٍ وَيَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا يَشْعُرُونَ بِهِ مِنَ الْعَجَلَةِ وَالدَّهَشِ، وَقُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ مَلَكٌ فِي صُورَةِ مُصْعَبٍ وَحَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَئِذٍ وَلَمْ تُقَاتِلْ وَنَادَى الْمُشْرِكُونَ بِشِعَارِهِمْ: يَا لَلْعُزَّى، يَا لَهُبَلَ، وَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ قَتْلًا ذَرِيعًا وَوَلَّى مَنْ وَلَّى مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا يَزَالُ يَرْمِي عَنْ قَوْسِهِ حَتَّى صَارَتْ شَظَايَا وَيَرْمِي بِالْحَجَرِ وَثَبَتَ مَعَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا: سَبْعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى تَحَاجَزُوا وَنَالُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وِجْهِهِ مَا نَالُوا، أُصِيبَتْ رَبَاعِيَّتُهُ وَكُلِمَ فِي وَجْنَتَيْهِ وَجَبْهَتِهِ وَعَلَاهُ ابْنُ قَمِيئَةَ بِالسَّيْفِ فَضَرَبَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ وَاتَّقَاهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ فَشُلَّتْ إِصْبَعُهُ وَادَّعَى ابْنُ قَمِيئَةَ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا رَعَّبَ الْمُسْلِمِينَ وَكَسَرَهُمْ.

من قتل من المسلمين يوم أحد وقتل يومئذ حمزة بن عبد المطلب، رحمه الله، قتله وحشي، وعبد الله بن جحش قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، ومصعب بن عمير قتله ابن قميئة، وشماس بن عثمان بن الشريد المخزومي قتله أبي بن خلف الجمحي، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا

§مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَتَلَهُ ابْنُ قَمِيئَةَ، وَشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ الْمَخْزُومِيُّ قَتَلَهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنَ ابْنَا الْهُبَيْبِ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ، وَوَهْبُ بْنُ قَابُوسَ الْمُزَنِيُّ وَابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَابُوسَ

، وَقُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ سَبْعُونَ رَجُلًا، فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ مُعَاذٍ أَخُو سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَالْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ قَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ خَطَأً وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ، وَخَيْثَمَةُ أَبُو سَعْدِ بْنُ خَيْثَمَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ صِهْرُ أَبِي بَكْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَمَالِكُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَمُحَذَّرُ بْنُ زِيَادٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ فِي نَاسٍ كَثِيرٍ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا فِيهِمْ حَمَلَةُ اللِّوَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَبُو عَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَسِبَاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَنْمَارٍ قَتَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِشَامُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَخَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ الْعُقَيْلِيُّ وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَأَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَقَدْ كَانَ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَا أُكْثِرُ عَلَيْكَ جَمْعًا ثُمَّ خَرَجَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أَحَدٍ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسِيرًا وَلَمْ يَأْخُذْ أَسِيرًا غَيْرَهُ، فَقَالَ: مُنَّ عَلَيَّ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُلْدَغُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ، لَا تَرْجِعُ إِلَى مَكَّةَ تَمْسَحُ عَارِضَيْكَ تَقُولُ: سَخِرْتُ بِمُحَمَّدٍ مَرَّتَيْنِ "، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ أُحُدٍ أَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يُغَسِّلْهُ وَلَمْ يُغَسِّلِ الشُّهَدَاءَ وَقَالَ: «لُفُّوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَجِرَاحِهِمْ أَنَا الشَّهِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ ضَعُوهُمْ» ، فَكَانَ حَمْزَةُ أَوَّلَ مَنْ كَبَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعًا ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءَ

فَكَانَ كُلَّمَا أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّهِيدِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَقَدْ سَمِعْنَا مَنْ يَقُولُ: لَمْ يُصَلِّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أَحَدٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَوْسِعُوا وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فَكَانَ مِمَّنْ نَعْرِفُ أَنَّهُ دُفِنَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ فِي قَبْرٍ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ فِي قَبْرٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ وَعَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَكَانَ النَّاسُ أَوْ عَامَّتُهُمْ قَدْ حَمَلُوا قَتْلَاهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَفَنُوهُمْ فِي نَوَاحِيهَا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: رُدُّوا الْقَتْلَى إِلَى مَضَاجِعِهِمْ فَأَدْرَكَ الْمُنَادِي رَجُلًا وَاحِدًا لَمْ يَكُنْ دُفِنَ فَرُدَّ وَهُوَ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ بِالْمَدِينَةِ، وَشَمَتَ ابْنُ أُبَيٍّ وَالْمُنَافِقُونَ بِمَا نِيلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَنْ يَنَالُوا مِنَّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ حَتَّى نَسْتَلِمَ الرُّكْنَ» ، وَبَكَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى قَتْلَاهُمْ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَجَاءَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ فَدَعَا لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُنَّ بِالِانْصِرَافِ فَهُنَّ إِلَى الْيَوْمِ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنَ الْأَنْصَارِ بَدَأَ النِّسَاءُ فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ ثُمَّ بَكَيْنَ عَلَى مَيِّتِهِنَّ.

أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§مَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمُشْرِكِينَ وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ مَكَرَ فِيهِ»

أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ -[45]-: «§كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ» ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] "

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §لَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ. قَالَ: فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ «فَوَاللَّهِ مَا زَالَ حُذَيْفَةُ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§رَأَيْتُ كَأَنِّيَ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنَحَّرَةً فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَةُ وَالْبَقَرَ نَفَرٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا» . فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا دَخَلَتْ عَلَيْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَدْخُلُ عَلَيْنَا فِي الْإِسْلَامِ قَالَ: «فَشَأْنُكُمْ إِذًا» فَذَهَبُوا فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأْمَتَهُ. فَقَالُوا: مَا صَنَعْنَا؟ رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْيَهُ. فَجَاءُوا فَقَالُوا: شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «الْآنَ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعُهَا حَتَّى يُقَاتِلَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَبَاعِيَةَ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ أَصَابَهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَشَجَّهُ فِي جَبْهَتِهِ فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَغْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الدَّمَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ صَنَعُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ -[46]- أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: " فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، عَرَفْتُ عَيْنَيْهِ تَحْتَ الْمِغْفَرِ فَنَادَيْتُ بِصَوْتِي الْأَعْلَى: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، §فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى جَدُّهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ} [آل عمران: 144] الْآيَةَ "

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ الْجُمَحِيَّ، أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمَّا افْتُدِيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهَا كُلَّ يَوْمٍ فَرَقَ ذُرَةٍ لَعَلِّي أَقْتُلَكَ عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ عَلَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسَهُ تِلْكَ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاعْتَرَضَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ لِيَقْتُلُوهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اسْتَأْخِرُوا اسْتَأْخِرُوا» ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَرْبَةٍ فِي يَدِهِ فَرَمَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ فَكَسَرَتِ الْحَرْبَةُ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثَقِيلًا فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى وَلَّوْا بِهِ وَطَفِقُوا يَقُولُونَ لَهُ: لَا بَأْسَ بِكَ، فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ: أَلَمْ يَقُلْ لِي: «بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَمَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَدَفَنُوهُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] " الْآيَةَ

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: «§كَانَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " لَقَدْ أُصِيبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَجِيءُ حَتَّى يَجْثُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَوْ قَالَ: يَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: §وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوَفَاءُ، وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ، وَعَلَيْكَ سَلَّامُ اللَّهِ غَيْرُ مُوَدَّعٍ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَا أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الرُّمَاةِ وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيَّ، وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا وَقَالَ: «§إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» ، قَالَ: فَهَزَمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ قَدْ بَدَتْ أَسْؤُقُهُنَّ وَخَلَاخِلُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ فَقَالَ: أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمِ الْغَنِيمَةَ، قَدْ ظَهْرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْظُرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ، قَالَ: فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَلِكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَيْرَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ رَجُلًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً: سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: اتَّهَمَ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى: أَيْ لَيْسَ فَوْقَهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، وَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ. قَالَ فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، ثُمَّ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ جَعَلَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونَهُ» ؟ -[48]- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَاذَا نُجِيبُهُ؟ قَالَ: قُولُوا: «اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ» ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونَهُ» قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «§كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، تَغْسِلُ جُرْحَهُ وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَيْهَا بِالْمِجَنِّ يَعْنِي التُّرْسَ فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ فَاطِمَةُ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ عَلَيْهِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى إِذَا جَاوَزَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ إِذَا هُوَ بِكَتِيبَةٍ خَشْنَاءَ فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ» قَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ فِي سِتِّمِائَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ أَهْلِ قَيْنُقَاعَ وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: «وَقَدْ أَسْلَمُوا؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «§قُولُوا لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ»

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمراء الأسد ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمراء الأسد يوم الأحد لثماني ليال خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره، قالوا: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد مساء يوم السبت بات تلك الليلة

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْرَاءُ الْأَسَدِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْرَاءُ الْأَسَدِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِثَمَانِي لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا

: لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ مَسَاءَ يَوْمِ السَّبْتِ بَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى بَابِهِ نَاسٌ مِنْ وُجُوهِ الْأَنْصَارِ وَبَاتَ الْمُسْلِمُونَ يُدَاوُونَ جِرَاحَاتِهِمْ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصُّبْحَ يَوْمَ الْأَحَدِ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكُمْ بِطَلَبِ عَدُوِّكُمْ وَلَا يَخْرُجْ مَعَنَا إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْقِتَالَ بِالْأَمْسِ فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ أَبِي خَلَّفَنِي يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى أَخَوَاتٍ لِي فَلَمْ أَشْهَدِ الْحَرْبَ فَأْذَنْ لِي أَنْ أَسِيرَ مَعَكَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ أَحَدٌ لَمْ يَشْهَدِ الْقِتَالَ غَيْرَهُ. وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلِوَائِهِ وَهُوَ مَعْقُودٌ لَمْ يُحَلُّ فَدَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَيُقَالُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَخَرَجَ وَهُوَ مَجْرُوحٌ فِي وَجْهِهِ، وَمَشْجُوجٌ فِي جَبْهَتِهِ، وَرُبَاعِيَّتُهُ قَدْ شَظِيَتْ، وَشَفَتُهُ السُّفْلَى قَدْ كُلِمَتْ فِي بَاطِنِهَا، وَهُوَ مُتَوَهِّنٌ مَنْكِبَهُ الْأَيْمَنَ مِنْ ضَرْبَةِ ابْنِ قَمِيئَةَ وَرُكْبَتَاهُ مَجْحُوشَتَانِ، وَحُشِدَ أَهْلُ الْعَوَالِي وَنَزَلُوا حَيْثُ أَتَاهُمُ الصَّرِيخُ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسَهُ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ فَبَعَثَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ طَلِيعَةً فِي آثَارِ الْقَوْمِ فَلَحِقَ اثْنَانِ مِنْهُمُ الْقَوْمَ بِحَمْرَاءَ الْأَسَدِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ طَرِيقَ الْعَقِيقِ مُتَيَاسِرَةً عَنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا أَخَذْتَهَا فِي الْوَادِي وَلِلْقَوْمِ زَجَلٌ وَهُمْ يَأْتَمِرُونَ بِالرُّجُوعِ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ يَنْهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَبَصُرُوا بِالرَّجُلَيْنِ فَعَطَفُوا عَلَيْهِمَا فَعَلَوْهُمَا وَمَضَوْا وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ حَتَّى عَسْكَرُوا بِحَمْرَاءَ الْأَسَدِ، فَدَفَنَ الرَّجُلَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ وَهُمَا الْقَرِينَانِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُوقِدُونَ تِلْكَ اللَّيَالِي خَمْسَمِائَةِ نَارٍ حَتَّى تُرَى مِنَ الْمَكَانِ الْبَعِيدِ، وَذَهَبَ صَوْتُ مُعَسْكَرِهِمْ وَنِيرَانِهِمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ فَكَبَتَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَخَلَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقَدْ غَابَ خَمْسَ لَيَالٍ وَكَانَ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ.

سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ثم سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي إلى قطن وهو جبل بناحية فيد به ماء لبني أسد بن خزيمة في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن

§سَرِيَّةُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ إِلَى قَطَنٍ وَهُوَ جَبَلٌ بِنَاحِيَةِ فَيْدٍ بِهِ مَاءٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ فِي هِلَالِ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ طُلَيْحَةَ وَسَلَمَةَ ابْنَيْ خُوَيْلِدٍ قَدْ سَارَا فِي قَوْمِهِمَا وَمَنْ أَطَاعَهُمَا يَدْعُوَانِهِمْ إِلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سَلَمَةَ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ مِائَةً وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ، قَالَ: سِرْ حَتَّى تَنْزِلَ أَرْضَ بَنِي أَسَدٍ فَأَغِرْ عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ تَلَاقَى عَلَيْكَ جُمُوعُهُمْ، فَخَرَجَ فَأَغَذَّ السَّيْرَ وَنَكَّبَ عَنْ سَنَنِ الطَّرِيقِ وَسَبَقَ الْأَخْبَارَ وَانْتَهَى إِلَى أَدْنَى قَطَنٍ، فَأَغَارَ عَلَى سَرْحٍ لَهُمْ فَضَمُّوهُ وَأَخَذُوا رِعَاءً لَهُمْ مَمَالِيكَ ثَلَاثَةً، وَأَفْلَتَ سَائِرُهُمْ فَجَاءُوا جَمْعَهُمْ فَحَذَّرُوهُمْ فَتَفَرَّقُوا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَفَرَّقَ أَبُو سَلَمَةَ أَصْحَابَهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِي طَلَبِ النَّعَمِ وَالشَّاءِ فَآبُوا إِلَيْهِ سَالِمِينَ قَدْ أَصَابُوا إِبِلًا وَشَاءً وَلَمْ يُلْقَوْا أَحَدًا فَانْحَدَرَ أَبُو سَلَمَةَ بِذَلِكَ كُلِّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ.

سرية عبد الله بن أنيس ثم سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة خرج من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سفيان بن

§سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِي بِعُرَنَةَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ خَالِدٍ الْهُذَلِيَّ ثُمَّ اللِّحْيَانِيَّ وَكَانَ يَنْزِلُ عُرَنَةَ وَمَا وَالَاهَا فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ قَدْ جَمَعَ الْجُمُوعَ لِرَسُولِ

اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ لِيَقْتُلَهُ فَقَالَ: صِفْهُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ وَفَرِقْتَ مِنْهُ وَذَكَرْتَ الشَّيْطَانَ» قَالَ: وَكُنْتُ لَا أَهَابُ الرِّجَالَ وَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ فَأَذِنَ لِي فَأَخَذْتُ سَيْفِي وَخَرَجْتُ أَعْتَزِي إِلَى خُزَاعَةَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَطْنِ عُرَنَةَ لَقِيتُهُ يَمْشِي وَوَرَاءَهُ الْأَحَابِيشُ وَمَنْ ضَوِيَ إِلَيْهِ فَعَرَفْتُهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهِبْتُهُ فَرَأَيْتُنِي أَقْطُرُ فَقُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ سَمِعْتُ بِجَمْعِكَ لِمُحَمَّدٍ فَجِئْتُكَ لَأَكُونَ مَعَكَ، قَالَ: أَجَلْ إِنِّي لَأَجْمَعُ لَهُ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ وَحَدَّثْتُهُ وَاسْتَحْلَى حَدِيثِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى خِبَائِهِ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِذَا هَدَأَ النَّاسُ وَنَامُوا اغْتَرَرْتُهُ فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ رَأْسَهُ ثُمَّ دَخَلْتُ غَارًا فِي الْجَبَلِ وَضَرَبَتِ الْعَنْكَبُوتُ عَلَيَّ، وَجَاءَ الطَّلَبُ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا فَانْصَرَفُوا رَاجِعِينَ. ثُمَّ خَرَجْتُ فَكُنْتُ أَسِيرُ اللَّيْلَ وَأَتَوَارَى بِالنَّهَارِ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: أَفْلَحَ الْوَجْهُ، قُلْتُ: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَضَعْتُ رَأْسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَدَفَعَ إِلَيَّ عَصًا، وَقَالَ: تَخَصَّرْ بِهَذِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَهْلَهُ أَنْ يُدْرِجُوهَا فِي كَفَنِهِ، فَفَعَلُوا وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ ثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً وَقَدِمَ السَّبْتَ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ.

سرية المنذر بن عمرو ثم سرية المنذر بن عمرو الساعدي إلى بئر معونة في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقدم عامر بن مالك بن جعفر أبو براء ملاعب الأسنة الكلابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدى له فلم يقبل

§سَرِيَّةُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو ثُمَّ سَرِيَّةُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو السَّاعِدِي إِلَى بِئْرِ مَعُونَةَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَقَدِمَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو بَرَاءٍ مُلَاعِبُ الْأَسِنَّةِ الْكِلَابِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلم فَأَهْدَى لَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يُبْعِدْ، وَقَالَ: لَوْ بَعَثْتَ مَعِيَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى قَوْمِي لَرَجَوْتُ أَنْ يُجِيبُوا دَعَوْتَكَ وَيَتَّبِعُوا أَمْرَكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ، فَقَالَ: أَنَا لَهُمُ جَارٌ إِنْ يَعْرِضْ لَهُمْ أَحَدٌ. فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ شَبَبَةً يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءُ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرِو السَّاعِدِيَّ، فَلَمَّا نَزَلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَهُوَ مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي سُلَيْمٍ وَهُوَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، كِلَا الْبَلَدَيْنِ يُعَدُّ مِنْهُ وَهُوَ بِنَاحِيَةِ الْمَعْدِنِ، نَزَلُوا عَلَيْهَا وَعَسْكَرُوا بِهَا وَسَرَّحُوا ظَهْرَهُمْ وَقَدَّمُوا حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَوَثَبَ عَلَى حَرَامٍ فَقَتَلَهُ وَاسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ بَنِي عَامِرٍ فَأَبَوْا، وَقَالُوا: لَا يُخْفَرُ جِوَارُ أَبِي بَرَاءٍ، فَاسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ قَبَائِلَ مِنْ سُلَيْمِ عُصَيَّةَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ فَنَفَرُوا مَعَهُ وَرَأَسُوهُ. وَاسْتَبْطَأَ الْمُسْلِمُونَ حَرَامًا فَأَقْبَلُوا فِي أَثَرِهِ فَلَقِيَهُمُ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ فَكَاثَرُوهُمْ فَتَقَاتَلُوا فَقُتِلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِيهِمْ سُلَيْمُ بْنُ مِلْحَانَ وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا فَلَمَّا أُحِيطَ بِهِمْ، قَالُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَجِدُ مَنْ يُبَلِغُ رَسُولَكَ مِنَّا السَّلَامَ غَيْرَكَ، فَأَقْرِئْهُ مِنَّا السَّلَامَ. فَأَخْبَرَهُ جَبْرَائِيلُ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ» ، وَبَقِيَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ أَمَّنَّاكَ، فَأَبَى وَأَتَى مَصْرَعَ حَرَامٍ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْنَقَ لِيَمُوتَ» ، يَعْنِي أَنَّهُ تَقَدَّمَ عَلَى الْمَوْتِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، وَكَانَ مَعَهُمْ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فَقُتِلُوا جَمِيعًا غَيْرَهُ، فَقَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: قَدْ كَانَ عَلَى أُمِّي نَسَمَةٌ فَأَنْتَ حُرٌّ عَنْهَا وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ وَفَقَدَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مِنْ بَيْنَ الْقَتْلَى فَسَأَلَ عَنْهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ يُقَالُ لَهُ جُبَارُ بْنُ سُلْمَى لَمَّا طَعَنَهُ قَالَ فُزْتُ وَاللَّهِ وَرَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ عُلُوًّا. فَأَسْلَمَ جُبَارُ بْنُ سُلْمَى لَمَّا رَأَى مِنْ قَتْلِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَرَفْعِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَارَتْ جُثَّتَهُ وَأُنْزِلَ عِلِّيِّينَ»

وَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرُ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ وَجَاءَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا مُصَابُ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ وَبَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا عَمَلُ أَبِي بَرَاءٍ، قَدْ كُنْتُ لِهَذَا كَارِهًا» ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَتَلَتِهِمْ بَعْدَ الرَّكْعَةِ مِنَ الصُّبُحِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرٍ اللَّهُمَّ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِبَنِي لِحْيَانَ وَعَضَلَ وَالْقَارَةَ وَزِغْبٍ وَرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ فَإِنَّهُمْ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ» . وَلَمْ يَجِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى مَا وَجَدَ عَلَى قَتْلَى بِئْرِ مَعُونَةَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ قُرْآنًا حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: «بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ» ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اهْدِ بَنِي عَامِرٍ وَاطْلُبْ خُفْرَتِي مِنْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ» . وَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ سَارَ أَرْبَعًا عَلَى رِجْلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ بِصُدُورِ قَنَاةٍ لَقِيَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ قَدْ كَانَ لَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَانٌ فَقَتَلَهُمَا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَقْتَلِ أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أُبْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ» . وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْعَامِرِيَّيْنِ، فَقَالَ: «بِئْسَ مَا صَنَعْتَ قَدْ كَانَ لَهُمَا مِنِّي أَمَانٌ وَجِوَارٌ، لَأَدِيَنَّهُمَا فَبَعَثَ بِدِيَّتِهِمَا إِلَى قَوْمِهِمَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لِحْيَانَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، §فَأَمَدَّهُمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانُوا يُدْعَوْنَ فِينَا الْقُرَّاءُ، كَانُوا يَخْطُبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ فَقَتَلُوهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ. قَالَ: فَقَرَأْنَا بِهِمْ قُرْآنًا زَمَانًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ أَوْ نُسِيَ: «بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَبَا حَمْزَةَ، الْقُرَّاءُ، قَالَ: وَيْحَكَ، قُتِلُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §كَانُوا قَوْمًا يَسْتَعْذِبُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَحْتَطِبُونَ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ قَامُوا إِلَى السَّوَارِي لِلصَّلَاةَ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو السَّاعِدِيَّ قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَعْنَقَ لَيَمُوتَ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ اسْتَنْصَرَ لَهُمْ بَنِي سُلَيْمٍ فَنَفَرُوا مَعَهُ فَقَتَلُوهُمْ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أُبْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ» ، وَكَانَ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنُوا، قَالَ عُرْوَةُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ هِيَ دَفَنَتْهُ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " §أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: «بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ» . وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ ثَلَاثِينَ غَدَاةً، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى أَحَدٍ مَا وَجَدَ عَلَى أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ»

سرية مرثد بن أبي مرثد ثم سرية مرثد بن أبي مرثد الغنوي إلى الرجيع في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§سَرِيَّةُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ إِلَى الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الظَّفَرِيِّ، وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَهْطٌ مِنْ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ وَهُمْ إِلَى الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §إِنَّ فِينَا إِسْلَامًا فَابْعَثْ مَعَنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ يُفَقِّهُونَا وَيُقْرِئُونَا الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَا شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُمْ عَشَرَةَ رَهْطٍ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ وَمَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَارِقٍ وَخُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ وَزَيْدَ بْنَ الدِّثِنَّةِ وَخَالِدَ بْنَ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُعَتِّبَ بْنَ عُبَيْدٍ وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَارِقٍ لِأُمِّهِ وَهُمَا مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفَانِ فِي بَنِي ظَفَرٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ، فَخَرَجُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا عَلَى الرَّجِيعِ وَهُوَ مَاءٌ لِهُذَيْلٍ بِصُدُورِ الْهَدَةِ، وَالْهَدَةُ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا، وَالْهَدَةُ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ عُسْفَانَ، فَغَدَرُوا بِالْقَوْمِ وَاسْتَصْرَخُوا عَلَيْهِمْ هُذَيْلًا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بَنُو لِحْيَانَ فَلَمْ يُرَعِ الْقَوْمَ إِلَّا الرِّجَالُ بِأَيْدِيهِمُ السُّيُوفُ قَدْ غَشَوْهُمْ، فَأَخَذَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُيُوفَهُمْ فَقَالُوا لَهُمْ: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قِتَالَكُمْ، إِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ نُصِيبَ بِكُمْ ثَمَنًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَلَّا نَقْتُلَكُمْ. فَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَمَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ وَخَالِدُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَا نَقْبَلُ مِنْ مُشْرِكٍ عَهْدًا وَلَا عَقْدًا أَبَدًا، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى قُتِلُوا، وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَّةِ وَخُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ فَاسْتَأْسَرُوا وَأَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ، وَأَرَادُوا رَأْسَ عَاصِمٍ لِيَبِيعُوهُ مِنْ سُلَافَةَ -[56]- بِنْتِ سَعْدِ بْنِ شَهِيدٍ وَكَانَتْ نَذَرَتْ لَتَشْرَبَنَّ فِي قِحْفِ عَاصِمٍ الْخَمْرَ وَكَانَ قَتَلَ ابْنَيْهَا مُسَافِعًا وَجُلَاسًا يَوْمَ أُحُدٍ فَحَمَتْهُ الدَّبْرُ فَقَالُوا: أَمْهِلُوهُ حَتَّى تُمْسِيَ، فَإِنَّهَا لَوْ قَدْ أَمْسَتْ ذَهَبَتْ عَنْهُ. فَبَعَثَ اللَّهُ الْوَادِيَ فَاحْتَمَلَهُ، وَخَرَجُوا بِالنَّفَرِ الثَّلَاثَةِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ انْتَزَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ يَدَهُ مِنَ الْقِرَانِ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُ الْقَوْمُ فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَبْرُهُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَقَدِمُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ مَكَّةَ. فَأَمَّا زَيْدٌ فَابْتَاعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقَتَلَهُ بِأَبِيهِ وَابْتَاعَ حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ خُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ لِابْنِ أُخْتِهِ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ فَحَبَسُوهُمَا حَتَّى خَرَجَتِ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ثُمَّ أَخْرَجُوهُمَا إِلَى التَّنْعِيمِ فَقَتَلُوهُمَا وَكَانَا صَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَا، فَخُبَيبٌ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ مَوْهَبٌ: قَالَ لِي خُبَيْبٌ وَكَانُوا جَعَلُوهُ عِنْدِي: يَا مَوْهَبُ، §أَطْلُبُ إِلَيْكَ ثَلَاثًا: أَنْ تَسْقِيَنِي الْعَذْبَ، وَأَنْ تُجَنِّبَنِي مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، وَأَنْ تُؤْذِنِّي إِذَا أَرَادُوا قَتْلِي "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: " أَنَّ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ حَضَرُوا قَتْلَ زَيْدٍ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: يَا زَيْدُ، أُنْشِدُكَ اللَّهَ، §أَتُحِبُّ أَنَّكَ الْآنَ فِي أَهْلِكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا مَكَانَكَ نَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا أَحَبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا يُشَاكُ فِي مَكَانِهِ بِشَوْكَةٍ تُؤْذِيهِ وَأَنِّي جَالِسٌ فِي أَهْلِي، قَالَ: يَقُولُ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنَ قَوْمٍ قَطُّ أَشَدَّ حُبًّا لِصَاحِبِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ لَهُ "

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير في شهر ربيع الأول سنة أربع على رأس سبعة وثلاثين شهرا من مهاجره وكانت منازل بني النضير بناحية الغرس وما والاها مقبرة بني خطمة اليوم فكانوا حلفاء لبني عامر. قالوا

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي النَّضِيرِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي النَّضِيرِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَكَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي النَّضِيرِ بِنَاحِيَةِ الْغَرْسِ وَمَا وَالَاهَا مَقْبَرَةَ بَنِي خَطْمَةَ الْيَوْمَ فَكَانُوا حُلَفَاءَ لِبَنِي عَامِرٍ. قَالُوا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ السَّبْتِ فَصَلَّى فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ ثُمَّ أَتَى بَنِي النَّضِيرِ فَكَلَّمَهُمْ أَنْ يُعِينُوهُ فِي دِيَةِ الْكِلَابِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ قَتَلَهُمَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، فَقَالُوا: نَفْعَلُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا أَحْبَبْتَ، وَخَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَهَمُّوا بِالْغَدْرِ بِهِ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جِحَاشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ بَسِيلٍ النَّضْرِيُّ: أَنَا أَظْهَرُ عَلَى الْبَيْتِ فَأَطْرَحُ عَلَيْهِ صَخْرَةً، فَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ: لَا تَفْعَلُوا وَاللَّهِ لَيُخْبَرَنَّ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ وَإِنَّهُ لَنَقْضُ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ وَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرُ بِمَا هَمُّوا فَنَهَضَ سَرِيعًا كَأَنَّهُ يُرِيدُ حَاجَةً، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَحِقَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: أَقُمْتَ وَلَمْ نَشْعُرْ؟ قَالَ: «هَمَّتْ يَهُودُ بِالْغَدْرِ فَأَخْبَرَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ فَقُمْتُ» ، وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَنِ اخْرُجُوا مِنْ بَلَدِي فَلَا تُسَاكِنُونِي بِهَا وَقَدْ هَمَمْتُمْ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ مِنَ الْغَدْرِ وَقَدْ أَجَّلْتُكُمْ عَشْرًا فَمَنْ رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ أَيَّامًا يَتَجَهَّزُونَ وَأَرْسَلُوا إِلَى ظَهْرٍ لَهُمْ بِذِي الْجَدْرِ وَتَكَارَوْا مِنْ نَاسٍ مِنْ أَشْجَعَ إِبِلًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنُ أُبَيٍّ: لَا تَخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ وَأَقِيمُوا فِي حِصْنَكُمْ فَإِنَّ مَعِيَ أَلْفَيْنِ مِنْ قَوْمِي وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ يَدْخُلُونَ مَعَكُمْ حِصْنَكُمْ فَيَمُوتُونَ عَنْ آخِرِهِمْ وَتُمِدُّكُمْ قُرَيْظَةُ وَحُلَفَاؤُكُمْ مِنْ غَطَفَانَ. فَطَمِعَ حُيَيٌّ فِيمَا قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّا لَا نَخْرُجُ مِنْ دِيَارِنَا فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ. فَأَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم التَّكْبِيرَ وَكَبَّرَ

الْمُسْلِمُونَ لِتَكْبِيرِهِ، وَقَالَ: «حَارَبَتْ يَهُودُ» ، فَصَارَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ فَصَلَّى الْعَصْرَ بِفَضَاءِ بَنِي النَّضِيرِ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْمِلُ رَايَتَهُ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَامُوا عَلَى حُصُونِهِمْ مَعَهُمُ النَّبْلَ وَالْحِجَارَةَ وَاعْتَزَلَتْهُمْ قُرَيْظَةُ فَلَمْ تُعِنْهُمْ، وَخَذَلَهُمُ ابْنُ أُبَيٍّ وَحُلَفَاؤُهُمْ مِنْ غَطَفَانَ فَأَيِسُوا مِنْ نَصْرِهِمْ، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَطَعَ نَخْلَهُمْ، فَقَالُوا: نَحْنُ نُخْرِجُ عَنْ بِلَادِكَ، فَقَالَ: «لَا أَقْبَلُهُ الْيَوْمَ، وَلَكِنِ اخْرُجُوا مِنْهَا وَلَكُمْ دِمَاؤُكُمْ وَمَا حَمَلَتِ الْإِبِلُ إِلَّا الْحَلْقَةَ» . فَنَزَلَتْ يَهُودُ عَلَى ذَلِكَ وَكَانَ حَاصَرَهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَكَانُوا يُخَرِّبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ أَجْلَاهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلَّى إِخْرَاجَهُمْ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَحَمَلُوا النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَتَحَمَّلُوا عَلَى سِتِّمِائَةِ بَعِيرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَؤُلَاءِ فِي قَوْمِهِمْ بِمَنْزِلَةِ بَنِي الْمُغِيرَةِ فِي قُرَيْشٍ» ، فَلَحِقُوا بِخَيْبَرَ وَحَزِنَ الْمُنَافِقُونَ عَلَيْهِمْ حُزْنًا شَدِيدًا وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَمْوَالَ وَالْحَلْقَةَ فَوَجَدَ مِنَ الْحَلْقَةِ خَمْسِينَ دِرْعًا وَخَمْسِينَ بَيْضَةً وَثَلَاثَمِائَةِ سَيْفٍ وَأَرْبَعِينَ سَيْفًا. وَكَانَتْ بَنُو النَّضِيرِ صَفِيًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَالِصَةً لَهُ حَبْسًا لِنَوَائِبِهِ وَلَمْ يُخَمِّسْهَا وَلَمْ يُسْهَمْ مِنْهَا لِأَحَدٍ، وَقَدْ أَعْطَى نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَوَسَّعَ فِي النَّاسِ مِنْهَا، فَكَانَ مِمَّنْ أُعْطِيَ مِمَّنْ سُمِّيَ لَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِئْرَ حُجْرٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِئْرَ جَرَمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ سُوَالَةَ، وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ الضَّرَّاطَةَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ الْبُوَيْلَةَ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَأَبُو دُجَانَةَ مَالًا يُقَالُ لَهُ مَالُ ابْنُ خَرَشَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §حَرَّقَ نَخْلَ النَّضِيرِ وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا قَطَعْتُمْ مِّنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} [الحشر: 5] "

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ قَالَ: «§امْضُوا، فَإِنَّ هَذَا أَوَّلَ الْحَشْرِ وَأَنَا عَلَى الْأَثَرِ»

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر الموعد ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر الموعد وهي غير بدر القتال وكانت لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا من مهاجره، قالوا لما أراد أبو سفيان بن حرب أن ينصرف يوم أحد نادى: الموعد بيننا وبينكم بدر

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرَ الْمَوْعِدِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرَ الْمَوْعِدِ وَهِيَ غَيْرُ بَدْرٍ الْقِتَالِ وَكَانَتْ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا لَمَّا أَرَادَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنْ يَنْصَرِفَ يَوْمَ أُحُدٍ نَادَى: الْمَوْعِدُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ بَدْرٌ الصَّفْرَاءُ رَأْسَ الْحَوْلِ نَلْتَقِيَ بِهَا فَنَقْتَتِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «قُلْ نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَافْتَرَقَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَتْ قُرَيْشٌ فَخَبَّرُوا مَنْ قِبْلَهُمْ بِالْمَوْعِدِ وَتَهَيَّؤُوا لِلْخُرُوجِ فَلَمَّا دَنَا الْمَوْعِدُ كَرِهَ أَبُو سُفْيَانَ الْخُرُوجَ وَقَدِمَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ: إِنِّي قَدْ وَاعَدْتُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ أَنْ نَلْتَقِيَ بِبَدْرٍ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ، وَهَذَا عَامٌ جَدْبٌ وَإِنَّمَا يُصْلِحُنَا عَامٌ خِصْبٌ غَيْدَاقٌ وَأَكْرَهُ أَنْ يَخْرُجَ مُحَمَّدٌ وَلَا أَخْرَجُ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْنَا فَنَجْعَلُ لَكَ عِشْرِينَ فَرِيضَةً يَضْمَنُهَا لَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى أَنْ تَقْدُمَ الْمَدِينَةَ فَتُخَذِّلُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نَعَمْ. فَفَعَلُوا وَحَمَلُوهُ عَلَى بَعِيرٍ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَخْبَرَهُمْ بِجَمْعِ أَبِي سُفْيَانَ لَهُمْ وَمَا مَعَهُ مِنَ الْعُدَّةِ وَالسِّلَاحِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرُجَنَّ وَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ مَعِيَ أَحَدٌ» . فَنَصَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ وَأَذْهَبَ عَنْهُمُ الرُّعْبَ. فَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسَارَ فِي الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ، وَكَانَتِ الْخَيْلُ عَشْرَةُ أَفْرَاسٍ، وَخَرَجُوا بِبَضَائِعَ لَهُمْ

وَتِجَارَاتٍ، وَكَانَتْ بَدْرٌ الصَّفْرَاءُ مُجْتَمَعًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْعَرَبُ وَسُوقًا تَقُومُ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى ثَمَانٍ تَخْلُو مِنْهُ ثُمَّ يَتَفَرَّقُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَانْتَهَوْا إِلَى بَدْرٍ لَيْلَةَ هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ وَقَامَتِ السُّوقُ صَبِيحَةَ الْهِلَالِ فَأَقَامُوا بِهَا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَبَاعُوا مَا خَرَجُوا بِهِ مِنَ التِّجَارَاتِ فَرَبِحُوا لِلدِّرْهَمِ دِرْهَمًا وَانْصَرَفُوا، وَقَدْ سَمِعَ النَّاسُ بِسَيْرِهِمْ، وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ مِنْ مَكَّةَ فِي قُرَيْشٍ وَهُمْ أَلْفَانِ وَمَعَهُمْ خَمْسُونَ فَرَسًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَجَنَّةَ، وَهِيَ مَرُّ الظَّهْرَانِ ثُمَّ قَالَ: ارْجِعُوا فَإِنَّهُ لَا يُصْلِحُنَا إِلَّا عَامٌ خِصْبٌ غَيْدَاقٌ نَرْعَى فِيهِ الشَّجَرَ وَنَشْرَبَ فِيهِ اللَّبَنَ، وَإِنَّ عَامَكُمْ هَذَا عَامُ جَدْبٍ فَإِنِّي رَاجِعٌ فَارْجِعُوا فَسَمَّى أَهْلُ مَكَّةَ ذَلِكَ الْجَيْشَ جَيْشَ السَّوِيقِ، يَقُولُونَ: خَرَجُوا يَشْرَبُونَ السَّوِيقَ. وَقَدِمَ مَعْبَدُ بْنُ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيُّ مَكَّةَ بِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمُوَافَاتِهِ بَدْرًا فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ لِأَبِي سُفْيَانَ: قَدْ نَهَيْتُكَ يَوْمَئِذٍ أَنْ تَعِدَ الْقَوْمَ وَقَدِ اجْتَرَءُوا عَلَيْنَا وَرَأَوْا أَنْ قَدْ أَخْلَفْنَاهُمْ ثُمَّ أَخَذُوا فِي الْكَيْدِ وَالنَّفَقَةِ وَالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوَةِ الْخَنْدَقِ.

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ §النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: 173] ، قَالَ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: يَا مُحَمَّدُ، مَوْعِدَكُمْ بَدْرٌ حَيْثُ قَتَلْتُمْ أَصْحَابَنَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم: «عَسَى» ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِمَوْعِدِهِ حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا فَوَافَقُوا السُّوقَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] . وَالْفَضْلُ مَا أَصَابُوا مِنَ التِّجَارَةِ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الصُّغْرَى "

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع في المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا من مهاجره، قالوا: قدم قادم المدينة بجلب له فأخبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ الرِّقَاعِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ الرِّقَاعِ فِي الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: قَدِمَ قَادِمٌ الْمَدِينَةَ بِجَلَبٍ لَهُ فَأَخْبَرَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَنَّ أَنْمَارًا وَثَعْلَبَةَ قَدْ جَمَعُوا لَهُمُ الْجُمُوعَ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهَ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَخْلَفْ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَخَرَجَ لَيْلَةَ السَّبْتِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَيُقَالُ سَبْعِمِائَةٍ فَمَضَى حَتَّى أَتَى مَحَالَّهُمْ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، وَهُوَ جَبَلٌ فِيهِ بُقَعٌ حُمْرَةٌ وَسَوَادٌ وَبَيَاضٌ قَرِيبٌ مِنَ النَّخِيلِ بَيْنَ السَّعْدِ وَالشَّقْرَةِ فَلَمْ يَجِدْ فِي مَحَالِّهِمْ أَحَدًا إِلَّا نِسْوَةً فَأَخَذَهُنَّ وَفِيهِنَّ جَارِيَةٌ وَضِيئَةٌ، وَهَرَبَتِ الْأَعْرَابُ إِلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَخَافَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَيْهِمْ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا صَلَّاهَا. وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَابْتَاعَ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ جَمَلَهُ بِأُوقِيَّةٍ وَشَرَطَ لَهُ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَسَأَلَهُ عَنْ دَيْنِ أَبِيهِ وَأَخْبَرَهُ بِهِ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، جِعَالَ بْنَ سُرَاقَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَلَامَتِهِ وَسَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدِمَ صِرَارًا يَوْمَ الْأَحَدِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَصِرَارٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ وَهِيَ بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ عَلَى طَرِيقِ الْعِرَاقِ وَغَابَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ -[62]- فَأَخَذَهُ فَاخْتَرَطَهُ وَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَتَخَافُنِي؟ قَالَ: «لَا» . قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ: «§اللَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ» ، قَالَ فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَغْمَدَ السَّيْفَ وَعَلَّقَهُ. قَالَ: فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ. قَالَ: فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ "

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل في شهر ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا من مهاجره، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بدومة الجندل جمعا كثيرا وأنهم يظلمون من مر بهم من الضافطة

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دُومَةَ الْجَنْدَلِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دُومَةَ الْجَنْدَلِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ بِدُومَةَ الْجَنْدَلِ جَمْعًا كَثِيرًا وَأَنَّهُمْ يَظْلِمُونَ مَنْ مَرِّ بِهِمْ مِنَ الضَّافِطَةِ وَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَهِيَ طَرَفٌ مِنْ أَفْوَاهِ الشَّأْمِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِمَشْقَ خَمْسَ لَيَالٍ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ وَخَرَجَ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، وَمَعَهُ دَلِيلٌ لَهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُقَالَ لَهُ مَذْكُورٌ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ إِذَا هُمْ مُغَرِّبُونَ، وَإِذَا آثَارُ النَّعَمِ وَالشَّاءِ فَهَجَمَ عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَرُعَاتِهِمْ فَأَصَابَ مَنْ أَصَابَ وَهَرَبَ مَنْ هَرَبَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَجَاءَ الْخَبَرُ أَهْلَ دُومَةَ فَتَفَرَّقُوا وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَاحَتِهِمْ فَلَمْ يَجِدْ بِهَا أَحَدًا فَأَقَامَ بِهَا أَيَّامًا وَبَثَّ السَّرَايَا وَفَرَّقَهَا فَرَجَعَتْ وَلَمْ تَصُبْ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَأَخَذَ مِنْهُمْ رَجُلًا فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَقَالَ: هَرَبُوا حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّكَ أَخَذْتَ نَعَمَهُمْ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَلْقَ

كَيْدًا، لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ، وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ وَادَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ أَنْ يَرْعَى بِتَغْلَمَيْنِ وَمَا وَالَاهُ إِلَى الْمَرَاضِ وَكَانَ مَا هُنَاكَ قَدْ أَخْصَبَ وَبِلَادُ عُيَيْنَةَ قَدْ أَجْدَبَتْ، وَتَغْلَمَيْنِ مِنَ الْمَرَاضِ عَلَى مِيلَيْنِ، وَالْمَرَاضُ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الرَّبَذَةِ

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم المريسيع ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المريسيع في شعبان سنة خمس من مهاجره، قالوا: إن بلمصطلق من خزاعة وهم من حلفاء بني مدلج وكانوا ينزلون على بئر لهم يقال لها المريسيع، بينها وبين الفرع نحو من يوم، وبين

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُرَيْسِيعَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، الْمُرَيْسِيعَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: إِنَّ بَلْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُمْ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مُدْلِجٍ وَكَانُوا يَنْزِلُونَ عَلَى بِئْرٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا الْمُرَيْسِيعُ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفُرْعِ نَحْوٌ مِنْ يَوْمٍ، وَبَيْنَ الْفُرْعِ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، وَكَانَ رَأْسَهُمْ وَسَيِّدَهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ فَسَارَ فِي قَوْمِهِ وَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَرَبِ فَدَعَاهُمْ إِلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَجَابُوهُ وَتَهَيَّؤُوا لِلْمَسِيرِ مَعَهُ إِلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيَّ يَعْلَمُ عِلْمَ ذَلِكَ، فَأَتَاهُمْ وَلَقِيَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ وَكَلَّمَهُ وَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُمْ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، النَّاسَ إِلَيْهِمْ فَأَسْرَعُوا الْخُرُوجَ وَقَادُوا الْخُيُولَ وَهِيَ ثَلَاثُونَ فَرَسًا فِي الْمُهَاجِرِينَ مِنْهَا عَشَرَةٌ، وَفِي الْأَنْصَارِ عِشْرُونَ، وَخَرَجَ مَعَهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا فِي غَزَاةٍ قَطُّ مِثْلَهَا، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَكَانَ مَعَهُ فَرَسَانِ لِزَازٍ وَالظَّرِبِ. وَخَرَجَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ. وَبَلَغَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ وَمَنْ مَعَهُ مَسِيرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ قَدْ قَتَلَ عَيْنَهُ الَّذِي كَانَ وَجَّهَهُ لَيَأْتِيَهُ بِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسِيءَ بِذَلِكَ الْحَارِثُ وَمَنْ مَعَهُ وَخَافُوا

خَوْفًا شَدِيدًا وَتَفَرَّقَ عَنْهُمْ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ، وَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُرَيْسِيعِ وَهُوَ الْمَاءُ فَاضْطَرَبَ عَلَيْهِ قُبَّتَهُ وَمَعَهُ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ، فَتَهَيَّئُوا لِلْقِتَالِ وَصَفَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ وَدَفَعَ رَايَةَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَرَايَةَ الْأَنْصَارِ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَرَمَوْا بِالنَّبْلِ سَاعَةً ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَصْحَابَهُ فَحَمَلُوا حَمَلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ وَقُتِلَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ وَأُسِرَ سَائِرُهُمْ وَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ وَالنِّعَمَ وَالشَّاءَ وَلَمْ يُقْتَلْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَغَارَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ غَارُّونَ وَنَعَمُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ وَأَمَرَ بِالْأُسَارَى فَكُتِّفُوا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ وَأَمَرَ بِالْغَنَائِمِ فَجُمِعَتْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا شُقْرَانَ مَوْلَاهُ، وَجَمَعَ الذُّرِّيَّةَ نَاحِيَةً وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَقْسَمِ الْخُمُسِ وَسُهْمَانِ الْمُسْلِمِينَ مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ وَاقْتُسِمَ السَّبْيُ وَفُرِّقَ وَصَارَ فِي أَيْدِي الرِّجَالِ وَقُسِّمَ النَّعَمُ وَالشَّاءُ فَعُدِلَتِ الْجَزُورُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَبِيعَتِ الرِّثَّةُ فِي مَنْ يَزِيدُ، وَأُسْهِمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمٌ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ، وَكَانَتِ الْإِبِلُ أَلْفَيْ بَعِيرٍ وَالشَّاءُ خَمْسَةُ آلَافِ شَاةٍ، وَكَانَ السَّبْي مِائَتَيْ أَهْلِ بَيْتٍ وَصَارَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَاهَا عَلَى تِسْعِ أَوَاقِي ذَهَبٍ فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابَتِهَا وَأَدَّاهَا عَنْهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَكَانَتْ جَارِيَةٌ حُلْوَةً، وَيُقَالُ جَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ أَسِيرٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَيُقَالُ: جَعَلَ صَدَاقَهَا عَتَقَ أَرْبَعِينَ مِنْ قَوْمِهَا وَكَانَ السَّبْي مِنْهُمْ مَنْ مَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَيْرِ فِدَاءٍ، وَمِنْهُمْ مَنِ افْتُدِيَ فَافْتُدِيَتِ الْمَرْأَةُ وَالذُّرِّيَّةُ بِسِتِّ فَرَائِضَ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِبَعْضِ السَّبْيِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ أَهْلُوهُمْ فَافْتَدَوْهُمْ فَلَمْ تُبْقَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ إِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا. وَتَنَازَعَ سِنَانُ بْنُ وَبْرٍ الْجُهَنِيُّ حَلِيفُ بَنِي سَالِمٍ مِنَ

الْأَنْصَارِ وَجَهْجَاهُ بْنُ سَعِيدٍ الْغِفَارِيُّ عَلَى الْمَاءِ فَضَرَبَ جَهْجَاهُ سِنَانًا بِيَدِهِ فَنَادَى سِنَانٌ: يَا لَلْأَنْصَارِ وَنَادَى جَهْجَاهُ: يَا لَقُرَيْشٍ يَا لَكِنَانَةَ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ سِرَاعًا وَأَقْبَلَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَشَهَرُوا السِّلَاحَ، فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى تَرَكَ سِنَانٌ حَقَّهُ وَعَفَا عَنْهُ وَاصْطَلَحُوا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ؛ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ حَضَرَ مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ: هَذَا مَا فَعَلْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ؛ وَسَمِعَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَأَبْلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَهُ فَأَمَرَ بِالرَّحِيلِ وَخَرَجَ مِنْ سَاعَتِهِ وَتَبِعَهُ النَّاسُ، فَقَدَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ النَّاسَ حَتَّى وَقَفَ لِأَبِيهِ عَلَى الطَّرِيقِ فَلَمَّا رَآهُ أَنَاخَ بِهِ وَقَالَ: لَا أُفَارِقُكَ حَتَّى تَزْعُمَ أَنَّكَ الذَّلِيلُ وَمُحَمَّدٌ الْعَزِيزُ فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «دَعْهُ فَلَعَمْرِي لَنُحْسِنَنَّ صُحْبَتَهُ مَا دَامَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا» ، وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ سَقَطَ عِقْدٌ لِعَائِشَةَ فَاحْتَبَسُوا عَلَى طَلَبِهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلِ أَبِي بَكْرٍ. وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ كَانَ حَدِيثُ عَائِشَةَ وَقَوْلُ أَهْلِ الْإِفْكِ فِيهَا. قَالَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، بَرَاءَتَهَا، وَغَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فِي غَزَاتِهِ هَذِهِ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ لِهِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وهي غزوة الأحزاب ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وهي غزوة الأحزاب في ذي القعدة سنة خمس من مهاجره، قالوا: لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ساروا إلى خيبر فخرج نفر من أشرافهم ووجوههم

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَحْزَابِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَحْزَابِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: لَمَّا أَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي النَّضِيرِ سَارُوا إِلَى خَيْبَرَ فَخَرَجَ نَفَرٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَوُجُوهِهِمْ إِلَى مَكَّةَ فَأَلَّبُوا قُرَيْشًا وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَاهَدُوهُمْ وَجَامَعُوهُمْ عَلَى

قِتَالِهِ وَوَعَدُوهُمْ لِذَلِكَ مَوْعِدًا، ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِمْ فَأَتَوْا غَطَفَانَ وَسُلَيْمًا فَفَارَقُوهُمْ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَتَجَهَّزَتْ قُرَيْشٌ وَجَمَعُوا أَحَابِيَشَهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ فَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَعَقَدُوا اللِّوَاءَ فِي دَارِ النَّدْوَةِ وَحَمَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَقَادُوا مَعَهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ فَرَسٍ وَكَانَ مَعَهُمْ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ بَعِيرٍ، وَخَرَجُوا يَقُودُهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَوَافَتْهُمْ بَنُو سُلَيْمٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَهُمْ سَبْعُمِائَةٍ يَقُودُهُمْ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ حَلِيفُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ أَبُو أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ الَّذِي كَانَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِصِفِّينَ، وَخَرَجَتْ مَعَهُمْ بَنُو أَسَدٍ يَقُودُهُمْ طَلْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيُّ، وَخَرَجَتْ فَزَارَةُ فَأَوْعَبَتْ، وَهُمْ أَلْفُ بَعِيرٍ يَقُودُهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَخَرَجَتْ أَشْجَعُ وَهُمْ أَرْبَعُمِائَةٍ يَقُودُهُمْ مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ، وَخَرَجَتْ بَنُو مُرَّةَ وَهُمْ أَرْبَعُمِائَةٍ يَقُودُهُمُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ، وَخَرَجَ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ بِبَنِي مُرَّةَ فَلَمْ يَشْهَدِ الْخَنْدَقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَكَذَلِكَ رَوَتْ بَنُو مُرَّةَ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُمْ قَدْ شَهِدُوا الْخَنْدَقَ مَعَ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ، وَهَجَاهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فَكَانَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ وَافُوا الْخَنْدَقَ مِمَّنْ ذُكِرَ مِنَ الْقَبَائِلِ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَهُمُ الْأَحْزَابُ وَكَانُوا ثَلَاثَةَ عَسَاكِرٍ وَعِنَاجُ الْأَمْرِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ؛ فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فُصُولُهُمْ مِنْ مَكَّةَ نَدَبَ النَّاسَ وَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَ عَدُوِّهِمْ وَشَاوَرَهُمْ فِي أَمْرِهِمْ فَأَشَارَ عَلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ بَالْخَنْدَقِ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ وَعَسْكَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَفْحِ سَلْعٍ وَجَعَلَ سَلْعًا خَلْفَ ظَهْرِهِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثَةُ آلَافٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ خَنْدَقَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَعْمَلُونَ مُسْتَعْجِلِينَ يُبَادِرُونَ قُدُومَ عَدُوِّهِمْ عَلَيْهِمْ، وَعَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُمْ بِيَدِهِ لِيُنَشِّطَ الْمُسْلِمِينَ، وَوَكَّلَ بِكُلِّ جَانِبٍ مِنْهُ قَوْمًا فَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَحْفِرُونَ مِنْ نَاحِيَةِ رَاتِجٍ إِلَى ذُبَابٍ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ مِنْ ذُبَابٍ إِلَى جَبَلِ بَنِي عُبَيْدٍ، وَكَانَ سَائِرُ الْمَدِينَةِ مُشَبَّكًا بِالْبُنْيَانِ فَهِيَ كَالْحِصْنِ، وَخَنْدَقَتْ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَلَيْهَا مِمَّا يَلِي رَاتِجٍ

إِلَى خَلْفِهَا حَتَّى جَاءَ الْخَنْدَقُ مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، وَخَنْدَقَتْ بَنُو دِينَارٍ مِنْ عِنْدِ جُرْبَا إِلَى مَوْضِعِ دَارِ ابْنِ أُبَيٍّ الْجَنُوبُ الْيَوْمَ، وَفَرَغُوا مِنْ حَفْرِهِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ فِي الْآطَامِ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثَمَانِي لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَكَانَ يَحْمِلُ لِوَاءَهُ، لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَكَانَ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْأَنْصَارِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَدَسَّ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ يَسْأَلُهُمْ أَنْ يَنْقُضُوا الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَكُونُوا مَعَهُمْ عَلَيْهِ، فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ أَجَابُوا إِلَيْهِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» . قَالَ: وَنَجَمَ النِّفَاقُ وَفَشِلَ النَّاسُ وَعَظُمَ الْبَلَاءُ وَاشْتَدَّ الْخَوْفُ وَخِيفَ عَلَى الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} . وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ وِجَاهَ الْعَدُوِّ لَا يَزُولُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْتَقِبُونَ خَنْدَقَهُمْ وَيَحْرُسُونَهُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُ سَلَمَةَ بْنَ أَسْلَمَ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ، وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ يَحْرُسُونَ الْمَدِينَةَ وَيُظْهِرُونَ التَّكْبِيرَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَخَافُ عَلَى الذَّرَارِيِّ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَكَانَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عَلَى حَرَسِ قُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ يَحْرُسُونَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَنَاوَبُون بَيْنَهُمْ فَيَغْدُو أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فِي أَصْحَابِهِ يَوْمًا وَيَغْدوُ، َخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَوْمًا وَيَغْدو عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمًا وَيَغْدُو هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ يَوْمًا وَيَغْدُو ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ يَوْمًا، فَلَا يَزَالُونَ يُجِيلُونَ خَيْلَهُمْ وَيَتَفَرَّقُونَ مَرَّةً وَيَجْتَمِعُونَ أُخْرَى وَيُنَاوِشُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُقَدِّمُونَ رُمَاتَهُمْ فَيَرْمُونَ، فَرَمَى حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ، فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّار‍‍‍‍‍‍‍ِ» ، وَيُقَالُ الَّذِي رَمَاهُ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ؛ ثُمَّ أَجْمَعَ

رُؤَسَاؤُهُمْ أَنْ يَغْدُوا يَوْمًا فَغَدَوْا جَمِيعًا وَمَعَهُمْ رُؤَسَاءُ سَائِرِ الْأَحْزَابِ وَطَلَبُوا مَضِيقًا مِنَ الْخَنْدَقِ يُقْحِمُونَ مِنْهُ خَيْلَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ فَلَمْ يَجِدُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: إِنَّ هَذِهِ لَمَكِيدَةٌ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَصْنَعُهَا؛ فَقِيلَ لَهُمْ: إِنَّ مَعَهُ رَجُلًا فَارِسِيًّا أَشَارَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ. قَالُوا فَمِنْ هُنَاكَ إِذًا فَصَارُوا إِلَى مَكَانٍ ضَيِّقٍ أَغْفَلَهُ الْمُسْلِمُونَ فَعَبَرَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، فَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ يَدْعُو إِلَى الْبَرَازِ وَيَقُولُ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ بَحِحْتُ مِنَ النِّدَا ... ءِ لِجَمْعِهِمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنَا أُبَارِزُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفَهُ وَعَمَّمَهُ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ» ، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ وَدَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ وَثَارَتْ بَيْنَهُمَا غَبَرَةً وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ وَكَبَّرَ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ وَوَلَّى أَصْحَابُهُ هَارِبِينَ وَظَفَرَتْ بِهِمْ خُيُولُهُمْ. وَحَمَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ فَضَرَبَهُ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ ثُمَّ اتَّعَدُوا أَنْ يَغْدُوا مِنَ الْغَدِ فَبَاتُوا يُعَبِّئُونَ أَصْحَابَهُمْ وَفَرَّقُوا كَتَائِبَهُمْ وَنَحَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتِيبَةً غَلِيظَةً فِيهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَاتَلُوهُمْ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ إِلَى هُوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ مَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَزُولُوا مِنْ مَوْضِعِهِمْ وَلَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَصْحَابُهُ ظُهْرًا وَلَا عَصْرًا وَلَا مَغْرِبًا وَلَا عِشَاءً حَتَّى كَشَفَهُمُ اللَّهُ فَرَجَعُوا مُتَفَرِّقِينَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَعَسْكَرِهِمْ وَانْصَرَفَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى قُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ عَلَى الْخَنْدَقِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَكَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَطْلُبُونَ غِرَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَاوَشُوهُمْ سَاعَةً وَمَعَ الْمُشْرِكِينَ وَحْشِيٌّ، فَزَرَقَ الطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ بِمِزْرَاقِهِ فَقَتَلَهُ، وَانْكَشَفُوا وَصَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُبَّتِهِ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ الظُّهْرَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَقَامَ

بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةً إِقَامَةً وَصَلَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَا فَاتَهُمْ مِنَ الصَّلَوَاتِ، وَقَالَ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى يَعْنِي الْعَصْرَ، مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» . وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ قِتَالٌ جَمِيعًا حَتَّى انْصَرَفُوا إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَدَعُونَ يَبْعَثُونَ الطَّلَائِعَ بِاللَّيْلِ يَطْمَعُونَ فِي الْغَارَةِ. وَحُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى خَلَصَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمُ الْكَرْبُ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُصَالِحَ غَطَفَانَ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُمْ ثُلُثَ الثَّمَرَةِ وَيُخَذِّلُوا بَيْنَ النَّاسِ وَيَنْصَرِفُوا عَنْهُ فَأَبَتْ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ فَتَرَكَ مَا كَانَ أَرَادَ مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ قَدْ أَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ فَمَشَى بَيْنَ قُرَيْشٍ وَقُرَيْظَةَ وَغَطَفَانَ وَأَبْلَغَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ كَلَامًا وَهَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ كَلَامًا يُرِي كُلَّ حِزْبٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ يَنْصَحُ لَهُ فَقَبِلُوا قَوْلَهُ وَخَذَّلَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاسْتَوْحَشَ كُلُّ حِزْبٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَطَلَبَتْ قُرَيْظَةُ مِنْ قُرَيْشٍ الرَّهْنَ حَتَّى يَخْرُجُوا فَيُقَاتِلُوا مَعَهُمْ فَأَبَتْ ذَلِكَ قُرَيْشٌ وَاتَّهَمُوهُمْ وَاعْتَلَّتْ قُرَيْظَةُ عَلَيْهِمْ بِالسَّبْتِ وَقَالُوا لَا نُقَاتِلُ فِيهِ لِأَنَّ قَوْمًا مِنَّا عَدُوا فِي السَّبْتِ فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: أَلَا أُرَانِي أَسْتَعِينُ بِإِخْوَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، وَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَفَعَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ وَتَرَكَتْ لَا تُقِرُّ لَهُمْ بِنَاءً وَلَا قِدْرًا. وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ إِلَيْهِمْ لَيَأْتِيَهُ بِخَبَرِهِمْ وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ لَقَدْ هَلَكَ الْخُفُّ وَالْحَافِرُ وَأَجْدَبَ الْجَنَابُ وَأَخْلَفَتْنَا بَنُو قُرَيْظَةَ وَلَقَدْ لَقِينَا مِنَ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ فَارْتَحِلُوا فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ؛ وَقَامَ فَجَلَسَ عَلَى بَعِيرِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ، ثُمَّ ضَرَبَهُ فَوَثَبَ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا بَعْدَمَا قَامَ وَجَعَلَ النَّاسُ يَرْحَلُونَ وَأَبُو سُفْيَانَ قَائِمٌ حَتَّى خَفَّ الْعَسْكَرُ، فَأَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ سَاقَةً لِلْعَسْكَرِ وَرِدْءًا لَهُمْ مَخَافَةَ الطَّلَبِ فَرَجَعَ حُذَيْفَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلم وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَسَاكِرِ قَدِ انْقَشَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَأَذِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، لِلْمُسْلِمِينَ فِي الِانْصِرَافِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَخَرَجُوا مُبَادِرِينَ مَسْرُورِينَ بِذَلِكَ وَكَانَ فِيمَنْ قُتِلَ أَيْضًا فِي أَيَّامِ الْخَنْدَقِ أَنَسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الْأَشْهَلِيُّ وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَابِيءٍ قَتَلَهُ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ، وَكَعْبُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ بَنِي دِينَارٍ قَتَلَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقُتِلَ أَيْضًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ عُثْمَانُ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَحَاصَرَهُمُ الْمُشْرِكُونَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةَ سَنَةَ خَمْسٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» ، فَأَجَابُوهُ: [البحر الرجز] نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم، كَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ: [البحر الرجز] نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» . وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ عَلَيْهِ إِهَالَةٌ سَنِخَةٌ فَأَكَلُوا مِنْهَا، وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشَ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ -[71]-، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ وَيَقُولُ: «§الَّلهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا، إِنَّ الْأُولَى لَقَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا» ، أَبَيْنَا، يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ كِنَانَةَ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَطَفَانَ، وَطُلَيْحَةُ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَأَبُو الْأَعْوَرِ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَقُرَيْظَةُ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهْدٌ §فَنَقَضُوا ذَلِكَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26] فَأَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَعَهُ الرِّيحُ فَقَالَ حِينَ رَأَى جِبْرِيلَ: «أَلَا أَبْشِرُوا، ثَلَاثًا» ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ فَهَتَكَتِ الْقِبَابَ وَكَفَأَتِ الْقُدُورَ وَدَفَنَتِ الرِّحَالَ وَقَطَعَتِ الْأَوْتَادَ، فَانْطَلَقُوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] . فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ غَسَلَ جَانِبَ رَأْسِهِ الْأَيْمَنَ وَبَقِيَ الْأَيْسَرُ فَقَالَ لَهُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا أَرَاكَ تَغْسِلُ رَأْسَكَ فَوَاللَّهِ مَا نَزَلْنَا بَعْدُ، انْهَضْ؛ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَنْهَضُوا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدَةُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[72]-، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «§مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُمْ لَمْ يُصَلُّوا يَوْمَ الْأَحْزَابِ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ أَوْ قَالَ: آبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اللَّهُمَّ امْلَأْ بُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» أَوْ قَالَ «آبَتِ الشَّمْسُ» قَالَ: فَعَرَفْنَا أَنَّ صَلَاةَ الْوُسْطَى هِيَ الْعَصْرُ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «§مَا لَهُمْ مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى» وَهِيَ الْعَصْرُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي جُمُعَةَ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْأَحْزَابِ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «§هَلْ عَلِمَ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنِّي صَلَّيْتُ الْعَصْرَ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، مَا صَلَّيْنَاهَا، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَغْرِبَ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ حَفَرَ الْخَنْدَقَ وَخَافَ أَنْ يُبَيِّتَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ:: §إِنْ بُيِّتُّمْ فَإِنَّ دَعْوَاكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ "

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْخَنْدَقِ: «§وَإِنِّي لَا أَرَى الْقَوْمَ إِلَّا مُبَيِّتِيكُمُ اللَّيْلَةَ، كَانَ شِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «§حَاصَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكُونَ فِي الْخَنْدَقِ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ حُصِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى خَلَصَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمُ الْكَرْبُ وَحَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ» . فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ: «أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ ثَمَرِ الْأَنْصَارِ أَتَرْجِعُ بِمَنْ مَعَكَ مِنْ غَطَفَانَ وَتُخَذِّلُ بَيْنَ الْأَحْزَابِ؟» فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ: إِنْ جَعَلْتَ لِيَ الشَّطْرَ فَعَلْتُ. فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَخْبَرَهُمَا بِذَلِكَ فَقَالَا: إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ بِشَيْءٍ فَامْضِ لِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ مَا أَسْتَأْمِرُ بِكُمَا، وَلَكِنْ هَذَا رَأْيٌ أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمَا» قَالَا: فَإِنَّا نَرَى أَنْ لَا نُعْطِيَهُمْ إِلَّا السَّيْفَ "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مَعْمَرٌ: عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ،: فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ §جَاءَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ وَكَانَ يَأْمَنُهُ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، فَخَذَّلَ بَيْنَ النَّاسِ فَانْطَلَقَ الْأَحْزَابُ مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25] "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ الْأَحْزَابِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَعَرَفْنَا الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَائِظٌ إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ مَنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ»

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة في ذي القعدة سنة خمس من مهاجره، قالوا: لما انصرف المشركون عن الخندق، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيت عائشة، أتاه جبريل فوقف عند موضع الجنائز،

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْخَنْدَقِ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَوَقَفَ عِنْدَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَقَالَ: عَذِيرَكَ مِنْ مُحَارِبٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَزِعًا، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَسِيرَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ؛ فَإِنِّي عَامِدٌ إِلَيْهِمْ فَمُزَلْزِلٌ بِهِمْ حُصُونَهُمْ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَفَعَ إِلَيْهِ لِوَاءَهُ، وَبَعَثَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَلَّا تُصَلُّوا الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِمْ فِي الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ، وَالْخَيْلُ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ فَرَسًا، وَذَلِكَ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَحَاصَرَهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا أَشَدَّ الْحِصَارِ، وَرُمُوا بِالنَّبْلِ فَانْجَرَحُوا فَلَمْ يَطْلُعْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحِصَارُ أَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَرْسِلْ إِلَيْنَا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ، فَشَاوَرُوهُ فِي أَمْرِهِمْ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنَّهُ الذَّبْحُ ثُمَّ نَدِمَ فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: خُنْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَانْصَرَفَ فَارْتَبَطَ فِي الْمَسْجِدِ، وَلَمْ يَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ، ثُمَّ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَكُتِّفُوا وَنُحُّوا نَاحِيَةً، وَأُخْرِجَ النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ فَكَانُوا نَاحِيَةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ، وَجَمَعَ أَمْتِعَتَهُمْ وَمَا وُجِدَ فِي حُصُونِهِمْ مِنَ الْحَلْقَةِ وَالْأَثَاثِ وَالثِّيَابِ، فَوُجِدَ فِيهَا أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ سَيْفٍ، وَثَلَاثُمِائَةِ دِرْعٍ، وَأَلْفَا رُمْحٍ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ تُرْسٍ، وَحَجَفَةٌ وَخَمْرٌ وَجِرَارُ سَكَرٍ، فَأُهْرِيقَ ذَلِكَ كُلُّهُ وَلَمْ يُخَمَّسْ، وَوَجَدُوا جِمَالًا نَوَاضِحَ وَمَاشِيَةً كَثِيرَةً. وَكَلَّمَتِ الْأَوْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَهَبَهُمْ لَهُمْ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُمْ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ يُقْتَلَ كُلُّ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي، وَتُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَتُقْسَمُ الْأَمْوَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ» ، وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَأُدْخِلُوا الْمَدِينَةَ وَحَفَرَ لَهُمْ أُخْدُودًا فِي السُّوقِ وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ وَأُخْرِجُوا إِلَيْهِ رِسْلًا رِسْلًا فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ فَكَانُوا مَا بَيْنَ سِتِّمِائَةٍ إِلَى سَبْعِمِائَةٍ. وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَيْحَانَةَ بِنْتَ عَمْرٍو لِنَفْسِهِ وَأَمَرَ بِالْغَنَائِمِ فَجُمِعَتْ فَأَخْرَجَ الْخُمُسَ مِنَ الْمَتَاعِ وَالسَّبْيِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْبَاقِي فَبِيعَ فِي مَنْ يَزِيدُ وَقَسَّمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَتِ السُّهْمَانُ عَلَى ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَاثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ سَهْمًا لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمٌ وَصَارَ الْخُمُسُ إِلَى مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْتِقُ مِنْهُ، وَيَهَبُ مِنْهُ، وَيُخْدِمُ مِنْهُ مَنْ أَرَادَ، وَكَذَلِكَ صَنَعَ بِمَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الرِّثَّةِ.

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ الْأَصَمِّ، قَالَ: " لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ الْأَحْزَابَ وَرَجَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِهِ فَأَخَذَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: «§عَفَا اللَّهُ عَنْكَ، وَضَعَتَ السِّلَاحَ وَلَمْ تَضَعْهُ مَلَائِكَةُ اللَّهِ، ائْتِنَا عِنْدَ حِصْنِ بَنِي قُرَيْظَةَ؛ فَنَادَى -[76]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ أَنِ ائْتُوا حِصْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُمْ عِنْدَ الْحِصْنِ»

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ الْأَحْزَابَ لَمَّا انْصَرَفُوا نَادَى فِيهِمْ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ» ؛ فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الصَّلَاةِ فَصَلُّوا وَقَالَ آخَرُونَ: لَا نُصَلِّي إِلَّا حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ فَاتَ الْوَقْتُ، قَالَ: فَمَا عَنَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاحِدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ "

أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الْبَهِيِّ وَغَيْرِهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، §لَمَّا أَتَى قُرَيْظَةَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَرِيٍّ وَالنَّاسُ يَمْشُونَ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «§كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مَوْكِبِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي عَمِّيَ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى فَرَسٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، عَلَى ثَنَايَاهُ الْغُبَارُ، وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ، فَقَالَ: أَوَضَعْتَ السِّلَاحَ قَبْلَ أَنْ نَضَعَهُ؟ §إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَسِيرَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§حَاصَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ شُعْبَةَ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَطِيَّةُ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: «§كُنْتُ فِيمَنْ -[77]- أُخِذَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَكَانُوا يَقْتُلُونَ مَنْ أَنَبَتَ وَيَتْرُكُونَ مَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْأَحْزَابُ بِمَا جَاؤُوا بِهِ مِنَ الْجُنُودِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بَعَثَ اللَّهُ الْجُنُودَ وَالرِّيحَ فَانْطَلَقُوا هَارِبِينَ وَبَقِيَ الْآخَرُونَ فِي حِصْنِهِمْ قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ السِّلَاحَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ صلّى الله عليه وسلم، إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَسَانِدٌ إِلَى لَبَانِ الْفَرَسِ قَالَ: §يَقُولُ جِبْرِيلُ مَا وَضَعْنَا السِّلَاحَ بَعْدُ وَإِنَّ الْغُبَارَ لَعَاصِبٌ عَلَى حَاجِبِهِ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي أَصْحَابِي جَهْدًا فَلَوْ أَنْظَرْتَهُمْ أَيَّامًا قَالَ: يَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: انْهَدْ إِلَيْهِمْ، لَأُدْخِلَنَّ فَرَسِي هَذَا عَلَيْهِمْ فِي حُصُونِهِمْ ثُمَّ لَأُضَعْضِعَنَّهَا قَالَ: فَأَدْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى سَطَعَ الْغُبَارُ فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْلِسْ فَلْنُكْفِكَ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَنَالُونَ مِنْكَ قَالَ: «قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا» . قَالَ: وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ إِيَّايَ إِيَّايَ» قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ مَا عَهِدْنَاهُ فَحَّاشًا. قَالَ: وَقَدْ كَانَ رُمِيَ أَكْحَلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَرَقَأَ الْجَرْحُ وَأَجْلَبَ وَدَعَا اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَهُ حَتَّى يَشْفِيَ صَدْرَهُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَ: فَأَخَذَهُمْ مِنَ الْغَمِّ فِي حِصْنِهِمْ مَا أَخَذَهُمْ فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ. قَالَ: فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ. قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: وَتَكُونُ الدِّيَارُ لِلْمُهَاجِرِينَ دُونَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِخْوَتُنَا كُنَّا مَعَهُمْ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتَغْنُوا

عَنْكُمْ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمْ وَحُكْمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ مَرَّتْ عَلَيْهِ عَنْزٌ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَأَصَابَتِ الْجَرْحَ بِظِلْفِهَا، فَمَا رَقَأَ حَتَّى مَاتَ. وَبَعَثَ صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ فَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِ الْجُبَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ» يَعْنِي مِنْ هَذَا

سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء ثم سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء، خرج لعشر ليال خلون من المحرم على رأس تسعة وخمسين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه في ثلاثين راكبا إلى القرطاء وهم بطن من بني بكر من كلاب وكانوا ينزلون البكرات بناحية ضرية

§سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى الْقُرَطَاءِ ثُمَّ سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى الْقُرَطَاءِ، خَرَجَ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةٍ وَخَمْسِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بَعَثَهُ فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا إِلَى الْقُرَطَاءِ وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ مِنْ كِلَابٍ وَكَانُوا يَنْزِلُونَ الْبَكَرَاتِ بِنَاحِيَةِ ضَرِيَّةَ، وَبَيْنَ ضَرِيَّةَ وَالْمَدِينَةِ سَبْعُ لَيَالٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ، فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ وَأَغَارَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ نَفَرًا مِنْهُمْ وَهَرَبَ سَائِرُهُمْ وَاسْتَاقَ نَعَمًا وَشَاءً وَلَمْ يُعَرَّضْ لِلطَّعْنِ، وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَخَمَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مَا جَاءَ بِهِ وَفَضَّ عَلَى أَصْحَابِهِ مَا بَقِيَ فَعَدَلُوا الْجَزُورَ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَكَانَتِ النَّعَمُ مِائَةً وَخَمْسِينَ بَعِيرًا وَالْغَنَمُ ثَلَاثَةَ آلَافِ شَاةٍ، وَغَابَ تِسْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَقَدِمَ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني لحيان ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني لحيان، وكانوا بناحية عسفان في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره، قالوا: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاصم بن ثابت وأصحابه وجدا شديدا، فأظهر أنه يريد الشأم

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي لِحْيَانَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي لِحْيَانَ، وَكَانُوا بِنَاحِيَةِ عُسْفَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَصْحَابِهِ وَجْدًا شَدِيدًا، فَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الشَّأَمَ وَعَسْكَرَ لِغُرَّةِ هِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَمَعَهُمْ عِشْرُونَ فَرَسًا، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ أَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْنِ غُرَّانَ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ عُسْفَانَ خَمْسَةُ أَمْيَالٍ حَيْثُ كَانَ مُصَابُ أَصْحَابِهِ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ وَدَعَا لَهُمْ فَسَمِعَتْ بِهِمْ بَنُو لِحْيَانَ فَهَرَبُوا فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ فَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ، فَأَقَامَ يَوْمَاً أَوْ يَوْمَيْنِ فَبَعَثَ الْسَّرَايَا فِي كِلِّ نَاحِيَةٍ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَحَدٍ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ فَبَعَثَ أَبَا بَكْرٍ فِي عَشَرَةِ فَوَارِسَ لِتَسْمَعَ بِهِ قُرَيْشٌ فَيُذْعِرَهُمْ، فَأَتَوْا الْغَمِيمَ ثُمَّ رَجَعُوا وَلَمْ يَلْقَوْا أَحَدًا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: «آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» وَغَابَ عَنِ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي غَزْوَةِ بَنِي لِحْيَانَ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الشَّأَمْ لَيُصِيبَ مِنْهُمْ غِرَّةً، فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَسَلَكَ عَلَى غُرَابٍ ثُمَّ عَلَى مَخِيضٍ ثُمَّ عَلَى الْبَتْرَاءِ ثُمَّ صَفَّقَ ذَاتَ الْيَسَارِ، فَخَرَجَ عَلَى بَيْبَنَ ثُمَّ عَلَى صُخَيْرَاتِ الثُّمَامِ ثُمَّ اسْتَقَامَ بِهِ الطَّرِيقُ عَلَى السَّيَّالَةِ، فَأَغَذَّ السَّيْرَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَلَ عَلَى غُرَّانَ، هَكَذَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ، وَهِيَ مَنَازِلُ بَنِي لِحْيَانَ فَوَجَدَهُمْ قَدْ تَمَنَّعُوا فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ، فَلَمَّا أَخْطَأَهُ مِنْ عَدُوِّهِ مَا أَرَادَ قَالُوا: لَوْ أَنَا هَبَطْنَا عُسْفَانَ فَنُرِيَ أَهْلَ مَكَّةَ أَنَا قَدْ جِئْنَاهَا، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ عُسْفَانَ ثُمَّ بَعَثَ فَارِسَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى بَلَغَا كُرَاعَ الْغَمِيمِ ثُمَّ كَرَّا وَرَاحَ قَافِلًا؛ فَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§تَائِبُونَ آئِبُونَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، حَامِدُونَ لِرَبِّنَا عَابِدُونَ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[80]- الله عليه وسلم بَعْثًا إِلَى بَنِي لِحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ وَقَالَ: «§لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ أَوَّلَ مَا غَزَا عُسْفَانَ ثُمَّ رَجَعَ: «§آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الغابة ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الغابة وهي على بريد من المدينة طريق الشام في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره، قالوا: كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي عشرون لقحة ترعى بالغابة، وكان أبو ذر فيها،

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَابَةَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَابَةَ وَهِيَ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقَ الشَّامِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: كَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ عِشْرُونَ لِقْحَةً تَرْعَى بِالْغَابَةِ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ فِيهَا، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ فِي أَرْبَعِينَ فَارِسًا فَاسْتَاقُوهَا، وَقَتَلُوا ابْنَ أَبِي ذَرٍّ، وَجَاءَ الصَّرِيخُ فَنَادَى: الْفَزَعَ الْفَزَعَ، فَنُودِيَ: يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي وَكَانَ أَوَّلَ مَا نُودِيَ بِهَا وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ غَدَاةَ الْأَرْبِعَاءِ فِي الْحَدِيدِ مُقَنَّعًا فَوَقَفَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو وَعَلَيْهِ الدِّرْعُ وَالْمِغْفَرُ شَاهِرًا سَيْفَهُ، فَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً فِي رُمْحِهِ، وَقَالَ: «امْضِ حَتَّى تَلْحَقَكَ الْخُيُولُ، إِنَّا عَلَى أَثَرِكَ» . وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَخَلَّفَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ يَحْرُسُونَ الْمَدِينَةَ. قَالَ الْمِقْدَادُ: فَخَرَجْتُ فَأَدْرَكْتُ أُخْرَيَاتِ الْعَدُوِّ وَقَدْ قَتَلَ أَبُو قَتَادَةَ مَسْعَدَةَ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ وَقَتْلَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَثَارَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أَثَارٍ، وَقَتْلَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَبِيبَ

بْنَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَقِرْفَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ قَتَلَهُ مَسْعَدَةُ، وَأَدْرَكَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ الْقَوْمَ وَهُوَ عَلَى رِجْلَيْهِ فَجَعَلَ يُرَامِيهِمْ بِالنَّبْلِ، وَيَقُولُ: خُذْهَا [البحر الرجز] وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... الْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ حَتَّى انْتَهَى بِهِمْ إِلَى ذِي قَرَدٍ وَهِيَ نَاحِيَةُ خَيْبَرٍ مِمَّا يَلِي الْمُسْتَنَاخَ. قَالَ سَلَمَةُ: فَلَحِقَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ وَالْخُيُولَ عِشَاءً فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ فَلَوْ بَعَثْتَنِي فِي مِائَةِ رَجُلٍ اسْتَنْقَذْتُ مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ السَّرْحِ وَأَخَذْتُ بِأَعْنَاقِ الْقَوْمِ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَلَكَتَ فَأَسْجِحْ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُمُ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي غَطَفَانَ» ، وَذَهَبَ الصَّرِيخُ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَجَاءَتِ الْأَمْدَادُ فَلَمْ تَزَلِ الْخَيْلُ تَأْتِي وَالرِّجَالُ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَعَلَى الْإِبِلِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي قَرَدٍ فَاسْتَنْقَذُوا عَشْرَ لَقَائِحَ وَأَفْلَتَ الْقَوْمُ بِمَا بَقِيَ وَهِيَ عَشْرٌ، وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي قَرَدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَأَقَامَ بِهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً يَتَحَسَّسُ الْخَبَرَ، وَقَسَمَ فِي كُلِّ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ جَزُورًا يَنْحَرُونَهَا، وَكَانُوا خَمْسَمِائَةٍ، وَيُقَالُ سَبْعَمِائَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِأَحْمَالِ تَمْرٍ وَبِعَشْرِ جَزَائِرَ فَوَافَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي قَرَدٍ، وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَمَّرَ عَلَى هَذِهِ السَّرِيَّةِ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيَّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ نَسَبُوهَا إِلَى الْمِقْدَادِ، لِقَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: [البحر الكامل] غَدَاةَ فَوَارِسِ الْمِقْدَادِ فَعَاتَبَهُ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: اضْطَرَّنِي الرَّوِيُّ إِلَى الْمِقْدَادِ. وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَقَدْ غَابَ خَمْسَ لَيَالٍ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ غُلَامُ النَّبِيِّ صلّى الله -[82]- عليه وسلم بِظَهْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجْتُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أُنَدِّيَهُ مَعَ الْإِبِلِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِغَلَسٍ أَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَتَلَ رَاعِيَهَا، وَخَرَجَ يَطْرُدُهَا هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ، وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ أُغِيرَ عَلَى سَرْحِهِ. قَالَ: وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ فَجَعَلْتُ وَجْهِي مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ وَمَعِي سَيْفِي وَنَبْلِي، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ وَذَلِكَ حِينَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ جَلَسْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَمَيْتُ، فَلَا يُقْبِلُ عَلَيَّ فَارِسٌ إِلَّا عَقَرْتُ بِهِ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّجُلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَبِدَهُ فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَإِذَا كُنْتُ فِي الشَّجَرَةِ أَحْدَقْتُهُمْ بِالنَّبْلِ، وَإِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَرَمَيْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنَهُمْ أَتَّبِعُهُمْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا وَلَا يُلْقُونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً وَجَمَعْتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ مَدَدًا لَهُمْ وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ، ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَأَنَا فَوْقَهُمْ. قَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرَحَ مَا فَارَقْنَا بِسَحَرٍ حَتَّى الْآنَ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، فَقَالَ عُيَيْنَةَ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى أَنَّ وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ؛ فَقَامَ إِلَيَّ نَفَرٌ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ لَهُمْ: أَتَعْرِفُونَنِي؟ -[83]- قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي، وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتَنِي، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنَّ ذَا ظَنٌّ. قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ وَعَلَى أَثَرِهِ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَلَى أَثَرِ أَبِي قَتَادَةَ الْمِقْدَادُ، فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ وَأَنْزِلُ مِنَ الْجَبَلِ فَأَعْرَضُ لِلْأَخْرَمِ فَآخُذُ عِنَانَ فَرَسِهِ قُلْتُ: يَا أَخْرَمُ، انْذَرِ الْقَوْمَ يَعْنِي احْذَرْهُمْ، فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ. قَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، فَخَلَّيْتُ عَنَانَ فَرَسِهِ فَيَلْحَقَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، فَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ، فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ وَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ الْقَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا وَيَعْرِضُونَ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ ذُو قَرَدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْهُ فَأَبْصَرُونِي أَعْدُو وَرَاءَهُمْ فَعَطَفُوا عَنْهُ وَأَسْنَدُوا فِي الثَّنِيَّةِ ثَنِيَّةِ ذِي دُبُرٍ وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَلْحَقُ رَجُلًا فَأَرْمِيَهُ فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّي، أَأَكْوَعِيُّ بُكْرَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، فَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكْرَةً فَاتَّبَعْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَعَلِقَ فِيهِ سَهْمَانِ، وَيَخْلُفُونَ فَرَسَيْنِ، فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّأْتُهُمْ عَنْهُ ذُو قَرَدٍ، فَإِذَا نَبِيُّ اللَّهِ فِي خَمْسِمِائَةٍ، وَإِذَا بِلَالٌ قَدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ -[84]- كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنْ أَصْحَابِكَ مِائَةً فَآخُذُ عَلَى الْكُفَّارِ بِالْعَشْوَةِ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ؛ قَالَ: «أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ» قُلْتُ: نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُمُ الْآنَ يُقْرَوْنَ بِأَرْضِ بَنِي غَطَفَانَ» فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: مُرُّوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ، فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا، فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هُرَّابًا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا الْيَوْمَ سَلَمَةُ» ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ، ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيبًا مِنْ ضَحْوَةٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَا يُسْبَقُ جَعَلَ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ أَلَا رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُرْدِفِي فَقُلْتُ لَهُ: مَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي خَلِّنِي فَلْأُسَابِقِ الرَّجُلَ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ» ؛ فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ. فَطَفَرَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ يَعْنِي اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكُّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدَيَّ. قُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ إِلَى فَوْزِهِ أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوَهَا، قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: «إِنِّي إِنْ أَظُنُّ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ»

سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر ثم سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر غمر مرزوق وهو ماء لبني أسد على ليلتين من فيد طريق الأول إلى المدينة، وكانت في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وجه رسول الله صلى الله عليه

§سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْغَمْرِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْغَمْرِ غَمْرِ مَرْزُوقٍ وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ فَيَدٍ طَرِيقَ الْأَوَّلِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ -[85]- الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ إِلَى الْغَمْرِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَخَرَجَ سَرِيعًا يُغِذُّ السَّيْرَ وَنَذِرَ بِهِ الْقَوْمُ فَهَرَبُوا فَنَزَلُوا عَلْيَاءَ بِلَادِهِمْ وَوَجَدُوا دَارَهُمْ خُلُوفًا، فَبَعَثَ شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ طَلِيعَةً فَرَأَى أَثَرَ النَّعَمِ فَتَحَمَّلُوا فَأَصَابُوا رَبِيئَةً لَهُمْ، فَأَمَّنُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى نَعَمٍ لِبَنِي عَمٍّ لَهُ، فَأَغَارُوا عَلَيْهَا فَاسْتَاقُوا مِائَتَيْ بَعِيرٍ فَأَرْسَلُوا الرَّجُلَ وَحَدَرُوا النَّعَمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا

سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة ثم سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة وبني عوال من ثعلبة وهم بذي القصة، وبينها وبين

§سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ إِلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ وَبَنِي عُوَالٍ مِنْ ثَعْلَبَةَ وَهُمْ بِذِي الْقَصَّةِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ مِيلًا طَرِيقَ الرَّبَذَةِ فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ فَوَرَدُوا عَلَيْهِمْ لَيْلًا فَأَحْدَقَ بِهِ الْقَوْمُ، وَهُمْ مِائَةُ رَجُلٍ فَتَرَامَوْا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ حَمَلَتِ الْأَعْرَابُ عَلَيْهِمْ بِالرِّمَاحِ، فَقَتَلُوهُمْ وَوَقَعَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ جَرِيحًا فَضُرِبَ كَعْبُهُ فَلَا يَتَحَرَّكُ وَجَرَّدُوهُمْ مِنَ الثِّيَابِ، وَمَرَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَحَمَلَهُ حَتَّى وَرَدَ بِهِ الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا وَوَجَدُوا نَعَمًا وَشَاءً فَسَاقَهُ وَرَجَعَ.

سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة ثم سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: أجدبت بلاد بني ثعلبة وأنمار ووقعت سحابة بالمراض إلى تغلمين والمراض على ستة وثلاثين ميلا من المدينة،

§سَرِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: أَجْدَبَتْ بِلَادُ بَنِي ثَعْلَبَةَ وَأَنْمَارٌ وَوَقَعَتْ سَحَابَةٌ بِالْمَرَاضِ إِلَى تَغْلَمَيْنِ وَالْمَرَاضُ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَسَارَتْ بَنُو مُحَارِبٍ وَثَعْلَبَةُ وَأَنْمَارٌ إِلَى تِلْكَ السَّحَابَةِ، وَأَجْمَعُوا أَنْ يُغِيرُوا عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَرْعَى بِهَيْفَا مَوْضِعٌ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ صَلُّوا الْمَغْرِبَ، فَمَشَوْا إِلَيْهِمْ حَتَّى وَافَوْا ذَا الْقَصَّةِ مَعَ عَمَايَةِ الصُّبْحِ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَأَعْجَزُوهُمْ هَرَبًا فِي الْجِبَالِ، وَأَصَابَ رَجُلًا وَاحِدًا فَأَسْلَمَ وَتَرَكَهُ، فَأَخَذَ نَعَمًا مِنْ نَعَمِهِمْ فَاسْتَاقَهُ وَرِثَّةً مِنْ مَتَاعِهِمْ وَقَدِمَ بِذَلِكَ الْمَدِينَةَ فَخَمَّسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَسَمَ مَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ

سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم ثم سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى بني سليم فسار حتى ورد الجموم ناحية بطن نخل عن

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ بِالْجَمُومِ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ بِالْجَمُومِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَسَارَ حَتَّى وَرَدَ الْجَمُومَ نَاحِيَةَ بَطْنِ نَخْلٍ عَنْ يَسَارِهَا، وَبَطْنُ نَخْلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، فَأَصَابُوا عَلَيْهِ امْرَأَةً مِنْ مُزَيْنَةَ يُقَالُ لَهَا حَلِيمَةُ، فَدَلَّتْهُمْ عَلَى مَحَلَّةٍ مِنْ مَحَالِّ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَصَابُوا فِي تِلْكَ الْمَحِلَّةِ نَعَمًا وَشَاءً وَأَسْرَى، فَكَانَ فِيهِمْ زَوْجُ حَلِيمَةَ الْمُزَنِيَّةِ، فَلَمَّا قَفَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِمَا أَصَابَ وَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمُزَنِيَّةِ نَفْسَهَا وَزَوْجَهَا فَقَالَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ فِي ذَلِكَ شِعْرًا: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا أَخْنَى الْمَسُولَ وَلَا وَنَتْ ... حَلِيمَةُ حَتَّى رَاحَ رَكْبُهُمَا مَعَا

سرية زيد بن حارثة إلى العيص ثم سرية زيد بن حارثة إلى العيص وبينها وبين المدينة أربع ليال، وبينها وبين ذي المروة ليلة، في جمادى الأولى سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا لقريش قد أقبلت من

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْعِيصِ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْعِيصِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعُ لَيَالٍ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ ذِي الْمَرْوَةِ لَيْلَةٌ، فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّامِ فَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي سَبْعِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهَا، فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا وَأَخَذُوا يَوْمَئِذٍ فِضَّةً كَثِيرَةً لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَسَرُوا نَاسًا مِمَّنْ كَانَ فِي الْعِيرِ، مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ، وَقَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ فَاسْتَجَارَ أَبُو الْعَاصِ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَجَارَتْهُ وَنَادَتْ فِي النَّاسِ حِينَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفَجْرَ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا وَقَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ» وَرَدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذَ مِنْهُ

سرية زيد بن حارثة إلى الطرف ثم سرية زيد بن حارثة إلى الطرف في جمادى الآخرة سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى الطرف وهو ماء قريب من المراض دون النخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الطَّرَفِ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الطَّرَفِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى الطَّرَفِ وَهُوَ مَاءٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَرَاضِ دُونَ النُّخَيْلِ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقَ الْبَقَرَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ، فَخَرَجَ إِلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَصَابَ نَعَمًا وَشَاءً وَهَرَبَتِ الْأَعْرَابُ وَصَبَّحَ زَيْدٌ بِالنَّعَمِ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ عِشْرُونَ بَعِيرًا وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَغَابَ أَرْبَعَ لَيَالٍ وَكَانَ شِعَارُهُمْ أَمِتْ أَمِتْ

سرية زيد بن حارثة إلى حسمى ثم سرية زيد بن حارثة إلى حسمى وهي وراء وادي القرى في جمادى الآخرة سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: أقبل دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر وقد أجاره وكساه، فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد في ناس

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى حِسْمَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى حِسْمَى وَهِيَ وَرَاءَ وَادِي الْقُرَى فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: أَقْبَلَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ مِنْ عِنْدِ قَيْصَرَ وَقَدْ أَجَارَهُ وَكَسَاهُ، فَلَقِيَهُ الْهُنَيْدُ بْنُ عَارِضٍ وَابْنُهُ عَارِضُ بْنُ الْهُنَيْدِ فِي نَاسٍ مِنْ جُذَامٍ بِحِسْمَى، فَقَطَعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيقَ فَلَمْ يَتْرُكُوا عَلَيْهِ إِلَّا سَمَلَ ثَوْبٍ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ فَنَفَرُوا إِلَيْهِمْ فَاسْتَنْقَذُوا لِدِحْيَةَ مَتَاعَهُ، وَقَدِمَ دِحْيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي خَمْسِمِائَةِ رَجُلٍ وَرَدَّ مَعَهُ دِحْيَةَ، فَكَانَ زَيْدٌ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ وَمَعَهُ دَلِيلٌ لَهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَأَقْبَلَ بِهِمْ حَتَّى هَجَمْ بِهِمْ مَعَ الصُّبْحِ عَلَى الْقَوْمِ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَقَتَلُوا فِيهِمْ فَأَوْجَعُوا وَقَتَلُوا الْهُنَيْدَ وَابْنَهُ وَأَغَارُوا عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَنَعَمِهِمْ وَنِسَائِهِمْ فَأَخَذُوا مِنَ النَّعَمِ أَلْفَ بَعِيرٍ، وَمَنَ الشَّاءِ خَمْسَةَ آلَافِ شَاةٍ، وَمَنَ السَّبْيِ مِائَةً مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَرَحَلَ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الْجُذَامِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَفَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَهُ الَّذِي كَانَ كَتَبَ لَهُ وَلِقَوْمِهِ لَيَالِيَ قَدِمَ عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُحَرِّمْ عَلَيْنَا حَلَالًا وَلَا تُحِلُّ لَنَا حَرَامًا؛ فَقَالَ: «كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْقَتْلَى؟» قَالَ أَبُو يَزِيدَ بْنُ عَمْرٍو: أَطْلِقْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: صَدَقَ أَبُو يَزِيدَ فَبَعَثَ مَعَهُمْ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَأْمُرُهُ أَنْ يُخَلِّيَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ حُرُمِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، فَتَوَجَّهَ عَلِيُّ فَلَقِيَ رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ الْجُهَنِيُّ بَشِيرَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ الْقَوْمِ، فَرَدَّهَا عَلِيٌّ عَلَى الْقَوْمِ، وَلَقِيَ زَيْدًا بِالْفَحْلَتَيْنِ، وَهِيَ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي الْمَرْوَةِ، فَأَبْلَغَهُ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَدَّ إِلَى النَّاسِ كُلَّ مَا كَانَ أُخِذَ لَهُمْ

سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى ثم سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى في رجب سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا أميرا سنة ست

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى فِي رَجَبَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدًا أَمِيرًا سَنَةَ سِتٍّ

سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل ثم سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن بن عوف فأقعده بين يديه وعممه بيده، وقال: " اغز بسم الله وفي

§سَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَأَقْعَدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «اغْزُ بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَاتِلْ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ لَا تَغُلَّ وَلَا تَغْدِرْ وَلَا تَقْتُلْ وَلِيدًا» ، وَبَعَثَهُ إِلَى كَلْبٍ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ وَقَالَ: «إِنِ اسْتَجَابُوا لَكَ فَتَزَوَّجِ ابْنَةَ مَلِكِهِمْ» ، فَسَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى قَدِمَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ الْأَصْبَغُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا وَكَانَ رَأْسَهُمْ، وَأَسْلَمَ مَعَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ قَوْمِهِ وَأَقَامَ مَنْ أَقَامَ عَلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ وَتَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ وَقَدِمَ بِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك ثم سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك في شعبان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر فبعث إليهم علي بن أبي طالب

§سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ بِفَدَكَ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ بِفَدَكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ لَهُمُ جَمْعًا يُرِيدُونَ أَنْ يُمِدُّوا يَهُودَ خَيْبَرَ فَبَعَثَ -[90]- إِلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي مِائَةِ رَجُلٍ فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْهَمَجِ وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ خَيْبَرَ وَفَدَكَ، وَبَيْنَ فَدَكَ وَالْمَدِينَةِ سِتُّ لَيَالٍ، فَوَجَدُوا بِهِ رَجُلًا فَسَأَلُوهُ عَنِ الْقَوْمِ فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ عَلَى أَنَّكُمْ تُؤَمِّنُونِي، فَأَمَّنُوهُ، فَدَلَّهُمْ فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَأَخَذُوا خَمْسَمِائَةِ بَعِيرٍ وَأَلْفَ شَاةٍ وَهَرَبَتْ بَنُو سَعْدٍ بِالظُّعُنِ وَرَأْسُهُمْ وَبَرُ بْنُ عُلَيْمٍ فَعَزَلَ عَلِيٌّ صَفِيَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَقُوحًا تُدْعَى الْحَفَذَةَ ثُمَّ عَزَلَ الْخُمُسَ وَقَسَّمَ سَائِرَ الْغَنَائِمِ عَلَى أَصْحَابِهِ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا

سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى ثم سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بناحية بوادي القرى على سبع ليال من المدينة في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: خرج زيد بن حارثة في تجارة إلى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله

§سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ بِوَادِي الْقُرَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ بِنَاحِيَةٍ بِوَادِي الْقُرَى عَلَى سَبْعِ لَيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ بَضَائِعُ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ دُونَ وَادِي الْقُرَى لَقِيَهُ نَاسٌ مِنْ فَزَارَةَ مِنْ بَنِي بَدْرٍ فَضَرَبُوهُ وَضَرَبُوا أَصْحَابَهُ وَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُمْ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ زَيْدٌ وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَكَمَنُوا النَّهَارَ وَسَارُوا اللَّيْلَ وَنَذِرَتْ بِهِمْ بَنُو بَدْرٍ ثُمَّ صَبَّحَهُمْ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ، فَكَبِّرُوا وَأَحَاطُوا بِالْحَاضِرِ وَأَخَذُوا أُمَّ قِرْفَةَ، وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَابْنَتَهَا جَارِيَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَكَانَ الَّذِي أَخَذَ الْجَارِيَةَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لِحَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ، وَعَمَدَ قَيْسُ بْنُ الْمُحَسَّرِ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ، وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَقَتَلَهَا قَتْلًا عَنِيفًا: رَبَطَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا حَبْلًا ثُمَّ رَبَطَهَا بَيْنَ بَعِيرَيْنِ ثُمَّ زَجَرَهُمَا فَذَهَبَا فَقَطَّعَاهَا، وَقَتْلَ النُّعْمَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ ابْنَيْ

مَسْعَدَةَ بْنِ حَكَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَدْرٍ. وَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ فَقَرَعَ بَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ إِلَيْهِ عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ حَتَّى اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَسَايَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا ظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِ

سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع ثم سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري بخيبر في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم

§سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ إِلَى أَبِي رَافِعٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ إِلَى أَبِي رَافِعٍ سَلَّامِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ النَّضَرِيِّ بِخَيْبَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: كَانَ أَبُو رَافِعِ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ قَدْ أَجْلَبَ فِي غَطَفَانَ وَمَنْ حَوْلَهُ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَجَعَلَ لَهُمُ الْحَفْلَ الْعَظِيمَ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ وَأَبَا قَتَادَةَ وَالْأَسْوَدَ بْنَ خُزَاعِيِّ وَمَسْعُودَ بْنَ سِنَانٍ وَأَمَرَهُمْ بِقَتْلِهِ فَذَهَبُوا إِلَى خَيْبَرَ فَكَمَنُوا فَلَمَّا هَدَأَتِ الرِّجْلُ جَاءُوا إِلَى مَنْزِلِهِ فَصَعِدُوا دَرَجَةً لَهُ وَقَدَّمُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ لِأَنَّهُ كَانَ يَرْطُنُ بِالْيَهُودِيَّةِ، فَاسْتَفْتَحَ وَقَالَ: جِئْتُ أَبَا رَافِعٍ بِهَدِيَّةٍ، فَفَتَحَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتِ السِّلَاحَ أَرَادَتْ أَنْ تَصِيحَ فَأَشَارُوا إِلَيْهَا بِالسَّيْفِ، فَسَكَتَتْ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَمَا عَرَفُوهُ إِلَّا بِبَيَاضِهِ كَأَنَّهُ قُبْطِيَّةٌ فَعَلَوْهُ بِأَسْيَافِهِمْ قَالَ ابْنُ أُنَيْسٍ: وَكُنْتُ رَجُلًا أَعْشَى لَا أُبْصِرُ فَأَتَّكِئُ بِسَيْفِي عَلَى بَطْنِهِ حَتَّى سَمِعْتُ خَشَّهُ فِي الْفِرَاشِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ قَضَى، وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَضْرِبُونَهُ جَمِيعًا ثُمَّ نَزَلُوا وَصَاحَتِ امْرَأَتُهُ فَتَصَايَحَ أَهْلُ الدَّارِ وَاخْتَبَأَ الْقَوْمُ فِي بَعْضِ مَنَاهِرِ خَيْبَرَ وَخَرَجَ الْحَارِثُ أَبُو زَيْنَبَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ فِي آثَارِهِمْ يَطْلُبُونَهُمْ بِالنِّيرَانِ فَلَمْ يَرَوْهُمْ، فَرَجَعُوا وَمَكَثَ الْقَوْمُ يَوْمَيْنِ حَتَّى سَكَنَ الطَّلَبُ ثُمَّ خَرَجُوا مُقْبِلِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ يَدَّعِي قَتْلَهُ، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» ، فَقَالُوا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ فَأَخَذَ أَسْيَافَهُمْ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَإِذَا أَثَرُ الطَّعَامِ فِي ذُبَابِ سَيْفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، فَقَالَ: «هَذَا قَتَلَهُ»

سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم ثم سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم اليهودي بخيبر في شوال سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما قتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق أمرت يهود عليهم أسير بن زارم فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم

§سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ إِلَى أُسَيْرِ بْنِ زَارِمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ إِلَى أُسَيْرِ بْنِ زَارِمٍ الْيَهُودِيِّ بِخَيْبَرَ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا قُتِلَ أَبُو رَافِعٍ سَلَّامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ أَمَّرَتْ يَهُودُ عَلَيْهِمْ أُسَيْرَ بْنَ زَارِمٍ فَسَارَ فِي غَطَفَانَ وَغَيْرِهِمْ يَجْمَعُهُمْ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِرًّا فَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهِ وَغِرَّتِهِ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ فَانْتَدَبَ لَهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا فَبَعَثَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَقَدِمُوا عَلَى أُسَيْرٍ فَقَالُوا: نَحْنُ آمِنُونَ حَتَّى نَعْرِضَ عَلَيْكَ مَا جِئْنَا لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلِيَ مِنْكُمْ مِثْلُ ذَلِكَ وَقَالُوا: نَعَمْ، فَقُلْنَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَنَا إِلَيْكَ لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ فَيَسْتَعْمِلَكَ عَلَى خَيْبَرَ وَيُحْسِنَ إِلَيْكَ؛ فَطَمِعَ فِي ذَلِكَ فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ رَدِيفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بَقَرْقَرَةِ ثِبَارٍ نَدِمَ أُسَيْرٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَكَانَ فِي السَّرِيَّةِ: وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِي فَفَطِنْتُ لَهُ وَدَفَعْتُ بَعِيرِي وَقُلْتُ: غَدْرًا أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ فَنَزَلْتُ فَسُقْتُ بِالْقَوْمِ حَتَّى انْفَرَدَ لِي أُسَيْرٌ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَأَنْدَرْتُ عَامَّةَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ وَسَقَطَ عَنْ بَعِيرِهِ وَبِيَدِهِ مِخْرَشٌ مِنْ شَوْحَطٍ فَضَرَبَنِي فَشَجَّنِي مَأْمُومَةً، وَمِلْنَا عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَتَلْنَاهُمْ كُلَّهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَعْجَزَنَا شَدًّا، وَلَمْ يُصَبْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه

وسلم فَحَدَّثْنَاهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: «قَدْ نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»

سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين ثم سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين في شوال سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: قدم نفر من عرينة ثمانية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلموا واستوبئوا المدينة فأمر بهم رسول الله صلى الله

§سَرِيَّةُ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ إِلَى الْعُرَنِيِّينَ ثُمَّ سَرِيَّةُ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ إِلَى الْعُرَنِيِّينَ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُرَيْنَةَ ثَمَانِيَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمُوا وَاسْتَوْبَئُوا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، إِلَى لِقَاحِهِ وَكَانَتْ تَرْعَى بِذِي الْجَدْرِ نَاحِيَةَ قُبَاءَ قَرِيبًا مِنْ عَيْرٍ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَكَانُوا فِيهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا فَغَدَوْا عَلَى اللِّقَاحِ فَاسْتَاقُوهَا فَيُدْرِكُهُمْ يَسَارٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ نَفَرٌ فَقَاتَلَهُمْ فَقَطَعُوا يَدَهُ وَرِجْلَهُ وَغَرَزُوا الشَّوْكَ فِي لِسَانِهِ وَعَيْنَيْهِ حَتَّى مَاتَ. وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرُ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمْ عِشْرِينَ فَارِسًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَحَاطُوا بِهِمْ وَأَسَرُوهُمْ وَرَبَطُوهُمْ وَأَرْدَفُوهَمْ عَلَى الْخَيْلِ حَتَّى قَدِمُوا بِهِمُ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْغَابَةِ فَخَرَجُوا بِهِمْ نَحْوَهُ، فَلَقَوْهُ بِالزَّغَابَةِ بِمُجْتَمَعِ السُّيُولِ وَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ فَصُلِبُوا هُنَاكَ وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} [المائدة: 33] الْآيَةُ، فَلَمْ يَسْمِلْ بَعْدَ ذَلِكَ عَيْنًا. وَكَانَتِ اللِّقَاحُ خَمْسَ عَشْرَةَ لِقْحَةً غِزَارًا فَرَدُّوهَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا لِقْحَةً تُدْعَى الْحِنَّاءَ فَسَأَلَ عَنْهَا فَقِيلَ نَحَرُوهَا

سرية عمرو بن أمية الضمري ثم سرية عمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم بن حريس إلى أبي سفيان بن حرب بمكة، وذلك أن أبا سفيان بن حرب قال لنفر من قريش: ألا أحد يغتال محمدا، فإنه يمشي في الأسواق فأتاه رجل من الأعراب فقال: قد وجدت أجمع الرجال قلبا وأشده بطشا

§سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَسَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ

: أَلَا أَحَدٌ يَغْتَالُ مُحَمَّدًا، فَإِنَّهُ يَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَقَالَ: قَدْ وَجَدْتَ أَجْمَعَ الرِّجَالِ قَلْبًا وَأَشَدَّهُ بَطْشًا وَأَسْرَعَهُ شَدًّا فَإِنْ أَنْتَ قَوَّيْتَنِي خَرَجْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أَغْتَالَهُ وَمَعِيَ خِنْجَرٌ مِثْلُ خَافِيَةِ النِّسْرِ فَأُسْوِرُهُ ثُمَّ آخُذُ فِي عِيرٍ وَأَسْبِقُ الْقَوْمَ عَدْوًا فَإِنِّي هَادٍ بِالطَّرِيقِ خَرِّيتٌ قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُنَا فَأَعْطَاهُ بَعِيرًا وَنَفَقَةً وَقَالَ: اطْوِ أَمْرَكَ، فَخَرَجَ لَيْلًا فَسَارَ عَلَى رَاحِلَتِهِ خَمْسًا وَصَبَّحَ ظَهْرَ الْحِرَّةِ صُبْحَ سَادِسَةٍ ثُمَّ أَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى دُلَّ عَلَيْهِ فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ هَذَا لَيُرِيدُ غَدْرًا» فَذَهَبَ لِيَجْنِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَذَبَهُ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِذَا بِالْخِنْجَرُ، فَسُقِطَ فِي يَدَيْهِ وَقَالَ: دَمِي دَمِي فَأَخَذَ أُسَيْدٌ بِلَبَّتِهِ فَدَعَتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اصْدُقْنِي مَا أَنْتَ؟» قَالَ: وَأَنَا آمِنٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَمَا جَعَلَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَخَلَّى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ وَسَلَمَةَ بْنَ أَسْلَمَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَقَالَ: «إِنْ أَصَبْتُمَا مِنْهُ غِرَّةً فَاقْتُلَاهُ» فَدَخَلَا مَكَّةَ وَمَضَى عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَيْلًا فَرَآهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَعَرَفَهُ، فَأَخْبَرَ قُرَيْشًا بِمَكَانِهِ فَخَافُوهُ وَطَلَبُوهُ وَكَانَ فَاتِكًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالُوا: لَمْ يَأْتِ عَمْرٌو لَخَيْرٍ؛ فَحَشَدَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَتَجَمَّعُوا وَهَرَبَ عَمْرٌو وَسَلَمَةُ فَلَقِيَ عَمْرٌو عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ فَقَتَلَهُ، وَقَتَلَ آخَرَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ سَمِعَهُ يَتَغَنَّى، وَيَقُولُ: [البحر الوافر] وَلَسْتُ بِمُسْلِمٍ مَا دُمْتُ حَيًّا ... وَلَسْتُ أَدِينُ دِينَ الْمُسْلِمِينَا وَلَقِيَ رَسُولَيْنِ لِقُرَيْشٍ بَعَثَتْهُمَا يَتَحَسَّبَانِ الْخَبَرَ فَقَتَلَ أَحَدَهُمَا وَأَسَرَ الْآخَرَ فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ عَمْرٌو يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَبَرَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَضْحَكُ

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية. خرج للعمرة في ذي القعدة سنة ست من مهاجره. قالوا: استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى العمرة فأسرعوا وتهيأوا ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةُ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ. خَرَجَ لِلْعُمْرَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِهِ. قَالُوا: اسْتَنْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ إِلَى الْعُمْرَةِ فَأَسْرَعُوا وَتَهَيَّأُوا وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَهُ فَاغْتَسَلَ وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ الْقَصْوَاءَ وَخَرَجَ، وَذَلِكَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ بِسِلَاحٍ إِلَّا السُّيُوفِ فِي الْقِرَبِ وَسَاقَ بُدْنًا، وَسَاقَ أَصْحَابَهُ أَيْضًا بُدْنًا فَصَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمَّ دَعَا بِالْبُدْنِ الَّتِي سَاقَ فَجُلِّلَتْ ثُمَّ أَشْعَرَهَا فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ وَقَلَّدَهَا وَأَشْعَرَ أَصْحَابَهُ أَيْضًا وَهُنَّ مُوَجَّهَاتٌ إِلَى الْقِبْلَةِ وَهِيَ سَبْعُونَ بَدَنَةً فِيهَا جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي غَنِمَهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَحْرَمَ وَلَبَّى، وَقَدَّمَ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ أَمَامَهُ طَلِيعَةً فِي عِشْرِينَ فَرَسًا مِنْ خَيْلِ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَخَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَلْفٌ وَسَتُّمِئَةٍ، وَيُقَالُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِئَةٍ، وَيُقَالُ أَلْفٌ وَخَمْسِمِائَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا، وَأَخْرَجَ مَعَهُ زَوْجَتَهُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَبَلَغَ الْمُشْرِكِينَ خُرُوجُهُ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى صَدِّهِ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَسْكَرُوا بَبَلْدَحَ وَقَدِّمُوا مِائَتَيْ فَارِسٍ إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ وَعَلَيْهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَيُقَالُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَدَخَلَ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْخُزَاعِيُّ مَكَّةَ فَسَمِعَ كَلَامَهُمْ وَعَرَفَ رَأْيَهُمْ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ وَرَاءَ عُسْفَانَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ. وَدَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فَتَقَدَّمَ فِي خَيْلِهِ فَأَقَامَ بِإِزَائِهِ وَصَفَّ أَصْحَابَهُ وَحَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «تَيَامَنُوا فِي هَذَا الْعَصَلِ فَإِنَّ عُيُونَ قُرَيْشٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَبِضَجْنَانَ» ؛

فَسَارَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهِيَ طَرَفُ الْحَرَمِ عَلَى تِسْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَوَقَعَتْ يَدَا رَاحِلَتِهِ عَلَى ثَنِيَّةٍ تَهْبُطُهُ عَلَى غَائِطِ الْقَوْمِ فَبَرَكَتْ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: حَلْ حَلْ يَزْجُرُونَهَا، فَأَبَتْ أَنْ تَنْبَعِثَ، فَقَالُوا: خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مَا خَلَأَتْ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ، أَمَا وَاللَّهِ لَا يَسْأَلُونِي الْيَوْمَ خُطَّةً فِيهَا تَعْظِيمُ حُرْمَةِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا» ، ثُمَّ زَجَرَهَا فَقَامَتْ فَوَلَّى رَاجِعًا عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ حَتَّى نَزَلَ بِالنَّاسِ عَلَى ثَمَدٍ مِنْ أَثْمَادِ الْحُدَيْبِيَةِ ظَنُونٍ قَلِيلِ الْمَاءِ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُرِزَ فِيهَا فَجَاشَتْ لَهُمْ بِالرِّوَاءِ حَتَّى اغْتَرَفُوا بِآنِيَتِهِمْ جُلُوسًا عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ وَمُطِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ مِرَارًا وَكَرَّتِ الْمِيَاهُ. وَجَاءَهُ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ وَرَكْبٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَقَالَ بُدَيْلٌ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمِكَ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَعَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَدِ اسْتَنْفَرُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، مَعَهُمُ الْعُوذُ وَالْمَطَافِيلُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يُقْسِمُونَ بِاللَّهِ لَا يُخَلُّوَنَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَيْتِ حَتَّى تَبِيدَ خَضْرَاؤُهُمْ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ أَحَدٍ إِنَّمَا جِئْنَا لِنَطُوفَ بِهَذَا الْبَيْتِ فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ» فَرَجَعَ بُدَيْلٌ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ قُرَيْشًا فَبَعَثُوا عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنَحْو مِمَّا كَلَّمَ بِهِ بُدَيْلًا فَانْصَرَفَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالُوا: نَرُدَّهُ عَنِ الْبَيْتِ فِي عَامِنَا هَذَا وَيَرْجِعُ مِنْ قَابِلٍ فَيَدْخُلَ مَكَّةَ وَيَطُوفَ بِالْبَيْتِ. ثُمَّ جَاءَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ فَكَلَّمَهُ بِنَحْو مِمَّا كَلَّمَ بِهِ صَاحِبَيْهِ فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبِرْهُمْ، فَبَعَثُوا الْحُلَيْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِيشِ وَكَانَ يَتَأَلَّهُ فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ عَلَيْهِ الْقَلَائِدُ قَدْ أَكَلَ أَوْبَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ رَجَعَ وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لِمَا رَأَى فَقَالَ: لِقُرَيْشٍ: وَاللَّهِ لَتَخْلُنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا جَاءَ لَهُ أَوْ لَأَنْفِرَنَّ بِالْأَحَابِيشِ قَالُوا: فَاكْفُفُ عَنَّا حَتَّى نَأْخُذَ لِأَنْفُسِنَا مَا نَرْضَى بِهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُرَيْشٍ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيَّ لِيُخْبِرَهُمْ مَا جَاءَ لَهُ، فَعَقَرُوا بِهِ وَأَرَادُوا قَتْلَهُ فَمَنَعَهُ

مَنْ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِهِ فَأَرْسَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَإِنَّمَا جِئْنَا زُوَّارًا لِهَذَا الْبَيْتِ مُعَظِّمِينَ لِحُرْمَتِهِ، مَعَنَا الْهَدْي نَنْحَرَهُ وَنَنْصَرِفُ، فَأَتَاهُمْ فَأَخْبِرْهُمْ، فَقَالُوا: لَا كَانَ هَذَا أَبَدًا وَلَا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا الْعَامَ وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ، فَذَلِكَ حَيْثُ دَعَا الْمُسْلِمِينَ إِلَى بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَبَايَعَهُمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَبَايَعَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَضَرَبَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: «إِنَّهُ ذَهَبَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ» . وَجَعَلْتِ الرُّسُلُ تَخْتَلِفُ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ قُرَيْشٍ فَأَجْمِعُوا عَلَى الصُّلْحِ وَالْمُوَادَعَةِ، فَبَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فِي عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِمْ فَصَالَحَهُ عَلَى ذَلِكَ وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَاصْطَلَحَا عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشَرَ سِنِينَ يَأْمَنُ فِيهَا النَّاسُ وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ عَلَى أَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ وَأَنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً، وَأَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَهْدِ مُحَمَّدٍ وَعَقْدِهِ فَعَلَ وَأَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَعَقْدِهَا فَعَلَ، وَأَنَّهُ مَنْ أَتَى مُحَمَّدًا مِنْهُمْ بِغَيْرِ إِذَنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ مَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَرُدُّوهْ وَأَنَّ مُحَمَّدًا يَرْجِعُ عَنَّا عَامَهُ هَذَا بِأَصْحَابِهِ وَيَدْخُلُ عَلَيْنَا قَابِلًا فِي أَصْحَابِهِ فَيُقِيمُ بِهَا ثَلَاثًا لَا يَدْخُلُ عَلَيْنَا بِسِلَاحٍ إِلَّا سِلَاحِ الْمُسَافِرِ، السُّيُوفُ فِي الْقُرُبِ. وَشَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَمُكْرِزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ صَدْرَ هَذَا الْكِتَابِ فَكَانَ هَذَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ نُسْخَتُهُ عِنْدَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَخَرَجَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْسُفُ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا أَوَّلُ مَنْ أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «يَا أَبَا جَنْدَلٍ قَدْ تَمَّ الصُّلْحُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ فَاصْبِرْ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا» ، وَوَثَبَتْ

خُزَاعَةُ فَقَالُوا: نَحْنُ نَدْخُلُ فِي عَهْدِ مُحَمَّدٍ وَعَقْدِهِ، وَوَثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ فَقَالُوا: نَحْنُ نَدْخُلُ مَعَ قُرَيْشٍ فِي عَهْدِهَا وَعَقْدِهَا؛ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْكِتَابِ انْطَلَقَ سُهَيْلٌ وَأَصْحَابُهُ وَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدْيَهُ وَحُلِقَ، حَلَقَهُ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيُّ، وَنَحَرَ أَصْحَابُهُ وَحَلَقَ عَامَّتُهُمْ وَقَصَّرَ الْآخَرُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» قَالَهَا ثَلَاثًا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالْمُقَصِّرِينَ؟، قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ» وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَيُقَالُ عِشْرِينَ يَوْمًا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانُوا بِضَجْنَانَ نَزَلَ عَلَيْهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] . فَقَالَ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يُهَنِّئُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَنَّأَهُ الْمُسْلِمُونَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: «§كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، قَالَ: «§كُنَّا يَوْمَئِذٍ أَلْفًا وَثَلَاثَمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ يَوْمَئِذٍ ثُمُنَ الْمُهَاجِرِينَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، وَذَكَرَ عَطَشًا أَصَابَهُمْ قَالَ: §فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا الْعُيُونُ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ "

وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -[99]- صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً مَا تُرْوِيهَا، قَالَ: فَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى جَبَاهَا، فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَزَقَ، قَالَ: فَجَاشَتْ، قَالَ: فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الْمَسْجِدُ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ حَيْثُ بَايَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: " أَنَّهُ كَانَ فِي مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ: «§فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا» . قَالَ سَعِيدٌ: إِنْ كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَتَذَاكَرُوا الشَّجَرَةَ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، «أَنَّهُ كَانَ ذَلِكَ الْعَامَ مَعَهُمْ، وَأَنَّهُ §قَدْ شَهِدَهَا، فَنَسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَصَّاصِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ يُبَايِعُ النَّاسَ وَأَبِي رَافِعٌ أَغْصَانَهَا عَنْ رَأْسِهِ»

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ وَكَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ وَأَنَا أَرْفَعُ بِيَدِي غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَبَايَعَهُمْ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا، وَلَمْ يُبَايِعْهُمْ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْنَا لِمَعْقِلٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةِ رَجُلٍ "

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِيَدِهِ عَنْ رَأْسَهِ §فَبَايَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا، قَالَ: قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " §كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الرِّضْوَانِ فَيُصَلُّونَ عِنْدَهَا قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَوْعَدَهُمْ فِيهَا وَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: هَذَا وَهْلٌ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ قُتِلَ فِي حِصَارِ بَنِي قُرَيْظَةَ قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالَّذِي بَايَعَهُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سِنَانُ بْنُ سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَمْ كَانُوا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: " §كُنَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً فَبَايَعْنَاهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهِيَ سَمُرَةٌ، وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ غَيْرَ جَدِّ بْنِ قَيْسٍ اخْتَبَأَ تَحْتَ إِبِطِ بَعِيرِهِ وَسَأَلْتُهُ كَيْفَ بَايَعُوهُ قَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَسَأَلْتُهُ: هَلْ بَايَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ صَلَّى بِهَا وَلَمْ يُبَايِعْ عِنْدَ الشَّجَرَةِ إِلَّا الشَّجَرَةِ الَّتِي بِالْحُدَيْبِيَةِ وَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بِئْرِ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَنَّهُمْ نَحَرُوا سَبْعِينَ بَدَنَةً بَيْنَ كُلِّ سَبْعَةٍ مِنْهُمْ بَدَنَةً "

قَالَ جَابِرٌ: وَأَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّهَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه -[101]- وسلم يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «§لَا يَدْخُلُ النَّارَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» ، قَالَتْ حَفْصَةُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَانْتَهَرَهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ» : {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] "

وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: §صَالِحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: عَلَى أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُرَدُّ إِلَيْهِمْ وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهْ إِلَيْهِمْ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلُهَا مِنْ قَابِلٍ فَيُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَا يَدْخُلُهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ، فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ فِي قَيْدِهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " لَمَّا كَتَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْكِتَابَ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ: اكْتُبُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالُوا: أَمَّا اللَّهُ فَنَعْرِفُهُ وَأَمَّا الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فَلَا نَعْرِفُهُ؛ قَالَ: فَكَتَبُوا «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» ، قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَسْفَلِ الْكِتَابِ: «§وَلَنَا عَلَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِي لَكُمْ عَلَيْنَا»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:: قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَقَدْ §صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلَ مَكَّةَ عَلَى صُلْحٍ وَأَعْطَاهُمْ شَيْئًا لَوْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهَ أَمَّرَ عَلَيَّ أَمِيرًا فَصَنَعَ الَّذِي صَنَعَ نَبِيُّ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ لَهُ وَلَا أَطَعْتُ، وَكَانَ الَّذِي جَعَلَ لَهُمْ أَنَّ مَنْ لَحِقَ مِنَ الْكُفَّارِ بِالْمُسْلِمِينَ يَرُدُّوهُ وَمَنْ لَحِقَ بِالْكُفَّارِ لَمْ يَرُدُّوهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ -[102]- بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§اشْتَرَطَ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلَّا يَدْخُلَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَكَّةَ بِسِلَاحٍ إِلَّا سِلَاحًا فِي قِرَابٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " §اشْتَرَطَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلَّا يَدْخُلَهَا بِسِلَاحٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِلَّا «جُلُبَّانُ السِّلَاحِ» ؛ قَالَ: وَهُوَ الْقِرَابُ وَمَا فِيهِ السَّيْفُ وَالْقَوْسُ "

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ سَفَرُ الْحُدَيْبِيَةِ صَدَّ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ عَنِ الْبَيْتِ، فَقَاضُوا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ قَضِيَّةً أَنَّ لَهُمُ أَنْ §يَعْتَمِرُوا الْعَامَ الْمُقْبِلَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي صَدُّوهُمْ فِيهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ شَهْرًا حَرَامًا يَعْتَمِرُونَ فِيهِ مَكَانَ شَهْرِهِمُ الَّذِي صُدُّوا فِيهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194] "

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهْدٌ، أَنْ لَا §يَلِجَ عَلَيْنَا بِسِلَاحٍ، وَلَا يُقِيمَ بِمَكَّةَ إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ خَرَجَ مِنَّا إِلَيْكُمْ رَدَدْتُمُوهُ عَلَيْنَا، وَمَنْ أَتَانَا مِنْكُمْ رَدَدْنَاهُ إِلَيْكُمْ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «§نَحَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم سَبْعِينَ بَدَنَةً عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ» ، وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: وَكُنَّا يَوْمَئِذٍ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَمَنْ لَمْ يُضَحِّ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِمَّنْ ضَحَّى "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ -[103]- سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §غَزْوَةَ الْحُدَيْبِيَةِ فَنَحَرْنَا مِائَةَ بَدَنَةٍ وَنَحْنُ بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَمَعَهُمْ عُدَّةُ السِّلَاحِ وَالرِّجَالِ وَالْخَيْلِ، وَكَانَ فِي بُدْنِهِ جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ، فَنَزَلَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَصَالَحَتْهُ قُرَيْشٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الْهَدْيَ مَحَلُّهُ حَيْثُ حَبَسْنَاهُ»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§نَحَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، عَنْ سَبْعَةٍ سَبْعَةٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَحَرْنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لِيَشْتَرِكْ مِنْكُمُ النَّفْرُ الْهَدْيَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّهُمْ §نَحَرُوا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، عَنْ كُلِّ سَبْعَةٍ بَدَنَةً»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَرَجَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فَرَأَى رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ قَصَّرُوا فَقَالَ: «§يَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُحَلِّقِينَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: ذَلِكَ ثَلَاثًا وَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ عِنْدَ الرَّابِعَةِ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى أَصْحَابَهُ حَلَّقُوا رُؤُوسَهُمْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ غَيْرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَأَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، §فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً "

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» فَقَالَ رَجُلٌ " وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ» قَالَ: وَأَنَا مَحْلُوقٌ يَوْمَئِذٍ، فَمَا سَرَّنِي حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خِطْرٌ عَظِيمٌ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: «لَمَّا صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ وَحَلَقُوا بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحَرُوا، §بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا عَاصِفًا فَاحْتَمَلَتْ أَشْعَارَهُمْ فَأَلْقَتْهَا فِي الْحَرَمِ»

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] قَالَ: نَزَلَتْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] إِنَّا قَضَيْنَا لَكَ قَضَاءً مُبِينًا، §فَنَحَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ وَحَلَقَ رَأْسَهُ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " §نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حِينَ رَجَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§الْهِجْرَةُ مَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ إِلَى الْفَتْحِ، وَالْحُدَيْبِيَةُ هِيَ الْفَتْحُ»

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا عَنْهَا إِذَا النَّاسُ يُوجِفُونَ الْأَبَاعِرَ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا لِلنَّاسِ؟ قَالُوا: أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجْنَا نُوجِفُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى وَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفًا عِنْدَ كُرَاعِ الْغَمِيمِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ بَعْضُ مَا يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ قَرَأَ عَلَيْهِمْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: «§إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْحٌ» ، قَالَ: ثُمَّ قُسِّمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمَسَمِائَةٍ، فِيهِمْ ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ وَكَانَ لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ: «§أَمَّا نَحْنُ، فَنُسَمِّي الَّذِي يُسَمَّوْنَ فَتْحَ مَكَّةَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ بَأَعْوَامٍ فَمَا عَرَفَ أَحَدٌ مِنْهُمُ الشَّجَرَةَ وَاخْتَلَفُوا فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَابَنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ مَطَرٌ لَمْ يَبُلَّ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْ §صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ»

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خيبر في جمادى الأولى سنة سبع من مهاجره وهي على ثمانية برد من المدينة، قالوا: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتهيؤ لغزوة خيبر ويجلب من حوله يغزون معه فقال: " لا

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَيْبَرَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ وَهِيَ عَلَى ثَمَانِيَةِ بُرُدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالُوا: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ بِالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوَةِ خَيْبَرَ وَيُجَلِّبُ مَنْ حَوْلَهُ يَغْزُونَ مَعَهُ فَقَالَ: «لَا يَخْرُجَنَّ مَعَنَا إِلَّا رَاغِبٌ فِي الْجِهَادِ» ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْيَهُودِ فَخَرَجَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ، وَأَخْرَجَ مَعَهُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَتَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ لَمْ يَتَحَرَّكُوا تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَلَمْ يَصِحْ لَهُمْ دِيكٌ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَصْبَحُوا وَأَفْئِدَتُهُمْ تَخْفِقُ، وَفَتَحُوا حُصُونَهِمْ، وَغَدَوْا إِلَى أَعْمَالِهِمْ مَعَهُمُ الْمَسَاحِي وَالْكَرَازِينَ وَالْمَكَاتِلَ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، يَعْنُونَ بِالْخَمِيسِ الْجَيْشَ، فَوَلَّوْا هَارِبِينَ إِلَى حُصُونِهِمْ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» ، وَوَعَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ، وَفَرَّقَ فَيَهُمُ الرَّايَاتِ، وَلَمْ يَكُنْ الرَّايَاتُ إِلَّا يَوْمَ خَيْبَرَ إِنَّمَا كَانَتِ الْأَلْوِيَةُ، فَكَانَتْ رَايَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم السَّوْدَاءُ مِنْ بُرْدٍ لِعَائِشَةَ تُدْعَى الْعُقَابُ، وَلِوَاؤهُ أَبْيَضُ، وَدَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَايَةٌ إِلَى الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَرَايَةٌ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ شِعَارُهُمْ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ، فَقَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ، قَاتَلُوهُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقَتَلُوا مِنْ أَصْحَابِهِ عِدَّةً، وَقَتَلَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً كَثِيرَةً وَفَتَحَهَا حِصْنًا حِصْنًا وَهِيَ حُصُونٌ ذَوَاتُ عَدَدٍ مِنْهَا، النَّطَاةُ، وَمِنْهَا حِصْنُ الصَّعْبِ بْنِ مُعَاذٍ، وَحِصْنُ نَاعِمٍ، وَحِصْنُ قَلْعَةِ الزُّبَيْرِ، وَالشَّقُّ، وَبِهِ حُصُونٌ مِنْهَا، حِصْنُ أُبَيٍّ، وَحِصْنُ النَّزَارِ، وَحُصُونُ الْكَتِيبَةِ مِنْهَا: الْقَمُوصُ وَالْوَطِيحُ وَسَلَالِمُ، وَهُوَ حِصْنُ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ، وَأَخَذَ كَنْزَ آلِ أَبِي الْحُقَيْقِ الَّذِي كَانَ فِي مُسْكِ

الْجَمَلِ وَكَانُوا قَدْ غَيَّبُوهُ فِي خَرِبَةٍ فَدَلَّ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَيْهِ، فَاسْتَخْرَجَهُ وَقُتِلَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَتِسْعِينَ رَجُلًا مِنْ يَهُودَ مِنْهُمُ الْحَارِثُ أَبُو زَيْنَبَ وَمَرْحَبٌ وَأُسَيْرٌ وَيَاسَرٌ وَعَامِرٌ وَكِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ وَأَخُوهُ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا هَؤُلَاءِ وَسَمَّيْنَاهُمْ لِشَرَفِهِمْ، وَاسْتُشْهِدَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ وَثَقْفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُمَيْطٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ مَسْرُوحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ وَهْبٍ حَلِيفٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَمَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَبُو ضَيَّاحِ بْنُ النُّعْمَانِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَعَدِيُّ بْنُ مُرَّةَ بْنِ سُرَاقَةَ وَأَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ وَأُنَيْفُ بْنُ وَائِلٍ وَمَسْعُودُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسٍ وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنُ مَعْرُورٍ مَاتَ مِنَ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ، وَفُضَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ أَصَابَ نَفْسَهُ فَدُفِنَ هُوَ وَمَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي غَارٍ وَاحِدٍ بِالرَّجِيعِ بِخَيْبَرَ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ مُلَيْلٍ، وَيَسَارٌ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ، وَرَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَجَمِيعُهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ سَمَّتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ امْرَأَةُ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَهْدَتْ لَهُ شَاةً مَسْمُومَةً فَأَكَلَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فَمَاتَ مِنْهَا فَيُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَتَلَهَا، وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْغَنَائِمِ فَجُمِعَتْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا فَرْوَةَ بْنَ عَمْرٍو الْبَيَاضِيَّ ثُمَّ أَمَرَ بِذَلِكَ فَجُزِّئَ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ وَكُتِبَ فِي سَهْمٍ مِنْهَا لِلَّهِ وَسَائِرِ السُّهْمَانِ أَغْفَالٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا خَرَجَ سَهْمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَتَخَيَّرْ فِي الْأَخْمَاسِ فَأَمَرَ بِبَيْعِ الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ فِي مَنْ يَزِيدُ فَبَاعَهَا فَرْوَةُ وَقَسَمَ ذَلِكَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ. وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ إِحْصَاءَ النَّاسِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَحْصَاهُمْ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ وَالْخَيْلُ مِائَتَيْ فَرَسٍ، وَكَانَتِ السُّهْمَانُ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا لِكُلِّ مِائَةِ رَأْسٍ وَلِلْخَيْلِ أَرْبَعُمِائَةِ سَهْمٍ، وَكَانَ الْخُمُسُ الَّذِي صَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْطَى مِنْهُ عَلَى مَا أَرَاهُ اللَّهُ مِنَ السِّلَاحِ وَالْكِسْوَةِ

، وَأَعْطَى مِنْهُ أَهْلَ بَيْتِهِ وَرِجَالًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنِسَاءً وَالْيَتِيمَ وَالسَّائِلَ وَأَطْعَمَ مِنَ الْكَتِيبَةِ نِسَاءَهُ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَغَيْرَهُمْ، وَقَدِمَ الدَّوْسِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَقَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَلَحِقُوهُ بِهَا، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فِيهِمْ أَنْ يُشْرِكُوهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ فَفَعَلُوا، وَقَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَهْلُ السَّفِينَتَيْنِ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أُسَرُّ، بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَوْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ؟» وَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ مِمَّنْ سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَقَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ السُّلَمِيُّ عَلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أَسَرَتْهُ يَهُودٌ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ وَقُتِلُوا وَهُمْ قَادِمُونَ بِهِمْ عَلَيْكُمْ، وَاقْتَضَى الْحَجَّاجُ دَيْنَهُ وَخَرَجَ سَرِيعًا فَلَقِيَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَقِّهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُمَ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ، فَفَعَلَ الْعَبَّاسُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْحَجَّاجُ أَعْلَنَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ وَأَظْهَرَ السُّرُورَ وَأَعْتَقَ غُلَامًا يُقَالُ لَهُ أَبُو زَبِيبَةَ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ وَأَفْطَرَ آخَرُونَ، §فَلَمْ يَعِبْ عَلَى الصَّائِمِ صَوْمَهُ وَلَا عَلَى الْمُفْطِرِ فِطْرَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى خَيْبَرَ لَيْلًا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَدَاةَ رَكِبَ وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فَخَرَجَ وَخَرَجَ أَهْلُ خَيْبَرَ حِينَ أَصْبَحُوا بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ كَمَا كَانُوا فِي أَرَضِيهِمْ فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْجَيْشُ، ثُمَّ رَجَعُوا هِرَابَا إِلَى -[109]- مَدِينَتِهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، §إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمَيَّ لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: " لَمَّا صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ وَقَدْ أَخَذُوا مَسَاحِيَهُمْ وَغَدَوْا إِلَى حُرُوثِهِمْ وَأَرَضِيَهُمْ فَلَمَّا رَأَوْا نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ الْجَيْشُ نَكَصُوا مُدْبِرِينَ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، §إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ»

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَضْرَةِ خَيْبَرَ فَزِعَ أَهْلُ خَيْبَرَ وَقَالُوا: جَاءَ مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ يَثْرِبَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَأَى فَزَعَهُمْ " §إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177] "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَدَمِي تَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ وَقَدْ أَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ وَخَرَجُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُورِهِمْ وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَ: فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا §إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، قَالَ: فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§أَتَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَهْلَ خَيْبَرَ عِنْدَ الْفَجْرِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى قَصْرِهِمْ وَغَلَبَهُمْ عَلَى الْأَرْضِ وَالنَّخْلِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَحْقُنَ دِمَاءَهُمْ وَلَهُمْ مَا حَمَلَتْ رِكَابُهُمْ وَلِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الصَّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ وَالْحَلْقَةُ، وَهُوَ السِّلَاحُ، وَيُخْرِجُهُمْ، وَشَرَطُوا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَكْتُمُوهُ شَيْئًا فَإِنْ فَعَلُوا فَلَا ذِمَّةَ لَهُمْ وَلَا عَهْدَ، فَلَمَّا وَجَدَ الْمَالَ الَّذِي غَيَّبُوهُ فِي مَسْكِ الْجَمَلِ سَبَى نِسَاءَهُمْ وَغَلَبَ عَلَى الْأَرْضِ وَالنَّخْلِ وَدَفَعَهَا إِلَيْهِمْ عَلَى الشَّطْرِ، فَكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ يَخْرُصُهَا عَلَيْهِمْ وَيُضَمِّنَهُمُ الشَّطْرَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: «كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم §يَوْمَ خَيْبَرَ مِائَتَا فَرَسٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ: «§لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيَفْتَحُ عَلَيْهِ» قَالَ: قَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ فَتَطَاوَلْتُ لَهَا وَاسْتَشْرَفْتُ رَجَاءَ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَيَّ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَعَا عَلِيًّا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: «قَاتِلْ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يُفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ» فَسَارَ قَرِيبًا ثُمَّ نَادَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ أُقَاتِلُ قَالَ: «حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: " بَارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبَ الْيَهُودِيَّ فَقَالَ مَرْحَبٌ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ -[111]- فَقَالَ عَمِّي عَامِرٌ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ شَاكُ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ: فَلَقِيتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ قَالَ سَلَمَةُ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَالَ: «وَمَنْ قَالَ ذَاكَ؟» قُلْتُ: أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَاكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» إِنَّهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِيهِمُ النَّبِيُّ يَسُوقُ الرِّكَابَ وَهُوَ يَقُولُ: تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَمَا تَصَدَّقْنَا وَمَا صَلَّيْنَا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا؟» قَالُوا: عَامِرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ» قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ لِإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ مَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، فَتَقَدَّمَ فَاسْتُشْهِدَ. قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «§لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ -[112]-: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِي مَرْحَبُ شَاكُ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيٌّ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ: أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ أَكِيلُهُمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ الْمَنْدَرَهْ فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ "

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي الْكُوفَةِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا ظَهْرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى خَيْبَرَ صَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ لَيْسَ لَهُمْ بَيْضَاءُ وَلَا صَفْرَاءُ، فَأُتِيَ بِكِنَانَةِ وَالرَّبِيعِ، وَكَانَ كِنَانَةُ زَوْجَ صَفِيَّةَ، وَالرَّبِيعُ أَخُوهُ وَابْنُ عَمِّهِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَيْنَ آنِيَتُكُمَا الَّتِي كُنْتُمَا تُعِيرَانِهَا أَهْلَ مَكَّةَ؟» قَالَا: هَرَبْنَا فَلَمْ تَزَلْ تَضَعُنَا أَرْضٌ وَتَرْفَعُنَا أُخْرَى، فَذَهَبْنَا فَأَنْفَقْنَا كُلَّ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُمَا: «إِنَّكُمَا إِنْ كَتَمْتُمَانِي شَيْئًا فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ اسْتَحْلَلْتُ بِهِ دِمَاءَكُمَا، وَذَرَارِيَّكُمَا» ، فَقَالَا: نَعَمْ، فَدَعَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى قَرَاحِ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ ائْتِ النَّخْلَ فَانْظُرْ نَخْلَةً عَنْ يَمِينِكَ أَوْ عَنْ يَسَارِكَ فَانْظُرْ نَخْلَةً مَرْفُوعَةً فَأْتِنِي بِمَا فِيهَا» . قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُ بِالْآنِيَةِ وَالْأَمْوَالِ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمَا وَسَبَى أَهْلَيْهِمَا وَأَرْسَلَ رَجُلًا فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ فَمَرَّ بِهَا عَلَى مَصْرَعِهِمَا، فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ فَعَلْتَ؟» فَقَالَ: أَحْبَبْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَغِيظَهَا. قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَى بِلَالٍ وَإِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ -[113]- يَوْمُ خَيْبَرَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، فَأَخَذُوا الْحُمُرَ الْإِنْسِيَّةَ فَذَبَحُوهَا وَمَلَؤُوا مِنْهَا الْقُدُورَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَفَأْنَا الْقُدُورَ وَهِيَ تَغْلِي، §فَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُمُرَ الْإِنْسِيَّةَ، وَلُحُومَ الْبِغَالِ، وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَكُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَحَرَّمَ الْمُجَثَّمَةَ وَالْخُلْسَةَ وَالنُّهْبَةَ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى آتٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتُ الْحُمُرَ، ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَنِيَتِ الْحُمُرُ فَأَمَرَ أَبَا طَلْحَةَ فَنَادَى: «§إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ» ، فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " §أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ قَالَ: فَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَنِ اكْفِئُوا الْقُدُورَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَلِيطٍ، وَكَانَ، بَدْرِيًّا، قَالَ: «§أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَإِنَّا جِيَاعٌ فَكَفَأْنَاهَا»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ §قَسَّمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، وَجَعَلَ نِصْفَهَا لِنَوَائِبِهِ وَمَا يَنْزِلُ بِهِ، وَعَزَلَ النِّصْفَ الْآخَرَ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَسَهْمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه -[114]- وسلم فِيمَا قُسِّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الشِّقُّ وَنَطَاةُ وَمَا حَيِّزَ مَعَهُمَا، وَكَانَ فِيمَا وَقَفَ الْوَطِيحَةُ وَالْكُتَيْبَةُ وَسَلَالِمُ وَمَا حَيِّزَ مَعَهُنَّ، فَلَمَّا صَارَتِ الْأَمْوَالُ فِي يَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنَ الْعُمَّالِ مَا يَكْفُونَ عَمَلَ الْأَرْضِ فَدَفَعَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَهُودِ يَعْمَلُونَهَا عَلَى نِصْفِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكَثُرَ فِي يَدَيِ الْمُسْلِمِينَ الْعُمَّالُ وَقَوُوا عَلَى عَمَلِ الْأَرْضِ، فَأَجْلَى عُمَرُ الْيَهُودَ إِلَى الشَّامِ وَقَسَمَ الْأَمْوَالَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَوْمِ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «لَمَّا افْتَتَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ أَخَذَهَا عَنْوَةً §فَقَسَمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَقَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَشَهِدَهَا مِائَةُ فَرَسٍ وَجَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَسْهَمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمَانِ لِفَرَسِهِ وَسَهْمٌ لَهُ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي عُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: «§غَزَوْتُ مَعَ سَيِّدِي يَوْمَ خَيْبَرَ، فَشَهِدْتُ فَتْحَهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَقْسِمَ لِيَ مَعَهُمْ فَأَعْطَانِي مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَلَمْ يَقْسِمْ لِي»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «§قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ لِسَهْلَةَ بِنْتَ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَلِابْنَةٍ لَهَا وُلِدَتْ»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ -[115]- إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ فُلَانٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَوْ قَالَ: عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ مَوْلَى تُجِيبَ عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: شَهِدْتُ فَتْحَ جَرْبَةَ مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَلَوِيِّ، قَالَ: فَخَطَبَنَا فَقَالَ: شَهِدْتُ فَتْحَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَسْقِ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقْضِ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ السَّبْيِ حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَبِعْ مَغْنَمًا حَتَّى يُقْسَمَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَرْكَبْ دَابَّةً مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَعْجَفَهَا رَدَّهَا فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ يَلْبَسَ ثَوْبًا حَتَّى إِذَا أَخْلَقَهُ رَدَّهُ فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَالَ الْحَكَمُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فِي قَوْلِهِ: " {§وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18] قَالَ: خَيْبَرُ. {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} [الفتح: 21] قَالَ: فَارِسُ وَالرُّومُ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اجْمَعُوا مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ» ، فَجَمَعُوا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ» قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَذَبْتُمْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ» قَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ» قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[116]- صلّى الله عليه وسلم: «اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا» ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ» قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَالَ لَهُمْ: «§هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا اسْتَرَحْنَا مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضْرُرْكَ "

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَيْبَرَ قَالَ الْقَوْمُ: " §الْآنَ نَعْلَمُ، أَسُرِّيَّةٌ صَفِيَّةُ أَمِ امْرَأَةٌ، فَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةٌ فَإِنَّهُ سَيَحْجِبُهَا وَإِلَّا فَهِيَ سُرِّيَّةٌ، فَلَمَّا خَرَجَ أَمَرَ بِسِتْرٍ فَسُتِرَ دُونَهَا فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّهَا امْرَأَةٌ، فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَرْكَبَ أَدْنَى فَخِذَهُ مِنْهَا لِتَرْكَبَ عَلَيْهَا فَأَبَتْ، وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ حَمْلَهَا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ نَزَلَ فَدَخَلَ الْفُسْطَاطَ وَدَخَلَتْ مَعَهُ وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ فَبَاتَ عِنْدَ الْفُسْطَاطِ مَعَهُ السَّيْفُ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى الْفُسْطَاطِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمِعَ الْحَرَكَةَ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا» ؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَقَدْ صَنَعَتْ بِزَوْجِهَا مَا صَنَعَتْ فَلَمْ آمَنْهَا، قُلْتُ: إِنْ تَحَرَّكَتْ كُنْتُ قَرِيبًا مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا أَيُّوبَ، مَرَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " §وَقَعَتْ صَفِيَّةُ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ وَكَانَتْ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ وَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُّصَنِّعُهَا وَتُهَيِّئُهَا، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ قَالَ: فَفُحِصَتِ الْأَرْضُ أَفَاحِيصَ وَجِيءَ بِالْأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيهَا ثُمَّ جِيءَ بِالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ وَالتَّمْرِ فَشَبِعَ النَّاسُ، قَالَ: وَقَالَ النَّاسُ: مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا -[117]- أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ؟ قَالَ: فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجَزِ الْبَعِيرِ قَالَ: فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ فِي ذَلِكَ السَّبْيِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَصَارَتْ إِلَى دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، §فَأَعْتَقَهَا ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا» قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ قُلْتَ لِأَنَسٍ مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا، قَالَ: فَحَرَّكَ ثَابِتٌ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ صَدَّقَهُ "

سرية عمر بن الخطاب رحمه الله إلى تربة ثم سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى تربة في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب في ثلاثين رجلا إلى عجز هوازن بتربة، وهي بناحية العبلاء على

§سَرِيَّةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ الْلَّهُ إِلَى تُرْبَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى تُرْبَةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى عَجُزِ هَوَازِنَ بِتُرْبَةَ، وَهِيَ بِنَاحِيَةِ الْعَبْلَاءِ عَلَى أَرْبَعِ لَيَالٍ مِنْ مَكَّةَ طَرِيقَ صَنْعَاءَ وَنَجْرَانَ، فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ دَلِيلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، فَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، فَأَتَى الْخَبَرُ هَوَازِنَ فَهَرَبُوا، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَحَالَّهُمْ فَلَمْ يَلْقَ مِنْهُمْ أَحَدًا فَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ

سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كلاب بنجد ثم سرية أبي بكر الصديق إلى بني كلاب بنجد ناحية ضرية في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ إِلَى بَنِي كِلَابٍ بِنَجْدٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى بَنِي كِلَابٍ بِنَجْدٍ نَاحِيَةَ ضَرِيَّةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، §فَسَبَى نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ شِعَارُنَا: أَمِتْ أَمِتْ، قَالَ: فَقَتَلْتُ بِيَدَيَّ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ إِلَى فَزَارَةَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا مَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ عَرَّسَ أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى إِذَا مَا §صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، فَوَرَدْنَا الْمَاءَ فَقَتَلَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ قَتَلَ وَنَحْنُ مَعَهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَرَأَيْتُ عُنُقًا مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذَّرَارِيُّ فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ فَأَدْرَكْتُهُمْ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا رَأَوُا السَّهْمَ قَامُوا فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ فِيهِمْ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ، مَعَهَا ابْنَتُهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ثُمَّ بَاتَتْ عِنْدِي فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ» ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، فَسَكَتَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ، لِلَّهِ أَبُوكَ» قَالَ: فَقُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَفَدَى بِهَا أَسْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ "

سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى فدك ثم سرية بشير بن سعد إلى فدك في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد في ثلاثين رجلا إلى بني مرة بفدك فخرج يلقى رعاء الشاء فسأل عن الناس فقيل في بواديهم

§سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى فَدَكَ ثُمَّ سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى فَدَكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[119]- بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي مُرَّةَ بِفَدَكَ فَخَرَجَ يَلْقَى رِعَاءَ الشَّاءِ فَسَأَلَ عَنِ النَّاسِ فَقِيلَ فِي بَوَادِيهِمْ فَاسْتَاقَ النَّعَمَ وَالشَّاءَ وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ الصَّرِيخُ فَأَخْبَرَهُمْ فَأَدْرَكَهُ الدَّهْمُ مِنْهُمْ عِنْدَ اللَّيْلِ فَأَتَوْا يُرَامُونَهُمْ بِالنَّبْلِ حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلُ أَصْحَابِ بَشِيرٍ وَأَصْبَحُوا، فَحَمَلَ الْمُرِّيُّونَ عَلَيْهِمْ فَأَصَابُوا أَصْحَابَ بَشِيرٍ وَقَاتَلَ بَشِيرٌ حَتَّى ارْتُثَّ وَضُرِبَ كَعْبُهُ فَقِيلَ قَدْ مَاتَ، وَرَجَعُوا بِنَعَمِهِمْ وَشَائِهِمْ وَقَدِمَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ بِخَبَرِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ مِنْ بَعْدِهِ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ

سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة ثم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في شهر رمضان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله إلى بني عوال وبني عبد بن ثعلبة، وهم بالميفعة وهي

§سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى الْمَيْفَعَةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى الْمَيْفَعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى بَنِي عُوَالٍ وَبَنِي عَبْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُمْ بِالْمَيْفَعَةِ وَهِيَ وَرَاءَ بَطْنِ نَخْلٍ إِلَى النُّقْرَةِ قَلِيلًا بِنَاحِيَةِ نَجْدٍ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، بَعَثَهُ فِي مِائَةٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا وَدَلِيلُهُمْ يَسَارٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَهَجَمُوا عَلَيْهِمْ جَمِيعًا وَوَقَعُوا وَسَطَ مَحَالِّهِمْ، فَقَتَلُوا مِنْ أَشْرَفَ لَهُمْ وَاسْتَاقُوا نَعَمًا وَشَاءً فَحَدَرُوهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَأْسِرُوا أَحَدًا، وَفِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ قَتَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ الرَّجُلَ الَّذِي قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا شَقَقْتَ قَلْبَهُ فَتَعْلَمَ صَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ؟» فَقَالَ أُسَامَةُ: لَا أُقَاتِلُ أَحَدًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار ثم سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار في شوال سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من غطفان بالجناب قد واعدهم عيينة بن حصن ليكون معهم ليزحفوا إلى

§سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى يَمْنٍ وَجَبَارٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى يَمْنٍ وَجَبَارٍ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ بِالْجَنَابِ قَدْ وَاعَدَهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ لِيَكُونَ مَعَهُمْ لِيَزْحَفُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ فَسَارُوا اللَّيْلَ وَكَمَنُوا النَّهَارَ حَتَّى أَتَوْا إِلَى يَمْنٍ وَجَبَارٍ وَهِيَ نَحْوَ الْجَنَابِ، وَالْجَنَابُ يُعَارَضُ سَلَاحَ وَخَيْبَرَ وَوَادِيَ الْقُرَى فَنَزَلُوا بِسَلَاحٍ ثُمَّ دَنَوْا مِنَ الْقَوْمِ فَأَصَابُوا لَهُمْ نَعَمًا كَثِيرًا وَتَفَرَّقَ الرِّعَاءُ فَحَذَّرُوا الْجَمْعَ فَتَفَرَّقُوا وَلَحِقُوا بِعَلْيَاءَ بِلَادِهِمْ، وَخَرَجَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى أَتَى مَحَالَّهُمْ فَيَجِدْهَا وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ فَرَجَعَ بِالنَّعَمِ وَأَصَابَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ فَأَسَرَهُمَا وَقَدِمَ بِهِمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا فَأَرْسَلَهُمَا

عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم القضية ثم عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم القضية في ذي القعدة سنة سبع من مهاجره، قالوا: لما دخل هلال ذي القعدة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يعتمروا قضاء لعمرتهم التي صدهم المشركون عنها بالحديبية وأن لا

§عُمْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَضِيَّةَ ثُمَّ عُمْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَضِيَّةَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ هِلَالُ ذِي الْقَعْدَةِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَعْتَمِرُوا قَضَاءً لِعُمْرَتِهِمُ الَّتِي صَدَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ عَنْهَا بِالْحُدَيْبِيَةِ وَأَنْ لَا يَتَخَلَّفَ أَحَدٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ فَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا رِجَالٌ اسْتُشْهِدُوا مِنْهُمْ بِخَيْبَرَ وَرِجَالٌ مَاتُوا. وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَمَّارًا فَكَانُوا فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ أَلْفَيْنِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ وَسَاقَ رَسُولُ

اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، سِتِّينَ بَدَنَةً وَجَعَلَ عَلَى هَدْيِهِ نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدَبٍ الْأَسْلَمِيَّ، وَحَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السِّلَاحَ الْبِيضَ وَالدُّرُوعَ وَالرِّمَاحَ وَقَادَ مِائَةَ فَرَسٍ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ قَدَّمَ الْخَيْلَ أَمَامَهُ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَقَدَّمَ السِّلَاحَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ وَأَحْرَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ وَلَبَّى وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ يُلَبُّونَ، وَمَضَى مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي الْخَيْلِ إِلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ فَوَجَدَ بِهَا نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَبِّحُ هَذَا الْمَنْزِلَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ فَأَتَوْا قُرَيْشًا فَأَخْبَرُوهُمْ فَفَزِعُوا وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَقَدَّمَ السِّلَاحَ إِلَى بَطْنِ يَأْجَجَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَى أَنْصَابِ الْحَرَمِ، وَخَلَّفَ عَلَيْهِ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ فِي مِائَةِ رَجُلٍ وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ وَخَلُّوا مَكَّةَ فَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْهَدْيَ أَمَامَهُ فَحُبِسَ بِذِي طُوًى، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ وَالْمُسْلِمُونَ مُتَوَشِّحُونَ السُّيُوفَ مُحْدِقُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُلَبُّونَ فَدَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي تُطْلِعُهُ عَلَى الْحَجُونِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ مُضْطَبِعًا بِثَوْبِهِ وَطَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَالْمُسْلِمُونَ يَطُوفُونَ مَعَهُ قَدِ اضْطَبَعُوا بِثِيَابِهِمْ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ ... خَلُّوا فَكُلُّ الْخَيْرِ مَعْ رَسُولِهْ نَحْنُ ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهْ ... كَمَا ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ ... وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهْ يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهْ فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ إِيهًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

: «يَا عُمَرُ إِنِّي أَسْمَعُ» فَأَسْكَتَ عُمَرَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِيهًا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ» قَالَ: «قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ نَصْرَ عَبْدَهُ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» ، قَالَ: فَقَالَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَهَا النَّاسُ كَمَا قَالَ ثُمَّ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا كَانَ الطَّوَافُ السَّابِعُ عِنْدَ فَرَاغِهِ وَقَدْ وَقَفَ الْهَدْي عِنْدَ الْمَرْوَةِ قَالَ: «هَذَا الْمَنْحَرُ وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ» ؛ فَنَحَرَ عِنْدَ الْمَرْوَةِ وَحَلَقَ هُنَاكَ وَكَذَلِكَ فَعَلَ الْمُسْلِمُونَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْهُمْ أَنَّ يَذْهَبُوا إِلَى أَصْحَابِهِمْ بِبَطْنِ يَأْجَجَ فَيُقِيمُوا عَلَى السِّلَاحِ وَيَأْتِي الْآخَرُونَ فَيَقْضُوا نُسُكَهُمْ فَفَعَلُوا ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ فَلَمْ يَزَلْ فِيهَا إِلَى الظُّهْرِ ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثًا وَتَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةَ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ ظُهْرٍ مِنَ الْيَوْمِ الرَّابِعِ أَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَالَا: قَدِ انْقَضَى أَجَلُكَ فَاخْرُجْ عَنَّا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَنْزِلْ بَيْتًا بَلْ ضُرِبَتْ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ بِالْأَبْطَحِ، فَكَانَ هُنَاكَ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا وَأَمَرَ أَبَا رَافِعٍ فَنَادَى بِالرَّحِيلِ وَقَالَ: «لَا يُمْسِيَنَّ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» وَأَخْرَجَ عُمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ مَكَّةَ وَأُمَّ عُمَارَةَ سَلْمَى بِنْتَ عُمَيْسٍ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيُّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَيُّهُمْ تَكُونُ عِنْدَهُ فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ خَالَتَهَا عِنْدَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَ سَرِفَ وَتَتَامَّ النَّاسُ إِلَيْهِ. وَأَقَامَ أَبُو رَافِعٍ بِمَكَّةَ حَتَّى أَمْسَى فَحَمَلَ إِلَيْهِ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَبَنَى عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَرِفَ ثُمَّ أَدْلَجَ فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ -[123]- عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ قَدِمُوا مَكَّةَ يَعْنِي فِي الْقَضِيَّةِ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ: إِنَّهُ يَقْدُمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، قَالَ: وَقَعَدُوا مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ، §فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَهُمْ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ. قَالَ ابْنَ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمُ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا إِبْقَاءٌ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا رَمَلُوا قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ "

سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم ثم سرية ابن أبي العوجاء إلى بني سليم في ذي الحجة سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي العوجاء السلمي في خمسين رجلا إلى بني سليم فخرج إليهم، وتقدمه عين

§سَرِيَّةُ ابْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيِّ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ الْسُلَمِيِّ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، وَتَقَدَّمَهُ عَيْنٌ لَهُمْ كَانَ مَعَهُ فَحَذَّرَهُمْ فَجَمَعُوا فَأَتَاهُمُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَهُمْ مُعِدُّونَ لَهُ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَى مَا دَعَوْتَنَا فَتَرَامَوْا بِالنَّبْلِ سَاعَةً، وَجَعَلْتِ الْأَمْدَادُ تَأْتِي حَتَّى أَحْدَقُوا بِهِمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَقَاتَلَ الْقَوْمُ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى قُتِلَ عَامَّتُهُمْ وَأُصِيبَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ جَرِيحًا مَعَ الْقَتْلَى ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ

سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد ثم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد في صفر سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ ثُمَّ سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: " §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي كَلْبِ بْنِ عَوْفٍ فِي سَرِيَّةٍ، فَكَتَبَ فِيهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ وَهُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِقُدَيْدٍ لَقِينَا الْحَارِثَ بْنَ الْبَرْصَاءِ اللَّيْثِيَّ فَأَخَذْنَاهُ فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قُلْنَا إِنْ تَكُنْ مُسْلِمًا لَمْ يَضْرُرْكَ رِبَاطُنَا يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَإِنْ تَكُنْ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ نَسْتَوْثِقُ مِنْكَ. قَالَ: فَشَدَدْنَاهُ وِثَاقًا وَخَلَّفْنَا عَلَيْهِ رُوَيْجِلًا مِنَّا أَسْوَدَ فَقُلْنَا: إِنْ نَازَعَكَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْكَدِيدَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَكَمَنَّا فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي وَبَعَثَنِي أَصْحَابِي رَبِيئَةً لَهُمْ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ تَلًّا مُشْرِفًا عَلَى الْحَاضِرِ يُطْلِعُنِي عَلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا أَسْنَدْتُ عَلَيْهِمْ فِيهِ عَلَوْتُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ اضْطَجَعْتُ عَلَيْهِ قَالَ: فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ خِبَاءٍ لَهُ فَقَالَ: لِامْرَأَتِهِ إِنِّي أَرَى عَلَى هَذَا الْجَبَلِ سَوَادًا مَا رَأَيْتُهُ أَوَّلَ مِنْ يَوْمِي هَذَا، فَانْظُرِي إِلَى أَوْعِيَتِكِ لَا تَكُونُ الْكِلَابُ جَرَّتْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَنَظَرَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَفْقِدُ مِنْ أَوْعِيَتِي شَيْئًا. قَالَ: فَنَاوِلِينِي قَوْسِي وَنَبْلِي، فَنَاوَلَتْهُ قَوْسَهُ وَسَهْمَيْنِ مَعَهَا، فَأَرْسَلَ سَهْمًا فَوَاللَّهِ مَا أَخْطَأَ بَيْنَ عَيْنَيَّ، قَالَ: فَانْتَزَعَتُهُ وَثَبَتُّ مَكَانِي، ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِي مَنْكِبِي، فَانْتَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ وَثَبَتُّ مَكَانِي، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ رَبِيئَةً لَقَدْ تَحَرَّكَتْ بَعْدُ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَالَطَهَا سَهْمَايَ لَا أَبَا لَكِ، فَإِذَا أَصْبَحْتِ فَانْظُرِيهِمَا، لَا تَمْضُغُهُمَا -[125]- الْكِلَابُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ وَرَاحَتِ الْمَاشِيَةُ مِنْ إِبِلِهِمْ وَأَغْنَامِهِمْ فَلَمَّا احْتَلَبُوا وَعَطَنُوا وَاطْمَأَنُوا، فَنَامُوا شَنَنَّا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ وَاسْتَقْنَا النَّعَمَ قَالَ: فَخَرَجَ صَرِيخُ الْقَوْمِ فِي قَوْمِهِمْ فَجَاءَ مَا لَا قَبْلَ لَنَا بِهِ فَخَرَجْنَا بِهَا نَحْدِرُهَا حَتَّى مَرَرْنَا بِابْنِ الْبَرْصَاءِ فَاحْتَمَلْنَاهُ وَاحْتَمَلْنَا صَاحِبَنَا فَأَدْرَكَنَا الْقَوْمُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْنَا مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ إِلَّا الْوَادِي وَنَحْنُ مُوَجَّهُونَ فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي إِذْ جَاءَ اللَّهُ بِالْوَادِي مِنْ حَيْثُ شَاءَ يَمْلَأُ جَنَبَتَيْهِ مَاءٌ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا يَوْمَئِذٍ سَحَابًا وَلَا مَطَرًا فَجَاءَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَجُوزَهُ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ وقُوفًا يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَسْنَدْنَاهَا فِي الْمَسِيلِ، هَكَذَا قَالَ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْنَدْنَاهَا فِي الْمُشَلَّلِ نَحْدِرُهَا وَفُتْنَاهُمْ فَوْتًا لَا يَقْدِرُونَ فِيهِ عَلَى طَلَبِنَا، قَالَ: فَمَا أَنْسَى قَوْلَ رَاجِزٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَقُولُ: أَبَى أَبُو الْقَاسِمِ أَنْ تَعَزَّ بِي فِي خَضِلٍ نَبَاتُهُ مُغْلَوْلِبِ صُفْرٌ أَعَالِيهِ كَلَوْنِ الْمُذْهِبِ وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي رِوَايَتِهِ: وَذَاكَ قَوْلُ صَادِقٍ لَمْ يَكْذِبِ قَالَ: فَكَانُوا بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا " قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَرْفَ رَجُلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ أَنَّهُ " كَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ: أَمِتْ أَمِتْ "

سرية غالب بن عبد الله الليثي أيضا إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك ثم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى مصاب بشير بن سعد بفدك في صفر سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ أَيْضًا إِلَى مُصَابِ أَصْحَابِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ بِفَدَكَ ثُمَّ سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى مُصَابِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ بِفَدَكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " هَيَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَقَالَ لَهُ: " §سِرْ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُصَابِ أَصْحَابِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ فَإِنْ أَظْفَرَكَ اللَّهُ بِهِمْ فَلَا تُبْقِ فِيهِمْ وَهَيَّأَ مَعَهُمْ مِائَتَيْ رَجُلٍ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً فَقَدِمَ غَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيُّ مِنَ الْكَدِيدِ مِنْ سَرِيَّةٍ قَدْ ظَفَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ: «اجْلِسْ» وَبَعَثَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَخَرَجَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فِيهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُصَابِ أَصْحَابِ بَشِيرٍ وَخَرَجَ مَعَهُ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ فِيهَا فَأَصَابُوا مِنْهُمْ نَعَمًا وَقَتَلُوا مِنْهُمْ قَتْلَى "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: «§خَرَجَ مَعَ غَالِبٍ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَسْعُودٍ وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُوَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ مَعَ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى بَنِي مُرَّةَ فَأَغَرْنَا عَلَيْهِمْ مَعَ الصُّبْحِ وَقَدْ أَوْعَزَ إِلَيْنَا، أَمَرَنَا أَلَا نَفْتَرِقَ وَوَاخَى بَيْنَنَا فَقَالَ: لَا تَعْصُونِي فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «§مَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي» ، وَإِنَّكُمْ مَتَى مَا تَعْصُونِي فَإِنَّكُمْ تَعْصُونَ نَبِيَّكُمْ قَالَ: فَآخَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: فَأَصَبْنَا الْقَوْمَ "

سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسي ثم سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسي في شهر ربيع الأول سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ شُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى بَنِي عَامِرٍ بِالسِّيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ شُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيُّ إِلَى بَنِي عَامِرٍ بِالسِّيِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ فِي أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى جَمْعٍ مِنْ هَوَازِنَ بِالسِّيِّ نَاحِيَةَ رُكْبَةَ مِنْ وَرَاءِ الْمَعْدِنِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى خَمْسِ لَيَالٍ، «وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَيْهِمْ» ، وَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ حَتَّى §صَبَّحَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ، فَأَصَابُوا نَعَمًا كَثِيرًا وَشَاءً وَاسْتَاقُوا ذَلِكَ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَاقْتَسَمُوا الْغَنِيمَةَ، وَكَانَتْ سِهَامُهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ بَعِيرًا وَعَدَلُوا الْبَعِيرَ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَغَابَتِ السَّرِيَّةُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً

سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح ثم سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح وهي من وراء وادي القرى في شهر ربيع الأول سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيِّ إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيِّ إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ وَادِي الْقُرَى فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيَّ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فَوَجَدُوا جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ كَثِيرًا فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى -[128]- قُتِلُوا وَأَفْلَتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ جَرِيحٌ فِي الْقَتْلَى، فَلَمَّا بَرَدَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ تَحَامَلَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَهُمَّ بِالْبَعْثِ إِلَيْهِمْ فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ قَدْ سَارُوا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَتَرَكَهُمْ»

سرية مؤتة ثم سرية مؤتة، وهي بأدنى البلقاء، والبلقاء دون دمشق في جمادى الأولى سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي أحد بني لهب إلى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن

§سَرِيَّةُ مُؤْتَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ مُؤْتَةَ، وَهِيَ بِأَدْنَى الْبَلْقَاءِ، وَالْبَلْقَاءُ دُونَ دِمَشْقَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيَّ أَحَدَ بَنِي لِهْبٍ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابٍ، فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ فَقَتَلَهُ وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَسُولٌ غَيْرُهُ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَنَدَبَ النَّاسَ فَأَسْرَعُوا وَعَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ، وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمِيرُ النَّاسِ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَإِنْ قُتِلَ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَإِنْ قُتِلَ فَلْيَرْتَضِ الْمُسْلِمُونَ بَيْنَهُمْ رَجُلًا فَيَجْعَلُوهُ عَلَيْهِمْ» ، وَعَقَدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً أَبْيَضَ وَدَفَعَهُ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَوْصَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتُوا مَقْتَلَ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ وَأَنْ يُدْعُوا مَنْ هُنَاكَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوا وَإِلَّا اسْتَعَانُوا عَلَيْهِمْ بِاللَّهِ وَقَاتَلُوهُمْ. وَخَرَجَ مُشَيِّعًا لَهُمْ حَتَّى بَلَغَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ فَوَقَفَ وَوَدَّعَهُمْ فَلَمَّا سَارُوا مِنْ مُعَسْكَرِهِمْ نَادَى الْمُسْلِمُونَ: دَفَعَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَرَدَّكُمْ صَالِحِينَ غَانِمِينَ فَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ عِنْدَ ذَلِكَ: [البحر البسيط] لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدَا قَالَ: فَلَمَّا فَصَلُوا مِنَ الْمَدِينَةِ سَمِعَ الْعَدُوُّ بِمَسِيرِهِمْ فَجَمَعُوا لَهُمْ وَقَامَ فِيهِمْ

شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو فَجَمَعَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَقَدَّمَ الطَّلَائِعَ أَمَامَهُ، وَقَدْ نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مُعَانٍ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ وَبَلَغَ النَّاسَ أَنَّ هِرَقْلَ قَدْ نَزَلَ مَآبَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنْ بَهْرَاءَ وَوَائِلٍ وَبَكْرٍ وَلَخْمٍ وَجُذَامٍ فَأَقَامُوا لَيْلَتَيْنِ لِيَنْظُرُوا فِي أَمْرِهِمْ وَقَالُوا: نَكْتُبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنُخْبِرُهُ الْخَبَرَ فَشَجَّعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ عَلَى الْمُضِيِّ فَمَضَوْا إِلَى مُؤْتَةَ وَوَافَاهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَجَاءَ مِنْهُمْ مَا لَا قِبَلَ لِأَحَدٍ بِهِ مِنَ الْعَدَدِ وَالسِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ وَالدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَقَاتَلَ الْأُمَرَاءُ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَرْجُلِهِمْ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَاتَلَ وَقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ عَلَى صُفُوفَهُمْ حَتَّى قُتِلَ طَعَنًا بِالرِّمَاحِ، رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَنَزَلَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَرْقَبَهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ فَرَسٍ عُرْقِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ فَقَطَعَهُ بِنِصْفَيْنِ، فَوُجِدَ فِي أَحَدِ نِصْفَيْهِ بِضْعَةً وَثَلَاثُونَ جُرْحًا وَوُجِدَ فِيمَا قِيلَ مِنْ بَدَنِ جَعْفَرٍ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ ضَرْبَةً بِسَيْفٍ وَطَعْنَةً بِرُمْحٍ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَاصْطَلَحَ النَّاسُ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ وَانْكَشَفَ النَّاسُ فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ فَتَبِعَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرُفِعَتِ الْأَرْضُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَظَرَ إِلَى مُعْتَرَكِ الْقَوْمِ فَلَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ اللِّوَاءَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِجَيْشِ مُؤْتَةَ قَادِمِينَ تَلَقَّوْهُمْ بِالْجُرْفِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَحْثُونَ فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ وَيَقُولُونَ يَا فُرَّارُ أَفَرَرْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَيْسُوا بِفُرَّارٍ وَلَكِنَّهُمْ كُرَّارٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي الْكُوفَةِ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا رَجَعْتُ

مَرَرْتُ عَلَى أَصْحَابِي وَهُمْ يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ بِمُؤْتَةَ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ الْيَوْمَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَمَرُهُمْ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلَبِسَ السِّلَاحَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَخَذَ زَيْدٌ اللِّوَاءَ وَكَانَ رَأْسَ الْقَوْمِ ثُمَّ حَمَلَ جَعْفَرٌ حَتَّى إِذَا هَمَّ أَنْ يُخَالِطَ الْعَدُوَّ رَجَعَ فَوَحَّشَ بِالسِّلَاحِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ وَطَاعَنَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَطَاعَنَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الْلِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَطَاعَنَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ أَسْوَأَ هَزِيمَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، حَتَّى لَمْ أَرَ اثْنَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ سَعَى بِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَمَامَ النَّاسِ رَكَزَهُ ثُمَّ قَالَ: إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى إِذَا كَثُرُوا مَشَى بِاللِّوَاءِ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: لَا آخُذُهُ مِنْكَ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا لَكَ، فَأَخَذَ خَالِدُ اللِّوَاءَ ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ أَسْوَأَ هَزِيمَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، حَتَّى وَضَعَ الْمُسْلِمُونَ أَسْيَافَهُمْ حَيْثُ شَاءُوا وَقَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ دَخَلَ وَكَانَ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ صَلَّى الْعَتَمَةَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلَاةَ الصُّبْحِ دَخَلَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ تَبَسَّمَ وَكَانَ تِلْكَ السَّاعَةِ لَا يَقُومُ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ حَتَّى يُصَلِّي الْغَدَاةَ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ حِينَ تَبَسَّمَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَنْفُسِنَا أَنْتَ، مَا يَعْلَمُ إِلَّا اللَّهُ مَا كَانَ بِنَا مِنَ الْوَجْدِ مُنْذُ رَأَيْنَا مِنْكَ الَّذِي رَأَيْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَانَ الَّذِي رَأَيْتُمْ مِنِّي أَنَّهُ §أَحْزَنَنِي قَتْلُ أَصْحَابِي حَتَّى رَأَيْتُهُمْ فِي الْجَنَّةِ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ، وَرَأَيْتُ فِيَ بَعْضِهِمْ إِعْرَاضًا كَأَنَّهُ كَرِهَ السَّيْفَ، وَرَأَيْتُ جَعْفَرًا مَلَكًا ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجًا بِالدِّمَاءِ مَصْبُوغَ الْقَوَادِمِ»

سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل ثم سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وهي وراء وادي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من قضاعة قد

§سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى ذَاتِ السَّلَاسِلِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَهِيَ وَرَاءَ وَادِي الْقُرَى وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ عَشَرَةُ أَيَّامٍ وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ جَمْعًا مِنْ قُضَاعَةَ قَدْ تَجَمَّعُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوا إِلَى أَطْرَافِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً أَبْيَضَ وَجَعَلَ مَعَهُ رَايَةً سَوْدَاءَ وَبَعَثَهُ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ سَرَاةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَعَهُ ثَلَاثُونَ فَرَسًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِمَنْ يَمُرُّ بِهِ مِنْ بَلِيِّ وَعُذْرَةَ وَبَلْقَيْنَ، فَسَارَ اللَّيْلَ. وَكَمَنَ النَّهَارَ فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْقَوْمِ بَلَغَهُ أَنَّ لَهُمْ جَمْعًا كَثِيرًا فَبَعَثَ رَافِعَ بْنَ مَكِيثٍ الْجُهَنِيَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَمِدُّهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي مِائَتَيْنِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ سَرَاةَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَلْحَقَ بِعَمْرٍو وَأَنْ يَكُونَا جَمِيعًا وَلَا يَخْتَلِفَا فَلَحِقَ بِعَمْرٍو فَأَرَادَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّمَا قَدِمْتَ عَلَيَّ مَدَدًا وَأَنَا الْأَمِيرُ فَأَطَاعَ لَهُ بِذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَانَ عَمْرٌو يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَسَارَ حَتَّى وَطِئَ بِلَادَ بَلِيٍّ وَدَوَّخَهَا حَتَّى أَتَى إِلَى أَقْصَى بِلَادِهِمْ وَبِلَادِ عُذْرَةَ وَبَلْقَيْنِ وَلَقِيَ فِي آخِرِ ذَلِكَ جَمْعًا فَحَمَلَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ فَهَرَبُوا فِي الْبِلَادِ وَتَفَرَّقُوا ثُمَّ قَفَلَ وَبَعَثَ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ بَرِيدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِقُفُولِهِمْ وَسَلَامَتِهِمْ وَمَا كَانَ فِي غَزَاتِهِمْ

سرية الخبط أميرها أبو عبيدة بن الجراح ثم سرية الخبط أميرها أبو عبيدة بن الجراح وكانت في رجب سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة رجل من المهاجرين والأنصار وفيهم عمر بن

§سَرِيَّةُ الْخَبَطِ أَمِيرُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ سَرِيَّةُ الْخَبَطِ أَمِيرُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَكَانَتْ فِي رَجَبَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي ثَلَاثِمِائِةٍ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ مِمَّا يَلِي سَاحِلَ الْبَحْرِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسُ لَيَالٍ فَأَصَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ جُوعٌ شَدِيدٌ فَأَكَلُوا الْخَبَطَ وَابْتَاعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ جُزُرًا وَنَحَرَهَا لَهُمْ وَأَلْقَى لَهُمُ الْبَحْرُ حُوتًا عَظِيمًا فَأَكَلُوا مِنْهُ وَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا

سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة، وهي أرض محارب بنجد في شعبان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة ومعه خمسة عشر رجلا إلى غطفان وأمره أن

§سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى خَضِرَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى خَضِرَةَ، وَهِيَ أَرْضُ مُحَارِبٍ بِنَجْدٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا قَتَادَةَ وَمَعَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا إِلَى غَطَفَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ فَهَجَمَ عَلَى حَاضِرٍ مِنْهُمْ عَظِيمٍ فَأَحَاطَ بِهِمْ فَصَرَخَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَا خَضِرَةُ وَقَاتِلَ مِنْهُمْ رِجَالٌ فَقَتَلُوا مَنْ أَشْرَفَ لَهُمْ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ فَكَانَتِ الْإِبِلُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ وَالْغَنَمُ أَلْفَيْ شَاةٍ وَسَبَوْا سَبْيًا كَثِيرًا وَجَمَعُوا الْغَنَائِمَ فَأَخْرَجُوا الْخُمُسَ فَعَزَلُوهُ وَقَسَمُوا مَا بَقِيَ عَلَى أَهْلِ السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ

كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ بَعِيرًا فَعُدِلَ الْبَعِيرُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَصَارَتْ فِي سَهْمِ أَبِي قَتَادَةَ جَارِيَةٌ وَضِيئَةٌ فَاسْتَوْهَبَهَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَهَبَهَا لَهُ فَوَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ وَغَابُوا فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً

سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم في أول شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية

§سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمَ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَزْوِ أَهْلِ مَكَّةَ بَعَثَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ فِي ثَمَانِيَةِ نَفَرٍ سَرِيَّةً إِلَى بَطْنِ إِضَمَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ ذِي خَشَبٍ وَذِي الْمَرْوَةِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ بُرُدٍ لِيَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَوَجَّهَ إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ وَلِأَنْ تَذْهَبَ بِذَلِكَ الْأَخْبَارُ وَكَانَ فِي السَّرِيَّةِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيُّ فَمَرَّ عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ فَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ فَأَمْسَكَ عَنْهُ الْقَوْمُ وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ فَقَتَلَهُ وَسَلَبَهُ بَعِيرَهُ وَمَتَاعَهُ وَوَطْبَ لَبَنٍ كَانَ مَعَهُ فَلَمَّا لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَمَضَوْا وَلَمْ يَلْحَقُوا جَمْعًا فَانْصَرَفُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى ذِي خَشَبٍ فَبَلَغَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ فَأَخَذُوا عَلَى بَيْبَنَ حَتَّى لَقُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالسُّقْيَا

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما دخل شعبان على رأس اثنين وعشرين شهرا من صلح الحديبية كلمت بنو نفاثة وهم من بني بكر أشراف

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ شَعْبَانُ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ كَلَّمْتُ بَنُو نُفَاثَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ أَنْ يُعِينُوهُمْ عَلَى خُزَاعَةَ بِالرِّجَالِ وَالسِّلَاحِ فَوَعَدُوهُمْ وَوَافَوْهُمْ بِالْوَتِيرِ مُتَنَكِّرِينَ مُتَنَقِّبِينَ فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَمِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنُ الْأَخْيَفِ فَبَيَّتُوا خُزَاعَةَ لَيْلًا وَهُمْ غَارُّونَ آمِنُونَ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ عِشْرِينَ رَجُلًا ثُمَّ نَدِمَتْ قُرَيْشٌ عَلَى مَا صَنَعَتْ وَعَلِمُوا أَنَّ هَذَا نَقْضٌ لِلْمُدَّةِ وَالْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ الْخُزَاعِيُّ فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا مِنْ خُزَاعَةَ فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُونَهُ بِالَّذِي أَصَابَهُمْ وَيَسْتَنْصِرُونَهُ فَقَامَ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَا نُصِرْتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ مِمَّا أَنْصُرُ مِنْهُ نَفْسِي» ، وَقَالَ: «إِنَّ هَذَا السَّحَابَ لَيَسْتَهِلُ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ» وَقَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ يَسْأَلُهُ أَنْ يُجَدِّدَ الْعَهْدَ وَيَزِيدَ فِي الْمُدَّةِ فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ» ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَكَّةَ فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَخْفَى أَمَرَهُ وَأَخَذَ بِالْأَنْقَابِ وَقَالَ اللَّهُمَّ خُذْ عَلَى أَبْصَارَهُمْ فَلَا يَرَوْنِي إِلَّا بَغْتَةً فَلَمَّا أَجْمَعَ الْمَسِيرَ كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو فَأَخَذَا رَسُولَهُ وَكِتَابَهُ فَجَاءَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَجُلُّهُمْ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ

وَجُهَيْنَةُ وَأَشْجَعُ وَسُلَيْمٌ فَمِنْهُمْ مَنْ وَافَاهُ بِالْمَدِينَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَحِقَهُ بِالطَّرِيقِ فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ عَشْرَةُ آلَافٍ وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَخَرَجَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّلْصُلِ قَدَّمَ أَمَامَهُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ ثُمَّ سَارَ فَلَمَّا كَانَ بِقُدَيْدٍ عَقَدَ الْأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ وَدَفَعَهَا إِلَى الْقَبَائِلِ، ثُمَّ نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ عِشَاءً فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَوْقَدُوا عَشَرَةَ آلَافِ نَارٍ وَلَمْ يَبْلُغْ قُرَيْشًا مَسِيرُهُ وَهُمْ مُغْتَمُّونَ لِمَا يَخَافُونَ مِنْ غَزْوِهِ إِيَّاهُمْ فَبَعَثُوا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ يَتَحَسَّبُ الْأَخْبَارَ وَقَالُوا: إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا فَخُذْ لَنَا مِنْهُ أَمَانًا فَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ فَلَمَّا رَأَوُا الْعَسْكَرَ أَفْزَعَهُمْ , وَقَدِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَلَى الْحَرَسِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَسَمِعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صَوْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ أَبَا حَنْظَلَةَ فَقَالَ: لَبَّيْكَ فَمَا وَرَاءَكَ فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي عَشْرَةِ آلَافٍ فَأَسْلِمْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكُ وَعَشِيرَتُكَ فَأَجَارَهُ وَخَرَجَ بِهِ وَبِصَاحِبَيْهِ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا وَجَعَلَ لِأَبِي سُفْيَانَ أَنَّ مَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَقَدْ حُبِسَ أَبُو سُفْيَانَ فَرَأَى مَا لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنُ أَخِيكَ عَظِيمًا فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَيْحَكَ إِنَّهُ لَيْسَ بِمِلْكٍ وَلَكِنَّهَا نُبُوَّةٌ قَالَ: فَنَعَمْ. وَكَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَبَلَغَهُ عَنْهُ فِي قُرَيْشٍ كَلَامٌ وَتَوَاعُدٌ لَهُمْ فَأَخَذَهَا مِنْهُ فَدَفَعَهَا إِلَى ابْنِهِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ كَدَاءٍ

وَالزُّبَيْرَ مِنْ كُدًى وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مِنَ اللِّيطِ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَذَاخِرَ وَنَهَى عَنِ الْقِتَالِ وَأَمَرَ بِقَتْلِ سِتَّةِ نَفَرٍ وَأَرْبَعِ نِسْوَةٍ: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَهَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ وَمِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ اللَّيْثِيُّ وَالْحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالِ بْنِ خَطَلٍ الْأَدْرَمِيُّ وَهِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَسَارَةُ مَوْلَاةُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ وَفَرْتَنَا وَقَرِيبَةَ فَقُتِلَ مِنْهُمُ ابْنُ خَطَلٍ وَالْحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ وَمِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ وَكُلُّ الْجُنُودِ لَمْ يُلْقَوْا جَمْعًا غَيْرَ خَالِدٍ لَقِيَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فِي جَمَعٍ مِنْ قُرَيْشٍ بِالْخَنْدَمَةِ فَمَنَعُوهُ مِنَ الدُّخُولِ وَشَهَرُوا السِّلَاحَ وَرَمَوْا بِالنَّبْلِ فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَرْبَعَةَ نَفَرٍ مِنْ هُذَيْلٍ وَانْهَزَمُوا أَقْبَحَ الِانْهِزَامِ فَلَمَّا ظَهْرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ رَأَى الْبَارِقَةَ فَقَالَ: «أَلَمْ أَنْهَ عَنِ الْقِتَالِ؟» ، فَقِيلَ خَالِدٌ قُوتِلَ فَقَاتَلَ فَقَالَ: «قَضَاءُ اللَّهِ خَيْرٌ» وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلَانِ أَخْطَئَا الطَّرِيقَ أَحَدُهُمَا كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ، وَخَالِدٌ الْأَشْقَرُ الْخُزَاعِيُّ وَضُرِبَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ بِالْحَجُونِ فَمَضَى الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بِرَايَتِهِ حَتَّى رَكَزَهَا عِنْدَهَا وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَخَلَهَا فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَنْزِلُ مَنْزِلَكَ؟ فَقَالَ وَهَلْ تَرَكَ عَقِيلٌ لَنَا مَنْزِلًا وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنْوَةً فَأَسْلَمَ النَّاسُ طَائِعِينَ وَكَارِهِينَ وَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا فَجَعَلَ كُلَّمَا مَرَّ بِصَنَمٍ مِنْهَا يُشِيرُ إِلَيْهِ بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ، فَيَقَعُ الصَّنَمُ لِوَجْهِهِ وَكَانَ أَعْظَمَهَا هُبَلُ وَهُوَ وِجَاهَ الْكَعْبَةِ ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَقَامِ وَهُوَ لَاصِقٌ بِالْكَعْبَةِ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَرْسَلَ بِلَالًا إِلَى عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ فَجَاءَ بِهِ عُثْمَانُ فَقَبَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفَتَحَ الْبَابَ وَدَخَلَ الْكَعْبَةَ

فَصَلَّى فِيهَا رَكْعَتَيْنِ وَخَرَجَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَالْمِفْتَاحُ مَعَهُ وَقَدْ لُبِطَ بِالنَّاسِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ وَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْمِفْتَاحَ وَقَالَ: " خُذُوهَا يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ تَالِدَةً خَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ظَالِمٌ وَدَفَعَ السِّقَايَةَ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: «أَعْطَيْتُكُمْ مَا تَرْزَأُكُمْ وَلَا تَرْزَؤُونَهَا» . ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ فَجَدَّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ وَحَانَتِ الظُّهْرُ فَأَذَّنَ بِلَالٌ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تُغْزَى قُرَيْشٌ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» يَعْنِي عَلَى الْكُفْرِ وَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحَزْوَرَةِ، وَقَالَ: «إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ - يَعْنِي مَكَّةَ - وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» ، وَبَثَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّرَايَا إِلَى الْأَصْنَامِ الَّتِي حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَكَسَرَهَا مِنْهَا، الْعُزَّى وَمَنَاةُ وَسُوَاعٌ وَبُوَانَةُ وَذُو الْكَفَّيْنِ فَنَادَى مُنَادِيَهُ بِمَكَّةَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَدَعُ فِي بَيْتِهِ صَنَمًا إِلَّا كَسَرَهُ , وَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ تَحِلُّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَجَعَتْ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ وَلَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ غَنَائِمِهَا شَيْءٌ» . وَفَتَحَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَأَقَامَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ وَالْفِقْهَ

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ عَامَ الْفَتْحِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ الْآخِرَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ -[138]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ أَخَذَ قَعْبًا فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ قَبِلَ الرُّخْصَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَبِلَهَا وَمَنْ صَامَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ صَامَ» . فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ الْأَحْدَثَ فَالْأَحْدَثَ مِنْ أَمْرِهِ وَيَرَوْنَ الْمُحْكَمَ النَّاسِخَ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَّبِعُونَ الْأَحْدَثَ فَالْأَحْدَثَ مِنْ أَمْرِهِ»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، أَخْبَرَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: آذَنَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ صُوَّامٌ §حَتَّى إِذَا بَلَغْنَا الْكَدِيدَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْفِطْرِ فَأَصْبَحْنَا شُرْجَيْنِ مِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ حَتَّى إِذَا بَلَغَنَا مَرَّ الظَّهْرَانِ أَعْلَمَنَا أَنَا نَلْقَى الْعَدُوَّ وَأَمَرَنَا بِالْفِطْرِ "

وَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحْنَا مَكَّةَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ فَصَامَ بَعْضُنَا وَأَفْطَرَ بَعْضُنَا: §فَلَمْ يَعِبِ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ وَلَا الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَأَفْطَرَ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا»

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ الْجَعْفَرِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §افْتَتَحَ مَكَّةَ فِي عَشْرٍ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ صَائِمٌ مُسَافِرٌ مُجَاهِدٌ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ بِثَمَانِيَةِ آلَافٍ أَوْ عَشَرَةِ آلَافٍ وَخَرَجَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِأَلْفَيْنِ إِلَى حُنَيْنٍ»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ: «§دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي عَشْرَةِ آلَافٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §عَامَ الْفَتْحِ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَنَيِّفٌ , يَعْنِي قَوْمَهُ مُزَيْنَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ مَكَّةَ وَحُنَيْنًا»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «§دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ ثُمَّ نَزَعَهُ» ، قَالَ مَعْنٌ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِمَا: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْتُلُوهُ» قَالَ مَعْنٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ -[140]- وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ عَنْ رَأْسِهِ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اقْتُلُوهُ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «§لَمْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ إِلَّا مُحْرِمًا إِلَّا يَوْمَ الْفَتْحِ دَخَلَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «§دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ»

أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ -[141]- لِأَصْحَابِهِ: «§إِنَّ هَذَا يَوْمُ قِتَالٍ فَأَفْطِرُوا» . قَالَ شَبَابَةُ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَا: " §لَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي أَرْضٌ بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي أَرْضٌ بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِي أَرْضٌ بِهَا تَرْسَخُ أَوْتَادِي

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ يَوْمَ الْفَتْحِ وَفَرْتَنَا وَابْنِ الزَّبَعْرَى وَابْنِ خَطَلٍ فَأَتَاهُ أَبُو بَرْزَةَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَبَقَرَ بَطْنَهُ , وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ نَذَرَ إِنْ رَأَى ابْنَ أَبِي سَرْحٍ أَنْ يَقْتُلَهُ فَجَاءَ عُثْمَانُ وَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَشَفَعَ لَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَخَذَ الْأَنْصَارِيُّ بِقَائِمِ السَّيْفِ يَنْتَظِرُ النَّبِيَّ مَتَى يُومِئُ إِلَيْهِ أَنْ يَقْتُلَهُ فَشَفَعَ لَهُ عُثْمَانُ حَتَّى تَرَكَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِيِّ: «هَلَّا وَفَّيْتَ بِنَذْرِكَ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَائِمِ السَّيْفِ أَنْتَظِرُ مَتَى تُومِئُ فَأَقْتُلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§الْإِيمَاءُ خِيَانَةٌ، لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِئَ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ أَرْسَلَ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَإِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَإِلَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُمْ، أَعْرَفَهُمْ بِمَا صَنَعُوا، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ -[142]- صلّى الله عليه وسلم: " §مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَا قَالَ: يُوسُفُ، لِإِخْوَتِهِ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] قَالَ عُمَرُ: فَانْفَضَحْتُ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَرَاهِيَةً لِمَا كَانَ مِنِّي وَقَدْ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ زَمَنَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا وَلَمْ يَدْخُلْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى مُحِيَتْ كُلُّ صُورَةٍ فِيهَا»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §دَخَلَ الْبَيْتَ فَكَانَ يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ، وَيَدْعُو وَلَا يَرْكَعُ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " جَلَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: فِيمَا تَكَلَّمَ بِهِ: «§لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ بْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " §كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ دُخَانٌ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] "

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِيَاسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَةٍ وَهُوَ يَسِيرُ وَيَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ وَيُرَجِّعُ، وَيَقُولُ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[143]- مَعْبَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ: «§أَذْهِبُوا عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِآبَائِهَا , النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: §هَلْ غَنِمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ شَيْئًا؟، قَالَ: «لَا»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: §شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: «§خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْصُرُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ وَأَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا يَقْصُرُ حَتَّى رَجَعَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: «§أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلَاةَ حَتَّى سَارَ إِلَى حُنَيْنٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ لِسِتٍّ مَضَيْنَ، §فَسَارَ سَبْعًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا نِصْفَ شَهْرٍ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ , ثُمَّ خَرَجَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى حُنَيْنٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§أَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى بِمَكَّةَ -[144]- عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: «§أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَمَنَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §عَامَ الْفَتْحِ، فَأَقَامَ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنْ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأُمِّ هَانِئٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ §دَعَا بِإِنَاءٍ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّهَا دَخَلَتْ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ تُكَلِّمُهُ فِي رَجُلٍ تَسْتَأَمِنُ لَهُ، قَالَتْ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ §وَقَعَ الْغُبَارُ عَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَسُتِرَ بِثَوْبٍ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْ ثَوْبِهِ، فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ فَرَّ إِلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَأَجَارَتْهُمَا فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَيْهَا فَقَالَ: لَأَقْتُلَنَّهُمَا، قَالَتْ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَحَّبَ بِي وَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكِ يَا أُمَّ هَانِئٍ؟» ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ -[145]-، كُنْتُ قَدْ آمَّنْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي، فَأَرَادَ عَلِيٌّ قَتْلَهُمَا، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ» ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرْتُهُ فَاطِمَةُ بِثَوْبٍ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ثُمَّ §صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُوقِ مَكَّةَ حِينَ افْتَتَحَهَا سَعِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَلَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ §يَخْرُجَ إِلَى الطَّائِفِ خَرَجَ مَعَهُ سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ فَاسْتُشْهِدَ بِالطَّائِفِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الطَّائِفِ فِي عَامِ الْفَتْحِ §اسْتَخْلَفَ عَلَى مَكَّةَ هُبَيْرَةَ بْنَ شِبْلِ بْنِ الْعَجْلَانِ الثَّقَفِيَّ فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ وَأَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ اسْتَعْمَلَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ عَلَى مَكَّةَ وَعَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَمَانٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكِ بْنِ بَرْصَاءَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ يَقُولُ: «§لَا تُغْزَى بَعْدَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

سرية خالد بن الوليد إلى العزى ثم سرية خالد بن الوليد إلى العزى لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة خالد بن الوليد إلى العزى ليهدمها , فخرج في ثلاثين فارسا من

§سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى ثُمَّ سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى لِيَهْدِمَهَا , فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى انْتَهَوْا

إِلَيْهَا فَهَدَمَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا» ، قَالَ: لَا قَالَ: «فَإِنَّكَ لَمْ تَهْدِمْهَا فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَاهْدِمْهَا» فَرَجَعَ خَالِدٌ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ فَجَرَّدَ سَيْفَهُ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ سَوْدَاءُ نَاشِرَةُ الرَّأْسِ فَجَعَلَ السَّادِنَ يَصِيحُ بِهَا، فَضَرَبَهَا خَالِدٌ فَجَزَلَهَا بِاثْنَتَيْنِ , وَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «نَعَمْ تِلْكَ الْعُزَّى وَقَدْ يَئِسَتْ أَنْ تُعْبَدَ بِبِلَادِكُمْ أَبَدًا وَكَانَتْ بِنَخْلَةَ , وَكَانَتْ لِقُرَيْشٍ وَجَمِيعِ بَنِي كِنَانَةَ وَكَانَتْ أَعْظَمَ أَصْنَامِهِمْ وَكَانَ سَدَنَتَهَا بَنُو شَيْبَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ»

سرية عمرو بن العاص إلى سواع ثم سرية عمرو بن العاص إلى سواع في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة عمرو بن العاص إلى سواع صنم هذيل ليهدمه قال عمرو: فانتهيت إليه وعنده السادن فقال:

§سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ صَنَمِ هُذَيْلٍ لِيَهْدِمَهُ قَالَ عَمْرٌو: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَعِنْدَهُ السَّادِنُ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ قُلْتُ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ أَهْدِمَهُ قَالَ: لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ: لَمَ؟ قَالَ: تُمْنَعُ قُلْتُ: حَتَّى الْآنَ أَنْتَ فِي الْبَاطِلِ وَيْحَكَ وَهَلْ يَسْمَعُ أَوْ يُبْصِرُ قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَكَسَرْتُهُ وَأَمَرْتُ أَصْحَابِي فَهَدَمُوا بَيْتَ خِزَانَتِهِ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِ شَيْئًا ثُمَّ قُلْتُ لِلسَّادِنِ: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ قَالَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ.

سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة ثم سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة , وكانت بالمشلل للأوس والخزرج وغسان فلما كان

§سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ إِلَى مَنَاةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ إِلَى مَنَاةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيَّ إِلَى مَنَاةَ , وَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَغَسَّانَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيَّ يَهْدِمُهَا فَخَرَجَ فِي عِشْرِينَ فَارِسًا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا سَادِنٌ فَقَالَ: السَّادِنُ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ: هَدْمَ مَنَاةَ، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، فَأَقْبَلَ سَعْدٌ يَمْشِي إِلَيْهَا وَتَخْرُجُ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ سَوْدَاءُ ثَائِرَةُ الرَّأْسِ تَدْعُو بِالْوَيْلِ وَتَضْرِبُ صَدْرَهَا، فَقَالَ: السَّادِنُ: مَنَاةُ دُونَكَ بَعْضَ غَضَبَاتِكِ وَيَضْرِبُهَا سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيُّ وَقَتَلَهَا وَيُقْبِلُ إِلَى الصَّنَمِ مَعَهُ أَصْحَابُهُ فَهَدَمُوهُ وَلَمْ يَجِدُوا فِي خَزَانَتِهَا شَيْئًا وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ ذَلِكَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ

سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة ثم سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة وكانوا بأسفل مكة على ليلة ناحية يلملم في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو يوم الغميصاء، قالوا: لما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى ورسول

§سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ كِنَانَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ كِنَانَةَ وَكَانُوا بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عَلَى لَيْلَةٍ نَاحِيَةَ يَلَمْلَمَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَهُوَ يَوْمُ الْغُمَيْصَاءِ، قَالُوا: لَمَّا رَجَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ هَدْمِ الْعُزَّى وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِيمٌ بِمَكَّةَ بَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ دَاعِيًا إِلَى الْإِسْلَامِ وَلَمْ يَبْعَثْهُ مُقَاتِلًا فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَبَنِي سُلَيْمٍ فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ قَالُوا: مُسْلِمُونَ قَدْ صَلَّيْنَا وَصَدَّقْنَا بِمُحَمَّدٍ وَبَنَيْنَا الْمَسَاجِدَ فِي سَاحَاتِنَا وَأَذَّنَّا فِيهَا , قَالَ: فَمَا بَالُ السِّلَاحِ عَلَيْكُمْ؟ فَقَالُوا إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ عَدَاوَةٌ فَخِفْنَا أَنْ تَكُونُوا هُمْ فَأَخَذْنَا السِّلَاحَ قَالَ: فَضَعُوا السِّلَاحَ قَالَ: فَوَضَعُوهُ فَقَالَ لَهُمْ: اسْتَأْسِرُوا

فَاسْتَأْسَرَ الْقَوْمُ فَأَمَرَ بَعْضَهُمْ فَكَتَّفَ بَعْضًا وَفَرَّقَهُمْ فِي أَصْحَابِهِ , فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ نَادَى خَالِدٌ: مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسِيرٌ فَلْيُدَافِّهِ وَالْمُدَافَةُ الْإِجْهَازُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَأَمَّا بَنُو سُلَيْمٍ فَقَتَلُوا مَنْ كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ , وَأَمَّا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَأَرْسَلُوا أَسَارَاهُمْ , فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ خَالِدٌ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» وَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَدَّى لَهُمْ قَتْلَاهُمْ وَمَا ذَهَبَ مِنْهُمْ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ

أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْجَوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُنْتُ §فِي الْخَيْلِ الَّتِي أَغَارَتْ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى بَنِي جَذِيمَةَ يَوْمَ الْغُمَيْصَاءِ فَلَحِقْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ مَعَهُ نِسْوَةٌ فَجَعَلَ يُقَاتِلُنَا عَنْهُنَّ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] رَخِّينَ أَذْيَالَ الْحِقَاءِ وَأَرْبَعَنْ مَشْيَ حَيِيَّاتٍ كَأَنْ لَمْ تُفْزَعَنْ إِنْ يَمْنَعِ الْقَوْمَ ثَلَاثٌ تُمْنَعَنْ قَالَ: فَقَاتَلَ ثَلَاثًا عَنْهُنَّ حَتَّى أَصْدَعَهُنَّ الْجَبَلُ قَالَ: إِذَ لَحِقْنَا آخَرَ مَعَهُ نِسْوَةٌ قَالَ: فَجَعَلَ يُقَاتِلُ عَنْهُنَّ وَيَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ بَيْضَاءُ حَمْرَاءُ الْإِطِلْ يَحُوزُهَا ذُو ثَلَّةٍ وَذُو إِبِلْ لَأُغْنَيَنَّ الْيَوْمَ مَا أَغْنَى رَجُلْ فَقَاتَلَ عَنْهُنَّ حَتَّى أَصْعَدَهُنَّ الْجَبَلَ، قَالَ: إِذْ لَحِقْنَا آخَرَ مَعَهُ نِسْوَةٌ فَجَعَلَ يُقَاتِلُ عَنْهُنَّ وَيَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ بَيْضَاءُ تُلْهِي الْعِرْسَا لَا تَمْلَأُ اللَّجِينَ مِنْهَا نَهْسَا لَأَضْرِبَنَّ الْيَوْمَ ضَرْبًا وَعْسَا ضَرْبَ الْمُذِيدِينَ الْمَخَاضَ الْقُعْسَا فَقَاتَلَ عَنْهُنَّ حَتَّى أَصْعَدَهُنَّ الْجَبَلَ فَقَالَ خَالِدٌ: لَا تَتَّبِعُوهُمْ "

أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَطْنِ نَخْلَةَ فَقَالَ: «§اقْتُلُوا مَا لَمْ تَسْمَعُوا مُؤَذِّنًا أَوْ تَرَوْا مَسْجِدًا» . إِذْ لَحِقْنَا رَجُلًا فَقُلْنَا لَهُ: كَافِرٌ أَوْ مُسْلِمٌ؟ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ كَافِرًا فَمَهْ، قُلْنَا لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَافِرًا قَتَلْنَاكَ قَالَ: دَعُونِي أَقْضِ إِلَى النِّسْوَانِ حَاجَةً قَالَ: إِذْ دَنَا إِلَى امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ فَقَالَ لَهَا: اسْلَمِي حُبَيْشُ عَلَى نَفَدِ الْعَيْشِ: [البحر الطويل] أَرَيْتَكِ إِذْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحِلْيَةَ أَوْ أَدْرَكْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ أَمَا كَانَ أَهْلًا أَنْ يُنَوَّلَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلَاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ فَلَا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ نَحْنُ جِيرَةٌ ... أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ النَّوَى ... وَيَنْأَى أَمِيرِي بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ فَقَالَتْ: نَعَمْ، حُيِّيتَ عَشْرًا، وَسَبْعًا وِتْرًا، وَثَمَانِيًا تَتْرَى، قَالَ: فَقَرَّبْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ , قَالَ: فَجَاءَتْ فَجَعَلَتْ تَرْشُفُهُ حَتَّى مَاتَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَ سُفْيَانُ: وَإِذَا امْرَأَةٌ كَثِيرَةٌ النَّحْضِ يَعْنِي اللَّحْمَ "

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين وهي غزوة هوازن في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وحنين واد بينه وبين مكة ثلاث ليال، قالوا: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة مشت

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ وَهِيَ غَزْوَةُ هَوَازِنَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَحُنَيْنٌ وَادٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثُ لَيَالٍ، قَالُوا: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ مَشَتْ أَشْرَافُ هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَحَشَدُوا وَبَغَوْا وَجَمَعَ أَمَرَهُمْ مَالِكُ بْنُ

عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً , وَأَمَرَهُمْ فَجَاءُوا مَعَهُمْ بِأَمْوَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ حَتَّى نَزَلُوا بِأَوْطَاسٍ وَجَعَلَتِ الْأَمْدَادُ تَأْتِيهِمْ فَأَجْمِعُوا الْمَسِيرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتِّ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ , عَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لَا نُغْلَبُ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ» ، وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَعَارَ مِنْهُ مِائَةَ دِرْعٍ بِأَدَاتِهَا فَانْتَهَى إِلَى حُنَيْنٍ مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ فَبَعَثَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ يَأْتُونَهُ بِخَبَرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرَجَعُوا إِلَيْهِ وَقَدْ تَفَرَّقَتْ أَوْصَالُهُمْ مِنَ الرُّعْبِ وَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمَيَّ فَدَخَلَ عَسْكَرَهُمْ فَطَافَ بِهِ وَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ عَمَدَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ إِلَى أَصْحَابِهِ فَعَبَّأَهُمْ فِي وَادِي حُنَيْنٍ فَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ حَمَلَةً وَاحِدَةً وَعَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فِي السَّحَرِ وَصَفَّهُمْ صُفُوفًا وَوَضَعَ الْأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ فِي أَهْلِهَا , مَعَ الْمُهَاجِرِينَ لِوَاءٌ يَحْمِلُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَرَايَةٌ يَحْمِلُهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ , وَرَايَةٌ يَحْمِلُهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ يَحْمِلُهُ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَيُقَالُ لِوَاءُ الْخَزْرَجِ الْآخَرِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , وَلِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَفِي كُلِّ بَطْنٍ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ لِوَاءٌ أَوْ رَايَةٌ يَحْمِلُهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ مُسَمًّى , وَقَبَائِلُ الْعَرَبِ فِيهِمُ الْأَلْوِيَةُ وَالرَّايَاتُ يَحْمِلُهَا قَوْمٌ مِنْهُمْ مُسَمَّوْنَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَدَّمَ سُلَيْمًا مِنْ يَوْمِ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ حَتَّى وَرَدَ الْجِعْرَانَةَ وَانْحَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَادِي الْحُنَيْنِ عَلَى تَعْبِئَةٍ وَرَكِبَ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ دُلْدُلَ وَلَبِسَ دِرْعَيْنِ وَالْمِغْفَرَ وَالْبَيْضَةَ

فَاسْتَقْبَلَهُمْ مِنْ هَوَازِنَ شَيْءٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ مِنَ السَّوَادِ وَالْكَثْرَةِ وَذَلِكَ فِي غَبَشِ الصُّبْحِ وَخَرَجَتِ الْكَتَائِبُ مِنْ مَضِيقِ الْوَادِي وَشُعَبِهِ فَحَمَلُوا حَمَلَةً وَاحِدَةً وَانْكَشَفَتِ الْخَيْلُ خَيْلُ بَنِي سُلَيْمٍ مُوَلِّيَةً وَتَبِعَهُم أَهْلُ مَكَّةَ وَتَبِعَهُمُ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْعَسْكَرِ وَثَّابَ إِلَيْهِ مَنِ انْهَزَمَ وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ لِلْعَبَّاسِ: «نَادِ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ، يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ» , فَنَادَى وَكَانَ صَيِّتًا، فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ عَلَى أَوْلَادِهَا، يَقُولُونَ: يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، فَحَمَلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى قِتَالِهِمْ فَقَالَ: «الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ , أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» ، ثُمَّ قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: «نَاوِلْنِي حَصَيَاتٍ» فَنَاوَلْتُهُ حَصَيَاتٍ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» وَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» ، وَقَذْفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ وَانْهَزَمُوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , أَنْ يُقْتَلَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ , فَحَنَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ يَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَهَى عَنْ قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ , عَمَائِمُ حُمْرٌ قَدْ أَرْخَوْهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ» وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِطَلَبِ الْعَدُوَّ، فَانْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى الطَّائِفِ وَبَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ وَتَوَجَّهَ قَوْمٌ مِنْهُمْ إِلَى أَوْطَاسٍ فَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ لِوَاءً وَوَجَّهَهُ فِي طَلَبِهِمْ وَكَانَ مَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ فَإِذَا هُمْ مُمْتَنِعُونَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَبُو عَامِرٍ تِسْعَةً مُبَارَزَةً ثُمَّ بَرَزَ لَهُ الْعَاشِرُ مُعَلَّمًا بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ فَقَتَلَهُ وَاسْتَخْلَفَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَتَلَ قَاتَلَ أَبِي عَامِرٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي عَامِرٍ وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ» ، وَدَعَا لِأَبِي مُوسَى أَيْضًا. وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا أَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيُّ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ، أَخُو أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لِأُمِّهِ , وَسُرَاقَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرُقَيْمُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ، وَاسْتَحَرَّ الْقِتَالُ فِي بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ فِي بَنِي رَبَابٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ مُسْلِمًا: هَلَكَتْ بَنُو رَبَابٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اَجْبِرْ مُصِيبَتَهُمْ» وَوَقَفَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ عَلَى ثَنِيَّةٍ مِنَ الثَّنَايَا حَتَّى مَضَى ضُعَفَاءُ أَصْحَابِهِ وَتَتَامَّ آخِرُهُمْ، ثُمَّ هَرَبَ فَتَحَصَّنَ فِي قَصْرِ بَلِيَّةَ وَيُقَالُ دَخَلَ حِصْنَ ثَقِيفٍ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالسَّبْيِ وَالْغَنَائِمِ تُجْمَعُ , فَجُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ وَحَدَرُوهُ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، فَوَقَفَ بِهَا إِلَى أَنِ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ وَهُمْ فِي حَظَائِرِهِمْ يَسْتَظِلُّونَ بِهَا مِنَ الشَّمْسِ وَكَانَ السَّبْيُ سِتَّةَ آلَافِ رَأْسٍ وَالْإِبِلُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَعِيرٍ وَالْغَنَمُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفِ شَاةٍ , وَأَرْبَعَةُ آلَافِ أُوقِيَّةِ فِضَّةٍ , فَاسْتَأْنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالسَّبْيِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ وَفْدُهُمْ وَبَدَأَ بِالْأَمْوَالِ فَقَسَمَهَا وَأَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , قَالَ: ابْنِي يَزِيدَ قَالَ: أَعْطُوهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ قَالَ: ابْنِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أَعْطُوهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، ثُمَّ سَأَلَهُ مِائَةً أُخْرَى فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، ثُمَّ سَأَلَهُ مِائَةً أُخْرَى فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَأَعْطَى النَّصْرَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , وَأَعْطَى أُسَيْدَ بْنَ جَارِيَةَ الثَّقَفِيَّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ

وَأَعْطَى الْعَلَاءَ بْنَ حَارِثَةَ الثَّقَفِيَّ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَى مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَى الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعَ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى قَيْسَ بْنَ عَدِيٍّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُثْمَانَ بْنَ وَهْبٍ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى هِشَامَ بْنَ عَمْرٍو الْعَامِرِيَّ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التَّمِيمِيَّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ أَرْبَعِينَ مِنَ الْإِبِلِ فَقَالَ فِي ذَلِكَ شَعَرًا فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَيُقَالُ خَمْسِينَ وَأَعْطَى ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الْخُمُسِ , وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا , ثُمَّ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بِإِحْصَاءِ النَّاسِ وَالْغَنَائِمِ ثُمَّ فَضَّهَا عَلَى النَّاسِ فَكَانَتْ سِهَامُهُمْ لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعُونَ شَاةً , فَإِنْ كَانَ فَارِسًا أَخَذَ اثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْإِبِلِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ شَاةٍ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ فَرَسٍ لَمْ يُسْهَمْ لَهُ. وَقَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَرَأَسَهُمْ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ , وَفِيهِمْ أَبُو بُرْقَانَ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِالسَّبْيِ فَقَالَ: «أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟» قَالُوا: مَا كُنَّا نَعْدِلُ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا. فَقَالَ: «أَمَّا مَا لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وَسَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ» فَقَالَ: الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فَلَا، وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا، وَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: وَهَّنْتُمُونِي وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

: «إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ جَاءُوا مُسْلِمَيْنِ , وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِسَبْيِهِمْ وَقَدْ خَيَّرْتُهُمْ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَبْنَاءِ وَالنِّسَاءِ شَيْئًا فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَطَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يَرُدَّهُ فَسَبِيلُ ذَلِكَ , وَمَنْ أَبَى فَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ وَلْيَكُنْ ذَلِكَ قَرْضًا عَلَيْنَا سِتَّ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا» ، قَالُوا: رَضِينَا وَسَلَّمْنَا فَرَدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُ عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنٍ فَإِنَّهُ أَبَى أَنْ يَرُدَّ عَجُوزًا صَارَتْ فِي يَدِهِ مِنْهُمْ ثُمَّ رَدَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَسَا السَّبْيَ قُبْطِيَّةً قُبْطِيَّةً، قَالُوا: فَلَمَّا رَأَتِ الْأَنْصَارُ مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟» قَالُوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِكَ حَظًّا وَقَسْمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ» . وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقُوا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى الْجِعْرَانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَدَخَلَ مَكَّةَ فَطَافَ وَسَعَى وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَرَجَعَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ مِنْ لَيْلَتِهِ كَبَائِتٍ ثُمَّ غَدَا يَوْمَ الْخَمِيسِ فَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَلَكَ فِي وَادِي الْجِعْرَانَةِ حَتَّى خَرَجَ عَلَى سَرِفَ ثُمَّ أَخَذَ الطَّرِيقَ إِلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ ثُمَّ إِلَى الْمَدِينَةِ , صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى هَوَازِنَ فِي اثْنَيْ -[155]- عَشَرَ أَلْفًا، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا قَتَلَ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ، §وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرَابًا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَرَمَى بِهِ وُجُوهَنَا فَانْهَزَمْنَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَذَ بِغَرْزِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ مَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِلِجَامِهِ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ، §نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» ، قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، فَنَادَيْتُ بِصَوْتِيَ الْأَعْلَى: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةَ؟ فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ إِلَى أَوْلَادِهَا: يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ , وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَقَوْا هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ، وَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَى فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنَ الْخَزْرَجِ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنَ الْحَصَى فَرَمَاهُمْ بِهَا ثُمَّ قَالَ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَمَرُهُمْ مُدْبِرًا وَحَدُّهُمْ كَلِيلًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ "

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّهُمْ أَصَابُوا يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ آلَافٍ مِنَ السَّبْيِ، فَجَاءُوا مُسْلِمَيْنِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنْتَ خَيْرُ النَّاسِ، وَقَدْ أَخَذْتَ أَبْنَاءَنَا، وَنِسَاءَنَا، وَأَمْوَالَنَا، فَقَالَ: «§إِنَّ عِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ، وَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا مِنِّي، إِمَّا ذَرَارِيَّكُمْ وَنِسَاءَكُمْ، وَإِمَّا أَمْوَالَكُمْ» ، قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَعْدِلَ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاؤُوا مُسْلِمَيْنِ وَإِنَّا قَدْ خَيَّرْنَاهُمْ بَيْنَ الذَّرَارِيِّ وَالْأَمْوَالِ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَطَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يَرُدَّهُ فَسَبِيلُ ذَلِكَ , وَمَنْ لَا فَلْيُعْطِنَا وَلْيَكُنْ قَرْضًا عَلَيْنَا حَتَّى نُصِيبَ شَيْئًا فَنُعْطِيَهُ -[156]- مَكَانَهُ» , قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ رَضِينَا وَسَلَّمْنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلَّ فِيكُمْ مَنْ لَا يَرْضَى، فَمُرُوا عُرَفَاءَكُمْ يَرْفَعُونَ ذَلِكَ إِلَيْنَا» ، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ الْعُرَفَاءُ أَنْ قَدْ رَضُوا وَسَلَّمُوا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأْمَتِي وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , حَانَ الرَّوَاحُ؟ فَقَالَ: «أَجَلْ» , ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ» ، فَثَارَ مِنْ تَحْتِ شَجَرَةِ سَمُرَةَ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ، قَالَ: «أَسْرِجْ لِي فَرَسِي» ، فَأَخْرَجَ سَرْجًا دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِمَا أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ , قَالَ: فَأَسْرَجَ، فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا، فَصَافَفْنَاهُمْ عَشِيَّتَنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخِيلَانُ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ": يَا عِبَادَ اللَّهِ، §أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " , ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ، قَالَ: ثُمَّ اقْتَحَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسِهِ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنِّي أَنَّهُ ضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ وَقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ "

قَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ: فَحَدَّثَنِي أَبْنَاؤُهُمْ، عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: «§لَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ وَفُوهُ تُرَابًا، وَسَمِعْنَا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْجَدِيدِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ: " أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، قَالَ: §فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيًا فَنَادَى: «إِنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §أَصَابَنَا مَطَرٌ بِحُنَيْنٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيَهُ فَنَادَى: إِنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ "

وَأَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالُوا: " §نُودِيَ فِي النَّاسِ يَوْمَ حُنَيْنٍ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَأَقْبَلُوا بِسُيُوفِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ "

سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين ثم سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين: صنم عمرو بن حممة الدوسي، في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو

§سَرِيَّةُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ ثُمَّ سَرِيَّةُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ: صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ الدَّوْسِيِّ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّيْرَ إِلَى الطَّائِفِ بَعَثَ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ الدَّوْسِيِّ يَهْدِمُهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَمِدَّ قَوْمَهُ وَيُوَافِيَهُ بِالطَّائِفِ، فَخَرَجَ سَرِيعًا إِلَى قَوْمِهِ فَهَدَمَ ذَا الْكَفَّيْنِ وَجَعَلَ يَحُشُّ النَّارَ فِي وَجْهِهِ وَيَحْرِقُهُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] يَا ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عُبَّادِكَا ... مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَا إِنِّي حَشَشْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا قَالَ: وَانْحَدَرَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ أَرْبَعُمِائَةٍ سِرَاعًا، فَوَافَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالطَّائِفِ بَعْدَ مَقْدِمِهِ بِأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ , وَقَدِمَ بِدَبَّابَةٍ وَمَنْجَنِيقٍ

، وَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَزْدِ، مَنْ يَحْمِلُ رَايَتَكُمْ» ؟ فَقَالَ الطُّفَيْلُ: مَنْ كَانَ يَحْمِلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ النُّعْمَانُ بْنُ بَازِيَةَ اللِّهْبِيُّ، قَالَ: «أَصَبْتُمْ»

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف في شوال سنة ثمان من مهاجره. قالوا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين يريد الطائف، وقدم خالد بن الوليد على مقدمته، وقد كانت ثقيف رموا حصنهم وأدخلوا فيه ما

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّائِفَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّائِفَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ. قَالُوا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ يُرِيدُ الطَّائِفَ، وَقَدَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، وَقَدْ كَانَتْ ثَقِيفٌ رَمَّوْا حِصْنَهُمْ وَأَدْخَلُوا فِيهِ مَا يُصْلِحُهُمْ لِسَنَةٍ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا مِنْ أَوْطَاسٍ دَخَلُوا حِصْنَهُمْ وَأَغْلَقُوهُ عَلَيْهِمْ وَتَهَيَّأُوا لِلْقِتَالِ , وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ قَرِيبًا مِنْ حِصْنِ الطَّائِفِ وَعَسْكَرَ هُنَاكَ , فَرَمَوُا الْمُسْلِمِينَ بِالنَّبْلِ رَمْيًا شَدِيدًا كَأَنَّهُ رِجْلُ جَرَادٍ، حَتَّى أُصِيبَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِجِرَاحَةٍ , وَقُتِلَ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَرُمِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَوْمَئِذٍ فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ ثُمَّ انْتَفَضَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَمَاتَ مِنْهُ. فَارْتَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَوْضِعِ مَسْجِدِ الطَّائِفِ الْيَوْمَ وَكَانَ مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ أُمُّ سَلَمَةَ وَزَيْنَبُ فَضَرَبَ لَهُمَا قُبَّتَيْنِ , وَكَانَ يُصَلِّي بَيْنَ الْقُبَّتَيْنِ حِصَارَ الطَّائِفِ كُلَّهُ فَحَاصَرَهُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَنَصَبَ عَلَيْهِمُ الْمَنْجَنِيقَ وَنَثَرَ الْحَسَكَ سُقْبَيْنِ مِنْ عِيدَانٍ حَوْلَ الْحِصْنِ فَرَمَتْهُمْ ثَقِيفٌ بِالنَّبْلِ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رِجَالٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَطْعِ أَعْنَابِهِمْ وَتَحْرِيقِهَا فَقَطَعَ الْمُسْلِمُونَ قَطْعًا ذَرِيعًا ثُمَّ سَأَلُوهُ أَنْ يَدَعَهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَإِنِّي أَدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ» وَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِيُّمَا عَبْدٍ نَزَلَ مِنَ الْحِصْنِ

وَخَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ حُرٌّ» فَخَرَجَ مِنْهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ أَبُو بَكْرَةَ نَزَلَ فِي بَكْرَةٍ فَقِيلَ أَبُو بَكْرَةَ , فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَدَفَعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُونُهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ مَشَقَّةً شَدِيدَةً وَلَمْ يُؤْذَنْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي فَتْحِ الطَّائِفِ وَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ فَقَالَ: «مَا تَرَى؟» فَقَالَ: ثَعْلَبٌ فِي جُحْرٍ إِنْ أَقَمْتَ عَلَيْهِ أَخَذْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ فَضَجَّ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ وَقَالُوا: نَرْحَلُ وَلَمْ يُفْتَحْ عَلَيْنَا الطَّائِفُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» فَغَدَوْا فَأَصَابَتِ الْمُسْلِمِينَ جِرَاحَاتٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» فَسُرُّوا بِذَلِكَ وَأَذْعَنُوا وَجَعَلُوا يَرْحَلُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَضْحَكُ وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» فَلَمَّا ارْتَحَلُوا وَاسْتَقَلُّوا قَالَ: «قُولُوا آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» وَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا وَأْتِ بِهِمْ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ قَالَ: فَرُمِيَ رَجُلٌ مِنْ فَوْقِ سُورِهَا فَقُتِلَ، فَأَتَى عُمَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ عَلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْذَنْ فِي ثَقِيفٍ» قَالَ: فَكَيْفَ نَقْتُلُ فِي قَوْمٍ لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ فِيهِمْ؟ قَالَ: «فَارْتَحِلُوا» ، فَارْتَحَلُوا "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا»

أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي ابْنَ أَرْطَاَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الطَّائِفِ: «§مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا مِنَ الْعَبِيدِ فَهُوَ حُرٌّ» فَخَرَجَ عَبِيدٌ مِنْ عَبِيدِهِمْ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُصَدِّقِينَ قَالُوا: لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هِلَالَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ بَعَثَ الْمُصَدِّقِينَ يُصَدِّقُونَ الْعَرَبَ فَبَعَثَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ يُصَدِّقُهُمْ، وَبَعَثَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ إِلَى أَسْلَمَ وَغِفَارٍ يُصَدِّقُهُمْ، وَيُقَالَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَبَعَثَ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ الْأَشْهَلَيَّ إِلَى سُلَيْمٍ وَمُزَيْنَةَ، وَبَعَثَ رَافِعَ بْنَ مَكِيثٍ إِلَى جُهَيْنَةَ، وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى بَنِي فَزَارَةَ، وَبَعَثَ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّ إِلَى بَنِي كِلَابٍ، وَبَعَثَ بُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ الْكَعْبِيَّ إِلَى بَنِي كَعْبٍ، وَبَعَثَ ابْنَ اللُّتْبِيَّةَ الْأَزْدِيَّ إِلَى بَنِي ذُبْيَانَ، وَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ سَعْدِ هُذَيْمٍ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصَدِّقِيهِ أَنْ يَأْخُذُوا الْعَفْوَ مِنْهُمْ، وَيَتَوَقَّوْا كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ "

سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم ثم سرية عيينة بن الحصن الفزاري إلى بني تميم , وكانوا فيما بين السقيا وأرض بني تميم وذلك في المحرم سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن الفزاري إلى بني

§سَرِيَّةُ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُيَيْنَةَ بْنَ الْحِصْنِ الْفَزَارِيِّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ , وَكَانُوا فِيمَا بَيْنَ السُّقْيَا وَأَرْضِ بَنِي تَمِيمٍ وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيَّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ فِي خَمْسِينَ فَارِسًا مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ فِيهِمْ مُهَاجِرِيٌّ

وَلَا أَنْصَارِيٌّ فَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ فَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي صَحْرَاءَ فَدَخَلُوا وَسَرَّحُوا مَوَاشِيَهُمْ فَلَمَّا رَأَوُا الْجَمْعَ وَلَّوْا وَأَخَذَ مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَوَجَدُوا فِي الْمَحِلَّةِ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلَاثِينَ صَبِيًّا فَجَلَبَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحُبِسُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَقَدِمَ فِيهِمْ عِدَّةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ: عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ وَنُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ وَرَبَاحُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ مُجَاشِعٍ فَلَمَّا رَأَوْهُمْ بَكَى إِلَيْهِمُ النِّسَاءُ وَالذَّرَارِيُّ فَعَجِلُوا فَجَاءُوا إِلَى بَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَادَوْا: يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ إِلَيْنَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ وَتَعَلَّقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُكَلِّمُونَهُ فَوَقَفَ مَعَهُمْ ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ , فَقَدَّمُوا عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ فَتَكَلَّمَ وَخَطَبَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنَ شَمَّاسٍ فَأَجَابَهُمْ وَنَزَلَ فِيهِمْ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ الْأَسْرَى وَالسَّبْيَ ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى بَلْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ يُصَدِّقْهُمْ وَكَانُوا قَدْ أَسْلَمُوا وَبَنَوُا الْمَسَاجِدَ فَلَمَّا سَمِعُوا بِدُنُوِّ الْوَلِيدِ خَرَجَ مِنْهُمْ عِشْرُونَ رَجُلًا يَتَلَقَّوْنَهُ بِالْجَزُورِ وَالْغَنَمِ فَرَحًا , بِهِ فَلَمَّا رَآهُمْ وَلَّى رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأُخْبِرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , أَنَّهُمْ لَقُوهُ بِالسِّلَاحِ يَحُولُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ. فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ مَنْ يَغْزُوهُمْ وَبَلَغَ ذَلِكَ الْقَوْمَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ الرُّكَبُ الَّذِينَ لَقُوا الْوَلِيدَ فَأَخْبَرُوا النَّبِيَّ الْخَبَرَ عَلَى وَجْهِهِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ وَبَعَثَ مَعَهُمْ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ

شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَيُقْرِئَهُمُ الْقُرْآنَ , فَلَمْ يَعْدُ مَا أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُضَيِّعْ حَقًّا وَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاضِيًا

سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى خثعم ثم سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى خثعم بناحية بيشة قريبا من تربة في صفر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قطبة بن عامر بن حديدة في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية

§سَرِيَّةُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ إِلَى خَثْعَمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرٍ بْنِ حَدِيدَةَ إِلَى خَثْعَمٍ بِنَاحِيَةِ بِيشَةَ قَرِيبًا مِنْ تُرْبَةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُطْبَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ خَثْعَمٍ بِنَاحِيَةِ تَبَالَةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ الْغَارَةَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجُوا عَلَى عَشْرَةِ أَبْعِرَةٍ يَعْتَقِبُونَهَا فَأَخَذُوا رَجُلًا فَسَأَلُوهُ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يَصِيحُ بِالْحَاضِرِ وَيُحَذِّرُهُمْ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ ثُمَّ أَمْهَلُوا حَتَّى نَامَ الْحَاضِرُ فَشُنُّوا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْجَرْحَى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا وَقَتَلَ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ مَنْ قَتَلَ وَسَاقُوا النَّعَمَ وَالشَّاءَ وَالنِّسَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَاءَ سَيْلٌ أَتِيٌّ فَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَمَا يَجِدُونَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَكَانَتْ سُهْمَانُهُمْ أَرْبَعَةُ أَبْعِرَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْعِرَةٍ وَالْبَعِيرُ يُعْدَلُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَ الْخُمُسَ

سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب ثم سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب في شهر ربيع الأول سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى القرطاء عليهم الضحاك بن سفيان بن عوف بن أبي بكر

§سَرِيَّةُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ إِلَى بَنِي كِلَابٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ إِلَى بَنِي كِلَابٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشًا إِلَى الْقُرَطَاءِ -[163]- عَلَيْهِمُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْكِلَابِيُّ وَمَعَهُ الْأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قُرْطٍ فَلَقَوْهُمْ بِالزُّجِّ زُجِّ لَاوَهْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا فَقَاتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ فَلَحِقَ الْأَصْيَدُ أَبَاهُ سَلَمَةَ , وَسَلَمَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي غَدِيرٍ بِالزُّجِّ فَدَعَا أَبَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَعْطَاهُ الْأَمَانَ فَسَبَّهُ وَسَبَّ دِينَهُ فَضَرَبَ الْأَصْيَدُ عُرْقُوبَيْ فَرَسِ أَبِيهِ , فَلَمَّا وَقَعَ الْفَرَسُ عَلَى عُرْقُوبَيْهِ ارْتَكَزَ سَلَمَةُ عَلَى رُمْحِهِ فِي الْمَاءِ ثُمَّ اسْتَمْسَكَ بِهِ حَتَّى جَاءَهُ أَحَدُهُمْ فَقَتَلَهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ ابْنُهُ

سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة ثم سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا من الحبشة تراياهم أهل جدة فبعث إليهم علقمة بن مجزز في

§سَرِيَّةُ عَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ إِلَى الْحَبَشَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ نَاسًا مِنَ الْحَبَشَةِ تَرَايَاهُمْ أَهْلُ جُدَّةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَزِّزٍ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ فَانْتَهَى إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ وَقَدْ خَاضَ إِلَيْهِمُ الْبَحْرَ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَلَمَّا رَجَعَ تَعَجَّلَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى أَهْلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ فَتَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ فِيهِمْ فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ تَعَجَّلَ وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ فَنَزَلُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَأَوْقَدُوا نَارًا يَصْطَلُونَ عَلَيْهَا وَيَصْطَنِعُونَ فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ إِلَّا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ فَقَامَ بَعْضُ الْقَوْمِ فَاحْتَجَزُوا حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ فِيهَا فَقَالَ: اجْلِسُوا إِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُمْ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا تُطِيعُوهُ»

سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم طيئ ليهدمه ثم سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الفلس صنم طيئ ليهدمه في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في خمسين ومائة رجل من

§سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْفُلْسِ صَنَمُ طَيِّئٍ لِيَهْدِمَهُ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْفُلْسِ صَنَمِ طَيِّئٍ لِيَهْدِمَهُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ وَخَمْسِينَ فَرَسًا وَمَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ وَلِوَاءٌ أَبْيَضُ إِلَى الْفُلْسِ لِيَهْدِمَهُ فَشَنُّوا الْغَارَةَ عَلَى مَحِلَّةِ آلِ حَاتِمٍ مَعَ الْفَجْرِ فَهَدَمُوا الْفُلْسَ وَخَرَّبُوهُ وَمَلَأُوا أَيْدِيَهُمْ مِنَ السَّبْيِ وَالنِّعَمِ وَالشَّاءِ وَفِي السَّبْيِ أُخْتُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهَرَبَ عَدِيُّ إِلَى الشَّامِ وَوُجِدَ فِي خِزَانَةِ الْفُلْسِ ثَلَاثَةُ أَسْيَافٍ رَسُوبٌ وَالْمِخْذَمُ وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ الْيَمَانِيُّ وَثَلَاثَةُ أَدْرَاعٍ وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى السَّبْيِ أَبَا قَتَادَةَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَاشِيَةِ وَالرَّثَّةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ فَلَمَّا نَزَلُوا رَكَكَ اقْتَسَمُوا الْغَنَائِمَ وَعَزَلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , صَفِيًّا وَرَسُوبًا وَالْمِخْذَمَ ثُمَّ صَارَ لَهُ بَعْدُ السَّيْفُ الْآخَرُ , وَعَزَلَ الْخُمُسَ وَعَزَلَ آلَ حَاتِمٍ فَلَمْ يَقْسِمْهُمْ حَتَّى قَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ

سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب , أرض عذرة وبلي ثم سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب , أرض عذرة وبلي في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْجَنَابِ , أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيٌّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْجَنَابِ , أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيٌّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك في رجب سنة تسع من مهاجره، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة وأجلبت معه لخم وجذام وعاملة وغسان وقدموا

§غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ فِي رَجَبَ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ الرُّومَ قَدْ جَمَعَتْ جُمُوعًا كَثِيرَةً بِالشَّامِ وَأَنَّ هِرَقْلَ قَدْ رَزَقَ أَصْحَابَهُ لِسَنَةٍ وَأَجْلَبَتْ مَعَهُ لَخْمٌ وَجُذَامٌ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ وَقَدَّمُوا مُقَدِّمَاتِهِمْ إِلَى الْبَلْقَاءِ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْخُرُوجِ وَأَعْلَمَهُمُ الْمَكَانَ الَّذِي يُرِيدُ لِيَتَأَهَّبُوا لِذَلِكَ وَبَعَثَ إِلَى مَكَّةَ وَإِلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَسْتَنْفِرُهُمْ , وَذَلِكَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَحَمَلُوا صَدَقَاتٍ كَثِيرَةٍ وَقَوُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَجَاءَ الْبَكَّاؤُونَ وَهُمْ سَبْعَةٌ يَسْتَحْمِلُونَهُ فَقَالَ: " {لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92] " وَهُمْ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهَرَمِيُّ بْنُ عَمْرٍو وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو لَيْلَى الْمَازِنِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عَنَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ وَالْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُونَ الْبَكَّاءُونَ بَنُو مُقَرِّنٍ السَّبْعَةُ، وَهُمْ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّخَلُّفِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ وَهُمْ بِضْعَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا , وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤَذَنَ لَهُمْ فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ فَلَمْ يَعْذُرْهُمْ وَهُمُ اثْنَانِ وَثَمَانُونَ رَجُلًا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ قَدْ عَسْكَرَ عَلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ فِي حُلَفَائِهِ مِنَ الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ فَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ عَسْكَرُهُ بِأَقَلِّ الْعَسْكَرِيِّنَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَخْلَفَ عَلَى عَسْكَرِهِ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّنْ قَالَ اسْتَخْلَفَ غَيْرَهُ فَلَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله

عليه وسلم تَخَلَّفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ وَتَخَلَّفَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا ارْتِيَابٍ مِنْهُمْ: كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَهِلَالُ بْنُ رَبِيعٍ وَمُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو خَيْثَمَةَ السَّالِمِيِّ , وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّ بَطْنٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ أَنْ يَتَّخِذُوا لِوَاءً أَوْ رَايَةً وَمَضَى لِوَجْهِهِ يَسِيرُ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ فِي ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ , وَالْخَيْلُ عَشَرَةُ آلَافِ فَرَسٍ فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يُصَلِّي بِهَا رَكْعَتَيْنِ وَلَحِقَهُ بِهَا أَبُو خَيْثَمَةَ السَّالِمِيُّ وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَهِرَقْلُ يَوْمَئِذٍ بِحِمْصَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَارِسًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ , سَرِيَّةً إِلَى أُكَيْدِرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَكَانَ أُكَيْدِرُ مِنْ كِنْدَةَ قَدْ مَلَكَهُمْ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَانْتَهَى إِلَيْهِ خَالِدٌ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ حِصْنِهِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ إِلَى بَقَرٍ يُطَارِدُهَا هُوَ وَأَخُوهُ حَسَّانُ فَشَدَّتْ عَلَيْهِ خَيْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَاسْتَأْسَرَ أُكَيْدِرَ وَامْتَنَعَ أَخُوهُ حَسَّانُ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَهَرَبَ مَنْ كَانَ مَعَهُمَا فَدَخَلَ الْحِصْنَ وَأَجَارَ خَالِدٌ أُكَيْدِرَ مِنَ الْقَتْلِ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُ دُومَةَ الْجَنْدَلِ فَفَعَلَ وَصَالَحَهُ عَلَى أَلْفَيْ بَعِيرٍ وَثَمَانِمِائَةِ رَأْسٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ دِرْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ رُمْحٍ فَعَزَلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم صَفِيًّا خَالِصًا ثُمَّ قَسَمَ الْغَنِيمَةَ فَأَخْرَجَ الْخُمُسَ , وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَصَارَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ خَمْسُ فَرَائِضَ ثُمَّ خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِأُكَيْدِرَ وَبِأَخِيهِ مَصَادٍ وَكَانَ فِي الْحِصْنِ وَبِمَا صَالَحَهُ عَلَيْهِ قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَدِمَ بِأُكَيْدِرَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً فَصَالَحَهُ عَلَى الْجِزْيَةِ وَحَقَنَ دَمَهُ وَدَمَ أَخِيهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُمَا وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى. اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا فِيهِ أَمَانُهُمْ وَمَا صَالَحَهُمْ عَلَيْهِ وَخَتَمَهُ يَوْمَئِذٍ بِظُفْرِهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ عَلَى حَرَسِهِ بِتَبُوكَ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فَكَانَ يَطُوفُ فِي أَصْحَابِهِ عَلَى الْعَسْكَرِ ثُمَّ انْصَرَفَ

رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ , فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا رُزِقْنَا فِي سَفَرِنَا هَذَا مِنْ أَجْرٍ وَحِسْبَةٍ» وَجَاءَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَحَلَفُوا لَهُ فَعَذَرَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَأَرْجَأَ أَمَرَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ حَتَّى نَزَلَتْ تَوْبَتُهُمْ بَعْدُ , وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَبِيعُونَ أَسْلِحَتَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَدِ انْقَطَعَ الْجِهَادُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَهَاهُمْ وَقَالَ: «لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُجَاهِدُونَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ»

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §قَلَّ مَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا، وَغَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ , فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمَرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فِي قَوْلِهِ: {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة: 117] قَالَ: «§خَرَجُوا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ الرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ عَلَى بَعِيرٍ، وَخَرَجُوا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَأَصَابَهُمْ يَوْمًا عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى جَعَلُوا يَنْحَرُونَ إِبِلَهُمْ فَيَعْصِرُونَ أَكْرَاشَهَا وَيَشْرَبُونَ مَاءَهَا , فَكَانَ ذَلِكَ عُسْرَةً مِنَ الْمَاءِ، وَعُسْرَةً مِنَ الْظَّهْرِ، وَعُسْرَةً مِنَ النَّفَقَةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغِسِّيلُ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوِ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَانَتْ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: «§غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكًا، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يُصَلِّي بِهَا صَلَاةَ الْمُسَافِرِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟، قَالَ «نَعَمْ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بَعْدَ أَنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ «§إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ»

حجة أبي بكر الصديق بالناس ثم حجة أبي بكر الصديق بالناس في ذي الحجة سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه على الحج فخرج في ثلاثمائة رجل من المدينة وبعث معه رسول الله صلى

§حَجَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالنَّاسِ ثُمَّ حَجَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالنَّاسِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَجِّ فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ وَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , بِعِشْرِينَ بَدَنَةً قَلَّدَهَا وَأَشْعَرَهَا بِيَدِهِ عَلَيْهَا نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيُّ وَسَاقَ أَبُو بَكْرٍ خَمْسَ بَدَنَاتٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَرْجِ لَحِقَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَصْوَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: اسْتَعْمَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الْحَجِّ؟، قَالَ: لَا , وَلَكِنْ بَعَثَنِي أَقْرَأُ بَرَاءَةً عَلَى النَّاسِ وَأَنْبِذُ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ ,

فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ وَقَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَرَاءَةً عَلَى النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَنَبَذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ وَقَالَ: لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ , ثُمَّ رَجَعَا قَافِلِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي رَهْطٍ يُؤْذِنُونَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ: أَنْ §لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ , وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ "، فَكَانَ حُمَيْدٌ يَقُولُ: يَوْمَ النَّحْرَةِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ "

سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بنجران ثم سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بنجران في شهر ربيع الأول سنة عشر من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم

§سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ بِنَجْرَانَ ثُمَّ سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ بِنَجْرَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

سرية علي بن أبي طالب رحمه الله إلى اليمن , , يقال مرتين ثم سرية علي بن أبي طالب إلى اليمن يقال مرتين , إحداهما في شهر رمضان سنة عشر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , عليا إلى اليمن وعقد له لواء وعممه بيده

§سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى الْيَمَنِ , , يُقَالُ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ يُقَالُ مَرَّتَيْنِ , إِحْدَاهُمَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , عَلِيًّا إِلَى الْيَمَنِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: «امْضِ وَلَا تَلْتَفِتْ فَإِذَا نَزَلْتَ بِسَاحَتِهِمْ فَلَا تُقَاتِلْهُمْ حَتَّى يُقَاتِلُوكَ» . فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ فَارِسٍ وَكَانَتْ أَوَّلَ خَيْلٍ دَخَلَتْ إِلَى تِلْكَ الْبِلَادِ , وَهِيَ بِلَادُ مَذْحِجٍ فَفَرَّقَ أَصْحَابَهُ فَأَتَوْا بِنَهْبٍ وَغَنَائِمَ وَنِسَاءٍ

وَأَطْفَالٍ وَنِعَمٍ وَشَاءٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ , وَجَعَلَ عَلِيُّ عَلَى الْغَنَائِمِ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيَّ , فَجَمَعَ إِلَيْهِ مَا أَصَابُوا ثُمَّ لَقِيَ جَمْعَهُمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا وَرَمَوْا بِالنَّبْلِ وَالْحِجَارَةِ , فَصَفَّ أَصْحَابَهُ وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إِلَى مَسْعُودِ بْنِ سِنَانٍ السُّلَمِيِّ , ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ بِأَصْحَابِهِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ عِشْرِينَ رَجُلًا فَتَفَرَّقُوا وَانْهَزَمُوا , فَكَفَّ عَنْ طَلَبِهِمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْرِعُوا وَأَجَابُوا وَبَايَعَهُ نَفَرٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا وَهَذِهِ صَدَقَاتُنَا فَخُذْ مِنْهَا حَقَّ اللَّهِ وَجَمَعَ عَلِيُّ الْغَنَائِمَ فَجَزَّأَهَا عَلَى خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ فَكَتَبَ فِي سَهْمٍ مِنْهَا لِلَّهِ وَأَقْرَعَ عَلَيْهَا فَخَرَجَ أَوَّلَ السِّهَامِ سَهْمُ الْخُمُسِ وَقَسَّمَ عَلِيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ بَقِيَّةَ الْمَغْنَمِ ثُمَّ قَفَلَ فَوَافَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , بِمَكَّةَ قَدْ قَدِمَهَا لِلْحَجِّ سَنَةَ عَشْرٍ

ذكر عمرة النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ عُمْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَشِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرٍ: عَمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ وَهِيَ عُمْرَةُ الْحَصْرِ، وَعُمْرَةُ الْقَضَاءِ مِنْ قَابِلٍ , وَعُمْرَةُ الْجِعْرَانَةِ , وَالرَّابِعَةُ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§اعْتَمَرَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَاعْتَمَرَ عَامَ صَالَحَ قُرَيْشًا فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَاعْتَمَرَ مَرْجِعَهُ مِنَ الطَّائِفِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ»

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْهُذَلِيَّ، عَنْ عِكْرِمَةَ -[171]-، قَالَ: «§اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عُمَرٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «§اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرَ كُلُّهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمْرَةً إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «§عُمَرُ النَّبِيِّ كُلُّهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " §كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ,؟ قَالَ: أَرْبَعًا: عُمْرَتَهُ الَّتِي صَدَّهُ فِيهَا الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْبَيْتِ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَعُمْرَتُهُ أَيْضًا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حِينَ صَالَحُوهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَعُمْرَتُهُ حِينَ قَسَّمَ غَنِيمَةَ حُنَيْنٍ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَعُمْرَتُهُ مَعَ حَجَّتِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «§لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فَقَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ، هَكَذَا قَالَ: قَالَ: §اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , لَيْلًا مِنَ الْجِعْرَانَةِ ثُمَّ رَجَعَ كَبَائِتٍ , قَالَ: فَلِذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ , قَالَ دَاوُدُ: عَامَ الْفَتْحِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ وَقَالَ: «§اعْتَمَرَ مِنْهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتِ " §اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا: عَمْرَةٌ فِي شَوَّالٍ , وَعُمْرَتَيْنِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا مَرَّةً»

أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَقَامَ فِي عُمَرِهِ ثَلَاثًا»

أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: «§أَدَخَلَ النَّبِيُّ الْبَيْتَ فِي عُمُرِهِ؟» ، قَالَ: لَا

حجة الوداع ثم حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس سنة عشر من مهاجره وهي التي يسمي الناس حجة الوداع , وكان المسلمون يسمونها حجة الإسلام، قالوا: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي كل عام ولا يحلق ولا يقصر ويغزو المغازي ولا يحج

§حَجَّةُ الْوَدَاعِ ثُمَّ حَجَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّي النَّاسُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ , وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُسَمُّونَهَا حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي كُلَّ عَامٍ وَلَا يَحْلِقُ وَلَا يُقَصِّرُ وَيَغْزُو الْمَغَازِيَ وَلَا يَحُجُّ حَتَّى كَانَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَجْمَعَ الْخُرُوجَ إِلَى الْحَجِّ وَآذَنَ النَّاسَ بِذَلِكَ , فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ

يَأْتَمُّونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَلَمْ يَحُجَّ غَيْرَهَا مُنْذُ تُنُبئَ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللَّهُ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ وَيَقُولُ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ مُغْتَسِلًا مُتَدَهِّنًا مُتَرَجِّلًا مُتَجَرِّدًا فِي ثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ إِزَارٌ , وَرِدَاءٌ , وَذَلِكَ يَوْمُ السَّبْتِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَصَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ، وَأَشْعَرَ هَدْيَهُ وَقَلَّدَهُ ثُمَّ رَكِبَ نَاقَتَهُ , فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا بِالْبَيْدَاءِ أَحْرَمَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ وَكَانَ عَلَى هَدْيِهِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمَيُّ , وَاخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِيمَا أَهَلَّ بِهِ فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، يَقُولُونَ: أَهَلَّ بِالْحَجِّ مُفْرِدًا , وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِمْ أَنَّهُ قَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً وَقَالَ: بَعْضُهُمْ دَخَلَ مَكَّةَ مُتَمَتِّعًا بِعُمْرَةٍ ثُمَّ أَضَافَ إِلَيْهَا حَجَّةً , وَفِي كُلٍّ رِوَايَةٌ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمَضَى يَسِيرُ الْمَنَازِلَ وَيَؤُمُّ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلَوَاتِ فِي مَسَاجِدَ لَهُ قَدْ بَنَاهَا النَّاسُ وَعَرَفُوا مَوَاضِعَهَا وَكَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَغَرَبَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِسَرِفٍ ثُمَّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكَّةَ نَهَارًا وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ , فَدَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ بَنِي شَيْبَةَ , فَلَمَّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً , وَزِدْ مَنْ عَظَّمَهُ مِمَّنْ حَجَّهُ وَاعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَتَعْظِيمًا وَبِرًا» ثُمَّ بَدَأَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَرَمَلَ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ , ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ. وَكَانَ قَدِ اضْطَرَبَ بِالْأَبْطَحِ فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةَ بِيَوْمٍ خَطَبَ بِمَكَّةَ بَعْدَ الظُّهْرِ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمَ التَّرْوِيَةَ إِلَى مِنًى فَبَاتَ بِهَا ثُمَّ غَدَا إِلَى عَرَفَاتٍ فَوَقَفَ بِالْهِضَابِ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَقَالَ: «كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ» ؛ فَوَقَفَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَدْعُو فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ دَفَعَ فَجَعَلَ

يَسِيرُ الْعَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ فَنَزَلَ قَرِيبًا مِنَ النَّارِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ ثُمَّ بَاتَ بِهَا فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ أَذِنَ لِأَهْلِ الضَّعْفِ مِنَ الذُّرِّيَّةَ وَالنِّسَاءِ أَنْ يَأْتُوا مِنًى قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: «أَبَنِيَّ لَا تَرْمُوا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» , يَعْنِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ , فَلَمَّا بَرَقَ الْفَجْرُ صَلَّى نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَوَقَفَ عَلَى قُزَحٍ، وَقَالَ: «كُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ مُحَسِّرٍ» ثُمَّ دَفَعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى مُحَسِّرٍ أَوْضَعَ وَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ , ثُمَّ نَحَرَ الْهَدْيَ وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَأَخَذَ مِنْ شَارِبَهِ وَعَارِضَيْهِ وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ وَأَمَرَ بِشَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَنْ تُدْفَنَ , ثُمَّ أَصَابَ الطِّيبَ وَلَبِسَ الْقَمِيصَ , وَنَادَى مُنَادِيَهُ بِمِنًى: «إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: «وَبَاءَةٍ» , وَجَعَلَ يَرْمِي الْجِمَارَ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ , ثُمَّ خَطَبَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ ثُمَّ صَدَرَ يَوْمَ الصَّدْرِ الْآخِرِ وَقَالَ: «إِنَّمَا هُنَّ ثَلَاثٌ يُقِيمُهُنَّ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ الصَّدَرِ» , يَعْنِي بِمَكَّةَ , ثُمَّ وَدَّعَ الْبَيْتَ وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَبَّى بِالْحَجِّ وَحْدَهُ , قَالَ فَلَقِيتُ أَنَسًا فَحَدَّثْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ أَنَسٌ: مَا يَعُدُّونَنَا إِلَّا كَالصِّبْيَانِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَبَّيْكَ عَمْرَةً وَحَجًّا مَعًا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ: §مِنَّا مَنْ قَرَنَ بَيْنَ عُمْرَةٍ وَحَجٍّ , -[175]- وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ , وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ , فَأَمَّا مَنْ قَرَنَ بَيْنَ عُمْرَةٍ وَحَجٍّ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ حَتَّى يَقْضِيَ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، وَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْهِ حَتَّى يَقْضِيَ الْمَنَاسِكَ، وَمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَإِنَّهُ إِذَا طَافَ وَسَعَى حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الْحَجَّ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَرَّحَ بِهِمَا جَمِيعًا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «§لَبَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " §صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ سَبَّحَ وَكَبَّرَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَحِلُّوا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ , وَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قِيَامًا، وَضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ §فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوهَا عَمْرَةً، إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، قَالَ: فَلُبِسَتِ الْقُمُصُ، وَسُطِعَتِ الْمَجَامِرُ وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اجْعَلُوهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ -[176]- الْهَدْيُ» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَافُوا، وَلَمْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ فَقَدِمَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ بِالْبَطْحَاءِ ثُمَّ قَالَ: «§مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَجْعَلْهَا»

أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ سُئِلَ كَيْفَ حَجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ حَجَّ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: §حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ حَجَّ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُمُ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ. قَالَ مَكْحُولٌ: تَمَتَّعُوا بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَحَلُّوا فَأُحِلَّ لَهُمْ مَا يَحِلُّ لِلْحَلَالِ مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ

أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ، أَنَّ مَكْحُولًا حَدَّثَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , §أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ جَمِيعًا»

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو طَلْحَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §جَمَعَ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَفْرَدَ بِالْحَجِّ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفْرَدَ بِالْحَجِّ»

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَفْرَدَ بِالْحَجِّ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ. قَالَ وَكِيعٌ: يَسْتَوِي أَوْ لَا يَسْتَوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ. قَالَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: أُرَاهَا ثَمَنَ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمٍ؛ فَلَمَّا تَوَجَّهَ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَجَّةً لَا رِئَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةً»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , §أَهَلَّ بِالْحَجِّ عِنْدَ الظُّهْرِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَهْدَى فِي حَجَّتِهِ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِمُضْغَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا؛ قُلْتُ: مَنِ الَّذِي أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَشَرِبَ مِنَ الْمَرَقِ؟ قَالَ عَلِيٌّ "، جَعْفَرٌ يَقُولُهُ لِي , يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ وَشَرِبَ مِنَ الْمَرَقِ قَالَ وَجَعْفَرٌ يَقُولُهُ لِابْنِ جُرَيْجٍ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ مَنْ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم سَائِرًا إِلَى مِنًى، وَبِلَالٌ إِلَى جَانِبِهِ، «§وَبِيَدِ بِلَالٍ عُودٌ، عَلَيْهِ ثَوْبٌ وَشَيْءٌ يُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ»

أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ -[178]-، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: " أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «§ارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْإِهْلَالِ؛ فَإِنَّهُ شِعَارُ الْحَجِّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، أَخْبَرَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي: «§ارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْإِهْلَالِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ: " {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا} [البقرة: 201] عَذَابَ النَّارِ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: «§صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ: " كَيْفَ §صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «صَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " §دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَيْتَ هُوَ وَبِلَالٌ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَسَأَلْتُ بِلَالًا: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي مُقَدَّمِ الْبَيْتِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَيْتُ فَقِيلَ لِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ دَخَلَ الْبَيْتَ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ وَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا عِنْدَ الْبَابِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: «§صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، قَالَ: «§لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمًا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَعَلَيْهِ كَآبَةٌ، فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «§فَعَلْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُهُ، دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وَلَعَلَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يُدْخُلَهُ فَيَنْصَرِفُ وَفِي نَفْسِهِ حَزَازَةٌ , وَإِنَّمَا أُمِرْنَا بِالطَّوَافِ بِهِ، وَلَمْ نُؤْمَرْ بِالدُّخُولِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم طَافَ قَبْلَ عَرَفَةَ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ قَالَ: «§الْحَجُّ عَرَفَاتٌ أَوْ يَوْمُ عَرَفَةَ , مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ الصُّبْحِ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ» ، وَقَالَ: «أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَأْمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟، فَقَالَ: «§مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ مَعَنَا هَاهُنَا وَقَدْ شَهِدَ قَبْلَ ذَلِكَ -[180]- عَرَفَاتٍ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " سُئِلَ أُسَامَةُ وَأَنَا جَالِسٌ، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حِينَ دَفَعَ؟ قَالَ: «§كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ»

أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ عَطَاءٌ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ الْفَضْلَ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَغَدَاةَ جَمْعٍ حِينَ دَفَعُوا، قَالَ: «عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ» ، وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مِنْ مُحَسِّرٍ فَقَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي تَرْمُونَ بِهِ الْجَمْرَةَ» ، وَأَشَارَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَدَاةَ الْعَقَبَةِ: «§الْقُطْ لِي» فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَى الْخَذْفِ -[181]- فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ: «نَعَمْ بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ»

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «§كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي يَوْمَ النَّحْرِ ضَحًى وَأَمَّا مَا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ لَنَا: «§خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»

أَخْبَرَنِي مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «كَانَ §يَرْمِي الْجِمَارَ مَاشِيًا، ذَاهِبًا وَرَاجِعًا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم نَحَرَ ثُمَّ حَلَقَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «لَقَدْ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، مَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، " §أَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ فَغَدَا غُدُوًّا قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الصَّلَوَاتِ بِمِنًى. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَطَاءٌ: وَمَنْ أَفَاضَ فَلْيُصَلِّ الظُّهْرَ بِمِنًى، قَالَ: وَإِنِّي لِأُصَلِّيَ الظُّهْرَ بِمِنًى قَبْلَ أَنْ أَفِيضَ وَالْعَصْرَ بِالطَّرِيقِ، وَكُلُّ ذَلِكَ أَصْنَعُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: " §أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَفِيضُوا نَهَارًا، وَأَفَاضَ فِي نِسَائِهِ لَيْلًا، وَطَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ زَمْزَمَ فَقَالَ: «نَاوِلُونِي» ، فَنُووِلَ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ مَضْمَضَ فَمَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُفْرِغَ فِي الْبِئْرِ، يَعْنِي زَمْزَمَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّ طَاوُسًا حَدَّثَهُمْ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §طَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: «نَاوِلُونِي» ، §فَنُووِلَ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ مَضْمَضَ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ أَمَرَ بِمَاءٍ فِي الدَّلْوِ فَأُفْرِغَ فِي، الْبِئْرِ ثُمَّ مَشَى إِلَى السِّقَايَةِ سِقَايَةِ النَّبِيذِ لِيَشْرَبَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْعَبَّاسِ: إِنَّ هَذَا سَاطَتْهُ الْأَيْدِي مُنْذُ الْيَوْمِ، وَفِي الْبَيْتِ شَرَابٌ صَافٍ، فَأَبَى النَّبِيُّ أَنْ يَشْرَبَ إِلَّا مِنْهُ فَشَرِبَ مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَ طَاوُسٌ يَقُولُ: الشُّرْبُ مِنَ النَّبِيذِ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَرِبَ مِنَ النَّبِيذِ وَمِنْ زَمْزَمَ وَقَالَ: «§لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَنَزَعْتُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا، نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ: أَسُنَّةً تَبْتَغُونَ -[183]- بِهَذَا النَّبِيذِ أَمْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَسَلِ وَاللَّبَنِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §أُتِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِعِسَاسٍ فِيهَا النَّبِيذُ فَلَمَّا شَرِبَ صلّى الله عليه وسلم، عَجِلَ قَبْلَ أَنْ يُرْوَى فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «أَحْسَنْتُمْ هَكَذَا اصْنَعُوا» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرِضَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فِي ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا عَلَيْنَا عَسَلًا وَلَبَنًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، لَمَّا أَفَاضَ نَزَعَ لِنَفْسِهِ بِالدَّلْوِ لَمْ يَنْزِعْ مَعَهُ أَحَدٌ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَفْرَغَ مَا بَقِيَ فِي الدَّلْوِ فِي الْبِئْرِ، وَقَالَ: «§لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَمْ يَنْزِعْ مِنْهَا أَحَدٌ غَيْرِي» . قَالَ: فَنَزَعَ هُوَ نَفْسُهُ الدَّلْوَ الَّتِي شَرِبَ مِنْهَا، لَمْ يُعِنْهُ عَلَى نَزْعِهَا أَحَدٌ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ، أُمُّهُ تَحْتَ عُمَرَ، قَالَ: «§صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِنًى وَالنَّاسُ أَكْثَرُ مَا كَانُوا، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِنًى وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ نَاقَتِهِ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا وَإِنَّ لُعَابَهَا لَيَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه -[184]- وسلم وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحِجَّةِ الَّتِي حَجَّ فَقَالَ لِلنَّاسِ: «§أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» فَقَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: الْبَلَدُ الْحَرَامُ قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: الشَّهْرُ الْحَرَامُ " فَقَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي هَذَا الْيَوْمِ» ثُمَّ قَالَ: «هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ، ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ فَقَالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ "

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: " إِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِذْ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ، وَوَضَعْتُ رِجْلَيَّ عَلَى عَاتِقَيْ أَبِي، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمَ؟» قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمَ؟» قَالُوا: هَذَا الشَّهْرُ، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمَ؟» قَالُوا: هَذَا الْبَلَدُ قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، هَلْ بَلَّغْتُ» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ»

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، أَلَا لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الْحُصَيْنِ، وَالْعَيْزَارُ بْنُ الْحُرَيْثِ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ، قَالَتْ -[185]-: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عَلَى بَعِيرٍ قَائِلًا بِرِدَائِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ أَبُو بَكْرٍ، أَلْقَاهُ عَلَى عَضُدِهِ الْأَيْسَرِ مِنْ تَحْتِ عَضُدِهِ، وَأَخْرَجَ عَضُدَهُ الْأَيْمَنَ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَخْطُبُ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي الْعَنْبَرِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ، قَالَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: " §خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِمِنًى قَالَ: فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا، قَالَ: فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ فَقَالَ: «بِحَصَى الْخَذْفِ» ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ أَنْ يَنْزِلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَزَلَ النَّاسُ بَعْدُ "

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «§أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ، أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَإِنْ جَاءُوا بِذَنْبٍ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَذِّبُوهُمْ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: «§كُنْتُ رِدْفَ أَبِي يَوْمَ الْأَضْحَى وَنَبِيُّ اللَّهِ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ بِمِنًى»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا -[186]- الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: «§انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي مُرْدِفِي وَرَاءَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ وَأَنَا صَبِيُّ صَغِيرٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ يَوْمَ الْأَضْحَى بِمِنًى»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَ: " §أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السُّنَّةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حَرَّمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرٍ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ "، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: " أَلَيْسَ الْيَوْمُ النَّحْرُ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: " أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: «أَلَيْسَتِ الْبَلْدَةُ الْحَرَامُ؟» قُلْنَا: بَلَى قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ أَلَا لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا لِيُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ» قَالَ مُحَمَّدٌ: قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَدْ كَانَ بَعْضُ مَنْ بَلَغَهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حَجَّ أَبُو بَكْرٍ وَنَادَى عَلِيٌّ بِالْأَذَانِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَالَ: فَكَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ يَحُجُّونَ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ السُّنَّةِ عَامَيْنِ فَوَافَقَ حَجَّ نَبِيِّ اللَّهِ -[187]- صلّى الله عليه وسلم فِي ذِي الْحِجَّةِ، فَقَالَ: " §هَذَا يَوْمٌ اسْتَدَارَ الزَّمَانُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَالَ أَبُو بِشْرٍ: إِنَّ النَّاسَ لَمَّا تَرَكُوا الْحَقَّ نَسَأُوا الشُّهُورَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَقَالَ: «§إِنَّهُنَّ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذَكَرٍ لِلَّهِ» ، قَالَ مَعْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَانْتَهَى الْمُسْلِمُونَ عَنْ صَوْمِهِنَّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنْ أُنَادِيَ: «§هَذِهِ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ فَلَا يَصُومُهُنَّ أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: " لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءِ، حِينَ وَقَفَ عَلَى شِعْبِ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَيَّامُ صِيَامٍ، إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَهْلَلْنَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ بِالْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ خَالِصًا وَحْدَهُ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نُحِلَّ فَقَالَ: «أَحِلُّوا وَاجْعَلُوهَا عَمْرَةً» فَبَلَغَهُ أَنَّا نَقُولُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ أَمَرَنَا أَنْ نُحِلَّ فَنَرُوحَ إِلَى مِنًى وَمَذَاكِيرُنَا تَقْطُرُ مِنَ الْمَنِيِّ؛ فَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَنَا فَقَالَ: «§قَدْ بَلَغَنِيَ الَّذِي قُلْتُمْ، وَإِنِّي لَأَبَرُّكُمْ وَأَتْقَاكُمْ، وَلَوْلَا الْهَدْيُ لَأَحْلَلْتُ -[188]-، وَلَوْ كُنْتُ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ» قَالَ: وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ: «بِمَ أَهْلَلْتَ» قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ؛ قَالَ: «فَأَهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ» قَالَ وَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ أَهِيَ لِعَامِنَا هَذَا أَوْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ: «بَلْ لِلْأَبَدِ» قَالَ إِسْمَاعِيلُ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ»

وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] قَالَ: «§نَزَلَتْ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ حِينَ وَقَفَ مَوْقِفَ إِبْرَاهِيمَ، وَاضْمَحَلَّ الشِّرْكُ، وَهُدِمَتْ مَنَارُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " صَدَرْتُ مَعَ ابْنَ عُمَرَ يَوْمَ الصَّدَرِ، فَمَرَّتْ بِنَا رُفْقَةٌ يَمَانِيَّةٌ رِحَالِهِمُ الْأُدُمُ وَخُطُمُ إِبِلِهِمُ الْجُرُرُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رُفْقَةٍ وَرَدَتِ الْحَجَّ الْعَامَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَصْحَابِهِ إِذْ قَدِمُوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ الرُّفْقَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ يَقُولَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ قَالَ: فَقُلْتُ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ، قَالَ: نَعَمْ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ -[189]-، قَالَ: §كَانَ طَاوُسٌ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ وَيَقُولُ: حَجَّةُ الْإِسْلَامِ "

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ، نَمِرٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا»

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: " §كَمْ حَجَّةٍ حَجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: حَجَّةً وَاحِدَةً "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَبَعْدَمَا هَاجَرَ حَجَّةً»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَا: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ: «§قَالَ انْظُرِي فَإِذَا طَهُرَتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّي مِنْهُ ثُمَّ الْقِينَا بِجَبَلِ كَذَا وَكَذَا» قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ كَذَا وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ قَالَ قَدْرِ نَفَقَتِكِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

سرية أسامة بن زيد بن حارثة ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أبنى، وهي أرض السراة ناحية البلقاء، قالوا: لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ

§سَرِيَّةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أَهْلِ أُبْنَى، وَهِيَ أَرْضُ السَّرَاةِ نَاحِيَةَ الْبَلْقَاءِ، قَالُوا: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى

عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ بِالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوِ الرُّومِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: «سِرْ إِلَى مَوْضِعِ مَقْتَلِ أَبِيكَ فَأَوْطِئْهُمُ الْخَيْلَ فَقَدْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْجَيْشَ فَأَغِرْ صَبَاحًا عَلَى أَهْلِ أُبْنَى وَحَرِّقْ عَلَيْهِمْ وَأَسْرَعِ السَّيْرَ تَسْبِقُ الْأَخْبَارَ، فَإِنْ ظَفَّرَكَ اللَّهُ فَأَقْلِلِ اللُّبْثَ فِيهِمْ وَخُذْ مَعَكَ الْأَدِلَّاءَ وَقَدِّمِ الْعُيُونَ وَالطَّلَائِعَ أَمَامَكَ» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ بُدِيءَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحُمَّ وَصُدِّعَ فَلَمَّا أَصْبَحَ يَوْمَ الْخَمِيسِ عَقَدَ لِأُسَامَةَ لِوَاءً بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «اغْزُ بِسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَاتِلْ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ» فَخَرَجَ بِلِوَائِهِ مَعْقُودًا فَدَفَعَهُ إِلَى بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيِّ وَعَسْكَرَ بِالْجُرْفِ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ وُجُوهِ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَّا انْتُدِبَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ وَقَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ وَسَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ وَقَالُوا: يَسْتَعْمِلُ هَذَا الْغُلَامَ عَلَى الْمُهَاجِرِينِ الْأَوَّلِينَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، غَضَبًا شَدِيدًا فَخَرَجَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ عِصَابَةً وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَمَا مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْ بَعْضِكُمْ فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ وَلَئِنْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَتِي أُسَامَةَ، لَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَتِي أَبَاهُ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لِلْإِمَارَةِ لَخَلِيقًا وَإِنَّ ابْنَهُ مِنْ بَعْدِهِ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّهُمَا لَمَخِيلَانِ لِكُلِّ خَيْرٍ وَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ» ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ، وَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مَعَ أُسَامَةَ يُوَدِّعُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ويمضون إلى العسكر بالجرف، وثقل رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَنْفِذُوا بَعَثَ أُسَامَةَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فَدَخَلَ أُسَامَةُ مِنْ مُعَسْكَرِهِ وَالنَّبِيُّ مَغْمُورٌ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لَدُّوهُ فِيهِ، فَطَأْطَأَ أُسَامَةُ

فَقَبَّلَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَتَكَلَّمُ فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَضَعُهُمَا عَلَى أُسَامَةَ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَدْعُو لِيَ وَرَجَعَ أُسَامَةُ إِلَى مُعَسْكَرِهِ ثُمَّ دَخَلَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مُفِيقًا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ: اغْدُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَوَدَّعَهُ أُسَامَةُ وَخَرَجَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ فَأَمَرَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ؛ فَبَيْنَا هُوَ يُرِيدُ الرُّكُوبَ إِذَا رَسُولُ أُمِّهِ أُمِّ أَيْمَنَ قَدْ جَاءَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَمُوتُ فَأَقْبَلَ وَأَقْبَلَ مَعَهُ عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ فَانْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ فَتُوُفِّيَ، صلّى الله عليه وسلم صَلَاةً يُحِبُّهَا وَيَرْضَاهَا حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ عَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدَخَلَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بِلِوَاءِ أُسَامَةَ مَعْقُودًا حَتَّى أَتَى بِهِ بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَغَرَزَهُ عِنْدَهُ، فَلَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ أَمَرَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ بِاللِّوَاءِ إِلَى بَيْتِ أُسَامَةَ لِيُمْضِيَ لِوَجْهِهِ فَمَضَى بِهِ بُرَيْدَةُ إِلَى مُعَسْكَرِهِمُ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ كُلِّمَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَبْسِ أُسَامَةَ فَأَبَى، وَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ أُسَامَةَ فِي عُمَرَ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي التَّخَلُّفِ فَفَعَلَ فَلَمَّا كَانَ هِلَالُ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ خَرَجَ أُسَامَةُ فَسَارَ إِلَى أَهْلِ أُبْنَى عِشْرِينَ لَيْلَةٍ فَشَنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ وَكَانَ شِعَارُهُمْ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ فَقَتَلَ مَنْ أَشْرَفَ لَهُ وَسَبَى مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ وَحَرَّقَ فِي طَوَائِفِهَا بِالنَّارِ وَحَرَّقَ مَنَازِلَهُمْ وَحُرُوثَهُمْ وَنَخْلَهُمْ فَصَارَتْ أَعَاصِيرُ مِنَ الدَّخَّاخِينَ وَأَجَالَ الْخَيْلَ فِي عَرَصَاتِهِمْ وَأَقَامُوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ فِي تَعْبِئَةِ مَا أَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ وَكَانَ أُسَامَةُ عَلَى فَرَسِ أَبِيهِ سُبْحَةَ وَقَتْلَ قَاتِلَ أَبِيهِ فِي الْغَارَةِ وَأَسْهَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا وَأَخَذَ لِنَفْسِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَمْسَى أَمَرَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ ثُمَّ أَغَذَّ السَّيْرَ فَوَرَدُوا وَادِيَ الْقُرَى فِي تِسْعِ لَيَالٍ ثُمَّ بَعَثَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ يُخْبِرُ بِسَلَامَتِهِمْ، ثُمَّ قَصَدَ بَعْدُ فِي السَّيْرِ فَسَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتًّا وَمَا أُصِيبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَلَقَّوْنَهُمْ سُرُورًا بِسَلَامَتِهِمْ وَدَخَلَ

عَلَى فَرَسِ أَبِيهِ سُبْحَةَ وَاللِّواءُ أَمَامَهُ يَحْمِلُهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، وَبَلَغَ هِرَقْلَ وَهُوَ بِحِمْصَ مَا صَنَعَ أُسَامَةُ فَبَعَثَ رَابِطَةً يَكُونُونَ بِالْبَلْقَاءِ فَلَمْ تَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى قَدِمَتِ الْبُعُوثُ إِلَى الشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

ذكر ما قرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أجله

§ذِكْرُ مَا قَرُبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَجَلِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «§سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» فَلَمَّا نَزَلَتْ: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] " قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 2] " قَالَ: «§قَرُبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجَلُهُ، وَأُمِرَ بِكَثْرَةِ التَّسْبِيحِ وَالِاسْتِغْفَارِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ: «§دَاعٍ مِنَ اللَّهِ، وَوَدَاعٌ مِنَ الدُّنْيَا»

وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي آخِرِ عُمُرِهِ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِهِ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ -[193]- مَا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ، قَالَتْ فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي كَانَ أَخْبَرَنِي بِعَلَامَةٍ فِي أُمَّتِي فَقَالَ: §إِذَا رَأَيْتَهَا فَسَبَّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ، فَقَدْ رَأَيْتُهَا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالٍ يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فَقَالَ: «§إِنِّي نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «لَا تَبْكِي» فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا "، فَضَحِكَتْ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] «وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى §تَابَعَ الْوَحْيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ الْوَحْيُ فِي يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: لَأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ فِينَا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ عَرْشًا؛ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ آخَوْكَ قَالَ «وَاللَّهِ §لَا أَزَالُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ يُنَازِعُونِي رِدَائِي، وَيُصِيبُنِي غُبَارُهُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يُرِيحُنِي مِنْهُمْ» ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَعَرَفْنَا أَنَّ بَقَاءَ رَسُولِ اللَّهِ فِينَا قَلِيلٌ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§أَتَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً؟» أَلَا وَإِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً وَتَتَّبِعُونِي أَقْتَادًا يُهْلِكُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا "، قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ فِي حَدِيثِهِ: «أَفْنَادًا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أُتِيتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِمَفَاتِيحِ الدُّنْيَا، ثُمَّ ذُهِبَ بِنَبِيِّكُمْ إِلَى خَيْرِ مَذْهَبٍ، وَتُرِكْتُمْ §فِي الدُّنْيَا تَأْكُلُونَ الْخَبِيصَ أَحْمَرَهُ، وَأَصْفَرَهُ، وَأَبْيَضَهُ، الْأَصْلُ وَاحِدٌ، الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ وَالدَّقِيقُ، وَلَكِنَّكُمُ اتَّبَعْتُمُ الشَّهَوَاتِ»

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ كَانَتْ وَفَاتِي خَيْرًا لَكُمْ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُ خَيْرًا حَمِدْتُ اللَّهَ، وَإِنْ رَأَيْتُ شَرًّا اسْتَغْفَرَتُ اللَّهَ لَكُمْ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي §أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي، كِتَابُ اللَّهِ حَبَلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا»

ذكر عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل واعتكافه في السنة التي قبض فيها

§ذِكْرُ عَرْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ وَاعْتِكَافِهِ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: «§كَانَ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي رَمَضَانَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ، فَلَمَّا -[195]- كَانَتِ السُّنَّةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ الْبَصْرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «كَانَ جِبْرِيلُ §يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كُلَّ عَامٍ مَرَّةً فِي رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ» . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتُنَا الْعَرْضَةَ الْأَخِيرَةَ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ، فَإِذَا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ لَيْلَتِهِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، فَلَمَّا كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ عَرَضَهُ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ "

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ إِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا لِعَائِشَةَ: «§إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَعْرِضُ عَلَيَّ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فَقَدْ عَرَضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلَّا عَاشَ نِصْفَ عُمْرِ أَخِيهِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ» ، عَاشَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِائَةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَهَذِهِ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةً وَمَاتَ فِي نِصْفِ السَّنَةِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ -[196]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ فِي رَمَضَانَ مَرَّةً حَتَّى إِذَا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَقْرَأَهُ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ الْعَامَ. وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغَنَّيهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ

ذكر من قال إن اليهود سحرت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ الْيَهُودَ سَحَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُحِرَ لَهُ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَصْنَعُ الشَّيْءَ وَلَمْ يَصْنَعْهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ رَأَيْتُهُ يَدْعُو فَقَالَ: " أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ؟ §أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: مَطْبُوبٌ، فَقَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ فَقَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ فِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي ذِي ذَرْوَانَ "، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَجَعَ أَخْبَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: «كَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْرِجْهُ لِلنَّاسِ، قَالَ: «أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ: «أَنَّ لَبِيدَ بْنَ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيَّ سَحَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى الْتَبَسَ -[197]- بَصَرُهُ، وَعَادَهُ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمِيكَائِيلَ أَخْبَرَاهُ، §فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَاعْتَرَفَ فَاسْتَخْرَجَ السِّحْرَ مِنَ الْجُبِّ مِنْ تَحْتِ الْبِئْرِ، ثُمَّ نَزَعَهُ فَحَلَّهُ، فَكُشِفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَفَا عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَدَخَلَ الْمُحَرَّمُ جَاءَتْ رُؤَسَاءُ يَهُودَ الَّذِينَ بَقُوا بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ مُنَافِقٌ إِلَى لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيِّ وَكَانَ حَلِيفًا فِي بَنِي زُرَيْقٍ، وَكَانَ سَاحِرًا، قَدْ عَلِمَتْ ذَلِكَ يَهُودُ أَنَّهُ أَعْلَمُهُمْ بِالسِّحْرِ وَبِالسَّمُومِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الْأَعْصَمِ، أَنْتَ أَسْحَرُ مِنَّا، وَقَدْ سَحَرْنَا مُحَمَّدًا فَسَحَرَهُ مِنَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَلَمْ نَصْنَعْ شَيْئًا، وَأَنْتَ تَرَى أَثَرَهُ فِينَا، وَخِلَافَهُ دِينَنَا، وَمَنْ قَتَلَ مِنَّا وَأَجْلَى، وَنَحْنُ نَجْعَلُ لَكَ عَلَى ذَلِكَ جُعْلًا عَلَى أَنْ تَسْحَرَهُ لَنَا سِحْرًا يَنْكَؤُهُ، فَجَعَلُوا لَهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَسْحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَمَدَ إِلَى مُشْطٍ وَمَا يُمْشَطُ مِنَ الرَّأْسِ مِنَ الشَّعْرِ، فَعَقَدَ فِيهِ عُقَدًا، وَتَفِلَ فِيهِ تَفْلًا، وَجَعَلَهُ فِي جَبِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، ثُمَّ انْتَهَى بِهِ حَتَّى جَعَلَهُ تَحْتَ أُرْعُوفَةِ الْبِئْرِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْرًا أَنْكَرَهُ، حَتَّى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلَا يَفْعَلُهُ، وَأَنْكَرَ بَصَرَهُ حَتَّى دَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَدَعَا جُبَيْرَ بْنَ إِيَاسَ الزُّرَقِيَّ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا فَدَلَّهُ عَلَى مَوْضِعٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ أُرْعُوفَةِ الْبِئْرِ، فَخَرَجَ جُبَيْرٌ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ فَقَالَ: «§مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، فَقَدْ دَلَّنِي اللَّهُ عَلَى سِحْرِكَ، وَأَخْبَرَنِي مَا صَنَعْتَ» ، قَالَ: حُبُّ الدَّنَانِيرِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ " قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: إِنَّمَا سَحَرَهُ بَنَاتُ أَعْصَمَ أَخَوَاتُ لَبِيدٍ، وَكُنَّ أَسْحَرَ مِنْ لَبِيدٍ وَأَخْبَثَ، وَكَانَ لَبِيدٌ هُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ أُرْعُوفَةِ الْبِئْرِ فَلَمَّا عَقَدُوا تِلْكَ الْعَقَدَ أَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

، تِلْكَ السَّاعَةَ بَصَرَهُ وَدَسَّ بَنَاتُ أَعْصَمٍ إِحْدَاهُنَّ فَدَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَخَبَّرْتُهَا عَائِشَةُ أَوْ سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَذْكُرُ مَا أَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مِنْ بَصَرِهِ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى أَخَوَاتِهَا وَإِلَى لَبِيدٍ فَأَخْبَرَتْهُمْ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: إِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَسَيُخْبَرُ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَسَوْفَ يُدَلِّهُهُ هَذَا السِّحْرُ حَتَّى يُذْهِبَ عَقْلَهُ، فَيَكُونَ بِمَا نَالَ مِنْ قَوْمِنَا وَأَهْلِ دِينِنَا، فَدَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نُهَوِّرُ الْبِئْرَ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَهَوَّرَهَا الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَأَصْحَابُهُ وَكَانَ يُسْتَعْذَبُ مِنْهَا. قَالَ: وَحَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى فَأَعَانَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَفْرِهَا حِينَ هَوَّرُوا الْأُخْرَى الَّتِي سُحِرَ فِيهَا حَتَّى أَنْبَطُوا مَاءَهَا، ثُمَّ تَهَوَّرَتْ بَعْدُ. وَيُقَالُ إِنَّ الَّذِي اسْتَخْرَجَ السِّحْرَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَيْسُ بْنُ مِحْصَنٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§سَحَرَتْنِي يَهُودُ بَنِي زُرَيْقٍ»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخِّذَ عَنِ النِّسَاءِ وَعَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ وَهُوَ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا شَكْوُهُ؟ قَالَ: طُبَّ، يَعْنِي سُحِرَ، قَالَ: وَمَنْ فَعَلَهُ؟ قَالَ لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ الْيَهُودِيُّ قَالَ: فَفِي أَيِّ شَيْءٍ جَعَلَهُ؟، قَالَ: فِي طَلْعَةٍ، قَالَ: فَأَيْنَ وَضَعَهَا؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، قَالَ: فَمَا شِفِاؤُهُ؟ قَالَ: تُنْزَحُ الْبِئْرُ، وَتُرْفَعُ الصَّخْرَةُ، وَتُسْتَخْرَجُ الطَّلْعَةُ، وَارْتَفَعَ الْمَلَكَانِ، فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَعَمَّارٍ فَأَمَرَهُمَا أَنْ يَأْتِيَا الرَّكِيَّ فَيَفْعَلَا الَّذِي سُمِعَ، فَأَتَيَاهَا وَمَاؤُهَا كَأَنَّهُ قَدْ خُضِبَ بِالْحِنَّاءِ، فَنَزَحَاهَا ثُمَّ رَفَعَا الصَّخْرَةَ فَأَخْرَجَا طَلْعَةٍ -[199]-، فَإِذَا بِهَا إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، وَنَزَلَتْ هَاتَانِ السُّورَتَانِ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حَتَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ وَانْتَشَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ الْمُحَلَّمِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: " عَقَدَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عُقَدًا وَكَانَ يَأْمَنُهُ وَرَمَى بِهِ فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَجَاءَ الْمَلَكَانِ يَعُودَانِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَدْرِي مَا بِهِ؟ §عَقَدَ لَهُ فُلَانٌ الْأَنْصَارِيُّ وَرَمَى بِهِ فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، وَلَوْ أَخْرَجَهُ لَعُوفِيَ، فَبُعِثُوا إِلَى الْبِئْرِ فَوَجَدُوا الْمَاءَ قَدِ اخْضَرَّ، فَأَخْرَجُوهُ، فَرَمَوْا بِهِ، فَعُوفِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَا حَدَّثَ بِهِ، وَلَا رُئِيَ فِي وَجْهِهِ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي سَاحِرِ أَهْلِ الْعَهْدِ، قَالَ: «§لَا يُقْتَلْ، قَدْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلَمْ يَقْتُلْهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَفَا عَنْهُ» ، قَالَ عِكْرِمَةُ: «§ثُمَّ كَانَ يَرَاهُ بَعْدَ عَفْوِهِ فَيُعْرِضَ عَنْهُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّنْ رَوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَتَلَهُ

ذكر ما سم به رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَا سُمَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: «§إِنَّ الْيَهُودَ سَمَّتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَمَّتْ أَبَا بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، شَاةً مَسْمُومَةً فَأَخَذَ مِنْهَا بِضْعَةً فَلَاكَهَا فِي فِيهِ ثُمَّ طَرَحَهَا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§أَمْسِكُوا، فَإِنَّ فَخِذَهَا تُعْلِمُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» ، قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَإِنَّ اللَّهَ سَيُطْلِعُكَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ يَهُودِيَّةٌ شَاةً مَقْلِيَّةً، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَقَالَتْ: إِنِّي مَسْمُومَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» ، فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» ، قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضْرُرْكَ، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ، فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، شَاةً مَسْمُومَةً ثُمَّ عَلِمَ بِهَا أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَ: «§مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَسَيُطْلِعُكَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -[201]- صلّى الله عليه وسلم، إِذَا وَجَدَ شَيْئًا احْتَجَمَ، قَالَ: فَخَرَجَ مَرَّةً إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا أَحْرَمَ وَجَدَ شَيْئًا فَاحْتَجَمَ ". أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ، أَوْ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَعْرِضْ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: «§طُبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَحَجَمَهُ بِقَرْنٍ عَلَى ذُؤَابَتَيهِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: «§أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَمَّتِ الشَّاةَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُتِلَ قَتْلًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، وَذَلِكَ بِأَنَ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا وَجَعَلَهُ شَهِيدًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: " لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ وَاطْمَأَنَّ جَعَلَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَخِي مَرْحَبٍ، وَهِيَ امْرَأَةُ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ تَسْأَلُ: أَيُّ الشَّاةِ أَحَبُّ إِلَى مُحَمَّدٍ؟ فَيَقُولُونَ: الذِّرَاعُ، فَعَمَدَتْ إِلَى عَنْزٍ لَهَا فَذَبَحَتْهَا وَصَلَتْهَا، ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى سُمٍّ لَا يُطْنِي، وَقَدْ شَاوَرَتْ يَهُودَ فِي سُمُومٍ، فَأَجْمَعُوا لَهَا عَلَى هَذَا السُّمِّ بِعَيْنِهِ، فَسَمَّتِ الشَّاةَ وَأَكْثَرَتْ فِي -[202]- الذِّرَاعَيْنِ وَالْكَتِفِ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ بِالنَّاسِ انْصَرَفَ وَهِيَ جَالِسَةٌ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ، فَأَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَأُخِذَتْ مِنْهَا فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَصْحَابُهُ حُضُورٌ أَوْ مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ، وَفِيهِمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ادْنُوا فَتَعَشَّوْا» وَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، الذِّرَاعَ فَانْتَهَشَ مِنْهَا وَتَنَاوَلَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ عَظْمًا آخَرَ فَانْتَهَشَ مِنْهُ فَلَمَّا ازْدَرَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لُقْمَتَهُ ازْدَرَدَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ مَا فِي فِيهِ وَأَكَلَ الْقَوْمُ مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّ هَذِهِ الذِّرَاعَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَإِنَّ كَتِفَ الشَّاةِ تُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ "، فَقَالَ بِشْرٌ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لَقَدْ وَجَدْتُ ذَلِكَ مِنْ أُكْلَتِي الَّتِي أَكَلْتُ حِينَ الْتَقَمْتُهَا، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَلْفَظَهَا إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُبَغِّضَ إِلَيْكَ طَعَامَكَ، فَلَمَّا أَكَلْتَ مَا فِي فِيكَ لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِي عَنْ نَفْسِكَ، وَرَجَوْتُ أَنْ لَا تَكُونَ ازْدَرَدْتَهَا وَفِيهَا بُغًى، فَلَمْ يَقُمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَانِ وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً لَا يَتَحَوَّلُ إِلَّا مَا حُوِّلَ ثُمَّ مَاتَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَمْ يَرِمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ قَالَ: وَطُرِحَ مِنْهَا لِكَلْبٍ فَأَكَلَ فَلَمْ يَتْبَعْ يَدَهُ حَتَّى مَاتَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» فَقَالَتْ: نِلْتَ قَوْمِي مَا نِلْتَ، قَتَلْتَ أَبِي، وَعَمِّي، وَزَوْجِي، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَسَتُخْبِرُهُ الذِّرَاعُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَإِنْ كَانَ مَلِكًا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ، وَرَجَعَتِ الْيَهُودِيَّةُ كَمَا كَانَتْ قَالَ: فَدَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى وُلَاةِ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ فَقَتَلُوهَا، وَهُوَ الثَّبْتُ، وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَلَى كَاهِلِهِ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَكَلَ، حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ بِالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا أَوْسَاطَ رُؤُوسِهِمْ، وَعَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ، حَتَّى كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي قُبِضَ -[203]- فِيهِ، جَعَلَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُهَا يَوْمَ خَيْبَرَ عِدَادًا، حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانَ انْقِطَاعِ أَبْهَرَيَّ» ، وَهُوَ عِرْقٌ فِي الظَّهْرِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهِيدًا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ وَرِضْوَانُهُ

ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع واستغفاره لأهله والشهداء

§ذِكْرُ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْبَقِيعِ وَاسْتِغْفَارِهِ لِأَهْلِهِ وَالشُّهَدَاءِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرْتُ خَادِمَتِي بَرِيرَةَ فَتَبِعَتْهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ الْبَقِيعَ وَقَفَ فِي أَدْنَاهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَبَقَتْهُ بَرِيرَةُ فَأَخْبَرَتْنِي فَلَمْ أَذْكُرْ لَهُ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «§إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ لِأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ»

أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ فَتَبِعْتُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ، قَالَتْ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «وَيْحَهَا لَوْ تَسْتَطِيعُ مَا فَعَلَتْ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -[204]- صلّى الله عليه وسلم، كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، إِيَّانَا وَإِيَّاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " وَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مِنْ مَضْجَعِهِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «§أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ» قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَهُ مَوْلَاهُ أَبُو رَافِعٍ، فَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُحَدِّثُ قَالَ: اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ طَوِيلًا ثُمَّ انْصَرَفَ وَجَعَلَ يَقُولُ: «يَا أَبَا رَافِعٍ إِنِّي قَدْ خُيِّرْتُ بَيْنَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ ثُمَّ الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ، فَاخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ فَانْطَلِقْ مَعِي» فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَاسْتَغْفَرَ لِأَهْلِهِ طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ: «§لِيَهْنِئَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ فِيهِ أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتَّبِعُ بَعْضُهَا بَعْضًا يَتَّبِعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الْآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ ثُمَّ الْجَنَّةَ، فَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ» ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَخُذْ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ ثُمَّ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، قَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي وَالْجَنَّةَ» ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ابْتَدَأَهُ وَجَعُهُ، فَقَبَضَهُ اللَّهُ، صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ -[205]- بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: §اذْهَبْ فَصَلِّ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَ فَرَقَدَ، فَقِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَصَلِّ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، فَذَهَبَ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ» ، ثُمَّ رَجَعَ فَرَقَدَ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَصَلِّ عَلَى الشُّهَدَاءِ فَذَهَبَ إِلَى أُحُدٍ، فَصَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، فَرَجَعَ مَعْصُوبَ الرَّأْسِ، فَكَانَ بَدْءُ الْوَجَعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ثُمَّ اطَّلَعَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «§إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَنَا فِي مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تُنَافِسُوا فِيهَا» قَالَ عُقْبَةُ: وَكَانَتْ آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ذكر أول ما بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعه الذي توفي فيه

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَا بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَعُهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَكْوُهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَخَرَجَ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ حَتَّى -[206]- دَخَلَ عَلَيَّ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ: «§وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ وَأَنَا حَيٌّ، فَأُصَلِّيَ عَلَيْكِ وَأَدْفِنَكَ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ غَيْرَى: أَوَكَأَنَّكَ تُحِبُّ ذَلِكَ؟، لَكَأَنِّي أَرَاكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُعْرِسًا بِبَعْضِ نِسَاءٍ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ» ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ» فَكَانَ أَوَّلَ وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَكَانَ لَا يَشْكُو وَجَعًا يَيْجَعُهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَكْوُهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءَ فَكَانَ §شَكْوُهُ إِلَى أَنْ قُبِضَ صلّى الله عليه وسلم، ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا»

ذكر شدة المرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ شِدَّةِ الْمَرَضِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، جَمِيعًا قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَجَعٌ، فَجَعَلَ يَشْتَكِي وَيَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ صَنَعَ هَذَا بَعْضُنَا لَوَجِدْتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: إِنَّ الصَّالِحِينَ، وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: «§إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُ لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ -[207]- نَكْبَةٌ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا» ، قَالَ مُسْلِمٌ: «وَلَا وَجَعٌ، إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً» ، وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: «فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ بَعْضِ، أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيَحْسَبُهَا عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَضًا اشْتَدَّ مِنْهُ ضَجَرُهُ أَوْ وَجَعُهُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَجْزَعُ أَوْ تَضْجَرُ، لَوْ فَعَلَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَّا عَجِبْتَ مِنْهَا، قَالَ: «§أَوَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِخَطَايَاهُ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ حَتَّى أَعْلَزَهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَتْ لَهُ إِحْدَى نِسَائِهِ: لَقَدِ اشْتَكَيْتَ فِي شَكْوِكَ شَكْوَى لَوْ أَنَّ إِحْدَانَا اشْتَكَتْهُ لَخَافَتْ أَنْ تَجِدَ عَلَيْهَا، قَالَ: «§أَوَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ لِيُحَطَّ بِهِ خَطَايَاهُ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَقَالَ: «§أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» قَالَ: قُلْتُ إِنَّ لَكَ لَأَجْرَيْنِ، قَالَ: «نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرِضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ -[208]- الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»

أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: «§أَجَلْ، إِنِّي لَأُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَلِكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ، قَالَ: «أَجَلْ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " جِئْنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا عَلَيْهِ صَالِبٌ مِنَ الْحُمَّى، مَا تَكَادُ تَقَرُّ يَدُ أَحَدِنَا عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحُمَّى، فَجَعَلْنَا نُسَبِّحُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَيْسَ أَحَدٌ أَشَدَّ بَلَاءً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا يَشْتَدُّ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ كَذَلِكَ يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ الْقَمْلُ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ لَيُعَرَّى مَا يَجِدُ شَيْئًا يُوَارِي عَوْرَتَهُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَدَّرِعُهَا»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَوْعُوكٌ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ فَقَالَ: مَا أَشَدُّ حُمَّاكَ، فَقَالَ: «§إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ وَيُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ» قَالَ: مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: «الصَّالِحُونَ، لَقَدْ كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَجُوبُهَا، وَيُبْتَلَى بِالْقَمْلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَلَأَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدَّ فَرَحًا بِالْبَلَاءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَحْمُومٌ أَوْ مَوْرُودٌ -[209]-، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَبَضَهَا مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَشَدَّ وِرْدَكَ، أَوْ أَشَدَّ حُمَّاكَ قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ قَرَأْتُ اللَّيْلَةَ، أَوِ الْبَارِحَةَ بِحَمْدِ اللَّهِ سَبْعِينَ سُورَةً، فِيهِنَّ السَّبْعُ الطُّوَلُ» ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَلَوْ رَفِقْتَ بِنَفْسِكَ، أَوْ خَفَّفْتَ عَنْ نَفْسِكَ، قَالَ: «§أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ يَعْنِي الْبُنَانِيَّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَلَى أَصْحَابِهِ يُعْرَفُ فِيهِ الْوَجَعُ، فَقَالَ: «إِنِّي عَلَى مَا تَرَوْنَ قَدْ §قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ السَّبْعَ الطُّوَلَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ الْفَضْلُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - وَلَمْ يَذْكُرْهُ يَزِيدُ - " إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «§أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيَجْتَهِدُ فِي الصَّلَاةِ وَفِي الصِّيَامِ فَيَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيُشَبَّهُ بِالشَّنِّ الْبَالِي. قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ أَصَحَّ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: §مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ قَالَ: «النَّبِيُّونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسْبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسْبِ دِينِهِ، فَمَا تَبْرَحُ الْبَلَايَا عَلَى الْعَبْدِ حَتَّى تَدَعَهُ يَمْشِي فِي الْأَرْضِ لَيْسَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -[210]-، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرِضَ حَتَّى اشْتَدَّ بِهِ، فَصَاحَتُ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ: «مَهْ، إِنَّهُ §لَا يَصِيحُ إِلَّا كَافِرٌ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§لَا أَزَالُ أَغْبِطُ الْمُؤْمِنَ بِشِدَّةِ الْمَوْتِ بَعْدَ شِدَّتِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

ذكر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعوذ به ويعوذه جبريل

§ذِكْرُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يُعَوِّذُ بِهِ وَيُعَوِّذُهُ جِبْرِيلُ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: «§أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» قَالَتْ: فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ بِهَا وَأُعَوِّذُهُ بِهَا، قَالَتْ: فَنَزَعَ يَدَهُ مِنِّي، وَقَالَ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ» ، قَالَتْ: وَكَانَ هَذَا آخِرُ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ "

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا عَادَ مَرِيضًا مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ وَقَالَ: «§أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» قَالَ: فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَسَانَدَ إِلَى عَائِشَةَ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتْ -[211]- تَمْسَحُهَا عَلَى وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ وَتَقُولُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، فَانْتَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنْهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ. قَالَتْ: فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أُمِرُّهَا عَلَى صَدْرِهِ وَدَعَوْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ وَقَالَ: «§أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى الْأَسْعَدَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، §فَلَمَّا ثَقُلَ عَنْ ذَلِكَ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أُعَوِّذُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ مَرَضُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ بِهِ فَقَالَ: «§ارْفَعِي عَنِّي، فَإِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ تَنْفَعُنِي فِي الْمَرَّةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، §أَنَّهَا كَانَتْ تُعَوِّذُ النَّبِيَّ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مَرَضِهِ، وَتَنْفُثُ وَتَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ -[212]-، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَمْسَحُ صَدْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَقُولُ: " اكْشِفِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، أَنْتَ الطَّبِيبُ وَأَنْتَ الشَّافِي، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ، أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §لُسِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ، فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ حَتَّى خَتَمَهَا "

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ مِنَّا مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ وَقَالَ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» ، قَالَتْ: فَلَمَّا ثَقُلَ أَخَذْتُ يَمِينِهِ فَمَسَحْتُهُ بِهَا وَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ وَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاجْعَلْنِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، مَرَّتَيْنِ» قَالَتْ: فَمَا عَلِمْتُ بِمَوْتِهِ حَتَّى وَجَدْتُ ثِقَلَهُ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَائِشٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «يَا ابْنَ عَائِشٍ، §أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ الْهِلَالِيِّ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَتْ لِي مَيْمُونَةُ: " يَا ابْنَ أَخِي، تَعَالَ حَتَّى أَرْقِيَكَ بِرُقْيَةِ -[213]- رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: «§بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمَرَضِ: «§بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَقَاهُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: «§بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: " إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ، وَقَالَ:: §بِسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَجُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: " أَنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَوِّذُ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «§بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ، وَنَفْسِ حَاسِدٍ وَبَاغٍ يَبْغِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[214]- عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: «§بِسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ التَّعْوِيذَ الَّذِي عَوَّذَ بِهِ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ سَحَرَتْهُ الْيَهُودُ فِي طَعَامِهِ: §بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُعَنِّيكَ، خُذْهَا فَلْتَهْنِيكَ، مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ "

ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مرضه

§ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فِي مَرَضِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ وَجِعًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ قَاعِدًا وَهُمْ قِيَامٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنِ اقْعُدُوا فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: «§إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا قَعَدَ فَاقْعُدُوا، وَاصْنَعُوا مِثْلَ مَا يَصْنَعُ الْإِمَامُ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا، فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ قُعُودًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: " §إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ "

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ -[215]-، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§أَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ وَهُوَ ثَقِيلٌ مُعْتَمِدًا فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعِينَ "

ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه، وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه

§ذِكْرُ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا افْتَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الصَّلَاةَ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خِفَّةً فَخَرَجَ فَجَعَلَ يَفْرُجُ الصُّفُوفَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ الْحِسَّ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتَقَدَّمُ ذَلِكَ التَّقَدُّمَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَخَنَسَ إِلَى الصَّفِّ وَرَاءَهُ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَانِهِ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ، فَلَمَّا فَرَغَا مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ أَرَاكَ أَصْبَحْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ صَالِحًا، وَهَذَا يَوْمُ ابْنَةِ خَارِجَةَ، امْرَأَةٍ لِأَبِي بَكْرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مُصَلَّاهُ أَوْ إِلَى جَانِبِ الْحُجَرِ، فَحَذَّرَ النَّاسَ الْفِتَنَ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ حَتَّى إِنَّ صَوْتَهُ لَيَخْرُجُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «إِنِّي -[216]- وَاللَّهِ لَا يُمْسِكُ النَّاسُ عَلَيَّ بِشَيْءٍ، §لَا أَحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَلَا أُحَرِّمُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، اعْمَلَا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ، ثُمَّ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَمَا انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ فِي وَجَعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةٌ بِمُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ضَاحِكًا، فَبُهِشْنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الْفَرَحِ بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ، §فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَرْخَى السِّتْرَ، قَالَ: فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ تَخَشْخَشُوا، §فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنِ امْكُثُوا مَكَانَكُمْ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ أَلْقَى السِّجْفَ وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: «إِنَّهُ §لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا -[217]- الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، إِلَّا أَنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا الرَّبَّ فِيهِ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ قَالَ: «لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ» ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، كَثِيرُ الْبُكَاءِ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ فَرَاجَعَتْهُ عَائِشَةُ بِمِثْلِ مَقَالَتِهِا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ»

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهُ §لَنْ يُحِبَّ النَّاسُ رَجُلًا بَعْدَهُ قَامَ مَقَامَهُ، وَكُنْتُ أَرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ مَقَامَهُ أَحَدٌ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ: " أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَمَا هُمْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِهِمْ، لَمْ يُفَاجِئْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ §كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي صَلَاتِهِمْ فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ أَنَسٌ: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ فَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ. قَالَ -[218]- أَنَسٌ وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ذَلِكَ الْيَوْمَ "

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: حَدِّثِينِي عَنْ مَرِضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ": §أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْتُ: لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ» ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» فَقُلْتُ لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ، فَقَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ» ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» فَقُلْتُ لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ، فَقَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ» ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» ، فَقُلْنَا: لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، قَالَتْ: فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ وَقَالَ لَهُمَا: «أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ» ، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَاعِدٌ " قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ -[219]- مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرِضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: هَاتِ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: سَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أُوذِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، بِالصَّلَاةِ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: «هَلْ أَمَرْتُنَّ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ؟» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَرُبَّ قَائِلٍ وَمُتَمَنٍّ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا اسْتُعِزَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقُلْتُ " يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، ضَعِيفُ الصَّوْتِ، كَثِيرُ الْبُكَاءِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: «مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، قَالَتْ: فَعُدْتُ بِمِثْلِ قُولِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَحَبُّ أَنْ يَصْرِفَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي، وَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَنْ يُحِبُّوا رَجُلًا قَامَ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَدًا، وَإِنَّهُمْ سَيَتَشَاءَمُونَ بِهِ فِي كُلِّ حَدَثٍ كَانَ، فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَصْرِفَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الِاثْنَيْنِ بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَنِفًا، فَلَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا أَصْبَحَ فِي الْمَسْجِدِ لِوَجَعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ -[220]- يُؤْذِنُهُ بِالصُّبْحِ، فَقَالَ: «قُلْ لِأَبِي بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ فِي صَلَاتِهِ فَكَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السِّتْرَ فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُرَّةَ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» . وَأَصْبَحَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مُفِيقًا فَخَرَجَ يَتَوَكَّأُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَلَى ثَوْبَانَ غُلَامَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ سَجَدَ النَّاسُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ سَجْدَةً مِنَ الصُّبْحِ وَهُمْ قِيَامٌ فِي الْأُخْرَى، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ فَرِحُوا بِهِ فَجَاءَ حَتَّى قَامَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فَقَدَّمَهُ فِي مُصَلَّاهُ، فَصَفَّا جَمِيعًا، رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ عَلَى رُكْنِهِ الْأَيْسَرِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ السُّورَةَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ يَتَشَهَّدُ، فَلَمَّا سَلَّمَ صَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ ثُمَّ انْصَرَفَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: " عُدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَجَاءَهُ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ نَاسًا لَا أُكَلِّمُهُمْ، فَلَمَّا لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ أَبْغِ مَنْ وَرَاءَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ لَهُ: صَلِّ بِالنَّاسِ يَا عُمَرُ فَقَامَ عُمَرُ فِي الْمَقَامِ وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا مُجْهَرًا، فَلَمَّا كَبَّرَ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَوْتَهُ فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ حَتَّى أَطْلَعَهُ لِلنَّاسِ مِنْ حُجْرَتِهِ، فَقَالَ: «§لَا، لَا، لَا، لِيُصَلِّ بِهِمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ» ، قَالَ: يَقُولُ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُغْضَبًا. قَالَ: فَانْصَرَفَ عُمَرُ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَأْمُرَنِيَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنِّي لَمَّا رَأَيْتُكَ لَمْ أَبْغِ مَنْ وَرَاءَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ حِينَ أَمَرْتَنِي إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَكَ بِذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا صَلَّيْتُ -[221]- بِالنَّاسِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَمَّا لَمْ أَرَ أَبَا بَكْرٍ رَأَيْتُكَ أَحَقَّ مِنْ غَيْرِهِ بِالصَّلَاةِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» . فَلَمَّا قَامَ أَبُو بَكْرٍ مَقَامَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ وَافْتُتِنَ، وَاشْتَدَّ بُكَاءُ مَنْ خَلْفَهُ لِفَقْدِ نَبِيِّهِمْ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ جَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قُولُوا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ افْتُتِنَ مِنَ الْبُكَاءِ وَالنَّاسِ خَلْفَهُ؛ فَقَالَتْ حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مُرُوا عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى يَرْفَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ؛ قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى عُمَرَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَهُ قَالَ: " مَنْ هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ تَكْبِيرَهُ؟ فَقَالَ لَهُ أَزْوَاجُهُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ جَاءَ، فَقَالَ: قُولُوا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ افْتُتِنَ مِنَ الْبُكَاءِ فَقَالَتْ حَفْصَةُ: مُرُوا عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكُنَّ لَصَوَاحِبُ يُوسُفَ، قُولُوا لِأَبِي بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَلَوْ لَمْ يَسْتَخْلِفْهُ مَا أَطَاعَ النَّاسُ "

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً فَجَاءَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَثَبَتَ مَكَانَهُ، وَقَعَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ مِنَ الْآيَةِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ -[222]- الْمُؤَذِّنُ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ لِنِسَائِهِ: «§مُرْنَ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَرِيضٌ لِأَبِي بَكْرٍ: " صَلِّ بِالنَّاسِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خِفَّةً فَخَرَجَ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «§لَمْ يُقْبَضْ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَمْ يُقْبَضْ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَبَّرَ عُمَرُ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَهُ، فَأَطْلَعَ رَأْسَهُ مُغْضَبًا فَقَالَ: «§أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟» أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ إِذَا وَجَدَ خِفَّةً خَرَجَ، وَإِذَا ثَقُلَ وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ يَوْمًا لِأَمْرٍ يَأْمُرُ النَّاسَ يُصَلُّونَ وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ غَائِبٌ، فَصَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا، لَا، أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟» قَالَ: فَانْتُقِضَتِ الصُّفُوفُ وَانْصَرَفَ عُمَرُ، قَالَ -[223]-: فَمَا بَرَحْنَا حَتَّى طَلَعَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَكَانَ بِالسُّنْحِ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَبْيَضِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي وَجَعِهِ إِذَا خُفَّ عَنْهُ مَا يَجِدُ خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَإِذَا وَجَدَ ثِقْلَهُ قَالَ: «§مُرُوا النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا» ، فَصَلَّى بِهِمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ يَوْمًا الصُّبْحَ فَصَلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ فَأَتَمَّ بِأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ الصَّلَاةَ أَتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا فَاتَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى فِي مَرَضِهِ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ ثُمَّ قَضَى الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَأَيْتُ هَذَا الثَّبْتَ عِنْدَ أَصْحَابِنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ: §كَمْ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ، قَالَ: «صَلَّى بِهِمْ سَبْعَ عَشْرَةَ صَلَاةً» قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ ذَلِكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ -[224]- الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§صَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ ثَلَاثًا»

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَكَدْ يُسْمِعُ النَّاسَ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ»

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالُوا: «§نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ»

ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه لأبي بكر، رضي الله عنه

§ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ لِأَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " إِنَّ أَحْدَثَ عَهْدِي بِنَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِخَمْسٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَيُحَرِّكُ كَفَّهُ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ خَلِيلٌ، أَلَا وَإِنَّ خَلِيلِي أَبُو بَكْرٍ، §إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي -[225]- مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَغْلِبُهُ الْبُكَاءُ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ دَعَوْنَا لَكَ ابْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: «ادْعُوا أَبَا بَكْرٍ» ، قَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ يَرِقُّ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ دَعَوْنَا لَكَ ابْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: «§إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ وَابْنِهِ، فَلْيَكْتُبْ، أَنْ يَطْمَعَ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ طَامِعٌ، أَوْ يَتَمَنَّ مُتَمَنٍّ» . ثُمَّ قَالَ: «يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ» ، فَدَعَوْا لَهُ ابْنَ الْخَطَّابِ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ» ، فَدَعَوْا لَهُ ابْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: «§إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَ يُوسُفَ» ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا لَكِ لَمْ تَدْعِي أَبَاكِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا أَمَرَكُمْ؟، قَالَتْ: عَلِمْتُ أَنَّهُمْ سَيَقُولُونَ إِذَا سَمِعُوا صَوْتَ أَبِي: بِئْسَ الْخَلَفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانُوا يَقُولُونَهَا لِعُمَرَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُولُوهَا لِأَبِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالَتْ: " بُدِئَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ: «لَوْ كَانَ ذَلِكَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ، وَأَدْعُو لَكِ، وَأُكَفِّنُكَ وَأَدْفِنُكِ» ، فَقُلْتُ: وَاثَكْلَاهُ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَظَلِلْتَ -[226]- يَوْمَكَ مُعْرِسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ، لَقَدْ هَمَمْتُ، أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِيكِ وَإِلَى أَخِيكِ فَأَقْضِيَ أَمْرِي، وَأَعْهَدَ عَهْدِي، فَلَا يَطْمَعُ فِي الْأَمْرِ طَامِعٌ، وَلَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ، أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ» ، ثُمَّ قَالَ: «كَلَّا، §يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ» ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِهِ: «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ عَلَيَّ ثَوْبَيْ حِبَرَةٍ وَأَنَا أَطَأُ فِي عَذِرَاتِ النَّاسِ وَفِي صَدْرِي رَقْمَتَيْنِ، فَقَالَ: «§أَمَّا الرَّقْمَتَانِ فَتَلِيَ سَنَتَيْنِ، وَأَمَّا الثَّوْبُ الْحِبَرَةُ فَمَا تُحْبَرُ بِهِ مِنْ وَلَدِكَ، وَأَمَّا الْعَذِرَةُ فَمَا يَنَالُكَ مِنْ أَذَاهُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُذَاكِرُهُ فِي الشَّيْءِ، فَقَالَ: §إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟، قَالَ: «فَأْتِ أَبَا بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يَعْنِي بَعْدَ الْمَوْتِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنَ قَتَادَةَ، قَالَ: " ابْتَاعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعِيرًا مِنْ رَجُلٍ إِلَى أَجَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟، يَعْنِي بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: «فَأْتِ أَبَا بَكْرٍ» ، قَالَ: فَإِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْ أَبَا بَكْرٍ؟، يَعْنِي بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: «فَأْتِ عُمَرَ» ، فَإِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْ عُمَرَ؟، قَالَ: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ §تَمُوتَ إِذَا مَاتَ عُمَرُ فَمُتْ»

ذكر سد الأبواب غير باب أبي بكر، رضي الله عنه

§ذِكْرُ سَدِّ الْأَبْوَابِ غَيْرَ بَابِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ سَالِمٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ فَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ» ، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُنَا عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ فَاخْتَارَ؟ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا بَكْرٍ، لَا تَبْكِ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا كَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §أَعْظَمَ النَّاسِ عَلَيَّ مَنًّا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَأَغْلِقُوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ كُلَّهَا فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: فَقَالَ نَاسٌ: أَغْلَقَ أَبْوَابَنَا وَتَرَكَ بَابَ خَلِيلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي قُلْتُمْ فِي بَابِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي أَرَى عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ نُورًا، §وَأَرَى عَلَى أَبْوَابِكُمْ ظُلْمَةً»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ -[228]- وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّ خُلَّةَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ، §سُدُّوا عَنْ كُلِّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، وَمَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فَاسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ، فَلَمَّا مَضَى تَشَهُّدُهُ كَانَ أَوَّلَ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنِ اسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ: «§إِنَّ عَبْدًا مِنْ عَبَّادِ اللَّهِ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ رَبِّهِ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ رَبِّهِ» ، فَفَطِنَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَوَّلَ النَّاسِ، فَعَرَفَ أَنَّمَا يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ امْرَأً أَفْضَلَ عِنْدِي يَدًا فِي الصَّحَابَةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: " لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْأَبْوَابِ لِتُسَدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §دَعْنِي أَفْتَحُ كَوَّةً أَنْظُرْ إِلَيْكَ حِينَ تَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُرِّ الْوَاقِفِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ فَتَحْتَ أَبْوَابَ رِجَالٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَا بَالُكَ سَدَدْتَ أَبْوَابَ رِجَالٍ فِي الْمَسْجِدِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبَّاسُ، §مَا فَتَحْتُ عَنْ أَمْرِي، وَلَا سَدَدْتُ عَنْ أَمْرِي»

ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ تَخْيِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ سَمِعْتُ أَنَّهُ، §لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَتْ: فَأَصَابَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ فِي مَرَضِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: « {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا» } [النساء: 69] ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا تُقْبَضُ نَفْسُهُ ثُمَّ يُرَى الثَّوَابَ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَيْهِ فَيُخَيَّرُ بَيْنَ أَنْ تُرَدَّ إِلَيْهِ إِلَى أَنْ يُلْحَقَ» ، قَالَتْ: فَكُنْتُ قَدْ حَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى مَالَتْ عُنُقُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ قَضَى، وَعَرَفْتُ الَّذِي قَالَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى ارْتَفَعَ وَنَظَرَ، قَالَتْ: قُلْتُ: إِذًا وَاللَّهِ لَا يَخْتَارُنَا، فَقَالَ: " مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الْجَنَّةِ، {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسَنُ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] "،

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: «إِنَّهُ §لَمْ يُقْبَضْ نَبِيُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذَيَّ غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ سَقْفِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: الْآنَ لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا، وَهُوَ صَحِيحٌ، فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قُلْتُ: §رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْآنَ يُخَيَّرُ، إِذًا لَا يَخْتَارُنَا "

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهِيَ مُسْنَدَةٌ إِلَى ظَهْرِهِ، يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ حَتَّى يُخَيَّرُ» . قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى» ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ ذَاهِبٌ "

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَسْنَدَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى صَدْرِهَا فَأَفَاقَ وَهِيَ تَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ، فَقَالَ: «§لَا، بَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى الْأَسْعَدَ، مَعَ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[231]- الله عليه وسلم فِي الْمَرَضِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهِ، قَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ وَصَفْوَانَ: «وَالَّذِي نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ بِيَدِهِ» وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ، §إِنَّ رَجُلًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ» ، فَلَمْ يَعْقِلْهَا مِنَ الْقَوْمِ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ " فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا، وَأَبْنَائِنَا، وَأَنْفُسِنَا، وَأَمْوَالِنَا، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ، فَمَا قَامَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ "

ذكر قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نسائه في مرضه من نفسه

§ذِكْرُ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ نِسَائِهِ فِي مَرَضِهِ مِنْ نَفْسِهِ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ يُحْمَلُ فِي ثَوْبٍ يُطَافُ بِهِ عَلَى نِسَائِهِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَقْسِمُ بَيْنَهُنَّ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيُسَوِّي بَيْنَهُنَّ وَيَقُولُ: «§اللَّهُمَّ هَذَا مَا أَمْلِكُ، وَأَنْتَ أَوْلَى بِمَا لَا أَمْلِكُ» . يَعْنِي الْحُبَّ فِي الْقَلْبِ

ذكر استئذان رسول الله، صلى الله عليه وسلم نساءه أن يمرض في بيت عائشة

§ذِكْرُ اسْتِئْذَانِ رَسُولِ اللَّهِ، صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ §-[232]- اسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا قَالَتْ ذَلِكَ لَهُنَّ فَاطِمَةُ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ يَشُقُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الِاخْتِلَافُ فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ مَيْمُونَةَ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، تَخُطُّ رِجْلَاهُ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ، فَزَعَمُوا أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي، قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، تَعْنِي الْفَضْلَ، وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَا قَالَتْ قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ عَلِيٌّ، إِنَّ عَائِشَةَ لَا تُطَيِّبُ لَهُ نَفْسًا بِخَيْرٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ: «§أَهْرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ» ، قَالَتْ: فَأَجْلَسَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ حَتَّى جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُمْ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى بِهِمْ وَخَطَبَهُمْ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَرَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِي عَلَى عَائِشَةَ فَأَذِنَتْ لَنَا، فَلَمَّا دَخَلْنَا جَذَبَتِ الْحِجَابَ، وَأَلْقَتْ لَنَا وِسَادَةً فَجَلَسْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِبَابِي يُلْقِي إِلَيَّ الْكَلِمَةَ يَنْفَعُ اللَّهُ بِهَا، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ مَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ، أَلْقِي لِي وِسَادَةً عَلَى الْبَابِ، فَأَلْقَتْ لِي وِسَادَةً -[233]-، فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا فِي طَرِيقِهِ، وَعَصَبْتُ رَأْسِي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟» فَقُلْتُ: أَشْتَكِي رَأْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا وَارَأْسَاهُ» . ثُمَّ مَضَى فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جِيءَ بِهِ مَحْمُولًا فِي كِسَاءٍ فَأُدْخِلَ بَيْتِي فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَاجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ فَقَالَ: «§إِنِّي أَشْتَكِي، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدُورَ بُيُوتَكُنَّ، فَإِنْ شِئْتُنَّ أَذِنْتُنَّ لِي فَكُنْتُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ» ، فَأَذِنَّ لَهُ، فَكُنْتُ وَأَنَا أُوَصِّبُهُ وَلَمْ أُوَصِّبْ مَرِيضًا قَطُّ قَبْلَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «§أَيْنَ أَنَا غَدًا؟» قَالُوا: عِنْدَ فُلَانَةَ، قَالَ: «فَأَيْنَ أَنَا بَعْدَ غَدٍ؟» قَالُوا: عِنْدَ فُلَانَةَ، فَعَرَفَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لِأُخْتِنَا عَائِشَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ حَتَّى اسْتُعِزَّ بِهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَعَرَفَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §يَوْمُنَا الَّذِي يُصِيبُنَا لِأُخْتِنَا، يَعْنِينَ عَائِشَةَ "

ذكر السواك الذي استن به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه

§ذِكْرُ السِّوَاكِ الَّذِي اسْتَنَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَخَلَ حُجْرَتِي فَاضْطَجَعَ فِي حِجْرِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ فِي يَدِهِ -[234]- سِوَاكٌ أَخْضَرُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ وَهُوَ فِي يَدِهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §تُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ هَذَا السِّوَاكَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ حَتَّى لَيَّنْتُهُ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَشَدِّ مَا رَأَيْتُهُ اسْتَنَّ بِسِوَاكٍ قَبْلَهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَكْوِهِ وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، وَفِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ، §فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْضِمَهُ فَقَضَمَتْهُ، ثُمَّ أَعْطَتْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " كَانَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عِنْدِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَاتَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَجُمِعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، قَالَ الْقَاسِمُ: قَدْ عَرَفْنَا كُلَّ الَّذِي تَقُولِينَ فَكَيْفَ جُمِعَ بَيْنَ رِيقِكِ وَرِيقِهِ؟ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أُمِّ رُومَانَ أَخِي عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ رَطْبٌ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُولَعًا بِالسِّوَاكِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُشْخِصُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ اقْضُمِ السِّوَاكِ فَنَاوَلَنِيهِ، §فَمَضَغْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَتَسَوَّكَ بِهِ، فَجُمِعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ "

ذكر اللدود الذي لد به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه

§ذِكْرُ اللَّدُودِ الَّذِي لُدَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ يَعْنِي حَاتِمَ بْنَ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اشْتَكَى فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ حِينَ أَفَاقَ وَالنِّسَاءُ يَلْدُدْنَهُ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ قَدْ لَدَدْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ، لَعَلَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَمَرَتْكُمْ بِهَذَا، أَكَانَتْ تَخَافُ أَنْ يَكُونَ فِيَّ ذَاتُ الْجَنْبِ؟ §مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَ عَلَيَّ ذَاتُ الْجَنْبِ، لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدُّ كَمَا لَدَدْنَنِي غَيْرُ عَمِّيَ الْعَبَّاسُ» . فَوَثَبَ النِّسَاءُ يَلِدُّ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَتْ تَأْخُذُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَاصِرَةُ، فَاشْتَدَّتْ بِهِ جِدًّا، وَأَخَذَتْهُ يَوْمًا فَأُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ عَلَى الْفِرَاشِ فَلَدَدْنَاهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ عَرَفَ أَنَا قَدْ لَدَدْنَاهُ فَقَالَ: «§كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ كَانَ يُسَلِّطُ عَلَيَّ ذَاتَ الْجَنْبِ؟ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْعَلَ لَهَا عَلَيَّ سُلْطَانًا، وَاللَّهِ لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لَدَدْتُمُوهُ إِلَّا عَمِّيَ الْعَبَّاسُ» ، قَالَتْ: فَمَا بَقِيَ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ نِسَائِهِ تَقُولُ: أَنَا صَائِمَةٌ، قَالُوا: تَرَيْنَ أَنَّا نَدَعُكِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ؟ فَلَدَدْنَاهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَبْيَضِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: بُدِيءَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَكَانَ إِذَا خُفَّ عَنْهُ مَا يَجِدُ خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَإِذَا وَجَدَ ثَقْلَةً قَالَ: «§مُرُوا النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا» ، فَتَخَوَّفْنَا -[236]- عَلَيْهِ ذَاتَ الْجَنْبِ، وَثَقُلَ فَلَدَدْنَاهُ فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خُشُونَةَ اللُّدِّ فَأَفَاقَ فَقَالَ: «مَا صَنَعْتُمْ بِي؟» قَالُوا: لَدَدْنَاكَ، قَالَ: «بِمَاذَا؟» قُلْنَا: بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ، وَشَيْءٍ مِنْ وَرْسٍ وَقَطَرَاتِ زَيْتٍ، فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِهَذَا؟» قَالُوا: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ: " هَذَا طِبٌّ أَصَابَتْهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا الْتَدَّ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، يَعْنِي الْعَبَّاسَ ثُمَّ قَالَ: «مَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخَافُونَ عَلَيَّ؟» قَالُوا: ذَاتَ الْجَنْبِ، قَالَ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَيَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، قَالَ: دَخَلَتْ أُمُّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ مِثْلَ هَذِهِ الْحُمَّى الَّتِي عَلَيْكَ عَلَى أَحَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَهَا: «يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلَاءُ كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ مَا يَقُولُ النَّاسُ؟» قَالَتْ: قُلْتُ: يَقُولُونَ: بِهِ ذَاتُ الْجَنْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَى رَسُولِهِ، إِنَّهَا هُمَزَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنَّهَا مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُهَا أَنَا وَابْنُكِ، هَذَا أَوَانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ وَجَعُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَدُّوهُ فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِهَذَا؟ أَخِفْتُمْ أَنْ تَكُونَ بِي ذَاتُ الْجَنْبِ؟ §مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَيَّ، أَمَرَتْكُمْ بِهَذَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، جَاءَتْ بِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا الْتَدَّ إِلَّا عَمِّيَ الْعَبَّاسُ» ، قَالَ: فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَلِدُّ بَعْضًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ هُمَا لَدَّتَاهُ، قَالَ: §فَالْتَدَّتْ يَوْمَئِذٍ مَيْمُونَةُ وَهِيَ صَائِمَةٌ لِقَسَمِ -[237]- النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ:، وَكَأَنَّهُ مِنْهُ عُقُوبَةٌ لَهُمْ "

ذكر الدنانير التي قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه

§ذِكْرُ الدَّنَانِيرِ الَّتِي قَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: " أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَنَانِيرَ فَقَسَمَهَا إِلَّا سِتَّةً فَدَفَعَ السِّتَّةَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَلَمْ يَأْخُذْهُ النَّوْمُ حَتَّى قَالَ: «مَا فَعَلَتِ السِّتَّةُ؟» قَالُوا: دَفَعْتَهَا إِلَى فُلَانَةَ قَالَ: «ائْتُونِي بِهَا» ، فَقَسَمَ مِنْهَا خَمْسَةً فِي خَمْسَةِ أَبْيَاتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ قَالَ: «§اسْتَنْفِقُوا هَذَا الْبَاقِيَ» ، وَقَالَ: «الْآنَ اسْتَرَحْتُ» فَرْقَدَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: لِعَائِشَةَ وَهِيَ مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِهَا: «يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ؟» قَالَتْ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ: «فَأَنْفِقِيهَا» ثُمَّ غُشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى صَدْرِهَا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «أَنْفَقْتِ تِلْكَ الذَّهَبَ يَا عَائِشَةُ؟» قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ: فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ فَعَدَّهَا فَإِذَا هِيَ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، فَقَالَ: «§مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِرَبِّهِ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟» ، فَأَنْفَقَهَا كُلَّهَا وَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَحْسِبُهُ الزُّبَيْرِيَّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، §لَوْ أَنَّ أُحُدًا ذَاكُمْ -[238]- عِنْدِي ذَهَبًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا تَأْتِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ وَأَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنِّي صَدَقَةً، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَأَسْرَعَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِمْ عَرَفَ مَا فِي وُجُوهِهِمْ فَقَالَ: «§كَانَ عِنْدِي تِبْرٌ فِي الْبَيْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ عِنْدِي فَأَمَرْتُ بِقَسْمِهِ»

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا فَعُرِفَ فِي وَجْهِهِ أَنَّهُ بَاتَ قَدْ أَهَمَّهُ أَمَرٌ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَسْتَنْكِرُ وَجْهَكَ، فَإِنَّكَ قَدْ أَهَمَّكَ اللَّيْلَةَ أَمْرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ذَاكَ مِنْ أُوقِيَّتَيْنِ مِنْ ذَهَبِ الصَّدَقَةِ بَاتَتَا عِنْدِي، لَمْ أَكُنْ وَجَّهْتُهُمَا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ: «§مَا فَعَلَتِ الْأَذْهُبُ؟» ، فَقُلْتُ: هِيَ عِنْدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ائْتِينِي بِهَا» وَهِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعَةِ وَالْخَمْسَةِ، فَجَعَلَهَا فِي كَفِّهِ ثُمَّ قَالَ: «مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟، أَنْفِقِيهَا»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّي تِلْكَ الذَّهَبَ» قَالَتْ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، وَهِيَ أَحَدُ الْعَدَدَيْنِ تِسْعَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَقَالَ: «§مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - شَكَّ يَعْقُوبُ - عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَتَتْ -[239]- رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةُ دَرَاهِمَ بَعْدَ أَنْ أَمْسَيْنَا، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَقَاعِدًا لَا يَأْتِيهِ النَّوْمُ حَتَّى سَمِعَ سَائِلًا يَسْأَلُ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي، فَمَا عَدَا أَنْ دَخَلَ فَسَمِعْتُ غَطِيطَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكُ أَوَّلَ اللَّيْلِ قَائِمًا وَقَاعِدًا لَا يَأْتِيكُ النَّوْمُ حَتَّى خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِي، فَمَا عَدَا أَنْ دَخَلْتَ فَسَمِعْتُ غَطِيطَكَ قَالَ: «أَجَلْ، أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ثَمَانِيَةُ دَرَاهِمَ بَعْدَ أَنْ أَمْسَى، §فَمَا ظَنُّ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهِيَ عِنْدَهُ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَةُ دَنَانِيرَ وَضَعَهَا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، §ابْعَثِي بِالذَّهَبِ إِلَى عَلِيٍّ» ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَغَلَ عَائِشَةَ مَا بِهِ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يُغْمَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَشْغَلُ عَائِشَةَ مَا بِهِ، فَبَعَثَتْ، يَعْنِي بِهِ، إِلَى عَلِيٍّ فَتَصَدَّقَ بِهِ، ثُمَّ أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ فِي جَدِيدِ الْمَوْتِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ النِّسَاءِ بِمِصْبَاحِهَا، فَقَالَتْ: اقْطُرِي لَنَا فِي مِصْبَاحِنَا مِنْ عُكَّتِكِ السَّمْنَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَمْسَى فِي جَدِيدِ الْمَوْتِ "

ذكر الكنيسة التي ذكرها أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وما قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ وَمَا قَالَ فِي ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَذَاكَرْنَ عِنْدَهُ فِي مَرَضِهِ كَنِيسَةً بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرْنَ مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرِهَا، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ قَدْ أَتَتَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[240]- عليه وسلم: «§أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرِ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسً، قَالَا: " لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «§لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، يُحَذِّرُهُمْ مِثْلَ مَا صَنَعُوا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا جُنْدُبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى بِخَمْسٍ يَقُولُ: «§أَلَا إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّهُ كَانَ فِي آخِرِ مَا عَهِدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ قَالَ: «§قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «§قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، لَا يَبْقَيَنَّ دِينَانِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ -[241]- عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «§لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ فَإِنَّهُمُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، فَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَزُورُوا قَبْرَهُ، وَلَكِنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ائْتَمَرُوا أَنْ يَدْفِنُوهُ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ وَاضِعًا رَأْسَهُ فِي حِجْرِي إِذْ قَالَ: «§قَاتَلَ اللَّهُ أَقْوَامًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، وَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ أَنْ يَدْفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَحْدَثَ عَهْدِي بِنَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِخَمْسٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§إِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اتَّخَذُوا بُيُوتَهُمْ قُبُورًا، أَلَا وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا قَدْ غَطَّى وَجْهَهُ بِبُرْدٍ عَدَنِيٍّ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: «§لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، يُحَرِّمُونَ الشُّحُومَ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَانَهَا»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ -[242]-، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا §لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»

ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه لأمته في مرضه الذي مات فيه

§ذِكْرُ الْكِتَابِ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَهُ لِأُمَّتِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اشْتَكَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَمِيسِ فَجَعَلَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، يَبْكِي وَيَقُولُ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَصَحِيفَةٍ §أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ لَيَهْجُرُ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ: أَلَا نَأْتِيكَ بِمَا طَلَبْتَ؟، قَالَ: «أَوَ بَعْدَ مَاذَا؟» ، قَالَ: فَلَمْ يَدْعُ بِهِ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، خَالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ، أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ، وَأَوْصَى بِثَلَاثٍ» ، قَالَ: «§أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوٍ مِمَّا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ» ، وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، فَلَا أَدْرِي قَالَهَا فَنَسِيتُهَا، أَوْ سَكَتَ عَنْهَا عَمْدًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ فِي مَرِضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ §دَعَا بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا لِأُمَّتِهِ كِتَابًا لَا يَضِلُّونَ وَلَا يَضِلُّونَ، قَالَ: فَكَانَ فِي الْبَيْتِ لَغَطٌ وَكَلَامٌ وَتَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: فَرَفَضَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا ثَقُلَ قَالَ: «يَا عَلِيُّ، §ائْتِنِي بِطَبَقٍ أَكْتُبُ فِيهِ مَا لَا تَضِلُّ أُمَّتِي بَعْدِي» ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ تَسْبِقَنِيَ نَفْسُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَحْفَظُ ذِرَاعًا مِنَ الصَّحِيفَةِ، قَالَ: فَكَانَ رَأْسُهُ بَيْنَ ذِرَاعِي وَعَضُدِي، فَجَعَلَ يُوصِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالَ: كَذَلِكَ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ، وَأَمَرَ بِشَهَادَةِ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ، مَنْ شَهِدَ بِهِمَا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ "

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ يَقُولُ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى خَدِّهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، قَالَ فَقَالُوا: إِنَّمَا يَهْجُرُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ النِّسَاءِ حِجَابٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اغْسِلُونِي بِسَبْعِ قِرَبٍ، وَأْتُونِي بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» فَقَالَ النِّسْوَةُ: ائْتُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَاجَتِهِ. قَالَ عُمَرُ -[244]-: فَقُلْتُ: اسْكُتْنَ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُهُ، إِذَا مَرِضَ عَصَرْتُنَّ أَعْيُنَكُنَّ، وَإِذَا صَحَّ أَخَذْتُنَّ بِعُنْقِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هُنَّ خَيْرٌ مِنْكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «§دَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لِأُمَّتِهِ لَا يَضِلُّوا وَلَا يُضَلُّوا، فَلَغَطُوا عِنْدَهُ حَتَّى رَفَضَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَفَاةُ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا كَثُرَ اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ وَغَمُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «قُومُوا عَنِّي» ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ الرَّزِيَّةُ كُلُّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «§ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ لِفُلَانَةَ وَفُلَانَةَ مَدَائِنَ الرُّومِ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ بِمَيِّتٍ حَتَّى نَفْتَتِحَهَا، وَلَوْ مَاتَ لَانْتَظَرْنَاهُ كَمَا انْتَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فَقَالَتْ -[245]- زَيْنَبُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَلَا تَسْمَعُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَعْهَدُ إِلَيْكُمْ؟ فَلَغَطُوا فَقَالَ: «قُومُوا» ، فَلَمَّا قَامُوا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَانَهُ "

ذكر ما قال العباس بن عبد المطلب لعلي بن أبي طالب في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَا قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، §كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: أَلَا تَرَى؟ أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا إِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، فَوَاللَّهِ لَا نَسْأَلُهُ أَبَدًا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: " §إِنِّي أَكَادُ أَعْرِفُ فِيهِ الْمَوْتَ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ فَنَسْأَلْهُ مَنْ يَسْتَخْلِفُ، فَإِنِ اسْتَخْلَفَ مِنَّا فَذَاكَ، وَإِلَّا أَوْصَى -[246]- بِنَا فَحَفَظَنَا مَنْ بَعْدَهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عِنْدَ ذَلِكَ مَا قَالَ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: «ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ تُبَايِعْكَ النَّاسُ» ، فَقَبَضَ الْآخَرُ يَدَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَرْسَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَمَعَهُمْ عِنْدَهُ، قَالَ وَكَانَ عَلِيُّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةٍ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيَا لَمْ أُحِبُّ أَنْ أَقْطَعَ فِيهِ شَيْئًا حَتَّى أَسْتَشِيرَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَمَا هُوَ؟، قَالَ: نَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَسْأَلُهُ §إِلَى مَنْ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَإِنْ كَانَ فِينَا لَمْ نُسَلِّمْهُ وَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنَّا فِي الْأَرْضِ طَارِفٌ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا لَمْ نَطْلُبْهَا بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا عَمِّ، وَهَلْ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا إِلَيْكَ، وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يُنَازِعُكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا، وَلَمْ يَدْخُلُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا تُرِيدُ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: " §أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَخْلِفَ مِنَّا خَلِيفَةً؛ فَقَالَ عَلِيُّ: لَا تَفْعَلْ قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ أَخْشَى أَنْ يَقُولَ لَا، فَإِذَا ابْتَغَيْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا أَلَيْسَ قَدْ أَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ يُحَدِّثُ عَمِّيَ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ الْعَبَّاسُ: «يَا عَلِيُّ §قُمْ حَتَّى أُبَايِعَكَ وَمَنْ حَضَرَ، فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا كَانَ لَمْ يُرَدُّ مِثْلُهُ وَالْأَمْرُ فِي أَيْدِينَا» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَأَحَدٌ؟ يَعْنِي يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُنَا؛ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَظُنُّ وَاللَّهِ سَيَكُونُ، فَلَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَسْجِدِ -[247]- فَسَمِعَ عَلِيٌّ التَّكْبِيرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: هَذَا مَا دَعَوْتُكَ إِلَيْهِ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيَكُونُ هَذَا؟، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا رُدَّ مِثْلُ هَذَا قَطُّ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ وَتَخَلَّفَ عِنْدَهُ عَلِيُّ وَعَبَّاسٌ وَالزُّبَيْرُ، فَذَلِكَ حِينَ قَالَ عَبَّاسٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ "

ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته في مرضه، صلوات الله عليهما وسلامه

§ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ ابْنَتِهِ فِي مَرَضِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَامُهُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: «§أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ هَذَا، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لَحَاقًا بِهِ فَضَحِكْتُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ جَالِسَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا فَبَكَتْ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ، آسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَدِيثِهِ ثُمَّ تَبْكِينَ؟ قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سَرَّهُ -[248]- فَلَمَّا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: قَالَ: «إِنَّ جَبْرَائِيلَ كَانَ يَأْتِينِي كُلَّ عَامٍ فَيُعَارِضَنِي بِالْقُرْآنِ مَرَّةً وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَظُنُّ إِلَّا أَجَلِي قَدْ حَضَرَ وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» قَالَتْ وَقَالَ: «أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «§أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قَالَتْ: فَضَحِكْتُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا فَاطِمَةَ فَنَاجَاهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ نَاجَاهَا فَضَحِكَتْ، فَلَمْ أَسْأَلْهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُ فَاطِمَةَ عَنْ بُكَائِهَا وَضَحِكِهَا فَقَالَتْ: أَخْبَرَنِي صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَمُوتُ، ثُمَّ §أَخْبَرَنِي أَنِّي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، فَلِذَلِكَ ضَحِكْتُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ ضَاحَكَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا أَنَّهُ قَدْ تُمُودِيَ بِطَرَفِ فِيهَا»

ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه لأسامة بن زيد رحمه الله

§ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بَعَثَ أُسَامَةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُوطِئَ الْخَيْلَ نَحْوَ الْبَلْقَاءِ حَيْثُ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَعْفَرٌ، فَجَعَلَ أُسَامَةُ وَأَصْحَابُهُ يَتَجَهَّزُونَ وَقَدْ عَسْكَرَ بِالْجُرْفِ، فَاشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[249]- وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ رَاحَةً فَخَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ» ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتُعِزَّ بِهِ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلُ النَّاسِ: اسْتَعْمَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ فَلَعَمْرِي لَئِنْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَتِهِ لَقَدْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ بِالْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ لَخَلِيقًا بِهَا» ، قَالَ: فَخَرَجَ جَيْشُ أُسَامَةَ حَتَّى عَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ وَتَتَامَّ النَّاسُ إِلَيْهِ فَخَرَجُوا وَثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقَامَ أُسَامَةُ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ مَا اللَّهُ قَاضٍ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أُسَامَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ هَبَطْتُ مِنْ مُعَسْكَرِي وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يُصُبُّهَا عَلَيَّ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَكَانَ النَّاسُ طَعَنُوا فِيهِ أَيْ فِي صِغَرِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ §النَّاسَ قَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ، وَقَدْ كَانُوا طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُمَا لَخَلِيقَانِ لَهَا، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ آلًا فَأُوصِيكُمْ بِأُسَامَةَ خَيْرًا»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنُ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ -[250]-، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، جَمِيعًا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا أُسَامَةَ وَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَقَالَ كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ: «أَلَا إِنَّكُمْ §تَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَبِيهِ مِنْ قَبْلُ وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبُّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا مِنْ بَعْدِهِ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا، فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ» . قَالَ سَالِمٌ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ قَطُّ، إِلَّا قَالَ: مَا حَاشَا فَاطِمَةَ

ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه للأنصار رحمهم الله

§ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ لِلْأَنْصَارِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نَصُبَّ عَلَيْهِ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ مِنْ سَبْعِ آبَارٍ فَفَعَلْنَا , فَلَمَّا اغْتَسَلَ وَجَدَ الرَّاحَةَ -[251]- فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ خَطَبَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أُحُدٍ وَدَعَا لَهُمْ، ثُمَّ أَوْصَى بِالْأَنْصَارِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، §إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وَأَصْبَحَتِ الْأَنْصَارُ لَا تَزِيدُ عَلَى هَيْئَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ هُمْ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا , أَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، §إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وَأَصْبَحَتِ الْأَنْصَارُ لَا تَزِيدُ عَلَى هَيْئَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ , وَإِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مُسْتَكِفُّونَ يَتَخَبَّرُونَ عَنْهُ , فَخَرَجَ مُشْتَمِلًا، قَدْ طَرَحَ طَرَفَيْ ثَوْبِهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، عَاصِبًا رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ بَيْضَاءَ , فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، قَالَ فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي وَنَعْلِي وَكِرْشِي الَّتِي آكُلُ فِيهَا، فَاحْفَظُونِي فِيهِمُ اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ مُرَّةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «إِنَّ §لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةٌ، أَوْ ضَيْعَةٌ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ تَرِكَتِي، أَوْ ضَيْعَتِي , وَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ -[252]- عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي , وَإِنَّ كَرِشِيَ الْأَنْصَارُ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغِسِّيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ هَذِهِ الْأَنْصَارُ فِي الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهَا وَرِجَالُهَا يَبْكُونَ عَلَيْكَ قَالَ: «وَمَا يُبْكِيهِمْ؟» قَالُوا: يَخَافُونَ أَنْ تَمُوتَ ثُمَّ اجْتَمَعُوا فِي الْحَدِيثِ، فَقَالُوا جَمِيعًا فِي حَدِيثِهِمْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ مُشْتَمِلًا مُتَعَطِّفًا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ طَارِحًا طَرَفَهَا عَلَى مَنْكَبَيْهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ , قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَسِخَةٍ , وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ دَسْمَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ النَّاسِ §إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ , فَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمَرِهِمْ شَيْئًا فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِ: خَرَجَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ حَتَّى قُبِضَ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بِأَوْلَادِهِمْ وَخَدَمِهِمْ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ §إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوْا مَا عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ مَا عَلَيْكُمْ , فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، §إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «آمُرُكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، أَخَذَ عَرِيفَ الْأَنْصَارِ فَهَمَّ بِهِ , قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَوَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْأَنْصَارِ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ فِيهِمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: §أَوْصَى أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأَنْ يُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ , قَالَ: فَتَمَعَّكَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى سَقَطَ عَلَى بِسَاطِهِ، وَتَمَعَّكَ عَلَيْهِ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ عَلَى الْبِسَاطِ، وَقَالَ: أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ , أَرْسِلَاهُ، أَوْ قَالَ: دَعَاهُ "

ذكر ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه

§ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «§الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ، حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا كَادَ يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ: «§الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ -[254]- بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَوْتِ جَعَلَ يَقُولُ: «§الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» قَالَ يَزِيدُ: فَجَعَلَ يَقُولُهَا وَمَا يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ , وَقَالَ عَفَّانُ: فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا وَمَا يُفِيضُ لِسَانُهُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «§اللَّهَ اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمُ أَلْبِسُوا ظُهُورَهُمْ، وَأَشْبِعُوا بُطُونَهُمْ، وَأَلِينُوا لَهُمُ الْقَوْلَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخِرَ عَهْدِهِ §أَوْصَى أَنْ لَا يُتْرَكَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ دِينَانِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ , لَا يَبْقَيَنَّ دِينَانِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّهُ كَانَ فِي آخِرِ مَا عَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْصَى بِالرُّهَاوِيِّينَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ الرُّهَاءِ , قَالَ: وَأَعْطَاهُمْ مِنْ خَيْرٍ، قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: «لَئِنْ بَقِيتُ §لَا أَدَعُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَيْنِ»

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ هِزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالدَّارِيِّينَ وَالرُّهَاوِيِّينَ وَبِالدُّوسِيِّينَ خَيْرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ وَهُوَ يَقُولُ: «§أَلَا لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: دَخَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: «يَا فَضْلُ، شُدَّ هَذِهِ الْعِصَابَةَ عَلَى رَأْسِي» , فَشَدَّهَا، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَرِنَا يَدَكَ» قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَانْتَهَضَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، وَإِنَّمَا أَنَا بِشْرٌ، §فَأَيُّمَا رَجُلٍ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ شَيْئًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَقْتَصَّ وَأَيُّمَا رَجُلٍ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ بَشَرِهِ شَيْئًا فَهَذَا بَشَرِي فَلْيَقْتَصَّ وَأَيُّمَا رَجُلٍ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا فَهَذَا مَالِي فَلْيَأْخُذْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَاكُمْ بِي رَجُلٌ كَانَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَأَخَذَهُ أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ رَبِّي وَأَنَا مُحَلَّلٌ لِي، وَلَا يَقُولَنَّ رَجُلٌ إِنِّي أَخَافُ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ طَبِيعَتِي، وَلَا مِنْ خُلُقِي وَمَنْ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى شَيْءٍ فَلْيَسْتَعِنْ بِي حَتَّى أَدْعُوَ لَهُ» ؛ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَتَاكَ سَائِلٌ فَأَمَرْتَنِي فَأَعْطَيْتُهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمٍ. قَالَ: «صَدَقَ، أَعْطِهَا إِيَّاهُ يَا فَضْلُ» قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَبَخِيلٌ، وَإِنِّي لَجَبَانٌ، وَإِنِّي لَنَؤُومٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالنَّوْمَ فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي لِكَذَا، وَإِنِّي لِكَذَا، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي ذَلِكَ قَالَ: «اذْهَبِي إِلَى مَنْزِلِ عَائِشَةَ» فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِ عَائِشَةَ وَضَعَ عَصَاهُ عَلَى رَأْسِهَا ثُمَّ دَعَا لَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَكَثَتْ تُكْثِرُ السُّجُودَ، فَقَالَ: «أَطِيلِي السُّجُودَ، فَإِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ إِذَا كَانَ سَاجِدًا» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَوَاللَّهِ مَا فَارَقَتْنِي حَتَّى عَرَفْتُ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَعَلَّقُوا عَلَيَّ بِوَاحِدَةٍ , §مَا أَحْلَلْتُ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَمَا حَرَّمْتُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ وَاللَّهِ لَا تُمْسِكُونَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ , إِنِّي §لَا أُحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَلَا أُحَرِّمُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ , يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ , اعْمَلَا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ , إِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي عَبْدَ مَنَافٍ، §لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سَلُونِي مَا شِئْتُمْ»

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ , بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أَمِّنَا عَائِشَةَ وَتَشَدَّدَ لَنَا فَقَالَ: " §مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، جَبَرَكُمُ الْلَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفَعَكُمُ الْلَّهُ نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَقَاكُمُ اللَّهُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ، أَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَأُحَذِّرُكُمُ اللَّهَ، إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَلَكُمْ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلَهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83] ، وَقَالَ: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 60] ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى أَجَلُكَ؟، قَالَ -[257]-: «دَنَا الْفِرَاقُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، وَالْكَأْسِ الْأَوْفَى، وَالْحَظِّ وَالْعَيْشِ الْمُهَنَّى» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُغَسِّلُكَ؟، فَقَالَ: «رِجَالٌ مِنْ أَهْلِي، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟، فَقَالَ: «فِي ثِيَابِي هَذِهِ إِنْ شِئْتُمْ، أَوْ ثِيَابِ مِصْرَ، أَوْ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ» ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ وَبَكَيْنَا وَبَكَى، فَقَالَ: «مَهْلًا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا إِذَا أَنْتُمْ غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي هَذَا عَلَى شَفَةِ قَبْرِي فِي بَيْتِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ حَبِيبِي وَخَلِيلِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَعَهُ جُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهِمْ , ثُمَّ ادْخُلُوا فَوْجًا فَوْجًا فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلَّمُوا تَسْلِيمًا، وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ وَلَا بِرَنَّةٍ، وَلْيَبْتَدِئ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِي، ثُمَّ نِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ غَابَ مِنْ أَصْحَابِي، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ تَبِعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ قَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ؟ قَالَ: «أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرِينَ، يَرَونَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ»

ذكر نزول الموت برسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ نُزُولِ الْمَوْتِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَشْتَكِ شَكْوَى إِلَّا سَأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ حَتَّى كَانَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَدْعُو بِالشِّفَاءِ وَطَفِقَ يَقُولُ: «يَا نَفْسُ، §مَا لَكِ تَلُوذِينَ كُلَّ مَلَاذٍ؟»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتُ دَعَا بِقَدَحٍ -[258]- مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ يَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى كَرْبِ الْمَوْتِ» قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: «§ادْنُ مِنِّي يَا جِبْرِيلُ , ادْنُ مِنِّي يَا جِبْرِيلُ» , ثَلَاثًا "

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ وَهُوَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتُ كَانَ عِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ يَمْسَحُ يَدَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ §أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتُ طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا أَلْقَاهَا عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «§لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»

ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا بَقِيَ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثٌ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ , يَقُولُ لَكَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟، قَالَ: «§أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا» فَلَمَّا -[259]- كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ , يَقُولُ لَكَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: «أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا» ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَهَبَطَ مَعَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَنَزَلَ مَعَهُ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ يَسْكُنُ الْهَوَاءَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاءِ قَطُّ، وَلَمْ يَهْبِطِ إِلَى الْأَرْضِ مُنْذُ يَوْمَ كَانَتِ الْأَرْضُ، عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ لَيْسَ مِنْهُمْ مَلَكٌ إِلَّا عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ، فَسَبَقَهُمْ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ , وَيَقُولُ لَكَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا» ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: جِبْرِيلُ: يَا أَحْمَدُ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمَيٍّ كَانَ قَبْلَكَ وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمَيٍّ بَعْدَكَ قَالَ: «ائْذَنْ لَهُ» فَدَخَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ فِي كُلِّ مَا تَأْمُرُنِي , إِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْبِضَ نَفْسَكَ قَبَضْتُهَا وَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتْرُكَهَا تَرَكْتُهَا قَالَ: «وَتَفْعَلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟» ، قَالَ: بِذَلِكَ أُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ فِي كُلِّ مَا أَمَرْتَنِي فَقَالَ: جِبْرِيلُ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَيْكَ قَالَ: «فَامْضِ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ لَمَا أُمِرْتَ بِهِ» قَالَ: جِبْرِيلُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا آخِرُ مُوَاطَئِي الْأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَالْحِسَّ وَلَا يَرَوْنَ الشَّخْصَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوفُونَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185] إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً عَنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ , فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، إِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ " -[260]-. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرْكُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَا: بَلَى، حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ: لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ عَلِيُّ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لَا قَالَ: هَذَا الْخِضْرُ "

ذكر من قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوص وإنه توفي ورأسه في حجر عائشة

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُوصِ وَإِنَّهُ تُوُفِّيَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: آَوْصَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ. قَالَ مَالِكٌ وَقَالَ طَلْحَةُ قَالَ هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَأَبُو بَكْرٍ كَانَ يَتَأَمَرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ §وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهْدًا فَخُزِمَ أَنْفُهُ بِخِزَامَةٍ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ»

أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: آَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: §كَيْفَ أَوْصَى وَلَقَدْ دَعَا بِالطَّسْتِ لِيَبُولَ فِيهَا فَانْخَنَثَ فِي حِجْرِي وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ مَاتَ , وَمَا مَاتَ إِلَّا بَيْنَ سَحْرِي -[261]- وَنَحْرِي "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قِيلَ لِأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟ قَالَتْ: «§لَقَدْ كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَبَالَ فِيهَا، فَلَقَدِ انْخَنَثَ فِي حِجْرِي وَمَا شَعَرْتُ بِهِ. فَمَتَى أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟»

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُوصِ، §وَقُبِضَ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِ عَائِشَةَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى صَدْرِي، وَقَدْ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى عَاتِقِي، إِذْ مَالَ رَأْسُهُ، §فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ شَيْئًا مِنْ رَأْسِي، وَخَرَجَتْ مِنْ فِيهِ نُطْفَةٌ بَارِدَةٌ فَوَقَعَتْ عَلَى ثُغْرَةِ نَحْرِي فَاقْشَعَرَّ لَهَا جِلْدِي , فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَسَجَّيْتُهُ بِثَوْبٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي , وَكَانَ جِبْرِيلُ يَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ فَذَهَبْتُ أَدْعُو لَهُ , فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى» قَالَتْ: فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً , قَالَتْ فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا وَطَيَّبْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا , ثُمَّ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا فَسَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ أَوْ سَقَطَتْ يَدُهُ , فَجَمَعَ اللَّهُ رِيقِي وَرِيقَهُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -[262]-، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «إِنَّ §مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ مَاتَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَفِي بَيْتِي، وَفِي دَوْلَتِي، وَلَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَفِي دَوْلَتِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَفِي دَوْلَتِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا , فَعَجِبْتُ مِنْ حَدَاثَةِ سِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ فِي حِجْرِي فَلَمْ أَتْرُكْهُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى يُغَسَّلَ، وَلَكِنْ تَنَاوَلْتُ وِسَادَةً فَوَضَعْتُهَا تَحْتَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قُمْتُ مَعَ النِّسَاءِ أَصِيحُ وَأَلْتَدِمُ , وَقَدْ وَضَعْتُ رَأْسَهُ عَلَى الْوِسَادَةِ، وَأَخَّرْتُهُ عَنْ حِجْرِي»

ذكر من قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي بن أبي طالب

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حِجْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارَ قَامَ زَمَنَ عُمَرَ فَقَالَ وَنَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَ عُمَرُ: سَلْ عَلِيًا؛ قَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ هُنَا؛ فَسَأَلَهُ فَقَالَ عَلِيُّ: " §أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى مَنْكِبِي، فَقَالَ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» فَقَالَ كَعْبٌ: كَذَلِكَ آخِرُ -[263]- عَهْدِ الْأَنْبِيَاءِ، وَبِهِ أُمِرُوا، وَعَلَيْهِ يُبْعَثُونَ. قَالَ: فَمَنْ غَسَّلَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَلْ عَلِيًّا؛ قَالَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: كُنْتُ أنَا أُغَسِّلُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ جَالِسًا، وَكَانَ أُسَامَةُ وَشُقْرَانُ يَخْتَلِفَانِ إِلَيَّ بِالْمَاءِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ: «§ادْعُوا لِي أَخِي» ، قَالَ: فَدُعِيَ لَهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: «ادْنُ مِنِّي» ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَاسْتَنَدَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَنِدًا إِلَيَّ وَإِنَّهُ لِيُكَلِّمُنِي حَتَّى إِنَّ بَعْضَ رِيقِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَيُصِيبُنِي، ثُمَّ نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَثَقُلَ فِي حِجْرِي، فَصِحْتُ: يَا عَبَّاسُ، أَدْرَكَنِي فَإِنِّي هَالِكٌ، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ فَكَانَ جَهْدُهُمَا جَمِيعًا أَنْ أَضْجَعَاهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: «§قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ، وَغَسَّلَهُ عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ، وَأُسَامَةُ يُنَاوِلُ الْفَضْلَ الْمَاءَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ أَحَدٍ؟ قَالَ: " §تُوُفِّيَ وَهُوَ لَمُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِ عَلِيٍّ. قُلْتُ: فَإِنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَعْقِلُ؟ وَاللَّهِ لَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَمُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِ عَلِيٍّ , وَهُوَ الَّذِي غَسَّلَهُ وَأَخِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبَى أَبِي أَنْ يَحْضُرَ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنَا -[264]- أَنْ نَسْتَتِرَ، فَكَانَ عِنْدَ السِّتْرِ "

ذكر تسجية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي بثوب حبرة

§ذِكْرُ تَسْجِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ بِثَوْبٍ حِبَرَةٍ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: «§سُجِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ بِثَوْبٍ حِبَرَةٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: §لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُجِّي بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ»

ذكر تقبيل أبي بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

§ذِكْرُ تَقْبِيلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسْيَانِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم -[265]- لَمَّا قُبِضَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: «§بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَ حَيَاتَكَ، وَأَطْيَبَ مِيتَتَكَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: «§مَا أَطْيَبَ مَحْيَاكَ وَمَمَاتِكَ لَأَنْتَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَسْقِيَكَ مَرَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَرَفَعْتُ الْحِجَابَ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَاسْتَرْجَعَ فَقَالَ: «§مَاتَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ» ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَقَالَ: وَانَبِيَّاهُ ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: وَاخَلِيلَاهُ ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: وَاصَفِيَّاهُ ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ سَجَّاهُ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ خَرَجَ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَلَكَ، فَقَالُوا: §لَا إِذْنَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، فَقَالَ: «صَدَقْتُمْ فَدَخَلَ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَبَّلَهُ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ , فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ §لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا , أَمَّا الْمُوتَةُ الْأُولَى الَّتِي -[266]- كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا انْتَهَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى، قَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: «§طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، قَالَا: «§قَبَّلَ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , يَعْنِيَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

ذكر كلام الناس حين شكوا في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ كَلَامِ النَّاسِ حِينَ شَكُّوا فِي وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَكَى النَّاسُ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيبًا فَقَالَ: «§لَا أَسْمَعَنَّ أَحَدًا يَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَلَكِنَّهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ كَمَا أُرْسِلَ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلُهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَاتَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّمَا عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى، قَالَ: وَقَامَ عُمَرُ خَطِيبًا يُوعِدُ الْمُنَافِقِينَ , قَالَ: وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى، لَا يَمُوتُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي أَقْوَامٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ قَالَ: فَمَا زَالَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ حَتَّى أَزْبَدَ شِدْقَاهُ , قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْسَنُ كَمَا يَأْسَنُ الْبَشَرُ , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ , §أَيُمِيتُ أَحَدَكُمْ إِمَاتَةً وَيُمِيتُهُ إِمَاتَتَيْنِ؟ هُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ , فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُونَ فَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ التُّرَابَ فَيُخْرِجَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , مَا مَاتَ حَتَّى تَرَكَ السَّبِيلَ نَهْجًا وَاضِحًا , أَحَلَّ الْحَلَالَ، وَحَرَّمَ الْحَرَامَ، وَنَكَحَ وَطَلَّقَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ , وَمَا كَانَ رَاعِيَ غَنَمٍ يَتَّبِعُ بِهَا صَاحِبُهَا رُءُوسَ الْجِبَالِ يَخْبِطُ عَلَيْهَا الْعِضَاةَ بِمِخْبَطِهِ وَيَمْدُرُ حَوْضَهَا بِيَدِهِ بِأَنْصَبَ وَلَا أَدْأَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِيكُمْ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَأْذَنَ عُمَرُ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَكَشَفَا الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاغَشْيَا مَا أَشَدَّ غَشْيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَا فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْبَابِ قَالَ الْمُغِيرَةُ: يَا عُمَرُ، مَاتَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ تَحُوشُكَ فِتْنَةٌ، وَلَنْ يَمُوتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى يُفْنِيَ الْمُنَافِقِينَ. ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: اسْكُتْ فَسَكَتَ فَصَعِدَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] , حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ: " §مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ لَا يَمُوتُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا -[268]- أَبُو بَكْرٍ وَذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ فَبَايِعُوهُ. فَبَايَعَهُ النَّاسُ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الْمَسْجِدَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاسَ , فَمَضَى حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجًّى بِهِ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: «§بِأَبِي أَنْتَ وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ الْمَوْتَتَيْنِ , لَقَدْ مِتَّ الْمُوتَةَ الَّتِي لَا تَمُوتُ بَعْدَهَا» ، ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ وَعُمَرُ يُكَلِّمُهُمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ , فَكَلَّمَهُ أَبُو بَكْرٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا أَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ تَشَهُّدَهُ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] . فَلَمَّا تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ أَيْقَنَ النَّاسُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَتَلَقَّاهَا النَّاسُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ حِينَ تَلَاهَا أَوْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَزَعَمَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَتْلُوهَا فَعَقِرْتُ وَأَنَا قَائِمٌ حَتَّى خَرَرْتُ إِلَى الْأَرْضِ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم -[269]- مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، فَقَامَ عُمَرُ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاللَّهِ §مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ عُمَرُ " وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: " بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَبَا بَكْرٍ وَجَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ لَا يَمُوتُ. وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] . فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ , فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يُبْلِغَهُ أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغُ النَّاسِ فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ السُّلَمِيُّ: لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ أَبَدًا , مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا، وَأَكْرَمُهُمْ أَحْسَابًا , يَعْنِي قُرَيْشًا , فَبَايِعُوا عُمَرَ وَأَبَا عُبَيْدَةَ , فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ , فَأَنْتَ سَيِّدُنَا، وَأَنْتَ خَيْرُنَا، وَأَحَبُّنَا إِلَى نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ , فَبَايَعَهُ النَّاسُ , فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ -[270]-، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " أَنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ خَطِيبًا فَقَالَ: أَلَا §لَا أَسْمَعَنَّ أَحَدًا يَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا مَاتَ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَبُّهُ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً "

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ تِلْكَ: «§إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ»

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَتَيَمَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «§بِأَبِي أَنْتَ وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا , أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّهَا»

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ , فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، §فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ , قَالَ اللَّهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا حِينَ تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ , قَالَ: فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا تَسْمَعُ بَشَرًا إِلَّا يَتْلُوهَا "

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا، فَعَقِرْتُ حَتَّى وَاللَّهِ مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، وَعَرَفْتُ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ»

قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي -[271]- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْغَدَ حِينَ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَمْسِ مَقَالَةً لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ , وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُهَا فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَلَا فِي عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ كَلِمَةً يُرِيدُ حَتَّى يَكُونَ آخِرَنَا , فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ , وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هُدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَكُمْ فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا لِمَا هُدِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ائْتَمَرَ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: " تَرَبَّصُوا بِنَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم لَعَلَّهُ عُرِجَ بِهِ، قَالَ: فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى رَبَا بَطْنُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: اقْتَحَمَ النَّاسُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَقَالُوا: " §كَيْفَ يَمُوتُ وَهُوَ شَهِيدٌ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ، فَيَمُوتَ وَلَمْ يَظْهَرْ عَلَى النَّاسِ؟ لَا وَاللَّهِ مَا مَاتَ، وَلَكِنَّهُ رُفِعَ كَمَا رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلّى الله عليه وسلم وَلَيَرْجِعَنَّ وَتَوَعَّدُوا مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَاتَ، وَنَادَوْا فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَعَلَى الْبَابِ: «لَا تَدْفِنُوهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: «§هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[272]- فِي وَفَاتِهِ فَيُحَدِثْنَاهُ؟» ، فَقَالُوا: لَا قَالَ: هَلْ عِنْدَكَ يَا عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ: لَا قَالَ الْعَبَّاسُ: «اشْهَدُوا أَنَّ أَحَدًا لَا يَشْهَدُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ إِلَّا كَذَّابٌ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَقَدْ ذَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهَا الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ عَنْ أُمِّ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ لَمَّا شُكَّ فِي مَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ مَاتَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَمُتْ وَضَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ يَدَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَالَتْ: «§قَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , قَدْ رُفِعَ الْخَاتَمُ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ»

ذكر كم مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم , واليوم الذي توفي فيه

§ذِكْرُ كَمْ مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَالْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اشْتَكَى يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَاشْتَكَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً , §وَتُوُفِّيَ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «§اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ -[273]- أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قال: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالُوا: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فَجَلَسَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى دُفِنَ مِنَ اللَّيْلِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَمَكَثَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ حَتَّى دُفِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ: «بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ نَبِيُّكُمْ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: «§تُرِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً حَتَّى رَبَا قَمِيصُهُ، وَرُئِيَ فِي خِنْصَرِهِ انْثِنَاءٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «§لَمْ يُدْفَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى عُرِفَ الْمَوْتُ فِيهِ، فِي أَظْفَارِهِ اخْضَرَّتْ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَظْلَمَ مِنْهَا , يَعْنِي الْمَدِينَةَ , كُلُّ شَيْءٍ §وَمَا نَفَضْنَا عَنْهُ الْأَيْدِي مِنْ دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا»

ذكر التعزية برسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ التَّعْزِيَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[275]- صلّى الله عليه وسلم «§سَيُعَزِّي النَّاسَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي التَّعْزِيَةُ بِي» فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ مَا هَذَا؟ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَيُعَزِّي الْمُسْلِمِينَ فِي مَصَائِبِهِمُ الْمُصِيبَةُ بِي»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَتِ التَّعْزِيَةُ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ، قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185] ، إِنَّ §فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ , فَبِاللَّهِ فَثِقُوا , وَإِيَّاهُ فَارْجُوا , إِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابُ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

ذكر القميص الذي غسل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْقَمِيصِ الَّذِي غُسِّلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، جَمِيعًا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[276]- وسلم §غُسِّلَ فِي قَمِيصٍ» . قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: فِي حَدِيثِهِ: حِينَ قُبِضَ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، بَلَغَهُ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ عِنْدَ غَسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرَادُوا نَزْعَ قَمِيصِهِ فَسَمِعُوا، صَوْتًا يَقُولُ: «§لَا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ فَلَمْ يُنْزَعْ قَمِيصُهُ وَغُسِّلَ وَهُوَ عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: «§لَا تَخْلَعُوا الْقَمِيصَ فَغُسِّلَ وَعَلَيْهِ الْقَمِيصُ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا هُمْ يُغَسِّلُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِذْ نُودُوا: §لَا تُجَرِّدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ أَرَادُوا أَنْ يُغَسِّلُوهُ أَرَادُوا أَنْ يَخْلَعُوا قَمِيصَهُ فَسَمِعُوا صَوْتًا: §لَا تُعَرُّوا نَبِيَّكُمْ قَالَ: فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: §نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: أَلَّا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ "

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، أَخْبَرَنَا مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , §ذَهَبُوا أَنْ يَنْزِعُوا عَنْهُ قَمِيصَهُ، فَنَادَى مُنَادٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: أَلَّا تَخْلَعُوا قَمِيصَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا نِسَاؤُهُ. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا قُبِضَ اخْتَلَفَ أَصْحَابُهُ فِي غُسْلِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اغْسِلُوهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَخَذَتْهُمْ نَعْسَةٌ، فَوَقَعَ -[277]- لَحْيُ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَلَى صَدْرِهِ , قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ لَا يُدْرَى مَنْ هُوَ: اغْسِلُوهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اخْتَلَفَ الَّذِينَ يُغَسِّلُونَهُ، فَسَمِعُوا قَائِلًا لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ يَقُولُ: §اغْسِلُوا نَبِيَّكُمْ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ فَغُسِّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَمِيصِهِ "

ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمية من غسله

§ذِكْرُ غُسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَةِ مَنْ غَسَّلَهُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ:، غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يُغَسِّلُهُ، وَيَقُولُ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، §طِبْتَ مَيِّتًا وَحَيًّا»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§كَانَ عَلِيٌّ يُغَسِّلُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَالْفَضْلُ وَأُسَامَةُ يَحْجُبَانِهِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§غُسِّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْعَبَّاسُ قَاعِدٌ، وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ، وَعَلِيٌّ يُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ، وَأُسَامَةُ يَخْتَلِفُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَبَّاسُ -[278]-، وَعَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ» , قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ: وَالْعَبَّاسُ يَسْتُرُهُمْ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَلِيَ غُسْلَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «§وَلِيَ غُسْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجَنَّهُ الْعَبَّاسُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَيْسَانَ أَبُو عُمَرَ الْقَصَّارُ، عَنْ مَوْلَاهُ يَزِيدَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: «§أَوْصَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَلَّا يُغَسِّلَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَإِنَّهُ لَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي إِلَّا طُمِسَتْ عَيْنَاهُ» , قَالَ عَلِيٌّ: فَكَانَ الْفَضْلُ وَأُسَامَةُ يُنَاوِلَانِي الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ وَهُمَا مَعْصُوبَا الْعَيْنِ , قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَنَاوَلْتُ عُضْوًا إِلَّا كَأَنَّمَا يُقَلِّبُهُ مَعِي ثَلَاثُونَ رَجُلًا، حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ غُسْلِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " لَمَّا أَخَذْنَا فِي جِهَازِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَغْلَقْنَا الْبَابَ دُونَ النَّاسِ جَمِيعًا، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: " §نَحْنُ أَخْوَالُهُ، وَمَكَانُنَا مِنَ الْإِسْلَامِ مَكَانُنَا وَنَادَتْ قُرَيْشُ: نَحْنُ عَصَبَتُهُ فَصَاحَ أَبُو بَكْرٍ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كُلُّ قَوْمٍ أَحَقُّ بِجَنَازَتِهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ , فَنُنْشِدُكُمُ اللَّهَ فَإِنَّكُمْ إِنْ دَخَلْتُمْ أَخَّرْتُمُوهُمْ عَنْهُ , وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ دُعِيَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: نَادَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّ لَنَا حَقًّا، فَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ أُخْتِنَا، وَمَكَانُنَا مِنَ الْإِسْلَامِ مَكَانُنَا , وَطَلَبُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «§الْقَوْمُ أَوْلَى بِهِ، فَاطْلُبُوا -[279]- إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ إِلَّا مَنْ أَرَادُوا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، قَالَ: «§غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَشُقْرَانُ، وَوَلِيَ غُسْلَ سَفِلَتِهِ عَلِيٌّ , وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَشُقْرَانُ يَصُبُّونَ الْمَاءَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: §غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَكَفَّنَهُ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَشُقْرَانُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ، وَأَمَرُوا الْعَبَّاسَ أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ غُسْلِهِ، فَأَبَى فَقَالَ: «§أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَتِرَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ , وَكَانَ يُقَلِّبُهُ وَكَانَ رَجُلًا أَيِّدًا، وَكَانَ الْعَبَّاسُ بِالْبَابِ، فَقَالَ: «§لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَحْضُرَ غُسْلَهُ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَسْتَحِي أَنْ أَرَاهُ حَاسِرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَالْعَبَّاسُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ، §وَنَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ: «§أَنَّهُ غَسَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ وَعُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ -[280]- بْنَ أَبِي جَهْمٍ، يَقُولُ: غَسَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَشُقْرَانُ، وَأَسْنَدَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ وَالْفَضْلُ مَعَهُ يُقَلِّبُونَهُ , وَكَانَ أُسَامَةُ وَشُقْرَانُ يَصُبَّانِ الْمَاءَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ , وَكَانَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ، قَالَ: يَا عَلِيُّ، أُنْشِدُكَ اللَّهَ، §وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «ادْخُلْ» فَدَخَلَ فَجَلَسَ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: غُسِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ غَسَلَاتٍ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَغُسِلَ فِي قَمِيصٍ , §وَغُسِلَ مِنْ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا الْغَرْسُ لِسَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ بِقُبَاءَ , وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا، وَوَلِيَ عَلِيٌّ غَسْلَتَهُ وَالْعَبَّاسُ يَصُبُّ الْمَاءَ وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ يَقُولُ: «أَرِحْنِي أَرِحْنِي، قَطَعْتَ وَتِينِي إِنِّي أَجِدُ شَيْئًا يَتَنَزَّلُ عَلَيَّ , مَرَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ: " أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَامَ فَأَرْتَجَ الْبَابَ، قَالَ: فَجَاءَ الْعَبَّاسُ مَعَهُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَامُوا عَلَى الْبَابِ وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَقُولُ: «§بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا» ، قَالَ: وَسَطَعَتْ رِيحٌ طَيِّبَةٌ لَمْ يَجِدُوا مِثْلَهَا قَطُّ , قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ: دَعْ خَنِينًا كَخَنِينِ الْمَرْأَةِ، وَأَقْبِلُوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ادْخُلُوا عَلَى الْفَضْلِ، قَالَ: وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نُنَاشِدُكُمُ اللَّهَ فِي نَصِيبِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْخَلُوا رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ يَحْمِلُ جَرَّةً بِإِحْدَى يَدَيْهِ، قَالَ: فَغَسَلَهُ عَلِيٌّ يُدْخِلُ يَدَهُ تَحْتَ الْقَمِيصِ وَالْفَضْلُ يُمْسِكُ الثَّوْبَ عَلَيْهِ وَالْأَنْصَارِيُّ يَنْقُلُ الْمَاءَ، وَعَلَى يَدِ عَلِيٍّ خِرْقَةٌ تَدْخُلُ يَدُهُ وَعَلَيْهِ الْقَمِيصُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ -[281]- أَبِي طَالِبٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «§اغْسِلْنِي يَا عَلِيُّ إِذَا مِتُّ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا غَسَلْتُ مَيِّتًا قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ سَتُهَيَّأُ أَوْ تَيَسِّرُ» قَالَ عَلِيٌّ فَغَسَلْتُهُ فَمَا آخُذُ عُضْوًا إِلَّا تَبِعَنِي , وَالْفَضْلُ آخِذٌ بِحُضْنِهِ يَقُولُ: اعْجَلْ يَا عَلِيُّ، انْقَطَعَ ظَهْرِي "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، قَالَ: «§وَلِيَ سِفْلَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: الْتَمَسَ عَلِيٌّ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ غُسْلِهِ مَا يُلْتَمَسُ مِنَ الْمَيِّتِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا , فَقَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، §طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا»

ذكر من قال كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَّةٍ بِيضٍ كُرْسُفٍ لَيْسَ فِي كَفَنِهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» , قَالَ عُرْوَةُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: فَأَمَّا الْحُلَّةُ فَإِنَّهَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِيُكَفَّنَ فِيهَا فَتُرِكَتْ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي -[282]- بَكْرٍ فَقَالَ: أَحْبِسُهَا حَتَّى أُكَفَّنَ فِيهَا , قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم لَكَفَّنَهُ فِيهَا , فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا "

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو صُفْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَّةٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ لِعَائِشَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ: " فِي كَمْ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَتْ: «§كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ، وَلَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ -[283]- يَمَانِيَّةٍ سَحُولِيَّةٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ رِيَاطٍ يَمَانِيَّةٍ بِيضٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْ كُرْسُفٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثِ رِيَاطٍ بِيضٍ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ. قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , قَالَ: شُعْبَةُ يَقُولُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: دُفِعْتُ إِلَى مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ فَقُلْتُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: «§فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَبَاءٌ، وَلَا قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ غِلَاظٍ»

ذكر من قال كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب أحدها حبرة

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ أَحَدُهَا حِبَرَةٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَيْطَتَيْنِ وَبُرْدٍ نَجْرَانِيٍّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ , ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ وَبُرْدَةٍ حِبَرَةٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَأَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: " §كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: أَحَدُهَا بُرْدٌ حِبَرَةٌ "

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى -[285]- الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ , ثَوْبَيْنِ صَحَارِيَّيْنِ وَثَوْبٍ حِبَرَةٍ , وَأَوْصَانِي وَالِدِي بِذَلِكَ وَقَالَ: لَا تَزِيدَنَّ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا " , جَعْفَرٌ يَقُولُ ذَلِكَ , مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ يَقُولُ: أَحْسِبُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، أَحَدُهَا حِبَرَةٌ»

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ , أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ وَبُرْدٍ أَحْمَرَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَا: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، مِنْهَا بُرْدٌ حِبَرَةٌ»

ذكر من قال كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب برود , ومن قال كفن في قميص وحلة

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بُرُودٍ , وَمَنْ قَالَ كُفِّنَ فِي قَمِيصٍ وَحُلَّةٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بُرُودٍ يَمَانِيَّةٍ غِلَاظٍ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَلِفَافَةٍ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَتَيْتُ أَشْيَاخًا لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسَأَلْتُهُمْ: §فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالُوا: فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ وَقَطِيفَةٍ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي قَطِيفَةٍ وَحُلَّةٍ حِبَرَةٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْشٍ الْجَعْفَرِيُّ، وَحَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ وَقَمِيصٍ» . قَالَ الْفَضْلُ وَطَلْقٌ فِي حَدِيثِهِمَا: حُلَّةٌ يَمَانِيَّةٌ

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ وَقَمِيصٍ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ نَجْرَانِيَّةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا وَقَمِيصٍ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ يَعْنِي ابْنَ مُزَاحِمٍ , قَالَ: «§كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،: أَنَّهُ أَتَى صُفَّةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَ أَشْيَاخَهُمْ: §فِيمَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: «فِي ثَوْبَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، لَيْسَ مَعَهُمَا قَمِيصٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ مِنَ السَّحُولِ قَدِمَ بِهِمَا مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا عِنْدَنَا وَهْلٌ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمُعَاذٌ بِالْيَمَنِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ ثُمَّ نُزِعَتْ وَكُفِّنَ فِي بَيَاضٍ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: «§هَذِهِ مَسَّتْ جِلْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَا تُفَارِقُنِي حَتَّى أُكَفَّنَ فِيهَا , فَحَبَسَهَا مَا حَبَسَهَا» ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ فِيهَا خَيْرٌ لَآثَرَ اللَّهُ بِهَا نَبِيَّهُ , لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا» , قَالَ: فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ رَأْيِهِ الْأَوَّلِ، وَمِنْ رَأْيِهِ الْآخِرِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§لَمْ يَكُنْ فِي كَفَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِمَامَةٌ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «§أَلَا تَعْجَبُ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ عَلَيْنَا فِي كَفَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟»

ذكر حنوط النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ حَنُوطِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ: «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنِّطَ»

أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ عَلِيٍّ مِسْكٌ، فَأَوْصَى أَنْ يُحَنَّطَ بِهِ , قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: «§هُوَ فَضْلُ حَنُوطِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ , قُلْتُ: " §أَحُنِّطَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا أَدْرِي "

ذكر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ وُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ أَفْوَاجًا يَقُومُونَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ آخَرُونَ، حَتَّى صَلَّوْا عَلَيْهِ كُلُّهُمْ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، §فَكَانَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ زُمَرًا زُمَرًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ، وَلَمْ يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ رَسُولَ -[289]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «لَمَّا تُوُفِّيَ §صَلَّى عَلَيْهِ النَّاسُ أَفْذَاذًا، لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «§وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَرِيرٍ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمُونَ، لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ §كَانُوا يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا فَيُصَلُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَؤُمُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ إِمَامٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَسِيمٍ شَهِدَ ذَلِكَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: " §كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالُوا: ادْخُلُوا مِنْ ذَا الْبَابِ أَرْسَالًا أَرْسَالًا، فَصَلُّوا عَلَيْهِ، وَاخْرُجُوا مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ قَبَضَهُ اللَّهُ دَخَلَ الْمُهَاجِرُونَ فَوْجًا فَوْجًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ دَخَلَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ , حَتَّى إِذَا فَرَغْتِ الرِّجَالُ دَخَلْتِ النِّسَاءُ، فَكَانَ مِنْهُنَّ صَوْتٌ وَجَزَعٌ، لِبَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْهُنَّ , فَسَمِعْنَ هَدَّةً فِي الْبَيْتِ فَفَرَقْنَ فَسَكَتْنَ , فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: «§فِي اللَّهِ عَزَاءٌ عَنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَعِوَضٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ , وَالْمَجْبُورُ مِنْ جَبَرَهُ الثَّوَابُ، وَالْمُصَابُ مَنْ لَمْ يَجْبُرْهُ الثَّوَابُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُضِعَ -[290]- فِي أَكْفَانِهِ، ثُمَّ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ رُفْقًا رُفْقَا وَلَا يَؤُمُّهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ , §دَخَلَ الرِّجَالُ فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، ثُمَّ النِّسَاءُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: «كُنْتُ فِيمَنْ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَكُنَّا §صُفُوفًا نِسَاءً نَقُومُ فَنَدْعُو وَنُصَلِّي عَلَيْهِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ: قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا فِي صَحِيفَةٍ بِخَطِّ أَبِي فِيهَا: لَمَّا كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَا: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» ، وَمَعَهُمَا نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ قَدْرَ مَا يَسَعُ الْبَيْتُ , فَسَلَّمُوا كَمَا سَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَصَفُّوا صُفُوفًا , لَا يَؤُمُّهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَهُمَا فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ حِيَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْهَدُ أَنْ قَدْ §بَلَّغَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ دِينَهُ، وَتَمَّتْ كَلِمَاتُهُ، فَآمَنَ بِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , فَاجْعَلْنَا يَا إِلَهَنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْقَوْلَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَتَّى يَعْرِفَنَا وَنَعْرِفَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفًا رَحِيمًا , لَا نَبْتَغِي بِالْإِيمَانِ بَدَلًا، وَلَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا أَبَدًا , فَيَقُولُ النَّاسُ: آمِينَ آمِينَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ آخَرُونَ، حَتَّى صَلَّوْا عَلَيْهِ , الرِّجَالُ ثُمَّ النِّسَاءُ ثُمَّ الصِّبْيَانُ , فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ تَكَلَّمُوا فِي مَوْضِعِ قَبْرِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ , يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ دَخَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، ثُمَّ النَّاسُ رُفَقًا رُفَقًا , فَلَمَّا انْقَضَى النَّاسُ دَخَلَ عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ صُفُوفًا، ثُمَّ النِّسَاءُ» -[291]- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَرِيرِهِ مِنْ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إِلَى أَنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ , §فَصَلَّى النَّاسُ عَلَى سَرِيرِهِ يَلِي شَفِيرَ قَبْرِهِ , فَلَمَّا أَرَادُوا يَقْبُرُونَهُ نَحُّوا السَّرِيرَ قِبَلَ رِجْلَيْهِ، وَأُدْخِلَ مَنْ هُنَاكَ وَدَخَلَ فِي حُفْرَتَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَشُقْرَانُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى السَّرِيرِ قَالَ عَلِيُّ: §أَلَا يَقُومُ عَلَيْهِ أَحَدٌ لَعَلَّهُ يَؤُمَّ؟ هُوَ إِمَامِكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا فَكَانَ يَدْخُلُ النَّاسُ رَسَلًا رَسَلًا فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ صَفًّا صَفًّا، لَيْسَ لَهُمْ إِمَامٌ، وَيُكَبِّرُونَ، وَعَلِيٌّ قَائِمٌ بِحِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ إنا نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ دِينَهُ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُهُ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَثَبِّتْنَا بَعْدَهُ، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فَيَقُولُ النَّاسُ: آمِينَ آمِينَ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ الرِّجَالُ، ثُمَّ النِّسَاءُ، ثُمَّ الصِّبْيَانُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنُو هَاشِمٍ ثُمَّ الْمُهَاجِرُونَ ثُمَّ الْأَنْصَارُ ثُمَّ النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ النِّسَاءُ، ثُمَّ الصِّبْيَانُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صُلِّيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَيْرِ إِمَامٍ يَدْخُلُ -[292]- عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ زُمَرًا زُمَرًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ , فَلَمَّا فَرَغُوا نَادَى عُمَرُ: «§خَلُّوا الْجَنَازَةَ وَأَهْلَهَا»

ذكر موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَوْضِعِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَشَاوَرُونَ أَيْنَ يَدْفِنُونَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§ادْفِنُوهُ حَيْثُ قَبَضَهُ اللَّهُ , فَرُفِعَ الْفِرَاشُ وَدُفِنَ تَحْتَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " أَيْنَ يُدْفَنُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: عِنْدَ الْمِنْبَرِ , وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: حَيْثُ كَانَ يُصَلِّي يَؤُمُّ النَّاسَ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: §بَلْ يُدْفَنُ حَيْثُ تَوَفَّى اللَّهُ نَفْسَهُ , فَأُخِّرَ الْفِرَاشُ ثُمَّ حُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ "

أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: §أَيْنَ يُدْفَنُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا فُرِغَ مِنْ جِهَازِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِهِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِهِ فَقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ فِي مَسْجِدِهِ , وَقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ مَعَ أَصْحَابِهِ بِالْبَقِيعِ , قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا مَاتَ نَبِيٌّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ» . فَرُفِعَ فِرَاشُ النَّبِيِّ صلّى الله -[293]- عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ عَلَيْهِ ثُمَّ حُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بَهْمَاهِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «§إِنَّمَا تُدْفَنُ الْأَجْسَادُ حَيْثُ تُقْبَضُ الْأَرْوَاحُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ تُقْبَضُ رُوحُهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ، يَقُولُ: «§مَا مَاتَ نَبِيُّ قَطُّ فِي مَكَانٍ إِلَّا دُفِنَ فِيهِ» . قُلْتُ لِابْنِ ذَرٍّ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ نَاسٌ: يُدْفَنُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ , وَقَالَ آخَرُونَ: يُدْفَنُ بِالْبَقِيعِ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا دُفِنَ نَبِيٌّ إِلَّا فِي مَكَانِهِ الَّذِي قَبَضَ اللَّهُ فِيهِ نَفْسَهُ» ، قَالَ: فَأُخِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْمَكَانِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَحُفِرَ لَهُ فِيهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي بَكْرٍ: " إِنِّي §رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَيْرٌ قَالَ يَحْيَى: فَسَمِعْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا قُبِضَ فَدُفِنَ فِي بَيْتِهَا قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ خَيْرُهَا "

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " §رَأَيْتُ فِيَ حُجْرَتِي ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ، فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: مَا -[294]- أَوَّلْتِهَا؟ قُلْتُ: أَوَّلْتُهَا وَلَدًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: خَيْرُ أَقْمَارِكِ ذُهِبَ بِهِ ثُمَّ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ دُفِنُوا جَمِيعًا فِي بَيْتِهَا "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: " قُسِمَ بَيْتُ عَائِشَةَ بِاثْنَيْنِ: قِسْمٌ كَانَ فِيهِ الْقَبْرُ , وَقِسْمٌ كَانَ تَكُونُ فِيهِ عَائِشَةُ , وَبَيْنَهُمَا حَائِطٌ , فَكَانَتْ عَائِشَةُ رُبَّمَا دَخَلَتْ حَيْثُ الْقَبْرُ فُضُلًا , §فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ لَمْ تَدْخُلْهُ إِلَّا وَهِيَ جَامِعَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ «§تَكْشِفُ قِنَاعَهَا حَيْثُ دُفِنَ أَبُوهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ تَقَنَّعَتْ فَلَمْ تَطْرَحِ الْقِنَاعَ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ، قَالَا: «§لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَيْتِ النَّبِيِّ حَائِطٌ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَنِي عَلَيْهِ جِدَارًا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ: كَانَ جِدَارُهُ قَصِيرًا ثُمَّ بَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدُ وَزَادَ فِيهِ

ذكر حفر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واللحد له

§ذِكْرُ حَفْرِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاللَّحْدِ لَهُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ الْبَجَلِيِّ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا» . قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: «وَالشَّقُّ لِأَهْلِ الْكِتَابِ» وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ -[295]-: «وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ يَحْفِرَانِ الْقُبُورَ، يَلْحَدُ أَحَدُهُمَا وَيَشُقُّ الْآخَرُ , قَالَ: فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: انْظُرُوا أَوَّلَهُمَا يَجِيءُ فَلْيَعْمَلْ عَمَلَهُ , فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ، §فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ يَزِيدُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ بِالْمَدِينَةِ - قَالَ يَزِيدُ - حَفَّارَانِ، - وَقَالَ هِشَامٌ - قَبَّارَانِ , أَحَدُهُمَا يَلْحَدُ وَالْآخَرُ يَشُقُّ , فَانْتَظِرُوا أَنْ يَجِيءَ أَحَدُهُمَا، §فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَا: «أُرْسِلَ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ وَإِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , وَأَهْلُ مَكَّةَ يَشُقُّونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَلْحِدُونَ، §فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَحَفَرَ لَهُ وَأَلْحَدَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثُوا إِلَى حَافِرَيْنِ إِلَى الَّذِي يَشُقُّ وَإِلَى الَّذِي يَلْحَدُ، فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَشُقُّ وَآخَرُ يَلْحَدُ , -[296]- فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِمَا وَقَالُوا: §اللَّهُمَّ خِرْ لَهُ , فَطَلَعَ الَّذِي يَلْحَدُ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ بِالْمَدِينَةِ حَفَّارَانِ , أَحَدُهُمَا يَحْفِرُ الضَّرِيحَ , وَالْآخَرُ يَحْفِرُ اللَّحْدَ , وَأَنَّهُ §لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: أَيُّهُمَا يَسْبِقُ أَمَرْنَاهُ فَيَحْفِرُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَسَبَقَ الَّذِي يَحْفِرُ اللَّحْدَ ". قَالَ هِشَامٌ: فَكَانَ أَبِي يَعْجَبُ مِمَّنْ يُدْفَنُ فِي الضَّرِيحِ، وَقَدْ دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي اللَّحْدِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ , أَحَدُهُمَا يَلْحَدُ وَالْآخَرُ لَا يَلْحَدُ فَقَالُوا: §أَيُّهُمَا جَاءَ أَوَّلًا عَمِلَ عَمَلَهُ، فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ , فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ: «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُلْحِدَ لَهُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِسَعْدٍ: نَجْعَلُ لَكَ خَشَبًا نَدْفِنُكَ فِيهِ؟، فَقَالَ: «لَا، §وَلَكِنِ الْحَدُوا لِي كَمَا لُحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ:: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ نَافِعٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لُحِدَ لَهُ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ §الَّذِي أَلْحَدَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَبُو طَلْحَةَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ سَعْدًا حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «§الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ نَصْبًا كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , يَعْنِي اللَّبِنَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ §أُلْحِدَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَنُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ لَبِنٌ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: «§أُلْحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ نُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: «§لُحِدَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَحْدٌ وَنُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ نَصْبًا»

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: «§لُحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ»

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§لُحِدَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجُعِلَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: §هُوَ بِلَحْدٍ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ -[298]-: أَضُرِحَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ضَرِيحٌ، أَوْ أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ؟ قَالَ: «§أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ وَجُعِلَ فِي قَبْرِهِ اللَّبِنُ»

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ الْجَعْفَرِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أُلْحِدَ لَهُ قَبْرُهُ، وَأُدْخِلَ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ وَلَمْ يُسَلُّ سَلًّا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ §هَذِهِ الْأَقْبُرَ الثَّلَاثَةَ، قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُبِرَ أَبِي بَكْرٍ وَقُبِرَ عُمَرَ كُلُّهَا بِلَبِنٍ وَبِلَحْدٍ وَقِبْلَةٍ وَجَثًا قَالَ جَابِرٌ: وَكُلُّهُمْ جَدُّهُ فِيهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَضْرَحُ حَفْرَ أَهْلِ مَكَّةَ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ هُوَ الَّذِي يَحْفِرُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ يَلْحَدُ , فَدَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: اذْهَبْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ , وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ , §اللَّهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، فَوَجَدَ صَاحِبَ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ فَأَلْحَدَ لَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: " اخْتَلَفُوا فِي الشَّقِّ وَاللَّحْدِ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: الْمُهَاجِرُونَ: شُقُّوا كَمَا يَحْفِرُ أَهْلُ مَكَّةَ , وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: الْحَدُوا كَمَا نَحْفِرُ بِأَرْضِنَا , فَلَمَّا اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ قَالُوا: " §اللَّهُمَّ خِرْ لِنَبِيِّكَ , ابْعَثُوا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَإِلَى أَبِي طَلْحَةَ فَأَيُّهُمَا جَاءَ قَبْلَ الْآخَرِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلَهُ. قَالَ: فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ خَارَ لِنَبِيِّهِ -[299]- صلّى الله عليه وسلم، إِنَّهُ كَانَ يَرَى اللَّحْدَ فَيُعْجِبَهُ "

ذكر ما ألقي في قبر النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَا أُلْقِيَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «§جُعِلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ» قَالَ وَكِيعٌ: هَذَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَاصَّةً

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ §الَّذِي أَلْقَى الْقَطِيفَةَ شُقْرَانُ مَوْلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بُسِطَ تَحْتَهُ سَمَلُ قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا , قَالَ: وَكَانَتْ أَرْضًا نَدِيَّةً "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§فُرِشَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَمَلُ قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا»

أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§افْرِشُوا لِي قَطِيفَتَيْ فِي لَحْدِي؛ فَإِنَّ الْأَرْضَ لَمْ تُسَلَّطْ عَلَى أَجْسَادِ الْأَنْبِيَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فُرِشَ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ،: أَنَّ غُلَامًا كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلّى -[300]- الله عليه وسلم، فَلَمَّا دُفِنَ صلّى الله عليه وسلم رَأَى قَطِيفَةً كَانَ يَلْبَسُهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَأَلْقَاهَا فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ: «§لَا يَلْبَسُهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ أَبَدًا» ، فَتُرِكَتْ "

ذكر من نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنْ نَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ» . قَالَ عَامِرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَرْحَبٌ أَوِ ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا مَعَهُمُ فِي الْقَبْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَإِنَّمَا يَلِي الْمَيِّتَ أَهْلُهُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ» , قَالَ الْفَضْلُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُمْ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْحَبٌ أَوِ ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ قَالَ: «§كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةً، أَحَدُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ»

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ خَوَلِيُّ أَوِ ابْنُ خَوَلِيِّ -[301]-: قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ أَشْهَدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ , فَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ , فَأَدْخَلُوهُ مَعَهُمْ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " §وَلِيَ وَضْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ الَّذِينَ غَسَّلُوهُ: الْعَبَّاسُ، وَعَلِيُّ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَاهُ، وَخَلَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْلِهِ فَوَلَّوْا إِجْنَانَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§نَزَلَ فِي حُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَالْعَبَّاسُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيِّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، «§أَنَّهُ نَزَلَ فِي حُفْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم هُوَ، وَعَبَّاسٌ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ، وَهُمُ الَّذِينَ وُلُّوا كَفَنَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§نَزَلَ فِي حُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ , وَيَقُولُونَ صَالِحٌ، وَشُقْرَانُ، وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§نَزَلَ فِي حُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ، وَالْفَضْلُ، وَشُقْرَانُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: " سَأَلْتُهُ مَنْ §نَزَلَ فِي حُفْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَ: أَهْلُهُ، وَنَزَلَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَلْحُبْلَى: أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: قَالَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ: «يَا أَبَا حَسَنٍ، نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَمَكَانَنَا مِنَ الْإِسْلَامِ أَلَّا أَذِنْتَ لِي §أَنْزِلُ فِي قَبْرِ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم» ، فَقَالَ: انْزِلْ. فَقُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: وَكَمْ كَانُوا؟، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ

ذكر قول المغيرة بن شعبة إنه آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ قَوْلِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ إِنَّهُ آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُنَا هَاهُنَا , يَعْنِي بِالْكُوفَةِ , قَالَ: " §أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، لَمَّا دُفِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْقَبْرِ، أُلْقِيَتْ خَاتَمِي فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، خَاتَمِي قَالَ: انْزِلْ فَخُذْ خَاتَمَكَ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ خَاتَمِي وَوَضَعْتُ خَاتَمِي عَلَى اللَّبِنِ ثُمَّ خَرَجْتُ "

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشْيَخَتِنَا، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْقَبْرِ أَلْقَى الْمُغِيرَةُ خَاتَمَهُ فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: خَاتَمِي فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: «§ادْخُلْ فَنَاوِلْهُ خَاتَمَهُ» , فَفَعَلَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَسِيمٍ، شَهِدَ ذَاكَ قَالَ: لَمَّا وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَحْدِهِ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ شَيْءٌ لَوْ تُصْلِحُونَهُ، قَالُوا: فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ , فَدَخَلَ فَمَسَحَ قَدَمَيْهِ -[303]- صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ، فَخَرَجَ فَجَعَلَ يَقُولُ: «§أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَحْدِهِ أَلْقَى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ خَاتَمَهُ فِي الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: خَاتَمِي خَاتَمِي فَقَالُوا: ادْخُلْ فَخُذْهُ فَدَخَلَ ثُمَّ، قَالَ: «§أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ» ، فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ، فَخَرَجَ , فَلَمَّا سُوِّيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «اخْرُجُوا حَتَّى أُغْلِقَ الْبَابَ، فَإِنِّي أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» ، فَقَالُوا: لَعَمْرِي لَئِنْ كُنْتَ أَرَدْتَهَا لَقَدْ أَصَبْتَهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، §أَلْقَى فِي قَبْرِهِ خَاتَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: «خَاتَمِي» ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُ، وَقَالَ: «مَا أَلْقَيْتُهُ إِلَّا لِذَلِكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ أَلْقَى فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ خَرَجُوا خَاتَمَهُ لِيَنْزِلَ فِيهِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " إِنَّمَا §أَلْقَيْتَ خَاتَمَكَ لِكَيْ تَنْزِلَ فِيهِ فَيُقَالَ: نَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَنْزِلُ فِيهِ أَبَدًا " وَمَنْعَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «§لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّكَ نَزَلَتْ فِيهِ، وَلَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ خَاتَمَكَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ عَلِيُّ وَقَدْ رَأَى مَوْقِعَهُ فَتَنَاوَلَهُ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ: " زَعَمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَنَّهُ آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ §أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، كَانَ أَصْغَرُ مَنْ كَانَ فِي الْقَبْرِ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ صَعِدَ "

ذكر دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ دَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَشُغِلَ النَّاسُ عَنْ دَفْنِهِ بِشُبَّانِ الْأَنْصَارِ، فَلَمْ يُدْفَنْ حَتَّى كَانَتِ الْعَتَمَةُ، وَلَمْ يَلِهِ إِلَّا أَقَارِبُهُ , وَلَقَدْ سَمِعَتْ بَنُو غَنْمٍ صَرِيفَ الْمَسَاحِي حِينَ حُفِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّهُمْ لَفِي بُيُوتِهِمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي غَنْمٍ: «أَنَّهُمْ §سَمِعُوا صَرِيفَ الْمَسَاحِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُدْفَنُ لَيْلًا»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: دُفِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلًا، فَقَالَتْ بَنُو لَيْثٍ: «§كُنَّا نَسْمَعُ صَرِيفَ الْمَسَاحِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُدْفَنُ بِاللَّيْلِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ: «§مَا صَدَّقْتُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ بِوَقْعِ الْكَرَازِينِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ فِي السَّحَرِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " §دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلًا، قَالَ شُيُوخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي غَنْمٍ: سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي آخِرَ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ» . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§أُدْخِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ»

أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: §كَمْ نُزِّلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ؟، قَالَ: «ثَلَاثًا»

ذكر رش الماء على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ رَشِّ الْمَاءِ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§رُشَّ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَاءُ»

ذكر تسنيم قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ تَسْنِيمِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْبَرَاءِ - قَالَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: أَظُنُّهُ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ - قَالَ: «§دَخَلْتُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ , يَعْنِي قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَرَأَيْتُ قُبُورَهُمُ مُسْتَطِيلَةً»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُسَنَّمَةً»

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §جُعِلَ عَلَى قَبْرِهِ شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى يُعْرَفَ أَنَّهُ قَبْرُهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ §نَبَثُ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شِبْرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ -[307]- حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «§كَانَ قَبْرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُسَنَّمَةٌ عَلَيْهَا نَقَلٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: «§اطَّلَعْتُ وَأَنَا صَغِيرٌ عَلَى الْقُبُورِ فَرَأَيْتُ عَلَيْهَا حَصْبَاءَ حَمْرَاءَ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §انْهَدَمَ الْجِدَارُ الَّذِي عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَأَمَرَ عُمَرُ بِعِمَارَتِهِ , قَالَ: فَإِنَّهُ لَجَالِسٌ وَهُوَ يُبْنَى إِذْ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَقُمَّ الْبَيْتَ , يَعْنِي بَيْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: وَأَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ: نَعَمْ وَأَنْتَ فَقُمْ , ثُمَّ قَالَ لَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَأَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ: اجْلِسُوا جَمِيعًا وَقُمْ يَا مُزَاحِمُ فَقُمَّهُ , فَقَامَ مُزَاحِمٌ فَقُمَّهُ , قَالَ مُسْلِمٌ: وَقَدْ أُثْبِتَ لِي بِالْمَدِينَةِ أَنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ قَبْرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَيْتُ عَائِشَةَ وَأَنَّ بَابَهُ وَبَابَ حُجْرَتِهِ تُجَاهَ الشَّامِ، وَأَنَّ الْبَيْتَ كَمَا هُوَ سَقْفُهُ عَلَى حَالِهِ وَأَنَّ فِي الْبَيْتِ جَرَّةً وَخَلَقَ رِحَالِهِ

أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§سَقَطَ حَائِطُ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي وِلَايَةِ الْوَلِيدِ , وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ نَهَضَ فَنَظَرْتُ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَائِطِ عَائِشَةَ إِلَّا نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهْ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ»

ذكر سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض

§ذِكْرُ سِنِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ قُبِضَ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، أَنَّهُ شَهِدَ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ الْعَدَوِيَّ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ سِنُّ أَيِّ الرِّجَالِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ تُوُفِّيَ؟، قَالَ:: «§تَمَّتْ لَهُ سِتُّونَ سَنَةً يَوْمَ قَبَضَهُ اللَّهُ، كَأَشَبِّ الرِّجَالِ، وَأَحْسَنِهِ، وَأَجْمَلِهِ، وَأَلْحَمِهِ»

أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «§بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ §تُنُبّئَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ»

أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، §إِنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ إِلَّا عُمِّرَ الَّذِي بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِهِ , وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ بُعِثَ لِأَرْبَعِينَ، وَإِنِّي بُعِثْتُ لِعِشْرِينَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَعِيشُ كُلُّ نَبِيٍّ -[309]- نِصْفَ عُمُرِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَكَثَ فِي قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ , وَأَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالُوا جَمِيعًا: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهُوَ الثَّبَتُ -[310]- إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ " كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: " §مَا كُنْتُ أَرَى مِثْلَكَ مِنْ قَوْمِهِ يَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ قُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ عَنْ ذَاكَ فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ , قَالَ: أَتَحْسِبُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: أَمْسِكْ , أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا , وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً بِمَكَّةَ يُكَامِنُ وَيَخَافُ , وَعَشْرٌ مُهَاجَرُهُ بِالْمَدِينَةِ "

ذكر مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد الهجرة إلى أن قبض

§ذِكْرُ مُقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ إِلَى أَنْ قُبِضَ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالُوا -[311]-: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنُ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالُوا جَمِيعًا: «§أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ» , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ أَبِي جَمْرَةَ: وَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ "

ذكر الحزن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ندبه وبكى عليه

§ذِكْرُ الْحُزْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ نَدَبَهُ وَبَكَى عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَا كَرْبَ أَبَتَاهُ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ» فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ , يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ , يَا أَبَتَاهْ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهْ. قَالَ: فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم التُّرَابَ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، أَتَبْكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَتْ: «أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَيْهِ أَلَّا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا , وَلَكِنْ §أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ §يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا بَكَى»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بَكَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ , فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ: " §لَا تَبْكِي يَا بُنَيَّةُ قُولِي إِذَا مَا مِتُّ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَإِنَّ لِكُلِّ إِنْسَانٍ بِهَا مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ مَعْوَضَةً "، قَالَتْ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «وَمِنِّي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ فَاطِمَةَ ضَاحَكَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا أَنَّهَا قَدْ تُمُودِيَ فِي طَرَفِ فِيهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ يَرْبُوعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، قَالَ: " جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمًا مُتَقَنِّعًا مُتَحَازِنًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَرَاكَ مُتَحَازِنًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: §إِنَّهُ عَنَانِي مَا لَمْ يُعْنِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: اسْمَعُوا مَا يَقُولُ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَتَرَوْنَ أَحَدًا كَانَ أَحْزَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي؟ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحَزِنَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يُوَسْوِسُ , فَكُنْتُ مِمَّنْ حَزِنَ عَلَيْهِ , فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ وَقَدْ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ إِذْ مَرَّ بِي عُمَرُ فَلَمْ أَشْعُرْ بِهِ لِمَا بِي مِنَ الْحُزْنِ , فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَلَا أُعَجِّبُكَ؟ مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ فَأَقْبَلَا جَمِيعًا حَتَّى أَتَيَانِي فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: يَا عُثْمَانُ -[313]-، جَاءَنِي أَخُوكَ فَزَعَمَ أَنَّهُ مَرَّ بِكَ فَسَلَّمَ عَلَيْكَ فَلَمْ تُرَدَّ عَلَيْهِ , فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا فَعَلْتُ فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللَّهِ وَلَكِنَّهَا عُبِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِي وَلَا سَلَّمْتَ عَلَيَّ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ , أَرَاكَ وَاللَّهِ شُغِلْتَ عَنْ ذَلِكَ بِأَمْرٍ حَدَّثْتَ بِهِ نَفْسَكَ قَالَ: فَقُلْتُ: أَجَلْ قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا هُوَ , وَكُنْتُ أُحَدِّثُ بِذَلِكَ نَفْسِي وَأَعْجَبُ مِنْ تَفْرِيطِي فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِي بِهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا هُوَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَجَاةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَقَالَ: «§مَنْ قَبِلَ مِنِّي الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ» ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي عَرْضَهَا عَلَى عَمِّهِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا أَرْسَلَهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِسَاؤُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ زَوْجَتُهُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، §لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِيَ بِكَ بِي، فَغَمَزَتْهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبْصَرَهُنَّ النَّبِيُّ فَقَالَ: «مَضْمِضْنَ» فَقُلْنَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِصَاحِبَتِكُنَّ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَقَالَ: «إِنَّمَا §كُنْتُ أُرِيدُهُمَا لِأَنْظُرَ بِهِمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَّا إِذْ قَبَضَ اللَّهُ نَبِيِّهُ فَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا بِهِمَا بِظَبْيٍ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَةَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَضْطَجِعُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى -[314]- الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَأَتْهُ خَرَجَ عَلَيْهَا فِي النَّوْمِ، فَقَالَتْ: «وَاللَّهِ §مَا هَذَا إِلَّا لِشَيْءٍ فُتِنْتُ بِهِ، وَلَا يَخْرُجُ عَلَيَّ أَبَدًا فَتَرَكَتْ ذَلِكَ»

ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك

§ذِكْرُ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا تَرَكَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّا لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ نَفْسَهُ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْمَخْلَدِ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا , مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ، قَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ: " مَنْ يَرِثُكَ إِذَا مِتَّ؟ قَالَ: وَلَدِي وَأَهِلِّي قَالَتْ: فَمَا لَكَ وَرِثْتَ النَّبِيَّ دُونَنَا؟ فَقَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا وَرِثْتُ أَبَاكِ أَرْضًا، وَلَا ذَهَبًا، وَلَا فِضَّةً، وَلَا غُلَامًا، وَلَا مَالًا قَالَتْ: فَسَهْمُ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ لَنَا، وَصَافِيَتُنَا الَّتِي بِيَدِكَ، فَقَالَ -[315]-: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَنِيهَا اللَّهُ، فَإِذَا مِتُّ كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ , وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِيِّ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ , فَقَالُ أَبُو بَكْرٍ: §إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ , فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا , فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ , وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا وَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُ مِيرَاثَهُ وَجَاءَ مَعَهُمَا عَلِيٌّ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» ، وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يَعُولُ فَعَلَيَّ، , فَقَالَ عَلِيٌّ: وَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ، وَقَالَ زَكَرِيَّاءَ: يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ هَكَذَا وَأَنْتَ وَاللَّهِ تَعْلَمُ مِثْلَمَا أَعْلَمُ , فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ فَسَكَتُوا وَانْصَرَفُوا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: " لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مَعَهَا عَلِيٌّ فَقَالَتْ: مِيرَاثِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَبِي صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِنَ الرِّثَّةِ أَوْ مِنَ الْعُقَدِ؟ قَالَتْ: فَدَكُ -[316]- وَخَيْبَرُ وَصَدَقَاتُهُ بِالْمَدِينَةِ أَرِثُهَا كَمَا يَرِثُكَ بَنَاتُكَ إِذَا مِتَّ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُوكِ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَنْتِ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ بَنَاتِي , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» , يَعْنِي هَذِهِ الْأَمْوَالَ الْقَائِمَةَ، فَتَعْلَمِينَ أَنَّ أَبَاكِ أَعْطَاكِهَا , فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتِ نَعَمْ لَأَقْبَلَنَّ قَوْلَكِ وَلَأُصَدِّقَنَّكِ قَالَتْ: جَاءَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ أَعْطَانِي فَدَكَ , قَالَ: فَسَمِعْتِهِ يَقُولُ هِيَ لَكِ؟ فَإِذَا قُلْتِ قَدْ سَمِعْتُهُ فَهِيَ لَكِ، فَأَنَا أُصَدِّقُكِ، وَأَقْبَلُ قَوْلَكِ، قَالَتْ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ مَا عِنْدِي "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُوصِ إِلَّا بِمَسْكَنِ أَزْوَاجِهِ وَأَرْضٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخِي امْرَأَتِهِ جُوَيْرِيَةَ قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً، وَلَا شَيْئًا، إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، , يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: «§لَمْ يَتْرُكْ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، كُلُّهُمْ عَنْ 4059 عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ إِنْسَانًا سَأَلَهَا عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ تَسْأَلُنِي لَا أَبَا لَكَ؟ §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا -[317]-، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، وَلَا وَلِيدَةً , §وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُوَدِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ»

ذكر من قضى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعداته

§ذِكْرُ مَنْ قَضَى دَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعِدَاتِهِ

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَالَا: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ لَمَّا جَاءَهُ مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ: " §مَنْ كَانَتْ لَهُ عَلَى النَّبِيِّ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنِي , قَالَ: فَجَاءَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ وَعَدَنِي إِذَا أَتَاهُ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يُعْطِيَنِي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا , وَأَشَارَ بِكَفَّيْهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خُذْ، فَأَخَذَ بِكَفَّيْهِ فَعَدَّهُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَأَلْفًا , ثُمَّ جَاءَهُ نَاسٌ كَانَ وَعَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانَ وَعَدَهُ، ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا بَرَدَانُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[318]-: «§لَوْ قَدِمَ مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» ، فَلَمْ يُقْدَمْ بِهِ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُدِمَ بِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلْيَأْتِ، قَالَ جَابِرٌ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ وَعَدَنِي إِذَا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يُعْطِيَنِي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا , قَالَ: خُذْ، فَأَخَذْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَكَانَتْ خَمْسَمِائَةٍ، ثُمَّ أَخَذْتُ الثِّنْتَيْنِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِذَا جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا» وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ ثَلَاثًا , فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا , قَالَ جَابِرٌ: فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: خُذْ فَأَخَذْتُ غُرْفَةً فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ وَأَخَذْتُ أَخْذَتَيْنِ مِثْلَهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ،: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، خَطَبَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلْيَقُمْ فَقَامَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: " §وَعَدَنِي إِذَا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ يَحْثِي لِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , قَالَ: فَحَثَا لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: «§اغْرِفْ» ، فَغَرَفْتُ أَوَّلَ غُرْفَةٍ فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: عُدِ اغْرِفْ مِثْلَهَا فَفَعَلْتُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُنَادِيَ أَبِي بَكْرٍ يُنَادِي بِالْمَدِينَةِ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ مَالُ الْبَحْرَيْنِ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلْيَأْتِ فَيَأْتِيهِ رِجَالٌ فَيُعْطِيَهُمْ , فَجَاءَ أَبُو بَشِيرٍ الْمَازِنِيُّ فَقَالَ: إِنَّ -[319]- رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا أَبَا بَشِيرٍ، §إِذَا جَاءَنَا شَيْءٌ فَأْتِنَا» , فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ حِفْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَوَجَدَهَا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «§قَضَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ دَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَضَى أَبُو بَكْرٍ عِدَاتِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ أَمَرَ عَلِيٌّ صَائِحًا يَصِيحُ: «§مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنِي فَكَانَ يَبْعَثُ كُلَّ عَامٍ عِنْدَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ مَنْ يَصِيحُ بِذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ عَلِيٌّ , ثُمَّ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ , ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنُ يَفْعَلُ ذَلِكَ , وَانْقَطَعَ ذَلِكَ بَعْدَهُ , رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ» . قَالَ ابْنُ أَبِي عَوْنٍ: فَلَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَى عَلِيٍّ بِحَقٍّ وَلَا بَاطِلٍ إِلَّا أَعْطَاهُ

ذكر من رثى النبي صلى الله عليه وسلم قال محمد بن عمر الواقدي عن رجاله: قال أبو بكر الصديق يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عين فابكي ولا تسأمي وحق البكاء على السيد على خير خندف عند البلاء أمسى يغيب في الملحد فصلى المليك ولي العباد ورب البلاد على

§ذِكْرُ مَنْ رَثَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ عَنْ رِجَالِهِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر المتقارب] يَا عَيْنُ فَابْكِي وَلَا تَسْأَمِي ... وَحُقَّ الْبُكَاءُ عَلَى السَّيِّد ِ عَلَى خَيْرِ خِنْدِفَ عِنْدَ الْبَلَاءِ ... أَمْسَى يُغَيَّبُ فِي الْمُلْحَدِ فَصَلَّى الْمَلِيكُ وَلِيُّ الْعِبَادِ ... وَرَبُّ الْبِلَادِ عَلَى أَحْمَدِ فَكَيْفَ الْحَيَاةُ لِفَقْدِ الْحَبِيبَ ... وَزَيْنُ الْمَعَاشِرِ فِي الْمَشْهَدِ فَلَيْتَ الْمَمَاتَ لَنَا كُلِّنَا ... وَكُنَّا جَمِيعًا مَعَ الْمُهْتَدِي

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَيْضًا: [البحر الكامل] لَمَّا رَأَيْتُ نَبِيَّنَا مُتَجَدِّلًا ... ضَاقَتْ عَلَيَّ بِعَرْضِهِنَّ الدُّورُ وَارْتَعْتُ رَوْعَةَ مُسْتَهَامٍ وَالِهٍ ... وَالْعَظْمُ مِنِّي وَاهِنٌ مَكْسُورُ أَعَتِيقُ وَيْحَكَ إِنَّ حِبَّكَ قَدْ ثَوَى ... وَبَقِيتَ مُنْفَرِدًا وَأَنْتَ حَسِيرُ يَا لَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ مَهْلِكِ صَاحِبِي ... غُيِّبْتُ فِي جَدَثٍ عَلَيَّ صُخُورُ فَلَتَحْدُثَنَّ بَدَائِعٌ مِنْ بَعْدِهِ ... تَعْيَا بِهِنَّ جَوَانِحٌ وَصُدُورُ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا: [البحر البسيط] بَاتَتْ تَأَوَّبُنِي هُمُومٌ. . . . . حُشَّدٌ ... مِثْلُ الصُّخُورِ فَأَمْسَتْ هَدَّتِ الْجَسَدَا يَا لَيْتَنِي حَيْثُ نُبِّئْتُ الْغَدَاةَ بِهِ ... قَالُوا الرَّسُولُ قَدَ أَمْسَى مَيِّتًا فُقِدَا لَيْتَ الْقِيَامَةَ قَامَتْ بَعْدَ مَهْلِكِهِ ... وَلَا نَرَى بَعْدَهُ مَالًا وَلَا وَلَدَا وَاللَّهِ أُثْنِي عَلَى شَيْءٍ فُجِعْتُ بِهِ ... مِنَ الْبَرِيَّةِ حَتَّى أَدْخَلَ الَّلحَدَا كَمْ لِي بَعْدَكَ مِنْ هَمٍّ يُنَصِّبُنِي ... إِذَا تَذَكَّرْتُ أَنِّي لَا أَرَاكَ بَدَا كَانَ الْمِصَفَّاءَ فِي الْأَخْلَاقِ قَدْ عَلِمُوا ... وَفِي الْعَفَافِ فَلَمْ نَعْدِلْ بِهِ أَحَدَا نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ مَيْتٍ وَمِنْ بَدَنٍ ... مَا أَطْيَبَ الذِّكْرَ وَالْأَخْلَاقَ وَالْجَسَدَا وَأَنْشَدَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ بِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الطويل] تَطَاوَلَ لِيَلِي وَاعْتَرَتْنِي الْقَوَارِعُ ... وَخَطْبٌ جَلِيلٌ لِلْبَلِيَّةِ جَامِعُ

غَدَاةَ نَعَى النَّاعِي إِلَيْنَا مُحَمَّدًا ... وَتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكُّ مِنْهَا الْمَسَامِعُ فَلَوْ رَدَّ مَيْتًا قَتْلُ نَفْسِي قَتَلْتُهَا ... وَلَكِنَّهُ لَا يَدْفَعُ الْمَوْتَ دَافِعُ فَآلَيْتُ لَا أُثْنِيَ عَلَى هُلْكِ هَالِكٍ ... مِنَ النَّاسِ مَا أَوْفَى ثَبِيرٌ وَفَارِعُ وَلَكِنَّنِي بَاكٍ عَلَيْهِ وَمُتْبِعٌ ... مُصِيبَتَهُ إِنِّي إِلَى اللَّهِ رَاجِعُ وَقَدْ قَبَضَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ ... وَعَادٌ أُصِيبَتْ بِالرُّزَى وَالتَّبَابِعُ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يَقُومُ بِأَمْرِنَا؟ ... وَهَلْ فِي قُرَيْشٍ مِنْ إِمَامٍ يُنَازِعُ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ هُمُ هُمُ ... أَزِمَّةُ هَذَا الْأَمْرِ وَاللَّهُ صَانِعُ عَلِيٌّ أَوِ الصِّدِّيقُ أَوْ عُمَرٌ لَهَا ... وَلَيْسَ لَهَا بَعْدَ الثَّلَاثَةِ رَابِعُ فَإِنْ قَالَ مِنَّا قَائِلٌ غَيْرَ هَذِهِ ... أَبَيْنَا وَقُلْنَا اللَّهُ رَاءٍ وَسَامِعُ فَيَا لَقُرَيْشٍ قَلِّدُوا الْأَمْرَ بَعْضَهُمْ ... فَإِنَّ صَحِيحَ الْقَوْلِ لِلنَّاسِ نَافِعُ وَلَا تُبْطِئُوا عَنْهَا فُوَاقًا فَإِنَّهَا ... إِذَا قُطِعَتْ لَمْ يُمْنَ فِيهَا الْمَطَامِعُ

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو رَجَاءٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ وَهُوَ يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] §وَاللَّهِ مَا حَمَلَتْ أُنْثَى وَلَا وَضَعَتْ مِثْلَ النَّبِيِّ رَسُولِ الْأُمَّةِ الْهَادِي أَمْسَى نِسَاؤُكَ عَطَّلْنَ الْبُيُوتَ فَمَا يَضْرِبْنَ خَلْفَ قَفَا سِتْرٍ بَأَوْتَادٍ مِثْلَ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ الْمُسُوحَ وَقَدْ أَيْقَنَّ بِالْبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيمَا أَنْشَدَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ

: آلَيْتُ حِلْفَةَ بَرٍّ غَيْرَ ذِي دَخَلٍ مِنِّي أَلِيَّةَ حَقٍّ غَيْرَ إِفْنَادِ بِاللَّهِ مَا حَمَلَتْ أُنْثَى وَلَا وَضَعَتْ مِثْلَ النَّبِيِّ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ الْهَادِي وَلَا مَشَى فَوْقَ ظَهْرِ الْأَرْضٍ مِنْ أَحَدٍ أَوْفَى بِذِمَّةِ جَارٍ أَوْ بِمِيعَادِ مِنَ الَّذِي كَانَ نُورًا يُسْتَضَاءُ بِهِ مُبَارَكَ الْأَمْرِ ذَا حَزْمٍ وَإِرْشَادِ مُصَدِّقًا لِلنَّبِيِّينَ الْأُلَى سَلَفُوا وَأَبْذَلَ النَّاسِ لِلْمَعْرُوفِ لِلْجَادِي خَيْرَ الْبَرِيَّةِ إِنِّي كُنْتُ فِي نَهَرٍ جَارٍ فَأَصْبَحَتُ مِثْلَ الْمُفْرِدِ الصَّادِي [البحر] أَمْسَى نِسَاؤُكَ عَطَّلْنَ الْبُيُوتَ فَمَا يَضْرِبْنَ خَلْفَ قَفَا سِتْرٍ بَأَوْتَادِ مِثْلَ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ الْمُسُوحَ وَقَدْ أَيْقَنَّ بِالْبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَالَ حَسَّانُ يَرْثِيهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الكامل] مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَنَامُ كَأَنَّمَا كُحِلَتْ مَآقِيهَا بِكُحْلِ الْأَرْمَدِ جَزَعًا عَلَى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِيًا يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لَا تَبْعَدِ يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهِ بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ الْمُلْحَدِ جَنْبِي يَقِيكَ التُّرْبَ لَهْفِي لَيْتَنِي كُنْتُ الْمُغَيَّبُ فِي الضَّرِيحِ الْمُلْحَدِ يَا بِكْرَ آمِنَةَ الْمُبَارَكَ ذِكْرُهُ وَلَدَتْهُ مُحْصَنَةً بِسَعْدِ الْأَسْعَدِ نُورًا أَضَاءَ عَلَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا مَنْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِ أَأُقِيمُ بَعْدَكَ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَهُمْ؟ يَا لَهْفَ نَفْسِي لَيْتَنِي لَمْ أُولَدِ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ النَّبِيَّ الْمُهْتَدِي فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَلَدِّدًا يَا لَيْتَنِي صُبِّحْتُ سُمَّ الْأَسْوَدِ أَوْ حَلَّ أَمْرُ اللَّهِ فِينَا عَاجِلًا فِي رَوْحَةٍ مِنْ يَوْمِنَا أَوْ مِنْ غَدِ

فَتَقُومُ سَاعَتُنَا فَنَلْقَى سَيِّدًا مَحْضًا مَضَارِبُهُ كَرِيمَ الْمُحْتِدِ يَا رَبِّ فَاجْمَعْنَا مَعًا وَنَبِيَّنَا فِي جَنَّةٍ تُفْقِي عُيُونَ الْحُسَّدِ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ وَاكْتُبْهَا لَنَا يَا ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْعُلَا وَالسُّؤْدَدِ وَاللَّهِ أَسْمَعُ مَا حَيِيتُ بِهَالِكٍ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ ضَاقَتْ بِالْأَنْصَارِ الْبِلَادُ فَأَصْبَحُوا سُودًا وُجُوهُهُمُ كَلَوْنِ الْإِثْمِدِ وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ وَفِينَا قَبْرُهُ وَفُضُولُ نِعْمَتِهِ بِنَا لَا تُجْحَدُ وَاللَّهُ أَهْدَاهُ لَنَا وَهَدَى بِهِ أَنْصَارَهُ فِي كُلِّ سَاعَةِ مَسْهَدِ صَلَّى الْإِلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ وَالطَّيِّبُونَ عَلَى الْمُبَارَكِ أَحْمَدِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: يَا عَيْنُ جُودِي بِدَمْعٍ مِنْكِ إِسْبَالِ وَلَا تَمَلِّنَّ مِنْ سَحٍّ وَإِعْوَالِ لَا يَنْفَدَنْ لِيَ بَعْدَ الْيَوْمِ دَمْعُكُمَا إِنِّي مُصَابٌ وَإِنِّي لَسْتُ بِالسَّالِي فَإِنَّ مَنْعَكُمَا مِنْ بَعْدِ بَذْلِكُمَا إِيَّايَ مِثْلُ الَّذِي قَدْ غُرَّ بِالْآلِ لَكِنْ أَفِيضِي عَلَى صَدْرِي بِأَرْبَعَةٍ إِنَّ الْجَوَانِحَ فِيهَا هَاجِسٌ صَالِي سَحَّ الشَّعِيبِ وَمَاءِ الْغَرْبِ يَمْنَحُهُ سَاقٍ يُحَمِّلُهُ سَاقٍ بِإِزْلَالِ حَامِي الْحَقِيقَةِ نَسَّالُ الْوَدِيقَةِ فَكَّ ـاكُ الْعُنَاةِ كَرِيمٌ مَاجِدٌ عَالِ عَلَى رَسُولٍ لَنَا مَحْضٍ ضَرِيبَتُهُ سَمْحِ الْخَلِيقَةِ عَفٍّ غَيْرِ مِجْهَالِ كَشَّافِ مَكْرُمَةٍ مِطْعَامِ مَسْغَبَةٍ وَهَّابِ عَانِيَةٍ وَجْنَاءَ شِمْلَالِ عَفٍّ مَكَاسِبُهُ جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ سَمْحٍ غَيْرِ نَكَّالِ

وَارِي الزِّنَادِ وَقَوَّادِ الْجِيَادِ إِلَى يَوْمِ الطِّرَادِ إِذَا شَبَّتْ بِأَجْذَالِ وَلَا أُزَكِّي عَلَى الرَّحْمَنِ ذَا بَشَرٍ لَكِنَّ عِلْمَكَ عِنْدَ الْوَاحِدِ الْعَالِي إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ وَالْأَيَّامَ يَفْجَعُنِي بِالصَّالِحِينَ وَأَبْقَى نَاعِمَ الْبَالِ يَاعَيْنُ فَابْكِي رَسُولَ اللَّهِ إِذْ ذُكِرَتْ ذَاتُ الْإِلَهِ فَنِعْمَ الْقَائِدُ الْوَالِي قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: نَبِّ الْمَسَاكِينَ أَنَّ الْخَيْرَ فَارَقَهُمْ مَعَ الرَّسُولِ تَوَلَّى عَنْهُمُ سَحَرَا مِنْ ذَا الَّذِي عِنْدَهُ رَحْلِي وَرَاحِلَتِي وَرِزْقُ أَهْلِي إِذَا لَمْ نُؤْنِسِ الْمَطَرَا ذَاكَ الَّذِي لَيْسَ يَخْشَاهُ مُجَالِسُهُ إِذَا الْجَلِيسُ سَطَا فِي الْقَوْلِ أَوْ عَثَرَا كَانَ الضِّيَاءَ وَكَانَ النُّورَ نَتْبَعُهُ وَكَانَ بَعْدَ الْإِلَهِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَا فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمَخْبَئِهِ وَغَيَّبُوهُ وَأَلْقَوْا فَوْقَهُ الْمَدَرَا لَمْ يَتْرُكِ اللَّهُ خَلْقًا مِنْ بَرِيَّتِهِ وَلَمْ يُعِشْ بَعْدَهُ أُنْثَى وَلَا ذَكَرَا ذَلَّتْ رِقَابُ بَنِي النَّجَّارِ كُلِّهِمُ وَكَانَ أَمْرًا مِنَ الرَّحْمَنِ قَدْ قُدِرَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر المتقارب] يَا عَيْنُ فَابْكِي بِدَمْعٍ ذَرَى لِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ وَالْمُصْطَفَى وَابْكِي الرَّسُولَ وَحَقَّ الْبُكَاءُ عَلَيْهِ لَدَى الْحَرْبِ عِنْدَ اللِّقَا عَلَى خَيْرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ وَأَتْقَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ التُّقَى عَلَى سَيِّدٍ مَاجِدٍ جَحْفَلٍ وَخَيْرِ الْأَنَامِ وَخَيْرِ اللَّهَا

لَهُ حَسَبٌ فَوْقَ كُلِّ الْأَنَامِ مِنْ هَاشِمٍ ذَلِكَ الْمُرْتَجَى نَخُصُّ بِمَا كَانَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَانَ سِرَاجًا لَنَا فِي الدُّجَى وَكَانَ بَشِيرًا لَنَا مُنْذِرًا وَنُورًا لَنَا ضَوْءُهُ قَدْ أَضَا فَأَنْقَذَنَا اللَّهُ فِي نُورِهِ وَنَجَّى بِرَحْمَتِهِ مِنْ لَظَى قَالَ: وَفِيهَا أَنْشَدَنَا الْوَاقِدِيُّ: قَالَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الوافر] أَلَا يَا عَيْنُ وَيْحَكِ أَسْعِدِينِي بِدَمْعِكِ مَا بَقِيتِ وَطَاوِعِينِي أَلَا يَا عَيْنُ وَيْحَكِ وَاسْتَهِلِّي عَلَى نُورِ الْبِلَادِ وَأَسْعِدِينِي فَإِنْ عَذَلَتْكِ عَاذِلَةٌ فَقُولِي عَلَامَ وَفِيمَ وَيْحَكِ تَعْذُلِينِي؟ عَلَى نُورِ الْبِلَادِ مَعًا جَمِيعًا رَسُولِ اللَّهِ أَحْمَدَ فَاتْرُكِينِي فَإِلَّا تُقْصِرِي بِالْعَذْلِ عَنِّي فَلُومِي مَا بَدَا لَكِ أَوْ دَعِينِي لِأَمْرٍ هَدَّنِي وَأَذَلَّ رُكْنِي وَشَيَّبَ بَعْدَ جِدَّتِهَا قُرُونِي وَقَالَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: [البحر الطويل] أَلَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا وَكُنْتَ بِنَا رَءُوفًا رَحِيمًا نَبِيَّنَا لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا لَعَمْرُكَ مَا أَبْكِي النَّبِيَّ لِمَوْتِهِ وَلَكِنْ لِهَرْجٍ كَانَ بَعْدَكَ آتِيَا كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا أَفَاطِمُ صَلَّى اللَّهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا أَبَا حَسَنٍ فَارَقْتَهُ وَتَرَكْتَهُ فَبَكِّ بِحُزْنٍ آخِرَ الدَّهْرِ شَاجِيَا

فِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ أُمِّي وَخَالَتِي وَعَمِّي وَنَفْسِي قُصْرَةً ثُمَّ خَالِيَا صَبَرْتَ وَبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقًا وَقُمْتَ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُنَا كَانَ مَاضِيَا عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ السَّلَامُ تَحِيَّةً وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا قَالَ: وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] عَيْنَيَّ جُودَا طَوَالَ الدَّهْرِ وَانْهَمِرَا سَكْبًا وَسَحًّا بِدَمْعٍ غَيْرِ تَعْذِيرِ يَا عَيْنِ فَاسْحَنْفِرِي بِالدَّمْعِ وَاحْتَفِلِي حَتَّى الْمَمَاتِ بِسَجْلٍ غَيْرِ مَنْزُورِ يَا عَيْنِ فَانْهَمِلِي بِالدَّمْعِ وَاجْتَهِدِي لِلْمُصْطَفَى دُونَ خَلْقِ اللَّهِ بِالنُّورِ بِمُسْتَهَلٍّ مِنَ الشُّؤُبُوبِ ذِي سَيَلٍ فَقَدْ رُزِئْتِ نَبِيَّ الْعَدْلِ وَالْخِيرِ وَكُنْتِ مِنْ حَذَرٍ لِلْمَوْتِ مُشْفِقَةً وَلِلَّذِي خُطَّ مِنْ تِلْكَ الْمَقَادِيرِ مِنْ فَقْدِ أَزْهَرَ ضَافِي الْخَلْقِ ذِي فَخَرٍ صَافٍ مِنَ الْعَيْبِ وَالْعَاهَاتِ وَالزُّورِ فَاذْهَبْ حَمِيدًا جَزَاكَ اللَّهُ مَغْفِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الكامل] يَا عَيْنُ جُودِي مَا بَقِيتِ بِعَبْرَةٍ سَحًّا عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ أَحْمَدِ يَا عَيْنُ فَاحْتَفِلِي وَسُحِّي وَاسْجُمِي وَابْكِي عَلَى نُورِ الْبِلَادِ مُحَمَّدِ أَنَّى لَكِ الْوَيْلَاتُ مِثْلُ مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ نَائِبَةٍ تَنُوبُ وَمَشْهَدِ فَابْكِي الْمُبَارَكَ وَالْمُوَفَّقَ ذَا التُّقَى حَامِي الْحَقِيقَةِ ذَا الرَّشَادِ الْمُرْشِدِ مَنْ ذَا يَفُكُّ عَنِ الْمُغَلَّلِ غُلَّهُ بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي الضَّرِيحِ الْمُلْحَدِ؟

أَمْ مَنْ لِكُلِّ مُدَفَّعٍ ذِي حَاجَةٍ وَمُسَلْسَلٍ يَشْكُو الْحَدِيدَ مُقَيَّدِ أَمْ مَنْ لِوَحْيِ اللَّهِ يُتْرَكُ بَيْنَنَا فِي كُلِّ مَمْسَى لَيْلَةٍ أَوْ فِي غَدِ فَعَلَيْكَ رَحْمَةُ رَبِّنَا وَسَلَامُهُ يَا ذَا الْفَوَاضِلِ وَالنَّدَى وَالسُّؤْدَدِ هَلَّا فَدَاكَ الْمَوْتَ كُلُّ مُلَعَّنٍ شَكْسٍ خَلَائِقُهُ لَئِيمِ الْمَحْتِدِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: [البحر الطويل] أَعَيْنَيَّ جُودَا بِالدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ عَلَى الْمُصْطَفَى بِالنُّورِ مِنْ آلِ هَاشِمِ عَلَى الْمُصْطَفَى بِالْحَقِّ وَالنُّورِ وَالْهُدَى وَبِالرُّشْدِ بَعْدَ الْمَنْدُبَاتِ الْعَظَائِمِ وَسُحَّا عَلَيْهِ وَابْكِيَا مَا بَكَيْتُمَا عَلَى الْمُرْتَضَى لِلْمُحْكَمَاتِ الْعَزَائِمِ عَلَى الْمُرْتَضَى لِلْبِرِّ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى وَلِلدِّينِ وَالْإِسْلَامِ بَعْدَ الْمَظَالِمِ عَلَى الطَّاهِرِ الْمَيْمُونِ ذِي الْحِلْمِ وَالنَّدَى وَذِي الْفَضْلِ وَالدَّاعِي لَخَيْرِ التَّرَاحُمِ أَعَيْنَيَّ مَاذَا بَعْدَمَا قَدْ فُجِعْتُمَا بِهِ تَبْكِيَانِ الدَّهْرَ مِنْ وُلْدِ آدَمِ؟ فَجُودَا بِسَجْلٍ وَانْدُبَا كُلَّ شَارِقٍ رَبِيعَ الْيَتَامَى فِي السِّنِينَ الْبَوَازِمِ قَالَ: وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الخفيف] لَهْفَ نَفْسِي وَبِتُّ كَالْمَسْلُوبِ آرِقَ اللَّيْلِ فِعْلَةَ الْمَحْرُوبِ مِنْ هُمُومٍ وَحَسْرَةٍ رَدِفَتْنِي لَيْتَ أَنِّي سُقِيتُهَا بِشَعُوبِ حِينَ قَالُوا: إِنَّ الرَّسُولَ قَدَ أَمْسَى وَافَقَتْهُ مَنِيَّةُ الْمَكْتُوبِ إِذْ رَأَيْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَرِيعٌ فَأَشَابَ الْقَذَالَ أَيُّ مَشِيبِ إِذْ رَأَيْنَا بُيُوتَهُ مُوحِشَاتٍ لَيْسَ فِيهِنَّ بَعْدَ عَيْشٍ حَبِيبِي

أَوْرَثَ الْقَلْبَ ذَاكَ حُزْنًا طَوِيلًا خَالَطَ الْقَلْبَ فَهُوَ كَالْمَرْعُوبِ لَيْتَ شَعْرِي وَكَيْفَ أُمْسِي صَحِيحًا بَعْدَ أَنْ بِينَ بِالرَّسُولِ الْقَرِيبِ أَعْظَمِ النَّاسِ فِي الْبَرِيَّةِ حَقًّا سَيِّدِ النَّاسِ حُبُّهُ فِي الْقُلُوبِ فَإِلَى اللَّهِ ذَاكَ أَشْكُو وَحَسْبِي يَعْلَمُ اللَّهُ حَوْبَتِي وَنَحِيبِي وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر المتقارب] أَفَاطِمُ بَكِّي وَلَا تَسْأَمِي بِصُبْحِكِ مَا طَلَعَ الْكَوْكَبُ هُوَ الْمَرْءُ يُبْكَى وَحَقَّ الْبُكَا هُوَ الْمَاجِدُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ فَأَوْحَشَتِ الْأَرْضُ مِنْ فَقْدِهِ وَأَيُّ الْبَرِيَّةِ لَا يُنْكَبُ فَمَا لِيَ بَعْدَكَ حَتَّى الْمَمَاتِ إِلَّا الْجَوَى الدَّاخِلُ الْمُنْصِبُ فَبَكِّي الرَّسُولَ وَحُقَّتْ لَهُ شُهُودُ الْمَدِينَةِ وَالْغُيَّبُ لِتَبْكِيكَ شَمْطَاءُ مَضْرُورَةٌ إِذَا حُجِبَ النَّاسُ لَا تُحْجَبُ لِيَبْكِيكَ شَيْخٌ أَبُو وِلْدَةٍ يَطُوفُ بِعَقْوَتِهِ أَشْهَبُ وَيَبْكِيكَ رَكْبٌ إِذَا أَرْمَلُوا فَلَمْ يُلْفَ مَا طَلَبَ الطُّلَّبُ وَتَبْكِي الْأَبَاطِحُ مِنْ فَقْدِهِ وَتَبْكِيهِ مَكَّةُ وَالْأَخْشَبُ وَتَبْكِي وُعَيْرَةُ مِنْ فَقْدِهِ بِحُزْنٍ وَيُسْعِدُهَا الْمِيثَبُ فَعَيْنِيَ مَا لَكِ لَا تَدْمَعِينَ؟ وَحُقَّ لِدَمْعِكِ يُسْتَسْكَبُ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: أَعَيْنِي جُودَا بِدَمْعٍ سَجَمْ يُبَادِرُ غَرْبًا بِمَا مُنْهَدِمْ أَعَيْنِي فَاسْحَنْفِرَا وَاسْكُبَا بِوَجْدٍ وَحُزْنٍ شَدِيدِ الْأَلَمْ

عَلَى صَفْوَةِ اللَّهِ رَبِّ الْعِبَادِ وَرَبِّ السَّمَاءِ وَبَارِي النَّسَمْ عَلَى الْمُرْتَضَى لِلْهُدَى وَالتُّقَى وَلِلرُّشْدِ وَالنُّورِ بَعْدَ الظُّلَمْ عَلَى الطَّاهِرِ الْمُرْسَلِ الْمُجْتَبَى رَسُولٍ تَخَيَّرَهُ ذُو الْكَرَمْ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: [البحر الوافر] أَرِقْتُ فَبِتُّ لَيْلِيَ كَالسَّلِيبِ لِوَجْدٍ فِي الْجَوَانِحِ ذِي دَبِيبِ فَشَيَّبَنِي وَمَا شَابَتْ لِدَاتِي فَأَمْسَى الرَّأْسُ مِنِّي كَالْعَسِيبِ لِفَقْدِ الْمُصْطَفَى بِالنُّورِ حَقًّا رَسُولِ اللَّهِ مَا لَكَ مِنْ ضَرِيبِ كَرِيمِ الْخِيمِ أَرْوَعِ مَضْرَحِيٍّ طَوِيلِ الْبَاعِ مُنْتَجَبٍ نَجِيبِ ثَمَالِ الْمُعْدَمِينِ وَكُلِّ جَارٍ , وَمَأْوَى كُلِّ مُضْطَهَدٍ غَرِيبِ فَإِمَّا تُمْسِ فِي جَدَثٍ مُقِيمًا فَقِدْمًا عِشْتَ ذَا كَرَمٍ وَطِيبِ وَكُنْتَ مُوَفَّقًا فِي كُلِّ أَمْرٍ وَفِيمَا نَابَ مِنْ حَدَثِ الْخُطُوبِ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: عَيْنُ جُودِي بِدَمْعَةٍ تَسْكَابِ لِلنَّبِيِّ الْمُطَهَّرِ الْأَوَّابِ وَانْدُبِي الْمُصْطَفَى فَعُمِّيَ وَخُصِّي بِدُمُوعٍ غَزِيرَةِ الْأَسْرَابِ عَيْنِ مَنْ تَنْدُبِينَ بَعْدَ نَبِيٍّ خَصَّهُ اللَّهُ رَبُّنَا بِالْكِتَابِ فَاتِحٍ خَاتَمٍ رَحِيمٍ رَءُوفٍ صَادِقِ الْقِيلِ طَيِّبِ الْأَثْوَابِ مُشْفِقٍ نَاصِحٍ شَفِيقٍ عَلَيْنَا رَحْمَةً مِنْ إِلَهِنَا الْوَهَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ وَجَزَاهُ الْمَلِيكُ حُسْنَ الثَّوَابِ

وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: عَيْنِ جُودِي بِدَمْعَةٍ وَسُهُودِ وَانْدُبِي خَيْرَ هَالِكٍ مَفْقُودِ وَانْدُبِي الْمُصْطَفَى بِحُزْنٍ شَدِيدٍ خَالَطَ الْقَلْبَ فَهُوَ كَالْمَعْمُودِ كِدْتُ أَقْضِي الْحَيَاةَ لَمَّا أَتَاهُ قَدَرٌ خُطَّ فِي كِتَابٍ مَجِيدِ فَلَقَدْ كَانَ بِالْعِبَادِ رَؤُوفًا وَلَهُمْ رَحْمَةً وَخَيْرَ رَشِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيًّا وَمَيْتًا وَجَزَاهُ الْجِنَّانَ يَوْمَ الْخُلُودِ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: آبَ لَيْلِي عَلَيَّ بِالتَّسْهَادِ وَجَفَا الْجَنْبُ غَيْرُ وَطْءِ الْوِسَادِ وَاعْتَرَتْنِي الْهُمُومُ جِدًّا بِوَهْنٍ لِأُمُورٍ نَزَلْنَ حَقًّا شِدَادِ رَحْمَةً كَانَ لِلْبَرِيَّةِ طُرًّا فَهَدَى مَنْ أَطَاعَهُ لِلسَّدَادِ طَيِّبُ الْعُودِ وَالضَّرِيبَةِ وَالشِّيَمِ مَحْضُ الْأَنْسَابِ وَارِي الزِّنَادِ أَبْلَجٌ صَادِقُ السَّجِيَّةِ عَفٌّ صَادِقُ الْوَعْدِ مُنْتَهَى الرُّوَّادِ عَاشَ مَا عَاشَ فِي الْبَرِيَّةِ بَرَّا وَلَقَدْ كَانَ نُهْبَةَ الْمُرْتَادِ ثُمَّ وَلَّى عَنَّا فَقِيدًا حَمِيدًا فَجَزَاهُ الْجِنَّانَ رَبُّ الْعِبَادِ وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] يَا عَيْنِ جُودِي بِدَمْعٍ مِنْكِ وَابْتَدِرِي كَمَا تَنَزَّلَ مَاءُ الْغَيْثِ فَانْثَعَبَا أَوْ فَيْضُ غَرْبٍ عَلَى عَادِيَّةٍ طُوِيَتْ فِي جَدْوَلٍ خَرِقٍ بِالْمَاءِ قَدْ سَرِبَا لَقَدْ أَتَتْنِي مِنَ الْأَنْبَاءِ مُعْضِلَةٌ أَنَّ ابْنَ آمِنَةَ الْمَأْمُونَ قَدْ ذَهَبَا

أَنَّ الْمُبَارَكَ وَالْمَيْمُونَ فِي جَدَثٍ قَدْ أَلْحَفُوهُ تُرَابَ الْأَرْضِ وَالْحَدَبَا أَلَيْسَ أَوْسَطَكُمْ بَيْتًا وَأَكْرَمَكُمْ خَالًا وَعَمَّا كَرِيمًا لَيْسَ مُؤْتَشَبَا قَالَ: وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أُخْتُ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ تَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الوافر] أَشَابَ ذُؤَابَتِي وَأَذَلَّ رُكْنِي بُكَاؤُكِ فَاطِمُ الْمَيْتَ الْفَقِيدَا فَأَعْطَيْتَ الْعَطَاءَ فَلَمْ تُكَدِّرْ وَأَخْدَمْتَ الْوَلَائِدَ وَالْعَبِيدَا وَكُنْتَ مَلَاذَنَا فِي كُلِّ لِزْبٍ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَّةٌ بَرُودَا وَإِنَّكَ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا وَأَكْرَمُهُمْ إِذَا نُسِبُوا جُدُودَا رَسُولُ اللَّهِ فَارَقَنَا وَكُنَّا نُرَجِّي أَنْ يَكُونَ لَنَا خُلُودَا أَفَاطِمُ فَاصْبِرِي فَلَقَدْ أَصَابَتْ رَزِيئَتُكِ التَّهَائِمَ وَالنُّجُودَا وَأَهْلُ الْبِرِّ وَالْأَبْحَارِ طُرًّا فَلَمْ تُخْطِيءْ مُصِيبَتُهُ وَحِيدَا وَكَانَ الْخَيْرُ يُصْبِحُ فِي ذُرَاهُ سَعِيدُ الْجَدِّ قَدْ وَلَدَ السُّعُودَا وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ أَيْضًا: أَلَا يَا عَيْنِ بَكِّي لَا تَمَلِّي فَقَدْ بَكَرَ النَّعِيُّ بِمَنْ هَوِيتُ وَقَدْ بَكَرَ النَّعِيُّ بِخَيْرِ شَخَصٍ رَسُولِ اللَّهِ حَقًّا مَا حَيِيتُ وَلَوْ عِشْنَا وَنَحْنُ نَرَاكَ فِينَا وَأَمَرُ اللَّهِ يَتْرُكُ , مَا بَكَيْتُ فَقَدْ بَكَرَ النَّعِيُّ بِذَاكَ عَمْدًا فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مَنْ نُعِيتُ وَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُهُ وَجَلَّتْ وَكُلُّ الْجَهْدِ بَعْدَكَ قَدْ لَقِيتُ إِلَى رَبِّ الْبَرِيَّةِ ذَاكَ نَشْكُو فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا أُتِيتُ أَفَاطِمُ إِنَّهُ قَدْ هُدَّ رُكْنِي وَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مَنْ رُزِيتُ

وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ أَيْضًا: [البحر البسيط] قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرِ الْخُطَبُ إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا فَاحْتَلْ لِقَوْمِكَ وَاشْهَدْهُمْ وَلَا تَغِبُ قَدْ كُنْتَ بَدْرًا وَنُورًا يُسْتَضَاءُ بِهِ عَلَيْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُبُ وَكَانَ جِبْرِيلُ بِالْآيَاتِ يَحْضُرُنَا فَغَابَ عَنَّا وَكُلُّ الْغَيْبِ مُحْتَجِبُ فَقَدْ رُزِئْتُ أَبًا سَهْلًا خَلِيقَتُهُ مَحْضَ الضَّرِيبَةِ وَالْأَعْرَاقِ وَالنَّسَبِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر المتقارب] أَمْسَتْ مَرَاكِبُهُ أَوْحَشَتْ وَقَدْ كَانَ يَرْكَبُهَا زَيْنُهَا وَأَمْسَتْ تُبَكِّي عَلَى سَيِّدٍ تُرَدِّدُ عَبْرَتَهَا عَيْنُهَا وَأَمْسَتْ نِسَاؤُكَ مَا تَسْتَفِيقُ مِنَ الْحُزْنِ يَعْتَادُهَا دَيْنُهَا وَأَمْسَتْ شَوَاحِبَ مِثْلَ النِّصَالِ قَدْ عُطِّلَتْ وَكَبَا لَوْنُهَا يُعَالِجْنَ حُزْنًا بَعِيدَ الذَّهَابِ وَفِي الصَّدْرِ مُكْتَنِعٌ حَيْنُهَا يَضْرِبْنَ بِالْكَفِّ حُرَّ الْوُجُوهِ عَلَى مِثْلِهِ جَادَهَا شُونُهَا هُوَ الْفَاضِلُ السَّيِّدُ الْمُصْطَفَى عَلَى الْحَقِّ مُجْتَمِعٌ دِينُهَا فَكَيْفَ حَيَاتِيَ بَعْدَ الرَّسُولِ وَقَدْ حَانَ مِنْ مَيْتَةٍ حِينُهَا وَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الخفيف] عَيْنِ جُودِي فَإِنَّ بِذَلِكَ لِلدَّمْ ـعِ شِفَاءٌ، فَأَكْثِرِي مِ الْبُكَاءِ حِينَ قَالُوا: الرَّسُولُ أَمْسَى فَقِيدًا مَيِّتًا كَانَ ذَاكَ كُلَّ الْبَلَاء ِ

وَابْكِيَا خَيْرَ مَنْ رُزِئْنَاهُ فِي الدُّنْ ـيَا وَمَنْ خَصَّهُ بِوَحْيِ السَّمَاءِ بِدُمُوعٍ غَزِيرَةٍ مِنْكِ حَتَّى يَقْضِي اللَّهُ فِيكِ خَيْرَ الْقَضَاءِ فَلَقَدْ كَانَ مَا عَلِمْتِ وَصُولًا وَلَقَدْ جَاءَ رَحْمَةً بِالضِّيَاءِ وَلَقَدْ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ نُورًا وَسِرَاجًا يُضِيءُ فِي الظَّلْمَاءِ طَيِّبَ الْعُودِ وَالضَّرِيبَةِ وَالْمَعْـ ـدِنِ وَالْخِيمِ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ. آخِرُ خَبَرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

ذكر من كان يفتي بالمدينة ويقتدى به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك وإلى من انتهى علمهم

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ وَيُقْتَدَى بِهِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْدَ ذَلِكَ وَإِلَى مَنِ انْتَهَى عِلْمُهُمْ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ،: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالُوا: قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلَى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي» ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْعَلَاءِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مَا بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي» ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، «وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ §سُئِلَ مَنْ كَانَ يُفْتِي النَّاسَ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: «أَبُو -[335]- بَكْرٍ وَعُمَرُ، مَا أَعْلَمُ غَيْرَهُمَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَمْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ وَعَلِيُّ يُفْتُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ §أُتِيتُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظَافِيرِي» ، أَوْ قَالَ: «أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلَهُ عُمَرَ» ، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟، قَالَ: «الْعِلْمَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ خَتَنِ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءٍ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءٍ،: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَإِذَا خَطَبَ عُمَرُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ مُعَلَّمٌ فَتَعَجَّبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ مِنْهُ؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لِمَ تَعْجَبُ مِنْهُ؟، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَتِيقٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا فِي أُمَّتِهِ مُعَلَّمٌ أَوْ مُعَلَّمَانِ، وَإِنْ يَكُنُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَابْنُ الْخَطَّابِ إِنَّ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ الْأَسَدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: ": §إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ، عَنْ عُمَرَ،: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ §جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنِي هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: «§دُفِعْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَإِذَا الْفُقَهَاءُ عِنْدَهُ مِثْلُ الصِّبْيَانِ، قَدِ اسْتَعْلَى عَلَيْهِمْ فِي فَقْهِهِ وَعِلْمِهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «§لَوْ وُضِعَ عِلْمُ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي كِفَّةٍ وَعِلْمُ عُمَرَ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَ بِهِمْ عِلْمُ عُمَرَ» قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: فَقَالَ الْأَعْمَشُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ كُنَّا لَنَحْسِبُ عُمَرَ قَدْ ذَهَبَ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «§لَكَأَنَّ عِلْمَ النَّاسِ كَانَ مَدْسُوسًا فِي جُحْرٍ مَعَ عُمَرَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: §إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمَرٍ فَانْظُرْ كَيْفَ قَضَى فِيهِ عُمَرُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقْضِي فِي أَمَرٍ لَمْ يُقْضَ فِيهِ قَبْلَهُ حَتَّى يُشَاوِرَ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْجَدِّ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ §لَقَدْ حَفِظْتُ فِيهِ مِائَةَ قَضِيَّةٍ عَنْ عُمَرَ قُلْتُ: كُلُّهَا عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُلُّهَا عَنْ عُمَرَ "

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَلِأَبِي الدَّرْدَاءِ وَلِأَبِي ذَرٍّ: " §مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، عَلَى مِنْبَرٍ يَقُولُ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَرْوِي حَدِيثًا لَمْ يَسْمَعْ بِهِ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَلَا عَهْدِ عُمَرَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَلَّا أَكُونَ مِنْ أَوْعَى أَصْحَابِهِ -[337]- عَنْهُ، أَلَا إِنِّي سَمِعْتُهُ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقَلْ فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتَنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «§اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانُهُ» فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُرْسِلُنِي إِلَى قَوْمٍ يَسْأَلُونَنِي وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ، وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، فَإِذَا قَعَدَ الْخَصْمَانِ بَيْنَ يَدَيْكَ فَلَا تَقْضِ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ» ، فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا أَوْ مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبَشِيٍّ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَحَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ شُيُوخٍ ذَوِي أَسْنَانٍ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أُصِيبَ، فَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ نُصَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: «وَاللَّهِ، §مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَعَلَى مَنْ نَزَلَتْ، إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبًا عَقُولًا، وَلِسَانًا طَلْقًا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ أَبِي دُبَيٍّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «§سَلُونِي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ آيَةٍ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُ بِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ، فِي سَهْلٍ أَمْ فِي جَبَلٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عَلِيًّا، أَبْطَأَ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَلَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: «أَكَرِهْتَ إِمَارَتِي؟» ، فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي §آلَيْتُ بِيَمِينٍ أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَائِي إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ» قَالَ: فَزَعَمُوا أَنَّهُ كَتَبَهُ عَلَى تَنْزِيلِهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَلَوْ أُصِيبَ ذَلِكَ الْكِتَابُ كَانَ فِيهِ عِلْمٌ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَسَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ ذَلِكَ الْكِتَابِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قِيلَ لِعَلِيٍّ: مَا لَكَ أَكْثَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا؟، فَقَالَ: «إِنِّي §كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ أَنْبَأَنِي، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِي»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§إِذَا حَدَّثَنَا ثِقَةٌ عَنْ عَلِيٍّ بِفُتْيَا لَا نَعْدُوهَا»

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: «§أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§عَلِيُّ أَقْضَانَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَيْسٍ مَوْلَى ابْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَصْحَابِهِ يَوْمًا فَقَالَ: أَفْتُونِي فِي شَيْءٍ صَنَعْتُهُ الْيَوْمَ فَقَالُوا: مَا هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ لِي فَأَعْجَبَتْنِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ: فَعَظَّمَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ فَقَالَ: " §جِئْتَ حَلَالًا وَيَوْمًا مَكَانَ يَوْمٍ فَقَالَ: أَنْتَ خَيْرُهُمْ فَتْوَى "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ فِيهَا أَبُو حَسَنٍ»

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَطَبَنَا عُمَرُ فَقَالَ: " §عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَتْرُكَ أَشْيَاءَ مِمَّا يَقُولُ أُبَيُّ، إِنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَدَعُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ نَزَلَ بَعْدَ أُبَيٍّ كِتَابٌ "

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§أَقْضَانَا عَلِيُّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيُّ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ -[340]- عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَرْغَبُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ لَحْنِ أُبَيٍّ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§عَلِيُّ أَقْضَانَا، وَأُبَيُّ أَقْرَؤُنَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ، يَقُولُ: «§عَلِيُّ أَقْضَانَا لِلْقَضَاءِ، وَأُبَيُّ أَقْرَؤُنَا لِلْقُرْآنِ»

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ «§مِمَّنْ يُفْتِي فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ بِمَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

أبي بن كعب رحمه الله

§أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ مُؤَمَّلٌ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَقَالَ قَبِيصَةُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَا جَمِيعًا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَبَّةَ الْبَدْرِيَّ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ -[341]- بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأُبَيَّ بْنِ كَعْبٍ: «§أُمِرْتُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: قُلْتُ وَقَدْ ذُكِرْتُ هُنَاكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَمَّانِي اللَّهُ لَكَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَبِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» . قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ: لَمْ يَكُنْ "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، جَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ: «§إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَكَ حَتَّى تَأْخُذَهَا وَتَسْتَظْهِرَهَا» ، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمَّانِي اللَّهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو فَرْوَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§أُبَيُّ أَقْرَؤُنَا»

عبد الله بن مسعود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوْلَى؟ قَالَ: قُلْنَا: قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ مَرَّةً، إِلَّا الْعَامَ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَحَضَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَشَهِدَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ "

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَا نَزَلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ أَوِ الْمَطَايَا لَأَتَيْتُهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً»

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ» ؛ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ» - وَقَالَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ - «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] ، - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ - فَقَالَ لِي: «حَسْبُكَ» وَقَالَا جَمِيعًا: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا نَزَلَ فَلْيَقْرَأْهُ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ -[343]- مَسْرُوقٍ، قَالَ: «لَقَدْ §جَالَسْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُهُمْ كَالْإِخَاذِ، فَالْإِخَاذُ يُرْوِي الرَّجُلَ، وَالْإِخَاذُ يُرْوِي الرَّجُلَيْنِ، وَالْإِخَاذُ يُرْوِي الْعَشَرَةَ، وَالْإِخَاذُ يُرْوِي الْمِائَةَ، وَالْإِخَاذُ لَوْ نَزَلَ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ لَأَصْدَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مِنْ ذَلِكَ الْإِخَاذِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي دَارِ أَبِي مُوسَى يَعْرِضُونَ مُصْحَفًا قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَخَرَجَ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: «§هَذَا أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم» ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: «إِنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَقَدْ كَانَ يُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: «§لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: " هَلْ سَأَلْتَ عَنْهَا أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ أَبَا مُوسَى، وَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ، فَخَالَفَهُ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: «§لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ وَهَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§أَخَذْتُ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: " خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ أُمِرَ فِي -[344]- الْمَصَاحِفِ بِمَا أُمِرَ، قَالَ: فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَقَالَ: إِنَّهُ مَنْ يَغُلَّ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَغَلَّوُا الْمَصَاحِفَ، فَلَأَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ أُحِبُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، §لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ لَأَتَيْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ شَقِيقٌ: فَقَعَدْتُ فِي الْحِلَقِ وَفِيهِمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَغَيْرُهُمْ فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا رَدَّ عَلَيْهِ مَا قَالَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: " أَقْبَلُ عَبْدُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَعُمَرُ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآهُ مُقْبِلًا قَالَ: " §كَنِيفٌ مُلِئَ فِقْهًا وَرُبَّمَا قَالَ الْأَعْمَشُ: عِلْمًا "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ،: أَنَّ عُمَرَ، ذَكَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «§كَنِيفٌ مُلِئَ عِلْمًا، آثَرْتُ بِهِ أَهْلَ الْقَادِسِيَّةِ»

أبو موسى الأشعري

§أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَوْ عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمِعَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: «§لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ -[345]-،: أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَامَ لَيْلَةً يُصَلِّي فَسَمِعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْتِ، فَقُمْنَ يَسْمَعْنَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ: إِنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَسْتَمِعْنَ فَقَالَ: «§لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُكُنَّ تَحْبِيرًا، وَلَشَوَّقْتُكُنَّ تَشْوِيقًا» . وَقَدْ قَالَ حَمَّادُ: «لَحَبَّرْتُكُمْ وَشَوَّقْتُكُمْ»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لِي عُمَرُ: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَشْعَرِيَّ؟ فَقُلْتُ لَهُ: " §تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَيِّسٌ، وَلَا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَعْرَابَ؟ قُلْتُ: الْأَشْعَرِيِّينَ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، قُلْتُ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ سَمِعُوا هَذَا لَشَقَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَلَا تُبْلِغْهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَعْرَابٌ، إِلَّا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلًا جِهَادًا "، قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ لِمَازَةَ بْنِ زَبَّارٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: «§مَا كَانَ يُشَبَّهُ كَلَامُ أَبِي مُوسَى إِلَّا بِالْجَزَّارِ الَّذِي لَا يُخْطِئُ الْمَفْصِلَ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: " §لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ كَمَا يَتَبَيَّنُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو مُوسَى "

مشايخ شتى

§مَشَايِخُ شَتَّى

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: " أَتَيْنَا عَلِيًّا فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: عَلِمَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى، وَكَفَى بِذَلِكَ عِلْمًا، قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: صُبِغَ فِي الْعِلْمِ صِبْغَةً ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَقَالَ: مُؤْمِنٌ نَسِيَ، وَإِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمِّدٍ بِالْمُنَافِقِينَ قَالَ: قُلْنَا حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: وَعَى عِلْمًا ثُمَّ عَجَزَ فِيهِ، قَالَ: قُلْنَا: أَخْبِرْنَا عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: أَدْرَكَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ، وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، بَحْرٌ لَا يُنْزَحُ قَعْرُهُ، مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ: قُلْنَا: فَأَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِيَّاهَا أَرَدْتُمْ §كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِئْتُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ: «§سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «§ثَكِلَتْ سَلْمَانَ أُمُّهُ، لَقَدْ أُشْبِعَ مِنَ الْعِلْمِ»

معاذ بن جبل رحمه الله

§مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَأْتِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مُعَاذٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَتْوَةٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ رَتْوَةٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ 63 مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي: «بِمَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؛ قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ؛ قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ؟» قَالَ -[348]-: قُلْتُ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§خَلَّفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِمَكَّةَ حِينَ وُجِّهَ إِلَى حُنَيْنٍ يُفَقِّهُ أَهْلَ مَكَّةَ وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: §مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ حِينَ خَرَجَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الشَّامِ: §لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوجُهُ بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا فِي الْفِقْهِ وَمَا كَانَ يُفْتِيهِمْ بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَأَبَى عَلَيَّ وَقَالَ: رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهًا يُرِيدُ الشَّهَادَةَ فَلَا أَحْبِسُهُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ وَفِي بَيْتِهِ عَظِيمُ الْغِنَى عَنْ مِصْرِهِ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§إِنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا حَضَرُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَذْفَةً بِحَجَرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " §إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ نُسِّيتَهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ، وَالْأُمَّةُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ -[349]- الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " §إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقُلْتُ: غَلَطَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] ، فَأَعَادَهَا عَلَيَّ، فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ تَعَمَّدَ الْأَمْرَ تَعَمُّدًا، فَسَكَتُّ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا الْأُمَّةُ وَمَا الْقَانِتُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ فَقَالَ: الْأُمَّةُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَكَذَلِكَ كَانَ مُعَاذٌ، كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَكَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، وَمُجَالِدٍ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَا: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " إِنَّ §مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا قَالَ لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: نَسِيَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِبْرَاهِيمَ تَعْنِي؟ قَالَ: وَهَلْ سَمِعْتَنِي ذَكَرْتُ إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُ مُعَاذًا بِإِبْرَاهِيمَ، أَوْ كَانَ يُشَبَّهُ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا الْأُمَّةُ؟ فَقَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ الَّذِي يُطِيعُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ: " §إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} [النحل: 120] ، وَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْهَمَ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْأُمَّةُ؟ قَالُوا: مَا الْأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْقَانِتُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: الْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَقُولُ: " §حَدِّثُونَا عَنِ الْعَاقِلَيْنَ، فَيُقَالُ: مَنِ الْعَاقِلَانِ؟ فَيَقُولُ: مُعَاذٌ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: «§خُذِ الْعِلْمَ أَنَّى أَتَاكَ»

باب أهل العلم والفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§بَابُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، «كَانَ §إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمَرٌ يُرِيدُ فِيهِ مُشَاوَرَةَ أَهْلِ الرَّأْيِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَدَعَا رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ دَعَا عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ يُفْتِي فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّمَا تَصِيرُ فَتْوَى النَّاسِ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ فَكَانَ يَدْعُو هَؤُلَاءِ النَّفْرَ، وَكَانَتِ الْفَتْوَى تَصِيرُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عُثْمَانَ وَأُبَيٍّ وَزَيْدٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ §الَّذِينَ يُفْتُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيُّ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ -[351]- الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ «§يَسْتَشِيرُ فِي خِلَافَتِهِ إِذَا حَزَبَهُ الْأَمْرُ أَهْلَ الشُّورَى، وَمِنَ الْأَنْصَارِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: " §كَانَ عِلْمُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْتَهِي إِلَى سِتَّةٍ: إِلَى عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: §شَامَمْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: إِلَى عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَمُعَاذٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَشَامَمْتُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " §كَانَ عُلَمَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلّى الله عليه وسلم سِتَّةٌ: عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَإِذَا قَالَ عُمَرُ قَوْلًا وَقَالَ هَذَانِ قَوْلًا كَانَ قَوْلُهُمَا لِقَوْلِهِ تَبَعًا، وَعَلِيُّ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَإِذَا قَالَ عَلِيٌّ قَوْلًا وَقَالَ هَذَانِ قَوْلًا كَانَ قَوْلُهُمَا لِقَوْلِهِ تَبَعًا "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «§كَانَ أَصْحَابَ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرُ وَعَلِيُّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدٌ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " §قُضَاةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَرْبَعَةٌ: عُمَرُ وَعَلِيُّ وَزَيْدٌ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَدُهَاةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَرْبَعَةٌ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ -[352]- شُعْبَةَ وَزِيَادٌ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ "

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلُوا الْعَصَبَةَ، وَالْعَصَبَةُ قَرِيبٌ مِنْ قُبَاءَ، قَبْلَ مَقْدِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّهُمْ لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ قُرْآنًا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ "

عبد الله بن سلام

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيِّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذٍ: " §أَنَّ مُعَاذًا أَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ " أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ مُعَاذٍ، مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَحَدَّثَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَعَدَ يَزِيدُ عِنْدَ رَأْسِهِ -[353]- يَبْكِي، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مُعَاذٌ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي لِدُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْكَ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِمَا فَاتَنِي مِنَ الْعِلْمِ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: " إِنَّ الْعِلْمَ كَمَا هُوَ لَمْ يَذْهَبْ، فَاطْلُبِ الْعِلْمَ بَعْدِي عِنْدَ أَرْبَعَةٍ، عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هُوَ §عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ» ، وَعِنْدَ عُمَرَ، وَلَكِنَّ عُمَرَ يُشْغَلُ عَنْكَ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ "؛ قَالَ: وَقُبِضَ مُعَاذٌ وَلَحِقَ يَزِيدُ بِالْكُوفَةِ فَأَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَنْ §عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] قَالَ: «اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: {§وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] قَالَ: «اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§أَنْ يَعْلَمُهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 197] قَالَ: «كَانُوا خَمْسَةً، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، وَابْنُ يَامِينَ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَسَدٌ، وَأُسَيْدٌ»

أبو ذر

§أَبُو ذَرٍّ

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَرَجُلٌ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَا: سُئِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: «§وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ، وَكَانَ شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ فَيُعْطَى وَيُمْنَعُ، أَمَا إِنْ قَدْ مُلِيءَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ» فَلَمْ يَدْرُوا مَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ، أَعْجَزَ عَنْ كَشْفِهِ، أَمْ عَنْ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ، أَمْ عَنْ طَلَبِ مَا طَلَبَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ، حَدَّثَنِي مَرْثَدٌ أَوِ ابْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " جَلَسْتُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَمْ يَنْهَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «وَاللَّهِ، §لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأَنْفَذْتُهَا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «لَقَدْ §تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا يَقْلِبُ طَائِرٌ جَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلَّا ذَكَرَ لَنَا مِنْهُ عِلْمًا»

ذكر من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " §جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتَّةُ نَفَرٍ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَسَعْدٌ وَأَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: وَكَانَ مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ إِلَّا سُورَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ أَخَذَ بِضْعًا وَتِسْعِينَ سُورَةً وَتَعَلَّمَ بَقِيَّةَ الْقُرْآنِ مِنْ مُجَمِّعٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، جَمِيعًا عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " §جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتَّةُ رَهْطٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَبُو زَيْدٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَدْ كَانَ بَقِيَ عَلَى الْمُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ سُورَةٌ أَوْ سُورَتَانِ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: «§جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: §قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ "، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: مِنْ عُمُومَةِ أَنَسٍ "

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «§قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ -[356]- كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْخَامِسُ يُخْتَلَفُ فِيهِ، وَالنَّفَرُ الَّذِينَ جَمَعُوهُ مِنَ الْأَنْصَارِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَالَّذِي يُخْتَلَفُ فِيهِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: " §مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو زَيْدٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " §أَخَذَ الْقُرْآنَ أَرْبَعَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: " §جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو أَيُّوبَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ. قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي رَجُلَيْنِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُثْمَانُ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُثْمَانُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ مَرْسَا مَوْلًى لِقُرَيْشٍ قَالَ: «§عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ -[357]-: " §جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو أَيُّوبَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَدْ كَثُرُوا وَرَبَلُوا وَمَلَئُوا الْمَدَائِنَ، وَاحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ، فَأَعِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِرِجَالٍ يُعَلِّمُونَهُمْ، فَدَعَا عُمَرُ أُولَئِكَ الْخَمْسَةَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَدِ اسْتَعَانُونِي بِمَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ، فَأَعِينُونِي رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، إِنْ أَجَبْتُمْ فَاسْتَهِمُوا، وَإِنِ انْتُدِبَ ثَلَاثَةٌ مِنْكُمْ فَلْيَخْرُجُوا، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَتَسَاهَمَ، هَذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ لِأَبِي أَيُّوبَ وَأَمَّا هَذَا فَسَقِيمٌ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَخَرَجَ مُعَاذٌ وَعُبَادَةُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: ابْدَؤُوا بِحِمْصَ فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ النَّاسَ عَلَى وُجُوهٍ مُخْتَلِفَةٍ، مِنْهُمْ مَنْ يُلَقَّنُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَوَجِّهُوا إِلَيْهِ طَائِفَةً مِنَ النَّاسِ فَإِذَا رَضِيتُمْ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ بِهَا وَاحِدٌ وَلْيَخْرُجْ وَاحِدٌ إِلَى دِمَشْقَ وَالْآخَرُ إِلَى فِلَسْطِينَ. وَقَدِمُوا حِمْصَ فَكَانُوا بِهَا حَتَّى إِذَا رَضُوا مِنَ النَّاسِ أَقَامَ بِهَا عُبَادَةُ وَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى دِمَشْقَ وَمُعَاذٌ إِلَى فِلَسْطِينَ، وَأَمَّا مُعَاذً فَمَاتَ عَامَ طَاعُونِ عَمْوَاسَ، وَأَمَّا عُبَادَةَ فَصَارَ بَعْدُ إِلَى فِلِسْطِينَ فَمَاتَ بِهَا، وَأَمَّا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَلَمْ يَزَلْ بِدِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ "

أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَأَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: «§لَا يَكُونُ عَالِمًا حَتَّى يَكُونَ مُتَعَلِّمًا، وَلَا يَكُونُ عَالِمًا حَتَّى يَكُونَ بِالْعِلْمِ عَامِلًا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: «§إِنَّكَ لَنْ تَفْقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا شُجَاعُ بْنُ أَبِي شُجَاعٍ -[358]-، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «§اطْلُبُوا الْعِلْمَ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ فَأَحِبُّوا أَهْلَهُ، فَإِنْ لَمْ تُحِبُّوهُمْ فَلَا تُبْغِضُوهُمْ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " §مَنْ يَزْدَدْ عِلْمًا يَزْدَدْ وَجَعًا قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: وَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ أَنْ يُقَالَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلِمْتَ؟ فَأَقُولَ: نَعَمْ، فَيُقَالُ: فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ "، أُخْبِرْتُ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ. وَأُخْبِرْتُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «أَلَا إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ، أَلَا إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ، أَلَا إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ لَعِلْمٌ كَالثِّمَارِ وَإِنْ كُنَّا فِيهِ لَمُفَرِّطِينَ»

زيد بن ثابت

§زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ §يَأْتِينِي كُتُبٌ مِنْ أُنَاسٍ لَا أُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَهَا أَحَدٌ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعَلَّمَ كِتَابَ الْعِبْرَانِيَّةِ، أَوْ قَالَ السُّرْيَانِيَّةِ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قَالَ لِي: «§تَعَلَّمْ كِتَابَ الْيَهُودِ فَإِنِّي وَاللَّهِ -[359]- مَا آمَنُ الْيَهُودَ عَلَى كِتَابِي» قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهُ فِي أَقَلِّ مِنْ نِصْفِ شَهْرٍ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُمِلُّ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ، فَقَالَ: «§ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ، فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمِلِّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «§مَا كَانَ عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَحَدًا فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْفَرَائِضِ وَالْقِرَاءَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: «§مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «§اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ §يَسْتَخْلِفُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي كُلِّ سَفَرٍ، أَوْ قَالَ سَفَرٍ يُسَافِرُهُ، وَكَانَ يُفَرِّقُ النَّاسَ فِي الْبُلْدَانِ وَيُوَجِّهُهُ فِي الْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ، وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ الرِّجَالَ الْمُسَمَّوْنَ، فَيُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَيَقُولُ -[360]-: «لَمْ يَسْقُطْ عَلَيَّ مَكَانُ زَيْدٍ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ يَحْتَاجُونَ إِلَى زَيْدٍ فِيمَا يَجِدُونَ عِنْدَهُ فِيمَا يَحْدُثُ لَهُمْ مَا لَا يَجِدُونَ عِنْدَ غَيْرِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خَلْدَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ، قَالَ: «§كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مُتَرَئِّسًا بِالْمَدِينَةِ فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْقِرَاءَةِ وَالْفَرَائِضِ فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ فِي مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ خَمْسَ سِنِينَ حَتَّى وَلِيَ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ فَكَانَ كَذَلِكَ أَيْضًا حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا رَزِينٌ، بَيَّاعُ الرُّمَّانِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالرِّكَابِ وَقَالَ: «§هَكَذَا يُفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: أَنَّهُ أَخَذَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالرِّكَابِ فَقَالَ: «تَنَحَّ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» فَقَالَ: «§هَكَذَا نَفْعَلُ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنُ حَازِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «§قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، قَالَ: " جُلُّ مَا أَخَذَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنَ الْقَضَاءِ وَمَا كَانَ يُفْتِي بِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ قَلَّ قَضَاءٌ أَوْ فَتْوَى جَلِيلَةٌ تَرِدُ عَلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ تُحْكَى لَهُ عَنْ بَعْضِ مَنْ هُوَ غَائِبٌ عَنِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -[361]- صلّى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ إِلَّا قَالَ: فَأَيْنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ هَذَا؟ §إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنْ قَضَاءٍ وَأَبْصَرُهُمْ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِمَّا لَمْ يُسْمَعْ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لَا أَعْلَمُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَوْلًا لَا يُعْمَلُ بِهِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَوْ يَعْمَلُ بِهِ أَهْلُ مِصْرٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِيَنَا عَنْ غَيْرِهِ أَحَادِيثُ وَعِلْمٌ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يَعْمَلُ بِهَا وَلَا مَنْ هُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقُلْتُ: " مَاتَ عَالِمُ النَّاسِ الْيَوْمَ ‍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§يَرْحَمُهُ اللَّهُ الْيَوْمَ، فَقَدْ كَانَ عَالِمُ النَّاسِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَحَبْرُهَا، فَرَّقَهُمْ عُمَرُ فِي الْبُلْدَانِ وَنَهَاهُمْ أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ وَجَلَسَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِالْمَدِينَةِ يُفْتِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الطُّرَّاءِ يَعْنِي، الْقُدَّامِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَخَلَّادِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: " أَنَّ مَرْوَانَ §أَجْلِسَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَجُلًا وَرَاءَ السِّتْرِ ثُمَّ دَعَاهُ فَجَلَسَ يَسْأَلُهُ وَيَكْتُبُونَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ زَيْدٌ فَقَالَ: «يَا مَرْوَانُ عُذْرًا إِنَّمَا أَقُولُ بِرَأْيِي»

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: «§هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ» وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى قَبْرِهِ، «يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي يَعْلَمُ الشَّيْءَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ، فَيَذْهَبُ مَا كَانَ مَعَهُ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَدُفِنَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: لَمَّا -[362]- مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَعَدْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، فَقَالَ: «§هَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ حِينَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: «§الْيَوْمَ مَاتَ حَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهُ خَلَفًا»

أبو هريرة

§أَبُو هُرَيْرَةَ

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْذَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِي: «§ابْسُطْ ثَوْبَكَ» ، فَبَسَطْتُهُ ثُمَّ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّهَارَ ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا مِمَّا حَدَّثَنِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ فَقَالَ: «§ابْسُطْ رِدَاءَكَ» فَبَسَطْتُهُ فَغَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: «ضُمَّهُ» فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «§حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " §إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ الْحَدِيثِ -[363]-، وَوَاللَّهِ لَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَقْرَأُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] ، حَتَّى يَبْلُغَ: {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 160] ثُمَّ يَقُولُ: عَلَى أَثَرِهِمَا: «إِنَّ إِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَإِنَّ إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى شِبَعِ بَطْنِهِ فَيَسْمَعُ مَا لَا يَسْمَعُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْحَدِيثِ: «§مَنْ شَهِدَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ» ؛ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: أَخْبِرِيهِ كَيْفَ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ، فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غَرْسُ الْوَدِيِّ، وَلَا الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «أَنْتَ أَعْلَمُنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَحْفَظُنَا لِحَدِيثِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " §إِنَّ النَّاسَ قَدْ قَالُوا: قَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ الْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَقِيتُ رَجُلًا فَقُلْتُ: أَيَّةَ سُورَةٍ قَرَأَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ فِي الْعَتَمَةِ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَقُلْتُ: أَلَمْ تَشْهَدْهَا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قُلْتُ وَلَكِنِّي أَدْرِي، قَرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -[364]-،: أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ،» §إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ "

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيَّانِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ: عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: " إِنَّكَ لَتُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ؛ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَا أُمَّهْ §طَلَبْتُهَا وَشَغَلَكِ عَنْهَا الْمِرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ، وَمَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْهَا شَيْءٌ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَقُولُونَ أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَوْ أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ، يَعْنِي الْمَزَابِلَ، ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيَّانِ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بِالْخَرْقِ وَقَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " §لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ؛ قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ، لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ وَيُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: «§إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَا يَكْتُمُ، وَلَا يَكْتُبُ»

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُؤْتِيَنِي اللَّهُ الْحِكْمَةَ، مَرَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي وَقَالَ: «§اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «اللَّهُمَّ §أَعْطِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحِكْمَةَ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَوَضَعَتُ لَهُ وَضُوءًا مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»

أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، قَالَ: فَذَكَرَ أَنَّهُ سَأَلَهُمْ وَسَأَلَهُ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَهُمْ: «§كَيْفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَرَوْنَ؟»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ -[366]- أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، §كَانَا يَدْعُوَانِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَيُشِيرُ مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ مَاتَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَالنَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " §لَوْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَدْرَكَ أَسْنَانَنًا مَا عَشَّرَهُ مِنَّا رَجُلٌ، وَزَادَ النَّضْرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [الكهف: 22] قَالَ: «§أَنَا مِنْ أُولَئِكَ الْقَلِيلِ، وَهُمْ سَبْعَةٌ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ §إِذَا سُئِلَ عَنِ الْأَمْرِ، فَإِنْ كَانَ فِي الْقُرْآنِ أَخْبَرَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَلَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَخْبَرَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ اجْتَهَدَ رَأْيَهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ الْأَعْمَشُ: حُدِّثْنَا، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرُ مِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ» ، وَأُخْبِرْتُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقَالُ لَهُ الْبَحْرُ؛ قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: قَالَ الْبَحْرُ، وَفَعَلَ الْبَحْرُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَأَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ -[367]- أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُسٍ لَزِمْتَ هَذَا الْغُلَامَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، وَتَرَكْتَ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§إِنِّي رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ صَارُوا إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ: " أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، §كَانَ يُسْأَلُ عَنِ الْقُرْآنِ كَثِيرًا فَيَقُولُ: هُوَ كَذَا وَكَذَا، أَمَا سَمِعْتُمُ الشَّاعِرَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمَهُمَا بِالْقُرْآنِ، وَكَانَ عَلِيٌّ أَعْلَمَهُمَا بِالْمُبْهَمَاتِ»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ أَوْ ثَبْتٌ عَنْهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «§كَانَ نَاسٌ يَأْتُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ لِلشِّعْرِ، وَنَاسٌ لِلْأَنْسَابِ، وَنَاسٌ لِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ صِنْفٍ إِلَّا يُقْبِلُ عَلَيْهِ بِمَا شَاءَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ عُرِّفَ بِالْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: §وَكَانَ مِثَجَّةً كَثِيرَ الْعِلْمِ، قَالَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَفَسَّرَهَا آيَةً آيَةً "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، قَالَ فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْحَدِيثِ فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ -[368]- عَنِ الرَّجُلِ فَآتِي بَابَهُ وَهُوَ قَائِلٌ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تَسْفِي الرِّيحُ عَلَيَّ التُّرَابَ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ لِي: " يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي لَيَسْأَلُونِي فَيَقُولُ: «§هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي»

أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «وَجَدْتُ عَامَّةَ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ الْأَنْصَارِ، فَإِنْ كُنْتُ لَآتِي الرَّجُلَ §فَأَجِدُهُ نَائِمًا لَوْ شِئْتُ أَنْ يُوقَظَ لِي لَأُوقِظَ، فَأَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ تَسْفِي عَلَى وَجْهِي الرِّيحُ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ مَتَى مَا اسْتَيْقَظَ، وَأَسْأَلُهُ عَمَّا أُرِيدُ ثُمَّ أَنْصَرِفُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي كُلْثُومٍ، قَالَ: لَمَّا دُفِنَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: «§الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فَاتَ النَّاسَ بِخِصَالٍ: بِعِلْمِ مَا سَبَقَهُ، وَفِقْهٍ فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ، وَحِلْمٍ وَسَيْبٍ وَنَائِلٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْلَمَ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ مِنْهُ، وَلَا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِشِعْرٍ وَلَا عَرَبِيَّةٍ وَلَا بِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَلَا بِحِسَابٍ وَلَا بِفَرِيضَةٍ مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِمَا مَضَى وَلَا أَثْقَفَ رَأَيَا فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ كَانَ يَجْلِسُ يَوْمًا مَا يَذْكُرُ فِيهِ إِلَّا الْفِقْهَ، وَيَوْمًا التَّأْوِيلَ، وَيَوْمًا لِلِمَغَازِي، وَيَوْمًا الشِّعْرَ، وَيَوْمًا أَيَّامَ الْعَرَبِ، وَمَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ جَلَسَ إِلَيْهِ إِلَّا خَضَعَ لَهُ، وَمَا رَأَيْتُ سَائِلًا قَطُّ سَأَلَهُ إِلَّا وَجَدَ عِنْدَهُ عِلْمًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي دَاودُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ -[369]-، يَقُولُ: «§ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ النَّاسِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا §أَحْضَرَ فَهْمًا، وَلَا أَلَبَّ لُبًّا، وَلَا أَكْثَرَ عِلْمًا، وَلَا أَوْسَعَ حِلْمًا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَدْعُوهُ لِلْمُعْضِلَاتِ ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَكَ قَدْ جَاءَتْكَ مُعْضِلَةٌ، ثُمَّ لَا نُجَاوِزُ قَوْلَهُ، وَإِنَّ حَوْلَهُ لَأَهْلَ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبْهَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: §أَرَى النَّاسَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مُنْقَصِفِينَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: «هُوَ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ،: أَنَّهَا نَظَرَتْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَعَهُ الْحَلَقُ لَيَالِيَ الْحَجِّ وَهُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْمَنَاسِكِ فَقَالَتْ: «§هُوَ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَنَاسِكِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمًا فَسَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ، كَتَبَ إِلَيْهِ بِهَا يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ مِنَ الْيَمَنِ وَأَجَبْتُهُ فِيهَا، فَقَالَ عُمَرُ: «§أَشْهَدُ أَنَّكَ تَنْطِقُ عَنْ بَيْتِ نُبُوَّةٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «§أَعْلَمُنَا ابْنُ عَبَّاسٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ -[370]-: «§مَوْلَاكَ وَاللَّهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَعَاشَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي وَعْلَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: «§مَوْلَاكَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، هُوَ أَعْلَمُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ §مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ §بَسَقَ عَلَى النَّاسِ فِي الْعِلْمِ كَمَا تَبْسُقُ النَّخْلُ السَّحُوقُ عَلَى الْوَدِيِّ الصِّغَارِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§إِنْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيُحَدِّثُنِي الْحَدِيثَ، فَلَوْ يَأْذَنُ لِي أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَهُ لَفَعَلْتُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْمًا وَلَقْنًا وَعِلْمًا، §مَا كُنْتُ أَرَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ، وَكَانَ عِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَامَ فَقَالَ: «§هَذَا يَكُونُ حَبْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أُوتِيَ عَقْلًا وَفَهْمًا، وَقَدْ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَعُودُهُ وَهُوَ يُحَمُّ فَقَالَ عُمَرُ: " §أَخَلَّ بِنَا مَرَضُكَ، فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «§مَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ قَطُّ حَدِيثًا فَاسْتَفْهَمْتُهُ، فَلَقَدْ كُنْتُ آتِي بَابَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَقِيلُ عَلَى بَابِهِ، وَلَوْ عَلِمَ بِمَكَانِي لَأَحَبَّ أَنْ يُوقَظَ لِي؛ لِمَكَانِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَعَهُ أَلْوَاحٌ يَكْتُبُ عَلَيْهَا عَنْ أَبِي رَافِعٍ شَيْئًا مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " §كُنْتُ أَلْزَمُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ فَأَسْأَلَهُمْ عَنْ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي ذَلِكَ، وَكُنْتَ لَا آتِي أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا سُرَّ بِإِتْيَانِي؛ لِقُرْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَسْأَلُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَوْمًا، وَكَانَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ عَمَّا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: نَزَلَ بِهَا سَبْعٌ وَعِشْرُونَ سُورَةً وَسَائِرُهَا بِمَكَّةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: «§ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُنَا بِمَا مَضَى، وَأَفْقَهُنَا فِيمَا نَزَلَ مِمَّا لَمْ يَأْتِ فِيهِ شَيْءٌ» . قَالَ عِكْرِمَةُ: فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدَهُ لَعِلْمًا، وَلَقَدْ كَانَ يَسْأَلُ رَسُولَ -[372]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ خَالَفَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَفَارَقَهُ حَتَّى يُقَرِّرَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَصَفَقَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى: «§مَاتَ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَحْلَمُ النَّاسِ، وَلَقَدْ أُصِيبَتْ بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ مُصِيبَةً لَا تُرْتَقُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: «§مَاتَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فِي الْعِلْمِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ بُحَيْنَةَ مَعَ أَشْبَاهٍ لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُفْتُونَ بِالْمَدِينَةِ وَيُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ لَدُنْ تُوُفِّيَ عُثْمَانُ إِلَى أَنْ تُوُفُّوا، §وَالَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمُ الْفَتْوَى مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ "

عبد الله بن عمر

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «§لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا أَحْذَرَ أَنْ لَا يَزِيدَ فِيهِ وَلَا يُنْقِصَ مِنْهُ وَلَا وَلَا. . مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَحْدَاثِ»

وَأُخْبِرْتُ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عُمَرَ جَيِّدَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُنْ جَيِّدَ الْفِقْهِ»

عبد الله بن عمرو

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: §اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابَةِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، قَالَ: فَأَذِنَ لِي فَكَتَبْتُهُ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ،: عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ صَحِيفَةً فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالَ: «§هَذِهِ الصَّادِقَةُ فِيهَا مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أَحَدٌ»

باب

§بَابٌ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «§كَانَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ يُعَدُّ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ»

وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ، يُخْبِرُ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: «§لَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالشَّامِ أَحَدٌ كَانَ أَوْثَقَ وَلَا أَفْقَهَ وَلَا أَرْضَى مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ابْتِدَاءً: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَكَمِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا قَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ كَانَ حَدِيثُهُمُ الْفِقْهَ، إِلَّا أَنْ يَأْمُرُوا رَجُلًا فَيَقْرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةً، أَوْ يَقْرَأَ رَجُلٌ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَحْدَاثِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَفْقَهَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ»

عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

§عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خَلْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ، قَالَ: «§كَانَتْ عَائِشَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ، يَسْأَلُهَا الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَشُكُّونَ فِي شَيْءٍ إِلَّا سَأَلُوا عَنْهُ عَائِشَةَ، فَيَجِدُونَ عِنْدَهَا مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ قَالَ: «إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ §رَأَيْتُ مَشْيَخَةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ إِنِ احْتِيجَ إِلَى رَأْيِهِ، وَلَا أَعْلَمَ بِآيَةٍ فِيمَا نَزَلَتْ، وَلَا فَرِيضَةٍ مِنْ عَائِشَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: «§كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَحْفَظْنَ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا وَلَا مِثْلًا لِعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى أَنْ مَاتَتْ، يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكَانَ الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرُ وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ يُرْسِلَانِ إِلَيْهَا فَيَسْأَلَانِهَا عَنِ السُّنَنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ قَدِ §اسْتَقَلَّتْ بِالْفَتْوَى فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى أَنْ مَاتَتْ يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكُنْتُ مُلَازِمًا لَهَا مَعَ بِرِّهَا بِي، وَكُنْتُ أُجَالِسُ الْبَحْرَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ فَأَكْثَرْتُ، فَكَانَ هُنَاكَ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، وَرَعٌ

وَعِلْمٌ جَمٌّ وَوُقُوفٌ عَمَّا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ» . قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ: إِنَّمَا قَلَّتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَنَّهُمْ هَلَكُوا قَبْلَ أَنْ يُحْتَاجَ إِلَيْهِمْ، وَإِنَّمَا كَثُرَتْ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِأَنَّهُمَا وَلِيَا فَسُئِلَا وَقَضَيَا بَيْنَ النَّاسِ، وَكُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانُوا أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ وَيُحْفَظُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ وَيُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ، وَسِمِعُوا أَحَادِيثَ فَأَدَّوْهَا فَكَانَ الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقَلَّ حَدِيثًا عَنْهُ مِنْ غَيْرِهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَنُظَرَائِهِمْ، فَلَمْ يَأْتِ عَنْهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ مِثْلُ مَا جَاءَ عَنِ الْأَحْدَاثِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِثْلُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ، وَنُظَرَائِهِمْ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ يُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانُوا يَلْزَمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ غَيْرِهِمْ مِنْ نُظَرَائِهِمْ، وَأَحْدَثُ مِنْهُمْ مِثْلُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ وَمَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ الزُّرَقِيِّ وَرَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمَيِّ وَهِنْدَ وَأَسْمَاءَ ابْنَيْ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيَّيْنِ، وَكَانَا يَخْدُمَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَلْزَمَانِهِ، فَكَانَ أَكْثَرُ الرِّوَايَةِ وَالْعِلْمِ فِي هَؤُلَاءِ وَنُظَرَائِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَنَّهُمْ بَقَوْا وَطَالَتْ أَعْمَارُهُمْ وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ. وَمَضَى كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ بِعِلْمِهِ لَمْ يُؤْثَرْ عَنْهُ بِشَيْءٍ وَلَمْ يُحْتَجْ إِلَيْهِ لِكَثْرَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكًا وَهِيَ آخِرُ غَزَاةٍ. غَزَاهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَذَلِكَ سِوَى مَنْ قَدْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ فِي بِلَادِهِ وَمَوْضِعِهِ لَمْ يَغْزُ، فَكَانُوا عِنْدَنَا أَكْثَرَ مِمَّنْ غَزَا مَعَهُ تَبُوكًا فَأَحْصَيْنَا مِنْهُمْ مَنْ أَمْكَنَنَا اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَعُلِمَ أَمْرُهُ فِي الْمَغَازِي وَالسَّرَايَا وَمَا ذُكِرَ مِنْ مَوْقِفٍ وَقَفَهُ، وَمَنِ اسْتُشْهِدَ مِنْهُمْ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْدَهُ وَمَنْ وَفْدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ الْحَدِيثَ مِمَّنْ قَدْ عُرِفَ نَسَبُهُ وَإِسْلَامُهُ، وَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ تَقَدَّمَ مَوْتُهُ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَهُ نَسَبٌ وَذِكْرٌ وَمَشْهَدٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَخَّرَ مَوْتُهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ أَكْثَرُ فَمِنْهُمْ مَنْ حُفِظَ عَنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْتَى بِرَأْيِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا وَلَعَلَّهُ أَكْثَرُ لَهُ صُحْبَةً وَمُجَالَسَةً وَسَمَاعًا مِنَ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ، وَلَكِنَّا حَمَلَنَا الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ مِنْهُمْ عَلَى التَّوَقِّي فِي الْحَدِيثِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحْتَجْ إِلَيْهِ لِكَثْرَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَى الِاشْتِغَالِ بِالْعِبَادَةِ وَالْأَسْفَارِ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى مَضَوْا وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَيْءٌ. وَقَدْ أَحَاطَتِ الْمَعْرِفَةُ بِصُحْبَتِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلُقِيِّهِمْ إِيَّاهُ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ كَانَ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، مِنْهُمْ مَنْ أَقَامَ مَعَهُ وَلَزِمَهُ وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ فَرَآهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَقْدِمُ عَلَيْهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ مِنْ مَنْزِلِهِ بِالْحِجَازِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ كَتَبْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

كُلَّ مَنِ انْتَهَى إِلَيْنَا اسْمُهُ فِي الْمَغَازِي مَنْ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْعَرَبِ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ، وَبَيَّنَّا مِنْ ذَلِكَ مَا أَمْكَنَ عَلَى مَا بَلَغَنَا وَرَوَيْنَا وَلَيْسَ كُلَّ الْعِلْمِ وَعَيْنَا. ثُمَّ كَانَ التَّابِعُونَ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ فِيهِمْ فُقَهَاءُ وَعُلَمَاءُ وَعِنْدَهُمْ رِوَايَةُ الْحَدِيثِ وَالْآثَارِ وَالْفِقْهِ وَالْفَتْوَى، ثُمَّ مَضَوْا وَخَلَفَ بَعْدَهُمْ طَبَقَةٌ أُخْرَى ثُمَّ طَبَقَاتٌ بَعْدُ إِلَى زَمَانِنَا هَذَا، وَقَدْ فَصَّلْنَا ذَلِكَ وَبَيَّنَّاهُ

ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبناء المهاجرين وأبناء الأنصار وغيرهم

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ

سعيد بن المسيب

§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُفْتِي وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْيَاءٌ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي» ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ مِسْعَرٌ: «وَأَحْسِبُ قَدْ قَالَ وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، يَقُولُ: «§كَانَ رَأْسَ مَنْ بِالْمَدِينَةِ فِي دَهْرِهِ وَالْمُقَدَّمَ عَلَيْهِمْ فِي الْفَتْوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَيُقَالُ فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: «§مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ عَنِ الْمُسَيِّبِ وَالشَّعْبِيِّ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ، أَهْلِهَا فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مُقْتَبِسٌ وَلَسْتُ بِمُتَعَنِّتٍ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ وَجَعَلَ يُجِيبُنِي رَجُلٌ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: كَفَّ عَنِّي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَحْفَظَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ لَا يَحْفَظَ. وَقَدْ جَالَسْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ -[380]-، فَلَمَّا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قُمْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعِيدٍ، فَكَانَ مِنَ الْإِمَامِ شَيْءٌ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ شَيْئًا؟، قَالَ: لَا، قُلْتُ: كَمْ مِنْ إِنْسَانٍ جَالَسَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَقَلْبُهُ فِي مَكَانٍ آخَرَ، قَالَ: أَرَأَيْتَكَ مَا أَجَبْتُكَ فِيهِ هَلْ خَالَفَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ؟، قُلْتُ: لَا، إِلَّا فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: " تِلْكَ §امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ، أَوْ قَالَ: فَتَنَتِ النِّسَاءَ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: " سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، قَالَ مَعْنٌ فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: " §ذَلِكَ خَيْرُنَا وَسَيِّدُنَا وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: ذَلِكَ سَيِّدُنَا وَعَالِمُنَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ: «أَنَّهُ §شَهِدَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَسْتَفْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ وَسَأَلَهُ سَائِلٌ: " §عَمَّنْ أَخَذَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عِلْمَهُ؟ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَجَالَسَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَدَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَعَلِيٍّ، وَصُهَيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَجُلُّ رِوَايَتِهِ الْمُسْنَدَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ، وَسَمِعَ مِنَ أَصْحَابِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَكَانَ يُقَالُ لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِكُلِّ مَا قَضَى بِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ مِنْهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: «§كُنَّا نُجَالِسُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وَنُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَمَّا أَبُو هُرَيْرَةَ فَكَانَ سَعِيدٌ أَعْلَمَنَا بِمُسْنَدَاتِهِ لِصِهْرِهِ مِنْهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ -[381]- أَبِي عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، يَقُولُ: «§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الْآثَارِ وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مَكْحُولًا: " §مَنْ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيتَ؟ قَالَ: ابْنُ الْمُسَيِّبِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: «§أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا، فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلْتُهُ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ، قَالَ: " §حَجَجْتُ فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْنَا عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا، فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ فَسَأَلْنَا عَنْ أَفْضَلِ أَهْلِهَا، فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: إِنَّا سَأَلْنَا عَنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقِيلَ لَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: " أَنَا أُخْبِرُكُمُ عَمَّنْ هُوَ §أَفْضَلُ مِنِّي مِائَةَ ضِعْفٍ: عَمْرُو بْنُ عُمَرَ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ،: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «إِنْ كُنْتُ §لِأَسِيرُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ»

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ، مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ سَعِيدٌ: " §لَا أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا، قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِثْلُ ذَلِكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ رَاوِيَةُ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: " لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ اسْتَوَى النَّاسُ -[382]-، مَا كَانَ أَحَدٌ يَأْنَفُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى حَلْقَةِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِيهَا مُجَاهِدًا وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «§مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ عَالِمٌ إِلَّا يَأْتِينِي بِعِلْمِهِ وَأُوتَى بِمَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَقْضِي بِقَضَاءٍ حَتَّى يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِنْسَانًا يَسْأَلُهُ فَدَعَاهُ فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ فَقَالَ عُمَرُ: «§أَخْطَأَ الرَّسُولُ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاهُ يَسْأَلُكَ فِي مَجْلِسِكَ»

وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: " §أَدْرَكْتُ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةَ بِحُورٍ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيَّ أَتَعَلَّمَ مِنْهُ نَسَبَ قَوْمِي، فَأَتَاهُ رَجُلٌ جَاهِلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْمُطَلَّقَةِ وَاحِدَةً ثِنْتَيْنِ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ وَدَخَلَ بِهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا عَلَى كَمْ تَرْجِعُ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ قَالَ: " §لَا أَدْرِي، اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ، وَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا أَقْدَمُ مِنْ سَعِيدٍ بِدَهْرٍ، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُجَّ عَلَى وَجْهِهِ، فَقُمْتُ فَاتَّبَعْتُ السَّائِلَ حَتَّى سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَلَزِمْتُ سَعِيدًا، فَكَانَ هُوَ الْغَالِبُ عَلَى عِلْمِ الْمَدِينَةِ وَالْمُسْتَفْتَى هُوَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بَحْرٌ مِنَ الْبُحُورِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فَمِثْلُ ذَلِكَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَالْقَاسِمُ وَسَالِمٌ فَصَارَتِ الْفَتْوَى إِلَى هَؤُلَاءِ وَصَارَتْ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[383]- وَسُلَيْمَانِ بْنِ يَسَارٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى كَفٍّ مِنَ الْقَاسِمِ عَنِ الْفَتْوَى إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ بُدًّا، وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ أَشْبَاهِهِمْ وَأَسَنَّ مِنْهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ وَمَنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ يُسْأَلُونَ وَلَا يَنْصِبُونَ أَنْفُسَهُمْ هَيْئَةَ مَا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، وَكَانَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عِنْدَ النَّاسِ قَدْرٌ كَبِيرٌ عَظِيمٌ لِخِصَالِ وَرَعٍ يَابِسٍ وَنَزَاهَةٍ وَكَلَامٍ بِحَقٍّ عِنْدَ السُّلْطَانِ وَغَيْرِهِمْ وَمُجَانَبَةِ السُّلْطَانِ وَعِلْمٍ لَا يُشَاكِلُهُ عَلِمُ أَحَدٍ وَرَأْيٍ بَعْدُ صَلِيبٍ وَنِعْمَ الْعَوْنُ الرَّأْي الْجَيِّدُ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ رَجُلٍ فِيهِ عَزَّةٌ لَا تَكَادُ تُرَاجَعُ إِلَّا إِلَى مَحَكٍّ، مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُوَاجِهَهُ بِمَسْأَلَةٍ حَتَّى أَقُولَ: قَالَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا، فَيُجِيبُ حِينَئِذٍ "

أُخْبِرْتُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: فَقَالَ لِي يَوْمًا: " §تُرِيدُ هَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: عَلَيْكَ بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَجَالَسْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: «§أَدْرَكْتُ رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَرِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ التَّابِعِينَ يُفْتُونَ بِالْبَلَدِ، فَأَمَّا الْمُهَاجِرُونَ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَالْقَاسِمُ وَسَالِمٌ، وَمِنَ الْأَنْصَارِ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ وَعُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الزُّرَقِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «§كَانَ الَّذِينَ يُفْتُونَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الصَّحَابَةِ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَا جَمِيعًا فِي حِجْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبَوَاهُمَا -[384]- بَدْرِيَّانِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ §السَّبْعَةُ الَّذِي يُسْأَلُونَ بِالْمَدِينَةِ وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ "

سليمان بن يسار

§سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بَقِيَّةُ النَّاسِ، وَسَمِعْتُ السَّائِلَ، يَأْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَيَقُولُ: «§اذْهَبْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ الْيَوْمَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: «§سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَفْهَمُ عِنْدَنَا مِنَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَخُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " §قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِهَا بِالطَّلَاقِ؟ فَقَالُوا: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ "

أبو بكر بن عبد الرحمن

§أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: " §خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ مَكَّةَ فَقِيلَ: عَلَيْكَ بِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ "

عكرمة

§عِكْرِمَةُ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ وَجَعَلَ يَقُولُ: «§هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا الْبَحْرُ فَسَلُوهُ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§لَوْ كَفَّ عَنْهُمْ عِكْرِمَةُ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «§لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنَ عَبَّاسٍ هَذَا اتَّقَى اللَّهَ وَكَفَّ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: «§كَانَ عِكْرِمَةُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: «§إِنِّي لِأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: " §جَاءَ عِكْرِمَةُ فَحَدَّثَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، حَاضِرٌ، فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ، وَقَالَ: أَصَابَ الْحَدِيثَ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: §كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلَيَّ الْكَبْلَ وَيُعَلِّمُنِي الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ أَبُو مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: " §مَا لَكُمْ أَفْلَسْتُمْ، يَعْنِي: لَا أَرَاكُمُ تَسْأَلُونِي "

عطاء بن أبي رباح

§عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا بَسَّامُ الصَّيْرَفِيُّ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: «§مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: «§كَانَ عَطَاءٌ يَتَكَلَّمُ فَإِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَكَأَنَّمَا يُؤَيِّدُ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " §كَانَ عَطَاءٌ إِذَا حَدَّثَ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: عِلْمٌ أَوْ رَأْي، فَإِنْ كَانَ أَثَرًا قَالَ: عِلْمٌ، وَإِنْ كَانَ رَأْيًا قَالَ: رَأْيٌ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، قَالَ: " §جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ يُرِيدُ عَطَاءً، فَأَشَارُوا إِلَى سَعِيدٍ فَقَالَ أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا لَنَا هَاهُنَا مَعَ عَطَاءٍ شَيْءٌ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: عَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ: لِي طَاوُسٌ: «§إِذَا حَدَّثْتُكَ حَدِيثًا، قَدْ آتَيْتُهُ لَكَ فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدًا»

عمرة بنت عبد الرحمن، وعروة بن الزبير

§عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: «أَنِ §انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ أَوْ حَدِيثِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاكْتُبْهُ، فَإِنِّي قَدْ خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ، وَذَهَابَ أَهْلِهِ»

أُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " §مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ مِنْهَا، يَعْنِي عَمْرَةَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَسْأَلُهَا. وَأُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَسْأَلُ عَمْرَةَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: «§كُنْتُ إِذَا حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، ثُمَّ حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ يُصَدَّقُ عِنْدِي حَدِيثُ عُرْوَةَ، فَلَمَّا تَبَحَّرْتُهُمَا إِذَا عُرْوَةُ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: «§أَيَّ شَيْءٍ تَعَلَّمُوا فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ صِغَارٌ، وَتُوشِكُونَ أَنْ تَكُونُوا كِبَارًا، وَإِنَّمَا تَعَلَّمْنَا صِغَارًا وَأَصْبَحْنَا كِبَارًا، وَصِرْنَا الْيَوْمَ نُسَاءَلُ»

ابن شهاب الزهري

§ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَا أَرَى §أَحَدًا جَمَعَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ: " §احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ، لِحَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، يَعْنِي الزُّهْرِيَّ "

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: " §مَا أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ فَقِيهًا مُحَدِّثًا غَيْرَ وَاحِدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ "

أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: " §زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتِّكِي عَلَيْهِمْ، فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ؟ "

أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " §لَمَّا نَشَأْتُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ فَجَعَلْتُ آتِي أَشْيَاخَ آلِ عُمَرَ رَجُلًا رَجُلًا فَأَقُولُ مَا سَمِعْتَ مِنَ سَالِمٍ؟ فَكُلَّمَا أَتَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ شِهَابٍ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَلْزَمُهُ قَالَ: وَابْنُ شِهَابٍ بِالشَّامِ حِينَئِذٍ، قَالَ: فَلَزِمْتُ نَافِعًا فَجَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا "

وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: " §اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ، وَنَحْنُ، نَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقُلْنَا نَكْتُبُ السُّنَنَ قَالَ: وَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: ثُمَّ قَالَ نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ سَنَّةٌ، قَالَ: قُلْتُ إِنَّهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَلَا -[389]- نَكْتُبُهُ، قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ، قَالَ: قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّا مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا أَنَا كُنَّا نَأْتِي الْمَجْلِسَ فَيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَمَّا يُرِيدُ وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ "

وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «§كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ، فَرَأَيْنَا أَنْ لَا يُمْنَعَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

وَأُخْبِرْتُ عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ»

وَأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «§مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ»

وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا، قَالَ: " §كُنَّا نَرَى أَنَا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ، فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خَزَائِنِهِ، يَقُولُ: مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ "

طبقات البدريين من المهاجرين ذكر الطبقة الأولى، تسمية من أحصينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وغيرهم ومن كان بعدهم من أبنائهم وأتباعهم من أهل الفقه والعلم والرواية للحديث وما انتهى إلينا من أسمائهم وأنسابهم وكناهم وصفاتهم

§طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ذِكْرُ الطَّبَقَةِ الْأُولَى، تَسْمِيَةُ مَنْ أَحْصَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ وَمَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ وَكُنَاهُمْ وَصِفَاتِهِمْ طَبَقَةً طَبَقَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَعَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، وَعَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ أَيْضًا مِمَّنْ لَقِيَ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحٍ الْمَدِينِيِّ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

إِسْحَاقَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلِيِّ، وَزَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الزَّوَائِدِ السَّعْدِيِّ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ نُوحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الظُّفَرِيُّ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ بِتَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرًا وَالنُّقَبَاءِ وَعَدَدِهِمْ وَتَسْمِيَتِهِمْ , وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ، وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَشِيرٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ , وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ , فَكُلُّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَخْبَرَنِي فِي تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ بِشَيْءٍ , فَجَمَعْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَبَيَّنْتُ مَنْ أَمْكَنَنِي تَسْمِيَتُهُ مِنْهُمْ فِي مَوْضِعِهِ

الطبقة الأولى على السابقة في الإسلام ممن شهد بدرا من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ومن الأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان ومن حلفائهم جميعا ومواليهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره. شهدها من المهاجرين من بني هاشم

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى عَلَى السَّابِقَةِ فِي الْإِسْلَامِ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَمِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ جَمِيعًا وَمَوَالِيهِمْ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ. شَهِدَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَإِلَى فِهْرٍ اجْتِمَاعُ قُرَيْشِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم.

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيب، المبارك، سيد المسلمين، وإمام المتقين، رسول رب العالمين، ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وكان لرسول

§مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطِّيبُ، الْمُبَارَكُ، سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْوَلَدِ الْقَاسِمُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وُلِدَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ صلّى الله عليه وسلم، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ الطِّيبُ، وَهُوَ الطَّاهِرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَرُقَيَّةُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمْ كُلُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، بَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُقَوْقِسُ صَاحِبُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ أَكْبَرُ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَاسِمُ، ثُمَّ زَيْنَبُ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ، ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ رُقْيَةُ، فَمَاتَ الْقَاسِمُ وَهُوَ أَوَّلُ مَيِّتٍ مِنْ وَلَدِهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ: لَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] ، ثُمَّ §وَلَدَتْ لَهُ مَارِيَةُ بِالْمَدِينَةِ إِبْرَاهِيمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا " قَالُوا: وَبَدَأَ وَجَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ

زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ صَفَرٍ وَتُوُفِّيَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَة لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ مَقَامُهُ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَكَانَ مَقَامُهُ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ مِنْ حِينَ تَنَبَّأَ إِلَى أَنْ هَاجَرَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبُعِثَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَوُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَتُوُفِّيَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

حمزة بن عبد المطلب أسد الله، وأسد رسوله، وعمه رضي الله عنه ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، وكان يكنى أبا عمارة، وكان له من الولد يعلى، وكان يكنى به حمزة أبا يعلى، وعامر درج، وأمهما

§حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَعَمُّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ هَالَةُ بِنْتُ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ يَعْلَى، وَكَانَ يُكْنَى بِهِ حَمْزَةُ أَبَا يَعْلَى، وَعَامِرٌ دَرَجَ، وَأُمُّهُمَا بِنْتُ الْمُلَّةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ فَائِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ، وَعُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ، وَقَدْ كَانَ يُكْنَى بِهِ أَيْضًا، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ الْأَنْصَارِيَّةُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمَامَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ، أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ، وَأُمَامَةُ الَّتِي اخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَأَرَادَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ تَكُونَ عِنْدَهُ، فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ خَالَتَهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ عِنْدَهُ، وَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ، وَقَالَ: «هَلْ جُزِيتَ سَلَمَةُ»

فَهَلَكَ قَبْلَ أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَيْهِ، وَقَدْ كَانَ لِيَعْلَى بْنِ حَمْزَةَ أَوْلَادٌ: عُمَارَةُ وَالْفَضْلُ وَالزُّبَيْرُ، وَعُقَيْلٌ، وَمُحَمَّدٌ، دَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَدٌ وَلَا عَقِبٌ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قَالَ: «نَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَدِيُّ بْنُ الْحَمْرَاءِ وَابْنُ الْأَصْدَاءِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَشَتَمُوهُ وَآذَوْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ مُغْضَبًا §فَضَرَبَ رَأْسَ أَبِي جَهْلٍ بِالْقَوْسِ ضَرْبَةً أَوْضَحَتْ فِي رَأْسِهِ، وَأَسْلَمَ حَمْزَةُ، فَعَزَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ، وَذَلِكَ بَعْدَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ أَرْقَمَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: «نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَإِلَيْهِ أَوْصَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ حَضَرَ الْقِتَالُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: «§أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، بَعَثَهُ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا حَتَّى بَلَغُوا قَرِيبًا مِنْ سَيْفِ الْبَحْرِ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ، وَهِيَ مُنْحَدِرَةٌ إِلَى مَكَّةَ، قَدْ جَاءَتْ مِنَ الشَّامِ، وَفِيهَا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ» -[10]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: " وَهُوَ الْخَبَرُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا إِنَّ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§كَانَ حَمْزَةُ مُعَلَّمًا يَوْمَ بَدْرٍ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَمَلَ حَمْزَةُ لِوَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّايَاتُ يَوْمَئِذٍ " وَقُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، كَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَشَقَّ بَطْنَهُ، وَأَخَذَ كَبِدَهُ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَمَضَغَتْهَا، ثُمَّ لَفَظَتْهَا، ثُمَّ جَاءَتْ فَمَثَّلَتْ بِحَمْزَةَ، وَجَعَلَتْ مِنْ ذَلِكَ مَسْكَتَيْنِ، وَمَعْضَدَيْنِ، وَخَدْمَتَيْنِ، حَتَّى قَدِمَتْ بِذَلِكَ وَبِكَبِدِهِ مَكَّةَ. وَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي بُرْدَةٍ، فَجَعَلُوا إِذَا خَمَّرُوا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ قَدَمَاهُ، وَإِذَا خَمَّرُوا بِهَا رِجْلَيْهِ تَنْكَشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غَطُّوا وَجْهَهُ» وَجَعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ.»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ، قَالُوا: «§دُفِنَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَحَمْزَةُ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: " وَنَزَلَ فِي قَبْرِ حَمْزَةَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى حُفْرَتِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَغْسِلُ حَمْزَةَ لِأَنَّهُ كَانَ -[11]- جُنُبًا ذَلِكَ الْيَوْمِ» ، وَكَانَ حَمْزَةُ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ الشُّهَدَاءِ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءَ فَكُلَّمَا أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّهِيدِ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً ". وَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبُكَاءَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَسَمِعَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَرَجَعَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَسَاقَهُنَّ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَا لَهُنَّ، وَرَدَّهُنَّ، فَلَمْ تَبْكِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ عَلَى مَيِّتٍ إِلَّا بَدَأَتْ بِالْبُكَاءِ عَلَى حَمْزَةَ ثُمَّ بَكَتْ عَلَى مَيِّتِهَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ عَيْنَهُ الَّتِي بِأُحُدٍ كَتَبُوا إِلَيْهِ: إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْرِيَهَا إِلَّا عَلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: فَكَتَبَ: انْبُشُوهُمْ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُمْ يُحْمَلُونَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ كَأَنَّهُمْ قَوْمٌ نِيَامٌ، وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ طَرَفَ رِجْلِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَانْبَعَثَتْ دَمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " أَلَا تَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ ابْنَةَ حَمْزَةَ فَإِنَّهَا، قَالَ سُفْيَانُ: أَجْمَلُ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَحْسَنُ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، §أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: " §مَا لِي أَرَاكَ تَتُوقُ فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا، قَالَ: «عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: «تِلْكَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُرِيدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ §يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ: " أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ قَالَ: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرَاهُ» ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَاقْعُدْ مَكَانَكَ» قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْكَعْبَةِ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَضَعُونَ ثِيَابَهُمْ عَلَيْهَا إِذَا طَافُوا بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: «ارْفَعْ طَرْفَكَ فَانْظُرْ» ، فَنَظَرَ فَإِذَا §قَدَمَاهُ مِثْلُ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «يَا عَلِيُّ، §نَادِ لِي حَمْزَةَ» ، وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ إِلَى الْمُشْرِكِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ §يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِسَيْفَيْنِ، وَيَقُولُ أَنَا أَسَدُ اللَّهِ، وَجَعَلَ يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ عَثَرَ عَثْرَةً فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ، وَبَصُرَ بِهِ الْأَسْوَدُ، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: فَزَرَقَهُ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ، وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ فَطَعَنَهُ الْحَبَشِيُّ بِحَرْبَةٍ أَوْ رُمْحٍ فَبَقَرَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ جَاءَتْ فِي الْأَحْزَابِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَتْ قَدْ نَذَرَتْ لَئِنْ قَدَرَتْ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَتَأْكُلَنَّ مِنْ كَبِدِهِ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ حَيْثُ أُصِيبَ حَمْزَةُ وَمَثَّلُوا بِالْقَتْلَى وَجَاءُوا بِحُزَّةٍ مِنْ كَبِدِ حَمْزَةَ، فَأَخَذَتْهَا تَمْضُغُهَا لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَبْتَلِعَهَا فَلَفَظَتْهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ -[13]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ §حَرَّمَ عَلَى النَّارِ أَنْ تَذُوقَ مِنْ لَحْمِ حَمْزَةَ شَيْئًا أَبَدًا» ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذِهِ شَدَائِدٌ عَلَى هِنْدٍ الْمِسْكِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ أُحُدٍ " قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَإٍ مِنِّي، مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ، وَلَا أَحْبَبْتُ وَلَا كَرِهْتُ، وَلَا سَاءَنِي وَلَا سَرَّنِي، قَالَ: وَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدٌ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ هِنْدٌ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَكَلَتْ مِنْهَا شَيْئًا؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «§مَا كَانَ اللَّهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَعَزَّكَ اللَّهُ، أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ» ، فَخَرَجَ حَتَّى §وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ جَرِيحٍ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلَّا جَاءَ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمِي، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ كَانَ أَوَجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَإِنَّكَ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ وَصُولًا لِلرَّحِمِ -[14]-، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ، وَلَوْلَا حُزْنُ مَنْ بَعْدِكَ عَلَيْكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَتْرُكَكَ حَتَّى يَحْشُرَكَ اللَّهُ مِنْ أَرْوَاحٍ شَتَّى، أَمَا وَاللَّهِ عَلَيَّ ذَلِكَ، §لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ» ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِخَوَاتِيمِ النَّحْلِ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَكَفَّرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ، وَأَمْسَكَ عَنِ الَّذِي أَرَادَ وَصَبَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ تَطْلُبُهُ لَا تَدْرِي مَا صَنَعَ، قَالَ: فَلَقِيَتْ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيْرِ: اذْكُرْ لِأُمِّكَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: لَا، بَلِ اذْكُرْ أَنْتَ لِعَمَّتِكَ، قَالَتْ: مَا فَعَلَ حَمْزَةُ؟ قَالَ: فَأَرَيَاهَا أَنَّهُمَا لَا يَدْرِيَانِ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا» ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا لَهَا، فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: «§لَوْلَا جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُونِ السِّبَاعِ» . قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالْقَتْلَى فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَيَضَعُ تِسْعَةً وَحَمْزَةَ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، ثُمَّ يُرْفَعُونَ وَيُتْرَكُ حَمْزَةُ، ثُمَّ يُجَاءُ بِتِسْعَةٍ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِعَمِّهِ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ جُدِّعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «§لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ، حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ» ، قَالَ: فَكُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خُمِّرَ بِرَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، قَالَ: وَقَلَّتِ الثِّيَابُ وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى، فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ وَالثَّلَاثَةُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَجْمَعُ الثَّلَاثَةَ وَالِاثْنَيْنِ فِي -[15]- قَبْرٍ، ثُمَّ يَسْأَلُ «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا» فَيُقَدِّمَهُ فِي اللَّحْدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ §حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ خَبَّابٌ: «§كُفِّنَ حَمْزَةُ فِي بُرْدَةٍ، إِذَا غُطِّيَ رَأْسُهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّيَتْ رِجْلَاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَغُطِّيَ رَأْسُهُ وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَسِيدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: " أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ، فَجَعَلُوا يَجُرُّونَ النَّمِرَةَ فَتَنْكَشِفُ قَدَمَاهُ، وَيَجُرُّونَهَا عَلَى قَدَمَيْهِ فَيَنْكَشِفُ وَجْهُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اجْعَلُوهَا عَلَى وَجْهِهِ، وَاجْعَلُوا عَلَى قَدَمَيْهِ مِنْ هَذَا الشَّجَرِ» . قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فَإِذَا أَصْحَابُهُ يَبْكُونَ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكُمْ؟» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا نَجْدُ لِعَمِّكَ الْيَوْمَ ثَوْبًا وَاحِدًا يَسَعُهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُونَ إِلَى الْأَرْيَافِ فَيُصِيبُونَ فِيهَا مَطْعَمًا وَمَلْبَسًا وَمَرْكَبًا» أَوْ قَالَ: " مَرَاكِبُ، فَيَكْتُبُونَ إِلَى أَهْلِهِمْ: هَلُمُّوا إِلَيْنَا فَإِنَّكُمْ بِأَرْضٍ جَرَدِيَّةٍ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: " أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهَا ثَوْبَانِ تُرِيدُ أَنْ تُكَفِّنَ أَخَاهَا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيهِمَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَهِيَ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُهَا: «عَلَيْكَ الْمَرْأَةَ» ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهَا لِيَرُدَّهَا، قَالَتْ: هَكَذَا لَا أَرْضَ لَكَ، وَلَا أُمَّ لَكَ، فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ صَرِيعٌ §فَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي أَوْسَعِ -[16]- الثَّوْبَيْنِ وَكُفِّنَ الْأَنْصَارِيُّ فِي الْآخَرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْعَثُ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ: أَيُغَسَّلُ الشُّهَدَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَغْسِلُ حَمْزَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ عَشَرَةً عَشَرَةً يُصَلِّي عَلَى حَمْزَةَ مَعَ كُلِّ عَشَرَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: «§صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَمْزَةَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ تِسْعًا، ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى فَكَبَّرَ عَلَيْهَا سَبْعًا، ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى فَكَبَّرَ عَلَيْهَا خَمْسًا، حَتَّى فَرَغَ مِنْ جَمِيعِهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُ وَتَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «§وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَجِيءَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ، ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ جِيءَ بِرَجُلٍ فَوُضِعَ فَصَلَّى عَلَيْهِمَا جَمِيعًا، ثُمَّ رُفِعَ الرَّجُلُ وَجِيءَ بِآخَرَ، فَمَا زَالَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى صَلَّى يَوْمَئِذٍ عَلَى حَمْزَةَ سَبْعِينَ صَلَاةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ -[17]-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَتْلَى أُحُدٍ، وَنَزَلَ فِيهِمْ {§وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140] قَالَ: " قُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَالشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الْأَسَدِيُّ وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ: " §أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا} [الحج: 19] إِلَى قَوْلِهِ {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [الحج: 14] فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ سَمِعَ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ فَقَالَ: «§لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» قَالَ: فَاجْتَمَعَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ عِنْدَهُ فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ وَرَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَيْقَظَ وَهُنَّ يَبْكِينَ، فَقَالَ: «يَا وَيْحَهُنَّ، إِنَّهُنَّ هَاهُنَا حَتَّى الْآنَ، مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أُحُدٍ فَسَمِعَهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنْهُمْ بِأُحُدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَسَمِعَهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ -[18]- فَذَهَبَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَذْهَبْنَ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ، فَذَهَبْنَ فَبَكَيْنَ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُكَاءَهُنَّ، فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ؟» ، فَقِيلَ: نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِنَّ فَقَالَ: «ارْجِعْنَ، لَا بُكَاءَ بَعْدَ الْيَوْمِ» وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو فِي حَدِيثِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكُنَّ، وَعَلَى أَوْلَادِكُنَّ، وَعَلَى أَوْلَادِ أَوْلَادِكُنَّ» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ: «رَحِمَكُنَّ اللَّهُ، وَرَحِمَ أَوْلَادَكُنَّ، وَأَوْلَادَ أَوْلَادِكُنَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، حِينَ انْصَرَفَ مِنْ أُحُدٍ، وَبَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ نِسَاؤُهُمْ يَبْكِينَ عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَسَاقَ نِسَاءَهُ حَتَّى جَاءَ بِهِنَّ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَخَرَجْنَا إِلَيْهِنَّ نَبْكِي مَعَهُنَّ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَبْكِي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَصَلَّى صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، ثُمَّ نَامَ وَنَحْنُ نَبْكِي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَسَمِعَ الصَّوْتَ، فَقَالَ: «أَلَا أَرَاهُنَّ هَاهُنَا إِلَى الْآنَ، قُولُوا لَهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ» ، ثُمَّ دَعَا لَهُنَّ وَلِأَزْوَاجِهِنَّ وَلِأَوْلَادِهِنَّ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَنَهَى عَنِ الْبُكَاءِ كَأَشَدِّ مَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ فَمَرَّ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَنِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ يَنْدُبْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، قَالَ: فَدَخَلَ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نِسَائِهِمْ، فَقَالُوا: حَوِّلْنَ بُكَاءَكُنَّ وَنَدْبَكُنَّ عَلَى حَمْزَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[19]- فَطَالَ قِيَامُهُ يَسْتَمِعُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنَ الْغَدِ، فَنَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ كَأَشَدِّ مَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ قَطُّ، وَقَالَ: «كُلُّ نَادِبَةٍ كَاذِبَةٍ إِلَّا نَادِبَةَ حَمْزَةَ»

قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَذْكُرُ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَعَلَ النَّاسُ يَبْكُونَ عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، قَالَ: فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ فَأَمَرُوا نِسَاءَهُمْ فَبَكَيْنَ عَلَيْهِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ وَاضِعَةٌ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا تَرِنُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§فَعَلْتِ فِعْلَ الشَّيْطَانِ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ يَرِنُّ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَلَا مَنْ خَرَقَ، وَلَا مَنْ سَلَقَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «§كَانَتْ فَاطِمَةُ تَأْتِي قَبْرَ حَمْزَةَ تَرُمُّهُ وَتُصْلِحُهُ»

علي بن أبي طالب رضي الله عنه واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، واسمه شيبة بن هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف، واسمه المغيرة بن قصي، واسمه زيد، ويكنى علي أبا الحسن، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكان له من الولد: الحسن والحسين

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُهُ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ زَيْدٌ، وَيُكَنَّى عَلِيُّ أَبَا الْحَسَنِ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَزَيْنَبُ الْكُبْرَى، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَكْبَرُ وَهُوَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّولِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ بِالْمَذَارِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ، قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ، وَلَا عَقِبَ لَهُمَا، وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ سُلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ

بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَالْعَبَّاسُ الْأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانُ، وَجَعْفَرٌ الْأَكْبَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قُتِلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَا بَقِيَّةَ لَهُمْ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حِزَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْوَحِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ كِلَابٍ، وَمُحَمَّدُ الْأَصْغَرُ بْنُ عَلِيٍّ قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَيَحْيَى وَعَوْنُ ابْنَا عَلِيٍّ، وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَعُمَرُ الْأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَرُقَيَّةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَأُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْعَبْدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ وَكَانَتْ سَبِيَّةً أَصَابَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حِينَ أَغَارَ عَلَى بَنِي تَغْلِبَ بِنَاحِيَةِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَمُحَمَّدُ الْأَوْسَطُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَرَمْلَةُ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيدِ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُتْعَبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ، وَأُمُّ هَانِئِ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَمَيْمُونَةُ، وَزَيْنَبُ الصُّغْرَى، وَرَمْلَةُ الصُّغْرَى، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى، وَفَاطِمَةُ، وَأُمَامَةُ، وَخَدِيجَةُ، وَأُمُّ الْكِرَامِ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ، وَجُمَانَةُ، وَنَفِيسَةُ بَنَاتُ عَلِيٍّ، وَهُنَّ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَابْنَةٌ لِعَلِيٍّ لَمْ تُسَمَّ لَنَا، هَلَكَتْ وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تَبْرُزْ، وَأُمُّهَا مُحَيَّاةُ بِنْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ، وَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهِيَ جَارِيَةٌ، فَيُقَالُ لَهَا: مَنْ أَخْوَالُكِ؟ فَتَقُولُ: وَهْ وَهْ، تَعْنِي كَلْبًا، فَجَمِيعُ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِصُلْبِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا، وَتِسْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَكَانَ النَّسْلُ مِنْ وَلَدِهِ لِخَمْسَةٍ: الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْعَبَّاسِ ابْنِ الْكِلَابِيَّةِ، وَعُمَرَ ابْنِ التَّغْلِبِيَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَصِحَّ لَنَا مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَيْرُ هَؤُلَاءِ.

ذكر إسلام علي وصلاته

§ذِكْرُ إِسْلَامِ عَلِيٍّ وَصَلَاتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ» قَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: «أَوَّلُ مَنْ صَلَّى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: «§أَسْلَمَ عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، «أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ دَعَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ §كَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِينَ» . قَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ: " وَيُقَالُ: دُونَ الْتِّسْعِ سِنِينَ، وَلَمْ يَعْبُدِ الْأَوْثَانَ قَطُّ لِصِغَرِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «§أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّى» ، قَالَ يَزِيدُ: أَوْ أَسْلَمَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا مُجْمِعُونَ أَنَّ أَوَّلَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، ثُمَّ اخْتُلِفَ عِنْدَنَا فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ أَيُّهُمْ أَسْلَمَ أَوَّلًا، فِي أَبِي بَكْرٍ -[22]-، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَمَا نَجْدُ إِسْلَامَ عَلِيٍّ صَحِيحًا إِلَّا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فِي الْهِجْرَةِ §أَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ بَعْدَهُ حَتَّى أُؤَدِّيَ وَدَائِعَ كَانَتْ عِنْدَهُ لِلنَّاسِ، وَلِذَا كَانَ يُسَمَّى الْأَمِينَ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثًا، فَكُنْتُ أَظْهَرُ مَا تَغَيَّبْتُ يَوْمًا وَاحَدًا، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ طَرِيقَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمْتُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِيمٌ، فَنَزَلْتُ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ، وَهُنَالِكَ مَنْزِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «§قَدِمَ عَلِيٌّ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُبَاءَ لَمْ يَرِمْ بَعْدُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ، وآخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَلَمْ تَكُنْ مُؤَاخَاةٌ إِلَّا قَبْلَ بَدْرٍ، آخَى بَيْنَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالْمُؤَاسَاةِ، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ §وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ: «أَنْتَ أَخِي، تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ» ، فَلَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ قَطَعَتْ ذَاكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -[23]-، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ مُعَلَّمًا بِصُوفَةٍ بَيْضَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: «أَنَّ §عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَفِي كُلِّ مَشْهَدٍ»

ذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " قال: قال محمد بن عمر: وكان علي ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس وبايعه على الموت، وبعثه رسول الله

§ذِكْرُ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَلِيٌّ مِمَّنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى بَنِي سَعْدٍ بِفَدَكَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ، وَكَانَ مَعَهُ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَبَعْثَهُ سَرِيَّةً إِلَى الْفُلُسِ إِلَى طَيِّئٍ، وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا غَزْوَةَ تَبُوكَ، خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَضْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: " غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[24]- غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا فِي أَهْلِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَخْرُجَ بِهِ إِلَّا أَنَّهُ كَرِهَ صُحْبَتَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَيَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، §أَمَا تَرْضَى أَنْ تَنْزِلَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَقِيمٍ الْكِنَانِيُّ قَالَ: " قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَلَقِيَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ وَخَلَّفْتَنِي، فَقَالَ: «§أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ وَأَنَا أَهَابُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، قَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِيَ عِلْمًا فَسَلْنِي عَنْهُ وَلَا تَهَبْنِي، فَقُلْتُ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ حِينَ خَلَّفَهُ بِالْمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ: قَالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الْخَالِفَةِ فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَقَالَ: «§أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» . فَأَدْبَرَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ قَدَمَيْهِ يَسْطَعُ "، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: «فَرَجَعَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفُ بْنُ بَنْدَوَيْهِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَا: " لَمَّا كَانَ عِنْدَ غَزْوَةِ جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهِيَ تَبُوكُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «إِنَّهُ لَابُدَّ مِنْ أَنْ أُقِيمَ أَوْ تُقِيمَ» ، فَخَلَّفَهُ، فَلَمَّا فَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَازِيًا، قَالَ نَاسٌ: مَا خَلَّفَ عَلِيًّا إِلَّا لِشَيْءٍ كَرِهَهُ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَاتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «مَا جَاءَ بِكَ يَا عَلِيُّ» قَالَ: لَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّكَ إِنَّمَا -[25]- خَلَّفْتَنِي لِشَيْءٍ كَرِهْتَهُ مِنِّي، فَتَضَاحَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، §أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّهُ كَذَلِكَ»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: §مَنْ كَانَ صَاحِبُ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنَّكَ لَرِخْوُ اللَّبَبِ، فَقَالَ لِي مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ: أَنَا أُخْبِرُكُ، كَانَ يَحْمِلُهَا فِي الْمَسِيرِ ابْنُ مَيْسَرَةَ الْعَبْسِيُّ فَإِذَا كَانَ الْقِتَالُ أَخَذَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام

§ذِكْرُ صِفَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا وَكَانَ عَرِيضَ اللِّحْيَةِ، وَقَدْ أَخَذَتْ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، أَصْلَعَ عَلَى رَأْسِهِ زُغَيْبَاتٌ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلِيًّا فَقَالَ لِي أَبِي: قُمْ يَا عَمْرُو فَانْظُرْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَرَهُ يَخْضِبُ لِحْيَتَهُ، ضَخْمُ اللِّحْيَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا أَصْلَعَ، أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، رَفَعَنِي أَبِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§كَانَ عَلِيٌّ يَطْرُدُنَا مِنَ الرَّحَبَةِ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ، أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عَلِيٍّ الْجُمُعَةَ حِينَ مَالَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: «§فَرَأَيْتُهُ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ أَجْلَحَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَيْبَانُ وَقَيْسٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَعْرَضَ لِحْيَةً مِنْ عَلِيٍّ، قَدْ مَلَأَتْ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، بَيْضَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةَ قَالَ: «§خَضَبَ عَلِيٌّ بِالْحِنَّاءِ مَرَّةً، ثُمَّ تَرَكَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا أَصْلَعَ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، كَأَنَّمَا اجْتَابَ إِهَابَ شَاةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ: " §كَانَ عَلِيٌّ ضَخْمَ الْبَطْنِ، ضَخْمَ مُشَاشَةِ الْمَنْكِبِ، ضَخْمَ عَضَلَةِ الذِّرَاعِ، دَقِيقَ مُسْتَدَقَّهَا، ضَخْمَ عَضَلَةِ السَّاقِ، دَقِيقَ مُسْتَدَقَّهَا، قَالَ: رَأَيْتُهُ يَخْطُبُ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الشِّتَاءِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ قِهْزٌ، وَإِزَارَانِ قِطْرِيَّانِ مُعْتَمًّا بِسِبِّ كَتَّانٍ مِمَّا يُنْسَجُ فِي سَوَادِكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَنْعَتُ عَلِيًّا، قَالَ: " §كَانَ رَجُلًا فَوْقَ الرَّبْعَةِ، ضَخْمَ الْمَنْكِبَيْنِ، طَوِيلَ اللِّحْيَةِ، وَإِنَّ شِئْتَ قُلْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ: هُوَ آدَمُ، وَإِنِ -[27]- تَبَيَّنْتَهُ مِنْ قَرِيبٍ قُلْتَ: أَنْ يَكُونَ أَسْمَرَ أَدْنَى مِنْ أَنَّ يَكُونَ آدَمَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ قُلْتُ: §مَا كَانَتْ صِفَةُ عَلِيٍّ؟ قَالَ: «رَجُلٌ آدَمُ، شَدِيدُ الْأَدَمَةِ، ثَقِيلُ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمُهُمَا، ذُو بَطْنٍ، أَصْلَعُ، إِلَى الْقِصَرِ أَقْرَبُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ بَيَّاعُ الْكَرَابِيسِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَأْتِي السُّوقَ فِي الْأَيَّامِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رَأَوْهُ قَالُوا: (بوذا شكنب أمذ) ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ " §إِنَّكَ ضَخْمُ الْبَطْنِ، فَقَالَ: إِنَّ أَعْلَاهُ عِلْمٌ، وَأَسْفَلَهُ طَعَامٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ بَيْضَاوَانِ كَأَنَّهُمَا قُطْنٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ مُدْرِكٍ أَبِي الْحَجَّاجِ قَالَ: «§رَأَيْتُ فِيَ عَيْنَيْ عَلِيٍّ أَثَرَ الْكُحْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَضِيءِ الْقَيْسِيُّ قَالَ: «§رُبَّمَا رَأَيْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُنَا وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، مُرْتَدِيًا بِهِ غَيْرَ مُلْتَحِفٍ، وَعِمَامَةٌ، فَيَنْظُرُ إِلَى شَعْرِ صَدْرِهِ وَبَطْنِهِ»

ذكر لباس علي عليه السلام

§ذِكْرُ لِبَاسِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا وَقَدْ لَحِقَ إِزَارُهُ بِرُكْبَتَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ قَمِيصٌ رَازِيُّ، إِذَا مَدَّ كُمَّهُ بَلَغَ -[28]- الظُّفُرَ، فَإِذَا أَرْخَاهُ، قَالَ يَعْلَى: بَلَغَ نِصْفَ سَاعِدِهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: بَلَغَ نِصْفَ الذِّرَاعِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَمِيصًا مِنْ هَذِهِ الْكَرَابِيسِ غَيْرَ غَسِيلٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا §يَأْتَزِرُ فَوْقَ السُّرَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ: " أَنَّ عَلِيًّا رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: «§يُخَشِّعُ الْقَلْبَ، وَيَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَرُّ بْنُ جُرْمُوزٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنَ الْقَصْرِ وَعَلَيْهِ قَطْرِيَّتَانِ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَرِدَاءٌ مُشَمَّرٌ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَمَعَهُ دِرَّةٌ لَهُ يَمْشِي بِهَا فِي الْأَسْوَاقِ، وَيَأْمُرُهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنِ الْبَيْعِ وَيَقُولُ: " §أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ، وَيَقُولُ: لَا تَنْفُخُوا اللَّحْمَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ: «أَنَّهُ §رَأَى عَلَى عَلِيٍّ بُرْدَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ قَالَ: سَمِعْتُ فَرُّوخَ مَوْلًى لِبَنِي الْأَشْتَرِ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا فِي بَنِي دَيْوَارٍ وَأَنَا غُلَامٌ فَقَالَ: أَتَعْرِفُنِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ أَتَى آخَرَ فَقَالَ: أَتَعْرِفُنِي؟ فَقَالَ: لَا، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا زَابِيًّا فَلَبِسَهُ، فَمَدَّ كُمَّ الْقَمِيصِ فَإِذَا هُوَ مَعَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ لَهُ: كُفَّهُ، فَلَمَّا كَفَّهُ قَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي: «§أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا يَمْشِي فِي السُّوقِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، وَبُرْدَةٌ عَلَى ظَهْرِهِ» ، قَالَ: وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدَيْنِ نَجْرَانِيَّيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْمُغِيرَةِ -[29]- الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ كَثِيرَةَ: «أَنَّهَا §رَأَتْ عَلِيًّا وَمَعَهُ مِخْفَقَةٌ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ سُنْبُلَانَيُّ، وَقَمِيصٌ كَرَابِيسُ، وَإِزَارٌ كَرَابِيسُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، الْإِزَارُ وَالْقَمِيصُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَطُوفُ فِي السُّوقِ بِيَدِهِ دِرَّةٌ، فَأُتِيَ بِقَمِيصٍ لَهُ سُنْبُلَانِيِّ فَلَبِسَهُ فَخَرَجَ كُمَّاهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِمَا فَقُطِعَا حَتَّى اسْتَوَيَا بِيَدِيهِ، ثُمَّ أَخَذَ دِرَّتَهُ فَذَهَبَ يَطُوفُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§ابْتَاعَ عَلِيٌّ قَمِيصًا سُنْبُلَانِيًّا بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَجَاءَ الْخَيَّاطُ فَمَدَّ كُمَّ الْقَمِيصِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْطَعَهُ مِمَّا خَلْفَ أَصَابِعِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ هُرْمُزَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا مُتَعَصِّبًا بِعِصَابَةٍ سَوْدَاءَ، مَا أَدْرِي أَيَّ طَرَفَيْهَا أَطْوَلَ، الَّذِي قُدَّامَهُ أَوِ الَّذِي خَلْفَهُ، يَعْنِي عِمَامَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مَوْلَى لِجَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ هُرْمُزُ: قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ: وَرَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي ظُلَّةِ النِّسَاءِ، وَسَمِعْتُهُ يَوْمَئِذٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الدَّهْرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ §فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ حِينَ -[30]- ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ كَرَابِيسُ كَسْكَرِيُّ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ وَكُمَّاهُ إِلَى الْأَصَابِعِ، وَأَصْلُ الْأَصَابِعِ غَيْرُ مَغْسُولٍ»

ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام، وخاتمه، وتختمه له، وما كان نقشه

§ذِكْرُ قَلَنْسُوَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخَاتَمِهِ، وَتَخَتُّمِهِ لَهُ، وَمَا كَانَ نَقْشُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ بِهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَأْتَزِرْ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ قَالَ: «§كَانَتْ قَلَنْسُوَةُ عَلِيٍّ لَطِيفَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ كَيْسَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ مِصْرِيَّةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ قَطَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: " §أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ تَخَتَّمَ فِي يَسَارِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عَلِيًّا تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: " §قَرَأْتُ نَقْشَ خَاتَمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي صُلْحِ أَهْلِ الشَّامِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِيٍّ: اللَّهُ الْمَلِكُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِيٍّ: اللَّهُ الْمَلِكُ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ قَالَ: «§خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ فِي إِزَارٍ أَصْفَرَ وَخَمِيصَةٍ سَوْدَاءَ» . الْخَمِيصَةُ: شِبْهُ الْبَرْنَكَانِ

ذكر قتل عثمان بن عفان، وبيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: قالوا: لما قتل عثمان، رحمه الله، يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وبويع لعلي بن أبي طالب، رحمه الله، بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان بالخلافة بايعه طلحة،

§ذِكْرُ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَبَيْعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالُوا: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَبُويِعَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِالْمَدِينَةِ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ عُثْمَانَ بِالْخِلَافَةِ بَايَعَهُ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَأَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَجَمِيعُ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَيْرِهِمْ، ثُمَّ ذَكَرَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ أَنَّهُمَا بَايَعَا كَارِهِينَ غَيْرَ طَائِعِينَ، وَخَرَجَا إِلَى مَكَّةَ وَبِهَا عَائِشَةُ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُمَا عَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ، وَبَلَغَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْعِرَاقِ وَخَلَّفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، وَوَلَّى الْمَدِينَةَ أَبَا حَسَنٍ الْمَازِنِيَّ

فَنَزَلَ ذَا قَارٍ، وَبَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ لِلْمَسِيرِ مَعَهُ فَقَدِمُوا عَلَيْهِ، فَسَارَ بِهِمْ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَلَقِيَ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَائِشَةَ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهِمْ يَوْمَ الْجَمْلِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَظَفِرَ بِهِمْ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَغَيْرُهُمَا، وَبَلَغَتِ الْقَتْلَى ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفِ قَتِيلٍ، وَأَقَامَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَةِ.

ذكر علي، ومعاوية، وقتالهما0 وتحكيم الحكمين ثم خرج يريد معاوية بن أبي سفيان ومن معه بالشام، فبلغ ذلك معاوية فخرج فيمن معه من أهل الشام، والتقوا بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين، فلم يزالوا يقتتلون بها أياما، وقتل بصفين عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت،

§ذِكْرُ عَلِيًّ، وَمُعَاوِيَةَ، وَقِتَالِهِمَا0 وَتَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالشَّامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَخَرَجَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَالْتَقَوْا بِصِفِّينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَلَمْ يَزَالُوا يَقْتَتِلُونَ بِهَا أَيَّامًا، وَقُتِلَ بِصِفِّينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو عَمْرَةَ الْمَازِنِيُّ، وَكَانُوا مَعَ عَلِيٍّ، وَرَفَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْمَصَاحِفَ يَدْعُونَ إِلَى مَا فِيهَا مَكِيدَةٌ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَشَارَ بِذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مَعَهُ، فَكَرِهَ النَّاسُ الْحَرْبَ وَتَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ، وَحَكَّمُوا الْحَكَمَيْنِ، فَحَكَّمَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَحَكَّمَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا، أَنْ يُوافُوا رَأْسَ الْحَوْلِ بِأَذْرُحَ فَيَنْظُرُوا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ، فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ بِالْأُلْفَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَانْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ بِالِاخْتِلَافِ وَالدَّغَلِ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ الْخَوَارِجُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ، وَقَالُوا: لَا حَكَمَ إِلَّا اللَّهُ، وَعَسْكَرُوا بِحَرُورَاءَ، فَبِذَلِكَ سَمُّوا الْحَرُورِيَّةُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَغَيْرَهُ فَخَاصَمَهُمْ وَحَاجَّهُمْ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرٌ، وَثَبَتَ قَوْمٌ عَلَى رَأْيِهِمْ، وَسَارُوا إِلَى النَّهْرَوَانِ فَعَرَضُوا لِلسَّبِيلِ، وَقَتَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ

، وَقَتْلَ مِنْهُمْ ذَا الثُّدَيَّةِ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا يَخَافُونَ عَلَيْهِ الْخَوَارِجَ مِنْ يَوْمَئِذٍ إِلَى أَنْ قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَاجْتَمَعَ النَّاسُ بِأَذْرُحَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَحَضَرَهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدَّمَ عَمْرٌو أَبَا مُوسَى، فَتَكَلَّمَ فَخَلَعَ عَلِيًّا، وَتَكَلَّمَ عَمْرٌو فَأَقَرَّ مُعَاوِيَةَ وَبَايَعَ لَهُ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى هَذَا

ذكر عبد الرحمن بن ملجم المرادي وبيعة علي ورده إياه وقوله: لتخضبن هذه من هذه، وتمثله بالشعر، وقتله عليا عليه السلام، وكيف قتله عبد الله بن جعفر، والحسين بن علي، ومحمد ابن الحنفية

§ذِكْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيِّ وَبَيْعَةِ عَلِيٍّ وَرَدِّهِ إِيَّاهُ وَقَوْلِهِ: لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَتَمَثُّلِهِ بِالشِّعْرِ، وَقَتْلِهِ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَيْفَ قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: " دَعَا عَلِيٌّ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: «§مَا يَحْبِسُ أَشْقَاهَا، لَتُخَضَّبَنَّ أَوْ لَتُصْبَغَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا» ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: [البحر الهزج] اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْ ... تِ فَإِنَّ الْمَوْتَ آتِيَكَ وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْقَتْلِ ... إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَزَادَنِي غَيْرُ أَبِي نُعَيْمٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ -[34]- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيَّ»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلْمُرَادِيِّ: [البحر الوافر] §أُرِيدُ حِبَاءَهُ وَيُرِيدُ قَتْلِي ... عَذِيرُكَ مِنْ خَلِيلِكَ مِنْ مُرَادِ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: احْتَرِسْ فَإِنَّ نَاسًا مِنْ مُرَادِ يُرِيدُونَ قَتْلَكَ، فَقَالَ: «إِنَّ §مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ مِمَّا لَمْ يُقَدَّرْ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدْرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَإِنَّ الْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «§مَا يَحْبِسُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يَجِيءَ فَيَقْتُلَنِي؟ اللَّهُمَّ قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، فَأَرِحْهُمْ مِنِّي، وَأَرِحْنِي مِنْهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «§لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَمَا يُنْتَظَرُ بِالْأَشْقَى» ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبِرْنَا بِهِ نُبِيرُ عِتْرَتَهُ، فَقَالَ: «إِذًا وَاللَّهِ تَقْتُلُوا بِي غَيْرَ قَاتِلِي» ، قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: «أَقُولُ» اللَّهُمَّ تَرَكْتُكَ فِيهِمْ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ:

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ نُبَلَ بِنْتِ بَدْرٍ، عَنْ زَوْجِهَا قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «§لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ أَوْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، أَوْ كِلَيْهِمَا، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ، مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ؟» ، قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «§أَشْقَى الْأَوَّلِينَ عَاقِرُ النَّاقَةِ، وَأَشَقَى الْآخَرِينَ الَّذِي يَطْعَنُكَ يَا عَلِيُّ» وَأَشَارَ إِلَى حَيْثُ يُطْعَنُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ سُرِّيَّةِ عَلِيٍّ قَالَتْ: " إِنِّي لَأَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ الْمَاءَ، إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَرَفَعَهَا إِلَى أَنْفِهِ فَقَالَ: «§وَاهًا لَكِ، لَتُخَضَّبَنَّ بِدَمٍ» ، قَالَتْ: فَأُصِيبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَا أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا ابْنُ مُلْجَمٍ الْحَمَّامَ، وَأَنَا وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ جُلُوسٌ فِي الْحَمَّامِ، فَلَمَّا دَخَلَ كَأَنَّهُمَا اشْمَأَزَّا مِنْهُ، وَقَالَا: «مَا أَجْرَأَكَ تَدْخُلُ عَلَيْنَا» ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمَا: دَعَاهُ عَنْكُمَا، فَلَعَمْرِي مَا يُرِيدُ بِكُمَا أَحْشَمُ مِنْ هَذَا. فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ أُتِيَ بِهِ أَسِيرًا قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: " مَا أَنَا الْيَوْمَ بِأَعْرَفَ بِهِ مِنِّي يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا الْحَمَّامَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: «إِنَّهُ أَسِيرٌ فَأَحْسِنُوا نُزُلَهُ، وَأَكْرِمُوا مَثْوَاهُ، §فَإِنْ بَقِيَتُ قَتَلْتُ أَوْ عَفَوْتُ، وَإِنْ مُتُّ فَاقْتُلُوهُ قَتْلَتي، وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ قُثَمَ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §كَتَبَ عَلِيٌّ فِي وَصِيَّتِهِ: «إِلَى أَكْبَرِ وَلَدِي، غَيْرُ طَاعِنٍ عَلَيْهِ فِي بَطْنٍ وَلَا فَرْجٍ» قَالُوا: انْتُدِبَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْخَوَارِجِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ وَهُوَ مِنْ حِمْيَرَ، وِعِدِادُهُ فِي مُرَادٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي جَبَلَةَ مِنْ كِنْدَةَ , وَالْبُرَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ , فَاجْتَمَعُوا بِمَكَّةَ وَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا لَيُقْتَلَنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , وَمُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ , وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , وَيُرِيحَنَّ الْعِبَادَ مِنْهُمْ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ

مُلْجَمٍ: أَنَا لَكُمُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَالَ الْبُرَكُ: وَأَنَا لَكُمْ بِمُعَاوِيَةَ , وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بُكَيْرٍ: أَنَا أَكْفِيكُمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ وَتَعَاقَدُوا وَتَوَاثَقُوا لَا يَنْكُصُ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ الَّذِي سَمَّى، وَيَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَهُ , فَاتَّعَدُوا بَيْنَهُمْ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , ثُمَّ تَوَجَّهَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى الْمِصْرِ الَّذِي فِيهِ صَاحِبُهُ، فَقَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْكُوفَةَ فَلَقِيَ أَصْحَابَهُ مِنَ الْخَوَارِجِ فَكَاتَمَهُمْ مَا يُرِيدُ , وَكَانَ يَزُورُهُمْ وَيَزُورُونَهُ، فَزَارَ يَوْمًا نَفَرًا مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ , فَرَأَى امْرَأَةً مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: قَطَامِ بِنْتُ شُجْنَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ تَيْمِ الرَّبَابِ , وَكَانَ عَلِيٌّ قَتَلَ أَبَاهَا وَأَخَاهَا يَوْمَ نَهْرَوَانَ، فَأَعْجَبَتْهُ فَخَطَبَهَا، فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُكَ حَتَّى تُسَمِّيَ لِي، فَقَالَ: لَا تَسْأَلِينَنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكِ , فَقَالَتْ: ثَلَاثَةُ آلَافٍ , وَقَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِي إِلَى هَذَا الْمِصْرِ إِلَّا قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَدْ آتَيْتُكِ مَا سَأَلْتِ , وَلَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ شَبِيبَ بْنَ بَجَرَةَ الْأَشْجَعِيَّ فَأَعْلَمَهُ مَا يُرِيدُ، وَدَعَاهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ مَعَهُ , فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ , وَبَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ تِلْكَ اللَّيْلَةِ الَّتِي عَزَمَ فِيهَا أَنْ يَقْتُلَ عَلِيًّا فِي صَبِيحَتِهَا يُنَاجِي الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ فِي مَسْجِدِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ , فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ: فَضَحَكَ الصُّبْحُ فَقُمْ , فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ، وَشَبِيبُ بْنُ بَجَرَةَ فَأَخَذَا أَسْيَافَهُمَا ثُمَّ جَاءَا حَتَّى جَلَسَا مُقَابِلَ السُّدَّةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا عَلِيٌّ , قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَتَيْتُهُ سَحَرًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ أُوقِظُ أَهْلِي فَمَلَكَتْنِي عَيْنَايَ , وَأَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اللَّهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الْأَوَدِ وَاللَّدَدِ , فَقَالَ لِي: «ادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ» , فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا لِي مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ شَرًّا لَهُمْ مِنِّي " , وَدَخَلَ ابْنُ النَّبَّاحِ الْمُؤَذِّنُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: الصَّلَاةُ , فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقَامَ يَمْشِي , وَابْنُ النَّبَّاحِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا خَلْفَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ نَادَى: أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، كَذَلِكَ

كَانَ يَفْعَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ، يَخْرُجُ وَمَعَهُ دِرَّتُهُ يُوقِظُ النَّاسَ، فَاعْتَرَضَهُ الرَّجُلَانِ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ ذَلِكَ: فَرَأَيْتُ بَرِيقَ السَّيْفِ , وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: لِلَّهِ الْحُكْمُ يَا عَلِيُّ , لَا لَكَ، ثُمَّ رَأَيْتُ سَيْفًا ثَانِيًا، فَضَرَبَا جَمِيعًا، فَأَمَّا سَيْفُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فَأَصَابَ جَبْهَتَهُ إِلَى قَرْنِهِ وَوَصَلَ إِلَى دِمَاغِهِ , وَأَمَّا سَيْفُ شَبِيبٍ فَوَقَعَ فِي الطَّاقِ , وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: لَا يَفُوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ، وَشَدَّ النَّاسُ عَلَيْهِمَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَمَّا شَبِيبٌ فَأَفْلَتَ، وَأُخِذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ , فَأُدْخِلَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَطِيبُوا طَعَامَهُ وَأَلِينُوا فِرَاشَهُ , فَإِنْ أَعِشْ فَأَنَا أَوْلَى بِدَمِهِ عَفْوًا وَقِصَاصًا، وَإِنْ أَمُتْ فَأَلْحِقُوهُ بِي أُخَاصِمُهُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ , فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيٍّ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، قَتَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ: مَا قَتَلْتُ إِلَّا أَبَاكِ , قَالَتْ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ , قَالَ: فَلِمَ تَبْكِينَ إِذًا؟ ثُمَّ قَالَ , وَاللَّهِ لَقَدْ سَمَمْتُهُ شَهْرًا , يَعْنِي سَيْفَهُ، فَإِنْ أَخْلَفَنِي فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ. وَبَعَثَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ابْنَهُ قَيْسَ بْنَ الْأَشْعَثِ صَبِيحَةَ ضَرْبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، انْظُرْ كَيْفَ أَصْبَحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: رَأَيْتُ عَيْنَيْهَ دَاخِلَتَيْنِ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: عَيْنَيْ دَمِيغٍ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: وَمَكَثَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ السَّبْتِ , وَتُوُفِّيَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ، لَيْلَةَ الْأَحَدِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ , وَغَسَّلَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُسَيْلِمَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ

: «أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ §صَلَّى عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ , وَدُفِنَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي الرَّحَبَةِ مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ دَفْنِهِ فَدَعَا النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِهِ فَبَايَعُوهُ، وَكَانَتْ خِلَافَةُ عَلِيٍّ أَرْبَعَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§تُوُفِّيَ عَلِيٌّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: سَنَةُ الْجُحَافِ، حِينَ دَخَلَتْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ: «هَذِهِ لِي خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، وَقَدْ جَاوَزْتُ سِنَّ أَبِي» , قُلْتُ: §وَكَمْ كَانَتْ سِنُّهُ يَوْمَ قُتِلَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ؟ قَالَ: ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ طَلْقِ الْأَعْمَى، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَنُوحُ أَنَا وَأُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيٍّ عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَامَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ , لَقَدْ فَارَقَكُمْ أَمْسُ رَجُلٌ §مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ، وَلَا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ فَيُعْطِيهُ الرَّايَةَ فَمَا يَرُدُّ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , إِنَّ جِبْرِيلَ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلَ عَنْ يَسَارِهِ، مَا تَرَكَ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَال: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ قُبِضَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ، وَلَا -[39]- يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ فَيَكْتَنِفُهُ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَنْثَنِي حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ، وَمَا تَرَكَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِمًا , وَلَقَدْ §قُبِضَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيهَا بِرُوحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: " إِنَّ نَاسًا مِنْ شِيعَةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ دَابَّةُ الْأَرْضِ , وَأَنَّهُ §سَيُبْعَثُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ , فَقَالَ: «كَذَبُوا , لَيْسَ أُولَئِكَ شِيعَتَهُ، أُولَئِكَ أَعْدَاؤُهُ، لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ، وَلَا أَنْكَحْنَا نِسَاءَهُ» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا قَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ فِي دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ نَاسًا §يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا يَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَضَحِكَ وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ، وَلَا سَاهَمْنَا مِيرَاثَهُ» قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فِي السِّجْنِ , فَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ وَدُفِنَ , بَعَثَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ فَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ لِيَقْتُلَهُ , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَجَاؤُوهُ بِالنِّفْطِ وَالْبَوَارِي وَالنَّارِ، فَقَالُوا: نُحَرِّقُهُ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , وَحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: دَعُونَا حَتَّى نَشْفِيَ أَنْفُسَنَا مِنْهُ , فَقَطَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ , فَلَمْ يَجْزَعْ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ , فَكَحَلَ عَيْنَيْهِ بِمِسْمَارٍ مُحْمًى , فَلَمْ يَجْزَعْ وَجَعَلَ يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَكْحُلُ عَيْنَيْ عَمِّكَ بِمُلْمُولٍ مَضٍّ , وَجَعَلَ يَقُولُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَّقٍ} [سورة: العلق، آية رقم: 2] حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ السُّورَةِ كُلِّهَا وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَسِيلَانِ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَعُولِجَ عَنْ لِسَانِهِ لِيَقْطَعَهُ فَجَزِعَ، فَقِيلَ لَهُ: قَطَعْنَا يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ وَسَمَلْنَا عَيْنَيْكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ فَلَمْ تَجْزَعْ -[40]-، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى لِسَانِكَ جَزَعْتَ فَقَالَ: مَا ذَاكَ مِنِّي مِنْ جَزْعٍ إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ فِي الدُّنْيَا فُوَاقًا لَا أَذْكُرُ اللَّهَ، فَقَطَعُوا لِسَانَهُ ثُمَّ جَعَلُوهُ فِي قَوْصَرَةٍ وَأَحْرَقُوهُ بِالنَّارِ. وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ فَلَمْ يُسْتَأَنُ بِهِ بُلُوغُهُ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ رَجُلًا أَسْمَرَ، حَسَنَ الْوَجْهِ، أَفْلَجَ شَعْرِهِ مَعَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، فِي جَبْهَتِهِ أَثَرُ السُّجُودِ , قَالُوا: وَذَهَبَ بِقَتْلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْحِجَازِ سُفْيَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: [البحر الطويل] فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالْإِيَابِ الْمُسَافِرُ

ذكر زيد الحب زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود، وسماه أبوه بضمة بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة واسمه عمرو،

§ذِكْرُ زَيْدٍ الْحَبِّ زَيْدٌ الْحِبُّ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ، وَسَمَّاهُ أَبُوهُ بُضْمَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَاسْمُهُ عَمْرٌو، وَإِنَّمَا سُمِّيَ قُضَاعَةُ لِأَنَّهُ انْقَضَعَ عَنْ قَوْمِهِ، ابْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ , وَأُمُّ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ سُعْدَى بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَامِرِ بْنِ أَفْلَتَ بْنِ سِلْسِلَةَ مِنْ بَنِي مَعْنٍ مِنْ طَيِّئٍ، فَزَارَتْ سُعْدَى أُمُّ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَوْمَهَا , وَزَيْدٌ مَعَهَا، فَأَغَارَتْ خَيْلٌ لِبَنِي الْقَيْنِ بْنِ جَسْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَى أَبْيَاتِ بَنِي مَعْنٍ رَهْطِ أُمِّ زَيْدٍ، فَاحْتَمَلُوا زَيْدًا إِذْ هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَفَعَةٌ قَدْ أَوْصَفَ، فَوَافَوْا بِهِ سُوقَ عُكَاظٍ، فَعَرَضُوهُ لِلْبَيْعِ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ لِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ

خُوَيْلِدٍ بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ , فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهَبَتْهُ لَهُ، فَقَبَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ حِينَ فَقَدَهُ قَالَ: [البحر الطويل] بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ ... أَحَيٌّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ سَائِلًا ... أَغَالَكَ سَهْلُ الْأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الْجَبَلْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرَ رَجْعَةٌ ... فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ لِي بَجَلْ تُذَكِّرْنِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا ... وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إِذَا قَارَبَ الطَّفَلْ وَإِنْ هَبَّتِ الْأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ ذِكْرَهُ ... فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا ... وَلَا أَسْأَمُ التَّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي ... وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الْأَمَلْ وَأُوصِي بِهِ قَيْسًا وَعَمْرًا كِلَيْهِمَا ... وَأُوصِي يَزِيدًا ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ جَبَلْ يَعْنِي جَبَلَةَ بْنَ حَارِثَةَ أَخَا زَيْدٍ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ زَيْدٍ، وَيَعْنِي يَزِيدَ أَخَا زَيْدٍ لِأُمِّهِ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ. قَالَ: فَحَجَّ نَاسٌ مِنْ كَلْبٍ فَرَأَوْا زَيْدًا فَعَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ، فَقَالَ: بَلِّغُوا أَهْلِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَدْ جَزَعُوا عَلَيَّ، وَقَالَ: [البحر الطويل] أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا ... بِأَنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ فَكُفُّوا مِنَ الْوَجْدِ الَّذِي قَدْ شَجَاكُمُ ... وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصَّ الْأَبَاعِرِ فَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ ... كِرَامِ مَعَدٍّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ قَالَ: فَانْطَلَقَ الْكِلَبِيُّونَ وَأَعْلَمُوا أَبَاهُ، فَقَالَ: ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَوَصَفُوا لَهُ مَوْضِعَهُ، وَعِنْدَ مَنْ هُوَ، فَخَرَجَ حَارِثَةُ وَكَعْبٌ ابْنَا شَرَاحِيلِ بِفِدَائِهِ

، وَقَدِمَا مَكَّةَ فَسَأَلَا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ: هُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَقَالَا: يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا ابْنَ هَاشِمٍ، يَا ابْنَ سَيِّدِ قَوْمِهِ، أَنْتُمْ أَهْلُ الْحَرَمِ وَجِيرَانُهُ، وَعِنْدَ بَيْتِهِ، تَفُكُّونَ الْعَانِيَ، وَتُطْعِمُونَ الْأَسِيرَ، جِئْنَاكَ فِي ابْنِنَا عِنْدَكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا، وَأَحْسِنْ إِلَيْنَا فِي فِدَائِهِ، فَإِنَّا سَنَرْفَعُ لَكَ فِي الْفِدَاءِ. قَالَ: «مَنْ هُوَ؟» قَالُوا: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَهَلْ لِغَيْرِ ذَلِكَ؟» ، قَالُوا: مَا هُوَ؟ ، قَالَ: «دَعُوهُ فَخَيِّرُوهُ، فَإِنِ اخْتَارَكُمْ فَهُوَ لَكُمَا بِغَيْرِ فِدَاءٍ، وَإِنِ اخْتَارَنِي فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَى مَنِ اخْتَارَنِي أَحَدًا» . قَالَا: قَدْ زِدْتَنَا عَلَى النَّصَفِ وَأَحْسَنْتَ , قَالَ: فَدَعَاهُ فَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «مَنْ هُمَا؟» ، قَالَ: هَذَا أَبِي، وَهَذَا عَمِّي، قَالَ: «فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَرَأَيْتَ صُحْبَتِي لَكَ، فَاخْتَرْنِي أَوِ اخْتَرْهُمَا» ، فَقَالَ زَيْدٌ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا، أَنْتَ مِنِّي بِمَكَانِ الْأَبِّ وَالْأُمِّ , فَقَالَا: وَيْحَكَ يَا زَيْدُ، أَتَخْتَارُ العُبُّودِيَّةَ عَلَى الْحُرِّيَّةِ , وَعَلَى أَبِيكَ وَعَمِّكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ؟ ، قَالَ: نَعَمْ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِنَ هَذَا الرَّجُلِ شَيْئًا مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا أَبَدًا، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ أَخْرَجَهُ إِلَى الْحِجْرِ فَقَالَ: «يَا مَنْ حَضَرَ، اشْهَدُوا أَنَّ زَيْدًا ابْنِي أَرِثُهُ وَيَرِثُنِي» , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ وَعَمُّهُ طَابَتْ أَنْفُسُهُمَا وَانْصَرَفَا، فَدُعِيَ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ. هَذَا كُلُّهُ حَدَّثَنَا بِهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ جَمِيلِ بْنِ مَرْثَدٍ الطَّائِيِّ وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيَّةَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَطَلَّقَهَا زَيْدٌ بَعْدَ ذَلِكَ , فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَكَلَّمَ الْمُنَافِقُونَ فِي ذَلِكَ وَطَعَنُوا فِيهِ , وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ يُحَرِّمُ نِسَاءَ الْوَلَدِ وَقَدْ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنِهِ زَيْدٍ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ

وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَقَالَ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [سورة: الأحزاب، آية رقم: 5] فَدُعِيَ يَوْمَئِذٍ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَدُعِيَ الْأَدْعِيَاءُ إِلَى آبَائِهِمْ فَدُعِيَ الْمِقْدَادُ إِلَى عَمْرٍو وَكَانَ يُقَالُ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ قَدْ تَبَنَّاهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ فِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: " §مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَتْ: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَا جَمِيعًا: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " §مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ نِسَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: " §مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ قَالَ: «نَزَلَتْ فِي زَيْدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: " §كَانَ يُقَالُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، وَهَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي حَدِيثِ ابْنَةِ حَمْزَةَ: «§أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ -[44]-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: «يَا زَيْدُ، §أَنْتَ مَوْلَايَ، وَمِنِّي وَإِلَيَّ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَشْرُ سِنِينَ , رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكْبَرُ مِنْهُ , §وَكَانَ زَيْدٌ رَجُلًا قَصِيرًا آدَمَ شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، فِي أَنْفِهِ فَطَسٌ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا أُسَامَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنِ حَسَنِ الْمَازِنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالُوا: «§أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: " §لَمَّا هَاجَرَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةُ فَقَالَ: «نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ , وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ , وَأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ شَرْقِيِّ

بْنِ قَطَامِيٍّ، وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: «أَقْبَلَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مُهَاجِرَةً إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَخَطَبَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ , وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَاسْتَشَارَتْ أَخَاهَا لِأُمِّهَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَأَشَارَ عَلَيْهَا أَنْ تَأْتِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَتَتْهُ §فَأَشَارَ عَلَيْهَا بِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَتَزَوَّجَتْهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ زَيْدٍ وَرُقَيَّةَ، فَهَلَكَ زَيْدٌ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَمَاتَتْ رُقْيَةُ فِي حِجْرِ عُثْمَانَ، وَطَلَّقَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أُمَّ كُلْثُومٍ , وَتَزَوَّجَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي لَهَبٍ , ثُمَّ طَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ هِنْدَ بِنْتَ الْعَوَّامِ أُخْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , ثُمَّ زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ حَاضِنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَوْلَاتَهُ , وَجَعَلَ لَهُ الْجَنَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ فَكَانَ يُكْنَى بِهِ، وَشَهِدَ زَيْدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُرَيْسِيعِ , وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ , وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «§خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَمِيرَ سَبْعِ سَرَايَا، أَوَّلُهَا الْقَرَدَةُ، فَاعْتَرَضَ لِلْعِيرِ فَأَصَابُوهَا وَأَفْلَتَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَأَعْيَانُ الْقَوْمِ , وَأُسِرَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ يَوْمَئِذٍ، وَقَدِمَ بِالْعِيرِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَمَّسَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، §وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، يُؤَمِّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيِّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَوَّلُ سَرِيَّةٍ خَرَجَ فِيهَا زَيْدٌ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْقِرَدَةِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْجَمُومِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْعِيصِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الطَّرْفِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى حِسْمَى , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ , ثُمَّ عَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى النَّاسِ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ , وَقَدَّمَهُ عَلَى الْأُمَرَاءِ فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ كَانَ الْأُمَرَاءُ يُقَاتِلُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، فَأَخَذَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ اللِّوَاءَ فَقَاتَلَ وَقَاتِلَ النَّاسُ مَعَهُ , وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى صُفُوفِهِمْ , فَقُتِلَ زَيْدٌ طَعَنَا بِالرِّمَاحِ شَهِيدًا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لَهُ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَسْعَى» وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ , وَقُتِلَ زَيْدٌ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: " §لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَتْلُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ , وَجَعْفَرَ , وَابْنَ رَوَاحَةَ , قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَ شَأْنَهُمْ، فَبَدَأَ بِزَيْدٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِجَعْفَرَ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو أُسَامَةَ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعَهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ فَقَالَ: «§عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدً فَجَعْفَرُ -[47]- بْنُ أَبِي طَالِبٍ , فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» . قَالَ: فَوَثَبَ جَعْفَرٌ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا , فَقَالَ: «امْضِهْ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَتَاهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَهَشَتْ بِنْتُ زَيْدٍ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَحَبَ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا شَوْقُ الْحَبِيبِ إِلَى حَبِيبِهِ»

ذكر أبي مرثد الغنوي أبو مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب , واسم أبي مرثد كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن يحيى بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر , وكان تربا لحمزة بن عبد المطلب , وكان رجلا

§ذِكْرُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَاسْمُ أَبِي مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ جِلَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَعْصُرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرٍ , وَكَانَ تِرْبًا لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا كَثِيرَ شَعَرِ الرَّأْسِ وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي مَرْثَدٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ وَابْنُهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ فَقَالَ: نَزَلَا عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَشَهِدَ أَبُو مَرْثَدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ قَدِيمًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً "

ذكر مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب , آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت

§ذِكْرُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَخِي عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْغَنَوِيُّ، عَنْ آبَائِهِ قَالَ: " §شَهِدَ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: السَّبَلُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا , وَكَانَ أَمِيرًا فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ "

ذكر أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ أَنَسَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ أَنَسَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§قُتِلَ أَنَسَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ , وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُثْبِتُونَ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ بِبَدْرٍ وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: «§مَاتَ أَنَسَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي -[49]- وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مَسْرَحٍ» ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الْأَيْلِيَّ يُخْبِرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْذَنُ بَعْدَ الظُّهْرِ وَهِيَ السُّنَّةُ، وَيَأْذَنُ عَلَيْهِ أَنَسَةُ مَوْلَاهُ "

أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم , واسمه سليم من مولدي أرض دوس

§أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَاسْمُهُ سُلَيْمٌ مِنْ مُوَلَّدِي أَرْضِ دَوْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «لَمَّا §هَاجَرَ أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ فَقَالَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ أَبُو كَبْشَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا , وَتُوُفِّيَ أَوَّلَ يَوْمَ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَذَلِكَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ "

ذكر صالح شقران غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لعبد الرحمن بن عوف , فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه منه بالثمن , وكان عبدا حبشيا , وهو صالح بن عدي شهد بدرا وهو مملوك فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأسرى ولم يسهم له، فجزاه

§ذِكْرُ صَالِحٍ شُقْرَانَ غُلَامُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخَذَهُ مِنْهُ بِالثَّمَنِ , وَكَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا , وَهُوَ صَالِحُ بْنُ عَدِيٍّ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ مَمْلُوكٌ فَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ -[50]- صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْأَسْرَى وَلَمْ يُسْهَمْ لَهُ، فَجَزَاهُ كُلُّ رَجُلٍ لَهُ أَسِيرٌ، فَأَصَابَ أَكْثَرَ مِمَّا أَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مِنَ الْمُقَسَّمِ. وَحَضَرَ بَدْرًا أَيْضًا ثَلَاثَةُ أَعْبُدٍ مَمَالِيكَ: غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَغُلَامٌ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ , وَغُلَامٌ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ , فَجَزَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُسْهِمْ لَهُمْ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: «§اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُقْرَانَ مَوْلَاهُ عَلَى جَمْعِ مَا وُجِدَ فِي رِجَالِ أَهْلِ الْمُرَيْسِيعِ مِنْ رِثَّةِ الْمَتَاعِ وَالسِّلَاحِ وَالنَّعَمِ وَالشَّاءِ وَجَمِيعِ الذُّرِّيَّةِ نَاحِيَةً , وَأَوْصَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ وَفَاتِهِ , وَكَانَ فِيمَنْ حَضَرَ غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَكَانُوا ثَمَانِيَةً سِوَى شُقْرَانَ»

ومن بني المطلب بن عبد مناف بن قصي

§وَمِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي , وأمه سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث بن حبيب بن مالك بن الحارث بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثقيف , وكان لعبيدة من الولد معاوية , وعون , ومنقذ , والحارث , ومحمد , وإبراهيم , وريطة , وخديجة , وسخيلة , وصفية لأمهات

§عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيِّ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حُطَيطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ , وَكَانَ لِعَبِيدَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُعَاوِيَةُ , وَعَوْنٌ , وَمُنْقِذٌ , وَالْحَارِثُ , وَمُحَمَّدٌ , وَإِبْرَاهِيمُ , وَرَيْطَةُ , وَخَدِيجَةُ , وَسُخَيْلَةُ , وَصَفِيَّةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ عُبَيْدَةُ أَسَنُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَشْرِ سِنِينَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ أَيْضًا , وَكَانَ مَرْبُوعًا، أَسْمَرَ، حَسَنَ الْوَجْهِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ -[51]- بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§خَرَجَ عُبَيْدَةُ وَالطُّفَيْلُ وَالْحُصَيْنُ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ , وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ مِنْ مَكَّةَ لِلْهِجْرَةِ فَاتَّعَدُوا بَطْنَ نَاجِحٍ , فَتَخَلَّفَ مِسْطَحُ لِأَنَّهُ لُدِغَ , فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَاءَهُمُ الْخَبَرُ فَانْطَلَقُوا إِلَيْهِ فَوَجَدُوهُ بِالْحَصَاصِ فَحَمَلُوهُ، فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانَيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَالطُّفَيْلِ وَأَخَوَيْهِ مَوْضِعَ خُطْبَتِهِمُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ فِيمَا بَيْنَ بَقِيعِ الزُّبَيْرِ وَبَنِي مَازِنٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَبِلَالٍ , وآخَى بَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَعُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيِّ , وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ بَدْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: " §كَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , ثُمَّ عَقَدَ بَعْدَهُ لِوَاءَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَبَعَثَهُ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا , فَلَقُوا أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ فِي مِائَتَيْنِ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: أَحْيَاءُ مِنْ بَطْنِ رَابِغٍ , فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرَّمْيُ، لَمْ يَسُلُّوا سَيْفًا، وَلَمْ يَدْنُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ , وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَتَلَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ يَوْمَ بَدْرٍ §فَدَفَنَهُ -[52]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالصَّفْرَاءِ» , قَالَ يُونُسُ: أَرَانِي أَبِي قَبْرَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بِذَاتِ أَجْذَالَ بِالْمَضِيقِ، أَسْفَلَ مِنْ عَيْنِ الْجَدْوَلِ، وَذَلِكَ مِنَ الصَّفْرَاءِ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً "

ذكر الطفيل بن الحارث الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي , وأمه سخيلة بنت خزاعي الثقفية وهي أم عبيدة بن الحارث وكان للطفيل من الولد: عامر بن الطفيل , وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الطفيل بن الحارث والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن

§ذِكْرُ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ الطُّفَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيٍّ الثَّقَفِيَّةُ وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ مِنَ الْوَلَدِ: عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ وَالْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ آخَى بَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ وَسُفْيَانِ بْنِ نَسْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً.

ذكر الحصين بن الحارث الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي , وأمه سخيلة بنت خزاعي الثقفية , وهي أم عبيدة والطفيل ابني الحارث , وكان للحصين من الولد: عبد الله الشاعر وأمه أم عبد الله بنت عدي بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي , وآخى رسول الله

§ذِكْرُ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْحُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيٍّ الثَّقَفِيَّةُ , وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدَةَ وَالطُّفَيْلِ ابْنَيِ الْحَارِثِ , وَكَانَ لِلْحُصَيْنِ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ الشَّاعِرُ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ وَرَافِعِ بْنِ عَنْجَدَةَ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَأَمَّا فِي -[53]- رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ آخَى بَيْنَ الْحُصَيْنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ أَخِي خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَشَهِدَ الْحُصَيْنُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَشْهُرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ

ذكر مسطح بن أثاثة مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا عباد , وأمه أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، وكانت من المبايعات , وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مسطح بن أثاثة وزيد بن المزين , هذا في رواية محمد بن

§ذِكْرُ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عَبَّادٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ مِسْطَحِ بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ وَزَيْدِ بْنِ الْمُزَيِّنِ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ مِسْطَحُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَابْنَ إِلْيَاسَ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

ومن بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

§وَمِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

عثمان بن عفان رحمه الله. ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , وأمها أم حكم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , وكان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو

§عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ. ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكَمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَكَانَ عُثْمَانُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ

وُلِدَ لَهُ مِنْ رُقْيَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُلَامٌ سَمَّاهُ: عَبْدُ اللَّهِ وَاكْتَنَى بِهِ فَكَنَّاهُ الْمُسْلِمُونَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَبَلَغَ عَبْدُ اللَّهِ سِتَّ سِنِينَ فَنَقَرَهُ دِيكٌ عَلَى عَيْنَيْهِ فَمَرِضَ فَمَاتَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَكَانَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْوَلَدِ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ رُقْيَةَ: عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ دَرَجَ , وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ , وَعَمْرٌو , وَخَالِدٌ , وَأَبَانُ , وَعُمَرُ , وَمَرْيَمُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ مِنَ الْأَزْدِ , وَالْوَلِيدُ بْنُ عُثْمَانَ , وَسَعِيدٌ , وَأُمُّ سَعِيدٍ , وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُثْمَانَ دَرَجَ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , وَعَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ , وَأُمُّ أَبَانَ , وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُنَّ رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَمَرْيَمُ بِنْتُ عُثْمَانَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَأُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُثْمَانَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه

§ذِكْرُ إِسْلَامِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: " خَرَجَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , فَدَخَلَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ , وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْقُرْآنَ , وَأَنْبَأَهُمَا بِحُقُوقِ الْإِسْلَامِ , وَوَعَدَهُمَا الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ , فَآمَنَا وَصَدَّقَا، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِمْتُ حَدِيثًا مِنَ الشَّامِ فَلَمَّا كُنَّا بَيْنَ مَعَانٍ وَالزَّرْقَاءِ فَنَحْنُ كَالنِّيَامِ إِذَا مُنَادٍ يُنَادِينَا: §أَيُّهَا النِّيَامُ، هُبُّوا؛ فَإِنَّ أَحْمَدَ قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ , فَقَدِمْنَا فَسَمِعْنَا بِكَ «، وَكَانَ إِسْلَامُ عُثْمَانَ قَدِيمًا قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا أَسْلَمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَخَذَهُ عَمُّهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَأَوْثَقَهُ رِبَاطًا وَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ آبَائِكَ إِلَى دِينٍ مُحْدَثٍ؟ وَاللَّهِ لَا أَحُلُّكَ أَبَدًا حَتَّى تَدَعَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُهُ أَبَدًا وَلَا أُفَارِقُهُ , فَلَمَّا رَأَى الْحَكَمُ صَلَابَتَهُ فِي دِينِهِ تَرَكَهُ " قَالُوا: فَكَانَ عُثْمَانُ مِمَّنْ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الْأُولَى وَالْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ وَمَعَهُ فِيهِمَا جَمِيعًا امْرَأَتُهُ رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ لُوطٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: «§لَمَّا هَاجَرَ عُثْمَانُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ أَخِي حَسَّانَ بْنِ -[56]- ثَابِتٍ فِي بَنِي النَّجَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: " §لَمَّا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ خَطَّ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ دَارَهُ الْيَوْمَ , وَيُقَالُ: إِنَّ الْخَوْخَةَ الَّتِي فِي دَارِ عُثْمَانَ الْيَوْمَ وِجَاهَ بَابِ النَّبِيِّ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْهُ إِذَا دَخَلَ بَيْتَ عُثْمَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وآخَى بَيْنَ عُثْمَانَ وَأَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ أَبِي شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , وَيُقَالُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ الزُّرَقِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفِ بْنِ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ §خَلَّفَ عُثْمَانَ عَلَى ابْنَتَهِ رُقْيَةَ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَمَاتَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَوْمَ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةُ بَشِيرًا بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ , وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي بَدْرٍ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ: " وَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بَعْدَ رُقْيَةَ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَاتَتْ عِنْدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ عِنْدِيَ ثَالِثَةٌ زَوَّجْتُهَا عُثْمَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «§اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ فِي غَزْوَتِهِ إِلَى ذَاتِ الرِّقَاعِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[57]- الله عليه وسلم أَيْضًا عَلَى الْمَدِينَةِ فِي غَزْوَتِهِ إِلَى غَطَفَانَ بِذِي أَمَرٍّ بِنَجْدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا حَدَّثَ أَتَمَّ حَدِيثًا §وَلَا أَحْسَنَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا يَهَابُ الْحَدِيثَ»

ذكر لباس عثمان

§ذِكْرُ لِبَاسِ عُثْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: «أَنَّهُ §رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَصْفَرَانِ، لَهُ غَدِيرَتَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا بْنُ ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: §رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يَبْنِي الزَّوْرَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُضَفِّرًا لِحْيَتَهُ لَمْ يَقُلِ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَقَالَهُ يَزِيدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ , وَهُوَ مَخْضُوبٌ بِحِنَّاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْحَاطِبِيِّينَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ قَمِيصًا قُوهِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ -[58]-، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مُلَاءَةَ صَفْرَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بُرْدًا يَمَانِيًّا ثَمَنَ مِائَةِ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُوسِعُونَ عَلَى نِسَائِهِمْ فِي اللِّبَاسِ الَّذِي يُصَانُ وَيُتَجَمَّلُ بِهِ , ثُمَّ يَقُولُ: §رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ مَطْرَفَ خَزٍّ ثَمَنَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: هَذَا لِنَائِلَةَ، كَسَوْتُهَا إِيَّاهُ، فَأَنَا أَلْبَسُهُ، أَسُرُّهَا بِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ , سَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ , وَعُرْوَةَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ صِفَةِ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَرَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافًا، قَالُوا: «§كَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ , حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، كَبِيرَ اللِّحْيَةِ، عَظِيمَهَا , أَسْمَرَ اللَّوْنِ , عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ , بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ , كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ , يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ: «§أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دَارَةَ §أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ قَدْ سَلِسَ بَوْلُهُ عَلَيْهِ، فَدَاوَاهُ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُثْمَانَ تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ دَعَا بِهِ وَهُوَ فِي خِرْقَةٍ فَيَشُمُّهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ إِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَقَعَ لَهُ فِي قَلْبِي شَيْءٌ , يَعْنِي الْحُبَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَصْفَرَانِ، فَيَجْلِسُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَيُؤَذِنُ الْمُؤَذِّنُ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ، يَسْأَلُ الْنَّاسَ عَنْ أَسْعَارِهِمْ، وَعَنْ قُدَّامِهِمْ، وَعَنْ مَرْضَاهُمْ , ثُمَّ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ قَامَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا عَقْفَاءَ فَيَخْطُبُ وَهِيَ فِي يَدِهِ , ثُمَّ يَجْلِسُ جِلْسَةً، فَيَبْتَدِئُ كَلَامَ النَّاسِ فَيَسْأَلُهُمْ كَمَسْأَلَتِهِ الْأُولَى , ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ , ثُمَّ يَنْزِلُ وَيُقِيمُ الْمُؤَذِّنُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَالْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ يَسْأَلُهُمْ وَيَسْتَخْبِرُهُمْ عَنِ الْأَسْعَارِ وَالْأَخْبَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ قَالَتْ: «§كَانَ عُثْمَانُ يَتَنَشَّفُ بَعْدَ الْوُضُوءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ: «§أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَتَمَطَّرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ، قَالَتْ: " §كَانَ عُثْمَانُ إِذَا اغْتَسَلَ جِئْتُهُ بِثِيَابِهِ فَيَقُولُ لِي: لَا تَنْظُرِي إِلَيَّ؛ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكِ , قَالَتْ: وَكُنْتُ لِامْرَأَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ: «§أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ -[60]- عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيِّ قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ يَلِي وُضُوءَ اللَّيْلِ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بَعْضَ الْخَدَمِ فَكَفَوْكَ، فَقَالَ: لَا , اللَّيْلُ لَهُمْ يَسْتَرِيحُونَ فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَصْدَقُ أُمَّتِي حَيَاءً عُثْمَانُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ أَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ ابْنَ عَفَّانَ وَبَعْدَهُ ابْنَ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " فِي قَوْلِهِ {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ §وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76] قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ مُتَوَسِّدًا رِدَاءَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي وَصِيَّتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دَارَةَ قَالَ: «§كَانَ عُثْمَانُ رَجُلًا تَاجِرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، وَكَانَ يَدْفَعُ مَالَهُ قِرَاضًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَشِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُثْمَانَ دَفَعَ إِلَيْهِ مَالًا مُضَارَبَةً عَلَى النِّصْفِ»

ذكر الشورى وما كان من أمرهم

§ذِكْرُ الشُّورَى وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ صَحِيحٌ يُسْأَلُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ فَيَأْبَى، فَصَعِدَ يَوْمًا الْمِنْبَرَ فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ , وَقَالَ: §إِنْ مُتُّ فَأَمْرُكُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ فَارَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَنَظِيرِهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَنَظِيرِهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَنَظِيرِهِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ , أَلَا وَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الْحُكْمِ، وَالْعَدْلِ فِي الْقَسْمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَزْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: «§تَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ , فَإِنْ كَانَ اثْنَانِ وَاثْنَانِ , فَارْجِعُوا فِي الشُّورَى , وَإِنْ كَانَ أَرْبَعَةٌ وَاثْنَانِ فَخُذُوا صِنْفَ الْأَكْثَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§وَإِنِ اجْتَمَعَ رَأْيُ ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثَةٍ فَاتَّبَعُوا صِنْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ بن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ، أَنَّ عُمَرَ حِينَ طُعِنَ قَالَ: «§لِيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثًا , وَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ , وَالْأَمْرُ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ فَمَنْ بَعَلَ أَمْرَكُمْ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ , يَعْنِي مَنْ خَالَفَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَاعَةٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، كُنْ فِي خَمْسِينَ مِنْ -[62]- قَوْمِكَ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَصْحَابِ الشُّورَى، §فَلَا تَتْرُكْهُمْ يَمْضِي الْيَوْمُ الثَّالِثُ حَتَّى يُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ "

ذكر بيعة عثمان بن عفان رحمه الله

§ذِكْرُ بَيْعَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «§وَافَى أَبُو طَلْحَةَ فِي أَصْحَابِهِ سَاعَةَ قَبْرِ عُمَرَ فَلَزِمَ أَصْحَابَ الشُّورَى , فَلَمَّا جَعَلُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَخْتَارُ لَهُمْ مِنْهُمْ , لَزِمَ أَبُو طَلْحَةَ بَابَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى بَايَعَ عُثْمَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ الْمُكْتِبُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ لِعُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَمِيرَةَ بْنِ هُنَيٍّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§أَنَا رَأَيْتُ عَلِيًّا بَايَعَ عُثْمَانَ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ فَبَايِعُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُثْمَانَ لَمَّا بُويِعَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ , فَخَطَبَهُمْ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَوَّلَ مَرْكَبٍ صَعْبٌ، وَإِنَّ بَعْدَ الْيَوْمِ أَيَّامًا , §وَإِنْ أَعِشْ تَأْتِكُمُ الْخُطْبَةُ عَلَى وَجْهِهَا، وَمَا كُنَّا خُطَبَاءَ، وَسَيُعَلِّمُنَا اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ: «§مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلَى -[63]- ذِي فُوقٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ: «§اسْتَخْلَفْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ، وَلَمْ نَأْلُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: " شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَا خَطَبَ خِطْبَةً إِلَّا قَالَ: «§أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ وَلَمْ نَأْلُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانِيًا §حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَاتَ فَلَمْ نَرَ يَوْمًا أَكْثَرَ نَشِيجًا مِنْ يَوْمَئِذٍ، وَإِنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَأْلُ عَنْ خَيْرِنَا ذِي فُوقٍ، فَبَايَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَبَايِعُوهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: «§بُويِعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَاسْتَقْبَلَ لِخِلَافَتِهِ الْمُحَرَّمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ فِي حَدِيثِهِ: فَوَجَّهَ عُثْمَانُ عَلَى الْحَجِّ تِلْكَ السُّنَّةِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , فَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ , ثُمَّ حَجَّ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ كُلِّهَا بِالنَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ وَلَاءً إِلَّا السَّنَةَ الَّتِي حُوصِرَ فِيهَا، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْحَجِّ بِالنَّاسِ، وَهِيَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْحَجِّ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ , فَخَرَجَ فَحَجَّ بِالنَّاسِ بِأَمْرِ عُثْمَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ عَاشَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أَمِيرًا، يَعْمَلُ سِتَّ سِنِينَ لَا يَنْقِمُ النَّاسُ عَلَيْهِ شَيْئًا , §وَإِنَّهُ لَأَحَبُّ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِأَنَّ عُمَرَ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا وَلِيَهُمْ عُثْمَانُ لَانَ لَهُمْ وَوَصَلَهُمْ ثُمَّ تَوَانَى فِي أَمْرِهِمْ , وَاسْتَعْمَلَ أَقْرِبَاءَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فِي السِّتِّ الْأَوَاخِرِ , وَكَتَبَ لِمَرْوَانَ بِخُمْسِ مِصْرَ وَأَعْطَى أَقْرِبَاءَهُ الْمَالَ , وَتَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ الصِّلَةَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا، وَاتَّخَذَ الْأَمْوَالَ، وَاسْتَسْلَفَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ , وَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ تَرَكَا مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ لَهُمَا، وَإِنِّي أَخَذْتُهُ فَقَسَمْتُهُ فِي أَقْرِبَائِي، فَأَنْكَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَتَأَوَّلَانِ فِي هَذَا الْمَالِ ظَلْفَ أَنْفُسِهِمَا وَذَوِي أَرْحَامِهِمَا، وَإِنِّي تَأَوَّلْتُ فِيهِ صِلَةَ رَحِمِي»

ذكر المصريين وحصر عثمان رضي الله عنه

§ذِكْرُ الْمِصْرِيِّينَ وَحَصْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ الرَّبِيعِ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ

، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ لَمَّا أَقْبَلُوا مِنْ مِصْرَ يُرِيدُونَ عُثْمَانَ وَنَزَلُوا بِذِي خَشَبٍ دَعَا عُثْمَانُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: «§اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَارْدُدْهُمْ عَنِّي، وَأَعْطِهِمُ الرِّضَى، وَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي فَاعِلٌ بِالْأُمُورِ الَّتِي طَلَبُوا، وَنَازِعٌ عَنْ كَذَا، بِالْأُمُورِ الَّتِي تَكَلَّمُوا فِيهَا» ، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَيْهِمْ إِلَى ذِي خَشَبٍ. قَالَ جَابِرٌ: وَأَرْسَلَ مَعَهُ عُثْمَانُ خَمْسِينَ رَاكِبًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَا فِيهِمْ، وَكَانَ رُؤَسَاؤُهُمْ أَرْبَعَةً: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيَّ , وَسَوْدَانَ بْنَ حُمْرَانَ الْمُرَادِيَّ , وَابْنَ الْبَيَّاعِ , وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيَّ لَقَدْ كَانَ الِاسْمُ غَلَبَ حَتَّى يُقَالَ: جَيْشُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ , فَأَتَاهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ كَذَا وَيَقُولُ كَذَا وَأَخْبَرَهُمْ بِقَوْلِهِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَلَمَّا كَانُوا بِالْبُوَيْبِ رَأَوْا جَمَلًا عَلَيْهِ مِيسَمُ الصَّدَقَةِ فَأَخَذُوهُ , فَإِذَا غُلَامٌ لِعُثْمَانَ فَأَخَذُوا مَتَاعَهُ فَفَتَّشُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ قَصَبَةً مِنْ رَصَاصٍ، فِيهَا كِتَابٌ فِي جَوْفِ الْإِدْرَاةِ فِي الْمَاءِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ أَنِ افْعَلْ بِفُلَانٍ كَذَا وَبِفُلَانٍ كَذَا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ شَرَعُوا فِي عُثْمَانَ، فَرَجَعَ الْقَوْمُ ثَانِيَةً حَتَّى نَزَلُوا بِذِي خُشُبٍ فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: اخْرُجْ فَارْدُدْهُمْ عَنِّي، فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ، قَالَ: فَقَدِمُوا فَحَصَرُوا عُثْمَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: " §أَنْكَرَ عُثْمَانُ أَنْ يَكُونَ كَتَبَ الْكِتَابَ، أَوْ أَرْسَلَ ذَلِكَ الرَّسُولَ , وَقَالَ: «فُعِلَ ذَلِكَ دُونِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: " §كُنْتُ فِيمَنْ أُرْسَلُوا مِنْ جَيْشِ ذِي خُشُبٍ , قَالَ فَقَالُوا لَنَا: سَلُوا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاجْعَلُوا آخِرَ مَنْ تُسْأَلُونَ عَلِيًّا: أَنَقْدَمُ؟ قَالَ: فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا: اقْدُمُوا، إِلَّا عَلِيًّا قَالَ: «لَا آمُرُكُمْ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَبَيْضٌ فَلْيُفْرِخُ»

ذكر ما قيل لعثمان في الخلع، وما قال لهم

§ذِكْرُ مَا قِيلَ لِعُثْمَانَ فِي الْخَلْعِ، وَمَا قَالَ لَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: " قَالَ لِي عُثْمَانُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ: مَا تَرَى فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ , قَالَ: قُلْتُ: مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " §إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ يُرِيدُونَ خَلْعِي، فَإِنْ خَلَعْتُ تَرَكُونِي، وَإِنْ لَمْ أَخْلَعْ قَتَلُونِي , قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ خَلَعْتَ تُتْرَكُ مُخَلَّدًا فِي الدُّنْيَا , قَالَ: لَا , قَالَ: فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ؟ قَالَ: لَا , قَالَ: فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَخْلَعْ هَلْ يَزِيدُونَ عَلَى قَتْلِكَ؟ قَالَ: لَا , قُلْتُ: فَلَا أَرَى أَنْ تُسُنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الْإِسْلَامِ، كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرِهِمْ خَلَعُوهُ , لَا تَخْلَعْ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ يُوسُفَ بْنُ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: " كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَيَقُولُونَ: انْزِعْ لَنَا , فَيَقُولُ: §لَا أَنْزِعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهُ اللَّهُ، وَلَكِنْ أَنْزِعُ عَمَّا تَكْرَهُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجَزَرِيُّ، أَوِ الشَّامِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ: " §إِنِ اللَّهُ كَسَاكَ يَوْمًا سِرْبَالًا فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لِظَالِمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ: «§وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ بَعْضَ أَصْحَابِي» , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَسْكَتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , قُلْتُ: أَدْعُو لَكَ عُمَرَ، فَأَسْكَتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , قُلْتُ

: أَدْعُو لَكَ عَلِيًّا، فَأَسْكَتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , فَقُلْتُ: فَأَدْعُو لَكَ ابْنَ عَفَّانَ، قَالَ: «نَعَمْ» ، فَلَمَّا جَاءَ أَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَبَاعَدِي , فَجَاءَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ , قَالَ قَيْسٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قِيلَ لِعُثْمَانَ: أَلَا تُقَاتِلُ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَإِنِّي صَابِرٌ عَلَيْهِ , قَالَ أَبُو سَهْلَةَ: «فَيَرَوْنَ أَنَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ , قَالَ: وَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا إِذَا دَخَلْنَاهُ سَمِعْنَا كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ , قَالَ: فَدَخَلَ عُثْمَانُ يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَخَرَجَ مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونَنِي بِالْقَتْلِ آنِفًا قَالَ: قُلْنَا: يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ: وَلِمَ يَقْتُلُونَنِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ , أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ , أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ «، فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ قَطُّ , وَلَا تَمَنَّيْتُ أَنَّ لِيَ بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللَّهُ , وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا , فَفِيمَ يَقْتُلُونَنِي» ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَيَّاجُ بْنُ سَرِيعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §أَشْرَفَ عُثْمَانُ عَلَى الَّذِينَ حَاصَرُوهُ فَقَالَ: " يَا قَوْمِ، لَا تَقْتُلُونِي، فَإِنِّي وَالٍ، وَأَخٌ مُسْلِمٌ , فَوَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَصَبْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ , وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتُلُونِي لَا تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا تَغْزُوا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا يُقْسَمُ فَيْؤُكُمْ بَيْنَكُمْ , قَالَ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: أَنْشِدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ دَعَوْتُمْ عِنْدَ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا دَعَوْتُمْ بِهِ , وَأَمْرُكُمْ جَمِيعًا لَمْ يَتَفَرَّقْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ دِينِهِ وَحَقِّهِ، فَتَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُجِبْ

دَعْوَتَكُمْ، أَمْ تَقُولُونَ: هَانَ الدِّينُ عَلَى اللَّهِ، أَمْ تَقُولُونَ: إِنِّي أَخَذْتُ هَذَا الْأَمْرَ بِالسَّيْفِ وَالْغَلَبَةِ، وَلَمْ آخُذُهُ عَنْ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , أَمْ تَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَعْلَمْ مِنْ أَوَّلِ أَمْرِي شَيْئًا لَمْ يَعْلَمْ مِنْ آخِرِهِ؟ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا " , قَالَ مُجَاهِدٌ: فَقَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ فِي الْفِتْنَةِ , وَبَعَثَ يَزِيدُ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عِشْرِينَ أَلْفًا فَأَبَاحُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثًا، يَصْنَعُونَ مَا شَاؤُوا لِمُدَاهَنَتِهِمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لَمَّا حُصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُوَّةٍ فِي الطَّمَارِ فَقَالَ: أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمَّا آخَى رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ §آخَى بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَقِيلَ لِطَلْحَةَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: نَشَدَنِي , وَأَمْرٌ رَأَيْتُهُ، أَلَا أَشْهَدُ بِهِ؟ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " §بَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ يَدْعُوهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهُ فَتَعَلَّقُوا بِهِ وَمَنَعُوهُ , قَالَ: فَحَلَّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ هَذَا، أَوْ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ , وَاللَّهِ لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ: " §أَنَّ عُثْمَانَ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ أَنِ ائْتِنِي، فَقَامَ عَلِيٌّ لَيَأْتِيَهِ , فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ عَلِيٍّ حَتَّى حَبَسَهُ وَقَالَ: أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْكَتَائِبِ، لَا تَخْلُصُ إِلَيْهِ , وَعَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَنَقَضَهَا عَلَى رَأْسِهِ , ثُمَّ رَمَى بِهَا إِلَى رَسُولِ عُثْمَانَ وَقَالَ: أَخْبِرْهُ بِالَّذِي قَدْ رَأَيْتَ , ثُمَّ خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَحْجَارِ الزَّيْتِ فِي -[69]- سُوقِ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ قَتْلُهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِهِ، أَنْ أَكُونَ قَتَلْتُ، أَوْ مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: " لَمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الدَّارِ بَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ: سَلْ وَانْظُرْ مَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: قَدْ حَلَّ دَمُهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «§مَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ , أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ , أَوْ قَتَلَ رَجُلًا فَقُتِلَ بِهِ» , قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ: أَوْ سَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوا عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: عَلَامَ تَقْتُلُونَنِي؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §لَا يَحِلُّ قَتْلَ رَجُلٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ , وَرَجُلٍ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَإِنَّهُ يُرْجَمُ , وَرَجُلٍ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ يُقْتَلُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: " قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا عُثْمَانُ، §إِنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَهَابِيرَ مِنَ الْأَمْرِ فَتُبْ وَلْيَتُوبُوا مَعَكَ، قَالَ: فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ: " إِنَّكَ رَكِبْتَ بِنَا نَهَابِيرَ وَرَكِبْنَاهَا مَعَكَ، فَتُبْ يَتُبِ النَّاسَ مَعَكَ، فَرَفَعَ عُثْمَانُ يَدَيْهِ فَقَالَ: §اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ -[70]- سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: «§إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي قُيُودٍ فَضَعُوهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: هَذِهِ §الْأَنْصَارُ بِالْبَابِ يَقُولُونَ: إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: «أَمَّا الْقِتَالُ فَلَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ يَوْمَ الدَّارِ: «§إِنَّ أَعْظَمَكُمْ عَنِّي غَنَاءً رَجُلٌ كَفَّ يَدَهُ وَسِلَاحَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَابٌ أَمْ ضَرْبٌ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، " §أَيَسُرُّكَ أَنْ تَقْتُلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَإِيَّايَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا , قَالَ: فَإِنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ قَتَلْتَ رَجُلًا وَاحِدًا فَكَأَنَّمَا قُتِلَ النَّاسُ جَمِيعًا , قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَمْ أُقَاتِلْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: §قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: " قَاتِلْهُمْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قِتَالَهُمْ , فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُهُمْ أَبَدًا , قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ أَمَّرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الدَّارِ , وَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ كَانَتْ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيِّ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قُلْتُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §إِنَّ مَعَكَ فِي الدَّارِ عِصَابَةً مُسْتَنْصَرَةً بِنَصْرِ اللَّهِ بِأَقَلَّ مِنْهُمْ لِعُثْمَانَ، فَأْذَنْ لِي فَلْأُقَاتِلُ , فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ رَجُلًا، أَوْ قَالَ: أَذَّكِّرُ بِاللَّهِ رَجُلًا أَهْرَاقَ فِيَّ دَمُهُ، أَوْ قَالَ: أَهْرَاقَ فِيَّ دَمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §كَانَ مَعَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي الدَّارِ سَبْعُمِائَةٍ لَوْ يَدَعُهُمْ لَضَرَبُوهُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى يُخْرِجُوهُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا، مِنْهُمُ: ابْنُ عُمَرَ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: " شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَاطَّلَعَ مِنْ كُوٍّ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §لَا تَقْتُلُونِي، وَاسْتَتِيبُونِي، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي , لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَا تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ، وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ. وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: مَا تَرَى؟ فَقَالَ: الْكَفَّ الْكَفَّ؛ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: «كَانَ §الْمِصْرِيُّونَ الَّذِينَ حَصَرُوا عُثْمَانَ سِتَّمِائَةٍ , رَأْسُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ , وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ الْكِنْدِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ مِائَتَيْنِ , رَأْسُهُمْ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ , وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْبَصْرَةِ مِائَةُ رَجُلٍ رَأْسُهُمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ الْعَبْدِيُّ، وَكَانُوا يَدًا وَاحِدَةً فِي الشَّرِّ، وَكَانَ حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ ضَوَوْا إِلَيْهِمْ، قَدْ مُزِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ , مَفْتُونُونَ , وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ خَذَلُوهُ كَرِهُوا الْفِتْنَةَ، وَظَنُّوا أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَبْلُغُ قَتْلَهُ، فَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِي أَمْرِهِ، وَلَعَمْرِي لَوْ قَامُوا أَوْ قَامَ بَعْضُهُمْ فَحَثَا فِي وجُوهِهِمُ التُّرَابَ لَانْصَرَفُوا خَاسِرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " §مَا زَالَ الْمِصْرِيُّونَ كَافِّينَ عَنْ دَمِهِ وَعَنِ -[72]- الْقِتَالِ حَتَّى قَدِمَتْ أَمْدَادُ الْعِرَاقِ مِنَ الْكُوفَةِ وَمِنَ الْبَصْرَةِ وَمِنَ الشَّامِ، فَلَمَّا جَاؤُوا وَشَجُعَ الْقَوْمُ حِينَ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْبُعُوثَ قَدْ فَصَلَتْ مِنَ الْعِرَاقِ مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَامِرٍ , وَمِنْ مِصْرَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالُوا: نُعَاجِلُهُ قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ الْأَمْدَادُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: خَرَجَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَحْصُورٌ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَرَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ وَمَالِكًا الْأَشْتَرَ وَحَكِيمَ بْنَ جَبَلَةَ فَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ اسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَظْهَرَ الْكَلَامَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ، §إِنَّ أَمْرًا هَؤُلَاءِ رُؤَسَاؤُهُ لَأَمْرُ سُوءٍ»

ذكر قتل عثمان بن عفان رحمة الله عليه

§ذِكْرُ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَنْبَأَنِي وَثَّابٌ، وَكَانَ فِيمَنْ أَدْرَكَهُ عِتْقُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ , وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ وَرَأَيْتُ بِحَلْقِهِ أَثَرَ طَعْنَتَيْنِ كَأَنَّهُمَا كَيَّتَانِ طُعِنَهُمَا يَوْمَئِذٍ يَوْمَ الدَّارِ دَارِ عُثْمَانَ قَالَ: " §بَعَثَنِي عُثْمَانُ فَدَعَوْتُ لَهُ الْأَشْتَرَ فَجَاءَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَالَ: فَطَرَحْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وِسَادَةً، وَلَهُ وِسَادَةً، قَالَ: " يَا أَشْتَرُ، مَا يُرِيدُ النَّاسُ مِنِّي؟ قَالَ: ثَلَاثٌ، لَيْسَ لَكَ مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: يُخَيِّرُونَكَ بَيْنَ أَنْ تَخْلَعَ لَهُمْ أَمَرَهُمْ فَتَقُولَ: هَذَا أَمْرُكُمْ فَاخْتَارُوا لَهُ مَنْ شِئْتُمْ، وَبَيْنَ أَنْ تَقُصَّ مِنْ نَفْسِكِ , فَإِنْ أَبَيتَ هَاتَيْنِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَاتِلُوكَ , قَالَ: أَمَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ؟ قَالَ: لَا , مَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ، قَالَ: أَمَّا أَنْ أَخْلَعَ لَهُمْ أَمَرَهُمْ فَمَا كُنْتُ لِأَخْلَعَ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهُ اللَّهُ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ: وَاللَّهِ لِأَنْ -[73]- أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: هَذَا أَشْبَهُ بِكَلَامِ عُثْمَانَ , " وَأَمَّا أَنْ أَقُصَّ مِنْ نَفْسِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ صَاحِبَيَّ بَيْنَ يَدَيَّ قَدْ كَانَا يُعَاقِبَانِ وَمَا يَقُومُ بُدٌّ فِي الْقِصَاصِ , وَأَمَّا أَنْ تَقْتُلُونِيَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا تَتَحَابُّونَ بَعْدِي أَبَدًا، وَلَا تُصَلُّونَ بَعْدِي جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا تُقَاتِلُونَ بَعْدِي عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , ثُمَّ قَامَ فَانْطَلَقَ، فَمَكَثْنَا، فَقُلْنَا: لَعَلَّ النَّاسَ , فَجَاءَ رُوَيْجِلٌ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ فَاطَّلَعَ مِنْ بَابٍ ثُمَّ رَجَعَ , فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى عُثْمَانَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ بِهَا حَتَّى سُمِعَ وَقْعُ أَضْرَاسِهِ، فَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ، مَا أَغْنَى عَنْكَ ابْنُ عَامِرٍ، مَا أَغْنَتْ عَنْكَ كُتُبُكَ , فَقَالَ: أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي، أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ اسْتِعْدَاءَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ يُعِينُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ حَتَّى وَجَأَ بِهِ فِي رَأْسِهِ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ؟، قَالَ: ثُمَّ تَغَاوُوا وَاللَّهِ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ: " أَنَّ §مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ تَسَوَّرَ عَلَى عُثْمَانَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَمَعَهُ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ , وَسَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانُ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَجَدُوا عُثْمَانَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ نَائِلَةَ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَتَقَدَّمَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَأَخَذَ بِلِحْيَةِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: قَدْ أَخْزَاكَ اللَّهُ يَا نَعْثَلُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ، وَلَكِنْ عَبْدُ اللَّهِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا ابْنَ أَخِي، دَعْ عَنْكَ لِحْيَتِي، فَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْبِضَ عَلَى مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أُرِيدُ بِكَ أَشَدُّ مِنْ قَبْضِي عَلَى لِحْيَتِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَسْتَنْصِرُ اللَّهَ عَلَيْكَ وَأَسْتَعِينُ بِهِ , ثُمَّ طَعَنَ جَبِينَهُ بِمِشْقَصٍ فِي يَدِهِ , وَرَفَعَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ مَشَاقِصَ كَانَتْ فِي يَدِهِ فَوَجَأَ بِهَا فِي أَصْلِ أُذُنِ عُثْمَانَ، فَمَضَتْ حَتَّى دَخَلَتْ فِي حَلْقِهِ , ثُمَّ عَلَاهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: ضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبِينَهُ وَمُقَدَّمَ رَأْسِهِ بِعَمُودِ حَدِيدٍ فَخَرَّ لِجَنْبِهِ , وَضَرَبَهُ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ الْمُرَادِيُّ بَعْدَمَا خَرَّ لِجَنْبِهِ فَقَتَلَهُ , وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَثَبَ عَلَى عُثْمَانَ فَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وَبِهِ رَمَقٌ فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ وَقَالَ: أَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهُنَّ فَإِنِّي طَعَنْتُهُنَّ لِلَّهِ، وَأَمَّا سِتٌّ فَإِنِّي طَعَنْتُ إِيَّاهُنَّ لِمَا كَانَ فِي صَدْرِي عَلَيْهِ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: " §لَمَّا ضَرَبَهُ بِالْمَشَاقِصِ قَالَ عُثْمَانُ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَإِذَا الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى اللِّحْيَةِ يَقْطُرُ، وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاتَّكَأَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ , وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ وَالدَّمُ يَسِيلُ عَلَى الْمُصْحَفِ حَتَّى وَقَفَ الدَّمُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى " {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] وَأَطْبَقَ الْمُصْحَفَ، وَضَرَبُوهُ جَمِيعًا ضَرْبَةً وَاحِدَةً، فَضَرَبُوهُ وَاللَّهِ , بِأَبِي هُوَ، يُحْيِي اللَّيْلَ فِي رَكْعَةٍ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمَلْهُوفَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " §قُتِلَ عُثْمَانُ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ , وَشَدَّ عَبْدٌ لِعُثْمَانَ أَسْوَدُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ فَقَتَلَهُ , وَشَدَّ سَوْدَانُ عَلَى الْعَبْدِ فَقَتَلَهُ , وَدَخَلَتِ الْغَوْغَاءُ دَارَ عُثْمَانَ فَصَاحَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ: أَيَحِلُّ دَمُ عُثْمَانَ وَلَا يَحِلُّ مَالُهُ؟ فَانْتَهَبُوا مَتَاعَهُ , فَقَامَتْ نَائِلَةُ فَقَالَتْ: لُصُوصٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ، مَا رَكِبْتُمْ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ أَعْظَمُ , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُوهُ صَوَّامًا قَوَّامًا، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ , ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ مِنْ دَارِ عُثْمَانَ فَأُغْلِقَ بَابُهُ عَلَى ثَلَاثَةٍ قُتِلُوا: عُثْمَانَ , وَعَبْدِ عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ , وَكِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصْبَحَ عُثْمَانُ بْنُ -[75]- عَفَّانَ يَوْمَ قُتِلَ يَقُصُّ رُؤْيَا عَلَى أَصْحَابِهِ رَآهَا، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ، فَقَالَ لِي: «يَا عُثْمَانُ §أَفْطِرْ عِنْدَنَا» ، قَالَ: فَأَصْبَحَ صَائِمًا، وَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، رَحِمَهُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: نَامَ عُثْمَانُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ , وَذَلِكَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: تَمَنَّى عُثْمَانُ أُمْنِيَةً لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا، قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَلَسْنَا عَلَى مَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي هَذَا، فَقَالَ: «§إِنَّكَ شَاهِدٌ فِينَا الْجُمُعَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِلَالِ بِنْتِ وَكِيعٍ، عَنِ امْرَأَةِ عُثْمَانَ، قَالَ: وَأَحْسَبُهَا بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ، قَالَتْ: " أَغْفَى عُثْمَانُ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: §إِنَّ الْقَوْمَ يَقْتُلُونَنِي، فَقُلْتُ: كَلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالُوا: أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ، أَوْ قَالُوا: إِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ "

ذكر أنه كان يقرأ القرآن في ركعة

§ذِكْرُ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «§أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ فَيَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: «§قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيدُ -[76]- أَنْ لَا يَغْلِبُنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ أَلْتَفِتْ , ثُمَّ غَمَزَنِي فَنَظَرْتُ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَتَنَحَّيْتُ، فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ , ثُمَّ انْصَرَفَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «§لَقَدْ قَتَلْتُمُوهُ وَإِنَّهُ لِيُحْيِيَ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِالْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ رَجُلًا طَيِّبَ الرِّيحِ، نَظِيفَ الثَّوْبِ، قَائِمًا إِلَى دُبُرِ الْكَعْبَةِ يُصَلِّي , وَغُلَامٌ خَلْفَهُ، كُلَّمَا تَعَايَا عَلَيْهِ فَتَحَ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُثْمَانُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: «§أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ صَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ قَامَ خَلْفَ الْمَقَامِ فَجَمَعَ كِتَابَ اللَّهِ فِي رَكْعَةٍ، كَانَتْ وِتْرَةً، فَسُمِّيَتِ الْبُتَيْرَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَسَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: " §لَمَّا أَحَاطُوا بِعُثْمَانَ وَدَخَلُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ، فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ، يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ "

ذكر ما خلف عثمان، وكم عاش، وأين دفن , رحمه الله تعالى

§ذِكْرُ مَا خَلَّفَ عُثْمَانُ، وَكَمْ عَاشَ، وَأَيْنَ دُفِنَ , رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§كَانَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عِنْدَ خَازِنِهِ يَوْمَ قُتِلَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَخَمْسُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَخَمْسُونَ وَمِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ فَانْتُهِبَتْ وَذَهَبَتْ , وَتَرَكَ أَلْفَ بَعِيرٍ -[77]- بِالرَّبَذَةِ , وَتَرَكَ صَدَقَاتٍ كَانَ تَصَدَّقَ بِهَا بِبَرَادِيسَ وَخَيْبَرَ وَوَادِي الْقُرَى، قِيمَةَ مِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ جَدَّتِي الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَانَ النَّاسُ يَتُوقُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَوْتَاهُمْ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ، فَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَقُولُ: يُوشِكُ أَنْ يَهْلِكَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَيُدْفَنُ هُنَاكَ، فَيَأْتَسِيَ النَّاسُ بِهِ ". قَالَ مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ: فَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ هُنَاكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَعَرَفَهُ.

وَقَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: " §بُويِعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِالْخِلَافَةِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ , وَقُتِلَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ الْعَصْرِ , وَكَانَ يَوْمَئِذٍ صَائِمًا، وَدُفِنَ لَيْلَةَ السَّبْتِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ بِالْبَقِيعِ , فَهِيَ مَقْبَرَةُ بَنِي أُمَيَّةَ الْيَوْمَ , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً غَيْرَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا , وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً "

ذكر من دفن عثمان ومتى دفن، ومن حمله، ومن صلى عليه، وعلى أي شيء حمل، ومن نزل في قبره، ومن تبعه، وأين دفن، رضي الله عنه

§ذِكْرُ مَنْ دَفَنَ عُثْمَانَ وَمَتَى دُفِنَ، وَمَنْ حَمَلَهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ حُمِلَ، وَمَنْ نَزَلَ فِي قَبْرِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ، وَأَيْنَ دُفِنَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ نَظَرَ إِلَى بُيُوتِ أَسْلَمَ شَوَارِعَ فِي السُّوقِ فَقَالَ: أَظْلِمُوا عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، أَظْلَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُبُورَهُمْ، قَتَلَةَ عُثْمَانَ، قَالَ نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَيْتِي يُظْلِمُ عَلَيَّ، وَأَنَا رَابِعِ أَرْبَعَةٍ حَمَلَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَبَرْنَاهُ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَعَرَفَهُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: اقْطَعُوا الْبِنَاءَ، لَا تَبْنُوا عَلَى وَجْهِ دَارِهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي خَالِيًا فَقَالَ: مَتَى حَمَلْتُمُوهُ، وَمَتَى قَبَرْتُمُوهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: حَمَلْنَاهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، لَيْلَةَ السَّبْتِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَكُنْتُ أَنَا وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ، وَتَقَدَّمَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَصَدَّقَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: " خَرَجَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَدْ شَقَّتْ جَيْبِهَا قُبُلًا وَدُبُرًا، وَمَعَهَا سِرَاجٌ وَهِيَ تَصِيحُ: وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَاهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: " §أَطْفِئِي السَّرَّاجَ، لَا يُفْطَنُ بِنَا، فَقَدْ رَأَيْتُ الْغُواةَ الَّذِينَ عَلَى الْبَابِ , قَالَ: فَأَطْفَأَتِ السَّرَّاجَ، وَانْتَهَوا إِلَى الْبَقِيعِ , فَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَخَلْفَهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ , وَنِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ , وَنَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ , وَأُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ امْرَأَتَاهُ , وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , -[79]- وَكَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأُمُّ الْبَنِينَ وَنَائِلَةُ يُدَلُّونَهُ عَلَى الرِّجَالِ حَتَّى لَحَدُوا لَهُ وَبُنِيَ عَلَيْهِ، وَغَبُّوا قَبْرَهُ، وَتَفَرَّقُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ: «§أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ صَلَّى عَلَى عُثْمَانَ، فِي سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا، بِجُبَيْرٍ سَبْعَةَ عَشَرَ» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: صَلَّى عَلَيْهِ أَرْبَعَةٌ، أَثْبَتُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ جَدَّتِي الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كُنْتُ أَحَدَ حَمَلَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ حِينَ تُوُفِّيَ، حَمَلْنَاهُ عَلَى بَابٍ، وَإِنَّ رَأْسَهُ لَيَقْرِعُ الْبَابَ لِإِسْرَاعِنَا بِهِ، وَإِنَّ بِنَا مِنَ الْخَوْفِ لَأَمْرًا عَظِيمًا حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي قَبْرِهِ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: " §حَمَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَرْبَعَةٌ: جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَنِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ , وَفَتًى مِنَ الْعَرَبِ، فَقُلْتُ لَهُ: الْفَتَى جَدُّ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ , فَقَالَ: لَمْ يُسَمْ لِي، قَالَ: وَالْعُثْمَانِيِّونَ أَعْرَفُ مِنِّي بِتِلْكَ الْحُرْمَةِ، وَأَرْعَاهُمْ لَهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ: «§أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: §لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ مُوثِقِي وَأُخْتَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَلَوِ ارْفَضَّ أَحَدٌ فِيمَا صَنَعْتُمْ بِابْنِ عَفَّانَ كَانَ حَقِيقًا "

ذكر ما قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَا قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: " §لَا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ، أَوَ أَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيهِ عَوْنًا عَلَى دَمِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لَوْ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ لَرُمُوا بِالْحِجَارَةِ كَمَا رُمِيَ قَوْمُ لُوطٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّعِقُ بْنُ حَزْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: " خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «§لَوْ لَمْ يَطْلُبُ النَّاسُ بِدَمِ عُثْمَانَ لَرُمُوا بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا، وَحَلَّقَ بِيَدِهِ، يَعْنِي عَقَدَ عَشَرَةً: «§فُتِقَ فِي الْإِسْلَامِ فَتْقٌ لَا يَرْتُقُهُ جَبَلٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ ثُمَامَةَ بْنَ عَدِيٍّ قَتْلُ عُثْمَانَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى صَنْعَاءَ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بَكَى فَطَالَ بُكَاؤُهُ، ثُمَّ قَالَ: «§هَذَا حِينَ أُنْزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَصَارَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ» قَالَ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَدِيٍّ، بِمِثْلِهِ سَوَاءً، قَالَ: وَكَانَ مِنْ قُرَيْشٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: «اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ أَلَّا أَفْعَلَ كَذَا، §وَلَا أَفْعَلَ كَذَا، وَلَا أَضْحَكُ، حَتَّى أَلْقَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: " §كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا ذُكِرَ مَا صُنِعَ بِعُثْمَانَ بَكَى قَالَ: فَكَأَنِّي أَسْمَعُهُ يَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، يَنْتَحِبُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: «§أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَبْكِي عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: [البحر الكامل] §وَكَأَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ عَشِيَّةً ... بُدُنٌ تُنَحَّرُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ أَبْكِي أَبَا عَمْرٍو لِحُسْنِ بَلَائِهِ ... أَمْسَى رَهِينًا فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ §يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «الْيَوْمَ هَلَكَتِ الْعَرَبُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: وَاللَّهِ §لَا تُهْرِقَونَ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ إِلَّا ازْدَدْتُمْ بِهِ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: " §كَيْفَ يَجِدُونَ صِفَةَ عُثْمَانَ فِي كُتُبِهِمْ؟، قَالَ: «نَجِدُهُ أَمِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَاتِلِ وَالْخَاذِلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ -[82]-: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: «§يَحْكُمُ عُثْمَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْقَاتِلِ وَالْخَاذِلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ §يَحْكُمُ فِي قَتَلَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «وَاللَّهِ §مَا قَتَلْتُ وَلَا أَمَرْتُ، وَلَكِنْ غُلِبْتُ» . يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ رَافِعًا ضَبْعَيْهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَتَّابٍ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبَعِيِّ قَالَ: " إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُبَارَكِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَافِعٌ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ، يَقُولُ: «§يَا رَبِّ، قَتَلَنِي عِبَادُكَ الْمُؤْمِنُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: " §تَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ النَّقِيِّ مِنَ الدَّنَسِ، ثُمَّ قَرَّبْتُمُوهُ تَذْبَحُونَهُ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ , هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ هَذَا , فَقَالَ لَهَا مَسْرُوقٌ: هَذَا عَمَلُكِ , أَنْتِ كَتَبْتِ إِلَى النَّاسِ تَأْمُرِينَهُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا وَالَّذِي آمَنَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَكَفَرَ بِهِ الْكَافِرُونَ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ بِسَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ حَتَّى جَلَسْتُ مَجْلِسِي هَذَا ". قَالَ الْأَعْمَشُ: «فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§مُصْتُمُوهُ مَوْصَ الْإِنَاءِ ثُمَّ قَتَلْتُمُوهُ , تَعْنِي عُثْمَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ -[83]- مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «§مُصْتُمُ الرَّجُلَ مَوْصَ الْإِنَاءِ ثُمَّ قَتَلْتُمُوهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: " §لَمَّا أُدْرِكُوا بِالْعُقُوبَةِ، يَعْنِي قَتَلَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , قَالَ: أُخِذَ الْفَاسِقُ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: وَكَانَ الْحَسَنُ لَا يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إِنَّمَا كَانَ يُسَمِّيهِ الْفَاسِقَ , قَالَ: «فَأُخِذَ فَجُعِلَ فِي جَوْفِ حِمَارٍ ثُمَّ أُحِرِقَ عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ: «اللَّهُمَّ §إِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ خَيْرًا فَلَيْسَ لِي مِنْهُ نَصِيبٌ وَإِنْ كَانَ قَتْلُهُ شَرًّا فَإِنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ , وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ قَتْلُهُ خَيْرًا لَيَحْلُبُنَّهَا لَبَنًا , وَلَئِنْ كَانَ قَتْلُهُ شَرًّا لَيَمْتَصُّنَ بِهَا دَمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «§مَا قُتِلَ نَبِيُّ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ , وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ قُنَافَةَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَقَالَ لَهُ: " إِنَّا كُنَّا ضُلَّالًا فَهَدَانَا اللَّهُ , وَكُنَّا أَعْرَابًا فَهَاجَرْنَا، يُقِيمُ مُقِيمُنَا يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ، وَيَغْزُو الْغَازِي , فَإِذَا قَدِمَ الْغَازِي أَقَامَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَغَزَا الْمُقِيمُ , نَنْظُرُ مَا تَأْمُرُونَنَا بِهِ، فَإِذَا أَمْرِتُمُونَا بِأَمْرٍ اتَّبَعَنَا، وَإِذَا نَهَيْتُمُونَا عَنْ شَيْءٍ انْتَهَيْنَا عَنْهُ , جَاءَنَا كِتَابُكُمْ بِقَتْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَأَنَّا §بَايَعْنَا ابْنَ عَفَّانَ وَرَضِينَا لِأَنْفُسِنَا وَأَنْفُسِكُمْ , فَبَايَعْنَا لِبَيْعَتِكُمْ، فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ أَيُّوبُ: فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَ ذَلِكَ جَوَابًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ -[84]- قَالَ: أَخْبَرَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: " §رَأَيْتُ قَاتِلَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ، رَجُلًا أَسْوَدَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ , بَاسِطَ يَدَيْهِ، أَوْ قَالَ رَافِعَ يَدَيْهِ يَقُولُ: أَنَا قَاتَلُ نَعْثَلٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ دَارِمٍ قَالَ: إِنَّ §الَّذِي قَتَلَ عُثْمَانَ قَامَ فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ سَبْعَ عَشْرَةَ كَرَّةً يُقْتَلُ مَنْ حَوْلَهُ، لَا يُصِيبُهُ شَيْءٌ، حَتَّى مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ "

أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , واسمه هشيم وأمه أم صفوان واسمها فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني , وكان لأبي حذيفة من الولد محمد وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي , وهو الذي وثب بعثمان بن عفان وأعان عليه وحرض

§أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَاسْمُهُ هُشَيْمٌ وَأُمُّهُ أُمُّ صَفْوَانَ وَاسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرَّثٍ الْكِنَانِيُّ , وَكَانَ لِأَبِي حُذَيْفَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَهُوَ الَّذِي وَثَبَ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَعَانَ عَلَيْهِ وَحَرَّضَ أَهْلَ مِصْرَ حَتَّى سَارُوا إِلَيْهِ , وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ أَبِيهِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ جَمِيعًا إِلَّا وَلَدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَإِنَّهُمْ بِالشَّامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ أَبُو حُذَيْفَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ يَدْعُو فِيهَا» قَالُوا: وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ وَسَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ , وَقُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §شَهِدَ أَبُو حُذَيْفَةَ بَدْرًا وَدَعَا أَبَاهُ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ إِلَى الْبِرَازِ، فَقَالَتْ أُخْتَهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ: لَمَّا دَعَا أَبَاهُ إِلَى الْبِرَازِ: [البحر البسيط] الْأَحْوَلُ الْأَثْعَلُ الْمَشْؤُومُ طَائِرُهُ ... أَبُو حُذَيْفَةَ شَرُّ النَّاسِ فِي الدِّينِ أَمَا شَكَرْتَ أَبًا رَبَّاكَ مِنْ صِغَرٍ ... حَتَّى شَبَبْتَ شَبَابًا غَيْرَ مَحْجُونِ؟ قَالَ: وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ رَجُلًا طُوَالًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، مُرَادِفَ الْأَسْنَانِ، وَهُوَ الْأَثْعَلُ , وَكَانَ أَحْوَلُ , وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً , وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة في رواية موسى بن عقبة سالم بن معقل من أهل إصطخر , وهو مولى ثبيتة بنت يعار الأنصارية , ثم أحد بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس رهط أنيس بن قتادة , فسالم يذكر في الأنصار في بني عبيد لعتق ثبيتة بنت

§سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ سَالِمِ بْنِ مَعْقِلٍ مِنْ أَهْلِ إِصْطَخْرَ , وَهُوَ مَوْلَى ثُبَيْتَةَ بِنْتِ يُعَارَ الْأَنْصَارِيَّةِ , ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عُبَيْدِ -[86]- بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ رَهْطُ أُنَيْسِ بْنِ قَتَادَةَ , فَسَالِمٌ يُذْكَرُ فِي الْأَنْصَارِ فِي بَنِي عُبَيْدٍ لِعِتْقِ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ يُعَارَ إِيَّاهُ , وَيُذْكَرُ فِي الْمُهَاجِرِينَ لِمُوَالَاتِهِ لِأَبِي حُذَيْفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: " كَانَ سَالِمٌ لِثُبَيْتَةَ بِنْتِ يُعَارَ الْأَنْصَارِيَّةِ وَكَانَتْ تَحْتُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَأَعْتَقْتُهُ سَائِبَةً فَتَوَلَّى أَبَا حُذَيْفَةَ، وَتَبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ فَكَانَ يُقَالُ: سَالِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ , قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: " جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ سَالِمٌ عِنْدَنَا وَلَدًا: قَالَ: «§فَأَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ يَدْخُلْ عَلَيْكِ» , قَالَتْ: فَأَرْضَعْتُهُ وَهُوَ كَبِيرٌ , وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ بِنْتَ أَخِيهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَلَمَّا قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ بِمِيرَاثِهِ إِلَى مَوْلَاتِهُ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ , ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ بِهِ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: سَيَّبْتُهُ لِلَّهِ، فَجَعَلَهُ عُمَرُ فِي بَيْتِ الْمَالِ "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§كَانَ سَالِمٌ سَائِبَةً فَأَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَثُلُثِهِ فِي الرِّقَابِ، وَثُلُثِهِ لِمَوَالِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ أَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ سَائِبَةٌ , وَقَالَتْ: وَالِ مَنْ شِئْتَ، فَوَالَى أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَتْ: إِنِّي أَرَى ذَاكَ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةِ، فَقَالَ: «§أَرْضِعِيهِ» ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ , قَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ» ، قَالَ: فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَدُفِعَ مِيرَاثُهُ إِلَى الْمَرْأَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ -[87]-، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مَعِي، وَقَدْ أَدْرَكَ مَا يُدْرِكُ الرِّجَالَ , فَقَالَ: «§أَرْضِعِيهِ، فَإِذَا أَرْضَعْتِهِ فَقَدْ حَرُمَ عَلَيْكِ مَا يَحْرُمُ مِنْ ذِي الْمَحْرَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " §أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ أَحَدٌ بِهَذَا الرَّضَاعِ وَقُلْنَ: إِنَّمَا هَذَا رُخْصَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَالِمٍ خَاصَّةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «§إِنَّمَا أَخَذْتُ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " §كَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَعْرُوفًا بِنَسَبِهِ، وَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لَا يُعْرَفُ نَسَبُهُ، فَكَانَ يُقَالُ: سَالِمٌ مِنَ الصَّالِحِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: «§أَقْبَلَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: «§كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ بِقُبَاءَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ لَمَّا قَدِمُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلُوا بِالْعُصْبَةِ إِلَى جَنْبِ قُبَاءَ، §فَأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ -[88]- قُرْآنًا» , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُعَاذِ بْنِ مَاعِصٍ الْأَنْصَارِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ: «§مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَحَفَرَ لِنَفْسِهِ حُفْرَةً وَقَامَ فِيهَا وَمَعَهُ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَئِذٍ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيِّ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «فَوُجِدَ رَأْسُ سَالِمٍ عِنْدَ رِجْلَيْ أَبِي حُذَيْفَةَ أَوْ رَأْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ عِنْدَ رِجْلَيْ سَالِمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: " أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ §قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَبَاعَ عُمَرُ مِيرَاثَهُ فَبَلَغَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ فَأَعْطَاهَا أُمَّهُ، فَقَالَ: كُلَيْهَا "

ومن حلفاء بني عبد شمس من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة , وهم حلفاء حرب بن أمية , وأبي سفيان بن حرب

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ , وَهُمْ حُلَفَاءُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ

عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا محمد وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: " §أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ بَنُو جَحْشٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ , قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا جَحْشٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَتْ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ زَوْجَتُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ , فَتَنَصَّرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَاتَ بِهَا , وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مَكَّةَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ بَنُو غَنْمِ بْنُ دُودَانَ أَهْل الْإِسْلَامِ قَدْ أَوْعَبُوا فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَخَرَجُوا جَمِيعًا وَتَرَكُوا دُورَهُمْ مُغْلَقَةٌ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَأَخُوهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ وَاسْمُهُ عَبْدٌ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ , وَأَبُو سِنَانِ بْنُ مِحْصَنٍ , وَسِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ , وَشُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ , وأَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ , وَمَعْبَدُ بْنُ نُبَاتَةَ , وَسَعِيدُ بْنُ رُقَيْشٍ , وَيَزِيدُ بْنُ رُقَيْشٍ , وَمُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ , وَقَيْسُ بْنُ جَابِرٍ , وَعَمْرُو بْنُ مِحْصَنِ -[90]- بْنِ مَالِكٍ , وَمَالِكُ بْنُ عَمْرٍو , وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو , وَثقَافُ بْنُ عَمْرٍو , وَرَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ، وَزُبَيرُ بْنُ عُبَيْدٍ فَنَزَلُوا جَمِيعًا عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَوْعَبُوا رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ، وَغَلَّقُوا دُورَهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا خَرَجَ مُهَاجِرًا، دَارُ بَنِي غَنْمِ بْنِ دُودَانَ، وَدَارُ بَنِي أَبِي الْبُكَيْرِ، وَدَارُ بَنِي مَظْعُونٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ فِي رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا سَرِيَّةً إِلَى نَخْلَةَ وَخَرَجَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ لَيْسَ فِيهِمْ أَنْصَارِيُّ وَأَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَقَالَ: «§إِذَا سِرْتَ يَوْمَيْنِ فَانْشُرْهُ فَانْظُرْ فِيهِ، ثُمَّ امْضِ لِأَمْرِيَ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: «فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ §تَسَمَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ رَجُلًا، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ يَقُولُ قَبْلَ يَوْمِ أُحُدٍ بِيَوْمٍ: " اللَّهُمَّ إِذَا لَاقَوْا هَؤُلَاءِ غَدًا §فَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَا يَقْتُلُونِي، وَيَبْقُرُوا بَطْنِي، وَيَجْدَعُونِي، فَإِذَا قُلْتَ لِي لِمَ فُعِلَ بِكَ هَذَا؟ فَأَقُولُ: اللَّهُمَّ فِيكَ، فَلَمَّا الْتَقَوْا فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَهُ: أَمَّا هَذَا فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَهُ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ -[91]- مَا سَأَلَ فِي جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُعْطَى مَا سَأَلَ فِي الْآخِرَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ نَزَلَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ فَأَصْبَحَ هُنَاكَ، فَجَاءَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْهُ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ أَخَذَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فَعَبَّ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: بَعْضَ شَرَابِكَ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْدُو؟ قَالَ: نَعَمْ، أَلْقَى اللَّهَ وَأَنَا رَيَّانُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ وَأَنَا ظَمْآنُ، اللَّهُمَّ إِنِّي §أَسْأَلُكَ أَنْ أُسْتَشْهَدَ وَأَنْ يُمَثَّلَ بِي، فَتَقُولُ: فِيمَ صُنِعَ بِكَ هَذَا؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ " قَالَ عُمَرُ: فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيفٍ الثَّقَفِيُّ، وَدُفِنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ خَالُهُ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، وَوَلِيَ تَرِكَتَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَرَى لِابْنِهِ مَالًا بِخَيْبَرَ

يزيد بن رقيش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا خالد شهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة

§يَزِيدُ بْنُ رُقَيْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنَ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا محصن شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغمر سرية في أربعين رجلا، فانصرفوا ولم يلقوا

§عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا مِحْصَنٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْغِمْرِ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعُكَّاشَةُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَ عُكَّاشَةُ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَيلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى النَّاسِ يَعْتَرِضُهُمْ فِي الرِّدَّةِ فَكُلَّمَا سَمِعَ أَذَانًا لِلْوَقْتِ كَفَّ، وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ، فَلَمَّا دَنَا خَالِدٌ مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَصْحَابِهِ، بَعَثَ عُكَّاشَةَ بْنَ مُحْصَنٍ، وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ طَلِيعَةً أَمَامَهُ يَأْتِيَانِهِ بِالْخَبَرِ وَكَانَا فَارِسَيْنِ، عُكَّاشَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الرَّزَامُ، وَثَابِتٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الْمُحَبَّرُ، فَلَقِيَا طُلَيْحَةُ وَأَخَاهُ سَلَمَةَ بْنَ خُوَيْلِدٍ طَلِيعَةً لِمَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ، فَانْفَرَدَ طُلَيْحَةُ بِعُكَّاشَةَ، وَسَلَمَةُ بِثَابِتٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ سَلَمَةُ أَنْ قَتَلَ ثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ، فَصَرَخَ طُلَيْحَةُ لِسَلَمَةَ: أَعِنِّي عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَاتِلِي، فَكَرَّ سَلَمَةُ عَلَى عُكَّاشَةَ فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا ثُمَّ كَرَّا رَاجِعِينَ إِلَى مَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ فَأَخْبَرَاهُمْ فَسُرَّ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَكَانَ مَعَ طُلَيْحَةَ وَكَانَ قَدْ خَلَفَهُ عَلَى عَسْكَرِهِ، وَقَالَ: هَذَا الظَّفَرُ، وَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ قَتِيلًا تَطَؤُهُ الْمَطِيُّ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَمْ يَسِيرُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى وَطِئُوا عُكَّاشَةَ قَتِيلًا، فَثَقُلَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَطِيِّ كَمَا وَصَفَ وَاصِفُهُمْ حَتَّى مَا تَكَادُ

الْمَطِيُّ تَرْفَعُ أَخْفَافَهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: «§كُنَّا نَحْنُ الْمُقَدِّمَةُ مِائَتَيْ فَارِسٍ وَعَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمَامَنَا فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمَا سِيءَ، بِنَا وَخَالِدٌ وَالْمُسْلِمُونَ وَرَاءَنَا بَعْدُ، فَوَقَفْنَا عَلَيْهِمَا حَتَّى طَلَعَ خَالِدٌ يَسِيرًا فَأَمَرَنَا فَحَفَرْنَا لَهُمَا وَدَفَنَّاهُمَا بِدِمَائِهِمَا وَثِيَابِهِمَا، وَلَقَدْ وَجَدْنَا بِعُكَّاشَةَ جِرَاحَاتٍ مُنْكَرَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ مَا رُوِيَ فِي قَتْلِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ وَثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ عِنْدَنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

أبو سنان بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة شهد بدرا، وأحدا، والخندق، وتوفي والنبي صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة

§أَبُو سِنَانِ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَتُوُفِّيَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُحَاصِرٌ بَنِي قُرَيْظَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَهْلٌ، أَبُو سِنَانٍ تُوُفِّيَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُحَاصِرٌ بَنِي قُرَيْظَةَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ الْيَوْمَ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَسَنُّ مِنْ عُكَّاشَةَ بِسَنَتَيْنِ وَلَكِنَّ الَّذِي بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَنَةَ سِتٍّ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانِ بْنِ مِحْصَنٍ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ أَبِيهِ وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ

سنان بن أبي سنان بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة كان بينه وبين أبيه في السن عشرون سنة وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وهو أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.

§سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانِ بْنِ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي السِّنِّ عِشْرُونَ سَنَةً وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.

شجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة

§شُجَاعُ بْنُ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ صُهَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ " حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ قَالَ: «§كَانَ شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ يُكْنَى أَبَا وَهْبٍ» وَكَانَ رَجُلًا نَحِيفًا طُوَالًا أَجْنَأَ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى جَمْعِ هَوَازِنَ بِالسَّيِّ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ نَاحِيَةَ رَكِيَّةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَيْهِمْ، فَصَبَّحَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ فَأَصَابُوا نَعَمًا وَشَاءً كَثِيرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابِهِ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ وَكَانُوا بِغَوْطَةِ دِمَشْقَ، فَلَمْ يُسْلِمْ وَأَسْلَمَ حَاجِبُهُ مُرِيُّ، وَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ مَعَ شُجَاعٍ يُقْرِئُهُ بِهِ السَّلَامَ وَيُخْبِرُهُ أَنَّهُ عَلَى دِينِهِ، فَقَالَ -[95]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ» ، وَشَهِدَ شُجَاعُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً

وأخوه عقبة بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ صُهَيْبٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن لكيز بن عامر بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة هكذا نسبه محمد بن إسحاق

§رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُكَيزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ: «§أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أَكْثَمَ كَانَ يُكْنَى أَبَا يَزِيدَ وَكَانَ قَصِيرًا رَحْرَاحًا، شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا سَنَةَ سَبْعٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، قَتَلَهُ الْحَارِثُ الْيَهُودِيُّ بِالنَّطَاةِ»

محرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا نضلة وكان أبيض، حسن الوجه، وكان يلقب فهيرة، وكانت بنو عبد الأشهل يدعون أنه حليفهم. قال محمد بن عمر: سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة يقول ذلك، ويقول: ما خرج يوم

§مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا نَضْلَةَ وَكَانَ أَبْيَضَ، حَسَنَ الْوَجْهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ فُهَيْرَةَ، وَكَانَتْ -[96]- بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَدَّعُونَ أَنَّهُ حَلِيفَهُمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ يَقُولُ ذَلِكَ، وَيَقُولُ: مَا خَرَجَ يَوْمَ السَّرْحِ إِلَّا مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ مِنْ دَارِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَلَى فَرَسٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ يُقَالُ لَهُ ذُو اللَّمَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ وَعُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَسْيَانَ قَالَ: قَالَ مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ: " §رَأَيْتُ سَمَاءَ الدُّنْيَا أَفْرَجَتْ لِي حَتَّى دَخَلْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَقِيلَ لِي: هَذَا مَنْزِلُكَ فَعَرَضْتُهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَ أَعْبُرُ النَّاسِ فَقَالَ: أَبْشِرْ بِالشَّهَادَةِ «، فَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ. خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى غَزْوَةِ الْغَابَةِ يَوْمَ السَّرْحِ، وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ سَنَةَ سِتٍّ، فَقَتَلَهُ مَسْعَدَةُ بْنُ حِكْمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ: «§أَنَّ مُحْرِزَ بْنَ نَضْلَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْو ذَلِكَ قَلِيلًا»

أربد بن حميرة ويكنى أبا مخشي وهو من بني أسد بن خزيمة من أنفسهم، وكذلك قال محمد بن إسحاق: ولم يشك فيه، قاله محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر الزهري

§أَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ وَيُكْنَى أَبَا مَخْشِيٍّ وَهُوَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيِّ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَا: «§هُوَ سُوَيْدُ بْنُ مَخْشِيٍّ وَهُوَ مِنْ طَيِّءِ حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: «§هُوَ أَبُو مَخْشِيٍّ وَاسْمُهُ سُوَيْدُ بْنُ عَدِيٍّ» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: هُمَا اثْنَانِ: أَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ شَهِدَ بَدْرًا لَا شَكَّ فِيهِ، وَسُوَيْدُ بْنُ مَخْشِيٍّ شَهِدَ أُحُدًا وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا

ومن حلفاء بني عبد شمس من بني سليم بن منصور وقال محمد بن إسحاق: هم حلفاء بني كبير بن غنم بن دودان وهم من بني حجر آل بني سليم، وهم إخوة

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُمْ حُلَفَاءُ بَنِي كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ وَهُمْ مِنْ بَنِي حُجْرٍ آلِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَهُمْ إِخْوَةٌ

مالك بن عمرو شهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل باليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة، ذكروه جميعا وأجمعوا عليه

§مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ بِالْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، ذَكَرُوهُ جَمِيعًا وَأَجْمَعُوا عَلَيْهِ

مدلاج بن عمرو شهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها ذكره محمد بن إسحاق، وأبو معشر، ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، ومات سنة خمسين وذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

§مِدْلَاجُ بْنُ عَمْرٍو شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.

ثقف بن عمرو بن سميط وهو أخو مالك ومدلاج. قال محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر: وهو ثقف بن عمرو وقال أبو معشر: ثقاف بن عمرو ولم يذكره موسى بن عقبة وذلك وهم منه أو ممن روى عنه، وشهد ثقف بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل بخيبر شهيدا سنة سبع

§ثَقْفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُمَيْطٍ وَهُوَ أَخُو مَالِكٍ وَمِدْلَاجٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ ثَقْفُ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: ثِقَافُ بْنُ عَمْرٍو وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَذَلِكَ وَهُمْ مِنْهُ أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ، وَشَهِدَ ثَقْفٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ قَتَلَهُ أُسَيْرٌ الْيَهُودِيُّ. سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا.

ومن حلفاء بني نوفل بن عبد مناف بن قصي

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ويكنى أبا عبد الله قال ابن سعد: وسمعت بعضهم يكنيه أبا غزوان، وكان رجلا طوالا جميلا، وهو قديم الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة

§عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَكْنِيهِ أَبَا غَزْوَانَ، وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا -[99]- جَمِيلًا، وَهُوُ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَا: «§قَدِمَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§نَزَلَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَخَبَّابُ مَوْلَى عُتْبَةَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَأَبِي دُجَانَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: «§اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَهُوَ الَّذِي مَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الْأُبُلَّةُ، وَبَنَى الْمَسْجِدَ بِقَصَبٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ كَانَ عُتْبَةُ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ الْمَدِينَةَ فَرَدَّهُ عُمَرُ عَلَى الْبَصْرَةِ وَالِيًا، فَمَاتَ فِي الْبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلَامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

خباب مولى عتبة بن غزوان ويكنى أبا يحيى آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي سنة تسع عشرة وهو يومئذ ابن خمسين سنة، وصلى عليه عمر بن الخطاب

§خَبَّابٌ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَمِيمٍ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ

ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي

§وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

§الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ الْفُرَافِصَةَ الْحَنَفِيِّ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ: «§أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» قَالُوا: وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ مِنَ الْوَلَدِ أَحَدَ عَشَرَ ذَكَرًا وَتِسْعُ نِسْوَةٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعُرْوَةُ، وَالْمُنْذِرُ، وَعَاصِمٌ، وَالْمُهَاجِرُ دَرَجَا، وَخَدِيجَةُ الْكُبْرَى، وَأُمُّ الْحَسَنِ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَخَالِدٌ، وَعَمْرٌو، وَحَبِيبَةُ، وَسَوْدَةُ، وَهِنْدٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَمُصْعَبٌ، وَحَمْزَةُ، وَرَمْلَةُ، وَأُمُّهُمُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ، وَعُبَيْدَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَأُمَّهُمَا زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَزَيْنَبُ

وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَخَدِيجَةُ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا الْحَلَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شُجْنَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ يُسَمِّي بَنِيهِ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ عَلِمَ أَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ، وَإِنِّي أُسَمِّي بَنِيَّ بِأَسْمَاءِ الشُّهَدَاءِ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا. فَسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَالْمُنْذِرَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُرْوَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَحَمْزَةَ بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَجَعْفَرًا بِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُصْعَبًا بِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدَةَ بِعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَخَالِدًا بِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرًا بِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §قَاتَلَ الزُّبَيْرُ بِمَكَّةَ وَهُوَ غُلَامٌ رَجُلًا فَكَسَرَ يَدَهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، فَمُرَّ بِالرَّجُلِ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ يُحْمَلُ، فَقَالَتْ مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: قَاتَلَ الزُّبَيْرَ، فَقَالَتْ: [البحر الرجز] كَيْفَ رَأَيْتَ زَبْرَا أَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرَا أَمْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ: " §أَنَّ صَفِيَّةَ كَانَتْ تَضْرِبُ الزُّبَيْرَ ضَرْبًا شَدِيدًا وَهُوَ يَتِيمٌ فَقِيلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ، خَلَعْتِ فُؤَادَهُ، أَهْلَكْتِ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَتْ: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ كَيْ يَلَبْ وَيَجُرَّ الْجَيْشَ ذَا الْجَلَبْ " قَالَ: وَكَسَرَ يَدَ غُلَامٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَجِيءَ بِالْغُلَامِ إِلَى صَفِيَّةَ وَقِيلَ لَهَا: ذَلِكَ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: [البحر الرجز] كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا أَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرَا أَمْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي -[102]- أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: «§وَكَانَ إِسْلَامُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، كَانَ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا»

قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: «§أَنَّ الزُّبَيْرَ أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالُوا: وَهَاجَرَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ §آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: §آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -[103]-، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يُعْلَمُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ §الْمَلَائِكَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ، فَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ عِصَابَةٌ صَفْرَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ. قَالَ مَرَّةً: عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§كَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا، وَكَانَتْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ يَوْمَئِذٍ عَمَائِمُ صُفْرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ رَيْطَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §الْمَلَائِكَةَ نَزَلَتْ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: " §لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ فَرَسَيْنِ أَحَدُهُمَا عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §رُخِّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، فَأَخْبَرَنَا عَنَ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §رَخَّصَ لِلزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَمَّا خَطَّ الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِلزُّبَيْرِ بَقِيعًا وَاسِعًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءِ -[104]- ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا فِيهَا نَخْلٌ كَانَتْ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْجُرُفَ» . قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ فِي حَدِيثِهِ: أَرْضًا مَوَاتًا، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَأَنَّ عُمَرَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْعَقِيقَ أَجْمَعَ " قَالُوا: وَشَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا، وأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَتْ مَعَ الزُّبَيْرِ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: «§أَبَوَاكَ وَاللَّهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدَ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْرَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ: " لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُسْرَى، وَكَانَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُمْنَى، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَهَدَأَ النَّاسُ جَاءَا بِفَرَسَيْهِمَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وجُوهِهِمَا بِثَوْبِهِ، وَقَالَ: «§إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلْفَارِسِ سَهْمًا، فَمَنْ نَقَصَهُمَا نَقَصَهُ اللَّهُ»

ذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن لكل نبي حواريا، وحواريي الزبير بن العوام "

§ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لِكُلِّ أُمَّةٍ حَوَارِيُّ، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيُّ، وَإِنَّ حَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ: جَاء ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ الْآذِنُ: هَذَا ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِيَدْخُلْ قَاتَلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَاريِيَّ الزُّبَيْرُ» . قَالَ سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ مِنْ بَيْنِهِمْ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ: «لِيَدْخُلْ قَاتَلُ ابْنَ صَفِيَّةَ النَّارِ» ، وَقَالُوا جَمِيعًا فِي إِسْنَادِهِمْ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ؟» فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» -[106]-، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا فَقَالَ: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَنْ يَأْتِيهِ بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمُ الثَّالِثَةَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «§إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلَّا فَلَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ غُلَامًا مَرَّ بِابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ: «§إِنْ كُنْتَ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ وَإِلَّا فَلَا» . قَالَ: فَسُئِلَ: هَلْ كَانَ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَيْرُ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي يَوْمَ الْأَحْزَابِ: قَدْ رَأَيْتُكَ يَا أَبَةَ تُحْمَلُ عَلَى فَرَسٍ لَكَ أَشْقَرَ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتَنِي أَيْ بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: §فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ حِينَئِذٍ جَمَعَ لِي أَبَوَيْهِ يَقُولُ: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَهِشَامٌ، وَأَبُو -[107]- الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لَا أَسْمَعُكُ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدًا مِنَ النَّارِ» . قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ: " وَاللَّهِ مَا قَالَ مُتَعَمِّدًا، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: مُتَعَمِّدًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: " أَنَّ الزُّبَيْرَ بُعِثَ إِلَى مِصْرَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ بِهَا الطَّاعُونَ، فَقَالَ: §إِنَّمَا جِئْنَا لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ "، قَالَ: فَوَضَعُوا السَّلَالِيمَ فَصَعِدُوا عَلَيْهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيوَانِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ §أَجَازَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَنَزَلَ عَلَى أَخْوَالِهِ بَنِي كَاهِلٍ فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَجْوَدُ؟ قَالُوا: مَالُ أَصْبَهَانَ قَالَ: أَعْطُونِي مِنْ مَالِ أَصْبَهَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: «§أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ لَا يُغَيِّرُ، يَعْنِي الشَّيْبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبَيِ الزُّبَيْرِ وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، إِلَى الْخِفَّةِ، مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ، وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةً، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، أَشْعَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ

ذكر وصية الزبير وقضاء دينه وجميع تركته

§ذِكْرُ وَصِيَّةِ الزُّبَيْرِ وَقَضَاءِ دَيْنِهِ وَجَمِيعِ تَرَكْتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ جَعَلَ دَارًا لَهُ حَبِيسًا عَلَى كُلِّ مَرْدُودَةٍ مِنْ بَنَاتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَوْصَى بِثُلُثِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، بِعْ مَالَنَا، وَاقْضِ دَيْنِي، وَأَوْصِ بِالثُّلُثِ، فَإِنْ فَضُلَ مِنْ مَالِنَا مِنْ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ ". قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ. قَالَ: وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ، إِنْ عَجَزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةَ مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَتْ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيَهِ، قَالَ: وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أَرَضِينَ فِيهَا الْغَابَةُ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهُ بِالْمَالِ لِيَسْتَوْدِعَهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لَا، وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، وَمَا وَلِي إِمَارَةً قَطُّ، وَلَا جِبَايَةً، وَلَا خَرَاجًا، وَلَا شَيْئًا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ -[109]-. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ: فَكَتَمَهُ، وَقَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتُكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي، وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةَ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شَيْءٌ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ؟ قَالَ: فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا، لَكُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ فَأَخِّرُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ شَيْئًا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: لَا، قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا قَالَ: فَبَاعَهُ مِنْهَا بِقَضَاءِ دَيْنِهِ فَأَوْفَاهُ، وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ زَمْعَةَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الْغَابَةُ؟ قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ، قَالَ: فَقَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: فَكَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ قَالَ: أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ: قَالَ: وَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ فِي الْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ كُلُّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ. قَالَ: وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ قَالَ: وَرَبَّعَ الثُّمُنَ فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَةَ أَلْفٍ قَالَ: فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ -[110]- أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: «§اقْتُسِمَ مِيرَاثُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَتْ §قِيمَةُ مَا تَرَكَ الزُّبَيْرُ أَحَدًا وَخَمْسِينَ أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «§كَانَ لِلزُّبَيْرِ بِمِصْرَ خِطَطٌ وَبِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ خِطَطٌ، وَبِالْكُوفَةِ خِطَطٌ، وَبِالْبَصْرَةِ دُورٌ، وَكَانَتْ لَهُ غَلَّاتٌ تَقْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ»

ذكر قتل الزبير، ومن قتله، وأين قبره، وكم عاش، رحمه الله تعالى

§ذِكْرُ قَتْلِ الزُّبَيْرِ، وَمَنْ قَتَلَهُ، وَأَيْنَ قَبْرُهُ، وَكَمْ عَاشَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَتَى الزُّبَيْرَ فَقَالَ: " أَيْنَ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَيْثُ تُقَاتِلُ بِسَيْفِكِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ فَقَتَلَهُ، فَأَتَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَلِيًّا فَقَالَ: §إِلَى أَيْنَ قَاتَلُ ابْنِ صَفِيَّةَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: إِلَى النَّارِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي الْوَالِبِيَّ قَالَ: " دَعَا الْأَحْنَفُ بَنِي تَمِيمٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ دَعَا بَنِي سَعْدٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَاعْتَزَلَ فِي رَهْطٍ، فَمَرَّ الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: ذُو النِّعَالِ، فَقَالَ الْأَحْنَفُ: هَذَا الَّذِي كَانَ يُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: فَاتَّبَعَهُ رَجُلَانِ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا فَطَعَنَهُ، وَحَمَلَ -[111]- عَلَيْهِ الْآخَرُ فَقَتَلَهُ، وَجَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: ائْذَنُوا لِقَاتِلِ الزُّبَيْرِ، فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: «§بَشِّرْ قَاتَلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ» ، فَأَلْقَاهُ وَذَهَبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " §كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ، فَجَاءَ فَارِسٌ يَسِيرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا الْتَقَى الْقَوْمُ وَرَأَى الزُّبَيْرُ مَا رَأَى قَالَ: وَاجَدْعَ أَنْفِيَاهُ، أَوْ يَا قَطَعَ ظَهْرَيَاهُ، قَالَ فُضَيْلٌ: لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ، قَالَ: فَجَعَلَ السِّلَاحُ يَنْتَقِضُ، قَالَ جَوْنٌ: فَقُلْتُ: ثَكِلَتْنِي أُمِّي، أَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ مَعَهُ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَرَى هَذَا إِلَّا مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ، وَهُوَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تَشَاغَلَ النَّاسُ انْصَرَفَ فَقَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ وَانْصَرَفَ جَوْنٌ فَجَلَسَ عَلَى دَابَّتِهِ فَلَحِقَ بِالْأَحْنَفِ. قَالَ: فَأَتَى الْأَحْنَفَ فَارِسَانِ فَنَزَلَا وَأَكَبَّا عَلَيْهِ يُنَاجِيَانِهِ، فَرَفَعَ الْأَحْنَفُ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا عَمْرُو يَعْنِي ابْنَ جُرْمُوزٍ، يَا فُلَانُ، فَأَتَيَاهُ فَأَكَبَّا عَلَيْهِ فَنَاجَاهُمَا سَاعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ جَاءَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْأَحْنَفِ فَقَالَ: أَدْرَكْتُهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ فَقَتَلْتُهُ، فَكَانَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْجَوْنِ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَانَ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ إِلَّا الْأَحْنَفَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالَ: " §فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ فَأَصَابَهُ أَخُو بَنِي تَمِيمٍ بِوَادِي السِّبَاعِ، قَالُوا: خَرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ الْقِتَالِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخِمَارِ، مُنْطَلِقًا يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: النَّعِرُ بْنُ زَمَّامٍ الْمُجَاشِعِيُّ

بِسَفْوَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ، إِلَيَّ إِلَيَّ، فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، لَا يَصِلُ إِلَيْكَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ آخَرُ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ: هَذَا الزُّبَيْرُ فِي وَادِي السِّبَاعِ، فَرَفَعَ الْأَحْنَفُ صَوْتَهُ وَقَالَ: مَا أَصْنَعُ وَمَا تَأْمُرُونِي إِنْ كَانَ الزُّبَيْرُ لَفَّ بَيْنَ غَارَّيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ , ثُمَّ هُوَ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِأَهْلِهِ، فَسَمِعَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ التَّمِيمِيُّ , وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَنُفَيعٌ أَوْ نُفَيْلُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، فَرَكِبُوا أَفْرَاسَهُمْ فِي طَلَبِهِ فَلَحِقُوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً خَفِيفَةً، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَاتِلَهُ دَعَا: يَا فَضَالَةُ يَا نُفَيْعُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا زُبَيْرُ فَكَفَّ عَنْهُ , ثُمَّ سَارَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ , فَطَعَنَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ طَعْنَةً أَثْبَتَتْهُ فَوَقَعَ، فَاعْتَوَرُوهُ وَأَخَذُوا سَيْفَهُ، وَأَخَذَ ابْنُ جُرْمُوزٍ رَأْسَهُ فَحَمَلَهُ حَتَّى أَتَى بِهِ وَبِسَيْفِهِ عَلِيًّا فَأَخَذَهُ عَلِيٌّ وَقَالَ: «سَيْفٌ وَاللَّهِ طَالَمَا جَلَا بِهِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكَرْبَ , وَلَكِنَّ الْحَيْنَ وَمَصَارِعَ السُّوءِ» وَدُفِنَ الزُّبَيْرُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِوَادِي السِّبَاعِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ " وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: مَنْ أَرَادَ الشَّهَادَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ، كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقُتِلَ عَنْهَا , ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُتِلَ عَنْهَا , ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ الزُّبَيْرِ فَقُتِلَ عَنْهَا , فَقَالَتْ: [البحر الكامل] غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لَا طَائِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلَا الْيَدِ شَلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ الْمُتَعَمِّدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيمَنْ مَضَى فِيمَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي؟ كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ

وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى: [البحر الكامل] إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرَهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ وَبَكَى الزُّبَيْرَ بَنَاتُهُ فِي مَأْتَمٍ ... مَاذَا يَرُدُّ بُكَاءُ مَنْ لَا يَسْمَعُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «§قُتِلَ أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ زَادَ عَلَى السِّتِّينَ أَرْبَعُ سِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: «§شَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فَقَالَ: «§يَا عَجَبًا لِلزُّبَيْرِ، أَخَذَ بِحَقْوَيْ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ أْجِرْنِي أْجِرْنِي حَتَّى قُتِلَ , وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُ بِقِرْنٍ , أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ كُنْتَ فِي ذِمَّةٍ مَنِيعَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَاسْتَجْفَاهُ، فَقَالَ: أَمَّا أَصْحَابُ الْبَلَاءِ , فَقَالَ عَلِيٌّ: بِفِيكَ التُّرَابُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِي حَقِّهِمْ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " §إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِي حَقِّهِمْ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] "

ومن حلفاء بني أسد بن عبد العزى بن قصي , وهم حلفاء الزبير بن العوام

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وَهُمْ حُلَفَاءُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

حاطب بن أبي بلتعة ويكنى أبا محمد وهو من لخم، ثم أحد بني راشدة بن أزب بن جزيلة بن لخم وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإلى قحطان جماع اليمن , وكان اسم راشدة خالفة , فوفدوا على

§حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَهُوَ مِنْ لَخْمٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رَاشِدَةَ بْنِ أَزَبَّ بْنِ جَزِيلَةَ بْنِ لَخْمٍ وَهُوَ مَالِكُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ , وَكَانَ اسْمُ رَاشِدَةَ خَالِفَةَ , فَوَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: بَنُو خَالِفَةَ , فَقَالَ: «أَنْتُمْ بَنُو رَاشِدَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَسَعْدٌ مَوْلَى حَاطِبٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَرُخَيْلَةَ بْنِ خَالِدٍ , وَشَهِدَ حَاطِبُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ إِلَى الْمُقَوْقِسِ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ حَاطِبُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ وَلَدِ حَاطِبٍ عَنْ آبَائِهِ، قَالُوا: «§وَكَانَ حَاطِبٌ رَجُلًا حَسَنَ الْجِسْمِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ، أَجْنَأَ، وَكَانَ إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ , شَثْنَ الْأَصَابِعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§تَرَكَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ يَوْمَ مَاتَ أَرْبَعَةَ -[115]- آلَافِ دِينَارٍ وَدَرَاهِمَ وَدَارًا وَغَيْرَ ذَلِكَ , وَكَانَ تَاجِرًا يَبِيعُ الطَّعَامَ وَغَيْرَهُ، وَلِحَاطِبٍ بَقِيَّةٌ بِالْمَدِينَةِ»

سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة وهو سعد بن خولي بن سبرة بن دريم بن قيس بن مالك بن عميرة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن رفيدة بن ثور بن كلب، من قضاعة , ويقال: سعد بن خولي بن القوسار بن الحارث بن مالك بن عميرة , ويقال: هو سعد

§سَعْدٌ مَوْلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، مِنْ قُضَاعَةَ , وَيُقَالُ: سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ الْقَوْسَارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ , وَيُقَالُ: هُوَ سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ الْقَوْسَارِ , وَلِخَوَلِيٍّ يَقُولُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَدَلَّهُ عَلَى امْرَأَتِهِ مِنْ بَنِي الْقَوْسَارِ: [البحر الطويل] إِنَّ ابْنَةَ الْقَوْسَارِ يَا صَاحِ دَلَّنِي ... عَلَيْهَا قُضَاعِيُّ يُحِبُّ جِمَالِيَا فَأَعْطَيْتُ خَوْلِيَّ بْنَ فَرْوَةَ مَا اشْتَهَى ... مِنَ الْمُشْمَخِرَّاتِ الذُّرَى وَالرَّوَابِيَا وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ سَعْدُ بْنُ خَوَلِيٍّ مِنْ كَلْبٍ، إِلَّا أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ وَحْدَهُ كَانَ يَقُولُ: هُوَ مِنْ مَذْحِجٍ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يَحْفَظْ نَسَبَهُ كَمَا حَفِظَهُ غَيْرُهُ، وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ أَصَابَهُ سَبْيٌ فَصَارَ إِلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيِّ حَلِيفِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ وَشَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَفَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فِي الْأَنْصَارِ. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، وَلَيْسَ لِسَعْدٍ مَوْلَى حَاطِبٍ عَقِبُ.

ومن بني عبد الدار بن قصي

§وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

مصعب الخير بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ويكنى أبا محمد وأمه خناس بنت مالك بن المضرب بن وهب بن عمرو بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، وكان لمصعب من الولد ابنة يقال لها: زينب , وأمها حمنة بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن

§مُصْعَبُ الْخَيْرِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ خُنَاسُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ الْمُضَرِّبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ لِمُصْعَبٍ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ , وَأُمُّهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ , فَزَوَّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَرِيبَةُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ العَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَتَى مَكَّةَ شَبَابًا وَجَمَالًا وَسَبِيبًا , وَكَانَ أَبَوَاهُ يُحِبَّانِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مَلِيئَةً كَثِيرَةَ الْمَالِ، تَكْسُوهُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الثِّيَابِ وَأَرَقَّهُ , وَكَانَ أَعْطَرَ أَهْلِ مَكَّةَ يَلْبَسُ الْحَضْرَمِيَّ مِنَ النِّعَالِ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْكُرُهُ وَيَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ بِمَكَّةَ أَحَدًا أَحْسَنَ لِمَّةً، وَلَا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلَا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ» ، فَبَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ فِي دَارِ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ وَصَدَّقَ بِهِ وَخَرَجَ فَكَتَمَ إِسْلَامَهُ خَوْفًا مِنْ أُمِّهِ وَقَوْمِهِ , فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِرًّا فَبَصُرَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ يُصَلِّي , فَأَخْبَرَ أُمَّهُ وَقَوْمَهُ فَأَخَذُوهُ فَحَبَسُوهُ فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا حَتَّى خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى , ثُمَّ رَجَعَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ رَجَعُوا فَرَجَعَ مُتَغَيِّرَ الْحَالِ قَدْ حَرَجَ , يَعْنِي غَلُظَ , فَكَفَّتْ أُمُّهُ عَنْهُ مِنَ الْعَذْلِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ يَوْمًا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ -[117]- فَقَالَ: أَقْبَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ذَاتَ يَوْمٍ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ قِطْعَةُ نَمِرَةٍ قَدْ وَصَلَهَا بِإِهَابٍ قَدْ رَدَّنَهُ ثُمَّ وَصَلَهُ إِلَيْهَا , فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَكَّسُوا رَؤُوسَهُمْ؛ رَحْمَةً لَهُ، لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يُغَيِّرُونَ عَنْهُ , فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَيَقْلِبِ الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا , §لَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا، يَعْنِي مُصْعَبًا وَمَا بِمَكَّةَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ أَنْعَمَ عِنْدَ أَبَوَيْهِ نَعِيمًا مِنْهُ , ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ الرَّغْبَةُ فِي الْخَيْرِ، فِي حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ لِي خِدْنًا وَصَاحِبًا مُنْذُ يَوْمَ أَسْلَمَ إِلَى أَنْ قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ , بِأُحُدٍ , خَرَجَ مَعَنَا إِلَى الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَ رَفِيقِي مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلَا أَقَلَّ خِلَافًا مِنْهُ»

ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه إلى المدينة ليفقه الأنصار

§ذِكْرُ بَعْثَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّاهُ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيُفَقِّهَ الْأَنْصَارَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: «§أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقُولُ: «§لَمَّا هَاجَرَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَوَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَا: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَافِعِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ , قَالُوا: " لَمَّا انْصَرَفَ أَهْلُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَا عَشَرَ , وَفَشَا الْإِسْلَامُ فِي دُورِ الْأَنْصَارِ أَرْسَلَتِ الْأَنْصَارُ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ كِتَابًا: ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا فِي الدِّينِ، وَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ , فَقَدِمَ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَيُسْلِمُ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ، حَتَّى ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَفَشَا فِي دُورِ الْأَنْصَارِ كُلِّهَا وَالْعَوَالِيَ إِلَّا دُورًا مِنْ أَوْسِ اللَّهِ , وَهِيَ خَطْمَةُ، وَوَائِلٌ، وَوَاقِفٌ , وَكَانَ مُصْعَبُ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُهُمْ , فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُجَمِّعَ بِهِمْ , فَأَذِنَ لَهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: «§انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي يَجْهَرُ فِيهِ الْيَهُودُ لِسَبْتِهِمْ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللَّهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ، وَاخْطُبْ فِيهِمْ» ، فَجَمَّعَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا , وَمَا ذَبَحَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا شَاةً , فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ فِي الْإِسْلَامِ جُمُعَةً " وَقَدْ رَوَى قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِهِمْ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ , ثُمَّ خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ وَافَوْا رَسُولَ

اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ حَاجِّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، وَرَافَقَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ، فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَجَاءَ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلًا وَلَمْ يَقْرَبْ مَنْزِلَهُ , فَجَعَلَ يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْأَنْصَارِ وَسُرْعَتِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَاسْتِبْطَأَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكُلِّ مَا أَخْبَرَهُ، وَبَلَغَ أُمَّهُ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: يَا عَاقُّ , أَتَقْدَمُ بَلَدًا أَنَا فِيهِ لَا تَبْدَأُ بِي؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَبْدَأَ بِأَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ ذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ، فَقَالَتْ: إِنَّكَ لَعَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْأَةِ بَعْدُ، قَالَ: أَنَا عَلَى دِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الَّذِي رَضِيَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَلِرَسُولِهِ , قَالَتْ مَا شَكَرْتَ؟ مَا رَثَيْتُكَ مَرَّةً بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَرَّةً بِيَثْرِبَ , فَقَالَ: أُقِرُّ بِدِينِي إِنْ تَفْتُنُونِي، فَأَرَادَتْ حَبْسَهُ، فَقَالَ: لَئِنْ أَنْتِ حَبَسْتَنِي لَأَحْرِصَنَّ عَلَى قَتْلِ مَنْ يَتَعَرَّضُ لِي، قَالَتْ: فَاذْهَبْ لِشَأْنَكَ، وَجَعَلَتْ تَبْكِي فَقَالَ مُصْعَبٌ: يَا أُمَّةُ، إِنِّي لَكِ نَاصِحٌ، عَلَيْكِ شَفِيقٌ، فَاشْهَدِي أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: وَالثَّوَاقِبِ لَا أَدْخَلُ فِي دِينِكَ فَيُزْرَى بِرَأْيِي، وَيُضَعَّفَ عَقْلِي، وَلَكِنِّي أَدَعُكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ وَأُقِيمُ عَلَى دِينِي، قَالَ: وَأَقَامَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ، وَقَدِمَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا لِهِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً.

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ» قَالَ: قُلْتُ: بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَهْ؟ قَالَ -[120]- سُفْيَانُ يَقُولُ: هُوَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وآخَى بَيْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَيُقَالُ: ذَكْوَانَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ "

ذكر حمل مصعب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ حَمْلِ مُصْعَبٍ لِوَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: «§كَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَعْظَمُ لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §حَمَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ اللِّوَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمَّا جَالَ الْمُسْلِمُونَ ثَبَتَ بِهِ مُصْعَبٌ، فَأَقْبَلَ ابْنُ قَمِيئَةَ وَهُوَ فَارِسٌ فَضَرَبَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَقَطَعَهَا، وَمُصْعَبٌ يَقُولُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] الْآَيَةَ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَحَنَا عَلَيْهِ فَضَرَبَ يَدَهُ الْيُسْرَى فَقَطَعَهَا، فَحَنَا عَلَى اللِّوَاءِ وَضَمَّهُ بِعَضُدَيْهِ إِلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] الْآيَةَ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ بِالرُّمْحِ فَأَنْفَذَهُ وَانْدَقَّ الرُّمْحُ، وَوَقَعَ مُصْعَبٌ وَسَقَطَ اللِّوَاءُ، وَابْتَدَرَهُ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ سُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَرْمَلَةَ وَأَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَخَذَهُ أَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرٍ فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ حَتَّى دَخَلَ بِهِ الْمَدِينَةَ حِينَ انْصَرَفَ الْمُسْلِمُونَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا نَزَلَتْ

هَذِهِ الْآيَةُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] يَوْمَئِذٍ حَتَّى نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: " أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ اللِّوَاءَ فَقُتِلَ مُصْعَبُ فَأَخَذَهُ مَلَكٌ فِي صُورَةِ مُصْعَبٍ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ فِي آخِرِ النَّهَارِ: «§تَقَدَّمْ يَا مُصْعَبُ» ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَقَالَ: لَسْتُ بِمُصْعَبٍ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَلَكٌ أُيِّدَ بِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ صُهْبَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ قَطَنٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مُنْجَعِفٌ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، ثُمَّ قَالَ: «§إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَشْهَدُ أَنَّكُمُ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، زُورُوهُمْ، وَأْتُوهُمْ، وَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ مُسْلِمٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا رَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: " هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ شَيْءٌ يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا نَمِرَةً، قَالَ: فَكُنَّا إِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اجْعَلُوهَا مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخَرِ» ، وَمِنَّا مَنْ -[122]- أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ العَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، حَسَنَ اللَّمَّةِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ يَزِيدُ شَيْئًا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بُرْدَةِ مَقْتُولٍ، فَقَالَ: «§لَقَدْ رَأَيْتُكَ بِمَكَّةَ وَمَا بِهَا أَحَدٌ أَرَقُّ حُلَّةً، وَلَا أَحْسَنُ لِمَّةً مِنْكَ، ثُمَّ أَنْتَ شَعِثُ الرَّأْسِ فِي بُرْدَةٍ» ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ يُقْبَرُ، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَخُوهُ أَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرٍ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَسُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَرْمَلَةَ "

سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك - وكان مالك شاعرا - ابن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي، وأمه هنيدة بنت خباب أبي سرحان بن منقذ بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح من خزاعة، وكان سويبط من مهاجرة الحبشة

§سُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ مَالِكِ - وَكَانَ مَالِكٌ شَاعِرًا - ابْنِ عَمِيلَةَ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ هُنَيْدَةُ بِنْتُ خَبَّابٍ أَبِي سِرْحَانَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ سُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانَيِّ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سُوَيْبِطِ بْنِ سَعْدٍ وَعَائِذِ بْنِ مَاعِصٍ الزُّرَقِيِّ، شَهِدَ سُوَيْبِطٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

ومن بني عبد بن قصي بن كلاب

§وَمِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ

طليب بن عمير بن وهب بن كثير بن عبد بن قصي ويكنى أبا عدي، وأمه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

§طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكَنَّى أَبَا عَدِيٍّ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ وَهِيَ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: تَبِعْتُ مُحَمَّدًا وَأَسْلَمْتُ لِلَّهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: إِنَّ أَحَقَّ مَنْ وَازَرْتَ وَعَضَدْتَ ابْنَ خَالِكَ، وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَقْدِرُ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ لَمَنَعْنَاهُ وَذَبَبْنَا عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّةُ، فَمَا يَمْنَعُكِ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتْبَعِيهِ؟ فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ، فَقَالَتْ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ، قَالَ: فَقُلْتُ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِلَّا أَتَيْتِهِ فَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وَصَدَقَتِهِ وَشَهِدْتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَتْ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ تَعْضُدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِلِسَانِهَا، وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ " قَالُوا: وَكَانَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ذَكَرُوهُ جَمِيعًا، مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانَيِّ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ طُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو السَّاعِدِيِّ، وَشَهِدَ طُلَيْبٌ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَثَبَتَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ مِمَّنْ -[124]- شَهِدَ بَدْرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: وَأَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالُوا: «§قُتِلَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ شَهِيدًا، فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ»

ومن بني زهرة بن كلاب بن مرة

§وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ

عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم عبد الرحمن ويكنى أبا محمد، وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدُ عَمْرٍو فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: «§وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بَعْدَ الْفِيلِ بِعَشْرِ سِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: «§كَانَ اسْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَبْدَ الْكَعْبَةِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ -[125]-، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «§كَيْفَ فَعَلْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟» فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ فَعَلْتُ، اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ، فَقَالَ: «أَصَبْتَ» قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي رَكِبٍ بَيْنَ عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قُدَّامِي عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ صَاحِبُ الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ؟ قَالُوا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَنَادَانِي عُثْمَانُ: يَا مِسْوَرُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ خَالِكَ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى وَفِي الْهِجْرَةِ الْآخِرَةِ فَقَدْ كَذَبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §لَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فِي بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: هَذَا مَالِي فَأَنَا أُقَاسِمُكَهُ، وَلِيَ زَوْجَتَانِ، فَأَنَا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَلَكِنْ إِذَا أَصْبَحْتُ فَدُلُّونِي عَلَى سُوقِكُمْ، فَدَلُّوهُ، فَخَرَجَ، فَرَجَعَ مَعَهُ بِحَمِيتٍ مِنْ سَمْنٍ وَأَقِطٍ قَدْ رَبِحَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، §فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[126]- لَمَّا آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ §آخَى بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ: سَعْدٌ أَخِي، أَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا، فَانْظُرْ شَطْرَ مَالِي فَخُذْهُ، وَتَحْتِي امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أَيَّتَهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ حَتَّى أُطَلِّقَهَا لَكَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَدَلُّوهُ عَلَى السُّوقِ، فَاشْتَرَى وَبَاعَ، فَرَبِحَ بِشَيْءٍ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، فَجَاءَ وَعَلَيْهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ؟» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، قَالَ: «فَمَا أَصْدَقْتَهَا؟» قَالَ: وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: «§أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَلَوْ رَفَعْتُ حَجَرًا رَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَ تَحْتَهُ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: «§أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَّ الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ، فَخَطَّ لِبَنِي زُهْرَةَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، §فَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الْحَشُّ، وَالْحَشُّ نَخْلٌ صِغَارٌ لَا يُسْقَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَالَ: " §أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَقْطَعَنِي وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبَ الزُّبَيْرُ إِلَى آلِ عُمَرَ فَاشْتَرَى مِنْهُمْ نَصِيبَهُمْ، وَقَالَ الزُّبَيْرُ لِعُثْمَانَ: إِنَّ ابْنَ عَوْفٍ قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: هُوَ جَائِزُ الشَّهَادَةِ لَهُ وَعَلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِ مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالُوا: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: " §قَطَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْضًا بِالشَّامِ يُقَالُ لَهَا السَّلِيلُ، فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكْتُبْ لِي بِهَا كِتَابًا، وَإِنَّمَا قَالَ لِي: «إِذَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْنَا بِالشَّامِ فَهِيَ لَكَ»

ذكر أزواج عبد الرحمن بن عوف وولده قالوا: وكان لعبد الرحمن بن عوف من الولد سالم الأكبر مات قبل الإسلام، وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة، وأم القاسم، ولدت أيضا في الجاهلية، وأمها بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، ومحمد وبه كان يكنى، وإبراهيم، وحميد،

§ذِكْرُ أَزْوَاجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَوَلَدِهِ قَالُوا: وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْوَلَدِ سَالِمٌ الْأَكْبَرُ مَاتَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وُلِدَتْ أَيْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأُمُّهَا بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَمُحَمَّدٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَإِبْرَاهِيمُ، وَحُمَيْدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَحَمِيدَةُ، وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَمَعْنُ، وَعُمَرُ، وَزَيْدٌ، وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ الصُّغْرَى، وَأُمُّهُمْ سَهْلَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَعُرْوَةُ الْأَكْبَرُ قُتِلَ يَوْمَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأُمُّهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ هَانِئِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، وَسَالِمُ الْأَصْغَرُ قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ قَارَظِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَيْدٍ حَلِيفُهُمْ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُتِلَ بِإِفْرِيقِيَّةَ يَوْمَ فُتِحَتْ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَبِي الْحَيْسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَبُو سَلَمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ

بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ، وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ، وَمُصْعَبُ، وَآمِنَةُ، وَمَرْيَمُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ حُرَيْثٍ مِنْ سَبْي بَهْرَاءَ، وَسُهَيْلٌ وَهُوَ أَبُو الْأَبْيَضِ، وَأُمُّهُ مَجْدُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَلَامَةَ ذِي فَائِشٍ الْحِمْيَرِيَّةُ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُ غَزَالُ بِنْتُ كِسْرَى أُمُّ وَلَدٍ مِنْ سَبْي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ الْمَدَائِنِ، وَعُرْوَةُ دَرَجَ، وَيَحْيَى وَبِلَالٌ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ دَرَجُوا، وَأُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ الصَّبَّاحِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ مَازِنٍ مِنْ سَبْيِ بَهْرَاءَ أَيْضًا، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهَا بَادِيَةُ بِنْتُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ. قَالُوا: وَشَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَسُئِلَ: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ "، قَالَ: فَزَادَهُ عِنْدِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرُبَ بِهِ الْحَدِيثُ، قَالَ: " §كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ عُنُقَ رَاحِلَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى تَبَرَّزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: «حَاجَتُكَ يَا مُغِيرَةُ؟» قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: «فَهَلْ مَعَكَ مَاءٌ» قُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ أَوْ قَالَ: سَطِيحَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي آخِرِ الرَّحْلِ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَحْسَنَ غَسَلَهُمَا قَالَ: وَأَشُكُّ دَلَكَهُمَا بِتُرَابٍ أَمْ لَا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَآمِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمِّ، فَضَاقَتْ فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ "

، قَالَ: فَتَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسَلَ الْوَجْهَ مَرَّتَيْنِ فَلَا أَدْرِي أَهَكَذَا كَانَ، «ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَأَدْرَكَنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سَبَقَتْنَا» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ هَذَا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَحْمِلُ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «مَا قُبِضَ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يُصَلِّيَ خَلْفَ رَجُلٍ صَالِحٍ مِنْ أُمَّتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قَمَاذَينَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي سَبْعِمِائَةٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَنَقَضَ عِمَامَتَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ عَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، فَأَرْخَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْهَا، فَقَدِمَ دُومَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَسْلَمَ الْأَصْبَغُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، وَكَانَ رَأْسَهُمْ، فَبَعَثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ تَزَوَّجْ تُمَاضِرَ بِنْتُ الْأَصْبَغِ، فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبَنَى بِهَا وَأَقْبَلَ بِهَا، وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ "

ذكر رخصة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير

§ذِكْرُ رُخْصَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مِنْ شَرًى كَانَ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَجُلًا شَرِيًّا، §فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ فَأَذِنَ لَهُ» قَالَ الْحَسَنُ: «وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ فِي الْحَرْبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الْحَرِيرِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ فِي سَفَرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَ يَجِدُهَا بِجِلْدِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " §شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثْرَةَ الْقُمَّلِ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ؟ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَقَامَ عُمَرُ أَقْبَلَ بِابْنِهِ أَبِي سَلَمَةَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِ الْقَمِيصِ فَشَقَّهُ إِلَى سُفْلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَلَّهُ لِي؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أَحَلَّهُ لَكَ لِأَنَّكَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ الْقُمَّلَ، فَأَمَّا لِغَيْرِكَ فَلَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا -[131]- هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُمَّلَ فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ فِي غَزَاةٍ لَهُمَا» . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: «فَرَأَيْتُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§رُخِّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَلْبَسُ الْبُرْدَ أَوِ الْحُلَّةَ تُسَاوِي خَمْسُمِائَةٍ أَوْ أَرْبَعُمِائَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَقَالَ: «هَكَذَا تَعَمَّمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ زَكَرِيَّاءُ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِذَا أَتَى مَكَّةَ كَرِهَ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلَهُ الَّذِي هَاجَرَ مِنْهُ» قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: «مَنْزِلُهُ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَا ابْنَ عَوْفٍ، §إِنَّكَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ، وَلَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا زَحْفًا، فَأَقْرِضِ اللَّهَ يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ» ، قَالَ ابْنُ عَوْفٍ: وَمَا الَّذِي أُقْرِضُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «تَبْدَأُ بِمَا أَمْسَيْتَ فِيهِ» ، قَالَ: أَمِنْ كُلِّهِ أَجْمَعَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ -[132]- قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ عَوْفٍ وَهُوَ يَهُمُّ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: مُرِ ابْنَ عَوْفٍ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ، وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَلْيُعْطِ السَّائِلَ، وَيَبْدَأْ بِمَنْ يَعُولُ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ تَزْكِيَةَ مَا هُوَ فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ قَالَ: " قَدِمَتْ عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: فَكَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ رَجَّةٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا هَذَا؟ قِيلَ لَهَا: هَذِهِ عِيرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§كَأَنِّي بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى الصِّرَاطِ، يَمِيلُ بِهِ مَرَّةً، وَيَسْتَقِيمُ أُخْرَى حَتَّى يُفْلِتَ وَلَمْ يَكَدْ» ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ: هِيَ وَمَا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ قَالَ: وَمَا كَانَ عَلَيْهَا أَفْضَلُ مِنْهَا، قَالَ: وَهِيَ يَوْمَئِذٍ خَمْسُمِائَةِ رَاحِلَةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: «§إِنَّ الَّذِي يُحَافِظُ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ» قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِي مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَمْوَالَهُ مِنْ كَيْدَمَةَ وَهُوَ سَهْمُهُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، فَقَسَمَهَا عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ -[133]- عُثْمَانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، فَقَسَمَ ذَلِكَ فِي فُقَرَاءِ بَنِي زُهْرَةَ، وَفِي ذِي الْحَاجَةِ مِنَ النَّاسِ، وَفِي أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ بِنَصِيبِهَا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَنْ أَرْسَلَ بِهَذَا؟ قُلْتُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُونَ، سَقَى اللَّهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ»

ذكر صفة عبد الرحمن بن عوف

§ذِكْرُ صِفَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ: «§أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ لَا يُغَيِّرُ، يَعْنِي الشَّيْبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَجُلًا طَوِيلًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، فِيهِ جَنَأٌ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، لَا يُغَيِّرُ لِحْيَتَهُ وَلَا رَأْسَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

ذكر تولية عبد الرحمن الشورى والحج

§ذِكْرُ تَوْلِيَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشُّورَى وَالْحَجِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: " §لَمَّا وَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الشُّورَى كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ يَلِيَهُ، فَإِنْ تَرَكَهُ فَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَلَحِقَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: مَا ظَنُّ خَالِكَ بِاللَّهِ أَنْ وَلَّى هَذَا الْأَمْرَ أَحَدًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي مَا أُحِبُّ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ -[134]- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَكَ؟ فَقُلْتُ لَا أُخْبِرُكُ، فَقَالَ: لَئِنْ لَمْ تُخْبِرْنِي لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا، فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَوَاللَّهِ لِأَنْ تُؤْخَذَ مُدْيَةٌ فَتُوضَعَ فِي حَلْقِي، ثُمَّ يُنْفَذَ بِهَا إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ إِلَى أَنْ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَتَفَصَّى مِنْهَا؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَمِينٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ» قَالُوا: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ بَعَثَ تِلْكَ السَّنَةَ عَلَى الْحَجِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَحَجَّ مَعَ عُمَرَ أَيْضًا آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَأَذِنَ عُمَرُ تِلْكَ السَّنَةَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ، فَحُمِلْنَ فِي الْهَوَادِجِ، وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَكَانَ عُثْمَانُ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَمَامَهُنَّ فَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَسِيرُ مِنْ وَرَائِهِنَّ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ، وَيَنْزِلْنَ مَعَ عُمَرَ كُلَّ مَنْزِلٍ، فَكَانَ عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَنْزِلَانِ بِهِنَّ فِي الشِّعَابِ فَيُقَبِّلَانِهِنَّ الشِّعَابَ، وَيَنْزِلَانِ هُمَا فِي أَوَّلِ الشِّعْبِ، فَلَا يَتْرُكَانِ أَحَدًا يَمُرُّ عَلَيْهِنَّ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ بَعَثَ تِلْكَ السُّنَّةَ عَلَى الْحَجِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: " §أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ أَوْ رَجُلَانِ فِيهِمَا فَظَاظَةٌ وَغِلْظَةٌ فَانْطَلَقَا بِي ثُمَّ أَتَانِي رَجُلَانِ -[135]- أَوْ مَلَكَانِ، هُمَا أَرَقُّ مِنْهُمَا وَأَرْحَمُ، فَقَالَا: أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟، قَالَا: نُرِيدُ بِهِ الْعَزِيزَ الْأَمِينَ، قَالَا: خَلِّيَا عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ مِمَّنْ كُتِبَتْ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، فِي قَوْلِهِ {اسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153] قَالَتْ: «§غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ فِيهَا، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ كُلْثُومٍ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ»

ذكر وفاة عبد الرحمن، وحمل سريره، وما قيل بعد وفاته

§ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَمْلِ سَرِيرِهِ، وَمَا قِيلَ بَعْدَ وَفَاتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ عِنْدَ قَائِمَتَيْ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ يَقُولُ: وَاجَبَلَاهُ ". قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ فِي حَدِيثِهِ: وَوُضِعَ السَّرِيرُ عَلَى كَاهِلِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ -[136]-: «§اذْهَبِ ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا، وَسَبَقْتَ رَنْقَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَقُولُ: «§اذْهَبْ عَنْكَ ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ ذَهَبْتَ بِبِطْنَتِكَ، مَا تَغَضْغَضَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ»

ذكر وصية عبد الرحمن بن عوف وتركته

§ذِكْرُ وَصِيَّةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَتَرِكَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْأَسْوَدِ يَقُولُ: «§أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي السَّبِيلِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ قَالَ: «§تَرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَلْفَ بَعِيرٍ وَثَلَاثَةَ آلَافِ شَاةٍ بِالْبَقِيعِ، وَمِائَةَ فَرَسٍ تَرْعَى بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ يَزْرَعُ بِالْجُرُفِ عَلَى عِشْرِينَ نَاضِحًا، وَكَانَ يُدْخِلُ قُوتَ أَهْلِهِ مِنْ ذَلِكَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تُوُفِّيَ، §وَكَانَ فِيمَا تَرَكَ ذَهَبٌ قُطِعَ بِالْفُئُوسِ حَتَّى مَجِلَتْ أَيْدِي الرِّجَالِ مِنْهُ، وَتَرَكَ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ، فَأُخْرِجَتِ امْرَأَةٌ مِمَّنْ ثُمْنُهَا بِثَمَانِينَ أَلْفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «§أَصَابَ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ رُبُعُ الثُّمُنِ، فَأُخْرِجَتْ بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَهِيَ إِحْدَى الْأَرْبَعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلُ أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ قَالَ: «§مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَتَرَكَ ثَلَاثَ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِمَّا تَرَكَ ثَمَانُونَ أَلْفًا ثَمَانُونَ أَلْفًا»

سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، ويكنى أبا إسحاق، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

§سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَاسْمُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكُ بْنُ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: §مَنْ أَنَا؟، قَالَ: «أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَقَالَ: «§هَذَا خَالِي، فَلْيَرْبَإِ امْرَأً خَالُهُ» قَالُوا: وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْوَلَدِ إِسْحَاقُ الْأَكْبَرُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى دَرَجَ، وَأُمُّ الْحَكَمِ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَعُمَرُ قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قُتِلَ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمْ مَاوِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ، وَعَامِرٌ، وَإِسْحَاقُ الْأَصْغَرُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَأُمُّ عِمْرَانَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرْعَةَ -[138]- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جُشَمَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَهْرَاءَ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَأُمُّ الْحَكَمِ الصُّغْرَى، وَأُمُّ عَمْرٍو، وَهِنْدُ، وَأُمُّ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّ مُوسَى، وَأُمُّهُمْ زَبَدُ، وَيَزْعُمُ بَنُوهَا أَنَّهَا ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَنَابِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، أُصِيبَتْ سِبَاءُ وَعَبْدَ الْلَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَأُمَّهُ سَلْمَى مِنْ بَنِي تَغْلُبَ بْنِ وَائِلٍ وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ، وَبُجَيْرٌ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَمِيدَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ هِلَالِ بِنْتُ رَبِيعِ بْنِ مُرَيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ رُومَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَذْحِجِ، وَعُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ الْأَكْبَرُ هَلَكَ قَبْلَ أَبِيهِ، وَحَمْنَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ قَارِظٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ حُلَفَاءَ بَنِي زُهْرَةَ، وَعُمَيْرٌ الْأَصْغَرُ، وَعُمَرُوَ، وَعِمْرَانُ، وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّ أَيُّوبَ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ، وَأُمُّهُمْ سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ تَيْمِ اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ، وَصَالِحُ بْنُ سَعْدٍ كَانَ نَزَلَ الْحِيرَةَ لِشَرٍّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَنَزَلَهَا وَلَدُهُ، ثُمَّ نَزَلُوا رَأْسَ الْعَيْنِ، وَأُمُّهُ طَيْبَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وَعُثْمَانُ، وَرَمْلَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ حُجَيْرٍ، وَعَمْرَةُ وَهِيَ الْعَمْيَاءُ، تَزَوَّجَهَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأُمُّهَا امْرَأَةٌ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ

ذكر إسلام سعد بن أبي وقاص

§ذِكْرُ إِسْلَامِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَا أَسْلَمَ رَجُلٌ قَبْلِي، إِلَّا رَجُلٌ أَسْلَمَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كُنْتُ ثَالِثًا فِي الْإِسْلَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: «§لَقَدْ أَسْلَمْتُ يَوْمَ أَسْلَمْتُ وَمَا فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَوَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§وَأَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ سَعْدُ وَعُمَيْرُ ابْنَا أَبِي وَقَّاصٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا فِي مَنْزِلٍ لِأَخِيهِمَا عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ بَنَاهُ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَحَائِطٍ لَهُ، وَكَانَ عُتْبَةُ أَصَابَ دَمًا بِمَكَّةَ فَهَرَبَ فَنَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ بُعَاثٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§مَنْزِلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْمَدِينَةِ خِطَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -[140]- وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّهُ §كَانَ مَعَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي سَرِيَّتِهِ الَّتِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهَا»

ذكر أول من رمى بسهم في سبيل الله

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي بُرَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: «§أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَمَى فِي الْإِسْلَامِ بِسَهْمٍ، خَرَجْنَا مَعَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ سِتِّينَ رَاكِبًا سَرِيَّةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: «§إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: «وَاللَّهِ، §إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يَعْزِرُونَنِي عَنِ الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِيَهْ» . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «وَضَلَّ عَمَلِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْدًا يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالَ الْفَارِسِ فِي الرِّجَالِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي سَرِيَّةٍ إِلَى الْخَرَّارِ، فَخَرَجَ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ، فَلَمْ يَلْقَ أَحَدًا»

ذكر جمع النبي صلى الله عليه وسلم لسعد أبويه بالفداء

§ذِكْرُ جَمْعِ النَّبِيِّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ أَبَوَيْهِ بِالْفِدَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْدِي أَحَدًا بِأَبَوَيْهِ إِلَّا سَعْدًا، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: «§ارْمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَقُولُ: «§أَبِي وَاللَّهِ الَّذِي جَمَعَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم -[142]- الْأَبَوَيْنِ يَوْمَ أُحُدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِجَادٍ، مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَذْكُرُ عَنْ أَبِيهَا سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: «§فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِجَادٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَالَ: [البحر الوافر] §أَلَا هَلْ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي ... حَمَيْتُ صِحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي أَذُودُ بِهَا عَدُوَّهُمُ ذِيَادًا ... بِكُلِّ حُزُونَةٍ وَبِكُلِّ سَهْلِ فَمَا يُعْتَدُّ رَامٍ مِنْ مَعَدٍّ ... بِسَهْمٍ مَعْ رَسُولِ اللَّهِ قَبْلِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: «§اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَهُ إِذَا دَعَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: «لَقَدْ §شَهِدْتُ بَدْرًا وَمَا فِي وَجْهِي غَيْرُ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ أَمَسُّهَا، ثُمَّ أَكْثَرَ اللَّهُ لِي بَعْدَ مِنَ اللِّحَى، يَعْنِي أَوْلَادًا كَثِيرًا» قَالُوا: وَشَهِدَ سَعْدُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَفَتِحَ مَكَّةَ، وَكَانَتْ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثُ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَفَرٍ قَدْ سَمَّاهُمْ: «§أَنَّ سَعْدًا كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: «§أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «§كَانَ أَبِي رَجُلًا قَصِيرًا، دَحْدَاحًا، غَلِيظًا، ذَا هَامَةٍ، شَثْنَ الْأَصَابِعِ، أَشْعُرَ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «§أَمَّنَا سَعْدٌ فِي مُسْتُقَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ: «§أَنَّ سَعْدًا كَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: «§أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ سَعْدًا كَانَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: «أَنَّهُ §كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الثُّومَ بَدَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْدًا كَانَ يَقُولُ: " §مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالْخِلَافَةِ، قَدْ جَاهَدْتُ إِذْ أَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ، وَلَا أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلٌ خَيْرًا مِنِّي، لَا أُقَاتِلُ حَتَّى تَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ، فَيَقُولَ: هَذَا مُؤْمِنٌ وَهَذَا كَافِرٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ، يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ أَبِي قَالَ لِسَعْدٍ: " مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْقِتَالِ؟، قَالَ: «§حَتَّى تَجِيئُونِي بِسَيْفٍ يَعْرِفُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ صَحِبَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ: «§فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا حَتَّى رَجَعَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدٌ، عَنْ خَالَتِهِ: " أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَسُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَاسْتَعْجَمَ، فَقَالَ: «§إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَاحِدًا، فَتَزِيدُوا عَلَيْهِ الْمِائَةَ»

ذكر وصية سعد رحمه الله

§ذِكْرُ وَصِيَّةِ سَعْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: " مَرِضْتُ مَرَضًا أَسْقَبْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِي مَالٌ كَثِيرٌ وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَتِي، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: «§الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَلَدَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةُ تَجْعَلُهَا فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلِّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدُّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» ، لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: " جَاءَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنَا بِمَكَّةَ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ أَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا، فَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْرَاءَ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُوصِي بِمَالِي كُلَّهُ؟ قَالَ: «لَا» . قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: الثُّلُثِ؟ قَالَ: «§الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةُ تَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امْرَأَتِكَ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ قَوْمٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ» قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ابْنَةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا، كَمَا مَاتَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِيَ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلَّا ابْنَةٌ، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟، قَالَ: «لَا» قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: «لَا» قَالَ: أَفَأُوصِي بِنِصْفِهِ؟ قَالَ: «لَا» قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: " §الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّ نَفَقَتَكَ مِنْ مَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّكَ أَنْ تَدَعَ أَهْلِكَ بِعَيْشٍ، أَوْ قَالَ: بِخَيْرٍ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ، قَالَ: فَقُلْتُ -[146]-: إِنَّهُ §لَيْسَ لِي إِلَّا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلَّهُ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِالنِّصْفِ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ؟، قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِمَ فَخَلَّفَ سَعْدًا مَرِيضًا حَيْثُ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ مُعْتَمِرًا دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ وَجِعٌ مَغْلُوبٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا، §وَإِنِّي أُورَثُ كَلَالَةً، أَفَأُوصِي بِمَالِي أَوْ أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِشَطْرِهِ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟، قَالَ: «نَعَمْ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ» قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَمَيِّتٌ أَنَا بِالدَّارِ الَّتِي خَرَجْتُ مِنْهَا مُهَاجِرًا؟، قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَكَ اللَّهُ فَيَنْكَأَ بِكَ أَقْوَامًا وَيَنْتَفِعَ بِكَ آخَرُونَ، يَا عَمْرَو بْنَ الْقَارِيِّ إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بَعْدِي فَهَاهُنَا ادْفِنْهُ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ» ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: " خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَجُلًا فَقَالَ: «§إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَلَا تَدْفِنْهُ بِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: " §أَتَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ فِي الْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا؟، قَالَ: «نَعَمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " مَرِضْتُ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى -[147]- فُؤَادِي، ثُمَّ قَالَ: «§إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْؤُودٌ، فَأْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ، فَمُرْهُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ، ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي وَهُوَ يَقْضِي، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ أَيْ بُنَيَّ؟، فَقُلْتُ: لِمَكَانِكَ، وَمَا أَرَى بِكَ، قَالَ: فَلَا تَبْكِ عَلَيَّ، فَإِنَّ §اللَّهَ لَا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ اللَّهَ يَدِينُ الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَنَاتِهِمْ مَا عَمِلُوا لِلَّهِ، قَالَ: وَأَمَّا الْكُفَّارُ فَيُخَفِّفُ عَنْهُمْ بِحَسَنَاتِهِمْ، فَإِذَا نَفِدَتْ قَالَ: لِيَطْلُبْ كُلُّ عَامَلٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ مِمَّنْ عَمِلَ لَهُ "

ذكر موت سعد ودفنه

§ذِكْرُ مَوْتِ سَعْدٍ وَدَفْنِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ، يَقُولُ: «إِنَّ §سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ: " هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يُحْمَلَ الْمَيِّتُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ؟، قَالَ: «§فَقَدْ حُمِلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعَقِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " سُئِلَ ابْنُ شِهَابٍ: هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يُحْمَلَ الْمَيِّتُ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ؟، فَقَالَ: «§قَدْ حُمِلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعَقِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ»

ذكر الصلاة على سعد، وكيف حملت جنازته

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى سَعْدٍ، وَكَيْفَ حُمِلَتْ جَنَازَتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَمُرُّوا بِجَنَازَتِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَفَعَلُوا، فَوُقِفَ بِهِ عَلَى حُجَرِهِنَّ فَصَلَّيْنَ عَلَيْهِ، وَخُرِجَ بِهِ مِنْ بَابِ الْجَنَائِزِ الَّذِي كَانَ إِلَى الْمَقَاعِدِ، فَبَلَغَهُنَّ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا كَانَتِ الْجَنَائِزُ يُدْخَلُ بِهَا الْمَسْجِدَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى أَنْ يَعِيبُوا مَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، عَابُوا عَلَيْنَا أَنْ يُمَرَّ بِجِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، §وَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَجْلَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: " أَنَّ عَائِشَةَ أَمَرَتْ بِجِنَازَةِ سَعْدٍ أَنْ يُمَرَّ بِهَا عَلَيْهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَهَا أَنْ قَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى الْقَوْلِ، وَاللَّهِ §مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ فَقَالَ: §أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؟ قَالَ: شُقَّ بِهِ الْمَسْجِدَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، أَرْسَلْنَ إِلَيْهِمْ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْرُجَ إِلَيْهِ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَدَخَلُوا بِهِ، فَقَامُوا بِهِ عَلَى رُءُوسِهِنَّ فَصَلَّيْنَ عَلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، وَعُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «§مَاتَ أَبِي، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ -[149]- مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ مَا رُوِّينَا فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ، وَقَدْ رَوَى سَعْدٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مِمَّنْ قَدْ حَمَلَ الْعِلْمَ وَرَوَاهُ يَقُولُ: مَاتَ سَعْدٌ سَنَةَ خَمْسِينَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «أَرْسَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بِزَكَاةِ عَيْنِ مَالِهِ خَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، §وَتَرَكَ سَعْدٌ يَوْمَ مَاتَ مِائَتَيْ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُمَرَ قَاسَمَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مَالَهُ حِينَ عَزَلَهُ عَنِ الْعِرَاقِ»

عمير بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. قالوا: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمير بن أبي وقاص وعمرو بن معاذ أخي سعد بن معاذ.

§عُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ أَخِي سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ أَخِيَ عُمَيْرَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَبْلَ أَنْ يَعْرِضَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْخُرُوجِ -[150]- إِلَى بَدْرٍ يَتَوَارَى، فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَرَانِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَسْتَصْغِرَنِي فَيَرُدَّنِي، وَأَنَا أُحِبُّ الْخُرُوجَ، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ، قَالَ: فَعُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَصْغَرَهُ فَقَالَ: «ارْجِعْ» ، فَبَكَى عُمَيْرٌ فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ سَعْدٌ: فَكُنْتُ أَعْقِدُ لَهُ حَمَائِلَ سَيْفِهِ مِنْ صِغَرِهِ، فَقُتِلَ بِبَدْرٍ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وَدٍّ "

ومن حلفاء بني زهرة بن كلاب من قبائل العرب

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ

عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة واسم مدركة عمرو بن إلياس بن مضر، ويكنى أبا عبد الرحمن. حالف مسعود بن غافل عبد بن الحارث بن زهرة في الجاهلية، وأم عبد الله بن مسعود أم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَأْرِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ وَاسْمُ مُدْرِكَةَ عَمْرُو بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَالَفَ مَسْعُودُ بْنُ غَافِلٍ عَبْدَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أُمُّ عَبْدِ بِنْتُ عَبْدِ وُدِّ بْنِ سَوَاءِ بْنِ قُرَيْمِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: «أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم -[151]- وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَا: «يَا غُلَامُ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِيَنَا؟» ، فَقُلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ، وَلَسْتُ سَاقِيَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَسَحَ الضَّرْعَ وَدَعَا، فَحَفَّلَ الضَّرْعُ، ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ مُتَقَعِّرَةٍ فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ شَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: «اقْلِصْ» ، فَقَلَصَ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ: «إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ» §فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى الْقُرْآنَ بِمَكَّةَ مِنْ فِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ» قَالُوا: هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى، وَذَكَرَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «§أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أُخِذَ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي شَيْءٍ، فَرَشَا دِينَارَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: «§لَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ هَاجَرَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالُوا: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَقْطَعَ النَّاسَ الدُّورَ، فَقَالَ حَيُّ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَبْدِ بْنِ زُهْرَةَ: نَكِّبْ عَنَّا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَلِمَ؟ أَيَبْعَثُنِي اللَّهُ إِذًا؟ §إِنَّ اللَّهَ لَا يُقَدِّسُ قَوْمًا لَا يُعْطَى الضَّعِيفُ مِنْهُمْ حَقَّهُ» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ مِثْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَّ الدُّورَ، فَخَطَّ لِبَنِي زُهْرَةَ فِي نَاحِيَةِ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ لِعَبْدِ اللَّهِ وَعُتْبَةَ ابْنَيْ مَسْعُودٍ هَذِهِ الْخِطَّةَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بَدْرًا وَضَرَبَ عُنُقَ أَبِي جَهْلٍ بَعْدَ أَنْ أَثْبَتَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ -[153]- عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: 172] قَالَ: «كُنَّا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبَ سَوَادِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَعْنِي سِرَّهُ، وَوِسَادِهِ، يَعْنِي فِرَاشَهُ، وَسِوَاكِهِ وَنَعْلَيْهِ وَطَهُورِهِ، وَهَذَا يَكُونُ فِي السَّفَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ، وَيُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَيَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ وَحْشًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، سَمِعَهُ يَقُولُ: «§أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَادِ؟، وَصَاحِبُ السَّوَادِ ابْنُ مَسْعُودٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ §كَانَ صَاحِبَ السِّوَادِ، وَالْوِسَادِ، وَالنَّعْلَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُلْبِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ، ثُمَّ يَمْشِي أَمَامَهُ بِالْعَصَا، حَتَّى إِذَا أَتَى مَجْلِسَهُ نَزَعَ نَعْلَيْهِ فَأَدْخَلَهُمَا فِي ذِرَاعَيْهِ وَأَعْطَاهُ الْعَصَا، فَإِذَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُومَ أَلْبَسَهُ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ مَشَى بِالْعَصَا أَمَامَهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيَّ -[154]-، يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ سِوَادِيَ حَتَّى أَنْهَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: «§لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَا أَرَى إِلَّا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنْ أَهْلِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا دُونَ شُورَى الْمُسْلِمِينَ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ» ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: «§إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَسَمْتًا بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: " قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَأْخُذُ عَنْهُ، فَقَالَ: «مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتٍ» ، قَالَ: «وَلَقَدْ §عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ -[155]- الدَّارَ اسْتَأْنَسَ وَرَفَعَ كَلَامَهُ كَيْ يَسْتَأْنِسُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§مَا نِمْتُ الضُّحَى مُنْذُ أَسْلَمْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: «§أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَقَلَّ صَوْمًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَا تَصُومُ؟، فَقَالَ: §إِنِّي أَخْتَارُ الصَّلَاةَ عَنِ الصَّوْمِ، فَإِذَا صُمْتُ ضَعُفْتُ عَنِ الصَّلَاةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهُ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَضَحِكُوا مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا تَضْحَكُونَ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: " أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ صَعِدَ شَجَرَةً فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَضْحَكُونَ مِنْهُمَا؟ §لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَجْتَنِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَرَاكِ، قَالَ: فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْ دِقَّةِ سَاقِيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» قَالُوا: مِنْ دِقَّةِ سَاقِهِ، فَقَالَ: «§هِيَ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْقَوْمِ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ نَحِيفٌ قَلِيلٌ فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: «§كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا، كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا، كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا» ، فَإِذَا هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ، فَذَكَرْنَا بَعْضَ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَثْنَى الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا رَأَيْنَا رَجُلًا كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلَا أَرْفَقَ تَعْلِيمًا، وَلَا أَحْسَنَ مُجَالَسَةً، §وَلَا أَشَدَّ وَرَعًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ، إِنَّهُ لَصِدْقٌ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَقُولُ فِيهِ مِثْلَ مَا قَالُوا أَوْ أَفْضَلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبَّةَ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ حَتَّى رَأَوْا أَنَّهُ يَمْتَحِنُهُمْ، قَالَ: وَأَنَا أَقُولُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي قَالُوا أَوْ أَفْضَلَ، §قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَقِيهٌ فِي الدِّينِ، عَالِمٌ بِالسُّنَّةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ الْبَطِينُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سَنَةً، مَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِيهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا يَقُولُ فِيهَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّهُ حَدَّثَ ذَاتَ يَوْمٍ بِحَدِيثٍ، فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَلَاهُ الْكَرْبُ حَتَّى رَأَيْتُ الْعَرَقَ يَتَحَدَّرُ عَنْ جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِ شَاءَ اللَّهُ، إِمَّا فَوْقَ ذَاكَ، وَإِمَّا قَرِيبٌ مِنْ ذَاكَ، وَإِمَّا دُونَ ذَاكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْغُدَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُومُ قَائِمًا كُلَّ عَشِيَّةِ خَمِيسٍ، §فَمَا سَمِعْتُهُ فِي عَشِيَّةٍ مِنْهَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ -[157]- اللَّهِ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَصًا، فَنَظَرْتُ إِلَى الْعَصَا تَزَعْزَعُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " §حَدَّثَ يَوْمًا حَدِيثًا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَرْعَدَ وَأَرْعَدَتْ ثِيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَوْ نَحْوَ ذَا، أَوْ شِبْهَ ذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَخْطُبُنَا كُلَّ خَمِيسٍ فَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتٍ، فَيَسْكُتُ حِينَ يَسْكُتْ وَنَحْنُ نَشْتَهِي أَنْ يَزِيدَنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ: أَنَّ مُهَاجَرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كَانَ بِحِمْصَ، فَحَدَرَهُ عُمَرُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: «إِنِّي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ §آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي، فَخُذُوا مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§كَانَ عَطَاءُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سِتَّةَ آلَافٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِينَاءٍ، عَنْ نُفَيْعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْبًا أَبْيَضَ، مِنْ أَطْيَبِ النَّاسِ رِيحًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُعْرَفُ بِاللَّيْلِ بِرِيحِ الطِّيبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَجُلًا نَحِيفًا، قَصِيرًا، أَشَدَّ الْأُدْمَةِ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ: «§كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ شَعَرٌ يَرْفَعُهُ عَلَى أُذُنَيْهِ، كَأَنَّمَا جُعِلَ بِعَسَلٍ» ، قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي لَا يُغَادِرُ شَعْرَةً شَعْرَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: «§كَانَ شَعْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ، فَرَأَيْتُهُ إِذَا صَلَّى يَجْعَلُهُ وَرَاءَ أُذُنَيْهِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «§أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ حَدِيدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " مَرِضَ مَرَضًا فَجَزِعَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: مَا رَأَيْنَاكَ جَزِعْتَ فِي مَرَضٍ مَا §جَزِعْتَ فِي مَرَضِكَ هَذَا، فَقَالَ: «إِنَّهُ أَخَذَنِي وَأَقْرَبَ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: " ذَكَرَ الْمَوْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «§مَا أَنَا لَهُ الْيَوْمَ بِمُتَيَسِّرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلٌ، عَنْ جَرِيرٍ رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§وَدِدْتُ أَنِّي إِذَا مَا مُتُّ لَمْ أُبْعَثْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " §أَنَّهُ أَوْصَى، فَكَتَبَ فِي وَصِيَّتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "

ذكر ما أوصى به عبد الله بن مسعود إن حدث به حدث في مرضه هذا إن مرجع وصيته إلى الله وإلى الزبير بن العوام وابنه عبد الله بن الزبير أنهما في حل وبل مما وليا وقضيا، وأنه لا تزوج امرأة من بنات عبد الله إلا بإذنهما، لا تحظر عن ذلك زينب.

§ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فِي مَرَضِهِ هَذَا إِنَّ مَرْجِعَ وَصِيَّتِهِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُمَا فِي حِلٍّ وَبِلٍّ مِمَّا وَلِيَا وَقَضَيَا، وَأَنَّهُ لَا تُزَوَّجُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا، لَا تُحْظَرُ عَنْ ذَلِكَ زَيْنَبُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى الزُّبَيْرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَهُمَا، فَأَوْصَى إِلَيْهِ وَإِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: هَذَا مَا أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فِي مَرَضِهِ، إِنَّ مَرْجِعَ وَصِيَّتِهِ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَإِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَإِنَّهُمَا فِي حِلٍّ وَبِلٍّ فِيمَا وَلِيَا مِنْ ذَلِكَ وَقَضَيَا مِنْ ذَلِكَ، لَا حَرَجَ عَلَيْهِمَا فِي شَيْءٍ مِنْهُ، وَإِنَّهُ لَا تُزَوَّجُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ إِلَّا بِعِلْمِهِمَا، وَلَا يُحْجَرُ ذَلِكَ عَنِ امْرَأَتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّةِ، وَكَانَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ فِي رَقِيقِهِ إِذَا أَدَّى فُلَانٌ خَمْسُمِائَةٍ فَهُوَ حُرٌّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ خَيْثَمِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ §أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي حُلَّةٍ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «§ادْفِنُونِي عِنْدَ قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ -[160]- قَالَ: «§مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِالْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ الْعِجْلِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ صَلَّى عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَاسْتَغْفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ قَبْلَ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا: إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ صَلَّى عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «§أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ دُفِنَ لَيْلًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: «§مَرَرْتُ عَلَى قَبْرِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ دُفِنَ فَرَأَيْتُهُ مَرْشُوشًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: " شَهِدْتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: " أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟، فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَاكَ §إِنْ كَانَ لَيَدْخُلُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهَدَ إِذَا غِبْنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: «§تَرَكَ ابْنُ مَسْعُودٍ تِسْعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى عُثْمَانَ بَعْدَ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «§أَعْطِنِي عَطَاءَ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَهْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَحَقُّ بِهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ حَرَمَهُ عَطَاءَهُ سَنَتَيْنِ، فَأَتَاهُ الزُّبَيْرُ فَقَالَ: «§إِنَّ عِيَالَهُ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَأَعْطَاهُ عَطَاءَهُ عِشْرِينَ أَلْفًا، أَوْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا»

المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ويكنى أبا معبد وكان حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري في

§الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ مَطْرُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ دُهَيرِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ أَبِي أَهْوَنَ بْنِ فَائِشِ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ أَهْوَدَ بْنِ بَهْرَاءَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مَعْبَدٍ وَكَانَ حَالَفَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَبَنَّاهُ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] قِيلَ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ الْمِقْدَادُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَلَا أَبُو مَعْشَرٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمِقْدَادِ وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمِقْدَادِ فِي بَنِي حُدَيْلَةَ، دَعَاهُ إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «§كَانَ مَعِيَ فَرَسٌ يَوْمَ بَدْرٍ، يُقَالُ لَهُ سَبْحَةُ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، أُرَاهُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «§مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ عَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ عَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " §شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لِأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ يَسَارِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُشْرِقُ لِذَلِكَ، وَيَسُرُّهُ ذَلِكَ " قَالُوا: وَشَهِدَ الْمِقْدَادُ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ: " أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو خَطَبَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَبَى أَنْ يُزَوِّجَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَكِنِّي أُزَوِّجُكَ ضُبَاعَةَ ابْنَةَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: «§بِعْنَا طُعْمَةَ الْمِقْدَادِ الَّتِي أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ خَمْسَةَ عَشَرَ وَسْقًا وَشَعِيرًا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ قَالَ: " خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَنَا بِالْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ قَدْ فَضَلَ عَنْهَا عِظَمًا، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: " §أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ الْبُعُوثِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ أَنَّهَا وَصَفَتْ أَبَاهَا لَهُمْ، فَقَالَتْ: «§كَانَ رَجُلًا طَوِيلًا، آدَمَ، ذَا بَطْنٍ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَهِيَ حَسَنَةٌ، وَلَيْسَتْ بِالْعَظِيمَةِ وَلَا بِالْخَفِيفَةِ، أَعْيَنَ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، أَقْنَأَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَائِدٍ: «§أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ شَرِبَ دُهْنَ الْخِرْوَعِ فَمَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ قَالَتْ: «§مَاتَ الْمِقْدَادُ بِالْجُرُفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ حَتَّى دُفِنَ بِالْمَدِينَةِ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَوْ نُبِّئْتُ عَنْهُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ §جَعَلَ يُثْنِي عَلَى الْمِقْدَادِ بَعْدَمَا مَاتَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: [البحر البسيط] لَا أُلْفِيَنَّكَ بَعْدَ الْمَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي "

خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب من بني سعد بن زيد مناة بن تميم قال أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني بنسب خباب هذا موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة بن الزبير. قال محمد بن عمر: كذلك يقول

§خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِنَسَبِ خَبَّابٍ هَذَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيمِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَذَلِكَ يَقُولُ وَلَدُ خَبَّابٍ أَيْضًا. وَقَالُوا: كَانَ أَصَابَهُ سِبًا فَبِيعَ بِمَكَّةَ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ أَنْمَارٍ وَهِيَ أُمُّ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيَّةُ حِلْفُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّ خَبَّابٍ وَأُمُّ سِبَاعِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ وَاحِدَةٌ، وَكَانَتْ خَتَّانَةً بِمَكَّةَ، وَهِيَ الَّتِي عَنَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ قَالَ لِسِبَاعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمِّهِ أُمِّ أَنْمَارٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، فَانْضَمَّ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ إِلَى آلِ سِبَاعٍ، وَادَّعَى حِلْفَ بَنِي زُهْرَةَ بِهَذَا السَّبَبِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: «§أَنَّ خَبَّابًا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: " كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، §وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ لِي: لَنْ أَقْضِيَكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَنْ أَكْفُرَ بِهِ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ تُبْعَثَ، قَالَ: إِنِّي لَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ فَسَوْفَ أَقْضِيكَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَالٍ وَوَلَدٍ، قَالَ: فَنَزَلَ فِيهِ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77] إِلَى قَوْلِهِ {فَرْدًا} [مريم: 80] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ -[165]- بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§كَانَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: " جَاءَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: ادْنُهْ، §فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهُ آثَارًا فِي ظَهْرِهِ مِمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلَ خَبَّابٌ بن الْأَرَتَ عَلَى عُمَرَ بِنِ الْخَطَّابِ فَأَجْلَسَهُ عَلَى مُتَّكَئِهِ وَقَالَ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْ هَذَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ» ، قَالَ لَهُ خَبَّابٌ: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «بِلَالٌ» قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَبَّابٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هُوَ بِأَحَقِّ مِنِّي، إِنَّ بِلَالًا كَانَ لَهُ فِي الْمُشْرِكِينَ مَنْ يَمْنَعُهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي أَحَدٌ يَمْنَعُنِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا §أَخَذُونِي وَأَوْقَدُوا لِي نَارًا، ثُمَّ سَلَقُونِي فِيهَا، ثُمَّ وَضَعَ رَجُلٌ رِجْلَهُ عَلَى صَدْرِي، فَمَا اتَّقَيْتُ الْأَرْضَ، أَوْ قَالَ: بَرْدَ الْأَرْضِ إِلَّا بِظَهْرِي، قَالَ: ثُمَّ كَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ بَرِصَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ: «§أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو وَخَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ لَمَّا هَاجَرَا إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ، فَلَمْ يَبْرَحَا مَنْزِلَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[166]- عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، فَتَحَوَّلَا فَنَزَلَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَلَمْ يَزَالَا عِنْدَهُ حَتَّى فُتِحَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ وَجَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، وَشَهِدَ خَبَّابٌ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ أَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ» ، لَأَلْفَانِي قَدْ تَمَنَّيْتُهُ، وَقَدْ أُتِيَ بِكَفَنِهِ قَبَاطِيُّ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ عَمِّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ، فَإِذَا مُدَّتْ عَلَى قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ قَلَصَتْ عَنْ قَدَمَيْهِ، حَتَّى جُعِلَ عَلَيْهِ إِذْخِرٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَمْلِكُ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي نَاحِيَةِ بَيْتِي فِي تَابُوتِي لَأَرْبَعِينَ أَلْفٍ وَافٍ، وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى فِي بَطْنِهِ سَبْعًا، فَقَالَ: «§لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: عَادَ خَبَّابًا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِخْوَانُكَ تَقْدَمُ عَلَيْهِمْ غَدًا، فَبَكَى، وَقَالَ: عَلَيْهَا مِنْ حَالِي، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِي جَزَعٌ، وَلَكِنْ ذَكَّرْتُمُونِي أَقْوَامًا، وَسَمَّيْتُمُوهُمْ لِي إِخْوَانًا، وَإِنَّ §أُولَئِكَ مَضَوْا بِأُجُورِهِمْ كَمَا هِيَ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ثَوَابَ مَا تَذْكُرُونَ مِنْ تِلْكَ الْأَعْمَالِ مَا -[167]- أُوتِينَا بَعْدَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: " §سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ: مَتَى مَاتَ أَبُوكَ؟، قَالَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَبَرَهُ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَحْنَفِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْخَبَّابِ قَالَ: " كَانَ النَّاسُ يُدْفَنُونَ مَوْتَاهُمْ بِالْكُوفَةِ فِي جَبَابِينِهِمْ، فَلَمَّا ثَقُلَ خَبَّابٌ قَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ، §إِذَا أَنَا مُتُّ فَادْفِنِّي بِهَذَا الظَّهْرِ، فَإِنَّكَ لَوْ قَدْ دَفَنْتَنِي بِالظَّهْرِ قِيلَ: دُفِنَ بِالظَّهْرِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَفَنَ النَّاسُ مَوْتَاهُمْ، فَلَمَّا مَاتَ خَبَّابٌ رَحِمَهُ اللَّهُ دُفِنَ بِالظَّهْرِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَدْفُونٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ خَبَّابٌ "

ذو اليدين، ويقال ذو الشمالين واسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان بن سليم بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن خزاعة ويكنى أبا محمد وكان يعمل بيديه جميعا، فقيل ذو اليدين، وقدم عبد عمرو بن نضلة إلى مكة فعقد بينه وبين عبد بن الحارث بن

§ذُو الْيَدَيْنِ، وَيُقَالُ ذُو الشِّمَالَيْنِ وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ غُبْشَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ خُزَاعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَقِيلَ ذُو الْيَدَيْنِ، وَقَدِمَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ إِلَى مَكَّةَ فَعَقَدَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ حِلْفًا فَزَوَّجَهُ عَبْدٌ ابْنَتَهُ نُعْمَ بِنْتَ عَبْدِ الْحَارِثِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَيْرًا ذَا الشِّمَالَيْنِ، وَرَيْطَةَ ابْنَيْ عَبْدِ عَمْرٍو، وَكَانَتْ رَيْطَةُ تُلَقَّبُ مِسْخَنَةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ -[168]- بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ ذُو الشِّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» قَالُوا: وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ وَبَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فُسْحُمٍ وَقُتِلَا جَمِيعًا بِبَدْرٍ، قَتَلَ ذَا الشِّمَالَيْنِ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ، وَكَانَ عُمَيْرٌ ذُو الشِّمَالَيْنِ يَوْمَ قُتِلَ بِبَدْرٍ ابْنَ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مَشْيَخَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ

مسعود بن الربيع بن عمرو بن سعد بن عبد العزى من القارة، حليف بني عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ويكنى أبا عمير، هكذا قال أبو معشر ومحمد بن عمر مسعود بن ربيع، وقال موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق: مسعود بن ربيعة

§مَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مِنَ الْقَارَةِ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَيُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، هَكَذَا قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعٍ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ مَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْقَارِيُّ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْقَارِيِّ وَبَيْنَ عُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُ مَنْ يَرْوِي الْعِلْمَ أَنَّهُ كَانَ لِمَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخٌ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ صَحِبَ النَّبِيَّ وَشَهِدَ بَدْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ أَرَ شُهُودَهُ بَدْرًا يَثْبُتَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالسِّيرَةِ -[169]-، وَشَهِدَ مَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ، وَقَدْ زَادَ فِي سِنِّهِ عَلَى السِّتِّينَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ

ومن بني تيم بن مرة بن كعب

§وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ

أبو بكر الصديق عليه السلام، واسمه عبد الله بن أبي قحافة، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وكان لأبي بكر من الولد: عبد الله، وأسماء ذات النطاقين، وأمهما

§أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْخَيْرِ وَاسْمُهَا سَلْمَى بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأَسْمَاءُ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، وَأُمُّهُمَا قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ بْنِ نَضْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَائِشَةُ، وَأُمَّهُمَا أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أُذَيْنَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَيُقَالُ بَلْ هِيَ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ عِفْرِسِ بْنِ حَلْفِ بْنِ أَفْتَلَ وَهُوَ خَثْعَمُ، وَأُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ بِهَا نَسْأً، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَدَتْ بَعْدَهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ: " لِمَ سُمِّيَ -[170]- أَبُو بَكْرٍ عَتِيقًا؟، فَقَالَتْ: نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§هَذَا عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ» قَالَ: وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: أَبُو قُحَافَةَ كَانَ اسْمُهُ عَتِيقًا، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: " أَرْسَلْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ §أَسْأَلُهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، مَا كَانَ اسْمُهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كَانَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا كَانَ عَتِيقٌ كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي لَقَبًا "

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عُثْمَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَتْ: " إِنِّي لَفِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ فِي الْفِنَاءِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» ، قَالَتْ: وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ لِعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرٍو، لَكِنْ غَلَبَ عَلَيْهِ عَتِيقٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ: " قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: «§إِنَّ قَوْمِي لَا يُصَدِّقُونَنِي» ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: يُصَدِّقُكَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ الصِّدِّيقُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ §سَمَّيْتُمُوهُ الصِّدِّيقَ وَأَصَبْتُمُ اسْمَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ -[171]-، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ: [البحر الكامل] §إِنَّا نُعَاتِبُ لَا أَبَا لَكَ عُصْبَةً ... عَلَقُوا الْفِرَى وَبَرَوْا مِنَ الصِّدِّيقِ وَبَرَوْا سَفَاهًا مِنْ وَزِيرِ نَبِيِّهِمْ ... تَبًّا لِمَنْ يَبْرَا مِنَ الْفَارُوقِ إِنِّي عَلَى رَغْمَ الْعُدَاةِ لَقَائِلٌ ... دَانَا بِدِينِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ قَالَ: «§كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُسَمَّى الْأَوَّاهُ؛ لِرَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «§أَلَا إِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّاهٌ مُنِيبُ الْقَلْبِ، أَلَا إِنَّ عُمَرَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ»

ذكر إسلام أبي بكر رحمه الله

§ذِكْرُ إِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ، عَنْ أَبِي أَرْوَى الدَّوْسِيِّ قَالُوا: «§أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: «§أَسْلَمَ أَبِي أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا وَاللَّهِ مَا عَقَلْتُ أَبِي إِلَّا وَهُوَ يَدِينُ الدِّينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا عَقَلْتُ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَمَا مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ قَطُّ إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ يَأْتِينَا فِيهِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِبِلَالٍ: §مَنْ سَبَقَ؟ قَالَ: «مُحَمَّدٌ» ، قَالَ: مَنْ صَلَّى؟ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ» ، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا أَعْنِي فِي الْخَيْلِ، قَالَ بِلَالٌ: «وَأَنَا إِنَّمَا أَعْنِي فِي الْخَيْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: «§أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ يَوْمَ أَسْلَمَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعْرُوفًا بِالتِّجَارَةِ، لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَكَانَ يُعْتِقُ مِنْهَا وَيُقَوِّي الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ كَانَ يَفْعَلُ فِيهَا مَا كَانَ يَفْعَلُ بِمَكَّةَ»

ذكر الغار والهجرة إلى المدينة

§ذِكْرُ الْغَارِ وَالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: «قَدْ أُمِرْتُ بِالْخُرُوجِ» ، يَعْنِي الْهِجْرَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: §الصُّحْبَةَ -[173]- يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَكَ الصُّحْبَةُ» ، قَالَ: فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَا ثَوْرًا فَاخْتَبَيَا فِيهِ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يَأْتِيهُمَا بِخَبَرِ أَهْلِ مَكَّةَ بِاللَّيْلِ، ثُمَّ يُصْبِحُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَأَنَّهُ بَاتَ بِهَا، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى غَنَمًا لِأَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ يُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا فَيَشْرَبَانِ مِنَ اللَّبَنِ، وَكَانَتْ أَسْمَاءُ تَجْعَلُ لَهُمَا طَعَامًا فَتَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِمَا، فَجَعَلَتْ طَعَامًا فِي سَفْرَةٍ فَلَمْ تَجِدْ شَيْئًا تَرْبِطُهَا بِهِ فَقَطَعَتْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْهَا بِهِ فَسُمِّيَتْ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ بِالْهِجْرَةِ» ، وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ بَعِيرٌ، وَاشْتَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعِيرًا آخَرَ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعِيرًا وَرَكِبَ أَبُو بَكْرٍ بَعِيرًا وَرَكِبَ آخِرُ، فِيمَا يَعْلَمُ حَمَّادٌ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَعِيرًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , يُثْقِلُ عَلَى الْبَعِيرِ فَيَتَحَوَّلُ رَسُولُ الْلَّهِ عَلَى بَعِيرِ أَبِي بَكْرٍ، وَيَتَحَوَّلُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى بَعِيرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَيَتَحَوَّلُ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى بَعِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَيَثْقُلُ بَعِيرُ أَبِي بَكْرٍ حِينَ يَرْكَبُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنَ الشَّامِ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِيهَا ثِيَابُ بَيَاضٌ مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ فَلَبِسَاهَا فَدَخَلَا الْمَدِينَةَ فِي ثِيَابِ بَيَاضٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ كَانَ الَّذِي §يَخْتَلِفُ بِالطَّعَامِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَهُمَا فِي الْغَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §كَانَ خُرُوجُ أَبِي بَكْرٍ لِلْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَمَعَهُمَا دَلِيلٌ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ الدِّيلِيُّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْكُفْرِ وَلَكِنَّهُمَا أَمِنَاهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه -[174]- وسلم وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، §مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: «§هَلْ قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا؟» ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «قُلْ وَأَنَا أَسْمَعُ» ، فَقَالَ: [البحر البسيط] وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمُنِيفِ وَقَدْ ... طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ صَعِدَ الْجَبَلَا وَكَانَ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ الْبَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلَا قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: «صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ، هُوَ كَمَا قُلْتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى حَبِيبِ بْنِ يَسَافٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: «§نَزَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§نَزَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ، وَلَمْ يَزَلْ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بِالسُّنْحِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ §آخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: " آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَرَآهُمَا يَوْمًا مُقْبِلَيْنَ، فَقَالَ: «§إِنَّ هَذَيْنِ لَسَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، كُهُولِهِمْ وَشَبَابِهِمْ، إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَقْبَلَا أَحَدُهُمَا آخِذٌ بِيَدِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَيِّدَيْ كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَيْنِ الْمُقْبِلَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «لَمَّا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ §جَعَلَ لِأَبِي بَكْرٍ مَوْضِعَ دَارِهِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِآلِ مَعْمَرٍ» قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو بَكْرٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَايَتَهُ الْعُظْمَى يَوْمَ تَبُوكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ سَوْدَاءَ، وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ، وَكَانَ فِي مَنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ إِلَى نَجْدٍ وَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا، فَبَيَّتْنَا نَاسًا مِنْ هَوَازِنٍ، فَقَتَلْتُ بِيَدَيَّ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ، وَكَانَ شِعَارُنَا: أَمِتْ أَمِتْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ وَلِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ: " §مَعَ أَحَدِكُمَا -[176]- جِبْرِيلُ وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ، أَوْ قَالَ: يَشْهَدُ الصَّفَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا، يَعْنِي نَفْسَهُ، §وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قُلْتُ: إِنَّمَا أَعْنِي مِنَ الرِّجَالِ قَالَ: «أَبُوهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ أَغْيَرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَزَالُ أُرَانِي أَطَأُ فِي عَذِرَاتِ النَّاسِ، قَالَ: «§لَتَكُونَنَّ مِنَ النَّاسِ بِسَبِيلٍ» ، قَالَ: وَرَأَيْتُ فِيَ صَدْرِي -[177]- كَالرَّقْمَتَيْنِ، قَالَ: «سَنَتَيْنِ» ، قَالَ: وَرَأَيْتُ عَلَيَّ حُلَّةً حِبَرَةً، قَالَ: «وَلَدٌ تُحْبَرُ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَحُجَّ عَامَ الْفَتْحِ، وَأَنَّهُ أَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلَى الْحَجِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ فِي أَوَّلِ حَجَّةٍ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ فِي السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ اسْتَعْمَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْحَجِّ، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ قَابِلٍ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَلَى الْحَجِّ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَحُجُّ سِنِيهُ كُلَّهَا حَتَّى قُبِضَ فَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ، فَاسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَلَى الْحَجِّ»

قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُبَشِّرٍ السَّعْدِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، §رَأَيْتُ كَأَنِّي اسْتَبَقْتُ أَنَا وَأَنْتَ دَرَجَةً فَسَبَقْتُكَ بِمِرْقَاتَيْنِ وَنِصْفٍ» ، قَالَ: خَيْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُبْقِيكَ اللَّهُ حَتَّى تَرَى مَا يَسُرُّكَ وَيُقِرَّ عَيْنَكَ، قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، رَأَيْتُ كَأَنِّي اسْتَبَقْتُ أَنَا وَأَنْتَ دَرَجَةً فَسَبَقْتُكَ بِمِرْقَاتَيْنِ وَنِصْفٍ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقْبِضُكَ اللَّهُ عَلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، وَأَعِيشُ بَعْدَكَ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ أَهْيَبَ لِمَا لَا يُعْلَمُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ -[178]-، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ أَهْيَبَ لِمَا لَا يُعْلَمُ مِنْ عُمَرَ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ نَزَلَتْ بِهِ قَضِيَّةٌ لَمْ نَجِدْ لَهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَصْلًا وَلَا فِي السُّنَّةِ أَثَرًا، فَقَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَمِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا: «ارْجِعِي إِلَيَّ» ، فَقَالَتْ: فَإِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، تُعَرِّضُ بِالْمَوْتِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§فَإِنْ رَجَعْتِ وَلَمْ تَجِدِينِي فَالْقَيْ أَبَا بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ارْجِعِي إِلَيَّ» ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: §فَإِنْ لَمْ أَرَكَ، تَعْنِي الْمَوْتَ، فَإِلَى مَنْ؟ قَالَ: «إِلَى أَبِي بَكْرٍ»

ذكر الصلاة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر عند وفاته

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَ وَفَاتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، فَقَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَكَدْ يُسْمِعُ النَّاسَ، قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ -[179]- عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: §فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى مَا يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ، فَقَالَ: «إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا، قَالَتْ: فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ، ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُمْ كَمَا أَنْتَ» ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسًا وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَأْمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، قَالَ: «مُرُوا -[180]- أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَأْمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ قَالَ: «§صَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَيَتَمَنَّى، §وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «ائْتِنِي بِكَتِفٍ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ» ، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَيَقُومَ فَقَالَ: «اجْلِسْ §أَبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَنْ عَائِشَةَ، وَقَالَ، عَفَّانُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ لَمَّا مَرِضَ: «ادْعُوا لِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَكْتُبْ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي» ، وَقَالَ عَفَّانُ «لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ» ، ثُمَّ قَالَ: «دَعِيهِ، §مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَخْتَلِفَ الْمُؤْمِنُونَ فِي أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَسُئِلَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، §مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُسْتَخْلِفًا لَوِ اسْتَخْلَفَ؟ قَالَتْ: «أَبَا بَكْرٍ» ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: «عُمَرُ» ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا مِنْ بَعْدَ عُمَرَ؟، قَالَتْ: «أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» ، قَالَ: ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى ذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: «اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَكَانَ §إِذَا وَجَدَ خِفَّةً صَلَّى، وَإِذَا ثَقُلَ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ»

ذكر بيعة أبي بكر

§ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَإِنَّكَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعُمَرَ: مَا رَأَيْتُ لَكَ فَهَّةً قَبْلَهَا مُنْذُ أَسْلَمْتُ، §أَتُبَايِعُنِي وَفِيكُمُ الصِّدِّيقُ وَثَانِيَ اثْنَيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَتَوْا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: §أَتَأْتُونِي وَفِيكُمْ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ؟ ". قَالَ أَبُو عَوْنٍ: " قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: مَا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى تِلْكَ الْآيَةِ: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -[182]-، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَذَكَرَ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «§وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعَ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا أَبْطَأَ النَّاسُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: §مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنِّي؟ أَلَسْتُ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى؟، أَلَسْتُ أَلَسْتُ؟ قَالَ: فَذَكَرَ خِصَالًا فَعَلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: فَقَامَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَقَالَ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَنْفَسُ هَذَا الْأَمْرَ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَلِيَهَا، أَوْ قَالَ: يَلِيَهُ أَقْوَامٌ قَتَلْنَا آبَاءَهُمْ وَإِخْوَتَهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمُتْ إِنِ اسْتَطَعْتَ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: §نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوزَرَاءُ، وَهَذَا الْأَمْرُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ نِصْفَيْنِ كَقَدِّ الْأُبْلُمَةَ، يَعْنِي الْخُوصَةَ، فَبَايَعَ أَوَّلُ النَّاسِ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو النُّعْمَانِ. قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ قَسْمًا، فَبَعَثَ إِلَى عَجُوزٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِقِسْمِهِا مَعَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ قَالَ: قِسْمٌ قَسَمَهُ أَبُو بَكْرٍ لِلنِّسَاءِ، فَقَالَتْ: أَتُرَاشُونِي عَنْ دِينِي؟ فَقَالُوا: لَا، فَقَالَتْ: أَتَخَافُونَ أَنْ أَدَعَ مَا أَنَا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: لَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا آخُذُ مِنْهُ شَيْئًا أَبَدًا، فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَنَحْنُ لَا نَأْخُذُ مِمَّا أَعْطَيْنَاهَا شَيْئًا أَبَدًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، §قَدْ وَلِيتُ أَمْرَكُمْ، وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ -[183]-، وَلَكِنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَسَنَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم السُّنَنَ، فَعَلَّمَنَا فَعَلِمْنَا، اعْلَمُوا أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التَّقْوَى، وَأَنَّ أَحْمَقَ الْحُمْقَ الْفُجُورَ، وَأَنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِيَ الضَّعِيفُ حَتَّى آخِذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَأَنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِيَ الْقَوِيُّ حَتَّى آخِذَ مِنْهُ الْحَقَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زُغْتُ فَقَوِّمُونِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى §أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَكَيْفَ كَتَبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةَ وَأُمِرُوا بِهَا؟، قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: وَقَالَ هُذَيْلٌ: أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ؟، لَوَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقْدًا فَخَزَمَ أَنْفَهُ بِخِزَامَةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم نَظَرْنَا فِي أَمْرِنَا، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، §فَرَضِينَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِدِينِنَا، فَقَدَّمْنَا أَبَا بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ §أَخَذَ مِنْ حَيْثُ كَانَ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، فَقَالَ: §لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ، وَلَكِنَّنِي خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، أَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ -[184]- بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَجَّتْ مَكَّةُ، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَمَنْ وَلِيَ النَّاسَ بَعْدَهُ؟، قَالُوا: ابْنُكَ، قَالَ: أَرَضِيَتْ بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ اللَّهُ، قَالَ: ثُمَّ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ بِرَجَّةٍ هِيَ دُونَ الْأُولَى، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: ابْنُكَ مَاتَ، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: هَذَا خَبَرٌ جَلِيلٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ أَصْبَحَ غَادِيًا إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَقَبَتِهِ أَثْوَابٌ يَتَّجِرُ بِهَا، فَلَقِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالَا لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: السُّوقَ، قَالَا: تَصْنَعُ مَاذَا وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: §فَمِنْ أَيْنَ أُطْعِمُ عِيَالِي؟ قَالَا لَهُ: انْطَلِقْ حَتَّى نَفْرِضَ لَكَ شَيْئًا، فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا فَفَرَضُوا لَهُ كُلَّ يَوْمٍ شَطْرَ شَاةٍ، وَمَا كَسَوْهُ فِي الرَّأْسِ وَالْبَطْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِلَيَّ الْقَضَاءُ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَإِلَيَّ الْفَيْءُ، قَالَ عُمَرُ: فَلَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ الشَّهْرُ مَا يَخْتَصِمُ إِلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ رَجُلًا §رَأَى عَلَى عُنُقِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَبَاءَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ هَاتِهَا أَكْفِيكَهَا، فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي، لَا تَغُرَّنِي، أَنْتَ وَابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ عِيَالِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ: §افْرِضُوا لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ مَا يُغْنِيهِ، قَالُوا: نَعَمْ، بُرْدَاهُ إِذَا أَخْلَقَهُمَا وَضَعَهُمَا وَأَخَذَ مِثْلَهُمَا، وَظَهْرُهُ إِذَا سَافَرَ، وَنَفَقَتُهُ عَلَى أَهْلِهِ كَمَا كَانَ يُنْفِقُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ -[185]-، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَضِيتُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ رَاحَ إِلَى السُّوقِ يَحْمِلُ أَبْرَادًا لَهُ، وَقَالَ: «§لَا تَغُرُّونِي مِنْ عِيَالِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: §قَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِيَ لَمْ تَكُنْ لِتَعْجَزَ عَنْ مَؤُونَةِ أَهْلِي، وَقَدْ شُغِلْتُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَسَأَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي مَالِهِمْ، وَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلُوا لَهُ أَلْفَيْنِ، فَقَالَ: §زِيدُونِي، فَإِنَّ لِي عِيَالًا، وَقَدْ شَغَلْتُمُونِي عَنِ التِّجَارَةِ، قَالَ: فَزَادُوهُ خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: إِمَّا أَنْ تَكُونَ أَلْفَيْنِ، فَزَادُوهُ خَمْسَمِائَةٍ، أَوْ كَانَتْ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةٍ فَزَادُوهُ خَمْسَمِائَةٍ "

ذكر بيعة أبي بكر رحمه الله

§ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ

أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ، فَدَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: " §بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَنْزِلَهُ بِالسُّنْحِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَدْ حَجَّرَ عَلَيْهِ حُجْرَةً مِنْ شَعْرٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَ هُنَاكَ بِالسُّنْحِ بَعْدَمَا بُويِعَ لَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَغْدُو عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَرُبَّمَا رَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ مُمَشَّقٌ فَيُوافِي الْمَدِينَةَ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالنَّاسِ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ بِالسُّنْحِ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ صَلَّى بِالنَّاسِ، وَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ صَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ يُقِيمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي صَدْرِ النَّهَارِ بِالسُّنْحِ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، ثُمَّ يَرُوحُ لِقَدَرِ الْجُمُعَةِ فَيُجَمِّعُ بِالنَّاسِ، وَكَانَ رَجُلًا تَاجِرًا فَكَانَ يَغْدُو كُلَّ يَوْمٍ السُّوقَ فَيَبِيعَ وَيَبْتَاعَ، وَكَانَتْ لَهُ قِطْعَةُ غَنْمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ هُوَ نَفْسُهُ فِيهَا، وَرُبَّمَا كُفِيَهَا فَرُعِيَتْ لَهُ، وَكَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الْآنَ لَا تُحْلَبِ لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا، فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي لَأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ، فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ: يَا جَارِيَةُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ، وَرُبَّمَا قَالَتْ: صَرِّحْ، فَأَيُّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ بِالسُّنْحِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا وَنَظَرَ فِي أَمَرِهِ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا يُصْلِحُ أَمْرَ النَّاسِ التِّجَارَةُ، وَمَا يَصْلُحُ لَهُمْ إِلَّا التَّفَرُّغُ وَالنَّظَرُ فِي شَأْنِهِمْ، وَمَا بُدٌّ لِعِيَالِي مِمَّا يُصْلِحُهُمْ، فَتَرَكَ التِّجَارَةَ وَاسْتَنْفَقَ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُصْلِحُهُ وَيُصْلِحُ عِيَالَهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ، وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ، وَكَانَ الَّذِي فَرَضُوا لَهُ كُلَّ سَنَةٍ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: رُدُّوا مَا عِنْدَنَا مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنِّي لَا أُصِيبُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا، وَإِنَّ

أَرْضِيَ الَّتِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا أَصَبْتُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَدُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، وَلَقُوحٌ وَعَبْدٌ صَيْقَلٌ وَقَطِيفَةٌ مَا يُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمٍ. فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ " قَالُوا: وَاسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ اعْتَمَرَ أَبُو بَكْرٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَدَخَلَ مَكَّةَ ضَحْوَةً فَأَتَى مَنْزِلَهُ، وَأَبُو قُحَافَةَ جَالِسٌ عَلَى بَابِ دَارِهِ مَعَهُ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ يُحَدِّثُهُمْ، إِلَى أَنْ قِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ، فَنَهَضَ قَائِمًا وَعَجَّلَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُنِيخَ رَاحِلَتَهُ، فَنَزَلَ عَنْهَا وَهِيَ قَائِمَةٌ فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا أَبَتِ لَا تَقُمْ، ثُمَّ لَاقَاهُ فَالْتَزَمَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أَبِي قُحَافَةَ وَجَعَلَ الشَّيْخُ يَبْكِي فَرَحًا بِقُدُومِهِ، وَجَاءَ إِلَى مَكَّةَ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَصَافَحُوهُ جَمِيعًا فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَبْكِي حِينَ يَذْكُرُونَ رَسُولَ الْلَّهِ , صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ سَلَّمُوا عَلَى أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: يَا عَتِيقُ، هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا أَبَتِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، طُوِّقْتُ عَظِيمًا مِنَ الْأَمْرِ، لَا قُوَّةَ لِي بِهِ وَلَا يَدَانِ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ دَخَلَ فَاغْتَسَلَ وَخَرَجَ، وَتَبِعَهُ أَصْحَابُهُ فَنَحَّاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: امْشُوا عَلَى رِسْلِكُمْ، وَلَقِيَهُ النَّاسُ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَجْهِهِ وَيُعَزُّونَهُ بِنَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْكِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ طَافَ سَبْعًا وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ خَرَجَ فَطَافَ أَيْضًا بِالْبَيْتِ ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنْ دَارِ النَّدْوَةِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَتَشَكَّى مِنْ ظُلَامَةٍ أَوْ يَطْلُبُ حَقًّا؟ فَمَا أَتَاهُ أَحَدٌ وَأَثْنَى النَّاسُ عَلَى وَالِيهِمْ خَيْرًا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَجَلَسَ، فَوَدَّعَهُ النَّاسُ ثُمَّ خَرَجَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتَ الْحَجِّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ، وَأَفْرَدَ الْحَجَّ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

ذكر صفة أبي بكر

§ذِكْرُ صِفَةِ أَبِي بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «§دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ رَجُلًا نَحِيفًا، خَفِيفَ اللَّحْمِ، أَبْيَضَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا نَظَرَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَارًّا وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا، فَقَالَتْ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ بِأَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا» ، فَقُلْنَا: صِفِي لَنَا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ: «رَجُلٌ أَبْيَضُ، نَحِيفٌ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، أَجْنَأُ، لَا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ يَسْتَرْخِي عَنْ حَقْوَتِهِ، مَعْرُوقُ الْوَجْهِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِيءُ الْجَبْهَةِ، عَارِي الْأَشَاجِعِ، هَذِهِ صِفَتُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ يَذْكُرُ هَذِهِ الصِّفَةَ بِعَيْنِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: «§مَرَرْتُ بِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَوْمَئِذٍ، وَلِحْيَتُهُ حَمْرَاءُ قَانِيَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، كَأَنَّ لِحْيَتَهُ لُهَابِ الْعَرْفَجِ، شَيْخًا خَفِيفًا، أَبْيَضَ، عَلَى نَاقَةٍ لَهُ أَدْمَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا جَمْرُ الْغَضَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَكَانَ جَلِيسًا لَهُمْ، كَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَغَدَا عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ حَمَّرَهَا، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: هَذَا أَحْسَنُ، فَقَالَ: «§إِنَّ أُمِّي عَائِشَةَ أَرْسَلَتْ إِلَيَّ الْبَارِحَةَ جَارِيَتَهَا نُخَيْلَةَ فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ لَأَصْبُغَنَّ، وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§صَبَغَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَذُكِرَ عِنْدَهَا رَجُلٌ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، فَقَالَتْ: §إِنْ يَخْضِبْ فَقَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ قَبْلَهُ بِالْحِنَّاءِ ". قَالَ الْقَاسِمُ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَضَبَ لَبَدَأْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَتْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: " سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: §أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ؟، فَقَالَ: لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ، وَلَكِنْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: §بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَخْتَضِبُ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ -[190]-: بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، قَالَ: قُلْتُ: فَعُمَرُ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ قَالَ: قُلْتُ: فَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمْ يُدْرِكْ ذَاكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي خَيْثَمٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ خَضَبَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ: §أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ يُغَيِّرُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَشْيَاخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَسَأَلَهُمْ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ: §أَكَانَ عُمَرُ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ؟ فَقَالُوا: أَخْبَرَنَا فُلَانٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ §وَكَأَنَّ لِحْيَتَهُ ضِرَامُ عَرْفَجٍ مِنْ شِدَّةَ الْحُمْرَةِ مِنَ الْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ قَوْمِهِ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ §وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَغَلَّفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§غَيِّرُوا وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» ، قَالَ: فَصَبَغَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَصَبَغَ عُمَرُ فَاشْتَدَّ صَبْغُهُ، وَصَفَّرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ". قَالَ: فَقِيلَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: فَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ يَمَسُّ السِّدْرَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنْ أَجْمَلِ مَا تُجَمِّلُونَ بِهِ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ سِيرِينَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: " §هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْضِبُ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَسْبِي "

ذكر وصية أبي بكر

§ذِكْرُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ مَرَضُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ: انْظُرُوا §مَا زَادَ فِي مَالِي مُنْذُ دَخَلْتُ الْإِمَارَةَ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَى الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِي، فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ أَسْتَحِلُّهُ " قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: أَسْتَصْلِحُهُ جَهْدِي «، وَكُنْتُ أُصِيبُ مِنَ الْوَدَكِ نَحْوًا مِمَّا كُنْتُ أُصِيبُ فِي التِّجَارَةِ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا مَاتَ نَظَرْنَا فَإِذَا عَبْدٌ نُوبِيُّ كَانَ يَحْمِلُ صِبْيَانَهُ، وَإِذَا نَاضِحٌ كَانَ يَسْنَى عَلَيْهِ "، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: نَاضِحٌ كَانَ يَسْقِي بُسْتَانًا لَهُ، قَالَتْ: فَبَعَثْنَا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، قَالَتْ: فَأَخْبَرَنِي جَدِّي أَنَّ عُمَرَ بَكَى، وَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا شَدِيدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: " إِنِّي §لَا أَعْلَمُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ اللِّقْحَةِ، وَغَيْرَ هَذَا الْغُلَامِ الصَّيْقَلِ كَانَ يَعْمَلُ سُيُوفَ الْمُسْلِمِينَ وَيَخْدُمُنَا، فَإِذَا مُتُّ فَادْفَعِيهِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَفَعْتُهُ إِلَى عُمَرَ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتَعْبَ مَنْ بَعْدَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَطَفْنَا بِغُرْفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي مَرْضَتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، قَالَ: فَقُلْنَا: كَيْفَ أَصْبَحَ أَوْ كَيْفَ أَمْسَى خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا إِطِّلَاعَةً، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَرْضَوْنَ بِمَا أَصْنَعُ؟ قُلْنَا: بَلَى قَدْ رَضِينَا. قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ هِيَ تُمَرِّضُهُ قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أُوَفِّرَ لِلْمُسْلِمِينَ فَيْئَهُمْ مَعَ أَنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، فَانْظُرُوا إِذَا رَجَعْتُمْ مِنِّي فَانْظُرُوا مَا كَانَ عِنْدَنَا -[193]- فَأَبْلِغُوهُ عُمَرَ قَالَ: فَذَاكَ حَيْثُ عَرَفُوا أَنَّهُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ قَالَ: وَمَا كَانَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مَا كَانَ إِلَّا خَادِمٌ وَلَقْحَةٌ وَمِحْلَبٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ يُحْمَلُ إِلَيْهِ قَالَ: §يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعَلَيْهِ سِتَّةُ آلَافٍ كَانَ أَخَذَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَدَعْنِي حَتَّى أَصَبْتُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَإِنَّ حَائِطِيَ الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فِيهَا» ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَدَعَ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ مَقَالًا، وَأَنَا وَالِي الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ، وَقَدْ رَدَدْتُهَا عَلَيْكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُمَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَةُ، مَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ إِلَّا لِقْحَةٌ وَقَدَحٌ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاذْهَبُوا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا مَاتَ ذَهَبُوا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السَّرِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ اللَّوْحَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§قَسَمَ أَبِي أَوَّلَ عَامٍ الْفَيْءَ فَأَعْطَى الْحُرَّ عَشَرَةً، وَأَعْطَى الْمَمْلُوكَ عَشَرَةً، وَالْمَرْأَةَ عَشَرَةً، وَأَمَتَهَا عَشَرَةً، ثُمَّ قَسَمَ فِي الْعَامِ الثَّانِي فَأَعْطَاهُمْ عِشْرِينَ عِشْرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أُسَيْرٍ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي مَرَضِهِ، فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، اعْهَدْ إِلَيَّ عَهْدًا، فَإِنِّي لَا أَرَاكَ تَعْهَدُ إِلَيَّ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ: أَجَلْ -[194]- يَا سَلْمَانُ، إِنَّهَا سَتَكُونُ فُتُوحٌ، فَلَا أَعْرِفَنَّ مَا كَانَ مِنْ حَظِّكَ مِنْهَا، مَا جَعَلْتَ فِي بَطْنِكَ، أَوْ أَلْقَيْتَهُ عَلَى ظَهْرِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ §مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فَإِنَّهُ يُصْبِحُ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ،، فَلَا تَقْتُلَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ ذِمَّةِ اللَّهِ فَيَطْلُبَكَ اللَّهُ بِذِمَّتِهِ، فَيُكِبَّكَ اللَّهُ عَلَى وَجْهِكَ فِي النَّارِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عَزَّةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى بِخُمْسِ مَالِهِ، أَوْ قَالَ: «§آخُذُ مِنْ مَالِي مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§لِي مِنْ مَالِي مَا رَضِيَ رَبِّي مِنَ الْغَنِيمَةِ فَأَوْصَى بِالْخُمُسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ: أَنَّ §أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى بِالْخُمُسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا حَضَرَ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ جَلَسَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا بُنَيَّةُ، فَإِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ غِنًى إِلَيَّ بَعْدِي أَنْتِ، وَإِنَّ أَعَزَّ النَّاسِ عَلَيَّ فَقْرًا بَعْدِي أَنْتِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ مَالِي، فَوَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّكِ حُزْتِهِ وَأَخَذْتِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ مَالُ الْوَارِثِ وَهُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ "، قَالَتْ: قُلْتُ: §هَذَا أَخَوَايَ، فَمَنْ أُخْتَايَ؟ قَالَ: ذَاتُ بَطْنِ ابْنَةَ خَارِجَةَ، فَإِنِّي أَظُنُّهَا جَارِيَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْكِبَاشِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا أَنْ ثَقُلَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ، وَقَدْ كُنْتُ أَقْطَعْتُكِ أَرْضًا بِالْبَحْرَيْنِ، وَلَا أُرَاكِ رَزَأْتِ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَتْ لَهُ: أَجَلْ قَالَ: فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ، وَكَانَتْ تُرْضِعُ ابْنَهُ، وَهَاتَيْنِ اللِّقْحَتَيْنِ وَحَالِبَهُمَا إِلَى عُمَرَ، وَكَانَ يَسْقِي لَبَنَهُمَا جُلَسَاءَهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي -[195]- يَدِهِ مِنَ الْمَالِ شَيْءٌ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ بَعَثَتْ عَائِشَةُ بِالْغُلَامِ وَاللَّقْحَتَيْنِ وَالْجَارِيَةِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ: §يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ «، فَقَبِلَ اللِّقْحَتَيْنِ وَالْغُلَامَ وَرَدَّ الْجَارِيَةَ عَلَيْهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَاهَا فَقَالَ: " §إِنَّهُ لَيْسَ فِي أَهْلِي بَعْدِي أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ غِنًى مِنْكِ، وَلَا أَعَزَّ عَلَيَّ فَقْرًا مِنْكِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ مِنْ أَرْضٍ بِالْعَالِيَةِ جِدَادَ يَعْنِي صِرَامَ عِشْرِينَ وَسْقًا، فَلَوْ كُنْتِ جَدَدْتِهِ تَمْرًا عَامًا وَاحِدًا انْحَازَ لَكِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالُ الْوَارِثِ، وَإِنَّمَا هُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ، فَقَالَ: وَذَاتُ بَطْنِ ابْنَةَ خَارِجَةَ، قَدْ أُلْقِيَ فِي رُوعِيَ أَنَّهَا جَارِيَةٌ، فَاسْتَوْصِي بِهَا خَيْرًا، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ الْمَالُ الَّذِي نَحَلَ عَائِشَةَ بِالْعَالِيَةِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ بِئْرَ حُجْرٍ، كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ ذَلِكَ الْمَالَ فَأَصْلَحَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَغَرَسَ فِيهِ وَدِيًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ، نَضَّرُ بْنُ بَابٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِعَائِشَةَ: «أَيْ بُنَيَّةُ، §قَدْ عَلِمْتِ أَنَّكِ كُنْتِ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ وَأَعَزَّهُمْ، وَأَنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ أَرْضِيَ الَّتِي تَعْلَمِينَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَأَنَا أَحَبُّ أَنْ تَرُدِّيهَا عَلَيَّ، فَيَكُونَ ذَلِكَ قِسْمَةٌ بَيْنَ وَلَدِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَأَلْقَى رَبِّي حِينَ أَلْقَاهُ وَلَمْ أُفَضِّلْ بَعْضَ وَلَدِي عَلَى بَعْضٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو أُسَامَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا تَرَكَ أَبُو بَكْرٍ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، ضَرَبَ اللَّهُ سِكَّتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ -[196]-، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا حُضِرَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ كَلِمَةً مِنْ قَوْلِ حَاتِمٍ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ فَقَالَ: " لَا تَقُولِي هَكَذَا يَا بُنَيَّةَ، وَلَكِنْ قُولِي {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ، ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، انْظُرُوا مُلَاءَتَيَّ هَاتَيْنِ، §فَإِذَا مُتُّ فَاغْسِلُوهُمَا وَكَفِّنُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَتْ عَائِشَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يُعَالِجُ مَا يُعَالِجُ الْمَيِّتُ، وَنَفَسُهُ فِي صَدْرِهِ، فَتَمَثَّلْتُ هَذَا الْبَيْتَ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ فَنَظَرَ إِلَيْهَا كَالْغَضْبَانِ ثُمَّ قَالَ: " لَيْسَ كَذَلِكَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، إِنِّي قَدْ §كُنْتُ نَحَلْتُكِ حَائِطًا، وَإِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْئًا، فَرُدِّيهِ إِلَى الْمِيرَاثِ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَرَدَدْتُهُ فَقَالَ: أَمَا إِنَّا مُنْذُ وَلِينَا أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ نَأْكُلْ لَهُمْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّا قَدْ أَكَلْنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامُهُمْ فِي بُطُونِنَا، وَلَبِسْنَا مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ عَلَى ظُهُورِنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ إِلَّا هَذَا الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ، وَهَذَا الْبَعِيرُ النَّاضِحُ، وَجَرْدُ هَذِهِ الْقَطِيفَةِ، فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِنَّ إِلَى عُمَرَ وَابْرَئِي مِنْهُنَّ فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا جَاءَ الرَّسُولُ عُمَرَ بَكَى حَتَّى جَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ فِي الْأَرْضِ وَيَقُولُ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتَعْبَ مَنْ بَعْدَهُ، يَا غُلَامُ ارْفَعْهُنَّ» ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، تَسْلُبُ عِيَالَ أَبِي بَكْرٍ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَبَعِيرًا نَاضِحًا، وَجَرْدَ قَطِيفَةٍ ثَمَنَ خَمْسَةِ الدَّرَاهِمِ؟» ، قَالَ: «فَمَا تَأْمُرُ؟» ، قَالَ: تَرُدُّهُنَّ عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، أَوْ كَمَا حَلَفَ، لَا يَكُونُ -[197]- هَذَا فِي وِلَايَتِي أَبَدًا، وَلَا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْهُنَّ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَرُدُّهُنَّ أَنَا عَلَى عِيَالِهِ، الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ: [البحر الطويل] مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... فَإِنَّهُ لَابُدَّ مَرَّةً مَدْفُوقُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " §لَيْسَ كَذَلِكَ أَيْ بُنَيَّةُ، وَلَكِنْ {جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَتْهُ عَائِشَةُ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، هَذَا كَمَا قَالَ حَاتِمٌ: إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةُ، قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، §إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلِي أَخْلَاقِي فَاجْعَلِيهَا أَكْفَانِي "، فَقَالَتْ: «يَا أَبَتَاهُ، قَدْ رَزَقَ اللَّهُ وَأَحْسَنَ، نُكَفِّنَكَ فِي جَدِيدٍ» ، قَالَ: «إِنَّ الْحَيَّ هُوَ أَحْوَجُ يَصُونُ نَفْسَهُ وَيُقَنِّعُهَا مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّمَا يَصِيرُ إِلَى الصَّدِيدِ وَإِلَى الْبِلَى»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا مَرِضَ فَثَقُلَ قَعَدَتْ عَائِشَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَتْ: [البحر البسيط] كُلُّ ذِي إِبِلٍ مَوْرُوثُهَا ... وَكُلُّ ذِي سَلَبٍ مَسْلُوبُ فَقَالَ: " §لَيْسَ كَمَا قُلْتِ يَا بِنْتَاهُ، وَلَكِنْ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ -[198]-، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا §تَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ وَأَبُو بَكْرٍ يَقْضِي: [البحر الطويل] وَأَبْيَضُ يَسْتَسْقِي الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ سُمَيَّةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: [البحر الطويل] مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... فَإِنَّهُ لَابُدَّ مَرَّةً مَدْفُوقُ §فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: " §كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر الكامل] لَا تَزَالُ تَنْعَى حَبِيـ ... بًا حَتَّى تَكُونَهْ وَقَدْ يَرْجُو الْفَتَى الرَّجَا ... يَمُوتُ دُونَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: " مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا: «أَلَا نَدْعُو الطَّبِيبَ» ، فَقَالَ: " §قَدْ رَآنِي فَقَالَ: إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: «§وَدِدْتُ أَنِّي خَضِرَةٌ تَأَكُلُنِي الدَّوَابُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَالْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ كَانَا يَأْكُلَانِ خَزِيرَةً أُهْدِيَتْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ الْحَارِثُ لِأَبِي بَكْرٍ: §ارْفَعْ يَدَكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ فِيهَا لَسَمُّ سَنَةٍ، وَأَنَا وَأَنْتَ نَمُوتُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَمْ يَزَالَا عَلِيلَيْنِ حَتَّى مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عِنْدَ انْقِضَاءِ السَّنَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§لَأَنْ أُوصِيَ بِالْخُمُسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُوصِيَ بِالرُّبُعِ، وَلَأَنْ أُوصِيَ بِالرُّبُعِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُوصِيَ بِالثُّلُثِ، وَمَنْ أَوْصَى بِالثُّلُثِ فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا بَرَدَانُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا اسْتُعِزَّ بِهِ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا تَسْأَلُنِي عَنْ أَمْرٍ إِلَّا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هُوَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ رَأْيِكَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ: أَنْتَ أَخْبَرُنَا بِهِ، فَقَالَ: عَلَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: اللَّهُمَّ عِلْمِي بِهِ أَنَّ سَرِيرَتَهُ خَيْرٌ مِنْ عَلَانِيَتِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَاللَّهِ لَوْ تَرَكْتُهُ مَا عَدَوْتُكَ، وَشَاوَرَ مَعَهُمَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ أَبَا الْأَعْوَرِ وَأُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، فَقَالَ أُسَيْدٌ: اللَّهُمَّ أَعْلَمُهُ الْخَيْرَةَ بَعْدَكَ، يَرْضَى لِلرِّضَى، وَيَسْخَطُ لِلسُّخْطِ، الَّذِي يُسِرُّ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي يُعْلِنُ، وَلَمْ يَلِ هَذَا الْأَمْرَ أَحَدٌ أَقْوَى عَلَيْهِ مِنْهُ، وَسَمِعَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِدُخُولِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَخَلْوَتِهُمَا بِهِ، فَدَخَلُوا بِهِ فَدَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْهُمْ: مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ إِذَا سَأَلَكَ عَنِ اسْتِخْلَافِكَ لِعُمَرَ عَلَيْنَا وَقَدْ تَرَى غِلْظَتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، أَبِاللَّهِ تُخَوِّفُونِي؟ خَابَ مَنْ تَزَوَّدَ مِنْ أَمْرِكُمْ بِظُلْمٍ، أَقُولُ: اللَّهُمَّ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ، أَبْلِغْ عَنِّي مَا قُلْتُ لَكَ مَنْ وَرَاءَكَ، ثُمَّ -[200]- اضْطَجَعَ وَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا عَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ فِي آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَعِنْدَ أَوَّلِ عَهْدِهِ بِالْآخِرَةِ دَاخِلًا فِيهَا، حَيْثُ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ، وَيُوقِنُ الْفَاجِرُ، وَيُصَدِّقُ الْكَاذِبَ، إِنِّي §اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنِّي لَمْ آلُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَدِينَهُ وَنَفْسِي وَإِيَّاكُمْ خَيْرًا، فَإِنْ عَدَلَ فَذَلِكَ ظَنِّي بِهِ وَعِلْمِي فِيهِ، وَإِنْ بَدَّلَ فَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ، وَالْخَيْرُ أَرَدْتُ، وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْكِتَابِ فَخَتَمَهُ ". ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ: لَمَّا أَمْلَى أَبُو بَكْرٍ صَدْرَ هَذَا الْكِتَابِ بَقِيَ ذِكْرُ عُمَرَ فَذَهَبَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يُسَمِّيَ أَحَدًا فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ أَفَاقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَيَّ مَا كَتَبْتَ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ ذِكْرَ عُمَرَ فَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: أَرَاكَ خِفْتَ إِنْ أَقْبَلَتْ نَفْسِي فِي غَشْيَتِي تِلْكَ يَخْتَلِفُ النَّاسُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ خَيْرًا، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَهَا لَأَهْلًا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَخَرَجَ بِالْكِتَابِ مَخْتُومًا وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأُسَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَظِيُّ فَقَالَ عُثْمَانُ لِلنَّاسِ: أَتُبَايِعُونَ لِمَنْ فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ عَلِمْنَا بِهِ "، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَلِيٌّ الْقَائِلُ، وَهُوَ عُمَرُ فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ جَمِيعًا وَرَضُوا بِهِ وَبَايَعُوا، ثُمَّ دَعَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ خَالِيًا فَأَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَاهُ بِهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ مَدًّا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلَّا صَلَاحَهُمْ، وَخِفْتُ عَلَيْهِمُ الْفِتْنَةَ، فَعَمِلْتُ فِيهِمْ بِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، وَاجْتَهَدْتُ لَهُمْ رَأْيِي، فَوَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ، وَأَقْوَاهُمْ عَلَيْهِمْ، وَأَحْرَصَهُمْ عَلَى مَا أَرْشَدَهُمْ، وَقَدْ حَضَرَنِي مِنْ أَمْرِكَ مَا حَضَرَ، فَاخْلُفْنِي فِيهِمْ، فَهُمْ عِبَادُكَ، وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، أَصْلِحْ لَهُمْ وَإِلَيْهِمْ، وَاجْعَلْهُ مِنْ خُلَفَائِكَ الرَّاشِدِينَ يَتَّبِعْ هُدَى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَهُدَى الصَّالِحِينَ بَعْدَهُ، وَأَصْلِحْ لَهُ رَعِيَّتَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَتْ: قُلْنَا: يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَتْ: قُلْنَا: قُبِضَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: فَإِنِّي أَرْجُو مَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ، قَالَتْ: وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فِيهِ رَدْعٌ مِنْ مِشْقٍ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا، وَضُمُّوا إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ وَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، فَقُلْنَا: أَلَا نَجْعَلُهَا جُدُدًا كُلَّهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ، §الْحَيُّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، قَالَتْ: فَمَاتَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ، رَحِمَهُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَهَا: " فِي أَيِّ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ "، قَالَ: فَفِيمَ كَفَّنْتُمُوهُ؟، قَالَتْ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ يَمَانِيَةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «انْظُرِي ثَوْبِي هَذَا، فِيهِ رَدْعُ زَعْفَرَانٍ أَوْ مِشْقٌ فَاغْسِلِيهِ، وَاجْعَلِي مَعَهُ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَتِ، هُوَ خَلَقٌ فَقَالَ: " إِنَّ §الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَعْطَاهُمْ حُلَّةً حِبَرَةً فَأُدْرِجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا، ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ مِنْهَا فَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ، فَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ الْحُلَّةَ فَقَالَ: لَأُكَفِّنَنَّ نَفْسِي فِي شَيْءٍ مَسَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: وَاللَّهِ لَا أُكَفَّنُ فِي شَيْءٍ مَنَعَهُ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُكَفَّنَ فِيهِ «، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ وَدُفِنَ لَيْلًا وَمَاتَتْ عَائِشَةُ لَيْلًا فَدَفَنَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ مَوْلَى آلِ مَظْعُونٍ -[202]- عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالُوا: «كَانَ أَوَّلُ بَدْءِ مَرَضِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَكَانَ يَوْمًا بَارِدًا §فَحُمَّ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا لَا يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةٍ، وَكَانَ يَأْمُرُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَيَدْخُلُ النَّاسُ عَلَيْهِ يَعُودُونَهُ، وَهُوَ يَثْقُلُ كُلَّ يَوْمٍ، وَهُوَ نَازِلٌ يَوْمَئِذٍ فِي دَارِهِ الَّتِي قَطَعَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وِجَاهَ دَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الْيَوْمَ، وَكَانَ عُثْمَانُ أَلْزَمَهُمْ لَهُ فِي مَرَضِهِ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ، لِثَمَانِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجِرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَ لَيَالٍ» وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: سَنَتَيْنِ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَرْبَعَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، مُجْمَعٌ عَلَى ذَلِكَ فِي الرِّوَايَاتِ كُلِّهَا، اسْتَوْفَى سِنَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: «§تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§مَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§اسْتَكْمَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي خِلَافَتِهِ سِنَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَسُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ §أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ §أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ §أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ أَسْمَاءُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ §أَوْصَى أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَنْ تَغْسِلَهُ إِذَا مَاتَ، وَعَزَمَ عَلَيْهَا: لَمَا أَفْطَرْتِ لِأَنَّهُ أَقْوَى لَكِ، فَذَكَرَتْ يَمِينَهُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَدَعَتْ بِمَاءٍ فَشَرِبَتْ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُتْبِعُهُ الْيَوْمَ حِنْثًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ §أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ، فَإِنْ عَجَزَتْ أَعَانَهَا ابْنُهَا مِنْهُ مُحَمَّدٌ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا وَهَلٌ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَذَا خَطَأٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعِ اسْتَعَانَتْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ، وَكَيْفَ يُعِينُهَا مُحَمَّدٌ ابْنُهَا وَإِنَّمَا -[204]- وَلَدَتْهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ سَنَةَ عَشْرٍ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ثَلَاثُ سِنِينَ أَوْ نَحْوَهَا؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعَنِ ابْنِ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعَنِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ §غَسَلَتْ أَبَا بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ ثُمَّ خَرَجَتْ فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، وَهَذَا يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، فَهَلْ عَلَيَّ غُسْلٌ؟ قَالُوا: لَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ حَاجِبِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §غَسَّلْتُهُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَسَأَلَتْ عُثْمَانَ: هَلْ عَلَيْهَا غُسْلٌ؟ فَقَالَ: لَا، وَعُمَرُ يَسْمَعُ ذَلِكَ وَلَا يُنْكِرُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: " كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي رَيْطَتَيْنِ، رَيْطَةٌ بَيْضَاءُ وَرَيْطَةٌ مُمَصَّرَةٌ، وَقَالَ: «§الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْكِسْوَةِ مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّمَا هُوَ لِمَا يَخْرُجُ مِنْ أَنْفِهِ وَفِيهِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، أَحَدُهَا ثَوْبٌ مُمَصَّرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ لِعَائِشَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ: «فِي كَمْ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟» ، قَالَتْ: «فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «خُذُوا هَذَا الثَّوْبَ، لِثَوْبٍ عَلَيْهِ قَدْ أَصَابَهُ مِشْقٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ، فَاغْسِلُوهُ، ثُمَّ كَفِّنُونِي فِيهِ مَعَ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا هَذَا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ غَسِيلَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، §فِي كَمْ كُفِّنَ؟ قَالَ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: «§كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ» قَالَ شَرِيكٌ: «مُعَقَّدَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ الْمَوْصُولَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ §أَمَرَهُمْ أَنْ يَرْحَضُوا أَخْلَاقَهُ فَيَدْفِنُوهُ فِيهَا، قَالَ: وَدُفِنَ لَيْلًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «§كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أُصَلِّي فِيهِمَا، وَاغْسِلُوهُمَا، فَإِنَّهُمَا لِلْمُهْلَةِ وَالتُّرَابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَكَفِّنُونِي فِيهِ، فَإِنَّ الْحَيَّ -[206]- أَفْقَرُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ غَسِيلَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: §الْحَيُّ أَوْلَى بِالْجَدِيدِ، إِنَّمَا الْكَفَنُ لِلْمُهْلَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا غَسِيلٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُكَفَّنَ بِثَوْبَيْنِ عَلَيْهِ كَانَ يَلْبَسُهُمَا، قَالَ: §كَفِّنُونِي فِيهِمَا؛ فَإِنَّ الْحَيَّ هُوَ أَفْقَرُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «§كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا غَسِيلٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنِ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: " §أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ؟، فَقَالَ: بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: عُمَرُ قَالَ: كَمْ كَبَّرَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَرْبَعًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§صَلَّى عُمَرُوَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ صُلِّيَ عَلَيْهِمَا فِي الْمَسْجِدِ تُجَاهَ الْمِنْبَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ وَكِيعٌ أَوْ غَيْرُهُ: شَكَّ هِشَامٌ، وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَنْ أَبِيهِ وَلَمْ يَشُكُّ -[207]-، «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ فَقَالَ: " §أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَ: بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ "

قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُمَرَ كَبَّرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَرْبَعًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَانِ بْنِ سَعْدٍ: «أَنَّ §عُمَرَ حِينَ صَلَّى عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ رَجَّعَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَا: «§الَّذِي صَلَّى عَلَى أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَصَلَّى صُهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§صَلَّى عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ غَيْرِهِ، شَكَّ هِشَامٌ، «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: «§تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلًا فَدَفَنَّاهُ قَبْلَ أَنْ نُصْبِحَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سُئِلَ: أَيُقْبَرُ الْمَيِّتُ لَيْلًا؟ فَقَالَ: «§قَدْ قُبِرَ أَبُو بَكْرٍ بِاللَّيْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ -[208]- بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ: «§أَنَّ عُمَرَ دَفَنَ أَبَا بَكْرٍ لَيْلًا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَوْتَرَ بِثَلَاثٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§دُفِنَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دُفِنَ لَيْلًا»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بَلَغَهُ §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا، دَفَنَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «§أَنَّ عُمَرَ دَفَنَ أَبَا بَكْرٍ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §حَضَرْتُ دَفْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْزِلَ، فَقَالَ عُمَرُ: كُفِيتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَقَامَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةُ النَّوْحَ فَبَلَغَ عُمَرَ فَجَاءَ فَنَهَاهُنَّ عَنِ النَّوْحِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَنْتَهِينَ، فَقَالَ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَخْرِجْ إِلَيَّ ابْنَةَ أَبِي قُحَافَةَ، فَعَلَاهَا بِالدِّرَّةِ ضَرَبَاتٍ -[209]-، فَتَفَرَّقَ النَّوَائِحِ حِينَ سَمِعْنَ ذَلِكَ، وَقَالَ: تُرِدْنَ أَنْ يُعَذَّبَ أَبُو بَكْرٍ بِبُكَائِكُنَّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَأَصْبَحْنَا فَاجْتَمَعَ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ §وَأَقَامُوا النَّوْحَ وَأَبُو بَكْرٍ يُغْسَلُ، وَيُكَفَّنُ فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالنُّوَّحِ فَفُرِّقْنَ، فَوَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ إِنْ كُنَّ لَيُفَرَّقْنَ وَيَجْتَمِعْنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولَانِ: «أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ §حُفِرَ لَهُ، وَجُعِلَ رَأْسُهُ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُلْصِقَ اللَّحْدُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُبِرَ هُنَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§رَأْسُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ حَقْوَيْ أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: «§جُعِلَ قَبْرُ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُسَطَّحًا، وَرُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّةَ، §اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ، فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلَاثَةِ -[210]- قُبُورٍ، لَا مُشْرِفَةٍ وَلَا لَاطِئَةٍ مَبْطُوحَةٍ بِبَطْحَاءِ الْعَرْصَةِ الْحَمْرَاءِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُقَدَّمًا، وَقَبْرَ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَرَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ رِجْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: فَوَصَفَ الْقَاسِمُ قُبُورَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ §يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيَدْعُو لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: " سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: «§كَانَا إِمَامَيْ هُدًى، رَاشِدَيْنِ مُرْشِدَيْنِ، مُصْلِحَيْنِ، مُنْجِحَيْنِ، خَرَجَا مِنَ الدُّنْيَا خَمِيصَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيَّادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §سَمِعَ أَبُوَ قُحَافَةَ الْهَائِعَةَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنُكَ، قَالَ: رُزْءٌ جَلِيلٌ، مَنْ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: عُمَرُ قَالَ: صَاحِبُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§وَرِثَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَبُوهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدْسَ، وَوَرِثَهُ مَعَهُ وَلَدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَائِشَةُ، وَأَسْمَاءُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ بَنُو أَبِي بَكْرٍ، وَامْرَأَتَاهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَحَبِيبَةُ ابْنَةُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ أُمُّ أُمِّ كُلْثُومٍ، وَكَانَتْ بِهَا نَسْأً حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: " كُلِّمَ أَبُو قُحَافَةَ فِي مِيرَاثِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: «§قَدْ رَدَدْتُ ذَلِكَ عَلَى وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ» -[211]-، قَالُوا: «ثُمَّ لَمْ يَعِشْ أَبُو قُحَافَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّامًا، وَتُوُفِّيَ فِي الْمُحْرِمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ حِبَّانِ الصَّائِغِ قَالَ: §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِي بَكْرٍ: نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§مَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «§لَا يَتَأَمَّرُ عَلَيْكُمَا أَحَدٌ بَعْدِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: " §ابْسُطْ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّ قُوَّتِي لَكَ مَعَ فَضْلِكَ، قَالَ: فَبَايَعَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَقَدْ قَصِعَتْ لِحْيَتِي، فَقَالَ: مَا لَكَ عَنِ الْخِضَابِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَكْرَهُهُ فِي هَذَا الْبَلَدِ، قَالَ: فَاصْبِغْ بِالْوَسِمَةِ، فَإِنِّي كُنْتُ أَخْضِبُ بِهَا حَتَّى تَحَرَّكَ فَمِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أُنَاسًا مِنْ حَمْقَى قُرَّائِكُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ خِضَابَ اللِّحَى حَرَامٌ، وَأَنَّهُمْ سَأَلُوا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَوِ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ زُهَيْرٌ: الشَّكُّ مِنْ غَيْرِي، عَنْ خِضَابِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «§كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» ، فَهَذَا الصِّدِّيقُ قَدْ خَضَبَ قَالَ: قُلْتُ: الصِّدِّيقُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ هَذِهِ الْقِبْلَةِ، أَوِ الْكَعْبَةِ -[212]-، إِنَّهُ الصِّدِّيقُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ قَامَ خَطِيبًا، فَلَا وَاللَّهِ مَا خَطَبَ خُطْبَتَهُ أَحَدٌ بَعْدُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنِّي وُلِّيتُ هَذَا الْأَمْرَ وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ، وَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ كَفَانِيهِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ إِنْ كَلَّفْتُمُونِي أَنْ أَعْمَلَ فِيكُمْ بِمِثْلِ عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ أَقِمْ بِهِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدًا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالْوَحْيِ وَعَصَمَهُ بِهِ، أَلَا وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ، فَرَاعُونِي، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَقَمْتُ فَاتَّبِعُونِي، وَإِنْ رَأَيْتُمُونِي زِغْتُ فَقَوِّمُونِي، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِيَ شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي، لَا أُؤَثِّرُ فِي أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَامَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ، وَالْآخَرُ مِنَّا، قَالَ: فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ حَيٍّ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ جَدِّهِ صَبِيحَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ لَهُ بَيْتُ مَالٍ بِالسُّنْحِ مَعْرُوفٌ لَيْسَ يَحْرُسُهُ أَحَدٌ، فَقِيلَ لَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §أَلَا تَجْعَلُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ مَنْ يَحْرُسُهُ؟ فَقَالَ: لَا يُخَافُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: «عَلَيْهِ قُفْلٌ» ، قَالَ: وَكَانَ يُعْطِي مَا فِيهِ حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهِ شَيْءٌ، فَلَمَّا تَحَوَّلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ حَوَّلَهُ فَجَعَلَ بَيْتَ مَالِهِ فِي الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيهَا وَكَانَ قَدِمَ عَلَيْهِ مَالٌ مِنْ مَعْدِنِ الْقَبَلِيَّةِ وَمِنْ مَعَادِنِ جُهَيْنَةَ كَثِيرٌ، وَانْفَتَحَ مَعْدِنُ بَنِي سُلَيْمٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ مِنْهُ بِصَدَقَتِهِ، فَكَانَ يُوضَعُ ذَلِكَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَقْسِمُهُ عَلَى النَّاسِ نُقَرًا نُقَرًا فَيُصِيبُ كُلُّ مِائَةِ إِنْسَانٍ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ يُسَوِّي بَيْنَ النَّاسِ فِي الْقَسْمِ، الْحَرُّ وَالْعَبْدُ وَالذَّكَرُ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَكَانَ يَشْتَرِي الْإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَالسِّلَاحَ فَيَحْمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاشْتَرَى عَامًا قَطَائِفَ أَتَى بِهَا مِنَ الْبَادِيَةِ فَفَرَّقَهَا فِي أَرَامِلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الشِّتَاءِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَدُفِنَ دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْأُمَنَاءَ، وَدَخَلَ بِهِمْ بَيْتَ مَالِ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَغَيْرُهُمَا، فَفَتَحُوا بَيْتَ الْمَالِ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَوَجَدُوا خَيْشَةً لِلْمَالِ فَنُقِضَتْ فَوَجَدُوا فِيهَا دِرْهَمًا، فَرَحَّمُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ وَزَّانٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَزِنُ مَا كَانَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ مَالٍ فَسُئِلَ الْوَزَّانُ كَمْ بَلَغَ ذَلِكَ الْمَالُ الَّذِي وَرَدَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: مِائَتَيْ أَلْفٍ "

طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ويكنى أبا محمد وأمه الصعبة بنت عبد الله بن عماد الحضرمي، وأمها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي بن كلاب، وكان وهب بن عبد صاحب الرفادة دون قريش كلها. وكان لطلحة من الولد: محمد وهو السجاد، وبه

§طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ الصَّعْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمَادٍ الْحَضْرَمِيِّ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانَ وَهْبُ بْنُ عَبْدٍ صَاحِبُ الرِّفَادَةِ دُونَ قُرَيْشٍ كُلِّهَا. وَكَانَ لِطَلْحَةَ مِنَ الْوَلَدِ: مُحَمَّدٌ وَهُوَ السَّجَّادُ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ مَعَ أَبِيهِ، وَعِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُمُّهُمَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ يُقَالُ لِلْقَعْقَاعِ تَيَّارُ الْفُرَاتِ مِنْ سَخَائِهِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ وَكَانَ جَوَادًا، قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وزكرياءُ وَيُوسُفُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعِيسَى، وَيَحْيَى، وَأُمُّهُمَا سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ، تَزَوَّجَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ طَلْحَةَ ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ، وَأُمُّهَا الْجَرْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ قَسَامَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ مِنْ طَيِّئٍ، وَالصَّعْبَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ طَلْحَةَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَصَالِحُ بْنُ طَلْحَةَ دَرَجَ، وَأُمُّهُ الْفَرَعَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ سَبِيَّةٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ -[215]- اللَّهِ: حَضَرْتُ سُوقَ بُصْرَى فَإِذَا رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ يَقُولُ: سَلُوا أَهْلَ هَذَا الْمَوْسِمِ: أَفِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا، فَقَالَ: هَلْ ظَهَرَ أَحْمَدُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَحْمَدُ؟ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، §هَذَا شَهْرُهُ الَّذِي يَخْرُجُ فِيهِ، وَهُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَخْرَجُهُ مِنَ الْحَرَمِ وَمُهَاجَرُهُ إِلَى نَخْلٍ وَحَرَّةٍ وَسِبَاخٍ فَإِيَّاكَ أَنْ تَسْبِقَ إِلَيْهِ. قَالَ طَلْحَةُ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا قَالَ فَخَرَجْتُ سَرِيعًا حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ مِنْ حَدَثٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَمِينُ تَنَبَّأَ وَقَدْ تَبِعَهُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَتَبِعْتَ هَذَا الرَّجُلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ فَادْخُلْ عَلَيْهِ فَاتْبَعْهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ، فَأَخْبَرَهُ طَلْحَةُ بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ بِطَلْحَةَ فَدَخَلَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ طَلْحَةُ، وَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ، فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَخَذَهُمَا نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ الْعَدَوِيَّةِ فَشَدَّهُمَا فِي حَبْلٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمَا بَنُو تَيْمٍ، وَكَانَ نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ يُدْعَى أَسَدُ قُرَيْشٍ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ الْقَرِينَيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَائِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَرَّارِ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَكَانَ الْغَدُ لَقِيَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ جَائِيًا مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ، فَكَسَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ، وَخَبَّرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ مَنْ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدِ اسْتَبْطَؤُوا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَجَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّيْرَ وَمَضَى طَلْحَةُ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ آلِ أَبِي بَكْرٍ، فَهُوَ الَّذِي قَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ -[216]- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِطَلْحَةَ مَوْضِعَ دَارِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، عَنْ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالُوا: " لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فُصُولَ عِيرِ قُرَيْشٍ مِنَ الشَّامِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ خُرُوجِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ بِعَشْرِ لَيَالٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ، فَخَرَجَا حَتَّى بَلَغَا الْحَوْرَاءَ، فَلَمْ يَزَالَا مُقِيمَيْنِ هُنَاكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمَا الْعِيرُ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرُ قَبْلَ رُجُوعِ طَلْحَةَ وَسَعِيدٍ إِلَيْهِ فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ، وَخَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ، وَسَارُوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ فَرَقًا مِنَ الطَّلَبِ، وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرَ الْعِيرِ وَلَمْ يَعْلَمَا بِخُرُوجِهِ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي لَاقَى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّفِيرَ مِنْ قُرَيْشٍ بِبَدْرٍ، فَخَرَجَا -[217]- مِنَ الْمَدِينَةِ يَعْتَرِضَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقِيَاهُ بِتُرْبَانَ فِيمَا بَيْنَ مَلَلٍ وَالسَّيَالَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ مُنْصَرِفًا مِنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْوَقْعَةَ، فَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسِهَامِهِمَا وَأُجُورِهِمَا فِي بَدْرٍ، فَكَانَا كَمَنْ شَهِدَهَا، وَشَهِدَ طَلْحَةُ أُحُدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَرَمَى مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ يَوْمَ أُحُدٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاتَّقَى طَلْحَةُ بِيَدِهِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَصَابَ خِنْصَرَهُ فَشَلَّتْ، فَقَالَ حِينَ أَصَابَتْهُ الرَّمِيَّةُ: حَسِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَوْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ لَدَخَلَ الْجَنَّةَ» ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ أَصَابَتْهُ يَوْمَئِذٍ فِي رَأْسِهِ الْمُصَلِّبَةُ، ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ضَرْبَتَيْنِ، ضَرْبَةً وَهُوَ مُقْبِلٌ، وَضَرْبَةً وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ، فَكَانَ قَدْ نَزَفَ مِنْهَا الدَّمُ، وَكَانَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ يَقُولُ: أَنَا وَاللَّهِ ضَرَبْتُهُ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ طَلْحَةُ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زكرياءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§أُصِيبَ أَنْفُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَرَبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَقَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَضُرِبَتْ فَشَلَّتْ إِصْبَعُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ قَالَ: «§رَأَيْتُ إِصْبَعَيْ طَلْحَةَ قَدْ شَلَّتَا، اللَّتَيْنِ وَقَى بِهِمَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ إِسْحَاقَ ابْنَتِي طَلْحَةَ قَالَتَا: «§جُرِحَ أَبُونَا يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ جِرَاحَةً، وَقَعَ مِنْهَا فِي رَأْسِهِ شَجَّةٌ مُرَبَّعَةٌ، وَقُطِعَ نَسَاهُ -[218]- يَعْنِي عِرْقَ النَّسَا، وَشَلَّتْ إِصْبَعُهُ، وَسَائِرُ الْجَرَّاحِ فِي سَائِرِ جَسَدِهِ، وَقَدْ غَلَبَهُ الْغَشْيُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكْسُورَةٌ رَبَاعِيَّتَاهُ، مَشْجُوجٌ فِي وَجْهِهِ، قَدْ عَلَاهُ الْغَشْيُ، وَطَلْحَةُ مُحْتَمِلُهُ، يَرْجِعُ بِهِ الْقَهْقَرَى، كُلَّمَا أَدْرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَاتَلَ دُونَهُ حَتَّى أَسْنَدَهُ إِلَى الشِّعْبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: " كُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§عَلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ» ، يُرِيدُ طَلْحَةَ وَقَدْ نُزِفَ، فَلَمْ يُنْظَرْ إِلَيْهِ، وَأَقْبَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم "

قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: «§رَجَعَ طَلْحَةُ يَوْمَئِذٍ بِخَمْسٍ وَسَبْعِينَ أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ ضَرْبَةً، رُبِّعَ فِيهَا جَبِينُهُ، وَقُطِعَ نَسَاهُ، وَشَلَّتْ إِصْبَعُهُ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ»

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَوْجَبَ طَلْحَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنِّي لَفِي بَيْتِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِالْفِنَاءِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ، إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ §يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[219]- وسلم يَقُولُ: «§طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ قَدْ §قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ» . قَالَ حُصَيْنٌ: قَاتَلَ طَلْحَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جُرِحَ يَوْمَئِذٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ طَلْحَةَ سَرِيَّةً فِي عَشَرَةٍ، وَقَالَ: «§شِعَارُكُمْ يَا عَشْرَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً تِسْعَةً، وَأَتَمَّهُمْ عَشَرَةً بِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: «§شِعَارُكُمْ عَشَرَةٌ» قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَصِفُ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلًا آدَمَ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، لَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلَا بِالسَّبْطِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، دَقِيقَ الْعِرْنِينِ، إِذَا مَشَى أَسْرَعَ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ شَعْرَهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: «§كَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَاتِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ رَأَى عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ بِمَشْقٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " §مَا بَالُ هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ يَا طَلْحُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا صَبَغْنَاهُ بِمَدَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسَ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلًا رَأَى عَلَيْكَ ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ لَقَالَ: قَدْ كَانَ طَلْحَةُ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُصَبَّغَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ أَوْ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ أَبْصَرَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا طَلْحَةُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هُوَ مَدَرٌ، فَقَالَ: §إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِكُمْ، وَلَوْ رَآكَ أَحَدٌ جَاهِلٌ قَالَ: طَلْحَةُ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُصَبَّغَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَإِنَّ أَحْسَنَ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْبَيَاضَ، فَلَا تَلْبِسُوا عَلَى النَّاسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ فِي يَدِ طَلْحَةَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، فَنَزَعَهَا وَجَعَلَ مَكَانَهَا جِزْعَةً، فَأُصِيبَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجَمَلِ وَهِيَ عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: «§كَانَتْ غَلَّةُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَلْفًا وَافِيًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سُعْدَى بِنْتُ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةُ قَالَتْ: " دَخَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكَ، أَرَابَكَ شَيْءٌ مِنْ أَهْلِكَ فَنُعْتِبَ؟ قَالَ: نِعْمَ حَلِيلَةُ الْمَرْءِ أَنْتِ، وَلَكِنْ §عِنْدِي مَالٌ قَدْ أَهَمَّنِي أَوْ غَمَّنِي قَالَتْ: اقْسِمْهُ، فَدَعَا جَارِيَتَهُ، فَقَالَ: ادْخُلِي عَلَى قَوْمِي، فَأَخَذَ يَقْسِمُهُ، فَسَأَلْتُهَا، كَمْ كَانَ الْمَالُ؟ فَقَالَتْ: أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: " §أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِسَبْعِمِائَةِ أَلْفٍ، فَحَمَلَهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تَبِيتُ هَذِهِ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ لَا يَدْرِي مَا يَطْرُقُهُ مِنْ أَمْرِ -[221]- اللَّهِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ، فَبَاتَ وَرُسُلُهُ مُخْتَلِفٌ بِهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَسْحَرَ وَمَا عِنْدَهُ مِنْهَا دِرْهَمٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ حُلَمَاءِ قُرَيْشٍ،: «§إِنَّ أَقَلَّ الْعَيْبِ عَلَى الرَّجُلِ جُلُوسُهُ فِي دَارِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: «إِنَّ §أَقَلَّ الْعَيْبِ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَجْلِسَ فِي دَارِهِ»

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «§كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ طَلْحَةُ يُغِلُّ كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الْعِرَاقِ أَلْفَ وَافٍ دِرْهَمٍ وَدَانَقِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَغِلُّ بِالْعِرَاقِ مَا بَيْنَ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، وَيَغِلُّ بِالسَّرَاةِ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَبِالْأَعْرَاضِ لَهُ غَلَّاتٍ، وَكَانَ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ بَنِي تَيْمٍ عَائِلًا إِلَّا كَفَاهُ مَؤُونَتَهُ وَمَؤُونَةَ عِيَالِهِ وَزَوَّجَ أَيَامَاهُمْ وَأَخْدَمَ عَائِلَهُمْ، وَقَضَى دَيْنَ غَارِمِهِمْ، وَلَقَدْ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى عَائِشَةَ إِذَا جَاءَتْ غَلَّتُهُ كُلَّ سَنَةٍ بِعَشَرَةِ آلَافٍ وَلَقَدْ قَضَى عَنْ صُبَيْحَةَ التَّيْمِيِّ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: " أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَأَلَهُ: " كَمْ تَرَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، مِنَ الْعَيْنِ؟ قَالَ: تَرَكَ أَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ وَكَانَ مَالُهُ قَدِ اغْتِيلَ، كَانَ يُغِلُّ كُلَّ سَنَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ مِائَةَ أَلْفٍ سِوَى غَلَّاتِهِ مِنَ السَّرَاةِ -[222]- وَغَيْرِهَا، وَلَقَدْ كَانَ يُدْخِلُ قُوتَ أَهْلِهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَتَهُمْ مِنْ مَزْرَعَةٍ بِقَنَاةٍ كَانَ يَزْرَعُ عَلَى عِشْرِينَ نَاضِحًا، وَأَوَّلُ مَنْ زَرَعَ الْقَمْحَ بِقَنَاةٍ هُوَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «§عَاشَ حَمِيدًا، سَخِيًا، شَرِيفًا، وَقُتِلَ فَقِيرًا، رَحِمَهُ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «كَانَتْ §قِيمَةُ مَا تَرَكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنَ الْعَقَارِ وَالْأَمْوَالِ وَمَا تَرَكَ مِنَ النَّاضِّ ثَلَاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، تَرَكَ مِنَ الْعَيْنِ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَالْبَاقِي عُرُوضٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدَّتِهِ سُعْدَى بِنْتِ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةِ أُمِّ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَتْ: «§قُتِلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، وَفِي يَدِ خَازِنِهِ أَلْفَا أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَا أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَقُوِّمَتْ أُصُولُهُ وَعَقَارُهُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْأَيْلِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: «حُدِّثْتُ أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ §تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ، فِي كُلِّ بُهَارٍ ثَلَاثُ قَنَاطِرِ ذَهَبٍ، وَسَمِعْتُ أَنَّ الْبُهَارَ جِلْدُ ثَوْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «§صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ فَلَمْ أُخْبَرْ أَحَدًا أَعَمَّ سَخَاءً عَلَى الدِّرْهَمِ وَالثَّوْبِ وَالطَّعَامِ مِنْ طَلْحَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، يُخْبِرُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ الْأَحْمَسِيِّ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ: «إِنَّا دَاهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلَا نَجِدُ الْيَوْمَ شَيْئًا أَمْثَلَ مِنْ أَنْ نَبْذُلَ دِمَاءَنَا فِيهِ، اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي الْيَوْمَ حَتَّى تَرْضَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ رَمَى طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ وَاقِفٌ إِلَى جَنْبِ عَائِشَةَ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ سَاقَهُ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللَّهِ §لَا أَطْلُبُ قَاتِلَ عُثْمَانَ بَعْدَكَ أَبَدًا، فَقَالَ طَلْحَةُ لِمَوْلًى لَهُ: ابْغِنِي مَكَانًا، قَالَ: لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ، اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي حَتَّى تَرْضَى، ثُمَّ وَسَّدَ حَجَرًا فَمَاتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «كَانَ مَرْوَانُ مَعَ طَلْحَةَ فِي الْخَيْلِ §فَرَأَى فُرْجَةً فِي دِرْعِ طَلْحَةَ فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " §رُمِيَ طَلْحَةُ فَأَعْنَقَ فَرَسُهُ، فَرَكَضَ فَمَاتَ فِي بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: بِاللَّهِ مَصْرَعُ شَيْخٍ أُضِيعَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «§أَنَّ مَرْوَانَ اعْتَرَضَ طَلْحَةَ لَمَّا جَالَ النَّاسُ بِسَهْمٍ، فَأَصَابَهُ فَقَتَلَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا حُبَابٍ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ كَلْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: «لَوْلَا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَرْوَانَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَتَلَ طَلْحَةَ مَا تَرَكْتُ مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتُهُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " رَمَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي رُكْبَتِهِ فَجَعَلَ الدَّمُ يَغْذُو يَسِيلُ، فَإِذَا أَمْسَكُوهُ اسْتَمْسَكَ، وَإِذَا تَرَكُوهُ سَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا بَلَغَتْ إِلَيْنَا سِهَامُهُمْ بَعْدُ، ثُمَّ قَالَ: §دَعُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ، فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ عَلَى شَطِّ الْكَلَّاءِ، فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِهِ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا تُرِيحُونَنِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ، فَإِنِّي قَدْ غَرِقْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُهَا، فَنَبَشُوهُ -[224]- مِنْ قَبْرِهِ أَخْضَرَ كَأَنَّهُ السَّلْقُ، فَنَزَفُوا عَنْهُ الْمَاءَ ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ، فَإِذَا مَا يَلِي الْأَرْضَ مِنْ لِحْيَتِهِ وَوَجْهِهِ قَدْ أَكَلَتْهُ الْأَرْضُ، فَاشْتَرَوْا دَارًا مِنْ دُورِ أَبِي بَكَرَةَ فَدَفَنُوهُ فِيهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: «§قُتِلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى لِطَلْحَةَ قَالَ: دَخَلَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ عَلَى عَلِيٍّ بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: " §إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ، قَالَ: وَرَجُلَانِ جَالِسَانِ عَلَى نَاحِيَةِ الْبِسَاطِ، فَقَالَا: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، تَقْتُلُهُمْ بِالْأَمْسِ وَتَكُونُونَ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ فِي الْجَنَّةِ؟، فَقَالَ عَلِيٌّ: قُومَا أَبْعَدَ أَرْضٍ وَأَسْحَقَهَا، فَمَنْ هُوَ إِذًا إِنْ لَمْ أَكُنْ أَنَا وَطَلْحَةُ؟ قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِعِمْرَانَ: كَيْفَ أَهْلُكَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِ أَبِيكَ؟ أَمَا إِنَّا لَمْ نَقْبِضْ أَرْضَكُمْ هَذِهِ السِّنِينَ وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَأْخُذَهَا، إِنَّمَا أَخَذْنَاهَا مَخَافَةَ أَنْ يَنْتَهِبَهَا النَّاسُ، يَا فُلَانُ، اذْهَبْ مَعَهُ إِلَى ابْنِ قَرَظَةَ فَمُرْهُ فَلْيَدْفَعْ إِلَيْهِ أَرْضَهُ وَغَلَّةَ هَذِهِ السِّنِينَ، يَا ابْنَ أَخِي، وَأَتِنَا فِي الْحَاجَةِ إِذَا كَانَتْ لَكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَبِيبَةَ قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: تَعَالَ هَاهُنَا يَا ابْنَ أَخِي، فَأَجْلَسَهُ عَلَى طَنْفَسَتِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ §إِنِّي لَأْرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُو هَذَا مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] -[225]- فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَامَ إِلَيْهِ بِدِرَّتِهِ فَضَرَبَهُ وَقَالَ: أَنْتَ، لَا أُمَّ لَكَ، وَأَصْحَابُكَ تُنْكِرُونَ هَذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ عَلِيٍّ جَالِسٌ إِذْ جَاءَ ابْنُ طَلْحَةَ فَسَلَّمَ عَلَى عَلِيٍّ، فَرَحَّبَ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: تُرَحِّبُ بِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ قَتَلْتَ وَالِدِي وَأَخَذْتَ مَالِي، قَالَ: " أَمَّا مَالُكَ فَهُوَ مَعْزُولٌ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَاغْدُ إِلَى مَالِكَ فَخُذْهُ، §وَأَمَّا قَوْلُكَ: قَتَلْتَ أَبِي، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ أَعْوَرُ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَصَاحَ عَلِيٌّ صَيْحَةً تَدَاعَى لَهَا الْقَصْرُ قَالَ: «فَمَنْ ذَاكَ إِذَا لَمْ نَكُنْ نَحْنُ أُولَئِكَ؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَيْطَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدَةَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الظَّاعِنِيُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ أَرْسَلَ إِلَى ابْنَيْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُمَا: " يَا ابْنَيْ أَخِي، انْطَلِقَا إِلَى أَرْضِكُمَا فَاقْبِضَاهَا، فَإِنِّي إِنَّمَا قَبَضْتُهَا لِئَلَّا يَتَخَطَّفَهَا النَّاسُ، إِنِّي §لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكُمَا مِمَّنْ ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] . قَالَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِيُّ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ وَقَالَ: «فَمَنْ، لَا أُمَّ لَكَ» ، مَرَّتَيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ: §ائْذَنُوا لِقَاتِلِ طَلْحَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «بَشِّرْهُ بِالنَّارِ»

صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيض بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وكان

§صُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَوْسِ مَنَاةَ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ قَعِيدُ بْنُ مَهِيضِ بْنِ خُزَاعِيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ أَبُوهُ سِنَانُ بْنُ مَالِكٍ أَوْ عَمُّهُ عَامِلًا لِكِسْرَى عَلَى الْأُبُلَّةِ، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ وَيُقَالُ: كَانَوا فِي قَرْيَةٍ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ مِمَّا يَلِي الْجَزِيرَةَ وَالْمَوْصِلِ فَأَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ فَسَبَتْ صُهَيْبًا وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ فَقَالَ عَمُّهُ: أَنْشُدُ اللَّهَ، الْغُلَامُ النَّمَرِيُّ، دَجٌّ وَأَهْلِي بِالثَّنِيِّ، قَالَ: وَالثَّنِيِّ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ أَهْلُهُ بِهَا، فَنَشَأَ صُهَيْبٌ بِالرُّومِ فَصَارَ أَلْكَنَ، فَابْتَاعَتْهُ كَلْبٌ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَدِمَتْ بِهِ مَكَّةَ فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ مِنْهُمْ فَأَعْتَقَهُ فَأَقَامَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ هَلَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ وَبُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا أَهْلُ صُهَيْبٍ وَوَلَدُهُ فَيَقُولُونَ: بَلْ هَرَبَ مِنَ الرُّومِ حِينَ بَلَغَ وَعَقَلَ فَقَدِمَ مَكَّةَ فَحَالَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ وَأَقَامَ مَعَهُ إِلَى أَنْ هَلَكَ، وَكَانَ صُهَيْبٌ رَجُلًا أَحْمَرَ شَدِيدَ الْحُمْرَةِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَهُوَ إِلَى الْقِصَرِ أَقْرَبُ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ الْجَزَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «§صُهَيْبٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§صُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ -[227]- قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا صُهَيْبُ §مَا لَكَ تُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَتَقُولُ إِنَّكَ مِنَ الْعَرَبِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ، وَتُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ؟، فَقَالَ صُهَيْبٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ وَادِّعَائِي إِلَى الْعَرَبِ فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، وَلَكِنْ سُبِيتُ سَبَتْنِي الرُّومُ غُلَامًا صَغِيرًا بَعْدَ أَنْ عَقَلْتُ أَهْلِي وَقَوْمِي وَعَرَفْتُ نَسَبِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ وَإِسْرَافِي فِيهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ خِيَارَكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ» ، فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " §لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الْأَرْقَمِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُ؟ فَقَالَ لِي: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعَ كَلَامَهُ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ، فَكَانَ إِسْلَامُ عَمَّارٍ وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§كَانَ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا يُعَذَّبُونَ فِي اللَّهِ بِمَكَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ -[228]-: أَتَيْتَنَا هَاهُنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تَنْطَلِقُ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ تَرَكْتُ مَالِي تُخَلُّونَ أَنْتُمْ سَبِيلِي؟، قَالُوا: نَعَمْ، فَجَعَلَ لَهُمْ مَالَهُ أَجْمَعَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَانْتَشَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ اللَّهِ، لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِيَ فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ، فَافْعَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي، قَالُوا: نَعَمْ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ» ، قَالَ: وَنَزَلَتْ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «§قَدِمَ آخِرُ النَّاسِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلِيٌّ وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ وَذَلِكَ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُبَاءٍ لَمْ يَرِمْ بَعْدُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: " قَدِمَ صُهَيْبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ رُطَبٌ قَدْ جَاءَهُمْ بِهِ كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ أُمَّهَاتِ جَرَاذِينَ، وَصُهَيْبٌ قَدْ رَمِدَ بِالطَّرِيقِ وَأَصَابَتْهُ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، فَوَقَعَ فِي الرُّطَبِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرَى إِلَى صُهَيْبٍ يَأْكُلُ الرُّطَبَ وَهُوَ رَمِدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

: «تَأْكُلُ الرُّطَبَ وَأَنْتَ رَمِدٌ؟» فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَإِنَّمَا §آكُلُهُ بِشِقِّ عَيْنِي الصَّحِيحَةِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَعَدْتَنِي أَنْ تَصْطَحِبَ فَخَرَجْتَ وَتَرَكْتَنِي، وَيَقُولُ: وَعَدْتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تُصَاحِبَنِيَ فَانْطَلَقْتَ وَتَرَكْتَنِي، فَأَخَذَتْنِي قُرَيْشٌ فَحَبَسُونِي فَاشْتَرَيْتُ نَفْسِي وَأَهْلِي بِمَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَبِحَ الْبَيْعُ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} وَقَالَ صُهَيْبٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا تَزَوَّدْتَ إِلَّا مُدًّا مِنْ دَقِيقٍ عَجَنْتُهُ بِالْأَبْوَاءِ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ صُهَيْبٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَنَزَلَ الْعُزَّابُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ وَالْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ» قَالَ: وَشَهِدَ صُهَيْبٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: " هَلُمُّوا نُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَغَازِينَا، §فَأَمَّا أَنْ أَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَهْلِ الشُّورَى فِيمَا يُوصِيهِمْ بِهِ: «§وَلْيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ -[230]-، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فَإِذَا صُهَيْبٌ يُصَلِّي بِهِمُ الْمَكْتُوبَاتِ بِأَمْرِ عُمَرَ، §فَقَدَّمُوا صُهَيْبًا فَصَلَّى عَلَى عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حُذَيْفَةَ، رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ صُهَيْبٌ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً بِالْمَدِينَةِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى صُهَيْبٌ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، ويكنى أبا عمرو

§عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي حَدِيثٍ لَهَا طَوِيلٌ قَالَتْ: «وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ، فَأَسْلَمَ عَامِرٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ، §وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ لَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ -[231]- بْنِ خَيْثَمَةَ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: " §أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ كَانَ مِنْ أُولَئِكِ الرَّهْطِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنَ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ هِيَ دَفَنَتْهُ " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَهُ، فَقَالَ عَامِرٌ: فُزْتُ وَاللَّهِ. قَالَ: وَذُهِبَ بِعَامِرٍ عُلُوًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَارَتْ جُثَّتَهُ، وَأُنْزِلَ عِلِّيِّينَ» ، وَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى مَا قَوْلُهُ: فُزْتُ وَاللَّهِ، قَالُوا: الْجَنَّةَ، قَالَ: فَأَسْلَمَ جَبَّارٌ لَمَّا رَأَى مِنْ أَمْرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§رُفِعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ، يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَارَتْهُ»

بلال بن رباح مولى أبي بكر ويكنى أبا عبد الله، وكان من مولدي السراة واسم أمه حمامة، وكانت لبعض بني جمح.

§بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ وَاسْمُ أُمِّهِ حَمَامَةُ، وَكَانَتْ لِبَعْضِ بَنِي جُمَحَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§كَانَ بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ يُعَذَّبُ حِينَ أَسْلَمَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ، فَمَا أَعْطَاهُمْ قَطُّ كَلِمَةً مِمَّا يُرِيدُونَ، وَكَانَ الَّذِي يُعَذِّبُهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " كَانَ بِلَالٌ إِذَا اشْتَدُّوا عَلَيْهِ فِي الْعَذَابِ قَالَ: §أَحَدٌ أَحَدٌ، فَيَقُولُونَ لَهُ: قُلْ كَمَا نَقُولُ، فَيَقُولُ: إِنَّ لِسَانِيَ لَا يُحْسِنُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ بِلَالًا أَخَذَهُ أَهْلُهُ فَمَطُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مِنَ الْبَطْحَاءِ وَجِلْدِ بَقَرَةٍ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: رَبُّكَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى، وَيَقُولُ: §أَحَدٌ أَحَدٌ، قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: عَلَامَ تُعَذِّبُونَ هَذَا الْإِنْسَانَ؟ قَالَ: فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «الشَّرِكَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَ: قَدْ أَعْتَقْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: «§اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا بِخَمْسِ أَوَاقٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَأَحْمَدُ -[233]- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: «§أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ، أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} [ص: 63] قَالَ: §يَقُولُ أَبُو جَهْلٍ: أَيْنَ بِلَالٌ أَيْنَ فُلَانٌ، كُنَّا نَعُدُّهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَشْرَارِ فَلَا نَرَاهُمْ فِي النَّارِ، أَمْ هُمْ فِي مَكَانٍ لَا نَرَاهُمْ فِيهِ، أَمْ هُمْ فِي النَّارِ لَا نَرَى مَكَانَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَعَمَّارٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ. قَالَ: فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَنَعَهُ عَمُّهُ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ، وَأُخِذَ الْآخَرُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا، فَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَوْمَهُ بِأَنْطَاعِ الْأُدْمِ فِيهَا الْمَاءُ فَأَلْقَوْهُمْ فِيهِ، وَحَمَلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلَّا بِلَالًا، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاء أَبُو جَهْلٍ فَجَعَلَ يَشْتِمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ، ثُمَّ طَعَنَهَا فَقَتَلَهَا، فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الْإِسْلَامِ، إِلَّا بِلَالًا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ حَتَّى مَلُّوهُ، فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا، ثُمَّ أَمَرُوا صِبْيَانَهُمْ أَنْ يَشْتَدُّوا بِهِ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ، فَجَعَلَ بِلَالٌ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: «§لَمَّا هَاجَرَ بِلَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ بِلَالٍ وَبَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: إنَّهُ آخَى بَيْنَ بِلَالٍ -[234]- وَبَيْنَ أَبِي رُوَيْحَةَ الْخَثْعَمِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ، وَلَمْ يَشْهَدْ أَبُو رُوَيْحَةَ بَدْرًا. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يُثْبِتُ مُؤَاخَاةَ بِلَالٍ وَأَبِي رُوَيْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ الْفُرْعِ، وَيَقُولُ: لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الدَّوَاوِينَ بِالشَّامِ خَرَجَ بِلَالٌ إِلَى الشَّامِ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاهِدًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى مَنْ تَجْعَلُ دِيوَانَكَ يَا بِلَالُ؟ قَالَ: مَعَ أَبِي رُوَيْحَةَ، لَا أُفَارِقُهُ أَبَدًا، لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَضَمَّ دِيوَانَ الْحَبَشَةِ إِلَى خَثْعَمٍ لِمَكَانِ بِلَالٍ مِنْهُمْ فَهُوَ فِي خَثْعَمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ بِالشَّامِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلَالٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ بِلَالٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ فَأَرَادَ أَنْ يُعْلِمَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ أَذَّنَ وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقَالَ: «حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، §الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَآهُ بِلَالٌ ابْتَدَأَ فِي الْإِقَامَةِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ مُؤَذِّنِينَ بِلَالٌ، وَأَبُو مَحْذُورَةَ، وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِذَا غَابَ بِلَالٌ أَذَّنَ أَبُو مَحْذُورَةَ، وَإِذَا غَابَ أَبُو مَحْذُورَةَ أَذَّنَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِهَا، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ -[235]- وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ يَكْرَهْهُ اللَّهُ يُغَيِّرْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: " أَنَّ بِلَالًا §كَانَ يُؤَذِّنُ حِينَ يَدْحَضُ الشَّمْسَ وَيُؤَخِّرُ الْإِقَامَةَ قَلِيلًا، أَوْ قَالَ: وَرُبَّمَا أَخَّرَ الْإِقَامَةَ قَلِيلًا، وَلَكِنْ لَا يُخْرِجُ فِي الْأَذَانِ عَنِ الْوَقْتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ §بِلَالًا صَعِدَ لِيُؤَذِّنَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] مَا لِبِلَالٍ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ... وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §كَانَتِ الْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعِيدِ، يَحْمِلُهَا بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ يَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْمُصَلَّى يَوْمَئِذٍ فَضَاءٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ الْقَرَظِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§كَانَ بِلَالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعِيدِ وَالِاسْتِسْقَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِ، أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ: " أَنَّ النَّجَاشِيَّ الْحَبَشِيَّ §بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَنَزَاتٍ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاحِدَةً لِنَفْسِهِ، وَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاحِدَةً، وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَاحِدَةً، فَكَانَ بِلَالٌ يَمْشِي

بِتِلْكَ الْعَنَزَةِ الَّتِي أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعِيدَيْنِ: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى، حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ سَعْدُ الْقَرَظِ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْعِيدَيْنِ فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، وَيُصَلِّيَانِ إِلَيْهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ: وَهِيَ هَذِهِ الْعَنَزَةُ الَّتِي يُمْشَى بِهَا الْيَوْمَ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلَاةِ " قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: «أَفْضَلُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلَالُ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلَالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي فَقَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلَالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ بِلَالٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَأَبَى بِلَالٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: فَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟ فَقَالَ: إِلَى سَعْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا عُمَرُ سَعْدًا فَجَعَلَ الْأَذَانَ إِلَيْهِ وَإِلَى عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَذَّنَ بِلَالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُقْبَرْ فَكَانَ إِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، انْتَحَبَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَلَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَذِّنْ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقَتَنِي لِأَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَسَبِيلُ ذَلِكَ، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ فَخَلِّنِي وَمَنْ -[237]- أَعْتَقَتَنِي لَهُ، فَقَالَ: مَا أَعْتَقْتُكَ إِلَّا لِلَّهِ، قَالَ: §فَإِنِّي لَا أُؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَاكَ إِلَيْكَ قَالَ: فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلَالٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ: لَبَّيْكَ، قَالَ: §أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: لِلَّهِ، قَالَ: فَأْذَنْ لِي حَتَّى أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " خَطَبَ بِلَالٌ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: أَنَا بِلَالٌ، وَهَذَا أَخِي عَبْدَانُ مِنَ الْحَبَشَةِ، كُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللَّهُ، §وَكُنَّا عَبْدَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللَّهُ، إِنْ تَنْكِحُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِنْ تَمْنَعُونَا فَاللَّهُ أَكْبَرُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: " أَنَّ أَخًا لِبِلَالٍ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ، فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: إِنْ حَضَرَ بِلَالٌ زَوَّجْنَاكَ، قَالَ: فَحَضَرَ بِلَالٌ فَتَشَهَّدَ، وَقَالَ: §أَنَا بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ وَهَذَا أَخِي، وَهُوَ امْرُؤُ سُوءٍ فِي الْخُلُقِ وَالدِّينِ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا، فَقَالُوا: مَنْ تَكُونُ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ، فَزَوَّجُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ بَنِي أَبِي الْبُكَيْرِ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: زَوِّجْ أُخْتَنَا فُلَانًا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ؟» ثُمَّ جَاؤُوا مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحْ أُخْتَنَا فُلَانًا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ؟» ، ثُمَّ جَاؤُوا الثَّالِثَةَ، فَقَالُوا: أَنْكِحْ أُخْتَنَا فُلَانًا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ؟ §أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالَ: فَأَنْكَحُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §زَوَّجَ ابْنَةَ أَبِي الْبُكَيْرِ بِلَالًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §زَوَّجَ ابْنَةَ الْبُكَيْرِ بِلَالًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «§أَنَّ بِلَالًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ»

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ مُرَاهِنٍ قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَأْتُونَ بِلَالًا، فَيَذْكُرُونَ فَضْلَهُ وَمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ، فَكَانَ يَقُولُ: «§إِنَّمَا أَنَا حَبَشِيٌّ، كُنْتُ بِالْأَمْسِ عَبْدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلِي لِلَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ بِلَالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ: «§كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلَالٍ سَبْعُ سِنِينَ، وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلَادِ بِلَالٍ حِينَ يَقُولُ: هُوَ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، رَأَى بِلَالًا: «§رَجُلًا آدَمَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ، نَحِيفًا -[239]-، طُوَالًا، أَجْنَأَ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ، لَا يُغَيِّرُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ شَهِدَ بِلَالٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. خَمْسَةُ نَفَرٍ

ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب

§وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ

أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم واسم أبي سلمة عبد الله، وأمه برة بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي، وكان لأبي سلمة من الولد سلمة، وعمر، وزينب، ودرة، وأمهم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن

§أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَاسْمُ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لِأَبِي سَلَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَلَمَةُ، وَعُمَرُ، وَزَيْنَبُ، وَدُرَّةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَوَلَدَتْ زَيْنَبَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْهَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» قَالُوا: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ فِيهِمَا جَمِيعًا، مُجْمَعٌ عَلَى ذَلِكَ فِي الرِّوَايَاتِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ -[240]- قَدِمَ عَلَيْنَا فِي الْهِجْرَةِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ قَدِمَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَنَزَلُوا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَبَيْنَ آخِرِهِمْ شَهْرَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: «§وَنَزَلَ أَبُو سَلَمَةَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِقُبَاءٍ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ وَسَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§لَمَّا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِأَبِي سَلَمَةَ مَوْضِعَ دَارِهِ عِنْدَ دَارِ بَنِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيِّينَ الْيَوْمَ، كَانَتْ مَعَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَبَاعُوهُ بَعْدُ وَتَحَوَّلُوا إِلَى بَنِي كَعْبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: " أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ الَّذِي جَرَحَهُ بِأُحُدٍ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ، رَمَاهُ بِمَعْبَلَةٍ فِي عَضُدِهِ فَمَكَثَ شَهْرًا يُدَاوِيهِ فَبَرَأَ فِيمَا يُرَى، وَقَدِ انْدَمَلَ الْجُرْحُ عَلَى بَغْيٍ لَا يَعْرِفُهُ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ سَرِيَّةً إِلَى بَنِي أَسَدٍ بِقَطَنٍ، فَغَابَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَانْتَقَضَ بِهِ الْجُرْحُ فَاشْتَكَى، ثُمَّ مَاتَ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، فَغُسِّلَ مِنَ الْيَسِيرَةِ بِئْرِ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَالِيَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ هُنَاكَ حِينَ تَحَوَّلَ مِنْ قُبَاءٍ، §غُسِّلَ بَيْنَ قَرْنَيِ الْبِئْرِ، وَكَانَ اسْمُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَسِيرَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[241]- الْيَسِيرَةَ، ثُمَّ حُمِلَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: «فَاعْتَدَّتْ أُمِّي أُمُّ سَلَمَةَ حَتَّى حَلَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْوَفَاةُ حَضَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النِّسَاءِ سِتْرٌ مَسْتُورٌ، فَبَكَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §الْمَيِّتَ يُحْضَرُ وَيُؤَمَّنُ عَلَى مَا يَقُولُ أَهْلُهُ، وَإِنَّ الْبَصَرَ لَيَشْخَصُ لِلرُّوحِ حِينَ يُعْرَجُ بِهَا» ، فَلَمَّا فَاضَتْ نَفْسُهُ بَسَطَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَفَّيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ فَأَغْمَضَهُمَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِينَ مَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ حَدَّثَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِينَ مَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يُحَدِّثُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِينَ مَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ يَعُودُهُ فَوَافَقَ دُخُولُهُ عَلَيْهِ خُرُوجَ نَفْسِهِ قَالَ: فَقُلْنَ النِّسَاءُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مَهْ، لَا تَدْعُونَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُ الْمَيِّتَ» أَوْ قَالَ «أَهْلَ الْمَيِّتِ، فَيُؤْمِنُونَ عَلَى دُعَائِهِمْ فَلَا تَدْعُونَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ -[242]- إِلَّا بِخَيْرٍ» ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَأَضِئْ لَهُ فِيهِ، وَعَظِّمْ نُورَهُ وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §الرُّوحَ إِذَا خَرَجَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى شُخُوصِ عَيْنَيْهِ»

أرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أميمة بنت الحارث بن حبالة بن عمير بن غبشان من خزاعة، وخاله نافع بن عبد الحارث الخزاعي عامل عمر بن الخطاب على مكة، ويكنى الأرقم أبا عبد الله، واسم أبي الأرقم عبد مناف ويكنى أسد بن عبد الله أبا

§أَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالَةَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ غُبْشَانَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَخَالُهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ عَامِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى مَكَّةَ، وَيُكْنَى الْأَرْقَمُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافٍ وَيُكْنَى أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبَا جُنْدُبٍ، وَكَانَ لِلْأَرْقِمِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعُثْمَانُ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَأُمَيَّةُ وَمَرْيَمُ وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَصَفِيَّةُ لِأُمُّ وَلَدٍ، وَيَتَعَادَّ وَلَدُ الْأَرْقَمِ إِلَى بِضْعَةً وَعِشْرِينَ إِنْسَانًا وَكُلُّهُمْ وَلَدُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ، وَبَعْضُهُمْ بِالشَّامِ وَقَعُوا إِلَيْهَا مُنْذُ سِنِينَ، وَأَمَّا وَلَدُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ هِنْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ عُثْمَانَ بْنَ الْأَرْقَمِ يَقُولُ: " أَنَا ابْنُ سَبْعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، أَسْلَمَ أَبِي سَابِعُ سَبْعَةٍ، وَكَانَتْ دَارُهُ بِمَكَّةَ عَلَى الصَّفَا، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَكُونُ فِيهَا أَوَّلُ الْإِسْلَامِ، وَفِيهَا دَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمَ فِيهَا قَوْمٌ كَثِيرٌ، وَقَالَ لَيْلَةَ الْإِثْنَيْنِ فِيهَا: " §اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَمْرِو بْنِ -[243]- هِشَامٍ " فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْغَدِ بُكْرَةً فَأَسْلَمَ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، وَخَرَجُوا مِنْهَا فَكَبِّرُوا وَطَافُوا الْبَيْتَ ظَاهِرِينَ وَدُعِيَتْ دَارُ الْأَرْقَمِ دَارُ الْإِسْلَامِ، وَتَصَدَّقَ بِهَا الْأَرْقَمُ عَلَى وَلَدِهِ، فَقَرَأْتُ نُسْخَةَ صَدَقَةِ الْأَرْقَمِ بِدَارِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَضَى الْأَرْقَمُ فِي رُبُعِهِ مَا حَازَ الصَّفَا إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ بِمَكَانِهَا مِنَ الْحَرَمِ، لَا تُبَاعُ وَلَا تُوَرَّثُ، شَهِدَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ وَفُلَانٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ " قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ هَذِهِ الدَّارُ صَدَقَةً قَائِمَةً فِيهَا وَلَدُهُ يَسْكُنُونَ وَيُؤَاجِرُونَ وَيَأْخُذُونَ عَلَيْهَا، حَتَّى كَانَ زَمَنُ أَبِي جَعْفَرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي وَقَعَتْ فِي نَفْسِ أَبِي جَعْفَرٍ، إِنَّهُ لَيْسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا وَنَحْنُ عَلَى ظَهْرِ الدَّارِ فِي فُسْطَاطٍ فَيَمُرُّ تَحْتَنَا، لَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ قَلَنْسُوَةً عَلَيْهِ لَأَخَذْتُهَا، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَيْنَا مِنْ حِينَ يَهْبِطُ بَطْنَ الْوَادِي حَتَّى يَصْعَدَ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ مِمَّنْ تَابَعَهُ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ فَتَعَلَّقَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَحْبِسَهُ وَيَطْرَحَهُ فِي حَدِيدٍ، ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ: شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبٍّ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى عَامَلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَأْمُرُهُ بِهِ، فَدَخَلَ شِهَابٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَبْسَ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَقَدْ ضَجِرَ بِالْحَدِيدِ وَالْحَبْسِ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُخَلِّصَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ وَتَبِيعَنِي دَارَ الْأَرْقَمِ؟ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُهَا، وَعَسَى إِنْ بِعْتَهُ إِيَّاهَا أَنْ أُكَلِّمَهُ فِيكَ فَيَعْفُوَ عَنْكَ، قَالَ: إِنَّهَا صَدَقَةٌ وَلَكِنَّ حَقِّي مِنْهَا لَهُ وَمَعِي فِيهَا شُرَكَاءٌ إِخْوَتِي وَغَيْرُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّمَا عَلَيْكَ نَفْسَكَ، أَعْطِنَا حَقَّكَ وَبَرِئْتَ، فَأَشْهَدَ لَهُ بِحَقِّهِ وَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابَ شِرًى عَلَى حِسَابِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ تَتَبَّعَ إِخْوَتَهُ فَفَتَنَتْهُمْ كَثْرَةُ الْمَالِ فَبَاعُوهُ فَصَارَتْ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَلِمَنْ أَقْطَعَهَا -[244]-، ثُمَّ صَيَّرَهَا الْمَهْدِيُّ لِلْخَيْزُرَانَ أُمِّ مُوسَى وَهَارُونَ، فَبَنَتْهَا وَعُرِفَتْ بِهَا، ثُمَّ صَارَتْ لِجَعْفَرِ بْنِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ سَكَنَهَا أَصْحَابُ الشَّطَوِيِّ وَالْعَدَنِيِّ، ثُمَّ اشْتَرَى عَامَّتَهَا أَوْ أَكْثَرَهَا غَسَّانُ بْنُ عَبَّادٍ مِنْ وَلَدِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: وَأَمَّا دَارُ الْأَرْقَمِ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي زُرَيْقٍ فَقَطِيعَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَبَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ» قَالُوا: وَشَهِدَ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §حَضَرَتِ الْأَرْقَمَ بْنَ أَبِي الْأَرْقَمِ الْوَفَاةُ، فَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَالِيًا لِمُعَاوِيَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ سَعْدٌ فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ، وَمَاتَ الْأَرْقَمُ فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِمْ سَعْدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ: أَيُحْبَسُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ غَائِبٍ؟ وَأَرَادَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَأَبَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ ذَلِكَ عَلَى مَرْوَانَ وَقَامَتْ مَعَهُ بَنُو مَخْزُومٍ وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ كَلَامٌ، ثُمَّ جَاءَ سَعْدٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَهَلَكَ الْأَرْقَمُ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً "

شماس بن عثمان بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم وكان اسم شماس عثمان، وإنما سمي شماسا لوضاءته فغلب على اسمه، وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه الضيرية بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، والضيرية هي أم أبي مليكة، وكان محمد

§شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ هَرَمِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَ اسْمُ شَمَّاسٍ عُثْمَانُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَمَّاسًا لِوَضَاءَتِهِ فَغَلَبَ عَلَى اسْمِهِ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ الضَّيْرِيَّةُ بِنْتُ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَالضَّيْرِيَّةُ هِيَ أُمُّ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِي نَسَبِ شَمَّاسٍ سُوَيْدَ بْنَ هَرَمِيٍّ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَكَانَا يَقُولَانِ: الشَّرِيدُ بْنُ هَرَمِيٍّ وَلَا يَذْكُرَانِ سُوَيْدًا، وَكَانَ لِشَمَّاسٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيبٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، وَكَانَ شَمَّاسٌ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§لَمْ يَزَلْ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ نَازِلًا بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عِنْدَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ حَتَّى قُتِلَ بِأُحُدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ شَمَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، قَالَا: " شَهِدَ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا وَجَدْتُ لِشَمَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ شَبِيهًا إِلَّا الْجَنَّةَ» يَعْنِي مِمَّا يُقَاتِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَرْمِي بِبَصَرِهِ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا رَأَى شَمَّاسًا فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ يَذُبُّ بِسَيْفِهِ حَتَّى غُشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَرَّسَ بِنَفْسِهِ دُونَهُ، حَتَّى قُتِلَ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبِهِ رَمَقٌ فَأُدْخِلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ابْنُ عَمِّي يَدْخُلُ عَلَى غَيْرِي؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «احْمِلُوهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ» ، فَحُمِلَ إِلَيْهَا فَمَاتَ عِنْدَهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُرَدَّ إِلَى أُحُدٍ فَيُدْفَنُ هُنَاكَ كَمَا هُوَ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، وَقَدْ مَكَثَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَلَكِنَّهُ لَمْ يَذُقْ شَيْئًا وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَغْسِلْهُ، كَانَ يَوْمَ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ "

ومن حلفاء بني مخزوم

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُومٍ

عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وبنو مالك بن أدد من مذحج. كان قدم ياسر

§عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوُذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ بْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنَ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَبَنُو مَالِكِ بْنِ أَدَدٍ مِنْ مَذْحِجٍ. كَانَ قَدِمَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُونَ أَخًا لَهُمْ فَرَجَعَ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ إِلَى الْيَمَنِ وَأَقَامَ يَاسِرٌ بِمَكَّةَ، وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَمَةً لَهُ يُقَالُ لَهَا: سُمَيَّةُ بِنْتُ خَيَّاطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّارًا فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَلَمْ يَزَلْ يَاسِرٌ وَعَمَّارٌ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَجَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ يَاسِرٌ وَسُمَيَّةُ وَعَمَّارٌ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِرٍ، وَكَانَ لِيَاسِرٍ ابْنٌ آخَرُ أَكْبَرُ مِنْ عَمَّارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ

: حُرَيْثٌ قَتَلْتُهُ بَنُو الدِّيلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَخَلَفَ عَلَى سُمَيَّةَ بَعْدَ يَاسِرٍ الْأَزْرَقُ، وَكَانَ رُومِيًّا غُلَامًا لِلْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِيِّ، وَهُوَ مِمَّنْ خَرَجَ يَوْمَ الطَّائِفِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَعَ عَبِيدِ أَهْلِ الطَّائِفِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَلَدَتْ سُمَيَّةُ لِلْأَزْرَقِ سَلَمَةَ بْنَ الْأَزْرَقِ، فَهُوَ أَخُو عَمَّارٍ لِأُمِّهِ، ثُمَّ ادَّعَى وَلَدُ سَلَمَةَ وَعُمَرُ وَعُقْبَةُ بَنِي الْأَزْرَقِ أَنَّ الْأَزْرَقَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ مِنْ غَسَّانَ وَأَنَّهُ حَلِيفٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ وَشَرُفُوا بِمَكَّةَ، وَتَزَوَّجَ الْأَزْرَقُ وَوَلَدُهُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ لَهُمْ مِنْهُمْ أَوْلَادٌ، وَكَانَ عَمَّارٌ يُكْنَى أَبَا الْيَقْظَانِ. وَكَانَ بَنُو الْأَزْرَقِ فِي أَوَّلِ أَمَرَهِمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ثُمَّ مِنْ بَنِي عِكَبٍّ، وَتَصْحِيحُ هَذَا أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ إِلَيْهِمُ امْرَأَةً وَهِيَ بِنْتُ الْأَزْرَقِ فَوَلَدَتْ لَهُ بُنَيَّةً تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، فَمَدَحَ الْأَخْطَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ بِكَلِمَةٍ لَهُ طَوِيلَةٍ، فَقَالَ فِيهَا: [البحر الوافر] وَتَجْمَعُ نَوْفَلًا وَبَنِي عِكَبٍّ ... كَلَّا الْحَيَّيْنِ أَفْلَحَ مَنْ أَصَابَا ثُمَّ أَفْسَدْتَهُمْ خُزَاعَةُ وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْيَمَنِ وَزَيَّنُوا لَهُمْ ذَلِكَ وَقَالُوا: أَنْتُمْ لَا يُغْسَلُ عَنْكُمْ ذِكْرُ الرُّومِ إِلَّا أَنْ تَدَّعُوا أَنَّكُمْ مِنْ غَسَّانَ. فَانْتَمَوْا إِلَى غَسَّانَ بَعْدُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " §لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الْأَرْقَمِ وَرَسُولُ اللَّهِ فِيهَا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعَ كَلَامَهُ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ «فَكَانَ إِسْلَامُ عَمَّارٍ -[248]- وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمُسْتَضْعَفُونَ قَوْمٌ لَا عَشَائِرَ لَهُمْ بِمَكَّةَ وَلَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا قُوَّةٌ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَذِّبْهُمْ فِي الرَّمْضَاءِ بِأَ‍نْصَافِ الْنَّهَارِ لَيَرْجِعُوا عَنْ دِينِهِمْ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: " كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ §يُعَذَّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وَكَانَ صُهَيْبٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وَكَانَ أَبُو فُكَيْهَةَ يُعَذَّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وَبِلَالٌ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَقَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [النحل: 41] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مُتَجَرِّدًا فِي سَرَاوِيلَ قَالَ: " فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ فِيهِ حَبَطٌ كَثِيرٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «§هَذَا مِمَّا كَانَتْ تُعَذِّبُنِي بِهِ قُرَيْشٌ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §أَحْرَقَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِالنَّارِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِهِ وَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَيَقُولُ: «يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى عَمَّارٍ كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: " §أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[249]- آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ يَاسِرٌ: الدَّهْرُ هَكَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اصْبِرْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِآلِ عَمَّارٍ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ لَهُمْ: «§أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَبِي عَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي الْبَطْحَاءِ فَقَالَ: «§أَبْشِرُوا يَا آلَ عَمَّارٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَقِيَ عَمَّارًا وَهُوَ يَبْكِي فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ عَيْنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «§أَخَذَكَ الْكُفَّارُ فَغَطُّوكَ فِي الْمَاءِ فَقُلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا فَقُلْ ذَاكَ لَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى نَالَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا وَرَاءَكَ؟» ، قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ قَالَ: «§فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟» ، قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ، قَالَ: «فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِلَّا مَنْ §أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] قَالَ: «ذَلِكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ» -[250]-، وَفِي قَوْلِهِ: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} [النحل: 106] قَالَ: «ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْحَكَمِ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ §وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] : «نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: " §نَزَلَ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إِذْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ قَوْلُهُ: {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {أَمَّنْ هُوَ §قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} [الزمر: 9] قَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارٌ» قَالُوا: هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: «إِنْ لَمْ يَكُنْ حُذَيْفَةُ شَهِدَ بَدْرًا فَإِنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ قَدِيمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مَوْضِعَ دَارِهِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا -[251]- مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " قَدْ §قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِنْسَ وَالْجِنَّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَاتَلْتَ الْإِنْسَ، فَكَيْفَ قَاتَلْتَ الْجِنَّ؟، قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْزِلًا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ آتٍ يَمْنَعُكَ مِنَ الْمَاءِ» ، فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ إِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ مَرَسٌ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا وَاحِدًا، فَأَخَذْتُهُ وَأَخَذَنِي فَصَرَعْتُهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُ بِهِ أَنْفَهُ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ مِنْ أَحَدٍ؟» فَقُلْتُ: عَبْدً أَسْوَدً، فَقَالَ «مَا صَنَعْتَ بِهِ؟» فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: «أَتَدْرِي مَنْ هُوَ» ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ، جَاءَ يَمْنَعُكَ مِنَ الْمَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: " لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَهُ جَعَلَ الْقَوْمُ يَحْمِلُونَ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَحْمِلُ هُوَ وَعَمَّارٌ، فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ نَبْتَنِي الْمَسَاجِدَا وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمَسَاجِدَا» ، وَقَدْ كَانَ عَمَّارٌ اشْتَكَى قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَيَمُوتَنَّ عَمَّارٌ الْيَوْمَ، فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَفَضَ لَبِنَتَهُ وَقَالَ: «وَيْحَكَ، وَلَمْ يَقُلْ وَيْلَكَ، يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، §تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْأَزْرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنِ -[252]- الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» . قَالَ عَوْفٌ: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ: «وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيُعَاطِيهِمْ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّ §الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» وَجَاءَ عَمَّارٌ فَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §قَالَ فِي عَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا أَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ جَعَلْنَا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَجَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ فَجِئْتُ فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَيَقُولُ: «§وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -[253]- قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِعَمَّارٍ وَهُوَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ: «§بُؤْسًا لَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " إِنَّنِي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ عَنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ، سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ: «§وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو لِمُعَاوِيَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ تَدْحَضُ بِهَا فِي بَوْلِكَ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاؤُوا بِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُكَ مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§أَطِعْ أَبَاكَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ» ، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ هُنَيٍّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " كُنْتُ أَوَّلُ شَيْءٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَلِيٍّ فَكَانَ أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ، لَا نَقْتُلُ عَمَّارًا أَبَدًا إِنْ قَتَلْنَاهُ فَنَحْنُ كَمَا يَقُولُونَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي الْقَتْلَى، فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَقْتُولٌ، فَقَالَ هُنَيُّ: فَجِئْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ -[254]- فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَا تَشَاءُ، قُلْتُ: انْظُرْ أُكَلِّمْكَ، فَقَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَا سَمِعْتَ فِيهِ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، فَقُلْتُ: هُوَ ذَا وَاللَّهِ مَقْتُولٌ، فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، فَقُلْتُ: بَصُرَ بِهِ عَيْنِي مَقْتُولٌ، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ، فَذَهَبْتُ بِهِ فَأَوْقَفْتُهُ عَلَيْهِ فَسَاعَةَ رَآهُ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَعْرَضَ فِي شِقٍّ، وَقَالَ: إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِي خَرَجَ بِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ هُذَيْلٍ قَالَ أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَمَّارًا وَقَعَ عَلَيْهِ حَائِطٌ فَمَاتَ، قَالَ: «§مَا مَاتَ عَمَّارٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: §يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ؟ أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، هَلُمُّوا إِلَيَّ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ، فَهِيَ تُذَبْذِبُ وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِعَمَّارٍ: أَيُّهَا الْأَجْدَعُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: «§خَيْرَ أُذُنِيَّ سَبَبْتَ» . قَالَ شُعْبَةُ: «إِنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: غَزَا أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَاءً وَعَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ آلِ عُطَارِدٍ التَّمِيمِيِّ فَأَمَدَّهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَعَلَيْهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ الَّذِي مِنْ آلِ عُطَارِدٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَجْدَعُ، أَتُرِيدُ أَنْ تُشَارِكَنَا فِي غَنَائِمِنَا؟ فَقَالَ عَمَّارٌ: «§خَيْرَ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ» . قَالَ شُعْبَةُ: وَيْعَنِي أَنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ: فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ -[255]- عُمَرُ: «إِنَّمَا الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ نَدْرِ أَنَّهَا أُصِيبَتْ بِالْيَمَامَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَابْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ، وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي، وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ، وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ: «أَنَّ عُمَرَ §رَزَقَ عَمَّارًا وَابْنَ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ شَاةً، لِعَمَّارٍ شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا، وَلِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا، وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا كُلَّ يَوْمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ عَمَّارًا §كَانَ يَقْرَأُ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ بِيَاسِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اشْتَرَى قَتًّا بِدِرْهَمٍ فَاسْتَزَادَ حَبْلًا فَأَبَى فَجَابَذَهُ حَتَّى قَاسَمَهُ نِصْفَيْنِ وَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالْكُوفَةِ وَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِهِ وَخَيَّاطٌ يَخِيطُ، إِمَّا قَطِيفَةُ سَمُّورٍ أَوْ ثَعَالِبَ، قَالَ: قُلْتُ: أَلَمْ تَرَ مَا صَنَعَ عَلِيٌّ؟ صَنَعَ كَذَا وَصَنَعَ كَذَا، قَالَ: فَقَالَ -[256]-: يَا فَاسِقُ، أَلَا أَرَاكَ تَذْكُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَقَالَ صَاحِبِي: §مَهْلًا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، فَإِنَّهُ ضَيْفِي. قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ عَمَّارٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدِ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ §يَقْطَعُ عَلَى لِحَافِ ثَعَالِبَ ثَوْبًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §سُئِلَ عَمَّارٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: " هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ؟، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَدَعُونَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهَا لَكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: " §وَشَى رَجُلٌ بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارًا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَبَ عَلَيَّ فَابْسُطْ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَاجْعَلْهُ مُوَطَّأَ الْعَقِبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَمَّارٍ: " أَسَاءَكَ عَزْلُنَا إِيَّاكَ؟، قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ §سَاءَنِي حِينَ اسْتَعْمَلْتَنِي، وَسَاءَنِي حِينَ عَزَلْتَنِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: " كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ سُكُوتًا وَأَقَلِّهِ كَلَامًا، وَكَانَ يَقُولُ: " §عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ، عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَتْ لَهُ بَعْدُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ فِي يَدِهِ الْحَرْبَةُ، وَإِنَّهَا لَتَرْعَدُ، فَنَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمَعَهُ الرَّايَةُ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ رَايَةٌ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةَ، وَاللَّهِ §لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا -[257]- سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ طُوَالًا، وَالْحَرْبَةُ بِيَدِهِ، وَإِنَّ يَدَهُ لَتَرْعَشُ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ. قَالَ: وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ هَذِهِ لَلثَّالِثَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ: «الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ، الظَّمْآنُ قَدْ يَرِدُ الْمَاءَ الْمَأْمُورَ، وَذَا الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، وَاللَّهِ لَقَدْ §قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَا هَذِهِ الْمَرَّةُ بِأَبَرِّهِنَّ وَلَا أَنْقَاهِنَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِي: «إِنَّ §آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ» ، فَأُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: أُتِيَ عَمَّارٌ يَوْمَئِذٍ بِلَبَنٍ فَضَحِكَ، وَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ آخِرَ شَرَابٍ تَشْرَبُهُ لَبَنٌ حَتَّى تَمُوتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ -[258]- يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى صِفِّينَ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أَرْمِيَ بِنَفْسِي مِنْ هَذَا الْجَبَلِ فَأَتَرَدَّى فَأَسْقُطُ فَعَلْتُ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُوقِدَ نَارًا عَظِيمَةً فَأَقَعَ فِيهَا فَعَلْتُ، اللَّهُمَّ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُلْقِيَ نَفْسِي فِي الْمَاءِ فَأُغْرِقَ نَفْسِي فَعَلْتُ، فَإِنِّي §لَا أُقَاتِلُ إِلَّا أُرِيدُ وَجْهَكَ وَأَنَا أَرْجُو أَنْ لَا تُخَيِّبَنِي وَأَنَا أُرِيدُ وَجْهَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، وَهُوَ بِصِفِّينَ يَقُولُ: «الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ، وَالظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ، وَالْمَاءُ مَوْرُودٌ، الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، لَقَدْ §قَاتَلْتُ صَاحِبَ هَذِهِ الرَّايَةِ ثَلَاثًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ كَإِحْدَاهُنَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ صِفِّينَ مَعَ النَّاسِ، فَبَيْنَا نَحْنُ وقُوفٌ إِذْ خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ وَهُوَ يَقُولُ: «§مَنْ رَائِحٌ إِلَى اللَّهِ، الظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ، الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي، الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ، الْيَوْمَ أَلْقَى مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلَاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَمَّارٌ وَالرَّايَةُ يَحْمِلُهَا هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ، وَقَدْ قُتِلَ أَصْحَابُ عَلِيٍّ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى كَانَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ تَقَرَّبَ عَمَّارٌ مِنْ وَرَاءِ هَاشِمٍ يُقَدِّمُهُ وَقَدْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، وَمَعَ عَمَّارٍ ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ، فَكَانَ وجُوبُ الشَّمْسِ أَنْ يُفْطِرَ، فَقَالَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَشَرِبَ الضَّيْحَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§آخِرُ زَادِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ» قَالَ: ثُمَّ اقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَارِثِ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: شَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَمَلَ وَهُوَ لَا يَسُلُّ سَيْفًا وَشَهِدَ صِفِّينَ، وَقَالَ: أَنَا لَا أَصِلُ أَبَدًا حَتَّى يُقْتَلُ عَمَّارٌ فَأَنْظُرُ مَنْ يَقْتُلُهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» قَالَ: فَلَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ قَالَ خُزَيْمَةُ: قَدْ بَانَتْ لِيَ الضَّلَالَةُ، وَاقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَبُو غَادِيَةَ الْمُزَنِيُّ، طَعَنَهُ بِرُمْحٍ فَسَقَطَ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ فِي مَحَفَّةٍ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا وَقَعَ أَكَبَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخِرُ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَا يَخْتَصِمَانِ فِيهِ، كِلَاهُمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللَّهِ إِنْ يَخْتَصِمَانِ إِلَّا فِي النَّارِ، فَسَمِعَهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا انْصَرَفَ الرَّجُلَانِ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ، قَوْمٌ بَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ دُونَنَا تَقُولُ لَهُمَا: إِنَّكُمَا تَخْتَصِمَانِ فِي النَّارِ، فَقَالَ عَمْرٌو: هُوَ وَاللَّهِ ذَاكَ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُهُ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذِهِ بِعِشْرِينَ سَنَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَقْدَمَ فِي الْمِيلَادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيُّ وَشَرِيكُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، فَانْتَهُوا إِلَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ، وَأَنْتُمْ عَلَى بَاطِلٍ» ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ " وَزَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ هُوَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارًا وَهُوَ الَّذِي كَانَ ضَرَبَهُ حِينَ أَمَرَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَيُقَالُ: بَلِ الَّذِي قَتَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " كُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، فَقُلْتُ: الْإِذْنُ، هَذَا أَبُو غَادِيَةَ الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ طُوَالٌ، ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَلَمَّا أَنْ قَعَدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ: بِيَمِينِكَ، قَالَ: نَعَمْ، وَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلَقَّوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» ، فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» . قَالَ: ثُمَّ أَتْبَعَ ذَا فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فِينَا حَنَانًا، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ إِذْ هُوَ يَقُولُ: أَلَا إِنَّ نَعْثَلًا هَذَا لِعُثْمَانُ، فَالْتَفَتُّ فَلَوْ أَجِدُ عَلَيْهِ أَعْوَانًا لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ تُمْكِنِّي مِنْ عَمَّارٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أَقْبَلَ يَسْتَنُّ أَوَّلَ الْكَتِيبَةِ رَجُلًا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَأَبْصَرَ رَجُلٌ عَوْرَةً فَطَعَنَهُ فِي رُكْبَتِهِ بِالرُّمْحِ، فَعَثَرَ فَانْكَشَفَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ، فَضَرَبْتُهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَبْيَنَ ضَلَالَةً عِنْدِي مِنْهُ إِنَّهُ §سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا قَالَ: " وَاسْتَسْقَى أَبُو غَادِيَةَ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فِيهَا، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ قَائِمٌ بِالنَّبَطِيَّةِ: أَوَى يَدٍ كَفَتَا، يَتَوَرَّعُ عَنِ الشَّرَابِ فِي زُجَاجٍ وَلَمْ يَتَوَرَّعْ عَنْ قَتْلِ عَمَّارٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ، وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ قَالَ: " سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتِمُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ، قُلْتُ: لَئِنْ أَمْكَنَنِي -[261]- اللَّهُ مِنْكَ لَأَفْعَلَنَّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ جَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ، فَقِيلَ: هَذَا عَمَّارٌ فَرَأَيْتُ فُرْجَةً بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ وَبَيْنَ السَّاقَيْنِ، قَالَ: فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ، قَالَ: فَوَقَعَ فَقَتَلْتُهُ، فَقِيلَ: قَتَلْتَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، وَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ» فَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: هُوَ ذَا أَنْتَ تُقَاتِلُهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ: «قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: " لَمَّا اسْتَلْحَمَ الْقِتَالُ بِصِفِّينَ وَكَادُوا يَتَفَانَوْنَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا يَوْمٌ تَفَانَى فِيهِ الْعَرَبُ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَهُمُ فِيهِ خِفَّةُ الْعَبْدِ، يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ: وَكَانَ الْقِتَالُ الشَّدِيدُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، آخِرُهُنَّ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ عَمَّارٌ لِهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمَعَهُ اللِّوَاءَ يَوْمَئِذٍ: احْمِلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَقَالَ هَاشِمٌ: يَا عَمَّارُ، رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنَّكَ رَجُلٌ تَسْتَخِفُّكَ الْحَرْبُ، وَإِنِّي إِنَّمَا أَزْحَفُ بِاللِّوَاءِ زَحْفًا رَجَاءَ أَنْ أَبْلُغَ بِذَلِكَ مَا أُرِيدُ، وَإِنِّي إِنْ خَفَفْتُ لَمْ آمَنِ الْهَلَكَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى حَمَلَ، فَنَهَضَ عَمَّارٌ فِي كَتِيبَتِهِ فَنَهَضَ إِلَيْهِ ذُو الْكَلَاعِ فِي كَتِيبَتِهِ، فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتُ الْكَتِيبَتَانِ، وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ حَوَى السَّكْسَكِيُّ وَأَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيُّ وَقَتَلَاهُ، فَقِيلَ لِأَبِي الْغَادِيَةِ: كَيْفَ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: لَمَّا دَلَفَ إِلَيْنَا فِي كَتِيبَتِهِ وَدَلَفْنَا إِلَيْهِ نَادَى: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ السَّكَاسِكِ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ عَمَّارٌ السَّكْسَكِيَّ، ثُمَّ نَادَى: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ عَمَّارٌ الْحِمْيَرِيَّ وَأَثْخَنَهُ الْحِمْيَرِيُّ، وَنَادَى مَنْ يُبَارِزُ؟، فَبَرَزْتُ إِلَيْهِ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ ضَعُفَتْ، فَانْتَحَى عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ أُخْرَى فَسَقَطَ، فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ، قَالَ: وَنَادَى النَّاسُ: قَتَلْتَ أَبَا الْيَقْظَانِ، قَتَلَكَ اللَّهُ، فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ، فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَنْ كُنْتَ، وَبِاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ: يَا أَبَا الْغَادِيَةِ، خَصْمُكَ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَازُنْدَرُ، يَعْنِي ضَخْمًا، قَالَ: فَضَحِكَ، وَكَانَ أَبُو الْغَادِيَةِ شَيْخًا كَبِيرًا جَسِيمًا أَدْلَمَ. قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ حِينَ قُتِلَ عَمَّارٌ: " إِنَّ امْرَأً مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَعْظُمْ عَلَيْهِ قَتْلُ ابْنِ يَاسِرٍ، وَتَدْخُلُ بِهِ عَلَيْهِ الْمُصِيبَةُ الْمُوجِعَةُ لَغَيْرُ رَشِيدٍ، §رَحِمَ اللَّهُ عَمَّارًا يَوْمَ أَسْلَمَ، وَرَحِمَ اللَّهُ عَمَّارًا يَوْمَ قُتِلَ، وَرَحِمَ اللَّهُ عَمَّارًا يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا، لَقَدْ رَأَيْتُ عَمَّارًا وَمَا يُذْكَرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ إِلَّا كَانَ رَابِعًا، وَلَا خَمْسَةٌ إِلَّا كَانَ خَامِسًا، وَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ يَشُكُّ أَنَّ عَمَّارًا قَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ وَلَا اثْنَيْنِ، فَهَنِيئًا لِعَمَّارٍ بِالْجَنَّةَ، وَلَقَدْ قِيلَ: إِنَّ عَمَّارًا مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَهُ، يَدُورُ عَمَّارٌ مَعَ الْحَقِّ أَيْنَمَا دَارَ، وَقَاتِلُ عَمَّارٍ فِي النَّارِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَابِسٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: «§ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مَثْنَى الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ، شَهِدُوا عَمَّارًا قَالَ: «§لَا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا، وَلَا تَحْثُوا عَلَيَّ تُرَابًا، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: أَنَّ عَلِيًّا §صَلَّى عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَعَلَ عَمَّارًا مِمَّا يَلِيهِ وَهَاشِمًا أَمَامَ ذَلِكَ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا تَكْبِيرًا وَاحِدًا خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا "، وَالشَّكُّ فِي ذَلِكَ مِنْ أَشْعَثَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ: «أَنَّ عَلِيًّا §صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ وَلَمْ يَغْسِلْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: «§قُتِلَ عَمَّارٌ يَوْمَ قُتِلَ وَهُوَ مُجْتَمِعُ الْعَقْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا -[263]- سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ خُذَيْفَةَ الْمَوْتُ، وَإِنَّمَا عَاشَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقِيلَ لَهُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ، يَعْنِي عُثْمَانَ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ فَأَجْلِسُونِي، فَأَسْنَدُوهُ إِلَى صَدْرِ رَجُلٍ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ، أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ، لَنْ يَدَعْهَا حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يُنْسِيَهُ الْهِرَمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فُسْطَاطَهُ، وَطَرَحَ عَلَيْهِ سِلَاحَهُ وَشَنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَلَا يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّ رَجُلًا فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ» ، قَالَ: فَقَالُوا: قَدْ كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّكَ، وَكَانَ يَسْتَعْمِلُكَ، قَالَ: فَقَالَ: §اللَّهُ أَعْلَمُ أَحَبَّنِي أَمْ تَأَلَّفَنِي، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّ رَجُلًا، قَالُوا: فَمَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالُوا: فَذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ قَتَلْنَاهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ قَالَ: قَدْ كَانَ وَاللَّهِ يَفْعَلُ، فَلَا أَدْرِي أَحُبٌّ أَمْ تَأَلُّفٌ يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنِّي §أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالُوا: فَذَاكَ وَاللَّهِ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ: صَدَقْتُمْ وَاللَّهِ، لَقَدْ قَتَلْنَاهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: رَأَى عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ أَبُو مَيْسَرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أُدْخِلْتُ -[264]- الْجَنَّةَ، فَإِذَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لِذِي الْكَلَاعِ وَحَوْشَبٍ، وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالُوا: أَمَامَكَ، قَالَ: قُلْتُ: وَقَدْ §قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قِيلَ: إِنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، قُلْتُ: فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ؟ قِيلَ: لَقُوا بَرْحًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ: رَأَى أَبُو مَيْسَرَةَ فِي الْمَنَامِ رَوْضَةً خَضْرَاءَ فِيهَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا عَمَّارٌ، وَقِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا ذُو الْكَلَاعِ، قَالَ: قُلْتُ: §كَيْفَ هَذَا وَقَدِ اقْتَتَلُوا؟ قَالَ: فَقِيلَ لِي: وَجَدُوا رَبًّا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلَاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارٍ أَنَّهَا §وَصَفَتْ لَهُمْ عَمَّارًا، فَقَالَتْ: «كَانَ رَجُلًا آدَمَ، طُوَالًا، مُضْطَرِبًا، أَشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي أُجْمِعَ عَلَيْهِ فِي قَتْلِ عَمَّارٍ أَنَّهُ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ، فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَدُفِنَ هُنَاكَ بِصِفِّينَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.

معتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف وهو الذي يدعى عيهامة بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر من خزاعة، هكذا نسبه محمد بن إسحاق في كتابه، وهو الذي يقال له معتب بن الحمراء ويكنى أبا عوف، حليف لبني مخزوم، وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة

§مُعَتِّبُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَفِيفٍ وَهُوَ الَّذِي يُدْعَى عَيْهَامَةُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ، هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مُعَتِّبُ بْنُ الْحَمْرَاءِ وَيُكْنَى أَبَا عَوْفٍ، حَلِيفٌ لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو -[265]- مَعْشَرٍ فِي مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا هَاجَرَ مُعَتِّبُ بْنُ عَوْفٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَتِّبِ بْنِ الْحَمْرَاءِ وَثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ، وَشَهِدَ مُعَتِّبٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً (خَمْسَةُ نَفَرٍ)

ومن بني عدي بن كعب بن لؤي

§وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ

عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب ويكنى أبا حفص. وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان لعمر من الولد: عبد الله، وعبد الرحمن، وحفصة، وأمهم زينب بنت

§عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ ابْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ. وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَ لِعُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ. وَزَيْدٌ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَرُقَيَّةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَزَيْدٌ الْأَصْغَرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ فَرَّقَ بَيْنَ عُمَرَ وَبَيْنَ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلٍ. وَعَاصِمٌ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ

الْأَوْسَطُ وَهُوَ أَبُو الْمُجَبِّرِ، وَأُمُّهُ لُهَيَّةُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمِ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَزَيْنَبُ، وَهِيَ أَصْغَرُ وَلَدِ عُمَرَ، وَأُمُّهَا فُكَيْهَةُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعِيَاضُ بْنُ عُمَرَ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " غَيَّرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم اسْمَ أُمِّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ §وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةُ قَالَ: «لَا، بَلْ أَنْتِ جَمِيلَةُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيَّ، وَكَانَ عَالِمًا بِأُمُورِ مَكَّةَ، عَنْ مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: كَانَ يَنْزِلُ فِي أَصْلِ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ جَبَلُ عُمَرَ، وَكَانَ اسْمُ الْجَبَلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَاقِرَ، فَنُسِبَ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَبِهِ كَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِضَجْنَانَ فَقَالَ: " لَقَدْ §رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَرْعَى عَلَى الْخَطَّابِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَكَانَ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ فَظًا غَلِيظًا، ثُمَّ أَصْبَحْتُ إِلَى أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا: [البحر البسيط] لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ ... يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ ثُمَّ قَالَ لِبَعِيرِهِ: حَوْبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَقْبَلْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَافِلِينَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِشِعَابِ ضَجْنَانَ وَقَفَ -[267]- النَّاسُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: مَكَانًا كَثِيرَ الشَّجَرِ وَالْأَشَبِ، قَالَ: فَقَالَ: " لَقَدْ §رَأَيْتُنِي فِي هَذَا الْمَكَانِ وَأَنَا فِي إِبِلٍ لِلْخُطَّابِ، وَكَانَ فَظًّا غَلِيظًا، أَحْتَطِبُ عَلَيْهَا مَرَّةً، وَأَخْتَبِطُ عَلَيْهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ يَضْرِبُ النَّاسُ بِجَنَبَاتِي، لَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ، قَالَ: ثُمَّ مَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر البسيط] لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ ... يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ " قَالَ: فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: «§اللَّهُمَّ اشْدُدْ دِينَكَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَيْكَ» . فَشَدَّدَ دِينَهُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

إسلام عمر، رحمه الله

§إِسْلَامُ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ قَالَ: أَيْنَ تَعْمِدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا،؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ -[268]- عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ، إِنَّ خَتْنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَشَى عُمَرُ ذَامِرًا حَتَّى أَتَاهُمَا وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ: خَبَّابٌ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابَ حِسَّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: وَكَانَوا يَقْرَؤُونَ طه، فَقَالَا: مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا، قَالَ: فَلَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَوْتُمَا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَتْنُهُ: أَرَأَيْتَ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ؟ قَالَ: فَوَثَبَ عُمَرُ عَلَى خَتْنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْأً شَدِيدًا، فَجَاءَتْ أُخْتُهُ فَدَفَعَتْهُ عَنْ زَوْجِهَا فَنَفَحَهَا بِيَدِهِ نَفْحَةً فَدَمِيَ وَجْهُهَا، فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى: يَا عُمَرُ، إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا يَئِسَ عُمَرُ قَالَ: أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَؤُهُ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: إِنَّكَ رِجْسٌ وَلَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ، قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ فَقَرَأَ طه حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَكَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ: «§اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ» قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى الدَّارَ قَالَ: وَعَلَى بَابِ الدَّارِ حَمْزَةُ وَطَلْحَةُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ قَالَ حَمْزَةُ: نَعَمْ، فَهَذَا عُمَرُ فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِعُمَرَ خَيْرًا يُسْلِمْ وَيَتْبَعِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ يُرِدْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَاخِلٌ يُوحَى إِلَيْهِ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى عُمَرُ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ فَقَالَ: «أَمَا أَنْتَ مُنْتَهِيًا يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْي وَالنَّكَالِ -[269]- مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَا: " أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ أَوْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ، بَيْنَ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ قَدْ أَسْلَمُوا قَبْلَهُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ بِالْأَمْسِ: " §اللَّهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ " فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَعَشَرَةِ نِسْوَةٍ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَسْلَمَ عُمَرُ فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: «§لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَدُعِيَ إِلَيْهِ عَلَانِيَةً، وَجَلَسْنَا حَوْلَ الْبَيْتِ حِلَقًا وَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَانْتَصَفْنَا مِمَّنْ غَلُظَ عَلَيْنَا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ بَعْضَ مَا يَأْتِي بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ عُمَرَ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالَ: «§أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «§وُلِدْتُ قَبْلَ الْفُجَّارِ الْأَعْظَمِ الْآخَرِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ» وَأَسْلَمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ -[270]- وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلَمَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ، ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا نُصَلِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «§كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً، لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ قَالَ لِعُمَرَ: الْفَارُوقُ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَأْثِرُونَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَكَرَ مَنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ ذَلِكَ إِلَّا لِعُمَرَ، كَانَ فِيمَا يَذْكُرُ مِنْ مَنَاقِبِ عُمَرَ الصَّالِحَةِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ قَالَ: وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اللَّهُمَّ أَيِّدِ دِينَكَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ §جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ، وَهُوَ الْفَارُوقُ، فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ -[271]-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ذَكْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: " §مَنْ سَمَّى عُمَرَ الْفَارُوقَ؟ قَالَتِ: النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

ذكر هجرة عمر بن الخطاب، وإخائه رحمه الله

§ذِكْرُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِخَائِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لَمَّا أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ §جَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَخْرُجُونَ أَرْسَالًا، يَصْطَحِبُ الرِّجَالُ فَيَخْرُجُونَ» قَالَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ: قُلْنَا لِنَافِعٍ: مُشَاةً أَوْ رُكْبَانًا؟ قَالَ: «كُلُّ ذَاكَ، أَمَّا أَهْلُ الْقُوَّةِ فَرُكْبَانٌ وَيَعْتَقِبُونَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَجِدْ ظَهْرًا فَيَمْشُونَ» قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَكُنْتُ قَدِ اتَّعَدْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ التَّنَاضِبِ مِنْ إِضَاءَةِ بَنِي غِفَارٍ، وَكُنَّا إِنَّمَا نَخْرُجُ سِرًّا، فَقُلْنَا: أَيُّكُمْ مَا تَخَلَّفَ عَنِ الْمَوْعِدِ فَلْيَنْطَلِقْ مَنْ أَصْبَحَ عِنْدَ الْإِضَاءَةِ. قَالَ عُمَرُ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَاحْتُبِسَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ فَفُتِنَ فِيمَنْ فُتِنَ، وَقَدِمْتُ أَنَا وَعَيَّاشٌ فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَقِيقِ عَدَلْنَا إِلَى الْعُصْبَةِ حَتَّى أَتَيْنَا قُبَاءً، فَنَزَلْنَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَقَدِمَ عَلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَخَوَاهُ لِأُمِّهِ أَبُو جَهْلِ وَالْحَارِثُ ابْنَا هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ ابْنَةُ مُخَرِّبَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدُ بِمَكَّةَ لَمْ يَخْرُجْ فَأَسْرَعَا السَّيْرَ فَنَزَلَا مَعَنَا بِقُبَاءٍ فَقَالَا لِعَيَّاشٍ: إِنَّ أُمَّكَ قَدْ نَذَرَتْ أَلَا يُظِلَّهَا ظِلٌّ، وَلَا يَمَسُّ رَأْسَهَا دُهْنٌ حَتَّى تَرَاكَ. قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ لِعَيَّاشٍ: وَاللَّهِ إِنْ يَرُدَّاكَ إِلَّا عَنْ دِينِكَ، فَاحْذَرْ عَلَى دِينِكَ، قَالَ عَيَّاشٌ: فَإِنَّ لِي بِمَكَّةَ -[272]- مَالًا لَعَلِّي آخُذُهُ فَيَكُونَ لَنَا قُوَّةً، وَأُبِرَّ قَسَمَ أُمِّي، فَخَرَجَ مَعَهُمَا، فَلَمَّا كَانُوا بِضَجْنَانَ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَنَزَلَا مَعَهِ فَأَوْثَقَاهُ رِبَاطًا حَتَّى دَخَلَا بِهِ مَكَّةَ، فَقَالَا: كَذَا يَا أَهْلَ مَكَّةَ فَافْعَلُوا بِسُفَهَائِكُمْ، ثُمَّ حَبَسُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: بَيْنَ عُمَرَ وَمُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§مَنْزِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ خُطَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالُوا: شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ فِي عِدَّةِ سَرَايَا وَكَانَ أَمِيرَ بَعْضِهَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى عُجْزِ هَوَازِنَ بِتُرْبَةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: «لَمَّا كَانَ حَيْثُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَضْرَةِ أَهْلِ خَيْبَرَ، §أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعُمْرَةِ، فَقَالَ: «يَا أَخِي، §أَشْرِكْنَا فِي صَالِحِ دُعَائِكَ، وَلَا تَنْسَنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعُمْرَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «§لَا تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِكَ» . قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: «فَقَالَ لِي كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ بِهَا الدُّنْيَا» . قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ شُعْبَةُ، ثُمَّ لَقِيتُ عَاصِمًا بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: قَالَ: «أَشْرِكْنَا يَا أَخِي فِي دُعَائِكَ» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: هَكَذَا فِي كِتَابِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعُمْرَةِ وَقَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ الْمَشْيَ» ، فَأَذِنَ لَهُ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: «§يَا أَخِي، شُبْنَا بِشَيْءٍ مِنْ دُعَائِكَ، وَلَا تَنْسَنَا»

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " §أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ فِي عُمَرَ، وَصَاحِبَةُ مُوسَى حِينَ قَالَتِ: اسْتَأْجِرْهُ، وَصَاحِبُ يُوسُفَ "

ذكر استخلاف عمر رحمه الله

§ذِكْرُ اسْتِخْلَافِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ أَبِي دَخَلَ عَلَيْهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، مَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ غَدًا وَقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، §أَبِاللَّهِ تُرْهِبُونِي؟ أَقُولُ: «اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ فَقَالَا: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: عُمَرُ، قَالَا: فَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ؟ قَالَ: " أَبِاللَّهِ تُفَرِّقَانِي، لَأَنَا أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَبِعُمَرَ مِنْكُمَا، أَقُولُ: «§اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَاسْتَقْبَلَ عُمَرُ بِخِلَافَتِهِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ صَبِيحَةَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " فِيمَا نَظُنُّ أَنَّ أَوَّلَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَقَدِ §ابْتُلِيتُ بِكُمْ وَابْتُلِيتُمْ بِي، وَخَلَفْتُ فِيكُمْ بَعْدَ صَاحِبِي، فَمَنْ كَانَ بِحَضْرَتِنَا بَاشَرْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا، وَمَهْمَا غَابَ عَنَّا وَلَّيْنَا أَهْلَ الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ، فَمَنْ يُحْسِنْ نَزِدْهُ حُسْنًا، وَمَنْ يُسِئْ نُعَاقِبْهُ، وَيَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ أَوَّلُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ عُمَرُ حِينَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ أَنْ قَالَ: «اللَّهُمَّ §إِنِّي شَدِيدٌ فَلَيِّنِّي، وَإِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَإِنِّي بَخِيلٌ فَسَخِّنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ -[275]-، عَنْ ذِي قَرَابَةٍ لَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: " ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتُهَا فَهَيْمِنُوا عَلَيْهَا: اللَّهُمَّ §إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي غَلِيظٌ فَلَيِّنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي بَخِيلٌ فَسَخِّنِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ شَهِدَ وَفَاةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: فَلَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دَفْنِهِ نَفْضَ يَدَهُ عَنْ تُرَابِ قَبْرِهِ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا مَكَانَهُ فَقَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ بِي، وَابْتَلَانِي بِكُمْ، وَأَبْقَانِي فِيكُمْ بَعْدَ صَاحِبِي، فَوَاللَّهِ لَا يَحْضُرُنِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِكُمْ فَيَلِيَهُ أَحَدٌ دُونِي، وَلَا يَتَغَيَّبُ عَنِّي فَآلُو فِيهِ عَنِ الْجَزَاءِ وَالْأَمَانَةِ، وَلَئِنْ أَحْسَنُوا لَأُحْسِنَنَّ إِلَيْهِمْ، وَلَئِنْ أَسَاؤُوا لَأُنَكِّلَنَّ بِهِمْ» . قَالَ الرَّجُلُ: «فَوَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لِيَعْلَمْ مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِي أَنْ سَيُرِيدُهُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِنِّي لَأُقَاتِلُ النَّاسَ عَنْ نَفْسِي قِتَالًا، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَقْوَى عَلَيْهِ مِنِّي لَكُنْتُ أُقَدَّمُ فَتُضْرَبُ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا بِبَابِ عُمَرَ فَمَرَّتْ جَارِيَةٌ، فَقَالُوا: سُرِّيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: مَا هِيَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسُرِّيَّةٍ وَمَا تَحِلُّ لَهُ، إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقُلْنَا: فَمَاذَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ فَمَا هُوَ إِلَّا قَدْرُ أَنْ بَلَغَتْ وَجَاءَ الرَّسُولُ فَدَعَانَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ: مَاذَا قُلْتُمْ؟ قُلْنَا: لَمْ نَقُلْ بَأْسًا، مَرَّتْ جَارِيَةٌ فَقُلْنَا: هَذِهِ سُرِّيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: مَا هِيِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسُرِّيَّةٍ، وَمَا تَحِلُّ لَهُ، إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقُلْنَا: فَمَاذَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَنَا أُخْبِرُكُمْ -[276]- بِمَا أَسْتَحِلُّ مِنْهُ، §يَحِلُّ لِي حُلَّتَانِ، حُلَّةٌ فِي الشِّتَاءِ، وَحُلَّةٌ فِي الْقَيْظِ، وَمَا أَحُجُّ عَلَيْهِ وَأَعْتَمِرُ مِنَ الظَّهْرِ، وَقُوتِي وَقُوتُ أَهْلِي كَقُوتِ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ بِأَغْنَاهُمْ وَلَا بِأَفْقَرِهِمْ، ثُمَّ أَنَا بَعْدُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُصِيبُنِي مَا أَصَابَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§إِنِّي أَنْزَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَالِ اللَّهِ مَنْزِلَةَ مَالِ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ» . قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: «فَإِنْ أَيْسَرْتُ قَضَيْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «§إِنِّي أَنْزَلْتُ مَالَ اللَّهِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ، فَإِنِ اسْتَغْنَيْتُ عَفَفْتُ عَنْهُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§إِنِّي أَنْزَلْتُ مَالَ اللَّهِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ، مَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ، وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§لَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا الْمَالِ إِلَّا مَا كُنْتُ آكِلًا مِنْ صُلْبِ مَالِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §كَانَ إِذَا احْتَاجَ أَتَى صَاحِبَ بَيْتِ الْمَالِ فَاسْتَقْرَضَهُ، فَرُبَّمَا عَسُرَ فَيَأْتِيهُ صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ يَتَقَاضَاهُ فَيَلْزَمُهُ فَيَحْتَالُ لَهُ عُمَرُ، وَرُبَّمَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ فَقَضَاهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، عَنِ ابْنٍ لِلْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ: " أَنَّ -[277]- عُمَرَ خَرَجَ يَوْمًا حَتَّى أَتَى الْمِنْبَرَ وَقَدْ كَانَ اشْتَكَى شَكْوَى لَهُ فَنُعِتَ لَهُ الْعَسَلُ، وَفِي بَيْتِ الْمَالِ عُكَّةٌ، فَقَالَ: «§إِنْ أَذِنْتُمْ لِي فِيهَا أَخَذْتُهَا، وَإِلَّا فَإِنَّهَا عَلَيَّ حَرَامٌ» ، فَأْذِنُوا لَهُ فِيهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ يَرْفَا، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ عِنْدَ الْفَجْرِ أَوْ عِنْدَ الظُّهْرِ، قَالَ: فَقَالَ: «وَاللَّهِ، §مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا الْمَالَ يَحِلُّ لِي مِنْ قَبْلِ أَنْ أَلِيَهِ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَمَا كَانَ قَطُّ أَحْرَمُ عَلَيَّ مِنْهُ إِذْ وَلِيتُهُ، عَادَ أَمَانَتِي، وَقَدْ أَنْفَقَتُ عَلَيْكَ شَهْرًا مِنْ مَالِ اللَّهِ وَلَسْتُ بِزَائِدِكَ، وَلَكِنِّي مُعِينُكَ بِثَمَرِ مَالِي بِالْغَابَةِ فَاجْدُدْهُ فَبِعْهُ، ثُمَّ ائْتِ رَجُلًا مِنْ قَوْمَكَ مِنْ تُجَّارِهِمْ فَقُمْ إِلَى جَنْبِهِ، فَإِذَا اشْتَرَى شَيْئًا فَاسْتَشْرِكْهُ فَاسْتَنْفِقْ وَأَنْفَقَ عَلَى أَهْلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى جَارِيَةً تَطِيشُ هُزَالًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ إِحْدَى بَنَاتِكَ، قَالَ: وَأَيُّ بَنَاتِي هَذِهِ؟، قَالَ: ابْنَتِي، قَالَ: مَا بَلَغَ بِهَا مَا أَرَى؟ قَالَ: عَمَلُكَ، لَا تُنْفِقْ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «§إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَغُرُّكَ مِنْ وَلَدِكَ، فَأَوْسِعْ عَلَى وَلَدِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ لِأَبِيهَا - قَالَ يَزِيدُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَا أَبَتِ - إِنَّهُ قَدْ أَوْسَعَ اللَّهُ الرِّزْقَ، وَفَتَحَ عَلَيْكَ الْأَرْضَ، وَأَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ، فَلَوْ طَعِمْتَ طَعَامًا أَلْيَنَ مِنْ طَعَامِكِ، وَلَبِسَتْ لِبَاسًا أَلْيَنَ مِنْ لِبَاسِكَ، فَقَالَ: " سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، §أَمَا تَذْكُرِينَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْقَى مِنْ شِدَّةَ الْعَيْشِ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ يُذَكِّرُهَا حَتَّى أَبْكَاهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَكِ إِنِّي وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أَلْقَى مَعَهُمَا -[278]- عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ ". قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: «يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ الْحَسَنُ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَبَى إِلَّا شِدَّةً وَحَصْرًا عَلَى نَفْسِهِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِالسَّعَةِ، فَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ فَدَخَلُوا عَلَى حَفْصَةَ فَقَالُوا: أَبَى عُمَرُ إِلَّا شِدَّةً عَلَى نَفْسِهِ وَحَصْرًا، وَقَدْ بَسَطَ اللَّهُ فِي الرِّزْقِ، فَلْيَبْسُطْ فِي هَذَا الْفَيْءِ فِيمَا شَاءَ مِنْهُ، وَهُوَ فِي حَلٍّ مِنْ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَأَنَّهَا قَارَبَتْهُمْ فِي هَوَاهُمْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهَا دَخَلَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ الْقَوْمُ، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: يَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، §نَصَحْتِ قَوْمَكِ وَغَشَشْتِ أَبَاكِ، إِنَّمَا حَقُّ أَهْلِي فِي نَفْسِي وَمَالِي، فَأَمَّا فِي دِينِي وَأَمَانَتِي فَلَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ يَعْنِي الْقَطَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " كَلَّمُوا حَفْصَةَ أَنْ تَكَلَّمَ أَبَاهَا أَنْ يُلِينَ مِنْ عَيْشِهِ شَيْئًا، فَقَالَتْ: " يَا أَبَتَاهُ، أَوْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ قَوْمَكَ كَلَّمُونِي أَنْ تُلِينَ مِنْ عَيْشِكَ، فَقَالَ: «§غَشَشْتِ أَبَاكِ، وَنَصَحْتِ لِقَوْمِكِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §كَانَ يَتَّجِرُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ» قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: «وَجَهَّزَ عِيرًا إِلَى الشَّامِ فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ» ، وَقَالَ الْفَضْلُ: «فَبَعَثَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» قَالَا جَمِيعًا: " يَسْتَقْرِضُهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: قُلْ لَهُ يَأْخُذُهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، ثُمَّ لِيَرُدَّهَا، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: لِيَأْخُذَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَإِنْ مُتُّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ قُلْتُمْ أَخَذَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، دَعُوهَا لَهُ، وَأُوخَذُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ آخُذَهَا مِنْ رَجُلٍ حَرِيصٍ شَحِيحٍ، فَإِنْ مُتُّ أَخَذَهَا " قَالَ يَحْيَى: مِنْ مِيرَاثِي، وَقَالَ الْفَضْلُ: مِنْ مَالِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: قَالَ -[279]-: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: " سَأَلَنِي عُمَرُ: " §كَمْ أَنْفَقْنَا فِي حَجَّتِنَا هَذِهِ؟، قُلْتُ: خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ قَالَ: «§خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا حَتَّى رَجَعَ، كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالنَّطْعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةِ فِي الْحَجِّ ثُمَّ رَجَعْنَا، §فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا، وَلَا كَانَ لَهُ بِنَاءٌ يَسْتَظِلُّ بِهِ، إِنَّمَا كَانَ يُلْقِي نِطْعًا أَوْ كِسَاءً عَلَى شَجَرَةٍ فَيَسْتَظِلُّ تَحْتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ قَالَ: " قَدِمَ أَبُو مُوسَى فِي وَفْدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ قَالَ: فَقَالُوا: كُنَّا نَدْخُلُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَهُ خُبَزُ ثَلَاثٍ، فَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَةً بِزَيْتٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا بِسَمْنٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا بِاللَّبِنِ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا بِالْقَدَائِدِ الْيَابِسَةِ قَدْ دُقَّتْ ثُمَّ أُغْلِيَ بِهَا، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ وَهُوَ قَلِيلٌ. فَقَالَ لَنَا يَوْمًا: " أَيُّهَا الْقَوْمُ، إِنِّي وَاللَّهِ §لَقَدْ أَرَى تَعْذِيرَكُمْ وَكَرَاهِيَتَكُمْ لِطَعَامِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا، وَأَرْفَعَكُمْ عَيْشًا، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ، وَعَنْ صِلَاءٍ وَصِنَابٍ وَصَلَائِقَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] وَإِنَّ أَبَا مُوسَى كَلَّمَنَا فَقَالَ: لَوْ كَلَّمْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَفْرِضُ لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَرْزَاقَنَا، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ حَتَّى كَلَّمْنَاهُ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأُمَرَاءِ، أَمَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ مَا أَرْضَاهُ لِنَفْسِي» ، قَالَ: قُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ الْمَدِينَةَ أَرْضٌ الْعَيْشُ بِهَا شَدِيدٌ، وَلَا نَرَى طَعَامَكَ يُعَشِّي

وَلَا يُؤْكَلُ، وَإِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ رِيفٍ، وَإِنَّ أَمِيرَنَا يُعَشِّي، وَإِنَّ طَعَامَهُ يُؤْكَلُ، فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: فَنَعَمْ، فَإِنِّي قَدْ فَرَضْتُ لَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَاتَيْنِ وَجَرِيبَيْنِ، فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَضَعْ إِحْدَى الشَّاتَيْنِ عَلَى أَحَدِ الْجَرِيبَيْنِ فَكُلْ أَنْتُ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابِكَ فَاشْرَبْ، ثُمَّ اسْقِ الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ قُمْ لِحَاجَتِكَ، فَإِذَا كَانَ بِالْعَشِيِّ فَضَعِ الشَّاةَ الْغَابِرَةَ عَلَى الْجَرَيبِ الْغَابِرِ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابِكَ فَاشْرَبْ، أَلَا وَأَشْبِعُوا النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ، وَأَطْعِمُوا عِيَالَهُمْ، فَإِنَّ تَحْفِينَكُمْ لِلنَّاسِ لَا يُحَسِّنُ أَخْلَاقَهُمْ، وَلَا يُشْبِعُ جَائِعَهُمْ، وَاللَّهِ مَعَ ذَاكَ مَا أَظُنُّ رُسْتَاقًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاتَانِ وَجَرِيبَانِ إِلَّا يُسْرِعَانِ فِي خَرَابِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: " أَنَّ حَفْصَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ كَانَ يَحْضُرُ طَعَامَ عُمَرَ فَكَانَ لَا يَأْكُلُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَا يَمْنَعُكَ مِنْ طَعَامِنَا؟» ، قَالَ: إِنَّ طَعَامَكَ جَشِبٌ غَلِيظٌ، وَإِنِّي رَاجِعٌ إِلَى طَعَامٍ لَيِّنٍ قَدْ صُنِعَ لِي فَأُصِيبُ مِنْهُ، قَالَ: أَتُرَانِي أَعْجَزُ أَنْ آمُرَ بِشَاةٍ فَيُلْقَى عَنْهَا شَعْرُهَا، وَآمُرَ بِدَقِيقٍ فَيُنْخَلَ فِي خِرْقَةٍ، ثُمَّ آمُرَ بِهِ فَيُخْبَزَ خُبْزًا رِقَاقًا، وَآمُرَ بِصَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ فَيُقْذَفَ فِي سُعْنٍ ثُمَّ يُصَبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَيُصْبِحَ كَأَنَّهُ دَمُ غَزَالٍ؟، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرَاكَ عَالِمًا بِطِيبِ الْعَيْشِ، فَقَالَ: أَجَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَوْلَا أَنْ تَنْتَقِضَ حَسَنَاتِي لَشَارَكْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ: " أَنَّهُ وَفْدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ وَنَحْوُهُ، فَشَكَا عُمَرُ طَعَامًا غَلِيظًا أَكَلَهُ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِطَعَامٍ لَيِّنٍ، وَمَرْكَبٍ لَيِّنٍ، وَمَلْبَسٍ لَيِّنٍ لَأَنْتَ، فَرَفَعَ عُمَرُ جَرِيدَةً مَعَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهُ، وَقَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ مَا أُرَاكَ أَرَدْتَ بِهَا اللَّهَ، وَمَا أَرَدْتَ بِهَا إِلَّا مُقَارَبَتِي، إِنْ كُنْتُ لَأَحْسِبُ أَنَّ فِيكَ، وَيْحَكَ -[281]-، هَلْ تَدْرِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: وَمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُهُمْ؟ قَالَ: " مِثْلُ قَوْمٍ سَافَرُوا فَدَفِعُوا نَفَقَاتِهِمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْفِقْ عَلَيْنَا، فَهَلْ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ مِنْهَا بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَكَذَلِكَ مَثَلِي وَمَثَلُهُمْ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «إِنِّي لَمْ أَسْتَعْمِلْ عَلَيْكُمْ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلِيَشْتِمُوا أَعْرَاضَكُمْ، وَيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، وَلَكِنِّي اسْتَعْمَلْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ كِتَابَ رَبِّكُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ فَلَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ، لِيَرْفَعْهَا إِلَيَّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ» ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَدَّبَ أَمِيرٌ رَجُلًا مِنْ رَعِيَّتِهِ، أَتُقِصُّهُ مِنْهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: «§وَمَا لِي لَا أَقُصُّهُ مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟» وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ: لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلَا تَحْرِمُوهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ " قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قِيلَ لِعُمَرَ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: فَمَنْ جَاءَ بَعْدَ عُمَرَ قِيلَ لَهُ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَطُولُ هَذَا، وَلَكِنْ أَجْمِعُوا عَلَى اسْمٍ تَدْعُونَ بِهِ الْخَلِيفَةَ يُدْعَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَعُمَرُ أَمِيرُنَا فَدُعِيَ عُمَرُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِذَلِكَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ التَّأْرِيخَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَكَتَبَهُ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي الصُّحُفِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى الْبُلْدَانِ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَجَعَلَ لِلنَّاسِ بِالْمَدِينَةِ قَارِئَيْنِ: قَارِئًا يُصَلِّي بِالرِّجَالِ، وَقَارِئًا يُصَلِّي بِالنِّسَاءِ، وَهُوَ أَوَّلُ -[282]- مَنْ ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ، وَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالتُّهَمِ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا، وَغَرَّبَ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ إِلَى خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبَ شَرَابٍ، فَدَخَلَ أَرْضَ الرُّومَ فَارْتَدَّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَسَّ فِي عَمَلِهِ بِالْمَدِينَةِ، وَحَمَلَ الدِّرَّةَ وَأَدَّبَ بِهَا، وَلَقَدْ قِيلَ بَعْدَهُ: لَدِّرَّةُ عُمَرَ أَهْيَبُ مِنْ سَيْفِكُمْ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ الْفُتُوحَ، وَهِيَ الْأَرْضُونَ وَالْكُورُ الَّتِي فِيهَا الْخَرَاجُ وَالْفَيْءُ، فَتَحَ الْعِرَاقَ كُلَّهُ، السَّوَادَ وَالْجِبَالَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَكُورَ الْبَصْرَةِ وَأَرْضَهَا وَكُور الْأَهْوَازِ، وَفَارِسَ، وَكُورَ الشَّامِ مَا خَلَا أَجْنَادَيْنِ، فَإِنَّهَا فُتِحَتْ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَفَتَحَ عُمَرُ كُورَ الْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ وَمِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَقُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَخَيْلُهُ عَلَى الرِّيِّ وَقَدْ فَتَحُوا عَامَّتَهَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَسَحَ السَّوَادَ وَأَرْضَ الْجَبَلِ، وَوَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الْأَرَضِينَ، وَالْجِزْيَةَ عَلَى جَمَاجِمِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِيمَا فُتِحَ مِنَ الْبُلْدَانِ، فَوَضَعَ عَلَى الْغَنِيِّ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى الْوَسَطِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى الْفَقِيرِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَقَالَ: «لَا يُعْوِزُ رَجُلًا مِنْهُمْ دِرْهَمٌ فِي شَهْرٍ» ، فَبَلَغَ خَرَاجُ السَّوَادِ وَالْجَبَلِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مِائَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ أَلْفٍ وَافٍ، وَالْوَافُ دِرْهَمٌ وَدَانَقَانُ وَنِصْفُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَصَّرَ الْأَمْصَارَ: الْكُوفَةَ، وَالْبَصْرَةَ، وَالْجَزِيرَةَ، وَالشَّامَ، وَمِصْرَ، وَالْمَوْصِلَ، وَأَنْزَلَهَا الْعَرَبَ، وَخَطَّ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ خُطَطًا لِلْقَبَائِلِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْضَى الْقُضَاةَ فِي الْأَمْصَارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدِّيوَانَ وَكَتَبَ النَّاسَ عَلَى قَبَائِلِهِمْ، وَفَرَضَ لَهُمُ الْأَعْطِيَةَ مِنَ الْفَيْءِ، وَقَسَمَ الْقُسُومَ فِي النَّاسِ، وَفَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَفَضَّلَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ، وَفَرَضَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى أَقْدَارِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الطَّعَامَ فِي السُّفُنِ مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَرَدَ الْبَحْرَ ثُمَّ، حَمَلَ مِنَ الْجَارِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا بَعَثَ عَامِلًا لَهُ عَلَى مَدِينَةٍ كَتَبَ مَالَهُ، وَقَدْ قَاسَمَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَالَهُ إِذَا عَزَلَهُ، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ عَمْرِو -[283]- بْنِ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَيَدَعُ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مِثْلَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَنُظَرَائِهِمْ لِقُوَّةِ أُولَئِكَ عَلَى الْعَمَلِ وَالْبَصَرِ بِهِ، وَلِإِشْرَافِ عُمَرَ عَلَيْهِمْ وَهَيْبَتِهِمْ لَهُ، وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تُوَلِّي الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُمْ بِالْعَمَلِ. وَاتَّخَذَ عُمَرُ دَارَ الرَّقِيقِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الدَّقِيقُ فَجَعَلَ فِيهَا الدَّقِيقَ وَالسَّوِيقَ وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ وَمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، يُعِينُ بِهِ الْمُنْقَطَعَ بِهِ وَالضَّيْفَ يَنْزِلُ بِعُمَرَ، وَوَضَعَ عُمَرُ فِي طَرِيقِ السُّبُلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَا يَصْلُحُ مَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ وَيَحْمِلُ مِنْ مَاءٍ إِلَى مَاءٍ، وَهَدَمَ عُمَرُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَزَادَ فِيهِ، وَأَدْخَلَ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا زَادَ، وَوَسَّعَهُ وَبَنَاهُ لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَخْرَجَ الْيَهُودَ مِنَ الْحِجَازِ وَأَجْلَاهُمْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ إِلَى الشَّامِ، وَأَخْرَجَ أَهْلَ نَجْرَانَ وَأَنْزَلَهُمْ نَاحِيَةَ الْكُوفَةِ، وَكَانَ عُمَرُ خَرَجَ إِلَى الْجَابِيَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، وَحَضَرَ فَتْحَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ بِالْجَابِيَةِ، وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ يُرِيدُ الشَّامَ فَبَلَغَ سَرْغَ فَبَلَغَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ قَدِ اشْتَعَلَ بِالشَّامِ فَرَجَعَ مِنْ سَرْغَ فَكَلَّمَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَقَالَ: أَتَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، وَفِي خِلَافَتِهِ كَانَ طَاعُونُ عَمَوَاسَ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ أَوَّلُ عَامِ الرَّمَادَةِ، أَصَابَ النَّاسَ مَحْلٌ وَجَدْبٌ وَمَجَاعَةٌ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى الْحَجِّ بِالنَّاسِ أَوَّلَ سَنَةٍ اسْتُخْلِفَ وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحُجُّ بِالنَّاسِ فِي كُلِّ سَنَةٍ خِلَافَتَهُ كُلَّهَا، فَحَجَّ بِهِمْ عَشْرَ سِنِينَ وَلَاءً، وَحَجَّ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَاعْتَمَرَ عُمَرُ فِي خِلَافَتِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، عَمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ -[284]-، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ أَخَّرَ الْمَقَامَ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ، كَانَ مُلْصَقًا بِالْبَيْتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ: " §أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَصَّرَ الْأَمْصَارَ: الْمَدِينَةَ، وَالْبَصْرَةَ، وَالْكُوفَةَ، وَالْبَحْرَيْنَ، وَمِصْرَ، وَالشَّامَ، وَالْجَزِيرَةَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§هَانَ شَيْءٌ أُصْلِحُ بِهِ قَوْمًا، أَنْ أُبَدِّلَهُمْ أَمِيرًا مَكَانَ أَمِيرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَلْقَى الْحَصَى فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ النَّاسُ إِذَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ مِنَ السُّجُودِ نَفَضُوا أَيْدِيَهُمْ، فَأَمَرَ عُمَرُ بِالْحَصَى فَجِيءَ بِهِ مِنَ الْعَقِيقِ فَبُسِطَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَأَعْزِلَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَالْمُثَنَّى مُثَنَّى بَنِي شَيْبَانَ؛ حَتَّى يَعْلَمَا أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا كَانَ يَنْصُرُ عِبَادَهُ، وَلَيْسَ إِيَّاهُمَا كَانَ يَنْصُرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْلَانَ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِقَوْمٍ يَرْتَمُونَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَسَبْتَ، فَقَالَ عُمَرُ: «§سُوءُ اللَّحْنِ أَسْوَأُ مِنْ سُوءِ الرَّمْيِ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§لَا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْ رُكُوبِ الْمُسْلِمِينَ الْبَحْرَ أَبَدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَسْأَلُهُ عَنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ، قَالَ: فَكَتَبَ عَمْرٌو إِلَيْهِ يَقُولُ: §دُودٌ عَلَى عُودٍ، فَإِنِ انْكَسَرَ الْعُودُ هَلَكَ الدُّودُ، قَالَ: فَكَرِهَ عُمَرُ أَنْ يَحْمِلَهُمْ فِي الْبَحْرِ ". قَالَ هِشَامٌ: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ: «فَأَمْسَكَ عُمَرُ عَنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: " بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَعُسُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذَا امْرَأَةٌ تَقُولُ: [البحر البسيط] هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَإِذَا هُوَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ شَعْرًا وَأَصَبَحِهِمْ وَجْهًا، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَطُمَّ شَعْرَهُ فَفَعَلَ، فَخَرَجَتْ جَبْهَتُهُ فَازْدَادَ حُسْنًا، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَعْتَمَّ فَفَعَلَ فَازْدَادَ حُسْنًا، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَا تُجَامِعُنِي بِأَرْضٍ أَنَا بِهَا، فَأَمَرَ لَهُ بِمَا يُصْلِحُهُ وَسَيَّرَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَعُسُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ، فَإِذَا هُنَّ يَقُلْنَ: أَيُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَصْبَحُ؟، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَبُو ذِئْبٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ إِذَا هُوَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «أَنْتَ وَاللَّهِ ذِئْبُهُنَّ» ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَا تُجَامِعُنِي بِأَرْضٍ أَنَا بِهَا "، قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ لَابُدُّ مُسَيِّرُنِي فَسَيِّرْنِي حَيْثُ سَيَّرْتَ ابْنَ عَمِّي، يَعْنِي نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ السُّلَمِيَّ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَا يُصْلِحُهُ وَسَيَّرَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ بَرِيدًا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ، فَبَدَرَتْ صَحِيفَةٌ، فَأَخَذَهَا فَقَرَأَهَا -[286]- فَإِذَا فِيهَا: [البحر الوافر] §أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا ... فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي قَلَائِصَنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُمُ زَمَنَ الْحِصِارِ فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ الْبِحَارِ قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ... وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ أَوْ غِفَارِ يُعَقِّلْهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ ... مُعِيدًا يَبْتَغِي سَقَطَ الْعَذَارِ فَقَالَ: " ادْعُوا لِي جَعْدَةَ مِنْ سُلَيْمٍ، قَالَ: فَدَعُوا بِهِ فَجَلَدُهُ مِائَةً مَعْقُولًا وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ مُغِيبَةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُحِبُّ الصَّلَاةَ فِي كَبِدِ اللَّيْلِ، يَعْنِي وَسَطَ اللَّيْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اعْتَرَاهُ نِسْيَانٌ فِي الصَّلَاةِ فَجَعَلَ رَجُلٌ خَلْفَهُ يُلَقِّنُهُ، فَإِذَا أَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَسْجُدَ أَوْ يَقُومَ فَعَلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي دَبَرَةِ الْبَعِيرِ وَيَقُولُ: «§إِنِّي لَخَائِفٌ أَنْ أُسْأَلَ عَمَّا بِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْعَامِ الَّذِي طُعِنَ فِيهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي أُكَلِمُكُمْ بِالْكَلَامِ، فَمَنْ حَفِظَهُ فَلْيُحَدِّثْ بِهِ حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْهُ فَأُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى امْرِئٍ أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ -[287]- الزُّهْرِيِّ قَالَ: " أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ، فَاسْتَخَارَ اللَّهَ شَهْرًا، ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَدْ عُزِمَ لَهُ، فَقَالَ: «§ذَكَرْتُ قَوْمًا كَتَبُوا كِتَابًا فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِمَالٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُزَاحَمُ النَّاسَ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِ، فَعَلَاهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: «§إِنَّكَ أَقْبَلْتَ لَا تَهَابُ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعَلِّمَكَ أَنَّ سُلْطَانَ اللَّهِ لَنْ يَهَابَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «أَنَّ حَجَّامًا كَانَ يَقُصُّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا، §فَتَنَحْنَحَ عُمَرُ فَأَحْدَثَ الْحَجَّامُ، فَأَمَرَ لَهُ عُمَرُ بِأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَالْحَجَّامُ هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْهَيْلَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ فِي وِلَايَتِهِ: «§مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ بَعْدِي فَلْيَعْلَمْ أَنْ سَيُرِيدُهُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا كُنْتُ إِلَّا أُقَاتِلُ النَّاسَ عَنْ نَفْسِي قِتَالًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: " اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ، وَكَانَ أَجْرَأُهُمْ عَلَى عُمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَقَالُوا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَوْ كَلَّمْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ يَأْتِي الرَّجُلُ طَالِبُ الْحَاجَةِ فَتَمْنَعُهُ هَيْبَتُكَ أَنْ يُكَلِّمَكَ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ وَلَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِنْ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ يَقْدَمُ الْقَادِمُ فَتَمْنَعُهُ هَيْبَتُكَ أَنْ يُكَلِّمَكَ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ وَلَمْ يُكَلِّمْكَ، قَالَ: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَعَلِيٌّ وَعُثْمَانُ

وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ أَمَرُوكَ بِهَذَا؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ §لَقَدْ لِنْتُ لِلنَّاسِ حَتَّى خَشِيتُ اللَّهَ فِي اللِّينِ، ثُمَّ اشْتَدَدْتُ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَشِيتُ اللَّهَ فِي الشِّدَّةِ، فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟ «، فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي يَجُرُّ رِدَاءَهُ، يَقُولُ بِيَدِهِ أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ، أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ نَظَرَ فِيهَا فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا فَأَتَيْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا يَرْفَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَرْفَا فَقُلْتُ: أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكْوَى؟ قَالَ: لَا، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ يَرْفَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ، عَلَى كُلِّ صُبْرَةٍ مِنْهَا كَتِفٌ، فَقَالَ: إِنِّي نَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ بِالْمَدِينَةِ أَكْثَرَ عَشِيرَةٍ مِنْكُمَا، خُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ فَضَلَ فَضْلٌ فَرُدَّا، فَأَمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَيْتُ لِرُكْبَتِيَّ فَقُلْتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ عَلَيْنَا؟، فَقَالَ: شِنْشِنَةٌ مِنْ أَخْشَنَ ". قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ.، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ إِذْ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ؟، قُلْتُ: بَلَى، وَلَوْ فُتِحَ عَلَيْهِ لَصَنَعَ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، قَالَ: وَمَا كَانَ يَصْنَعُ؟ قُلْتُ: إِذًا لَأَكَلَ وَأَطْعَمَنَا، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ نَشَجَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، وَقَالَ: «§لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ كَفَافًا، لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " أُصِيبَ بَعِيرٌ مِنَ الْمَالِ، زَعَمَ يَحْيَى: مِنَ الْفَيْءِ، فَنَحَرَهُ عُمَرُ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ مِنْهُ، وَصَنَعَ مَا بَقِيَ، فَدَعَا عَلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ صَنَعْتَ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَ هَذَا فَأَكَلْنَا عِنْدَكَ وَتَحَدَّثْنَا، فَقَالَ عُمَرُ: «لَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا، §إِنَّهُ -[289]- مَضَى صَاحِبَانِ لِي، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ، عَمِلَا عَمَلًا وَسَلَكَا طَرِيقًا، وَإِنِّي إِنْ عَمِلْتُ بِغَيْرِ عَمَلِهِمَا سُلِكَ بِي طَرِيقٌ غَيْرُ طَرِيقِهِمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى سَمِعَ بِهِ أَهْلُ الْعَالِيَةِ فَنَزَلُوا، فَعَلَّمَهُمْ حَتَّى مَا بَقِيَ وَجْهٌ إِلَّا عَلَّمَهُمْ، ثُمَّ أَتَى أَهْلُهُ وَقَالَ: «§قَدْ سَمِعْتُمْ مَا نَهَيْتُ عَنْهُ، وَإِنِّي لَا أَعْرِفُ أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ يَأْتِي شَيْئًا مِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ إِلَّا ضَاعَفْتُ لَهُ الْعَذَابَ ضِعْفَيْنِ، أَوْ كَمَا قَالَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْهَى النَّاسَ عَنْ شَيْءٍ تَقَدَّمَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: «§لَا أَعْلَمَنَّ أَحَدًا وَقَعَ فِي شَيْءٍ مِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ إِلَّا أَضْعَفْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ إِذَا أَتَاهُ الْخَصْمَانِ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: «§اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمَا، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُرِيدُنِي عَنْ دِينِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§مَا بَقِيَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمَرِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا أَنِّي لَسْتُ أُبَالِي إِلَى أَيِّ النَّاسِ نَكَحْتُ، وَأَيِّهِمْ أَنْكَحْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: " كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ؟، قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ عُمَرُ: " بَلَى، قَالَ الرَّجُلُ: لَا -[290]-، قَالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللَّهِ، §أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَعْلَمُ أَنَّ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ لَمَا تَكَلَّمَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَى، بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَهْ، فَإِنَّا نَقْفُو الْآثَارَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ أَكْثَرَ النَّاسِ صِيَامًا، وَأَكْثَرَهُمْ سِوَاكًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَوْ كُنْتُ أُطِيقُ مَعَ الْخِلِّيَفَى لَأَذَّنْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي جَعْدَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَوْلَا أَنْ أَسِيرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ أَضَعَ جَبِينِي لِلَّهِ فِي التُّرَابِ، أَوْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَلْتَقِطُونَ طَيِّبَ الْقَوْلِ كَمَا يُلْتَقَطُ طَيِّبُ الثَّمَرِ، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ لَحِقْتُ بِاللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتِ الشِّفَاءُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَأَتْ فِتْيَانًا يَقْصِدُونَ فِي الْمَشْي وَيَتَكَلَّمُونَ رُوَيْدًا، فَقَالَتْ: " مَا هَذَا؟، فَقَالُوا: نُسَّاكٌ، فَقَالَتْ: «§كَانَ وَاللَّهِ عُمَرُ إِذَا تَكَلَّمَ أَسْمَعَ، وَإِذَا مَشَى أَسْرَعَ، وَإِذَا ضَرَبَ أَوْجَعَ، وَهُوَ النَّاسِكُ حَقًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: «§كُنَّا نَلْزَمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْوَرَعَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§مَا أُبَالِي إِذَا اخْتَصَمَ إِلَيَّ رَجُلَانِ لِأَيِّهِمَا كَانَ الْحَقُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَشَدُّ أُمَّتِي فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا بِحَلَّاقٍ فَحَلَقَهُ بِمُوسَى، يَعْنِي جَسَدَهُ، فَاسْتَشْرَفَ لَهُ النَّاسُ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنَ السُّنَّةِ، وَلَكِنَّ النَّوْرَةُ مِنَ النَّعِيمِ، فَكَرِهْتُهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§كَانَ الْخُلَفَاءُ لَا يَتَنَوَّرُونَ، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، بَلَغَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرَ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: يَا عُمَرُ، إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمَرِ النَّاسِ شَيْئًا فَخُذْ بِسِيرَةِ هَذَيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدِينِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَا يُعْرَفُ فِيهِمَا الْبِرُّ حَتَّى يَقُولَا أَوْ يَفْعَلَا» . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا تَعْنِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُونَا مُؤَنَّثَيْنِ وَلَا مُتَمَاوِتَيْنِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «§كَانَ الْبِرُّ لَا يُعْرَفُ فِي عُمَرَ وَلَا فِي ابْنِهِ حَتَّى يَقُولَا أَوْ يَفْعَلَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ قَالَ مَعْنٌ: «إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَسِيرُ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمِّهِ: «إِنَّهُ كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي سَفَرٍ فَلَمَّا -[292]- كَانَ قَرِيبًا مِنَ الرَّوْحَاءِ» قَالَ مَعْنٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي حَدِيثِهِمَا: " فَسَمِعَ صَوْتَ رَاعٍ فِي جَبَلٍ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ صَاحَ: " يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ، فَأَجَابَهُ الرَّاعِي، فَقَالَ: يَا رَاعِيَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي قَدْ مَرَرْتُ بِمَكَانٍ هُوَ أَخْصَبُ مِنْ مَكَانِكَ، وَإِنَّ §كُلَّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، ثُمَّ عَدْلَ صُدُورَ الرِّكَابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ قَالَ: " سُئِلَ عُمَرُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «§لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَزِيدَ فِي الْحَدِيثِ أَوْ أَنْتَقِصَ مِنْهُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَوْمًا وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ: «عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، بَخْ، وَاللَّهِ بُنَيَّ الْخَطَّابِ §لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا مُسْتَقِيمِينَ مَا اسْتَقَامَتْ لَهُمْ أَئِمَّتُهُمْ وَهُدَاتُهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§الرَّعِيَّةُ مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الْإِمَامِ مَا أَدَّى الْإِمَامُ إِلَى اللَّهِ، فَإِذَا رَتَعَ الْإِمَامُ رَتَعُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " يَا أَسْلَمُ، أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَلَا أَجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى مِنْ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَاصِمٍ -[293]- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: «وَالَّذِي لَوْ شَاءَ أَنْ تَنْطِقَ قَنَانِي نَطَقَتْ، §لَوْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِيزَانًا مَا كَانَ فِيهِ مَيْطُ شَعْرَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْرٍ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَقِيَ الْمِنْبَرَ وَجَمَعَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا لِي مِنْ أَكَالِ يَأْكُلُهُ النَّاسُ إِلَّا أَنَّ لِيَ خَالَاتٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَكُنْتُ أَسْتَعْذِبُ لَهُنَّ الْمَاءَ فَيُقَبِّضْنَ لِيَ الْقَبَضَاتِ مِنَ الزَّبِيبِ» . قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «إِنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي شَيْئًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُطَأْطِئَ مِنْهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ رَفَعَ إِلَيَّ عُيُوبِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ الْهُرْمُزَانَ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مُضْطَجِعًا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§هَذَا وَاللَّهِ الْمَلِكُ الْهَنِيءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَأْخُذُ بِأُذُنِ الْفَرَسِ وَيَأْخُذُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى أُذُنَهُ، ثُمَّ يَنْزُو عَلَى مَتْنِ الْفَرَسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْمُرُ عُمَّالَهُ أَنْ يُوَافُوهُ بِالْمَوْسِمِ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي عَلَيْكُمْ لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ وَلَا مِنْ أَمْوَالِكُمْ، إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ، وَلِيَقْسِمُوا فَيْئَكُمْ بَيْنَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ فَلْيَقُمْ» ، فَمَا قَامَ أَحَدٌ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ قَامَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عَامِلَكَ فُلَانًا ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ، قَالَ: «فِيمَ ضَرَبْتَهُ؟ -[294]-، قُمْ فَاقْتَصَّ مِنْهُ» ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا يَكْثُرُ عَلَيْكَ وَيَكُونُ سُنَّةً يَأْخُذُ بِهَا مَنْ بَعْدَكَ، فَقَالَ: «أَنَا لَا أُقِيدُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ» ، قَالَ: فَدَعْنَا فَلْنُرْضِهِ، قَالَ: دُونَكُمْ فَأَرْضُوهُ «، فَافْتَدَى مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ، كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: " §كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَعُسُّ الْمَسْجِدَ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَلَا يَرَى فِيهِ أَحَدًا إِلَّا أَخْرَجَهُ إِلَّا رَجُلًا قَائِمًا يُصَلِّي، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟، قَالَ أُبَيُّ: نَفَرٌ مِنْ أَهْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا خَلَّفَكُمْ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟، قَالَ: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ، قَالَ: فَجَلَسَ مَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لِأَدْنَاهُمْ إِلَيْهِ: خُذْ، قَالَ: فَدَعَا فَاسْتَقْرَأَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا يَدْعُونَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: هَاتِ، فَحُصِرْتُ وَأَخَذَنِي مِنَ الرِّعْدَةِ أَفْكَلٌ حَتَّى جَعَلَ يَجِدُ مَسَّ ذَلِكَ مِنِّي، فَقَالَ: وَلَوْ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ فَمَا كَانَ فِي الْقَوْمِ أَكْثَرُ دَمْعَةً وَلَا أَشَدُّ بُكَاءً مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِيهًا الْآنَ، فَتَفَرَّقُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَّجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا وَيَسْتَلْقِي عَلَى ظَهْرِهِ وَيَرْفَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَّجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَضَعَ جَنْبَهُ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا يَمَلَّ جُلُوسَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§قُتِلَ عُمَرُ وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي

الْحُوَيْرِثِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُقَيْدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فِي تَدْوِينِ الدِّيوَانَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: تُقَسِّمُ كُلَّ سَنَةٍ مَا اجْتَمَعَ إِلَيْكَ مِنْ مَالٍ وَلَا تُمْسِكُ مِنْهُ شَيْئًا، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: أَرَى مَالًا كَثِيرًا يَسَعُ النَّاسَ وَإِنْ لَمْ يُحْصَوْا حَتَّى تَعْرِفَ مَنْ أَخَذَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ خَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ الْأَمْرُ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ جِئْتُ الشَّامَ فَرَأَيْتُ مُلُوكَهَا قَدْ دَوَّنُوا دِيوَانًا وَجَنَّدُوا جُنُودًا، فَدَوِّنْ دِيوَانًا وَجَنِّدْ جُنُودًا، فَأَخَذَ بِقَوْلِهِ، فَدَعَا عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، وَكَانُوا مِنْ نُسَّابِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: اكْتُبُوا النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَكَتَبُوا فَبَدَؤُوا بِبَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ أَتْبَعُوهُمْ أَبَا بَكْرٍ وَقَوْمَهُ، ثُمَّ عُمَرَ وَقَوْمَهُ عَلَى الْخِلَافَةِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ قَالَ: وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّهُ هَكَذَا، وَلَكِنِ ابْدَؤُوا بِقَرَابَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ، حَتَّى تَضَعُوا عُمَرَ حَيْثُ وَضَعَهُ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَبَنُو تَيْمٍ عَلَى أَثَرِ بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنُو عَدِيٍّ عَلَى أَثَرِ بَنِي تَيْمٍ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: ضَعُوا عُمَرَ مَوْضِعَهُ، وَابْدَؤُوا بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْ خَلِيفَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالُوا: وَذَاكَ، فَلَوْ جَعَلْتَ نَفْسَكَ حَيْثُ جَعَلَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ بَنِي عَدِيٍّ، أَرَدْتُمُ الْأَكْلَ عَلَى ظَهْرِي لِأَنْ أُذْهِبَ حَسَنَاتِي لَكُمْ، لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَأْتِيَكُمُ الدَّعْوَةُ وَإِنْ أُطْبِقَ عَلَيْكُمُ الدَّفْتَرُ، يَعْنِي وَلَوْ أَنْ تُكْتَبُوا آخِرَ النَّاسِ، إِنَّ لِي صَاحِبَيْنِ سَلَكَا طَرِيقًا، فَإِنْ خَالَفْتَهُمَا خُولِفَ بِي، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا الْفَضْلَ فِي الدُّنْيَا، وَلَا مَا نَرْجُو مِنَ الْآخِرَةِ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ عَلَى مَا عَمِلْنَا إِلَّا بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، فَهُوَ شَرَفُنَا، وَقَوْمُهُ أَشْرَفُ الْعَرَبِ، ثُمَّ

الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ، إِنَّ الْعَرَبَ شَرُفَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ، وَلَوْ أَنَّ بَعْضَنَا يَلْقَاهُ إِلَى آبَاءٍ كَثِيرَةٍ وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَنْ نَلْقَاهُ إِلَى نَسَبِهِ ثُمَّ لَا نُفَارِقُهُ إِلَى آدَمَ إِلَّا آبَاءٍ يَسِيرَةٍ مَعَ ذَلِكَ، وَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَتِ الْأَعَاجِمُ بِالْأَعْمَالِ وَجِئْنَا بِغَيْرِ عَمَلٍ فَهُمْ أَوْلَى بِمُحَمَّدٍ مِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَا يَنْظُرُ رَجُلٌ إِلَى الْقَرَابَةِ وَيَعْمَلُ لِمَا عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنَّ مَنْ قَصَّرَ بِهِ عَمَلُهُ لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: " §لَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى تَدْوِينِ الدِّيوَانِ وَذَلِكَ فِي الْمُحْرِمِ سَنَةَ عِشْرِينَ بَدَأَ بِبَنِي هَاشِمٍ فِي الدَّعْوَةِ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ الْقَوْمُ إِذَا اسْتَوَوْا فِي الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدَّمَ أَهْلَ السَّابِقَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: بِمَنْ نَبْدَأُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: " ابْدَءُوا بِرَهْطِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلَيِّ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَفَرَضَ عُمَرُ لِأَهْلِ الدِّيوَانِ، فَفَضَّلَ أَهْلَ السَّوَابِقِ وَالْمَشَاهِدِ فِي الْفَرَائِضِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَدْ سَوَّى بَيْنَ النَّاسِ فِي الْقَسْمِ، فَقِيلَ لِعُمَرَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «لَا أَجْعَلُ مَنْ قَاتَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَنْ قَاتَلَ مَعَهُ» ، فَبَدَأَ بِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَفَرَضَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، حَلِيفُهُمْ وَمَوْلَاهُمْ مَعَهُمْ بِالسَّوَاءِ، وَفَرَضَ لِمَنْ كَانَ لَهُ إِسْلَامٌ كَإِسْلَامِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنْ مُهَاجِرَةَ الْحَبَشَةِ وَمَنْ شَهِدَ أَحَدًا أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَفَرَضَ لِأَبْنَاءِ الْبَدْرِيِّينَ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ إِلَّا حَسَنًا وَحُسَيْنًا فَإِنَّهُ أَلْحَقَهُمَا بِفَرِيضَةِ أَبِيهِمَا -[297]- لِقَرَابَتِهِمَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَفَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَفَرَضَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِقَرَابَتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " قَالَ: وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ فَرَضَ لَهُ سَبْعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ سَائِرُهُمْ: لَمْ يُفَضِّلْ أَحَدًا عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ إِلَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ فَرَضَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فِيهِنَّ، هَذَا الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ. وَفَرَضَ لِمَنْ هَاجَرَ قَبْلَ الْفَتْحِ لِكُلِّ رَجُلٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَفَرَضَ لِمُسْلِمَةِ الْفَتْحِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفَيْنَ، وَفَرَضَ لِغِلْمَانَ أَحْدَاثٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ كَفَرَائِضِ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ، وَفَرَضَ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: لِمَ تُفَضِّلُ عُمَرَ عَلَيْنَا فَقَدْ هَاجَرَ آبَاؤُنَا وَشَهِدُوا؟ فَقَالَ عُمَرُ: أُفَضِّلَهُ لِمَكَانِهِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلْيَأْتِ الَّذِي يَسْتَعْتِبُ بِأُمٍّ مِثْلَ أُمِّ سَلَمَةَ أُعْتِبْهُ، وَفَرَضَ لِأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَرَضْتَ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَفَرَضْتَ لِأُسَامَةَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ وَقَدْ شَهِدْتُ مَا لَمْ يَشْهَدْ أُسَامَةُ، فَقَالَ عُمَرُ: زِدْتُهُ لِأَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْكَ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَبِيكَ، ثُمَّ فَرَضَ لِلنَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ وَقِرَاءَتِهِمْ لِلْقُرْآنِ وَجِهَادِهِمْ، ثُمَّ جَعَلَ مَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ بَابًا وَاحِدًا فَأَلْحَقَ مَنْ جَاءَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا لِكُلِّ رَجُلٍ، وَفَرَضَ لِلْمُحَرَّرِينَ مَعَهُمْ، وَفَرَضَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ وَقَيْسٍ بِالشَّامِ وَالْعِرَاقِ لِكُلِّ رَجُلٍ أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفٍ إِلَى تِسْعِمِائَةٍ إِلَى خَمْسِمِائَةٍ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، لَمْ يُنْقِصْ أَحَدًا مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ، وَقَالَ: لَئِنْ كَثُرَ الْمَالُ لَأَفْرِضَنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَلْفٌ لِسَفَرِهِ وَأَلْفٌ لِسِلَاحِهِ وَأَلْفٌ يُخَلِّفُهَا لِأَهْلِهِ، وَأَلْفٌ لِفَرَسِهِ وَبَغْلِهِ، وَفَرَضَ لِنِسَاءَ مُهَاجِرَاتٍ، فَرَضَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ -[298]- عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَلِأَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلِأُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ فَرَضَ لِلنِّسَاءِ الْمُهَاجِرَاتِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ، وَأَمَرَ عُمَرُ فَكُتِبَ لَهُ عِيَالُ أَهْلِ الْعَوَالِي فَكَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمُ الْقُوتَ، ثُمَّ كَانَ عُثْمَانُ فَوَسَّعَ عَلَيْهِمْ فِي الْقُوتِ وَالْكِسْوَةِ، وَكَانَ عُمَرُ يَفْرِضُ لِلْمَنْفُوسِ مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَإِذَا تَرَعْرَعَ بَلَغَ بِهِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَإِذَا بَلَغَ زَادَهُ وَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِاللَّقِيطِ فَرَضَ لَهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا يَأْخُذُهُ وَلِيُّهُ كُلَّ شَهْرٍ مَا يُصْلِحُهُ ثُمَّ يَنْقُلُهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ وَكَانَ يُوصِي بِهِمْ خَيْرًا وَيَجْعَلُ رِضَاعَهُمْ وَنَفَقَتَهَمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ الْكَعْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ دِيوَانَ خُزَاعَةَ حَتَّى يَنْزِلَ قُدَيْدًا فَتَأْتِيهِ بِقُدَيْدٍ فَلَا يَغِيبُ عَنْهُ امْرَأَةٌ بِكْرٌ وَلَا ثَيِّبٌ فَيُعْطِيهُنَّ فِي أَيْدِيهِنَّ، ثُمَّ يَرُوحُ فَيَنْزِلُ عُسْفَانَ فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا حَتَّى تُوُفِّيَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ دِيوَانُ حِمْيَرَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ عَلَى حَدِّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: " قَدِمَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِيُّ عَلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَمَّا وَرَاءَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَكْتُ مَنْ وَرَائِي يَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ يَزِيدَ فِي عُمُرِكَ مِنْ أَعْمَارِهِمْ، مَا وَطِيءَ أَحَدٌ الْقَادِسِيَّةَ إِلَّا عَطَاؤُهُ أَلْفَانِ أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَمَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا أُلْحِقَ عَلَى مِائَةٍ وَجَرَيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، وَمَا يَبْلُغُ لَنَا ذَكَرٌ إِلَّا أُلْحِقَ عَلَى خَمْسُمِائَةٍ أَوْ سِتِّمِائَةٍ، فَإِذَا خَرَجَ هَذَا لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ مَنْ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْكُلُ الطَّعَامَ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَيُنْفِقُهُ فِيمَا يَنْبَغِي وَفِيمَا لَا يَنْبَغِي. قَالَ عُمَرُ: فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، إِنَّمَا

هُوَ حَقُّهُمْ أُعْطُوهُ، وَأَنَا أَسْعَدُ بِأَدَائِهِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ بِأَخْذِهِ، فَلَا تَحْمَدَنِّي عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ مَالِ الْخَطَّابِ مَا أُعْطِيتُمُوهُ، وَلَكِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ فِيهِ فَضْلًا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ أَحْبِسَهُ عَنْهُمْ، فَلَوْ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ عَطَاءُ أَحَدِ هَؤُلَاءِ الْعُرَيْبِ ابْتَاعَ مِنْهُ غَنَمًا، فَجَعَلَهَا بِسَوَادِهِمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ الثَّانِيَةَ ابْتَاعَ الرَّأْسَ فَجَعَلَهُ فِيهَا فَإِنِّي وَيْحَكَ يَا خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَلِيَكُمْ بَعْدِي وُلَاةٌ لَا يُعَدُّ الْعَطَاءُ فِي زَمَانِهِمْ مَالًا، فَإِنْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ قَدِ اعْتَقَدُوهُ فَيَتَّكِئُونَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ نَصِيحَتِي لَكَ وَأَنْتَ عِنْدِي جَالِسٌ كَنَصِيحَتِي لِمَنْ هُوَ بِأَقْصَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ لِمَا طَوَّقَنِي اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ مَاتَ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو السُّمَيْعِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى حُذَيْفَةَ: أَنْ §أَعْطِ النَّاسَ أُعْطِيَتَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّا قَدْ فَعَلْنَا وَبَقِيَ شَيْءٌ كَثِيرٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّهُ فَيْؤُهُمُ الَّذِي أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، لَيْسَ هُوَ لِعُمَرَ وَلَا لِآلِ عُمَرَ، اقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، ثَلَاثًا، §مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ أُعْطِيَهُ أَوْ مُنِعَهُ وَمَا أَحَدٌ بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، وَمَا أَنَا فِيهِ إِلَّا كَأَحَدِكُمْ، وَلَكِنَّا عَلَى مَنَازِلِنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَقِسْمِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَالرَّجُلُ وَبَلَاؤُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالرَّجُلُ وَقِدَمُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالرَّجُلُ وَغَنَاؤُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالرَّجُلُ وَحَاجَتُهُ، وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ بِجَبَلِ صَنْعَاءَ حَظُّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَهُوَ مَكَانُهُ» قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَعَرَفَ الْحَدِيثَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ -[300]- مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابَ، يَقُولُ: «§مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ لَا يَمْلِكُونَ رَقَبَتَهُ إِلَّا لَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ حَقٌّ أُعْطِيَهُ أَوْ مُنِعَهُ، وَلَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ بِالْيَمَنِ حَقُّهُ قَبْلَ أَنْ يَحْمَرَّ وَجْهُهُ، يَعْنِي فِي طَلَبِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقِيتُهُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ لِي: مَاذَا جِئْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، حَتَّى عَدَدْتُ خَمْسًا، قَالَ: إِنَّكَ نَاعِسٌ، فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَنَمْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَاذَا جِئْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ عُمَرُ: أَطَيِّبٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، لَا أَعْلَمُ إِلَّا ذَلِكَ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " §إِنَّهُ قَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا مَالٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعُدَّ لَكُمْ عَدَدًا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَهُ لَكُمْ كَيْلًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ الْأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا يُعْطُونَ النَّاسَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَوَّنَ الدِّيوَانَ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فِي خَمْسَةِ آلَافٍ خَمْسَةِ آلَافٍ، وَلِلْأَنْصَارِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَلِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا "

قَالَ يَزِيدُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ، قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: " §غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ، غَيْرِي مِنْ أَخَوَاتِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي، فَقَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ، قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ، قَالَتْ: صُبُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا، ثُمَّ قَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ مِنْ

أَهْلِ رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهِا، فَقَسَمْتُهُ حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ تَحْتَ الثَّوْبِ، فَقَالَتْ لَهَا بَرْزَةُ بِنْتُ رَافِعٍ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَقٌّ، فَقَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ، قَالَتْ: فَكَشَفْنَا الثَّوْبَ فَوَجَدْنَا خَمْسَةً وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَيْهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكُنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَمَاتَتْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §قَدِمَتْ رُفْقَةٌ مِنَ التُّجَّارِ فَنَزَلُوا الْمُصَلَّى، فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: هَلْ لَكَ أَنْ نَحْرُسَهُمُ اللَّيْلَةَ مِنَ السَّرَقِ؟ فَبَاتَا يَحْرُسَانِهِمْ وَيُصَلِّيَانِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُمَا، فَسَمِعَ عُمَرُ بُكَاءَ صَبِيٍّ فَتَوَجَّهَ نَحْوَهُ، فَقَالَ لِأُمِّهِ: اتَّقِي اللَّهَ وَأَحْسِنِي إِلَى صَبِيِّكِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَانِهِ فَسَمِعَ بُكَاءَهُ فَعَادَ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَانِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ سَمِعَ بُكَاءَهُ فَأَتَى أُمَّهُ فَقَالَ: وَيْحَكِ، إِنِّي لَأَرَاكِ أُمَّ سُوءٍ مَا لِي أَرَى ابْنَكِ لَا يَقِرُّ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ أَبْرَمْتَنِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ، إِنِّي أُرِيغَهُ عَنِ الْفِطَامِ فَيَأْبَى، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لِأَنَّ عُمَرَ لَا يَفْرِضُ إِلَّا لِلْفُطُمِ، قَالَ: وَكَمْ لَهُ؟ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا شَهْرًا، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تُعْجِلِيهُ فَصَلَّى الْفَجْرَ وَمَا يَسْتَبِينُ النَّاسُ قِرَاءَتَهُ مِنْ غَلَبَةِ الْبُكَاءِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَا بُؤْسًا لِعُمَرَ، كَمْ قَتَلَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَلَا لَا تُعْجِلُوا صِبْيَانَكُمْ عَنِ الْفِطَامِ، فَإِنَّا نَفْرِضُ لِكُلِّ مَوْلُودٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الْآفَاقِ: إِنَّا نَفْرِضُ لِكُلِّ مَوْلُودٍ فِي الْإِسْلَامِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §اسْتَشَارَهُمْ عُمَرُ فِي الْعَطَاءِ بِمَنْ يَبْدَأُ، فَقَالُوا: ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، قَالَ: فَبَدَأَ بِالْأَقَارِبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ قَوْمِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ -[302]-، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §لَئِنْ بَقِيَتُ إِلَى هَذَا الْعَامِ الْمُقْبِلِ لَأُلْحِقَنَّ آخِرَ النَّاسِ بِأَوَّلِهِمْ، وَلَأَجْعَلَنَّهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى الْحَوْلِ لَأُلْحِقَنَّ أَسْفَلَ النَّاسِ بِأَعْلَاهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§لَئِنْ عِشْتُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ لَأَجْعَلَنَّ عَطَاءَ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، أَلْفٌ لِكُرَاعِهِ وَسِلَاحِهِ، وَأَلْفٌ نَفَقَةٌ لَهُ، وَأَلْفٌ نَفَقَةٌ لِأَهْلِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَوْ قَدْ عَلِمْتُ نَصِيبِي مِنْ هَذَا الْأَمْرِ لَأَتَى الرَّاعِيَ بِسَرَوَاتِ حِمْيَرَ نَصِيبُهُ وَهُوَ لَا يَعْرَقُ جَبِينُهُ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: " §قَسَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ مَرَّةً عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَعْطَى رَجُلًا فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ مَمْلُوكٌ، قَالَ: رُدُّوهُ رُدُّوهُ، ثُمَّ قَالَ: دَعُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكِيلَ لَهُمُ الْمَالَ بِالصَّاعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَحْمِلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ بَعِيرٍ، §يَحْمِلُ الرَّجُلَ إِلَى الشَّامِ عَلَى بَعِيرٍ، وَيَحْمِلُ الرَّجُلَيْنِ إِلَى الْعِرَاقِ عَلَى بَعِيرٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: احْمِلْنِي وَسُحَيْمًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسُحَيْمٌ زِقٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ -[303]-، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرْسِلُ إِلَيْنَا بِأَحْظَائِنَا حَتَّى مِنَ الرُّؤُوسِ وَالْأَكَارِعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَأَزِيدَنَّهُمْ مَا زَادَ الْمَالُ، لَأَعُدَّنَّهُ لَهُمْ عَدًّا، فَإِنْ أَعْيَانِي لَأُكِيلَنَّهُ لَهُمْ كَيْلًا، فَإِنْ أَعْيَانِي حَثَوْتُهُ بِغَيْرِ حِسَابٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى: أَمَّا بَعْدُ، §فَأَعْلَمُ يَوْمًا مِنَ السَّنَةِ لَا يَبْقَى فِي بَيْتِ الْمَالِ دِرْهَمٌ حَتَّى يُكْتَسَحَ اكْتِسَاحًا حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ". قَالَ الْحَسَنُ: «فَأَخَذَ صَفْوَهَا، وَتَرَكَ كَدِرَهَا حَتَّى أَلْحَقَهُ اللَّهُ بِصَاحِبَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: وَكَانَ زُهَيْرٌ يَلْقَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَيَسْمَعُ مِنْهُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " دَعَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نِطَعٌ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَنْثُورٌ حثاَ، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبِرْنَا زُهَيْرٌ هَلْ تَدْرِي مَا حَثًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: التِّبْرُ، قَالَ: «§هَلُمَّ فَاقْسِمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمِكَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ زَوَى هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ فَأُعْطِيتُهُ لَخَيْرٍ أُعْطِيتُهُ أَوْ لِشَرٍّ» ، قَالَ: فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أَقْسِمُ وَأُزَيِّلُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ الْبُكَاءَ، قَالَ: فَإِذَا صَوْتُ عُمَرَ يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: «كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا حَبَسَهُ عَنْ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الشَّرِّ لَهُمَا، وَأَعْطَاهُ عُمَرَ إِرَادَةَ الْخَيْرِ لَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " أَنَّ صِهْرًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَعَرَضَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ، وَقَالَ: «§أَرَدْتَ أَنْ أَلْقَى -[304]- اللَّهَ مَلِكًا خَائِنًا» ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَعْطَاهُ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ حَتَّى لَمْ يَدَعْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا فَرَضَ لَهُ، حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ لَا عَشَائِرَ لَهُمْ وَلَا مَوَالِيَ، فَفَرَضَ لَهُمْ مَا بَيْنَ الْمِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §فَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ وَالْمَوَالِي خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِلْأَنْصَارِ وَمَوَالِيهِمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: «أَنَّ عُمَرَ §أَوَّلُ مَنْ فَرَضَ الْأَعْطِيَةَ، فَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ سِتَّةَ آلَافٍ سِتَّةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَفَضَّلَ عَلَيْهِنَّ عَائِشَةَ، فَرَضَ لَهَا فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَلِسَائِرِهِنَّ عَشَرَةَ آلَافٍ عَشَرَةَ آلَافٍ، غَيْرَ جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ فَرَضَ لَهُمَا فِي سِتَّةِ آلَافٍ سِتَّةِ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمِّ عَبْدٍ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَلْفًا أَلْفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: رُوِيَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§لَئِنْ عِشْتُ لَأَجْعَلَنَّ عَطَاءَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ شَيْخٍ، لَهُمْ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَئِنْ عِشْتُ لَأَجْعَلَنَّ عَطَاءَ سَفِلَةِ النَّاسِ أَلْفَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «وَاللَّهِ §لَأَزِيدَنَّ النَّاسَ مَا زَادَ الْمَالُ، لَأَعُدَّنَّ لَهُمْ عَدًّا، فَإِنْ أَعْيَانِي كَثْرَتُهُ لَأَحْثُوَنَّ لَهُمْ حَثْوًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُوَ مَالُهُمْ يَأْخُذُونَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ أَنَّ عُمَرَ أَمَرَ بِجَرِيبٍ مِنْ طَعَامٍ، فَعُجِنَ ثُمَّ خُبِزَ ثُمَّ ثُرِدَ، ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَأَكَلُوا مِنْهُ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الْعِشَاءِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «§يَكْفِي الرَّجُلَ جَرِيبَانِ كُلَّ شَهْرٍ» ، فَرَزَقَ النَّاسَ جَرِيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، الْمَرْأَةَ وَالرَّجُلَ وَالْمَمْلُوكَ جَرِيبَيْنِ جَرِيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§أَيُّمَا عَامِلٍ لِي ظَلَمَ أَحَدًا، فَبَلَغَتْنِي مَظْلَمَتُهُ فَلَمْ أُغَيِّرُهَا فَأَنَا ظَلَمْتُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «§إِنِّي لَأَتَحَرَّجُ أَنْ أَسْتَعْمِلَ الرَّجُلَ وَأَنَا أَجِدُ أَقْوَى مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§لَوْ مَاتَ جَمَلٌ ضَيَاعًا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ §يَحْمِي النَّقِيعَ لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَحْمِي الرَّبَذَةَ وَالشَّرَفَ لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، يَحْمِلُ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفِ بَعِيرٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّ سَنَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: «عَقِلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §يَحْمِلُ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفَ بَعِيرٍ كُلَّ حَوْلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى ثَلَاثِمِائَةِ فَرَسٍ، وَكَانَتِ الْخَيْلُ تَرْعَى -[306]- فِي النَّقِيعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " §رَأَيْتُ خَيْلًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ مَوْسُومَةً فِي أَفْخَاذِهَا: حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ السَّنَةَ §يُصْلِحُ أَدَاةَ الْإِبِلِ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَرَاذِعَهَا وَأَقْتَابَهَا، فَإِذَا حَمَلَ الرَّجُلَ عَلَى الْبَعِيرِ جَعَلَ مَعَهُ أَدَاتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَأْذَنَهُ أَهْلُ الطَّرِيقِ يَبْنُونَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ، وَقَالَ: «§ابْنُ السَّبِيلِ أَحَقُّ بِالْمَاءِ وَالظِّلِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «أَنَّهُ §كَانَ يُغْزِي الْأَعْزَبَ عَنْ ذِي الْحَلِيلَةِ، وِيُغْزِي الْفَارِسَ عَنِ الْقَاعِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «أَنَّهُ §كَانَ يُعْقِبُ بَيْنَ الْغَزَاةِ، وَيَنْهَى أَنْ تُحْمَلَ الذُّرِّيَّةُ إِلَى الثُّغُورِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَادَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَهُ: " أَمَلِكٌ أَنَا أَمْ خَلِيفَةٌ؟، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: «§إِنْ أَنْتَ جَبَيْتَ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ دِرْهَمًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ وَضَعْتَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ فَأَنْتَ مَلِكٌ غَيْرُ خَلِيفَةٍ، فَاسْتَعْبَرَ عُمَرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " وَاللَّهِ §مَا أَدْرِي أَخَلِيفَةٌ أَنَا أَمْ مَلِكٌ، فَإِنْ كُنْتُ مَلِكًا فَهَذَا أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ قَائِلٌ: يَا أَمِيرَ -[307]- الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقًا، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: الْخَلِيفَةُ لَا يَأْخُذُ إِلَّا حَقًّا، وَلَا يَضَعُهُ إِلَّا فِي حَقٍّ، فَأَنْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ كَذَلِكَ، وَالْمَلِكُ يَعْسِفُ النَّاسَ فَيَأْخُذُ مِنْ هَذَا وَيُعْطِي هَذَا، فَسَكَتَ عُمَرُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ §أَمَرَ عُمَّالَهُ فَكَتَبُوا أَمْوَالَهُمْ، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَشَاطَرَهُمْ عُمَرُ أَمْوَالَهُمْ فَأَخَذَ نِصْفًا وَأَعْطَاهُمْ نِصْفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ عُمَرَ كَانَ §إِذَا اسْتَعْمَلَ عَامِلًا كَتَبَ مَالَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " مَكَثَ عُمَرُ زَمَانًا لَا يَأْكُلُ مِنَ الْمَالِ شَيْئًا، حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ خَصَاصَةٌ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ: " §قَدْ شَغَلْتُ نَفْسِي فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَمَا يَصْلُحُ لِي مِنْهُ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: كُلْ وَأَطْعِمْ، قَالَ: وَقَالَ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: مَا تَقُولُ أَنْتَ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: غَدَاءٌ وَعَشَاءٌ، قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ بِذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " وَاللَّهِ لَأُطَوِّقَنَّكُمْ مِنْ ذَلِكَ طَوْقَ الْحَمَامَةِ، §مَا يَصْلُحُ لِي مِنْ هَذَا الْمَالِ؟، فَقَالَ عَلِيٌّ: غَدَاءٌ وَعَشَاءٌ، قَالَ: صَدَقْتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ يَقُوتُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَيَكْتَسِي الْحُلَّةَ فِي الصَّيْفِ -[308]-، وَلَرُبَّمَا خُرِقَ الْإِزَارُ حَتَّى يُرَقِّعَهُ، فَمَا يُبَدَّلَ مَكَانَهُ حَتَّى يَأْتِي الْإِبَّانُ، وَمَا مِنْ عَامٍ يَكْثُرُ فِيهِ الْمَالُ إِلَّا كُسْوَتُهُ فِيمَا أَرَى أَدْنَى مِنَ الْعَامِ الْمَاضِي، فَكَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ حَفْصَةُ فَقَالَ: «§إِنَّمَا أَكْتَسِي مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذَا يُبَلِّغُنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَنْفِقُ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ لَهُ وَلِعِيَالِهِ، وَإِنَّهُ أَنْفَقَ فِي حَجَّتِهِ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ صَالِحِ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَنْفَقَ عُمَرُ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: «§قَدْ أَسْرَفْنَا فِي هَذَا الْمَالِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ أَنْفَقَ فِي حَجَّتِهِ سِتَّةَ عَشَرَ دِينَارًا، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، §أَسْرَفْنَا فِي هَذَا الْمَالِ» قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ الْأَوَّلِ عَلَى صَرْفِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا بِدِينَارٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§لَمَّا وَلِي عُمَرُ أَكَلَ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنَ الْمَالِ وَاحْتَرَفَ فِي مَالِ نَفْسِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَهْدَى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ لِامْرَأَةِ عُمَرَ عَاتِكَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ طُنْفُسَةً أَرَاهَا تَكُونُ ذِرَاعًا وَشِبْرًا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَرَآهَا فَقَالَ: أَنَّى لَكِ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ: أَهْدَاهَا لِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَأَخَذَهَا عُمَرُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهَا حَتَّى نَغَضَ رَأْسَهَا، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَأَتْعِبُوهُ، قَالَ: فَأُتِيَ بِهِ قَدْ أُتْعِبَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: §مَا يَحْمِلُكَ عَلَى أَنْ تَهْدِيَ لِنِسَائِي؟ ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ فَضَرَبَ بِهَا فَوْقَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: خُذْهَا فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «يَا أَسْلَمُ، §أَمْسِكْ عَلَى الْبَابِ، وَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا» . قَالَ: فَرَأَى عَلَيَّ يَوْمًا ثَوْبًا جَدِيدًا، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟، قُلْتُ: كَسَانِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: أَمَّا عُبَيْدُ اللَّهِ فَخُذْهُ مِنْهُ، وَأَمَّا غَيْرُهُ فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهُ شَيْئًا "، قَالَ أَسْلَمُ: فَجَاءَ الزُّبَيْرُ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ فَسَأَلَنِي أَنْ يَدْخُلَ، فَقُلْتُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَشْغُولٌ سَاعَةً، فَرَفَعَ يَدَهُ فَضَرَبَ خَلْفَ أُذُنَيَّ ضَرْبَةً صَيَّحَتْنِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: ضَرَبَنِي الزُّبَيْرُ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: الزُّبَيْرُ، وَاللَّهِ أَرَى، ثُمَّ قَالَ: أَدْخِلْهُ، فَأَدْخَلْتُهُ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لِمَ ضَرَبْتَ هَذَا الْغُلَامَ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: زَعَمَ أَنَّهُ سَيَمْنَعُنَا مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ رَدَّكَ عَنْ بَابِي قَطُّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عُمَرُ: فَإِنْ قَالَ لَكَ اصْبِرْ سَاعَةً فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَشْغُولٌ لَمْ تَعْذِرْنِي، إِنَّهُ وَاللَّهِ إِنَّمَا يَدْمَى السَّبُعُ لَلسَّبَاعِ فَتَأْكُلُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " جَاءَ بِلَالٌ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ عَلَى عُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ نَائِمٌ، فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ كَيْفَ تَجِدُونَ عُمَرَ؟ فَقُلْتُ: خَيْرُ النَّاسِ، إِلَّا أَنَّهُ إِذَا غَضِبَ فَهُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ بِلَالٌ: §لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ إِذَا غَضِبَ قَرَأْتُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ حَتَّى يَذْهَبَ غَضَبُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ مَالِكِ الدَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " صَاحَ عَلَيَّ عُمَرُ يَوْمًا وَعَلَانِي بِالدِّرَّةِ، فَقُلْتُ: أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ، قَالَ: فَطَرَحَهَا، وَقَالَ: «§لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي عَظِيمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ عُمَرَ غَضِبَ قَطُّ فَذُكِرَ اللَّهُ عِنْدَهُ، أَوْ خُوِّفَ، أَوْ قَرَأَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا وَقَفَ عَمَّا كَانَ يُرِيدُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا صَدَرَ النَّاسُ عَنِ الْحَجِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَجْدَبَتِ الْبِلَادُ، وَهَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ، وَجَاعَ النَّاسُ وَهَلَكُوا، حَتَّى كَانَ النَّاسُ يُرَوْنَ يَسْتَفُّونَ الرِّمَةَ، وَيَحْفِرُونَ نُفَقَ الْيَرَابِيعِ وَالْجُرْذَانِ يُخْرِجُونَ مَا فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§سُمِيَّ ذَلِكَ الْعَامُ عَامُ الرَّمَادَةِ، لِأَنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا صَارَتْ سَوْدَاءَ فَشُبِّهَتْ بِالرَّمَادِ، وَكَانَتْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَامَ الرَّمَادَةِ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْعَاصِي ابْنِ الْعَاصِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، أَفَتَرَانِي هَالِكًا وَمَنْ قِبَلِي وَتَعِيشُ أَنْتَ وَمَنْ قِبَلَكَ؟ فَيَا غَوْثَاهُ، ثَلَاثًا قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، أَتَاكَ الْغَوْثُ، فَلَبِّثْ لَبِّثْ، §لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكَ بِعِيرٍ أَوَّلُهَا عِنْدَكَ وَآخِرُهَا عِنْدِي، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ أَوَّلُ الطَّعَامِ كَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فَقَالَ لَهُ: تَعْتَرِضُ لِلْعِيرِ فَتُمِيلُهَا إِلَى أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَتَقْسِمُهَا بَيْنَهُمْ، فَوَاللَّهِ لَعَلَّكَ أَلَا تَكُونَ أَصَبْتَ بَعْدَ صُحْبَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالَ: فَأَبَى الزُّبَيْرُ وَاعْتَلَّ، قَالَ: وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ: لَكِنْ هَذَا لَا يَأْبَى فَكَلَّمَهُ عُمَرُ فَفَعَلَ وَخَرَجَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَمَّا مَا لَقِيتَ مِنَ الطَّعَامِ فَمِلْ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَأَمَّا الظُّرُوفُ فَاجْعَلْهَا لُحُفًا يَلْبَسُونَهَا، وَأَمَّا الْإِبِلُ فَانْحَرْهَا لَهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْ لُحُومِهَا وَيَحْمِلُونَ مِنْ وَدَكِهَا، وَلَا تَنْتَظِرْ أَنْ يَقُولُوا: نَنْتَظِرُ بِهَا الْحَيَا، وَأَمَّا الدَّقِيقُ فَيَصْطَنِعُونَ -[311]- وَيُحْرِزُونَ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ لَهُمْ بِالْفَرَجِ، وَكَانَ عُمَرُ يَصْنَعُ الطَّعَامَ وَيُنَادِي مُنَادِيهُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ طَعَامًا فَيَأْكُلَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ مَا يَكْفِيهِ وَأَهْلَهُ فَلْيَأْتِ فَلْيَأَخُذْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنِ §ابْعَثْ إِلَيْنَا بِالطَّعَامِ عَلَى الْإِبِلِ، وَابْعَثْ فِي الْبَحْرِ، فَبَعَثَ عَمْرٌو عَلَى الْإِبِلِ، فَلُقِيَتُ الْإِبِلُ بِأَفْوَاهِ الشَّامِ فَعَدَلَ بِهَا رُسُلُهُ يَمِينًا وَشِمَالًا يَنْحَرُونَ الْجُزُرَ وَيُطْعِمُونَ الدَّقِيقَ وَيُكْسِونَ الْعَبَاءَ، وَبَعَثَ رَجُلًا إِلَى الْجَارِ إِلَى الطَّعَامِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عَمْرٌو مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِ تِهَامَةَ يُطْعَمُونَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ رُسُلَ عُمَرَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ مِنَ الْجَارِ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّامِ بِطَعَامٍ» . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَذَا غَلَطٌ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ قَدْ مَاتَ يَوْمَئِذٍ، وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ.، «فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَنْ يَتَلَقَّاهُ بِأَفْوَاهِ الشَّامِ، يَصْنَعُ بِهِ كَالَّذِي يَصْنَعُ رُسُلُ عُمَرَ، وَيُطْعِمُونَ النَّاسَ الدَّقِيقَ وَيَنْحَرُونَ لَهُمُ الْجُزُرَ وَيُكْسُونَهُمُ الْعَبَاءَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعِرَاقِ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَنْ لَقِيَهُ بِأَفْوَاهِ الْعِرَاقِ فَجَعَلُوا يَنْحَرُونَ الْجُزُرَ وَيُطْعِمُونَ الدَّقِيقَ وَيُكْسُونَهُمُ الْعَبَاءَ، حَتَّى رَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْمَالِكِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ، فَبَعَثَ عَمْرٌو فِي الْبِرِّ وَالْبَحْرِ، وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: §إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَابْعَثْ إِلَيْنَا مِنَ الطَّعَامِ بِمَا يُصْلِحُ مَنْ قِبَلَنَا، فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا إِلَّا أَنْ يَرْحَمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ إِلَى سَعْدٍ يَبْعَثُ إِلَيْهِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ يُطْعِمُ النَّاسَ الثَّرِيدَ الْخُبْزَ يَأْدُمُهُ بِالزَّيْتِ قَدْ أُفِيرَ مِنَ الْفَوْرِ -[312]- فِي الْقُدُورِ، وَيَنْحَرُ بَيْنَ الْأَيَّامِ الْجَزُورَ فَيَجْعَلُهَا عَلَى الثَّرِيدِ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْكُلُ مَعَ الْقَوْمِ كَمَا يَأْكُلُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ يَصُومُ الدَّهْرَ، قَالَ: فَكَانَ زَمَانُ الرَّمَادَةِ إِذَا أَمْسَى أُتِيَ بِخُبْزٍ قَدْ ثُرِدَ بِالزَّيْتِ، إِلَى أَنْ نَحَرُوا يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ جَزُورًا فَأَطْعَمَهَا النَّاسَ، وَغَرَفُوا لَهُ طَيِّبَهَا فَأُتِيَ بِهِ، فَإِذَا فِدَرٌ مِنْ سَنَامٍ وَمِنْ كَبِدٍ، فَقَالَ: أَنَّى هَذَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مِنَ الْجَزُورِ الَّتِي نَحَرْنَا الْيَوْمَ، قَالَ: بَخْ بَخْ، §بِئْسَ الْوَالِي أَنَا إِنْ أَكَلْتُ طَيِّبَهَا وَأَطْعَمْتُ النَّاسَ كَرَادِيسَهَا، ارْفَعْ هَذِهِ الْجَفْنَةَ، هَاتِ لَنَا غَيْرَ هَذَا الطَّعَامِ، قَالَ: فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ قَالَ: فَجَعَلَ يَكْسَرُ بِيَدِهِ وَيَثْرُدُ ذَلِكَ الْخُبْزَ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا يَرْفَا، احْمِلْ هَذِهِ الْجَفْنَةَ حَتَّى تَأْتِيَ بِهَا أَهْلَ بَيْتٍ بِثَمْغٍ، فَإِنِّي لَمْ آتِهِمْ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَأَحْسَبُهُمْ مُقْفِرِينَ، فَضَعْهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَحْدَثَ فِي زَمَانِ الرَّمَادَةِ أَمْرًا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ، لَقَدْ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعَشَاءَ، ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَلَا يَزَالُ يُصَلِّي حَتَّى يَكُونَ آخِرُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَأْتِي الْأَنْقَابَ فَيَطُوفُ عَلَيْهَا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهُ لَيْلَةً فِي السَّحَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ هَلَاكَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَى يَدَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: " رَكِبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ دَابَّةً فَرَاثَتْ شَعِيرًا، فَرَآهَا عُمَرُ فَقَالَ: «§الْمُسْلِمُونَ يَمُوتُونَ هُزْلًا، وَهَذِهِ الدَّابَّةُ تَأْكُلُ الشَّعِيرَ، لَا وَاللَّهِ لَا أَرْكَبُهَا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ قَالَ -[313]-: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ قَالَ: " §أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِخُبْزٍ مَفْتُوتٌ بِسَمْنٍ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَدَعَا رَجُلًا بَدَوِيًّا فَجَعَلَ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَجَعَلَ الْبَدَوِيُّ يَتْبَعُ بِاللُّقْمَةِ الْوَدَكَ فِي جَانِبِ الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " كَأَنَّكَ مُقْفِرٌ مِنَ الْوَدَكِ، فَقَالَ: أَجَلْ، مَا أَكَلْتُ سَمْنًا وَلَا زَيْتًا وَلَا رَأَيْتُ آكِلًا لَهُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا إِلَى الْيَوْمِ، فَحَلَفَ عُمَرُ لَا يَذُوقُ لَحْمًا وَلَا سَمْنًا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ أَوَّلَ مَا أَحْيَوْا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمْ يَأْكُلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَمْنًا وَلَا سَمِينًا حَتَّى أَحْيَا النَّاسُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " تَقَرْقَرَ بَطْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَكَانَ حَرَّمَ عَلَيْهِ السَّمْنَ، فَنَقَرَ بَطْنَهُ بِإِصْبَعِهِ قَالَ: «تَقَرْقَرْ تَقَرْقُرِكِ، إِنَّهُ §لَيْسَ لَكِ عِنْدَنَا غَيْرُهُ حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «§لَتَمْرُنَنَّ أَيُّهَا الْبَطْنُ عَلَى الزَّيْتِ مَا دَامَ السَّمْنُ يُبَاعُ بِالْأَوَاقِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَصَابَ النَّاسُ عَامُ سَنَةٍ، فَغَلَا فِيهَا السَّمْنُ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْكُلُهُ، فَلَمَّا قَلَّ قَالَ: «§لَا آكُلُهُ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ» ، فَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ، فَقَالَ: «يَا أَسْلَمُ، اكْسَرْ عَنِّي حَرَّهُ بِالنَّارِ» ، فَكُنْتُ أَطْبُخُهُ لَهُ فَيَأْكُلُهُ فَيَتَقَرْقَرْ بَطْنُهُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: «تُقَرْقِرُ، لَا وَاللَّهِ لَا تَأْكُلُهُ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ اللَّحْمَ عَامَ الرَّمَادَةِ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ، فَكَانَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بَهْمَةٌ فَجُعِلَتْ فِي التَّنُّورِ، فَخَرَجَ عَلَى عُمَرَ رِيحُهَا -[314]-، فَقَالَ: " §مَا أَظُنُّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِي اجْتَرَأَ عَلَيَّ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ، فَوَجَدْتُهَا فِي التَّنُّورِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اسْتُرْنِي سَتَرَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفَ حِينَ أَرْسَلَنِي أَنْ لَنْ أَكْذِبَهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا، ثُمَّ جَاءَ بِهَا فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَنْ تَكُونَ كَانَتْ بِعِلْمِهِ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا كَانَتْ لِابْنِي اشْتَرَيْتُهَا فَقَرِمْتُ إِلَى اللَّحْمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " §يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ حَنْتَمَةَ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ عَامَ الرَّمَادَةِ وَإِنَّهُ لَيَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهِ جِرَابَيْنِ وَعُكَّةَ زَيْتٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَيَعْتَقِبُ هُوَ وَأَسْلَمُ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِنْ أَيْنَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قُلْتُ: قَرِيبًا، قَالَ: فَأَخَذْتُ أُعْقِبُهُ، فَحَمَلْنَاهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى صِرَارٍ، فَإِذَا صِرْمٌ نَحْوَ مِنْ عِشْرِينَ بَيْتًا مِنْ مُحَارِبٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَقْدَمَكُمْ؟ قَالُوا: الْجَهْدُ، قَالَ: فَأَخْرَجُوا لَنَا جِلْدَ الْمَيْتَةِ مَشْوِيًّا كَانُوا يَأْكُلُونَهُ، وَرُمَّةَ الْعِظَامِ مَسْحُوقَةً كَانُوا يَسُفُّونَهَا، فَرَأَيْتُ عُمَرَ طَرَحَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ اتَّزَرَ فَمَا زَالَ يَطْبُخُ لَهُمْ حَتَّى شَبِعُوا، وَأَرْسَلَ أَسْلَمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَاءَ بِأَبْعِرَةٍ فَحَمَلَهُمْ عَلَيْهَا حَتَّى أَنْزَلَهُمُ الْجَبَّانَةَ ثُمَّ كَسَاهُمْ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِمْ وَإِلَى غَيْرِهِمْ، حَتَّى رَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَعْصِدُ عَصِيدَةً لَهَا فَقَالَ: " §لَيْسَ هَكَذَا تَعْصِدِينَ، ثُمَّ أَخَذَ الْمِسْوَطَ فَقَالَ: هَكَذَا، فَأَرَاهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «§لَا تَذُرَّنَّ إِحْدَاكُنَّ الدَّقِيقَ حَتَّى يَسْخُنَ الْمَاءُ، ثُمَّ تَذُرُّهُ قَلِيلًا قَلِيلًا وَتَسُوطُهُ بِمِسْوَطِهَا، فَإِنَّهُ أَرْيَعُ لَهُ، وَأَحْرَى أَنْ لَا يَتَقَرَّدُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ عَامَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَلَقَدْ كَانَ أَبْيَضَ -[315]-، فَنَقُولُ: مِمَّ ذَا؟ فَيَقُولُ: §كَانَ رَجُلًا عَرَبِيًّا وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ النَّاسُ حَرَّمَهَا حَتَّى يَحْيَوْا، فَأَكَلَ بِالزَّيْتِ فَغَيَّرَ لَوْنَهُ، وَجَاعَ فَأَكْثَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ: §لَوْ لَمْ يَرْفَعِ اللَّهُ الْمَحْلَ عَامَ الرَّمَادَةِ لَظَنَنَّا أَنَّ عُمَرَ يَمُوتُ هَمًّا بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي بَعْضُ نِسَاءِ عُمَرَ قَالَتْ: «§مَا قَرِبَ عُمَرُ امْرَأَةً زَمَنَ الرَّمَادَةِ حَتَّى أَحْيَا النَّاسُ هَمًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ الدِّيلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مَائِدَتِهِ عِشْرِينَ جَزُورًا مِنْ جُزُرٍ بَعَثَ بِهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ مِصْرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ الدَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «لَمَّا كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَبْعَثُ بِالطَّعَامِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، §بَعَثَ إِلَيْهِ فِي الْبَحْرِ بِعِشْرِينَ سَفِينَةً تَحْمِلُ الدَّقِيقَ وَالْوَدَكَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ فِي الْبَرِّ بِأَلْفِ بَعِيرٍ تَحْمِلُ الدَّقِيقَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِثَلَاثَةِ آلَافِ بَعِيرٍ تَحْمِلُ الدَّقِيقَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَبَاءَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِخَمْسَةِ آلَافِ كِسَاءٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ وَالِي الْكُوفَةِ بِأَلْفَيْ بَعِيرٍ تَحْمِلُ الدَّقِيقَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: " نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ إِلَى بِطِّيخَةٍ فِي يَدِ بَعْضِ وَلَدِهِ فَقَالَ: " بَخٍ بَخٍ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، §تَأْكُلُ الْفَاكِهَةَ وَأَمَةُ مُحَمَّدٍ هَزْلَى؟ فَخَرَجَ الصَّبِيُّ هَارِبًا وَبَكَى، فَأُسْكِتَ عُمَرُ بَعْدَمَا سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: اشْتَرَاهَا بِكَفٍّ مِنْ نَوًى "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحِجَازِيِّ، عَنْ -[316]- عَجُوزٍ مِنْ جُهَيْنَةَ أَدْرَكَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهِيَ جَارِيَةٌ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُطْعِمُ النَّاسَ زَمَنَ الرَّمَادَةِ يَقُولُ: «§نُطْعِمُ مَا وَجَدْنَا أَنْ نُطْعِمَ، فَإِنْ أَعْوَزَنَا جَعَلْنَا مَعَ أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِمَّنْ يَجِدُ عِدَّتَهُمْ مِمَّنْ لَا يَجِدُ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْحَيَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: «§لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلنَّاسِ مِنَ الْمَالِ مَا يَسَعُهُمْ إِلَّا أَنْ أُدْخِلَ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ عِدَّتَهُمْ فَيُقَاسِمُونَهُمْ أَنْصَافَ بُطُونِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِحَيًا فَعَلْتُ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْلَكُوا عَنْ أَنْصَافِ بُطُونِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ بَعْدَمَا رَفَعَ اللَّهُ الْمَحْلَ فِي الرَّمَادَةِ: «§لَوْ لَمْ يَرْفَعْهُ اللَّهُ لَجَعَلْتُ مَعَ كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ مَثَلَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ تَجَلَّبَتِ الْعَرَبُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ أَمَرَ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَيْهِمْ وَيَقْسِمُونَ عَلَيْهِمْ أَطْعِمَتَهُمْ وَإِدَامَهُمْ، فَكَانَ يَزِيدُ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ، وَكَانَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِئِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، فَكَانُوا إِذَا أَمْسَوُا اجْتَمَعُوا عِنْدَ عُمَرَ فَيُخْبِرُونَهُ بِكُلِّ مَا كَانُوا فِيهِ، وَكَانَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْأَعْرَابُ حُلُولًا فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الثَّنِيَّةِ إِلَى رَاتِجٍ إِلَى بَنِي حَارِثَةَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ إِلَى الْبَقِيعِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَمِنْهُمْ طَائِفَةٌ بِنَاحِيَةِ بَنِي سَلِمَةَ هُمْ مُحْدِقُونَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ تَعَشَّى النَّاسُ عِنْدَهُ: «§أَحْصُوا مَنْ تَعَشَّى عِنْدَنَا» ، فَأَحْصَوْهُمْ مِنَ الْقَابِلَةِ فَوَجَدُوهُمْ سَبْعَةَ آلَافِ رَجُلٍ، وَقَالَ: «أَحْصُوا الْعِيَالَاتِ الَّذِينَ لَا يَأْتُونَ، وَالْمَرْضَى، وَالصِّبْيَانَ» ، فَأَحْصَوْا فَوَجَدُوهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ مَكَثْنَا لَيَالِيَ فَزَادَ النَّاسُ

، فَأَمَرَ بِهِمْ فَأَحْصَوْا فَوَجَدُوا مَنْ تَعَشَّى عِنْدَهُ عَشَرَةَ آلَافٍ وَالْآخِرِينَ خَمْسِينَ أَلْفًا، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَرْسَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ، فَلَمَّا مَطَرَتْ رَأَيْتُ عُمَرَ قَدْ وَكَّلَ كُلَّ قَوْمٍ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ بِنَاحِيَتِهِمْ يُخْرِجُونَهُمْ إِلَى الْبَادِيَةِ وَيُعْطُونَهُمْ قُوتًا وَحُمْلَانًا إِلَى بَادِيَتِهِمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يُخْرِجُهُمْ هُوَ بِنَفْسِهِ. قَالَ أَسْلَمُ: وَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِيهِمُ الْمَوْتُ فَأَرَاهُ مَاتَ ثُلُثَاهُمْ وَبَقِيَ ثُلُثٌ، وَكَانَتْ قُدُورُ عُمَرَ يَقُومُ إِلَيْهَا الْعُمَّالُ فِي السَّحَرِ، يَعْمَلُونَ الْكُرْكُورَ حَتَّى يُصْبِحُوا، ثُمَّ يَطْعَمُونَ الْمَرْضَى مِنْهُمْ وَيَعْمَلُونَ الْعَصَائِدَ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْمُرُ بِالزَّيْتِ فَيُفَارُ فِي الْقُدُورِ الْكِبَارِ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَذْهَبَ حُمَّتُهُ وَحَرَّهُ، ثُمَّ يُثْرَدُ الْخُبْزُ ثُمَّ يُؤْدَمُ بِذَلِكَ الزَّيْتِ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ يُحَمُّونَ مِنَ الزَّيْتِ، وَمَا أَكَلَ عُمَرُ فِي بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِهِ، وَلَا بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ ذَوَاقًا زَمَانَ الرَّمَادَةِ إِلَّا مَا يَتَعَشَّى مَعَ النَّاسِ، حَتَّى أَحْيَا اللَّهُ النَّاسَ أَوَّلَ مَا أَحْيَوْا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ مِنْ بَنِي نَصْرٍ قَالَ: " لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ قَوْمِي مِائَةُ بَيْتٍ فَنَزَلُوا بِالْجَبَّانَةِ، فَكَانَ عُمَرُ يُطْعِمُ النَّاسَ مَنْ جَاءَهُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِالدَّقِيقِ وَالتَّمْرِ وَالْأُدْمِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَكَانَ يُرْسِلُ إِلَى قَوْمِي بِمَا يُصْلِحُهُمْ شَهْرًا بِشَهْرٍ، وَكَانَ يَتَعَاهَدُ مَرْضَاهُمْ وَأَكْفَانَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَوْتَ وَقَعَ فِيهِمْ حِينَ أَكَلُوا الثُّفْلَ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْتِي بِنَفْسِهِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ صَلَّى عَلَى عَشَرَةٍ جَمِيعًا، فَلَمَّا أَحْيَوْا قَالَ: «§اخْرُجُوا مِنَ الْقَرْيَةِ إِلَى مَا كُنْتُمُ اعْتَدْتُمْ مِنَ الْبَرِّيَّةِ» ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَحْمِلُ الضَّعِيفَ مِنْهُمْ حَتَّى لَحِقُوا بِبِلَادِهِمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَتَحَلَّبُ فُوهُ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: «§أَشْتَهِي جَرَادًا مَقْلِيًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " ذُكِرَ لِعُمَرَ جَرَادٌ بِالرَّبَذَةِ، فَقَالَ: «§لَوَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا مِنْهُ قَفْعَةً أَوْ قَفْعَتَيْنِ فَنَأْكُلَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «§وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا خَصَفَةً أَوْ خَصَفَتَيْنِ مِنْ جَرَادٍ فَأَصَبْنَا مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ §يُطْرَحُ لَهُ مِنْ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَيَأْكُلُهَا حَتَّى يَأْكُلَ حَشَفَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ: «أَنَّه §رَأَى عُمَرَ أَكَلَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ بِحَشَفِهِ» قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَمْسَحُ بِنَعْلَيْهِ وَيَقُولُ: «§إِنَّ مَنَادِيلَ آلِ عُمَرَ نِعَالُهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " رُبَّمَا تَعَشَّيْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَيَأْكُلُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ ثُمَّ يَمْسَحُ يَدَهُ عَلَى قَدَمِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «§هَذَا مِنْدِيلُ عُمَرَ وَآلِ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§كَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى عُمَرَ -[319]- الثُّفْلَ، وَأَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ النَّبِيذَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§مَا ادَّهَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى قُتِلَ إِلَّا بِسَمْنٍ، أَوْ إِهَالَةٍ، أَوْ زَيْتٍ مُقَتَّتٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أُتِيَ عُمَرُ بِلَحْمٍ فِيهِ سَمْنٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُمَا، وَقَالَ: «§كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أُدْمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَتِهِ، فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ مَرَقًا بَارِدًا وَخُبْزًا، وَصَبَّتْ فِي الْمَرَقِ زَيْتًا، فَقَالَ: «§أُدْمَانِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، لَا أَذُوقُهُ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ §دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ فَاسْتَسْقَاهُ وَهُوَ عَطْشَانُ، فَأَتَاهُ بِعَسَلٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ قَالَ: عَسَلٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَكُونُ فِيمَا أُحَاسَبُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا نَخَلْتُ لِعُمَرَ الدَّقِيقَ قَطُّ إِلَّا وَأَنَا لَهُ عَاصٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَمَانَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا تُهْلِكْنَا بِالسِّنِينَ، وَارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ، يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: «§مَا نَخَلْتُ لِعُمَرَ الدَّقِيقَ قَطُّ إِلَّا وَأَنَا لَهُ عَاصٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ الدِّيلِيُّ، عَنِ -[320]- السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِزَارًا فِي زَمَنِ الرَّمَادَةِ فِيهِ سِتَّ عَشْرَةَ رُقْعَةً، وَرِدَاؤُهُ خَمْسٌ وَشِبْرٌ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §لَا تَجْعَلْ هَلَكَةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَى رِجْلَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ نَادَى: أَيُّهَا النَّاسُ، §اسْتَغْفِرُوا رَبُّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ، وَسَلُوهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَاسْتَسْقُوا سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ «، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §ادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنْكُمُ الْمَحْلَ» ، وَهُوَ يَطُوفُ عَلَى رَقَبَتِهِ دِرَّةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ: {§اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] وَيَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 52] ، ثُمَّ نَزَلَ فَقِيلَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْتَسْقِيَ؟ قَالَ: قَدْ طَلَبْتُ الْمَطَرَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّتِي يَنْزِلُ بِهَا الْقَطْرُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ عُمَرَ خَرَجَ بِنَا إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي فَكَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ الِاسْتِغْفَارَ، حَتَّى قُلْتُ: لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا اللَّهَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلَى أَنْ يَسْتَسْقِيَ وَيَخْرُجَ بِالنَّاسِ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَخْرُجُوا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَأَنْ يَتَضَرَّعُوا إِلَى رَبِّهِمْ وَيَطْلُبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَرْفَعَ هَذَا الْمَحْلَ عَنْهُمْ قَالَ: وَخَرَجَ لِذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَيْهِ بُرْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[321]- حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمُصَلَّى فَخَطَبَ النَّاسَ وَتَضَرَّعَ، وَجَعَلَ النَّاسُ يُلِحُّونَ، فَمَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ إِلَّا الِاسْتِغْفَارَ حَتَّى إِذَا قَرِبَ أَنْ يَنْصَرِفَ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ وَجَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الْيَسَارِ، ثُمَّ الْيَسَارَ عَلَى الْيَمِينِ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ وَجَعَلَ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ وَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً طَوِيلًا حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُمَرَ صَلَّى بِالنَّاسِ عَامَ الرَّمَادَةِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَكَبَّرَ فِيهَا خَمْسًا وَسَبْعًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: " يَا أَبَا الْفَضْلِ، كَمْ بَقِيَ عَلَيْنَا مِنَ النُّجُومِ؟ قَالَ: الْعَوَّاءُ، قَالَ: كَمْ بَقِيَ مِنْهَا؟ قَالَ: ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ، قَالَ عُمَرُ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ فِيهَا خَيْرًا، وَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: اغْدُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَلَحَّ عُمَرُ بِالدُّعَاءِ أَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ ثُمَّ رَفَعَهَا وَقَالَ: اللَّهُمَّ " §إِنَّا نَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ أَنْ تُذْهِبَ عَنَّا الْمَحْلَ، وَأَنْ تَسْقِيَنَا الْغَيْثَ، فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى سُقُوا وَأَطْبَقَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ أَيَّامًا، فَلَمَّا مُطِرُوا وَأَحْيَوْا شَيْئًا أَخْرَجَ الْعَرَبَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: الْحَقُوا بِبِلَادِكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " نَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمًا فِي الرَّمَادَةِ غَدَا مُتَبَذِّلًا مُتَضَرِّعًا، عَلَيْهِ بُرْدٌ لَا يَبْلُغُ رُكْبَتَيْهِ، يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ، وَعَيْنَاهُ تُهْرِاقَانِ عَلَى خَدَّيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَعَا يَوْمَئِذٍ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَعَجَّ إِلَى رَبِّهِ، فَدَعَا وَدَعَا النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ §إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِعَمِّ رَسُولِكَ إِلَيْكَ، فَمَا زَالَ الْعَبَّاسُ قَائِمًا إِلَى جَنْبِهِ مَلِيًّا وَالْعَبَّاسُ يَدْعُو وَعَيْنَاهُ تَهْمُلَانِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ -[322]- بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ أَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ فَقَامَ بِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ §إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِعَمِّ رَسُولِكَ إِلَيْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ فِي زَمَانِ الرَّمَادَةِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §اتَّقُوا اللَّهَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَفِيمَا غَابَ عَنِ النَّاسِ مِنْ أَمْرِكُمْ، فَقَدِ ابْتُلِيتُ بِكُمْ، وَابْتُلِيتُمْ بِي، فَمَا أَدْرِي أَلسُّخْطَةُ عَلَيَّ دُونَكُمْ، أَوْ عَلَيْكُمْ دُونِي، أَوْ قَدْ عَمَّتْنِي وَعَمَّتْكُمْ، فَهَلُمُّوا فَلْنَدْعُ اللَّهَ يُصْلِحْ قُلُوبَنَا، وَأَنْ يَرْحَمَنَا، وَأَنْ يَرْفَعَ عَنَّا الْمَحْلَ» قَالَ: فَرُئِيَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو اللَّهَ، وَدَعَا النَّاسُ، وَبَكَى وَبَكَى النَّاسُ مَلِيًّا، ثُمَّ نَزَلَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ سُخْطَةٌ عَمَّتْنَا جَمِيعًا، فَأَعْتِبُوا رَبَّكُمْ، وَانْزَعُوا، وَتُوبُوا إِلَيْهِ، وَأَحْدِثُوا خَيْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كُنَّا فِي الرَّمَادَةِ لَا نَرَى سَحَابًا، فَلَمَّا اسْتَسْقَى عُمَرُ بِالنَّاسِ مَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَعَلْنَا نَرَى قَزَعَ السَّحَابِ، وَجَعَلَ عُمَرُ يُظْهِرُ التَّكْبِيرَ كُلَّمَا دَخَلَ وَخَرَجَ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ حَتَّى نَظَرْنَا إِلَى سَحَابَةٍ سَوْدَاءَ طَلَعَتْ مِنَ الْبَحْرِ ثُمَّ تَشَاءَمَتْ، فَكَانَتِ الْحَيَا بِإِذْنِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَتِ الْعَرَبُ قَدْ عَلِمَتِ الْيَوْمَ الَّذِي اسْتَسْقَى فِيهِ عُمَرُ، وَقَدْ بَقِيَتْ غُبَّرَاتٌ مِنْهُمْ، فَخَرَجُوا يَسْتَسْقُونَ كَأَنَّهُمُ النُّسُورُ الْعِجَافُ تَخْرُجُ مِنْ وُكُورِهَا، يَعُجُّونَ إِلَى اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ وَقَعَ الْمَطَرُ -[323]- عَامَ الرَّمَادَةِ يُخْرِجُ الْأَعْرَابَ، يَقُولُ: اخْرُجُوا اخْرُجُوا، الْحَقُوا بِبِلَادِكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ: «أَنَّ عُمَرَ أَخَّرَ الصَّدَقَةَ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَلَمْ يَبْعَثِ السُّعَاةَ، فَلَمَّا كَانَ قَابِلٌ وَرَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ الْجَدْبَ §أَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا، فَأَخَذُوا عِقَالَيْنِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْسِمُوا عِقَالًا وَيَقْدُمُوا عَلَيْهِ بِعِقَالٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَوْشَبِ بْنِ بِشْرٍ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُنَا عَامَ الرَّمَادَةِ وَحَصَّتِ السَّنَةُ أَمْوَالَنَا، فَيَبْقَى عِنْدَ الْعَدَدِ الْكَثِيرِ الشَّيْءُ الَّذِي لَا ذِكْرَ لَهُ، فَلَمْ يَبْعَثْ عُمَرُ تِلْكَ السَّنَةِ السُّعَاةَ، فَلَمَّا كَانَ قَابِلٌ بَعَثَهُمْ فَأَخَذُوا عِقَالَيْنِ فَقَسَمُوا عِقَالًا وَقَدِمُوا عَلَيْهِ بِعِقَالٍ، فَمَا وُجِدَ فِي بَنِي فَزَارَةَ كُلِّهَا إِلَّا سِتِّينَ فَرِيضَةً، فَقُسِمَ ثَلَاثُونَ، وَقُدِمَ عَلَيْهِ بِثَلَاثِينَ، وَكَانَ عُمَرُ يَبْعَثُ السُّعَاةَ فَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَأْتُوا النَّاسَ حَيْثُ كَانُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ كَرْدَمٍ أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُصَدِّقًا عَامَ الرَّمَادَةِ فَقَالَ: «§أَعْطِ مَنْ أَبْقَتْ لَهُ السَّنَةُ غَنَمًا وَرَاعِيًا، وَلَا تُعْطِ مَنْ أَبْقَتْ لَهُ السَّنَةُ غَنَمَيْنِ وَرَاعِيَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ الْفَزَارِيَّ، يَقُولُ: " أَنَا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْعَى الْبَهْمَ، قُلْتُ: مَنْ كَانَ يَبْعَثُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: مَسْلَمَةُ بْنُ مُخَلَّدٍ، §وَكَانَ يَأْخُذُ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَيَرُدُّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالُوا جَمِيعًا: عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ مَخْرَجًا لِأَهْلِ -[324]- الْمَدِينَةِ رَجُلٌ آدَمُ، طَوِيلُ، أَعْسَرُ، أَيْسَرُ، أَصْلَعُ، مُلَبَّبٌ بُرْدًا لَهُ قَطَرِيًّا، يَمْشِي حَافِيًا مُشْرِفًا عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا عِبَادَ اللَّهِ، §هَاجَرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا، وَاتَّقُوا الْأَرْنَبَ أَنْ يَحْذِفَهَا أَحَدُكُمْ بِالْعَصَا، أَوْ يُرْسِلُهَا بِالْحَجَرِ، ثُمَّ يَقُولُ بِأَكْلِهَا، وَلَكِنْ لِيَذُكَّ لَكُمُ الْأَسْلُ وَالرِّمَاحُ وَالنَّبْلُ» قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: فَسُئِلَ عَاصِمٌ عَنْ قَوْلِهِ: «هَاجِرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا» فَقَالَ: كُونُوا مُهَاجِرِينَ حَقًّا وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْمُهَاجِرِينَ وَلَسْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ عِنْدَنَا، إِنَّ عُمَرَ كَانَ آدَمَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَآهُ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حِينَ أَكَلَ الزَّيْتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ عَامَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَلَقَدْ كَانَ أَبْيَضَ فَيُقَالُ: مِمَّ ذَا؟ فَيَقُولُ: §كَانَ رَجُلًا عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ النَّاسُ حَرَّمَهُمَا، فَأَكَلَ الزَّيْتَ حَتَّى غَيَّرَ لَوْنَهُ، وَجَاعَ فَأَكْثَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ رَجُلًا أَبْيَضَ، أَمْهَقَ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، طُوَالًا، أَصْلَعَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَصِفُ عُمَرَ يَقُولُ: «§رَجُلٌ أَبْيَضُ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، طُوَالٌ، أَصْلَعُ، أَشْيَبُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -[325]- قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " §إِنَّمَا جَاءَتْنَا الْأَدْمَةُ مِنْ قِبَلِ أَخْوَالِي، وَأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ زَيْنَبُ بِنْتِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، قَالَ: وَالْخَالُ أَنْزَعُ شَيْءٍ، وَجَاءَنِي الْبُضْعُ مِنْ أَخْوَالِي، فَهَاتَانِ الْخِصْلَتَانِ لَمْ تَكُونَا فِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، كَانَ أَبِي أَبْيَضَ، لَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ لِشَهْوَةٍ إِلَّا لِطَلَبِ الْوَلَدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ عُمَرَ مَعَ قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّهُ فَوْقَهُمْ»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يَفُوقُ الْنَّاسَ طُولًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ رَجُلًا أَيْسَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ الْحَسَنِ قَالَ: " §لَقِيَ رَجُلٌ رَاعِيًا فَقَالَ لَهُ: أُشْعِرْتَ أَنَّ ذَاكَ الْأَعْسَرَ الْأَيْسَرَ أَسْلَمَ؟ يَعْنِي عُمَرَ، فَقَالَ: الَّذِي كَانَ يُصَارِعُ فِي سُوقِ عُكَاظٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَيُوسِعَنَّهُمْ خَيْرًا أَوْ لَيُوسِعَنَّهُمْ شَرًّا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ قُحَيفٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي دَاوُدَ: مَسْلَمَةَ بْنِ قُحَيفٍ. قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ رَجُلًا ضَخْمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِلَالٌ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ رَجُلًا جَسِيمًا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَحْسِبُ -[326]- عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ هِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يُسْرِعُ، يَعْنِي فِي مِشْيَتِهِ، وَكَانَ رَجُلًا آدَمَ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ، وَكَانَ فِي رِجْلَيْهِ رَوَحٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: «§صَلِعَ عُمَرُ فَاشْتَدَّ صَلَعُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ إِذَا غَضِبَ أَخَذَ بِهَذَا، وَأَشَارَ إِلَى سَبَلَتِهِ، فَقَالَ بِهَا إِلَى فَمِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §بِلَادُنَا قَاتَلْنَا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمْنَا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ تُحْمَى عَلَيْنَا، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْفُخُ وَيَفْتِلُ شَارِبَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَا جَمِيعًا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " §رَكِبَ عُمَرُ فَرَسًا فَانْكَشَفَ ثَوْبُهُ عَنْ فَخِذِهِ، فَرَأَى أَهْلُ نَجْرَانَ بِفَخِذِهِ شَامَةً سَوْدَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي نَجِدُ فِي كِتَابِنَا أَنَّهُ يُخْرِجُنَا مِنْ أَرْضِنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " §كُنَّا جُلُوسًا فِي نَادِينَا فَأَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ يَرْكُضُهُ يَجْرِي حَتَّى كَادَ يُوطِئُنَا، قَالَ: فَارْتَعْنَا لِذَلِكَ وَقُمْنَا، قَالَ: فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: فَقُلْنَا: فَمَنْ بَعْدَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتُمْ، وَجَدْتُ نَشَاطًا فَأَخَذْتُ فَرَسًا فَرَكَضْتُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا -[327]-: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§خَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، جَمِيعًا عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يُرَجِّلُ بِالْحِنَّاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَيُرَجِّلُ رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ §رَقَعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ ثَلَاثٍ لَبَّدَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ بِفَرْوٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثُ رِقَاعٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَقَدْ §رَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ أَرْبَعَ رِقَاعٍ فِي قَمِيصٍ لَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعُ رِقَاعٍ، فَقَرَأَ: {فَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] فَقَالَ: مَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ: §إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ، فَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَدْرِي مَا الْأَبُّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: «أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ §يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَيْهِ إِزَارٌ قَطَرِيٌّ مَرْقُوعٌ بِرُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ أَبِي مِحْصَنٍ الطَّائِيِّ قَالَ: «§رُئِيَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي إِزَارٌ فِيهِ رِقَاعٌ بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ إِزَارَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدْ رَقَعَهُ بِقِطْعَةِ أَدَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ قَمِيصَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِمَّا يَلِي مَنْكِبَيْهِ مَرْقُوعًا بِرُقَعٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ رُقْعَةً إِحْدَاهُنَّ بِأَدِيمٍ أَحْمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مُرَقَّعٌ عَلَى مَقْعَدَتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ §عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ فِي إِزَارِهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُصِيبَ إِزَارًا أَصْفَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا فَقَالَ: «أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ أَمْ لَبِيسٌ؟» ، فَقَالَ: لَا، بَلْ لَبِيسٌ، فَقَالَ: «§الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَتَوَفَّ شَهِيدًا، وَلْيُعْطِكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا فَقَالَ: " أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟، قَالَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: غَسِيلٌ، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ، §الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَتَوَفَّ شَهِيدًا، وَيُعْطِيكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «§أَمَّنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي بَتٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عُمَرَ لَمَّا طُعِنَ عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ وَضَعَهَا عَلَى جُرْحِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: " أَبْطَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جُمُعَةً بِالصَّلَاةِ فَخَرَجَ فَلَمَّا أَنْ صَعِدَ الْمِنْبَرَ اعْتَذَرَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «§إِنَّمَا حَبَسَنِي قَمِيصِي هَذَا، لَمْ يَكُنْ لِي قَمِيصٌ غَيْرُهُ» ، كَانَ يُخَاطُ لَهُ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيُّ لَا يُجَاوِزُ كُمُّهُ رُسْغَ كَفَّيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا إِلَى الْجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيُّ، فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ يَقُولُ: «§حَبَسَنِي قَمِيصِي هَذَا» ، وَجَعَلَ يَمُدُّ يَدَهُ، يَعْنِي كُمَّيْهِ، فَإِذَا تَرَكَهُ رَجَعَ إِلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ -[330]- بْنُ زِيَادٍ الْهِلَالِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَنَّاقُ بْنُ سَلْمَانَ دِهْقَانُ مِنْ دَهَاقِينِ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: كَذَا، قَالَ: " مَرَّ بِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَلْقَى إِلَيَّ قَمِيصَهُ فَقَالَ: " §اغْسِلْ هَذَا بِالْأُشْنَانِ، فَعَمَدْتُ إِلَى قَطَرِيَّتَيْنِ، فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: الْبَسْ هَذَا فَإِنَّهُ أَجْمَلُ وَأَلْيَنُ، قَالَ: أَمِن مَالِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ مَالِي؟ قَالَ: هَلْ خَالَطَهُ شَيْءٌ مِنَ الذِّمَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا خَيَّاطُهُ، قَالَ: اعْزُبْ، هَلُمَّ إِلَيَّ قَمِيصِي، قَالَ فَلَبِسَهُ وَإِنَّهُ لَأَخْضَرُ مِنَ الْأُشْنَانِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِزَارًا مَرْقُوعًا فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ إِزَارًا غَيْرَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي حَاتِمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ إِزَارًا فِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رُقْعَةً، إِنَّ بَعْضَهَا لَأَدَمٌ، وَمَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا رِدَاءٌ، مُعْتَمٌّ، مَعَهُ الدِّرَّةُ، يَطُوفُ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ يَتَّزِرُ فَوْقَ السُّرَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: " سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الْخَزِّ، فَقَالَ: «§وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا وَقَدْ لَبِسَهُ مَا خَلَا عُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ -[331]- مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ الَّذِي يَدْعُو بِهِ: «§اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي مَعَ الْأَبْرَارِ، وَلَا تُخَلِّفُنِي فِي الْأَشْرَارِ، وَقِنِي عَذَابَ النَّارِ، وَأَلْحِقْنِي بِالْأَخْيَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: " §اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً فِي بَلَدِ نَبِيِّكَ، قَالَتْ قُلْتُ: وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِأَمْرِهِ أَنَّى شَاءَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً بِبَلَدِةِ رَسُولِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَى عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ عَلَا النَّاسَ بِثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قُلْتُ: بِمَ يَعْلُوهُمْ؟ قَالَ: §إِنَّ فِيهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ: لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنَّهُ شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ، وَخَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ، فَأَتَى عَوْفٌ أَبَا بَكْرٍ فَحَدَّثَهُ، فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَبَشَّرَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُصَّ رُؤْيَاكَ، قَالَ: فَلَمَّا قَالَ: خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ انْتَهَرَهُ عُمَرُ فَأَسْكَتَهُ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ، انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ رَأَى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَدَعَاهُ فَصَعِدَ مَعَهُ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، فَقَصَّهَا، فَقَالَ: أَمَّا أَلَّا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِيهِمْ، وَأَمَّا خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ فَقَدِ اسْتُخْلِفْتُ فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلَّانِي، وَأَمَّا شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ فَأَنَّى لِيَ الشَّهَادَةُ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لَسْتُ أَغْزُو النَّاسَ حَوْلِي، ثُمَّ قَالَ: وَيْلِي وَيْلِي، يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعْدٍ الْجَارِيِّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَتْ تَحْتَهُ فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا الْيَهُودِيُّ، تَعْنِي كَعْبَ الْأَحْبَارِ يَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا شَاءَ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ رَبِّي خَلَقَنِي سَعِيدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ فَدَعَاهُ، فَلَمَّا جَاءَهُ كَعْبٌ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَنْسَلِخُ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ مَرَّةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَرَّةً فِي النَّارِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §إِنَّا لَنَجِدُكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ تَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَقَعُوا فِيهَا، فَإِذَا مُتَّ لَمْ يَزَالُوا يَقْتَحِمُونَ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَخَذْتُ جَوَادًا كَثِيرَةً فَاضْمَحَلَّتْ حَتَّى بَقِيَتْ جَادَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوْقَهُ وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَإِذَا هُوَ يُومِئُ إِلَى عُمَرَ أَنْ تَعَالَ، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَاتَ وَاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ: أَلَا تَكْتُبُ بِهَذَا إِلَى عُمَرَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَنْعِيَ لَهُ نَفْسَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِعَرَفَاتٍ، وَإِنَّ رَاحِلَتِي لَبِجَنْبِ رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ رُكْبَتَهُ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَنَفِيضَ، فَلَمَّا رَأَى تَكْبِيرَ النَّاسِ وَدُعَاءَهُمْ وَمَا يَصْنَعُونَ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ كَمْ تَرَى هَذَا يَبْقَى لِلنَّاسِ؟ فَقُلْتُ: عَلَى الْفِتْنَةِ بَابٌ -[333]-، فَإِذَا كُسِرَ الْبَابُ أَوْ فُتِحَ خَرَجَتْ، فَفَزِعَ فَقَالَ: وَمَا ذَلِكَ الْبَابُ، وَمَا كَسْرُ بَابٍ أَوْ فَتْحُهُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ، فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ مَنْ تَرَى قَوْمَكَ يُؤَمِّرُونَ بَعْدِي؟ قَالَ: قُلْتُ: §رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: " بَيْنَمَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى جِبَالِ عَرَفَةَ سَمِعَ رَجُلًا يَصْرُخُ يَقُولُ: " يَا خَلِيفَةُ، يَا خَلِيفَةُ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ آخِرَ وَهُمْ يَعْتَافُونَ فَقَالَ: مَا لَكَ، فَكَّ اللَّهُ لَهَوَاتِكَ، §فَأَقْبَلْتُ عَلَى الرَّجُلِ فَصَخِبْتُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: لَا تَسُبَّنَّ الرَّجُلَ، قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: فَإِنِّي الْغَدَ وَاقِفٌ مَعَ عُمَرَ عَلَى الْعَقَبَةِ يَرْمِيهَا إِذْ جَاءَتْ حَصَاةٌ عَائِرَةٌ فَنَقَفَتْ رَأْسَ عُمَرَ فَفُصِدَتْ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْجَبَلِ يَقُولُ: أُشْعِرْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَا يَقِفُ عُمَرُ هَذَا الْمَوْقِفَ بَعْدَ الْعَامِ أَبَدًا، قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: فَإِذَا هُوَ الَّذِي صَرَخَ فِينَا بِالْأَمْسِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ "

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمَّا كَانَ §آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: إِذْ صَدَرْنَا عَنْ عَرَفَةَ مَرَرْتُ بِالْمُحَصَّبِ سَمِعْتُ رَجُلًا عَلَى رَاحِلَتِهِ يَقُولُ: أَيْنَ كَانَ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا آخَرُ يَقُولُ: هَاهُنَا كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ فَقَالَ: [البحر الطويل] عَلَيْكَ سَلَامٌ مِنْ إِمَامٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ -[334]- فَلَمْ يَحْرُكْ ذَاكَ الرَّاكِبُ وَلَمْ يُدْرَ مَنْ هُوَ، فَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ مِنَ الْجِنِّ. قَالَ: فَقَدِمَ عُمَرُ مِنْ تِلْكَ الْحِجَّةِ فَطُعِنَ فَمَاتَ " قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: الَّذِي قَالَ بِعَرَفَةَ: يَا خَلِيفَةُ، قَاتَلَكَ اللَّهُ، لَا يَقِفُ عُمَرُ هَذَا الْمَوْقِفَ بَعْدَ الْعَامِ أَبَدًا، وَالَّذِي قَالَ عَلَى الْجَمْرَةِ: «أُشْعِرْتُ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا سَيُقْتَلُ» رَجُلٌ مِنْ لِهْبٍ، بَطْنٌ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ عَائِفًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " مَنْ صَاحِبُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ؟: جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ إِمَامٍ وَبَارَكَتْ فَقَالُوا: مُزَرِّدُ بْنُ ضِرَارٍ، قَالَتْ: «فَلَقِيتُ مُزَرِّدًا بَعْدَ ذَلِكَ §فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا شَهِدَ تِلْكَ السَّنَةَ الْمَوْسِمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أَفَاضَ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالْأَبْطُحِ فَكَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ وَطَرَحَ عَلَيْهَا طَرَفَ ثَوْبِهِ، ثُمَّ اسْتَلْقَى عَلَيْهَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفْرِطٍ» ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، §قَدْ فُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَسُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ، ثُمَّ صَفَقَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ، إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا، ثُمَّ إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ وَأَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: لَا نُحِدُّ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَوَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ أَحْدَثَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَكَتَبْتُهَا فِي الْمُصْحَفِ فَقَدْ قَرَأْنَاهَا: وَالشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ " قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا -[335]- انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى طُعِنَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَخَشِيتُ الِانْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَفَّانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «§اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَخَشِيتُ الِانْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي أُرِيتُ رُؤْيَا لَا أُرَاهَا إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، رَأَيْتُ أَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ، فَحَدَّثْتُهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَحَدَّثَتْنِي أَنَّهُ يَقْتُلُنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعَاجِمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " §رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ فَقُلْتُ: يَسُوقُ اللَّهُ إِلَيَّ الشَّهَادَةَ وَيَقْتُلُنِي أَعْجَمٌ أَوْ عَجَمِيُّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالُوا جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَذَكَرَ نَبِيَّ اللَّهِ وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ §دِيكًا نَقَرَنِي، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حُضُورَ أَجَلِي، فَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي: اسْتَخْلِفْ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضِيعَ دِينَهُ وَلَا خِلَافَتَهُ وَالَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ

فَالْخِلَافَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي أَنَا ضَرَبَتْهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكُفَّارُ الضُّلَّالُ، ثُمَّ إِنِّي لَمْ أَدَعْ شَيْئًا هُوَ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَلَالَةِ، وَمَا رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلَالَةِ، وَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مُنْذُ صَاحَبْتُهُ مَا أَغْلَظَ لِي فِي الْكَلَالَةِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي بَطْنِي فَقَالَ: «يَا عُمَرُ، تَكْفِيكَ الْآيَةُ الَّتِي فِي آخِرِ النِّسَاءِ» ، وَإِنْ أَعِشْ أَقْضِ فِيهَا بِقَضِيَّةٍ يَقْضِي بِهَا مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَمَنْ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ فَإِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ، وَيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ، وَيَقْسِمُوا فَيْئَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِهِمْ، ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ: الْبَصَلِ وَالثُّومِ، وَقَدْ كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنَ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَ فَأُخِذَ بِيَدِهِ فَأُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا لَابُدَّ فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: جُوَيْرِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: " حَجَجْتُ عَامَ تُوُفِّيَ عُمَرُ فَأَتَى الْمَدِينَةَ فَخَطَبَ فَقَالَ: «§رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي» فَمَا عَاشَ إِلَّا تِلْكَ الْجُمُعَةِ حَتَّى طُعِنَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَهْلُ الشَّامِ، ثُمَّ أَهْلُ الْعِرَاقِ قَالَ: فَكُنَّا آخِرُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ بَكَوْا وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: فَكُنْتُ فِي مَنْ دَخَلَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ عَصَبَ عَلَى جِرَاحَتِهِ قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ الْوَصِيَّةَ، قَالَ: وَمَا سَأَلَهُ الْوَصِيَّةَ أَحَدٌ غَيْرُنَا، فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ، وَأُوصِيكُمْ بِالْمُهَاجِرِينَ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ

، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ شِعْبُ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَجَأَ إِلَيْهِ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ» . قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِيهِ مَرَّةً أُخْرَى فَزَادَ فِيهِ: «فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ فَإِنَّهُمْ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَأَرْزَاقُ عِيَالِكُمْ، قُومُوا عَنِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانِ الضَّبِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَقُولُ: " §تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ أَرْضِي، وَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَقَدْ حَمَلَتِ الْأَرْضُ أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: انْظُرَا مَا لَدَيْكُمَا إِنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ ثُمَّ قَالَ: اسْتَوُوا فَإِذَا اسْتَوَوْا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي الْكَلْبُ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ، مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا، قَالَ: وَطَارَ الْعِلْجُ فِي يَدِهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ، مَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، فَأَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لَهُ لِيَأْخُذَهُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ قَالَ: وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، يَعْنِي عُمَرَ حِينَ طُعِنَ إِلَّا ابْنُ الْعَبَّاسِ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ صَلَاةً خَفِيفَةً، قَالَ: فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ إِلَّا أَنَّهُمْ حِينَ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ جَعَلُوا يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفُوا كَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ، قَالَ: وَكَانَ نَجَّارًا، قَالَ: مَا لَهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ؟

وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَال لِابْنِ عَبَّاسٍ: لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْنَا، فَقَالَ: أَبَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ، وَنَسَكُوا نُسُكَكُمْ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ، فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، ثُمَّ دَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ الْمَوْتُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ كَمْ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ قَالَ: فَحَسَبَهُ فَوَجَدَهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ وَفَى لَهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا عَنِّي مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَاسْأَلْ فِيهَا بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَاسْأَلْ فِيهَا قُرَيْشًا، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ لَهَا: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ لَهُمُ الْيَوْمَ بِأَمِيرٍ، يَقُولُ: تَأْذَنِينَ لَهُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: قَدْ وَاللَّهِ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلَأُوثِرَنَّهُ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا جَاءَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: ارْفَعَانِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ فَقَالَ: أَذِنَتْ لَكَ، قَالَ عُمَرُ: مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، انْظُرْ إِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْمِلْنِي عَلَى سَرِيرِي، ثُمَّ قِفْ بِي عَلَى الْبَابِ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلْنِي، وَإِنْ لَمْ تَأْذَنْ فَادْفِنِّي فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا حُمِلَ فَكَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَأَذِنَتْ لَهُ فَدُفِنَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: لَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ

مِنْ بَعْدِي، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَعْدًا، فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا فَذَاكَ، وَإِلَّا فَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعَنْ بِهِ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ، قَالَ: وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ مَعَهُمْ يُشَاوِرُونَهُ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمْ يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ وَيَجْعَلُ الْأَمْرَ إِلَيَّ وَلَكُمُ اللَّهُ عَلَيَّ أَلَا آلُوَكُمْ عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ، فَأَسْكَتَ الشَّيْخَانِ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: تَجْعَلَانِهِ إِلَيَّ وَأَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا، فَوَاللَّهِ لَا آلُوكُمْ عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ، قَالُوا: نَعَمْ، فَخَلَا بِعَلِيٍّ فَقَالَ: إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْقِدَمِ، وَاللَّهِ عَلَيْكَ لَئِنِ اسْتُخْلِفْتَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَخَلَا بِعُثْمَانَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَنَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، أَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ، أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مَنْ وَرَاءَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ -[340]- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، قَالَ: أَتَاهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يُسَوِّي الصُّفُوفَ فَطَعَنَهُ وَطَعَنَ اثْنَيْ عَشَرَ مَعَهُ هُوَ ثَالِثُ عَشَرَ، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ عُمَرَ بَاسِطًا يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «§أَدْرِكُوا الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي» ، قَالَ: فَمَاجَ النَّاسُ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ وَرَائِهِ فَأَخَذَهُ قَالَ: فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ أَوْ سِتَّةٌ، قَالَ: فَحُمِلَ عُمَرُ إِلَى مَنْزِلِهِ قَالَ: فَأَتَى الطَّبِيبُ فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ، قَالَ: فَدَعَى بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ مِنْ إِحْدَى طَعَنَاتِهِ، فَقَالُوا: إِنَّمَا هَذَا الصَّدِيدُ صَدِيدُ الْدَّمٍ، قَالَ: فَدَعَى بِلَبَنٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ، فَقَالَ: أَوْصِ بِمَا كُنْتَ مُوصِيًا، فَوَاللَّهِ مَا أَرَاكَ تُمْسِي، قَالَ: فَأَتَاهُ كَعْبٌ فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَا تَمُوتُ إِلَّا شَهِيدًا، وَأَنْتَ تَقُولُ مِنْ أَيْنَ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، قَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ، قَالَ: فَتَدَافَعُوا حَتَّى قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: وَالْعَصْرِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، ائْتِنِي بِالْكَتِفِ الَّتِي كَتَبْتُ فِيهَا شَأْنَ الْجَدِّ بِالْأَمْسِ، وَقَالَ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُتِمَّ هَذَا الْأَمْرَ لَأَتَمَّهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: نَحْنُ نَكْفِيكَ هَذَا الْأَمْرَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لَا، وَأَخَذَهُ فَمَحَاهُ بِيَدِهِ قَالَ: فَدَعَا سِتَّةَ نَفَرٍ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَالَ: فَدَعَا عُثْمَانَ أَوَّلَهُمْ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ: إِنْ عَرَفَ لَكَ أَصْحَابُكَ سِنَّكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَوْصَاهُ ثُمَّ أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ يَوْمَ طُعِنَ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِلَّا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، وَكَانَ عُمَرُ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ

بِوَجْهِهِ، فَإِنْ رَأَى رَجُلًا مُتَقَدِّمًا مِنَ الصَّفِّ أَوْ مُتَأَخِّرًا ضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنْهُ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَنَاجَى عُمَرَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ قَدْ بَسَطَهَا: §دُونَكُمُ الْكَلْبَ، قَدْ قَتَلَنِي، وَمَاجَ النَّاسُ فَجُرِحَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَاحْتَضَنَهُ وَاحْتُمِلَ عُمَرُ وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَدَفَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى بِنَا بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ فَدَخَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: أَعَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ هَذَا؟ فَقَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ، مَا عَلِمْنَا وَلَا اطَّلَعْنَا، فَقَالَ: ادْعُوا لِي طَبِيبًا، فَدُعِيَ لَهُ الطَّبِيبُ فَقَالَ: أَيُّ شَرَابٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَبِيذٌ، فَسُقِيَ نَبِيذًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ، اسْقُوهُ لَبَنًا، فَسُقِيَ لَبَنًا فَخَرَجَ، فَقَالَ الطَّبِيبُ: مَا أَرَى أَنْ تُمْسِيَ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلًا فَافْعَلْ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرُ: أَنَا أَكْفِيكَ مَحْوَهَا، فَقَالَ لَا وَاللَّهِ، لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي، فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ، وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ غَيْرَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ يَعْرِفُونَ لَكَ قَرَابَتَكَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَصِهْرَكَ، وَمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ يَعْرِفُونَ لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسِنَّكَ، وَشَرَفَكَ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلْنَ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي صُهَيْبًا فَدُعِيَ فَقَالَ: صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَلْيَخْلُ

هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ فِي بَيْتٍ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ عُمَرَ قَالَ عُمَرُ: لَوْ وَلَّوْهَا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا يَمْنَعُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَتَحَمَّلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ كَعْبٌ فَقَالَ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ، قَدْ أَنْبَأْتُكَ أَنَّكَ شَهِيدٌ فَقُلْتَ: مِنْ أَيْنَ لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا حُضِرَ قَالَ: «§إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَسُنَّةٌ، وَإِلَّا أَسْتَخْلِفْ فَسُنَّةٌ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَخْلَفَ» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: فَعَرَفْتُ وَاللَّهِ أَنَّهُ لَنْ يَعْدِلَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَذَاكَ حِينَ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَى بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَالَ لِلْأَنْصَارِ: أَدْخِلُوهُمْ بَيْتًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنِ اسْتَقَامُوا وَإِلَّا فَادْخُلُوا عَلَيْهِمْ فَاضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§هَذَا الْأَمْرُ فِي أَهْلِ بَدْرٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ فِي أَهْلِ أُحُدٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَفِي كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ فِيهَا لِطَلِيقٍ وَلَا لِوَلَدِ طَلِيقٍ وَلَا لِمُسْلِمَةِ الْفَتْحِ شَيْءٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ مُسْتَنِدًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِنْدَهُ ابْنُ عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: «§اعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَقَلْ فِي الْكَلَالَةِ شَيْئًا، وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ بَعْدِي أَحَدًا، وَأَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْي الْعَرَبِ فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِ اللَّهِ» ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّكَ لَوْ أَشَرْتَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ائْتَمَنَكَ النَّاسُ، فَقَالَ عُمَرُ: " قَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي -[343]- حِرْصًا سَيِّئًا، وَإِنِّي جَاعِلٌ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ السِّتَّةِ الَّذِينَ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ فَجَعَلْتُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَيْهِ لَوَثِقْتُ بِهِ سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " §مَنْ أَسْتَخْلِفْ لَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ اللَّهَ بِهَذَا، أَسْتَخْلِفُ رَجُلًا لَيْسَ يُحْسِنُ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " لَوِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: تَجْتَهِدُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ لَهُمْ بِرَبٍّ، تَجْتَهِدُ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ بَعَثْتَ إِلَى قَيِّمِ أَرْضِكَ، أَلَمْ تَكُنْ تُحِبُّ أَنْ يَسْتَخْلِفَ مَكَانَهُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْأَرْضِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ بَعَثْتَ إِلَى رَاعِي غَنَمِكَ، أَلَمْ تَكُنْ تُحِبُّ أَنْ يَسْتَخْلِفَ رَجُلًا حَتَّى يَرْجِعَ؟ "، قَالَ حَمَّادٌ: فَسَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ أَيُّوبَ أَنَّهُ قَالَ: «§إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي» ، فَلَمَّا عَرَّضَ بِهَذَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُسْتَخْلِفٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ نَاسٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " §أَلَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ أَلَا تُؤْمِرُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: بِأَيِّ ذَلِكَ آخُذُ فَقَدْ تَبَيَّنَ لِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " §إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَا تَحْمِلْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَقَالَ لِعُثْمَانَ: يَا عُثْمَانُ إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ -[344]- الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " دَخَلَ الرَّهْطُ عَلَى عُمَرَ قُبَيْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: " §إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ لَكُمْ فِي أَمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَ النَّاسِ شِقَاقًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ، فَإِنْ كَانَ شِقَاقٌ فَهُوَ فِيكُمْ، وَإِنَّمَا الْأَمْرُ إِلَى سِتَّةٍ، إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَالزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ وَسَعْدٍ، وَكَانَ طَلْحَةُ غَائِبًا فِي أَمْوَالِهِ بِالسَّرَاةِ، ثُمَّ إِنَّ قَوْمَكُمْ إِنَّمَا يُؤَمِّرُونَ أَحَدَكُمْ أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، لَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، فَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَلَا تَحْمِلْ ذَوِي قَرَابَتِكَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ يَا عُثْمَانُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ يَا عَلِيُّ فَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا فَتَشَاوَرُوا فَأَمِّرُوا أَحَدَكُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامُوا يَتَشَاوَرُونَ فَدَعَانِي عُثْمَانُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ لِيُدْخِلَنِي فِي الْأَمْرِ، وَلَا وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ فِيهِ، عِلْمًا أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي أَمْرِهِمْ مَا قَالَ أَبِي، وَاللَّهِ لَقَلَّ مَا رَأَيْتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا كَانَ حَقًّا، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُثْمَانُ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ: أَلَا تَعْقِلُونَ؟ أَتُؤَمِّرُونَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَيٌّ؟ فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا أَيْقَظْتُ عُمَرَ مِنْ مَرْقَدٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمْهِلُوا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَلْيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثَ لَيَالٍ، ثُمَّ أَجْمِعُوا أَمَرَكُمْ، فَمَنْ تَأَمَّرَ مِنْكُمْ عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ سَالِمٌ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَبَدَأَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ قَبْلَ عَلِيٍّ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِالشِّدَّةِ الَّتِي لَا جَبْرِيَّةً فِيهَا -[345]-، وَبِاللِّينِ الَّذِي لَا وَهْنَ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ لَا يَأْذَنُ لِسَبِيٍّ قَدِ احْتَلَمَ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ حَتَّى كَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ لَهُ غُلَامًا عِنْدَهُ صَنِعًا، وَيَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْمَدِينَةَ وَيَقُولُ: إِنَّ عِنْدَهُ أَعْمَالًا كَثِيرَةً فِيهَا مَنَافِعُ لِلنَّاسِ، إِنَّهُ حَدَّادٌ نَقَّاشٌ نَجَّارٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُرْسِلَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ مِائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ شَهْرٍ، فَجَاءَ إِلَى عُمَرَ يَشْتَكِي إِلَيْهِ شِدَّةَ الْخَرَاجِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَاذَا تُحْسِنُ مِنَ الْعَمَلِ؟، فَذَكَرَ لَهُ الْأَعْمَالَ الَّتِي يُحْسِنُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا خَرَاجُكَ بِكَثِيرٍ فِي كُنْهِ عَمَلِكَ، فَانْصَرَفَ سَاخِطًا يَتَذَمَّرُ، فَلَبِثَ عُمَرُ لَيَالِيَ، ثُمَّ إِنَّ الْعَبْدَ مَرَّ بِهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَقُولُ: لَوْ أَشَاءُ لَصَنَعْتُ رَحًى تَطْحَنُ بِالرِّيحِ، فَالْتَفَتَ الْعَبْدُ سَاخِطًا عَابِسًا إِلَى عُمَرَ وَمَعَ عُمَرَ رَهْطٌ، فَقَالَ: لَأَصْنَعَنَّ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا النَّاسُ، فَلَمَّا وَلَّى الْعَبْدُ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى الرَّهْطِ الَّذِينَ مَعَهُ فَقَالَ لَهُمْ: أَوْعَدَنِي الْعَبْدُ آنِفًا، فَلَبِثَ لَيَالِيَ ثُمَّ اشْتَمَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَلَى خِنْجَرٍ ذِي رَأْسَيْنِ نِصَابُهُ فِي وَسَطِهِ، فَكَمِنَ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْمَسْجِدِ فِي غَلَسِ السَّحَرِ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى خَرَجَ عُمَرُ يُوقِظُ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ عُمَرُ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عُمَرُ وَثَبَ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ إِحْدَاهُنَّ تَحْتَ السُّرَّةِ قَدْ خَرَقَتِ الصِّفَاقَ، وَهِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ، ثُمَّ انْحَازَ أَيْضًا عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَطَعَنَ مَنْ يَلِيهِ، حَتَّى طَعَنَ سِوَى عُمَرَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، ثُمَّ انْتَحَرَ بِخِنْجَرِهِ، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ أَدْرَكَهُ النَّزْفُ وَانْقَصَفَ النَّاسُ عَلَيْهِ: قُولُوا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، ثُمَّ غَلَبَ عُمَرَ النَّزْفُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاحْتَمَلْتُ عُمَرَ فِي رَهْطٍ حَتَّى أَدْخَلْتَهُ بَيْتَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنْكَرَ النَّاسُ صَوْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَ عُمَرَ وَلَمْ يَزَلْ فِي غَشْيَةٍ

وَاحِدَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ الصُّبْحُ، فَلَمَّا أَسْفَرَ أَفَاقَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا إِسْلَامَ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَسَلْ مَنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجْتُ حَتَّى فَتَحْتُ بَابَ الدَّارِ، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ جَاهِلُونَ بِخَبَرِ عُمَرَ قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ طَعَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالُوا: طَعَنَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: فَدَخَلْتُ فَإِذَا عُمَرُ يُبِدُّ فِي النَّظَرِ يَسْتَأْنِي خَبَرَ مَا بَعَثَنِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِأَسْأَلَ مَنْ قَتَلَهُ، فَكَلَّمْتُ النَّاسَ فَزَعَمُوا أَنَّهُ طَعَنَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ثُمَّ طَعَنَ مَعَهُ رَهْطًا ثُمَّ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ قَاتِلِي يُحَاجُّنِي عِنْدَ اللَّهِ بِسَجْدَةٍ سَجَدَهَا لَهُ قَطُّ، مَا كَانَتِ الْعَرَبُ لِتَقْتُلَنِي ". قَالَ سَالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: أَرْسِلُوا إِلَيَّ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا، قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ فَسَقَى عُمَرَ نَبِيذًا فَشَبَهُ النَّبِيذُ بِالدَّمِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ، قَالَ: فَدَعَوْتُ طَبِيبًا آخَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنَ الطَّعْنَةِ يَصْلِدُ أَبْيَضَ، قَالَ فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْهَدْ، فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ لَكَذَّبْتُكَ، قَالَ: فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا، فَقَالَ: لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «§يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» . فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدِهِ وَلَا غَيْرِهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُقِيمُ النَّوْحَ عَلَى الْهَالِكِ مِنْ أَهْلِهَا، فَحُدِّثَتْ بِقَوْلِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ وَابْنَ عُمَرَ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبَا، وَلَكِنَّ عُمَرَ وَهِلَ، إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نُوَّحٍ يَبْكُونَ عَلَى هَالِكٍ لَهُمْ فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ يَبْكُونَ، وَإِنَّ صَاحِبَهُمْ

لَيُعَذَّبُ» ، وَكَانَ قَدِ اجْتَرَمَ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ ضَرَبَ عَلَيْهِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ شَهْرٍ، أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَكَانَ خَبِيثًا، إِذَا نَظَرَ إِلَى السَّبْيِ الصِّغَارِ يَأْتِي فَيَمْسَحُ رُءُوسَهُمْ وَيَبْكِي وَيَقُولُ: إِنَّ الْعَرَبَ أَكَلَتْ كَبِدِي، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ مِنْ مَكَّةَ جَاءَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ إِلَى عُمَرَ يُرِيدُهُ فَوَجَدَهُ غَادِيًا إِلَى السُّوقِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ سَيِّدِي الْمُغِيرَةِ يُكَلِّفُنِي مَا لَا أُطِيقُ مِنَ الضَّرِيبَةِ، قَالَ عُمَرُ: وَكَمْ كَلَّفَكَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ دَرَاهِمٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَمَا تَعْمَلُ؟ قَالَ: الْأَرْحَاءُ، وَسَكَتَ عَنْ سَائِرِ أَعْمَالِهِ، فَقَالَ: فِي كَمْ تَعْمَلِ الرَّحَى؟ فَأَخْبَرَهُ: قَالَ: وَبِكَمْ تَبِيعُهَا؟ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَكَ يَسِيرًا، انْطَلَقْ فَأَعْطِ مَوْلَاكَ مَا سَأَلَكَ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ عُمَرُ: أَلَا تَجْعَلْ لَنَا رَحًى؟ قَالَ: بَلَى، أَجْعَلُ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا أَهْلُ الْأَمْصَارِ، فَفَزِعَ عُمَرُ مِنْ كَلِمَتِهِ، قَالَ وَعَلِيٌّ مَعَهُ فَقَالَ: مَا تُرَاهُ أَرَادَ؟ قَالَ: أَوْعَدَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: §يَكْفِينَاهُ اللَّهُ، قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِكَلِمَتِهِ غَوْرًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ مِنْ سَبْيِ نَهَاوَنْدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ هَرَبَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، قَالَ: وَجَعَلَ عُمَرُ يُنَادِي: الْكَلْبَ الْكَلْبَ، قَالَ: فَطَعَنَ نَفَرًا فَأَخَذَ أَبَا لُؤْلُؤَةَ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَهَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، فَطَرَحَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ خَمِيصَةً كَانَتْ عَلَيْهِ فَانْتَحَرَ بِالْخِنْجَرِ حِينَ أُخِذَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ -[348]- قَالَ: «§إِنَّمَا طَعَنَ نَفْسَهُ بِهِ حَتَّى قَتَلَ نَفْسَهُ وَاحْتَزَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ رَأْسَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: «§لَقَدْ طَعَنَنِي أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَمَا أَظُنُّهُ إِلَّا كَلْبًا حَتَّى طَعَنَنِي الثَّالِثَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَقَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: اخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَسَلْهُمْ عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَمَشُورَةٍ كَانَ هَذَا الَّذِي أَصَابَنِي؟ قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُمْ، فَقَالَ الْقَوْمُ: لَا وَاللَّهِ، وَلَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ زَادَ فِي عُمُرِكَ مِنْ أَعْمَارِنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُصِيبَ عَلَيْهِ إِزَارٌ أَصْفَرُ، قَالَ: وَكُنْتُ أَدَعُ الصَّفَّ الْأَوَّلَ هَيْبَةً لَهُ وَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي يَوْمَئِذٍ قَالَ: فَجَاءَ فَقَالَ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، اسْتَوُوا، ثُمَّ كَبَّرَ قَالَ: فَطَعَنَهُ طَعْنَةً أَوْ طَعْنَتَيْنِ قَالَ: وَعَلَيْهِ إِزَارٌ أَصْفَرُ قَدْ رَفَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ فَأَهْوَى وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، قَالَ: وَمَالَ عَلَى النَّاسِ فَقَتَلَ وَجَرَحَ بِضْعَةَ عَشَرَ فَمَالَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَاتَّكَأَ عَلَى خِنْجَرِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ تِلْكَ الطَّعْنَةِ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، قَالَ: فَطَلَبُوا الْقَاتِلَ وَكَانَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ فِي يَدِهِ خِنْجَرٌ لَهُ طَرَفَانِ قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا طَعَنَهُ فَجُرِحَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَفْلَتَ أَرْبَعَةٌ وَمَاتَ تِسْعَةٌ أَوْ أَفْلَتَ تِسْعَةٌ وَمَاتَ أَرْبَعَةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §صَلَّى عُمَرُ الْفَجْرَ فِي الْعَامِ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ فَقَرَأَ: لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " §سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ: §لَا تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي "، فَلَمَّا طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَا تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا فَغَلَبْتُمُونِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «§شَهِدْتُ عُمَرَ مِنْ حِينَ طُعِنَ، وَطَعَنَ الَّذِي طَعَنَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، فَأَمَّنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ، بِ الْعَصْرِ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ فِي الْفَجْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§طَعَنَ الَّذِي طَعَنَ عُمَرَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا بِعُمَرَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ بِعُمَرَ وَأَفْرَقَ سِتَّةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ حُمِلَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَأَخَذْنَا بِيَدِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ بِيَدِي فَأَجْلَسَنِي خَلْفَهُ وَتَسَانَدَ إِلَيَّ وَجِرَاحُهُ تَثْعَبُ دَمًا، إِنِّي لَأَضَعُ إِصْبَعِي هَذِهِ الْوُسْطَى فَمَا تَسُدُّ الرَّتْقَ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِي الْأُولَى وَالْعَصْرِ، وَفِي الثَّانِيَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ -[350]- بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " §رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ السِّكِّينَ الَّتِي قُتِلَ بِهَا عُمَرُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ هَذِهِ أَمْسُ مَعَ الْهُرْمُزَانِ وَجُفَيْنَةَ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعَانِ بِهَذِهِ السِّكِّينِ؟، فَقَالَا: نَقْطَعُ بِهَا اللَّحْمَ، فَإِنَّا لَا نَمَسُّ اللَّحْمَ، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنْتَ رَأَيْتُهَا مَعَهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ أَتَاهُمَا فَقَتَلَهُمَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى قَتْلِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ وَهُمَا فِي ذِمَّتِنِا؟، فَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ عُثْمَانَ فَصَرَعَهُ حَتَّى قَامَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَحَجَزُوهُ عَنْهُ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ تَقَلَّدَ السَّيْفَ فَعَزَمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَضَعَهُ فَوَضَعَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ: " أَنَّهُ لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ: مَنْ أَصَابَنِي؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَاسْمُهُ فَيْرُوزُ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: «§قَدْ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنْ عُلُوجِهِمْ أَحَدًا فَعَصَيْتُمُونِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بَعْدَمَا طُعِنَ فَقَالَ: الصَّلَاةَ، فَقَالَ: «نَعَمْ، §لَا حَظَّ لِامْرِئٍ فِي الْإِسْلَامِ أَضَاعَ الصَّلَاةَ» ، فَصَلَّى وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ عُمَرَ لَمَّا طُعِنَ جَعَلَ يُغْمَى عَلَيْهِ، فَقِيلَ: " إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ بِشَيْءٍ مِثْلَ الصَّلَاةِ إِنْ كَانَتْ بِهِ حَيَاةٌ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الصَّلَاةُ قَدْ صُلِّيَتْ، فَانْتَبَهَ فَقَالَ: «الصَّلَاةُ هَاءَ اللَّهِ إِذًا، §وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ» ، قَالَ: فَصَلَّى وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ أَنَا وَابْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُوذِنَ بِالصَّلَاةِ، فَقِيلَ: " الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: الصَّلَاةَ، §وَلَا حَظَّ -[351]- فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ "، قَالَ: فَصَلَّى وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا، قَالَ: وَدُعِيَ لَهُ طَبِيبٌ فَسَقَاهُ نَبِيذًا فَخَرَجَ مُشَاكِلًا لِلدَّمِ، فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ أَبْيَضَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اعْهَدْ عَهْدَكَ، فَذَاكَ حِينَ دَعَا أَصْحَابَ الشُّورَى "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَجَعَلْتُ أُثْنِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُثَنِّي عَلَيَّ، بِالْإِمْرَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا؟، قَالَ: قُلْتُ: بِكُلٍّ، قَالَ: «§لَيْتَنِي أَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا، لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " قُلْتُ لِعُمَرَ: مَصَّرَ اللَّهُ بِكَ الْأَمْصَارَ، وَفَتَحَ بِكَ الْفُتُوحَ، وَفَعَلَ بِكَ وَفَعَلَ، فَقَالَ: «§لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُوَ مِنْهُ، لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْوَفَاةُ قَالَ: «بِالْإِمَارَةِ تَغْبِطُونَنِي، فَوَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُوَ كَفَافًا، لَا عَلَيَّ وَلَا لِي» . قَالَ مَالِكٌ: فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَوْ كُذِبْتُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَا: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عُمَرَ لَيْلَةَ طُعِنَ: " دَخَلَ هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَفْزَعُوهُ، وَقَالُوا: الصَّلَاةَ، فَفَزِعَ فَقَالَ: نَعَمْ، §وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ «، فَصَلَّى وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَسَمِعْنَا الصَّيْحَةَ عَلَى عُمَرَ، قَالَ: فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ الْبَيْتَ الَّذِي

هُوَ فِيهِ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الصَّوْتُ؟، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: سَقَاهُ الطَّبِيبُ نَبِيذًا فَخَرَجَ، وَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ، فَقَالَ: لَا أَرَى تُمْسِي، فَمَا كُنْتُ فَاعِلًا فَافْعَلْ، فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ: وَاعُمَرَاهُ، وَكَانَ مَعَهَا نِسْوَةٌ فَبَكَيْنَ مَعَهَا، وَارْتَجَّ الْبَيْتُ بُكَاءً، فَقَالَ عُمَرُ: «وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ» ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَرَاهَا إِلَّا مِقْدَارَ مَا قَالَ اللَّهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] §إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْنَا لَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمِينُ الْمُؤْمِنِينَ، وَسِيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ، تَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، وَتَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، فَأَعْجَبَهُ قُولِي فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ لِي بِهَذَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَكَفَفْتُ، فَضَرَبَ عَلَى كَتِفَيَّ فَقَالَ: «اشْهَدْ لِي بِهَذَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا أَشْهَدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ لِرَجُلٍ: انْظُرْ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَنَظَرَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَجِدُهُ قَدْ بَقِيَ لَكَ مِنْ وَتِينِكَ مَا تَقْضِي مِنْهُ حَاجَتَكَ، قَالَ: أَنْتَ أَصْدَقُهُمْ وَخَيْرُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَمَسَّ النَّارُ جِلْدَكَ أَبَدًا، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ حَتَّى رَثِينَا أَوْ أَوَيْنَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عِلْمَكَ بِذَلِكَ يَا فُلَانُ لَقَلِيلٌ، §لَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ لِي لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمَّا كَانَ غَدَاةَ أُصِيبَ عُمَرُ كُنْتُ فِيمَنِ احْتَمَلَهُ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ الدَّارَ، قَالَ: فَأَفَاقَ إِفَاقَةً فَقَالَ: مَنْ أَصَابَنِي؟ قُلْتُ: أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: " هَذَا عَمَلٌ أَصْحَابِكَ، §كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا عِلْجٌ مِنَ السَّبْيِ فَغَلَبْتُمُونِي عَلَى أَنْ غُلِبْتُ عَلَى عَقْلِي، فَاحْفَظْ مِنِّي اثْنَتَيْنِ: إِنِّي لَمْ أَسْتَخْلِفْ أَحَدًا، وَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلَالَةِ شَيْئًا ". قَالَ عَوْفٌ: وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدٍ إِنَّهُ قَالَ: «لَمْ أَقْضِ فِي الْجَدِّ وَالْإِخْوَةِ شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ لَمَّا أُصِيبَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا أَصَابَكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، فَقَالَ: «§إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَمْ أَقْضِ فِي ثَلَاثَةٍ إِلَّا بِمَا أَقُولُ لَكُمْ، جَعَلْتُ فِي الْعَبْدِ عَبْدًا، وَفِي ابْنِ الْأُمَّةِ عَبْدَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: «§احْفَظْ مِنِّي ثَلَاثًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ، أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلَالَةِ قَضَاءً، وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي عَتِيقٌ» ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: «أَيُّ ذَلِكَ مَا أَفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنْ أَتْرُكْ لِلنَّاسِ أَمَرَهُمْ فَقَدْ تَرَكَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ» ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، صَاحَبْتَ رَسُولَ اللَّهِ فَأَطَلْتَ صُحْبَتَهُ، وَوُلِّيتَ أَمْرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَوِيتَ وَأَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ، فَقَالَ: أَمَّا تَبْشِيرُكَ إِيَّايَ بِالْجَنَّةِ فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ مَا أَمَامِي قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ الْخَبَرَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي إِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا لِي وَلَا عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَذَاكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «كُنْتُ تَاسِعَ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا حِينَ §طُعِنَ عُمَرُ فَأَدْخَلْنَاهُ فَشَكَا إِلَيْنَا أَلَمَ الْوَجَعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ كَعْبٍ

قَالَ: " §كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ إِذَا ذَكَرْنَاهُ ذَكَرْنَا عُمَرَ وَإِذَا ذَكَرْنَا عُمَرَ ذَكَرْنَاهُ، وَكَانَ إِلَى جَنْبِهِ نَبِيُّ يُوحَى إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ لَهُ: اعْهَدْ عَهْدَكَ وَاكْتُبْ إِلَيَّ وَصِيَّتَكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ إِلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ بِذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَقَعَ بَيْنَ الْجَدْرِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ، ثُمَّ جَأَرَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَعْدِلُ فِي الْحُكْمِ، وَإِذَا اخْتَلَفَتِ الْأُمُورُ اتَّبَعْتُ هَوَاكَ، وَكُنْتُ وَكُنْتُ، فَزِدْنِي فِي عُمُرِي حَتَّى يَكْبُرَ طِفْلِي، وَتَرْبُوَ أُمَّتِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ أَنَّهُ قَدْ قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ صَدَقَ، وَقَدْ زِدْتُهُ فِي عُمُرِهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَفِي ذَلِكَ مَا يَكْبَرُ طِفْلَهُ وَتَرْبُو أُمَّتُهُ. فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ كَعْبٌ: لَئِنْ سَأَلَ عُمَرُ رَبَّهُ لَيُبْقِيَنَّهُ اللَّهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا طُعِنَ قَالَ لَهُ النَّاسُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ شَرِبْتَ شَرْبَةً، فَقَالَ: اسْقُونِي نَبِيذًا، وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيذُ مِنْ جُرْحِهِ مَعَ صَدِيدِ الدَّمِ، فَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ ذَلِكَ أَنَّهُ شَرَابُهُ الَّذِي شَرِبَ، فَقَالُوا: لَوْ شَرِبْتَ لَبَنًا، فَأُتِيَ بِهِ، فَلَمَّا شَرِبَ اللَّبَنَ خَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمَّا رَأَى بَيَاضَهُ بَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " هَذَا حِينٌ، §لَوْ أَنَّ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، قَالُوا: وَمَا أَبْكَاكَ إِلَّا هَذَا؟ قَالَ: مَا أَبْكَانِي غَيْرُهُ "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ إِسْلَامِكَ لَنَصْرًا، وَإِنْ كَانَتْ إِمَامَتُكَ لَفَتْحًا، وَاللَّهِ لَقَدْ مَلَأَتْ إِمَارَتُكَ الْأَرْضَ عَدْلًا، مَا مِنِ اثْنَيْنِ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْكَ إِلَّا انْتَهَيَا إِلَى قَوْلِكَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَجْلِسُونِي، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلَامَكَ، فَلَمَّا أَعَادَ عَلَيْهِ قَالَ: أَتَشْهَدُ لِي بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ تَلَقَاهُ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ -[355]-، قَالَ: فَفَرِحَ عُمَرُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ جَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَيُوَدِّعُونَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «أَبِالْإِمَارَةِ تُزَكُّونَنِي؟ §لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتَ، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا سَامِعٌ مُطِيعٌ، وَمَا أَصْبَحْتُ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا إِمَارَتَكُمْ هَذِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «§لَوْ أَنَّ لِيَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِلَبَنٍ بَعْدَمَا طُعِنَ فَشَرِبَ فَخَرَجَ مِنْ جِرَاحَتِهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَجَعَلَ جُلَسَاؤُهُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ مَنْ غَرَّهُ عُمُرُهُ لَمَغْرُورٌ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَخْرُجُ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ فِيهَا، وَاللَّهِ §لَوْ كَانَ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ: " قَدْ مَرَرْتُ عَلَى أَبِي لُؤْلُؤَةَ §قَاتَلِ عُمَرَ وَمَعَهُ جُفَيْنَةُ وَالْهُرْمُزَانُ وَهُمْ نَجِيٌّ، فَلَمَّا بَغَتُّهُمْ ثَارُوا فَسَقَطَ مِنْ بَيْنِهِمْ خِنْجَرٌ لَهُ رَأْسَانِ وَنِصَابُهُ وَسَطُهُ، فَانْظُرُوا مَا الْخِنْجَرُ الَّذِي قُتِلَ بِهِ عُمَرُ، فَوَجَدُوهُ الْخِنْجَرَ الَّذِي نَعَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ السَّيْفُ حَتَّى دَعَا الْهُرْمُزَانَ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ قَالَ: انْطَلِقْ مَعِيَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى فَرَسٍ لِي وَتَأَخَّرَ عَنْهُ حَتَّى إِذَا مَضَى بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَاهُ بِالسَّيْفِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا وَجَدَ حَرَّ السَّيْفِ

قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَدَعَوْتُ جُفَيْنَةَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ نَصَارَى الْحِيرَةِ وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لِلْمِلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَلَمَّا عَلَوْتُهُ بِالسَّيْفِ صَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَتَلَ ابْنَةً لِأَبِي لُؤْلُؤَةَ صَغِيرَةً تَدَّعِي الْإِسْلَامَ، وَأَرَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْ لَا يَتْرُكَ سَبْيًا بِالْمَدِينَةِ إِلَّا قَتَلَهُ، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ عَلَيْهِ فَنَهَوْهُ وَتَوَعَّدُوهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُمْ وَغَيْرَهُمْ، وَعَرَّضَ بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِهِ حَتَّى دَفَعَ إِلَيْهِ السَّيْفَ، فَلَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ السَّيْفَ أَتَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حُجِزَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عُثْمَانُ قَبْلَ أَنْ يُبَايَعَ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيَالِي حَتَّى وَاقَعَ عُبَيْدَ اللَّهِ فَتَنَاصَيَا، وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ يَوْمَ قَتَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ حُجِزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ مَا فَتَقَ، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَايِعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ، وَجُلُّ النَّاسِ الْأَعْظَمُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُونَ لَجُفَيْنَةُ وَالْهُرْمُزَانُ: أَبْعَدَهُمَا اللَّهُ، لَعَلَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُتْبِعُوا عُمَرَ ابْنَهُ؟ فَكَثُرَ فِي ذَلِكَ اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ، ثُمَّ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَى النَّاسِ سُلْطَانٌ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ خُطْبَةِ عَمْرٍو وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُثْمَانُ وَوُدِيَ الرَّجُلَانِ وَالْجَارِيَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ: قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا مِمَّنْ شَجَّعَ عُبَيْدَ اللَّهِ عَلَى قَتْلِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §جَعَلَ عُثْمَانُ يَوْمَئِذٍ يُنَاصِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى شَعْرِ رَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي يَدِ عُثْمَانَ، قَالَ: وَلَقَدْ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ، وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ: «قَاتَلَكَ اللَّهُ، §قَتَلْتَ رَجُلًا يُصَلِّي، وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً، وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ» ، قَالَ: فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ، وَلَكِنَّنِي عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: «§مَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَهَيْئَةِ السُّبُعِ الْحَرْبِ، وَجَعَلَ يَعْتَرِضُ الْعَجَمَ بِالسَّيْفِ حَتَّى حُبِسَ يَوْمَئِذٍ فِي السِّجْنِ، فَكُنْتُ أَحْسِبُ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ وَلِيَ سَيَقْتُلُهُ لِمَا كُنْتُ أَرَاهُ صَنَعَ بِهِ، كَانَ هُوَ وَسَعْدٌ أَشَدُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ §أَوْصَى إِلَى حَفْصَةَ، فَإِذَا مَاتَتْ فَإِلَى الْأَكَابِرِ مِنْ آلِ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§أَوْصَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالرُّبُعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي وَصِيَّتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَأْمَرَهُ فِيهَا، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُرُ بِهِ؟ قَالَ: «§إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ -[358]- بِهَا» ، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا، وَلَا تُوهَبُ، وَلَا تُوَرَّثُ، وَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَفِي الرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، وَيُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهَا ". قَالَ ابْنُ عَوْنٍ فَحَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ فَقَالَ: «غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا» ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ: ابْنُ عَوْنٍ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ قَرَأَ فِي قِطْعَةِ أَدَمٍ أَوْ رُقْعَةٍ حَمْرَاءَ: «غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§أَنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ تُصِدِّقَ بِهَا فِي الْإِسْلَامِ ثَمْغٌ صَدَقَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اسْتَسْلَفَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَدَعَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: «§بِعْ فِيهَا أَمْوَالَ عُمَرَ، فَإِنْ وَفَتْ وَإِلَّا فَسَلْ بَنِي عَدِيٍّ، فَإِنْ وَفَتْ وَإِلَّا فَسَلْ قُرَيْشًا وَلَا تَعْدُهُمْ» ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَلَا تَسْتَقْرِضَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى تُؤَدِّيَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: «مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَقُولَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ بَعْدِي أَمَّا نَحْنُ فَقَدْ تَرَكْنَا نَصِيبِنَا لِعُمَرَ، فَتَعِزِّونِي بِذَلِكَ، فَتَتْبَعَنِي تَبِعَتُهُ وَأَقَعُ فِي أَمْرٍ لَا يُنْجِينِي إِلَّا الْمَخْرَجُ مِنْهُ» ، ثُمَّ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اضْمَنْهَا، فَضَمِنَهَا، قَالَ: فَلَمْ يُدْفَنْ عُمَرُ حَتَّى أَشْهَدَ بِهَا ابْنَ عُمَرَ عَلَى نَفْسِهِ أَهْلَ الشُّورَى وَعِدَّةً مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَا مَضَتْ جُمُعَةٌ بَعْدَ أَنْ دُفِنَ عُمَرُ حَتَّى حَمَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَالَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَحْضَرَ الشُّهُودَ عَلَى الْبَرَاءَةِ بِدَفْعِ الْمَالِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي رَاشِدٍ النَّصْرِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، §إِذَا حَضَرَتْنِي الْوَفَاةُ فَاحْرِفْنِي، وَاجْعَلْ رُكْبَتَيْكَ فِي صُلْبِي، وَضَعْ يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَى جَبِينِي، وَيَدَكَ الْيُسْرَى -[359]- عَلَى ذَقْنِي، فَإِذَا قُبِضْتُ فَأَغْمِضْنِي، وَاقْصِدُوا فِي كَفَنِي، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ أَبْدَلَنِي خَيْرًا مِنْهُ، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ سَلَبَنِي فَأَسْرَعَ سَلْبِي، وَاقْصِدُوا فِي حُفْرَتِي، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَسَّعَ لِي فِيهَا مَدَّ بَصَرِي، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ضَيَّقَهَا عَلَيَّ حَتَّى تَخْتَلِفُ أَضْلَاعِي، وَلَا تُخْرِجُنَّ مَعِي امْرَأَةً، وَلَا تُزَكُّونِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ أَعْلَمُ بِي، وَإِذَا خَرَجْتُمْ بِي فَأَسْرِعُوا فِي الْمَشْيِ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ قَدَّمْتُمُونِي إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لِي، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ كُنْتُمْ قَدْ أَلْقَيْتُمْ عَنْ رِقَابِكُمْ شَرًّا تَحْمِلُونَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: " أَوْصَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، §عَلَيْكَ بِخِصَالِ الْإِيمَانِ» ، قَالَ: وَمَا هُنَّ يَا أَبَتِ؟ قَالَ: «الصَّوْمُ فِي شِدَّةِ أَيَّامِ الصَّيْفِ، وَقَتْلُ الْأَعْدَاءِ بِالسَّيْفِ، وَالصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي، وَتَعْجِيلُ الصَّلَاةِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ، وَتَرْكُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ» ، قَالَ: فَقَالَ: وَمَا رَدْغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «شُرْبُ الْخَمْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: «§اعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَسْتَخْلِفْ، وَأَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَهُوَ حُرٌّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ §أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ يُعْتَقَ مَنْ كَانَ يُصَلِّي السَّجْدَتَيْنِ مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ، وَإِنْ أَحَبَّ الْوَالِي بَعْدِي أَنْ يَخْدُمُوهُ سَنَتَيْنِ فَذَلِكَ لَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §أَوْصَى أَنْ تُقَرَّ عُمَّالُهُ سَنَةً، فَأَقَرَّهُمْ عُثْمَانُ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§إِنْ وَلَّيْتُمْ سَعْدًا فَسَبِيلُ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَشِرْهُ الْوَالِي، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ سَخْطَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِهِ: " §ضَعْ خَدِّي فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: وَمَا عَلَيْكَ فِي الْأَرْضِ كَانَ أَوْ فِي حِجْرِي؟ قَالَ: ضَعْهُ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِي وَلِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، ثَلَاثًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: «§لَيْتَنِي كُنْتُ هَذِهِ التِّبْنَةَ، لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ، لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا، لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: " أَنَا آخِرُكُمْ عَهْدًا بِعُمَرَ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: " §ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ، قَالَ: فَهَلْ فَخِذِي وَالْأَرْضُ إِلَّا سَوَاءٌ؟ قَالَ: " ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ، فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: " §آخِرُ كَلِمَةٍ قَالَهَا عُمَرُ حَتَّى -[361]- قَضَى: «وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئًا قَطُّ، لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا» ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ كَالتِّبْنَةِ أَوْ كَالْعُودِ عَنْ ثَوْبِهِ فَقَالَ: «لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَ هَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرَّةَ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَضَعَ رَأْسَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي حِجْرِهِ، فَقَالَ: «§أَعِدْ رَأْسِي فِي التُّرَابِ، وَيْلٌ لِي، وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَاءَ كَعْبٌ فَجَعَلَ يَبْكِي بِالْبَابِ، وَيَقُولُ: " وَاللَّهِ §لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُؤَخِّرَهُ لَأَخَّرَهُ، فَدَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا كَعْبٌ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا قَالَ: " إِذًا وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِي وَلِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيُّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: " يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عُمَرَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجْلِسْنِي، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ لَهَا: «§إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَنْدُبِينِيَ بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا، فَأَمَّا عَيْنُكِ فَلَنْ أَمْلِكَهَا، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمَلَائِكَةُ تَمْقُتُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ -[362]-: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا طُعِنَ عَوَّلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ: يَا حَفْصَةُ، أَمَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ» ، قَالَ: وَعَوَّلَ صُهَيْبٌ فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ حُمِلَ فَأُدْخِلَ، فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَا أَخَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «وَيْحَكَ يَا صُهَيْبُ، §أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: " أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِشَرَابٍ حِينَ طُعِنَ فَخَرَجَ مِنْ جِرَاحَتِهِ، فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَا عُمَرَاهُ، وَا أَخَاهُ، مَنْ لَنَا بَعْدَكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ يَا أَخِي، §أَمَا شَعَرْتَ أَنَّهُ مَنْ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَقْبَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَعَلَيَّ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَنْ يُبْكَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ» قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «أُولَئِكَ يُعَذَّبُ أَمْوَاتُهُمْ بِبُكَاءِ أَحْيَائِهِمْ، تَعْنِي الْكُفَّارَ» .

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ §نَهَى أَهْلَهُ أَنْ يَبْكُوا عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ -[363]- الْخَطَّابِ §صَلَّى فِي ثِيَابِهِ الَّتِي جُرِحَ فِيهَا ثَلَاثًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ: " §ائْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ، قَالَتْ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبَرُّهُمَ بِأَحَدٍ أَبَدًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَأْذَنَ عَائِشَةَ فِي حَيَاتِهِ فَأَذِنَتْ لَهُ أَنْ يُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «§إِذَا مُتُّ فَاسْتَأْذِنُوهَا، فَإِنْ أَذِنَتْ وَإِلَّا فَدَعُوهَا، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ أَذِنَتْ لِي لِسُلْطَانِي، فَلَمَّا مَاتَ أَذِنَتْ لَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: " اذْهَبْ يَا غُلَامُ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ لَهَا: " §إِنَّ عُمَرَ يَسْأَلُكِ أَنْ تَأْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ أَخَوَيَّ، ثُمَّ ارْجِعْ إِلَيَّ فَأَخْبِرْنِي قَالَ: فَأَرْسَلَتْ أَنْ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ فَحُفِرَ لَهُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَى عَائِشَةَ أَسْتَأْذِنُهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ أَخَوَيَّ فَأَذِنَتْ لِي، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِمَكَانِ السُّلْطَانِ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلْنِي وَكَفِّنِّي ثُمَّ احْمِلْنِي حَتَّى تَقِفَ بِي عَلَى بَابِ عَائِشَةَ فَتَقُولُ: هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، يَقُولُ الَخْ. . . . فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَادْفِنِّي مَعَهُمَا، وَإِلَّا فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَمَّا مَاتَ أَبِي حَمَلْنَاهُ حَتَّى وَقَفْنَا بِهِ عَلَى بَابِ عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَّهَا فِي الدُّخُولِ فَقَالَتِ: ادْخُلْ بِسَلَامٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: " لَمَّا أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَهَا أَنْ يُدْفَنَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ فَأَذِنَتْ، قَالَ عُمَرُ: «§إِنَّ الْبَيْتَ -[364]- ضَيِّقٌ» ، فَدَعَا بِعَصًا فَأُتِيَ بِهَا فَقَدَّرَ طُولَهُ، ثُمَّ قَالَ: احْفِرُوا عَلَى قَدْرِ هَذِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا زِلْتُ أَضَعُ خِمَارِي وَأَتَفَضَّلُ فِي ثِيَابِي فِي بَيْتِي حَتَّى دُفِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، فَلَمْ أَزَلْ مُتَحَفِّظَةً فِي ثِيَابِي حَتَّى بَنَيْتُ بَيْنِي وَبَيْنِ الْقُبُورِ جِدَارًا فَتَفَضَّلْتُ بَعْدُ» ، قَالَا: وَوَصَفَتْ لَنَا قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقُبِرَ أَبِي بَكْرٍ وَقُبِرَ عُمَرَ، وَهَذِهِ الْقُبُورُ فِي سَهْوَةِ بَيْتِ عَائِشَةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ قُبَيْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَاعَةٍ، فَقَالَ: «يَا أَبَا طَلْحَةَ، §كُنْ فِي خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكِ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَصْحَابِ الشُّورَى، فَإِنَّهُمْ فِيمَا أَحْسِبُ سَيَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ أَحَدِهِمْ، فَقُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَابِ بِأَصْحَابِكَ، فَلَا تَتْرُكْ أَحَدًا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ، وَلَا تَتْرُكْهُمْ يَمْضِي الْيَوْمُ الثَّالِثُ حَتَّى يُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ، اللَّهُمَّ أَنْتَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «§وَافَى أَبُو طَلْحَةَ فِي أَصْحَابِهِ سَاعَةَ قُبِرَ عُمَرَ، فَلَزِمَ أَصْحَابَ الشُّورَى، فَلَمَّا جَعَلُوا أَمْرَهُمْ إِلَى ابْنِ عَوْفٍ يَخْتَارُ لَهُمْ مِنْهُمْ لَزِمَ أَبُو طَلْحَةَ بَابَ ابْنِ عَوْفٍ فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى بَايَعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «§أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ طُعِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَمَاتَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، رَحِمَهُ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي Lأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَحَدِ صَبَاحَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَشَرَ سِنِينَ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ لَيْلَةً مِنْ مُتَوَفَّى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلَى رَأْسِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَبُويِعَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ الِإثْنَيْنِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ فَقَالَ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ وَهِلْتَ، تُوُفِّيَ عُمَرُ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَبُويِعَ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الِإثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَاسْتَقْبَلَ بِخِلَافَتِهِ الْمُحَرَّمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: «§تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§مَاتَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا بِالْمَدِينَةِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ ": §تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا، وَقَدْ رُوِيَ غَيْرُ ذَلِكَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً»

قَالَ: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ -[366]- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «§أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَكَانَ شَهِيدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§غُسِّلَ عُمَرُ وَكُفِّنَ وَحُنِّطَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ شَهِيدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§أَنَّ عُمَرَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَحُنِّطَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَكَانَ شَهِيدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §أَوْصَى أَنْ لَا يُغَسِّلُوهُ بِمِسْكٍ، أَوْ لَا يُقَرِّبُوهُ مِسْكًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§غُسِّلَ عُمَرُ ثَلَاثًا بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§أَنَّ عُمَرَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ» قَالَ وَكِيعٌ: ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ: «صُحَارِيَّيْنِ، وَقَمِيصٍ كَانَ يَلْبَسُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ §كُفِّنَ فِي قَمِيصٍ وَحُلَّةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: «§لَا تَجْعَلُوا فِي -[367]- حَنُوطِي مِسْكًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§أَوْصَى عُمَرُ أَلَا يُتْبَعَ بِنَارٍ، وَلَا تَتْبَعَهُ امْرَأَةٌ، وَلَا يُحَنَّطَ بِمِسْكٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ يَقُولُ: " لَمَّا وُضِعَ عُمَرُ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ جَمِيعًا وَأَحَدُهُمَا آخِذٌ بِيَدِ الْآخَرِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَلَا يَظُنُّ أَنَّهُمَا يَسْمَعَانِ ذَلِكَ: «§قَدْ أَوْشَكْتُمَا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ» ، فَسَمِعَاهَا فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: قُمْ يَا أَبَا يَحْيَى فَصَلِّ عَلَيْهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فَإِذَا صُهَيْبٌ يُصَلِّي بِهِمُ الْمَكْتُوبَاتِ بِأَمْرِ عُمَرَ فَقَدَّمُوا صُهَيْبًا فَصَلَّى عَلَى عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ فِيمَا أَوْصَى بِهِ: «§فَإِنْ قُبِضْتُ فَلْيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ فَبَايِعُوا أَحَدَكُمْ» ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَوُضِعَ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ أَيُّهُمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْحِرْصُ عَلَى الْإِمَارَةِ، لَقَدْ عَلِمْتُمَا مَا هَذَا إِلَيْكُمَا، وَلَقَدْ أَمَرَ بِهِ غَيْرَكُمَا، تَقَدَّمْ يَا صُهَيْبُ فَصَلِّ عَلَيْهِ، فَتَقَدَّمَ صُهَيْبٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§أَنَّ عُمَرَ صُلِّي عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: " سَأَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: " §مَنْ صَلَّى عَلَى عُمَرَ؟ قَالَ: صُهَيْبٌ قَالَ: كَمْ كَبَّرَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَرْبَعًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ صُهَيْبًا كَبَّرَ عَلَى عُمَرَ أَرْبَعًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ فَقَالَ: " §أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ؟ قَالَ: بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ وَحَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَا: «§صَلَّى عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَصَلَّى صُهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§نَزَلَ فِي قَبْرِ عُمَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «§دُفِنَ عُمَرُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجُعِلَ رَأْسُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ، وَجُعِلَ رَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ حَقْوَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " §لَمَّا سَقَطَ الْحَائِطُ عَنْهُمْ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أُخِذَ فِي بِنَائِهِ، فَبَدَتْ لَهُمْ قَدَمٌ، فَفَزِعُوا وَظَنُّوا أَنَّهَا قَدَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه -[369]- وسلم، فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا يَعْلَمُ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَهُمْ عُرْوَةُ: لَا وَاللَّهِ، مَا هِيَ قَدَمُ النَّبِيِّ، مَا هِيَ إِلَّا قَدَمُ عُمَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ يَوْمَ أُصِيبَ عُمَرُ: «§الْيَوْمَ وَهَى الْإِسْلَامُ» . قَالَ: وَقَالَ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ: كَانَ رَأْيُ عُمَرَ كَيَقِينِ رَجُلٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ، يُحَدِّثُنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: قَالَ يَوْمَ مَاتَ عُمَرُ: " §الْيَوْمَ أَصْبَحَ الْإِسْلَامُ مُوَلِّيًا، مَا رَجُلٌ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ يَطْلُبُهُ الْعَدُوُّ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: خُذْ حَذَرَكَ بِأَشَدَّ فِرَارًا مِنَ الْإِسْلَامِ الْيَوْمَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: " جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَقَدْ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: " وَاللَّهِ §لَئِنْ كُنْتُمْ سَبَقْتُمُونِي بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ لَا تَسْبِقُونِي بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فَقَامَ عِنْدَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ: نِعْمَ أَخُو الْإِسْلَامِ كُنْتَ يَا عُمَرُ، جَوَادًا بِالْحَقِّ، بَخِيلًا بِالْبَاطِلِ، تَرْضَى حِينَ الرِّضَى، وَتَغْضَبُ حِينَ الْغَضَبِ، عَفِيفَ الطَّرْفِ، طَيِّبَ الظُّرْفِ، لَمْ تَكُنْ مَدَّاحًا وَلَا مُغْتَابًا، ثُمَّ جَلَسَ "

قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ، لَعَلَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ لَهُ كَلَامًا حَسَنًا، ثُمَّ قَالَ: «§مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بَيْنَكُمْ»

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: وَقَالَ: " لَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ: «صَلَّى -[370]- اللَّهُ عَلَيْكَ، §مَا أَحَدٌ أَلْقَى اللَّهُ بِصَحِيفَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بَيْنَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا غُسِّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكُفِّنَ وَحُمِلَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَفَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بِالثَّوْبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " أَتَى عَلِيٌّ عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: «§مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نَظَرَ عَلِيٌّ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: «§مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى» قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ وَقَدْ مَاتَ وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ فَقَالَ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَوَاللَّهِ §مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ صَحِيفَتِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا غُسِّلَ عُمَرُ وَكُفِّنَ وَحُمِلَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَفَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بِالثَّوْبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي حُجَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ وَقَدْ سُجِّيَ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ -[371]- أَبَا حَفْصٍ، §مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «§مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ إِلَّا هَذَا الْمُسَجَّى، يَعْنِي عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي جَهْضَمٍ قَالُوا: " لَمَّا مَاتَ عُمَرُ دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ، §مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةَ قَالَ: دَخَلَ أَبِي عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى بِالثَّوْبِ فَقَالَ: «§مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " أَتَيْنَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَذَكَرَ عُمَرَ فَبَكَى حَتَّى ابْتَلَّ الْحَصَى مِنْ دُمُوعِهِ، وَقَالَ: «§إِنَّ عُمَرَ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا لِلْإِسْلَامِ، يَدْخُلُونَ فِيهِ وَلَا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ انْثَلَمَ الْحِصْنُ، فَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ أَسْتَقْرِئْهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَأَقْرَأَنِيهَا كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: " إِنَّ عُمَرَ أَقْرَأَنِي كَذَا وَكَذَا، خِلَافَ مَا قَرَأَهَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: فَبَكَى حَتَّى رَأَيْتُ دُمُوعَهُ خِلَالَ الْحَصَى ثُمَّ قَالَ: «اقْرَأْهَا كَمَا أَقْرَأَكَ عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَهِيَ أَبْيَنُ مِنْ طَرِيقِ السَّيْلَحَيْنِ، §إِنَّ عُمَرَ كَانَ لِلْإِسْلَامِ حِصْنًا حَصِينًا، يُدْخَلُ الْإِسْلَامُ فِيهِ وَلَا يُخْرَجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ انْثَلَمَ الْحِصْنُ، فَالْإِسْلَامُ يَخْرُجُ مِنْهُ وَلَا -[372]- يَدْخُلُ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: " قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَنَعَى إِلَيْنَا عُمَرَ فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا وَلَا حَزِينًا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ §لَوْ أَعْلَمُ عُمَرَ كَانَ يُحِبُّ كَلْبًا لَأَحْبَبْتُهُ، وَاللَّهِ إِنِّي أَحْسِبُ الْعِضَاهَ قَدْ وَجَدَ فَقْدَ عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بَرَدَانُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَكَى سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «§لَا يَبْعَدُ الْحَقُّ وَأَهْلُهُ، الْيَوْمَ يَهِي أَمْرُ الْإِسْلَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَكَى سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا الْأَعْوَرِ، مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «عَلَى الْإِسْلَامِ أَبْكِي، §إِنَّ مَوْتَ عُمَرَ ثَلَمَ الْإِسْلَامَ ثُلْمَةً لَا تُرْتَقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُرِّيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَوْمًا وَهُوَ يَذْكُرُ عُمَرَ فَقَالَ: «§إِنْ مَاتَ عُمَرُ رَقَّ الْإِسْلَامُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ تَغْرُبُ وَأَنِّي أَبْقَى بَعْدَ عُمَرَ» ، قَالَ قَائِلٌ: وَلِمَ؟ قَالَ: سَتَرَوْنَ مَا أَقُولُ إِنْ بَقِيتُمْ، أَمَا هُوَ فَإِنْ وَلِيَ وَالٍ بَعْدَ عُمَرَ فَأَخَذَهُمْ بِمَا كَانَ عُمَرُ يَأْخُذُهُمْ بِهِ لَمْ يُطِعْ لَهُ النَّاسُ بِذَلِكَ وَلَمْ يَحْمِلُوهُ، وَإِنْ ضَعُفَ عَنْهُمْ قَتَلُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ لَمْ يَجِدُوا فَقْدَ عُمَرَ فَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ سَوْءٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «§مَا يَحْبِسُ الْبَلَاءَ عَنْكُمْ فَرَاسِخَ إِلَّا مَوْتُهُ فِي عُنُقِ رَجُلٍ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ، يَعْنِي عُمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ مَاتَ عُمَرُ: «§الْيَوْمَ تَرَكَ الْمُسْلِمُونَ حَافَةَ الْإِسْلَامِ» ، قَالَ: قَالَ زَهْدَمٌ: كَمْ ظَعَنُوا بَعْدَهُ مِنْ مَظْعَنٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ تَرَكُوا الْحَقَّ حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وُعُورَةً، حَتَّى لَوْ أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا دِينَهُمْ مَا اسْتَطَاعُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: «§كَانَ الْإِسْلَامُ فِي زَمَنِ عُمَرَ كَالرَّجُلِ الْمُقْبِلِ لَا يَزْدَادُ إِلَّا قُرْبًا، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ كَالرَّجُلِ الْمُدَبَّرِ لَا يَزْدَادُ إِلَّا بُعْدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَوْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «إِنَّمَا §كَانَ مَثَلُ الْإِسْلَامِ أَيَّامَ عُمَرَ مَثَلَ امْرِئٍ مُقْبِلٍ لَمْ يَزَلْ فِي إِقْبَالٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أَدْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِدْبَارٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ حُذَيْفَةُ: «§الْيَوْمَ تَرَكَ النَّاسُ حَافَةَ الْإِسْلَامِ، وَايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ جَارَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ، حَتَّى لَقَدْ حَالَ دُونَهُ وُعُورَةٌ، مَا يُبْصِرُونَ الْقَصْدَ، وَلَا يَهْتَدُونَ لَهُ» ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: فَكَمْ ظَعَنُوا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ مَظْعَنَةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: «§مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ -[374]- مِنَ الْعَرَبِ حَاضِرٌ وَلَا بَادٍ إِلَّا قَدْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ بِقَتْلِ عُمَرَ نَقْصٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَصْحَابَ الشُّورَى اجْتَمَعُوا، فَلَمَّا رَآهُمْ أَبُو طَلْحَةَ وَمَا يَصْنَعُونَ قَالَ: «لَأَنَا كُنْتُ لَأَنْ تَدَافَعُوهَا أَخْوَفُ مِنِّي مِنْ أَنْ تَنَافَسُوهَا، فَوَاللَّهِ §مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فِي مَوْتِ عُمَرَ نَقْصٌ فِي دِينِهِمْ وَفِي دُنْيَاهُمْ» . قَالَ يَزِيدُ «فِيمَا أَعْلَمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §سَمِعْتُ لَيْلًا، مَا أُرَاهُ إِنْسِيًّا نَعَى عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَمْشِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَيَزِيدِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ الْجِنَّ §نَاحَتْ عَلَى عُمَرَ: [البحر الطويل] عَلَيْكَ سَلَامٌ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُخَرَّقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَ أَيُّوبُ: بَوَائِجُ، وَقَالَ يَزِيدُ عَنْ سُلَيْمَانَ: بَوَائِقُ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ أَبْعَدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَظْلَمَتْ ... لَهُ الْأَرْضُ تَهْتَزُّ الْعِضَاهُ بِأَسْؤُقِ؟ -[375]- قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ عَاصِمٌ الْأَسَدِيُّ: فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ الْعَيْنِ مُطْرِقِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: «§بُكِيَ عَلَى عُمَرَ حِينَ مَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: " §كَانَ الْعَبَّاسُ خَلِيلًا لِعُمَرَ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ يَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرِيَهَ عُمَرَ فِي الْمَنَامِ قَالَ: فَرَآهُ بَعْدَ حَوْلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَادَ عَرْشِي لَيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُهُ رَؤُوفًا رَحِيمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَهْضَمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ: " §كَانَ عُمَرُ لِي خَلِيلًا، وَإِنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ لَبِثْتُ حَوْلًا أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَرِيَنِيهِ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبْهَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَادَ عَرْشِي لَيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُ رَبِّي رَؤُوفًا رَحِيمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: كَادَ عَرْشِي أَنْ يَهْوِيَ، لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُ رَبًّا رَحِيمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَؤُوفًا رَحِيمًا، وَلَوْلَا رَحْمَتُهُ لَهَوَى عَرْشِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَهُوَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «الْآنَ خَرَجْتُ مِنَ الْحِنَاذِ، أَوْ مِثْلَ الْحِنَاذِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يَقُولُ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: الْآنَ فَرَغْتُ، وَلَوْلَا رَحْمَةُ رَبِّي لَهَلَكْتُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §نِمْتُ بِالسُّقْيَا وَأَنَا قَافِلٌ مِنَ الْحَجِّ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى عُمَرَ آنِفًا أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى رَكَضَ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عُقْبَةَ وَهِيَ نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي فَأَيْقَظَهَا ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ فِي طَلَبِهِ، وَدَعَوْتُ بِثِيَابِي فَلَبِسْتُهَا فَطَلَبْتُهُ مَعَ النَّاسِ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَدْرَكَهُ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُهُ حَتَّى حَسِرْتُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى النَّاسِ، وَاللَّهِ لَا يُدْرِكُكَ أَحَدٌ حَتَّى يَحْسَرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكَتْكَ حَتَّى حَسِرْتُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَبُنِي أَسْرَعْتُ، وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَعَمَلُهُ "

زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ويكنى أبا عبد الرحمن، وأمه أسماء بنت وهب بن حبيب بن الحارث بن عبس بن قعين من بني أسد، وكان زيد أسن من أخيه عمر بن الخطاب، وأسلم قبله، وكان لزيد من الولد: عبد

§زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ زَيْدٌ أَسَنُّ

مِنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ، وَكَانَ لِزَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زُبَيْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدٍ، وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ، وَكَانَ زَيْدٌ رَجُلًا طَوِيلًا بَائِنَ الطُّوَلِ، أَسْمَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَعْنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْعَجْلَانِ، وَقُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ، وَشَهِدَ زَيْدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «§أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ، أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَإِنْ جَاؤُوا بِذَنْبٍ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَذِّبُوهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَلَقَدِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى غَلَبَتْ حَنِيفَةُ عَلَى الرِّحَالِ، فَجَعَلَ زَيْدٌ يَقُولُ: " §أَمَّا الرِّحَالُ فَلَا رِحَالَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ فَلَا رِجَالَ، ثُمَّ جَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ فِرَارِ أَصْحَابِي، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُسَيْلِمَةُ وَمُحَكَّمُ بْنُ الطُّفَيْلِ "، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِالرَّايَةِ يَتَقَدَّمُ بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ ثُمَّ ضَارَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ وَوَقَعَتِ الرَّايَةُ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا سَالِمُ، إِنَّا نَخَافُ أَنْ نُؤْتَى مِنْ قِبَلِكَ، فَقَالَ: بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِنْ أُتِيتُمْ مِنْ قِبَلِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيِّ -[378]-: «أَقَتَلْتَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ؟» ، فَقَالَ: " §أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَمْ تَرَى الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرَبَعَمِائَةٍ يَزِيدُونَ قَلِيلًا، فَقَالَ عُمَرُ: بِئْسَ الْقَتْلَى، قَالَ أَبُو مَرْيَمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَبْقَانِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى الدِّينِ الَّذِي رَضِيَ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلِلْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَسُرَّ عُمَرُ بِقَوْلِهِ، وَكَانَ أَبُو مَرْيَمَ قَدْ قَضَى بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْبَصْرَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونِ، قَالَا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: «مَا أَشَدَّ مَا لَقِيتَ عَلَى أَخِيكَ مِنَ الْحُزْنِ» ، فَقَالَ: كَانَتْ عَيْنِي هَذِهِ قَدْ ذَهَبَتْ وَأَشَارَ إِلَيْهَا فَبَكَيْتُ بِالصَّحِيحَةِ فَأَكْثَرْتُ الْبُكَاءَ حَتَّى أَسْعَدَتْهَا الْعَيْنُ الذَّاهِبَةُ وَجَرَتْ بِالدَّمْعِ، فَقَالَ عُمَرُ: «§إِنَّ هَذَا لَحُزْنٌ شَدِيدٌ، مَا يَحْزَنُ هَكَذَا أَحَدٌ عَلَى هَالِكِهِ» ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي لَأَحْسِبُ أَنِّي لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَقُولَ الشِّعْرَ لَبَكَيْتُهُ كَمَا بَكَيْتَ أَخَاكَ» ، فَقَالَ مُتَمِّمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ قُتِلَ أَخِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَمَا قُتِلَ أَخُوكَ مَا بَكَيْتُهُ أَبَدًا، فَأَبْصَرَ عُمَرُ وَتَعَزَّى عَنْ أَخِيهِ، وَكَانَ قَدْ حَزَنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: «إِنَّ الصَّبَا لَتَهُبُّ فَتَأْتِينِي بِرِيحِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ» قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي عَوْنٍ: أَمَا كَانَ عُمَرُ يَقُولُ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَا بَيْتًا وَاحِدًا " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ قُتِلَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ بِالْيَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَخِيهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُحُدٍ: «§أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا لَبِسْتَ دِرْعِي» ، فَلَبِسَهَا ثُمَّ نَزَعَهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَا لَكَ؟» ، قَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ بِنَفْسِي مَا تُرِيدُ بِنَفْسِكَ»

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ويكنى أبا الأعور وأمه فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمر بن حيان بن غنم بن مليح من خزاعة، وكان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل يطلب الدين، وقدم

§سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا الْأَعْوَرِ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بَعْجَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَطْلُبُ الدِّينَ، وَقَدِمَ الشَّامَ فَسَأَلَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَنِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ دِينَهُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى: أَنْتَ تَلْتَمِسُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: وَمَا دِينُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: كَانَ حَنِيفًا لَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَكَانَ يُعَادِي مَنْ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا، وَلَا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى الْأَصْنَامِ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو: وَهَذَا الَّذِي أَعْرِفُ، وَأَنَا عَلَى هَذَا الدِّينِ، فَأَمَّا عِبَادَةُ حَجَرٍ أَوْ خَشَبَةٍ أَنْحِتُهَا بِيَدِيَّ فَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحَكَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَطْلُبُ الدِّينَ وَكَرِهَ النَّصْرَانِيَّةَ وَالْيَهُودِيَّةَ، وَعِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَالْحِجَارَةِ، وَأَظْهَرَ خِلَافَ قَوْمِهِ وَاعْتِزَالَ آلِهَتِهِمْ وَمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ، وَلَا يَأْكُلُ ذَبَائِحَهُمْ، فَقَالَ لِي: يَا عَامِرُ، إِنِّي خَالَفْتُ قَوْمِي وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وَمَا كَانَ يَعْبُدُ وَإِسْمَاعِيلَ مِنْ بَعْدِهِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ إِلَى هَذِهِ الْقِبْلَةِ فَأَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ يُبْعَثُ، وَلَا أُرَانِي أَدْرِكُهُ، وَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيُّ، فَإِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ فَرَأَيْتُهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، قَالَ عَامِرٌ: فَلَمَّا تَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْلَمْتُ وَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهُ السَّلَامَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: «§قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي -[380]- سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ قَالَ: " رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَأَنَا عِنْدَ صَنَمٍ بوانة بَعْدَمَا رَجَعَ مِنَ الشَّامِ وَهُوَ يُرَاقِبُ الشَّمْسَ، فَإِذَا زَالَتِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: " §هَذِهِ قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، لَا أَعْبُدُ حَجَرًا، وَلَا أُصَلِّي لَهُ، وَلَا أَذْبَحُ لَهُ، وَلَا آكُلُ مَا ذُبِحَ لَهُ، وَلَا أَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ، وَلَا أُصَلِّي إِلَّا إِلَى هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى أَمُوتَ، وَكَانَ يَحُجُّ فَيَقِفُ بِعَرَفَةَ، وَكَانَ يُلَبِّي يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَلَا نِدَّ لَكَ، ثُمَّ يَدْفَعُ مِنْ عَرَفَةَ مَاشِيًا وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ مُتَعَبِّدًا لَكَ مَرْقُوقًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالُوا جَمِيعًا أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الْوَحْي فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: «§إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا أَبَا النَّضْرِ، يُحَدِّثُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: " أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ ثُمَّ يَقُولُ: «الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وَأَنْبَتَ لَهَا الْأَرْضَ، ثُمَّ يَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ، §لَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: " رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا -[381]- ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، §مَا مِنْكُمُ الْيَوْمَ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي الْمَؤْوُدَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: مَهْلًا، لَا تَقْتُلْهَا، أَنَا أَكْفِيكَ مَؤُونَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَؤُونَتَهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: " سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ: «§يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَذْكُرُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَقَالَ: " تُوُفِّيَ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِخَمْسِ سِنِينَ، وَلَقَدْ نَزَلَ بِهِ وَإِنَّهُ لَيَقُولُ: أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَسْلَمَ ابْنُهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو الْأَعْوَرِ وَاتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ، وَأَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَسُولَ اللَّهِ فَسَأَلَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§غَفَرَ اللَّهُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَرَحِمَهُ، فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ» . قَالَ: فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَا يَذْكُرُهُ ذَاكِرٌ مِنْهُمْ إِلَّا تَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ. ثُمَّ يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى السَّعِيدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو فَدُفِنَ بِأَصْلِ حِرَاءٍ» وَقَالَ: وَكَانَ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَأُمُّهُ رَمْلَةُ، وَهِيَ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَزَيْدٌ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَعَاتِكَةُ، وَأُمُّهُمْ جُلَيْسَةُ بِنْتُ سُوَيْدِ بْنِ صَامِتٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَعُمَرُ الْأَصْغَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَأُمُّ مُوسَى، وَأُمُّ الْحَسَنِ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ الدُّجَيْجِ مِنْ غَسَّانَ. وَمُحَمَّدُ، وَإِبْرَاهِيمُ الْأَصْغَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّ حَبِيبٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّ الْحَسَنِ الصُّغْرَى، وَأُمُّ زَيْدٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّ حَبِيبٍ الصُّغْرَى، وَأُمُّ سَعِيدٍ الْكُبْرَى، تُوفِّيَتْ قَبْلَ أَبِيهَا، وَأُمُّ

زَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ حَزْمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَعَمْرٌو الْأَصْغَرُ، وَالْأَسْوَدُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْأَسْوَدِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ. وَعَمْرٌو الْأَكْبَرُ، وَطَلْحَةُ هَلَكَ قَبْلَ أَبِيهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَزُجْلَةُ امْرَأَةٌ، وَأُمُّهُمْ ضُمْخُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَصَادِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ. وَإِبْرَاهِيمُ الْأَكْبَرُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ قِرْبَةَ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ. وَخَالِدٌ، وَأُمُّ خَالِدٍ تُوفِّيَتْ قَبْلَ أَبِيهَا، وَأُمُّ النُّعْمَانِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ أُمُّ وَلَدٍ. وَأُمُّ زَيْدٍ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا أُمُّ بَشِيرِ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَأُمُّ زَيْدٍ الصُّغْرَى كَانَتْ تَحْتَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَأُمُّهَا مِنْ طَيِّئٍ. وَعَائِشَةُ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ عَبْدٍ الْحَوْلَاءُ، وَأُمُّ صَالِحٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ دَارَ الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخِي أَبِي لُبَابَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَرَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، عَنْ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ.، قَالُوا: «لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ §فُصُولَ عِيرِ قُرَيْشٍ مِنَ الشَّامِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ خُرُوجِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ بِعَشْرِ لَيَالٍ يَتَحَسَّبَانِ -[383]- خَبَرَ الْعِيرِ، فَخَرَجَا حَتَّى بَلَغَا الْحَوْرَاءَ، فَلَمْ يَزَالَا مُقِيمَيْنِ هُنَاكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمَا الْعِيرُ، وَبَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرَ قَبْلَ رُجُوعِ طَلْحَةَ وَسَعِيدٍ إِلَيْهِ، فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ وَخَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ، وَسَارُوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ فَرَقًا مِنَ الطِّلْبَةِ، وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرَ الْعِيرِ وَلَمْ يَعْلَمَا بِخُرُوجِهِ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي لَاقَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيِه النَّفِيرِ مِنْ قُرَيْشٍ بِبَدْرٍ، فَخَرَجَا مِنَ الْمَدِينَةِ يَعْتَرِضَانِ رَسُولَ اللَّهِ فَلَقِيَاهُ بِتُرْبَانَ فِيمَا بَيْنَ مَلَلٍ وَالسَّيَالَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ مُنْصَرِفًا مِنْ بَدْرٍ، فَلَمْ يَشْهَدْ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْوَقْعَةَ، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ بِسُهْمَانِهِمَا وَأُجُورِهِمَا فِي بَدْرٍ فَكَانَا كَمَنْ شَهِدَهَا، وَشَهِدَ سَعِيدٌ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُة بْنُ مُعَتِّبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اثْبُتْ حِرَاءَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيُّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» قَالَ: فَسَمَّى تِسْعَةً: رَسُولَ اللَّهِ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَقَالَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ لَفَعَلْتُ، يَعْنِي نَفْسَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " §عَشَرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ §اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ -[384]- يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَمَا ارْتَفَعَ الضُّحَى، فَأَتَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْعَقِيقِ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، تَقُولُ: " غَسَّلَ أَبِي سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِالْعَقِيقِ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ يَمْشُونَ بِهِ حَتَّى إِذَا حَاذَى سَعْدٌ بِدَارِهِ دَخَلَ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ: «§إِنِّي لَمْ أَغْتَسِلْ مِنْ غُسْلِ سَعِيدٍ، إِنَّمَا اغْتَسَلْتُ مِنَ الْحَرِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: «§أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَنَّطَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ وَحَمَلَهُ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ حَنَّطَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ نُفَيْلٍ فَقِيلَ لَهُ: نَأْتِيكَ بِمِسْكٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، §وَأَيُّ طِيبٍ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ؟ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ §اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَابْنُ عُمَرَ يَتَجَهَّزُ لِلْجُمُعَةِ، فَأَتَاهُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ §اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَمَا ارْتَفَعَ الضُّحَى، فَأَتَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْعَقِيقِ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: «§أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ: «§إِنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§دُعِيَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ يَمُوتُ وَابْنُ عُمَرَ يَسْتَجْمِرُ لِلْجُمُعَةِ، فَأَتَاهُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ سَعْدٌ وَابْنُ عُمَرَ، وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسِينَ أَوْ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا، آدَمَ، أَشْعَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّهُ رَأَى فِي خَاتَمِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الثَّبَتُ عِنْدَنَا، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْبَلَدِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ قِبَلِنَا أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ وَحُمِلَ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ، وَشَهِدَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ، وَقَوْمُهُ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ، وَوَلَدُهُ، عَلَى ذَلِكَ يَعْرِفُونَهُ وَيَرْوُونَهُ، وَرَوَى أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّهُ مَاتَ عِنْدَهُمْ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْكُوفَةِ لِمُعَاوِيَةَ.

عمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه آمنة بنت عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح.

§عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ -[386]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عَمْرٌو وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخِي أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ، وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ مِنْ بَيْنِهِمْ أَنَّ أَخَاهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُرَاقَةَ شَهِدَ أَيْضًا بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن حلفاء بني عدي بن كعب ومواليهم

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمَوَالِيهِمْ

عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وكان حليفا للخطاب بن نفيل، وكان الخطاب لما حالفه عامر بن ربيعة تبناه

§عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِي بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَ الْخَطَّابُ لَمَّا حَالَفَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ تَبَنَّاهُ وَادَّعَاهُ إِلَيْهِ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عَامِرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] ، فَرَجَعَ عَامِرٌ إِلَى نَسَبِهِ فَقِيلَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ صَحِيحُ النَّسَبِ فِي وَائِلٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يُدْعَوَ فِيهَا» -[387]- قَالُوا: وَهَاجَرَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيَّةُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَا قَدِمَ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ قَبْلِي إِلَّا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَا قَدِمَتْ ظَعِينَةٌ الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مِنْ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ، يَعْنِي زَوْجَتَهُ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَيَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ عَامِرٌ بَدْرِيًّا، قَالَ: " §قَامَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَذَلِكَ حِينَ نَشِبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ، فَصَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ نَامَ، فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكَ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذ مِنْهَا صَالِحَ عِبَادِهِ، فَقَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اشْتَكَى، فَمَا أُخْرِجَ بِهِ إِلَّا جَنَازَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ مَوْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَيَّامٍ، وَكَانَ قَدْ لَزِمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَشْعُرِ النَّاسُ إِلَّا بِجَنَازَتِهِ قَدْ أُخْرِجَتْ.

عاقل بن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان اسم عاقل غافلا، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقلا، وكان أبو البكير بن عبد ياليل حالف في الجاهلية نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب، فهو

§عَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَ اسْمُ عَاقِلٍ غَافِلًا، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَاقِلًا، وَكَانَ أَبُو الْبُكَيْرِ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ حَالَفَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى جَدَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَهُوَ وَوَلَدُهُ حُلَفَاءُ بَنِي نُفَيْلٍ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ: ابْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ يَقُولُونَ: ابْنُ الْبُكَيْرِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: " §أَسْلَمَ عَاقِلٌ، وَعَامِرٌ، وَإِيَاسٌ، وَخَالِدٌ بَنُو أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ جَمِيعًا فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§خَرَجَ عَاقِلٌ، وَخَالِدٌ، وَعَامِرٌ، وَإِيَاسٌ بَنُو أَبِي الْبُكَيْرِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِلْهِجْرَةِ، فَأَوْعَبُوا رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ فِي دُورِهِمْ أَحَدٌ حَتَّى غُلِّقَتْ أَبْوَابُهُمْ، فَنَزَلُوا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَبَيْنَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَقُتِلَا جَمِيعًا بِبَدْرٍ، وَيُقَالُ: بَلْ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُجَذَّرِ بْنِ زِيَادٍ، وَقُتِلَ عَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، قَتَلَهُ مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ الْجُشَمِيُّ أَخُو أَبِي أُسَامَةَ.

خالد بن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خالد بن أبي البكير وبين زيد بن الدثنة، وشهد خالد بن أبي البكير بدرا، وأحدا وقتل يوم الرجيع شهيدا، في صفر سنة أربع من الهجرة

§خَالِدُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خَالِدِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، وَشَهِدَ خَالِدُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا، فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَلَهُ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَنِي فِيهَا شَهِدْتُ ابْنَ طَارِقٍ ... وَزَيْدًا وَمَا تُغْنِي الْأَمَانِي وَمَرْثَدَا فَدَافَعْتُ عَنْ حِبِّي خُبَيْبٍ وَعَاصِمٍ ... وَكَانَ شِفَاءً لَوْ تَدَارَكْتُ خَالِدَا

إياس بن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين إياس بن أبي البكير والحارث بن خزمة، وشهد إياس بن أبي البكير بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه

§إِيَاسُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ إِيَاسِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَالْحَارِثِ بْنِ خَزْمَةَ، وَشَهِدَ إِيَاسُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عامر بن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن أبي البكير وثابت بن قيس بن شماس، وشهد عامر بن أبي البكير بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى

§عَامِرُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ -[390]-. آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَامِرِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

واقد بن عبد الله بن عبد مناة بن عزيز بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وكان حليفا للخطاب بن نفيل

§وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ عَزِيزِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمِ وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ وَبِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَشَهِدَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ سَرِيَّتَهُ إِلَى نَخْلَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيُّ فَقَالَتِ يَهُودُ: عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيُّ قَتَلَهُ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَمْرٌو عَمَرَتِ الْحَرْبُ، وَالْحَضْرَمِيُّ حَضَرَتِ الْحَرْبُ، وَوَاقِدٌ وَقَدَتِ الْحَرْبُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتَفَاءَلُوا بِذَلِكَ، فَكَانَ كُلُّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ عَلَى يَهُودٍ، وَشَهِدَ وَاقِدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

خولي بن أبي خولي واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران، واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن مذحج، وكان حليفا للخطاب بن نفيل بن عبد العزى أبي عمر بن الخطاب من بني عدي

§خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَاسْمُ أَبِي خَوَلِيٍّ عَمْرُو بْنُ زُهَيْرِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي حُمْرَانَ، وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ مَذْحِجٍ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَجْمَعُوا جَمِيعًا لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ خَوْلِيَّ بْنَ أَبِي خَوَلِيٍّ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ خَوْلِيِّ ابْنُهُ وَلَمْ يُسَمِّيَاهُ لَنَا، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: شَهِدَهَا مَعَ أَخِيهِ مَالِكِ بْنِ أَبِي خَوَلِيٍّ وَهُمَا مِنْ جُعْفِيٍّ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَقَالَ: شَهِدَهَا خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَأَخُوهُ هِلَالُ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ حَلَيْفَانِ لَهُمْ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ فَذَكَرَ فِي كِتَابِهِ كِتَابِ النَّسَبِ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبَ الَّذِي نَسَبْنَاهُ إِلَيْهِ، قَالَ: وَشَهِدَهَا مَعَهُ أَخَوَاهُ هِلَالُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا أَبِي خَوَلِيٍّ، وَشَهِدَ خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ أَخَاهَ مَالِكَ بْنَ أَبِي خَوَلِيٍّ الَّذِي شَهِدَ فِي رِوَايَتِهِ بَدْرًا مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.

مهجع بن صالح مولى عمر بن الخطاب ويقال: إنه من أهل اليمن، أصابه سبي فمن عليه عمر بن الخطاب، وكان من المهاجرين الأولين، وقتل يوم بدر بين الصفين، لا عقب له.

§مِهْجَعُ بْنُ صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، أَصَابَهُ سَبْي فَمَنَّ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَقُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، لَا عَقِبَ لَهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ -[392]- الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مِهْجَعٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَا: «§كَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ»

ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

§وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ

خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ضعيفة بنت حذيم بن سعيد بن رئاب بن سهم، ويكنى خنيس أبا حذافة.

§خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ وَأُمُّهُ ضَعِيفَةُ بِنْتُ حِذْيَمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ رِئَابِ بْنِ سَهْمٍ، وَيُكْنَى خُنَيْسٌ أَبَا حُذَافَةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالُوا: وَهَاجَرَ خُنَيْسٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَكَانَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ زَوْجُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» -[393]- قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ وَأَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، وَشَهِدَ خُنَيْسٌ بَدْرًا، وَمَاتَ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ إِلَى جَانِبِ قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَلَيْسَ لِخُنَيْسٍ عَقِبٌ. رَجُلٌ وَاحِدٌ.

ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

§وَمِنْ بَنِي جُمَحَ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ

عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا السائب وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، وكان لعثمان من الولد: عبد الرحمن، والسائب، وأمهما خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية.

§عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَيُكْنَى أَبَا السَّائِبِ وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَكَانَ لِعُثْمَانَ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالسَّائِبُ، وَأُمُّهُمَا خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§انْطَلَقَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَأَنْبَأَهُمْ بِشَرَائِعِهِ، فَأَسْلَمُوا جَمِيعًا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» قَالُوا: وَهَاجَرَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: " زَعَمُوا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي -[394]- الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: «§إِنِّي لَا أَشْرَبُ شَيْئًا يُذْهِبُ عَقْلِي وَيُضْحِكُ بِي مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنِّي، وَيَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُنْكِحَ كَرِيمَتَيَّ مَنْ لَا أُرِيدُ» ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فِي الْخَمْرِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، وَتَلَا عَلَيْهِ الْآيَةَ، فَقَالَ: «تَبًّا لَهَا، قَدْ كَانَ بَصَرِي فِيهَا ثَابِتًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَا: وَأَخْبَرَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ الْيَحْصِبِيِّ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَرَى امْرَأَتِي، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: عُرْيَتِي، وَقَالَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ: عَوْرَتِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَلِمَ؟» قَالَ: أَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ وَأَكْرَهُهُ، قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَكَ لِبَاسًا، وَجَعَلَكَ لَهَا لِبَاسًا، وَأَهْلِي يَرَوْنَ عُرْيَتِي» ، فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى: «عَوْرَتِي، وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْهُمْ» ، قَالَ: أَنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَمَنْ بَعْدَكَ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ لَحَيِيٌّ سِتِّيرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَرَادَ أَنْ يَخْتَصِي وَيَسِيحَ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ §فَأَنَا آتِي النِّسَاءَ، وَآكُلُ اللَّحْمَ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، إِنَّ خِصَاءَ أُمَّتِي الصِّيَامُ، وَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ خَصَى أَوِ اخْتَصَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: «§لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ لَاخْتَصَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا -[395]- الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: " دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ فَقُلْنَ لَهَا: مَا لَكِ؟ فَمَا فِي قُرَيْشٍ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ، قَالَتْ: مَا لَنَا مِنْهُ شَيْءٌ، أَمَّا لَيْلَهُ فَقَائِمٌ، وَأَمَّا نَهَارَهُ فَصَائِمٌ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ فَلَقِيَهُ فَقَالَ: «يَا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، أَمَا لَكَ بِيَّ أُسْوَةٌ؟» فَقَالَ: يَا بِأَبِي وَأُمِّي وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ» قَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ قَالَ: «لَا تَفْعَلْ، §إِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ حَقًّا، فَصَلِّ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ» ، قَالَ: فَأَتَتْهُنَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ، فَقُلْنَ لَهَا: مَهْ، قَالَتْ: أَصَابَنَا مَا أَصَابَ النَّاسَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَيَّاشٍ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ اتَّخَذَ بَيْتًا فَقَعَدَ يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيْ بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ، §إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي بِالرَّهْبَانِيَّةِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَإِنَّ خَيْرَ الدِّينِ عِنْدَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي رَجُلٌ تَشُقُّ عَلَيَّ هَذِهِ الْعُزْبَةُ فِي الْمَغَازِي، فَتَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْخِصَاءِ فَأَخْتَصِيَ؟ قَالَ: «§لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ مُجْفِرٌ» . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَالْمُجْفِرُ: الَّذِي إِذَا أَتَى النِّسَاءَ فَإِذَا قَامَ انْقَطَعَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ -[396]- قُدَامَةَ، قَالَا: «§نَزَلَ عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو مَظْعُونٍ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ حِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§نَزَلُوا عَلَى حِزَامِ بْنِ وَدِيعَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَآلُ مَظْعُونٍ مِمَّنْ أَوْعَبَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْهِجْرَةِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بِمَكَّةَ أَحَدٌ حَتَّى غُلِّقَتْ دُورُهُمْ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ، قَالَتْ: «§نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرُونَ مَعَهُ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ فَتَشَاحَّتِ الْأَنْصَارُ فِيهِمْ أَنْ يُنْزِلُوهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ حَتَّى اقْتَرَعُوا عَلَيْهِمْ فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ عَلَى الْقُرْعَةِ، تَعْنِي وَقَعَ فِي سَهْمِنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَإِخْوَتِهِ مَوْضِعَ دَارِهِمُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ، وَشَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ بَدْرًا، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، قَالَتْ: §فَرَأَيْتُ دُمُوعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَسِيلُ عَلَى خَدِّ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ -[397]- عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ: «أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ مَاتَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْتَادُ لِأَصْحَابِهِ مَقْبَرَةً يُدْفَنُونَ فِيهَا، فَكَانَ قَدْ جَاءَ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ وَأَطْرَافِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «§أُمِرْتُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، يَعْنِي الْبَقِيعَ» ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بَقِيعُ الْخَبْخَبَةِ، وَكَانَ أَكْثَرُ نَبَاتِهِ الْغَرْقَدَ، وَبِهِ نِجَالٌ كَثِيرَةٌ، وَالنَّجْلُ النَّزُّ وَأَثْلٌ وَطَرْفَاءُ، وَبِهِ بَعُوضٌ كَالدُّخَانِ إِذَا أَمْسَوْا، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قُبِرَ هُنَاكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَرًا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: «هَذَا فَرَطُنَا» ، فَكَانَ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ بَعْدَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ نَدْفِنُهُ؟، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: «عِنْدَ فَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَعِنْدَهُ شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ، يَعْنِي كَأَنَّهُ عَلَمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدُفِنَ عِنْدَ مَوْضِعِ الْكِبَا الْيَوْمَ، عِنْدَ دَارِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْكِبَا: الْكُنَاسَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: " لَمَّا مُرَّ بِجِنَازَةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ذَهَبَتْ وَلَمْ تَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ» ، يَعْنِي الدُّنْيَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ، امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ كَانَتْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَكَرَتْ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ اشْتَكَى عِنْدَهُمْ، فَمَرَّضْنَاهُ، حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أُذْهِبُ عَنْكَ أَبَا السَّائِبِ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ: لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟» فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَدْرِي، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ؟ قَالَ: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَإِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ §وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي» ، قَالَتْ: فَمَنْ بِأَبِي وَأُمِّي؟ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا، قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «ذَلِكَ عَمَلُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَظَرَ غَضْبَانَ، فَقَالَ لَهَا: «وَمَا يُدْرِيكِ؟» فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ §إِنِّي لِرَسُولُ اللَّهِ، فَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِهِ» ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ لِمِثْلِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِهِمْ، فَلَمَّا مَاتَتْ، قَالَ يَزِيدُ: زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ عَفَّانُ: رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» -[399]-، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ: فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَقَالَ: «مَهْلًا يَا عُمَرُ» ، ثُمَّ قَالَ: «ابْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنَ اللَّهِ وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَجُوزًا تَقُولُ وَرَاءَ جَنَازَتِهِ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا يُدْرِيكِ؟» ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: «وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا» ثُمَّ قَالَ: " §بِحَسْبِكِ أَنْ تَقُولِي: كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَفَاةً لَمْ يُقْتَلْ: " هَبَطَ مِنْ نَفْسِي هَبْطَةً ضَخْمَةً فَقُلْتُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي كَانَ أَشَدَّنَا تَخَلِّيًا مِنَ الدُّنْيَا ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُقْتَلْ، فَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ مِنْ نَفْسِي حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: وَيْكَ، §إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوتُونَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ: وَيْكَ، إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوتُونَ، فَرَجَعَ عُثْمَانُ فِي نَفْسِي إِلَى الْمَنْزِلَةِ الَّتِي كَانَ بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «§نَزَلَ فِي قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ، وَقُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ، فَأَمَرَ -[400]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ فَوُضِعَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: «§هَذَا عَلَامَةُ قَبْرِهِ يُدْفَنُ إِلَيْهِ» ، يَعْنِي مَنْ مَاتَ مِنْ بَعْدِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَتْ: «§كَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَإِخْوَتُهُ مُتَقَارِبَيْنِ فِي الشَّبَهِ، كَانَ عُثْمَانُ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، كَبِيرَ اللِّحْيَةِ، عَرِيضَهَا، وَكَذَلِكَ صِفَةُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، إِلَّا أَنَّ قُدَامَةَ كَانَ طَوِيلًا، وَكَانَتْ كُنْيَةُ عُثْمَانَ أَبَا السَّائِبِ»

عبد الله بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، ويكنى أبا محمد.

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ وَقُدَامَةُ ابْنَا مَظْعُونٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَظْعُونٍ وَسَهْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعَلَّى الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً.

قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا عمر وأمه غزية بنت الحويرث بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، وكان لقدامة من الولد: عمر، وفاطمة، وأمهما هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وعائشة وأمها فاطمة

§قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَيُكَنَّى أَبَا عُمَرَ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ الْحُوَيْرِثِ بْنِ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَكَانَ لِقُدَامَةَ مِنَ الْوَلَدِ: عُمَرُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَعَائِشَةُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ. وَحَفْصَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَرَمْلَةُ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهَاجَرَ قُدَامَةُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ قُدَامَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالَتْ: «§تُوُفِّيَ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وأمها ضعيفة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وهاجر السائب بن عثمان إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في روايتهم جميعا، وآخى رسول

§السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ، وَأُمُّهَا ضَعِيفَةُ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهَاجَرَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّائِبِ بْنِ عُثْمَانَ وَبَيْنَ

حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَقُتِلَ حَارِثَةُ بِبَدْرٍ شَهِيدًا، وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ يَقُولُ: الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ السَّائِبُ بْنُ مَظْعُونٍ أَخُو عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَذَلِكَ عِنْدَنَا مِنْهُ وَهَلْ لِأَنَّ أَصْحَابَ السِّيرَةِ وَمَنْ يَعْلَمُ الْمَغَازِي يُثْبِتُونَ السَّائِبَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فِيمَنْ شَهِدَا بَدْرًا. وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَأَصَابَهُ يَوْمَئِذٍ سَهْمٌ، وَكَانَتِ الْيَمَامَةُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَمَاتَ السَّائِبُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ ذَلِكَ السَّهْمِ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً.

معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.

§مَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ مَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ وَمُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، وَشَهِدَ مَعْمَرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَمْسَةُ نَفَرٍ

ومن بني عامر بن لؤي

§وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكان لأبي سبرة من الولد: محمد، وعبد الله، وسعد، وأمهم أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن

§أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لِأَبِي سَبْرَةَ مِنَ الْوَلَدِ: مُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَسَعْدٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ أَبُو سَبْرَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ امْرَأَتُهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو. وَذَكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمٍ وَبَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " §لَمَّا هَاجَرَ أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو سَبْرَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانَ قَدْ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَوَلَدُهُ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَدْفَعُونَهُ أَنْ يَكُونَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ مِنْهَا، وَتُوُفِّيَ أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.

عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويكنى أبا محمد وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن ثعلبة بن مالك بن كنانة.

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ بَهْنَانَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ خَمْلِ بْنِ شَقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ يَسْأَلُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ فَقَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ» وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ مُسَاحِقٌ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ أَبُو نَوْفَلِ بْنُ مُسَاحِقٍ، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ. قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَذَكَرَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرَاهُ فِي الْأُولَى وَلَا فِي الثَّانِيَةِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَفَرْوَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.

حاطب بن عمرو أخو سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وأمه أسماء بنت الحارث بن نوفل من أشجع، وكان لحاطب من الولد: عمرو بن حاطب وأمه ريطة بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس.

§حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنْ أَشْجَعَ، وَكَانَ لِحَاطِبٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَمْرُو بْنُ حَاطِبٍ وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالُوا: وَهَاجَرَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلِيطُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ حَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ عِنْدَنَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخِي أَبِي لُبَابَةِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: وَشَهِدَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَخَاهَ سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو شَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ، وَشَهِدَ حَاطِبٌ أُحُدًا

عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويكنى أبا سهيل وأمه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، وهاجر عبد الله بن سهيل إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، ولم يذكره

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا سُهَيْلٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَأَوْثَقَهُ عِنْدَهُ وَفَتَنَهُ فِي دِينِهِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى نَفِيرِ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ مَعَ أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فِي نَفَقَتِهِ وَحُمْلَانِهِ وَلَا يَشُكُّ أَبُوهُ أَنَّهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى دِينِهِ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ بِبَدْرٍ وَتَرَاءَى الْجَمْعَانِ انْحَازَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْقِتَالِ، فَشَهِدَ بَدْرًا مُسْلِمًا وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَغَاظَ ذَلِكَ أَبَاهُ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو غَيْظًا شَدِيدًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلَهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا " وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ وَقُتِلَ بِهَا شَهِيدًا يَوْمَ جُوَاثَا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، فَلَمَّا حَجَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي خِلَافَتِهِ أَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِمَكَّةَ، فَعَزَّاهُ أَبُو بَكْرٍ بِعَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَشْفَعُ الشَّهِيدُ لِسَبْعِينَ مِنْ أَهْلِهِ» ، فَأَنَا أَرْجُو أَلَا يَبْدَأَ ابْنِي بِأَحَدٍ قَبْلِي.

عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو، ويكنى أبا عمرو، وكان من مولدي مكة، وكان موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر يقولون: عمير بن عوف، وكان محمد بن إسحاق يقول: عمرو بن عوف.

§عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي مَكَّةَ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُونَ: عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَهْلِهِ قَالُوا: «§مَاتَ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ»

وهب بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وهو أخو عبد الله بن سعد وأمهما مهانة بنت جابر من الأشعريين.

§وَهْبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَأُمُّهُمَا مُهَانَةُ بِنْتُ جَابِرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ وَهْبُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ وَهْبِ بْنِ سَعْدٍ وَسُوَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدَيْنِ، وَشَهِدَ وَهْبُ بْنُ سَعْدٍ -[408]- بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا. وَشَهِدَ وَهْبُ بْنُ سَعْدٍ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

ومن حلفاء بني عامر بن لؤي من أهل اليمن

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ

سعد بن خولة حليف لهم من أهل اليمن، ويكنى أبا سعيد، هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، وقال أبو معشر: سعد بن خولي حليف لهم من أهل اليمن. قال محمد بن سعد: وسمعت من يذكر أنه ليس بحليف وأنه مولى أبي رهم بن عبد العزى العامري، وكان من

§سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: سَعْدُ بْنُ خَوَلِيٍّ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَيْسَ بِحَلِيفٍ وَأَنَّهُ مَوْلَى أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ وَهُوَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ الَّتِي وَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِيَسِيرٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْكِحِي مَنْ شِئْتِ» ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ قَدْ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ بِهَا، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ مَرِضَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[409]- الله عليه وسلم يَعُودُهُ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ مُعْتَمِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ امْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلَا تَرْدُدْهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ» يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ لِمَنْ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهَا أَوْ يُقِيمَ بِهَا أَكْثَرَ مِنِ انْقِضَاءِ نُسُكِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثٌ يُقِيمُهَا الْمُهَاجِرُ بَعْدَ الصَّدْرِ بِمَكَّةَ»

ومن بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وهم آخر بطون قريش

§وَمِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَهُمْ آخِرُ بُطُونِ قُرَيْشٍ

أبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر. وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة، وأمها دعد بنت هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وكان لأبي عبيدة من الولد: يزيد، وعمير،

§أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ غَنْمِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ، وَأُمُّهَا دَعْدُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَكَانَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ مِنَ الْوَلَدِ: يَزِيدُ، وَعُمَيْرٌ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَدَرَجَ وَلَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «§أَسْلَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَصْحَابِهِمْ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» -[410]- قَالُوا: وَهَاجَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهَجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " §لَمَّا هَاجَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ. وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ وَوَلَّوْا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَرُمِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ حَتَّى دَخَلَتْ فِي أُجْنَتَيْهِ حَلَقَتَانِ مِنَ الْمِغْفَرِ فَأَقْبَلْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنْسَانٌ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَطِيرُ طَيَرَانًا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ طَاعَةً، حَتَّى تَوَافَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَدْ بَدَرَنِي فَقَالَ: «§أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلَّا تَرَكْتَنِي فَأَنْزِعَهُ مِنْ وَجْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَتَرَكْتُهُ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِثَنِيَّةِ إِحْدَى حَلْقَتَيِ الْمِغْفَرِ فَنَزَعَهَا وَسَقَطَ عَلَى ظَهْرِهِ وَسَقَطَتْ ثَنِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ أَخَذَ الْحَلْقَةَ الْأُخْرَى بِثَنِيَّتِهِ الْأُخْرَى فَسَقَطَتْ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي النَّاسِ أَثْرَمَ " قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِهِ، وَبَعْثُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[411]- وسلم إِلَى ذِي الْقَصَّةِ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَا: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ بِسَاحِلِ الْبَحْرِ وَهِيَ غَزْوَةُ الْخَبَطِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَنَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَعْطَانَا مِنْهُ قُبْضَةً قُبْضَةً، فَلَمَّا أَنْجَزْنَاهُ أَعْطَانَا تَمْرَةً تَمْرَةً، فَلَمَّا فَقَدْنَاهَا وَجَدْنَا فَقْدَهَا، ثُمَّ كُنَّا نَخْبِطُ الْخَبَطَ بِقِسِيِّنَا وَنَسَفُّهُ وَنَشْرَبُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، حَتَّى سُمِّينَا جَيْشَ الْخَبَطِ، ثُمَّ أَخَذْنَا عَلَى السَّاحِلِ فَإِذَا دَابَّةٌ مَيِّتَةٌ مِثْلُ الْكَثِيبِ يُقَالُ لَهَا: الْعَنْبَرُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيْتَةٌ لَا تَأْكُلُوا، ثُمَّ قَالَ: جَيْشُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَنَحْنُ مُضْطَرُّونَ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَاصْطَنَعْنَا مِنْهُ وَشِيقَةً، قَالَ: وَلَقَدْ جَلَسَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَّا فِي مَوْضِعِ عَيْنِهِ، وَأَقَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَرَحَّلَ أَجْسَمَ بَعِيرٍ مِنْ أَبَاعِرِ الْقَوْمِ فَأَجَازَهُ تَحْتَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «مَا حَبَسَكُمْ؟» ، قَالَ: كُنَّا نَبْتَغِي عِيرَاتِ قُرَيْشٍ، فَذَكَرْنَا لَهُ شَأْنَ الدَّابَّةِ فَقَالَ: «§إِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكُمُوهُ اللَّهُ، أَمَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟» ، قُلْنَا: نَعَمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُعَلِّمُهُمُ السُّنَّةَ وَالْإِسْلَامَ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: «§هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا §إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: " أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ أَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، قَالَ: «§لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ» ، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " جَاءَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْعَثْ مَعَنَا أَمِينًا، فَقَالَ: «§سَأَبْعَثُ مَعَكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» ، قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: " §أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ كَانَ: الْخُمُسُ لِلَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الشَّامِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَحْمَرَ وَلَا أَسْوَدَ -[413]- يَفْضُلُنِي بِتَقْوَى إِلَّا وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلَاخِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِجُلَسَائِهِ: «تَمَنَّوْا» ، فَتَمَنَّوْا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتًا مُمْتَلِئًا رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ» . قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا أَلَوْتُ الْإِسْلَامَ، فَقَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَرَدْتُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَاسْتَخْلَفْتُهُ فَسَأَلَنِي عَنْهُ رَبِّي لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «§هُوَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " §لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ لَاسْتَخْلَفْتُهُ وَمَا شَاوَرْتُ، فَإِنْ سُئِلْتُ عَنْهُ قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ أَمِينَ اللَّهِ وَأَمِينَ رَسُولِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَالَ: «§وَدِدْتُ أَنِّي كَبْشٌ فَذَبَحَنِي أَهْلِي فَأَكَلُوا لَحْمِي، وَحَسَوْا مَرَقِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: عَرَضْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ وَقَالَ لِلرَّسُولِ: " انْظُرْ مَا يَصْنَعُ، قَالَ: فَقَسَمَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مُعَاذٍ بِمِثْلِهَا، وَقَالَ لِلرَّسُولِ مِثْلَ مَا قَالَ، فَقَسَمَهَا مُعَاذٌ إِلَّا شَيْئًا، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ الرَّسُولُ عُمَرَ قَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ يَصْنَعُ هَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -[414]- بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: " لَوْ كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَا كَانَ بِالْبَأْسِ ذُو كَوْنٍ، وَذَلِكَ فِي حَصْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: «§فَإِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ تَضْطَرُّ الْمُعْجِزَةُ لَا أَبَا لَكَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ خَيْرِ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: «أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ §لَمَّا أُصِيبَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَذَلِكَ عَامَ عَمَوَاسَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ السَّارِيَةِ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رُجُوعَهُ مِنْ سَرْغَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ، وَالْهَدَمُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوت بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ، وَذَاتُ الْجَنْبِ شَهِيدَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أَنَّهُ وَصَفَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: «§كَانَ رَجُلًا نَحِيفًا، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ، طُوَالًا، أَجْنَأَ، أَثْرَمَ الثَّنِيَّتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ: «§أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ -[415]- عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

سهيل ابن بيضاء وهي أمه، وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر، ويكنى أبا موسى، وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر، وهاجر سهيل إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر.

§سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ وَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُوسَى، وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ وَهِيَ دَعْدُ بِنْتُ جَحْدَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَهَاجَرَ سُهَيْلٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ سُهَيْلُ وَصَفْوَانُ ابْنَا بَيْضَاءَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ سُهَيْلٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسِيرِهِ إِلَى تَبُوكَ فَقَالَ: «يَا سُهَيْلُ» ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ، فَوَقَفَ النَّاسُ لَمَّا سَمِعُوا كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنْ شَهِدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» . وَمَاتَ سُهَيْلٌ بَعْدَ رُجُوعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §صَلَّى عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّهَا أَمَرَتْ بِجِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يُمَرَّ بِهِ عَلَيْهَا، قَالَ: فَمُرَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَهَا أَنَّ النَّاسَ أَكْثَرُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى الْقَوْلِ، وَاللَّهِ §مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُدْعَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَسُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ سُهَيْلٌ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

صفوان ابن بيضاء وهي أمه، وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر، ويكنى أبا عمرو، وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر. قالوا: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صفوان ابن بيضاء ورافع بن المعلى

§صَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ وَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ وَهِيَ دَعْدُ بِنْتُ جَحْدَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ صَفْوَانَ ابْنِ بَيْضَاءَ وَرَافِعِ بْنِ الْمُعَلَّى، وَقُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§قَتَلَ صَفْوَانَ ابْنَ بَيْضَاءَ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذِهِ رِوَايَةٌ، وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ صَفْوَانَ ابْنَ بَيْضَاءَ لَمْ يُقْتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَنَّهُ قَدْ شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

معمر بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا سعد وأمه زينب بنت ربيعة بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. هكذا قال أبو معشر ومحمد بن عمر: هو معمر بن أبي سرح، وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد

§مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. هَكَذَا قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: هُوَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَرْحٍ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَعُمَيْرٌ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ أُخْتُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ. وَهَاجَرَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ مَعْمَرُ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.

عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا سعد وأمه سلمى بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر.

§عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ "

عمرو بن أبي عمرو بن ضبة بن فهر من بني محارب بن فهر، ويكنى أبا شداد، ذكره أبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد عندهما بدرا، وقال موسى بن عقبة عمرو بن الحارث: فحملنا أن أبا عمرو كان يسمى الحارث، فهو في رواية موسى بن عقبة أيضا ممن شهد بدرا، ولم يذكره محمد

§عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ ضَبَّةَ بْنِ فِهْرٍ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا شَدَّادٍ، ذَكَرَهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: فَحَمَلَنَا أَنَّ أَبَا عَمْرٍو كَانَ يُسَمَّى الْحَارِثَ، فَهُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ أَيْضًا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ، وَلَمْ نَجِدْ لَهُ ذِكْرًا فِيمَا كَتَبْنَا عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ مِنْ نَسَبِ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا هَاجَرَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ. سِتَّةُ نَفَرٍ. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَحُلَفَائِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ خَمْسَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا.

طبقات البدريين من الأنصار

§طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْأَنْصَارِ

الطبقة الأولى من الأنصار ممن شهد بدرا من الأنصار، وهم ولد الأوس والخزرج ابنا حارثة وهو العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة، وهو الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد واسمه درا بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُمْ وَلَدُ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ابْنَا حَارِثَةَ وَهُوَ الْعَنْقَاءُ بْنُ عَمْرٍو مُزَيْقِيَاءَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ بْنُ حَارِثَةَ، وَهُوَ الْغِطْرِيفُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَزْدِ وَاسْمُهُ دَرَّا بْنُ الْغَوْثِ بْنِ نَبَتَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأَ، وَاسْمُهُ عَامِرٌ وَسُمِّيَ سَبَأً لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَبَى السَّبْيَ، وَكَانَ يُدْعَى عَبْدَ شَمْسٍ مِنْ حُسْنِهِ - ابْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ وَهُوَ الْمُرْعِفُ بْنُ يَقْطَنَ، وَهُوَ قَحْطَانُ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ، فَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم قَالَ قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمَنَ بْنِ نَبَتَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَكَذَا كَانَ يَنْسُبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَهْلَ النَّسَبِ وَالْعِلْمِ يَنْسِبُونَ قَحْطَانَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ: قَحْطَانُ بْنُ فَالِغَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخَ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَيْلَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَكَانَ حَضَنَ سَعْدًا عَبْدٌ حَبَشِيُّ يُسَمَّى هُذَيْمًا فَغَلَبَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ: سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ

قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: هَكَذَا كَانَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ وَغَيْرُهُ مِنَ النُسَّابِ يَنْسِبُونَ قَيْلَةَ. فَشَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ مِنَ الْأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ.

سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا عمرو وأمه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وهي من المبايعات، وكان لسعد بن معاذ من الولد: عمرو، وعبد الله، وأمهما هند بنت سماك بن عتيك

§سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، خَلَفَ عَلَيْهَا سَعْدٌ بَعْدَ أَخِيهِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ، وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ تِسْعَةُ نَفَرٍ وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَلِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «§كَانَ إِسْلَامُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيِّ، وَكَانَ مُصْعَبٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ السَّبْعِينَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ لَمْ يَبْقَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَحَدٌ إِلَّا أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، فَكَانَتْ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَوَّلُ دَارٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْلَمُوا جَمِيعًا رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، وَحَوَّلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُصْعَبُ -[421]- بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ إِلَى دَارِهِ، فَكَانَا يَدْعُوَانِ النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ابْنَيْ خَالَةٍ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ يَكْسِرَانِ أَصْنَامِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ» قَالَ: وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «§كَانَ لِوَاءُ الْأَوْسِ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَشَهِدَ سَعْدٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَثَبَتَ مَعَهُ حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْحُمَّى فَقَالَ: «§مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ» ، فَسَأَلَهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ فَلَزِمَتْهُ فَلَمْ تُفَارِقْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ وَرَائِي، تَعْنِي حِسَّ الْأَرْضِ، فَالْتَفَتُ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ، فَجَلَسْتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَتْ: فَمَرَّ سَعْدٌ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] لَبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِكُ الْهَيْجَا حَمَلْ ... مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ قَالَتْ: وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ أَطْرَافُهُ، فَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ وَأَعْظَمِهِمْ، قَالَتْ: فَقُمْتُ فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً -[422]- فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ تَسْبِغَةٌ لَهُ، تَعْنِي الْمِغْفَرَ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي عُمَرُ: مَا جَاءَ بِكِ، وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِئَةٌ، وَمَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ أَوْ بَلَاءٌ؟ قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ سَاعَتَئِذٍ فَدَخَلْتُ فِيهَا، قَالَتْ: فَرَفَعَ الرَّجُلُ التَّسْبَغَةَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَتْ: فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عُمَرُ، إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ، وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ أَوِ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، قَالَتْ: وَيَرْمِي سَعْدًا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ، فَدَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ قُرَيْظَةَ، وَكَانُوا مَوَالِيهِ وَحُلَفَاءَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَتْ: فَرَقَأَ كَلْمُهُ، تَعْنِي جُرْحَهُ، وَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ بِمَنْ مَعَهُ بِتِهَامَةَ، وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بِمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ، وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَ بِقُبَّةٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَتْ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ فَقَالَ: أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ، فَوَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ بَعْدُ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ. قَالَتْ: فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأْمَتَهُ وَأَذَّنْ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، قَالَتْ: فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَهُمْ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ مَرَّ بِكُمْ؟» ، قَالُوا: مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ وَكَانَ دِحْيَةُ تُشْبِهُ لِحْيَتُهُ وَسِنَةُ وَجْهِهِ بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَتْ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَيْهِمْ قِيلَ لَهُمُ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ، فَقَالُوا: نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ -[423]- فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ فَحُمِلَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ وَحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عُمَرَ، حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَابَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُورِهِمُ الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: قَدْ أَنَى لِي أَنْ لَا أُبَالِيَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ " قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ» ، فَقَالَ عُمَرُ: سَيِّدُنَا اللَّهُ، فَقَالَ: «أَنْزِلُوهُ» ، فَأَنْزَلُوهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «احْكُمْ فِيهِمْ» ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ» ، قَالَتْ: ثُمَّ دَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا، وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ» ، قَالَتْ: فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ وَقَدْ كَانَ بَرَأَ حَتَّى مَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا مِثْلَ الْخَرْصِ، وَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، قَالَتْ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَكَانُوا: كَمَا قَالَ اللَّهُ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] قَالَ: فَقُلْتُ: فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ مَلَكٌ أَوْ قَالَ: جِبْرِيلُ حِينَ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ مَاتَ اللَّيْلَةَ، اسْتَبْشَرَ بِمَوْتِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ؟ قَالَ: «لَا أَعْلَمُ، إِلَّا أَنَّ سَعْدًا أَمْسَى دَنِفًا، مَا فَعَلَ سَعْدٌ؟» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ قُبِضَ، وَجَاءَهُ قَوْمُهُ فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى دِيَارِهِمْ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَبَتَّ -[424]- النَّاسَ مَشْيًا حَتَّى إِنَّ شُسُوعَ نِعَالِهِمْ لَتَنْقَطِعُ مِنْ أَرْجُلِهِمْ، وَإِنَّ أَرْدِيَتَهُمْ لَتَقَعُ عَنْ عَوَاتِقِهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَتَتَّ النَّاسَ، قَالَ: فَقَالَ: «§إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ كَمَا سَبَقَتْنَا إِلَى حَنْظَلَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §رُئِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ وَعَلَى عَاتِقِهِ الدِّرْعُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] لَا بَأْسَ بِالْمَوْتِ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: " رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ، فَلَمْ يَرْقَإِ الدَّمُ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخَذَ بِسَاعِدِهِ فَارْتَفَعَ الدَّمُ إِلَى عَضُدِهِ، قَالَ: فَكَانَ سَعْدٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ: فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «احْكُمْ فِيهِمْ» ، فَقَالَ: إِنِّي أَخْشَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ لَا أُصِيبَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: «احْكُمْ فِيهِمْ» ، قَالَ: فَحَكَمَ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَصَبْتَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ» ، ثُمَّ عَادُ الدَّمُ فَلَمْ يَرْقَأْ حَتَّى مَاتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ قُرَيْظَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ادْعُوا سَيِّدَكُمْ يَحْكُمُ فِي عَبِيدِهِ» ، يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ: «احْكُمْ» فَقَالَ: أَخْشَى أَلَّا أُصِيبَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ، قَالَ: «احْكُمْ» ، فَحَكَمَ فَقَالَ: «أَصَبْتَ حُكْمَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: " أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ لَمَّا نَزَلُوا -[425]- عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ» ، فَقَالَ: «يَا سَعْدُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ» ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيَّهُمْ، فَقَالَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ» قَالَ عَفَّانُ: «الْمَلِكِ» ، وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو الْوَلِيدِ: «الْمَلَكِ» ، وَقَوْلُ عَفَّانَ أَصْوَبُ

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: " أَنَّ بَنِيَ قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأُتِيَ بِهِ مَحْمُولًا عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُضْنًى مِنْ جُرْحٍ أَصَابَهُ فِي الْأَكْحَلِ مِنْ يَدِهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، قَالَ: فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: «أَشِرْ عَلَيَّ فِي هَؤُلَاءِ» ، قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكَ فِيهِمْ بِأَمْرٍ، أَنْتَ فَاعِلٌ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ، قَالَ: «أَجَلْ، وَلَكِنْ أَشِرْ عَلَيَّ فِيهِمْ» ، فَقَالَ: لَوْ وُلِّيتُ أَمْرَهُمْ قَتَلْتُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَيْتُ ذَرَارِيَّهُمْ، وَقَسَمْتُ أَمْوَالَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَقَدْ أَشَرْتَ عَلَيَّ فِيهِمْ بِالَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُصِيبَ سَعْدُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حَبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ، رَمَاهُ فِي الْأَكْحَلِ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، وَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ، فَقَالَ: «§قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ، وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ؟» ، قَالَ: هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[426]- عليه وسلم إِلَيْهِمْ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: فَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: «فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَتُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ، وَتُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: فَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " لَمَّا حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ تُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ وَذَرَارِيُّهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ سَعْدًا كَانَ قَدْ تَحَجَّرَ كَلْمُهُ لِلْبُرْءِ، قَالَتْ: فَدَعَا سَعْدٌ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ §لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُمْ حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَافْجُرْهَا وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا» ، قَالَ: فَفُجِرَ مِنْ لَيْلَتِهِ، قَالَ: فَلَمْ يَرُعْهُمْ وَمَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَهْلُ خَيْمَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ، مَا هَذَا الدَّمُ الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ جُرْحُهُ يَعْدُو دَمًا، فَمَاتَ مِنْهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَمَّا انْفَجَرَتْ يَدُ سَعْدٍ بِالدَّمِ -[427]-، §قَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاعْتَنَقَهُ وَالدَّمُ يَنْفَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ، لَا يُرِيدُ أَحَدٌ أَنْ يَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدَّمَ إِلَّا ازْدَادَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ قُرْبًا حَتَّى قَضَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: " لَمَّا قَضَى سَعْدٌ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ رَجَعَ انْفَجَرَ جُرْحُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ أَبْيَضَ، إِذَا مُدَّ عَلَى وَجْهِهِ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ جَسِيمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ §إِنَّ سَعْدًا قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ، وَصَدَّقَ رَسُولَكَ، وَقَضَى الَّذِي عَلَيْهِ، فَتَقَبَّلْ رُوحَهُ بِخَيْرِ مَا تَقَبَّلْتَ بِهِ رُوحًا» ، فَلَمَّا سَمِعَ سَعْدٌ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ فَتْحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهِ ذُعِرُوا مِنْ ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّ أَهْلَ سَعْدٍ لَمَّا رَأَوْكَ وَضَعْتَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِكَ ذُعِرُوا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «اسْتَأْذَنَ اللَّهَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ عَدَدُكُمْ فِي الْبَيْتِ لِيَشْهَدُوا وَفَاةَ سَعْدٍ» ، قَالَ: وَأُمُّهُ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّكَ سَعْدَا ... حَزَامَةً وَجِدَّا فَقِيلَ لَهَا: أَتَقُولِينَ الشَّعْرَ عَلَى سَعْدٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا، فَغَيْرُهَا مِنَ الشُّعَرَاءِ أَكْذَبُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا رُفَيْدَةُ، وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى، فَكَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ: «كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟» وَإِذَا

أَصْبَحَ قَالَ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟» فَيُخْبِرُهُ، حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيهَا فَثَقُلَ فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ يَسْأَلُ عَنْهُ، وَقَالُوا: قَدِ انْطَلَقُوا بِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَأَسْرَعَ الْمَشْي حَتَّى تَقَطَّعَتْ شُسُوعُ نِعَالِنَا وَسَقَطَتْ أَرْدِيَتُنَا عَنْ أَعْنَاقِنَا، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتْعَبْتَنَا فِي الْمَشْيِ، فَقَالَ: «§إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْبِقَنَا الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهِ فَتَغْسِلُهُ كَمَا غَسَلَتْ حَنْظَلَةَ» ، فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْبَيْتِ وَهُوَ يُغْسَلُ، وَأُمُّهُ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... حَزَامَةً وَجِدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ نَائِحَةٍ تَكْذِبُ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ» ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ، قَالَ: يَقُولُ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَمَلْنَا مَيِّتًا أَخَفَّ عَلَيْنَا مِنْ سَعْدٍ، فَقَالَ: «مَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ يَخِفَّ عَلَيْكُمْ وَقَدْ هَبَطَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ سَمَّى عِدَّةً كَثِيرَةً لَمْ أَحْفَظْهَا لَمْ يَهْبِطُوا قَطُّ قَبْلَ يَوْمِهِمْ قَدْ حَمَلُوهُ مَعَكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عَلَى الْبَابِ نُرِيدُ أَنْ نَدْخُلَ عَلَى أَثَرِهِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا سَعْدٌ مُسَجًّى، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يَتَخَطَّى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ وَأَوْمَأَ إِلَيَّ «قِفْ» ، فَوَقَفْتُ، وَرَدَدْتُ مَنْ وَرَائِي، وَجَلَسَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَقَدْ رَأَيْتُكَ تَتَخَطَّى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا قَدَرْتُ عَلَى مَجْلِسٍ حَتَّى قَبَضَ لِي مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ فَجَلَسْتُ» ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هَنِيئًا لَكَ أَبَا عَمْرٍو، هَنِيئًا لَكَ أَبَا عَمْرٍو، هَنِيئًا لَكَ -[429]- أَبَا عَمْرٍو»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وأَمُّ سَعْدٍ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... جَلَادَةً وَجِدَّا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَهْلًا يَا أُمَّ سَعْدٍ، لَا تَذْكُرِي سَعْدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عُمَرُ، §فَكُلُّ بَاكِيَةٍ مُكَذَّبَةٌ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ مَا قَالَتْ مِنْ خَيْرٍ فَلَمْ تَكْذِبْ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَ الْأَحْزَابِ فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ، §فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِالنَّارِ فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَنَزَفَهُ، فَحَسَمَهُ أُخْرَى»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ مِنْ رَمْيَتِهِ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: «جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ، فَقَدْ §أَنْجَزْتَ اللَّهَ مَا وَعَدْتَهُ، وَلَيُنْجِزَنَّكَ اللَّهُ مَا وَعَدَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " لَمَّا أُخْرِجَ سَرِيرُ سَعْدٍ قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَةَ سَعْدٍ، أَوْ سَرِيرُ سَعْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ شَهِدُوا جَنَازَةَ سَعْدٍ، أَوْ سَرِيرَ سَعْدٍ، مَا وَطِئُوا الْأَرْضَ قَبْلَ الْيَوْمِ» قَالَ: وَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُغْسَلُ فَقَبَضَ -[430]- رُكْبَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَخَلَ مَلَكٌ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَكَانٌ فَأَوْسَعْتُ لَهُ» . قَالَ: وَأُمُّهُ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... بَرَاعَةً وَنَجْدًا بَعْدَ أَيَادٍ يَا لَهُ وَمَجْدَا ... مُقَدَّمًا سَدَّ بِهِ مَسَدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْبَوَاكِي يَكْذِبْنَ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ» .

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ رَجُلًا جَسِيمًا، جَزْلًا، جَعَلَ الْمُنَافِقُونَ وَهُمْ يَمْشُونَ خَلْفَ سَرِيرِهِ يَقُولُونَ: لَمْ نَرَ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَخَفَّ، وَقَالُوا: أَتَدْرُونَ لِمَ ذَاكَ؟ ذَاكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَقَدْ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحْمِلُ سَرِيرَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّهُ شَهِدَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الْأَرْضِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدْ ضُمَّ صَاحِبُكُمْ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَنْزِلُوا الْأَرْضِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ» يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ "

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: " لَمَّا دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدًا قَالَ: «§لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ لَنَجَا سَعْدٌ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً اخْتَلَفَتْ مِنْهَا أَضْلَاعُهُ مِنْ أَثَرِ الْبَوْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ قَبْرِ سَعْدٍ: «§لَقَدْ ضُغِطَ ضَغْطَةً، أَوْ هُمِزَ هُمَزَةً لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا بِعَمَلٍ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ §مَدَّ عَلَى قَبْرِ سَعْدٍ ثَوْبًا، أَوْ مُدَّ وَهُوَ شَاهِدٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي أَمَامَ جَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ شُيُوخٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §حَمَلَ جَنَازَةَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْتِهِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ حَتَّى خَرَجَ بِهِ مِنَ الدَّارِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالدَّارُ تَكُونُ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§كُنْتُ أَنَا مِمَّنْ حَفَرَ لِسَعْدٍ قَبْرَهُ بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ يَفُوحُ عَلَيْنَا الْمِسْكُ كُلَّمَا حَفَرْنَا قَتَرَةً مِنْ تُرَابٍ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى اللَّحْدِ»

قَالَ رُبَيْحٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ قَالَ: «§أَخَذَ إِنْسَانٌ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ فَذَهَبَ بِهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا هِيَ مِسْكٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ: «أَنَّ رَجُلًا §أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ يَوْمَ دُفِنَ فَفَتَحَهَا بَعْدُ فَإِذَا هِيَ مِسْكٌ» -[432]- رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ فَرَغْنَا مِنْ حُفْرَتِهِ وَوَضَعْنَا اللِّبَنَ وَالْمَاءَ عِنْدَ الْقَبْرِ وَحَفَرْنَا لَهُ عِنْدَ دَارِ عَقِيلٍ الْيَوْمَ، وَطَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْنَا فَوَضَعَهُ عِنْدَ قَبْرِهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ مَا مَلَأَ الْبَقِيعَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قَبْرِ سَعْدٍ نَزَلَ فِيهِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ: الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ، وَأَبُو نَائِلَةَ سِلْكَانُ بْنُ سَلَامَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفٌ عَلَى قَدَمَيْهِ فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ تَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسَبِّحَ ثَلَاثًا، فَسَبَّحَ الْمُسْلِمُونَ ثَلَاثًا، حَتَّى ارْتَجَّ الْبَقِيعُ، ثُمَّ كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا وَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ ثَلَاثًا حَتَّى ارْتَجَّ الْبَقِيعُ بِتَكْبِيرِهِ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَا بِوَجْهِكَ تَغَيُّرًا، وَسَبَّحْتَ ثَلَاثًا، قَالَ: «§تَضَايَقَ عَلَى صَاحِبِكُمْ قَبْرُهُ وَضُمَّ ضَمَّةً لَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا سَعْدٌ مِنْهَا، ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُصَيْنِ: «أَنَّ سَعْدًا غَسَّلَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ يَصُبُّ الْمَاءَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَاضِرٌ، فَغُسِلَ بِالْمَاءِ الْغَسْلَةَ الْأُولَى، وَالثَّانِيَةَ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، وَالثَّالِثَةَ بِالْمَاءِ وَالْكَافُورِ، ثُمَّ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ صُحَارِيَّةٍ، أُدْرِجَ فِيهَا إِدْرَاجًا، وَأُتِيَ بِسَرِيرٍ كَانَ عِنْدَ النُّبَيْطِ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَوْتَى فَوُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ، فَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ يَحْمِلُهُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِهِ حِينَ رُفِعَ مِنْ دَارِهِ إِلَى أَنْ خَرَجَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " §جَاءَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ تَنْظُرُ إِلَى سَعْدٍ فِي اللَّحْدِ فَرَدَّهَا النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[433]- صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا» ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ اللِّبَنُ وَالتُّرَابُ، فَقَالَتْ: احْتَسَبْتُكَ عِنْدَ اللَّهِ، وَعَزَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرِهِ، وَجَلَسَ نَاحِيَةً، وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَرُدُّونَ تُرَابَ الْقَبْرِ وَيُسَوُّونَهُ، وَتَنَحَّى رَسُولُ اللَّهِ فَجَلَسَ حَتَّى سُوِّيَ عَلَى قَبْرِهِ وَرُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى الْفِطْرِيِّينَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ قَالَ: «§دُفِنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ إِلَى أُسِّ دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§مَا كَانَ أَحَدٌ أَشَدُّ فَقْدًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا مِنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «§كَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَجُلًا أَبْيَضَ، طُوَالًا، جَمِيلًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، أَعْيَنَ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، فَرُمِيَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَمَاتَ مِنْ رَمْيَتِهِ تِلْكَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ سَعْدًا، قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيرَ، قَالَ: إِنَّمَا تَفَسَّخَتْ أَعْوَادُهُ، قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: «§ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ -[434]-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدِ اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «§لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ غِلْمَانُ الْأَنْصَارِ يَتَلَقَّوْنَ أَهْلِيهِمْ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقِدَمِ مَا لَكَ، وَأَنْتَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ؟ قَالَتْ: فَكَشَفَ رَأْسَهُ وَقَالَ: صَدَقْتِ لَعَمْرِي، لَيَحِقَّنَّ أَنْ لَا أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ، قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «§لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» ، قَالَتْ: وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأُمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: «§أَلَا يَرْقَأُ دَمْعُكِ، وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ بِأَنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ؟»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدِ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» فَرَحًا بِهِ قَالَ: قَوْلُهُ: فَرَحًا بِهِ، تَفْسِيرٌ مِنَ الْحَسَنِ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ -[435]- رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِرُوحِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَا: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِي مِنْهُ لَفَعَلْتُ، وَهُوَ يَقُولُ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ مَاتَ: «§اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَحُمِلَتْ جَنَازَتُهُ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِجَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ: أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُتِيَ بِثَوْبِ حَرِيرٍ فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هَذَا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَوْبُ حَرِيرٍ، فَجَعَلْنَا نَلْمَسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُعْجِبُكُمْ هَذَا؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «§فَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: «وَأَلْيَنُ» ، وَقَالَ الْفَضْلُ: «أَوْ أَلْيَنُ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى وَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ سَعْدًا، كَانَ سَعْدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ -[436]-: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِجُبَّةٍ مِنْ دِيبَاجٍ مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمْسَحُونَهَا وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَعْجَبُونَ مَنْ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، قَالَ: «فَوَاللَّهِ، §لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ»

وأخوه عمرو بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا عثمان وأمه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وهي أم سعد بن معاذ، وليس لعمرو بن معاذ عقب

§وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَلَيْسَ لِعَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ عَقِبٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ وَبَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ» وَقَالُوا: شَهِدَ عَمْرُو بْنُ مُعَاذٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، قَتَلَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ، وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ قُتِلَ اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَقُتِلَ عُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَبْلَهُ يَوْمَ بَدْرٍ

وابن أخيهما الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا أوس وأمه هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وهي عمة أسيد بن الحضير بن سماك وكانت من المبايعات، وليس للحارث بن أوس عقب.

§وَابْنُ أَخِيهِمِا -[437]- الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا أَوْسٍ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَلَيْسَ لِلْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ وَعَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ» قَالُوا: وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ بَدْرًا، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ وَأَصَابَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ بِسَيْفِهِ وَهُمْ يَضْرِبُونَ كَعْبًا، فَكَلَمَهُ فِي رِجْلِهِ فَنَزَفَ الدَّمَ، فَاحْتَمَلَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.

الحارث بن أنس وأنس هو أبو الحيسر بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمه أم شريك بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة من الخزرج وليس للحارث بن أنس عقب. شهد بدرا، وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين

§الْحَارِثُ بْنُ أَنَسٍ وَأَنَسٌ هُوَ أَبُو الْحَيْسَرِ بْنُ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ شَرِيكِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ وَلَيْسَ لِلْحَارِثِ بْنِ أَنَسٍ عَقِبٌ. شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ أَبُو الْحَيْسَرِ قَدْ قَدِمَ مَكَّةَ وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ

خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْعُمْرَةَ فَنَزَلُوا عَلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَكْرَمَهُمْ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ وَإِلَى قُرَيْشٍ أَنْ يُحَالِفُوهُمْ عَلَى قِتَالِ الْخَزْرَجِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ " بَعُدَتْ دَارُكُمْ مِنَّا، مَتَى يُجِيبُ دَاعِيَنَا صَرِيخُكُمْ، وَمَتَى يُجِيبُ دَاعِيَكُمْ صَرِيخُنَا، وَسَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: " هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى عِبَادِهِ، أَدْعُوَهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ "، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: يَا قَوْمِ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ كَفًّا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَرَمَى بِهَا وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَشْغَلَنَا عَنْ هَذَا، مَا قَدِمَ وَفْدٌ إِذًا عَلَى قَوْمٍ بِشَرٍّ مِمَّا قَدِمْنَا بِهِ عَلَى قَوْمِنَا، إِنَّا خَرَجْنَا نَطْلُبُ حِلْفَ قُرَيْشٍ عَلَى عَدُوِّنَا فَنَرْجِعُ بِعَدَاوَةِ قُرَيْشٍ مَعَ عَدَاوَةِ الْخَزْرَجِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَأَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ، يَقُولُونَ: «§لَمْ يَنْشَبْ إِيَاسٌ حِينَ رَجَعَ أَنْ مَاتَ، فَلَقَدْ سَمِعْنَاهُ يُهَلِّلُ حَتَّى مَاتَ، فَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ مَاتَ مُسْلِمًا لَمَّا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو الْحَيْسَرِ وَأَصْحَابُهُ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ لُقِيِّهِ إِيَّاهُمْ بِذِي الْمَجَازِ.

سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار من الخزرج، وكانت من المبايعات، ولسعد بن زيد اليوم عقب، وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية محمد بن

§سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَلِسَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعْثُهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَرِيَّةً إِلَى مَنَاةَ بِالْمُشَلَّلِ فَهَدَمَهُ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.

سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ويكنى أبا عوف وأمه سلمى بنت سلمة بن سلامة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة من الأوس وهي عمة محمد بن مسلمة، وكان لسلمة بن سلامة من الولد: عوف، وأمه أم ولد، وميمونة، وأمها أم علي بنت خالد بن زيد بن

§سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَوْفٍ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ وَهِيَ عَمَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَكَانَ لِسَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ مِنَ الْوَلَدِ: عَوْفٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمَيْمُونَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَلِيِّ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ مِنَ الْجَعَادِرَةِ مِنْ سَاكِنِي رَاتِجٍ مِنَ الْأَوْسِ، حُلَفَاءٍ لِبَنِي زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمَ، وَشَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ، أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالُوا -[440]-: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ وَأَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ» وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ. قَالُوا: وَشَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل قال محمد بن عمر: كان يكنى أبا بشر، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: كان يكنى أبا الربيع، وأمه فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج حلفاء بني عبد الأشهل، وكان

§عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: كَانَ يُكْنَى أَبَا الرَّبِيعِ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَيْرَهَا، فَانْقَرَضَتْ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ، وَأَسْلَمَ عَبَّادٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ وَبَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ بَدْرًا وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ وَمُزَيْنَةَ يُصَدِّقْهُمْ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا، وَانْصَرَفَ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ بَعْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي

مُعَيْطٍ يُصَدِّقْهُمْ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا وَانْصَرَفَ رَاضِيًا، وَجَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَقَاسِمِ حُنَيْنٍ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى حَرَسِهِ بِتَبُوكَ مِنْ يَوْمِ قَدِمَ إِلَى أَنْ رَحَلَ، وَكَانَ أَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَكَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ بَلَاءٌ وَغَنَاءٌ وَمُبَاشَرَةٌ لِلْقِتَالِ، وَطَلَبٌ لِلشَّهَادَةِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ يَقُولُ: " يَا أَبَا سَعِيدٍ، §رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ كَأَنَّ السَّمَاءَ قَدْ فُرِجَتْ لِي ثُمَّ أُطْبِقَتْ عَلَيَّ، فَهِيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الشَّهَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ خَيْرًا وَاللَّهِ رَأَيْتَ، قَالَ: فَأَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَإِنَّهُ لَيَصِيحُ بِالْأَنْصَارِ: احْطِمُوا جُفُونَ السُّيُوفِ، وَتَمَيَّزُوا مِنَ النَّاسِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا، فَأَخْلَصُوا أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَا يُخَالِطُهُمْ أَحَدٌ، يَقْدُمُهُمْ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو دُجَانَةَ وَالْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْحَدِيقَةِ فَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقُتِلَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَرَأَيْتُ بِوَجْهِهِ ضَرْبًا كَثِيرًا مَا عَرَفْتُهُ إِلَّا بِعَلَامَةٍ كَانَتْ فِي جَسَدِهِ "

سلمة بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمه ليلى بنت اليمان، وهو حسيل بن جابر، وهي أخت حذيفة بن اليمان حلفاء بني عبد الأشهل، شهد سلمة بن ثابت بدرا وشهد يوم أحد فقتل يومئذ شهيدا، قتله أبو سفيان بن حرب بن أمية، وذلك في شوال على رأس اثنين

§سَلَمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ الْيَمَانِ، وَهُوَ حُسَيْلُ بْنُ جَابِرٍ، وَهِيَ أُخْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، شَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ ثَابِتٍ بَدْرًا وَشَهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَبُوهُ ثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ وَعَمُّهُ رِفَاعَةُ بْنُ وَقْشٍ شَهِيدَيْنِ مَعَ -[442]- رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ لِسَلَمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

رافع بن يزيد بن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمه عقرب بنت معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أخت سعد بن معاذ، وكان لرافع من الولد أسيد قتل يوم الحرة، وعبد الرحمن، وأمهما عقرب بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أخت

§رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ سَكَنَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ عَقْرَبُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ لِرَافِعٍ مِنَ الْوَلَدِ أُسَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمَا عَقْرَبُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَلَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ رَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةُ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَنْسِبُونُ رَافِعًا عَلَى هَذَا النَّسَبِ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولَانِ: رَافِعُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لَيْسَ فِي بَنِي زَعُورَاءَ سَكَنَ، وَإِنَّمَا سَكَنَ فِي بَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَقَالَ: هُوَ رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ.

ومن حلفاء بني عبد الأشهل بن جشم

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ

محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك من الأوس، وأمه أم سهم واسمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج، وكان لمحمد بن مسلمة من

§مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَهْمٍ وَاسْمُهَا خُلَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَشَرَةُ نَفَرٍ وَسِتُّ نِسْوَةٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُمُّ عِيسَى، وَأُمُّ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّ أَحْمَدَ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَهُوُ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ مِنَ الْأَوْسِ. وَسَعْدٌ وَجَعْفَرٌ وَأُمُّ زَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ ضَمْضَمٍ مِنْ بَنِي مَرَّةَ بْنِ عَوْفٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. وَعُمَرُ وَأُمُّهُ زَهْرَاءُ بِنْتُ عَمَّارِ بْنِ مَعْمَرٍ مِنْ بَنِي مَرَّةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي خُصَيْلَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. وَأَنَسٌ، وَعُمْرَةُ وَأُمُّهُمَا مِنَ الْأَطْبَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ كَلْبٍ. وَقَيْسٌ، وَزَيْدٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَمَحْمُودٌ لَا عَقِبَ لَهُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَأَسْلَمَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَشَهِدَ مُحَمَّدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا خَلَا تَبُوكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ

الْأَشْرَفِ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الْقُرْطَاءِ وَهُمْ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَبَعْثَهُ أَيْضًا إِلَى ذِي الْقَصَّةِ سَرِيَّةً فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ فَانْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ §قَدَّمَ الْخَيْلَ أَمَامَهُ وَهِيَ مِائَةُ فَرَسٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ، §سَلُونِي عَنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَوَاطِنِهِ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْهُ فِي غَزْوَةٍ قَطُّ، إِلَّا وَاحِدَةً، فِي تَبُوكَ، خَلَّفَنِي عَلَى الْمَدِينَةِ، وَسَلُونِي عَنْ سَرَايَاهُ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا سَرِيَّةٌ تَخْفَى عَلَيَّ، إِمَّا أَنْ أَكُونَ فِيهَا، أَوْ أَنْ أَعْلَمَهَا حِينَ خَرَجَتْ " أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَكَانَ رَجُلًا أَسْوَدَ طَوِيلًا عَظِيمًا. قَالَ: وَزَادَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي صِفَتِهِ فَقَالَ: كَانَ مُعْتَدِلًا أَصْلَعَ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْطَى مُحَمَّدَ بْنِ مَسْلَمَةَ سَيْفًا فَقَالَ: «§قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مَا قُوتِلُوا، فَإِذَا رَأَيْتَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَأْتِ بِهِ أُحُدًا فَاضْرِبْهُ بِهِ حَتَّى تَقْطَعَهُ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ ضُبَيْعَةَ بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: " §إِنِّي لَأَعْلَمُ رَجُلًا لَا تَنْقُصُهُ الْفِتْنَةُ شَيْئًا، فَقُلْنَا مَنْ هُوَ؟ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ "، فَلَمَّا مَاتَ حُذَيْفَةُ وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ، خَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ -[445]- مِنَ النَّاسِ فَأَتَيْتُ أَهْلَ مَاءٍ، فَإِذَا أَنَا بِفُسْطَاطٍ مَضْرُوبٍ مُتَنَحٍّى تَضْرِبُهُ الرِّيَاحُ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْفُسْطَاطُ؟ قَالُوا: لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكُ اللَّهُ، أَرَاكَ رَجُلًا مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، تَرَكْتَ بَلَدَكَ، وَدَارَكَ، وَأَهْلَكَ، وَجِيرَتَكَ، قَالَ: «تَرَكْتُهُ كَرَاهِيَةَ الشَّرِّ، مَا فِي نَفْسِي أَنْ تَشْتَمِلَ عَلَى مِصْرَ مِنْ أَمْصَارِهِمْ حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: " أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفًا فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، §جَاهِدْ بِهَذَا السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِئَتَيْنِ تَقْتَتِلَانِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ حَتَّى تَكْسِرَهُ، ثُمَّ كُفَّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ» ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَكَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا كَانَ خَرَجَ إِلَى صَخْرَةٍ فِي فِنَائِهِ فَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِسَيْفِهِ حَتَّى كَسَرَهُ " أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: " وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يُقَالُ لَهُ فَارِسُ نَبِيِّ اللَّهِ، قَالَ: فَاتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ عُودٍ قَدْ نَحَتَهُ وَصَيَّرَهُ فِي الْجَفْنِ مُعَلَّقًا فِي الْبَيْتِ، وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّقْتُهُ أُهَيِّبُ بِهِ ذَاعِرًا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ»

سلمة بن أسلم بن حريس بن عدي بن مجدعة بن حارثة ويكنى أبا سعد وأمه سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وبنو حريس بن عدي دعوتهم ودارهم في بني عبد الأشهل، وقد انقرضوا في أول الإسلام فلم يبق منهم أحد، وشهد سلمة بن

§سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَبَنُو حَرِيسِ بْنِ عَدِيٍّ دَعْوَتُهُمْ وَدَارُهُمْ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَقَدِ انْقَرَضُوا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، وَقُتِلَ بِالْعِرَاقِ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

عبد الله بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وأمه الصعبة بنت التيهان بن مالك، أخت أبي الهيثم بن التيهان. قال محمد بن عمر: وهو أخو رافع بن سهل، وهما اللذان خرجا إلى حمراء الأسد وهما جريحان يحمل أحدهما

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ الصَّعْبَةُ بِنْتُ التَّيِّهَانِ بْنِ مَالِكٍ، أُخْتُ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ أَخُو رَافِعِ بْنِ سَهْلٍ، وَهُمَا اللَّذَانِ خَرَجَا إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ وَهُمَا جَرِيحَانِ يَحْمِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا ظَهْرٍ. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا أَخُوهُ رَافِعُ بْنُ سَهْلٍ، وَشَهِدَا الْخَنْدَقَ، وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ شَهِيدًا، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُوَيْفٍ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ، وَهُمْ أَهْلُ رَاتِجٍ، إِلَّا أَنَّ فِيَ أَهْلِ رَاتِجٍ قَوْمًا مِنْ غَسَّانَ مِنْ وَلَدِ عُلْبَةَ بْنِ جَفْنَةَ خُلَفَاؤُهُمْ آلُ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَهُمُ الْيَوْمَ عَقِبٌ يَسْكُنُونَ الصَّفْرَاءَ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ سَهْلٍ وَأَنَّ عَمَّهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا.

الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم بن سالم بن عون بن عمرو بن عوف بن الخزرج وهو من القواقلة، حليف لبني عبد الأشهل، وداره في بني عبد الأشهل، ويكنى الحارث أبا بشير. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحارث بن خزمة وإياس بن أبي البكير، وشهد الحارث

§الْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُوَ مِنَ الْقَوَاقِلَةِ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَدَارُهُ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَيُكْنَى الْحَارِثُ أَبَا بَشِيرٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ خَزَمَةَ وَإِيَاسِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَشَهِدَ الْحَارِثُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، لَا عَقِبَ لَهُ.

أبو الهيثم بن التيهان واسمه مالك بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، حليف لبني عبد الأشهل، أجمع على ذلك موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر، وخالفهم عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وذكر أن أبا الهيثم يعني من الأوس، من أنفسهم، وأنه

§أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ يَعْنِي مِنَ الْأَوْسِ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَنَّهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَقُولُ: لَوِ انْفَلَقَتْ عَنِّي رَوْثَةٌ لَانْتَسَبْتُ إِلَيْهَا مَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ الَّذِي وَرِثَهُ وَوَرِثَ ابْنَتَهُ أُمَيْمَةُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهَا الضَّحَّاكُ بْنُ خَلِيفَةَ الْأَشْهَلِيُّ وَرِثَهُمَا بِالْقُعْدُدِ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَأَخُوهُ آخِرُ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَكْرَهُ الْأَصْنَامَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُؤَفِّفُ بِهَا، وَيَقُولُ بِالتَّوْحِيدِ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَكَانَا مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَيُجْعَلُ أَبُو الْهَيْثَمِ أَيْضًا فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِذَلِكَ وَأَفْشَوْا بِهَا الْإِسْلَامَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا إِنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا وَقَدْ شَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُمْ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَشَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا، فَخَرَصَ عَلَيْهِمُ التَّمْرَةَ وَذَلِكَ بَعْدَمَا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بِمُؤْتَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: " كَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ يَخْرُصُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَأَبَى، فَقَالَ: قَدْ خَرَصْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: §إِنِّي كُنْتُ إِذَا خَرَصْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ فَرَجَعْتُ دَعَا اللَّهَ لِي، قَالَ: فَتَرَكَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شُيُوخَ أَهْلِ الدَّارِ يَعْنِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَقُولُونَ: «§مَاتَ أَبُو الْهَيْثَمِ سَنَةَ عِشْرِينَ بِالْمَدِينَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا -[449]- مِمَّنْ رَوَى أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَبْلَنَا يَعْرِفُ ذَلِكَ وَلَا يُثْبِتُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

وأخوه عبيد بن التيهان وقصته في نسبه مثل ما حكينا في أمر أبي الهيثم وأمه في قول عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وأم أبي الهيثم ليلى بنت عتيك بن عمرو، كذلك كان محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر يقولان: عبيد بن التيهان، وأما موسى بن عقبة وأبو معشر وعبد

§وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ وَقِصَّتُهُ فِي نَسَبِهِ مِثْلَ مَا حَكَيْنَا فِي أَمْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ وَأُمُّهُ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَأُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ لَيْلَى بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرٍو، كَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ: عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالُوا: هُوَ عَتِيكُ بْنُ التَّيِّهَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: وَرَأَيْتُ بِخَطِّ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ بِيَدِهِ: عَتِيكَ بْنَ التَّيِّهَانِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَقَدْ شَهِدَ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْقَارِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَشَهِدَ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ لِعُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا، وَعَبَّادٌ، وَأُمُّهُمَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ مِنْ وَلَدِ عُلْبَةَ بْنِ جَفْنَةَ الْغَسَّانَيِّ وَهُمْ حُلَفَاؤُهُمْ وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ لِعُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ عَقِبٌ. خَمْسَةَ عَشَرَ.

ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

أبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة واسمه عبد الرحمن وأمه ليلى بنت رافع بن عمرو بن عدي بن مجدعة بن حارثة، وكان لأبي عبس من الولد محمد، ومحمود وأمهما أم عيسى بنت مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة، وهي أخت محمد بن مسلمة، وكانت من

§أَبُو عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جَشْمِ بْنِ حَارِثَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ، وَكَانَ لِأَبِي عَبْسٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَمَحْمُودٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عِيسَى بِنْتُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ، وَهِيَ أُخْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ. وَزَيْدٌ، وَحُمَيْدَةُ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمَّهُمَا، وَلِأَبِي عَبْسٍ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي حَارِثَةَ حِينَ أَسْلَمَا. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ وَبَيْنَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَهُوَ زَوْجُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أَبُو عَبْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ، وَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يَبْعَثَانِهِ يُصَدِّقُ النَّاسَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي عَبْسٍ الْحَارِثِيِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ جَاءَ يَعُودُهُ وَهُوَ فِي غَمْيِهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ عُثْمَانُ: " كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: صَالِحًا، §وَجَدْنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ صَالِحًا، إِلَّا عُقُولًا هَلَكَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْعُمَّالِ لَمْ نَكَدْ نَتَخَلَّصُ مِنْهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ مِنْ وَلَدِ -[451]- أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: «§مَاتَ أَبُو عَبْسٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ وَقَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكُلُّهُمْ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ»

مسعود بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة هكذا قال موسى بن عقبة وأبو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وقال محمد بن إسحاق: هو مسعود بن سعد، وقال محمد بن عمر: هو مسعود بن عبد بن مسعود بن عامر، وليس له عقب وقد انقرضوا، وشهد

§مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ سَعْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَقَدِ انْقَرَضُوا، وَشَهِدَ مَسْعُودٌ بَدْرًا وَأُحُدًا

ومن حلفاء بني حارثة

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي حَارِثَةَ

أبو بردة بن نيار بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذهل بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة واسم أبي بردة هانئ، وله عقب، وهو خال البراء بن عازب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار

§أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلَابِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَاسْمُ أَبِي بُرْدَةَ هَانِئٌ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَهُوَ خَالُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: " §أَنَّ مَنْ سَمَّيْنَا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي حَارِثَةَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: أَبُو عَبْسٍ -[452]-، وَمَسْعُودٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، ثَبَتَ عَلَى مَا سَمَّيْنَا مِنْ أَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَبُو بُرْدَةَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ حَفِظَهَا عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، يَقُولُ: «§مَاتَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ» ثَلَاثَةُ نَفَرٍ

ومن بني ظفر واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ بَنِي ظَفَرٍ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر وأمه أنيسة بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الخزرج. قال محمد بن عمر: وكان قتادة يكنى أبا عمر، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: يكنى أبا عبد الله، وكان

§قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يُكْنَى أَبَا عُمَرَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ لِقَتَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْقَوَاقِلِ حُلَفَاءٌ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَعَمْرٌو وَحَفْصَةُ وَأُمُّهُمَا الْخَنْسَاءُ بِنْتُ خُنَيْسٍ الْغَسَّانَيُّ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جُرَيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: وَلَيْسَ لِقَتَادَةَ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ عَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ ابْنَا عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَكَانَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالسِّيرَةِ وَغَيْرِهَا وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ شَهِدَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ

بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَكَانَ قَتَادَةُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَرُمِيَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِيَ امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَإِنْ هِيَ رَأَتْ عَيْنِي خَشِيتُ أَنْ تُقْذِرَنِيَ، قَالَ: فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فَاسْتَوَتْ وَرَجَعَتْ وَكَانَتْ أَقْوَى عَيْنَيْهِ وَأَصَحَّهُمَا بَعْدَ أَنْ كَبِرَ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: «أَنَّ حَدَقَةَ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ سَقَطَتْ، أَوْ عَيْنُهُ، عَلَى وَجْنَتِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ، §فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ وَأَحَدَّهُمَا» وَشَهِدَ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي ظَفَرٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§مَاتَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِالْمَدِينَةِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ»

عبيد بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر ويكنى أبا النعمان وأمه لميس بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن سلمة من الخزرج، وكان له عقب، فانقرضوا وذهبوا، وشهد عبيد بدرا، ويقولون: إنه الذي أسر العباس ونوفلا وعقيلا فقرنهم في حبل وأتى بهم رسول

§عُبَيْدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَيُكْنَى أَبَا النُّعْمَانِ وَأُمُّهُ لَمِيسُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ، فَانْقَرَضُوا وَذَهَبُوا، وَشَهِدَ عُبَيْدٌ بَدْرًا، وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وَعَقِيلًا فَقَرَنَهُمْ فِي حَبْلٍ وَأَتَى بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله -[454]- عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ كَرِيمٌ» ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ مُقْرِنًا، وَبَنُو سَلَمَةَ يَدَّعُونَ أَنَّ أَبَا الْيَسَرِ كَعْبَ بْنَ عَمْرٍو أَسَرَ الْعَبَّاسَ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَجْمَعَ عَلَى ذِكْرِ عُبَيْدٍ فِي بَدْرٍ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَهَذَا عِنْدَنَا مِنْهُ وَهْمٌ أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ، لِأَنَّ أَمْرَ عُبَيْدِ بْنِ أَوْسٍ كَانَ أَشْهَرَ فِي بَدْرٍ مِنْ أَنْ يَخْفَى.

نصر بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر ويكنى أبا الحارث وأمه سودة بنت سواد بن الهيثم بن ظفر وكانت لأبيه الحارث بن عبد رزاح أيضا صحبة، وقد انقرض عقبه وذهبوا، هكذا سماه أبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وهشام بن محمد بن السائب الكلبي لم

§نَصْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَأُمُّهُ سَوْدَةُ بِنْتُ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ وَكَانَتْ لِأَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحٍ أَيْضًا صُحْبَةٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ وَذَهَبُوا، هَكَذَا سَمَّاهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي اسْمِهِ وَنَسَبِهِ أَنَّهُ نَصْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ نُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَهَذَا غَلَطٌ، وَلَا أَظُنُّ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِ رُوَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.

ومن حلفاء بني ظفر

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي ظَفَرٍ

عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك بن تيم بن شعبة بن سعد الله بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وليس له عقب، هكذا نسبه محمد بن عمر ونسب أخاه لأمه معتب بن عبيد وقد شهد معه بدرا، وأما محمد بن إسحاق فسماهما فيمن شهد بدرا ولم ينسبهما وقال: هو معتب بن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ تَيمِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَنَسَبَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ مُعَتِّبَ بْنَ عُبَيْدٍ وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَسَمَّاهُمَا فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَلَمْ يَنْسُبْهُمَا وَقَالَ: هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عَبْدَةَ

، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَلَمْ يَذْكُرْهُمَا فِي كِتَابِ النَّسَبِ بِشَيْءٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ الرَّجِيعِ فَأَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ فَشَدُّوهُ رِبَاطًا لِيُدْخِلُوهُ مَكَّةَ مَعَ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ فَلَمَّا كَانَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أُصَاحِبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةٌ، يَعْنِي أَصْحَابَهُ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ، وَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ رِبَاطِهِ ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ فَانْحَازُوا عَنْهُ فَجَعَلَ يَشُدُّ فِيهِمْ وَيُفْرِجُونَ عَنْهُ، فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَبْرُهُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَكَانَ يَوْمُ الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

وأخوه لأمه معتب بن عبيد بن إياس بن تيم بن شعبة بن سعد الله بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة هكذا قال محمد بن عمر، وقال محمد بن إسحاق: هو معتب بن عبدة، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو معتب بن عبيد بن سواد بن الهيثم بن ظفر، وأمه من

§وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ تَيْمِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عَبْدَةَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو الْبَلَوِيُّ حَلِيفُ بَنِي ظَفَرٍ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ نَسَبُهُ فِي بَنِي ظَفَرٍ جَعَلَهُ مِنْ بَلِيٍّ لِمَكَانِ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَارِقٍ، وَلَيْسَ لِمُعَتِّبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَقِبٌ، وَوَرِثَهُ ابْنُ عَمِّهِ أُسَيْرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ، وَشَهِدَ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ. خَمْسَةُ نَفَرٍ.

ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ثم من بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف

§وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

مبشر بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن أمية بن زيد وأمه نسيبة بنت زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وليس له عقب. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مبشر بن عبد المنذر وعاقل بن أبي البكير، ويقال: بل بين عاقل بن أبي البكير ومجذر بن

§مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ نُسَيْبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَعَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَيُقَالُ: بَلْ بَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُجَذِّرِ بْنِ زِيَادٍ، وَشَهِدَ مُبَشِّرٌ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو ثَوْرٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَسْهَمَ لِمُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَقَدِمَ بِسَهْمِهِ عَلَيْنَا مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ»

وأخوه رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف وأمه نسيبة بنت زيد بن ضبيعة بن زيد، وكانت له ابنة تدعى مليكة تزوجها عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأمها ظبية بنت النعمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة

§وَأَخُوهُ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ نَسِيبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُدْعَى مُلَيْكَةُ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، وَأُمُّهَا ظَبْيَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ -[457]- شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوهما أبو لبابة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن أمية، واسمه بشير وأمه أيضا نسيبة بنت زيد بن ضبيعة، وكان لأبي لبابة من الولد السائب، وأمه زينب بنت خذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن أمية بن زيد، ولبابة وبها كان يكنى، تزوجها زيد بن الخطاب

§وَأَخُوهُمَا أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَاسْمُهُ بَشِيرٌ وَأُمُّهُ أَيْضًا نَسِيبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَكَانَ لِأَبِي لُبَابَةَ مِنَ الْوَلَدِ السَّائِبُ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَلُبَابَةُ وَبِهَا كَانَ يُكْنَى، تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأُمُّهَا نَسِيبَةُ بِنْتُ فَضَالَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا لُبَابَةَ مِنَ الرَّوْحَاءِ حِينَ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، وَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ مِنْ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §خَلَّفَ أَبَا لُبَابَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» وَشَهِدَ أَبُو لُبَابَةَ أُحُدًا وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيْضًا عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ السَّوِيقِ، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَائِرَ الْمَشَاهِدِ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو لُبَابَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَقَبْلَ قَتْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ، وَارْتَبَطَ أَبُو لُبَابَةَ إِلَى مَوْضِعِ الْإِسْطِوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَصَابَ الذَّنْبَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد وهو الذي يقال له: سعد القارئ ويكنى أبا زيد ويروي الكوفيون أنه فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كان محمد بن إسحاق وأبو معشر ينسبانه: سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس،

§سَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْقَارِئُ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَيَرْوِي الْكُوفِيُّونَ أَنَّهُ فِيمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَنْسِبَانِهِ: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَابْنُهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ وَالِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى بَعْضِ الشَّامِ، وَقُتِلَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ شَهِيدًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشَرَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِسَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ: قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ انْهَزَمَ يَوْمَ أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَكَانَ يُسَمَّى الْقَارِئُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَمَّى الْقَارِئَ غَيْرَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " §هَلْ لَكَ فِي الشَّامِ؟، فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ نُزِفُوا بِهِ، وَإِنَّ الْعَدُوَّ قَدْ ذَئِرُوا عَلَيْهِمْ، وَلَعَلَّكَ تَغْسِلُ عَنْكَ الْهُنَيْهَةَ، قَالَ: لَا، إِلَّا الْأَرْضَ الَّتِي فَرَرْتُ مِنْهَا، وَالْعَدُوَّ الَّذِينَ صَنَعُوا بِي مَا صَنَعُوا، قَالَ: فَجَاءَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فَقُتِلَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: «§إِنَّا لَاقُو الْعَدُوَّ غَدًا، وَإِنَّا مُسْتَشْهَدُونَ غَدًا، فَلَا تَغْسِلُوا عَنَّا دَمًا، وَلَا نُكَفَّنَ إِلَّا فِي ثَوْبٍ كَانَ عَلَيْنَا»

عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية ويكنى أبا عبد الرحمن وأمه عميرة بنت سالم بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وكان لعويم من الولد: عتبة، وسويد قتل يوم الحرة، وقرظة، وأمهم أمامة بنت بكير بن ثعلبة بن حدبة بن

§عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لِعُوَيْمٍ مِنَ الْوَلَدِ: عُتْبَةُ، وَسُوَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَقَرَظَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَدْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضِبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ يَقُولُ: عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ صَلْعَجَةَ، وَلَمْ نَجِدْ صَلْعَجَةَ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّهُ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ، وَلِعُوَيْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبِدَرْبِ الْحَدَثِ، وَعُوَيْمٌ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا، وَشَهِدَ عُوَيْمٌ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ أَنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ وَحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يُخْبِرُ أَبَاهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§نِعْمَ الْعَبْدُ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ» . قَالَ مُوسَى: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِنْهُمْ -[460]- عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ» قَالَ مُوسَى: وَكَانَ عُوَيْمٌ أَوَّلَ مَنْ غَسَلَ مَقْعَدَتَهُ بِالْمَاءِ فِيمَا بَلَغَنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " §أَنَّ الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحَيْنَ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُمَا يُرِيدَانِ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ فَذَكَرَا مَا تَمَالَأَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، وَقَالَا: " أَيْنَ تُرِيدَانِ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَالَا: نُرِيدُ إِخْوَتَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ "

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: " أَنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقُوهُمَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ، فَأَمَّا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فَهُوَ الَّذِي بَلَغَنَا أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: " مَنِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§نِعْمَ الْمَرْءُ مِنْهُمْ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ» قَالَ: «وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ ذَكَرَ مِنْهُمْ رَجُلًا غَيْرَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ» قَالَ: وَتُوُفِّيَ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً.

ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد وأمه أمامة بنت صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف، وكان لثعلبة من الولد عبيد الله وعبد الله وعمير وأمهم من بني واقف، ورفاعة وعبد الرحمن وعياض وعميرة وأمهم لبابة بنت عقبة بن بشير من غطفان،

§ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ حَوْطِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لِثَعْلَبَةَ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَيْرٌ وَأُمُّهُمْ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ، وَرِفَاعَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعِيَاضٌ وَعُمَيْرَةُ وَأُمُّهُمْ لُبَابَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ مِنْ غَطَفَانَ، وَلِثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ وَمُعَتِّبِ بْنِ الْحَمْرَاءِ مِنْ خُزَاعَةَ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ، وَشَهِدَ ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

وأخوه الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد وأمه أمامة بنت صامت بن خالد بن عطية، وكان للحارث من الولد عبد الله وأمه أم عبد الله بنت أوس بن حارثة من بني جحجبا وله اليوم عقب، ويكنى أبا عبد الله.

§وَأَخُوهُ -[461]- الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا وَلَهُ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ قَالَ: «§رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ الْحَارِثَ بْنَ حَاطِبٍ مِنَ الرَّوْحَاءِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى بَدْرٍ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي شَيْءٍ أَمَرَهُ بِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» . وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الْحَارِثُ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ وَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ فَوْقِ الْحِصْنِ فَدَمَغَهُ

رافع ابن عنجدة وهي أمه، وأبوه عبد الحارث وهو حليف لهم من بلي، وبلي من قضاعة يدعي أنه منهم، وكذلك كان محمد بن إسحاق يقول، وكان أبو معشر وحده يقول: عامر بن عنجدة. قالوا: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رافع ابن عنجدة والحصين بن الحارث بن

§رَافِعُ ابْنُ عَنْجَدَةَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ عَبْدُ الْحَارِثِ وَهُوَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ، وَبَلِيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَحْدَهُ يَقُولُ: عَامِرُ بْنُ عَنْجَدَةَ. قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ رَافِعِ ابْنِ عَنْجَدَةَ وَالْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَشَهِدَ رَافِعٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَلَا عَقِبَ لَهُ.

عبيد بن أبي عبيد قال محمد بن سعد: سمعت من يقول: إن بليا من قضاعة يدعي أنه منهم، وكذلك قال محمد بن إسحاق، ومن الناس من ينسبه وينسب رافع ابن عنجدة إلى بني عمرو بن عوف وقد طلبت ولادتهما ونسبهما في أنساب بني عمرو بن عوف فلم أجده، وليس لهما عقب، وشهد

§عُبَيْدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ بَلِيًّا مِنْ قُضَاعَةَ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمِنَ النَّاسِ مِنْ يَنْسُبْهُ وَيَنْسُبُ رَافِعَ ابْنَ عَنْجَدَةَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ طَلَبْتُ وَلِادَتَهُمَا وَنَسَبَهُمَا فِي أَنْسَابِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَيْسَ لَهُمَا عَقِبٌ، وَشَهِدَ عُبَيْدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ. تِسْعَةُ نَفَرٍ.

ومن بني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف

§وَمِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

عاصم بن ثابت بن قيس، وقيس هو أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة وأمه الشموس بنت أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة وكان لعاصم من الولد محمد وأمه هند بنت مالك بن عامر بن حذيفة من بني جحجبا بن كلفة، من ولده الأحوص الشاعر بن عبد

§عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، وَقَيْسٌ هُوَ أَبُو الْأَقْلَحِ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهُ الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَكَانَ لِعَاصِمٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ، مِنْ وَلَدِهِ الْأَحْوَصُ الشَّاعِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ. وَيُكْنَى عَاصِمٌ أَبَا سُلَيْمَانَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَشَهِدَ عَاصِمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَتَلَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ أَصْحَابِ اللِّوَاءِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْحَارِثَ وَمُسَافِعًا ابْنَيْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأُمُّهُمَا سُلَافَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الشَّهِيدِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَنَذَرَتْ أَنْ تَشْرَبَ فِي قِحْفِ رَأْسِ عَاصِمٍ الْخَمْرَ وَجَعَلَتْ لِمَنْ جَاءَ بِرَأْسِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ، فَقَدِمَ نَاسٌ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ

مِنْ هُذَيْلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ أَنْ يُوَجِّهَ مَعَهُمْ نَفَرًا يُقْرِئُونَهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَوَجَّهَ مَعَهُمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا قَدِمُوا بِلَادَهُمْ قَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ: اسْتَأْسِرُوا، فَإِنَّا لَا نُرِيدُ قَتْلَكُمْ، وَإِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ نُدْخِلَكُمْ مَكَّةَ فَنُصِيبَ بِكُمْ ثَمَنًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ جِوَارَ مُشْرِكٍ أَبَدًا، وَجَعَلَ يُقَاتِلُهُمْ وَيَرْتَجِزُ وَرَمَى حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلَهُ، ثُمَّ طَاعَنَهُمْ حَتَّى انْكَسَرَ رُمْحُهُ، وَبَقِيَ السَّيْفُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي حَمَيْتُ دِينَكَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَاحْمِ لِي لَحْمِي آخِرَهُ. وَكَانُوا يُجَرِّدُونَ كُلَّ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ فَجَرَحَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ وَقَتَلَ وَاحِدًا وَجَعَلَ يَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ وَمِثْلِي رَامَا ... وَرِثْتُ مَجْدِي مَعْشَرًا كِرَامَا أُصِيبَ مَرْثَدٌ وَخَالِدٌ قِيَامَا ثُمَّ شَرَعُوا فِيهِ الْأَسِنَّةَ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَأَرَادُوا أَنْ يَحْتَزُّا رَأْسَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ الدَّبْرَ فَحَمَتْهُ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي اللَّيْلِ سَيْلًا أَتِيًّا فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ بِهِ فَلَمْ يَصِلُوا إِلَيْهِ، وَكَانَ عَاصِمٌ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَلَا يَمَسَّ مُشْرِكًا وَلَا يَمَسُّهُ، وَكَانَ قَتْلُهُ وَقَتْلُ أَصْحَابِهِ يَوْمَ الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

معتب بن قشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة وليس له عقب، وشهد بدرا، وأحدا، وكذلك قال محمد بن إسحاق.

§مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

أبو مليل بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة وأمه أم عمرو بنت الأشرف بن العطاف بن ضبيعة وليس له عقب، وشهد بدرا، وأحدا، وكذلك قال محمد بن إسحاق.

§أَبُو مُلَيْلِ بْنُ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ الْأَشْرَفِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

عمير بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة وليس له عقب، وكان محمد بن إسحاق وحده يقول: عمرو بن معبد، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد المائة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله تعالى بأرزاقهم.

§عُمَيْرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ مَعْبَدٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَحَدُ الْمِائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ الَّذِينَ تَكَفَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِأَرْزَاقِهِمْ. أَرْبَعَةُ نَفَرٍ.

ومن بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف

§وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد هكذا كان محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر يقولان: أنيس، وكان موسى بن عقبة يقول: إلياس، وكان أبو معشر يقول: أنس، وهو زوج خنساء بنت خذام الأسدية، شهد بدرا، وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين

§أُنَيْسُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ هَكَذَا كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ: أُنَيْسٌ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ يَقُولُ: إِلْيَاسُ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: أَنَسٌ، وَهُوَ زَوْجُ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَسَدِيَّةِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ، وَلَيْسَ لِأُنَيْسٍ عَقِبٌ وَاحِدٌ.

ومن بني العجلان بن حارثة من بلي قضاعة وهم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف كلهم

§وَمِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ كُلُّهُمْ

معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، وكان يكتب بالعربية

§مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدْمِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَلِمَعْنٍ عَقِبٌ الْيَوْمَ، وَشَهِدَ مَعْنٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " §أَنَّ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُمَا يُرِيدَانِ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ إِنْ لَا تَقْرَبُوهُمُ وَاقْضُوا أَمْرَكُمْ "

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ بَكَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَقَالُوا: " وَاللَّهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا مِتْنَا قَبْلَهُ، نَخْشَى أَنْ نُفْتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنٌ: «§إِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي مُتُّ قَبْلَهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ مَيِّتًا كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيًّا» وَقُتِلَ مَعْنٌ بِالْيَمَامَةِ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.

وأخوه عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان قال محمد بن عمر: كان يكنى أبا بكر، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: كان يكنى أبا عبد الله، وله عقب.

§وَأَخُوهُ -[466]- عَاصِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَلَهُ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى بَدْرٍ §خَلَّفَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ عَلَى قُبَاءٍ وَأَهْلِ الْعَالِيَةِ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ وَمَعَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ فَأَحْرَقَا مَسْجِدَ الضِّرَارِ بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ بِالنَّارِ، وَكَانَ عَاصِمٌ إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةَ سَنَةٍ.

ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجد بن العجلان وليس له عقب، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة في خلافة أبي بكر، وكذلك قال محمد بن إسحاق

§ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ -[467]- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ نُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُ النَّاسَ §فَكُلَّمَا سَمِعَ أَذَانًا لِلْوَقْتِ كَفَّ وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ بِبُزَاخَةَ بَعَثَ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ طَلِيعَةً أَمَامَهُ يَأْتِيَانِهِ بِالْخَبَرِ وَكَانَا فَارِسَيْنِ عُكَّاشَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ الزَّرَامُ، وَثَابِتٌ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ الْمُحَبَّرُ فَلَقِيَا طُلَيْحَةَ وأخاه سَلَمَةَ ابْنَيْ خُوَيْلِدٍ طَلِيعَةً لِمَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ فَانْفَرَدَ طُلَيْحَةُ بِعُكَّاشَةَ وَسَلَمَةُ بِثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ، فَلَمْ يَلْبَثْ سَلَمَةُ أَنْ قَتَلَ ثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ، وَصَرَخَ طُلَيْحَةُ بِسَلَمَةَ: «أَعِنِّي عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَاتِلِي» ، فَكَرَّ سَلَمَةُ عَلَى عُكَّاشَةَ فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا، وَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ قَتِيلًا تَطَؤُهُ الْمَطِيُّ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَمْ يَسِيرُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى وَطِئُوا عُكَّاشَةَ قَتِيلًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: «§كُنَّا نَحْنُ الْمُقَدِّمَةُ مِائَتَيْ فَارِسٍ وَعَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمَامَنَا، فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمَا سِيءَ بِنَا، وَخَالِدٌ وَالْمُسْلِمُونَ وَرَاءَنَا بَعْدُ، فَوَقَفْنَا عَلَيْهِمَا حَتَّى طَلَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَسِيرُ فَأَمَرَنَا فَحَفَرْنَا لَهُمَا وَدَفَنَّاهُمَا بِدِمَائِهِمَا وَثِيَابِهِمَا، وَلَقَدْ وَجَدْنَا بِعُكَّاشَةَ جِرَاحَاتٍ مُنْكَرَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا أَثْبَتُ مَا سَمِعْنَا فِي قَتْلِهِمَا، وَكَانَ قَتَلَهُمَا طُلَيْحَةُ الْأَسَدِيُّ بِبُزَاخَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن الجد بن العجلان وليس له عقب، وشهد بدرا، وأحدا، وكذلك قال محمد بن إسحاق.

§زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد بن العجلان ويكنى أبا الحارث وله عقب، وكذلك قال محمد بن إسحاق، من ولده أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن العجلاني المدني وكانت عنده أحاديث يرويها من أمور الناس، وقد لقيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، مِنْ وَلَدِهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانَيُّ الْمَدَنِيُّ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ يَرْوِيهَا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ، وَقَدْ لَقِيَهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ وَرَوَى عَنْهُ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى.

ربعي بن رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان وليس له عقب، ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا، وشهد ربعي أيضا أحدا. ستة نفر

§رِبْعِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَشَهِدَ رِبْعِيُّ أَيْضًا أُحُدًا. سِتَّةُ نَفَرٍ

ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف

§وَمِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

جبر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية وأمه جميلة بنت زيد بن صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الأوس، وكان جبر يكنى أبا عبد الله، وكان لجبر من الولد عتيك وعبد الله وأم ثابت، وأمهم هضبة بنت عمرو بن مالك بن سبيع من بني

§جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ جَبْرٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ لِجَبْرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَتِيكٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّ ثَابِتٍ، وَأُمُّهُمْ هَضْبَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ سُبَيْعٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلَيْسَ لِبَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ الْيَوْمَ بَقِيَّةٌ إِلَّا وَلَدُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ وَخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، وَشَهِدَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: «§أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَاهُ يَعُودُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً.

وعمه الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية وأمه زينب بنت الصيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث من الأوس. هكذا ذكره محمد بن عمر الواقدي وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري عن رجاله المسمين في أول الكتاب أن جبر بن عتيك وعمه الحارث بن

§وَعَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الصَّيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ. هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ رِجَالِهِ -[470]- الْمُسَمِّينَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ أَنَّ جَبْرَ بْنَ عَتِيكٍ وَعَمَّهُ الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ شَهِدَا بَدْرًا، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ هُوَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: غَلَطَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ أَوْ مَنْ رَوَى عَنْهُمَا فِي نَسَبِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ فَنَسَبَاهُ إِلَى عَمِّهِ الْحَارِثِ، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ عَمُّهُ بَدْرًا، وَنَسَبُهُ كَمَا وَصَفْنَا.

ومن حلفاء بني معاوية بن مالك

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ

مالك ابن نميلة وهي أمه، وهو مالك بن ثابت من مزينة، وشهد بدرا، وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة.

§مَالِكُ ابْنُ نُمَيْلَةَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

نعمان بن عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وليس له عقب، هكذا قال محمد بن إسحاق وأبو معشر وموسى بن عقبة ومحمد بن عمر: نعمان بن عصر بالكسر، وقال

§نُعْمَانُ بْنُ عَصْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدَمِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: نُعْمَانُ بْنُ عِصْرٍ بِالْكَسْرِ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: هُوَ نُعْمَانُ بْنُ عَصْرٍ بِالْفَتْحِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ لَقِيطُ بْنُ عِصْرٍ بِالْكَسْرِ، وَشَهِدَ نُعْمَانُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.

ومن بني حنش بن عوف بن عمرو بن عوف، وهم من أهل المسجد، يعني مسجد قباء

§وَمِنْ بَنِي حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ

سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف ويكنى سهل أبا سعد ويقال: أبو عبد الله، وجده عمرو بن الحارث يقال له: بحزج، وأم سهل اسمها هند بنت رافع بن عميس بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن

§سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعَكِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَيُكْنَى سَهْلٌ أَبَا سَعْدٍ وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَجَدُّهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ: بَحْزَجٍ، وَأُمُّ سَهْلٍ اسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُمَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ مِنَ الْجَعَادِرَةِ، وَأَخَوَاهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَالنُّعْمَانُ ابْنَا أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَكَانَ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو أُمَامَةَ وَاسْمُهُ أَسْعَدُ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَسَعْدٌ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَلِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَشَهِدَ سَهْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَجَعَلَ يَنْضَحُ يَوْمَئِذٍ بِالنَّبْلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَبِّلُوا سَهْلًا فَإِنَّهُ سَهْلٌ» ، وَشَهِدَ سَهْلٌ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ -[472]- يَقُولُ: «§لَمْ يُعْطِ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ أَحَدًا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَأَبَا دُجَانَةَ سِمَاكَ بْنَ خَرَشَةَ، وَكَانَا فَقِيرَيْنِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§ادْعُوا لِي سَهْلًا غَيْرَ حَزْنٍ، يَعْنِي سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ» وَقَدْ شَهِدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلَ إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، إِلَّا أَمْرَنَا هَذَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَاتَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: «§صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتًّا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ أَتَى بِهِ عَلِيٌّ فِي الرَّحَبَةِ، §فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ، فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقِيلَ: إِنَّهُ بَدْرِيُّ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْجَبَّانَةِ لَحِقَنَا قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ نَشْهَدِ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَلُّوا عَلَيْهِ، فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، وَكَانَ إِمَامُهُمْ قَرَظَةُ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ: «أَنَّ عَلِيًّا §كَبَّرَ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ سِتًّا فِي الرَّحَبَةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: " §كَبَّرَ عَلِيٌّ فِي سُلْطَانِهِ كُلِّهُ أَرْبَعًا أَرْبَعًا عَلَى الْجَنَازَةِ إِلَّا عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَيْهِ خَمْسًا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّهُ بَدْرِيُّ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: " §صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ خَمْسًا، فَقَالُوا: مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَقَالَ: هَذَا سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَلِأَهْلِ بَدْرٍ فَضْلٌ عَلَى غَيْرِهِمْ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْلِمَكُمْ فَضْلَهُمْ وَاحِدٌ "

ومن بني جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف

§وَمِنْ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا ويكنى أبا عبدة وأمه من آل أبي قردة من هذيل. قال: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الطفيل بن الحارث بن المطلب، وقتل المنذر يوم بئر معونة شهيدا، وليس له عقب، ولأحيحة عقب من غيره،

§الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ حَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا وَيُكْنَى أَبَا عَبْدَةَ وَأُمُّهُ مِنْ آلِ أَبِي قِرَدَةَ مِنْ هُذَيْلٍ. قَالَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَقُتِلَ الْمُنْذِرُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَلِأُحَيْحَةَ عَقِبٌ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَدْ كَانَ الْمُنْذِرُ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

ومن بني أنيف بن جشم بن عائذ الله من بلي حلفاء بني جحجبا بن كلفة

§وَمِنْ بَنِي أُنَيْفِ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ مِنْ بَلِيٍّ حُلَفَاءِ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ

أبو عقيل واسمه عبد الرحمن الإراشي الأنيفي بن عبد الله بن ثعلبة بن بيحان بن عامر بن الحارث بن مالك بن عامر بن أنيف بن جشم بن عائذ الله بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن يراش، وهو إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة

§أَبُو عَقِيلٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْإِرَاشِيُّ الْأُنَيْفِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَيْحَانَ -[474]- بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذَ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ يَرَاشَ، وَهُوَ إِرَاشَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلَ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَكَانَ اسْمُ أَبِي عَقِيلٍ عَبْدُ الْعُزَّى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَدُوَّ الْأَوْثَانِ، هَكَذَا نَسَبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَنْسِبَانِهِ إِلَى جُشَمَ مِثْلَ هَذِهِ النِّسْبَةِ ثُمَّ يَخْتَلِفَانِ فِي سَائِرِ آبَائِهِ إِلَى بَلِيٍّ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَلَهُ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ الْأُنَيْفِيُّ، §رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ وَفُؤَادِهِ فَشَطَبَ فِي غَيْرِ مَقْتَلٍ، فَأُخْرِجَ السَّهْمُ وَوَهَنَ لَهُ شِقُّهُ الْأَيْسَرِ لِمَا كَانَ فِيهِ، وَهَذَا أَوَّلُ النَّهَارِ، وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَجَازُوا رِحَالَهُمْ وَأَبُو عَقِيلٍ وَاهِنٌ مِنْ جُرْحِهِ، سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ بِالْأَنْصَارِ: " اللَّهَ اللَّهَ، وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ، وَأَعْنَقَ مَعْنٌ يَقْدُمُ الْقَوْمَ، وَذَلِكَ حِينَ صَاحَتِ الْأَنْصَارُ: أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا، فَأَخْلَصُوا رَجُلًا رَجُلًا يُمَيَّزُونَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَنَهَضَ أَبُو عَقِيلٍ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُ يَا أَبَا عَقِيلٍ؟ مَا فِيكَ قِتَالٌ، قَالَ: قَدْ نَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا يَقُولُ: يَا لِلْأَنْصَارِ، لَا يَعْنِي الْجَرْحَى، قَالَ أَبُو عَقِيلٍ: أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَتَحَزَّمَ أَبُو عَقِيلٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى مُجَرَّدًا ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي: يَا لِلْأَنْصَارِ، كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ، فَاجْتَمَعُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا يَقْدُمُونَ الْمُسْلِمِينَ دُرْبَةً دُونَ عَدُوِّهِمْ حَتَّى أَقْحَمُوا عَدُّوَهُمُ الْحَدِيقَةَ فَاخْتَلَطُوا وَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ

: فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي عَقِيلٍ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمَنْكِبِ فَوَقَعَتِ الْأَرْضَ وَبِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُرْحًا، كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلِمَةُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعْتُ عَلَى أَبِي عَقِيلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَقُلْتُ: أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ: لَبَّيْكَ، بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ، لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَبْشِرْ، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ قَدِمْتَ خَبَرَهُ كُلَّهُ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم وَقَدِيمِ إِسْلَامٍ " اثْنَانِ

ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف

§وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وأمه من بني عبد الله بن غطفان، وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر، وشهد عبد الله بدرا، وأحدا واستعمله رسول

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى الرُّمَاةِ وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا وَأَمَرَهُمْ، فَوَقَفُوا عَلَى عَيْنَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِقَنَاةٍ وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «قُومُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ هَذَا فَاحْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرِكُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا» ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ السِّلَاحَ فِيهِمْ حَيْثُ شَاؤُوا وَيَنْهَبُونَ عَسْكَرَهُمْ وَيَأْخُذُونَ الْغَنَائِمَ، فَقَالَ بَعْضُ الرُّمَاةِ لِبَعْضٍ: مَا تُقِيمُونَ هَاهُنَا فِي غَيْرِ شَيْءٍ، فَقَدْ هَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ فَاغْنَمُوا مَعَ إِخْوَانِكُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

لَكُمُ «احْمُوا ظُهُورَنَا» فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ؟، فَقَالَ الْآخَرُونَ: لَمْ يَرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا، وَقَدْ أَذَلَّ اللَّهُ الْعَدُوَّ وَهَزَمَهُمْ، فَخَطَبَهُمْ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مُعْلَمًا بِثِيَابٍ بِيضٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَأَنْ لَا يُخَالَفَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَمْرٌ، فَعَصَوْا وَانْطَلَقُوا، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الرُّمَاةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَّا نُفَيْرٌ مَا يَبْلُغُونَ الْعَشَرَةَ، فِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ أَنَسِ بْنِ رَافِعٍ، وَنَظَرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ فَكَرَّ بِالْخَيْلِ فَتَبِعَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَانْطَلَقَا إِلَى مَوْضِعِ الرُّمَاةِ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ فَرَمَاهُمُ الْقَوْمُ حَتَّى أُصِيبُوا وَرَمَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلُهُ ثُمَّ طَاعَنَ بِالرُّمْحِ حَتَّى انْكَسَرَ ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ فَلَمَّا وَقَعَ جَرَّدُوهُ وَمَثَّلُوا بِهِ أَقْبَحَ الْمَثْلِ، وَكَانَتِ الرِّمَاحُ قَدْ شَرَعَتْ فِي بَطْنِهِ حَتَّى خَرَقَتْ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ إِلَى خَاصِرَتِهِ إِلَى عَانَتِهِ فَكَانَتْ حَشْوَتُهُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا، قَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ: فَلَمَّا جَالَ الْمُسْلِمُونَ تِلْكَ الْجَوْلَةَ مَرَرْتُ بِهِ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَلَقَدْ ضَحِكْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا ضَحِكَ فِيهِ أَحَدٌ، وَنَعِسْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا نَعَسَ فِيهِ أَحَدٌ، وَبَخِلْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا بَخِلَ فِيهِ أَحَدٌ، فَقِيلَ: مَا هِيَ؟ فَقَالَ: حَمَلْتُهُ فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ وَأَخَذَ أَبُو حَنَّةَ بِرِجْلَيْهِ وَقَدْ سَدَدْتُ جُرْحَهُ بِعِمَامَتِي، فَبَيْنَا نَحْنُ نَحْمِلُهُ وَالْمُشْرِكُونَ نَاحِيَةً إِلَى أَنْ سَقَطَتْ عِمَامَتِي مِنْ جُرْحِهِ فَخَرَجَتْ حَشْوَتُهُ فَفَزِعَ صَاحِبِي وَجَعَلَ يَتَلَفَّتُ وَرَاءَهُ يَظُنُّ أَنَّهُ الْعَدُوُّ فَضَحِكْتُ، وَلَقَدْ شَرَعَ لِي رَجُلٌ بِرُمْحٍ يَسْتَقْبِلُ بِهِ ثُغْرَةَ نَحْرِي فَغَلَبَنِي النَّوْمُ وَزَالَ الرُّمْحُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي حِينَ انْتَهَيْتُ إِلَى الْحَفْرِ لَهُ وَمَعِي قَوْسِي وَغَلُظَ عَلَيْنَا الْجَبَلُ فَهَبَطْنَا بِهِ إِلَى الْوَادِي فَحَفَرْتُ لَهُ بِسِيَةِ الْقَوْسِ وَفِيهَا الْوَتَرُ، فَقُلْتُ: لَا أُفْسِدُ الْوَتَرَ فَحَلَلْتُهُ ثُمَّ حَفَرْتُ بِسِيَتِهَا حَتَّى أَنْعَمْنَا ثُمَّ غَيَّبْنَاهُ وَانْصَرَفْنَا، وَالْمُشْرِكُونَ بَعْدُ نَاحِيَةً وَقَدْ تَحَاجَزْنَا فَلَمْ يَنْشِبُوا أَنْ وَلَّوْا، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ عَقِبٌ.

وأخوه خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة وأمه من بني عبد الله بن غطفان، وكان لخوات من الولد صالح، وحبيب قتل يوم الحرة، وأمهما من بني ثعلبة من بني فقيم، وسالم وأم سالم وأم القاسم، وأمهم عميرة بنت حنظلة بن حبيب بن أحمر بن

§وَأَخُوهُ -[477]- خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَكَانَ لِخَوَّاتٍ مِنَ الْوَلَدِ صَالِحٌ، وَحَبِيبٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ، وَسَالِمٌ وَأُمُّ سَالِمٍ وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهُمْ عُمَيْرَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ حَبِيبٍ حَلِيفُ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَدَاوُدُ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ خَوَّاتٌ يُكْنَى أَبَا صَالِحٍ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ: «أَنَّهُ §كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» قَالُوا: وَكَانَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ صَاحِبَ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ: «أَنَّ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ خَرَجَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ أَصَابَهُ نَصِيلُ حَجَرٍ فَكُسِرَ، §فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» قَالُوا: وَشَهِدَ خَوَّاتٌ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ خَوَّاتِ بْنِ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَهْلِهِ، قَالُوا: «§مَاتَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ بِالْمَدِينَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ -[478]- وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ»

الحارث بن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة وهو عم خوات وعبد الله ابني جبير، وهو عم أبي ضياح أيضا، وأم الحارث هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة من الأوس وليس له عقب، أجمع موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن

§الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَهُوَ عَمُّ خَوَّاتِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ جُبَيْرٍ، وَهُوَ عَمُّ أَبِي ضَيَّاحٍ أَيْضًا، وَأُمُّ الْحَارِثِ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ النُّعْمَانِ شَهِدَ بَدْرًا وَشَهِدَ أُحُدًا.

أبو ضياح واسمه النعمان بن ثابت بن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عدي بن عامر بن خطمة من الأوس، هكذا قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: أبو ضياح، وكان أبو معشر يقول

§أَبُو ضَيَّاحٍ وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: أَبُو ضَيَّاحٍ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ فِيمَا يُرْوَى عَنْهُ: أَبُو الضَّيَّاحِ، فَكَانُوا يَعْجَبُونَ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ فِي أَهْلِ بَدْرٍ أَبُو الضَّيَّاحِ، وَشَهِدَ أَبُو ضَيَّاحٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا، ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ فَأَطَنَّ قِحْفَ رَأْسِهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لِأَبِي ضَيَّاحٍ عَقِبٌ.

النعمان بن أبي خذمة بن النعمان بن أبي حذيفة بن البرك، وهو امرؤ القيس بن ثعلبة هكذا ذكره محمد بن عمر وأبو معشر، وقال محمد بن إسحاق: ابن أبي خزمة، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: ابن أبي خذمة، ونظرنا في كتاب نسب الأنصار فلم نجد للنعمان بن

§النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي خَذْمَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْبُرَكِ، وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: ابْنُ أَبِي خَزْمَةَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: ابْنُ أَبِي خَذْمَةَ، وَنَظَرْنَا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ ابْنًا يُكْنَى أَبَا حَذْمَةَ وَلَا خَذْمَةَ وَلَا خَزْمَةَ وَلَا وِلَادَةً، وَقَدْ شَهِدَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي خَذْمَةَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أبو حنة واسمه مالك بن عمرو بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف هكذا ذكره محمد بن عمر في كتابه فيمن شهد بدرا، وذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر وقالا: أبو حبة ولم ينسباه. قال محمد بن عمر: وليس فيمن شهد بدرا أحد يكنى أبا حبة، وإنما أبو حبة بن غزية بن

§أَبُو حَنَّةَ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَقَالَا: أَبُو حَبَّةَ وَلَمْ يَنْسِبَاهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ يُكْنَى أَبَا حَبَّةَ، وَإِنَّمَا أَبُو حَبَّةَ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَقُتِلَ بِالْيَمَامَةِ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَأَبُو حَبَّةَ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو الْمَازِنِيُّ الَّذِي كَانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ أَبُو حَنَّةَ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ أَخُو أَبِي ضَيَّاحٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَبِي ضَيَّاحٍ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَلَمْ نَجِدْهُ فِي وَلَدِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ.

سالم بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وكان له ابن يقال له: سلمة، وشهد سالم بن عمير بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري.

§سَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: سَلَمَةُ، وَشَهِدَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِ: «أَنَّ أَبَا عَفَكَ §كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى عَدَاوَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شِعْرِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ فِي الْإِسْلَامِ، فَنَذَرَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ قَتْلَهُ، فَطَلَبَ غِرَّتَهُ حَتَّى قَتَلَهُ، وَذَلِكَ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي مَعْنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ رُقَيْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: «§قُتِلَ أَبُو عَفَكٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ» قَالُوا: وَشَهِدَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ، فَقَالُوا: احْمِلْنَا وَكَانُوا فُقَرَاءَ، فَقَالَ: «لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» فَتَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تُفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ، وَكَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ، مِنْهُمْ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَقَدْ سَمَّيْنَا سَائِرَهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ عِنْدَ أَسْمَائِهِمْ، وَبَقِيَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَهُ عَقِبٌ.

عاصم بن قيس بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وشهد أيضا أحدا، وليس له عقب. ثمانية نفر.

§عَاصِمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ.

ومن بني غنم بن السلم بن امرئ القيس

§وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ

سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم ويكنى أبا عبد الله وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك من الأوس، وأخوه لأمه أبو ضياح النعمان بن ثابت، وكان لسعد من الولد عبد الله، وقد صحب النبي

§سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ بْنِ جُشْمِ بْنِ مَالِكِ مِنَ الْأَوْسِ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو ضَيَّاحٍ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَقَدْ كَانَ لَهُ بَقِيَّةٌ فَانْقَرَضَ آخِرُهُمْ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَنْسُبَانِ سَعْدَ بْنَ خَيْثَمَةَ هَذَا النَّسَبَ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ يَنْسُبْهُ أَيْضًا هَذَا النَّسَبَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِفُهُمَا فِي النَّحَّاطِ فَيَقُولُ: هُوَ الْحَنَّاطُ بْنُ كَعْبٍ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَزِيدُوا فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ عَلَى أَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَلَمْ يَرْفَعُوا فِي نَسَبِهِمْ، وَقَدْ شَهِدَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ» قَالُوا جَمِيعًا: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَمَّا نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى عِيرِ قُرَيْشٍ فَأَسْرَعُوا قَالَ خَيْثَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ لِابْنِهِ سَعْدٍ: إِنَّهُ لَابُدَّ لِأَحَدِنَا مِنْ أَنْ يُقِيمَ فَآثِرْنِي بِالْخُرُوجِ وَأَقِمْ مَعَ نِسَائِكَ، فَأَبَى سَعْدٌ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ غَيْرُ الْجَنَّةِ آثَرْتُكَ بِهِ، إِنِّي أَرْجُو الشَّهَادَةَ فِي وَجْهِي هَذَا، فَاسْتَهَمَا فَخَرَجَ سَهْمُ سَعْدٍ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، وَيُقَالُ: طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ.

المنذر بن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وشهد أيضا أحدا وليس له عقب.

§الْمُنْذِرُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه مالك بن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وشهد أيضا أحدا وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ مَالِكُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

الحارث بن عرفجة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، ولم يذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد عندهما بدرا، وشهد أيضا الحارث أحدا وليس له عقب.

§الْحَارِثُ بْنُ عَرْفَجَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَشَهِدَ أَيْضًا الْحَارِثُ أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

تميم مولى بني غنم بن السلم شهد بدرا في روايتهم جميعا، وشهد أيضا أحدا وليس له عقب. خمسة نفر. فجميع من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا من الأوس ومن ضرب له بسهمه وأجره في عدد موسى بن عقبة ومحمد بن عمر ثلاثة وستون رجلا، وفي عدد محمد بن إسحاق

§تَمِيمٌ مَوْلَى بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. خَمْسَةُ نَفَرٍ. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرًا مِنَ الْأَوْسِ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي عَدَدِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَاحِدٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةَ وَأَبَا مَعْشَرٍ لَمْ يُدْخِلُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ عَمَّ جَبْرِ بْنَ عَتِيكٍ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَلَمْ يُدْخِلْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ أَيْضًا الْحَارِثَ بْنَ عَرْفَجَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ

وشهد بدرا من الخزرج ثم من بني النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

§وَشَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ وَهُوَ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «§إِنَّمَا سُمِّيَ النَّجَّارُ لِأَنَّهُ اخْتَتَنَ بِقَدُّومٍ، وَكَانَ اسْمُهُ -[484]- تَيْمَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ» أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لِأَنَّهُ نَجَرَ وَجْهَ رَجُلٍ بِقَدُّومٍ. فَشَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

أبو أيوب واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم وأمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك من بلحارث بن الخزرج، وكان لأبي أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه أم حسن بنت زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار، وقد انقرض ولده

§أَبُو أَيُّوبَ وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ زَهْرَاءُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِأَبِي أَيُّوبَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُهُ فَلَا نَعْلَمُ لَهُ عَقِبًا، وَشَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَيْنَ أَبِي أَيُّوبَ وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي أَيُّوبَ حِينَ رَحَلَ مِنْ قُبَاءٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: شَهِدَ مَعَهُ حَرُورَاءَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّهُ خَرَجَ غَازِيًا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: فَمَرِضَ فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنْ أَنَا مُتُّ فَاحْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ -[485]- أَقْدَامِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَوْلَا مَا حَضَرَنِي لَمْ أُحَدِّثْكُمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزَاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا هُوَ فِي أُخْرَى، إِلَّا عَامًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْجَيْشِ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَعَدَ ذَلِكَ الْعَامَ، فَجَعَلَ بَعْدَ ذَاكَ الْعَامِ يَتَلَهَّفُ وَيَقُولُ: " §مَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، قَالَ: فَمَرِضَ وَعَلَى الْجَيْشِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَأَتَاهُ يَعُودُهُ فَقَالَ: حَاجَتُكَ، قَالَ: نَعَمْ، حَاجَتِي إِذَا أَنَا مُتُّ فَارْكَبْ بِي، ثُمَّ سُغْ بِي فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ مَا وَجَدْتَ مَسَاغًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا فَادْفِنِّي ثُمَّ ارْجِعْ، فَلَمَّا مَاتَ رَكِبَ بِهِ ثُمَّ سَارَ بِهِ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ وَمَا وَجَدَ مَسَاغًا ثُمَّ دَفَنَهُ ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] ، لَا أَجِدُنِي إِلَّا خَفِيفًا وَثَقِيلًا "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: " أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ: «§أَقْرِئِ النَّاسَ مِنِّي السَّلَامَ، وَلْيَنْطَلِقُوا بِي فَلْيَبْعُدُوا مَا اسْتَطَاعُوا» ، قَالَ: فَحَدَّثَ يَزِيدُ النَّاسَ بِمَا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ فَاسْتَسْلَمَ النَّاسُ فَانْطَلَقُوا بِجَنَازَتِهِ مَا اسْتَطَاعُوا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو أَيُّوبَ عَامَ غَزَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فِي خِلَافَةِ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَقَبْرُهُ بِأَصْلِ حِصْنِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرُّومَ يَتَعَاهَدُونَ قَبْرَهُ وَيَرُمُّونَهُ وَيَسْتَسْقُونَ بِهِ إِذَا قَحَطُوا

ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم وكانت له ابنة تدعى دبية وأمها إدام بنت عمر بن معاوية من بني مرة، تزوجها يزيد بن ثابت بن الضحاك أخو زيد بن ثابت ثم من بني مالك بن النجار فولدت له عمارة، وانقرض نسل ثابت بن خالد فليس له عقب،

§ثَابِتُ بْنُ خَالِدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُدْعَى دُبَيَّةُ وَأُمُّهَا إِدَامُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي مَرَّةَ، تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ أَخُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَارَةَ، وَانْقَرَضَ نَسْلُ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ فَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم هو أخو عمرو بن حزم، وأمهما خالدة بنت أبي أنس بن سنان بن وهب بن لوذان من بني ساعدة، وكان لعمارة من الولد مالك درج، وأمه النوار بنت مالك بن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر من بني عدي بن النجار، وأخو

§عُمَارَةُ بْنُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ هُوَ أَخُو عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَأُمُّهُمَا خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي أَنَسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَ لِعُمَارَةَ مِنَ الْوَلَدِ مَالِكٌ دَرَجَ، وَأُمُّهُ النَّوَارُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأَخُو مَالِكٍ لِأُمِّهِ يَزِيدُ وَزَيْدُ ابْنَا ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ عُمَارَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَكَانَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفُ ابْنُ عَفْرَاءَ حِينَ أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ وَمُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ، وَشَهِدَ عُمَارَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَخَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم وأمه عميرة بنت النعمان بن زيد بن لبيد بن خداش من بني عدي بن النجار، وكان لسراقة من الولد زيد قتل يوم جسر أبي عبيد بالقادسية، وسعدى وهي أم حكيم وأمهما، أم زيد بنت سكن بن عتبة بن

§سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِسُرَاقَةَ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ بِالْقَادِسِيَّةِ، وَسُعْدَى وَهِيَ أُمُّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمَا، أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَنَائِلَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَهَكَذَا كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُونَ فِي نَسَبِ سُرَاقَةَ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ غَزِيَّةَ وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عُرْوَةَ، وَفِي رِوَايَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَزْرَةَ، وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ غَزِيَّةَ، وَشَهِدَ سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم وأمه جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم، وكان لحارثة من الولد عبد الله وعبد الرحمن وسودة وكانت من المبايعات، وعمرة وهي أيضا من المبايعات وأم هشام وهي أيضا من المبايعات، وأمهم أم خالد

§حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ نَفْعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ جَعْدَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ، وَكَانَ لِحَارِثَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَوْدَةُ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَعُمْرَةُ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَأُمُّ هِشَامٍ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَأَمَةُ اللَّهِ

وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي جُنْدُعٍ، وَيُكْنَى حَارِثَةُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَشَهِدَ حَارِثَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ حَارِثَةُ: وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الدَّهْرِ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الصَّوْرَيْنِ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ مَرَّ بِنَا فِي صُورَةِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فَأَمَرَنَا بِلُبْسِ السِّلَاحِ، وَيَوْمَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ حِينَ رَجَعْنَا مِنْ حُنَيْنٍ، مَرَرْتُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ أُسَلِّمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ» ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مِنَ الْمِائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ الَّذِينَ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِأَرْزَاقِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ كَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَجَعَلَ خَيْطًا مِنْ مُصَلَّاهُ إِلَى بَابِ حُجْرَتِهِ، وَوَضَعَ عِنْدَهُ مِكْتَلًا فِيهِ تَمْرٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، فَكَانَ إِذَا سَلَّمَ الْمِسْكِينُ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ ثُمَّ أَخَذَ عَلَى الْخَيْطِ حَتَّى يَأْخُذَ إِلَى بَابِ الْحُجْرَةِ فَيُنَاوِلْهُ الْمِسْكِينُ، فَكَانَ أَهْلُهُ يَقُولُونَ: نَحْنُ نَكْفِيكَ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّ مُنَاوَلَةَ الْمِسْكِينِ تَقِي مَيْتَةَ السُّوءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مَنَازِلُ قُرْبَ مَنَازِلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ كُلَّمَا أَحْدَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلًا تَحَوَّلَ لَهُ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ مَنْزِلٍ بَعْدَ مَنْزِلٍ حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مِمَّا يَتَحَوَّلُ لَنَا عَنْ مَنَازِلِهِ» ، وَبَقِيَ حَارِثَةُ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَهُ عَقِبٌ مِنْ وَلَدِهِ أَبُو الرِّجَالِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَأُمُّ أَبِي الرِّجَالِ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ.

سليم بن قيس بن قهد واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم، وأمه أم سليم بنت خالد بن طعمة بن سحيم بن الأسود من بني مالك بن النجار، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان

§سُلَيْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ وَاسْمُ قَهْدٍ خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ سُحَيْمِ بْنِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ، وَبَعْضُهُمْ يَنْتَسِبُ إِلَى سُلَيْمٍ لِشُهُودِهِ بَدْرًا وَلَيْسَ لِسُلَيْمٍ عَقِبٌ.

سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم وهو أخو سهل بن رافع، وهما صاحبا المربد الذي بني فيه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانا ينتميان لأبي أمامة أسعد بن زرارة، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أخرجني محمد من مربد سهل وسهيل، يعني هذين.

§سُهَيْلُ بْنُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَهُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ رَافِعٍ، وَهُمَا صَاحِبَا الْمِرْبَدِ الَّذِي بُنِيَ فِيهِ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَا يَنْتَمِيَانِ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ: أَخْرَجَنِي مُحَمَّدُ مِنْ مِرْبَدِ سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ، يَعْنِي هَذَيْنِ. وَلَمْ يَشْهَدْ سَهْلٌ بَدْرًا، وَأُمُّ سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ زُغَيْبَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ سُهَيْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا بَنُو عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار، وكانت من المبايعات، وكان لمسعود بن أوس من الولد سعد وأم عمرو، وأمهما حبيبة بنت أسلم بن حريس بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من

§مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَكَانَ لِمَسْعُودِ بْنِ أَوْسٍ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ. هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ: مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرَا زَيْدًا أَبَا أَوْسٍ كَمَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، وَشَهِدَ مَسْعُودُ بْنُ أَوْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه أبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وليس له عقب، وانقرض أيضا ولد

§وَأَخُوهُ أَبُو خُزَيْمَةَ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم هكذا قال محمد بن عمر: سواد، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو الأسود بن زيد بن ثعلبة بن غنم، وكان لرافع ابن يقال له: الحارث، وشهد رافع بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى

§رَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَوَّادٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَكَانَ لِرَافِعٍ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، وَشَهِدَ رَافِعٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وإليها ينسب، وكان لمعاذ بن الحارث من الولد عبيد الله وأمه حبيبة بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر واسم ظفر كعب بن الخزرج

§مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ، وَكَانَ لِمُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَاسْمُ ظَفَرٍ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَالْحَارِثُ وَعَوْفٌ وَسَلْمَى وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَمْلَةُ، أُمُّهُمْ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سَبْرَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَإِبْرَاهِيمُ وَعَائِشَةُ، أُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نُمَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَسَارَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ ثَابِتٍ وَهِيَ رَمْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُرْوَى أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الْحَارِثِ وَرَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ

بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا لَمْ يَتَقَدَّمَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا، وَشَهِدَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَمَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَتُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بَعْدَمَا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَيَّامَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ.

وأخوه معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وكان لمعوذ من الولد الربيع بنت معوذ، وعميرة بنت معوذ، وأمهما أم يزيد بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن

§وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِمُعَوِّذٍ مِنَ الْوَلَدِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ، وَعَمِيرَةُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَبَا جَهْلٍ هُوَ وَأَخُوهُ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى أَثْبَتَاهُ، وَعَطَفَ عَلَيْهِمَا أَبُو جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ يَوْمَئِذٍ فَقَتَلَهُمَا، وَوَقَعَ أَبُو جَهْلٍ صَرِيعًا فَذَفَّفَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَيْسَ لِمُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ عَقِبٌ.

وأخوهما عوف بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم، ويجعل في الستة النفر الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، وشهد العقبتين في رواية محمد بن عمر وفي رواية محمد بن إسحاق، شهد العقبة

§وَأَخُوهُمَا عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا

أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ ثَلَاثَةٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِيهِمْ وَاحِدًا فَيَجْعَلُهُمْ أَرْبَعَةٌ إِخْوَةٌ شَهِدُوا بَدْرًا، يَضُمُّ إِلَيْهِمْ رِفَاعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَقُتِلَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ بَعْدَ أَنْ ضَرَبَهُ عَوْفُ وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ ابْنَا الْحَارِثِ فَأَثْبَتَاهُ، وَلِعَوفٍ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ فِي قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ: «§أَقْعَصَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَذَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ»

النعمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه فاطمة بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو من بني مازن بن النجار، وهو نعيمان تصغير نعمان وكان لنعمان من الولد محمد، وعامر، وسبرة، ولبابة، وكبشة، ومريم، وأم حبيب، وأمة الله، وهم

§النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ نُعَيْمَانُ تَصْغِيرُ نُعْمَانَ وَكَانَ لِنُعْمَانَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَعَامِرٌ، وَسَبْرَةُ، وَلُبَابَةُ، وَكَبْشَةُ، وَمَرْيَمُ، وَأُمُّ حَبِيبٍ، وَأَمَةُ اللَّهِ، وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَحَكِيمَةُ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَشَهِدَ نُعَيْمَانُ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " أُتِيَ بِالنُّعَيْمَانِ أَوِ ابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ -[494]- أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ، قَالَ: مِرَارًا، أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، يَعْنِي فِي شُرْبِ النَّبِيذِ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يَشْرَبُ، وَأَكْثَرَ مَا يُجْلَدُ ‍، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَلْعَنْهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَقُولُوا لِلنُّعَيْمَانِ إِلَّا خَيْرًا؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَقِيَ النُّعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عامر بن مخلد بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عمارة بنت خنساء بن عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، وشهد بدرا، وأحدا، وقتل يوم أحد في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وليس له عقب.

§عَامِرُ بْنُ مُخَلَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عُمَارَةُ بِنْتُ خَنْسَاءَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عبد الله بن قيس بن خلدة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وكان له من الولد عبد الرحمن وعميرة، وأمهما سعاد بنت قيس بن مخلد بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم، وأم عون بنت عبد الله، ولا نعرف أمها، وشهد عبد الله بن قيس بدرا، وأحدا، وذكر عبد الله بن محمد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَلِدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُمَيْرَةُ، وَأُمُّهُمَا سُعَادُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ، وَأُمُّ عَوْنِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَا نَعْرِفُ أُمَّهَا، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ -[495]- الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ بَقِيَ وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ الْمَشَاهِدَ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم وشهد بدرا في رواية أبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فيمن شهد عندهما بدرا، وقالوا جميعا: وشهد أحدا وقتل يومئذ شهيدا، قتله نوفل بن معاوية الديلي

§عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَشَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَهُ عَقِبٌ.

وابنه قيس بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم وأمه أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب من بني عدي بن النجار، شهد بدرا في رواية أبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فيمن

§وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَرَامِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ وَيُكْنَى عَبْدُ اللَّهِ أَبَا أُبَيٍّ، وَبَقِيَّةُ وَلَدِهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ بِالشَّامِ.

ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا، وقالوا جميعا: وشهد أحدا وقتل يومئذ شهيدا وليس له عقب.

§ثَابِتُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن حلفاء بني غنم بن مالك بن النجار

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

عدي بن أبي الزغباء واسم أبي الزغباء سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة بن زهرة بن بديل بن سعد بن عدي بن نصر بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس من جهينة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بسبس بن عمرو الجهني طليعة يتجسسان خبر العير، فوردا بدرا فوجدا

§عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَاسْمُ أَبِي الزَّغْبَاءِ سِنَانُ بْنُ سُبَيْعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ مْنِ جُهَيْنَةَ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ بَسْبَسِ بْنِ عَمْرٍو الْجُهَنِيِّ طَلِيعَةً يَتَجَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ، فَوَرَدَا بَدْرًا فَوَجَدَا الْعِيرَ قَدْ مَرَّتْ وَفَاتَتْهُمَا، قَالَ: فَرَجَعَا فَأَخْبَرَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ عَدِيُّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وديعة بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عمرو بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة هكذا قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، وقال أبو معشر: هو رفاعة بن عمرو بن جراد، شهد بدرا، وأحدا.

§وَدِيعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرَادٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

عصيمة حليف لهم من أشجع، ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فيمن شهد بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة، وشهد أيضا أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان

§عُصَيْمَةُ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

أبو الحمراء مولى الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم

§أَبُو الْحَمْرَاءِ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ تَقُولُ: «§أَبُو الْحَمْرَاءِ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا» وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، مِثْلَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَيْضًا أَبُو الْحَمْرَاءِ أُحُدًا ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ.

ومن بني عمرو بن مالك بن النجار، ثم من بني معاوية بن عمرو وهم بنو حديلة وهي أم لهم

§وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو وَهُمْ بَنُو حُدَيْلَةَ وَهِيَ أُمٌّ لَهُمْ

أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ويكنى أبا المنذر وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو من بني مالك بن النجار، وكان لأبي بن كعب من الولد الطفيل، ومحمد، وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد

§أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ وَأُمُّهُ صُهَيْلَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ الطُّفَيْلُ، وَمُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ، وَأُمُّ عَمْرِو بِنْتُ أُبَيٍّ وَلَا نَدْرِي مَنْ أُمُّهَا، وَقَدْ شَهِدَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أُبَيُّ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ، وَكَانَ يَكْتُبُ فِي الْإِسْلَامِ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَمْرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولَهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَى أُبَيٍّ الْقُرْآنَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيٌّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يُسِرِّ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ» قَالَ: وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَيَرْوِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَشَهِدَ أُبَيُّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «§كَانَ أُبَيُّ رَجُلًا دَحْدَاحًا، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: جَابِرٌ أَوْ جُوَيْبِرٌ: " طَلَبْتُ حَاجَةً إِلَى عُمَرَ فِي خِلَافَتِهِ وَإِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ أَبْيَضُ الشَّعْرِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ، فَقَالَ: " §إِنَّ الدُّنْيَا فِيهَا بَلَاغُنَا وَزَادُنَا إِلَى الْآخِرَةِ، وَفِيهَا أَعْمَالُنَا الَّتِي نُجَازَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «هَذَا سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ قَالَ: «§قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ يُحَدِّثُ، وَإِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يَذْكُرْ سُلَيْمَانُ حُمَيْدًا.

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §مَا لَكَ لَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُدَنَّسَ دِينُكَ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ» ، قَالَ -[500]-: اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟، قَالَ: «اللَّهُ سَمَّاكَ لِي» ، قَالَ: فَجَعَلَ أُبَيُّ يَبْكِي " قَالَ عَفَّانُ: قَالَ هَمَّامٌ: قَالَ قَتَادَةُ: نُبِّئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَنَّهُ §كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِي لَيَالٍ، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُهُ فِي سَبْعٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «§إِنَّا لَنَقْرَؤُهُ فِي ثَمَانٍ، يَعْنِي الْقُرْآنَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «§أَمَّا أَنَا فَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِي لَيَالٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " كَانَتْ فِي أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ شَرَاسَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، §أَلِنْ لِي مِنْ جَانِبِكَ، فَإِنِّي إِنَّمَا أَتَمَتَّعُ مِنْكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: " سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَكَانَ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: «§فَأَحْمِنَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ اجْتَهَدْنَا لَكَ رَأَيْنَا»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتَيُّ بْنُ ضَمْرَةَ قَالَ: " قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " مَا لَكُمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَأْتِيكُمْ مِنَ الْبُعْدِ نَرْجُو عِنْدَكُمُ الْخَبَرَ أَنْ تُعَلِّمُونَا فَإِذَا أَتَيْنَاكُمُ اسْتَخْفَفْتُمْ أَمْرَنَا كَأَنَّا نَهُونُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَئِنْ عِشْتُ إِلَى هَذِهِ الْجُمُعَةِ لَأَقُولَنَّ فِيهَا قَوْلًا لَا أُبَالِي اسْتَحْيَيْتُمُونِي عَلَيْهِ أَوْ قَتَلْتُمُونِي» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا أَهْلُهَا يَمُوجُونَ -[501]- بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فِي سِكَكِهِمْ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَؤُلَاءِ النَّاسِ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَمَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فِي السِّتْرِ أَشَدَّ مِمَّا سَتَرَ هَذَا الرَّجُلَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي يَوْمِ رِيحٍ وَغُبْرَةٍ، وَإِذَا النَّاسُ يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ فَقَالُوا: أَمَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالُوا: §مَاتَ الْيَوْمَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: " أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا النَّاسُ فِيهِ حَلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَجَعَلْتُ أَمْضِي الْحَلَقَ حَتَّى أَتَيْتُ حَلْقَةً فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ كَأَنَّمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§هَلَكَ أَصْحَابُ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَلَا آسَى عَلَيْهِمْ» ، أَحْسِبُهُ قَالَ: مِرَارًا، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَتَحَدَّثَ بِمَا قُضِيَ لَهُ، ثُمَّ قَامَ قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدَمَا قَامَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَإِذَا هُوَ رَثُّ الْمَنْزِلِ، رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ زَاهِدٌ مُنْقَطِعٌ يُشْبِهُ أَمْرُهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، ثُمَّ سَأَلَنِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: أَكْثَرُ مِنِّي سُؤَالًا، قَالَ: لَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَضِبْتُ، قَالَ: فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَرَفَعْتُ يَدَيَّ، هَكَذَا وَصَفَ، حِيَالَ وَجْهِهِ، فَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ نَشْكُوهُمْ إِلَيْكَ، إِنَّا نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا، وَنُنْصِبُ أَبْدَانَنَا، وَنُرْحِلُ مَطَايَانَا ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ تَجَهَّمُوا لَنَا وَقَالُوا لَنَا، قَالَ: فَبَكَى أُبَيُّ وَجَعَلَ يَتَرَضَّانِي وَيَقُولُ: وَيْحَكَ، لَمْ أَذْهِبْ هُنَاكَ، لَمْ أَذْهِبْ هُنَاكَ، قَالَ -[502]-: ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُعَاهِدُكَ، لَئِنْ أَبْقَيْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَأَتَكَلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أَخَافُ فِيهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، قَالَ: لَمَّا قَالَ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ وَجَعَلْتُ أَنْتَظِرُ الْجُمُعَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَإِذَا السِّكَكُ غَاصَّةٌ مِنَ النَّاسِ، لَا أَجِدُ سِكَّةً إِلَّا يَلْقَانِي فِيهَا النَّاسُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالُوا: إِنَّا نَحْسَبُكَ غَرِيبًا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ". قَالَ جُنْدُبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى بِالْعِرَاقِ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَ أُبَيٍّ قَالَ: «وَالَهَفَاهُ، لَوْ بَقِيَ حَتَّى تُبَلِّغَنَا مَقَالَتُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فِي مَوْتِ أُبَيٍّ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَا رَأَيْتُ أَهْلَهُ وَغَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَنَ يَقُولُ: مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَهُوَ أَثْبَتُ هَذِهِ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا، وَذَلِكَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «§أَنَّ عُثْمَانَ جَمَعَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ»

أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم أناس بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة من الأنصار، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة عثمان بن

§أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ أُنَاسِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَهَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ -[503]- بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: شَهِدَ أَنَسُ بْنُ مُعَاذٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أَبُو مُحَمَّدٍ وَاسْمُهُ أُبَيُّ بْنُ مُعَاذٍ، وَشَهِدَا أَيْضًا جَمِيعًا بِئْرَ مَعُونَةَ وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا شَهِيدَيْنِ.

ومن بني مغالة وهم من بني عمرو بن مالك بن النجار

§وَمِنْ بَنِي مَغَالَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهو أخو حسان بن ثابت الشاعر، وأبو شداد بن أوس، وأم أوس بن ثابت سخطى بنت حارثة بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة، وكان ثابت بن المنذر خلف على سخطى بعد أبيه، وكانت العرب

§أَوْسُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ أَخُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، وَأَبُو شَدَّادِ بْنُ أَوْسٍ، وَأُمُّ أَوْسِ بْنُ ثَابِتٍ سُخْطَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ خَلَفَ عَلَى سُخْطَى بَعْدَ أَبِيهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا تَرَى فِيهِ شَيْئًا، وَشَهِدَ أَوْسٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَهُ عَقِبٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَقُتِلَ أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ.

وأخوه أبو شيخ واسمه أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه سخطى بنت حارثة بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة، وهو وأوس ابنا خالة قيس بن عمرو النجاري، وابنا خالة سماك من بني الحارث بن الخزرج، وشهد أبو شيخ

§وَأَخُوهُ -[504]- أَبُو شَيْخٍ وَاسْمُهُ أُبَيُّ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ سُخْطَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَهُوَ وَأَوْسٌ ابْنَا خَالَةِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو النَّجَّارِيِّ، وَابْنَا خَالَةِ سِمَاكِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَشَهِدَ أَبُو شَيْخٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أبو طلحة واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وكان لأبي طلحة من الولد عبد الله، وأبو عمير، وأمهما أم سليم بنت ملحان بن خالد بن

§أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ عُبَادَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو عُمَيْرٍ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَلْحَةَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: " §كَانَ اسْمُ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمِي زَيْدُ ... وَكُلَّ يَوْمٍ فِي سِلَاحِي صَيْدُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ أَبُو طَلْحَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ -[505]- إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ وَأَرْقَمَ بْنِ الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «§رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فَمَا أَرَى أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا يَمِيدُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: «§كُنْتُ مِمَّنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ النُّعَاسَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ أَوْ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: «§لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَيِّتًا، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «§مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ» ، فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا فَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ §لَمَّا حَلَقَ بَدَأَ بِشِقِّهِ الْأَيْمَنِ، قَالَ هَكَذَا، فَوَزَّعَهُ بَيْنَ النَّاسِ فَأَصَابَهُمُ الشَّعَرَةُ وَالشَّعْرَتَانِ وَأَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرُ، ثُمَّ قَالَ بِشِقِّهِ الْآخَرِ هَكَذَا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَبُو طَلْحَةَ؟» ، قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ " قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُبَيْدَةَ قُلْتُ: إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا عِنْدَ آلِ -[506]- أَنَسٍ مِنْهُ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ عُبَيْدَةُ: لَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ فِي الْأَرْضِ "

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «لَمَّا حَجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ الْحِجَّةِ §حَلَقَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَامَ فَأَخَذَ شَعْرَهُ أَبُو طَلْحَةَ، ثُمَّ قَامَ النَّاسُ فَأَخَذُوا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ فَرَأَى ابْنًا لَهُ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا، قَالَ: وَكَانَ إِذَا رَآهُ مَازَحَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالَ: «مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا؟» ، قَالُوا: مَاتَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «§أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يُكْثِرُ الصَّوْمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَا أَفْطَرَ بَعْدَهُ إِلَّا فِي مَرِضٍ أَوْ فِي سَفَرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ §سَرَدَ الصَّوْمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يُفْطِرُ إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ، أَوْ أَضْحَى، أَوْ فِي مَرَضٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَلْفَهُ يَتَتَرَّسُ بِهِ، وَكَانَ رَامِيًا، فَكَانَ إِذَا مَا رَفَعَ رَأْسَهُ يَنْظُرُ أَيْنَ وَقَعَ سَهْمُهُ، فَيَرْفَعُ أَبُو طَلْحَةَ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا يُصِيبُكُ سَهْمٌ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَشُورُ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -[507]- صلّى الله عليه وسلم وَيَقُولُ: «§إِنِّي جَلْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَجِّهْنِي فِي حَوَائِجِكَ، وَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «§أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ اكْتَوَى، وَكَوَى أَنَسًا مِنَ اللَّقْوَةِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «§كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا آدَمَ، مَرْبُوعًا، لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يَرْوُونَ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فِيهِ فَدَفَنُوهُ فِي جَزِيرَةٍ.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] ، فَقَالَ: «§أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنَا شُيُوخَنَا وَشُبَّانَنَا، جَهِّزُونِي أَيْ بَنِيَّ، جَهِّزُونِي» ، فَقَالَ بَنَوْهُ: قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ، فَقَالَ: «جَهِّزُونِي» ، فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فَدَفَنُوهُ فِيهَا وَلَمْ يَتَغَيَّرْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلِأَبِي طَلْحَةَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: وَآلُ أَبِي طَلْحَةَ وَآلُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ وَآلُ عُقْبَةَ بْنِ كُدَيْمٍ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي مَغَالَةَ وَبَنِي حُدَيْلَةَ. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ

ومن بني مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار

§وَمِنْ بَنِي مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمه كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهي أخت حسان بن ثابت الشاعر، وكان لثعلبة من الولد أم ثابت، وأمها كبشة بنت مالك

§ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، وَكَانَ لِثَعْلَبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ ثَابِتٍ، وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحَرَّثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ ثَعْلَبَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدِينَةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ لَمْ يُدْرِكْ ثَعْلَبَةُ عُثْمَانَ وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول ويكنى أبا سعد وأمه تماضر بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من قيس عيلان، وكان للحارث بن الصمة من الولد سعد قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، وأمه أم الحكم وهي خولة بنت عقبة بن رافع

§الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ مِنَ الْأَوْسِ، وَأَبُو الْجُهَيْمِ بْنُ الْحَارِثِ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ، وَأُمُّهُ عُتَيْلَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ وَصُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ قَالَ: «خَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ كُسِرَ، §فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الْحَارِثُ أُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَقَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّ وَأَخَذَ سَلَبَهُ دِرْعًا وَمِغْفَرًا وَسَيْفًا جَيِّدًا، وَلَمْ نَسْمَعْ بِأَحَدٍ سَلَبَ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَهُ» وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ يَقُولُ: «مَا فَعَلَ عَمِّي، مَا فَعَلَ حَمْزَةُ» فَخَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ فِي طَلَبِهِ فَأَبْطَأَ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] يَا رَبِّ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ الصِّمَّةْ ... كَانَ رَفِيقًا وَبِنَا ذَا ذِمَّهْ قَدْ ضَلَّ فِي مَهَامِهٍ مُهِمَّهْ ... يَلْتَمِسُ الْجَنَّةَ فِيهَا ثَمَّهْ حَتَّى انْتَهَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْحَارِثِ فَوَجَدَهُ وَوَجَدَ حَمْزَةَ مَقْتُولًا، فَرَجَعَا فَأَخْبَرَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْحَارِثُ أَيْضًا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلِلْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ.

سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وأمه جميلة بنت علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول، وكان لسهل أخ يسمى الحارث بن عتيك ويكنى أبا أخزم، ولم يشهد بدرا، وأمه أيضا جميلة بنت علقمة وهي أم سهل، وكان أبو معشر وحده يقول: سهل بن عبيد

§سَهْلُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَقِفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ، وَكَانَ لِسَهْلٍ أَخٌ يُسَمَّى الْحَارِثُ بْنُ عَتِيكٍ وَيُكْنَى أَبَا أَخْزَمَ، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَأُمُّهُ أَيْضًا جَمِيلَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ وَهِيَ أُمُّ سَهْلٍ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَحْدَهُ يَقُولُ: سَهْلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَهُوَ خَطَأٌ مِنْهُ أَوْ عَنْهُ، وَشَهِدَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقُتِلَ أَخُوهُ أَبُو أَخْزَمَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ.

ومن بني عدي بن النجار

§وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ

حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه أم حارثة واسمها الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي عمة أنس بن مالك بن النضر خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول

§حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَارِثَةَ وَاسْمُهَا الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ وَالسَّائِبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَشَهِدَ حَارِثَةُ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، رَمَاهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ حَنْجَرَتَهُ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ لِحَارِثَةَ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ -[511]-، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ حَارِثَةَ بْنَ سُرَاقَةَ خَرَجَ نَظَّارًا فَأَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَوْضِعَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِلَّا رَأَيْتَ مَا أَصْنَعُ، قَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ، §إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ لَفِي أَفْضَلِهَا» ، أَوْ قَالَ: «فِي أَعْلَى الْفِرْدَوْسِ» ، شَكَّ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.

عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ويكنى أبا حكيم وأمه أم حكيم بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار عمة أنس بن مالك، وعمرو بن ثعلبة هو ابن خالة حارثة بن سراقة، وكان لعمرو من

§عَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا حَكِيمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَمَّةُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ هُوَ ابْنُ خَالَةِ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، وَكَانَ لِعَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ حَكِيمٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ دَرَجَا لَا عَقِبَ لَهُمَا.

محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه سعدى بنت خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن مالك بن حارثة بن غنم بن السلم من الأوس وهي أخت سعد بن خيثمة، وكان لمحرز من الولد أسماء، وكلثم وأمهما أم سهل بنت أبي خارجة عمرو

§مُحْرِزُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ مِنَ الْأَوْسِ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ لِمُحْرِزٍ مِنَ الْوَلَدِ أَسْمَاءُ، وَكَلْثَمُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ أَبِي خَارِجَةَ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ مُحْرِزٌ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ صَبِيحَةَ غَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ فَهُوَ يَصِيرُ فِيمَنْ شَهِدَ أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه زغيبة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وهي أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكان لسليط من الولد ثبيتة، وأمها سخيلة بنت الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو

§سَلِيطُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَكَانَ لِسَلِيطٌ مِنَ الْوَلَدِ ثُبَيْتَةُ، وَأُمُّهَا سُخَيْلَةُ بِنْتُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَهِيَ أُخْتُ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ، وَكَانَ سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ وَأَبُو صِرْمَةَ لَمَّا أَسْلَمَا يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ سَلِيطٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرٍ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أبو سليط واسمه أسيرة بن عمرو ويكنى عمرو أبا خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه آمنة بنت أوس بن عجرة من بلي حليف بني عوف بن الخزرج، وكان لأبي سليط من الولد عبد الله وفضالة، وأمهما عمرة بنت حية بن ضمرة بن الخيار بن عمرو بن

§أَبُو سَلِيطٍ وَاسْمُهُ أُسَيْرَةُ بْنُ عَمْرٍو وَيُكْنَى عَمْرٌو أَبَا خَارِجَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عُجْرَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفِ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِأَبِي سَلِيطٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَفَضَالَةُ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ حَيَّةَ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَشَهِدَ أَبُو سَلِيطٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وكان لعامر من الولد هشام بن عامر وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل البصرة، وأمه من بهراء، وشهد عامر بدرا، وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا، وليس له عقب.

§عَامِرُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسْحَاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَكَانَ لِعَامِرٍ مِنَ الْوَلَدِ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى -[513]- الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَأُمُّهُ مِنْ بَهْرَاءَ، وَشَهِدَ عَامِرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وليس له عقب، شهد بدرا في رواية محمد بن عمر الأسلمي، ولم نجد لعمرو بن مالك بن عدي توليدا في كتاب نسب الأنصار الذي كتبناه عن عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري.

§ثَابِتُ بْنُ خَنْسَاءَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَسْلَمِيِّ، وَلَمْ نَجِدْ لِعَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ تَوْلِيدًا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ الَّذِي كَتَبْنَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ.

قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ويكنى أبا زيد ويذكرون أنه فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لقيس بن السكن من الولد زيد، وإسحاق، وخولة، وأمهم أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء بن

§قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ فِيمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِقَيْسِ بْنِ السَّكَنِ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ، وَإِسْحَاقُ، وَخَوْلَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَوْلَةَ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أبو الأعور واسمه كعب بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه أم نيار بنت إياس بن عامر بن ثعلبة بن بلي حلفاء بني حارثة بن الحارث من الأوس، وشهد أبو الأعور بدرا، وأحدا وليس له عقب. قال عبد الله بن محمد بن عمارة

§أَبُو الْأَعْوَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ عَبْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ نِيَارٍ بِنْتُ إِيَاسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَلِيٍّ حُلَفَاءِ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ، وَشَهِدَ أَبُو الْأَعْوَرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: اسْمُ أَبِي الْأَعْوَرِ الْحَارِثُ بْنُ ظَالِمِ بْنِ عَبْسٍ وَإِنَّمَا كَعْبٌ الَّذِي وَقَعَ فِي الْكُتُبِ عَمُّ أَبِي الْأَعْوَرِ فَسَمَّاهُ بِهِ مَنْ لَا يَعْرِفُ النَّسَبَ، وَهُوَ خَطَأٌ.

حرام بن ملحان واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأمه مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، شهد بدرا، وأحدا، وبئر معونة، وقتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من

§حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ وَاسْمُ مِلْحَانَ مَالِكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَبِئْرَ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، كَانُوا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ وَيَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ بِالْمَسْجِدِ وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَالْفُقَرَاءِ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ، فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا، قَالَ: وَأَتَى -[515]- رَجُلٌ حَرَامًا خَالَ أَنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ بِرُمْحٍ حَتَّى أَنْفَذَهُ، فَقَالَ حَرَامٌ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِإِخْوَانِهِ: " §إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنَّهُمْ قَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ حَرَامًا أَخَا أُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي عَامِرٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي: " §أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ، فَآمَنُوهُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ أَوْمَؤُوا إِلَى رَجُلٍ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» ، قَالَ: ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ كَانَ قَدْ صَعِدَ عَلَى الْجَبَلِ ". قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نَقْرَأُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا، قَالَ: ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدُ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَعَصَوُا الرَّحْمَنَ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى قَوْمٍ أَنَّهُمْ شَهِدُوا فَلْيَشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ»

وأخوه سليم بن ملحان واسم ملحان: مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأمه مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهما أخوا أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك امرأة أبي طلحة، وأخوا أم حرام

§وَأَخُوهُ -[516]- سُلَيْمُ بْنُ مِلْحَانَ وَاسْمُ مِلْحَانَ: مَالِكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُمَا أَخَوَا أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَخَوَا أُمِّ حَرَامِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَهِدَ سُلَيْمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا مَعَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

ومن حلفاء بني عدي بن النجار

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ

سواد بن غزية بن وهب بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي طعنه النبي صلى الله عليه وسلم بمخصرة، ثم أعطاه إياها فقال: " استقد "، وله عقب بالشام بإيلياء.

§سَوَادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي طَعَنَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِمِخْصَرَةٍ، ثُمَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَقَالَ: «اسْتَقِدْ» ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالشَّامِ بِإِيلِيَاءَ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى سَوَادَ بْنَ عَمْرٍو هَكَذَا، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: مُلْتَحِفًا، فَقَالَ: " خُطْ خُطْ، وَرْسَ وَرْسَ، ثُمَّ طَعَنَ بِعُودٍ أَوْ سِوَاكٍ فِي بَطْنِهِ فَمَادَ فِي بَطْنِهِ فَأَثَّرَ فِي بَطْنِه، فَقَالَ: الْقِصَاصَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «الْقِصَاصُ» وَكَشَفَ لَهُ عَنْ بَطْنِهِ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا سَوَادُ، رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا لِبَشَرِ أَحَدٍ عَلَى بَشَرِي مِنْ فَضْلٍ، قَالَ: وَكَشَفَ لَهُ عَنْ بَطْنِهِ فَقَبَّلَهُ -[517]-، وَقَالَ: «§أَتْرُكُهَا لِتَشْفَعَ لِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ الْحَسَنُ: فَأَدْرَكَهُ الْإِيمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ. اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا

ومن بني مازن بن النجار

§وَمِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ

قيس بن أبي صعصعة واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمر بن غنم بن مازن، وأمه شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، وكان لقيس من الولد الفاكه، وأم الحارث، وأمهما أمامة بنت معاذ بن عمرو بن الجموح بن

§قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عُمَرَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ، وَأُمُّهُ شَيْبَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِقَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ الْفَاكِهُ، وَأُمُّ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَلَيْسَ لِقَيْسٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَكَانَ لِقَيْسٍ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا، مِنْهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا، وَأَبُو كِلَابِ وَجَابِرُ ابْنَا أَبِي صَعْصَعَةَ قُتِلَا يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدَيْنِ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا أُمُّ قَيْسٍ وَهِيَ شَيْبَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ، وَشَهِدَ قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ قَيْسٌ أَيْضًا بَدْرًا، وَأُحُدًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ: «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ قَيْسَ بْنَ أَبِي صَعْصَعَةَ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى الْمُشَاةِ، يَعْنِي عَلَى السَّاقَةِ»

عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ويكنى أبا الحارث وأمه الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وكان لعبد الله بن كعب من الولد الحارث وأمه زغيبة بنت أوس

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَأُمُّهُ الْرََّبَابُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ الْحَارِثُ وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ، فَوَلَدُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ بَدْرًا وَكَانَ عَامَلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَغَانِمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْأَنْصَارِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَهُوَ أَخُو أَبِي لَيْلَى الْمَازِنِيِّ أَبُو دَاوُدَ وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ لِأَبِي دَاوُدَ مِنَ الْوَلَدِ دَاوُدُ، وَسَعْدٌ، وَحَمْزَةُ، وَأُمُّهُمْ نَائِلَةُ بِنْتُ سُرَاقَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَجَعْفَرٌ وَأُمُّهُ مِنْ كَلْبٍ، وَكَانَ لِأَبِي دَاوُدَ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ أَبُو دَاوُدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن وأمه عتيلة بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضية، ويوم مؤتة، قتل يومئذ شهيدا فيمن قتل من الأنصار

§سُرَاقَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمَ بْنِ مَازِنٍ وَأُمُّهُ عُتَيْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ، وَيَوْمَ مُؤْتَةَ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِيمَنْ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار وأمه الغيطلة بنت مالك بن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وكان لقيس بن مخلد من الولد ثعلبة، وأمه زغيبة بنت أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم

§قَيْسُ بْنُ مُخَلَّدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ الْغَيْطَلَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِقَيْسِ بْنِ مُخَلَّدٍ مِنَ الْوَلَدِ ثَعْلَبَةُ، وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ قَيْسُ بْنُ مُخَلَّدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

ومن حلفاء بني مازن بن النجار

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ

عصيمة حليف لهم من بني أسد بن خزيمة بن مدركة، شهد بدرا، وليس له عقب. ستة نفر.

§عُصَيْمَةُ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. سِتَّةُ نَفَرٍ.

ومن بني دينار بن النجار

§وَمِنْ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ

النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وأمه السميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، شهد بدرا، وأحدا وقتل يومئذ شهيدا، وليس له عقب.

§النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَأُمُّهُ السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه الضحاك بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وأمه أيضا السميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل، شهد بدرا، وأحدا وليس له عقب، وكان للنعمان وللضحاك أخ من أبيهما وأمهما يقال له قطبة بن عبد عمرو بن مسعود، صحب النبي صلى الله

§وَأَخُوهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَأُمُّهُ أَيْضًا السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ لِلنُّعْمَانِ وَلِلضَّحَّاكِ أَخٌ مِنْ أَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا يُقَالُ لَهُ قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا.

جابر بن خالد بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وكان له من الولد عبد الرحمن بن جابر وأمه عميرة بنت سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، وشهد جابر بن خالد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§جَابِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَشَهِدَ جَابِرُ بْنُ خَالِدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، وأمه ليلى بنت عبد الله بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم من بلحبلى، وكان لكعب من الولد عبد الله، وجميلة، وأمهما أم الرياع بنت عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، وهي أخت

§كَعْبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ مِنْ بَلْحُبْلَى، وَكَانَ لِكَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَجُمَيْلَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الرِّيَاعِ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَهِيَ أُخْتُ النُّعْمَانِ وَالضَّحَّاكِ وَقُطْبَةَ بَنِي عَبْدِ عَمْرٍو، وَشَهِدَ كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَبِئْرَ مَعُونَةَ، وَارْتُثَّ يَوْمَئِذٍ فَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لِكَعْبِ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ.

سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، وهو أخو النعمان والضحاك وقطبة بني عبد عمرو بن مسعود لأمهم السميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل، وكان لسليم بن الحارث من الولد الحكم، وعميرة، وأمهما سهيمة بنت هلال بن دارم من بني

§سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ أَخُو النُّعْمَانِ وَالضَّحَّاكِ وَقُطْبَةَ بَنِي عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ لِأُمِّهِمُ السُّمَيْرَاءِ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لِسُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ الْحَكَمُ، وَعَمِيرَةُ، وَأُمُّهُمَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَشَهِدَ سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَلَهُ عَقِبٌ.

سعيد بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وهكذا هو في نسب الأنصار سعيد بن سهيل، وأما محمد بن إسحاق وأبو معشر فقالا: هو سعد بن سهيل، وشهد بدرا، وأحدا وتوفي

§سَعِيدُ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ -[522]-، وَهَكَذَا هُوَ فِي نَسَبِ الْأَنْصَارِ سَعِيدُ بْنُ سُهَيْلٍ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَقَالَا: هُوَ سَعْدُ بْنُ سُهَيْلٍ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: هُزَيْلَةُ فَهَلَكَتْ.

ومن حلفاء بني دينار بن النجار

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ

بجير بن أبي بجير حليف لهم من بلي ويقال: هو من جهينة، وبنو دينار بن النجار يقولون: هو مولى لنا، وشهد بجير بدرا، وأحدا وليس له عقب، وقد انقرض أعقابهم جميعا إلا بقية سليم بن الحارث. سبعة نفر.

§بُجَيْرُ بْنُ أَبِي بُجَيْرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَبَنُو دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ يَقُولُونَ: هُوَ مَوْلًى لَنَا، وَشَهِدَ بُجَيْرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَعْقَابُهُمْ جَمِيعًا إِلَّا بَقِيَّةُ سُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ. سَبْعَةُ نَفَرٍ.

ومن بني الحارث بن الخزرج ثم من بني كعب بن الحارث بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه هزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج، وكان لسعد من الولد أم سعد واسمها جميلة وهي أم خارجة بن زيد بن

§سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ هُزَيْلَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ سَعْدٍ وَاسْمُهَا جَمِيلَةُ وَهِيَ أُمُّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ عُمَارَةَ وَعَمْرٍو ابْنَيْ حَزْمٍ، وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: حَدَّثَنِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِ سَعْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَقَالَ لَهُ: لِيَ امْرَأَتَانِ، وَأَنْتَ أَخِي فِي اللَّهِ لَا امْرَأَةَ لَكَ، فَأَنْزِلُ عَنْ إِحْدَاهُمَا فَتَزَوَّجَهَا، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: هَلُمَّ إِلَى حَدِيقَتِي أُشَاطِرْكَهَا، قَالَ: فَقَالَ: لَا، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكِ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَاشْتَرَى سَمْنًا وَأَقِطًا وَبَاعَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «مَهْيَمْ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ قَالَ: نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: «§أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ سَعْدًا يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ شَرَعَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ سِنَانًا» .

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِآتِيَهُ بِخَبَرِكَ، قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي -[524]- السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً، وَأَنْ قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي، وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ قُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَحَدٌ مِنْهُمْ حَيُّ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مِنْ جِرَاحَاتِهِ تِلْكَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ فَدُفِنَا جَمِيعًا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا أَجْرَى مُعَاوِيَةُ كِظَامَةً نَادَى مُنَادِيهِ بِالْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ بِأُحُدٍ فَلْيَشْهَدْ، فَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى قَتْلَاهُمْ فَوَجَدُوهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ، وَكَانَ قَبْرُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ مُعْتَزِلًا، فَتُرِكَ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ التُّرَابُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدٍ، قُتِلَ أَبُوهُمَا يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا فَاسْتَفَاءَهُ فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا، وَاللَّهِ لَا تُنْكَحَانِ إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ آيَةَ الْمِيرَاثِ، فَدَعَا عَمَّهُمَا فَقَالَ: «أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ، وَلَكَ مَا بَقِيَ»

خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ويكنى أبا زيد، وأمه السيدة بنت عامر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة من الأوس، وكان لخارجة من الولد زيد بن خارجة وهو الذي سمع منه الكلام بعد موته

§خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ، وَأُمُّهُ السَّيِّدَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ، وَكَانَ لِخَارِجَةَ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ وَهُوَ الَّذِي سُمِعَ مِنْهُ الْكَلَامَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَحَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ -[525]- كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمَا هُزَيْلَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُمَا أَخَوَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لِأُمِّهِ، وَكَانَ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، أَخَذَتْهُ الرِّمَاحُ فَجُرِحَ بِضْعَةَ عَشَرَ جُرْحًا، فَمَرَّ بِهِ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَعَرَفَهُ فَأَجْهَزَ عَلَيْهِ وَمَثَّلَ بِهِ، وَقَالَ: هَذَا مِمَّنْ أَغْرَى بِأَبِي عَلِيٍّ يَوْمَ بَدْرٍ، يَعْنِي أَبَاهُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، الْآنَ حَيْثُ شَفَيْتُ نَفْسِي حِينَ قَتَلْتُ الْأَمَاثِلَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، قَتَلْتُ ابْنَ قَوْقَلٍ، وَقَتَلْتُ ابْنَ أَبِي زُهَيْرٍ يَعْنِي خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَقَتَلْتُ أَوْسَ بْنَ أَرْقَمَ

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر.

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ §عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: «أَنَّهُ كَانَ

يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا رَوَاحَةَ، وَلَعَلَّهُ كَانَ يُكْنَى بِهِمَا جَمِيعًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَهُوَ خَالُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ، وَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَدْرٍ يُبَشِّرُ أَهْلَ الْعَالِيَةِ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَالْعَالِيَةُ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَخَطْمَةَ، وَوَائِلٍ، وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ بَدْرٍ الْمَوْعِدِ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا إِلَى أُسَيْرِ بْنِ رِزَامٍ الْيَهُودِيِّ بِخَيْبَرَ فَقَتَلَهُ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا، فَلَمْ يَزَلْ يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ إِلَى أَنْ قُتِلَ بِمُؤْتَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ فَخَرَصَ عَلَيْهِمْ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ نَحْنُ ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §طَافَ عَلَى نَاقَتِهِ -[527]- الْعَضْبَاءِ وَمَعَهُ مِحْجَنٌ يَسْتَلِمُ بِهِ الرُّكْنَ إِذْ مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَرْتَجِزُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ خَلُّوا فَإِنَّ الْخَيْرَ مَعْ رَسُولِهْ قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهْ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: «§انْزِلْ فَحَرِّكْ بِنَا الرِّكَابَ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ قُولِي ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَقَالَ: فَنَزَلَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا رَبِّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا إِنَّ الْكُفَّارَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا قَالَ وَكِيعٌ وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ: وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِمَا اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بِالْبَيْتِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ شَاعِرًا.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُدْرِكِ -[528]- بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: " مَرَرْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَلَمَّا رَأَوْنِي أَضَبُّوا إِلَيَّ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَعَانِي، فَانْطَلَقْتُ نَحْوَهُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ هَاهُنَا» ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَقُولُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ» ، كَأَنَّهُ يَتَعَجَّبُ لِذَاكَ، قَالَ: أَنْظُرُ فِي ذَاكَ ثُمَّ أَقُولُ، قَالَ: «§فَعَلَيْكَ بِالْمُشْرِكِينَ» ، وَلَمْ أَكُنْ هَيَّأْتُ شَيْئًا، قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي ذَلِكَ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ فِيمَا أَنْشَدْتُهُ: [البحر البسيط] خَبِّرُونِي أَثْمَانَ الْعَبَاءِ مَتَى ... كُنْتُمْ بَطَارِيقَ أَوْ دَانَتْ لَكُمْ مُضَرُ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَرِهَ بَعْضَ مَا قُلْتُ، أَنِّي جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ الْعَبَاءِ فَقُلْتُ: يَا هَاشِمَ الْخَيْرِ إِنَّ اللَّهُ فَضَّلَكُمْ ... عَلَى الْبَرِيَّةِ فَضْلًا مَا لَهُ غِيَرُ إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ ... فِرَاسَةً خَالَفَتْهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا وَلَوْ سَأَلْتَ أَوِ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ ... فِي جُلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلَا نَصَرُوا فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا قَالَ: فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ مُتَبَسِّمًا وَقَالَ: «وَإِيَّاكَ فَثَبَّتَ اللَّهُ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنِّي مِنْهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشعراء: 227] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُصْبَحٍ أَوِ ابْنَ مُصْبَحٍ، يُحَدِّثُ ابْنَ السَّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ -[529]- رَوَاحَةَ قَالَ: فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ، فَقَالَ: «§أَتَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟» ، قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرِقُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعًا شَهَادَةٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ تَبْكِي عَلَيْهِ وَتَقُولُ: وَاجَبَلَاهُ، وَا كَذَا وَكَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ابْنُ رَوَاحَةَ حِينَ أَفَاقَ: " §مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ قِيلَ لِي: أَنْتَ كَذَاكَ؟ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى ابْنِ رَوَاحَةَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: وَا جَبَلَاهُ، وَا عِزَّاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ جَبَلُهَا، أَنْتَ عِزُّهَا، §فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «مَا شَيْءٌ قُلْتُمُوهُ إِلَّا وَقَدْ سُئِلْتُ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَيَسِّرْ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَاشْفِهِ» ، فَوَجَدَ خِفَّةً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُمِّي تَقُولُ: وَا جَبَلَاهُ، وَا ظَهْرَاهُ، وَمَلَكٌ قَدْ رَفَعَ مِرْزَبَّةً مِنْ حَدِيدٍ، يَقُولُ: أَنْتَ كَذَا، فَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَقَمَعَنِي بِهَا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §حَضَرَتْ حَرْبٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: [البحر الرجز] يَا نَفْسِ أَلَا أَرَاكَ تَكْرَهِينَ الْجَنَّةْ أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَنْزِلَنَّهْ طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرَهَنَّهْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ -[530]- بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، زَادَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ: " أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا قُتِلَ بِمُؤْتَةَ §أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَاسْتُشْهِدَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ مُعْتَرِضًا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَّا أَصَابَتْهُ الْجِرَّاحُ نَكَلَ فَعَاتَبَ نَفْسَهُ فَشَجُعَ فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ» وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ بِمُؤْتَةَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ فَشَرَى عَنْ قَوْمِهِ، وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.

خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب وأمه عمرة بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس من بني الحارث بن الخزرج، شهد خلاد العقبة في روايتهم جميعا، وكان له من الولد السائب بن خلاد، صحب النبي صلى الله عليه وسلم

§خَلَّادُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ خَلَّادٌ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْيَمَنِ، وَالْحَكَمُ بْنُ خَلَّادٍ، وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ أُخْتِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبَهُمَا، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ خَلَّادٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَيَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، دَلَّتْ عَلَيْهِ بُنَانَةُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ رَحًى فَشَدَخَتْ رَأْسَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ» ، وَقَتَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِ، وَكَانَتْ بُنَانَةُ امْرَأَةَ الْحَكَمِ الْقُرَظِيِّ، وَحَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ لِلَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَلَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ خَمْسَ

عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو فَضَالَةَ الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ الْخَبِيرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " قُتِلَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُدْعَى خَلَّادًا، قَالَ: فَأُتِيَتْ أُمُّهُ فَقِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ خَلَّادٍ، قُتِلَ خَلَّادٌ، قَالَ: فَجَاءَتْ مُتَنَقِّبَةً، فَقِيلَ لَهَا: قُتِلَ خَلَّادٌ وَأَنْتَ مُتَنَقِّبَةٌ؟ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ رُزِئْتُ خَلَّادًا فَلَا أَرْزَأُ حَيَائِي. فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ: «§أَمَا إِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيدَيْنِ» ، قَالَ: قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «لِأَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَتَلُوهُ»

بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب وأمه أنيسة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر، وكان لبشير من الولد النعمان وبه كان يكنى، وأبية، وأمهما عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة، ولبشير عقب، وكان بشير

§بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَغَرِّ، وَكَانَ لِبَشِيرٍ مِنَ الْوَلَدِ النُّعْمَانُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُبِيَّةُ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، وَلِبَشِيرٍ عَقِبٌ، وَكَانَ بَشِيرٌ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَشَهِدَ بَشِيرٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي مَرَّةَ بِفَدَكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَلَقِيَهُمُ الْمُرِّيُّونَ فَقَاتِلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابُوا أَصْحَابَ بَشِيرٍ وَوَلَّى مِنْهُمْ مَنْ وَلَّى، وَقَاتَلَ -[532]- بَشِيرٌ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى ضُرِبَ كَعْبُهُ، وَقِيلَ: قَدْ مَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَى تَحَامَلَ إِلَى فَدَكَ فَأَقَامَ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِهَا أَيَّامًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فِي سَرِيَّةٍ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ إِلَى يُمْنٍ وَجَبَارٍ بَيْنَ فَدَكَ وَوَادِي الْقُرَى، وَكَانَ بِهَا نَاسٌ مِنْ غَطَفَانَ قَدْ تَجْمَعُوا مَعَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ فَلَقِيَهُمْ بَشِيرٌ فَفَضَّ جَمْعَهُمْ وَظَفِرَ بِهِمْ وَقَتْلَ وَسَبَى وَغَنِمَ، وَهَرَبَ عُيَيْنَةُ وَأَصْحَابُهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَكَانَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ قَدَّمَ السِّلَاحَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ» وَشَهِدَ بَشِيرٌ عَيْنَ التَّمْرِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وأخوه سماك بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر، وأمه أنيسة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس، شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ سِمَاكُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

سبيع بن قيس بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه خديجة بنت عمرو بن زيد بن عبدة بن عبيد بن عامرة بن عدي من بني الحارث بن الخزرج، وكان لسبيع من الولد عبد الله وأمه من بني جدارة، مات وليس له عقب، وشهد سبيع

§سُبَيْعُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبَسَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِسُبَيْعٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ، مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ سُبَيْعٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُ: هُوَ سُبَيْعُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَائِشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ.

وأخوه عبادة بن قيس بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب وهما عما أبي الدرداء، وليس لعبادة عقب، وشهد عبادة بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، ويوم مؤتة، وقتل يومئذ شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وذكر عبد الله بن محمد بن

§وَأَخُوهُ عُبَادَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبَسَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُمَا عَمَّا أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَيْسَ لِعُبَادَةَ عَقِبٌ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَيَوْمَ مُؤْتَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ كَانَ لِسُبَيْعِ بْنِ قَيْسٍ أَخٌ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ قَيْسٍ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم.

يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه فسحم وهي من بلقين بن جسر من قضاعة وإليها ينسب، يقال: يزيد فسحم، ويزيد بن فسحم، وكان ليزيد ولد انقرضوا فليس له اليوم عقب، وانقرض أيضا ولد حارثة بن ثعلبة

§يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ فُسْحُمُ وَهِيَ مِنْ بَلْقِينِ بْنِ جِسْرٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ، يُقَالُ: يَزِيدُ فُسْحُمَ، وَيَزِيدُ بْنُ فُسْحُمَ، وَكَانَ لِيَزِيدَ -[534]- وَلَدٌ انْقَرَضُوا فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ وَبَيْنَ ذِي الْيَدَيْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ، وَشَهِدَا جَمِيعًا بَدْرًا وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ وَكَانَتْ بَدْرٌ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

ومن بني جشم وزيد ابني الحارث بن الخزرج، وكان يقال لهما: التوأمان ودعوتهما واحدة في الديوان وهم أصحاب المسجد الذي بالسنح، وهم أصحاب السنح خاصة

§وَمِنْ بَنِي جُشَمَ وَزَيْدٍ ابْنَيِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُمَا: التَّوْأَمَانِ وَدَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ فِي الدِّيوَانِ وَهُمْ أَصْحَابُ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِالسُّنْحِ، وَهُمْ أَصْحَابُ السُّنْحِ خَاصَّةً

خبيب بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وأمه سلمى بنت مسعود بن شيبان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة، وكان لخبيب من الولد أبو كثير واسمه عبد الله، وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول من بلحبلى من بني عوف بن الخزرج،

§خُبَيْبُ بْنُ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ، وَكَانَ لِخُبَيْبٍ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو كَثِيرٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَأُنَيْسَةُ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ لَهُمْ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوًا أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي -[535]- وَلَمْ نُسْلِمْ، فَقُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحْيِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لَا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، قَالَ: «وَأَسْلَمْتُمَا؟» ، قُلْنَا: لَا، قَالَ: «§فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» ، قَالَ: فَأَسْلَمْنَا وَشَهِدْنَا مَعَهُ، فَقَتَلْتُ رَجُلًا وَضَرَبَنِي ضَرْبَةً فَتَزَوَّجْتُ ابْنَتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَتْ تَقُولُ لِي: لَا عُدِمْتُ رَجُلًا وَشَحَكَ هَذَا الْوِشَاحَ، فَأَقُولُ لَهَا: لَا عُدِمْتِ رَجُلًا عَجَّلَ أَبَاكِ إِلَى النَّارِ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ كَانَتْ تُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ: جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَتُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «§فَارْجِعْ، فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» ، يَعْنِي قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا، فَقَالَ: «ارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» ، قَالَتْ: فَرَجَعَ ثُمَّ أَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ: «أَتُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» ، فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ خُبَيْبُ بْنُ يَسَافٍ، وَكَانَ قَدْ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَحِقَهُ فَأَسْلَمَ فِي الطَّرِيقِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ جَدُّ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ خُبَيْبٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

سفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج، هكذا قال محمد بن عمر، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وفيما روي لنا عن موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبي معشر سفيان بن بشر، ولعل رواتهم لم يضبطوا عنهم هذا الاسم، وشهد سفيان

§سُفْيَانُ بْنُ نَسْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَفِيمَا رُوِيَ لَنَا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ سُفْيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَلَعَلَّ رُوَاتَهُمْ لَمْ يَضْبِطُوا عَنْهُمْ هَذَا الِاسْمَ، وَشَهِدَ سُفْيَانُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا.

عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: ليس في آبائه ثعلبة، وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث، وثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعم عبد الله فأدخلوه في نسبه وهذا خطأ، وكان لعبد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: لَيْسَ فِي آبَائِهِ ثَعْلَبَةُ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَخُو زَيْدٍ وَعَمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَأَدْخَلُوهُ فِي نَسَبِهِ وَهَذَا خَطَأٌ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُ سَعْدَةُ بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ ابْنَةُ أَخِي خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ، وَأُمُّ حُمَيْدِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهَا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُمْ قَلِيلٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ: «§أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ -[537]- مَعَهُ رَايَةُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ وَهُوَ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَهُ: " أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ الْمَنْحَرِ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ضَحَايَا فَلَمْ يُصِبْهُ وَلَا صَاحِبَهُ شَيْءٌ، §فَحَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَعْطَاهُ وَصَاحِبَهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ عِنْدَنَا مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

وأخوه حريث بن زيد بن عبد ربه

§وَأَخُوهُ حُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ حُرَيْثَ بْنَ زَيْدٍ شَهِدَ بَدْرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا جَمِيعًا عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي حُرَيْثٍ أَنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ

ومن بني جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

تميم بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وأمه زغيبة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وهي خالة سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة، وكان لتميم من الولد ربعي، وجميلة، وأمهما من بني عمرو

§تَمِيمُ بْنُ يَعَارَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ، وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَكَانَ لِتَمِيمٍ مِنَ الْوَلَدِ رِبْعِيُّ، وَجُمَيْلَةُ، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ وَقْشٍ الشَّاعِرِ، وَشَهِدَ تَمِيمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

يزيد بن المزين بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة، هكذا قال محمد بن عمر، وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو زيد بن المزين، ولم يذكره أبو معشر في كتابه، وكان له من الولد عمرو، ورملة درجا فلم يبق له عقب، وانقرض أيضا

§يَزِيدُ بْنُ الْمُزَيْنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ زَيْدُ بْنُ الْمُزَيْنِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ فِي كِتَابِهِ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَمْرٌو، وَرَمْلَةُ دَرَجَا فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ يَزِيدُ بْنُ الْمُزَيْنِ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

عبد الله بن عمير بن حارثة بن ثعلبة بن خلاس بن أمية بن جدارة ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا، ولم يذكره عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ولم يعرف نسبه. ثلاثة نفر.

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا -[539]-، وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَلَمْ يُعْرَفْ نَسَبُهُ. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ.

ومن بني الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

عبد الله بن الربيع بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر واسمه خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وقال بعضهم: خدرة، وهي أم الأبجر، فالله أعلم، وأم عبد الله بن الربيع فاطمة بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، وكان لعبد الله

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَاسْمُهُ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خُدْرَةُ، وَهِيَ أُمُّ الْأَبْجَرِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، وَأُمُّهُمَا مِنْ طَيِّئٍ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَيْسَ لَهُ بَقِيَّةٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَبَّادِ بْنِ الْأَبْجَرِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

ومن حلفاء بني الحارث بن الخزرج

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

عبد الله بن عبس وليس له عقب، ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا، لم ينسب لنا، وقالوا: هو حليف.

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْسٍ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، لَمْ يُنْسَبْ لَنَا، وَقَالُوا: هُوَ حَلِيفٌ.

عبد الله بن عرفطة حليف لهم، ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا، وليس له عقب، وكان عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري يقول: هذان الحليفان إنما هما واحد، واسمه عبد الله بن عمير حليف لهم. اثنان، فجميع من شهد بدرا من

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ، ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُ: هَذَانِ الْحَلِيفَانِ إِنَّمَا هُمَا وَاحِدٌ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ. اثْنَانِ، فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. تِسْعَةُ نَفَرٍ.

ومن بني عوف بن الخزرج ثم من بلحبلى وهو سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، وإنما سمي الحبلى لعظم بطنه

§وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَلْحُبْلَى وَهُوَ سَالِمُ بْنُ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحُبْلَى لِعِظَمِ بَطْنِهِ

عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم وهو الحبلى، وأمه خولة بنت المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار من بني مغالة، وكان عبد الله بن أبي سيد الخزرج وفي آخر جاهليتهم، قدم النبي صلى الله عليه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ وَهُوَ الْحُبْلَى، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنْ بَنِي مَغَالَةَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ سَيِّدٍ الْخَزْرَجِ وَفِي آخِرِ جَاهِلِيَّتِهِمْ، قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَقَدْ جَمَعَ قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ لَهُ خَرَزًا لِيُتَوِّجُوهُ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَسَبَقَ إِلَيْهِ أَقْوَامٌ فَحَسَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَبَغَى وَنَافَقَ فَاتَّضَعَ شَرَفُهُ، وَهُوَ ابْنُ سَلُولَ، وَسَلُولُ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ وَهِيَ أُمُّ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبِيٍّ هُوَ ابْنُ خَالَةِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ، وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ أَيْضًا مِمَّنْ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَيُؤْمَنُ بِهِ وَيَعِدُ النَّاسَ بِخُرُوجِهِ، وَكَانَ قَدْ تَأَلَّهَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَبِسَ الْمُسُوحَ وَتَرَهَّبَ

، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلّى الله عليه وسلم حَسَدَ وَبَغَى وَأَقَامَ عَلَى كَفْرِهِ، وَشَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قِتَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ فَسَمَّاهُ، رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: الْفَاسِقَ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَكَانَ اسْمُهُ حُبَابٌ، فَقَالَ: «§أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ، فَإِنُّ حُبَابًا اسْمُ شَيْطَانَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُسَمَّى الْحُبَابُ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ: «§إِنَّ الْحُبَابَ شَيْطَانٌ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْحُبَابُ شَيْطَانٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْحُبَابُ شَيْطَانٌ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ إِذَا سَمِعَ بِالِاسْمِ الْقَبِيحِ غَيَّرَهُ» قَالُوا: وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ مِنَ الْوَلَدِ عُبَادَةُ، وَجُلَيْحَةُ، وَخَيْثَمَةُ، وَخَوَلِيُّ، وَأُمَامَةُ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمَّهَاتُهُمْ، وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَغُمُّهُ أَمْرُ أَبِيهِ وَيَثْقُلُ عَلَيْهِ لُزُومُ الْمُنَافِقِينَ إِيَّاهُ، وَمَاتَ أَبُوهُ مُنْصَرَفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَشَهِدَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، وَعَزَّى

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ الْقَبْرِ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ جُوَاثَا شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَهُ عَقِبٌ.

أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى وأمه جميلة بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى، وهي أخت عبد الله بن أبي ابن سلول، وكان لأوس بن خولي من الولد ابنة يقال لها: فسحم فهلكت، فليس لأوس عقب، وقد انقرض

§أَوْسُ بْنُ خَوَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَكَانَ لِأَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: فُسْحُمُ فَهَلَكَتْ، فَلَيْسَ لِأَوْسٍ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ مِنَ الْكَمَلَةِ، وَكَانَ الْكَامِلُ عِنْدَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الْإِسْلَامِ الَّذِي يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ قَدِ اجْتَمَعَ ذَلِكَ فِي أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ وَشُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَشَهِدَ أَوْسٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «§خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى السِّلَاحِ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ لِعُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ مِائَتَيْ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ» قَالُوا: وَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَرَادُوا غَسْلَهُ جَاءَتِ الْأَنْصَارُ فَنَادَتْ عَلَى الْبَابِ: اللَّهَ اللَّهَ، فَإِنَّا أَخْوَالُهُ، فَلْيَحْضُرْهُ بَعْضُنَا، فَقِيلَ لَهُمْ: أَجْمِعُوا عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ -[543]-، فَدَخَلَ فَحَضَرَ غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَفَّنَهُ وَدَفَنَهُ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَتُوُفِّيَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينِ بْنِ عَوْنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: ابْنَ أَخٍ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَأْتِ أَخْوَالَكَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ؛ فَإِنَّهُمْ أَمْنَعُ النَّاسِ لِمَا فِي بُيُوتِهِمْ "

زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى، وأمه أم زيد بنت الحارث بن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم الحبلى، وكان لزيد بن وديعة من الولد سعد، وأمامة، وأم كلثوم، وأمهم زينب بنت سهل بن صعب بن قيس بن مالك بن سالم الحبلى، وكان

§زَيْدُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ جُزَيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَأُمُّهُ أُمُّ زَيْدٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي الْجَرْبَاءِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِزَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ، وَأُمَامَةُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ صَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ قَدْ قَدِمَ الْعِرَاقَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَنَزَلَ بِعَقَرْقُوفَ فَصَارَ وَلَدَهُ بِهَا، يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ، وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ زَيْدُ بْنُ وَدِيعَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم الحبلى، هكذا هو في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن عمر. قال محمد بن إسحاق: وكان رفاعة يكنى أبا الوليد، وقال محمد بن عمر: كان زيد جد رفاعة يكنى أبا الوليد، فيقال: رفاعة بن أبي الوليد ينسب إلى جده،

§رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، هَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رِفَاعَةُ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ زَيْدٌ جَدُّ رِفَاعَةَ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، فَيُقَالُ: رِفَاعَةُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، وَاسْمُ أَبِي الْوَلِيدِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَأُمُّهُ أُمُّ رِفَاعَةَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِرَفَاعَةَ بْنِ عَمْرٍو أَوْلَادٌ فَانْقَرَضُوا، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَبَعْضِ نُسَخِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: رِفَاعَةُ بْنُ الْهَافِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

معبد بن عبادة بن قشعر بن الفدم بن سالم بن مالك بن سالم الحبلى ويكنى أبا خميصة، هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وقال أبو معشر: يكنى أبا عصيمة، شهد معبد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§مَعْبَدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ قُشْعُرِ بْنِ الْفَدْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى وَيُكْنَى أَبَا خَمِيصَةَ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: يُكْنَى أَبَا عُصَيْمَةَ، شَهِدَ مَعْبَدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن حلفاء بني سالم الحبلى بن غنم

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي سَالِمٍ الْحُبْلَى بْنِ غَنْمٍ

عقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان من قيس عيلان من مضر، أسلم عقبة في أول من أسلم من الأنصار، وشهد العقبتين جميعا في روايتهم جميعا ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يزل هناك

§عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ مِنْ مُضَرٍ، أَسْلَمَ عُقْبَةُ فِي أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَهَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُقَالُ لِعُقْبَةَ أَنْصَارِيُّ مُهَاجِرِيُّ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَهُمْ مَعَ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ بِعَقَرْقُوفَ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيُقَالُ إِنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَهْبٍ هُوَ الَّذِي نَزَعَ الْحَلَقَتَيْنِ مِنْ إِجْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، وَيُقَالُ: بَلْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَزَعَهُمَا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتَاهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ نَرَى أَنَّهُمَا جَمِيعًا عَالَجَاهُمَا فَأَخْرَجَاهُمَا.

عامر بن سلمة بن عامر بن عبد الله حليف لهم من أهل اليمن، شهد بدرا، وأحدا وليس له عقب.

§عَامِرُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عاصم بن العكير حليف لهم من مزينة، شهد بدرا، وأحدا وليس له عقب، ثمانية نفر.

§عَاصِمُ بْنُ الْعُكَيرِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ مُزَيْنَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ.

ومن القواقلة وهم بنو غنم وبنو سالم ابني عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج

§وَمِنَ الْقَوَاقِلَةِ وَهُمْ بَنُو غَنْمٍ وَبَنُو سَالِمٍ ابْنَيْ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ

عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ويكنى أبا الوليد، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وكان لعبادة بن الصامت من الولد: الوليد،

§عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مِنَ الْوَلَدِ: الْوَلِيدُ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَمُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ عُبَادَةُ عَقَبِيًّا نَقِيبًا بَدْرِيًّا أَنْصَارِيًّا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَجُلًا طُوَالًا، جَسِيمًا، جَمِيلًا» وَمَاتَ بِالرَّمْلَةِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَلَهُ عَقِبٌ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ.

وأخوه أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان، وكان لأوس من الولد الربيع وأمه خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف وهي المجادلة التي أنزل الله عز وجل فيها القرآن: قد سمع

§وَأَخُوهُ -[547]- أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ، وَكَانَ لِأَوْسٍ مِنَ الْوَلَدِ الرَّبِيعُ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا الْقُرْآنَ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَشَهِدَ أَوْسٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَقِيَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم دَهْرًا، وَذُكِرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ أَوَّلَ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ، وَكَانَ بِهِ لَمَمٌ، وَكَانَ يُفِيقُ أَحْيَانًا، فَلَاحَى امْرَأَتَهُ خَوْلَةَ بِنْتَ ثَعْلَبَةَ فِي بَعْضِ صَحَوَاتِهِ فَقَالَ: " أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، ثُمَّ نَدِمَ فَقَالَ: مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرِمْتِ عَلَيَّ، قَالَتْ: مَا ذَكَرْتَ طَلَاقًا، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ وَجَادَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِرَارًا ثُمَّ قَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ شِدَّةَ وَحْدَتِي، وَمَا يَشُقُّ عَلَيَّ مِنْ فِرَاقِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقَدْ بَكَيْتُ وَبَكَى مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ؛ رَحْمَةً لَهَا، وَرِقَّةً عَلَيْهَا، وَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَحْيُ فَسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، فَقَالَ: " يَا خَوْلَةُ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكِ وَفِيهِ: §قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا، ثُمَّ قَالَ: «مُرِيهِ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً» ، قَالَتْ: لَا يَجِدُ، قَالَ: «فَمُرِيهِ أَنْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» ، قَالَتْ: لَا يُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: «فَمُرِيهِ فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» ، قَالَتْ: وَأَنَّى لَهُ؟، قَالَ: «فَمُرِيهِ فَلْيَأْتِ أُمَّ الْمُنْذِرِ بِنْتَ قَيْسٍ فَلْيَأْخُذْ مِنْهَا شَطْرَ وَسْقٍ تَمْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى -[548]- سِتِّينَ مِسْكِينًا» ، فَرَجَعَتْ إِلَى أَوْسٍ، فَقَالَ: مَا وَرَاءَكِ؟ قَالَتْ: خَيْرٌ، وَأَنْتَ ذَمِيمٌ، ثُمَّ أَخْبَرَتْهُ فَأَتَى أُمَّ الْمُنْذِرِ فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْهَا فَجَعَلَ يُطْعِمُ مُدَّيْنِ مِنْ تَمْرٍ كُلَّ مِسْكِينٍ "

النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وثعلبة بن دعد هو الذي يسمى قوقل، وكان قوقل له عز، وكان يقول للخائف إذا جاءه: قوقل حيث شئت فإنك آمن، فسمي بنو غنم وبنو سالم كلهم بذلك قواقلة، وكذلك هم في الديوان

§النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَثَعْلَبَةُ بْنُ دَعْدٍ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى قَوْقَلٌ، وَكَانَ قَوْقَلٌ لَهُ عِزٌّ، وَكَانَ يَقُولُ لِلْخَائِفِ إِذَا جَاءَهُ: قَوْقِلْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّكَ آمِنٌ، فَسُمِّيَ بَنُو غَنْمٍ وَبَنُو سَالِمٍ كُلُّهُمْ بِذَلِكَ قَوَاقِلَةً، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الدِّيوَانِ يُدْعَوْنَ بَنِي قَوْقَلٍ، وَشَهِدَ النُّعْمَانُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَلَيْسَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ مَالِكٍ عَقِبٌ، هَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ النُّعْمَانُ الْأَعْرَجُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي غُضَيْنَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفٌ لَهُمْ وَهِيَ أُخْتُ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ، وَالَّذِي يُدْعَى قَوْقَلٌ هُوَ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ الَّذِي ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَلَمْ يَشْهَدْ ذَاكَ بَدْرًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ نَسَبَ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدٍ، وَنَسَبَ النُّعْمَانِ الْأَعْرَجِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ وَذَكَرَ أَوْلَادَهُمَا وَمَا وَلَدُوا.

مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وأمه عميرة بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وكان لمالك بن الدخشم من الولد الفريعة وأمها جميلة بنت عبد الله بن

§مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ بْنِ مِرْضَخَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِمَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ مِنَ الْوَلَدِ الْفُرَيْعَةُ وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ الْحُبْلَى بْنِ غَنْمٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَشَهِدَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكٌ الْعَقَبَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «§لَمْ يَشْهَدْ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ الْعَقَبَةَ» قَالُوا: وَشَهِدَ مَالِكٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ مَعَ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَأَحْرَقَا مَسْجِدَ الضِّرَارِ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِالنَّارِ، وَتُوُفِّيَ مَالِكٌ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

نوفل بن عبد الله بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وكان مالك بن العجلان سيد الخزرج في زمانه هو ابن خالة أحيحة بن الجلاح. وشهد نوفل بن عبد الله بدرا، وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين

§نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ الْعَجْلَانِ سَيِّدَ الْخَزْرَجِ فِي زَمَانِهِ هُوَ ابْنُ خَالَةِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ. وَشَهِدَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف، وأمه من مزينة، وكان لعتبان من الولد عبد الرحمن وأمه ليلى بنت رئاب بن حنيف بن رئاب بن أمية بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج.

§عِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، وَأُمُّهُ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَكَانَ لِعِتْبَانَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ رِئَابِ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ رِئَابِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَذَهَبَ بَصَرُهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتِيَهُ فَيُصَلِّي فِي مَكَانٍ مِنْ بَيْتِهِ فَيَتَّخِذَهُ مُصَلًّى فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ: " أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ مَحْجُوبَ الْبَصَرِ، وَأَنَّهُ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم التَّخَلُّفَ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: «§هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟» ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا تَكُونُ اللَّيْلَةُ الْمُظْلِمَةُ وَالْمَطَرُ وَالرِّيحُ، فَلَوْ أَتَيْتَ مَنْزِلِي فَصَلَّيْتَ فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§أَيْنَ تُحِبُّ أَنَّ أُصَلِّيَ؟» ، فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَذَلِكَ الْبَيْتُ يُصَلِّي فِيهِ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ: وَمَاتَ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ فِي وَسَطٍ مِنْ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدٍ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، وكان لمليل من الولد زيد، وحبيبة، وأمهما أم زيد بنت نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، وهي عمة العباس بن عبادة بن نضلة، وشهد مليل بدرا، وأحدا وليس له عقب.

§مُلَيْلُ بْنُ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَكَانَ لِمُلَيْلٍ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ، وَحَبِيبَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَهِيَ عَمَّةُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ، وَشَهِدَ مُلَيْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عصمة بن الحصين بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، وكان لعصمة من الولد ابنتان يقال لهما: عفراء وأسماء تزوجتا في الأنصار، وشهد عصمة بدرا في رواية محمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، ولم يذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد

§عِصْمَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَكَانَ لِعِصْمَةَ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا: عَفْرَاءُ وَأَسْمَاءُ تَزَوَّجَتَا فِي الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ عِصْمَةُ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا. قَالُوا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدٍ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، شهد ثابت بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق، وكان له عقب

§ثَابِتُ بْنُ هَزَّالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَرْبُوسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

الربيع بن إياس بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§الرَّبِيعُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه وذفة بن إياس بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رحمة الله عليه، وليس له عقب، ولم يذكر عبد الله بن محمد

§وَأَخُوهُ وَذَفَةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ الرَّبِيعَ وَوَذَفَةَ ابْنَيْ إِيَاسَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ، وَلَمْ يُولِدْ عَمْرَو بْنَ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ.

ومن حلفاء القواقلة من بني غضينة، وهم بنو عمرو بن عمارة، وغضينة أم لهم من بلي فنسبوا إليها

§وَمِنْ حُلَفَاءِ الْقَوَاقِلَةِ مِنْ بَنِي غُضَيْنَةَ، وَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ، وَغُضَيْنَةُ أُمٌّ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ فَنُسِبُوا إِلَيْهَا

المجذر بن ذياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القسر بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وكان اسم المجذر عبد الله، وهو قتل سويد بن الصامت في

§الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَثِيرَةَ بْنِ مَشْنُوءَ بْنِ الْقَسْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ إِرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فَرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَكَانَ اسْمُ الْمُجَذَّرِ عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ قَتَلَ سُوَيْدَ بْنَ الصَّامِتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهَيَّجَ قَتْلُهُ وَقْعَةَ بُعَاثَ، ثُمَّ أَسْلَمَ الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادِ وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ

الصَّامِتِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ وَبَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ يَطْلُبُ غُرَّةَ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ، وَشَهِدَا جَمِيعًا أُحُدًا فَلَمَّا جَالَ النَّاسُ تِلْكَ الْجَوْلَةِ أَتَاهُ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَقَتَلَهُ غِيلَةً، فَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ قَتَلَ الْمُجَذَّرَ بْنَ ذِيَادٍ غِيلَةً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَهُ بِهِ، فَقَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ بِالْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ، وَكَانَ الَّذِي ضَرَبَ عُنُقَهُ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُوَيْمَ بْنَ سَاعِدَةَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَلِلْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْيَمَانُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: " §دُفِنَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ: الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ "

عبدة بن الحسحاس بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك، وهو ابن عم المجذر بن ذياد وأخوه لأمه، هكذا قال محمد بن عمر، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: عبدة بن الحسحاس، وأما محمد بن إسحاق وأبو معشر فقالا: عبادة بن الخشخاش، وشهد بدرا، وأحدا

§عَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: عَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَقَالَا: عُبَادَةُ بْنُ الْخَشْخَاشِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§بَحَّاثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزْمَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه عبد الله بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك، شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزْمَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية من بهراء حليف لبني غضينة

§عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَهْرَاءَ حَلِيفٌ لِبَنِي غُضَيْنَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: «§أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ شَهِدَ بَدْرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا جَمِيعًا عَلَى ذَلِكَ، إِنَّ أَمْرَ هَذَا الْحَلِيفِ ثَبْتٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ عُبَيْدَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ جُبَيْرٍ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَحْنُونَ بْنِ نَامِ مَنَاةَ بْنِ شَبِيبِ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ أَهْوَدَ بْنِ بَهْرَاءَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ مِنْ بَهْزٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا.

عمرو بن إياس بن زيد بن جشم، حليف لهم من أهل اليمن من غسان. شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب. سبعة عشر رجلا.

§عَمْروُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ غَسَّانَ. شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا.

ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

المنذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، وأمه هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وكان المنذر يكتب بالعربية قبل الإسلام، وكانت الكتابة في العرب قليلا، ثم أسلم فشهد العقبة مع

§الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ الْمُنْذِرُ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، ثُمَّ أَسْلَمَ فَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَطُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَبَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا هَكَذَا، وَإِنَّمَا آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَبْلَ بَدْرٍ، وَأَبُو ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ غَائِبٌ عَنِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَلَا أُحُدًا وَلَا الْخَنْدَقَ، وَإِنَّمَا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَدْ قَطَعَتْ بَدْرٌ الْمُؤَاخَاةَ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ. وَشَهِدَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو بَدْرًا، وَأُحُدًا وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمِيرًا عَلَى أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا في صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْنَقَ الْمُنْذِرُ لِيَمُوتَ» يَقُولُ: مَشَى إِلَى الْمَوْتِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، وَلَيْسَ لِلْمُنْذِرِ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: " أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو السَّاعِدِيَّ قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ §أَعْنَقَ لَيَمُوتَ. وَكَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ اسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ بَنِي سُلَيْمٍ -[556]- فَنَفَرُوا مَعَهُ فَقَتَلَهُمْ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ»

أبو دجانة واسمه سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، وأمه حزمة بنت حرملة من بني زعب من بني سليم بن منصور، وكان لأبي دجانة من الولد خالد، وأمه آمنة بنت عمرو بن الأجش من بني بهز من بني سليم بن منصور، وآخى رسول الله بين

§أَبُو دُجَانَةَ وَاسْمُهُ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ حَزْمَةُ بِنْتُ حَرْمَلَةَ مِنْ بَنِي زِعْبٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَكَانَ لِأَبِي دُجَانَةَ مِنَ الْوَلَدِ خَالِدٌ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْأَجَشِّ مِنْ بَنِي بَهْزٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَبِي دُجَانَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَشَهِدَ أَبُو دُجَانَةَ بَدْرًا وَكَانَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ §أَبُو دُجَانَةَ يُعْلَمُ فِي الزُّحُوفِ بِعِصَابَةٍ حَمْرَاءَ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَشَهِدَ أَيْضًا أَبُو دُجَانَةَ أُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «§مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟» ، فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟» ، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ §أَبَا دُجَانَةَ حِينَ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم سَيْفَهُ يَوْمَ -[557]- أُحُدٍ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهَ حَقَّهُ ارْتَجَزَ يَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا الَّذِي عَاهَدَنِي خَلِيلِي ... بِالشِّعْبِ ذِي السَّفْحِ لَدَى النَّخِيلِ أَلَا أَكُونَ آخِرَ الْأُفُولِ ... أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " لَمَّا انْصَرَفُوا يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ: خُذِي السَّيْفَ غَيْرَ ذَمِيمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أَسِنَهُ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ وَأَبُو دُجَانَةَ» ، وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " دُخِلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟ فَقَالَ: " §مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَكُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَأَمَّا الْأُخْرَى فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَشَهِدَ أَبُو دُجَانَةَ الْيَمَامَةَ وَهُوَ فِيمَنْ شَرَكَ فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، وَقُتِلَ أَبُو دُجَانَةَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَلِأَبِي دُجَانَةَ عَقِبٌ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ.

أبو أسيد الساعدي واسمه مالك بن ربيعة بن اليدي بن عامر بن عوف بن حارثة أبي عمرو بن الخزرج بن ساعدة، وأمه عمرة بنت الحارث بن حبل بن أمية بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، وكان لأبي أسيد من الولد أسيد الأكبر، والمنذر، وأمهما سلامة بنت وهب بن سلامة بن

§أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ اليَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَبَلِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَكَانَ لِأَبِي أُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ أُسَيْدٌ الْأَكْبَرُ، وَالْمُنْذِرُ، وَأُمُّهُمَا سَلَامَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَغَلِيظُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ ضَمْضَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ

بْنِ سَكَنٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسٍ، وَأُسَيْدٌ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمَيْمُونَةُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَكَمِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي قَشْبَةَ، وَحَبَّانَةُ وَأُمُّهَا الرَّبَابُ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَحَفْصَةُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَحَمْزَةُ، وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَالَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَكَنِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَشَهِدَ أَبُو أُسَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي سَاعِدَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ بَعْدَ أَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ قَصِيرًا دَحْدَاحًا، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَرَأَيْتُ رَأْسَهُ كَثِيرَ الشَّعْرِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ يُحْفِي شَارِبَهُ كَأَخِي الْحَلْقِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا قَتَادَةَ وَابْنَ عُمَرَ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ فَنَجِدُ مِنْهُمْ رِيحَ الْعَبِيرِ، وَهُوَ الْخَلُوقُ، وَيُصَفِّرُونَ بِهِ لِحَاهُمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ: «§أَنَّهُمَا نَزَعَا مِنْ يَدِ أَبِي أُسَيْدٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ بِالْمَدِينَةِ عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ سِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ

مالك بن مسعود بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§مَالِكُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْبَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عبد رب بن حق بن أوس بن قيس بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، هكذا اسمه ونسبه في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر، وقال محمد بن إسحاق وحده: عبد الله بن حق، وأما عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فقال: هو عبد رب بن حق بن أوس بن عامر بن

§عَبْدُ رَبِّ بْنُ حَقِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، هَكَذَا اسْمُهُ وَنَسَبُهُ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَقٍّ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: هُوَ عَبْدُ رَبِّ بْنُ حَقِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَشَهِدَ عَبْدُ رَبِّ بْنُ حَقٍّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن حلفاء بني ساعدة بن كعب بن الخزرج

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ

زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن عامر بن رفاعة بن كليب بن مودعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§زِيَادُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مُوَدَّعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وابن أخيه ضمرة بن عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عدي بن عامر بن رفاعة بن كليب بن مودعة، شهد بدرا، وأحدا، وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وذكروا أن له عقبا انتسب بعضهم إلى بسبس بن عمرو بن ثعلبة الجهني.

§وَابْنُ أَخِيهِ -[560]- ضَمْرَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مُوَدَّعَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَكَرُوا أَنَّ لَهُ عَقِبًا انْتَسَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَسْبَسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْجُهَنِيِّ.

بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس بن جهينة شهد بدرا، وأحدا، وليس له عقب.

§بَسْبَسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

كعب بن جماز بن مالك بن ثعلبة، حليف لهم من غسان، هكذا قال محمد بن عمر، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وأما محمد بن إسحاق وأبو معشر فنسباه إلى جهينة، وأما موسى بن عقبة فذكره باسمه واسم أبيه ولم ينسبه إلى أحد من العرب، وشهد كعب بن جماز بدرا،

§كَعْبُ بْنُ جَمَّازِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ غَسَّانَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَنَسَبَاهُ إِلَى جُهَيْنَةَ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَذَكَرَهُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَشَهِدَ كَعْبُ بْنُ جَمَّازٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. تِسْعَةُ نَفَرٍ.

ومن بني جشم بن الخزرج ثم من بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة

§وَمِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمَ ثُمَّ مِنْ بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ

عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ويكنى أبا جابر وأمه الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمها هند بنت مالك بن عامر بن بياضة، وكان لعبد الله بن عمرو من الولد جابر شهد العقبة،

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا جَابِرٍ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ جَابِرٌ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ أَتَيْتُهُ وَهُوَ مُسَجًّى فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ وَأُقَبَّلُهُ وَالنَّبِيُّ يَرَانِي فَلَمْ يَنْهَنِي»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي، وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَوْنَنِي وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَا يَنْهَانِي، قَالَ: وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «بَكِّيهِ أَوْ لَا تُبَكِّيهِ، §مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " أُصِيبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءَتْ بِهِمَا أُمِّي قَدْ عَرَضَتْهُمَا عَلَى نَاقَةٍ، أَوْ قَالَ عَلَى جَمَلٍ، فَأَقْبَلَتْ بِهِمَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ادْفِنُوا الْقَتْلَى فِي مَصَارِعِهِمْ» ، قَالَ: فَرُدَّا حَتَّى دُفِنَا فِي مَصَارِعِهِمَا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: «§أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ كُفِّنَا فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ وَقَبْرٍ وَاحِدٍ»

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ لِدَفْنِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ قَالَ: «§زَمِّلُوهُمْ بِجِرَاحِهِمْ، فَإِنِّي أَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسِيلُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ» . قَالَ جَابِرٌ: وَكُفِّنَ أَبِي فِي نَمِرَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكَانَ يَقُولُ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّ هَؤُلَاءِ كَانَ أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» ، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى الرَّجُلِ قَالَ: «قَدِّمُوهُ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ صَاحِبِهِ» ، قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَتَلَهُ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ أَبُو أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْهَزِيمَةِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ادْفِنُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ لِمَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الصَّفَاءِ» ، وَقَالَ: «ادْفِنُوا هَذَيْنِ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي الدُّنْيَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ» . قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَجُلًا أَحْمَرَ، أَصْلَعَ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَجُلًا طَوِيلًا، فَعُرِفَا فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمَّا يَلِي الْمَسِيلَ فَدَخَلَهُ السَّيْلُ فَحُفِرَ عَنْهُمَا وَعَلَيْهِمَا نَمِرَتانِ وَعَبْدُ اللَّهِ قَدْ أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي وَجْهِهِ فَيَدُهُ عَلَى جُرْحِهِ، فَأُمِيطَتْ يَدَهُ عَنْ جُرْحِهِ فَانْبَعَثَ الدَّمُ، فَرُدَّتْ يَدُهُ إِلَى مَكَانِهَا فَسَكَنَ الدَّمُ، قَالَ جَابِرٌ: فَرَأَيْتُ أَبِي فِي حُفْرَتِهِ كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِهِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، فَقِيلَ لَهُ -[563]-: فَرَأَيْتَ أَكْفَانَهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا كُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ خُمِرَ بِهَا وَجْهُهُ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلُ، فَوَجَدْنَا النَّمِرَةَ كَمَا هِيَ وَالْحَرْمَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، فَشَاوَرَهُمْ جَابِرٌ فِي أَنْ يُطَيَّبَ بِمِسْكٍ فَأَبَى ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالُوا: لَا تُحْدِثُوا فِيْهِمْ شَيْئًا، وَحُوِّلَا مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَنَاةَ كَانَتْ تَمُرُّ عَلَيْهِمَا، وَأُخْرِجُوا رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§صَرَخَ بِنَا إِلَى قَتْلَانَا يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ الْعَيْنَ فَأَخْرَجْنَاهُمْ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَيِّنَةً أَجْسَادُهُمْ، تَنْثَنِي أَطْرَافُهُمْ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَدَفَنْتُهُ وَحْدَهُ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ: «§إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ فِي أَوَّلِ مَنْ يُصَابُ غَدًا، فَأَوْصِيكَ بِبَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ خَيْرًا، فَأُصِيبَ، فَجَعَلْنَا الِاثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ، فَلَبِثْنَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي لَمْ تَدَعْنِي حَتَّى أَدْفِنَهُ وَحْدَهُ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنَ الْقَبْرِ فَإِذَا الْأَرْضُ لَمْ تَأْكُلْ شَيْئًا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§دُفِنَ مَعَ أَبِي فِي قَبْرِهِ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، فَكَانَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ، فَأَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوَّلْتُهُ، فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا شَعَرَاتٍ كُنَّ فِي لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ -[564]- دَيْنٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: " §إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ، فَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ سَنَتَيْنِ مَا عَلَيْهِ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْلَا يُفْحِشْ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ، قَالَ: فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ وَدَعَا، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «أَيْنَ غُرَمَاؤُهُ؟» فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُمْ "

خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمه أم حبيب بنت عبد الرحمن بن هلال بن عمير بن الأخطم من أهل الطائف، ويقال لخراش قائد الفرسين، وكان لخراش من الولد سلمة، وأمه فكيهة بنت يزيد بن قيظي بن صخر بن خنساء بن سنان

§خِرَاشُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ الْأَخْطَمِ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، وَيُقَالُ لِخِرَاشٍ قَائِدُ الْفَرَسَيْنِ، وَكَانَ لِخِرَاشٍ مِنَ الْوَلَدِ سَلَمَةُ، وَأُمُّهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ قَيْظِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَكَانَ لِخِرَاشٍ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا: «§أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الصِّمَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ أَخَا خِرَاشٍ شَهِدَ بَدْرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ وَلَا مُجْمَعٍ عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَانَ خِرَاشُ بْنُ الصِّمَّةِ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَجُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ عَشْرَ جِرَاحَاتٍ.

عمير بن حرام بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب، شهد بدرا في رواية محمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد عندهم بدرا، وتوفي وليس له عقب.

§عُمَيْرُ بْنُ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب، وأمه النوار بنت عامر بن نابيء بن زيد بن حرام بن كعب. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمير بن الحمام وعبيدة بن الحارث وقتلا يوم بدر جميعا.

§عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ النُّوَارُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَقُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ: «§قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» ، فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ: " بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ تُبَخْبِخُ؟» ، قَالَ: أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا» ، قَالَ: فَانْتَثَلَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَلُوكُهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ حَتَّى أَلُوكَهُنَّ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، فَنَبَذَهُنَّ وَقَاتِلَ حَتَّى قُتِلَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْإِسْلَامِ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ، قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلَيْسَ لِعُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ عَقِبٌ.

معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب، وأمه هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب وكان لمعاذ من الولد عبد الله، وأمامة، وأمهما ثبيتة بنت عمرو بن سعد بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج من بني ساعدة، شهد معاذ العقبة في روايتهم

§مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ لِمُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمَامَةُ، وَأُمُّهُمَا ثُبَيْتَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، شَهِدَ مُعَاذٌ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه معوذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، وأمه هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام، شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر، ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا، وشهد أحدا وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ مُعَوِّذ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَشَهِدَ أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوهما خلاد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، وأمه هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام، شهد بدرا في روايتهم جميعا، وشهد أحدا، وليس له عقب.

§وَأَخُوهُمَا خَلَّادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب ويكنى أبا عمرو، وأمه الشموس بنت حق بن أمة بن حرام، وكان لحباب من الولد خشرم، وأم جميل، وأمهما زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء من بني عبيد بن سلمة، والحباب هو خال المنذر بن عمرو الساعدي أحد النقباء، وهو

§الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَأُمُّهُ الشَّمُوسُ بِنْتُ حَقِّ بْنِ أَمَةَ بْنِ حَرَامٍ، وَكَانَ لِحُبَابٍ مِنَ الْوَلَدِ خَشْرَمٌ، وَأُمُّ جَمِيلٍ، وَأُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَالْحُبَابُ هُوَ خَالُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو السَّاعِدِيِّ أَحَدُ النُّقَبَاءِ، وَهُوَ الَّذِي قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْنَقَ لَيَمُوتَ» ، وَشَهِدَ الْحُبَابُ بَدْرًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ مَنْزِلًا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: " لَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا وَنَقْذِفُ فِيهِ الْآنِيَةَ فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُغَوِّرُ مَا سِوَاهَا مِنَ الْقُلُبِ، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " §الرَّأْيُ مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا حُبَابُ، أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ» ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَفَعَلَ ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الْحَرْبِ، أَرَى أَنْ نُغَوِّرَ الْمِيَاهَ إِلَّا مَاءً وَاحِدًا نَلْقَاهُمْ عَلَيْهِ» ، قَالَ: وَاسْتَشَارَهُمْ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، وَالنَّضِيرِ، قَالَ: فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فَقَالَ: «أَرَى أَنْ نَنْزِلَ بَيْنَ الْقُصُورِ فَنَقْطَعَ خَبَرَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ، وَخَبَرَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ» ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: «§كَانَ لِوَاءُ الْخَزْرَجِ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ

: شَهِدَ الْحُبَابُ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى شُهُودِهِ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَهَذَا عِنْدَنَا مِنْهُ وَهَلٌ لِأَنَّ أَمْرَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ فِي بَدْرٍ مَشْهُورٌ، وَشَهِدَ الْحُبَابُ أُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ حِينَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ لِتُبَايِعَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، وَحَضَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فَتَكَلَّمُوا فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ " أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، ثُمَّ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ وَتَفَرَّقُوا، وَتُوُفِّيَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عقبة بن عامر بن نابئ بن زيد بن حرام بن كعب وأمه فكيهة بنت سكن بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن عدي بن كعب بن سلمة، وليس له عقب، وشهد عقبة العقبة الأولى، ويجعل في الستة النفر الذين أسلموا بمكة أول الأنصار الذين لم يكن قبلهم أحد. قال محمد بن عمر: وهو

§عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِمَكَّةَ أَوَّلَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا. وَشَهِدَ عُقْبَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَأُعْلِمَ يَوْمَئِذٍ بِعِصَابَةٍ خَضْرَاءَ فِي مَغْفَرِهِ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب وأمه أم أناس بنت سعد من بني عذرة، ثم من بني سعد هذيم، ثم من قضاعة، وهو الذي يقال له: ثابت بن الجذع، والجذع ثعلبة بن زيد، وسمي بذلك لشدة قلبه وصرامته، وكان لثابت من الولد عبد الله، والحارث، وأم أناس،

§ثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ أُمُّ أُنَاسِ بِنْتُ سَعْدٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمٍ، ثُمَّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ثَابِتُ بْنُ الْجِذْعِ، وَالْجِذْعُ ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ قَلْبِهِ وَصَرَامَتِهِ، وَكَانَ لِثَابِتٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَالْحَارِثُ، وَأُمُّ أُنَاسٍ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ لَهُمْ بَقِيَّةٌ فَانْقَرَضُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَذُكِرَ لِي أَنَّ قَوْمًا انْتَسَبُوا إِلَيْهِ حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ وَيَقُولُونَ هُوَ ثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْجِذْعِ، وَشَهِدَ ثَابِتٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَفَتْحَ مَكَّةَ، وَيَوْمَ الطَّائِفِ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا.

عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب، وهو في رواية موسى بن عقبة: عمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة بن الحارث، وأمه كبشة بنت نابيء بن زيد بن حرام من بني سلمة، شهد العقبة في روايتهم جميعا، وشهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§عُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: عُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لِبْدَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ نَابِيءِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن موالي بني حرام بن كعب

§وَمِنْ مَوَالِي بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ

تميم مولى خراش بن الصمة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين تميم مولى خراش بن الصمة وبين خباب مولى عتبة بن غزوان، وشهد تميم بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§تَمِيمٌ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ تَمِيمٍ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ وَبَيْنَ خَبَّابٍ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَشَهِدَ تَمِيمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

حبيب بن الأسود مولى لبني حرام، هكذا قال محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر: حبيب بن الأسود، وقال موسى بن عقبة في روايته: حبيب بن سعد مولى لهم، شهد بدرا، وأحدا وتوفي وليس له عقب.

§حَبِيبُ بْنُ الْأَسْوَدِ مَوْلًى لِبَنِي حَرَامٍ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَبِيبُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ: حَبِيبُ بْنُ سَعْدٍ مَوْلًى لَهُمْ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وهم دعوة على حدة

§وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهُمْ دَعْوَةٌ عَلَى حِدَةٍ

بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد، وأمه خليدة بنت قيس بن ثابت بن خالد من أشجع ثم من بني دهمان، شهد العقبة في روايتهم جميعا، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بشر

§بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ -[571]- بْنِ مَعْرُورٍ وَبَيْنَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَدِيٍّ، وَشَهِدَ بِشْرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي أَهْدَتْهَا لَهُ الْيَهُودِيَّةُ وَكَانَتْ مَسْمُومَةً فَلَمَّا ازْدَرَدَ بِشْرٌ أُكْلَتَهُ لَمْ يَرِمْ مَكَانَهُ حَتَّى عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَانِ، وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً لَا يَتَحَوَّلُ إِلَّا مَا حُوِّلَ، ثُمَّ مَاتَ مِنْهُ، وَيُقَالُ: لَمْ يَرِمْ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى مَاتَ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» ، قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّهُ رَجُلٌ فِيهِ بُخْلٌ، قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ، §بَلْ سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ»

عبد الله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد، وأمه هند بنت سهل من جهينة ثم من بني الربعة، وأخوه لأمه معاذ بن جبل، شهد عبد الله بدرا، وأحدا، وكان أبوه الجد بن قيس يكنى أبا وهب، وكان قد أظهر الإسلام وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، شَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ أَبُوهُ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ يُكْنَى أَبَا وَهْبٍ، وَكَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزَوَاتٍ، وَكَانَ مُنَافِقًا، وَفِيهِ نَزَلَ حِينَ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي، أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: 49] ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَدِّ عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ.

سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن عبيد، وأمه نائلة بنت قيس بن النعمان بن سنان من بني سلمة، وكان لسنان بن صيفي من الولد مسعود، وأمه أم ولد، وشهد سنان العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§سِنَانُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِسِنَانِ بْنِ صَيْفِيٍّ مِنَ الْوَلَدِ مَسْعُودٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَشَهِدَ سِنَانٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد، وأمه بسرة بنت زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، شهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ بُسْرَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

الطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد، وأمه أسماء بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة، وكان للطفيل بن مالك من الولد عبد الله، والربيع، وأمهما إدام بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة، وشهد الطفيل بن مالك العقبة في روايتهم جميعا، وشهد

§الطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَالرَّبِيعُ، وَأُمُّهُمَا إِدَامُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا وَدَرَجُوا.

الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد، وأمه خنساء بنت رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد وهي عمة جابر بن عبد الله بن رئاب، وشهد الطفيل العقبة في روايتهم جميعا، وشهد بدرا، وأحدا وجرح بأحد ثلاثة عشر جرحا، وشهد الخندق وقتل يومئذ شهيدا، قتله وحشي

§الطُّفَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ، وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَجُرِحَ بِأُحُدٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ فَكَانَ يَقُولُ: «أَكْرَمَ اللَّهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ بِيَدَيَّ وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا، يَعْنِي أُقْتَلْ كَافِرًا» ، وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ مِنَ الْوَلَدِ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا الرُّبَيِّعُ تَزَوَّجَهَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَلَيْسَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ عَقِبٌ.

عبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ويكنى أبا يحيى، وأمه حميمة بنت عبيد بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد من بني سلمة، وكان لعبد الله بن عبد مناف بنت يقال لها أيضا حميمة، وأمها الربيع، وهي الربيع بنت الطفيل

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَأُمُّهُ حُمَيْمَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا أَيْضًا حُمَيْمَةُ، وَأُمُّهَا الرُّبَيِّعُ، وَهِيَ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد وأمه أم جابر بنت زهير بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة، ويجعل جابر في الستة النفر الذين أسلموا من الأنصار أول من أسلم منهم بمكة، وشهد جابر بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه

§جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ جَابِرِ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَيُجْعَلُ جَابِرٌ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَ الْأَنْصَارِ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ بِمَكَّةَ، وَشَهِدَ جَابِرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: {§يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] قَالَ: «يَمْحُو مِنَ الرِّزْقِ وَيَزِيدُ فِيهِ، وَيَمْحُو مِنَ الْأَجَلِ وَيَزِيدُ فِيهِ» فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ ابْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] ، قَالَ: «§هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْعَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ»

خليد بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد وأمه إدام بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة، هكذا قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر: خليد، وقال موسى بن عقبة وأبو معشر: خليدة بن قيس، وقال غيرهما: هو خالدة بن قيس، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو

§خُلَيْدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: خُلَيْدٌ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: خُلَيْدَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: هُوَ خَالِدَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ -[575]-، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ أَيْضًا بَدْرًا أَخٌ لَهُ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ يُقَالُ لَهُ: خَلَّادٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ خَلَّادًا فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَا أَظُنُّهُ بِثَبْتٍ، وَشَهِدَ خُلَيْدُ بْنُ قَيْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

يزيد بن المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يزيد بن المنذر وعامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب، وشهد يزيد بن المنذر بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب، وذكر عبد

§يَزِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحِ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ وَعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَشَهِدَ يَزِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ قَوْمًا انْتَسَبُوا إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ.

وأخوه معقل بن المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وشهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ مَعْقِلُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحِ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عبد الله بن النعمان بن بلذمة بن خناس بن سنان بن عبيد، هكذا قال محمد بن عمر: بلذمة، وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر: بلدمة، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: بلدمة هو ابن عم أبي قتادة بن ربعي بن بلدمة، وشهد عبد الله بن النعمان

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَلْذَمَةَ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: بَلْذَمَةُ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: بَلْدَمَةُ، وَقَالَ -[576]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: بَلْدَمَةُ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْدَمَةَ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمه عتيكة بنت خرشة بن عمرو بن عبيد بن عامر بن بياضة، ويكنى جبار أبا عبد الله، وشهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين من الأنصار، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جبار

§جَبَّارُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ عَتِيكَةُ بِنْتُ خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَيُكْنَى جَبَّارٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ وَالْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، وَشَهِدَ جَبَّارٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ خَارِصًا إِلَى خَيْبَرَ وَغَيْرِهَا، وَشَهِدَ جَبَّارٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً ثَلَاثِينَ، وَلَهُ عَقِبٌ.

الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمه هند بنت مالك بن عامر بن بياضة، وكان للضحاك من الولد يزيد، وأمه أمامة بنت محرث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة وقد انقرض عقب الضحاك منذ زمان، وشهد الضحاك العقبة مع السبعين

§الضَّحَّاكُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَكَانَ لِلضَّحَّاكِ مِنَ الْوَلَدِ يَزِيدُ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ مُحَرِّثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُ الضَّحَّاكِ مُنْذُ زَمَانٍ، وَشَهِدَ الضَّحَّاكُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا.

سواد بن رزن بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمه أم قيس بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة، هكذا سماه ونسبه محمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وقال موسى بن عقبة هو أسود بن رزن بن ثعلبة، ولم يذكر زيدا، وقال محمد

§سَوَادُ بْنُ رُزْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، هَكَذَا سَمَّاهُ وَنَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ هُوَ أَسْوَدُ بْنُ رُزْنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ زَيْدًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: سَوَادُ بْنُ زُرَيْقِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهَذَا عِنْدَنَا تَصْحِيفٌ مِنْ رُواتِهِمِ، وَكَانَ لِسَوَادِ بْنِ رُزْنٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ سَوَادٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّ رُزْنِ بِنْتُ سَوَادٍ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهَا خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَشَهِدَ سَوَادُ بْنُ رُزْنٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن حلفاء بني عبيد بن عدي ومواليهم

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ وَمَوَالِيهِمْ

حمزة بن الحمير حليف لهم من أشجع ثم من بني دهمان، هكذا قال محمد بن عمر، وقال محمد بن عمر: قد سمعت أنه خارجة بن الحمير، وقال محمد بن إسحاق: هو خارجة بن الحمير، وقال موسى بن عقبة: هو حارثة بن الحمير، واختلف عن أبي معشر فقال بعض من روى عنه: هو حربة

§حَمْزَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهَ خَارِجَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ خَارِجَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: هُوَ حَارِثَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَاخْتُلِفَ عَن أَبِي مَعْشَرٍ فَقَالَ بَعْضُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: هُوَ حَرْبَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا أَنَّهُ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ حَلِيفُ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه عبد الله بن الحمير من أشجع ثم من بني دهمان، اجتمعوا جميعا على اسمه ولم يختلفوا في أمره، شهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ -[578]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُمَيِّرِ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، اجْتَمَعُوا جَمِيعًا عَلَى اسْمِهِ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أَمْرِهِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

النعمان بن سنان مولى بني عبيد بن عدي أجمعوا على ذلك جميعا، وأنه قد شهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§النُّعْمَانُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ جَمِيعًا، وَأَنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة

§وَمِنْ بَنِي سَوَادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ

قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد ويكنى أبا زيد وأمه زينب بنت عمرو بن سنان بن عمرو بن مالك بن بهثة بن قطبة بن عوف بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى بن عمرو بن أسلم، وكان لقطبة من الولد أم جميل وهي من المبايعات، وأمها أم عمرو بنت عمرو بن خليد بن عمرو

§قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ قُطْبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَمْرِو بْنِ أَسْلَمَ، وَكَانَ لِقُطْبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُلَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَشَهِدَ قُطْبَةُ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ كُلِّهِمْ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ لَيْسَ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا. وَكَانَ قُطْبَةُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي سَلِمَةَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَجُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ تِسْعَ جِرَاحَاتٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَ قُطْبَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ خَثْعَمٍ بِنَاحِيَةِ تَبَالَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ، فَانْتَهُوا إِلَى الْحَاضِرِ وَقَدْ نَامُوا وَهَدُؤُوا، فَكَبَّرُوا وَشَنُّوا الْغَارَةَ، فَوَثَبَ الْقَوْمُ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْجِرَاحُ فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا، وَكَثَرَهُمْ أَصْحَابُ قُطْبَةَ فَقَتَلُوا مَنْ قَتَلُوا وَسَاقُوا النَّعَمَ وَالشَّاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأُخْرِجَ مِنْهُمُ الْخُمُسَ، ثُمَّ كَانَتْ سُهْمَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ أَبْعِرَةٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَالْبَعِيرُ يَعْدِلُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَكَانَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ» وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: رَمَى قُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ بِحَجَرٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ثُمَّ قَالَ: «لَا أَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّ هَذَا الْحَجَرُ» ، وَبَقِيَ قُطْبَةُ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

وأخوه يزيد بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد ويكنى أبا المنذر، وأمه زينب بنت عمرو بن سنان وهي أم قطبة بن عامر، وكان ليزيد بن عامر من الولد عبد الرحمن، والمنذر، وأمهما عائشة بنت جري بن عمرو بن عامر بن عبد رزاح بن ظفر من الأوس، وشهد يزيد بن عامر العقبة

§وَأَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سِنَانٍ وَهِيَ أُمُّ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ لِيَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالْمُنْذِرُ، وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جُرَيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَشَهِدَ يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ.

سليم بن عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد وأمه أم سليم بنت عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد من بني سلمة، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وشهد بدرا، وأحدا، وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وليس له عقب.

§سُلَيْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ثعلبة بن غنمة بن عدي بن سنان بن نابيء بن عمرو بن سواد وأمه جهيرة بنت القين بن كعب من بني سلمة، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وكان لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو ومعاذ بن جبل وعبد الله بن أنيس. وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، وقتل

§ثَعْلَبَةُ بْنُ غَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ جَهِيرَةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي سَلِمَةَ هُوَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ. وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ.

عبس بن عامر بن عدي بن سنان بن نابيء بن عمرو بن سواد، وأمه أم البنين بنت زهير بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وشهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§عَبْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أبو اليسر واسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد وأمه نسيبة بنت قيس بن الأسود بن مري من بني سلمة، وكان لأبي اليسر من الولد عمير، وأمه أم عمرو بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وهي عمة جابر بن عبد الله، ويزيد بن أبي

§أَبُو الْيَسَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ نَسِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُرَيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِأَبِي الْيَسَرِ مِنَ الْوَلَدِ عُمَيْرٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَحَبِيبٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ الرَّيَاعِ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَشَهِدَ أَبُو الْيَسَرِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلًا قَصِيرًا دَحْدَاحًا، ذَا بَطْنٍ، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ.

سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد، وأمه نائلة بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل من الأوس، وهو ابن عم كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين الشاعر، وشهد سهل بدرا، وأحدا، وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من

§سَهْلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ الشَّاعِرِ، وَشَهِدَ سَهْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ صَاحِبُ الْقَبْرِ الْمَعْرُوفِ بِأُحُدٍ، وَبَقِيَ مِنْ عَقِبِهِ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ.

ومن موالي بني سواد بن غنم

§وَمِنْ مَوَالِي بَنِي سَوَادِ بْنِ غَنْمٍ

عنترة مولى سليم بن عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد، شهد بدرا، وأحدا، وقتل يومئذ شهيدا، قتله نوفل بن معاوية الديلي. قال موسى بن عقبة: وهو عنترة بن عمرو مولى سليم بن عمرو.

§عَنْتَرَةُ مَوْلَى سُلَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ. قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَهُوَ عَنْتَرَةُ بْنُ عَمْرٍو مَوْلَى سُلَيْمِ بْنِ عَمْرٍو.

ومن سائر بني سلمة

§وَمِنْ سَائِرِ بَنِي سَلِمَةَ

معبد بن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه الزهرة بنت زهير بن حرام بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة. هكذا سماه ونسبه محمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وكذلك هو في كتاب نسب الأنصار، وكان موسى بن عقبة ومحمد

§مَعْبَدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ الزُّهْرَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. هَكَذَا سَمَّاهُ وَنَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُونَ: مَعْبَدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَخْرٍ، وَلَا يَذْكُرُونَ صَيْفِيًّا، وَشَهِدَ مَعْبَدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه عبد الله بن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فيمن شهد عندهم بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة في كتابه فيمن شهد بدرا. وشهد أيضا عبد الله

§وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ -[583]- عُقْبَةَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا. وَشَهِدَ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ أُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

عمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فيمن شهد عندهم بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة في كتابه فيمن شهد بدرا. شهد أيضا أحدا وليس له عقب.

§عَمْرُو بْنُ طَلْقِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا. شَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد، وأمه هند بنت سهل من جهينة ثم من بني الربعة، وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس من أهل بدر، وكان لمعاذ من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات، وأمها أم عمرو بنت

§مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ أَخِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ لِمُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ أَحَدُهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا الْآخَرُ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمَا، وَيُكْنَى مُعَاذٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي سَلِمَةَ هُوَ وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ

، قَالُوا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ عِنْدَنَا» وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَهُمْ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَبْلَ يَوْمِ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ هَاجَرَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَهُوَ حِينَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ سِنِينَ، هَذَا وَهَلٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ مُعَاذٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَوْمِهِ، وَشَهِدَ أَيْضًا مُعَاذٌ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلَعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مِنْ مَالِهِ لِغُرَمَائِهِ حِينَ اشْتَدُّوا عَلَيْهِ، وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ: «§لَعَلَّ اللَّهَ أَنَّ يَجْبُرَكَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي: «بِمَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟» ، قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ؟» ، قَالَ: قُلْتُ أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُعَاذًا: «§إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي وَالِيَ عِلْمِهِمْ وَالِيَ دِينِهِمْ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: " §كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ جَعَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ: «أَنْ أَحْسِنْ خُلُقَكَ مَعَ النَّاسِ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " لَمَّا بُعِثَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ مُعَلِّمًا، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْرَجَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي الْيَمَنِ، فَبَسَطَ رِجْلَهُ فَبَسَطَ الْقَوْمُ أَرْجُلَهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «قَدْ §أَحْسَنْتُمْ، وَلَكِنْ لَا تَعُودُوا، فَإِنِّي إِنَّمَا بَسَطْتُ رِجْلَيَّ فِي الصَّلَاةِ لِأَنِّي اشْتَكَيْتُهَا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: " §اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُعَاذًا عَلَى الْيَمَنِ، فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَلَيْهَا، وَكَانَ عُمَرُ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ، فَجَاءَ مُعَاذٌ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ رَقِيقٌ وَوُصَفَاءُ عَلَى حِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِمَنْ هَؤُلَاءِ الْوُصَفَاءُ؟ قَالَ: هُمْ لِي، قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُمْ لَكَ؟ قَالَ: أُهْدُوا لِي، قَالَ: أَطِعْنِي وَأَرْسِلْ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ طَيَّبَهُمْ لَكَ فَهُمْ لَكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُطِيعَكَ فِي هَذَا، شَيْءٌ أُهْدِيَ لِي أُرْسِلُ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: فَبَاتَ لَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا أُرَانِي إِلَّا مُطِيعَكَ، إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أُجَرُّ، أَوْ أُقَادُ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ لَكَ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ فَصُفُّوا خَلْفَهُ يُصَلُّونَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: فَانْطَلِقُوا -[586]- فَأَنْتُمْ لَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَامِلُهُ عَلَى الْجُنْدِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ: «§أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَجِيءُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، جَمِيعًا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: «§مَا بَزَقْتُ عَنْ يَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: " أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بَزَقَ عَنْ يَمِينِهِ وَهُوَ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ فَقَالَ: «§مَا فَعَلْتُ هَذَا مُنْذُ صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ دَخَلَ قُبَّتَهُ §فَرَأَى امْرَأَتَهُ تَنْظُرُ مِنْ خَرْقٍ فِي الْقُبَّةِ فَضَرَبَهَا»

قَالَ: «§وَكَانَ مُعَاذٌ يَأْكُلُ تُفَّاحًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَمَرَّ غُلَامٌ لَهُ فَنَاوَلَتْهُ امْرَأَتُهُ تُفَّاحَةً قَدْ عَضَّتْهَا فَضَرَبَهَا مُعَاذٌ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: " دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى بَرَّاقُ -[587]- الثَّنَايَا، وَإِذَا نَاسٌ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، قَالَ: فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ، قَالَ: فَقَالَ: آللَّهِ، فَقُلْتُ: آللَّهِ، فَقَالَ: آللَّهِ، فَقُلْتُ: آللَّهِ قَالَ: فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: §وَجَبَتْ رَحْمَتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ "

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدَ حِمْصَ، §فَإِذَا بِحَلْقَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ آدَمُ، جَمِيلٌ، وَضَّاحُ الثَّنَايَا، وَفِي الْقَوْمِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ وَهُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهِ يَسْتَمِعُونَ حَدِيثَهُ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنِهِ خَلْقًا وَأَسْمَحِهِ كَفًّا، فَادَّانَ دَيْنًا كَثِيرًا فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنْهُمْ أَيَّامًا فِي بَيْتِهِ حَتَّى اسْتَأْدَى غُرَمَاؤُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مُعَاذٍ يَدْعُوهُ، فَجَاءَهُ وَمَعَهُ غُرَمَاؤُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§رَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ» . قَالَ: فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ نَاسٌ وَأَبَى آخَرُونَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اصْبِرْ لَهُمْ يَا مُعَاذُ» ، قَالَ: فَخَلَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَالِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى غُرَمَائِهِ فَاقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فَأَصَابَهُمْ خَمْسَةُ أَسْبَاعِ حُقُوقِهِمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِعْهُ لَنَا، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَلُّوا عَنْهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ» ، فَانْصَرَفَ -[588]- مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدَمًا، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْأَلَهُ، قَالَ: فَمَكَثَ يَوْمًا، ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، وَقَالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ وَيُؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ» ، قَالَ: فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الْأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ، فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصَبْتُهُمْ فِي وَجْهِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيِّ وَجْهٍ؟ قَالَ: أُهْدُوا إِلَيَّ، وَأُكْرِمْتُ بِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: اذْكُرْهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ مُعَاذٌ: مَا ذِكْرِي هَذَا لِأَبِي بَكْرٍ، وَنَامَ مُعَاذٌ فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ، فَفَزِعَ مُعَاذٌ فَقَالَ: هَذَا مَا أَمَرَنِي بِهِ عُمَرُ، فَقَدِمَ مُعَاذٌ فَذَكَرَهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَسَوَّغَهُ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ وَقَضَى بَقِيَّةَ غُرَمَائِهِ، وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ، اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ، قَالَ: " §إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ، أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُدْرِكَهُ شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَلَا يُدْرِكْهُ، قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْبَاطِلُ، وَيُصْبِحُ الرَّجُلُ عَلَى دِينٍ وَيُمْسِي عَلَى آخَرَ، وَيَقُولُ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا، لَا يَعِيشُ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَلَا يَمُوتُ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَيُعْطَى الرَّجُلُ الْمَالَ -[589]- مِنْ مَالِ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامِ الزُّورِ الَّذِي يُسْخِطُ اللَّهَ، اللَّهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الْأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالَا: يَا أَبَانَا، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. قَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، ثُمَّ طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا، وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمَسُّهَا بِفِيهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ، حَتَّى هَلَكَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: " إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: «§اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: أَخَذَ مُعَاذًا الطَّاعُونُ فِي حَلْقِهِ فَقَالَ: «يَا رَبِّ، §إِنَّكَ لَتَخْنُقُنِي وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: " أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ الْوَجَعُ عَامَ عَمَوَاسَ قَالَ أَصْحَابُ مُعَاذٍ: هَذَا رِجْزٌ قَدْ وَقَعَ، فَقَالَ مُعَاذٌ: " §أَتَجْعَلُونَ رَحْمَةً رَحِمَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ كَعَذَابٍ عَذَّبَ اللَّهُ بِهِ قَوْمًا سَخِطَ عَلَيْهِمْ؟ إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا، وَشَهَادَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا، اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى مُعَاذٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ مِنْ قَبْلِ فِتَنٍ سَتَكُونُ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَكْفُرَ الْمَرْءُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حِلِّهَا، أَوْ يُظَاهِرَ أَهْلَ الْبَغِيِّ، أَوْ يَقُولَ الرَّجُلُ: مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا إِنْ مُتُّ أَوْ عِشْتُ، أَعَلَى حَقٍّ أَوْ عَلَى بَاطِلٍ؟ "

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ -[590]-: " §دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالُوا: «§كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلًا طُوَالًا، أَبْيَضَ، حَسَنَ الثَّغْرِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ، جَعْدًا، قَطَطًا، شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَخَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§رُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ مُعَاذٌ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَاسْتَخْلَفْتُهُ فَسَأَلَنِي رَبِّي عَنْهُ لَقُلْتُ: يَا رَبِّي، سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «§إِنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا اجْتَمَعُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَذْفَةَ حَجَرٍ» قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: سَلَمَةُ بَدْرٍ لِكَثْرَةِ مَنْ شَهِدَهَا مِنْهُمْ. ثَلَاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ إِنْسَانًا.

ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ

قيس بن محصن بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق، وأمه أنيسة بنت قيس بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق. هكذا قال محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر: قيس بن محصن، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو قيس بن حصن. وكان لقيس من الولد أم سعد بنت قيس

§قَيْسُ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَيْسُ بْنُ مِحْصَنٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ قَيْسُ بْنُ حِصْنٍ. وَكَانَ لِقَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ قَيْسٍ وَأُمُّهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَشَهِدَ قَيْسٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ.

الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق ويكنى أبا خالد، وأمه كبشة بنت الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق، وكان للحارث بن قيس من الولد مخلد، وخالد، وخلدة، وأمهم أنيسة بنت نسر بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق. وقال الواقدي: نسر وحده

§الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ مُخَلَّدٌ، وَخَالِدٌ، وَخَلْدَةُ، وَأُمُّهُمْ أُنَيْسَةُ بِنْتُ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: نَسْرٌ وَحْدَهُ. وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَصَابَهُ يَوْمَئِذٍ جُرْحٌ، فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ ثُمَّ انْتَقَضَ بِهِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَمَاتَ فَهُوَ يُعَدَّ مِمَّنْ شَهِدَ الْيَمَامَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

جبير بن إياس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق، هكذا قال موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر: جبير بن إياس، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو جبير بن إلياس. شهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§جُبَيْرُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: جُبَيْرُ بْنُ إِيَاسَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ جُبَيْرُ بْنُ إِلْيَاسَ. شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

أبو عبادة واسمه سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وأمه هند بنت العجلان بن غنام بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج، وكان لأبي عبادة من الولد عبادة، وأمه سنبلة بنت ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق، وفروة وأمه أم خالد بنت عمرو بن وذفة بن

§أَبُو عُبَادَةَ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ غَنَّامِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِأَبِي عُبَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ عُبَادَةُ، وَأُمُّهُ سُنْبُلَةُ بِنْتُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَفَرْوَةُ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعُقْبَةُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمَيْمُونَةُ، وَأُمُّهَا جُنْدُبَةُ بِنْتُ مُرَيِّ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ.

وأخوه عقبة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وأمه أم جميل بنت قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، شهد بدرا، وأحدا وليس له عقب.

§وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ويكنى أبا سبع وأمه من أشجع، يقال إنه أول الأنصار أسلم هو وأسعد بن زرارة أبو أمامة، وكانا خرجا إلى مكة يتنافران فسمعا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأتياه فأسلما ورجعا إلى المدينة، وشهد ذكوان العقبتين

§ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَيُكَنَّى أَبَا سَبْعٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ، يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ الْأَنْصَارِ أَسْلَمَ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَبُو أُمَامَةَ، وَكَانَا خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ فَسَمِعَا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَيَاهُ فَأَسْلَمَا وَرَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ ذَكْوَانُ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ قَدْ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ مُهَاجِرِيًّا أَنْصَارِيًّا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقِ بْنِ عِلَاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، فَشَدَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ بْنِ الْأَخْنَسِ وَهُوَ فَارِسٌ فَضَرَبَ رِجْلَهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ الْفَخِذِ، ثُمَّ طَرَحَهُ عَنْ فَرَسِهِ فَذَفَفَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. وَلَيْسَ لِذَكْوَانَ عَقِبٌ.

مسعود بن خلدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أنيسة بنت قيس بن ثعلبة بن عامر بن فهيرة بن بياضة بن الخزرج، وكان لمسعود من الولد يزيد، وحبيبة، وأمهما الفارعة بنت الحباب بن الربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن

§مَسْعُودُ بْنُ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِمَسْعُودٍ مِنَ الْوَلَدِ يَزِيدُ، وَحَبِيبَةُ، وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَعَامِرٌ، وَأُمُّهُ قَسِيبَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ مَسْعُودٌ بَدْرًا وَكَانَ لَهُ وَلَدٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

عباد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق وأمه خولة بنت بشر بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن زريق، وكان لعباد من الولد عبد الرحمن، وأمه أم ثابت بنت عبيد بن وهب من أشجع، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وشهد بدرا، وأحدا، وتوفي وله عقب

§عَبَّادُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَكَانَ لَعَبَّادٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ ثَابِتٍ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ وَهْبٍ مِنْ أَشْجَعَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ.

أسعد بن يزيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق، هكذا قال موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وقال محمد بن إسحاق وحده: هو سعد بن يزيد بن الفاكه، وشهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب.

§أَسْعَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ: هُوَ سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْفَاكِهِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

الفاكه بن نسر بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق، وأمه أمامة بنت خالد بن مخلد بن عامر بن زريق. هكذا قال محمد بن عمر وحده: الفاكه بن نسر، وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: هو الفاكه بن بشر، وقال

§الْفَاكِهُ بْنُ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ وَحْدَهُ: الْفَاكِهُ بْنُ نَسْرٍ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ الْفَاكِهُ بْنُ بِشْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: لَيْسَ فِي الْأَنْصَارِ نَسْرٌ إِلَّا سُفْيَانُ بْنُ نَسْرٌ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِلْفَاكِهِ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَتَانِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَمْلَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ -[595]- النُّعْمَانِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَشَهِدَ الْفَاكِهُ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه من أشجع، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن ماعص وسالم مولى أبي حذيفة.

§مُعَاذُ بْنُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ مَاعِصٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ: «أَنَّ §مُعَاذَ بْنَ مَاعِصَ جُرِحَ بِبَدْرٍ فَمَاتَ مِنْ جُرْحِهِ بِالْمَدِينَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَالثَّبْتُ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه من أشجع، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عائذ بن ماعص وسويبط بن عمرو العبدري، وشهد عائذ بدرا، وأحدا، ويوم بئر معونة، وقتل يومئذ شهيدا. قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: وسمعت من يذكر أنه لم

§وَأَخُوهُ عَائِذُ بْنُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَائِذِ بْنِ مَاعِصٍ وَسُوَيْبِطِ بْنِ عَمْرٍو العَبْدَرِيِّ، وَشَهِدَ عَائِذٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَإِنَّمَا الَّذِي قُتِلَ يَوْمَئِذٍ أَخُوهُ مُعَاذُ بْنُ مَاعِصٍ، وَأَمَّا عَائِذُ بْنُ مَاعِصٍ فَشَهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وكان له من الولد عامر، وأم ثابت، وأم سعد، وأم سهل، وأمهم أم كبشة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق، وشهد مسعود بدرا، وأحدا، ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيدا في رواية محمد بن عمر، وقال عبد الله بن

§مَسْعُودُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَامِرٌ، وَأُمُّ ثَابِتٍ، وَأُمُّ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَهْلٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كَبْشَةَ بِنْتِ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَشَهِدَ مَسْعُودٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: قُتِلَ مَسْعُودٌ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، وأمه أم مالك بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى، وكان لرفاعة من الولد عبد الرحمن، وأمه أم عبد الرحمن بنت النعمان بن عمرو بن مالك بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق

§رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِرَفَاعَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَعُبَيْدٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمُعَاذٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَالنُّعْمَانُ، وَرَمْلَةُ، وَبُثَيْنَةُ، وَأُمُّ سَعْدٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّ سَعْدٍ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَكَلْثَمُ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ أَبُوهُ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادُ ابْنَا رَافِعٍ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ

رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَهُ عَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ.

خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، وأمه أم مالك بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى، وكان لخلاد بن رافع من الولد يحيى، وأمه أم رافع بنت عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وشهد خلاد بدرا، وأحدا وكان له

§خَلَّادُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِخَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ مِنَ الْوَلَدِ يَحْيَى، وَأُمُّهُ أُمُّ رَافِعِ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَشَهِدَ خَلَّادٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ كَثِيرٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

عبيد بن زيد بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، شهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب، وقد انقرض أيضا ولد عمرو بن عامر بن زريق إلا ولد رافع بن مالك فقد بقي منهم قوم كثير، وبقي من ولد النعمان بن عامر واحد أو اثنان. ستة عشر رجلا.

§عُبَيْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ إِلَّا وَلَدَ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ فَقَدْ بَقِيَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرٌ، وَبَقِيَ مِنْ وَلَدِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرٍ وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ. سِتَّةُ عَشَرَ رَجُلًا.

ومن بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ

زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة ويكنى أبا عبد الله، وأمه عمرة بنت عبيد بن مطروف بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد من بني عمرو بن عوف من الأوس، وكان لزياد بن لبيد من الولد عبد الله وله عقب بالمدينة وبغداد، وشهد زياد العقبة

§زِيَادُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ مَطْرُوفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَكَانَ لِزِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وَشَهِدَ زِيَادٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ زِيَادٌ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي بَيَاضَةَ هُوَ وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَرَجَ زِيَادٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَهَاجَرَ مَعَهُ، فَكَانَ يُقَالُ: زِيَادٌ مُهَاجِرِيُّ أَنْصَارِيُّ، وَشَهِدَ زِيَادٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَامِلُهُ عَلَى حَضْرَمَوْتَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَوَلِي قِتَالَ أَهْلِ الرِّدَّةِ بِالْيَمَنِ حِينَ ارْتَدَّ أَهْلُ النُّجَيْرِ مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ حَتَّى ظَفِرَ بِهِمْ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ وَأَسَرَ مَنْ أَسَرَ، وَبَعَثَ بِالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي وِثَاقٍ»

خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة، هكذا نسبه أبو معشر ومحمد بن عمر، وأما موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فقالا: خليفة بن عدي ولم يرفعا في نسبه، فكان لخليفة من الولد بنت يقال لها: آمنة تزوجها فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن

§خَلِيفَةُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ، هَكَذَا نَسَبَهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَا: خَلِيفَةُ -[599]- بْنُ عَدِيٍّ وَلَمْ يَرْفَعَا فِي نَسَبِهِ، فَكَانَ لِخَلِيفَةَ مِنَ الْوَلَدِ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا: آمِنَةُ تَزَوَّجَهَا فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَشَهِدَ خَلِيفَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وأمه رحيمة بنت نابئ بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وكان لفروة من الولد عبد الرحمن، وأمه حبيبة بنت مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف، وعبيد، وكبشة، وأم شرحبيل،

§فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهُ رُحَيْمَةُ بِنْتُ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ لِفَرْوَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُبَيْدٌ، وَكَبْشَةُ، وَأُمُّ شُرَحْبِيلَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ، وأم سعد وأمها آمنة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة وخالدة وأمها أم ولد وآمنة وأمها أم ولد وَشَهِدَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَشَهِدَ فَرْوَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَغَانِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَكَانَ يَبْعَثُهُ خَارِصًا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ لِفَرْوَةَ عَقِبٌ وَأَوْلَادٌ وَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة، وأمه سلمى بنت حارثة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وكان لخالد بن قيس من الولد عبد الرحمن، وأمه أم الربيع بنت عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة، وشهد

§خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ -[600]- جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِخَالِدِ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَشَهِدَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا الْعَقَبَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ: «§أَنَّ خَالِدَ بْنَ قَيْسٍ لَمْ يَشْهَدِ الْعَقَبَةَ» وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ وَانْقَرَضُوا.

رخيلة بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة شهد بدرا، وأحدا، وتوفي وليس له عقب. خمسة نفر

§رُخَيْلَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. خَمْسَةُ نَفَرٍ

ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ

رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة، وأمه إدام بنت عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين صفوان ابن بيضاء، وشهدا جميعا بدرا وقتلا يومئذ في

§رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ، وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَفْوَانَ ابْنِ بَيْضَاءَ، وَشَهِدَا جَمِيعًا بَدْرًا وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ صَفْوَانَ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ وَأَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله -[601]- عليه وسلم، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ رَافِعَ بْنَ الْمُعَلَّى عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ رَافِعَ بْنَ الْمُعَلَّى شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

وأخوه هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة ويكنى أبا قيس، وأمه إدام بنت عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، أجمع موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة

§وَأَخُوهُ هِلَالُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ وَيُكْنَى أَبَا قَيْسٍ، وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ هِلَالَ بْنَ الْمُعَلَّى قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا وَلَهُ عَقِبٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: الْمَقْتُولُ بِبَدْرٍ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى لَا شَكَّ فِيهِ، وَلَمْ يُقْتَلْ هِلَالٌ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا مَعَ أَخِيهِ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى وَلَمْ يَشْهَدْ عُبَيْدٌ بَدْرًا، وَلِهِلَالٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ كُلُّهُمْ إِلَّا وَلَدَ هِلَالِ بْنِ الْمُعَلَّى. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَزْرَجِ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مِائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا. وَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَمِنْهُمْ مِنَ الْأَوْسِ وَاحِدٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَمِنَ الْخَزْرَجِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ

رَجُلًا. وَفِي عَدَدِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَرْوِي أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا. وَفِي عَدَدِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا.

ذكر النقباء الاثني عشر رجلا الذين اختارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ليلة العقبة بمنى

§ذِكْرُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ بِمِنًى

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنَّفَرِ الَّذِينَ لَقَوْهُ بِالْعَقَبَةِ: «§أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْكُمْ يَكُونُوا كُفَلَاءَ عَلَى قَوْمِهِمْ كَمَا كَفَلَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» ، فَأَخْرَجُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا " وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: «وَلَا يَجِدْنَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ غَيْرُهُ فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§لَقِيَ النَّبِيَّ الْعَامَ الْمُقْبِلَ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ آمَنُوا بِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنُّقَبَاءِ: «§أَنْتُمْ كُفَلَاءُ عَلَى قَوْمِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَنَا كَفِيلُ قَوْمِي» قَالُوا: نَعَمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: «§هُمُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيبًا، رَأْسُهُمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ رَيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , نَقَّبَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ عَلَى النُّقَبَاءِ»

تسمية النقباء وأنسابهم، وصفاتهم، ووفاتهم

§تَسْمِيَةُ النُّقَبَاءِ وَأَنْسَابِهِمْ، وَصِفَاتِهِمْ، وَوَفَاتِهِمْ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: سَمَّاهُمْ لِي رَجُلٌ عَالِمٌ بِهِمْ لَا أُبَالِي أَلَّا أَسْأَلَ عَنْهُمْ أَحَدًا بَعْدَهُ وَهُوَ حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرٍ، وَكُلُّهُمْ قَدْ حَدَّثَنِي بِتَسْمِيَتِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، إِلَّا أَنَّ رَفْعَ أَنْسَابِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالُوا جَمِيعًا: " كَانَ §النُّقَبَاءُ مِنَ الْأَوْسِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ رَجُلَانِ وَهُمَا أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَكَانَ يُكْنَى أَيْضًا أَبَا الْحُضَيْرِ، وَأُمُّهُ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ أُمُّ أُسَيْدٍ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَفِي رِوَايَةِ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ أُمُّ أُسَيْدٍ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لِأُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ يَحْيَى، وَأُمُّهُ مِنْ كِنْدَةَ، تُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَئِيسَ الْأَوْسِ يَوْمَ بُعَاثٍ وَهِيَ آخِرُ وَقْعَةٍ كَانَتْ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْحُرُوبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَدْ تَنَبَّأَ وَدَعَا إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدَهَا بِسِتِّ سِنِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلِحُضَيْرِ الْكَتَائِبِ يَقُولُ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ: [البحر الطويل] لَوَ أَنَّ الْمَنَايَا حِدْنَ عَنْ ذِي مَهَابَةٍ ... لَهِبْنَ حُضَيْرًا يَوْمَ غَلَّقَ وَاقِمَا يَطُوفُ بِهِ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ جَنَّهُ ... تَبَوَّأَ مِنْهُ مَقْعَدًا مُتَنَاعِمَا قَالَ: وَوَاقِمُ أُطُمُ حُضَيْرِ الْكَتَائِبِ وَكَانَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بَعْدَ أَبِيهِ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي الْإِسْلَامِ يُعَدُّ مِنْ عُقَلَائِهِمْ وَذَوِي رَأْيِهِمْ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ وَكَانَ يُسَمَّى مَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْكَامِلَ، وَكَانَتْ قَدِ اجْتَمَعَتْ فِي أُسَيْدٍ وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ يُعْرَفُ بِذَلِكَ أَيْضًا وَيُسَمَّى بِهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «§كَانَ إِسْلَامُ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ عَلَى يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ العَبْدَرِيِّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَدَمَ أُسَيْدٌ سَعْدًا فِي الْإِسْلَامِ بِسَاعَةٍ» وَكَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ السَّبْعِينَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيُعَلِّمَهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهَهُمْ فِي الدِّينِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أُسَيْدٌ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ -[605]- عَشَرَ، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَلَمْ يَشْهَدْ أُسَيْدٌ بَدْرًا، وَتَخَلَّفَ هُوَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النُّقَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْقَى بِهَا كَيْدًا وَلَا قِتَالًا، وَإِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ يَتَعَرَّضُونَ لِعِيرِ قُرَيْشٍ حِينَ رَجَعَتْ مِنَ الشَّامِ، فَبَلَغَ أَهْلَ الْعِيرِ ذَلِكَ فَبَعَثُوا إِلَى مَكَّةَ مَنْ يُخْبِرُ قُرَيْشًا بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، وَسَاحَلُوا بِالْعِيرِ فَأَفْلَتَتْ، وَخَرَجَ نَفِيرُ قُرَيْشٍ مِنْ مَكَّةَ يَمْنَعُونَ عِيرَهُمْ، فَالْتَقَوْا هُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ عَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ بِبَدْرٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: " لَقِيَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَقْبَلَ مِنْ بَدْرٍ فَقَالَ: " §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْفَرَكَ وَأَقَرَّ عَيْنَكَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ تَخَلُّفِي عَنْ بَدْرٍ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّكَ تَلْقَى عَدُوًّا، وَلَكِنْ ظَنَنْتُ أَنَّهَا الْعِيرُ، وَلَوْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَدُوٌّ مَا تَخَلَّفْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقْتَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَشَهِدَ أُسَيْدٌ أُحُدًا وَجُرِحَ يَوْمَئِذٍ سَبْعَ جِرَاحَاتٍ، وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِهِ.

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ فَتَحَدَّثَا عِنْدَهُ، §حَتَّى إِذَا خَرَجَا أَضَاءَتْ لَهُمَا عَصَا أَحَدِهِمَا فَمَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، فَلَمَّا تَفَرَّقَ لَهُمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَصَاهُ فَمَشَى فِي ضَوْئِهَا»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ §كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ فَاشْتَكَى، فَصَلَّى بِهِمْ قَاعِدًا» قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ فِي حَدِيثِهِ: «فَصَلَّوْا وَرَاءَهُ قُعُودًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ أَصْحَابِهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَزَكَرِيَّاءُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِينَ، فَحَمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ حَتَّى وَضَعَهُ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " هَلَكَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ وَتَرَكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ دَيْنًا، وَكَانَ مَالُهُ يَغُلُّ كُلَّ عَامٍ أَلْفًا فَأَرَادُوا بَيْعَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَبَعَثَ إِلَى غُرَمَائِهِ فَقَالَ: " §هَلْ لَكُمْ أَنْ تَقْبِضُوا كُلَّ عَامٍ أَلْفًا فَتَسْتَوْفُوهُ فِي أَرْبَعِ سِنِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَّرُوا ذَلِكَ فَكَانُوا يَقْبِضُونَ كُلَّ عَامٍ أَلْفًا "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ -[607]-، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: «أَنَّ §أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ هَلَكَ وَتَرَكَ دَيْنًا، فَكَلَّمَ عُمَرُ غُرَمَاءَهُ أَنْ يُؤَخِّرُوهُ»

أبو الهيثم بن التيهان واسمه مالك، وهو بلي، حليف لبني عبد الأشهل، وأمه أم مالك بنت مالك من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، وشهد العقبتين جميعا وبدرا، وأحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد

§أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَاسْمُهُ مَالِكٌ، وَهُوَ بَلِيٍّ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ مَالِكٍ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا وَبَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَتَبْنَا جَمِيعَ أَمْرِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ.

ومن بني غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس رجل وهو:

§وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ رَجُلٌ وَهُوَ:

سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم ويكنى أبا عبد الله، وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس، وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، وشهد العقبة الآخرة، وبدرا، وقتل يومئذ

§سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلْمِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ، وَبَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا جَمِيعَ أَمْرِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ.

ومن الخزرج تسعة نفر، منهم من بني النجار رجل

§وَمِنَ الْخَزْرَجِ تِسْعَةُ نَفَرٍ، مِنْهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ رَجُلٌ

أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى أبا أمامة، وأمه سعاد، ويقال: الفريعة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وهو ابن خالة سعد بن معاذ، وكان لأسعد بن زرارة من الولد حبيبة مبايعة

§أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا أُمَامَةَ، وَأُمُّهُ سُعَادُ، وَيُقَالُ: الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ، وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ مِنَ الْوَلَدِ حَبِيبَةُ مُبَايِعَةٌ، وَكَبْشَةُ مُبَايِعَةٌ، وَالْفُرَيْعَةُ مُبَايِعَةٌ، وَأُمُّهُنَّ عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَلَمْ يَكُنْ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ذَكَرٌ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ إِلَّا وَلَادَاتُ بَنَاتِهِ هَؤُلَاءِ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: «خَرَجَ أَسَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَسَمِعَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَيَاهُ، §فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْقُرْآنَ فَأَسْلَمَا وَلَمْ يَقْرَبَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَرَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ بِالْإِسْلَامِ الْمَدِينَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: «§أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ، ثُمَّ لَقِيَهُ السِّتَّةُ النَّفَرِ هُوَ سَادِسُهُمْ، فَكَانَتْ أَوَّلَ سَنَةٍ، وَالثَّانِيَةَ لَقِيَهُ بِالْعَقَبَةِ الْاثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ، وَالسَّنَةَ الثَّالِثَةَ لَقِيَهُ السَّبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ الِاثْنَيْ عَشَرَ، فَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَيُجْعَلُ أَيْضًا أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ -[609]- الَّذِينَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، يَعْنِي مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَسْلَمُوا، وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا إِنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَسْلَمُوا وَلَمْ يُسْلِمْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: " أَنَّ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَعْنِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدْرُونَ عَلَى مَا تُبَايِعُونَ مُحَمَّدًا؟ إِنَّكُمْ تُبَايِعُونَهُ عَلَى أَنْ تُحَارِبُوا الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ وَالْجِنَّ وَالْإِنْسَ مُجْلِبَةً، فَقَالُوا: نَحْنُ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ تَشْهَدُوا أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَلَا تَنَازَعُوا الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ» ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ قَائِلُ الْأَنْصَارِ: نَعَمْ، هَذَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا لَنَا؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ وَالنَّصْرُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ سَعْدِ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَهِيَ أُمُّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ تَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي النُّوَارُ أُمُّ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: " أَنَّهَا رَأَتْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ قَبْلَ أَنْ يَقْدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَيُجَمِّعُ بِهِمْ فِي مَسْجِدٍ بَنَاهُ فِي مِرْبَدِ سَهْلِ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، قَالَتْ: «§فَأَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَبَنَاهُ فَهُوَ مَسْجِدُهُ الْيَوْمَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: إِنَّمَا كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ يُصَلِّي بِهِمْ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيُجَمِّعُ بِهِمُ الْجُمُعَاتِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِيُهَاجِرَ مَعَهُ صَلَّى بِهِمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعُمَارَةُ

بْنُ حَزْمٍ وَعَوْفُ ابْنُ عَفْرَاءَ لَمَّا أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الْلَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: " أَخَذَتْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ الذُّبَحَةُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§اكْتَوِ، فَإِنِّي لَا أَلُومُ نَفْسِي عَلَيْكَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §كَوَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مَرَّتَيْنِ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبَحَةِ وَقَالَ: «لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي مِنْهُ حَرَجًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§كَانَتْ بِأَسْعَدَ الذُّبَحَةُ، فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§كَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ فِي أَكْحَلِهِ»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ وَبِهِ الشَّوْكَةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: " §قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودَ، يَقُولُونَ: لَوْلَا دَفَعَ عَنْهُ، وَلَا أَمْلِكُ لَهُ وَلَا لِنَفْسِي شَيْئًا، لَا يَلُومُونِي فِي أَبِي أُمَامَةَ «، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَكُوِيَ وَحَجَّرَ بِهِ حَلْقَهُ، يَعْنِي بِالْكَيِّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: «§أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَنَاتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكُنَّ ثَلَاثًا، فَكُنَّ فِي عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَدُرْنَ مَعَهُ فِي بُيُوتِ نِسَائِهِ، وَهُنَّ كَبْشَةُ، وَحَبِيبَةُ، وَالْفَارِعَةُ وَهِيَ الْفُرَيْعَةُ -[611]- بَنَاتُ أَسْعَدَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ امْرَأَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: " أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: وَهُوَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، بِأُمِّي وَخَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَقَدِمَ عَلَيْهِ حُلِيُّ فِيهِ ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ، فَحَلَّاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تِلْكِ الرِّعَاثِ، قَالَتْ: فَأَدْرَكْتُ بَعْضَ ذَلِكَ الْحُلِيَّ عِنْدَ أَهْلِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَ أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسٍ، وَكَانَ رَأْسَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، فَأَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقَالَ: " §بِئْسَ الْمَيِّتُ هَذَا الْيَهُودُ يَقُولُونَ: لَوْلَا دَفَعَ عَنْهُ، لَا أَمْلِكُ لَكَ وَلَا لِنَفْسِي شَيْئًا، لَا يَلُومُنَّ فِي أَبِي أُمَامَةَ "، وَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكُوِيَ مِنَ الشَّوْكَةِ، طُوِّقَ عُنُقُهُ بِالْكَيِّ طَوْقًا، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَبُو أُمَامَةَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تُوُفِّيَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: " مَاتَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَمَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يُبْنَى، وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، فَجَاءَتْ بَنُو النَّجَّارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: " §قَدْ مَاتَ نَقِيبُنَا، فَنَقِّبْ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا نَقِيبُكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَهْلِهِ، قَالُوا: «لَمَّا تُوُفِّيَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، §حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُسْلَهُ وَكَفَّنَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْهَا بُرْدٌ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي أَمَامَ الْجَنَازَةِ -[612]-، وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: هَذَا قَوْلُ الْأَنْصَارِ، وَالْمُهَاجِرُونَ يَقُولُونَ: أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ.

ومن بلحارث بن الخزرج رجلان

§وَمِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلَانِ

سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج وأمه هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج، وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، وشهد بدرا، وأحدا وقتل يومئذ شهيدا، وقد

§سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ.

وعبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر، وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، وشهد بدرا،

§وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ -[613]-، وَخَيْبَرَ وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا، وَهُوَ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ.

ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج رجلان

§وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلَانِ

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ويكنى أبا ثابت، وأمه عمرة وهي الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج، وهو ابن خالة سعد بن زيد الأشهلي من أهل بدر، وكان لسعد

§سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَيُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ وَهِيَ الثَّالِثَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَعِيدٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمْ غَزِيَّةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْأَشْرَفِ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَقَيْسٌ، وَأُمَامَةُ، وَسَدُوسٌ، وَأُمُّهُمْ فُكَيْهَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَكَانَ سَعْدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ مَنْ أَحْسَنَ ذَلِكَ سُمِّيَ الْكَامِلَ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَعِدَّةُ آبَاءٍ لَهُ قَبْلَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُنَادَى عَلَى أُطُمِهِمْ: مَنْ أَحَبَّ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ فَلْيَأْتِ أُطُمَ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §أَدْرَكْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ يُنَادِي عَلَى أُطُمِهِ: مَنْ أَحَبَّ شَحْمًا أَوْ لَحْمًا فَلْيَأْتِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، ثُمَّ أَدْرَكْتُ ابْنَهُ مِثْلَ ذَلِكَ يَدْعُو بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَأَنَا شَابٌّ فَمَرَّ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُنْطَلِقًا إِلَى أَرْضِهِ بِالْعَالِيَةِ فَقَالَ: يَا فَتَى، تَعَالَ انْظُرْ، هَلْ تَرَى عَلَى أُطُمِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ -[614]- أَحَدًا يُنَادِي؟ فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: صَدَقْتَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ كَانَ يَدْعُو: «§اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْدًا، وَهَبْ لِي مَجْدًا، لَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ، وَلَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ، اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ، وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو دُجَانَةَ لَمَّا أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي سَاعِدَةَ، وَشَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، فَكَانَ سَيِّدًا جَوَادًا، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَكَانَ يَتَهَيَّأُ لِلْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ وَيَأْتِي دُورَ الْأَنْصَارِ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ فَنُهِشَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ فَأَقَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْهَا لَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا حَرِيصًا» وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُجْمَعٍ عَلَيْهِ وَلَا ثَبَتَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَغَازِي فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ سَعْدٌ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَفْنَةً فِيهَا ثَرِيدٌ بِلَحْمٍ، أَوْ ثَرِيدٌ بِلَبَنٍ، أَوْ ثَرِيدٌ بِخَلٍّ وَزَيْتٍ أَوْ بِسَمْنٍ، وَأَكْثَرَ ذَلِكَ اللَّحْمُ، فَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُورُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، فَتُوُفِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَائِبٌ فِي غَزْوَةِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، وَكَانَتْ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أُمَّ سَعْدِ بْنَ عُبَادَةَ مَاتَتْ وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَائِبٌ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: «§إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، وَإِنِّي أُحُبُّ أَنْ تُصَلِّيَ -[615]- عَلَيْهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §اسْتَفْتَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْضِهِ عَنْهَا»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ مَاتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، §إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَنْهَا "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ سَعْدًا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " §إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ وَلَمْ تُوصِ، فَهَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَصَّدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ قَالَ: أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «اسْقِ الْمَاءَ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " §أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «اسْقِ الْمَاءَ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ صَاحِبُ الطَّعَامِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ هَذِهِ السِّقَايَةِ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ؟، فَقَالَ الْحَسَنُ: «§قَدْ شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ سِقَايَةِ أُمِّ سَعْدٍ فَمَهْ؟»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " أَنَّ الْأَنْصَارَ حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ -[616]- بَنِي سَاعِدَةَ وَمَعَهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَتَشَاوَرُوا فِي الْبَيْعَةِ لَهُ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَاهُمْ وَمَعَهُمَا نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَجَرَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْأَنْصَارِ كَلَامٌ وَمُحَاوَرَةٌ فِي بَيْعَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَامَ خَطِيبُ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: «§أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ» ، فَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ «ابْسُطْ يَدَكَ» ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَبَايَعَهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ مُزَمَّلًا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ فَقَالُوا: وَجِعٌ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا، إِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرِنَا أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا بَعْدَنَا، فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فَسَادًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنْ §أَقْبِلْ فَبَايِعْ فَقَدْ بَايَعَ النَّاسُ وَبَايَعَ قَوْمُكَ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُبَايِعُ حَتَّى أُرَامِيَكُمْ بِمَا فِي كِنَانَتِي، وَأُقَاتِلَكُمْ بِمَنْ تَبِعَنِي مِنْ قَوْمِي وَعَشِيرَتِي، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّهُ قَدْ أَبَى وَلَّجَ، وَلَيْسَ بِمُبَايِعِكُمْ أَوْ يُقْتَلَ، وَلَنْ يُقْتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مَعَهُ وَلَدُهُ وَعَشِيرَتُهُ، وَلَنْ يُقْتَلُوا حَتَّى تُقْتَلَ الْخَزْرَجُ، وَلَنْ تُقْتَلَ الْخَزْرَجُ حَتَّى تُقْتَلَ الْأَوْسُ، فَلَا تُحَرِّكُوهُ فَقَدِ اسْتَقَامَ لَكُمُ الْأَمْرُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِضَارِّكُمْ، إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَحْدَهُ مَا تُرِكَ، فَقَبِلَ أَبُو بَكْرٍ نَصِيحَةَ بَشِيرٍ فَتَرَكَ سَعْدًا، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ لَقِيَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِيهِ يَا سَعْدُ، فَقَالَ سَعْدٌ: إِيهِ يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ صَاحِبُهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: نَعَمْ أَنَا ذَاكَ، وَقَدْ أَفْضَى إِلَيْكَ هَذَا الْأَمْرُ، كَانَ وَاللَّهِ صَاحِبُكَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ، وَقَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ كَارِهًا لِجِوَارِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ كَرِهَ جِوَارَ جَارِهِ تَحَوَّلَ عَنْهُ، فَقَالَ

سَعْدٌ: أَمَا إِنِّي غَيْرُ مُسْتَنْسِئٍ بِذَلِكَ، وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوَارِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَمَاتَ بِحَوْرَانَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِحَوْرَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَمَا عُلِمَ بِمَوْتِهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ فِي بِئْرِ مُنَبِّهٍ أَوْ بِئْرِ سَكَنٍ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ قَائِلًا يَقُولُ مِنَ الْبِئْرِ: [البحر السريع] قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادُهْ فَذُعِرَ الْغِلْمَانُ فَحَفِظُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدُوهُ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَعْدٌ، فَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُولُ فِي نَفَقٍ فَاقْتُتِلَ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ، وَوَجَدُوهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ: " أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بَالَ قَائِمًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§إِنِّي لَأَجِدُ دَبِيبًا» ، فَمَاتَ، فَسَمِعُوا الْجِنَّ تَقُولُ: [البحر السريع] قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادُهْ

المنذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، وأمه هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وكان أحد النقباء الاثني عشر، وشهد بدرا، وأحدا

§الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ.

ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج رجلان

§وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلَانِ

البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الأوس، وكان للبراء من الولد بشر بن البراء شهد العقبة، وبدرا، وأمه خليدة بنت قيس بن ثابت بن خالد من أشجع

§الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ لِلْبَرَاءِ مِنَ الْوَلَدِ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَبَدْرًا، وَأُمُّهُ خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، وَمُبَشِّرٌ، وَهِنْدٌ مُبَايِعَةٌ، وَسُلَافَةُ مُبَايِعَةٌ، وَالرَّبَابُ مُبَايِعَةٌ، وَأُمُّهُمْ حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَشَهِدَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ الْبَرَاءُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ مِنَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ وَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ، فَقَامَ الْبَرَاءُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ وَحَبَانَا بِهِ

فَكُنَّا أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ، وَآخِرَ مَنْ دَعَا، فَأَجَبْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، يَا مَعْشَرَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِدِينِهِ، فَإِنْ أَخَذْتُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَالْمُوَازَرَةَ بِالشُّكْرِ فَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ثُمَّ جَلَسَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ حَيًّا وَمَيِّتًا قَبْلَ أَنْ يُوَجَّهَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَأَطَاعَ الْبَرَاءُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُوَجِّهُوهُ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُهَاجِرًا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ نَحْوَ الْكَعْبَةِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ: " أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ مِنَ السَّبْعِينَ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُصَلِّي نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، وَقَالَ: «§وَجِّهُونِي فِي قَبْرِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ» ، فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا مَاتَ فَصَلَّى عَلَيْهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§الْبَرَاءُ أَوَّلُ مَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§أَوْصَى الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ يُوَجَّهَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ بِيَسِيرٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ مَوْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فِي صَفَرٍ قَبْلَ قَدُومِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بِشَهْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ يَوْمَ صُرِفَتْ قَالَتُ أُمُّ بِشْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا قَبْرُ الْبَرَاءِ، §فَكَبَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، §انْطَلَقَ بِأَصْحَابِهِ فَصَفَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَارْضَ عَنْهُ، وَقَدْ فَعَلْتَ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ: «§أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ قَدُومِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنَ النُّقَبَاءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنَ النُّقَبَاءِ.

عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وأمه الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وهو أبو جابر بن عبد الله، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وهو أحد النقباء الاثني

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهُوَ أَبُو جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ -[621]- الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ.

ومن القواقلة رجل

§وَمِنَ الْقَوَاقِلَةِ رَجُلٌ

عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، ويكنى أبا الوليد، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وهو

§عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْقَوَاقِلَةِ.

ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج رجل

§وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلٌ

رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، وأمه ماوية بنت العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، ويكنى أبا مالك، وكان لرافع بن مالك من الولد رفاعة، وخلاد وقد شهد بدرا، ومالك، وأمهم أم مالك بنت أبي بن مالك بن الحارث بن

§رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ، وَأُمُّهُ مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَيُكْنَى أَبَا مَالِكٍ، وَكَانَ لِرَافِعِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ رِفَاعَةُ، وَخَلَّادٌ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَالِكٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى

، وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ مِنَ الْكَمَلَةِ، وَكَانَ الْكَامِلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يَكْتُبُ وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ رَافِعٌ كَذَلِكَ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْقَوْمِ قَلِيلًا، وَيُقَالُ: إِنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ وَمُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَسْلَمَا وَقَدِمَا بِالْإِسْلَامِ الْمَدِينَةَ وَفِي ذَلِكَ رِوَايَةٌ لَهُمَا، وَيُجْعَلُ رَافِعٌ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَيْسَ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ النَّفَرِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ شَهِدَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَمْ يَشْهَدْ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ بَدْرًا، وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادٌ، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ وَبَيْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ» فَهَؤُلَاءِ النُّقَبَاءُ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ نَقَّبَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمِهِمْ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا.

ذكر كلثوم بن هدم العمري، وعدة ممن يروون أنهم شهدوا بدرا، وليس ذلك بثبت

§ذِكْرُ كُلْثُومِ بْنِ هِدْمٍ الْعَمْرِيِّ، وَعِدَّةٍ مِمَّنْ يَرْوُونَ أَنَّهُمْ شَهِدُوا بَدْرًا، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ

كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس

§كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ مَوْلَى بَنِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: «§كَانَ كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ رَجُلًا شَرِيفًا، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، وَأَسْلَمَ قَبْلَ مَقْدِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ، وَكَانَ صلّى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُ فِي مَنْزِلِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى مَنْزِلُ الْعُزَّابِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: فَلِذَلِكَ قِيلَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا نُزُولُهُ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ الْعَمْرِيِّ، وَنَزَلَ عَلَى كُلْثُومٍ أَيْضًا جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ، وَسُهَيْلُ وَصَفْوَانُ ابْنَا بَيْضَاءَ، وَعِيَاضُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَوَهْبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَكُلُّ هَؤُلَاءِ قَدْ شَهِدُوا بَدْرًا. ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تُوُفِّيَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ غَيْرَ مَغْمُوصٍ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا.

الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وأمه زينب بنت صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الأوس، وكان أخوه حاطب بن قيس الذي كانت فيه الحرب بين الأوس والخزرج وتسمى حرب حاطب. وأم

§الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ أَخُوهُ حَاطِبُ بْنُ قَيْسٍ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الْحَرْبُ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَتُسَمَّى حَرْبُ حَاطِبٍ. وَأُمُّ حَاطِبٍ أَيْضًا زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ أُمُّ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ أَيْضًا، وَالْحَارِثُ وَحَاطِبُ وَعَتِيكُ بَنُو قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ وَهُمْ عُمُومَةُ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ. ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا وَلَا يَشُكُّونَ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ جَبْرَ بْنَ عَتِيكٍ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَغَلِطُوا فِي نَسَبِهِ فَقَالُوا: جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ، فَنَسَبُوهُ إِلَى عَمِّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، هُوَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ ابْنُ أَخِي الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ.

سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، وأمه من بني سليم ويقال: بل هي من ولد الجموح بن زيد بن حرام من بني سلمة، وكان لسعد بن مالك من الولد ثعلبة قتل يوم أحد شهيدا لا عقب له، وسعد بن سعد وعمرو وعمرة وأمهم هند

§سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ مِنْ وَلَدِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ -[625]- بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ ثَعْلَبَةُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا لَا عَقِبَ لَهُ، وَسَعْدُ بْنُ سَعْدٍ وَعَمْرٌو وَعُمْرَةُ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَوَلَدُ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ أُبَيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَثْعَمِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§تَجَهَّزَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ لِيَخْرُجَ إِلَى بَدْرٍ فَمَرِضَ فَمَاتَ، فَمَوْضِعُ قَبْرِهِ عِنْدَ دَارِ بَنِي قَارِظٍ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§مَاتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ بِالرَّوْحَاءِ فَأَسْهَمَ لَهُ النَّبِيُّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الَّذِيَ شَهِدَ بَدْرًا هُوَ سَعْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ وَهُوَ أَبُو سَهْلِ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَوَلَّدَهُمْ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمَا شَهِدَ بَدْرًا وَلَا أَحْسِبُ تَرَكَ تَسْمِيَتَهُ فِي بَدْرٍ إِلَّا أَنَّهُ مَرِضَ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهَا، كَمَا رَوَى أُبَيُّ وَعَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنَا عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ جَدِّهِمَا.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ أَبَاهُ أَوْصَى لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، §فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي مُؤَخَّرِ رَحْلِهِ، فَأَوْصَى لَهُ بِرَحْلِهِ وَرَاحِلَتِهِ وَخَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَقَبِلَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى وَرَثَتِهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الَّذِيَ ذُكِرَ فِي بَدْرٍ هُوَ سَعْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى بَدْرٍ وَأَوْصَى لِرَسُولِ -[626]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ، وَأَمَّا مَا رَوَى أُبَيُّ وَعَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنَا عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ جَدِّهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْهَمَ لَهُ فِي بَدْرٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَى الْمَغَازِي، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ وَلَا ابْنَهُ سَعْدَ بْنَ سَعْدٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا وَهُوَ الثَّبَتُ عِنْدَنَا أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْهُمَا بَدْرًا، وَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَجَهَّزُ لِلْخُرُوجِ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ كَمَا رَوَى أُبَيُّ وَعَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنَا عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِهِمَا، وَلِسَعْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَقِبٌ

مالك بن عمرو النجاري نظرنا في كتاب نسب الأنصار فلم نجد نسبه فيه، ووجدنا مالك بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار، ومالك بن عمرو هو الذي وجدناه في نسب الأنصار فهو عم الحارث بن الصمة بن عمرو، ولا أحسبه إياه.

§مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو النَّجَّارِيُّ نَظَرْنَا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ فِيهِ، وَوَجَدْنَا مَالِكَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَمَالِكُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ الَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي نَسَبِ الْأَنْصَارِ فَهُوَ عَمُّ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَا أَحْسِبُهُ إِيَّاهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو النَّجَّارِيُّ مَاتَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، §فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ لِيَخْرُجَ إِلَى أُحُدٍ خَرَجَ وَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَ إِلَى أُحُدٍ»

خلاد بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه إدام بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة. ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أنه شهد بدرا مع أخيه خالد بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد، ولم يذكر ذلك محمد بن إسحاق وموسى بن

§خَلَّادُ بْنُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا. قَالَ: وَلَا أَظُنُّ ذَلِكَ بِثَبْتٍ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ أَعْلَمُ بِالسِّيرَةِ وَالْمَغَازِي مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلَا أَظُنُّ مَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بِثَبْتٍ، وَلِخَلَّادِ بْنِ قَيْسٍ إِسْلَامٌ قَدِيمٌ.

عبد الله بن خيثمة بن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه عائشة بنت زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة. ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أنه قد شهد بدرا مع عميه معبد وعبد الله ابني قيس بن صيفي، ولم يذكره موسى بن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ عَمَّيْهِ مَعْبَدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا. قَالَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْثَمَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار ممن لم يشهد بدرا , ولهم إسلام قديم , وقد هاجر عامتهم إلى أرض الحبشة , وشهدوا أحدا، وما بعدها من المشاهد , منهم من المهاجرين من بني هاشم بن عبد مناف

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا , وَلَهُمْ إِسْلَامٌ قَدِيمٌ , وَقَدْ هَاجَرَ عَامَّتُهُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَشَهِدُوا أُحُدًا، وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَشَاهِدِ , مِنْهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وأم العباس نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر

§الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَأُمُّ الْعَبَّاسِ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدٍ مَنَاةَ بْنِ عَامِرٍ، وَهُوَ الضَّحْيَانُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: §وُلِدَ أَبِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ قَدُومِ أَصْحَابِ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِثَلَاثِ سِنِينَ قَالُوا

: وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنَ الْوَلَدِ الْفَضْلُ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِهِ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَكَانَ جَمِيلًا، وَأَرْدَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ , وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَعَبْدُ اللَّهِ , وَهُوَ الْحَبْرُ , دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَاتَ بِالطَّائِفِ , وَلَهُ عَقِبٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ كَانَ جَوَّادًا سَخِيَّا ذَا مَالٍ , مَاتَ بِالْمَدِينَةِ , وَلَهُ عَقِبٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مَاتَ بِالشَّامِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقُثَمُ , وَكَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ مُجَاهِدًا , فَمَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَمَعْبَدٌ قُتِلَ بِإِفْرِيقِيَّةَ شَهِيدًا، وَلَهُ عَقِبٌ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا أُمُّ الْفَضْلِ، وَهِيَ لُبَابَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَفِي وَلَدِ أُمِّ الْفَضْلِ هَؤُلَاءِ مِنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهِلَالِيُّ: [البحر الرجز] مَا وَلَدَتْ نَجِيبَةٌ مِنْ فَحْلِ ... بِجَبَلٍ نَعْلَمُهُ أَوْ سَهْلِ كَسِتَّةٍ مِنْ بَطْنِ أُمِّ الْفَضْلِ ... أَكْرِمْ بِهَا مِنْ كَهْلَةٍ وَكَهْلِ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا §رَأَيْنَا بَنِي أَبٍ وَأُمٍّ قَطُّ أَبْعَدَ قُبُورًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ أُمِّ الْفَضْلِ وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ أَيْضًا مِنَ الْوَلَدِ مِنْ غَيْرِ أُمِّ الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ فَقِيهًا مُحَدِّثًا، وَتَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ , وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَصَفِيَّةُ، وَأُمَيْمَةُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُ حُجَيْلَةُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ وَلِلْحَارِثِ عَقِبٌ، مِنْهُمُ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِي الْيَمَامَةِ، وَلَيْسَ لَكَثِيرٍ، وَتَمَّامٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ لِي سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: يَا عُوَيْمُ §انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَإِنَّا لَمْ نَرَهْ قَطُّ وَقَدْ آمَنَّا بِهِ، فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، فَقِيلَ لِيَ: هُوَ فِي مَنْزِلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَرَحَلْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا لَهُ: مَتَى نَلْتَقِي؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ مَعَكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ مَنْ هُوَ مُخَالِفٌ لَكُمْ، فَأَخْفُوا أَمْرَكُمْ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْحَاجُّ، وَنَلْتَقِيَ نَحْنُ وَأَنْتُمْ فَنُوَضِّحَ لَكُمُ الْأَمْرَ، فَتَدْخُلُونَ عَلَى أَمْرٍ بَيِّنٍ، فَوَعَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ الَّتِي فِي صُبْحِهَا النَّفَرُ الْآخِرُ أَنْ يُوَافِيَهُمْ أَسْفَلَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُنَبِّهُوا نَائِمًا، وَلَا يَنْتَظِرُوا غَائِبًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: فَخَرَجَ الْقَوْمُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لَيَّلَةَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ بَعْدَ هَذِهِ يَتَسَلَّلُونَ , وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ , وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرُهُ، وَكَانَ يَثِقُ بِهِ فِيِ أَمْرِهِ كُلِّهِ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا , كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ تُدْعَى الْخَزْرَجُ - إِنَّكُمْ قَدْ §دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ، وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مَنْ كَانَ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ مَنَعَةً لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ، وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدًا النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ وَاسْتِقْلَالٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً , فَإِنَّهَا سَتَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ فَارْتَئُوا رَأْيَكُمْ، وَأْتَمِرُوا أَمْرَكُمْ، وَلَا تَفْتَرِقُوا إِلَّا عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ , فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ، وَأُخْرَى صِفُوا لِيَ الْحَرْبَ كَيْفَ تُقَاتِلُونَ عَدُوَّكُمْ؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ فَقَالَ: نَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ غُذِّينَا

بِهَا وَمُرِّنَّا عَلَيْهَا وَوَرِثْنَاهَا عَنْ آبَائِنَا كَابِرًا فَكَابِرًا، نَرْمِي بِالنَّبْلِ حَتَّى تَفْنَى، ثُمَّ نُطَاعِنُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تُكْسَرَ الرَّمَّاحُ، ثُمَّ نَمْشِي بِالسُّيُوفِ فُنَضَارِبُ بِهَا حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا أَوْ مِنْ عَدُوِّنَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنْتُمْ أَصْحَابُ حَرْبٍ، فَهَلْ فِيكُمْ دُرُوعٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ شَامِلَةٌ، وَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ إِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا يَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاهُ , وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ، فَبَايَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُؤَكِّدُ لَهُ الْبَيْعَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْأَنْصَارِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ §أَخْفُوا جَرْسَكُمْ , فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا، وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ الَّذِينَ يَلُونَ كَلَامِنَا مِنْكُمْ , فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَجَالِسِكُمْ، وَاكْتُمُوا أَمْرَكُمْ , فَإِنْ طَوَيْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْمَوْسِمُ، فَأَنْتُمُ الرِّجَالُ، وَأَنْتُمْ لِمَا بَعْدَ الْيَوْمِ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: يَا أَبَا الْفَضْلِ اسْمَعْ مِنَّا، فَسَكَتَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ الْبَرَاءُ: لَكَ وَاللَّهِ عِنْدَنَا كِتْمَانُ مَا تُحِبُّ أَنْ نَكْتُمَ وَإِظْهَارُ مَا تُحِبَّ أَنْ نُظْهِرَ وَبَذْلُ مُهَجِ أَنْفُسِنَا وَرِضَا رَبِّنَا عَنَّا إِنَّا أَهْلُ حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ، وَأَهْلُ مَنَعَةٍ وَعِزٍّ، وَقَدْ كُنَّا عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَنَحْنُ كَذَا، فَكَيْفَ بِنَا الْيَوْمَ حِينَ بَصَّرَنَا اللَّهُ مَا أَعْمَى عَلَى غَيْرِنَا وَأَيَّدْنَا بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، ابْسُطْ يَدَكَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَيُقَالُ

: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ. وَيُقَالُ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: تَفَاخَرَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِيمَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ أَوَّلَ النَّاسِ فَقَالُوا: لَا أَحَدَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسَأَلُوا الْعَبَّاسَ فَقَالَ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِهَذَا مِنِّي، §أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تِلْكِ اللَّيْلَةِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، ثُمَّ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، ثُمَّ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ الْعَبَّاسُ ذَا رَأْيٍ إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ وَلَا يُطِلِ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا وَإِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ، وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: يَا مُحَمَّدُ سَلْ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ سَلَ لِنَفْسِكَ وَلِأَصْحَابِكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا مِنَ الثَّوَابِ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكُمْ إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ: «§أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَسْألُكُمْ لِي وَلِأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُونَا وَتَنْصُرُونَا وَتَمْنَعُونَا مِمَّا تَمْنَعُونَ أَنْفُسَكُمْ» قَالَ: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟، قَالَ: «الْجَنَّةُ» ، قَالَ: فَلَكَ ذَلِكَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُ: مَا سَمِعَ الشَّيْبُ وَالشُّبَّانُ بِخُطْبَةٍ أَقْصَرَ وَلَا أَبْلَغَ مِنْهَا

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ §قُرَيْشًا، لَمَّا تَفَرَّقُوا إِلَى بَدْرٍ، فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ هَبَّ أَبُو جَهْلٍ مِنْ نَوْمِهِ، فَصَاحَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَلَا تَبًّا لِرَأْيِكُمْ مَاذَا صَنَعْتُمْ، خَلَّفْتُمْ بَنِي هَاشِمٍ وَرَاءَكُمْ فَإِنْ ظَفَرَ -[10]- بِكُمْ مُحَمَّدٌ كَانُوا مِنْ ذَلِكَ بِنَحْوِهِ، وَإِنْ ظَفِرْتُمْ بِمُحَمَّدٍ أَخَذُوا آثَارَكُمْ مِنْكُمْ مِنْ قَرِيبٍ مِنْ أَوْلَادِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ، فَلَا تَذَرُوهُمْ فِي بَيْضَتِكُمْ وَفِنَائِكُمْ، وَلَكِنْ أَخْرِجُوهُمْ مَعَكُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ غَنَاءٌ، فَرَجَعُوا إِلَيْهِمْ فَأَخْرَجُوا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلًا وَطَالِبًا وعَقِيلًا كُرْهًا

قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ كَانَ مَنْ كَانَ مِنَّا بِمَكَّةَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ أَسْلَمُوا، فَكَانُوا يَكْتُمُونَ إِسْلَامَهُمْ، وَيَخَافُونَ يُظْهِرُونَ ذَلِكَ فَرَقًا مِنْ أَنْ يَثِبَ عَلَيْهِمْ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَيُوثَقُوا كَمَا أَوْثَقَتْ بَنُو مَخْزُومٍ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَبَّاسَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَغَيْرَهُمَا، فَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: «§مَنْ لَقِيَ مِنْكُمُ الْعَبَّاسَ وَطَالِبًا وعَقِيلًا وَنَوْفَلًا وَأَبَا سُفْيَانَ فَلَا تَقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ أُخْرِجُوا مُكْرَهِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّامِيُّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ §الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْلَمْتُ، فَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ وَيَكْرَهُ خِلَافَهُمْ، فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ وَكَانَ ذَا مَالٍ مُتَفَرِّقٍ فِي قَوْمِهِ فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: «إِنِّي §عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أُخْرِجُوا كَرْهًا لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ -[11]- لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، مَنْ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا» ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وَعَشَائِرَنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ، وَاللَّهِ لَئِنْ لَقِيتُهُ لَأُلْحِمَنَّهُ السَّيْفَ قَالَ: فَبَلَغَتْ مَقَالَتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «يَا أَبَا حَفْصٍ» قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَبِي حَفْصٍ «أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ» ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي وَلِأَضْرِبَ عُنُقَ أَبِي حُذَيْفَةَ بِالسَّيْفِ فَوَاللَّهِ لَقَدْ نَافَقَ. قَالَ: وَنَدِمَ أَبُو حُذَيْفَةَ عَلَى مَقَالَتِهِ فَكَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتُ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا إِلَّا أَنْ يُكَفِّرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي بِالشَّهَادَةِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ: «مَنْ §لَقِيَ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُمْ أُخْرِجُوا كُرْهًا» فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: وَاللَّهِ لَا أَلْقَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَلَا قَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَنْتَ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا» ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَقَّ عَلَيَّ إِذَا رَأَيْتُ أَبِي وَعَمِّي وَأَخِي مُقَتَّلِينَ، فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَبَاكَ وَعَمَّكَ وَأَخَاكَ خَرَجُوا جَادِّينَ فِي قِتَالِنَا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، وإِنَّ هَؤُلَاءِ أُخْرِجُوا مُكْرَهِينَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِقِتَالِنَا»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ §يَوْمُ بَدْرٍ جَمَعَتْ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ وَحُلَفَاءَهُمْ فِي قُبَّةٍ وَخَافُوهُمْ، فَوَكَّلُوا بِهِمْ مَنْ يَحْفَظُهُمْ وَيُشَدِّدُ عَلَيْهِمْ، مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَوْسٍ مُقَرِّنٌ مِنْ بَنِي ظُفُرٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسَرْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعُقَيْلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَحَلِيفًا لِلْعَبَّاسِ فِهْرِيًّا، فَقَرَنْتُ الْعَبَّاسَ وعَقِيلًا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمَّانِي مُقَرِّنًا وَقَالَ: «§أَعَانَكَ عَلَيْهِمَا مَلَكٌ كَرِيمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّآمِيُّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ أَبُو الْيَسَرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، وَكَانَ أَبُو الْيَسَرِ رَجُلًا مَجْمُوعًا، وَكَانَ الْعَبَّاسُ رَجُلًا جَسِيمًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي الْيَسَرِ: «كَيْفَ أَسَرْتَ الْعَبَّاسَ يَا أَبَا الْيَسَرِ» ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، هَيْئَتُهُ كَذَا وَهَيْئَتُهُ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ §أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ» قَالُوا: وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ: انْتَهَى أَبُو الْيَسَرِ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّهُ صَنَمٌ، فَقَالَ لَهُ: جَزَتْكَ الْجَوَازِي أَتَقْتُلُ ابْنَ أَخِيكَ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا فَعَلَ مُحَمَّدٌ أَمَا بِهِ الْقَتْلُ، قَالَ أَبُو الْيَسَرِ: اللَّهُ أَعَزُّ وَأَنْصَرُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا مُحَمَّدًا خَلَلٌ، فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتَلِكَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لَيْسَ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ وَبِرِّهِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ -[13]-، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَمْسَى الْقَوْمُ يَوْمَ بَدْرٍ وَالْأُسَارَى مَحْبُوسُونَ فِي الْوَثَاقِ فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَاهِرًا أَوَّلَ لَيْلِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ لَا تَنَامُ فَقَالَ: «سَمِعْتُ §أَنِينَ الْعَبَّاسِ فِي وَثَاقِهِ» فَقَامُوا إِلَى الْعَبَّاسِ فَأَطْلَقُوهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ أُسَارَى بَدْرٍ كَانَ فِيهِمُ الْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَهِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَتَهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: مَا أَسْهَرَكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «§أَنِينُ الْعَبَّاسِ» فَقَامَ رَجُلٌ فَأَرْخَى مِنْ وَثَاقِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا لِيَ لَا أَسْمَعُ أَنِينَ الْعَبَّاسِ» ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي أَرْخَيْتُ مِنْ وَثَاقِهِ شَيْئًا، قَالَ: «فَافْعَلْ ذَلِكَ بِالْأُسَارَى كُلِّهِمْ»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: كَانَ §الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ قُدِمَ بِهِ فِي الْأُسَارَى طُلِبَ لَهُ قَمِيصٌ، فَمَا وَجَدُوا لَهُ قَمِيصًا بِيَثْرِبَ يُقْدَرُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ أَلْبَسَهُ إِيَّاهُ، فَكَانَ عَلَيْهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا §أُسِرَ الْعَبَّاسُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ قَمِيصٌ يُقْدَرُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ ابْنِ أُبَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ انْتُهِيَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ: «يَا عَبَّاسُ §افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ، وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ عَمْرِو

بْنِ جَحْدَمٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، فَإِنَّكَ ذُو مَالٍ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا، وَلَكِنَّ الْقَوْمَ اسْتَكْرَهُونِي، قَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَذْكُرُ حَقًّا فَاللَّهُ يُجْزِيكَ بِهِ، فَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ» . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْسِبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ قَالَ: «لَا، ذَاكُ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللَّهُ مِنْكَ» . قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ، قَالَ: " فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي وَضَعْتَ بِمَكَّةَ حِينَ خَرَجْتَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ لَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ، ثُمَّ قُلْتَ لَهَا: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا وَكَذَا، وَلِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا ". قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَفَدَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ وَحَلِيفَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ابْنُ أَخِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أَخِينَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِدَاهُ. فَقَالَ: «لَا، وَلَا §دِرْهَمًا»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: §فَدَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ عَقِيلًا بِثَمَانِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ، وَيُقَالُ: أَلْفُ دِينَارٍ، قَالُوا: وَخَرَجَ الْعَبَّاسُ إِلَى مَكَّةَ، فَبَعَثَ بِفِدَائِهِ وَفِدَاءِ ابْنِ أَخِيهِ، وَلَمْ يَبْعَثْ بِفِدَاءِ حَلِيفِهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَخْبَرَهُ وَرَجَعَ أَبُو رَافِعٍ، فَكَانَ رَسُولَ الْعَبَّاسِ بِفِدَائِهِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: مَا قَالَ لَكَ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، فَقَالَ: وَأَيُّ قَوْلٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا؟ احْمِلِ الْبَاقِي قَبْلَ أَنْ تَحُطَّ رَحْلَكَ , فَحَمَلَهُ فَفَدَاهُمُ الْعَبَّاسُ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] . نَزَلَتْ فِي الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ مِنْهُمُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ مَنْ أُسِرَ يَوْمَئِذٍ وَمَعَهُ عِشْرُونَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ: فَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ: فَأُخِذَتْ مِنِّي، فَكَلَّمْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهَا مِنْ فِدَايَ فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَكَانَهَا عِشْرِينَ عَبْدًا، كُلُّهُمْ يَضْرِبُ بِمَالٍ مَكَانَ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً، وَأَعْطَانِي زَمْزَمَ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهَا جَمِيعَ أَمْوَالِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَنَا أَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي، وَكَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِدَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَنِي أَسْأَلُ النَّاسَ مَا بَقِيَتُ، فَقَالَ لِيَ: «فَأَيْنَ §الذَّهَبُ يَا عَبَّاسُ» ؟ فَقُلْتُ أَيُّ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " الَّذِي دَفَعْتَهُ إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ يَوْمَ خَرَجْتَ، فَقُلْتَ لَهَا: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا يُصِيبُنِي فِي وَجْهِي هَذَا، فَهَذَا لَكِ وَلِلْفَضْلِ وَلِعَبْدِ اللَّهِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَقُثَمَ " فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ» فَقُلْتُ لَهُ: فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنَّكَ لَصَادِقٌ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ أَلَا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} [الأنفال: 70] يَقُولُ: صِدْقًا، {يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] , فَأَعْطَانِي مَكَانَ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً عِشْرِينَ عَبْدًا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي

قَالَ أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْبَحْرَيْنِ بِثَمَانِينَ أَلْفًا، فَمَا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَالٌ كَانَ أَكْثَرَ مِنْهُ لَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُشِرَتْ

عَلَى حَصِيرٍ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَثُلَ عَلَى الْمَالِ قَائِمًا، وَجَاءَ النَّاسُ حِينَ رَأَوُا الْمَالَ وَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ وَلَا وَزْنٌ، مَا كَانَ إِلَّا قَبْضًا، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْطَيْتُ فِدَايَ وَفِدَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَلَمْ يَكُنْ لِعَقِيلٍ مَالٌ، فَأَعْطِنِي مِنْ هَذَا الْمَالِ، فَقَالَ: «خُذْ» قَالَ: فَحَثَا الْعَبَّاسُ فِي خَمِيصَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يَنْهَضُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْفَعْ عَلَيَّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى خَرَجَ ضَاحِكُهُ أَوْ نَابُهُ قَالَ: «وَلَكِنْ §أَعِدْ فِي الْمَالِ طَائِفَةً، وَقُمْ بِمَا تُطِيقُ» ، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ بِذَلِكَ الْمَالِ وَهُوَ يَقُولُ: أَمَّا إِحْدَى اللَّتَيْنِ وَعَدَنَا اللَّهُ فَقَدْ أَنْجَزَهَا، وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي الْأُخْرَى، يَعْنِي قَوْلَهُ: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: 70] . فَهَذَا خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي، وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي الْمَغْفِرَةِ

قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §أَسْلَمَ كُلُّ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَادَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ عَقِيلًا، ثُمَّ رَجَعُوا جَمِيعًا إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ أَقْبَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرِينَ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: قَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ قَبِلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ أَنَحْنُ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَقَالَ: قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: «الْآنَ §صُفِّيَ لَكَ الْوَادِي» قَالَ: وَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَدٌ إِلَا وَقَدْ أَسْلَمَ قَالَ: " فَقُلْ لَهُمْ: فَلْيَلْحَقُوا بِي "، فَلَمَّا أَتَاهُمْ عَقِيلٌ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ خَرَجُوا وَذُكِرَ أَنَّ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وعَقِيلًا رَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ أُمِرُوا بِذَلِكَ لِيُقِيمُوا مَا كَانُوا يُقِيمُونَ مِنْ أَمْرِ السِّقَايَةِ وَالرِّفَادَةِ وَالرِّئَاسَةِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي لَهَبٍ، وَكَانَتِ -[17]- السِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَالرِّئَاسَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي بَنِي هَاشِمٍ , ثُمَّ هَاجَرُوا بَعْدُ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَدِمُوهَا بِأَوْلَادِهِمْ وَأَهَالِيهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَخِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقُرَشِيُّونَ الْمَكِّيُّونَ الشَّيْبِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ أَنَّ قَدُومَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ كَانَ أَيَّامَ الْخَنْدَقِ، وَشَيَّعَهُمَا رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي مَخْرَجِهِمَا إِلَى الْأَبْوَاءِ، ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى مَكَّةَ , فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ وَأَخُوهُ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ: أَيْنَ §تَرْجِعُ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ يُقَاتِلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُكَذِّبُونَهُ، وَقَدْ عَزَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَثُفَ أَصْحَابُهُ. امْضِ مَعَنَا فَسَارَ رَبِيعَةُ مَعَهُمَا حَتَّى قَدِمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمِينَ مُهَاجِرِينَ

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ جَدَّهُ عَبَّاسًا قَدِمَ هُوَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي رَكْبٍ يُقَالُ لَهُمْ: رَكْبُ أَبِي شِمْرٍ، فَنَزَلُوا الْجُحْفَةَ يَوْمَ فَتْحِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ , فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ نَزَلُوا الْجُحْفَةَ , وَهُمْ عَامِدُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ يَوْمَ فَتْحِ خَيْبَرَ قَالَ: §فَقَسَمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فِي خَيْبَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا عِنْدَنَا وَهَلٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ بِمَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ قَدْ فَتَحَهَا، وَقَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ السُّلَمِيُّ مَكَّةَ فَأَخْبَرَ قُرَيْشًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَا أَحَبُّوا أَنَّهُ قَدْ ظُفِرَ بِهِ وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ فَسُّرُوا بِذَلِكَ وَأَقْطَعَ الْعَبَّاسَ خَبَرُهُ وَسَاءَهُ وَفَتَحَ بَابَهُ وَأَخَذَ ابْنَهُ قُثَمَ فَجَعَلَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا قُثَمُ يَا قُثَمُ ... يَا شِبْهَ ذِي الْكَرْمِ

حَتَّى أَتَاهُ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ وَغَنَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا فِيهَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَغَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَدَخَلَهُ وَطَافَ بِالْبَيْتِ وَأَخْبَرَ قُرَيْشًا بِمَا أَخْبَرَهُ بِهِ الْحَجَّاجُ مِنْ سَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ فَتَحَ خَيْبَرَ وَمَا غَنَّمَهُ اللَّهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَسَاءَهُمْ ذَلِكَ وَعَلِمُوا أَنَّ الْحَجَّاجَ قَدْ كَانَ كَذَبَهُمْ فِي خَبَرِهِ الْأَوَّلِ، وَسَرَّ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ بِمَكَّةَ، وَأْتُوا الْعَبَّاسَ فَهَنَّئُوهُ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ الْعَبَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَطْعَمَهُ بِخَيْبَرَ مِائَتَيْ وَسْقِ تَمْرٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ فَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ وَتَبُوكَ، وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ عَنْهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَزِمْتُهُ أَنَا وَأَبُو سُفْيَانُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ نُفَارِقْهُ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ , وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ نَحْوَ الْكُفَّارِ , قَالَ عَبَّاسٌ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لَا تُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " يَا عَبَّاسُ §نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " قَالَ عَبَّاسٌ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهِمْ فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ قَالَ: فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْأَنْصَارِ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قَصُرَتِ -[19]- الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَقَالُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَا بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ وَهُوَ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ ثُمَّ قَالَ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ» . قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَصَيَاتِهِ ثُمَّ رَكِبَ فَإِذَا حَدُّهُمْ كَلَيْلٌ وَأَمْرُهُمْ مُدْبِرٌ، حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذَا انْهَزَمَ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «§نَادِ النَّاسَ» . قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا: " نَادِ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ "، فَجَعَلَ يُنَادِي الْأَنْصَارَ فَخْذًا فَخْذًا , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ - يَعْنِي شَجَرَةَ الرِّضْوَانِ الَّتِي بَايَعُوا تَحْتَهَا - يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. فَمَا زَالَ يُنَادِي حَتَّى أَقْبَلَ النَّاسُ عُنُقًا وَاحِدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيِّ، قَالَ: جَاءَ أَسْقُفُ غَزَّةَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِتَبُوكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَ عِنْدِي هَاشِمٌ وعَبْدُ شَمْسٍ وَهُمَا تَاجِرَانِ وَهَذِهِ أَمْوَالُهُمَا، قَالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَبَّاسًا فَقَالَ: «§اقْسِمْ مَالَ هَاشِمٍ عَلَى كُبَرَاءِ بَنِي هَاشِمٍ» وَدَعَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَقَالَ: «اقْسِمْ مَالَ عَبْدِ شَمْسٍ عَلَى كُبَرَاءِ وَلَدِ عَبْدِ شَمْسٍ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ، لَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرَيْنِ §آخَى بَيْنَهُمَا , وَأَقْطَعَهُمْا جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ , وَفَرَعَ بَيْنَهُمَا

بِحَائِطٍ، فَكَانَا مُتَجَاوِرَيْنِ فِي مَوْضِعٍ، وَكَانَا شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُتَفَاوِضَيْنِ فِي الْمَالِ مُتَحَابَّيْنِ مُتَصَافِيَيْنِ، وَكَانَتْ دَارُ نَوْفَلٍ الَّتِي أَقْطَعَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَوْضِعٍ رَحَبَةِ الْفَضَاءِ , وَمَا يَلِيَهَا إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ الْيَوْمُ رَحَبَةُ الْفَضَاءِ وَهِيَ تُقَابِلُ دَارَ الْإِمَارَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ: دَارُ مَرْوَانَ، وَكَانَتْ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيدَهَا وَهِيَ الَّتِي فِي دَارِ مَرْوَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَهِيَ دَارُ الْإِمَارَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ: دَارُ مَرْوَانَ، وَأَقْطَعَ الْعَبَّاسَ أَيْضًا دَارَهُ الْأُخْرَى الَّتِي بِالسُّوقِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُسَمَّى مُحْرَزَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِيزَابٌ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ، فَلَبِسَ عُمَرُ ثِيَابَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , وَقَدْ كَانَ ذَبَحَ لِلْعَبَّاسِ فَرْخَانِ , فَلَمَّا وَافَى الْمِيزَابَ صَبَّ فِيهِ مَاءً فِيهِ مِنْ دَمِ الْفَرْخَيْنِ فَأَصَابَ عُمَرُ فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَلْعِهِ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ , فَطَرَحَ ثِيَابَهُ وَلَبِسَ غَيْرَهَا، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ §لَلْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: فَأَنَا أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَا صْعِدْتَ عَلَى ظَهْرِي حَتَّى تَضَعَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَقَطَرَ عَلَيْهِ مِيزَابُ الْعَبَّاسِ , وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَلَعَهُ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: §قَلَعْتَ مِيزَابِي وَاللَّهِ مَا وَضَعَهُ حَيْثُ كَانَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، قَالَ عُمَرُ: لَا جَرَمَ أَنْ لَا يَكُونَ لَكَ سُلَّمٌ غَيْرِي وَلَا يَضَعَهُ إِلَّا أَنْتَ بِيَدِكَ، قَالَ: فَحَمَلَ عُمَرُ الْعَبَّاسَ عَلَى عُنُقِهِ، فَوَضَعَ رِجْلَيْهِ عَلَى مَنْكَبَيْ عُمَرَ ثُمَّ أَعَادَ الْمِيزَابَ حَيْثُ كَانَ -[21]- فَوَضَعَهُ مَوْضِعَهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: لَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ فِي عَهْدِ عُمَرَ ضَاقَ بِهِمُ الْمَسْجِدُ، فَاشْتَرَى عُمَرُ مَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ مِنَ الدُّورِ إِلَّا دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَحُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: يَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ مَسْجِدَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ ضَاقَ بِهِمْ، وَقَدِ ابْتَعْتُ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْمَنَازِلِ نَوَسِّعُ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي مَسْجِدِهِمْ إِلَّا دَارَكَ وَحُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَمَّا حُجَرُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهَا، وَأَمَّا دَارُكَ فَبِعْنِيهَا بِمَا شِئْتَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ أَوَسِّعُ بِهَا فِي مَسْجِدِهِمْ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اخْتَرْ مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَبِيعَنِيهَا بِمَا شِئْتَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَّا أَنْ أَخْطُطَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَبْنِيَهَا لَكَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَّا أَنْ تَصَّدَّقَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَنُوَسِّعَ بِهَا فِي مَسْجِدِهِمْ، فَقَالَ: لَا وَلَا وَاحِدَةً مِنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَنْ شِئْتَ، فَقَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَانْطَلَقَا إِلَى أُبَيٍّ، فَقَصَّا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ , فَقَالَ أُبَيٌّ: إِنْ شِئْتُمَا حَدَّثْتُكُمَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَا: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ §أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا أُذْكَرُ فِيهِ، فَخَطَّ لَهُ هَذِهِ الْخِطَّةَ خِطَّةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَإِذَا تُرْبِيعُهَا بَيْتُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسَأَلَهُ دَاوُدُ أَنْ يَبِيعَهُ إِيَّاهُ فَأَبَى، فَحَدَّثَ دَاوُدُ نَفْسَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ يَا دَاوُدُ أَمَرْتُكَ أَنْ تَبْنِيَ لِي بَيْتًا أُذْكَرُ فِيهِ، فَأَرَدْتَ أَنْ تُدْخِلَ فِي بَيْتِيَ الْغَصْبَ، وَلَيْسَ مِنْ شَأْنِيَ الْغَصْبُ، وَإِنَّ عُقُوبَتَكَ أَنْ لَا تَبْنِيَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ فَمِنْ وَلَدِي؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِكَ " قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ بِمَجَامِعِ ثِيَابِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَقَالَ: جِئْتُكَ بِشَيْءٍ، فَجِئْتَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ لِتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ، فَجَاءَ يَقُودُهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَأَوْقَفَهُ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: إِنِّي

نَشَدْتُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْكُرُ حَدِيثَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ حِينَ أَمَرَ اللَّهُ دَاوُدَ أَنْ يَبْنِيَهُ إِلَّا ذَكَرَهُ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا سَمِعْتُهُ، وَقَالَ آَخَرُ: أَنَا سَمِعْتُهُ يَعْنِي: مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ أُبَيًّا قَالَ: وَأَقْبَلَ أُبَيٌّ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَتَتَّهِمُنِي عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ لَا وَاللَّهِ مَا أَتَّهَمْتُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ظَاهِرًا. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: اذْهَبْ فَلَا أَعْرِضُ لَكَ فِي دَارِكَ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَمَّا إِذْ فَعَلْتَ هَذَا فَإِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أُوَسِّعُ بِهَا عَلَيْهِمْ فِي مَسْجِدِهِمْ، فَأَمَّا وَأَنْتَ تُخَاصِمُنِي فَلَا، قَالَ: فَخَطَّ عُمَرُ لَهُمْ دَارَهُمُ الَّتِي هِيَ لَهُمُ الْيَوْمُ، وَبَنَاهَا مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ §دَارٌ إِلَى جُنُبِ الْمَسْجِدِ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: هَبْهَا لِي أَوْ بِعْنِيهَا حَتَّى أُدْخِلَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَبَى. قَالَ: فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَقَضَى أُبٌّي عَلَى عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَا فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَجْرَأُ عَلَيَّ مِنْ أُبَيٍّ، قَالَ: أَوَ أَنْصَحُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا عَلِمْتَ قِصَّةَ الْمَرْأَةِ أَنَّ دَاوُدَ لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ أَدْخَلَ فِيهِ بَيْتَ امْرَأَةٍ بِغَيْرِ إِذْنِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ حُجَرَ الرِّجَالِ مُنِعَ بِنَاؤُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ إِذْ مَنَعْتَنِي فَفِي عَقِبِي مِنْ بَعْدِي فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، قَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ لِي؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَهِيَ لَكَ قَدْ جَعَلْتُهَا لِلَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ الْعَبَّاسَ جَاءَ إِلَى عُمَرَ -[23]-، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَقْطَعَنِي الْبَحْرَيْنِ. قَالَ: مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَجَاءَ بِهِ فَشَهِدَ لَهُ قَالَ فَلَمْ يُمْضِ لَهُ عُمَرُ ذَلِكَ كَأَنَّهُ لَمْ يَقْبَلْ شَهَادَتَهُ، فَأَغْلَظَ الْعَبَّاسُ لِعُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ خُذْ بِيَدِ أَبِيكَ - وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ غَيْرِ عَمْرٍو قَالَ -: قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا أَبَا الْفَضْلِ لَأَنَا بِإِسْلَامِكَ كُنْتُ أَسَرَّ مِنِّي بِإِسْلَامِ الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ لِمَرْضَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَى مَنْ §نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ» ؟ قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: «نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَعَبَّاسٌ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَشْتَكِي، فَتَمَنَّى عَبَّاسٌ الْمَوْتَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ: لَا §تَتَمَنَّ الْمَوْتَ، فَإِنْ تَكُنْ مُحْسِنًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَزْدَدْ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانِكَ خَيْرًا لَكَ، وَإِنْ تَكُنْ مُسِيئًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ فَتَسْتَعْتِبْ مِنْ إِسَاءَتِكَ، فَلَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: §كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَقْرَبَ النَّاسِ شَحْمَةَ أُذُنٍ إِلَى السَّمَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ -[24]- بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَبَيْنَ نَاسٍ شَيْءٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ فِي أَبٍ لِلْعَبَّاسِ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَاجْتَمَعَ قَوْمُهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ وَلَبِسُوا السِّلَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ النَّاسِ تَعْلَمُونَ §أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: «فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا، فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا» . قَالَ: فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِكَ، اسْتَغْفِرْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ أَهْلِ الْأَرْضِ §أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ؟» . قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: «فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، لَا تُؤْذُوا الْعَبَّاسَ فَتُؤْذُونِي» . وَقَالَ: «مَنْ سَبِّ الْعَبَّاسَ فَقَدْ سَبَّنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ أَرَأَيْتَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ، وَالْغَيْطَلَةَ كَاهِنَةَ بَنِي سَهْمٍ جَمَعَهُمَا اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ؟ فَصَفَحَ عَنْهُ، ثُمَّ لَقِيَهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَصَفَحَ عَنْهُ، ثُمَّ لَقِيَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَرَفَعَ الْعَبَّاسُ يَدَهُ فَوَجَأَ أَنْفَهُ، فَكَسَرَهُ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ كَمَا هُوَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «مَا هَذا؟» قَالَ: الْعَبَّاسُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ: «مَا أَرَدْتَ إِلَى الرَّجُلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ» ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّهُ لَقِيَنِي، فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ أَرَأَيْتَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ وَالْغَيْطَلَةَ كَاهِنَةَ -[25]- بَنِي سَهْمٍ جَمَعَهُمَا اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ، فَصَفَحْتُ عَنْهُ مِرَارًا، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا مَلَكَتُ نَفْسِي، وَمَا إِيَّاهُ أَرَادَ وَلَكِنَّهُ أَرَادَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ §يُؤْذِي أَخَاهُ فِي الْأَمْرِ وَإِنْ كَانَ حَقًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحِجَابَةَ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: " §أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْهَا: السِّقَايَةُ بِرَوَائِكُمْ وَلَا تُزْرُوا بِهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ لَيَالِيَ مِنًى بِمَكَّةَ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ غَزْوَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ بِالْبَيْتِ مَعَهُ مِحْجَنٌ يَسْتَلِمُ بِهِ الْحَجَرَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ يَسْتَسْقِي , قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَأْتِيكَ بِمَاءٍ لَمْ تَمَسَّهُ الْأَيْدِي؟ قَالَ: «بَلَى فَاسْقُونِي» ، فَسَقَوْهُ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: «§اسْتَقُوا لِي مِنْهَا دَلْوًا» . فَأَخْرَجُوا مِنْهَا دَلْوًا، فَمَضْمَضَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّهُ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَعِيدُوهُ فِيهَا» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَعَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ» ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهِ لَنَزَلْتُ فَنَزَعَتُ مَعَكُمْ»

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ تَمَامٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَا تَسْقُونَ النَّاسَ مِنْ نَبِيذِ هَذَا الزَّبِيبِ، أَسُنَّةٌ تَتَّبِعُونَهَا أَمْ تَجِدُونَ هَذَا أَهْوَنَ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّبَنِ وَالْعَسَلِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى الْعَبَّاسَ وَهُوَ يَسْقِي النَّاسَ فَقَالَ -[26]-: «§اسْقِنِي» فَدَعَا الْعَبَّاسُ بِعِسَاسٍ مِنْ نَبِيذٍ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُسًّا مِنْهَا، فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا اصْنَعُوا» ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ سِقَايَتَهَا جَرَتْ عَلَيَّ لَبَنًا وَعَسَلًا مَكَانَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا افْعَلُوا»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ غَزْوَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §اشْرَبْ مِنْ سِقَايَةِ آلِ الْعَبَّاسِ، فَإِنَّهَا مِنَ السُّنَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي §تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ يَسْأَلُهُ صَدَقَةَ مَالِهِ، قَالَ: قَدْ عَجَّلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَدَقَةَ سَنَتَيْنِ، فَرَافَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§صَدَقَ عَمِّي، قَدْ تَعَجَّلْنَا مِنْهُ صَدَقَةَ سَنَتَيْنِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ عَلَى السِّعَايَةِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ يَطْلُبُ مِنْهُ صَدَقَةَ مَالِهِ، فَأَغْلَظَ لَهُ، فَأَتَى عَلِيًّا، فَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «§تَرِبَتْ يَدَاكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، إِنَّ الْعَبَّاسَ سَلَفَنَا زَكَاةَ الْعَامِ عَامًا أَوَّلَ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِلْعَبَّاسِ: «هَاهُنَا فَإِنَّكَ §صِنْوِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَبَيْنَ الْعَبَّاسِ قَوْلٌ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ عَبَّاسًا فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُجِيبَهُ، فَذَكَرْتُ مَكَانَهُ مِنْكَ، فَكَفَفْتُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ §صِنْوُ أَبِيهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْعَبَّاسُ §صِنْوُ أَبِي، فَمَنْ آذَى الْعَبَّاسَ فَقَدْ آذَانِي»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يُغَسِّلْنِي الْعَبَّاسُ فَإِنَّهُ وَالِدِي، وَالْوَالِدُ لَا يَنْظُرُ إِلَى عَوْرَةِ وَلَدِهِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعْمِلْكَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «مَا كُنْتُ §لِأَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تُؤَمِّرُنِي عَلَى إِمَارَةٍ؟ فَقَالَ: «§نَفْسٌ تُنْجِيهَا خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تُحْصِيهَا»

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ الْحَذَّاءُ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَعْمِلْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ النَّبِيِّ §نَفْسٌ تُنْجِيهَا خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تُحْصِيهَا»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ الْعَبَّاسَ ابْتَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ -[28]- النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أَلْقِهَا» . قَالَ الْعَبَّاسُ أَوَأُنْفِقُ مِثْلَ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلْقِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرٍ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَتَيْنَاهُ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الْعَبَّاسِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَمُّكَ، كَبُرَتْ سِنِّي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ أَنْتَ عَمِّي وَلَا §أُغْنِي عَنْكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِدُعَاءٍ، قَالَ: «§سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَا: مَا §أَدْرَكْنَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَهُوَ يَقَدِّمُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْعَقْلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ بْنِ هَارُونَ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا بِالْكُوفَةِ، يَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَطَعْتُ عَبَّاسًا، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَطَعْتُ عَبَّاسًا، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِينَا وَإِلَّا أَوْصَى بِنَا النَّاسَ، قَالَ: فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: «§لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» . قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدَهُ وَلَمْ يَقُولُوا لَهُ شَيْئًا

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قَحَطُوا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ خَرَجَ -[29]- بِالْعَبَّاسِ، فَاسْتَسْقَى بِهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا §نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا قَحَطْنَا فَتَسْقِيَنَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْقِنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُقْلَةٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ، فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَسْقِي، فَأَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ، فَاسْتَقْبَلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: هَذَا عَمُّ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، جِئْنَا §نَتَوَسَّلُ بِهِ إِلَيْكَ، فَاسْقِنَا، قَالَ: فَمَا رَجَعُوا حَتَّى سُقُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ آخِذًا بِيَدِ الْعَبَّاسِ، فَقَامَ بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا §نَسْتَشْفِعُ بِعَمِّ رَسُولِكَ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: §فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الدِّيوَانَ سَبْعَةَ آلَافٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ فَرَضَ لَهُ خَمْسَةَ آلَافٍ كَفَرَائِضِ أَهْلِ بَدْرٍ لِقَرَابَتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَلْحَقَهُ بِفَرَائِضِ أَهْلِ بَدْرٍ وَلَمْ يُفَضِّلْ أَحَدًا عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ إِلَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: إِنَّ §قُرَيْشًا رُءُوسُ النَّاسِ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي بَابٍ إِلَّا دَخَلَ مَعَهُ فِيهِ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: نَاسٌ، وَقَالَ عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ: طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ , فَلَمْ أَدْرِ مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ فِي ذَا حَتَّى طُعِنَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ، أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ

طَعَامًا فَيَطْعَمُوا , وَقَالَ عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ: حَتَّى يَسْتَخْلِفُوا إِنْسَانًا، فَلَمَّا رَجَعُوا مِنَ الْجَنَازَةِ جِيءَ بِالطَّعَامِ وَوُضِعَتِ الْمَوَائِدُ، فَأَمْسَكَ النَّاسُ عَنْهَا، قَالَ يَزِيدُ: لِلْحُزْنِ الَّذِي هُمْ فِيهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا، قَالَ عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ: وَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ الْأَجَلِ، فَكُلُوا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، ثُمَّ مَدَّ الْعَبَّاسُ يَدَهُ فَأَكَلَ، وَمَدَّ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ فَأَكَلُوا، فَعَرَفْتُ قَوْلَ عُمَرَ إِنَّهُمْ رُءُوسُ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ تَحَفَّى عُمَرَ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتَ أَنْ لَوْ جَاءَكَ عَمُّ مُوسَى مُسْلِمًا مَا كُنْتَ صَانِعًا بِهِ؟ قَالَ: كُنْتُ وَاللَّهِ مُحْسِنًا إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَنَا عَمُّ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَمَا رَأْيُكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ فَوَاللَّهِ لَأَبُوكَ §أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ لِأَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِي، فَأَنَا أُوثِرُ حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حِبِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §بَقِيَ فِي بَيْتِ مَالِ عُمَرَ شَيْءٌ بَعْدَمَا قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعُمَرَ وَلِلنَّاسِ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ فِيكُمْ عَمُّ مُوسَى أَكُنْتُمْ تُكْرِمُونُهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِهِ، أَنَا عَمُّ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَ عُمَرُ النَّاسَ، فَأَعْطُوهُ تِلْكَ الْبَقِيَّةَ الَّتِي بَقِيَتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §أَعْتَقَ الْعَبَّاسُ عِنْدَ مَوْتِهِ سَبْعِينَ مَمْلُوكًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ -[31]-: §كَانَ الْعَبَّاسُ مُعْتَدِلَ الْقَنَاةِ، وَكَانَ يُخْبِرُنَا عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ أَعْدَلُ قَنَاةً مِنْهُ، وَتُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ: وَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مُعْتَدِلَ الْقَنَاةِ يَعْنِي: طَوِيلًا حَسَنَ الِانْتِصَابِ عَلَى كِبَرٍ لَيْسَ فِيهِ حَنَاءٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ §أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ بِمَكَّةَ قَبْلَ بَدْرٍ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ مَعَهُ حِينَئِذٍ، وَكَانَ مُقَامُهُ بِمَكَّةَ، إِنَّهُ كَانَ لَا يُغَبِّي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَبَرًا يَكُونُ إِلَّا كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ، وَكَانَ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَقَوُّونَ بِهِ وَيَصِيرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ لَهُمْ عَوْنًا عَلَى إِسْلَامِهِمْ، وَلَقَدْ كَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَقْدَمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ §مُقَامَكَ مُجَاهِدٌ حَسَنٌ» . فَأَقَامَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: «§أُيِّدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِعَمِّيَ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ يَأْخُذُ عَلَى الْقَوْمِ وَيُعْطِيهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: لَمَّا §دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابَ الدِّيوَانَ كَانَ -[32]- أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِهِ فِي الْمَدْعَى بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلُ بَنِي هَاشِمٍ يُدْعَى الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ §الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يَلِي أَمْرَ بَنِي هَاشِمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ نَمْلَةَ بْنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعَثَتْ بَنُو هَاشِمٍ مُؤَذِّنًا يُؤْذِنُ أَهْلَ الْعَوَالِي: §رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: فَحَشَدَ النَّاسُ وَنَزَلُوا مِنَ الْعَوَالِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: §جَاءَنَا مُؤَذِّنٌ يُؤْذِنَّا بِمَوْتِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِقُبَاءَ عَلَى حِمَارٍ، ثُمَّ جَاءَنَا آخَرُ عَلَى حِمَارٍ، فَقُلْتُ مَنِ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ: مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالثَّانِي رَسُولُ عُثْمَانَ، فَاسْتَقْبَلَ قُرَى الْأَنْصَارِ قَرْيَةً قَرْيَةً حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَافِلَةِ بَنِي حَارِثَةَ وَمَا وَلَاهَا، فَحَشَدَ النَّاسُ فَمَا غَادَرْنَا النِّسَاءَ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ تَضَايَقَ، فَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ صَلَّيْنَا عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ، وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ الْخُرُوجِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، وَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَدْنُوَ إِلَى سَرِيرِهِ، وَغُلِبَ عَلَيْهِ بَنُو هَاشِمٍ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى اللَّحْدِ ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَأَرَى عُثْمَانَ اعْتَزَلَ وَبَعَثَ الشُّرْطَةَ يَضْرِبُونَ النَّاسُ عَنْ بَنِي هَاشِمٍ حَتَّى خَلُصَ بَنُو هَاشِمٍ، فَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ وَدَلَّوْهُ فِي اللَّحْدِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى سَرِيرِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ قَدْ تَقَطَّعَ مِنْ زِحَامِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: §جَاءَنَا رَسُولُ عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْنُ بِقَصْرِنَا عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَّ الْعَبَّاسَ قَدْ تُوُفِّيَ، فَنَزَلَ أَبِي، وَنَزَلَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ -[33]- عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَنَزَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ السَّمُرَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَاءَنَا أَبِي بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ، فَقَالَ: مَا قَدَرْنَا عَلَى أَنْ نَدْنُوَ مِنْ سَرِيرِهِ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ غُلِبْنَا عَلَيْهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ حَمْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ، قَالَتْ: §حَضَرْنَا نِسَاءُ الْأَنْصَارِ طُرًّا جَنَازَةَ الْعَبَّاسِ وَكُنَّا أَوَّلَ مَنْ بَكَى عَلَيْهِ، وَمَعَنَا الْمُهَاجِرَاتُ الْأُوَلُ الْمُبَايِعَاتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا §مَاتَ الْعَبَّاسُ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عُثْمَانُ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ أَحْضُرَ غُسْلَهُ فَعَلْتُمْ، فَأَذِنُوا لَهُ، فَحَضَرَ، فَكَانَ جَالِسًا نَاحِيَةَ الْبَيْتِ، وَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَقُثَمُ بَنُو الْعَبَّاسِ، وَحَدَّتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §أَوْصَى الْعَبَّاسُ أَنْ يُكَفَّنَ، فِي بُرْدِ حِبَرَةٍ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: §رَأَيْتُ عُثْمَانَ يُكَبِّرُ عَلَى الْعَبَّاسِ بِالْبَقِيعِ، وَمَا يَقْدِرُ مِنْ لَفْظِ النَّاسِ، وَلَقَدْ بَلَغَ النَّاسُ الْحَشَّانَ، وَمَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ

جعفر بن أبي طالب واسم أبي طالب: عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكان لجعفر من الولد عبد الله وبه كان يكنى، وله العقب من ولد جعفر، ومحمد وعون لا عقب لهما، ولدوا جميعا لجعفر بأرض

§جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ: عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لِجَعْفَرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَلَهُ الْعَقَبُ مِنْ وَلَدِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدٌ وَعَوْنٌ لَا عَقِبَ لَهُمَا، وُلِدُوا جَمِيعًا لِجَعْفَرٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمُهَاجَرِ إِلَيْهَا. وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ عِفْرِسِ بْنِ أَفْتَلَ، وَهُوَ جُمَّاعُ خَثْعَمٍ، ابْنُ أَنْمَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §وَلَدُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَوْنٌ، وَمُحَمَّدٌ بَنُو جَعْفَرٍ، وَأَخَوَاهُمْ لِأُمِّهِمْ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. وَأُمُّهُمُ الْخَثْعَمِيَّةُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: §أَسْلَمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَيَدْعُوَ فِيهَا وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ جَعْفَرٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ عَبْدَ اللَّهِ وَعَوْنًا، وَمُحَمَّدًا، فَلَمْ يَزَلْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ جَعْفَرٌ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ أَمِيرَهُمُ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ -[35]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ تَلَقَّاهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَالْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: " مَا §أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ: بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَوْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §اسْتَقْبَلَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ جَاءَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: وَضَمَّهُ إِلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ: وَاعْتَنَقَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، أَنَّ جَعْفَرًا وَأَصْحَابَهُ قَدِمُوا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ، §فَقَسَمَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا وَهَلٌ، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمُؤَاخَاةَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَبْلَ بَدْرٍ فَلَمَّا كَان يَوْمُ بَدْرٍ نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ وَانْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ، وَجَعْفَرٌ غَائِبٌ يَوْمَئِذٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ لَتَطُوفُ بَيْنَ الرِّجَالِ إِذْ أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِهَا، فَأَلْقَاهَا إِلَى فَاطِمَةَ فِي هَوْدَجِهَا، قَالَ: فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَأَيْقَظُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمِهِ قَالَ: «§هَلُمُّوا أَقْضِ بَيْنَكُمْ فِيهَا وَفِي غَيْرِهَا» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي، وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي , وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي , فَقَالَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ قَوْلًا رَضِيَهُ، فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ وَقَالَ: «الْخَالَةُ وَالِدَةٌ» , فَقَامَ جَعْفَرٌ فَحَجَلَ حَوْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - دَارَ عَلَيْهِ - فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: شَيْءٌ رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ -[36]- يَصْنَعُونَهُ بِمُلُوكِهِمْ , خَالَتُهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أُسَامَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «§أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقِي، فَأَنْتَ مِنِّي وَمَنْ شَجَرَتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، وَهَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي حَدِيثِ بِنْتِ حَمْزَةَ: «§أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرٍ حِينَ تَنَازُعَ هُوَ وَعَلِيٌّ وَزَيْدٌ فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ: «§أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَخُلُقُكَ خُلُقِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرٍ: «إِنَّكَ §شَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ §تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَقَالَ: «إِنْ §قُتِلَ زَيْدٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» , فَلَقَوُا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ -[37]- زَيْدٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَتَى خَبَرُهُمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقَوُا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَقَاتِلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَهَا سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ» , ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: «لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» ، ثُمَّ قَالَ: «ائْتُونِي بِبُنَيِّ أَخِي» , فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرَاخٌ، فَقَالَ: «ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلَّاقَ» , فَدُعِيَ، فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، فَقَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ - فِي كِتَابِ ابْنِ مَعْرُوفٍ مَوْضِعَ عَبْدِ اللَّهِ عَوْنِ اللَّهِ - فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» . قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَشَالَهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَاءَتْ أُمُّنَا، فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ، فَقَالَ: «الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ، وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الَّذِي أَرْضَعَنِي مِنْ بَنِي قُرَّةَ قَالَ: كَأَنِّي §أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ مُؤْتَةَ نَزَلَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَقَرَهَا، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، زَادَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الرَّايَةَ، جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَمَنَّاهُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَكَرَّهَ لَهُ الْمَوْتَ، فَقَالَ: الْآنَ حِينَ اسْتَحْكَمَ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ تُمَنِّينِي الدُّنْيَا، ثُمَّ مَضَى -[38]- قُدُمًا حَتَّى اسْتُشْهِدَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ جَعْفَرٍ، فَإِنَّهُ شَهِيدٌ وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ يَطِيرُ فِيهَا بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §رَأَيْتُ جَعْفَرًا مَلَكًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ تَدْمَى قَادِمَتَاهُ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا دُونَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ زَيْدًا دُونَ جَعْفَرٍ "، فَأَتَاهُ جَبْرَائِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ زَيْدًا لَيْسَ بِدُونِ جَعْفَرٍ، وَلَكِنَّا فَضَّلْنَا جَعْفَرًا لِقَرَابَتِهِ مِنْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §وَجَدَ أَوْ وَجَدْنَا فِيمَا أَقْبَلَ مِنْ بَدَنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: تِسْعِينَ ضَرْبَةً بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، وَضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ , وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ ضَرْبَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ بُمُؤْتَةَ، فَلَمَّا §فَقَدْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، طَلَبْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدْنَاهُ وَبِهِ طَعْنَةٌ وَرَمْيَةٌ بِضْعٌ وَتِسْعُونَ، فَوَجَدْنَا ذَلِكَ فِيمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: §وُجِدَ فِي بَدَنِ جَعْفَرٍ أَكْثَرُ مِنْ سِتِّينَ جُرْحًا وَوُجِدَ بِهِ طَعْنَةٌ قَدْ أَنْفَذَتْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ، فَقَطَعَهُ بِنِصْفَيْنِ، فَوَقَعَ أَحَدُ نُصَفِّيهِ فِي كَرْمٍ، فَوُجِدَ فِي نِصْفَهِ ثَلَاثُونَ أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ جُرْحًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ -[39]-، عَنْ رَجُلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " لَقَدْ §رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ - يَعْنِي: جَعْفَرًا - لَهُ جَنَاحَانِ مُضَرَّجَانِ بِالدِّمَاءِ مَصْبُوغَ الْقَوَادِمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَرَّ بِي جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ اللَّيْلَةَ فِي مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَهُ جَنَاحَانِ مُضَرَّجَانِ بِالدِّمَاءِ أَبْيَضُ الْقَوَادِمِ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ §لِجَعْفَرٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §نَعَى جَعْفَرًا وَزَيْدًا، نَعَاهُمَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمَا، نَعَاهُمَا وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قُتِلَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَلْقَاءِ يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ §اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: «بِخَيْرٍ مَا خَلَّفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ» ، وَقَالَ الْفَضْلُ -[40]- بْنُ دُكَيْنٍ: «كَأَفْضَلِ مَا خَلَّفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَتِهِ «أَنِ §ابْعَثِي إِلَيَّ بُنَيَّ جَعْفَرٍ» , فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّ جَعْفَرًا قَدْ قَدِمَ إِلَيْكَ إِلَى أَحْسَنِ الثَّوَابِ، فَاخْلُفْهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ بِخَيْرِ مَا خَلَّفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ وَزَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْحُزْنُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ قَدْ لَزِمْنَ بُكَاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَاهُنَّ، قَالَتْ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَإِنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَاهُنَّ الثَّانِيَةَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنِي، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَاهُنَّ , قَالَتْ عَائِشَةُ: فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنِي , فَزَعَمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§احْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ» ، قَالَتْ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ، وَلَا تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أَتَتْ وَفَاةُ جَعْفَرٍ عَرَفْنَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُزْنَ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النِّسَاءَ يَبْكِينَ، قَالَ: «§فَارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ» . قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ» , ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: «فَإِنْ أَبَيْنَ فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ» ، قَالَتُ -[41]- عَائِشَةُ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتَ نَفْسَكَ إِلَّا وَأَنْتَ مُطِيعٌ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَسَلَّيْ ثَلَاثًا، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ وَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: اقْضِي بَيْنَهُمَا، فَقَالَتْ: §مَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنَ الْعَرَبِ كَانَ خَيْرًا مِنْ جَعْفَرٍ، وَلَا رَأَيْتُ كَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا، فَقُلَتْ: وَاللَّهِ إِنَّ ثَلَاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَارٌ , فَقَالَ لَهَا: لَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا لَمَقَتُّكِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا §احْتَذَى النِّعَالَ، وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلَا لَبِسَ الْكَوْرَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ §خَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَتَقَلَّبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا، مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُخْرِجَ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَيَبْشُقَهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا

عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكان أسن بني أبي طالب بعد طالب، ولا بقية له وأمه أيضا فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكان أسن من عقيل بعشر سنين، وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وكان

§عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ أَسَنَّ بَنِي أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ طَالِبٍ، وَلَا بَقِيَّةَ لَهُ وَأُمُّهُ أَيْضًا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عَقِيلٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَكَانَ عَقِيلٌ أَسَنَّ مِنْ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَكَانَ جَعْفَرٌ أَسَنَّ مِنْ عَلِيٍّ بِعَشْرِ سِنِينَ، فَعَلَيٌّ كَانَ أَصْغَرَهُمْ سِنًّا، وَأَوَّلَهُمْ إِسْلَامًا، وَكَانَ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْوَلَدِ يَزِيدُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَسَعِيدٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُدْلِجٍ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَجَعْفَرٌ الْأَكْبَرُ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَحْوَلُ وَهُوَ اسْمُهُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ الثَّغْرِ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ الْهَصَّارِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّ الثَّغْرِ أَسْمَاءُ بِنْتُ سُفْيَانَ أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنُ كِلَابٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مِنْ مَكَّةَ يُبَايِعُ لَهُ النَّاسَ فَنَزَلَ بِالْكُوفَةِ عَلَى هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ، فَأَخَذَ عُبَيْدِ الْلَّهِ بْنِ زِيَادٍ مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ وَهَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ فَقَتَلَهُمَا جَمِيعًا وَصَلَبَهُمَا، فَلِذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: [البحر الطويل] فَإِنْ كُنْتِ لَا تَدْرِينَ مَا الْمَوْتُ فَانْظُرِي ... إِلَى هَانِئٍ فِي السُّوقِ وَابْنِ عَقِيلِ تَرَيْ جَسَدًا قَدْ غَيَّرَ الْمَوْتُ لَوْنَهُ ... وَنَضْحَ دَمٍ قَدْ سَالَ كُلَّ مَسِيلِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُمْ خَلِيلَةُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَلِيٌّ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَجَعْفَرٌ الْأَصْغَرُ وَحَمْزَةُ وَعُثْمَانُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ، وَمُحَمَّدٌ وَرَمْلَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَأُمُّ هَانِئٍ وَأَسْمَاءُ وَفَاطِمَةُ وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وَزَيْنَبُ وَأُمُّ النُّعْمَانِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى

قَالُوا: وَكَانَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِيمَنْ أُخْرِجَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَرْهًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، فَشَهِدَهَا وَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ لَا مَالَ لَهُ، فَفَدَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الذَّهَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «§انْظُرُوا مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» , قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَنَظَرَ إِلَى الْعَبَّاسِ وَنَوْفَلٍ وَعَقِيلٍ، ثُمَّ رَجَعَ، فَنَادَاهُ عَقِيلٌ: يَا ابْنَ أُمِّ عَلِيٍّ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَنَا، فَجَاءَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وعَقِيلًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ عَقِيلٍ، فَقَالَ: «أَبَا يَزِيدَ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ» ، قَالَ: إِذًا لَا يُنَازِعُوا فِي تِهَامَةَ إِنْ كُنْتَ أَثَخَنْتَ الْقَوْمَ وَإِلَّا فَارْكَبْ أَكْتَافَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: وَقَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ قَتَلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ؟ قَالَ: «§قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ» قَالَ: الْآنَ صَفَا لَكَ الْوَادِي. قَالُوا: وَرَجَعَ عَقِيلٌ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَعَرَضَ لَهُ مَرَضٌ، فَلَمْ يُسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَلَا الطَّائِفِ وَلَا خَيْبَرَ وَلَا فِي حُنَيْنٍ. وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ وَسْقًا كُلَّ سَنَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: أَصَابَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ §خَاتَمًا يَوْمَ مُؤْتَةَ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَفَّلَهُ إِيَّاهُ , فَكَانَ فِي يَدِهِ. قَالَ قَيْسٌ: فَرَأَيْتُهُ أَنَا بَعْدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: جَاءَ -[44]- عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِمِخْيَطٍ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: خِيطِي بِهَذَا ثِيَابَكِ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيًا: «أَلَا لَا §يَغُلَّنَّ رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا فَوْقَهَا» ، فَقَالَ عَقِيلٌ لِامْرَأَتِهِ: مَا أَرَى إِبْرَاتَكِ إِلَّا وَقَدْ فَاتَتْكِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " يَا أَبَا يَزِيدَ إِنِّي §أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ: حُبًّا لِقَرَابَتِكَ، وَحُبَّا لِمَا كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ حُبِّ عَمِّي إِيَّاكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْشَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ شَيْخًا كَبِيرًا بَعْلَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهَا غَرُوبٌ وَدِلَاءٌ، قَالَ: وَرَأَيْتُ رِجَالًا مِنْهُمْ بَعْدُ، مَا مَعَهُمْ مَوْلًى فِي الْأَرْضِ، يَلُفُّونَ أَرْدِيَتَهُمْ، فَيَنْزِعُونَ فِي الْقَمِيصِ حَتَّى إِنَّ أَسَافِلَ قُمُصِهِمْ لَمُبْتَلَّةٌ بِالْمَاءِ، فَيَنْزَعُونَ قَبْلَ الْحَجِّ أَيَّامَ مِنًى وَبَعْدَهُ، قَالُوا: وَمَاتَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَمَا عَمِيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ وَلَهُ دَارٌ بِالْبَقِيعِ رَبَّةٌ، يَعْنِي: كَثِيرَةَ الْأَهْلِ وَالْجَمَاعَةِ وَاسِعَةً

نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وكان لنوفل بن الحارث من الولد الحارث وبه كان يكنى، وكان رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صحبه وروى

§نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَكَانَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ الْحَارِثُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَكَانَ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ صَحِبَهُ وَرَوَى عنْه وَوُلِدَ لَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ وَكَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا أَوَّلُ قَاضٍ رَأَيْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَوْفَلٍ لَا بَقِيَّةَ لَهُ. وَرَبِيعَةُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ. وَسَعِيدٌ وَكَانَ فَقِيهًا وَالْمُغِيرَةُ. وَأُمُّ سَعِيدٍ، وَأُمُّ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمْ ظُرَيْبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقَشِيبِ، وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَحْضِبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ وَأُمُّ ظُرَيْبَةَ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهِيَ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَلِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ عَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ، وَالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا أَخْرَجَ الْمُشْرِكُونَ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى بَدْرٍ كُرْهًا، قَالَ فِيهِمْ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] §حَرَامٌ عَلَيَّ حَرْبُ أَحْمَدَ إِنَّي ... أَرَى أَحْمَدًا مِنِّي قَرِيبًا أَوَاصِرُهُ وَإِنْ تَكُ فِهْرٌ أَلَّبَتْ وَتَجَمَّعَتْ ... عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا شَكَّ نَاصِرُهُ قَالَ هِشَامٌ: وَأَمَّا مَعْرُوفُ بْنُ الْخَرَّبُوذَ، فَأَنْشَدَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ: فَقُلْ لِقُرَيْشٍ إِيلِبِي وَتَحَزَّبِي عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا شَكَّ نَاصِرُهُ وَقَالَ أَيْضًا نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ لَمَّا أَسْلَمَ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ إِنَّنِي لَسْتُ مِنْكُمُ ... تَبَرَّأَتُ مِنْ دِينِ الشِّيُوخِ الْأَكَابِرِ لَعَمْرُكَ مَا دِينِي بِشَيْءٍ أَبِيعُهُ ... وَمَا أَنَا إِذْ أَسْلَمْتُ يَوْمًا بِكَافِرِ شَهِدْتُ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ... أَتَى بِالْهُدَى مِنْ رَبِّهِ وَالْبَصَائِرِ

وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَدْعُو إِلَى التُّقَى ... وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ بِشَاعِرِ عَلَى ذَاكَ أَحْيَا ثُمَّ أُبْعَثُ مُوقِتًا ... وَأَثْوِي عَلَيْهِ مَيْتًا فِي الْمَقَابِرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: لَمَّا أُسِرَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بِبَدْرٍ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§افْدِ نَفْسَكَ يَا نَوْفَلُ» . قَالَ: مَا لِي شَيْءٌ أَفْدِي بِهِ نَفْسِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «افْدِ نَفْسَكَ بِرِمَاحِكَ الَّتِي بِجَدَةَ» . قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , فَفَدَى نَفْسَهُ بِهَا وَكَانَتْ أَلْفَ رُمْحٍ، وَأَسْلَمَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ، وَكَانَ أَسَنَّ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، أَسَنُّ مِنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ، وَأَسَنُّ مِنْ إِخْوَتِهِ رَبِيعَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ وَعَبْدِ شَمْسٍ بَنِي الْحَارِثِ، وَرَجَعَ نَوْفَلٌ إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ هَاجَرَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْخَنْدَقِ، وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَا قَبْلَ ذَلِكَ شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُتَفَاوِضَيْنِ فِي الْمَالِ مُتَحَابَيْنِ مُتَصَافِيَيْنِ، وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ مَنْزِلًا عِنْدَ الْمَسْجِدِ بِالْمَدِينَةِ، أَقْطَعَهُ وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَفَرَعَ بَيْنَهُمَا بِحَائِطٍ فَكَانَتْ دَارُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ فِي مَوْضِعِ رَحَبَةِ الْقَضَاءِ وَمَا يَلِيَهَا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقَابِلَ دَارِ الْإِمَارَةِ الْيَوْمَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ مَرْوَانَ، وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ أَيْضًا دَارَهُ الْأُخْرَى الَّتِي بِالْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الثَّنِيَّةِ عِنْدَ السُّوقِ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِإِبِلِهِ، وَقَسَمَهَا نَوْفَلٌ بَيْنَ بَنِيهِ فِي حَيَاتَهُ، فَبَقِيَّتُهُمْ فِيهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَشَهِدَ نَوْفَلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ وَالطَّائِفَ، وَثَبَتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ

عَنْ يَمِينِهِ يَوْمَئِذٍ، وَأَعَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِثَلَاثَةِ آلَافِ رُمْحٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رِمَاحِكَ يَا أَبَا الْحَارِثِ تَقْصِفُ فِي أَصْلَابِ الْمُشْرِكِينَ» ، وَتُوُفِّيَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بَعْدَ أَنِ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِسَنَةٍ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ تَبِعَهُ إِلَى الْبَقِيعِ حَتَّى دُفِنَ هُنَاكَ

ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا أروى وكان له من الولد محمد وعبد الله والعباس والحارث لا بقية له , وأمية وعبد شمس وعبد المطلب، وأروى

§رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا أَرْوَى وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَالْعَبَّاسُ وَالْحَارِثُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأُمَيَّةُ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَأَرْوَى الْكُبْرَى، وَيُقَالُ: بَلْ هِنْدُ الْكُبْرَى وَهِنْدُ الصُّغْرَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَرْوَى الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَآدَمُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ الْمُسْتَرْضَعُ لَهُ فِي هُذَيْلٍ، فَقَتَلَهُ بَنُو لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ فِي حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَكَانَ الصَّبِيُّ يَحْبُو أَمَامَ الْبُيُوتِ، فَرَمَوْهُ بِحَجَرٍ، فَأَصَابَهُ، فَرَضَخَ رَأْسَهُ. وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ: «أَلَا إِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ، وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: كَانَ أَبِي وَالْهَاشِمِيُّونَ لَا يُسَمُّونَهُ فِي كِتَابِهِ يَنْتَسِبُونَهُ وَيَقُولُونَ: كَانَ غُلَامًا صَغِيرًا فَلَمْ يُعَقِّبْ وَلَمْ يُحْفَظِ اسْمُهُ، وَنَرَى أَنَّ مَنْ قَالَ آدَمُ بْنُ رَبِيعَةَ رَأَى فِي الْكِتَابِ دَمَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَزَادَ فِيهَا أَلِفًا، فَقَالَ: آدَمُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ مَنْ يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ

اسْمُهُ تَمَامُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَقَالَ آخَرُ: إِيَاسُ بْنُ رَبِيعَةَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالُوا: وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِسَنَتَيْنِ، وَلَمَّا خَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَدْرٍ كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ غَائِبًا بِالشَّامِ، فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا أَيَّامَ الْخَنْدَقِ، شَيَّعَهُمَا رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ فِي مَخْرَجِهِمَا إِلَى الْأَبْوَاءِ، ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ وَنَوْفَلٌ: أَيْنَ تَرْجِعُ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ يُقَاتِلُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَيُكَذِّبُونَهُ، وَقَدْ عَزَّ رَسُولُ اللَّهِ وَكَثُفَ أَصْحَابُهُ؟ ارْجِعْ، فَرَجَعَ رَبِيعَةُ، وَسَارَ مَعَهُمَا حَتَّى قَدِمُوا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ مُسْلِمِينَ مُهَاجِرِينَ، وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبِيعَةَ بْنَ الْحَارِثَ بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ كُلَّ سَنَةٍ , وَشَهِدَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَحُنَيْنٍ وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ. وَابْتَنَى بِالْمَدِينَةِ دَارًا فِي بَنِي حُدَيْلَةَ وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. وَتُوُفِّيَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَخَوَيْهِ نَوْفَلٍ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ

عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وكان اسم عبد الله عبد شمس

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ شَمْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ عَبْدَ شَمْسِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ قَبْلَ الْفَتْحِ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَمَاتَ بِالصَّفْرَاءِ، فَدَفَنَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي قَمِيصِهِ يَعْنِي: قَمِيصَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§سَعِيدٌ أَدْرَكَتْهُ السَّعَادَةُ» وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي واسمه المغيرة، وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر. وكان لأبي سفيان بن الحارث من الولد جعفر وأمه جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد

§أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ، وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. وَكَانَ لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ جَعْفَرٌ وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأَبُو الْهَيَّاجِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَجُمَانَةُ وَحَفْصَةُ، وَيُقَالُ: حُمَيْدَةُ، وَأُمُّهُمْ فَغْمَةُ بِنْتُ هَمَّامِ بْنِ الْأَفْقَمِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ ظُوَيْلِمِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ حَفْصَةَ جُمَانَةَ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، وَعَاتِكَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمَيَّةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهَا أُمُّ أَبِي الْهَيَّاجِ وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَهِيَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ شَاعِرًا، فَكَانَ يَهْجُو أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مُبَاعِدًا لِلْإِسْلَامِ شَدِيدًا عَلَى مَنْ دَخَلَ فِيهِ، وَكَانَ أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ

الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْهُ حَلِيمَةُ أَيَّامًا، وَكَانَ يَأْلَفُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ لَهُ تِرْبًا، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَاهُ وَهَجَاهُ وَهَجَا أَصْحَابَهُ، فَمَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً عَدُوًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا تَخَلَّفَ عَنْ مَوْضِعٍ تَسِيرُ فِيهِ قُرَيْشٌ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا ضُرِبَ الْإِسْلَامُ بُحْرَانَةَ، وَذُكِرَ تَحَرُّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْإِسْلَامَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَجِئْتُ إِلَى زَوْجَتِي وَوَلَدِي، فَقُلْتُ: تَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ فَقَدْ أَظَلَّ قَدُومُ مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: فَدَانا لَكَ أَنْ تُبْصِرَ أَنَّ الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ قَدْ تَبِعَتْ مُحَمَّدًا، وَأَنْتَ مُوضَعٌ فِي عَدَاوَتِهِ، وَكُنْتَ أَوْلَى النَّاسِ بِنُصْرَتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِغَلَامِي مَذْكُورٍ: عَجِّلْ عَلَيَّ بِأَبْعُرَةٍ وَفَرَسِي، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا الْأَبْوَاءَ، وَقَدْ نَزَلَتْ مُقَدِّمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَبْوَاءَ تُرِيدُ مَكَّةَ، فَخِفْتُ أَنْ أُقْبِلَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ نَذَرَ دَمِي، فَتَنَكَّرْتُ وَخَرَجْتُ وَأَخَذْتُ بِيَدِ ابْنِي جَعْفَرٍ، فَمَشَيْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ مِيلٍ فِي الْغَدَاةِ الَّتِي صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا الْأَبْوَاءَ، فَتَصَدَّيْنَا لَهُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَأَعْرَضَ عَنِّي إِلَى النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، فَتَحَوَّلْتُ إِلَى نَاحِيَةِ وَجْهِهِ الْأُخْرَى، فَأَعْرَضَ عَنِّي مِرَارًا، فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَقُلْتُ: أَنَا مَقْتُولٌ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهِ وَأَتَذَكَّرَ بِرَّهُ وَرَحِمَهُ وَقَرَابَتِي بِهِ، فَتُمَسِّكُ ذَلِكَ مِنِّي، وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْرَحُ بِإِسْلَامِي، فَأَسْلَمْتُ وَخَرَجْتُ مَعَهُ عَلَى هَذَا مِنَ الْحَالِ حَتَّى شَهِدْتُ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، فَلَمَّا لَقِينَا الْعَدُوَّ بِحُنَيْنٍ اقْتَحَمْتُ عَنْ فَرَسِي، وَبِيَدِي السَّيْفُ صَلْتًا، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنِّي أُرِيدُ الْمَوْتَ دُونَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيَّ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَخُوكُ وَابْنُ عَمِّكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَارْضَ عَنْهُ. قَالَ: «قَدْ فَعَلْتُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا» , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «أَخِي» لَعَمْرِي قَبَّلْتُ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَهْجُو أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَسْلَمَ، قَالَ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً ... لَتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلُ مُحَمَّدِ لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ ... فَهَذَا أَوَانِي الْيَوْمَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرَ نَفْسِي وَدَلَّنِي ... عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ نَحْنُ §طَرَدْنَاكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَسَأَلَهُ يَا أَبَا عُمَارَةَ أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ الْبَرَاءُ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُوَلِّ يَوْمَئِذٍ، كَانَ يَقُودُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَغْلَةً فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «أَنَا §النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» قَالَ: فَمَا رُئِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ §أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ كَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ كَانَ أَتَى الشَّامَ، فَكَانَ إِذَا رُئِيَ، قِيلَ: هَذَا ابْنُ عُمَرَ ذَلِكَ الْمُآبِيُّ لِشِبْهِهِ بِهِ وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ فِي شَعْرِهِ: [البحر الطويل] هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي ... عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَّرَدِ أَفِرُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ ... وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ بِمُحَمَّدِ

يَعْنِي شِبْهَهُ بِهِ. وَقَالَ: وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مُعْتَمَّيْنِ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَيْهِ، قَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَسْفِرُوا تَعَرَّفُوا» , قَالَ: فَانْتَسَبُوا لَهُ وَكَشَفُوا عَنْ وجُوهِهِمْ، وَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّ مُطَّرِدٍ طَرَدْتَنِي يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَوْ مَتَى طَرَدْتَنِي يَا أَبَا سُفْيَانَ؟» قَالَ: لَا تَثْرِيبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لَا تَثْرِيبَ يَا أَبَا سُفْيَانَ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «بَصِّرِ ابْنَ عَمِّكَ الْوُضُوءَ وَالسُّنَّةَ وَرُحْ بِهِ إِلَيَّ» قَالَ: فَرَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَصَلَّى مَعَهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَنَادَى فِي النَّاسِ: أَلَا إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَدْ رَضِيَا عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَارْضَوْا عَنْهُ. قَالَ: وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَالطَّائِفَ هُوَ وَابْنُهُ جَعْفَرٌ، وَثَبَتَا مَعَهُ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَعَلَى أَبِي سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ مُقَطَّعَةٌ بُرُودٌ وَعِمَامَةٌ بُرُودٌ، وَقَدْ شَدَّ وَسَطَهُ بِبُرْدٍ، وَهُوَ آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْجَلَتِ الْغَبَرَةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا؟» قَالَ: أَخُوكُ أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ: «أَخِي أَيُّهَا اللَّهُ إِذًا» وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَبُو سُفْيَانَ أَخِي وَخَيْرُ أَهْلِي وَقَدْ أَعْقَبَنِي اللَّهُ مِنْ حَمْزَةَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ» فَكَانَ يُقَالُ لِأَبِي سُفْيَانَ بَعْدَ ذَلِكَ: أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ الرَّسُولِ. وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ أَشْعَارًا كَثِيرَةً تَرَكْنَاهَا لَكَثْرَتِهَا، وَكَانَ مِمَّا قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتْ أَفْنَاءُ كَعْبٍ وَعَامِرٍ ... غَدَاةَ حُنَيْنٍ حِينَ عَمَّ التَّضَعْضُعُ بِأَنِّي أَخُو الْهَيْجَاءِ أَرْكَبُ حَدَّهَا ... أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أَتَتَعْتَعُ رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ... إِلَيْهِ تَعَالَى كُلُّ أَمْرٍ سَيُرْجَعُ

قَالُوا: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ كُلَّ سَنَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ كَانَ يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ بِنِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى تُكْرَهَ الصَّلَاةُ، ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدِ انْصَرَفَ قَبْلَ حِينِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَالَكَ انْصَرَفْتَ الْيَوْمَ قَبْلَ حِينِكَ الَّذِي كُنْتَ تَنْصَرِفُ فِيهِ؟ فَقَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَخَطَبْتُ إِلَيْهِ ابْنَتَهُ، فَلَمْ يُحِرْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَقَعَدْتُ سَاعَةً فَلَمْ يُحِرْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا §أُزَوِّجُكَ أَقْرَبَ مِنْهَا، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَحَجَّ عَامًا، فَحَلَقَهُ الْحَلَّاقُ بِمِنًى، وَفِي رَأْسِهِ ثُؤْلُولٌ، فَقَطَعَهُ الْحَلَّاقُ، فَمَاتَ. قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: فَيَرَوْنَ أَنَّهُ شَهِيدٌ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ عَفَّانُ: فَمَاتَ، فَكَانُوا يَرْجُونَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ §أَبَا سُفْيَانَ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: لَا تَبْكُوا عَلَيَّ، فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ قَالُوا: وَمَاتَ أَبُو سُفْيَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَخِيهِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ إِلَّا ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَيُقَالُ: بَلْ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقُبِرَ فِي رُكْنِ دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَقِيعِ، وَهُوَ الَّذِي وَلِيَ حَفْرَ قَبْرِ نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ لَا أَبْقَى بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا بَعْدَ أَخِي وَأَتْبِعْنِي إِيَّاهُمَا , فَلَمْ تَغِبِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ , وَكَانَتْ دَارُهُ قَرِيبًا مِنْ دَارِ -[54]- عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي تُدْعَى: دَارَ الْكَرَاحِيِّ، وَهِيَ حَدِيدَةُ دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا محمد وأمه أم الفضل، وهي لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان

§الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ، وَهِيَ لُبَابَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصْفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ فَوَلَدُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أُمَّ كُلْثُومٍ، وَلَمْ يَلِدْ غَيْرَهَا. وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَرِيجِ بْنِ عَمْرٍو الزُّبَيْدِيِّ مِنْ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ. وَكَانَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَسَنَّ وَلَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَشَهِدَ مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَأَرْدَفُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ، فَيُقَالُ: رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْفَتَى يَلْحَظُ النِّسَاءَ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مِرَارًا، قَالَ: وَجَعَلَ الْفَتَى يُلَاحِظُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ابْنَ أَخِي إِنَّ هَذَا §يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: §أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الْجِسْمِ، تُخَافُ فِتْنُهُ عَلَى النِّسَاءِ، قَالَ: فَحَدَّثَ الْفَضْلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ

قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ §رِدْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جَرِيحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ قَالُوا: وَكَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ فِيمَنْ غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَتَوَلَّى دَفْنَهُ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، فَمَاتَ بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف فولد جعفر بن أبي سفيان أم كلثوم، ولدت لسعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وليس لجعفر بن أبي

§جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ -[56]- بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَوَلَدَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أُمَّ كُلْثُومٍ، وَلَدَتْ لِسَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَيْسَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَقِبٌ، وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَعَ أَبِيهِ حِينَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَا جَمِيعًا، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَ أَبِيهِ مُلَازِمًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَتُوُفِّيَ جَعْفَرٌ فِي وَسَطٍ مِنْ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه ظريبة بنت سعيد القشيب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد وكان للحارث بن نوفل من الولد عبد الله بن الحارث، ولقبه أهل البصرة ببة، واصطلحوا

§الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ ظُرَيْبَةُ بِنْتُ سَعِيدٍ الْقَشِيبُ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ مِنَ الْأَزْدِ وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَلَقَّبَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ بِبَّةُ، وَاصْطَلَحُوا عَلَيْهِ أَيَّامَ الزُّبَيْرِ، فَوَلِيَهُمْ. وَمُحَمَّدٌ الْأَكْبَرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَبِيعَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَرَمْلَةُ، وَأُمُّ الزُّبَيْرِ، وَهِيَ أُمُّ الْمُغِيرَةِ، وَظُرَيْبَةَ , وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ. وَعُتْبَةُ، وَمُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ، وَالْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَيْطَةُ، وَأُمُّ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ بْنِ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيِّ وَسَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَصَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَأَسْلَمَ عِنْدَ إِسْلَامِ أَبِيهِ , وَوُلِدَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم، وَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَحَنَّكَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ نَوْفَلٍ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِ مَكَّةَ، ثُمَّ وَلَّاهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ عَلَى الْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ §اغْفِرْ لِأَحْيَائِنَا وَلِأَمْوَاتِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنَنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبَنَا، اللَّهُمَّ عَبْدُكَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، فَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ» . فَقُلْتُ وَأَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ: فَإِنْ لَمْ أَعْلَمْ خَيْرًا، فَقَالَ: «لَا تَقُلْ إِلَّا مَا تَعْلَمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَقَلَ §الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَاخْتَطَّ بِهَا دَارًا، وَنَزَلَهَا فِي وِلَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وكان لعبد المطلب بن ربيعة من الولد محمد، وأمه أم البنين بنت حمزة بن مالك بن سعد بن حمزة بن مالك، وهو أبو شعيرة بن

§عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مَالِكِ، وَهُوَ أَبُو شَعِيرَةَ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُذْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ دَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حاشدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَيْوَانِ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ , وَهِيَ أُخْتُ قَيْسِ بْنِ حَمْزَةَ وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ هَذَا فِي شُهُودِ الْحَكَمَيْنِ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ مَالِكٍ

هَاجَرَ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى الشَّامِ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ عَبْدٍ، فَأَعْتَقَهُمْ، فَانْتَسَبُوا جَمِيعًا إِلَى هَمْدَانَ بِالشَّامِ، فَلِذَلِكَ كَرِهَ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ يُزَوِّجُوا أَهْلَ الشَّامِ لِكَثْرَةِ دَغَلِهِمْ، وَمَنِ انْتَمَى إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ. وَأَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُمُّهَا بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ مَازِنَ قَالَ هِشَامٌ: وَقَدْ أَدْرَكَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَرَوَى عَنْهُ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلًا عَلَى عَهْدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: وَاللَّهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ - قَالَ لِيَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَأَصَابَا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، قَالَ: فَبَيْنَا هُمَا فِي ذَلِكَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدَانِ؟ فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي أَرَادَا، فَقَالَ: لَا تَفْعَلَا، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ , فَقَالَا: لِمَ يَصْنَعُ هَذَا؟ فَمَا هَذَا مِنْكَ إِلَّا نَفَاسَةٌ عَلَيْنَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنِلْتَ صِهْرَهُ، فَمَا نَفِسْنَا ذَلِكَ عَلَيْكَ، قَالَ: فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنٍ، فُأُرْسِلُوهُمَا، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا، فَأَخَذَ بِآذَانِنَا، ثُمَّ قَالَ: «§أَخْرِجَا مَا تَصْرُوانِ» ، وَدَخَلَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: فَكَلَّمْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَنُصِيبَ مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ الْمَنْفَعَةِ، وَنُؤَدِّيَ مَا يُؤَدِّي النَّاسُ , قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ -[59]- الْبَيْتِ حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ، قَالَ: فَأَشَارَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهَا، كَأَنَّهَا تَنْهَانَا عَنْ كَلَامِهِ، وَأَقْبَلَ، فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآل مُحَمَّدٍ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ، ادْعُوا إِلَيَّ مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءَ - وَكَانَ عَلَى الْعُشُورِ - وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ» قَالَ: فَأَتَيَاهُ، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ» - لِلْفَضْلِ - فَأَنْكَحَهُ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ» ، فَأَنْكَحَنِي، ثُمَّ قَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ»

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ: وَلَمْ يَزَلْ §عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ إِلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ، فَنَزَلَهَا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَهَلَكَ بِدِمَشْقَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَوْصَى إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ

عتبة بن أبي لهب واسم أبي لهب: عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وكان لعتبة من الولد أبو علي، وأبو الهيثم، وأبو غليظ , وأمهم عتبة بنت عوف بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن

§عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ وَاسْمُ أَبِي لَهَبٍ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ لِعُتْبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ، وَأَبُو غَلِيظٍ , وَأُمُّهُمْ عُتْبَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَعَمْرٌو، وَيَزِيدُ، وَأَبُو خِدَاشٍ، وَعَبَّاسٌ، وَمَيْمُونَةُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْعَبَّاسِ بِنْتُ شَرَاحِيلَ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْوَجِيهِ مِنْ حِمْيَرَ، ثُمَّ مِنْ ذِي الْكَلَاعِ سَبِيَّةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَشَيْبَةُ دَرَجُوا وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عِكْرِمَةَ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْجَدْرَةِ مِنَ الْأَزْدِ، وَهُمْ حُلَفَاءٌ فِي بَنِي الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ. وَعَامِرُ بْنُ عُتْبَةَ، وَأُمُّهُ هَالَةُ الْأَحْمَرِيَةُ

مِنْ بَنِي الْأَحْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَأَبُو وَاثِلَةَ بْنُ عُتْبَةَ، وَأُمُّهُ مِنْ خَوْلَانَ وَعُبَيْدُ بْنُ عُتْبَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ عُتْبَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ سَوْدَاءَ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عُتْبَةَ، وَأُمُّهَا خَوْلَةُ أُمُّ وَلَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اللَّهْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ مُعَتِّبٍ، وَغَيْرُهُ مِنْ مَشْيَخَتِنَا الْهَاشِمِيِّينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي الْفَتْحِ، قَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ أَيْنَ §ابْنَا أَخِيكَ عُتْبَةُ وَمُعَتَّبٌ لَا أَرَاهُمَا» ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَنَحَّيَا فِيمَنْ تَنَحَّى مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ , فَقَالَ لِيَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِمَا وَأْتِنِي بِهِمَا» . قَالَ الْعَبَّاسُ: فَرَكِبْتُ إِلَيْهِمَا بِعُرَنَةَ، فَأَتَيْتُهُمَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوكُمَا، فَرَكِبَا مَعِي سَرِيعَيْنِ حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَا، وَبَايَعَا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِأَيْدِيهِمَا، وَانْطَلَقَ بِهِمَا يَمْشِي بَيْنَهُمَا حَتَّى أَتَى بِهِمَا الْمُلْتَزَمَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، فَدَعَا سَاعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وَجْهِهِ , قَالَ الْعَبَّاسُ: فَقُلْتُ لَهُ: سَرَّكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ السُّرُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ إِنِّي اسْتَوْهَبْتُ ابْنَيْ عَمِّي هَذَيْنِ رَبِّي، فَوَهَبَهُمَا لِي» . قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ: فَخَرَجَا مَعَهُ فِي فَوْرِهِ ذَلِكَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَشَهِدَا غَزْوَةَ حُنَيْنٍ، وَثَبَتَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَأُصِيبَ عَيْنُ مُعَتِّبٍ يَوْمَئِذٍ، وَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الرِّجَالِ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ غَيْرُ عُتْبَةَ وَمُعَتَّبٍ ابْنَيْ أَبِي لَهَبٍ

معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وكان لمعتب من الولد عبد الله، ومحمد، وأبو سفيان، وموسى، وعبيد الله، وسعيد، وخالدة. وأمهم عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد

§مُعَتَّبُ بْنُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ لِمُعَتَّبٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو سُفْيَانَ، وَمُوسَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَسَعِيدٌ، وَخَالِدَةُ. وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبَّاسٌ بَنُو مُعَتِّبٍ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَتِّبٍ وَأُمُّهُ مِنْ حِمْيَرَ. وَقَدْ كَتَبْنَا قِصَّةَ مُعَتِّبِ بْنِ أَبِي لَهَبٍ فِي إِسْلَامِهِ مَعَ قِصَّةِ أَخِيهِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ

أسامة الحب بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أبا محمد وأمه أم أيمن، واسمها بركة

§أُسَامَةُ الْحِبُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، وَهُوَ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ، وَاسْمُهَا بَرَكَةُ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَوْلَاتَهُ. وَكَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي رِوَايَةِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَوَّلَ النَّاسِ إِسْلَامًا، وَلَمْ يُفَارِقْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَوُلِدَ لَهُ أُسَامَةُ بِمَكَّةَ، وَنَشَأَ حَتَّى أَدْرَكَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِلَّا الْإِسْلَامَ لِلَّهِ تَعَالَى، وَلَمْ يَدِنْ بِغَيْرِهِ , وَهَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، وَكَانَ عِنْدَهُ كَبَعْضِ أَهْلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ - يَعْنِي: عَنِ -[62]- الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ عَلَى عَتَبَةِ الْبَابِ أَوْ أُسْكُفَّةِ الْبَابِ، فَشَجَ جَبْهَتَهُ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَمِيطِي عَنْهُ الدَّمَ، فَتَقَذَّرْتُهُ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمُصُّ شَجَّتَهُ وَيَمُجُّهُ، وَيَقُولُ: «لَوْ كَانَ §أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أُنْفِقَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّفَرِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ هُوَ وَعَائِشَةُ، وَأُسَامَةُ عِنْدَهُمْ، إِذْ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجْهِ أُسَامَةَ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَوْ أَنَّ أُسَامَةَ جَارِيَةٌ لَحَلَّيْتُهَا وَزِينَتُهَا حَتَّى أُنْفِقَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §أَحِبَّهُمَا فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، يُحَدِّثُهُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي، فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّنَا، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ الرَّايَةَ صَارَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§فَهَلَّا إِلَى رَجُلٍ قُتِلَ أَبُوهُ» يَعْنِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَامَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ، فَقَامَ مَقَامَهُ بِالْأَمْسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أُلَاقِي مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَاقَيْتُ مِنْكَ أَمْسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ مُجَزِّزٌ الْمُدْلِجِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَأَى أُسَامَةَ، وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ §الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ» ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْرُورًا قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثُونَا عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: " أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ §مُجَزِّزًا أَبْصَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ لَمِنْ بَعْضٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ غَيْرُ هِشَامٍ أَبِي الْوَلِيدِ: فَسُرُّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُشْبِهَ أُسَامَةُ زَيْدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَخَّرَ الْإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَةَ مِنْ أَجْلِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَنْتَظِرُهُ، فَجَاءَ غُلَامٌ أَفْطَسُ أَسْوَدُ، فَقَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ: إِنَّمَا حُبِسْنَا مِنْ أَجْلِ هَذَا، قَالَ: فَلِذَلِكَ كَفَرَ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ أَجْلِ ذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: كَفَرَ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ أَجْلِ هَذَا؟ فَقَالَ: رِدَّتُهُمْ حِينَ ارْتَدُّوا فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، إِنَّمَا كَانَتْ لِاسْتِخْفَافِهِمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ -[64]- بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، وَهُوَ رَدِيفُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى إِنَّ ذِفْرَاهَا لَيَكَادُ يُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: لَيَمَسُّ قَادِمَةَ الرَّحْلِ - وَيَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ §السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ الْإِبِلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّبِيذِ، فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «§أَحْسَنْتُمْ فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُسَامَةَ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ §رِدْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَلَمَّا أَفَاضَ، لَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا عَادِيَةً حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ , وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَنَاخَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَسَبَقْتُ النَّاسَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ الْكَعْبَةَ، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ وَهُوَ وَرَاءَ الْبَابِ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: بِحَيَالِكَ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَى دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا لَكَ لَمْ §تَلْبَسِ -[65]- الْقِبْطِيَّةَ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُلَّةً كَانَتْ لِذِي يَزِنٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ اشْتَرَاهَا بِخَمْسِينَ دِينَارًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّا لَا §نَقْبَلُ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَكِنْ إِذْ بُعِثْتَ بِهَا، فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا بِالثَّمَنِ، بِكُمْ أَخَذْتَهَا؟» قَالَ: بِخَمْسِينَ دِينَارًا، قَالَ: فَقَبَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ لِلْجُمُعَةِ، ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَسَا الْحُلَّةَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ -[66]- عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا أُسَامَةَ، وَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَقَالَ - كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ -: «أَلَا إِنَّكُمْ §تَعِيبُونَ أُسَامَةَ، وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا مِنْ بَعْدِهِ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكِمْ» قَالَ سَالِمٌ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ قَطُّ إِلَّا قَالَ: مَا حَاشَا فَاطِمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَجَّهَهُ وَجْهًا، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَتَوَجَّهَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِأُسَامَةَ: مَا الَّذِي عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أُغِيرَ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا، ثُمَّ أَخْرِقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَكَانَ النَّاسُ طَعَنُوا فِيهِ - أَيْ فِي صِغَرِهِ - فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ §طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَقَدْ كَانُوا طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُمَا لَخَلِيقَانِ لَهَا - أَوْ كَانَا خَلِيقَيْنِ لِذَلِكَ - فَإِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ إِلَّا فَاطِمَةَ، فَأُوصِيكُمْ بِأُسَامَةَ خَيْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: §اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ الرَّجُلَ أَعْلَمَهُ، وَنَدَبَ النَّاسَ مَعَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ سَرَوَاتُ النَّاسِ وَخِيَارُهُمْ، وَمَعَهُ عُمَرُ، قَالَ: فَطَعَنَ النَّاسُ فِي تَأْمِيرِ أُسَامَةَ، قَالَ: فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «إِنَّ نَاسًا §طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ، كَمَا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أَبَاهُ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا» ، قَالَ: وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ، أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ» ، قَالَ: فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ الْجُرُفَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَقِيلٌ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَنِي وَأَنَا عَلَى غَيْرِ حَالِكُمْ هَذِهِ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تَكْفُرَ الْعَرَبُ، فَإِنْ كَفَرَتْ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ يُقَاتِلُ، وَإِنْ لَمْ تَكْفُرْ مَضَيْتُ، فَإِنَّ مَعِي سَرَوَاتِ النَّاسِ وَخِيَارَهُمْ، قَالَ: فَخَطَبَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ تَخَطَّفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى آبِلٍ، وَاسْتَأْذَنَ لِعُمَرَ أَنْ يَتْرُكَهُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَأَذِنَ أُسَامَةُ لِعُمَرَ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَجْزِرَ فِي الْقَوْمِ، قَالَ هِشَامٌ: بِقَطْعِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ وَالْأَوْسَاطِ فِي الْقِتَالِ حَتَّى يُفْزِعَ الْقَوْمَ، قَالَ: فَمَضَى حَتَّى أَغَارَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعْظِمُوا الْجِرَاحَةَ حَتَّى يُرْهِبُوهُمْ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعُوا وَقَدْ سَلِمُوا، وَقَدْ غَنِمُوا، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: مَا كُنْتُ لِأَجِئَ أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ غَيْرَ أُسَامَةَ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -[68]- صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ وَهُوَ أَمِيرٌ. قَالَ: فَسَارُوا، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الشَّامِ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَتَرَهُمُ اللَّهُ بِهَا حَتَّى أَغَارُوا، وَأَصَابُوا حَاجَتَهُمْ. قَالَ: فَقُدِمَ بِنَعْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى هِرَقْلَ وَإِغَارَةِ أُسَامَةَ فِي نَاحِيَةِ أَرْضِهِ خَبَرًا وَاحِدًا، فَقَالَتِ الرُّومُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ بِمَوْتِ صَاحِبِهِمْ أَنْ أَغَارُوا عَلَى أَرْضَنَا. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رُئِيَ جَيْشٌ كَانَ أَسْلَمَ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ. وَزَادَ فِي الْجَيْشِ الَّذِي اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. قَالَ: وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ ثَقُلَ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا يَحْدُثُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقِيمَ فَأَقِمْ، فَدَوَّمَ أُسَامَةُ بِالْجُرُفِ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , قَالَ: وَأَمَرَ أَنْ يُعْظَمَ فِيهِمُ الْجِرَاحُ يُجْزَلُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ جَزْلًا، فَكَفَرَتِ الْعَرَبُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلُ النَّاسِ: اسْتَعْمَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ فَلَعَمْرِي إِنْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَتِهِ لَقَدْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ لَخَلِيقًا لَهَا» ، قَالَ: فَخَرَجَ جَيْشُ أُسَامَةَ حَتَّى عَسْكَرُوا بِالْجُرُفِ، وَتَتَامَّ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَخَرَجُوا، وَثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَقَامَ أُسَامَةُ وَالنَّاسُ لِيَنْظُرُوا مَا اللَّهُ قَاضٍ فِي رَسُولِهِ، قَالَ أُسَامَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ هَبَطْتُ مِنْ عَسْكَرِي، وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي وَغُمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ نَصَبَهَا إِلَيَّ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيُحِبُّ أَبَاهُ قَبْلَهُ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشٍ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَوَّلِ مَا جُرِّبَ أُسَامَةُ فِي قِتَالٍ، فَلَقِيَ، فَقَاتَلَ، فَذُكِرَ مِنْهُ بَأْسٌ، قَالَ أُسَامَةُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَتَاهُ الْبَشِيرُ بِالْفَتْحِ، فَإِذَا هُوَ مُتَهَلِّلٌ وَجْهُهُ، فَأَدْنَانِي مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «حَدِّثْنِي» ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ، فَقُلْتُ: فَلَمَّا انْهَزَمَ الْقَوْمُ أَدْرَكْتُ رَجُلًا وَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِالرُّمْحِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَطَعَنْتُهُ، فَقَتَلْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: «§وَيْحَكَ يَا أُسَامَةُ فَكَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْحَكَ يَا أُسَامَةُ فَكَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى لَوَدِدْتُ أَنِّي انْسَلَخْتُ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ، وَاسْتَقْبَلْتُ الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ جَدِيدًا، فَلَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ أَحَدًا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ ذُو الْبَطْنِ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: لَا §أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَدًا، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَدًا. فَقَالَ لَهُمَا رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] ، فَقَالَا: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أُسَامَةُ يَأْتِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الشَّيْءِ فَيُشَفَّعُهُ فِيهِ، فَأَتَاهُ مَرَّةً فِي حَدٍّ، فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ §لَا تَشْفَعْ فِي حَدٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو وَلِيدٍ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ -[70]- فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ §تَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟» ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَضَّلَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , وَأَعْطَى أَبْنَاءَهُمْ دُونَ ذَلِكَ، وَفَضَّلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَالَ لِي رَجُلٌ: فَضَّلَ عَلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَيْسَ بِأَقْدَمَ مِنْكِ سِنًّا، وَلَا أَفْضَلَ مِنْكَ هِجْرَةً وَلَا شَهِدَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَا لَمْ تَشْهَدْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَضَّلْتَ عَلَيَّ مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَقْدَمَ مِنِّي سِنًّا، وَلَا أَفْضَلَ مِنِّي هِجْرَةً، وَلَا شَهِدَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَا لَمْ أَشْهَدْ , قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: صَدَقْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ §زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عُمَرَ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَلِذَلِكَ فَعَلْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ كَمَا فَرَضَ لِلْبَدْرِيِّينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، فَقُلْتُ: لِمَ فَرَضْتَ لِأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضْتَ لِي، وَلَمْ يَشْهَدْ مَشْهَدًا إِلَّا وَقَدْ شَهِدْتُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ §أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْكَ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِيكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[71]- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: بَلَغَتِ النَّخْلَةُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَعَمَدَ أُسَامَةُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَنَقَرَهَا، وَأَخْرَجَ جُمَّارَهَا، فَأَطْعَمَهَا أُمَّهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا يَحْمِلُكُ عَلَى هَذَا وَأَنْتَ تَرَى النَّخْلَةَ قَدْ بَلَغَتْ أَلْفَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: إِنَّ §أُمِّي سَأَلَتْنِيهِ، وَلَا تَسْأَلُنِي شَيْئًا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، يَقُولُ: كَانَ لِمَيْمُونَةَ قَرِيبٌ، فَرَأَتْهُ وَقَدْ أَرْخَى إِزَارَةَ بَطْنِهِ، فَلَامَتْهُ فِي ذَلِكَ مَلَامَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ لَهَا: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُرْخِي إِزَارَهُ، قَالَتْ: §كَذَبْتَ وَلَكِنْ كَانَ ذَا بَطْنٍ فَلَعَلَّ إِزَارَهُ كَانَ يَسْتَرْخِي إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ مَوْلًى لِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلًى لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ أُسَامَةُ يَرْكَبُ إِلَى مَالٍ لَهُ بِوَادِي الْقُرَى، فَيَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَصُومُ فِي السَّفَرِ وَقَدْ كَبُرْتَ وَرَفُعْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَقَالَ: «إِنَّ §الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ، قَالَ عُمَرُ: وَقَدْ رَأَيْتُ حَرْمَلَةَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أُسَامَةُ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: §أَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ الْأَسَدِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ فِيهِ، وَلَكِنْ هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَرَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا، فَلَمْ يُعْطِنِي شَيْئًا، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ وَابْنَ جَعْفَرٍ، فَأَوْقَرَا لِي رَاحِلَتِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَزَوَّجُ §أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ هِنْدَ بِنْتَ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومِ -[72]-، وَدُرَّةَ بِنْتَ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَهِنْدَ، وَتَزَوَّجَ أَيْضًا فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ، فَوَلَدَتْ لَهُ جُبَيْرًا، وَزَيْدًا، وَعَائِشَةَ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَبِنْتَ أَبِي حَمْدَانَ السَّهْمِيِّ، وَتَزَوَّجَ بَرْزَةَ بِنْتَ رِبْعِيٍّ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي رَزَاحٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَسَنًا، وَحُسَيْنًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَلَمَّا بَلَغَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ قَسَامَةَ، فَطَلَّقَهَا أُسَامَةُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ §أَدُلُّهُ عَلَى الْوَضِيئَةِ الْغَنَيْنِ، وَأَنَا صِهْرُهُ» . فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّامِ، فَقَالَ نُعَيْمٌ: كَأَنَّكَ تُرِيدُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَجَلْ» ، فَتَزَوَّجَهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نُعَيْمٍ، فَقُتِلَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ الْحَرَّةِ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَالْغَنَيْنُ: الْقَلِيلَةُ الْأَكْلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَبْلُغْ أَوْلَادُ أُسَامَةَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي كُلَّ دَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ إِنْسَانًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأُسَامَةُ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ قَدْ سَكَنَ وَادِيَ الْقُرَى بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَاتَ بِالْجُرُفِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حُمِلَ §أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِينَ مَاتَ مِنَ الْجُرُفِ إِلَى الْمَدِينَةِ

أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه أسلم، وكان عبدا للعباس بن عبد المطلب، فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاسْمُهُ أَسْلَمُ، وَكَانَ عَبْدًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَشَّرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِ الْعَبَّاسِ أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ §الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمْتُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ وَيَكْرَهُ خِلَافَهُمْ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ، وَكَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ مُتَفَرِّقٍ فِي قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ عَدُوًّا لِلَّهِ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ كَانُوا صَنَعُوا لَمْ يَتَخَلَّفْ رَجُلٌ إِلَّا بَعَثَ مَكَانَهُ رَجُلًا، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ مُصَابِ أَصْحَابِ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَبَتَهُ اللَّهُ وَأَخْزَاهُ، وَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا قُوَّةً وَعِزًّا، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، وَكُنْتُ أَعْمَلُ الْأَقْدَاحَ أَنْحِتُهَا فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً، وَقَدْ سَرَّنَا مَا كَانَ مِنَ الْخَبَرِ إِذْ أَقْبَلَ الْفَاسِقُ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ بِشَرٍّ حَتَّى جَلَسَ عَلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ، وَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي، فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ قَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ قَدِمَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَعِنْدَكَ لَعَمْرِيَ الْخَبَرُ، قَالَ: فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَالنَّاسُ قِيَامٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَخْبِرْنِي كَيْفَ كَانَ أَمْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: لَا شَيْءَ وَاللَّهِ إِنْ هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَا الْقَوْمَ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ اللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا لُمْتُ النَّاسَ، لَقِينَا رِجَالًا -[74]- بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللَّهِ مَا تَلِيقُ شَيْئًا وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ. قَالَ أَبُو رَافِعٍ: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ بِيَدِي، ثُمَّ قُلْتُ: تِلْكَ وَاللَّهِ الْمَلَائِكَةُ، قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَضَرَبَ وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، فَثَاوَرْتُهُ، فَاحْتَمَلَنِي، فَضَرَبَ بِيَ الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِ الْحُجْرَةِ، فَأَخَذْتُهُ، فَضَرَبْتُهُ بِهِ ضَرْبَةً، فَلَقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ تَسْتَضْعِفَهُ إِنْ غَابَ عَنْهُ سَيِّدُهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فَوَاللَّهِ مَا عَاشَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللَّهُ بِالْعَدَسَةِ فَقَتَلَتْهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا مَا يَدْفِنَانِهِ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ وَعَدْوَاهَا كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ لَهُمَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ: وَيْحَكُمَا أَلَا تَسْتَحِيَانِ إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ لَا تُغَيِّبَانِهِ. قَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، قَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، فَمَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ مَا يَمَسُّونَهُ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ، فَدَفَنُوهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ حَتَّى وَارَوْهُ. قَالُوا: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ بَدْرٍ هَاجَرَ أَبُو رَافِعٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلْمَى مَوْلَاتَهُ، وَشَهِدَتْ مَعَهُ خَيْبَرَ، وَوَلَدَتْ لِأَبِي رَافِعٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْقَمَ بْنَ أَبِي الْأَرْقَمِ سَاعِيًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ: هَلْ لَكَ أَنْ تُعِينَنِي وَأَجْعَلَ لَكَ سَهْمَ الْعَامِلِينَ؟ فَقَالَ: حَتَّى أَذَكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّا §أَهْلُ بَيْتٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَإِنْ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا -[75]- سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَلِيفَتُنَا مِنَّا، وَمَوْلَانَا مِنَّا وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو رَافِعٍ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَلَهُ عَقِبٌ

سلمان الفارسي

§سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ §سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ: §أَتَعْلَمُ مَكَانَ رَامَ هُرْمُزَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي مِنْ أَهْلِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «§أَنَا مِنْ أَهْلِ جِيٍّ»

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: جِيُّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أُرْضِهِ، وَكُنْتُ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَمَا زَالَ فِي حُبِّهِ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، قَالَ: فَاجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَاطِنَ النَّارِ الَّتِي نُوقِدُهَا لَا نَتْرُكُهَا تَخْبُو، وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ فِي بَعْضِ عَمَلِهِ، وَكَانَ -[76]- يُعَالِجُ بُنْيَانًا لَهُ فِي دَارِهِ، فَدَعَانِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي بُنْيَانِي كَمَا تَرَى، فَانْطَلِقْ إِلَى ضَيْعَتِي، فَلَا تَحَبَّسَ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ شَغَلَتْنِي عَنْ كُلِّ ضَيْعَةٍ، وَكُنْتَ أَهَمَّ عِنْدِي مِمَّا أَنَا فِيهُ، فَخَرَجْتُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ لِلنَّصَارَى، فَسَمِعْتُ صَلَاتَهُمْ فِيهَا، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُمْ، وَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ صَلَاتِهِمْ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ، فَمَا بَرِحْتُهُمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَمَا ذَهَبْتُ إِلَى ضَيْعَةِ أَبِي وَلَا رَجَعْتُ إِلَيْهِ حَتَّى بَعَثَ الطَّلَبَ فِي أَثَرِي، وَقَدْ قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ أَمْرِهِمْ وَصَلَاتِهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ؟ قَدْ كُنْتُ عَهِدْتُ إِلَيْكَ، وَتَقَدَّمْتُ أَلَا تُحْتَبَسَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى نَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ أَمْرِهِمْ وَصَلَاتِهُمْ وَرَأَيْتُ أَنَّ دِينَهُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللَّهِ، قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلِي حَدِيدًا، وَحَبَسَنِي، وَأَرْسَلْتُ إِلَى النَّصَارَى أُخْبِرُهُمْ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ أَمَرَهُمْ، وَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ فَآذِنُونِي، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْهُمْ مِنَ التُّجَّارِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيَّ، فَأَرْسَلَتُ إِلَيْهِمْ إِنْ أَرَادُوا الرُّجُوعَ فَآذِنُونِي، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ أَرْسَلُوا إِلَيَّ، فَرَمَيْتُ بِالْحَدِيدِ مِنْ رِجْلِي، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ، سَأَلْتُ عَنْ عَالِمِهِمْ، فَقِيلَ لِي: صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ أَسْقُفَهُمْ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، وَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ، فَإِنِّي قَدْ رَغِبَتْ فِي دِينِكَ. قَالَ: أَقِمْ، فَكُنْتُ مَعَهُ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ فِي دِينِهِ، وَكَانَ يَأْمُرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ الْأَمْوَالَ اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالِ دَنَانِيرٍ وَدَرَاهِمَ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعُوا لِيَدْفِنُوهُ، قَالَ: قُلْتُ: تَعْلَمُونَ أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا كَانَ رَجُلَ سُوءٍ، فَأَخْبَرْتُهُمْ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِي صَدَقَتِهِمْ، قَالَ: فَقَالُوا فَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمُ عَلَى -[77]- ذَلِكَ، فَأَخْرَجْتُهُ، فَإِذَا سَبْعُ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، فَلَمَّا رَأَوْهَا، قَالُوا: وَاللَّهِ لَا تُغَيِّبُهُ أَبَدًا، ثُمَّ صَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، وَجَاءُوا بِآخَرَ، فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ، قَالَ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخُمُسَ كَانَ خَيْرًا مِنْهُ أَعْظَمَ رَغْبَةً فِي الْآخِرَةِ وَلَا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَدْأَبَ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا مِنْهُ، وَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا مَا عَلِمْتُ أَنِّي أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَانَ قَبْلَهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ قَدَرُهُ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَمَاذَا تَأْمُرُنِي , وَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَا أَرَى أَحَدًا مِنَ النَّاسِ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، فَأَمَّا النَّاسُ فَقَدْ بَدَّلُوا وَهَلَكُوا، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَتَيْتُ صَاحِبَ الْمَوْصِلِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِعَهْدِهِ إِلَيَّ أَنْ أَلْحَقَ بِهِ وَأَكُونَ مَعَهُ، قَالَ: أَقِمْ فَأَقَمْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُقِيمَ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا عَلَى أَمْرِنَا إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبَاهُ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُقِيمَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانًا إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانًا إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَخَبَرَ مَنْ أَوْصَى بِي حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَقِمْ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ وَثَّابَ لِي شَيْءٌ حَتَّى اتَّخَذْتُ بَقَرَاتٍ وَغَنِيمَةً، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْبَحَ فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ بِدَيْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيَّةِ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ مُهَاجَرِهِ وَقَرَارِهِ ذَاتِ نَخْلٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَيْهِ فَاخْلُصْ وَإِنَّ بِهِ آيَاتٍ لَا تَخْفَى -[78]-، إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهُوَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَإِنَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتَهُ، قَالَ: وَمَاتَ فَمَرَّ بِي رَكْبٌ مِنْ كَلْبٍ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ بِلَادِهِمْ، فَأَخْبَرُونِي عَنْهَا، فَقُلْتُ: أُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغَنَمِي عَلَى أَنْ تَحْمِلُونِي حَتَّى تَقْدُمُوا بِي أَرْضَكُمْ. قَالُوا: نَعَمْ، فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى، فَظَلَمُونِي، فَبَاعُونِي عَبْدًا مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ، فَرَأَيْتُ بِهَا النَّخْلَ وَطَمِعْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلْدَةَ الَّتِي وُصِفَتْ لِي، وَمَا حَقَّتْ لِي، وَلَكِنِّي قَدْ طَمِعْتُ حِينَ رَأَيْتُ النَّخْلَ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا، فَعَرَّفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا هِيَ الْبَلْدَةُ الَّتِي وُصِفَتْ لِي، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أَعْمَلُ لَهُ فِي نَخْلِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلّى الله عليه وسلم، وَخَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهُ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَنَزَلَ بِقُبَاءَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ نَخْلَةٍ وَصَاحِبِي جَالِسٌ تَحْتِي إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ مِنْ بَنِي عَمِّهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ فُلَانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، إِنَّهُمْ آنِفًا لَيَتَقَاصَفُونَ عَلَى رَجُلٍ بِقُبَاءَ، قَدِمَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيُّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنْ هُوَ إِلَّا أَنْ قَالَهَا، فَأَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ فَرَجِفَتِ النَّخْلَةُ حَتَّى ظَنَنْتُ لَأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي، ثُمَّ نَزَلَتُ سَرِيعًا أَقُولُ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ سَيِّدِي يَدَهُ، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ، قُلْتُ: لَا شَيْءَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ هَذَا الْخَبَرَ الَّذِي سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ، قَالَ: أَقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَى عَمَلِي وَلَهِيتُ مِنْهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ جَمَعْتُ مَا كَانَ عِنْدِي، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَيْسَ بِيَدِكَ شَيْءٌ وَإِنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ وَأَنَّكُمْ أَهْلُ حَاجَةٍ وَغُرْبَةٍ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ وَضَعْتُهُ لِلصَّدَقَةِ، فَلَمَّا ذُكِرَ لِي مَكَانُكُمْ رَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ النَّاسِ بِهِ، فَجَئْتُكُمْ بِهِ، ثُمَّ وَضَعْتُهُ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كُلُوا» ، وَأَمْسَكَ هُوَ -[79]-، قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاللَّهِ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ رَجَعْتُ، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَجَمَعْتُ شَيْئًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ أُحِبُّ أَنْ أُكْرِمَكَ بِهِ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَيْتُهَا كَرَامَةً لَكَ لَيْسَتْ بِصَدَقَ

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ حَدَّثَهُ سَلْمَانُ، أَنَّهُ كَانَ فِي حَدِيثِهِ حِينَ سَاقَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ صَاحِبَ عَمُّورِيَّةَ قَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا بِكَذَا وَكَذَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ بَيْنَ غَيْضَتَيْنِ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الْغَيْضَةِ إِلَى هَذِهِ الْغَيْضَةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِثْلَهَا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ لَيْلَةً مِنَ السَّنَةِ الْمَعْلُومَةِ، فَيَتَعَرَّضُهُ النَّاسُ يُدَاوِي الْأَسْقَامَ، يَدْعُو لَهُمْ فَيُشْفَوْنَ، فَأْتِ فَسَلْهُ عَنْ هَذَا الَّذِي تُلْتَمَسُ. قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى أَقَمْتُ مَعَ النَّاسِ بَيْنَ تَيْنِكَ الْغَيْضَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا مِنَ الْغَيْضَةِ إِلَى الْغَيْضَةِ الَّتِي يَدْخُلُ خَرَجَ، وَغَلَبُونِي عَلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ الْغَيْضَةِ الْأُخْرَى، وَتَوَارَى مِنِّي إِلَّا مَنْكَبَهُ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّ، وَقَالَ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: أَسْأَلُكَ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنِيفِيَّةِ قَالَ: إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ النَّاسُ الْيَوْمَ، قَدْ أَظَلَّكَ نَبِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ هَذَا الْبَيْتِ، يَأْتِي بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ، فَالْحَقْ بِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ حَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ: «§لَئِنْ كُنْتَ

صَدَقْتَنِي يَا سَلْمَانُ لَقَدْ لَقِيتَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَمِائَةِ فُسَيْلَةٍ، فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِذَا §أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي» قَالَ: فَآذَنْتُهُ، فَغَرَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدِي، فَعَلِقْنَ جَمَعًا إِلَّا وَاحِدَةً الَّتِي غَرَسْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةَ فَارِسٍ، وَكُنْتُ فِي كُتَّابٍ، وَكَانَ مَعِي غُلَامَانِ، فَكَانَا إِذَا رَجَعَا مِنْ عِنْدِ مُعَلِّمِهِمِا أَتَيَا قِسًّا، فَدَخَلَا عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَقَالَ: لَهُمَا: أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تَأْتِيَانِي بِأَحَدٍ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا، فَقَالَ لِي: إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَا حَبَسَكَ، فَقُلْ مُعَلِّمِي، إِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ مَا حَبَسَكَ، فَقُلْ: أَهْلِي، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، فَقُلْتُ: أَنَا أَتَحَوَّلُ مَعَكَ، فَتَحَوَّلْتُ مَعَهُ، فَنَزَلَ قَرْيَةً، فَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِيَهِ، فَلَمَّا حُضِرَ، قَالَ: يَا سَلْمَانُ احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي، فَحَفَرْتُ، فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ لِي: صُبَّهَا عَلَى صَدْرِي، فَصَبَبْتَهَا عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ، فَهَمَمْتُ بِالدَّرَاهِمَ أَنْ أَحْوِيَهَا أَوْ أُحَوِّلَهَا - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ، ثُمَّ آذَنْتُ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانَ بِهِ، فَحَضَرُوهُ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالًا، فَقَامَ شَبَابٌ فِي الْقَرْيَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبِينَا كَانَتْ سَرِيَّتُهُ تَأْتِيَهِ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لِلرُّهْبَانِ: أَخْبِرُونِي بِرَجُلٍ عَالِمٍ أَتْبَعَهُ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ بِحِمْصَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ، فَلَقِيتُهُ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: وَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَافَقْتَ حِمَارَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا بِحِمَارِهِ عَلَى بَابِ بَيْتِ -[82]- الْمَقْدِسِ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، قَالَ: وَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اجْلِسْ، فَانْطَلَقَ، فَلَمْ أَرَهُ حَتَّى الْحَوْلِ , فَجَاءَ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا صَنَعْتَ بِي؟ قَالَ: وَإِنَّكَ هَاهُنَا، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ، وَإِنْ تَنْطَلِقِ الْآنَ تُوَافِقْهُ، فِيهِ ثَلَاثُ آيَاتٍ: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَعِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ النُّبُوَّةِ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَاسْتَعْبَدُونِي، فَبَاعُونِي، فَاشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا، فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي يَوْمًا، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ يَسِيرًا، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «مَا هَذَا» ؟ فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ، فَقَالَ: لِأَصْحَابِهِ: «§كُلُوا» ، وَلَمْ يَأْكُلْ، قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ عَلَامَتِهِ، فَمَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ قُلْتُ لِمَوْلَاتِي: هَبِي لِي يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَصَنَعَتْ طَعَامًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا» ؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ» فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» ؟ فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيُّ؟ قَالَ: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§سَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَّ الْخَنْدَقَ مِنْ أُجُمِ الشَّيْخَيْنِ طَرَفَ بَنِي حَارِثَةَ عَامَ ذُكِرَتِ الْأَحْزَابُ -[83]- خُطَّةً مِنَ الْمَذَادِ، فَقَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارَ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَكَانَ رَجُلًا قَوِيًّا، فَقَالَ: الْمُهَاجِرُونَ: سَلْمَانُ مِنَّا، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: لَا، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ» قَالَ: عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ: فَدَخَلْتُ أَنَا، وَسَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَنُعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ، وَسِتَّةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَحْتَ أَصْلِ ذُبَابٍ، فَضَرَبْنَا حَتَّى بَلَغَنَا النَّدَى، فَأَخْرَجَ اللَّهُ صَخْرَةً بَيْضَاءَ مُرْوَةً مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ: ارْقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ ضَارِبٌ عَلَيْهِ قُبَّةً تُرْكِيَّةً، فَرَقَى إِلَيْهِ سَلْمَانُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَخْرَةٌ بَيْضَاءُ خَرَجَتْ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا، فَإِمَّا أَنْ نَعْدِلَ عَنْهَا وَالْمَعْدِلُ قَرِيبٌ، أَوْ تَأْمُرَنَا فِيْهَا بِأَمْرِكَ، فَإِنَّا لَا نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّكَ، فَقَالَ: «أَرِنِي مِعْوَلَكَ يَا سَلْمَانُ» فَقَبَضَ مُعْوَلَهُ، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْنَا، فَكُنَّا عَلَى شُقَّةِ الْخَنْدَقِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحًا، فَضَرَبَ ضَرْبَةً صَدَعَهَا وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ، فَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَتَّى كَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ، فَكَسَرَهَا، وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، فَكَبَّرَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ رَقِيَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي مَقْعَدِ سَلْمَانَ قَالَ: سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَالْتَفَتَ إِلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: «هَلْ رَأَيْتُمْ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَضْرِبُ، فَخَرَجَ بَرَقٌ كَالْمَوْجِ، فَتُكَبِّرُ، فَنُكَبِّرُ لَا نَرَى ضِيَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: «صَدَقْتُمْ، ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الْأُولَى، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ، فَأَضَاءَ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنُ كِسْرَى، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الثَّانِيَةَ، فَبَرَقَ -[84]- الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ الْحُمُرِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا، ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا يَبْلُغُهُمُ النَّصْرُ، فَأَبْشِرُوا» يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا، فَابْتَشَرَ الْمُسْلِمُونَ، وَقَالُوا: مَوْعُودٌ صَادِقٌ بَارٌّ، وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَصْرِ وَالْفُتُوحَ، فَتَرَاءَوُا الْأَحْزَابَ، فَقَالَ اللَّهُ: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22] ، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَكَذَلِكَ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: §أُوخِيَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَسَكَنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ الشَّامَ، وَسَكَنَ سَلْمَانُ الْكُوفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ §آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَحُذَيْفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُمَا كَانَا يُنْكِرَانِ كُلَّ مُؤَاخَاةٍ كَانَتْ بَعْدَ بَدْرٍ، وَيَقُولَانِ: قَطَعَتْ بَدْرٌ الْمَوَارِيثَ , §وَسَلْمَانُ يَوْمَئِذٍ فِي رَقٍّ، وَإِنَّمَا عُتِقَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْخَنْدَقُ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: نَزَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ -[85]- مَنَعَهُ سَلْمَانُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَصُومَ مَنَعَهُ، فَقَالَ: أَتَمْنَعُنِي أَنْ أَصُومَ لِرَبِّي وَأُصَلِّيَ لِرَبِّي؟ فَقَالَ: إِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ، وَنَمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «لَقَدْ §أُشْبِعَ سَلْمَانُ عِلْمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ نَائِمٌ، قَالَ: فَقَالَ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَحْيَاهَا، وَيَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَأَمَرَهُمْ، فَصَنَعُوا طَعَامًا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَكَلَ، ثُمَّ أَتَيَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ - وَهُوَ يَضْرِبُ عَلَى فَخِذِ أَبِي الدَّرْدَاءِ - عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ» . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «لَا تَخُصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ بَيْنَ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ بَيْنَ الْأَيَّامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ سَلْمَانَ أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَبَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ الْقِيَامَ حَبَسَهُ، حَتَّى نَامَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَفْطَرَ، فَأَتَى أَبُو الدَّرْدَاءِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ: «§عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ، لَا تُحَقْحِقْ فَتُقْطَعَ، وَلَا تُحْبَسَ فَتُسْبَقَ، أَقْصِدْ تَبْلُغْ سَيْرَ الرِّكَابَاتِ، تَطَأُ فِيهَا الْبَرْدَيْنِ وَالْخَفْقَتَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ، فَقَالَ: §أُوتِيَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَهُ

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سُئِلَ -[86]- عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، فَقَالَ: ذَاكَ §امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ عَلِمَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْآخَرَ، وَكَانَ بَحْرًا لَا يُنْزَفُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيِّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذٍ أَنَّ مُعَاذًا أَمَرَهُ أَنْ §يَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ أَحَدُهُمْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ خَالٍ لَهُ أَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، قَالَ لِلنَّاسِ: §اخْرُجُوا بِنَا نَتَلَقَّ سَلْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، أَنَّ عُمَرَ جَعَلَ §عَطَاءَ سَلْمَانَ سِتَّةَ آلَافٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ §عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: كَانَ §عَطَاءُ سَلْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: كَانَ §عَطَاءُ سَلْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: كَانَ §عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَعَطَاءُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا الْفَارِسِيِّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ وَابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ وَخَمْسِمِائَةٍ؟ قَالُوا: إِنَّ سَلْمَانَ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَشْهَدًا لَمْ يُشْهِدْهُ ابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[87]- جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ §عَطَاءُ سَلْمَانَ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَكَانَ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ يَخْطُبُ فِي عَبَاءَةٍ يَفْتَرِشُ نِصْفَهَا وَيَلْبَسُ نِصْفَهَا، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ وَيَأْكُلُ مِنْ سَفِيفِ يَدَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانَبَه، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ بِالْمَدَائِنِ فِي بَعْضِ طُرُقِهَا يَمْشِي، فَزَحِمَتْهُ حَمَلَةٌ مِنْ قَصَبٍ، فَأَوْجَعَتْهُ، فَتَأَخَّرَ إِلَى صَاحِبِهَا الَّذِي يَسُوقُهَا، فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ، فَحَرَّكَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَا §مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ إِمَارَةَ الشَّبَابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنُّ سَلْمَانَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى النَّاسِ فِي أَنْدَرْوَرْدَ وَعَبَاءَةٍ، فَإِذَا رَأَوْهُ، قَالُوا: كُرْكَ آمَذْ كُرْكَ آمَذْ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ: مَا يَقُولُونَ؟ قَالُوا: يُشَبِّهُونَكَ بِلُعْبَةٍ لَهُمْ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ: لَا عَلَيْهِمُ، فَإِنَّمَا §الْخَيْرُ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ هُرَيْمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ عَلَى حِمَارٍ عُرْيٍ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيٌّ قَصِيرٌ ضَيِّقُ الْأَسْفَلِ، وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلَ السَّاقَيْنِ كَثِيرَ الشَّعْرِ، وَقَدِ ارْتَفَعَ الْقَمِيصُ حَتَّى بَلَغَ قَرِيبًا مِنْ رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَحْضُرُونَ خَلْفَهُ، فَقُلْتُ: أَلَا تَنَحَّوْنَ عَنِ الْأَمِيرِ؟ فَقَالَ: دَعْهُمْ فَإِنَّمَا §الْخَيْرُ وَالشَّرُّ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَمَرَّ بِفِتْيَانٍ مِنْ فِتْيَانِ الْجُنْدِ، فَضَحِكُوا، وَقَالُوا: هَذَا أَمِيرُكُمْ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلَا تَرَى هَؤُلَاءِ مَا يَقُولُونَ -[88]-، قَالَ: §دَعْهُمْ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ التُّرَابِ فَكُلْ مِنْهُ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا عَلَى اثْنَيْنِ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَالْمُضْطَرِّ فَإِنَّهَا لَا تَحْجَبُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ، مَعَهُ حِمْلُ تِينٍ، وَعَلَى سَلْمَانَ أَنْدَرْوَرْدُ وَعَبَاءَةٌ، فَقَالَ لِسَلْمَانَ: تَعَالَ احْمِلْ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ سَلْمَانَ، فَحَمَلَ سَلْمَانُ، فَرَآهُ النَّاسُ، فَعَرَفُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا الْأَمِيرُ، قَالَ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: لَا حَتَّى §أَبْلُغَ مَنْزِلَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: أَتَيْتُ السُّوقَ، فَاشْتَرَيْتُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ، فَرَأَيْتُ سَلْمَانَ وَلَا أَعْرِفُهُ، فَسَخَّرْتُهُ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الْعَلَفَ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالُوا: نَحْمِلُ عَنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: لَمْ أَعْرِفْكَ ضَعْهُ عَافَاكَ اللَّهُ، فَأَبَى حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلِي، فَقَالَ: قَدْ §نَوَيْتُ فِيهِ نِيَّةً، فَلَا أَضَعُهُ حَتَّى أَبْلُغَ بَيْتَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ إِذَا سَجَدَتْ لَهُ الْعَجَمُ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَقَالَ: §خَشَعْتُ لِلَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: مَا يُكْرِهُكَ الْإِمَارَةَ؟ قَالَ: §حَلَاوَةُ رِضَاعَتِهَا وَمَرَارَةُ فِطَامِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ أَنَّ §سَلْمَانَ كَانَ لَهُ حُبًّى مِنْ عَبَاءٍ وَهُوَ أَمِيرُ النَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالْفَيءِ حَيْثُ مَا دَارَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْتٌ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَا أَبْنِي لَكَ بَيْتًا تَسْتَظِلُّ بِهِ مِنَ الْحَرِّ، وَتَسْكُنُ فِيهِ مِنَ الْبَرْدِ؟ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: نَعَمْ، فَلَمَّا أَدْبَرَ صَاحَ بِهِ، فَسَأَلَهُ سَلْمَانُ: §كَيْفَ تَبْنِيهِ؟ فَقَالَ: أَبْنِيهِ إِنْ قُمْتَ فِيهِ أَصَابَ رَأْسَكَ، وَإِنِ اضْطَجَعْتَ فِيهِ أَصَابَ رِجْلَكَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: نَعَمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ، يَقُولُ: دَخَلْتُ مَعَ خَالِي عَلَى سَلْمَانَ بِالْمَدَائِنِ، وَهُوَ يَعْمَلُ الْخُوصَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: §أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ، فَأَعْمَلُهُ، فَأَبِيعُهُ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، فَأُعِيدُ دِرْهَمًا فِيهِ، وَأَنْفِقُ دِرْهَمًا عَلَى عِيَالِي، وَأَتَصَدَّقُ بِدِرْهَمٍ، وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَانِي عَنْهُ مَا انْتَهَيْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ §سَلْمَانُ إِذَا أَصَابَ الشَّيْءَ اشْتَرَى بِهِ لَحْمًا، ثُمَّ دَعَا الْمُحَدِّثِينَ، فَأَكَلُوهُ مَعَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَؤُونَةَ، وَأَحْسَنَ الرِّزْقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا أَكَلَ قَالَ: §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَؤُونَةَ، وَأَوْسَعَ عَلَيْنَا فِي الرِّزْقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ - قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنِي - قَالُ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ، يَقُولُ: إِنِّي §لَأَعُدُّ الْعُرَاقَةَ عَلَى الْخَادِمِ خَشْيَةَ الظَّنِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ غُلَامُ سَلْمَانَ: كَاتِبْنِي، قَالَ -[90]-: أَلَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: أَسْأَلُ النَّاسَ، قَالَ: §تُرِيدُ أَنْ تُطْعِمَنِي غُسَالَةَ النَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى، قَالَ: قَالَ غُلَامٌ لِسَلْمَانَ: كَاتِبْنِي، قَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: §أَتَأْمُرُنِي أَنْ آكُلَ غُسَالَةَ أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ: وَسُرِقَ عَلَفُ دَابَّتِهِ، فَقَالَ لِجَارِيَتِهِ أَوْ لِغُلَامِهِ: وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ الْقِصَاصَ لَضَرَبْتُكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى سَلْمَانَ وَهُوَ يَعْجِنُ، قَالَ: فَقَالَ: أَيْنَ الْخَادِمُ؟ قَالَ: بَعَثْنَاهَا لِحَاجَةٍ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَجْمَعَ عَلَيْهَا عَمَلَيْنِ، قَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: مُنْذُ كَمْ قَدِمْتَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ §تُؤَدِّهَا لَكَانَتْ أَمَانَةً لَمْ تُؤَدِّهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: §لَا نَؤُمُّكُمْ فِي مَسَاجِدِكُمْ، وَلَا نَنْكِحُ نِسَاءَكُمْ يَعْنِي: الْعَرَبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِ، قَالُوا: كَانَ سَلْمَانُ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: §سَلْمَانُ بِمِيرِ، يَقُولُ: مُتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى سَلْمَانَ يَعُودُهُ، قَالَ: فَبَكَى سَلْمَانُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ، وَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَوْضَ، قَالَ سَلْمَانُ: وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا، فَقَالَ: «لِتَكُنْ §-[91]- بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ، وَحَوْلِي هَذِهِ الْأَسَاوِدُ» قَالَ: وَإِنَّمَا حَوْلَهُ جَفْنَةٌ أَوْ مَطْهَرَةٌ أَوْ إِجَّانَةٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُهُ بَعْدَكَ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَا عَلَى سَلْمَانَ يَعُودَانِهِ، فَبَكَى، فَقَالَا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَحْفَظْهُ مِنَّا أَحَدٌ قَالَ: «لِيَكُنْ §بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ سَلْمَانَ لِسَلْمَانَ: أَوْصِنَا، فَقَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ §يَمُوتَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ غَازِيًا أَوْ فِي نَقْلِ الْقِرَاءَةِ فَلْيَمُتْ، وَلَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ فَاجِرًا وَلَا خَائِنًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الرَّجْعَةِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي لِأَمْرٍ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخْشَى أَنْ لَا نَكُونَ حَفِظْنَا وَصِيَّةَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم، إِنَّهُ قَالَ لَنَا: «لِيَكُنْ §بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ»

قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: عَادَ الْأَمِيرُ سَلْمَانَ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ §فَاذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ -[92]- يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ، قُمْ عَنِّي وَالْأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ سَلْمَانَ الْوَفَاةُ، قَالَ لِصَاحِبَةِ مَنْزِلِهِ: §هَلُمِّي خِبْأَكِ الَّذِي اسْتَخْبَأْتُكِ، قَالَتْ: فَجِئْتُهُ بِصُرَّةِ مِسْكٍ، قَالَ: فَقَالَ: ائْتِينِي بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَنَثَرَ الْمِسْكَ فِيهِ، ثُمَّ مَاثَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِيهِ حَوْلِي، فَإِنَّهُ يَحْضُرْنِي خَلَقٌ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ يَجِدُونَ الرِّيحَ وَلَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ، ثُمَّ اجْفَئِي عَلَيَّ الْبَابَ وَانْزِلِي , قَالَتْ: فَفَعَلْتُ وَجَلَسْتُ هُنَيْهَةً، فَسَمِعْتُ هَسْهَسَةً، قَالَتْ ثُمَّ صَعِدْتُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَصَابَ سَلْمَانُ صُرَّةَ مِسْكٍ يَوْمَ فُتِحَتْ جَلُولَاءُ، فَاسْتَوْدَعَهَا امْرَأَتَهُ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: §هَاتِي هَذِهِ الْمِسْكَةَ، فَمَرَسَهَا فِي مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِيهَا حَوْلِي، فَإِنَّهُ يَأْتِينِي زُوَّارٌ الْآنَ. قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمْ يَمْكُثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى قُبِضَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَزْلُ، عَنِ امْرَأَةِ سَلْمَانَ بُقَيْرَةَ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ - يَعْنِي: سَلْمَانَ - دَعَانِي وَهُوَ فِي عُلَيَّةٍ لَهُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، فَقَالَ: §افْتَحِي هَذِهِ الْأَبْوَابَ يَا بُقَيْرَةُ، فَإِنَّ لِيَ الْيَوْمَ زُوَّارًا، لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ يَدْخُلُونَ عَلَيَّ، ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ لَهُ، فَقَالَ: أَدِيفِيهِ فِي تَنُّورٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِيهِ حَوْلَ فِرَاشِي، ثُمَّ انْزِلِي فَامْكُثِي، فَسَوْفَ تَطَّلِعِينَ، فَتَرَيْ عَلَى فِرَاشِي، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ أُخِذَ رُوحُهُ، فَكَأَنَّمَا هُوَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَنَحْوًا مِنْ هَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ سَلْمَانَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَعَا بِصُرَّةٍ مِنْ مِسْكٍ كَانَ أَصَابَهَا مِنْ بَلَنْجَرَ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُدَافَ، وَتُجْعَلَ حَوْلَ فِرَاشِهِ، وَقَالَ: فَإِنَّهُ §يَحْضُرُنِي -[93]- اللَّيْلَةَ مَلَائِكَةٌ يَجِدُونَ الرِّيحَ وَلَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ لَهُ: أَيْ أُخَيَّ أَيُّنَا §مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلْيَتَرَاءَ لَهُ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَوَيَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ مُخَلَّاةٌ تَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ حَيْثُ شَاءَتْ وَنَسَمَةُ الْكَافِرِ فِي سِجْنٍ، فَمَاتَ سَلْمَانُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ قَائِلٌ بِنِصْفِ النَّهَارِ عَلَى سَرِيرٍ لِي، فَأَغْفَيْتُ إِغْفَاءَةً إِذْ جَاءَ سَلْمَانُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ قَالَ: خَيْرًا، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ سَلْمَانَ مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، فَرَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتَهَا أَفْضَلَ؟ قَالَ: وَجَدْتُ §التَّوَكُّلَ شَيْئًا عَجِيبًا قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: تُوُفِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدَائِنِ

ومن بني عبد شمس بن عبد مناف

§وَمَنْ بَنِي عَبْدِ شَّمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه أم خالد بنت خباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وكان لخالد بن سعيد من الولد سعيد، ولد بأرض الحبشة، درج، وأمه بنت خالد، ولدت بأرض الحبشة،

§خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَبَّابِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَكَانَ لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ مِنَ الْوَلَدِ سَعِيدٌ، وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، دَرَجَ، وَأُمُّهُ بِنْتُ خَالِدٍ، وُلِدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، تَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا، وَخَالِدًا، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَأُمُّهُمَا هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ خُزَاعَةَ، وَلَيْسَ لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ، أَسْلَمَ وَكَانَ بَدْءُ إِسْلَامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ وَاقِفٌ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذِكْرُ مِنْ سَعَتِهَا مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ، وَيَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ فِيهَا وَيَرَى رَسُولَ اللَّهِ آخِذًا بِحَقْوَيْهِ لِئَلَّا يَقَعَ , فَفَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ، فَقَالَ: أَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٌّ، فَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ وَتَدْخُلُ مَعَهُ فِي الْإِسْلَامِ الَّذِي يَحْجِزُكَ مِنْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا، فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَجْيَادَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِلَى مَا تَدْعُو؟ قَالَ: " §أَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلْعَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ، قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَسُّرَ رَسُولُ اللَّهِ بِإِسْلَامِهِ , -[95]- وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلَامِهِ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ مِمَّنْ لَمْ يُسْلِمْ، وَرَافِعًا مَوْلَاهُ، فَوَجَدُوهُ، فَأَتَوْا بِهِ إِلَى أَبِيهِ أَبِي أُحَيْحَةَ، فَأَنَّبَهُ وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَتْبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَنْتَ تَرَى خِلَافَهُ قَوْمَهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَعَيْبِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ , فَقَالَ خَالِدٌ: قَدْ صَدَقَ وَاللَّهِ وَاتَّبَعْتُهُ، فَغَضِبَ أَبُو أُحَيْحَةَ، وَنَالَ مِنَ ابْنِهِ، وَشَتَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ، فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي، وَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَا أَعِيشُ بِهِ، فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: لَا يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ، فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ يَلْزَمُهُ وَيَكُونُ مَعَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، قَالَ: كَانَ §إِسْلَامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا، وَكَانَ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو سِرًّا، وَكَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيُصَلِّي فِي نَوَاحِي مَكَّةَ خَالِيًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَدَعَاهُ فَكَلَّمَهُ أَنْ يَدَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَقَالَ خَالِدٌ: لَا أَدَعُ دِينَ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو أُحَيْحَةَ بِقَرَّاعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَأَجَاعَهُ، وَأَعْطَشَهُ حَتَّى لَقَدْ مَكَثَ فِي حَرِّ مَكَّةَ ثَلَاثًا مَا يَذُوقَ مَاءً، فَرَأَى خَالِدٌ فُرْجَةً، فَخَرَجَ، فَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى حَضَرَ خُرُوجَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَعَزِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ §مَرِضَ، فَقَالَ: لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لَا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِبَطْنِ مَكَّةَ، فَقَالَ -[96]- خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ لَا تَرْفَعُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، تَقُولُ: كَانَ أَبِي §خَامِسًا فِي الْإِسْلَامِ، قُلْتُ: فَمَنْ تَقَدَّمَهُ؟ قَالَتُ: ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَسْلَمَ أَبِي قَبْلَ الْهِجْرَةِ الْأُولَى إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهَاجَرَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، وَأَقَامَ بِهَا بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوُلِدْتُ أَنَا بِهَا، وَقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ، فَأَسْهَمُوا لَنَا، ثُمَّ رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَقَمْنَا، وَخَرَجَ أَبِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، وَغَزَا مَعَهُ إِلَى الْفَتْحِ هُوَ وَعَمِّي - يَعْنِي: عَمْرًا - وَخَرَجَا مَعَهُ إِلَى تَبُوكَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبِي عَامِلًا عَلَى صَدَقَاتِ الْيَمَنِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبِي بِالْيَمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: §أَقَامَ خَالِدٌ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ كِتَابَ أَهْلِ الطَّائِفِ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ، وَهُوَ الَّذِي مَشَى فِي الصُّلْحِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، يَقُولُ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلُهُ عَلَى صَدَقَاتِ مَذْحِجٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَتْ: §خَرَجَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ الْخُزَاعِيَّةُ " فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ سَعِيدًا , وَأُمَّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ امْرَأَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَهَكَذَا كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ، يَقُولُ: هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفٍ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالَا: أَمِينَةُ بِنْتُ خَلَفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، تَقُولُ: قَدِمَ أَبِي مِنَ الْيَمَنِ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنْ بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ: أَرَضِيتُمْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ، فَنَقَلَهَا عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَلَمْ يَحْمِلْهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَالِدٍ، وَحَمَلَهَا عُمَرُ عَلَيْهِ، وَأَقَامَ خَالِدٌ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ لَمْ يُبَايِعْ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُظْهِرًا وَهُوَ فِي دَارِهِ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَتُحِبُّ أَنْ أُبَايِعَكَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ فِي صُلْحِ مَا دَخَلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ، قَالَ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ أُبَايِعُكَ، فَجَاءَ وَأَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَبَايَعَهُ , وَكَانَ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ فِيْهِ حَسَنًا، وَكَانَ مُعَظِّمًا لَهُ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الْجُنُودَ عَلَى الشَّامِ، عَقَدَ لَهُ الْمُسْلِمِينَ، وَجَاءَ بِاللِّوَاءِ إِلَى بَيْتِهِ، فَكَلَّمَ عُمَرُ أَبَا بَكْرِ، وَقَالَ: تُوَلِّي خَالِدًا وَهُوَ الْقَائِلَ مَا قَالَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَرْسَلَ أَبَا أَرْوَى الدَّوْسِيَّ، فَقَالَ: إِنَّ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ: «§ارْدُدْ إِلَيْنَا لِوَاءَنَا» فَأَخْرَجَهُ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَرَّتْنَا وِلَايَتُكُمْ وَلَا سَاءَنَا عَزْلُكُمْ، وَإِنَّ الْمُلِيمَ لَغَيْرُكَ، فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِأَبِي بَكْرٍ دَاخِلٌ عَلَى أَبِي يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَيَعْزِمُ عَلَيْهِ أَلَّا يَذْكُرَ عُمَرَ بِحَرْفٍ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَبِي يَتَرَحَّمُ عَلَى عُمَرَ حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ -[98]- بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: لَمَّا §عَزَلَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدًا وَلَّى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ جُنْدَهُ، وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إِلَى يَزِيدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا عَزَلَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، أَوْصَى بِهِ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ، فَقَالَ: §انْظُرْ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ فَاعْرِفْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْكَ مِثْلَ مَا كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَهُ لَكَ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْهِ لَوْ خَرَجَ وَالِيًا عَلَيْكَ، وَقَدْ عَرَفْتَ مَكَانَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ لَهُ وَالٍ، وَقَدْ كُنْتُ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ عَزْلَهُ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خَيْرًا لَهُ فِي دِينِهِ مَا أَغْبِطُ أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ، وَقَدْ خَيَّرْتُهُ فِي أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، فَاخْتَارَكَ عَلَى غَيْرِكَ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَإِذَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى رَأْيِ التَّقِيِّ النَّاصِحِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَنْ تَبْدَأُ بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلْيَكُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَالِثًا، فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ نُصْحًا وَخَيْرًا، وَإِيَّاكَ وَاسْتِبْدَادَ الرَّأْيِ عَنْهُمْ أَوْ تَطْوِي عَنْهُمْ بَعْضَ الْخَبَرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ لِمُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ قَدِ اخْتَارَكَ عَلَى غَيْرِكَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ لَمَّا عَزَلَهُ أَبُو بَكْرٍ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَيُّ الْأُمَرَاءِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: ابْنُ عَمِّي أَحَبُّ إِلَيَّ فِي قَرَابَتِهِ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ فِي دِينِي، فَإِنَّ هَذَا أَخِي فِي دِينِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَاصِرِي عَلَى ابْنِ عَمِّي، فَاسْتَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَ شُرَحْبِيلِ ابْنِ حَسَنَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَتْحَ أَجْنَادِينَ وَفِحْلٍ وَمَرْجِ الصُّفَّرِ، وَكَانَتْ أُمُّ الْحَكِيمِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَقُتِلَ عَنْهَا بِأَجْنَادِينَ، فَأَعْدَتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُهَا، وَكَانَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ يُرْسِلُ إِلَيْهَا فِي عِدَّتِهَا يَتَعَرَّضُ لِلْخِطْبَةِ

، فَحَطَّتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَتَزَوَّجَهَا عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَرْجَ الصُّفَّرِ، أَرَادَ خَالِدٌ أَنْ يُعَرِّسَ بِأُمِّ حَكِيمٍ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ: لَوْ أَخَّرْتَ الدُّخُولَ حَتَّى يَفُضَّ اللَّهُ هَذِهِ الْجُمُوعَ، فَقَالَ خَالِدٌ: إِنَّ §نَفْسِي تُحَدِّثُنِي أَنِّي أُصَابُ فِي جُمُوعِهِمْ، قَالَتْ: فَدُونَكَ، فَأَعْرَسَ بِهَا عِنْدَ الْقَنْطَرَةِ الَّتِي بِالصُّفَّرِ، فَبِهَا سُمِّيَتْ قَنْطَرَةَ أُمِّ حَكِيمٍ، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا فِي صُبْحِ مُدْخَلِهِ، فَدَعَا أَصْحَابَهُ عَلَى طَعَامٍ، فَمَا فَرَغُوا مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى صَفَّتِ الرُّومُ صُفُوفَهَا صُفُوفًا خَلْفَ صُفُوفٍ، وَبَرَزَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُعَلَّمٌ يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ، فَنَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَبَرَزَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَتَلَهُ حَبِيبٌ، وَرَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ، وَبَرَزَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَاتَلَ، فَقُتِلَ، وَشَدَّتْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا، وَعَدَتْ وَإِنَّ عَلَيْهَا لَدِرْعَ الْحَلُوقِ فِي وَجْهِهَا، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ عَلَى النَّهَرِ، وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، وَأَخَذَتِ السُّيُوفُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَلَا يُرْمَى بِسَهْمٍ وَلَا يُطْعَنُ بِرُمْحٍ، وَلَا يُرْمَى بِحَجَرٍ، وَلَا يُسْمَعُ إِلَّا وَقْعُ السُّيُوفِ عَلَى الْحَدِيدِ وَهَامِ الرِّجَالِ وَأَبْدَانِهِمْ، وَقَتَلَتْ أُمُّ حَكِيمٍ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةً بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ الَّذِي بَاتَ فِيهِ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ مُعَرِّسًا بِهَا، وَكَانَتْ وَقْعَةُ مَرْجِ الصُّفَّرِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ لَبِسَ سَلَبَهُ دِيبَاجًا أَوْ حَرِيرًا، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَهُوَ مَعَ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا §تَنْظُرُونَ، مَنْ شَاءَ فَلْيَعْمَلْ مِثْلَ عَمَلِ خَالِدٍ، ثُمَّ يَتَلَبَّسْ لِبَاسَ خَالِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَهُ فِي رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى مَلِكِ الْحَبَشَةِ، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ وَمَعَ خَالِدٍ امْرَأَةٌ لَهُ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً، وَتَحَرَّكَتْ وَتَكَلَّمَتْ هُنَاكَ -[100]-، ثُمَّ إِنَّ خَالِدًا أَقْبَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَقَدْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي وَمَعَهُ ابْنَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ نَشْهَدْ مَعَكَ بَدْرًا، فَقَالَ: «أَوَمَا §تَرْضَى يَا خَالِدُ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ، وَلَكُمْ هِجْرَتَانِ ثِنْتَانِ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكُمْ» . ثُمَّ إِنَّ خَالِدًا قَالَ لِابْنَتِهِ: اذْهَبِي إِلَى عَمِّكِ، اذْهَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَلِّمِي عَلَيْهِ، فَذَهَبَتِ الْجُوَيْرِيَّةُ حَتَّى أَتَتْهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ أَصْفَرُ، فَأَشَارَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرِيهِ فَقَالَ: سَنَهْ سَنَهْ سَنَهْ يَعْنِي: حَسَنٌ، يَعْنِي بِالْحَبَشِيَّةِ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي

عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. ولم يكن له عقب

§عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا §أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَنَعَ بِهِ أَبُوهُ أُحَيْحَةُ مَا صَنَعَ، فَلَمْ يَرْجِعْ خَالِدٌ عَنْ دِينِهِ، وَلَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، غَاظَ ذَلِكَ أَبَا أُحَيْحَةَ وَغَمَّهُ، وَقَالَ: لَأَعْتَزِلَنَّ فِي مَالِي لَا أَسْمَعُ شَتْمَ آبَائِي وَلَا عَيْبَ آلِهَتِي، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَقَامِ مَعَ هَؤُلَاءِ الصُّبَاةِ، فَاعْتَزَلَ فِي مَالِهِ بِالظُّرَيْبَةِ نَحْوَ الطَّائِفِ، وَكَانَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَلَى دِينِهِ وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيُعْجِبُهُ، فَقَالَ أَبُو أُحَيْحَةَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَا أَنْشِدْنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَ شَعْرِي عَنْكَ يَا عَمْرُو سَائِلًا ... إِذَا شَبَّ وَاشْتَدَّتْ يَدَاهُ وَسُلَّحَا

أَتَتْرُكُ أَمْرَ قَوْمٍ فِيهِ بَلَابِلٌ ... وَتَكْشِفُ غَيْظًا كَانَ فِي الصَّدْرِ مُوجَحَا؟ - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الْحَكِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ -: فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو أُحَيْحَةَ إِلَى مَالِهِ بِالظُّرَيْبَةِ أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، وَلَحِقَ بِأَخِيهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: §أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ بَعْدَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ شَقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجٍ الْكِنَانِيَةُ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَيْضًا يُسَمِّيهَا وَيَنْسُبُهَا هَكَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، قَالَتْ: §قَدِمَ عَلَيْنَا عَمِّي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَرْضَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ مَقْدَمِ أَبِي بِسَنَتَيْنِ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى حُمِلَ فِي السَّفِينَتَيْنِ مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَشَهِدَ عَمْرٌو مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَتَبُوكَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ، فَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَكَانَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ

ومن حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف

§وَمَنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

أبو أحمد بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. واسمه عبد الله. وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

§أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: §أَسْلَمَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ مَعَ أَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ يَدْعُو فِيهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: هَاجَرَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ مَعَ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْمِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلُوا عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَعَمَدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى دَارِ أَبِي أَحْمَدَ، فَبَاعَهَا مِنْ ابْنِ عَلْقَمَةَ الْعَامِرِيِّ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَفَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، قَامَ أَبُو أَحْمَدَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصِيحُ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ حِلْفِي، وَأَنْشُدُ بِاللَّهِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ دَارِي، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ، فَذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي أَحْمَدَ، فَسَارَّهُ، فَنَزَلَ أَبُو أَحْمَدَ عَنْ بَعِيرِهِ، وَجَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ، فَمَا سَمِعَ ذَاكِرَهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ، وَقَالَ آلُ أَبِي أَحْمَدَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «§لَكَ بِهَا دَارٌ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي بَيْعِ دَارِهِ لِأَبِي سُفْيَانَ: [البحر الكامل] أَقْطَعْتَ عَقْدَكَ بَيْنَنَا ... وَالْجَارِيَاتِ إِلَى نَدَامَهْ أَلَا ذَكَرْتَ لَيَالِيَ الْ ... عَشْرِ الَّتِي فِيهَا الْقَسَامَهْ عَقْدِي وَعَقْدُكَ قَائِمٌ ... أَنْ لَا عُقُوقَ وَلَا أَثَامَهْ

دَارُ ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَهَا ... تَشْرِي بِهَا عَنْكَ الْغَرَامَهْ اذْهَبْ بِهَا اذْهَبْ بِهَا ... طُوِّقْتَهَا طَوْقَ الْحَمَامَهْ وَجَرَيْتَ فِيهِ إِلَى الْعُقُو ... قِ وَأَسْوَأُ الْخُلُقِ الزَّعَامَهْ قَدْ كُنْتُ آوِي إِلَى ذُرًى ... فِيهِ الْمُقَامَةُ وَالسَّلَامَهْ مَا كَانَ عَقْدُكَ مِثْلَ مَا ... عَقَدَ ابْنُ عَمْرٍو لِابْنِ مَامَهْ وَقَالَ أَيْضًا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ فِي ذَلِكَ: أَبَنِي أُمَامَةَ كَيْفَ أُخْذَلُ فِيكُمُ ... وَأَنَا ابْنُكُمْ وَحَلِيفُكُمْ فِي الْعَشْرِ وَلَقَدْ دَعَانِي غَيْرُكُمْ فَأَتَيْتُهُ ... وَخَبْأَتْكُمُ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ قَالَ: وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ قَدْ دَعَا أَبَا أَحْمَدَ إِلَى أَنْ يُحَالِفَهُ، وَقَالَ: دَمِي دُونَ دَمِكَ، وَمَالِي دُونَ مَالِكَ، فَأَبَى وَحَالَفَ حَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَكَانُوا يَتَحَالَفُونَ فِي الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ قِيَامًا يَتَمَاسَحُونَ كَمَا يَتَمَاسَحُ الْبَيِّعَانِ، وَكَانُوا يَتَوَاعَدُونَ لِذَلِكَ قَبْلَ الْعَشْرِ

عبد الرحمن بن رقيش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، شهد أحدا، وهو أخو يزيد بن رقيش الذي شهد بدرا

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رُقَيْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَخُو يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا

عمرو بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، شهد أحدا، وهو أخو عكاشة بن محصن الذي شهد بدرا

§عَمْرُو بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَخُو عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا

قيس بن عبد الله من بني أسد بن خزيمة، وهو قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته بركة بنت يسار الأزدي، وهي أخت أبي تجراة، وكان قيس بن عبد الله ظئرا لعبيد الله بن جحش، فهاجر معه إلى أرض الحبشة، فتنصر عبيد الله بن جحش،

§قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ بَرَكَةُ بِنْتُ يَسَارٍ الْأَزْدِيُّ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي تِجْرَاةَ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ظِئْرًا لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَهَاجَرَ مَعَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَتَنَصَّرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَمَاتَ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَثَبَتَ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْإِسْلَامِ

صفوان بن عمرو وهو من بني سليم بن منصور، من قيس عيلان، حلفاء بني كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، حلفاء بني عبد شمس، شهد أحدا، وهو أخو مالك، ومدلاج، وثقف بني عمرو الذين شهدوا بدرا

§صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، حُلَفَاءُ بَنِي كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَخُو مَالِكٍ، وَمِدْلَاجٍ، وَثَقْفِ بَنِي عَمْرٍو الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا

أبو موسى الأشعري واسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، وهو نبت بن آدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وأم أبي موسى: ظبية بنت وهب

§أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْزِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُذْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الْأَشْعَرِ، وَهُوَ نَبْتُ بْنُ آدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ. وَأُمُّ أَبِي مُوسَى: ظَبْيَةُ بِنْتُ وَهْبٍ مِنْ عَكٍّ، وَقَدْ كَانَتْ أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ §أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَحَالَفَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أَبَا أُحَيْحَةَ، وَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ §نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، فَبَعَثُوا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَجَمَعُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدِيَّةً، فَقَدِمْنَا، وَقَدِمُوا عَلَى النَّجَاشِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: لَيْسَ §أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَيْسَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ، وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَدِمَ هُوَ وَنَاسٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَافَقَ قُدُومُهُمْ قَدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَوَافَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَقَالُوا: قَدِمَ أَبُو مُوسَى مَعَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ وَكَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا أَنَّهُ وَافَقَ قُدُومُهُ قُدُومَهُمْ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ -[106]- هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ مِنْكُمْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قُلُوبًا، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ أَفْئِدَةً، فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ: [البحر الرجز] غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: هَاجَرْنَا مِنَ الْيَمَنِ فِي بِضْعَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، وَنَحْنُ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ: أَبُو مُوسَى، وَأَبُو رُهْمٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، فَأَخْرَجَتْهُمْ سَفِينَتُهُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَعِنْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقْبَلُوا جَمِيعًا فِي سَفِينَةٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، قَالَ: فَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا أَصْحَابُ السَّفِينَةِ جَعْفَرُ وَأَصْحَابُهُ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ، وَقَالَ: لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ. قَالَ أَبُو مُوسَى: كُنْتُ وَأَصْحَابِي مِنْ أَهْلِ السَّفِينَةِ إِذْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَهُمْ نَازِلُونَ فِي بَقِيعِ بُطْحَانَ، فَكَانَ يَتَنَاوَبُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ كُلِّ صَلَاةِ الْعِشَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ نَفَرٌ مِنْهُمْ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَأَصْحَابِي وَلَهُ بَعْضُ الشُّغْلِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ حَتَّى أَعْتَمَ بِالصَّلَاةِ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتُهُ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ: «عَلَى §رِسْلِكُمْ أُكَلِّمْكُمْ، وَأَبْشِرُوا أَنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ» - أَوْ قَالَ: مَا صَلَّى هَذِهِ -[107]- الصَّلَاةَ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ - فَرَجَعْنَا فَرِحِينَ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو مُوسَى: وَوُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الْأَشْعَرِيَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هُمْ §قَوْمُ هَذَا» يَعْنِي: أَبَا مُوسَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§سَيِّدُ الْفَوَارِسِ أَبُو مُوسَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ - أَوِ الْأَشْعَرِيَّ - أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: «لَقَدْ §أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ , أَوْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى قَالَ: «لَقَدْ §أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله -[108]- عليه وسلم سَمِعَ أَبَا مُوسَى يَقْرَأُ فَقَالَ: «لَقَدْ §أُوتِيَ أَخُوكُمْ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ أَوْ نُبِّئْتُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يُصَلِّي بِنَا، فَلَوْ قُلْتُ: إِنِّي لَمْ §أَسْمَعْ صَوْتَ صَنْجٍ قَطُّ، وَلَا بَرْبَطٍ قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ مِنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَامَ لَيْلَةً يُصَلِّي، فَسَمِعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْتِ، فَقُمْنَ يَسْتَمِعْنَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَسْتَمِعْنَ، فَقَالَ: لَوْ §عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُكَنَّ تَحْبِيرًا وَلَشَوَّقْتُكُنَّ تَشْوِيقًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَهُ وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي يَعْنِي أَبَا مُوسَى: يَا بُنَيَّ لَوْ §رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ، وَجَدَّتَ مِنَّا رِيحَ الضَّأْنِ مِنْ لِبَاسِنَا الصُّوفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §بَعَثَنِي الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَشْعَرِيَّ؟ فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَبِيرٌ وَلَا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَعْرَابَ؟ قُلْتُ: الْأَشْعَرِيِّينَ؟ قَالَ: لَا بَلْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، قُلْتُ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ سَمِعُوا هَذَا لِشِقَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَلَا تُبَلِّغْهُمْ فَإِنَّهُمْ -[109]- أَعْرَابٌ، إِلَّا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلًا جِهَادًا، قَالَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا رَأَى أَبَا مُوسَى قَالَ: §ذَكِّرْنَا يَا أَبَا مُوسَى، فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §بِالشَّامِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ كَانَ يَلِي أَمْرَ الْأُمَّةِ إِلَّا أَجْزَاهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَجَاءَ رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ لِأُرْسِلَكَ إِلَى قَوْمٍ عَسْكَرَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، قَالَ: فَلَا تُرْسِلْنِي، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا جِهَادًا أَوْ إِنَّ بِهَا رِبَاطًا، قَالَ: فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ §أَوْصَى أَنْ يُتْرَكَ أَبُو مُوسَى بَعْدَهُ سَنَةً يَعْنِي: عَلَى عَمَلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَبِي مُوسَى: §شَوِّقْنَا إِلَى رَبِّنَا، فَقَرَأَ، فَقَالُوا: الصَّلَاةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلَسْنَا فِي صَلَاةٍ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رُبَّمَا قَالَ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: §ذَكِّرْنَا رَبَّنَا، فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُوسَى، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عَلَى مِنْبَرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ §عَلَّمَهُ اللَّهُ عِلْمًا فَلْيُعَلِّمْهُ، وَلَا يَقُولَنَّ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عَلْمٌ فَيَكُونَ -[110]- مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وَيَمْرُقُ مِنَ الدِّينِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ، عَنْ سُرَّيَّةٍ لِأَبِي مُوسَى، قَالَتْ: قَالَ أَبُو مُوسَى: مَا §يَسُرُّنِي أَنْ أَشْرَبَ نَبِيذَ الْجَرِّ وَلِي خَرَاجُ السَّوَادِ سَنَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ §ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ الدُّمُوعَ حَتَّى تَنْقَطِعَ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ حَتَّى لَوْ أُجْرِيَ فِيهَا السُّفُنُ لَسَارَتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إِنَّ §الْعَرَبَ هَلَكَتْ، فَابْعَثْ إِلَيَّ بِطَعَامٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكَ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُكْتُبَ إِلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي يَوْمٍ فَيَخْرُجُونَ فِيهِ، فَيَسْتَسْقُونَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ، فَخَرَجَ أَبُو مُوسَى، فَاسْتَسْقَى، وَلَمْ يُصَلِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §الْأَشْعَرِيَّ نَزَلَ بأَصْبَهَانَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، فَأَبَوْا، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ، فَصَالَحُوهُ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتُوا عَلَى صُلْحٍ حَتَّى إِذَا أَصْبَحُوا أَصْبَحُوا عَلَى غَدْرٍ، فَبَارَزَهُمُ الْقِتَالَ، فَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي وَالِدَتِي أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ صَالِحٍ، عَنْ جَدِّهَا، وَكَانَ قَدْ نَازَلَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ بأَصْبَهَانَ، وَكَانَ صَدِيقًا لَهُ، قَالَ: كَانَ §أَبُو مُوسَى إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ، قَامَ فِيهَا حَتَّى تُصِيبَهُ السَّمَاءُ، قَالَ: كَأَنَّهُ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ -[111]- بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ الْأَشْعَرِيُّ وَهُوَ عَلَى الْبَصْرَةِ: §جَهِّزْنِي فَإِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَجَعَلْتُ أُجَهِّزُهُ، فَجَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْ جِهَازِهِ شَيْءٌ لَمْ أَفْرَغَ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ إِنِّي خَارِجٌ، فَقُلْتُ: لَوْ أَقَمْتَ حَتَّى أَفْرَغَ مِنْ بَقِيَّةِ جِهَازِكَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لِأَهْلِي: إِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنِّي إِنْ كَذَبْتُ أَهْلِي كَذَبُونِي، وَإِنْ خُنْتُهُمْ خَانُونِي، وَإِنْ أَخْلَفْتُهُمْ أَخْلَفُونِي. فَخَرَجَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ حَوَائِجِهِ بَعْضُ شَيْءٍ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: خَرَجَ §أَبُو مُوسَى حِينَ نَزَعَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَمَا مَعَهُ إِلَّا سِتُّمِائَةِ دِرْهَمٍ، عَطَاءُ عِيَالِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ §أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِذَا نَامَ لَبِسَ ثِيَابًا عِنْدَ النَّوْمِ مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُ كَلَامَ §أَبِي مُوسَى إِلَّا بِالْجَزَّارِ الَّذِي لَا يُخْطِئُ الْمَفْصِلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْكِلَابِيُّ الْأَحْوَلُ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي طَاعُونٍ وَقَعَ: اخْرُجْ بِنَا إِلَى وَابِقَ نَبْدُو بِهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِلَى اللَّهِ §آبِقُ لَا إِلَى وَابِقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: §كَتَبَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ سَلَامٌ عَلَيْكَ: أَمَّا بَعْدُ

فَإِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَدْ بَايَعَنِي عَلَى الَّذِي قَدْ بَايَعَنِي عَلَيْهِ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ: لَئِنْ بَايَعْتَنِي عَلَى مَا بَايَعَنِي عَلَيْهِ لَأَبْعَثَنَّ ابْنَيْكَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْبَصْرَةِ وَالْآخَرُ عَلَى الْكُوفَةِ، وَلَا يُغْلَقُ دُونَكَ بَابٌ، وَلَا تُقْضَى دُونَكَ حَاجَةٌ، وَإِنِّي كُتَبْتَ إِلَيْكَ بِخَطِّ يَدِي، فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِخَطِّ يَدِكَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تَعَلَّمْتُ الْمُعْجَمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ مِثْلَ الْعَقَارِبِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي جَسِيمِ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، لَا حَاجَةَ لِي فِيمَا عَرَضَّتَ عَلَيَّ، قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ أَتَيْتُهُ، فَلَمْ يُغْلَقْ دُونِي بَابٌ، وَلَمْ تَكُنْ لِي حَاجَةٌ إِلَّا قُضِيَتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ أَصَابَتْهُ قَرْحَتُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ يَا ابْنَ أَخِي، §تَحَوَّلْ فَانْظُرْ، قَالَ: فَتَحَوَّلَتُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هِيَ قَدْ سَبَرَتْ - يَعْنِي: قَرْحَتَهُ -، فَقُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ إِذْ دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاسْتَوْصِ بِهَذَا، فَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَخًا لِي - أَوْ خَلِيلًا أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ - غَيْرَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْقِتَالِ مَا لَمْ يَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي مُوسَى تَابِعٌ، فَقَذَفَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَقَالُ لِي: §يُوشِكُ أَبُو مُوسَى أَنْ يَذْهَبَ وَلَا يُحْفَظَ حَدِيثُهُ، فَاكْتُبْ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ حَدِيثَهُ، قَالَ: فَحَدَّثَ حَدِيثًا، فَذَهَبْتُ أَكْتُبُهُ كَمَا كُنْتُ أَكْتُبُ، فَارْتَابَ بِي، وَقَالَ: لَعَلَّكَ تَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأْتِنِي بِكُلِّ شَيْءٍ كَتَبْتَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَمَحَاهُ، ثُمَّ قَالَ: احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: §بَلَغَ أَبَا مُوسَى أَنَّ قَوْمًا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ -[113]- أَنْ لَيْسَ لَهُمْ ثِيَابٌ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ فِي عَبَاءَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْهُمْ، قَالَ: §أَتَى أَبُو مُوسَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ بِالنَّخِيلَةِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَجُبَّةٌ سَوْدَاءُ، وَمَعَهُ عَصًا سَوْدَاءُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ §الْحَكَمَانِ أَبُو مُوسَى وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَبْتَغِي الدُّنْيَا وَالْآخَرُ يَبْتَغِي الْآخِرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى الْقَصِيرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوسَى أَيَّامَ الْحَكَمَيْنِ وَفُسْطَاطِي إِلَى جَانِبِ فُسْطَاطِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ لَحِقُوا بِمُعَاوِيَةَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو مُوسَى رَفَعَ رَفْرَفَ فُسْطَاطِهِ، فَقَالَ: يَا مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ أَبَا مُوسَى قَالَ: إِنَّ §الْإِمْرَةَ مَا اؤْتُمِرَ فِيهَا وَإِنَّ الْمُلْكَ مَا غُلِبَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى، قَالَ: لَا §يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ كَمَا يَتَبَيَّنُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو مُوسَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ السُّمَيْطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى وَهُوَ يَخْطُبُ: إِنَّ §بَاهِلَةَ كَانَتْ كُرَاعًا، فَجَعَلْنَاهَا ذِرَاعًا، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكَ بِأَلْأَمِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: عَكٌّ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، قَالَ: أُولَئِكَ وَأَبِيكَ آبَائِي يَا سَابُّ أَمِيرَهُ تَعَالَ، قَالَ: فَضَرَبَ عَلَيْهِ فُسْطَاطًا، فَرَاحَتْ عَلَيْهِ قَصْعَةٌ، وَغَدَتْ أُخْرَى، فَكَانَ ذَاكَ سِجْنَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: إِنِّي §لَأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ -[114]-، فَأَحْنِي ظَهْرِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ §أَبُو مُوسَى إِذَا اغْتَسَلَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ تَجَاذَبَ، وَحَنَى ظَهْرَهُ حَتَّى يَأْخُذَ ثَوْبَهُ وَلَا يَنْتَصِبُ قَائِمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: إِنِّي §لَأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْخَالِي، فَيَمْنَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْ رَبِّي أَنْ أُقِيمَ صُلْبِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، قَالَ: رَأَى أَبُو مُوسَى قَوْمًا يَقِفُونَ فِي الْمَاءِ بِغَيْرِ أُزُرٍ، فَقَالَ: لَأَنْ §أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ، ثُمَّ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ، ثُمَّ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: لِأَنْ §يَمْتَلِئَ مَنْخَرَيْ مِنْ رِيحِ جِيفَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ مِنْ رِيحِ امْرَأَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى ابْنِ بُرْثُنٍ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى وَزِيَادٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَرَأَى فِي يَدِ زِيَادٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: اتَّخَذْتُمْ حَلَقَ الذَّهَبِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَّا أَنَا §فَخَاتَمِي حَدِيدٌ، فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ أَنْتَنُ أَوْ أَخْبَثُ - شَكَّ سَعِيدٌ - مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا، فَلْيَتْخَتِمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا مُوسَى دَاخِلًا مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةٌ وَمِطْرَفٌ حِيرِيُّ

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ زُهَيْرٌ - وَأَشَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بَابِ كِنْدَةَ - -[115]- قُلْتُ لِزُهَيْرٍ: §أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: فَايِشٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّهُ وَصَفَ الْأَشْعَرِيَّ، فَقَالَ: §رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ قَصِيرٌ أَثَطُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ §اجْعَلْ عُبَيْدًا أَبَا عَامِرٍ فَوْقَ أَكْثَرِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . فَقُتِلَ يَوْمَ أَوْطَاسٍ، فَقَتَلَ أَبُو مُوسَى قَاتِلَهُ، قَالَ أَبُو وَائِلٍ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَجْتَمِعَ أَبُو مُوسَى وَقَاتِلُ عُبَيْدٍ فِي النَّارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ الْمَوْتُ دَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: §انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ، فَلَا تُؤذِنُنَّ بِي أُحُدًا، وَلَا يَتْبَعَنِّي صَوْتٌ وَلَا نَارٌ، وَلْيَكُنْ مُمْسَى أَحَدِكُمْ بِحِذَاءِ رُكْبَتِي مِنَ السَّرِيرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، يَقُولُ: إِنَّ أَبَا مُوسَى لَمَّا أُغْمِيَ عَلَيْهِ بَكَتْ عَلَيْهِ ابْنَةُ الدَّوْمِيِّ أُمُّ أَبِي بُرْدَةَ، فَقَالَ: §أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَخَرَقَ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَا §عَلِمْتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِامْرَأَتِهِ، فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: مَنْ حَلَقَ وَخَرَقَ وَسَلَقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خَالِدٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، وَقَالَ: إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّا بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْ حَلَقَ وَخَرَقَ وَسَلَقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ -[116]- الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ، فَصَاحَتْ عَلَيْهِ أُمُّ بُرْدَةَ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: إِنِّي §بَرِئٌ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَشَقَّ يَقُولُ: لِلْخَامِشَةِ وَجْهَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ حَفَرَةِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: إِذَا §حَفَرْتُمْ لِي فَأَعْمِقُوا لِي قَعْرَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: §أَعْمِقْوا لِي قَبْرِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، قَالَ: §مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّهِ مَاتَ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ بِعَشْرِ سِنِينَ، سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي من الأزد، حليف في بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. حليف سعيد بن العاص أو عتبة بن ربيعة، وأسلم بمكة قديما، وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية في رواية موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبي معشر، ومحمد بن عمر

§مُعَيْقِيبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، حَلِيفٌ فِي بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. حَلِيفُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَوْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، وَهُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ §لِمُعَيْقِيبٍ حِلْفٌ فِي آلِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَخَرَجَ مُعَيْقِيبٌ مِنْ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ حِينَ قَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَشَهِدَ خَيْبَرَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: أَمَّرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى جُرَشٍ، فَقَدِمْتُهَا، فَحَدَّثُونِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِصَاحِبِ هَذَا الْوَجَعِ الْجُذَامِ: «§اتَّقُوهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبْعُ، إِذَا هَبَطَ وَادِيًا فَاهْبِطُوا غَيْرَهُ» . فَقُلْتُ لَهُمْ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَكُمْ هَذَا مَا كَذَبَكُمْ، فَلَمَّا عَزَلَنِي عَنْ جُرَشٍ، قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَنْكَ أَهْلُ جُرَشٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا حَدَّثَتْهُمْ هَذَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُؤْتَى بِالْإِنَاءِ فِيهِ الْمَاءُ، فَيُعْطِيهِ مُعَيْقِيبًا، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ذَلِكَ الْوَجَعُ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ، ثُمَّ يَتَنَاوَلُهُ عُمَرُ مِنْ يَدِهِ، فَيَضَعُ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهِ حَتَّى يَشْرَبَ مِنْهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّمَا يَصْنَعُ عُمَرُ ذَلِكَ فِرَارًا مِنْ أَنْ يَدْخُلَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَدَوَى. قَالَ: وَكَانَ يَطْلُبُ لَهُ الطِّبَّ مِنْ كُلِّ مَنْ سَمِعَ لَهُ بِطِبٍ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمَا مِنْ طِبٍّ لِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ هَذَا الْوَجَعَ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ؟ فَقَالَا: أَمَّا شَيْءٌ يُذْهِبُهُ، فَإِنَّا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّا سَنُدَاوِيهِ دَوَاءً يَقِفُهُ فَلَا يَزِيدُ، قَالَ عُمَرُ: عَاقِبَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَقِفَ فَلَا يَزِيدُ، فَقَالَا لَهُ: هَلْ تُنْبِتُ أَرْضُكَ الْحَنْظَلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَا: فَاجْمَعْ لَنَا مِنْهُ، فَأَمَرَ مَنْ جَمَعَ لَهُمَا مِنْهُ مِكْتَلَيْنِ عَظِيمَيْنِ، فَعَمَدَا إِلَى كُلِّ -[118]- حَنْظَلَةٍ فَشَقَاهَا بِثِنْتَيْنِ، ثُمَّ أَضْجَعَا مُعَيْقِيبًا، ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمَا بِإِحْدَى قَدَمَيْهِ، ثُمَّ جُعْلًا يُدَلِّكَانِ بُطُونَ قَدَمَيْهِ بِالْحَنْظَلَةِ حَتَّى إِذَا امَّحَقَتَ أَخْذًا أُخْرَى حَتَّى رَأَيْنَا مَعَيْقِيبًا يَتَنَخَّمُ أَخْضَرَ مُرَّاءً، ثُمَّ أَرْسَلَاهُ، فَقَالَا لِعُمَرَ: لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ مُعَيْقِيبٌ مُتَمَاسِكًا لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو زِيَادٍ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَاهُمْ لِغَدَائِهِ، فَهَابُوا وَكَانَ فِيهِمْ مُعَيْقِيبٌ، وَكَانَ بِهِ جُذَامٌ، فَأَكَلَ مُعَيْقِيبٌ مَعَهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: §خُذْ مِمَّا يَلِيكَ، وَمِنْ شِقِّكَ، فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا آكَلَنِي فِي صَحْفَةٍ، وَلَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ، وُضِعَ لَهُ الْعَشَاءُ مَعَ النَّاسِ يَتَعَشَّوْنَ، فَخَرَجَ، فَقَالَ لِمُعَيْقِيبِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيِّ - وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ: §ادْنُ فَاجْلِسْ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ كَانَ غَيْرُكَ بِهِ الَّذِي بِكَ لَمَا أُجْلِسَ مِنِّي أَدْنَى مِنْ قِيدِ رُمْحٍ

صبيح مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس

§صُبَيْحٌ مَوْلَى أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ §صُبَيْحًا، مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ تَجَهَّزَ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى بَدْرٍ، فَاشْتَكَى، فَتَخَلَّفَ وَحَمَلَ عَلَى بَعِيرِهِ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ، ثُمَّ شَهِدَ صُبَيْحٌ بَعْدَ ذَلِكَ أُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ

ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي

§وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ

السائب بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وأمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وهو أخو الزبير بن العوام، وشهد أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة ثنتي عشرة في خلافة

§السَّائِبُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَهُوَ أَخُو الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَيْسَ لِلسَّائِبِ عَقِبٌ

خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وأمه أم حكيم، واسمها فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة

§خَالِدُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ، وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: خَرَجَ §خَالِدُ بْنُ حِزَامٍ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فَنَهَشَ بِالطَّرِيقِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَنَزَلَتْ فِيهِ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ أَرَ أَصْحَابَنَا يُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ حِزَامٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَيْضًا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَمِنْ وَلَدِهِ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، وَكِلَاهُمَا قَدْ حَمَلَ الْعِلْمَ وَرَوَاهُ

الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وأمه أم ليث بنت أبي ليث، وهو مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية. ذكره موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر، ولم يذكره أبو

§الْأَسْوَدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ لَيْثٍ بِنْتُ أَبِي لَيْثٍ، وَهُوَ مُسَافِرُ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ. ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ، إِلَّا أَنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ أَخْطَأَ فِي اسْمِهِ جَعَلَهُ نَوْفَلَ بْنَ خُوَيْلِدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، الَّذِي أَسْلَمَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. مِنْ وَلَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَيُكْنَى أَبَا الْأَسْوَدِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: يَتِيمُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ وَعِلْمٌ، وَلَمْ يَبْقَ لِلْأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلٍ عَقِبٌ

عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه عاتكة بنت خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، فمات هناك في روايتهم جميعا وليس له عقب

§عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فَمَاتَ هُنَاكَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وأمه قريبة الكبرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وكان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا، وقتل يوم الطائف شهيدا، ليس له عقب.

§يَزِيدُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ قُرَيْبَةٌ الْكُبْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقُتِلَ يَوْمَ الطَّائِفِ شَهِيدًا، لَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. جَمَحَ بِهِ فَرَسُهُ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْجَنَاحُ، إِلَى حِصْنِ الطَّائِفِ، فَقَتَلُوهُ، وَيُقَالُ: بَلْ قَالَ لَهُمْ: آمِنُونِي حَتَّى أُكَلِّمَكُمْ، فَآمَنُوهُ، ثُمَّ رَمَوْهُ بِالنَّبْلِ حَتَّى قَتَلُوهُ

ومن بني عبد الدار بن قصي

§وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

أبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمه رومية، وهو أخو مصعب بن عمير لأبيه. قال محمد بن عمر: وكان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية. وقد ذكره أيضا موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق في روايتهما فيمن هاجر إلى

§أَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ رُومِيَّةُ، وَهُوَ أَخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ لِأَبِيهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِمَا فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَشَهِدَ أُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَيْسَ §أَبُو الرُّومِ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَوْ كَانَ مِنْهُمْ لَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ مَنْ شَهِدَهَا مِمَّنْ قَدِمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَبْلَ بَدْرٍ، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا

فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. وأمه زينب بنت النباش بن زرارة من بني أسد بن عمرو بن تميم. وكان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا إلا أن موسى بن عقبة، وأبا معشر كانا

§فِرَاسُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا إِلَّا أَنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَأَبَا مَعْشَرٍ كَانَا يَغْلَطَانِ فِي أَمْرِهِ، فَيَقُولَانِ: النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ قُتِلَ كَافِرًا يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا، وَالَّذِي أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ابْنُهُ فِرَاسُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

جهم بن قيس بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. وأمه رهيمة، وأخوه لأمه جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. وكان جهم بن قيس قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا، ومعه امرأته

§جَهْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ رُهَيْمَةُ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ جَهْمُ بْنُ قَيْسٍ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ حُرَيْمِلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْأَسْوَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ الْخُزَاعِيَّةِ، وَمَعَهُ ابْنَاهُ مِنْهَا عُمَرُ، وَخُزَيْمَةُ ابْنَا جَهْمٍ، وَتُوُفِّيَتْ حُرَيْمِلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْأَسْوَدِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ

ومن حلفاء بني عبد الدار

§وَمِنْ -[123]- حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ

أبو فكيهة يقال: إنه من الأزد، وقال بعضهم: كان مولى لبني عبد الدار، فأسلم بمكة، فكان يعذب ليرجع عن دينه فيأبى، وكان قوم من بني عبد الدار يخرجونه نصف النهار في حر شديد في قيد من حديد، ويلبس ثيابا، ويبطح في الرمضاء، ثم يؤتى بالصخرة، فتوضع على ظهره

§أَبُو فُكَيْهَةَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الْأَزْدِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ مَوْلًى لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ، فَكَانَ يُعَذَّبُ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ فَيَأْبَى، وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ يُخْرِجُونَهُ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حُرٍّ شَدِيدٍ فِي قَيْدٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَيَلْبَسُ ثِيَابًا، وَيُبْطَحُ فِي الرَّمْضَاءِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالصَّخْرَةِ، فَتُوضَعُ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى لَا يَعْقِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى هَاجَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ

ومن بني زهرة بن كلاب

§وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ

عامر بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وهو أخو سعد لأبيه وأمه

§عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُوَ أَخُو سَعْدٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي Lأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §أَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بَعْدَ عَشْرَةٍ، فَكَانَ حَادِيَ عَشَرَ، فَلَقِيَ مِنْ أُمِّهِ مَا لَمْ يَلْقَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ الصَّيَّاحِ بِهِ وَالْأَذَى لَهُ، حَتَّى هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جِئْتُ مِنَ الرَّمْيِ، فَإِذَا النَّاسُ -[124]- مُجْتَمِعُونَ عَلَى أُمِّي حَمْنَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ، وَعَلَى أَخِي عَامِرٍ حِينَ أَسْلَمَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالُوا: هَذِهِ أُمُّكَ قَدْ أَخَذَتْ أَخَاكَ عَامِرًا تُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَلَّا يُظِلَّهَا ظِلٌّ، وَلَا تَأْكُلَ طَعَامًا وَلَا تَشْرَبَ شَرَابًا حَتَّى يَدَعَ الصَّبَاوَةَ، فَأَقْبَلَ سَعْدٌ حَتَّى تَخَلَّصَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: عَلَيَّ يَا أُمَّهْ، §فَاحْلِفِي، قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنْ لَا تَسْتَظِلِّي فِي ظِلٍّ وَلَا تَأْكُلِي طَعَامًا وَلَا تَشْرَبِي شَرَابًا حَتَّى تَرَيْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ. فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَحْلِفُ عَلَى ابْنِي الْبَرِّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. وَقَدْ شَهِدَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أُحُدًا

المطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب. وأمه البكيرة بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. أسلم بمكة قديما، وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية ومعه امرأته رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. وكان

§الْمُطَّلِبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ الْبُكَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. أَسْلَمُ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنُ ضُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَكَانَ لِلْمُطَّلِبِ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ. وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفٍ وَلَدَتْهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ

وأخوه طليب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب. فأمه البكيرة بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. وكان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، وأبو معشر،

§وَأَخُوهُ طُلَيبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. فَأُمَّهُ الْبُكَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ -[125]- بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَكَانَ لِطُلَيْبِ بْنِ أَزْهَرَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنُ ضُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. كَانَ طُلَيبٌ خُلِّفَ عَلَى رَمْلَةَ بَعْدَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَزْهَرَ

عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه بنت عتبة بن مسعود بن رئاب بن عبد العزى بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح، من خزاعة، وكان عبد الله يسمى عبد الجان، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو عبد الله

§عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ، مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمَّى عَبْدَ الْجَانِّ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ بْنُ شِهَابٍ أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَمَاتَ بِهَا قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ جَدُّ الزُّهْرِيِّ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ، وَأَمَّا جَدُّهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ فَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ أَيْضًا بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ. مِنْ خُزَاعَةَ، وَلَيْسَتْ لَهُ هِجْرَةٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ أَحَدَ النَّفَرِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ تَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا يَوْمَ أُحُدٍ لَئِنْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيَقْتُلُنَّهُ أَوْ لَيُقْتَلَنَّ دُونَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ، وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ، وَابْنُ قَمَيْئَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ

وأخوه عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه بنت عتبة بن مسعود بن رئاب بن عبد العزى بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح. من خزاعة، أسلم بمكة، ومات بها قديما قبل الهجرتين إلى أرض الحبشة. من ولده الزهري الفقيه، واسمه محمد بن مسلم بن

§وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ. مِنْ خُزَاعَةَ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ، وَمَاتَ بِهَا قَدِيمًا قَبْلَ الْهِجْرَتَيْنِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. مِنْ وَلَدِهِ الزُّهْرِيُّ الْفَقِيهُ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ

ومن حلفاء بني زهرة بن كلاب

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ

عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. وأمه أم عبد بنت عبد ود بن سوي بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. وأمها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب. وهو

§عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَأْرِ بْنِ مَخْزُومِ بْنُ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ. وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدٍ بِنْتُ عَبْدِ وَدِّ بْنِ سَوِيِّ بْنِ قُرَيْمِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ. وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَشَهِدَا أُحُدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ §عُتْبَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، شَهِدَ أُحُدًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَذْكُرُ -[127]- أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §انْتَظَرَ أُمَّ عَبْدٍ بِالصَّلَاةِ عَلَى عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ خَرَجَتْ عَلَيْهِ فَسَبَقَتْ بِالْجَنَازَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ عَبْدَ اللَّهِ نَعْيُ أَخِيهِ عُتْبَةَ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ , فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ §رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ لَا يَمْلِكُهَا ابْنُ آدَمَ

شرحبيل ابن حسنة وهي أمه وهي عدوية، وهو ابن عبد الله بن المطاح بن عمرو بن كندة حليف لبني زهرة، ويكنى أبا عبد الله، وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، وكان محمد بن إسحاق يقول: كانت حسنة أم شرحبيل امرأة سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح

§شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ وَهِيَ أُمُّهُ وَهِيَ عَدَوِيَّةٌ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَطَّاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِنْدَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: كَانَتْ حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ امْرَأَةَ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. وَكَانَ لَهُ مِنْهَا مِنَ الْوَلَدِ خَالِدٌ، وَجُنَادَةُ ابْنَا سُفْيَانَ، فَهَاجَرَ سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَخَرَجَ بِامْرَأَتِهِ حَسَنَةَ مَعَهُ، وَخَرَجَ بِوَلَدِهِ خَالِدٍ، وَجُنَادَةَ مَعَهُ، وَأَخْرَجَ مَعَهُمْ أَخَاهُمْ لِأُمِّهِمْ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: بَلْ كَانَ سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيُّ أَخَا شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ لِأُمِّهِ وَكَانَتْ أُمُّ سُفْيَانَ لَمْ تَكُنِ امْرَأَتَهُ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ أَخُوهُ شُرَحْبِيلُ وَمَعَهُ أُمُّهُ حَسَنَةُ، وَمَعَهُ ابْنَاهُ جُنَادَةُ، وَخَالِدٌ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَذْكُرُ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ وَأُمُّهُ فِيمَنْ هَاجَرَ مِنْ بَنِي جُمَحٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَلَا يَذْكُرُ سُفْيَانَ بْنَ مَعْمَرٍ وَلَا أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَحَدًا مِنْهُمْ وَلَا ذَكَرَ شُرَحْبِيلَ فِي رِوَايَتِهِ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضَ الْحَبَشَةُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حِلْفُ شُرَحْبِيلَ وَأَبِيهِ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ

فِي بَنِي جُمَحٍ لِسَبَبِ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيِّ، وَكَانَ شُرَحْبِيلُ مِنْ عُلَيَّةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ غَزَوَاتٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ عَقَدَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِالشَّامِ، وَمَاتَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

ومن بني تيم بن مرة

§وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ

الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وأمه من اليمن، وكان الحارث قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ومعه امرأته ريطة بنت الحارث أخت صبيحة بن الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم. وولدت له هناك

§الْحَارِثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. وَأُمُّهُ مِنَ الْيَمَنِ، وَكَانَ الْحَارِثُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ رَيْطَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ أُخْتُ صَبِيحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ. وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مُوسَى، وَعَائِشَةَ، وَزَيْنَبَ، وَفَاطِمَةَ بَنِي الْحَارِثِ، وَمَاتَ مُوسَى بْنُ الْحَارِثِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ: إِنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ يُرِيدُونَ الْمَدِينَةَ، فَوَرَدُوا عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ الطَّرِيقِ، فَشَرِبُوا مِنْهُ، فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى تُوُفِّيَتْ رَيْطَةُ وَوَلَدُهَا غَيْرُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ

عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، وقتل بالقادسية شهيدا

§عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَقُتِلَ بِالْقَادِسِيَّةِ شَهِيدًا

ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة

§وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ

عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم، وهو أخو أبي جهل لأمه

§عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرَّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَهُوَ أَخُو أَبِي جَهْلٍ لِأُمِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: §أَسْلَمَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ مُخَرَّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِي كِتَابِهِمَا فِيمَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ قَدِمَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ وَصَاحَبَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا نَزَلَ قُبَاءَ، قَدِمَ عَلَيْهِ أَخَوَاهُ لِأُمِّهِ أَبُو جَهْلٍ، وَالْحَارِثُ ابْنَا هِشَامٍ، فَلَمْ يَزَالَا بِهِ حَتَّى رَدَّاهُ إِلَى مَكَّةَ، فَأَوْثَقَاهُ وَحَبَسَاهُ، ثُمَّ أَفْلَتَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَى الشَّامَ فَجَاهَدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَبْرَحِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ

سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة. وهو قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، وأبو معشر قال محمد بن إسحاق،

§سَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ. وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ رَجَعَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَحَبَسَهُ أَبُو جَهْلٍ، وَضَرَبَهُ، وَأَجَاعَهُ، وَأَعْطَشَهُ , فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: " اللَّهُمَّ §أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ، وَضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ {لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} [النساء: 98] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ: «اللَّهُمَّ §أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا فِي الصُّبْحِ: «§اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، لَعَنَ اللَّهُ عُضَلًا، وَلِحْيَانَ، وَرِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو لِسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، وَعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ بِمَكَّةَ، وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَأُسِرَ وَافْتَدَى، ثُمَّ أَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَحَبَسُوهُ مَعَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، فَأَلْحَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِمَا فِي الدُّعَاءِ، ثُمَّ أَفْلَتَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ، فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ وَذَلِكَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ ضُبَاعَةَ: [البحر الرجز] اللَّهُمَّ رَبَّ الْكَعْبَةِ الْمُسَلَّمَهْ ... أَظْهِرْ عَلَى كُلِّ عَدُوٍّ سَلَمَهْ لَهُ يَدَانِ فِي الْأُمُورِ الْمُبْهَمَهْ ... كَفٌّ بِهَا يُعْطَى وَكُفٌّ مَنَعِمَهْ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ إِلَى أَنْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الشَّامِ حِينَ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الْجُيُوشَ بِجِهَادِ الرُّومِ، فَقُتِلَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ شَهِيدًا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أميمة بنت الوليد بن عشي بن أبي حرملة بن عريج بن جرير بن شق بن صعب. من بجيلة

§الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عُشَيِّ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ شَقِّ بْنِ صَعْبٍ. مِنْ بَجِيلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ يَزَلِ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ وَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، أَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَيُقَالُ: سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَازِنِيُّ، فَقَدِمَ فِي فِدَائِهِ أَخَوَاهُ خَالِدٌ، وَهِشَامٌ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَتَمَنَّعَ عَبْدُ

اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ حَتَّى افْتَكَّاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يُرِيدُ أَلَّا يَبْلُغَ ذَلِكَ، فَقَالَ هِشَامٌ لِخَالِدٍ: إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ أُمِّكَ وَاللَّهِ لَوْ أَبَى فِيهِ إِلَّا كَذَا وَكَذَا لَفَعَلْتُ وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَبَى أَنْ يَفْدِيَهُ إِلَّا بِشِكَّةِ أَبِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَأَبَى ذَلِكَ خَالِدٌ وَطَاعَ بِهِ هِشَامَ بْنَ الْوَلِيدِ، لِأَنَّهُ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَكَانَتِ الشِّكَّةُ دِرْعًا فَضَفَاضَةً وَسَيْفًا وَبَيْضَةً، فَأُقِيمَ ذَلِكَ مِائَةَ دِينَارٍ وَطَاعَا بِهِ وَسَلَّمَاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ ذَلِكَ خَرَجَا بِالْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَأَفْلَتَ مِنْهُمَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ وَتُخْرِجَ مَأْثُرَةَ أَبِينَا مِنْ أَيْدِينَا، فَاتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا إِذْ كَانَ هَذَا رَأْيَكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُسْلِمَ حَتَّى أَفْتَدِيَ بِمِثْلِ مَا افْتَدَى بِهِ قَوْمِي، وَلَا تَقُولُ قُرَيْشٌ: إِنَّمَا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا فِرَارًا مِنَ الْفِدَى، ثُمَّ خَرَجَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَهُوَ آمِنٌ لَهُمَا، فَحَبَسَاهُ بِمَكَّةَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، كَانُوا أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْهُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، فَدَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ بَدْرٍ، وَدَعَا بَعْدَ بَدْرٍ لِلْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ مَعَهُمَا، فَدَعَا ثَلَاثَ سِنِينَ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعًا، قَالَ: ثُمَّ أَفْلَتَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْوَثَاقِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، فَقَالَ: تَرَكْتُهُمَا فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ وَهُمَا فِي وَثَاقِ رَجُلٍ أَحَدُهُمَا مَعَ رِجْلِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§انْطَلِقْ حَتَّى تَنْزِلَ بِمَكَّةَ عَلَى الْقَيْنِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ، فَتَغَيَّبْ عِنْدَهُ، وَاطْلُبِ الْوُصُولَ إِلَى عَيَّاشٍ، وَسَلَمَةَ، فَأَخْبِرْهُمَا أَنَّكَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ بِأَنْ تَأْمُرَهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَا حَتَّى يَخْرُجَا» . قَالَ الْوَلِيدُ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَخَرَجَا وَخَرَجْتُ مَعَهُمَا، فَكُنْتُ أَسُوقُ بِهِمَا مَخَافَةً مِنَ الطَّلَبِ وَالْفِتْنَةِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ §الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى -[133]- عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ خَرَجَا جَمِيعًا مَعَهُ , وَجَاءَ الْخَبَرُ قُرَيْشًا , فَخَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى بَلَغُوا عُسْفَانَ , فَلَمْ يُصِيبُوا أَثَرًا وَلَا خَبَرًا عَنْهُمْ، وَكَانَ الْقَوْمُ قَدْ أَخَذُوا عَلَى يَدِ بَحْرٍ حَتَّى خَرَجُوا عَلَى أَمَجَ، طَرِيقُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي سَلَكَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ - , وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ , وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ , وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَطَلَبَهُمْ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِيَرُدُّوهُمْ قَالَ: فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا كَانُوا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ قُطِعَتْ إِصْبَعُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَدَمِيَتْ , فَقَالَ: [البحر الرجز] هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ قَالَ: وَانْقَطَعَ فُؤَادُهُ , فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ , فَبَكَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ , فَقَالَتْ: [البحر الكامل] يَا عَيْنُ فَابْكِي لِلْوَلِيدِ ... بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ ... أَبُو الْوَلِيدِ فَتَى الْعَشِيرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَا §تَقُولِي هَكَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَلَكِنْ قُولِي: {وَجَاءَتْ سُكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحُيدُ} [ق: 19] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُنْذِرِ، مِنْ وَلَدِ أَبِي دُجَانَةَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ: جَزَعْتُ حِينَ مَاتَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى مَيِّتٍ , فَقُلْتُ: لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْهِ بُكَاءً تُحَدِّثُ بِهِ نِسَاءُ الْأَوْسِ , وَالْخَزْرَجِ، وَقُلْتُ: غَرِيبٌ تُوُفِّيَ فِي بِلَادِ غُرْبَةٍ، فَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَذِنَ لِي فِي الْبُكَاءِ , فَصَنَعْتُ -[134]- طَعَامًا , وَجَمَعْتُ النِّسَاءَ , فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ بُكَائِهَا: [البحر الكامل] يَا عَيْنُ فَابْكِي لِلْوَلِيدِ ... بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَهْ مِثْلُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ ... أَبِي الْوَلِيدِ كَفَى الْعَشِيرَهْ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا §اتَّخَذُوا الْوَلِيدُ إِلَّا حَنَانًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَجْهٌ آخَرُ فِي أَمْرِ الْوَلِيدِ أَوْ مَنْ قَالَهُ مِنْهُمْ وَرَوَاهُ إِلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ الَّذِي ذَكَرْنَا أَثْبَتُ مِنْ هَذَا، وَقَالُوا: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَفْلَتَ هُوَ وَأَبُو جَنْدَلِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْحَبْسِ بِمَكَّةَ , فَخَرَجَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى أَبِي بَصِيرٍ وَهُوَ بِالسَّاحِلِ عَلَى طَرِيقِ عِيرِ قُرَيْشٍ , فَأَقَامَا مَعَهُ , وَسَأَلَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَرْحَامِهِمَا أَلَا أَدْخَلتَ أَبَا بَصِيرٍ وَأَصْحَابَهُ فَلَا حَاجَةً لَنَا بِهِمْ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَصِيرٍ أَنْ يَقْدَمَ , وَيُقَدِمَ أَصْحَابَهُ مَعَهُ , فَجَاءَهُ الْكِتَابُ وَهُوَ يَمُوتُ , فَجَعَلَ يَقْرَأُهُ , فَمَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ , فَقَبَّرَهُ أَصْحَابُهُ هُنَاكَ , وَصَلَّوْا عَلَيْهِ , وَبَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَأَقْبَلَ أَصْحَابُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا , فِيهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , فَلَمَّا كَانَ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ , عَثَرَ فَانْقَطَعَتْ إِصْبَعَهُ , فَرَبَطَهَا وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] هَلْ أَنْتَ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ , فَمَاتَ بِهَا , وَلَهُ عَقِبٌ , مِنْهُمْ أَيُّوبُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَمَّى ابْنَهُ الْوَلِيدَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا اتَّخَذْتُمُ الْوَلِيدَ إِلَّا حَنَانًا» ، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْوَلِيدَ كَانَ مَعَ أَبِي بَصِيرٍ

هاشم بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم حذيفة بنت أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وليس له عقب، وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، في رواية محمد بن إسحاق , ومحمد بن عمر إلا أن محمد بن إسحاق كان

§هَاشِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حُذَيْفَةَ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ كَانَ يَقُولُ: هِشَامُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَهَذَا مِنْهُ وَهْلٌ إِنَّمَا هُوَ هَاشِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَبَنِي مَخْزُومٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ هَاجَرَ عِنْدَهُمَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

هبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه بنت عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي , وهي أخت عمرو بن عبد ود الذي قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الخندق، وكان هبار بن سفيان قديم الإسلام بمكة ,

§هَبَّارُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَضَّرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَهِيَ أُخْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وَدِّ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَكَانَ هَبَّارُ بْنُ سُفْيَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ بِالشَّامِ

وأخوه عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه بنت عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وليس له عقب، وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في روايتهم جميعا، وقتل يوم

§وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَضَّرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ -[136]-، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

ومن حلفاء بني مخزوم ومواليهم

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُومٍ وَمَوَالِيهِمْ

ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن آدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى قحطان جماع أهل اليمن , وبنو مالك بن آدد من مذحج،

§يَاسِرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوَذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرٍ الْأَكْبَرِ بْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ آدَدَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ وَإِلَى قَحْطَانَ جُمَّاعُ أَهْلِ الْيَمَنِ , وَبَنُو مَالِكِ بْنِ آدَدَ مِنْ مُذْحِجٍ، وَكَانَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الْحَارِثُ , وَمَالِكٌ قَدِمُوا مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُونَ أَخًا لَهُمْ , فَرَجَعَ الْحَارِثُ , وَمَالِكٌ إِلَى الْيَمَنِ , وَأَقَامَ يَاسِرٌ بِمَكَّةَ , وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَمَةً لَهُ , يُقَالُ لَهَا: سُمَيَّةُ بِنْتُ خَيَّاطٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّارًا , فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ , وَلَمْ يَزَلْ يَاسِرٌ , وَعَمَّارٌ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ , وَجَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ , فَأَسْلَمَ يَاسِرٌ , وَسُمَيَّةُ , وَعَمَّارٌ , وَأَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِرٍ، وَكَانَ لِيَاسِرٍ ابْنٌ آخَرُ أَكْبَرُ مِنْ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ: حُرَيْثٌ، فَقَتَلَهُ بَنُو الدِّيلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَاسِرٌ لَمَّا أَسْلَمَ أَخَذَتْهُ بَنُو مَخْزُومٍ , فَجَعَلُوا يُعَذِّبُونَهُ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا , وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ، وَعَمَّارٌ -[137]- وَأُمُّهُ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ , فَقَالَ يَاسِرٌ: الدَّهْرُ هَكَذَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اصْبِرْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ وَقَدْ فَعَلَتْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِعَمَّارٍ , وَأَبِي عَمَّارٍ , وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالْبَطْحَاءِ , فَقَالَ: «§اصْبِرُوا يَا الَ عَمَّارٍ , فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»

الحكم بن كيسان مولى لبني مخزوم، وكان الحكم في عير قريش التي أصابها عبد الله بن جحش بنخلة , فأسر

§الْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ الْحَكَمُ فِي عِيرِ قُرَيْشٍ الَّتِي أَصَابَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ بِنَخْلَةٍ , فَأُسِرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ أَبِيهَا الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَنَا أَسَرْتُ الْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ، فَأَرَادَ أَمِيرُنَا ضَرْبَ عُنُقِهِ , فَقُلْتُ: دَعْهُ نَقْدُمُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَدِمْنَا , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَطَالَ , فَقَالَ عُمَرُ: عَلَامَ تُكَلِّمُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَاللَّهِ لَا يُسْلِمُ هَذَا آخِرَ الْأَبَدِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ وَيُقْدِمُ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ , فَجَعَلَ النَّبِيُّ لَا يُقْبِلُ عَلَى عُمَرَ حَتَّى أَسْلَمَ الْحَكَمُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهُ قَدْ §أَسْلَمَ حَتَّى أَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَقُلْتُ: كَيْفَ أَرُدُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَمْرًا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ أَقُولُ: إِنَّمَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ النَّصِيحَةَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: فَأَسْلَمَ وَاللَّهِ , فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ , وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاضٍ عَنْهُ , وَدَخَلَ الْجِنَّانَ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ الْحَكَمُ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «§تَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» ، فَقَالَ: قَدْ أَسْلَمْتُ , فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ: «لَوْ أَطَعْتُكُمْ فِيهِ آنِفًا , فَقَتَلْتُهُ دَخَلَ النَّارَ»

ومن بني عدي بن كعب

§وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ

نعيم النحام ابن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. وأمه بنت أبي حرب بن خلف بن صداد بن عبد الله من بني عدي بن كعب. وكان لنعيم من الولد إبراهيم، وأمه زينب بنت حنظلة بن قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان من

§نُعَيْمٌ النَّحَّامُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهُ بِنْتُ أَبِي حَرْبِ بْنُ خَلَفِ بْنِ صَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَكَانَ لِنُعَيمٍ مِنَ الْوَلَدِ إِبْرَاهِيمُ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ قَسَامَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ رُومَانَ مِنْ طَيِّئٍ. وَأُمُّهُ بِنْتُ نُعَيْمٍ وُلِدَتْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: أَسْلَمَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَعْدَ عَشْرَةٍ , وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّحَّامَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§دَخَلْتُ الْجَنَّةَ , فَسَمِعْتُ نَحْمَةً مِنْ نُعَيْمٍ» . فَسُمِّيَ النَّحَّامُ، وَلَمْ يَزَلْ بِمَكَّةَ يَحُوطُهُ قَوْمُهُ لِشَرَفِهِ فِيهِمْ , فَلَمَّا هَاجَرَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ الْهِجْرَةَ , فَتَعَلَّقَ بِهِ قَوْمُهُ , فَقَالُوا: دِنْ بِأَيِّ دِينٍ شِئْتَ وَأَقِمْ عِنْدَنَا، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةَ سِتٍّ , فَقَدِمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ مِنْ أَهْلِهِ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ -[139]-، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ §نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّامُ يَقُوتُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ شَهْرًا شَهْرًا لِفُقَرَائِهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ نُعَيْمٌ هَاجَرَ أَيَّامَ الْحُدَيْبِيَةِ , فَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ , وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ

معمر بن عبد الله بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه الأشعرية، وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في روايتهم جميعا، ثم قدم مكة , فأقام بها , وتأخرت هجرته إلى المدينة , ثم هاجر بعد ذلك , ويقولون: إنه لحق النبي

§مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ الْأَشْعَرِيَةُ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ , فَأَقَامَ بِهَا , وَتَأَخَّرَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدَ ذَلِكَ , وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ لَحِقَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، وَفِي خِرَاشِ بْنِ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيِّ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُرَجِّلُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا §يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ، أَنَّ الَّذِيَ §حَلَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ

عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه بنت مسعود بن حذافة بن سعد بن سهم، وكان لعدي بن نضلة من الولد النعمان , ونعيم , وآمنة , وأمهم بنت نعجة بن خويلد بن أمية بن المعمور بن حيان بن غنم بن مليح. من خزاعة , وكان عدي بن

§عَدِيُّ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حُرْثَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ، وَكَانَ لِعَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ مِنَ الْوَلَدِ النُّعْمَانُ , وَنُعَيْمٌ , وَآمَنَةُ , وَأُمُّهُمْ بِنْتُ نَعْجَةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْمَعْمُورِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ. مِنْ خُزَاعَةَ , وَكَانَ عَدِيُّ بْنُ نَضْلَةَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَمَاتَ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَهُوَ أَوَّلُ مِنْ مَاتَ مِمَّنْ هَاجَرَ وَأَوَّلُ مِنْ وُرِثَ فِي الْإِسْلَامِ , وَرِثَهُ ابْنُهُ النُّعْمَانُ بْنُ عَدِيٍّ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ عَلَى مَيْسَانَ , وَكَانَ يَقُولُ الشَّعْرِ , فَقَالَ: [البحر الطويل] أَلَا هَلْ أَتَى الْخَنْسَاءَ أَنَّ خَلِيلَهَا ... بِمَيْسَانَ يُسْقَى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ إِذَا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقُينُ قَرْيَةٍ ... وَرَقَّاصَةٌ تَجْثُو عَلَى كُلِّ مَنْسَمِ فَإِنْ كُنْتَ نَدْمَانِي فَبَالْأَكْبَرِ ... اسْقِنِي وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمُتَثَلَّمِ لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوءُهُ ... تَنَادُمُنَا فِي الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَنْشُدُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ , قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَوْلُهُ، قَالَ: نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي , مَنْ §لَقِيَهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ عَزَلْتُهُ , فَقَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ , فَأَخْبَرَهُ بِعَزْلِهِ , فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُ , وَلَكِنْ كُنْتُ امْرَأً شَاعِرًا , وَجَدْتُ فَضْلًا مِنْ قَوْلٍ , فَقُلْتُ فِيهِ الشَّعْرَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيِّمُ اللَّهِ لَا تَعْمَلُ لِي عَلَى عَمَلٍ مَا بَقِيَتُ , وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ

عروة بن أبي أثاثة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. هكذا في رواية محمد بن عمر: عروة بن أبي أثاثة , وأمه النابغة بنت خزيمة من عنزة، وأخوه لأمه عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وكان عروة قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة

§عُرْوَةُ بْنُ أَبِي أُثَاثَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حُرْثَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. هَكَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: عُرْوَةُ بْنُ أَبِي أُثَاثَةَ , وَأُمُّهُ النَّابِغَةُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ مِنْ عَنَزَةَ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ، وَكَانَ عُرْوَةُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ هَاجَرَ عِنْدَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. وأمه عاتكة بنت عبد الله بن نضلة بن عوف. وكان قديم الإسلام وقتل يوم مؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة

§مَسْعُودُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاذة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه بنت عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَذَاذَةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: هَاجَرَ §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ مَعَ أَخِيهِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَحْدَهُ , وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بَدْرًا مَعَ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ سُرَاقَةَ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بَدْرًا، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا , وَالْخَنْدَقَ , وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وأمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص. وكان إسلامه بمكة مع إسلام أبيه عمر بن الخطاب، ولم يكن بلغ يومئذ

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هَصِيصٍ. وَكَانَ إِسْلَامُهُ بِمَكَّةَ مَعَ إِسْلَامِ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَمْ يَكُنْ بَلَغَ يَوْمَئِذٍ , وَهَاجَرَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ اثْنَا عَشَرَ وَأَرْبَعُ بَنَاتٍ. أَبُو بَكْرٍ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ , وَوَاقِدٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ , وَعُمَرُ , وَحَفْصَةُ , وَسَوْدَةُ , وَأُمُّهُمْ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كُسَيٍّ، وَهُوَ ثَقِيفٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُمُّهُ أُمُّ عَلْقَمَةَ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ نَاقِشَ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَسَالِمٌ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ , وَحَمْزَةُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَزَيْدٌ , وَعَائِشَةُ , وَأُمَّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَبِلَالٌ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ , وَقُلَابَةُ , وَأُمَّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ زَيْدِ بْنِ

عَبْدِ اللَّهِ سَهْلَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ الشَّحَاجِ , مِنْ بَنِي زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَدَّنِي , وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَرَدَّنِي، وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَبِلَنِي قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: وَهُوَ فِي الْخَنْدَقِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ابْنَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً لِأَنَّ بَيْنَ أُحُدٍ , وَالْخَنْدَقَ بَدْرًا الصُّغْرَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §عَرَضَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْقِتَالِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يُجِزْنِي، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ عَرَضَنِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , فَأَجَازَنِي قَالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ , فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْحَدَّ بَيْنَ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ , وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِابْنِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَيُلْحِقُوا مَا دُونَ ذَلِكَ فِي الْعِيَالِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ , فَلَمْ يُجِزْنِي , وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ , فَأَجَازَنِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ: نَقُولُ: إِنَّكُمْ سَبِطٌ، وَإِنَّكُمْ وَسَطٌ، فَقَالَ: §سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ السَّبْطُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ , وَالْأَمَّةُ الْوَسَطُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا , وَلَكِنَّا -[144]- أَوْسَطُ هَذَا الْحَيِّ مِنْ مُضَرَ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ وَفَجَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَآهُ أَحَدٌ , كَانَ بِهِ شَيْءٌ مِنَ اتِّبَاعِهِ آثَارَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ , يَذْكُرُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ §أَحْذَرَ إِذَا سَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا أَلَّا يَزِيدُ فِيهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ وَلَا وَلَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لَا §عَلِمَ لِي بِهِ , فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ، قَالَ لِنَفْسِهِ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَمَّا لَا عِلْمَ لَهُ , فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ §أَمْلَكَ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا ابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: إِنِّي §لَقِيتُ أَصْحَابِي عَلَى أَمْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ إِنْ خَالُفْتُهُمْ خَشْيَةَ أَلَّا أَلْحَقَ بِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ §أَبْقِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَا أَبْقَيْتَنِي , أَقْتَدِي بِهِ , فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أُحُدًا عَلَى الْأَمْرِ الْأَوَّلِ غَيْرَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: مَا §أَحَدٌ مِنَّا أَدْرَكَتْهُ الْفِتْنَةُ , إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ غَيْرَ ابْنِ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي -[145]- السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: جَالَسْتُ §ابْنَ عُمَرَ سَنَةً , فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ §إِلَيْكُمْ عَنِّي فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ مَعَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي , وَلَوْ عَلِمْتُ أَنِّي أَبْقَى فِيكُمْ حَتَّى تَقْضُوا إِلَيَّ لَتَعَلَّمْتُ لَكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ §أَحَدٌ يَتْبَعُ آثَارَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنَازِلِهِ كَمَا كَانَ يَتْبَعُهُ ابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ §أَشْبَهَ وَلَدِ عُمَرَ بِعُمَرَ , عَبْدُ اللَّهِ، وَأَشْبَهُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ , سَالِمٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , حَدَّثَهُ أَنَّهُ، كَانَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَحَاصَ , يَعْنِي النَّاسَ حَيْصَةً , فَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ , فَقُلْنَا كَيْفَ نَصْنَعُ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ , وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ؟ فَقُلْنَا نَدْخُلُ الْمَدِينَةَ , فَنَبِيتُ بِهَا , ثُمَّ نَذْهَبُ فَلَا يَرَانَا أَحَدٌ، ثُمَّ دَخَلْنَا , فَقُلْنَا: لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِنْ كَانَتْ لَنَا تَوْبَةٌ أَقَمْنَا , وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ذَهَبْنَا، قَالَ: فَجَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ , فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ , فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْغَرَّارُونَ , فَقَالَ: «لَا، بَلْ أَنْتُمُ §الْعَكَّارُونَ» ، قَالَ: فَدَنَوْنَا , فَقَبَّلْنَا يَدَهُ , فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَسَاهُ -[146]- حُلَّةً سِيَرَاءَ , وَكَسَا أُسَامَةَ قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا §مَسَّ الْأَرْضَ فَهُوَ فِي النَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ §سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ فِيهِمُ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَّ سِهَامَهُمْ بَلَغَتِ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا , ثُمَّ نُفِّلُوا سِوَى ذَلِكَ بَعِيرًا بَعِيرًا , فَلَمْ يُغَيِّرْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: §يَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - إِمَّا سَمَّاهُ وَإِمَّا كَنَّاهُ - وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْهِ لَمْ يَفْتِنْ بَعْدَهُ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ وَاللَّهِ مَا اسْتَغْرَتْهُ قُرَيْشٌ فِي فِتْنَتِهَا الْأُولَى , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَيَزْرِي عَلَى أَبِيهِ فِي مَقْتَلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ , فَقَالَ: لَا أَقْضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَلَا أَؤُمُّ اثْنَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: أَتَقْضِينِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ قَضَى بِجَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ حَافَ وَمَالَ بِهِ الْهَوَاءُ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَهُوَ كَفَافٌ لَا أَجْرَ لَهُ وَلَا وِزْرَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: فَإِنَّ أَبَاكَ كَانَ يَقْضِي، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي كَانَ يَقْضِي , فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِذَا أَشْكَلَ عَلَى النَّبِيِّ سَأَلَ جَبْرَائِيلَ، وَإِنِّي لَا أَجِدُ مَنْ أَسْأَلُ؟ أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمُعَاذٍ» . فَقَالَ عُثْمَانُ: بَلَى، فَقَالَ: فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي. فَأَعْفَاهُ وَقَالَ: لَا تُخْبِرْ بِهَذَا أَحَدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ -[147]-، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، وَكَأَنِّي لَا أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ , فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ , فَقَالَ: لَا تُرَعْ، فَخَلَّيَا عَنِّي، قَالَ: فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم رُؤْيَايَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ §عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» . قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَيُكْثِرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ §يَجْلِسُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى يَرْتَفِعَ الضُّحَى وَلَا يُصَلِّي , ثُمَّ يَنْطَلِقُ إِلَى السُّوقِ فَيَقْضِي حَوَائِجَهُ , ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى أَهْلِهِ فَيَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §تَرَكَ النَّاسُ أَنْ يَقْتَدُوا بِابْنِ عُمَرَ وَهُوَ شَابٌّ , فَلَمَّا كَبُرَ اقْتَدُوا بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: §كَيْفَ أَخَذْتُمْ قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ بَيْنِ الْأَقَاوِيلِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: بَقِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ عِنْدَ النَّاسِ , وَوَجَدْنَا مَنْ تَقَدَّمَنَا أَخَذَ بِهِ , فَأَخَذْنَا بِهِ، قَالَ: فَخُذْ بِقَوْلِهِ وَإِنْ خَالَفَ عَلِيًّا وَابْنَ عَبَّاسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا §حَقُّ امْرِئٍ لَهُ مَا يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ ثَلَاثًا إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ» . قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا بِتُّ لَيْلَةً مُنْذُ سَمِعْتُهَا إِلَّا وَوَصِيَّتِي عِنْدِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ -[148]-: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أُتِيَ §ابْنُ عُمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا , فَمَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى أَعْطَاهَا وَزَادَ عَلَيْهَا، قَالَ: لَمْ يَزَلْ يُعْطِي حَتَّى أَنْفَذَ مَا كَانَ عِنْدَهُ , فَجَاءَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ يُعْطِيهِ , فَاسْتَقْرَضَ مِنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ أَعْطَاهُ فَأَعْطَاهُ قَالَ مَيْمُونٌ: وَكَانَ يَقُولُ لَهُ الْقَائِلُ بِخِيلٌ وَكَذَبُوا وَاللَّهِ مَا كَانَ بِبَخِيلٍ فِيمَا يَنْفَعُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِطُ عَلَى مِنْ صَحِبَهُ فِي السَّفَرِ الْفِطْرَ وَالْأَذَانَ وَالذَّبِيحَةَ يَعْنِي الْجَزْرَةَ يَشْتَرِيهَا لِلْقَوْمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصُومُ فِي السَّفَرِ , وَلَا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ إِلَّا أَنْ يَمْرَضَ أَوْ أَيَّامَ يَقْدَمُ , فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا كَرِيمًا يُحِبُّ أَنْ يُؤْكَلَ عِنْدَهُ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: وَلَأَنْ §أُفْطِرَ فِي السَّفَرِ فَآخُذَ بِرُخْصَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَصُومَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِطُ عَلَى مَنْ صَحِبَهُ أَنْ لَا تَصْحَبَنَا بِبَعِيرٍ جُلَّالٍ، وَلَا تُنَازِعَنَا الْأَذَانَ , وَلَا تَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ فِي السَّفَرِ , وَكَانَ مَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يَصُومُ , فَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ يَنْهَاهُ , وَكَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ سَحُورَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ §ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَكَانَ لَهُ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ يَجْتَمِعُ عَلَيْهَا بَنَوْهُ وَأَصْحَابُهُ وَكُلُّ مَنْ جَاءَ حَتَّى يَأْكُلَ بَعْضُهُمْ قَائِمًا، وَمَعَهُ بَعِيرٌ لَهُ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ فِيهِمَا نَبِيذٌ وَمَاءٌ مَمْلُوءَتَانِ , فَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ قَدَحٌ مِنْ سَوِيقٍ بِذَلِكَ النَّبِيذِ حَتَّى يَتَضَلَّعَ مِنْهُ شَبَعًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنٍ، قَالَ: §كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَنَعَ طَعَامًا , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ هَيْئَةٌ لَمْ يَدْعُهُ وَدَعَاهُ بَنَوْهُ أَوْ بَنُو أَخِيهِ , وَإِذَا مَرَّ إِنْسَانٌ مِسْكِينٌ دَعَاهُ وَلَمْ يَدْعُوهُ، وَقَالَ: يَدْعُونَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ وَيَدَعُونَ مَنْ يَشْتَهِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُطَيِّبَ زَادَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصِيبُ دِقَّ هَذَا الطَّعَامِ؟ فَقَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَأْكُلُ الدَّجَاجَ وَالْفِرَاخَ وَالْخَبِيصَ فِي الْبُرْمَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ، كَانَ فِي زَمَانِ الْفِتْنَةِ لَا يَأْتِي أَمِيرٌ إِلَّا صَلَّى خَلْفَهُ وَأَدَّى إِلَيْهِ زَكَاةَ مَالِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفٌ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا §أُقَاتِلُ فِي الْفِتْنَةِ , وَأُصَلِّي وَرَاءَ مَنْ غَلَبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ جَمِيعًا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي مَعَ الْحَجَّاجِ بِمَكَّةَ , فَلَمَّا أَخَّرَ الصَّلَاةَ تَرَكَ أَنْ يَشْهَدَهَا مَعَهُ وَخَرَجَ مِنْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ: ذَكَرَ ابْنُ عُمَرَ مَوْلَاةً لَهُمْ , فَقَالَ: §يَرْحَمُهَا اللَّهُ إِنْ كَانَتْ لَتَقُوتُنَا مِنَ الطَّعَامِ بِكَذَا وَكَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ بِصُرَّةٍ , فَقَالَ -[150]-: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذَا شَيْءٌ إِذَا أَكَلْتَ طَعَامَكَ فَكَرَبَكَ , أَكَلْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا فَهَضَمَهُ عَنْكَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا §مَلَأْتُ بَطْنِي مِنْ طَعَامٍ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: حَدَّثَنَا عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِجَوَارِشَ , فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا يَهْضِمُ الطَّعَامَ، قَالَ: إِنَّهُ §لَيَأْتِي عَلَيَّ شَهْرٌ مَا أَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ فَمَا أَصْنَعُ بِهَذَا؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ يُرْسِلُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالْمَالِ , فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لَا §أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلَا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ الْمُخْتَارُ يَبْعَثُ بِالْمَالِ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لَا §أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلَا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ هَارُونَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ , قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» . وَإِنِّي لَا أَحْسَبُ الْيَدَ الْعُلْيَا إِلَّا الْمُعْطِيَةَ وَالسُّفْلَى إِلَّا السَّائِلَةَ , وَإِنِّي غَيْرُ سَائِلِكَ، وَلَا رَادٌّ رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ مِنْكَ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَوْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: أَسْلَمُ: مَا §رَجُلٌ قَاصِدٌ لِبَابِ الْمَسْجِدِ دَاخِلٌ أَوْ خَارِجٌ بِأَقْصَدَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ لِعَمَلِ أَبِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: لَوِ §اجْتَمَعَتْ عَلَيَّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ إِلَّا رَجُلَيْنِ مَا قَاتَلْتُهُمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنَّا §قَاتَلْنَا حَتَّى كَانَ الدِّينُ لِلَّهِ، وَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، وَإِنَّكُمْ قَاتَلْتُمْ حَتَّى كَانَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَحَتَّى كَانَتْ فِتْنَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَالُوا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: إِنَّكَ سَيِّدُ النَّاسِ وَابْنُ سَيِّدٍ , فَاخْرُجْ نُبَايِعْ لَكَ النَّاسَ، قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ لَئِنِ §اسْتَطَعْتُ لَا يُهَرَاقُ فِي سَبَبِي مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ، فَقَالُوا: لَتَخْرُجَنَّ أَوْ لَنَقْتُلَنَّكَ عَلَى فِرَاشِكَ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، قَالَ الْحَسَنُ: فَأَطْمَعُوهُ وَخَوَّفُوهُ , فَمَا اسْتَقْبَلُوا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: لَوْ أَقَمْتَ لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ رَضُوْا بِكَ كُلُّهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: §أَرَأَيْتُمْ إِنْ خَالَفَ رَجُلٌ بِالْمَشْرِقِ؟ قَالُوا: إِنْ خَالَفَ رَجُلٌ قُتِلَ، وَمَا قَتْلُ رَجُلٍ فِي صَلَاحِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ لَوْ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَتْ بِقَائِمَةِ رُمْحٍ وَأَخَذْتُ بِزُجِّهٍ , فَقُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي خَلْفَ ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ , وَهُوَ يَقُولُ: §وَاضِعِينَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، يَقُولُونَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَعْطِ بِيَدِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ قَطَنٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ , فَقَالَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ مِنْكَ، فَقَالَ: لِمَ فَوَاللَّهِ مَا §سَفَكْتُ دِمَاءَهُمْ، وَلَا فَرَّقْتُ جَمَاعَتَهُمْ، وَلَا شَقَقْتُ عَصَاهُمْ، قَالَ: إِنَّكَ لوْشِئْتَ مَا اخْتَلَفَ فِيكَ اثْنَانِ، قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا أَتَتْنِي وَرَجُلٌ يَقُولُ: لَا، وَآخَرُ يَقُولُ: بَلَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَا §يَرُوحُ إِلَى الْجُمُعَةِ إِلَّا ادَّهَنَ وَتَطَيَّبَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَرَامًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَطَيَّبُ لِلْعِيدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ يَعْنِي فِي الْعَطَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: مَا كَانَ §أَحَدٌ يَبْدَأُ أَوْ يَبْدُرُ ابْنَ عُمَرَ بِالسَّلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِغِلْمَانِهِ: إِذَا §كَتَبْتُمْ إِلَيَّ فَابْدَءُوا بِأَنْفُسِكُمْ. وَكَانَ إِذَا كَتَبَ لَمْ يَبْدَأْ بِأَحَدٍ قَبْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَكْتُبُ إِلَى مَمْلُوكِيهِ بِخَيْبَرَ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَبُدَءُوا بِأَنْفُسِهِمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كَتَبَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَبَدَأَ بِاسْمِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ §فَـ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [النساء: 87] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْبَيْعَةِ لَكَ , وَقَدْ دَخَلْتُ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَالسَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ: مِنْ §عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَقَالَ: مَنْ حَوْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَدَأَ بِاسْمِهِ قَبْلَ اسْمِكَ، فَقَالَ عَبْدُ -[153]- الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَثِيرٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: كَانَ §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا كَتَبَ إِلَى أَبِيهِ كَتَبَ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ §أَطْلِي ابْنَ عُمَرَ فِي الْبَيْتِ إِزَارَهُ , فَإِذَا فَرَغْتُ خَرَجْتُ وَطَلَى هُوَ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ §أَطْلِي ابْنَ عُمَرَ فِي الْبَيْتِ , فَإِذَا بَلَغَ الْعَوْرَةَ وَلِيَهَا بِنَفْسِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَتَنَوَّرْ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً أَمَرَنِي وَمَوْلًى لَهُ فَطَلَيْنَاهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ لَا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ وَلَكِنْ يَتَنَوَّرُ فِي بَيْتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَطْلِيهِ صَاحِبُ الْحَمَّامِ , فَإِذَا بَلَغَ الْعَانَةَ وَلِيَهَا بِيَدِهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى الْحَمَّامِ فَاتَّزَرَ بِشَيْءٍ وَاتَّزَرْتُ أَنَا بِشَيْءٍ، قَالَ: فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ فَتَحْتُ الْبَابَ الثَّانِي فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، فَلَمَّا فَتَحْتُ الْبَابَ الثَّالِثَ رَأَى رِجَالًا عُرَاةً , فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: §سُبْحَانَ اللَّهِ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَظِيعٌ فِي الْإِسْلَامِ , فَخَرَجَ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ , فَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَذَهَبَ، قَالَ: فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَمَّامِ , فَطَرَدَ النَّاسَ , وَغَسَلَ الْحَمَّامَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ فِي

الْحَمَّامِ أَحَدٌ , قَالَ: فَجَاءَ وَجِئْتُ مَعَهُ , فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ الثَّانِي , فَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ الثَّالِثَ , فَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي , فَلَمَّا مَسَّ الْمَاءَ وَجَدَهُ حَارًّا جِدًّا , فَقَالَ: بِئْسَ الْبَيْتُ نُزِعَ مِنْهُ الْحَيَاءُ، وَنِعْمَ الْبَيْتُ يَتَذَكَّرُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَذَكَّرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دِينَارٍ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ مَرِضَ فَنُعِتَ لَهُ الْحَمَّامُ , فَدَخَلَهُ بِإِزَارٍ فَإِذَا هُوَ بِغَرَامِيلِ الرِّجَالِ , فَنَكَسَ وَقَالَ: §أَخْرِجُونِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَإِذَا جَارِيَةٌ تَحْلِقُ عَنْهُ الشَّعْرَ , فَقَالَ: إِنَّ §النَّوْرَةَ تُرِقُّ الْجِلْدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ إِذَا مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ دَبَّ دَبِيبًا لَوْ أَنَّ نَمْلَةً مَشَتْ مَعَهُ قُلْتُ: لَا يَسْبِقُهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا لِرَجْلِكَ؟ قَالَ: §اجْتَمَعَ عَصَبُهَا مِنْ هَاهُنَا - هَذَا فِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ وَحْدَهُ - قَالَ: قُلْتُ: ادْعُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ , قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَبَسَطَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شُعَيْبٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ بِمِنًى قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُ ذِرَاعَيْهِ , فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنِّي رَجُلٌ لَا أَدْخَلُ الْحَمَّامَ , فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْحَمَّامِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُرَى عَوْرَتِي، قَالَ: فَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ إِزَارٌ، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى عَوْرَةَ غَيْرِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ حَلَقَ رَأْسَهُ، ثُمَّ لَطَّخَهُ بِخَلُوقٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ حَلَقَ رَأْسَهُ عَلَى الْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَلَّاقِ: إِنَّ §شَعْرِي كَثِيرٌ وَإِنَّهُ قَدْ آذَانِي وَلَسْتُ أَطَّلِي أَفَتَحْلِقُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَامَ , فَجَعَلَ يَحْلِقُ صَدْرَهُ وَاشْرَأَبَّ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِسُنَّةٍ وَلَكِنَّ شَعْرِي كَانَ يُؤْذِينِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَ وَلَدِهِ يَلْحَنُ فَيَضْرِبُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ §وَجَدَ مَعَ بَعْضِ أَهْلِهِ الْأَرْبَعَ عَشْرَةَ , فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلٍ، أَنَّ أَبَا الْحَجَّاجِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَلَقَ رَأْسَهُ بِمِنًى , ثُمَّ أَمَرَ الْحَجَّامَ فَحَلَقَ عُنُقَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ , فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ وَلَكِنِّي §تَرَكْتُ الْحَمَّامَ إِنَّهُ أَوْ فَإِنَّهُ مِنْ رَقِيقِ الْعَيْشِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: §اسْتَسْقَانِي ابْنُ عُمَرَ , فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ مِنْ قَوَارِيرَ , فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ , فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ مِنْ عِيدَانَ , فَشَرِبَ , وَسَأَلَ طَهُورًا , فَأَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ وَطَسْتٍ , فَأَبَى أَنْ يَتَوَضَّأَ , وَأَتَيْتُهُ بِرَكْوَةٍ فَتَوَضَّأَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: أَتَى ابْنَ عُمَرَ شَاعِرٌ , فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ , فَقَالُوا لَهُ: فَقَالَ: إِنَّمَا §أَفْتَدِي بِهِ عِرْضِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرُ: إِنِّي §لَأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ مَا لِي حَاجَةٌ إِلَّا أَنْ أُسَلِّمَ -[156]- وَيُسَلَّمَ عَلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ جَالِسٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا §غَزَا ابْنُ عُمَرَ نَهَاوَنْدَ أَخَذَهُ رَبْوٌ , فَجَعَلَ يَنْظُمُ الثُّومَ فِي الْخَيْطِ , ثُمَّ يَجْعَلُهُ فِي حَسْوَةٍ فَيَطْبُخُهُ , فَإِذَا أَخَذَ طَعْمَ الثُّومِ طَرَحَهُ , ثُمَّ حَسَاهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِقَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , فَيَقُولُ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ , ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ , فَمَرَّ بِزِنْجِيٍّ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ , فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ زِنْجِيُّ طَمْطَمَانِيُّ , قَالَ: وَمَا طَمْطَمَانِيُّ؟ قَالُوا: أُخْرِجَ مِنَ السُّفُنِ الْآنَ، قَالَ: إِنِّي §أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِي , مَا أَخْرُجُ إِلَّا لَأُسَلِّمَ أَوْ لِيُسَلَّمَ عَلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ، لَبِسَ الدِّرْعَ يَوْمَ الدَّارِ مَرَّتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ -[157]- الْقَارِئِ أَنَّهُ §كَانَ يَجْلِسُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ رَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُحِبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ الْقِبْلَةَ إِذَا صَلَّى حَتَّى كَانَ يَسْتَقْبِلُ بِإِبْهَامِهِ الْقِبْلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِينَا، أَنَّ §عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمَالٍ فِي الْفِتْنَةِ فَقَبِلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، قَالَ: حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ، عِنْدَ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ §الْحَسَنُ يَكْرَهُ التَّرَجُّلَ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَغَضِبَ نَافِعٌ وَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْهُنُ فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: مَا §رَدَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَحَدٍ وَصِيَّةً وَلَا رَدَّ عَلَى أَحَدٍ هَدِيَّةً إِلَّا عَلَى الْمُخْتَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §أَرْسَلَتْ عَمَّتِي رَمْلَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ فَقَبِلَهَا وَدَعَا لَهَا بِالْخَيْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ سَارَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ثَلَاثًا , وَذَلِكَ أَنَّهُ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ نَافِعٍ، §أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ , وَرُقِيَ ابْنٌ لَهُ وَاكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَةِ , وَكَوَى ابْنًا لَهُ مِنَ اللَّقْوَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: §دَفَعَتْ صَفِيَّةُ لِابْنِ عُمَرَ لَيْلَةَ عَرَفَاتٍ رَغِيفَيْنِ حَتَّى -[158]- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ جَاءَتْهُ بِهِ لِيَأْكُلَهُ , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ وَقَدْ نِمْتُ , فَأَيْقَظَنِي , فَقَالَ: اجْلِسْ فَكُلْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: §أَفْطَرْتُ عَلَى ثَلَاثٍ وَلَوْ أَصَبْتُ طَرِيقًا لَازْدَدْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا , عَنْ أَبِي غَالِبٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ عَلَى آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ ثَلَاثًا فِي قُرَاهُمْ , ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَى السُّوقِ فَيُشْتَرَى لَهُ حَوَائِجُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَتْ §عَامَّةُ جِلْسَةِ ابْنِ عُمَرَ هَكَذَا: وَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ §لَا يَصُومُهُ، قَالَ: قُلْتُ: هَلْ غَيْرُهُ؟ قَالَ: حَسْبُكَ بِهِ شَيْخًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ، كَانَ لَا يَكَادُ يَتَعَشَّى وَحْدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: إِنِّي §أَشْتَهِي حُوتًا , قَالَ: فَشَوَوْهَا وَوَضَعُوهَا بَيْنَ يَدَيْهِ , فَجَاءَ سَائِلٌ , قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِعَتْ إِلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ اشْتَكَى مَرَّةً , فَاشْتُرِيَ لَهُ سِتٌّ عِنَبَاتٍ أَوْ خَمْسٍ بِدِرْهَمٍ , فَأُتِيَ بِهِنَّ , قَالَ: وَجَاءَ سَائِلٌ , فَأَمَرَ بِهِنَّ لَهُ، قَالَ: قَالُوا: نَحْنُ نُعْطِيهِ قَالَ: فَأَبَى , قَالَ: فَاشْتَرَيْنَاهُنَّ مِنْهُ بَعْدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ وَجَدَ تَمْرَةً فِي الطَّرِيقِ , فَأَخَذَهَا , فَعَضَّ مِنْهَا , ثُمَّ رَأَى سَائِلًا , فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: مَا §كُنْتُ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنْ أَنَّ قَلْبِي لَمْ يُشَرِّبْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ هَلْ تَدْرِي لِمَ §سَمَّيْتُ ابْنِي سَالِمًا؟ قَالَ: قُلْتُ لَا، قَالَ: بِاسْمِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُ ابْنِي وَاقِدًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: بِاسْمِ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَرْبُوعِيِّ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُ ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: بِاسْمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ شَأْنِ §عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِثِيَابِهِ فَتُجَمَّرُ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَإِذَا حَضَرَ مِنْهُ خُرُوجَ مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ أَلَّا يُجَمِّرُوا ثِيَابَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَابْنُ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ , فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى أَمْسَى , فَنَادَاهُ ابْنُ عُمَرَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ §الصَّلَاةَ فَاقْعُدْ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ: فَاقْعُدْ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّالِثَةَ: فَاقْعُدْ، فَقَالَ لَهُمْ فِي الرَّابِعَةِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَهَضْتُ أَتَنْهَضُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَنَهَضَ , فَقَالَ: الصَّلَاةَ فَإِنِّي لَا أَرَى لَكَ فِيهَا حَاجَةً، فَنَزَلَ الْحَجَّاجُ , فَصَلَّى , ثُمَّ دَعَا بِهِ , فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا نَجِيءُ لِلصَّلَاةِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلِّ بِالصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا , ثُمَّ بَقْبِقْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شِئْتَ مِنْ بَقْبَقَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَلَاءِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَوْلَى أُمِّ مِسْكِينِ بِنْتِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ , فَجَعَلَ يَقُولُ: §السَّلَامُ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ , فَمَرَّ عَلَى زِنْجِيٍّ , فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا جُعَلُ، قَالَ: وَأَبْصَرَ جَارِيَةً مُتَزَيِّنَةً , فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ , قَالَ: فَقَالَ لَهَا: مَا تَنْظُرِينَ إِلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ قَدْ أَخَذَتْهُ اللَّقْوَةُ وَذَهَبَ مِنْهُ الْأَطْيَبَانِ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: §أَشْتَهِي عِنَبًا , فَقَالَ لِأَهْلِهِ: اشْتَرُوا لِي عِنَبًا , فَاشْتَرَوْا لَهُ عُنْقُودًا مِنْ عِنَبٍ , فَأُتِيَ بِهِ عِنْدَ فِطْرِهِ، قَالَ: وَوَافَى سَائِلٌ بِالْبَابِ , فَسَأَلَ , فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ نَاوِلِي هَذَا الْعُنْقُودَ هَذَا السَّائِلَ، قَالَ: قَالَتِ الْمَرْأَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ شَيْئًا اشْتَهَيْتَهُ، نَحْنُ نُعْطِي السَّائِلَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، قَالَ: يَا جَارِيَةُ أَعْطِيهِ الْعُنْقُودَ، فَأَعْطَتْهُ الْعُنْقُودَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَصَدَّقَ عَلَى أُمِّهِ بِغُلَامٍ , فَمَرَّ فِي السُّوقِ عَلَى شَاةٍ حَلُوبٍ تُبَاعُ , فَقَالَ لِلْغُلَامِ: §ابْتَعْ هَذِهِ الشَّاةَ مِنْ ضَرِيبَتِكَ، فَابْتَاعَهَا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى اللَّبَنِ، فَأُتِيَ بِلَبَنٍ عِنْدَ فِطْرِهِ مِنَ الشَّاةِ , فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: اللَّبَنُ مِنَ الشَّاةِ، وَالشَّاةُ مِنْ ضَرِيبَةِ الْغُلَامِ، وَالْغُلَامُ صَدَقَةٌ عَلَى أُمِّي ارْفَعُوهُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: أُتِيَ §ابْنُ عُمَرَ بِإِنْجَانَةٍ مِنْ خَزَفٍ , فَتَوَضَّأَ مِنْهَا , قَالَ: وَأَحْسَبُهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: §أَجْمَرْتُ لِابْنِ عُمَرَ ثَوْبَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالْمَدِينَةِ , فَلَبِسَهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ -[161]-، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمَا , فَرُفِعَا , فَخَرَجَ مِنَ الْغَدِ إِلَى مَكَّةَ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ دَعَا بِهِمَا , فَوَجَدَ مِنْهُمَا رِيحَ الطِّيبِ , فَأَبَى أَنْ يَلْبِسَهُمَا , وَهُمَا حُلَّةٌ بُرُودٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَغْتَسِلُ لِإِحْرَامِهِ , وَلِدُخُولِهِ مَكَّةَ , وَلِوقُوفِهِ بِعَرَفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: §خُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: أُهْدِيَتْ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَثْوَابٌ هَرْوَى , فَرَدَّهَا , وَقَالَ: إِنَّهُ لَا §يَمْنَعُنَا مِنْ لُبْسِهَا إِلَّا مَخَافَةُ الْكِبْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَبَّلَ §ابْنُ عُمَرَ بُنَيَّةً لَهُ , فَمَضْمَضَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: §وَرِثْتُ مِنْ أَبِي سَيْفًا شَهِدَ بِهِ بَدْرًا , نَعْلُهُ كَثِيرَةُ الْفِضَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: إِنِّي §لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا، وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى §ابْنِ عُمَرَ , فَرَأَيْتُهُ يَكْتُبُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَلِيفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ إِنْسَانٌ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِفُلَانٍ , فَقَالَ: §مَهْ، إِنَّ اسْمَ اللَّهَ هُوَ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ -[162]- أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ §ابْنِ عُمَرَ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى أَصْحَابِهِ , فَنَظَرْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَإِذَا عَيْنَاهُ تَهْرَاقَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَرَأَ {§فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [النساء: 41] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ , فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُهُ وَجَيْبُهُ مِنْ دُمُوعِهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثَنِي الَّذِي كَانَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , فَأَقُولَ لَهُ: اقْصِرْ عَلَيْكَ فَإِنَّكَ قَدْ آذَيْتَ هَذَا الشَّيْخَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ الْعَاصِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو حَتَّى تُحَاذِيَا مَنْكِبَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ §أَقَامَ بِأَذْرَبِيجَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَبَسَهُ بِهَا الثَّلْجُ , فَكَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: سَلَّمَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: جَلِيسُكَ، قَالَ: مَا هَذَا؟ مَتَى كَانَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ؟ §صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَبَا بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , فَهَلْ تَرَى هَاهُنَا مِنْ شَيْءٍ يَعْنِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ لَا يَدَعُ عُمْرَةَ رَجَبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: تَصَدَّقَ §ابْنُ عُمَرَ بِدَارِهِ مَحْبُوسَةً لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ , وَمَنْ سَكَنَهَا مِنْ وَلَدِهِ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا، ثُمَّ سَكَنَهَا ابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى يَهُودٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , فَقِيلَ: لَهُ إِنَّهُمْ يَهُودٌ، فَقَالَ: §رُدُّوا عَلَيَّ سَلَامِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَقْذَرُ الْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ، فَلَمْ يَكُنْ يَأْكُلُهُ لِلَّذِي كَانَ يُصْنَعُ فِيهِ مِنَ الْعَذِرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ , فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ , وَعَدَلَ بِرَاحِلَتِهِ عَنِ الطَّرِيقِ , وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟ وَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَمْضِي حَتَّى قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَنْ أُذُنَيْهِ , وَعَدَلَ إِلَى الطَّرِيقِ , وَقَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ , فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا §قُتِلَ زَيْدٌ بِالْيَمَامَةِ دَفَعَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَالَهُ , قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُقْرِضُ مِنْهُ وَيَسْتَقْرِضُ لِنَفْسِهِ فَيَتْجَرُ لَهُمْ بِهِ فِي غَزْوِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَغْدُو كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا إِلَى قُبَاءَ وَنَعْلَيْهِ فِي يَدَيْهِ , فَيَمُرُّ بِعَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ الْعُتْوَارِيِّ بَطْنٍ مِنْ كِنَانَةَ , فَيَقُولُ: يَا عَمْرُو §اغْدُ بِنَا، فَيَغْدُوَانِ جَمِيعًا يَمْشِيَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَهُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ §عَبْدِ اللَّهِ -[164]- بْنِ عُمَرَ فَلَمْ يَكُنْ يُطِيقُ شَيْئًا مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا عَمِلَهُ لَا يَكِلْهُ إِلَيْنَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَطَأُ عَلَى ذِرَاعِ نَاقَتِي حَتَّى أَرْكَبَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَكْسَرُ النَّرْدَ وَالْأَرْبَعَةَ عَشَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ §بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَمَا نُكُثْتُ وَلَا بَدَّلْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا , وَلَا بَايَعْتُ صَاحِبَ فِتْنَةٍ , وَلَا أَيْقَظْتُ مُؤْمِنًا مِنْ مَرْقَدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: §كَفَفْتُ يَدَيَّ , فَلَمْ أَنْدَمْ , وَالْمُقَاتِلُ عَلَى الْحَقِّ أَفْضَلُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ تَعَلَّمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي أَرْبَعِ سِنِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: دَسَّ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ مَا فِي نَفْسِ ابْنِ عُمَرَ , يُرِيدُ الْقِتَالَ أَمْ لَا؟ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَنُبَايُعْكَ، وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ §يَبْقَ إِلَّا ثَلَاثَةُ أَعْلَاجٍ بِهَجَرَ لَمْ يَكُنْ لِي فِيهَا حَاجَةٌ. قَالَ: فَعَلِمَ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ الْقِتَالَ، قَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبَايَعَ لِمَنْ قَدْ كَادَ النَّاسُ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَيْهِ وَيُكْتَبَ لَكَ مِنَ الْأَرَضِينَ وَمِنَ الْأَمْوَالِ مَا لَا تَحْتَاجُ أَنْتَ وَلَا وَلَدُكَ إِلَى مَا بَعْدَهُ. فَقَالَ: أُفٍّ لَكَ، اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي، ثُمَّ لَا تَدْخُلْ عَلَيَّ , وَيْحَكَ إِنَّ دِينِي لَيْسَ بِدِينَارِكُمْ وَلَا دِرْهَمِكُمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَيَدِي بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ -[165]- مَيْمُونٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعًا هَلْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْمَعُ عَلَى الْمَأْدُبَةِ؟ قَال: مَا فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا مَرَّةً انْكَسَرَتْ نَاقَةٌ لَهُ فَنَحَرَهَا، ثُمَّ قَالَ لِي: §احْشُرْ عَلَيَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تَحْشُرُهُمْ وَلَيْسَ عِنْدَكَ خُبْزٌ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، تَقُولُ هَذَا لَحْمٌ، وَهَذَا مَرَقٌ، فَمَنْ شَاءَ أَكَلَ، وَمَنْ شَاءْ تَرَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى §ابْنِ عُمَرَ فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِهِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ لِحَافٍ أَوْ بِسَاطٍ وَكُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهِ , فَمَا وَجَدْتُهُ يُسَاوِي مِائَةَ دِرْهَمٍ، قَالَ: وَدَخَلْتُ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى , فَمَا وَجَدْتُهُ يَسْوَى ثَمَنَ طَيْلَسَانِيٍّ هَذَا , قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ فَبِيعَ طَيْلَسَانُ مَيْمُونٍ حِينَ مَاتَ فِي مِيرَاثِهِ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: كَانَتِ الطَّيَالِسَةُ كُرْدَيَّةً يَلْبَسُ الرَّجُلُ الطَّيْلَسَانِ ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمَّ يَقْلِبُهُ أَيْضًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَجْمَعُ أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَى جَفْنَتِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَرُبَّمَا سَمِعَ بِنِدَاءِ مِسْكِينٍ , فَيَقُومُ إِلَيْهِ بِنَصِيبِهِ مِنَ اللَّحْمِ وَالْخُبْزِ , فَإِلَى أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَيْهِ , وَيَرْجِعُ قَدْ فَرَغُوا مِمَّا فِي الْجَفْنَةِ , فَإِنْ كُنْتَ أَدْرَكْتَ فِيهَا شَيْئًا , فَقَدْ أَدْرَكَ فِيهَا , ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَهَى سَمَكًا قَالَ: فَطَلَبَتْ لَهُ صَفِيَّةُ امْرَأَتُهُ , فَأَصَابَتْ لَهُ سَمَكَةً , فَصَنَعَتْهَا , فَأَطَابَتْ صَنْعَتَهَا، ثُمَّ قَرَّبَتْهَا إِلَيْهِ , قَالَ: وَسَمِعَ نِدَاءَ مِسْكِينٍ عَلَى الْبَابِ , فَقَالَ: §ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَّا رَدَدْتَ نَفْسَكَ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَقَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ فَقَالَتْ: فَنَحْنُ نُرْضِيهِ مِنْهَا، قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ , فَقَالُوا لِلسَّائِلِ: إِنَّهُ قَدِ اشْتَهَى هَذِهِ السَّمَكَةَ، قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ اشْتَهَيْتُهَا، قَالَ: فَمَاكَسَهُمْ حَتَّى أَعْطُوهُ دِينَارًا , قَالَتْ: إِنَّا قَدْ أَرْضَيْنَاهُ، قَالَ: لِذَلِكَ قَدْ أَرْضَوكَ وَرَضِيتَ وَأَخَذْتَ الثَّمَنَ؟ قَالَ: نَعَمْ -[166]- قَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر الوافر] يُحِبُّ الْخَمْرَ مِنْ مَالِ النَّدَامَى ... وَيَكْرَهُ أَنْ تُفَارِقَهُ الْفُلُوسُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، أَنَّ امْرَأَةَ ابْنِ عُمَرَ عُوتِبَتْ فِيهِ , فَقِيلَ لَهَا: مَا تَلْطُفِينَ بِهَذَا الشَّيْخِ؟ قَالَتْ: وَمَا أَصْنَعُ بِهِ لَا يُصْنَعُ لَهُ طَعَامٌ إِلَّا دَعَا عَلَيْهِ مَنْ يَأْكُلُهُ , فَأَرْسَلَتْ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمَسَاكِينَ كَانُوا يَجْلِسُونَ بِطَرِيقِهِ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ , فَأَطْعَمْتُهُمْ، وَقَالَتْ: لَا تَجْلِسُوا بِطَرِيقِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ , فَقَالَ: §أَرْسِلُوا إِلَى فُلَانٍ وَإِلَى فُلَانٍ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ قَدْ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ بِطَعَامٍ , وَقَالَتْ: إِنْ دَعَاكُمْ فَلَا تَأْتُوهُ، فَقَالَ: أَرَدْتُمْ أَنْ لَا أَتَعَشَّى اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَتَعَشَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ قَالَ: أَقْرَضْتُ ابْنَ عُمَرَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ , فَبَعَثَ إِلَيَّ بِأَلْفَيْ وَافٍ , فَوَزَنْتُهَا , فَإِذَا هِيَ تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ , فَقُلْتُ: مَا أَرَى ابْنَ عُمَرَ إِلَّا يُجَرِّبُنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهَا تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: §هِيَ لَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا اشْتَدَّ عُجْبُهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ قَرَّبَهُ لِرَبِّهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ذَاتَ عَشِيَّةٍ , وَكُنَّا حُجَّاجًا وَرَاحَ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ قَدْ أَخَذَهُ بِمَالٍ , أَعْجَبَتْهُ رَوْحَتُهُ وَسَرَّهُ إِنَاخَتُهُ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ , ثُمَّ قَالَ: يَا نَافِعُ §انْزِعُوا زِمَامَهُ , وَرَحْلَهُ , وَجَلِّلَوهُ , وَأَشْعِرُوهُ , وَأَدْخَلُوهُ فِي الْبُدْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ , فَلَمَّا اشْتَدَّ عُجْبُهُ بِهَا أَعْتَقَهَا , وَزَوَّجَهَا مَوْلًى لَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: هُوَ نَافِعٌ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا , قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَأْخُذُ ذَلِكَ الصَّبِيَّ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: وَاهًا لِرِيحِ فُلَانَةَ يَعْنِي الْجَارِيَةَ الَّتِي أَعْتَقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا رَأَى مِنْ رَقِيقِهِ امْرًا يُعْجِبُهُ أَعْتَقَهُ، فَكَانَ رَقِيقُهُ قَدْ عَرَفُوا ذَلِكَ مِنْهُ، قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ غِلْمَانِهِ رُبَّمَا شَمَّرَ وَلَزِمَ الْمَسْجِدَ , فَإِذَا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الْحَسَنَةِ أَعْتَقَهُ، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هُمْ إِلَّا يَخْدَعُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ §خَدَعَنَا بِاللَّهِ انْخَدَعْنَا لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَسَجَدَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ §تَعْلَمُ لَوْلَا مَخَافَتُكَ لَزَاحَمْنَا قَوْمَنَا قُرَيْشًا فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَدْرَكَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي الطَّوَافِ , فَخَطَبَ إِلَيْهِ ابْنَتَهُ , فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ شَيْئًا , فَقَالَ عُرْوَةُ: لَا أَرَاهُ وَافَقَهُ الَّذِي طَلَبْتُ مِنْهُ لَا جَرَمَ لَأُعَاوِدَنَّهُ فِيهَا، قَالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَبْلَهُ , وَجَاءَ بَعْدَنَا , فَدَخَلَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكَ §أَدْرَكَتْنِي فِي الطَّوَافِ , فَذَكَرْتُ لِيَ ابْنَتِي وَنَحْنُ نَتَرَاءَى اللَّهَ بَيْنَ أَعْيُنِنَا , فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أُجِيبَكَ فِيهَا بِشَيْءٍ , فَمَا رَأْيُكَ فِيمَا طَلَبْتَ، أَلَكَ بِهِ حَاجَةٌ؟ قَالَ: فَقَالَ عُرْوَةُ: مَا كُنْتُ قَطُّ أَحْرَصَ عَلَى ذَلِكَ مِنِّي السَّاعَةَ -[168]-، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: يَا نَافِعُ ادْعُ لِي أَخَوَيْهَا، قَالَ: فَقَالَ لِي عُرْوَةُ: وَمَنْ وَجَدَتَ مِنَ بَنِيِ الزُّبَيْرِ , فَادْعُهُ لَنَا , قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا حَاجَةَ لَنَا بِهِمْ، قَالَ عُرْوَةُ: فَمَوْلَانَا فُلَانٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَلِكَ أَبْعَدُ، فَلَمَّا جَاءَ أَخَوَاهَا حَمِدَ اللَّهَ ابْنُ عُمَرَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: هَذَا عِنْدَكُمْ عُرْوَةُ , وَهُوَ مِمَّنْ قَدْ عَرَفْتُمَا , وَقَدْ ذَكَرَ أُخْتَكُمَا سَوْدَةَ , فَأَنَا أُزَوِّجُهُ عَلَى مَا أَخَذَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الرِّجَالِ لِلنِّسَاءِ إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَعَلَى مَا يَسْتَحِلُّ بِهِ الرِّجَالُ فَرُّوجَ النِّسَاءِ , لَكَذَلِكَ يَا عُرْوَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ لِي نَافِعٌ فَلَمَّا أَوَلَمَ عُرْوَةُ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَدْعُوهُ، قَالَ: فَجَاءَ , فَقَالَ لَهُ: لَوْ كُنْتَ تَقَدَّمْتَ إِلَيَّ أَمْسِ لَمْ أَصُمِ الْيَوْمَ، فَمَا رَأْيُكَ أَقْعُدُ أَوْ أَنْصَرِفُ؟ قَالَ: بَلِ انْصَرِفْ رَاشِدًا , قَالَ: فَانْصَرَفَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ مَسْأَلَةٍ , فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مَسْأَلَتَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَمَا سَمِعْتَ مَسْأَلَتِي؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّكُمْ كَأَنَّكُمْ §تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِسَائِلِنَا عَمَّا تَسْأَلُونَنَا عَنْهُ، اتْرُكْنَا يَرْحَمْكَ اللَّهُ حَتَّى نَتَفَهَّمَ فِي مَسْأَلَتِكَ , فَإِنْ كَانَ لَهَا جَوَابٌ عِنْدَنَا، وَإِلَّا أَعْلَمْنَاكَ أَنَّهُ لَا عَلِمَ لَنَا بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ §ابْنَ عُمَرَ ذَاكِرًا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا ابْتَدَرَتْ عَيْنَاهُ تَبْكِيَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , فَجَعَلَ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَابَّتِهِ , فَقَالَ لِيَ ابْنُ عُمَرَ: يَا مُجَاهِدُ إِنَّ §-[169]- النَّاسَ يُحِبُّونَنِي حُبًّا لَوْ كُنْتُ أُعْطِيهُمُ الذَّهَبَ وَالْوَرِقَ مَا زِدْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَتْ عَلَيْهِ دَرَاهِمُ , فَقَضَى أَجْوَدَ مِنْهَا , فَقَالَ الَّذِي قَضَاهُ: هَذِهِ خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِي، فَقَالَ: قَدْ §عَرَفْتُ وَلَكِنْ نَفْسِي بِذَلِكَ طَيْبَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ شَيْخٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ ابْنِ الزُّبَيْرِ انْتَهَبَ تَمْرٌ , فَاشْتَرَيْنَا مِنْهُ , فَجَعَلْنَاهُ خَلًا , فَأَرْسَلَتْ أُمِّي إِلَى ابْنِ عُمَرَ , وَذَهَبْتُ مَعَ الرَّسُولِ , فَسَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: §أَهْرِيقُوهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ جَمِيعًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ: قَالَ مَرْوَانُ لِابْنِ عُمَرَ: هَلُمَّ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ , فَإِنَّكَ سَيِّدُ الْعَرَبِ , وَابْنُ سَيِّدِهَا، قَالَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَيْفَ §أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْمَشْرِقِ؟ قَالَ: تَضْرِبُهُمْ حَتَّى يُبَايِعُوا، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّهَا دَانَتْ لِي سَبْعِينَ سَنَةً , وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي سَبَبِي رَجُلٌ وَاحِدٌ، قَالَ: يَقُولُ مَرْوَانُ: [البحر البسيط] إِنِّي أَرَى فِتْنَةً تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا أَبُو لَيْلَى: مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ بَعْدَ يَزِيدَ أَبِيهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , بَايَعَ لَهُ أَبُوهُ النَّاسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قِيل لِابْنِ عُمَرَ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَالْخَوَارِجِ , وَالْخَشَبَيَّةِ: أَتُصَلِّي مَعَ هَؤُلَاءِ وَمَعَ هَؤُلَاءِ وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا؟ قَالَ: فَقَالَ: مَنْ قَالَ: §حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى -[170]- قَتْلِ أَخِيكَ وَأَخْذِ مَالِهِ قُلْتُ: لَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ §غَزَا الْعِرَاقَ , فَبَارَزَ دِهْقَانًا , فَقَتَلَهُ , وَأَخَذَ سَلَبَهُ , فَسُلِّمَ ذَلِكَ لَهُ، ثُمَّ أَتَى أَبَاهُ , فَسَلَّمَهُ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قِيل لِنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ؟ قَالَ: لَا §يُطِيقُونَهُ , الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاةٍ , وَالْمُصْحَفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا §وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَلَّا يَتَزَوَّجَ , فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: §تَزَوَّجْ , فَإِنْ مَاتُوا أُجِرْتَ فِيهِمْ , وَإِنْ بَقُوا دَعَوُا اللَّهَ لَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ , فَقَالَ: لَا §أَدْرِي , فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ , أَفْتَى نَفْسَهُ , فَقَالَ: أَحْسَنَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ , فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ حَاجَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ , فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ , فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ , فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى كَتَبَ: §بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي §لَأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٌ إِلَّا لَأُسَلِّمَ أَوْ يُسَلَّمَ عَلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ نُبَاتَةَ الْحُدَّانِيُّ -[171]- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّهُ أَتَى §ابْنَ عُمَرَ بِهَدِيَّةٍ مِنَ الْبَصْرَةِ , فَقَبِلَهَا , فَسَأَلْتُ مَوْلًى لَهُ أَيَطْلُبُ الْخِلَافَةَ؟ قَالَ: لَا هُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَاكَ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ صَائِمًا فِي ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اسْتَسْقَى §ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا , فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ مِنْ زُجَاجٍ , فَلَمَّا رَآهُ لَمْ يَشْرَبْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: شَهِدْتُ سَالِمًا اسْتَسْقَى , فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ مُفَضَّضٍ , فَلَمَّا مَدَّ يَدَيْهِ إِلَيْهِ فَرَآهُ كَفَّ يَدَيْهِ وَلَمْ يَشْرَبْ، فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا يَمْنَعُ أَبَا عُمَرَ أَنْ يَشْرَبَ؟ قَالَ: الَّذِي سَمِعَ مِنَ أَبِيهِ فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ، قَالَ: قُلْتُ: أَوَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَشْرَبُ فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: §ابْنُ عُمَرَ يَشْرَبُ فِي الْمُفَضَّضِ فَوَاللَّهِ مَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَوَضَّأُ فِي الصُّفْرِ، قُلْتُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: فِي الرِّكَاءِ وَأَقْدَاحِ الْخَشَبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَنْتَفِ بْنِ السِّجْفِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تَبَايَعَ هَذَا الرَّجُلَ أَعِنِّي ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا §وَجَدْتُ بَيْعَتَهُمْ إِلَّا قِقَّةً، أَتَدْرِي مَا قِقَّةٌ؟ أَمَا رَأَيْتَ الصَّبِيَّ يَسْلَحُ , ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ فِي سَلْحِهِ , فَتَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: قِقَّةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنَ عُمَرَ: إِنَّمَا كَانَ §مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا يَسِيرُونَ عَلَى جَادَةٍ يَعْرِفُونَهَا , فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ وَظُلْمَةٌ , فَأَخَذَ بَعْضُنَا يَمِينًا وَبَعْضُنَا شِمَالًا، فَأَخْطَأْنَا الطَّرِيقَ , وَأَقَمْنَا حَيْثُ أَدْرَكْنَا ذَلِكَ، حَتَّى تَجَلَّى عَنَّا ذَلِكَ حَتَّى أَبْصَرَنَا الطَّرِيقَ الْأَوَّلَ , فَعَرَفْنَاهُ , فَأَخَذْنَا فِيهِ. إِنَّمَا هَؤُلَاءِ فِتْيَانٌ يَتَقَاتَلُونَ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ وَعَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي -[172]- أَلَّا يَكُونَ لِي مَا يَقْتُلُ فِيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِنَعْلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ فَتْحَ مَكَّةَ , وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً , وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ جَرُورٍ , وَمَعَهُ رُمْحٌ ثَقِيلٌ , وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ فَلُوتٌ , قَالَ: فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ , فَقَالَ: «إِنَّ §عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ» يَعْنِي أَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ فَتْحَ مَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ دُعِيَ إِلَى دَعْوَةٍ , فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مُوَرَّدٌ , قَالَ: فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ , قَالَ: §بِسْمِ اللَّهِ , وَمَدَّ يَدَهُ، ثُمَّ رَفَعَهَا , وَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، وَلِلدَّعُوَةِ حَقٌّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ , وَهُوَ يَقُولُ بِيَدَيْهِ هَكَذَا، وَيُدْخِلُ أَبُو جَعْفَرٍ يَدَهُ فِي إِبْطِهِ , وَيَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، فَأَدْخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِصْبَعَهُ فِي أَنْفِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَزَعَةَ الْعُقَيْلِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَجَدَ الْبَرْدَ وَهُوَ مُحْرِمٌ , فَقَالَ: §أَلْقِ عَلَيَّ ثَوْبًا، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ مِطْرِفًا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى طَرَائِقِهِ , وَعَلَمَهُ وَكَانَ عَلِمُهُ إِبْرِيسَمًا , فَقَالَ: لَوْلَا هَذَا لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ عَلَى §ابْنِ عُمَرَ الْمِطْرِفَ ثَمَنَ خَمْسِ مِائَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ §كَانَ لَا يَلْبَسُ الْخَزَّ، وَكَانَ يَرَاهُ عَلَى بَعْضِ وَلَدِهِ فَلَا -[173]- يُنْكِرُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §يَلْبَسُ الْمَصْبُوغَ بِالْمِشْقِ , وَالْمَصْبُوغَ بِالزَّعْفَرَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ لَا يَدْخُلُ حَمَّامًا وَلَا مَاءً إِلَّا بِإِزَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى عَلَى §ابْنِ عُمَرَ نَعْلَيْنِ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ شِسْعَانِ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ , فَرَأَيْتُهُ إِذَا أَتَى الْمَسِيلَ يَرْمُلُ رَمَلًا هَنِيئًا فَوْقَ الْمَشْيِ , وَإِذَا جَاوَزَهُ مَشَى , وَكُلَّمَا أَتَى عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَامَ مُقَابِلَ الْبَيْتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى §ابْنِ عُمَرَ , فَرَأَى لَهُ فُسْطَاطَيْنِ وَسُرَادِقًا , وَرَأَى عَلَيْهِ نَعْلَيْنِ بِقِبَالَيْنِ , أَحَدُ الزِّمَامَيْنِ بَيْنَ الْأَرْبَعِ , مِنْ نِعَالٍ لَيْسَ عَلَيْهَا شَعْرٌ مُلَسَّنَةٌ كُنَّا نُسَمِّيهَا الْحَمْصِيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ اشْتَرَى قَمِيصًا فَلَبِسَهُ , فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهُ , فَأَصَابَ الْقَمِيصَ صُفْرَةٌ مِنْ لِحْيَتِهِ , فَأَمْسَكَهُ مِنْ أَجْلِ تِلْكَ الصُّفْرَةِ قَالَ عَفَّانُ: وَلَمْ يَرُدَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَوْ سَالِمٍ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَتَّزِرُ فَوْقَ الْقَمِيصِ فِي السَّفَرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَزْرَقَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: قَلَّ مَا رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ مَحْلُولُ الْإِزَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يَزِرُ قَمِيصَهُ قَطُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ إِزَارَ §ابْنِ عُمَرَ فَوْقَ الْعَرْقُوبَيْنِ وَدُونَ الْعَضَلَةٍ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَصْفَرَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ التَّاجِيِّ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى §ابْنِ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ ثَوْبَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ سَاقِهِ تَحْتَ الْإِزَارِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الْإِزَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَقَفَ عَلَى أَبِي , وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مُشَمَّرٌ , فَأَمْسَكَ أَبِي بِطَرَفِ قَمِيصِهِ , وَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ , ثُمَّ قَالَ: لَكَأَنَّهُ قَمِيصُ §عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى §ابْنِ عُمَرَ فَإِذَا رَجُلٌ جُهَيْرٌ , يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ , عَلَيْهِ قَمِيصٌ دَسْتُوَانِيُّ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ دِهْقَانَ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يَتَّزِرُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ §اعْتَمَّ وَأَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنَ الْبُرْنُسِ إِذَا سَجَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى §ابْنَ عُمَرَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَيَّانَ الْبَارِقِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي إِزَارٍ مُؤْتَزِرًا بِهِ - أَوْ - سَمِعْتُهُ يُفْتِي أَوْ يُصَلِّي -[175]- فِي إِزَارٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ النَّخْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي إِزَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ وَيَعْتَمُّ وَيُرْخِيهَا مِنْ خَلْفِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ §ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي مَا نِصْفُ سَاقِهِ، وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُشَمِّرُ قَمِيصَهُ تَشْمِيرًا شَدِيدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى §ابْنِ عُمَرَ بُرْدَيْنِ مُعَافِرِيَّيْنِ , وَرَأَيْتُ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ بِالْمَدِينَةِ مُطْلِقًا إِزَارَهُ يَأْتِي أَسْوَاقَهَا , فَيَقُولُ: كَيْفَ §يُبَاعُ ذَا؟ كَيْفَ يُبَاعُ ذَا؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ خَلْفَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي مَحْلُولَ الْإِزَارِ , وَقَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَحْلُولَ الْإِزَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ لَا يَزِرُّ قَمِيصَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ §خَاتَمٌ , فَكَانَ يَجْعَلَهُ عِنْدَ ابْنِهِ أَبِي عُبَيْدٍ , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ أَخَذَهُ فَخَتَمَ بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ نَافِعٍ خَاتَمَ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ لَا يَتَخَتَّمُ إِنَّمَا كَانَ خَاتَمُهُ يَكُونُ عِنْدَ صَفِيَّةَ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ أَرْسَلَنِي فَجِئْتُ بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ §عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §فِي خَاتَمِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ §ابْنِ عُمَرَ كَانَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَى أَنْ يَنْقُشَ فِي الْخَاتَمِ بِالْعَرَبِيَّةِ , قَالَ أَبَانُ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ , فَقَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ §عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §يُحْفِي شَارِبَهُ، وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يُحْفِي شَارِبَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ , قَالَ: وَأَجْلَسَنِي فِي حِجْرِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ: وَأُمُّ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابْنَةُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ -[177]- بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى كُنْتُ أَظُنُّهُ يَنْتِفُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَاطِبِيُّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ إِلَّا مُحِلَّ الْإِزَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: حَتَّى أَرَى بَيَاضَ بَشَرَتِهِ أَوْ يَسْتَبِينَ بَيَاضُ بَشَرَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّهُ سَأَلَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ: أَتَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ يُحْفِي شَارِبَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ؟ فَقَالَ: لَا إِلَّا §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , فَإِنَّهُمَا كَانَا يَفْعَلَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى بَيَاضِ الْجِلْدَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَجُزُّ شَارِبَهُ حَتَّى يُحْفِيَهُ وَيَفْشُوَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا 7103 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ هَلْ رَأَيْتَ §ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: كَانَ مَيْمُونٌ يُحْفِي شَارِبَهُ , وَيَذْكُرُ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحْفِي شَارِبَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ -[178]-: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §يَأْخُذُ هَاتَيْنِ السَّبْلَتَيْنِ يَعْنِي مَا طَالَ مِنَ الشَّارِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الرَّيَّانِ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ جَزَّ شَارِبَهُ حَتَّى كَأَنَّمَا قَدْ حَلَقَهُ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ , قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , فَقَالَ: صَدَقَ حَبِيبٌ، كَذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَأْخُذُ مِنْ هَذَا وَمِنْ هَذَا، وَأَشَارَ أَزْهَرُ إِلَى شَارِبَيْهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: §رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ أَخِي الحَلْقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَفْصٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُعْفِي لِحْيَتَهُ إِلَّا فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَقْبِضُ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا جَاوَزَ الْقَبْضَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يَقْبِضُ هَكَذَا وَيَأْخُذُ مَا فَضَلَ عَنِ الْقَبْضَةِ، وَيَضَعُ يَدَهُ عِنْدَ الذَقْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَجَّامُ الَّذِي كَانَ §يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَةِ ابْنِ عُمَرَ مَا فَضَلَ عَنِ الْقَبْضَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ أَنَّهُ رَأَى §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَيْتُ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ، وَرَأَيْتُ فِيَ رِجْلَيْهِ نَعْلَيْنِ فِيهِمَا قِبَالَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ §يَدَّهِنُ بِالْخَلُوقِ يُغَيِّرِ بِهِ شَيْبَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تُمْلَأَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُهُ مُحَلِّلًا أَزْرَارَ قَمِيصِهِ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَرَأَيْتُهُ مُعْتَمًّا قَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَمَا أَدْرِي الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ أَطْوَلُ أَوِ الَّذِي خَلْفَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ حَتَّى قَدْ رَدَغَ ذَا مِنْهُ. وَأَشَارَ إِلَى جَيْبِ قَمِيصِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجِ يَعْنِي عُبَيْدَ بْنَ جُرَيْجٍ، قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ، قَالَ: إِنِّي §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، قُلْتُ: وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْبَسُهَا وَيَسْتَحِبُّهَا وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالزَّعْفَرَانِ -[180]-، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَصْبُغُ بِهِ - أَوْ قَالَ -: رَأَيْتُهُ أَحَبَّ الصِّبْغَ إِلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنَ الصِّبْغِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلَقَدْ كَانَ يَصْبُغُ بِهَا ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَرَأَيْتُهُ لَا يَزَرُ قَمِيصَهُ، وَرَأَيْتُهُ مَرَّ فَسَهَا أَنْ يُسَلِّمَ , فَرَجَعَ , فَقَالَ: إِنِّي §سَهَوْتُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِخَلُوقِ الْوَرْسِ حَتَّى يَمْلَأَ مِنْهُ ثِيَابَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ رَأَى §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ بِالْخَلُوقِ وَالزَّعْفَرَانِ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالزَّعْفَرَانِ وَالْوَرْسِ فِيهِ الْمِسْكُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كَانَ §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ -[181]- حَتَّى تُرَى الصُّفْرَةُ عَلَى قَمِيصِهِ مِنْ لِحْيَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَاكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ، وَأَرَى النَّاسَ يَصْبُغُونَ وَيُلَوِّنُونَ، فَقَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ قُلْتُ: رَأَيْتَ §ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهْ يُصَفِّرُهَا , وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِحْيَتَهُ مُصْفَرَّةً , لَيْسَتْ بِالشَّدَيدَةِ وَهِيَ يَسِيرَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ §ابْنُ عُمَرَ يُعْفِي لِحْيَتَهُ إِلَّا فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: تَرَكَ §ابْنُ عُمَرَ الْحَلْقَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ , فَقَصَّرَ نَوَاحِي مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ , قَالَ: وَكَانَ أَصْلَعَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: أَفَمِنَ اللِّحْيَةِ؟ قَالَ: كَانَ يَأْخُذُ مِنْ أَطْرَافِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَحُجَّ سَنَةً , فَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ , وَحَلَقَ رَأْسَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , وَأَبُو أُسَامَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ -: طَوِيلَةٌ - وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ -: جُمَّةٌ مُفْرُوقَةٌ تَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ , قَالَ هِشَامٌ: فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى الْمَرْوَةِ , فَدَعَانِي , فَقَبَّلَنِي، وَأَرَاهُ قَصَّرَ يَوْمَئِذٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ -[182]-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ صَلْعَةَ §ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ §مَوْعِدِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ , مَا كَانَ أَشْفَقَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يَخْرُجَ هُوَ وَعَلِيٌّ مِنْهَا , فَجَاءَ مُعَاوِيَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى بُخْتِيٍّ عَظِيمٍ طَوِيلٍ , فَقَالَ: وَمَنْ هَذَا الَّذِي يَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَوْ يَمُدُّ إِلَيْهِ عُنُقَهُ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالدُّنْيَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ , فَإِنِّي هَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: يَطْمَعُ فِيهِ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَيْهِ حَتَّى أَدْخَلَكُمَا فِيهِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَثِمَارَهَا، فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ: وَمَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: §أَحَقُّ مِنْكَ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ مَا فِي الْجِنَّانِ , فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي ذَاكَ فَسَادٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا اجْتُمِعَ عَلَى مُعَاوِيَةَ قَامَ , فَقَالَ: وَمَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنِّي؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَتَهَيَّأَتْ أَنْ أَقُومَ فَأَقُولَ: §أَحَقُّ بِهِ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْكُفْرِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَظُنَّ بِي غَيْرَ الَّذِي بِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفٍ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: §أَرَى ذَاكَ أَرَادَ إِنَّ دِينِي عِنْدِي إِذًا لَرَخِيصٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , فَبَلَغَ ذَاكَ ابْنَ عُمَرَ , فَقَالَ: إِنْ كَانَ §خَيْرًا رَضِينَا، وَإِنْ كَانَ بَلَاءً صَبَرْنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ -[183]- جُوَيْرِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا ابْتَزَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَخَلَعُوهُ , دَعَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بَنِيهِ , وَجَمَعَهُمْ , فَقَالَ: إِنَّا بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ §الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ يَنْكُثَ بَيْعَتَهُ، فَلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ وَلَا يُسْرِعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَتَكُونَ الصَّيْلَمُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ §حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيُقْتَلَنَّ ابْنَ عُمَرَ , فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ النَّاسُ وَتَلَقَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ فِيمَنْ تَلَقَّاهُ , فَقَالَ: إِيهِنْ مَا جِئْتَنَا بِهِ، جِئْتَنَا لِتَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ ثَلَاثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيُقْتَلَنَّ ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَجَعَلَ أَهْلُنَا يَقْدُمُونَ عَلَيْنَا وَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَدَخَلَا بَيْتًا، وَكُنْتُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ , فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ يَقُولُ: أَفَتَتْرُكُهُ حَتَّى يَقْتُلَكَ، وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي لَقَاتَلْتُهُ دُونَكَ , قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَفَلَا §أَصْبِرُ فِي حَرَمِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَسَمِعْتُ نَجِيَّهُ تِلْكَ اللَّيْلةَ مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا دَنَا مُعَاوِيَةُ تَلَقَّاهُ النَّاسُ وَتَلَقَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: إِيهِنْ مَا جِئْتَنَا بِهِ، جِئْتَ لِتَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي قَدْ §بَايَعْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى -[184]- سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ مُحَمَّدًا قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ عُمَرَ عِنْدَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي حَفْصَةَ , فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ صَارَتْ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَلَمَّا حَضَرَ ابْنُ عُمَرَ جَعَلَهَا إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَتَرَكَ سَالِمًا , وَكَانَ النَّاسُ عَنَّفُوهُ بِذَلِكَ , قَالَ: فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَقَدْ كُنْتُ §هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ لَوْ فَعَلَتَ لَكَوَّسَكَ اللَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ رَأْسُكَ أَسْفَلَكَ، قَالَ: فَنَكَّسَ الْحَجَّاجُ قَالَ: وَقُلْتُ: يَأْمُرُ بِهِ الْآنَ، قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: أَيُّ قُرَيْشٍ أَكْرَمُ بَيْتًا، وَأَخَذَ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ الْفَاسِقُ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَرَّفَ كِتَابَ اللَّهِ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: §كَذَبْتَ، كَذَبْتَ، كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، وَلَا أَنْتَ مَعَهُ. فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ، يُوشِكُ شَيْخٌ أَنْ يُؤْخَذَ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فَيُجَرَّ قَدِ انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ لَمْ يُوصِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ ابْنُ عُمَرَ قَالُوا لَهُ: أَوْصِ، قَالَ: وَمَا §أُوصِي قَدْ كُنْتُ أَفْعَلُ فِي الْحَيَاةِ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ، فَأَمَّا الْآنَ فَإِنِّي لَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ لَا أُدْخِلُ عَلَيْهِمْ فِي رِبَاعِهِمْ أَحَدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَكَى , فَذَكَرُوا لَهُ الْوَصِيَّةَ , فَقَالَ: §اللَّهُ أَعْلَمُ مَا كُنْتُ أَصْنَعُ فِي مَالِي، وَأَمَّا رِبَاعِيِّ وَأَرْضِي فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ أُشْرِكَ مَعَ وَلَدِي فِيهَا أَحَدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا §تَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِمَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَقَالَ أَصَابَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِزُجِّهِ فِي رِجْلِهِ. قَالَ: فَأَتَاهُ الْحَجَّاجُ يَعُودُهُ , فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ الَّذِي أَصَابَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنْتَ الَّذِي §أَصَبْتَنِي، قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: يَوْمَ أَدْخَلْتَ حَرَمَ اللَّهِ السِّلَاحَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشٌ الْعَامِرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ ابْنَ عُمَرَ الْخَبْلُ الَّذِي أَصَابَهُ بِمَكَّةَ , فَرُمِيَ حَتَّى أَصَابَ الْأَرْضَ، فَخَافَ أَنْ يَمْنَعَهُ الْأَلَمُ , فَقَالَ: يَا ابْنَ أُمِّ الدَّهْمَاءِ اقْضِ بِيَ الْمَنَاسِكَ. فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ بَلَغَ الْحَجَّاجَ , فَأَتَاهُ يَعُودُهُ , فَجَعَلَ يَقُولُ: لَوْ أَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ لَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَنْتَ §أَصَبْتَنِي حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي يَوْمٍ لَا يُحْمَلُ فِيهِ السِّلَاحُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْحَجَّاجُ , قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا آسَى مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى ثَلَاثٍ ظِمَإِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأَلَّا أَكُونَ قَاتَلْتُ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي حَلَّتْ بِنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْذِ اللَّهِ شَيْخًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ , قَالَ: لَمَّا أُصِيبَتْ رِجْلُ §ابْنِ عُمَرَ أَتَاهُ الْحَجَّاجُ يَعُودُهُ , فَدَخَلَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ , -[186]- فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَلْ تَدْرِي مَنْ أَصَابَ رِجْلَكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ مَنْ أَصَابَكَ لَقَتَلْتُهُ. فَأَطْرَقَ ابْنُ عُمَرَ , فَجَعَلَ لَا يُكَلِّمُهُ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْحَجَّاجُ وَثَبَ كَالْمُغْضَبِ، فَخَرَجَ يَمْشِي مُسْرِعًا حَتَّى إِذَا كَانَ فِي صَحْنِ الدَّارِ الْتَفَتَ إِلَى مَنْ خَلْفَهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَأْخُذَ بِالْعَهْدِ الْأَوَّلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي أَبَاهُ , قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ يَعُودُ ابْنَ عُمَرَ , وَعِنْدَهُ سَعِيدٌ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَقَدْ أَصَابَ رِجْلَهُ , قَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ أَمَا إِنَّا لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ عَاقَبْنَاهُ، فَهَلْ تَدْرِي مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ: §أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلَاحِ فِي الْحَرَمِ لَا يَحِلُّ فِيهِ حَمَلُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْرَسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَمَّا أَصَابَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْ جِرَاحَتِهِ , فَقَالَ سَالِمٌ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ مَا هَذَا الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى كَتِفِ النَّجِيبَةِ؟ فَقَالَ: مَا §شَعَرْتُ بِهِ فَأَنِخْ، فَأَنَخْتُ , فَنَزَعَ رِجْلَهُ مِنَ الْغَرْزِ وَقَدْ لَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالْغَرْزِ، فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ بِمَا أَصَابَنِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا كَانَ بَدْءُ مَوْتِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: §أَصَابَتْهُ عَارَضَةُ مَحْمَلٍ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ فِي الزِّحَامِ , فَمَرِضَ، قَالَ: فَأَتَاهُ الْحَجَّاجُ يَعُودُهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ , فَرَآهُ غَمَّضَ ابْنُ عُمَرَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: فَكَلَّمَهُ الْحَجَّاجُ , فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: مَنْ ضَرَبَكَ؟ مَنْ تَتَّهِمُ؟ قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْهُ ابْنُ عُمَرَ , فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَقُولُ إِنِّي عَلَى الضَّرْبِ الْأَوَّلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ -[187]- قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ: مَا §أَجِدُنِي آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ §أَوْصَى رَجُلًا أَنْ يَغْسِلَهُ، فَجَعَلَ يَدَلِّكُهُ بِالْمِسْكِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §مَاتَ ابْنُ عُمَرَ بِمَكَّةَ , وَدُفِنَ بِفَخٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: §تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ زُجُّ رُمْحِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ أَصَابَ رِجْلَ ابْنِ عُمَرَ فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ , فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ انْتَفَضَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ جُرْحُهُ، فَلَمَّا نَزَل بِهِ دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَيْهِ يَعُودُهُ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي أَصَابَكَ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنْتَ §قَتَلْتَنِي، قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي حَرَمِ اللَّهِ , فَأَصَابَنِي بَعْضُ أَصْحَابِكَ , فَلَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ عُمَرَ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَنْ لَا يُدْفَنَ فِي الْحَرَمِ، وَأَنْ يُدْفَنَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَغُلِبَ , فَدُفِنَ فِي الْحَرَمِ , وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ الْمَوْتِ لِسَالِمٍ: يَا بُنَيَّ إِنْ أَنَا §مِتُّ، فَادْفِنِّي خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ , فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُدْفَنَ فِيهِ بَعْدَ أَنْ خَرَجْتُ مِنْهُ مُهَاجِرًا، فَقَالَ: يَا أَبَتِ إِنْ قَدِرْنَا عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: تَسْمَعُنِي أَقُولُ لَكَ وَتَقُولُ: إِنْ قَدِرْنَا عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَقُولُ الْحَجَّاجُ يَغْلِبُنَا فَيُصَلِّي عَلَيْكَ، قَالَ: فَسَكَتَ -[188]- ابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: §أَوْصَانِي أَبِي أَنْ أَدْفِنَهُ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَلَمْ نَقْدِرْ , فَدَفَنَّاهُ فِي الْحَرَمِ بِفَخٍّ فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ النَّاسُ , وَنُزِلَ بِابْنِ عُمَرَ §أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ لَا يُدْفَنَ فِي الْحَرَمِ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ، فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ نَحْوَ ذِي طُوًى، وَمَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ

خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة بن خلف بن صداد. من بني عدي بن كعب ويقال: بل أمه فاطمة بنت علقمة بن عامر بن بجرة بن خلف بن صداد. وكان لخارجة من الولد عبد الرحمن وأبان. وأمهما امرأة

§خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ بَجَرَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَدَّادٍ. مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَجَرَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَدَّادٍ. وَكَانَ لخارجةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبَانُ. وَأُمُّهُمَا امْرَأَةٌ مِنْ كِنْدَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعَوْنٌ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ قَاضِيًا بِمِصْرَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمٍ وَافَى الْخَارِجِيُّ لِيَضْرِبَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , فَلَمْ يَخْرُجْ عَمْرٌو يَوْمَئِذٍ لِلصَّلَاةِ وَأَمَرَ خَارِجَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ الْخَارِجِيُّ , فَضَرَبَ خَارِجَةَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَأُخِذَ , فَأُدْخِلَ عَلَى عَمْرٍو، وَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا ضَرَبْتَ عَمْرًا , وَإِنَّمَا ضَرَبْتَ خَارِجَةً، فَقَالَ: أَرَدْتُ عَمْرًا، وَأَرَادَ اللَّهُ خَارِجَةً. فَذَهَبَتْ مَثَلًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الزَّوْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ الزَّوْفِيِّ -[189]-، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ , فَقَالَ: «لَقَدْ §أَمَدَّكُمُ اللَّهُ اللَّيْلَةَ بِصَلَاةٍ لَهِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ» . قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ»

ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب

§وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ

عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص. وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة. وهو أخو خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب , قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم , وشهد خنيس بدرا , ولم يشهد عبد الله بدرا ,

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ. وَأُمُّهُ تَمِيمَةُ بِنْتُ حُرْثَانَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَهُوَ أَخُو خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ زَوْجِ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَبْلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدَ خُنَيْسٌ بَدْرًا , وَلَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا , وَلَكِنَّهُ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ. وَهُوَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ , فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى , فَلَمَّا قَرَأَهُ خَرَقَهُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَسِبْتُ أَنَّ الْمُسَيِّبَ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ -[190]-، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: «§أَبُوكَ حُذَافَةُ، أَنْجَبَتْ أُمُّ حُذَافَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» فَقَالَتْ أُمُّهُ: أَيْ بُنَيَّ لَقَدْ قُمْتَ الْيَوْمَ بِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًا , فَكَيْفَ لَوْ قَالَ الْأُخْرَى؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُبْدِيَ مَا فِي نَفْسِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ يُنَادِي فِي النَّاسِ بِمِنًى: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهَا §أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتِ الرُّومُ قَدْ أَسَرَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ , فَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى قُسْطَنْطِينَ فَخَلَّى عَنْهُ، وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «§أَبُوكَ حُذَافَةُ بْنُ قَيْسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ قَامَ يُصَلِّي , فَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يَا أَبَا حُذَافَةَ لَا §تُسْمِعْنِي وَسَمِّعِ اللَّهَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بَدْرًا

وأخوه قيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة , هكذا قال محمد بن عمر: قيس بن حذافة، وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فقال: هو أبو قيس بن حذافة , واسمه حسان. قال محمد بن عمر: وهو قديم

§وَأَخُوهُ قَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ تَمِيمَةُ بِنْتُ حُرْثَانَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ فَقَالَ: هُوَ أَبُو قَيْسِ بْنُ حُذَافَةَ , وَاسْمُهُ حَسَّانُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ

هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وأمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يريد اللحاق به ,

§هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَرْمَلَةَ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ حِينَ بَلَغَهُ مُهَاجِرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِهِ , فَحَبَسَهُ أَبُوهُ وَقَوْمُهُ بِمَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , فَشَهِدَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ، وَكَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنْ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ هِشَامٌ وَعَمْرٌو»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامَ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنَيِ الْعَاصِ أَنَّهُمَا قَالَا: مَا جَلَسْنَا مَجْلِسًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُنَّا بِهِ أَشَدَّ اغْتِبَاطًا مِنْ مَجْلِسٍ جَلَسْنَاهُ، يَوْمًا جِئْنَا فَإِذَا أُنَاسٌ عِنْدَ حُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَرَاجَعُونَ فِي الْقُرْآنِ , فَلَمَّا رَأَيْنَاهُمُ اعْتَزَلْنَاهُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلْفَ الْحُجَرِ يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُغْضَبًا يُعْرَفُ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَيْ قَوْمِ، بِهَذَا §ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَضَرْبِهِمُ الْكِتَابَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ لِتَضْرِبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ وَلَكِنْ يُصَدِّقِ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا تَشَابَهَ عَلَيْكُمْ فَآمِنُوا بِهِ» ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَإِلَى أَخِي فَغَبَطْنَا أَنْفُسَنَا أَنْ لَا يَكُونَ رَآنَا مَعَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالُوا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ أَخُوكَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ؟ قَالَ: §أُخْبِرُكُمْ عَنِّي وَعَنْهُ، عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى اللَّهِ , فَقَبِلَهُ وَتَرَكَنِي، قَالَ سُفْيَانُ: وَقُتِلَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ الْيَرْمُوكِ أَوْ غَيْرِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا حَلْقَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ إِذْ مَرَّ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَطُوفُ , فَقَالَ القَوْمُ: هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أَفْضَلُ فِي أَنْفُسِكُمْ أَمْ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ؟ فَلَمَّا قَضَى عَمْرٌو طَوَافَهُ جَاءَ -[193]- إِلَى الْحَلْقَةِ , فَقَامَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ: مَا قُلْتُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ قُلْتُمْ شَيْئًا؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: ذَكَرْنَاكَ وَأَخَاكَ هِشَامًا , فَقُلْنَا هِشَامٌ أَفْضَلُ أَوْ عَمْرٌو؟ فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتُمْ، سَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَاكَ: إِنِّي §شَهِدْتُ أَنَا وَهِشَامٌ الْيَرْمُوكَ , فَبَاتَ وَبِتُّ نَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَرْزُقُنَا الشَّهَادَةَ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رُزِقَهَا وَحُرِمْتُهَا، فَهَلْ فِي ذَلِكَ مَا يُبَيِّنُ لَكُمْ فَضْلَهُ عَلَيَّ؟ ثُمَّ قَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ قَدْ نَحَّيْتُمْ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَانَ عَنْ مَجْلِسِكُمْ لَا تَفْعَلُوا أَوْسِعُوا لَهُمْ وَأَدْنُوهُمْ وَحَدَّثُوهُمْ وَأَفْهِمُوهُمُ الْحَدِيثَ , فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ صِغَارُ قَوْمٍ وَيُوشِكُونَ أَنْ يَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ، وَإِنَّا قَدْ كُنَّا صِغَارَ قَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا الْيَوْمَ كِبَارَ قَوْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ أَجْنَادِينَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِنَّ هَؤُلَاءِ §الْقُلْفَانِ لَا صَبَرَ لَهُمْ عَلَى السَّيْفِ , فَاصْنَعُوا كَمَا أَصْنَعُ. قَالَ: فَجَعَلَ يَدْخُلُ وَسْطَهُمْ , فَيَقْتُلُ النَّفَرَ مِنْهُمْ حَتَّى قُتِلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَتْ: كَانَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ رَجُلًا صَالِحًا، لَمَّا كَانَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ رَأَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْضَ النُّكُوصِ عَنْ عَدُوِّهِمْ , فَأَلْقَى الْمِغْفَرَ عَنْ وَجْهِهِ وَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ وَهُوَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ §إِلَيَّ إِلَيَّ أَنَا هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ، حَتَّى قُتِلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَعِيشَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِ §ضَرَبَ رَجُلًا مِنْ غَسَّانَ , فَأَبْدَى سِحْرَهُ , فَكَرَّتْ غَسَّانُ عَلَى هِشَامٍ , فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَلَقَدْ وَطِئَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى كَرَّ عَلَيْهِ عَمْرٌو , فَجَمَعَ لَحْمَهُ فَدَفَنَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَلَفِ -[194]- بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَتِ الرُّومُ يَوْمَ أَجْنَادِينَ انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعٍ لَا يُعْبُرُهُ إِلَّا إِنْسَانٌ , وَجَعَلَتِ الرُّومُ تُقَاتِلُ عَلَيْهِ وَقَدْ تَقَدَّمُوهُ وَعَبَرُوهُ وَتَقَدَّمَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ , فَقَاتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى قُتِلَ , وَوَقَعَ عَلَى تِلْكَ الثُّلْمَةِ , فَسَدَّهَا، فَلَمَّا انْتَهَى الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا هَابُوا أَنْ يُوطِئُوهُ الْخَيْلَ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ §اسْتَشْهَدَهُ وَرَفَعَ رُوحَهُ , وَإِنَّمَا هُوَ جُثَّةٌ , فَأَوْطِئُوهُ الْخَيْلَ، ثُمَّ أَوْطَأَهُ هُوَ وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَعُوهُ، فَلَمَّا انْتَهَتِ الْهَزِيمَةُ , وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْعَسْكَرِ كَرَّ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَجَعَلَ يَجْمَعُ لَحْمَهُ وَأَعْضَاءَهُ وَعِظَامَهُ , ثُمَّ حَمَلَهُ فِي نَطْعٍ فَوَارَاهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَتْلُهُ قَالَ: §رَحِمَهُ اللَّهُ فَنِعْمَ الْعَوْنُ كَانَ لِلْإِسْلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي نَجِيحُ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالُوا: كَانَتْ أَوَّلُ §وَقْعَةٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ أَجْنَادِينَ، وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ

أبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وأمه أم ولد حضرمية , وهو قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ثم قدم فشهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعد ذلك من المشاهد وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة

§أَبُو قَيْسِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ حَضْرَمِيَّةٌ , وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَدِمَ فَشَهِدَ -[195]- أُحُدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. قال محمد بن إسحاق: وكان عبد الله بن الحارث شاعرا وهو المبرق وسمي بذلك ببيت قاله: إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر وكان من

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ شَاعِرًا وَهُوَ الْمُبْرِقُ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ بِبَيْتٍ قَالَهُ: [البحر الطويل] إِذَا أَنَا لَمْ أُبْرِقْ فَلَا يَسَعْنَنِي ... مِنَ الْأَرْضِ بَرٌّ ذُو فَضَاءٍ وَلَا بَحْرُ وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

السائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية , وخرج يوم الطائف , وقتل بعد ذلك يوم فحل بسواد الأردن، ولا عقب له، وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة في

§السَّائِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ , وَخَرَجَ يَوْمَ الطَّائِفِ , وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ فِحْلٍ بِسَوَادِ الْأُرْدُنِّ، وَلَا عَقِبَ لَهُ، وَكَانَتْ فِحْلٌ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

الحجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، وقتل باليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة ولا عقب له

§الْحَجَّاجُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَقُتِلَ بِالْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَلَا عَقِبَ لَهُ

تميم ويقال: نمير بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وأمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة. وقال محمد بن إسحاق وحده: هو بشر بن الحارث بن قيس. وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية

§تَمِيمٌ وَيُقَال: نُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ ابْنَةُ حُرْثَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ: هُوَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ. وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ

سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة عروة بن سعد بن حذيم بن سلامان بن سعد بن جمح. ويقال: بل هي ابنة عبد عمرو بن عروة بن سعد. وكان سعيد من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، وقتل يوم اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة

§سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّه ابْنَةُ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحٍ. وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ ابْنَةُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدٍ. وَكَانَ سَعِيدٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ

معبد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة عروة بن سعد بن حذيم بن سلامان بن سعد بن جمح. ويقال: بل هي ابنة عبد عمرو بن عروة بن سعد. هكذا قال هشام بن محمد: معبد بن الحارث، وقال محمد بن عمر: معمر بن الحارث

§مَعْبَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ ابْنَةُ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحَ. وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ ابْنَةُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدٍ. هَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَعْبَدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ

سعيد بن عمرو التميمي حليف لهم، وأخوهم لأمهم. أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة. هكذا قال موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق: سعيد بن عمرو، وقال أبو معشر , ومحمد بن عمر: معبد بن عمرو , وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية

§سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ حَلِيفٌ لَهُمْ، وَأَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ. أُمُّهُ ابْنَةُ حُرْثَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَعْبَدُ بْنُ عَمْرٍو , وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ

عمير بن رئاب بن حذافة بن سعيد بن سهم. هكذا قال محمد بن عمر، وقال هشام بن محمد بن السائب: هو عمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعد بن سهم وأمه أم وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. قال محمد بن عمر: وكان عمير بن رئاب من مهاجرة الحبشة في

§عُمَيْرُ بْنُ رِئَابِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: هُوَ عُمَيْرُ بْنُ رِئَابِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ مُهَشَّمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَائِلٍ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عُمَيْرُ بْنُ رِئَابٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ذَكَرُوهُ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ. وَقُتِلَ بِعَيْنِ التَّمْرِ شَهِيدًا، وَلَا عَقِبَ لَهُ

ومن حلفاء بني سعد

§وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي سَعْدٍ

محمية بن جزء بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر واسمه منبه، وإنما سمي زبيدا لأنه لما كثر عمومته وبنو عمه قال: من يزيدني نصرة؟ يعني يعطيني نصرة على بني أود؟ فأجابوه , فسموا كلهم زبيدا ما بين زبيد الأصغر إلى زبيد الأكبر، وزبيد الأصغر ابن ربيعة

§مَحْمِيَّةُ بْنُ جَزْءِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُبَيْدٍ الْأَصْغَرُ وَاسْمُهُ مُنَبِّهٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ زُبَيْدًا لِأَنَّهُ لَمَّا كَثُرَ عُمُومَتُهُ وَبَنُو عَمِّهِ قَالَ: مِنْ يَزِيدُنِي نُصْرَةً؟ يَعْنِي يُعْطِينِي نُصْرَةً عَلَى بَنِي أَوْدٍ؟ فَأَجَابُوهُ , فَسُمُّوا كُلُّهُمْ زُبَيْدًا مَا بَيْنَ زُبَيْدٍ الْأَصْغَرِ إِلَى زُبَيْدٍ الْأَكْبَرِ، وَزُبَيْدٌ الْأَصْغَرُ ابْنُ رَبِيعَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُنَبِّهٍ. وَهُوَ زُبَيْدٌ الْأَكْبَرُ , وَإِلَيْهِ جِمَاعُ زُبَيْدِ بْنِ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ. وَأُمُّ مَحْمِيَةَ بْنُ جَزْءٍ: هِنْدُ , وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَمَاطَةَ مِنْ ذِي حَلِيلٍ مِنْ حِمْيَرَ. وَمَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءٍ أَخُو أُمِّ الْفَضْلِ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ: كَانَ مَحْمِيَةُ حَلِيفًا لِبَنِي سَهْمٍ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: كَانَ مَحْمِيَةُ حَلِيفًا لِبَنِي جُمَحٍ، وَكَانَتِ ابْنَتُهُ عِنْدَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ , وَأَسْلَمَ مَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءٍ بِمَكَّةَ قَدِيمًا , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْمُرَيْسِيعُ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، قَالَ: §اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَقْسِمِ الْخُمُسِ وَسُهْمَانِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخُمُسَ مِنْ جَمِيعِ الْمَغْنَمِ , فَكَانَ يَلِيهِ مَحْمِيَّةُ بْنُ جَزْءٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -[199]-، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَا: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى §خُمُسِ الْمُسْلِمِينَ مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، وَكَانَتْ تُجْمَعُ إِلَيْهِ الْأَخْمَاسُ

نافع بن بديل بن ورقاء

§نَافِعُ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ

ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب

§وَمِنْ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ

عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، ويكنى أبا أمية وأمه أم سخيلة بنت هاشم بن سعيد بن سهم وكان لعمير من الولد وهب بن عمير، وكان سيد بني جمح وأمية , وأبي , وأمهم رقيقة , ويقال: خالدة بنت كلدة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، وكان عمير بن وهب قد

§عُمَيْرُ بْنُ وَهْبِ بْنِ خَلَفِ بْنُ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ سُخَيْلَةَ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ وَكَانَ لِعُمَيْرٍ مِنَ الْوَلَدِ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي جُمَحٍ وَأُمَيَّةُ , وَأُبَيٌّ , وَأُمُّهُمْ رُقَيْقَةُ , وَيُقَالُ: خَالِدَةُ بِنْتُ كَلَدَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَكَانَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَبَعَثُوهُ طَلِيعَةً لِيَحْزُرَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيَأْتِيَهُمْ بِعَدَدِهِمْ وَعُدَّتِهِمْ، فَفَعَلَ , وَقَدْ كَانَ حَرِيصًا عَلَى رَدِّ قُرَيْشٍ عَنْ لُقِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ، فَلَمَّا الْتَقَوْا كَانَ ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِيمَنْ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ , أَسَرَهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ، فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى مَكَّةَ , فَقَالَ: لَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ , وَهُوَ مَعَهُ فِي الْحِجْرِ: دَيْنُكَ عَلَيَّ , وَعِيَالُكَ عَلَيَّ أَمُونُهُمْ مَا عِشْتُ، وَأَجْعَلُ لَكَ كَذَا وَكَذَا إِنْ أَنْتَ خَرَجْتَ إِلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى تَقْتُلَهُ، فَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ , قَالَ: إِنَّ لِي عِنْدَهُ عُذْرًا فِي قُدُومِي عَلَيْهِ , أَقُولُ: جِئْتُ فِي فِدَى ابْنِي. فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ , فَدَخَلَ وَعَلَيْهِ السَّيْفُ , فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا رَآهُ: «إِنَّهُ لَيُرِيدُ غَدْرًا، وَاللَّهُ حَائِلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ»

ثُمَّ ذَهَبَ لِيَحْنِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: لَهُ: «مَا لَكَ وَالسِّلَاحُ؟» فَقَالَ: أُنْسِيتُهُ عَلَيَّ لَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: «وَلِمَ قَدِمْتَ» ؟ قَالَ: قَدِمْتُ فِي فِدَى ابْنِي، قَالَ: «فَمَا جَعَلْتَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ فِي الْحِجْرِ» ؟ فَقَالَ: وَمَا جَعَلْتُ لَهُ؟ قَالَ: «جَعَلْتَ لَهُ أَنْ تَقْتُلَنِي عَلَى أَنْ يُعْطِيَكَ كَذَا وَكَذَا، وَعَلَى أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَكَ وَيَكْفِيَكَ مَئُونَةَ عِيَالِكَ» فَقَالَ: عُمَيْرٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَى هَذَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ صَفْوَانَ، وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَكَ بِهِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَسِّرُوا أَخَاكُمْ وَأَطْلِقُوا لَهُ أَسِيرَهُ» فَأُطْلِقَ لَهُ ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ بِغَيْرِ فِدًى، فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى مَكَّةَ وَلَمْ يَقْرَبْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ، فَعَلِمَ صَفْوَانُ أَنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَكَانَ قَدْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَشَهِدَ أُحُدًا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ خَرَجَ يَوْمَ بَدْرٍ , فَوَقَعَ فِي الْقَتْلَى , فَأَخَذَ الَّذِي جَرَحَهُ السَّيْفَ , فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهِ حَتَّى سَمِعَ صَرِيفَ السَّيْفِ فِي الْحَصَى حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ، فَلَمَّا وَجَدَ عُمَيْرٌ بَرْدَ اللَّيْلِ أَفَاقَ إِفَاقَةً , فَجَعَلَ يَحْبُو حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ الْقَتْلَى , فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ , فَبَرِئَ مِنْهُ , قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ هُوَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَشَدِيدُ السَّاعِدِ جَيِّدُ الْحَدَيدَةِ جَوَادُ السَّعْيِ، وَلَوْلَا عِيَالِي وَدَيْنٌ عَلَيَّ لَأَتَيْتُ مُحَمَّدًا حَتَّى أَفْتِكَ بِهِ، فَقَالَ: صَفْوَانُ: فَعَلَيَّ عِيَالُكَ وَعَلَيَّ دَيْنُكَ، فَذَهَبَ عُمَيْرٌ , فَأَخَذَ سَيْفَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَآهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَامَ إِلَيْهِ , فَأَخَذَ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ , فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَنَادَى , فَقَالَ: هَكَذَا تَصْنَعُونَ بِمَنْ جَاءَكُمْ يَدْخُلُ فِي دِينِكُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§دَعْهُ يَا عُمَرُ» ، قَالَ: أَنْعِمْ صَبَاحًا، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلْنَا بِهَا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا، السَّلَامُ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «شَأْنَكَ

وَشَأْنَ صَفْوَانَ مَا قُلْتُمَا؟» فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَا، قُلْتَ: " لَوْلَا عِيَالِي وَدَيْنٌ عَلَيَّ لَأَتَيْتُ مُحَمَّدًا حَتَّى أَفْتِكَ بِهِ، فَقَالَ صَفْوَانُ: عَلَيَّ عِيَالُكَ وَدِينُكَ. قَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا كَانَ مَعَنَا ثَالِثٌ، قَالَ: «أَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ» ، قَالَ: كُنْتَ تُخْبِرُنَا عَنْ أَهْلِ السَّمَاءِ , فَلَا نُصَدِّقُ وَتُخْبِرُنَا عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَقِيَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح , وأمه قتيلة بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية , ومعه امرأته فاطمة بنت المحلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن

§حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ , وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُحَلِّلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ يَقُولُونَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُحَلِّلِ وَكَانَ هِشَامٌ يَقُولُ: أُمُّ جَمِيلٍ وَكَانَ مَعَ حَاطِبٍ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ , وَالْحَارِثُ ابْنَا حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ، فَمَاتَ حَاطِبٌ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقُدِمَ بِامْرَأَتِهِ وَابْنَيْهِ فِي إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. ذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي رِوَايَاتِهِمْ جَمِيعًا. وَكَانَ لِحَاطِبٍ مِنَ الْوَلَدِ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ جَهِيرَةُ , أُمُّ وَلَدٍ

وأخوه خطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكان قديم الإسلام , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته فكيهة بنت يسار الأزدي، وهي أخت أبي تجراة ومات خطاب بأرض الحبشة , فقدم

§وَأَخُوهُ خَطَّابُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ الْأَزْدِيِّ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي تِجْرَاةَ وَمَاتَ خَطَّابٌ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , فَقُدِمَ بِامْرَأَتِهِ فِي إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ وَكَانَ لِخَطَّابٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ

سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح قال هشام بن محمد بن السائب: وأم سفيان من أهل اليمن، لم يزد على ذلك، ولم ينسبها. وقال محمد بن عمر: أم سفيان بن معمر: حسنة أم شرحبيل ابن حسنة وقال محمد بن إسحاق: بل كانت حسنة أم شرحبيل امرأة سفيان بن معمر

§سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: وَأُمُّ سُفْيَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْسِبْهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أُمُّ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ: حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: بَلْ كَانَتْ حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ امْرَأَةَ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ وَلَهُ مِنْهَا مِنَ الْوَلَدِ خَالِدٌ , وَجُنَادَةُ , ابْنَا سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ وَكَانَ سُفْيَانُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ ابْنَاهُ خَالِدٌ , وَجُنَادَةُ , وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةُ وَأُمُّهُ حَسَنَةُ هَاجَرَ بِهَا أَيْضًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ رِوَايَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا , وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ سُفْيَانَ بْنَ مَعْمَرٍ , وَلَا أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

نبيه بن عثمان بن ربيعة بن وهبان بن حذافة بن جمح قال محمد بن عمر: وكان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، وأما في رواية محمد بن إسحاق , فإن الذي هاجر إلى أرض الحبشة أبوه عثمان بن ربيعة - فالله أعلم - ولم يذكر موسى بن عقبة , وأبو

§نُبَيْهُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وهْبَانَ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , فَإِنَّ الَّذِي هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ أَبُوهُ عُثْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ - فَاللَّهُ أَعْلَمُ - وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةُ , وَأَبُو مَعْشَرٍ وَاحِدًا مِنْهُمَا فِي رِوَايَتِهِمَا فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

ومن بني عامر بن لؤي

§وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه خولة بنت عمرو بن الحارث بن عمرو من عبس من اليمن، وكان لسليط بن عمرو من الولد سليط بن سليط، وأمه قهطم بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن

§سَلِيطُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ عَبْسٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَكَانَ لِسَلِيطِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ سَلِيطُ بْنُ سَلِيطٍ، وَأُمُّهُ قِهْطِمُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَكَانَ سَلِيطٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَشَهِدَ سَلِيطٌ أُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَّهَهُ بِكِتَابِهِ إِلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ، وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَقُتِلَ سَلِيطُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

وأخوه السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حبان بن غنم بن مليح بن عمرو من خزاعة وكان للسكران بن عمرو من الولد عبد الله وأمه سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك

§وَأَخُوهُ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ حُبَّى بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حِبَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ لِلسَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأَجْمَعُوا كُلُّهُمْ فِي رِوَايَتِهِمْ عَلَى ذَلِكَ: أَنَّ السَّكْرَانَ بْنَ عَمْرٍو فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ: وَمَاتَ السَّكْرَانُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَجَعَ السَّكْرَانُ إِلَى مَكَّةَ , فَمَاتَ بِهَا قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَخَلَّفَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَتِهِ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ مَوْتِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ

مالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي , وهو أخو سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قديم الإسلام , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ومعه امرأته عميرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود

§مَالِكُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ , وَهُوَ أَخُو سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ السَّعْدِيِّ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُمْ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَتُوُفِّيَ مَالِكُ بْنُ زَمْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

ابن أم مكتوم أما أهل المدينة فيقولون: اسمه عبد الله، وأما أهل العراق , وهشام بن محمد بن السائب فيقولون: اسمه عمرو، ثم اجتمعوا على نسبه , فقالوا: ابن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وأمه عاتكة , وهي أم مكتوم بنت

§ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَمَّا أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَيَقُولُونَ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ فَيَقُولُونَ: اسْمُهُ عَمْرٌو، ثُمَّ اجْتَمَعُوا عَلَى نَسَبِهِ , فَقَالُوا: ابْنُ قَيْسِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ رَوَاحَةَ بْنَ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ , وَهِيَ أُمُّ مَكْتُومٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْكَشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ أَسْلَمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ بِمَكَّةَ قَدِيمًا , وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا بَعْدَ بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، فَنَزَلَ دَارَ الْقُرَّاءِ وَهِيَ دَارُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ يُؤَذِّنُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ مَعَ بِلَالٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَخْلِفُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي عَامَّةِ غَزَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً , مَا مِنْهَا غَزْوَةٌ إِلَّا يَسْتَخْلِفُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ وَهُوَ أَعْمَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَجَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ يَؤُمُّ النَّاسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: §اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ أَعْمَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ حِينَ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، فَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَهُوَ أَعْمَى قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَقَبْلَ بَدْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ §أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: هُوَ مَكَانَهُ، وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا فَعَلَ مَنْ وَرَاءَكَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ: هُمْ أُولَى عَلَى أَثَرِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: §أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَجَعَلَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ الْقُرْآنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ظِلَالٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: مَتَى ذَهَبَتْ عَيْنُكَ؟ قَالَ: ذَهَبَتْ وَأَنَا صَغِيرٌ، فَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ جَبْرَائِيلَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَقَالَ: مَتَى ذَهَبَ بَصَرُكَ؟ قَالَ: وَأَنَا غُلَامٌ , فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِذَا مَا §أَخَذْتُ كَرِيمَةَ عَبْدِي لَمْ أَجِدْ لَهُ بِهَا جَزَاءً إِلَّا الْجَنَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ -[207]- ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ أَنَّهُ كَانَ §مُؤَذِّنًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَعْمَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ كَانَ §مُؤَذِّنًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَعْمَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , عَنْ بَعْضِ بَنِي مُؤَذِّنِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ §بِلَالٌ يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَرُبَّمَا أَذَّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَأَقَامَ بِلَالٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» قَالَ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحَتْ أَصْبَحَتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ §بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: فَكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ وَيُوقِظُ النَّاسَ، وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يَتَوَخَّى الْفَجْرَ فَلَا يُخْطِئُهُ، فَكَانَ يَقُولُ: كُلُوا -[208]- وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَنْزِلِي شَاسِعٌ وَأَنَا مَكْفُوفُ الْبَصَرِ وَأَنَا أَسْمَعُ الْأَذَانَ، قَالَ: " فَإِنْ §سَمِعْتَ الْأَذَانَ فَأَجِبْ، وَلَوْ زَحْفًا - أَوْ قَالَ -: وَلَوْ حَبْوًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَسُولَ اللَّهِ , فَشَكَا قَائِدَهُ , وَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ شَجَرًا , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تَسْمَعُ الْإِقَامَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بِقَتْلِ كِلَابِ الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَنْزِلِي شَاسِعٌ وَأَنَا مَكْفُوفُ الْبَصَرِ وَلِي كَلْبٌ، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ أَيَّامًا , ثُمَّ أَمَرَهُ بِقَتْلِ كَلْبِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشِ فِيهِمْ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَنَاسٌ مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ , وَهُوَ يَقُولُ لَهُمْ: «§أَلَيْسَ حَسَنًا أَنْ جِئْتُ بِكَذَا وَكَذَا» ، قَالَ: فَيَقُولُونَ بَلَى وَالدِّمَاءِ، قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ مُشْتَغِلٌ بِهِمْ , فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَبْسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: 2] يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ , {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} [عبس: 5] يَعْنِي عُتْبَةَ وَأَصْحَابَهُ {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} [عبس: 6] {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 8] يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: {§عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: 2] قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَصَدَّى لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى , فَجَعَلَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِضُ عَنْهُ وَيَعْبَسُ فِي وَجْهِهِ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ، وَكُلَّمَا سَأَلَهُ عَبَسَ فِي وَجْهِهِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَيَّرَ اللَّهُ رَسُولَهُ , فَقَالَ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس: 1] , إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 10] , فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَكْرَمَهُ وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرًا أَيَؤُمُّ الْأَعْمَى الْقَوْمَ؟ فَقَالَ: §اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُوحٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ أَبِي عُفَيْرٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: §اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ حِينَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ , وَغَطَفَانَ، وَكَانَ يَجْمَعُ بِهِمْ وَيَخْطُبُ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ يَجْعَلُ الْمِنْبَرَ عَنْ يَسَارِهِ , وَاسْتَخْلَفَهُ أَيْضًا حِينَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ بَنِي سُلَيْمٍ بِبَحْرَانَ نَاحِيَةَ الْقَرْعِ , وَاسْتَخْلَفَهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ أُحُدٍ، وَحِينَ خَرَجَ إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَإلَى بَنِي النَّضِيرِ، وَإلَى الْخَنْدَقِ، وَإلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَفِي غَزْوَةِ بَنِي لِحْيَانَ، وَغَزْوَةِ الْغَابَةِ، وَفِي غَزْوَةِ ذِي قَرْدٍ، وَفِي عَمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: نَزَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى يَهُوَدِيَّةٍ بِالْمَدِينَةِ عَمَّةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , فَكَانَتْ تُرْفِقُهُ وَتُؤْذِيهِ فِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَتَنَاوَلَهَا , فَضَرَبَهَا , فَقَتَلَهَا , فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَتُرْفِقُنِي، وَلَكِنَّهَا آذَتْنِي فِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَضَرَبْتُهَا , فَقَتَلْتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَبْعَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَقَدْ أَبْطَلَتْ دَمَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {§لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] , فَقَالَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: يَا رَبِّ ابْتَلَيْتَنِي فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: نَزَلَتْ «لَا §يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: أَيْ رَبِّ أَنْزِلْ عُذْرِي أَنْزِلْ عُذْرِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] فَجُعِلَتْ بَيْنَهُمَا , وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَغْزُو , فَيَقُولُ: ادْفَعُوا إِلَيَّ اللِّوَاءَ , فَإِنِّي أَعْمَى لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفِرَّ، وَأَقِيمُونِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , قَالَ عَفَّانُ قَالَ شُعْبَةُ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنِي قَالُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ , وَقَالَ وَهْبٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ «لَا §يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدًا , وَأَمَرَهُ , فَجَاءَ بِكَتِفٍ وَكَتَبَهَا، فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَشَكَا ضَرَارَتَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ -[211]- بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْكَتِفِ وَدَعَانِي , وَقَالَ: «§اكْتُبْ» ، وَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَذَكَرَ مَا بِهِ مِنَ الضَّرَرِ , فَنَزَلَتْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَغَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ , فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي , فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُ: «§اكْتُبْ يَا زَيْدُ» ، فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ « {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} » ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَ أَعْمَى لَمَّا سَمِعَ فَضِيلَةَ الْمُجَاهِدِينَ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ؟ فَمَا انْقَضَى كَلَامُهُ حَتَّى غَشِيَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّكِينَةُ , فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي , فَوَجَدْتُ مِنْ ثِقَلِهَا مَا وَجَدْتُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى , ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ , فَقَالَ: «اقْرَأْ يَا زَيْدُ» ، فَقَرَأْتُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] فَقَالَ: " اكْتُبْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] " قَالَ زَيْدٌ: أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَحْدَهَا , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعِ الْكَتِفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ , فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ , فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ: {§لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، قَالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمْلِيهَا , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ , وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى , قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صلّى الله

عليه وسلم وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي , فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى هَمَمْتُ تُرَضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ كَانَتْ مَعَهُ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ , وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ §ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ خَرَجَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَيْهِ دِرْعٌ سَابِغَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَائِدَةَ , وَهُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , كَانَ يُقَاتِلُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ حَصِينَةٌ سَابِغَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ §ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَمَعَهُ الرَّايَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَاتَ بِهَا , وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

ومن بني فهر بن مالك

§وَمِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ

سهل ابن بيضاء وهي أمه، وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك وأمه البيضاء , وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر، أسلم بمكة وكتم إسلامه، فأخرجته قريش معها في نفير بدر , فشهد بدرا مع المشركين , فأسر

§سَهْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ وَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكَ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ , وَهِيَ دَعْدٌ بِنْتُ جَحْدَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ وَكَتَمَ إِسْلَامَهُ، فَأَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مَعَهَا فِي نُفَيْرِ بَدْرٍ , فَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ , فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ , فَشَهِدَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي بِمَكَّةَ , فَخُلِّيَ عَنْهُ، وَالَّذِي رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ فِي سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ قَدْ أَخْطَأَ. سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ أَسْلَمَ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَلَمْ يَسْتَخْفِ بِإِسْلَامِهِ، وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا لَا شَكَّ فِيه. فَغَلَطَ مَنْ رَوَى ذَلِكَ الْحَدِيثَ، مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ لِأَنَّ سُهَيْلًا أَشْهُرُ مِنْ أَخِيهِ سَهْلٍ، وَالْقَصَّةُ فِي سَهْلٍ، وَأَقَامَ سَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ ذَلِكَ , وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْضَ الْمَشَاهِدِ , وَبَقِيَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك وأمه هند بنت المضرب بن عمرو بن وهب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ,

§عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُضَرِّبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

عثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك وكان هشام بن محمد يقول في كتاب النسب: هو عامر بن عبد غنم، ويكنى أبا نافع، وأمه بنت عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة , عمة عبد الرحمن بن عوف، وكان له من

§عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ غَنْمِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ فِي كِتَابِ النَّسَبِ: هُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ غَنْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا نَافِعٍ، وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , عَمَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ نَافِعٌ , وَسَعِيدٌ، وَأُمُّهُمَا بَرْزَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَأَبِي مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَا عَقِبَ لَهُ

سعيد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر بن مالك وكان قديم الإسلام بمكة , وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية موسى بن عقبة , ومحمد بن إسحاق , وأبي معشر , ومحمد بن عمر

§سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَأَبِي مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

ومن سائر العرب

§وَمِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ

عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منظور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ويكنى أبا نجيح

§عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْظُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَيُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعُكَاظٍ فَقُلْتُ: مَنْ تَبِعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «§حُرٌّ وَعَبْدٌ» وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ , فَقَالَ: «انْطَلِقْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَضَمْرَةَ , وَأَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يُحَدِّثُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ مَعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «§مَعِي رَجُلَانِ أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ» قَالَ: فَأَسْلَمْتُ عِنْدَ ذَلِكَ , قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبْعَ الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ أَلْحَقُ بِقَوْمِي؟ قَالَ: «الْحَقْ بِقَوْمِكَ» ، قَالَ: «فَيُوشِكُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَفِيَ بِمَنْ تَرَى وَيُحْيِيَ الْإِسْلَامَ» ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكَ عَمَّا تَعْلَمُ وَأَجْهَلُ، وَيَنْفَعُنِي وَلَا يَضُرُّكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْلَمَ؟ قَالَ: «§حُرٌّ وَعَبْدٌ» ، أَوْ قَالَ: «عَبْدٌ وَحُرٌّ» ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ , وَبِلَالًا قَالَ: فَأَنَا رَابِعُ الْإِسْلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ كَانَ §ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا فِي الْإِسْلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا

عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ لِصَاحِبِ الْعُقُلِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا أَرَى الْأَوْثَانَ بِشَيْءٍ، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنَ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ، وَيُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ , فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِيًا وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُزْءَانِ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «§أَنَا نَبِيُّ» ، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيُّ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ» ، قُلْتُ: اللَّهُ أَرْسَلَكَ؟، قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ؟، قَالَ: «بِأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ» ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟، قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ» ، وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكِ , فَإِذَا سَمِعْتَ لِيَ قَدْ ظَهَرْتُ , فَالْحَقْ بِي» ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكْبُهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ؟، فَقَالُوا: أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ , فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَاكَ، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَتَرَكْتُ النَّاسَ إِلَيْهِ سِرَاعًا , فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَعْرِفُنِي؟، قَالَ: «نَعَمْ، أَلَسْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ» ؟، فَقُلْتُ: بَلَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُ، فَقَالَ: «إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ , فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يُسْتَقْبَلَ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ , فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُدُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحْضُورَةٌ

حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي عَنِ الْوُضُوءِ، فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وضُوءَهُ فَيُمَضْمِضُ وَيَمُجُّ، ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ وَيَنْثُرُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ الَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُعْطَى الرَّجُلُ هَذَا كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ؟، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي وَرِقَ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ أَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ صلّى الله عليه وسلم، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، لَقَدْ سَمِعْتُهُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَذَلِكَ أَنَّهَا بَاطِلٌ , فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُتَّابِ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ , فَقُلْتُ: إِنِّي امْرُؤٌ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ , فَيَنْزِلُ الْحَيُّ لَيْسَ مَعَهُمْ إِلَهٌ , فَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ , فَيَأْتِي بِأَرْبَعَةِ أَحْجَارٍ , فَيَنْصِبُ ثَلَاثَةً لِقِدْرِهِ , وَيَجْعَلُ أَحْسَنَهَا إِلَهًا يَعْبُدُهُ، ثُمَّ لَعَلَّهُ يَجِدُ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ , فَيَتْرُكُهُ وَيَأْخُذُ غَيْرَهُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا سِوَاهُ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِلَهٌ بَاطِلٌ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ , فَدُلَّنِي عَلَى خَيْرٍ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرَهَا، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ , فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَفْضَلِ الدِّينِ، فَلَمْ تَكُنْ لِي -[218]- هِمَّةٌ مُنْذُ قَالَ لِي ذَلِكَ إِلَّا مَكَّةَ فَآتِي , فَأَسْأَلُ: هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ؟، فَيُقَالُ: لَا، ثُمَّ قَدِمْتُ مَرَّةً , فَسَأَلْتُ , فَقَالُوا: حَدَثَ فِيهَا رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا , فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي , فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا , ثُمَّ قَدِمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزَلَ بِمَكَّةَ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا , وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ أَشِدَّاءَ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلْتُهُ , فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ؟، قَالَ: «§نَبِيُّ» ، قُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» ، قُلْتُ: وَبِمَ أَرْسَلَكَ؟، قَالَ: «بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِحَقْنِ الدِّمَاءِ , وَبِكَسْرِ الْأَوْثَانِ , وَصِلَةِ الرَّحِمِ , وَأَمَانِ السَّبِيلِ» ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، مَا أُرْسِلْتَ بِهِ قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ، أَتَأْمُرُنِي أَمْكُثُ مَعَكَ أَوْ أَنْصَرِفُ؟، فَقَالَ: «أَلَا تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ مَا جِئْتُ بِهِ فَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَمْكُثَ، كُنْ فِي أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجًا , فَاتَّبِعْنِي» ، فَمَكَثْتُ فِي أَهْلِي حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ إِلَيْهِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي؟، قَالَ: «نَعَمْ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ , فَسَأَلَتْنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا، فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ , وَعَلِمْتُ أَنْ لَا يَكُونَ الدَّهْرُ أَفْرَغَ قَلْبًا لِي مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ» , فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ الْآخِرُ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا رَأَيْتَهَا طَلَعَتْ حَمْرَاءَ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُسَاوِي الرَّجُلَ ظِلُّهُ , فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُدُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِذَا رَأَيْتُهَا غَرَبَتْ حَمْرَاءُ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ» ، ثُمَّ ذَكَرَ الْوُضُوءَ فَقَالَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ وَوَجْهَكَ وَرِجْلَيْكَ، فَإِنْ جَلَسْتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ طَهُوَرًا، وَإِنْ قُمْتَ فَصَلَّيْتَ وَذَكَرْتَ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاتِكِ كَهَيْئَتِكَ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ مِنَ الْخَطَايَا» -[219]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِمَكَّةَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ , وَكَانَ يَنْزِلُ بِصُفَّةٍ , وَحَاذَةٍ وَهِيَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأُحُدٌ , وَالْخَنْدَقُ , وَالْحُدَيْبِيَةُ , وَخَيْبَرٌ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ

أبو ذر واسمه جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر

§أَبُو ذَرٍّ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ كُعَيْبِ بْنِ صُعَيْرِ بْنِ الْوَقْعَةِ بْنِ حَرَامِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنَ مُضَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ، يُخْبِرُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §اسْمُ أَبِي ذَرٍّ: جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ نَجِيحًا يَقُولُ: وَاسْمُ أَبِي ذَرٍّ: بُرَيْرُ بْنُ جُنَادَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارَ , وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَّا , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا , فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا , قَالَ: فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ , فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكِ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسُ قَالَ: فَجَاءَ خَالُنَا , فَنَثَا عَلَيْنَا مَا قِيلَ لَهُ , فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفٍ , فَقَدْ كَدَّرْتَ وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ. قَالَ: فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا , فَاحْتَمَلْنَا

عَلَيْهَا وَتَغَطَّى خَالُنَا بِثَوْبِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ , فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا , فَأَتَيَا الْكَاهِنَ , فَخَبَّرَ أُنَيْسًا بِمَا هُوَ عَلَيْهِ , قَالَ: فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا وَقَدْ صَلَّيْتُ بِابْنِ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ , فَقُلْتُ: لِمَنْ؟، قَالَ: لِلَّهِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تَوَجَّهُ؟، قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ , فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ , فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيَكَ، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ , فَرَاثَ عَلَيَّ - يَعْنِي أَبْطَأَ - ثُمَّ جَاءَ , فَقُلْتُ: مَا حَبَسَكَ؟، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، قَالَ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ لَهُ؟، قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ، وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ , فَقَالَ أُنَيْسٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعَتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشَّعْرِ فَلَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعِيدٍ أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. فَقُلْتُ: اكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ، قَالَ: نَعَمْ، وَكُنْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنَّعُوا لَهُ وَتَجَهَّمُوا لَهُ، فَانْطَلَقْتُ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ , فَاسْتَضْعَفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ , فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَ الصَّابِئَ؟ قَالَ: فَأَشَارَ إِلَيَّ , فَقَالَ: هَذَا الصَّابِئُ , فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ , وَعَظْمٍ , فَخَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ , فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نَصَبٌ أَحْمَرُ , فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ , فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا , وَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ , فَلَبِثْتُ بِهَا يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ , فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ قَالَ: فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ إِذْ ضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ , فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرَ امْرَأَتَيْنِ , فَأَتَتَا عَلَيَّ وَهُمَا تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةً قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْكِحَا أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَمَا ثَنَاهُمَا ذَاكَ عَنْ قَوْلِهَا، قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ , فَقُلْتُ: هُنَا مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُكَنِّ , فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا. قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُمَا

رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ مِنَ الْجَبَلِ فَقَالَ: مَا لَكُمَا؟ قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا , قَالَ: فَمَا قَالَ لَكُمَا؟ قَالَتَا: قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَاحِبُهُ , فَاسْتَلَمَا الْحَجَرَ، وَطَافَا بِالْبَيْتِ , ثُمَّ صَلَّى , فَأَتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ , فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ , فَقَالَ: «§وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللَّهِ، مِمَّنْ أَنْتَ» ؟ قَالَ: قُلْتُ مِنْ غِفَارَ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ هَكَذَا , قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَيَ غِفَارَ , فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ , فَقَدَ عَنَى صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، فَقَالَ: «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا» ؟، قُلْتُ: كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَالَ: «فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ» ؟، قَالَ: قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، فَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخَفَةَ جُوعٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَفَعَلَ فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ , وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا , فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا , فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَذَاكَ أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، قَالَ: فَغَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ , فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ وَجَّهْتُ إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلَّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ، وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ» ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى لَقِيتُ أَخِي أُنَيْسًا , فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ أُنَيْسٌ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَأَتَيْنَا أَمَّنَا , فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَاحْتَمَلْنَا فَأَتَيْنَا قَوْمَنَا , فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحْضَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمَ بَقِيَّتُهُمْ، وَجَاءَتْ

أَسْلَمُ , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمَ إِخْوَتُنَا، فَأَسْلَمُوا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلًا يُصِيبُ الطَّرِيقَ , وَكَانَ شُجَاعًا يَتَفَرَّدُ وَحْدَهُ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَيُغِيرُ عَلَى الصِّرَمِ فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ عَلَى ظَهْرَ فَرَسِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ كَأَنَّهُ السَّبْعُ فَيَطْرُقُ الْحَيَّ وَيَأْخُذُ مَا أَخَذَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ الْإِسْلَامَ وَسَمِعَ بِالنَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ يَدْعُو مُخْتَفِيًا، فَأَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ , وَقَبْلَ ذَلِكَ قَدْ طَلَبَ مَنْ يُوَصِّلُهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا , فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ , فَاسْتَأْذَنَ , فَدَخَلَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَقَدْ أَسْلَمْ قَبْلَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ , وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا نَسْتَسِرُّ بِالْإِسْلَامِ وَلَنُظْهِرَنَّهُ، فَلَا يَرُدُّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَقُلْتُ يَا مُحَمَّدُ: إِلَامَ تَدْعُو؟، قَالَ: «إِلَى اللَّهِ §وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَخَلْعِ الْأَوْثَانِ وَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُنْصَرِفٌ إِلَى أَهْلِي وَنَاظِرٌ مَتَى يُؤْمَرُ بِالْقِتَالِ فَأَلْحَقَ بِكَ، فَإِنِّي أَرَى قَوْمَكَ عَلَيْكَ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَصَبْتَ» ، فَانْصَرَفَ , فَكَانَ يَكُونُ بِأَسْفَلِ ثَنِيَّةِ غَزَالٍ , فَكَانَ يَعْتَرِضُ لِعِيرَاتِ قُرَيْشٍ , فَيَقْتَطِعُهَا، فَيَقُولُ: لَا أَرُدُّ إِلَيْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَشْهَدُوا أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ فَعَلُوا رَدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَضَى بَدْرٌ وَأَحَدٌ، ثُمَّ قَدِمَ , فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَتَأَلَّهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ,

فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَمَا أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرِّ إِنَّ رَجُلًا بِمَكَّةَ يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ، قَالَ: مِمَّنْ هُوَ؟، قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَأَخَذَ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ وَهُوَ الْمُقْلُ , فَتُزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ , فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ يُضِيفُ النَّاسَ وَيُطْعِمُهُمُ الزَّبِيبَ , فَجَلَسَ مَعَهُمْ , فَأَكَلَ , ثُمَّ سَأَلَ مِنَ الْغَدِ: هَلْ أَنْكَرْتُمْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ شَيْئًا؟، فَقَالَ رَجُلٌ: مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: نَعَمِ ابْنَ عَمٍّ لِي يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ، قَالَ: فَدُلَّنِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَلَّهُ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَاقِدٌ عَلَى دُكَّانٍ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ , فَنَبَّهَهُ أَبُو ذَرٍّ , فَانْتَبَهَ , فَقَالَ: أَنْعِمْ صَبَاحًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «§عَلَيْكَ السَّلَامُ» ، قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: أَنْشِدْنِي مَا تَقُولُ، فَقَالَ: «مَا أَقُولُ الشَّعْرَ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ، وَمَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَالَهُ» ، قَالَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مِمَّنْ أَنْتَ» ؟، فَقَالَ: مِنْ بَنِي غِفَارَ، قَالَ: فَعَجِبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ , فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَرْفَعُ بَصَرَهُ فِيهِ وَيُصَوِّبُهُ تَعَجُّبًا مِنْ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعْلَمُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلَامِهِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَلَيْسَ ضَيْفِي أَمْسِ؟، فَقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعِي , فَذَهَبَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى بَيْتِهِ , فَكَسَاهُ ثَوْبَيْنِ مَمْشُقَيْنِ , فَأَقَامَ أَيَّامًا , ثُمَّ رَأَى امْرَأَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ , وَتَدْعُو بِأَحْسَنِ دُعَاءٍ فِي الْأَرْضِ تَقُولُ: أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ قَالَتْ فِي آخِرِ ذَلِكَ: يَا إِسَافُ وَيَا نَائِلَةُ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنْكِحِي أَحَدَهُمَا صَاحِبَهُ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ , وَقَالَتْ: أَنْتَ صَابِئٌ، فَجَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ , فَضَرَبُوهُ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ , فَنَصَرُوهُ , وَقَالُوا: مَا لِصَاحِبِنَا يُضْرَبُ وَتَتْرُكُونَ صُبَاتَكُمْ؟، فَتَحَاجَزُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمَّا

قُرَيْشٌ فَلَا أَدَعُهُمْ حَتَّى أَثْأَرَ مِنْهُمْ ضَرَبُونِي، فَخَرَجَ حَتَّى أَقَامَ بِعُسْفَانَ , وَكُلَّمَا أَقْبَلَتْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يُنَفِّرُ بِهِمْ عَلَى ثَنِيَّةِ غَزَالٍ , فَتَلَقَّى أَحْمَالَهَا، فَجَمَعُوا الْحِنَطَ قَالَ: يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ لِقَوْمِهِ: لَا يَمَسُّ أَحَدٌ حَبَّةً حَتَّى تَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَأْخُذُونَ الْغَرَائِرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ فِي §الْإِسْلَامِ خَامِسًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حَكَّامِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: كَانَ §إِسْلَامُ أَبِي ذَرٍّ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَسَّامُ الْقَصِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُمْ بِبَدْءِ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: §لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ أَرْسَلَ أَخَاهُ , فَقَالَ: اذْهَبْ , فَأْتِنِي بِخَبَرِ هَذَا الرَّجُلِ وَبِمَا تَسْمَعُ مِنْهُ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَسَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَا شَفَيْتَنِي , فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ , وَمَعَهُ شَنَّةٌ فِيهَا مَاؤُهُ وَزَادُهُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَفَرِقَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ وَلَمَّا يَلْقَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ , فَبَاتَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ , فَلَمَّا أَعْتَمَ مَرَّ بِهِ عَلِيٌّ , فَقَالَ: «مِمَّنِ الرَّجُلُ» ؟، قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ قَالَ: قُمْ إِلَى مَنْزِلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، وَغَدَا أَبُو ذَرٍّ يَطْلُبُ , فَلَمْ يَلْقَهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا عَنْهُ , فَعَادَ , فَنَامَ حَتَّى أَمْسَى , فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ , فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ , فَبَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ لَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ , فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ , -[225]- فَأَخَذَ عَلَى عَلِيٍّ لَئِنْ أَفْشَى إِلَيْهِ الَّذِي يُرِيدُ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ وَلَيَسْتُرَنَّهُ , فَفَعَلَ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ خُرُوجُ هَذَا الرَّجُلِ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ , فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِ وَبِمَا سَمِعَ مِنْهُ , فَلَمْ يَأْتِنِي بِمَا يَشْفِيَنِي مِنْ حَدِيثِهِ، فَجِئْتُ بِنَفْسِي لِأَلْقَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنِّي غَادٍ فَاتَّبِعْ أَثَرِي , فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ اعْتَلَلْتُ بِالْقِيَامِ كَأَنِّي أُهَرِيقُ الْمَاءَ فَآتِيكَ، وَإِنْ لَمْ أَرَ أَحَدًا فَاتَّبِعْ أَثَرِي حَتَّى تَدْخُلَ حَيْثُ أَدْخَلُ، فَفَعَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَثَرِ عَلِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ , وَسَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمَ مِنْ سَاعَتِهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي؟، قَالَ: «تَرْجِعُ إِلَى قَوْمِكَ حَتَّى يَبْلُغَكَ أَمْرِي» ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَرْجِعُ حَتَّى أَصْرُخَ بِالْإِسْلَامِ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: صَبَأَ الرَّجُلُ، صَبَأَ الرَّجُلُ، فَضَرَبُوهُ حَتَّى صُرِعَ , فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ , فَأَكَبَّ عَلَيْهِ , وَقَالَ: قَتَلْتُمُ الرَّجُلَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنْتُمْ تُجَّارٌ وَطَرِيقُكُمْ عَلَى غِفَارَ , فَتُرِيدُونَ أَنْ يُقْطَعَ الطَّرِيقَ , فَأَمْسَكُوا عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ الْيَوْمَ الثَّانِي , فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ ضَرَبُوهُ حَتَّى صُرِعَ , فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ , وَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ , فَأَمْسَكُوا عَنْهُ وَكَانَ ذَلِكَ بَدْءَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي حَكِيمٍ , يُخْبِرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ حِدْثَانَ إِسْلَامِهِ لِابْنِ عَمِّهِ: يَا ابْنَ الْأَمَةِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا §ذَهَبَتْ عَنْكَ أَعْرَابَيَّتُكَ بَعْدُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدِ بَنِي سَاعِدَةَ وَهُوَ الْمُعْنِقُ لِيَمُوتَ، وَأَنْكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هَذِهِ الْمُؤَاخَاةَ بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ: لَمْ تَكُنِ الْمُؤَاخَاةُ إِلَّا قَبْلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا نَزَلَتْ أَيَّةُ الْمَوَارِيثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ -[226]-، وَأَبُو ذَرٍّ حِينَ أَسْلَمَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ , فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأَحَدٌ , وَالْخَنْدَقُ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وهْبَانَ، وَكَانَ ابْنُ خَالَةِ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ §كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يَسْتَأْثِرُونَ بِالْفَيءِ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِذًا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضْرِبُ بِسَيْفِي حَتَّى أَلْحَقَ بِهِ، فَقَالَ: «أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، اصْبِرْ حَتَّى تَلْقَانِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ , فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ قَالَ: فَقُلْتُ مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلَكَ هَذَا؟، قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ , فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {§وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ، قَالَ: فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ , فَكَتَبَ يَشْكُونِي إِلَى عُثْمَانَ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنْ أَقْدِمِ الْمَدِينَةَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيَّ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ , فَقَالَ لِي: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ , فَكُنْتَ قَرِيبًا، فَذَاكَ أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ وَلَوْ أُمِّرَ عَلَيَّ حَبَشِيٌّ لَسَمِعْتُ وَلَأَطَعْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: «إِذَا §بَلَغَ النَّبَأُ سِلَعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا» , وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ «وَلَا أَرَى أُمَرَاءَكَ يَدَعُونَكَ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُقَاتِلُ مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمْرِكَ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟، قَالَ: «اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ» ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ , فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَدْ أَفْسَدَ النَّاسَ بِالشَّامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ بَعَثُوا أَهْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ , فَوَجَدُوا عِنْدَهُ كَيْسًا أَوْ شَيْئًا , فَظُنُّوا أَنَّهَا دَرَاهِمَ , فَقَالُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ

فَإِذَا هِيَ فُلُوسٌ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: كُنَّ عِنْدِي تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوحُ اللِّقَاحُ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي دُنْيَاكُمْ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَأَذِنَ لَهُ , فَخَرَجَ إِلَى الرَّبَذَةِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ , وَعَلَيْهَا عَبْدٌ لِعُثْمَانَ حَبَشِيُّ , فَتَأَخَّرَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ فَأَنْتَ عَبْدٌ حَبَشِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَجْرِ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ وَامْرَأَتُهُ قَالَا: نَزَلْنَا الرَّبَذَةَ , فَمَرَّ بِنَا شَيْخٌ أَشْعَثُ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَّاهُ أَنْ نَغْسِلَ رَأْسَهُ , فَأَذِنَ لَنَا وَاسْتَأْنَسَ بِنَا , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ حَسِبْتُهُ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ , فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَنَا رَايَةً فَلْنُكْمِلْ بِرِجَالٍ مَا شِئْتَ؟ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ لَا §تَعْرِضُوا عَلَيَّ ذَاكُمْ، وَلَا تُذِلُّوا السُّلْطَانَ , فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ فَلَا تَوْبَةَ لَهُ , وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ صَلَبَنِي عَلَى أَطْوَلِ خَشَبَةٍ أَوْ أَطْوَلِ جَبَلٍ لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرَأَيْتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي، وَلَوْ سَيَّرَنِي مَا بَيْنَ الْأُفُقِ إِلَى الْأُفُقِ أَوْ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي، وَلَوْ رَدَّنِي إِلَى مَنْزِلِي لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ السُّلَمِيِّ قَالَ: §تَنَاجَى أَبُو ذَرٍّ وَعُثْمَانُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا , ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو ذَرٍّ مُتَبَسِّمًا , فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَا لَكَ وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: سَامِعٌ مُطِيعٌ وَلَوْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ صَنْعَاءَ أَوْ عَدْنَ، ثُمَّ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ. وَأَمَرَهُ عُثْمَانُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ -[228]- بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ §رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْدَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا §أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا §أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ , مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الْحَالِ الَّتِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهَا» ؟، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقْتَ» ، ثُمَّ قَالَ: «مَا §أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا §أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا §أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ -[229]-: سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لَأَقْرَبِكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُهُ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَةِ مَا تَرَكْتُهُ فِيهَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْفَرِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّامَ , فَجَمَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ لَا يَنْتَهِي إِلَى سَارِيَةٍ إِلَّا خَرَّ أَهْلُهَا، يُصَلِّي وَيُخِفُّ صَلَاتَهُ قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ , فَقَالَ لِي: فَأَنْتَ مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: §قُمْ عَنِّي لَا أُعِدُّكَ بِشَرٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَعِدُنِي بِشَرٍّ؟، قَالَ: إِنَّ هَذَا - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ - نَادَى مُنَادِيهِ أَلَّا يُجَالِسَنِي أَحَدٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: §أَوْصَانِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ , وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي , وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرَّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي ذَرٍّ , فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ قَالَ: فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ، قَالَ: فَفَضَلَ مَعَهَا سِلَعٌ قَالَ: فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ فُلُوسًا، قَالَ: قُلْتُ: لَوِ ادَّخَرْتَهُ لِلْحَاجَةِ تَبُوءُ بِكَ أَوْ لِلضَّيْفِ يَنْزِلُ بِكَ؟، قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي §عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أَيَّ مَالٍ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ , فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ دَعَا خَادِمَهُ , فَسَأَلَهُ عَمَّا يَكْفِيهِ لِسَنَةٍ , فَاشْتَرَاهُ لَهُ , ثُمَّ اشْتَرَى فُلُوسًا بِمَا بَقِيَ , وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مَنْ §وَعَى ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً يُوكِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يَتَلَظَّى عَلَى صْاحِبِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ: §خُذِ الْعَطَاءَ مَا كَانَ مُتْعَةً، فَإِذَا كَانَ دَيْنًا فَارْفُضْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ لَقِيَ أَبَا ذَرٍّ , فَجَعَلَ أَبُو مُوسَى يَلْزَمُهُ , وَكَانَ الْأَشْعَرِيُّ رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ قَصِيرًا، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلًا أَسْوَدَ كَثَّ الشَّعْرِ , فَجَعَلَ الْأَشْعَرِيُّ يَلْزَمُهُ، وَيَقُولُ أَبُو ذَرٍّ: إِلَيْكَ عَنِّي، وَيَقُولُ الْأَشْعَرِيُّ: مَرْحَبًا بِأَخِي وَيَدْفَعُهُ أَبُو ذَرٍّ وَيَقُولُ: لَسْتُ بِأَخِيكِ، إِنَّمَا كُنْتُ أَخَاكَ قَبْلَ أَنْ تُسْتَعْمَلَ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ , فَالْتَزَمَهُ , وَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَخِي، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِلَيْكَ عَنِّي، هَلْ كُنْتَ عَمِلْتَ لِهَؤُلَاءِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَلْ §تَطَاوَلْتَ فِي الْبِنَاءِ أَوِ اتَّخَذْتَ زَرْعًا أَوْ مَاشِيَةً؟، قَالَ: لَا، قَالَ: أَنْتَ أَخِي، أَنْتَ أَخِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا ذَرٍّ رَجُلًا طَوِيلًا آدَمَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: مَا §يُوَئسُنِي رِقَّةُ عَظْمِي وَلَا بَيَاضُ شَعْرِي أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ -[231]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا ذَرٍّ فِي مَظَلَّةٍ , وَتَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَحْمَاءُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: مَظَلَّةِ شَعْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ أُخْتٍ لِأَبِي ذَرٍّ: مَا تَرَكَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: §تَرَكَ أَتَانَيْنِ وَعَفْوًا وَأَعْنُزًا وَرَكَائِبَ قَالَ: الْعَفْوُ الْحِمَارُ الذَّكَرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي §أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالِ يَتِيمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِمَارَةَ , فَقَالَ: «إِنَّكَ §ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ §أَبِي ذَرٍّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَكَانَ إِذَا دَخَلَ خَلَعَ خُفَّيْهِ , فَإِذَا بَزَقَ أَوْ تَنَخَّعَ تَنَخَّعَ عَلَيْهِمَا قَالَ: وَلَوْ جَمَعَ مَا فِي بَيْتِهِ لَكَانَ رِدَاءُ هَذَا الرَّجُلِ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي بَيْتِهِ قَالَ جَعْفَرٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمَهْرَانَ بْنِ مَيْمُونٍ فَقَالَ: مَا أَرَاهُ كَانَ مَا فِي بَيْتِهِ يَسْوَى دِرْهَمَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ §يَبْقَ الْيَوْمَ أَحَدٌ لَا يُبَالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ -[232]- لَائِمٍ غَيْرَ أَبِي ذَرٍّ وَلَا نَفْسِي، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَرَجُلٌ , عَنْ زَاذَانَ قَالَا: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ , فَقَالَ: §وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ، وَكَانَ شَحِيحًا حَرِيصًا , شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ , حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ , فَيُعْطَى وَيُمْنَعُ، أَمَا أَنْ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ فَلَمْ يَدْرُوا مَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ: أَعَجَزَ عَنْ كَشْفِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ أَمْ عَنْ طَلَبِ مَا طَلَبَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

, قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ فِي رَهْطٍ مِنْ غِفَارَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي لَا يُدْخَلُ عَلَيْهِ مِنْهُ، قَالَ: وَتَخَوَّفْنَا عُثْمَانَ عَلَيْهِ قَالَ: فَانْتَهَى إِلَيْهِ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , قَالَ: ثُمَّ مَا بَدَأَهُ بِشَيْءٍ إِلَّا أَنْ قَالَ: أَحَسِبْتَنِي مِنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ مَا أَنَا مِنْهُمُ وَلَا أُدْرِكُهُمْ، لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ آخُذَ بِعَرْقُوَتَيْ قَتَبٍ لَأَخَذْتُ بِهِمَا حَتَّى أَمَرْتَ. قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ إِلَى الرَّبَذَةِ، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، §نَأْذَنُ لَكَ وَنَأْمُرُ لَكَ بِنِعَمٍ مِنْ نَعَمٍ الصَّدَقَةِ , فَتُصِيبُ مِنْ رِسْلِهَا، فَقَالَ: فَنَادَى أَبُو ذَرٍّ دُونَكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ دُنْيَاكُمْ فَاعْذِمُوهَا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا، قَالَ: فَمَا نَرَاهُ بِشَيْءٍ قَالَ: فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ , قَالَ: فَصَادَفْنَا مَوْلًى لِعُثْمَانَ غلُاَمًا حَبَشِيًّا يَؤُمُّهُمْ , فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ , فَتَقَدَّمَ , فَلَمَّا رَأَى أَبَا ذَرٍّ نَكَصَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ: تَقَدَّمَ فَصَلِّ، فَصَلَّى خَلْفَهُ أَبُو ذَرٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ الْأَشْتَرِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ , فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: وَمَا يُبْكِيكَ؟ -[233]-، فَقَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لَا يَدَ لِي بِتَغْيِيبِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، فَقَالَ: لَا تَبْكِي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُولُ: «§لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» قَالَ: فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقَرْيَةٍ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ , فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ , فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ لَكَ , فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ؟، قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيقَ , فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِالْقَوْمِ تَجِدِّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ - قَالَ عَفَّانُ: هَكَذَا قَالَ: تَجِدُّ بِهِمْ , وَالصَّوَابُ: تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ - فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، قَالُوا: مَا لَكِ؟، قَالَتِ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟، قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ , فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهُمْ , وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ , فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ فِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ، أَبْشِرُوا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنَ امْرَأَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ , فاَحْتَسَبَاهُ وَصَبِرَا , فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا» ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ , وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِيهِ، أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَلَّا يُكَفِّنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا، فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ: أَنَا صَاحِبُكَ , ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي وَأَحَدُ ثَوْبِيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبَا ذَرٍّ الْمَوْتُ بَكَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟، قَالَتْ: أَبْكِي لِأَنَّهُ لَا يَدَانِ لِي بِتَغْيِيبِكَ، وَلَيْسَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ، قَالَ: فَلَا تَبْكِي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمُ: «§لَيَمُوتَنَّ مِنْكُمْ -[234]- رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ , تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» ، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكِ النَّفَرِ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ , فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ، فَقَالَتْ: أَنَّى وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ وَتَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ، فَكَانَتْ تَشُدُّ إِلَى كَثِيبٍ تَقُومُ عَلَيْهِ تَنْظُرُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ , فَتُمَرِّضُهُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْكَثِيبِ , فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِنَفَرٍ تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ عَلَى رِحَالِهِمْ، فَأَلَاحَتْ بِثَوْبِهَا , فَأقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا , قَالُوا: مَا لَكَ؟، قَالَتِ امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ , فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهُمْ وَوَضَعُوا السِّيَاطَ فِي نُحُورِهَا يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءُوهُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا , فَحَدَّثَهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَيَحْتَسِبَانِ وَيَصْبِرَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ» ، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ لَوْ كَانَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لِامْرَأَتِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبِهَا، فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ أَلَا يُكَفِّنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا , أَوْ نَقِيبًا , أَوْ بَرِيدًا، فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ كَانَ قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: أَنَا أُكَفِّنُكَ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئًا، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا الَّذِي عَلَيَّ وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي حَاكَتْهُمَا لِي، قَالَ: أَنْتَ فَكَفِّنِّي , قَالَ: فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِيُّ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدُوهُ مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الْأَدْبَرِ , وَمَالِكٌ الْأَشْتَرُ فِي نَفَرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا نَفَى عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ , وَأَصَابَهُ بِهَا قَدْرُهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَغُلَامُهُ , فَأَوْصَاهُمَا أَنِ §اغْسِلَانِي وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ , فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّ بِكُمْ , فَقُولُوا: هَذَا أَبُو -[235]- ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَعُينُونَا عَلَى دَفْنِهِ. فَلَمَّا مَاتَ فَعَلَا ذَلِكَ بِهِ , ثُمَّ وَضَعَاهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عُمَّارًا , فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا بِالْجَنَازَةِ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ قَدْ كَادَتِ الْإِبِلُ أَنْ تَطَأَهَا , فَقَامَ إِلَيْهِ الْغُلَامُ , فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ، فَاسْتَهَلَّ عَبْدُ اللَّهِ يَبْكِي , وَيَقُولُ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ، تَمْشِي وَحْدَكَ وَتَمُوتُ وَحْدَكَ وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ، ثُمَّ نَزَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَارَوْهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَهُ وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسِيرِهِ إِلَى تَبُوكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ رَآهُ فِي نَمِرَةٍ مُؤْتَزِرًا بِهَا قَائِمًا يُصَلِّي , فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَمَا لَكَ ثَوْبٌ غَيْرُ هَذِهِ النَّمِرَةِ؟، قَالَ: لَوْ كَانَ لِي لَرَأَيْتَهُ عَلَيَّ، قُلْتُ: فَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَيْكَ مُنْذُ أَيَّامٍ ثَوْبَيْنِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي §أَعْطَيْتُهُمَا مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِمَا مِنِّي، قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَمُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا، قَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا , إِنَّكَ لَمُعَظِّمُ الدُّنْيَا , أَلَيْسَ تَرَى عَلَيَّ هَذِهِ الْبُرْدَةَ، وَلِي أُخْرَى لِلْمَسْجِدِ وَلِي أَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا، وَلِي أَحْمِرَةٌ نَحْتَمِلُ عَلَيْهَا مِيرَتَنَا , وَعِنْدَنَا مَنْ يَخْدُمُنَا وَيَكْفِينَا مِهْنَةَ طَعَامِنَا، فَأَيُّ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ، قَالَ: جاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمَنَا أَبَا ذَرٍّ يَعْرِضُ عَلَيْهِ فَأَبَى أَبُو ذَرٍّ أَنْ يَأْخُذَ , وَقَالَ: لَنَا §أَحْمِرَةٌ نَحْتَمِلُ عَلَيْهَا , وَأَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا , وَمُحَرَّرَةٌ تَخْدُمُنَا , وَفَضْلُ عَبَاءَةٍ عَنْ كِسْوَتِنَا، وَإِنِّي لَأَخَافُ أَنْ أُحَاسَبَ بِالْفَضْلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ يَحْلِبُ غُنَيْمَةً لَهُ , فَيَبْدَأُ بِجِيرَانِهِ وَأَضْيَافِهِ قَبْلَ نَفْسِهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ لَيْلَةً حَلَبَ حَتَّى مَا بَقِيَ فِي ضُرُوعِ غَنَمِهِ شَيْءٌ إِلَّا مُصِرَّةً , وَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ تَمْرًا وَهُوَ يَسِيرٌ، ثُمَّ تَعَذَّرَ -[236]- إِلَيْهِمْ , وَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَا هُوَ §أَفْضَلُ مِنْ هَذَا لَجِئْنَا بِهِ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُهُ ذَاقَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: كَانَ §أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فِي مِظَلَّتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ بِدِمَشْقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِدَاشٍ الْكَعْبِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مِظَلَّةِ شَعْرٍ بِالرَّبَذَةِ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَحْمَاءُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ تَزَوَّجُ سَحْمَاءَ قَالَ: §أَتَزَوَّجُ مَنْ تَضَعُنِي أَحَبُّ إِلِيَّ مِمَّنْ تَرْفَعُنِي، مَا زَالَ لِيَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى مَا تَرَكَ لِيَ الْحَقُّ صَدِيقًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ مُشَنَّفَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ وَلَا الْخَلُوقِ قَالَ: فَقَالَ:: أَلَا §تَنْظُرُونَ مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ، تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ , فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ، أَلَا وَإِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحَضٍ وَمَزَلَّةٍ، وَإِنَّا أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ يَمِيدُ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ مَطْلِعَ الشَّمْسِ , فَظَنَنْتُهُ نَائِمًا , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَقُلْتُ: أَنَائِمٌ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ؟، فَقَالَ: لَا، بَلْ كُنْتُ §أُصَلِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ تَبِعْتُهُ جُوَيْرِيَةٌ سَوْدَاءُ , فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ هَذِهِ ابْنَتَكَ؟، قَالَ: §تَزْعُمُ أُمُّهَا ذَاكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا -[237]- عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُسِيَ أَبُو ذَرٍّ بُرْدَيْنِ فَأَتَّزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِشَمْلَةٍ، وَكَسَا أَحَدَهُمَا غُلَامَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ , فَقَالُوا لَهُ: لَوْ كُنْتَ لَبِسْتَهَا جَمِيعًا كَانَ أَجْمَلَ، قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تُكْسَوْنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا ذَرٍّ فَأَعْجَبَتْنِي أَخْلَاقُهُ كُلُّهَا إِلَّا خُلُقًا وَاحِدًا، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ الْخُلُقُ؟، قَالَ: كَانَ رَجُلًا §فَطِنًا , فَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ انْتَضَحَ

الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد

§الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زهرانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ، وَكَانَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ قَالَ: كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ رَجُلًا شَرِيفًا شَاعِرًا كَثِيرَ الضِّيَافَةِ , فَقَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهَا , فَمَشَى إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالُوا: يَا طُفَيْلُ إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلَادِنَا وَهَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَدْ أَعْضَلَ بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ , وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ , وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ، إِنَّا نَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ مِثْلَ مَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْهُ , فَلَا تُكَلِّمْهُ وَلَا تَسْمَعْ مِنْهُ، قَالَ الطُّفَيْلُ: فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا

بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا أُكَلِّمُهُ، فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ حَشَوْتُ أُذُنَيَّ كُرْسُفًا - يَعْنِي قَطْنًا - فَرَقًا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى كَانَ يُقَالُ لِي: ذُو الْقُطْنَتَيْنِ، قَالَ: فَغَدَوْتُ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ , فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ , فَسَمِعْتُ كَلَامًا حَسَنًا , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاثُكْلَ أُمِّي وَاللَّهِ إِنِّي لِرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ مَا يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنُ مِنَ الْقَبِيحِ , فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَا يَقُولُ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا قِبْلَتُهُ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ. فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ , ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ مَعَهُ , فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُو لِي، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكُونِي يُخَوِّفُونِي أَمْرَكَ حَتَّى سَدَدْتُ أُذُنِي بِكُرْسُفٍ لِأَنْ لَا أَسْمَعَ قَوْلَكَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِيهِ، فَسَمِعْتُ قَوْلًا حَسَنًا , فَاعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ , فَقَالَ: لَا وَاللَّهُ مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، وَلَا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ , فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي امْرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ فَدَاعِيهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ لِي عَوْنًا عَلَيْهِمْ فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اجْعَلْ لَهُ آيَةً» ، قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنِي مِثْلُ الْمِصْبَاحِ , فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ فِي غَيْرِ وَجْهِي , فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ وَقَعَتْ فِي وَجْهِي لِفِرَاقِ دِينِهِمْ , فَتَحَوَّلَ النُّورُ , فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي , فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَتَرَاءَوْنَ ذَلِكَ النُّورَ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ قَالَ: فَأَتَانِي أَبِي , فَقُلْتُ لَهُ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا أَبَتَاهُ , فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْكَ، قَالَ: وَلِمَ يَا بُنَيَّ؟، قُلْتُ: إِنِّي أَسْلَمْتُ وَاتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: يَا بُنَيَّ دِينِي دِينُكَ، قَالَ: فَقُلْتُ فَاذْهَبْ فَاغْتَسِلْ وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ، ثُمَّ جَاءَ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي , فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ

عَنِّي فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتِ مِنِّي، قَالَتْ: وَلِمَ بِأَبِي أَنْتَ؟، قُلْتُ: فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الْإِسْلَامُ، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ، قَالَتْ: فَدِينِي دِينُكَ، قُلْتُ: فَاذْهَبِي إِلَى حِسْيِ ذِي الشِّرَى فَتَطَهَّرِي مِنْهُ، وَكَانَ ذُو الشِّرَى صَنَمَ دَوْسٍ، وَالْحِسْيِ حِمَى لَهُ يُحَمُّونَهُ , وَبِهِ وَشَلٌ مِنْ مَاءٍ يَهْبِطُ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ أَتَخَافُ عَلَى الصِّبْيَةِ مِنْ ذِي الشِّرَى شَيْئًا؟، قُلْتُ: لَا، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَكِ، قَالَ: فَذَهَبَتْ فَاغْتَسَلَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ , فَأَسْلَمَتْ، ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَبْطَأُوا عَلَيَّ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ غَلَبَتْنِي دَوْسٌ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللهَ عَلَى دَوْسٍ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اهْدِ دَوْسًا، وَأْتِ بِهَا» . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ طُفَيْلٍ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اخْرُجْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ وَارْفُقْ بِهِمْ» ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ , فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ دَوْسٍ أَدْعُوهَا حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَضَى بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ حَتَّى نَزَلَتُ الْمَدِينَةَ بِسَبْعِينَ أَوْ ثَمَانِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ , ثُمَّ لَحِقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ , فَأَسْهَمَ لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنَا مَيْمَنَتَكَ، وَاجْعَلْ شِعَارَنَا مَبْرُورًا، فَفَعَلَ , فَشِعَارُ الْأَزْدِ كُلِّهَا إِلَى الْيَوْمِ مَبْرُورٌ، قَالَ الطُّفَيْلُ: ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْعَثْنِي إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ حَتَّى أَحْرِقَهُ , فَبَعَثَهُ إِلَيْهِ , فَأَحْرَقَهُ وَجَعَلَ الطُّفَيْلُ يَقُولُ وَهُوَ يُوقِدُ النَّارَ عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ خَشَبٍ: [البحر الرجز] -[240]- يَا ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادَكَ ... مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَ أَنَا حَشَشْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ لَهُ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْكَفَّيْنِ , فَكَسَرَهُ وَحَرَقَهُ بِالنَّارِ، وَقَالَ: [البحر الرجز] يَا §ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادِكَ ... مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَ أَنَا حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ الطُّفَيْلِ الْأَوَّلِ قَالَ: فَلَمَّا أَحْرَقْتُ ذَا الْكَفَّيْنِ بَانَ لِمَنْ بَقِيَ مِمَّنْ تَمَسَّكَ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ، فَأَسْلَمُوا جَمِيعًا , وَرَجَعَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَكَانَ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ خَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَجَاهَدَ حَتَّى فَرَغُوا مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَرْضِ نَجْدٍ كُلِّهَا، ثُمَّ سَارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَمَامَةِ , وَمَعَهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ , فَقُتِلَ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو بِالْيَمَامَةَ شَهِيدًا , وَجُرِحَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ، وَقَطَعَتْ يَدُهُ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ وَصَحَّتْ يَدُهُ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَتَنَحَّى عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَكَ لَعَلَّكَ تَنَحَّيْتَ لِمَكَانِ يَدِكَ؟، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَذُوقُهُ حَتَّى تَسُوطَهُ بِيَدِكَ، فَوَاللَّهِ مَا فِي الْقَوْمِ أُحُدٌ بَعْضُهُ فِي الْجَنَّةِ غَيْرَكَ. ثُمَّ خَرَجَ عَامَ الْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَقُتِلَ شَهِيدًا

ضماد الأزدي من أزد شنوءة

§ضِمَادٌ الْأَزْدِيُّ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ يُقَالُ لَهُ: §ضِمَادٌ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا , فَسَمِعَ كُفَّارَ قُرَيْشٍ يَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَدَاوَيْتُهُ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أُدَاوِي مِنَ الرِّيحِ , فَإِنْ شِئْتَ دَاوَيْتُكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُكَ , فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَحَمِدَ اللَّهَ وَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ , فَأَعْجَبَ ذَلِكَ ضِمَادًا , فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ , فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ قَطُّ، لَقَدْ سَمِعْتُ كَلَامَ الْكَهَنَةِ وَالسَّحَرَةِ وَالشُّعَرَاءِ , فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، لَقَدْ بَلَغَ قَامُوسَ الْبَحْرِ - يَعْنِي قَعْرَهُ - فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَبَايَعَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى قَوْمِهِ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَرِيَّةٍ إِلَى الْيَمَنِ , فَأَصَابُوا إِدَاوَةً , فَقَالَ: رُدُّوهَا , فَإِنَّهَا إِدَاوَةُ قَوْمِ ضِمَادٍ وَيُقَالُ: بَلْ أَصَابُوا عِشْرِينَ بَعِيرًا بِمَوْضِعٍ , فَاسْتَوْفَوْهَا , فَبَلَغَ عَلِيًّا أَنَّهَا لِقَوْمِ ضِمَادٍ , فَقَالَ: رُدُّوهَا إِلَيْهِمْ , فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ

بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى , وأسلم فيمن انخزع من بطون خزاعة , هو وأخواه مالك وملكان ابنا أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو ماء السماء، وكان بريدة يكنى أبا

§بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , وَأَسْلَمَ فِيمَنِ انْخَزَعَ مِنْ بُطُونِ خُزَاعَةَ , هُوَ وَأَخَوَاهُ مَالِكٌ وَمَلَكَانُ ابْنَا أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ، وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ، وَكَانَ بُرَيْدَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَسْلَمَ -[242]- حِينَ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْهِجْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا §هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْتَهَى إِلَى الْغَمِيمِ أَتَاهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ , فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَسْلَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ، وَكَانُوا زُهَاءَ ثَمَانِينَ بَيْتًا , فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ , فَصَلَّوْا خَلْفَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ جَهْمٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ §عَلَّمَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ لَيْلَتَئِذٍ صَدْرًا مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، وَقَدِمَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بَعْدَ أَنْ مَضَتْ بَدْرٌ وَأُحُدٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , فَتَعَلَّمَ بَقِيَّتَهَا، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ، وَغَزَا مَعَهُ مَغَازِيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: §أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِأُسَارَى الْمُرَيْسِيعِ , فَكُتِّفُوا وَجُعِلُوا نَاحِيَةً، وَاسْتَعْمَلَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ عَلَيْهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَيْنِ , فَحَمَلَ أَحَدَهُمَا بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ , وَحَمَلَ الْآخَرَ نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ عَلَى أَسْلَمَ وَغِفَارَ يُصْدِقُهُمْ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ غَزْوَةَ تَبُوكَ إِلَى أَسْلَمَ يَسْتَفِزُّهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ , وَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِيمًا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى فُتِحَتِ الْبَصْرَةُ , وَمُصِّرَتْ , فَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا واخْتَطَّ بِهَا، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا غَازِيًا إِلَى خُرَاسَانَ , فَمَاتُ بِمَرْوَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا، وَقَدِمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ , فَنَزَلُوا بَغْدَادَ , فَمَاتُوا بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ الْكِنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: لَا §عَيْشَ إِلَّا طِرَادُ الْخَيْلِ الْخَيْلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا فَهِدُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو بَكْرٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ لَمْ يُسَمِّهِ لَنَا، قَالَ: كُنْتُ مَعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ بِسِجِسْتَانَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُعَرِّضُ بِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ لِأَسْتَخْرِجَ رَأْيَهُ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , فَرَفَعَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ §اغْفِرْ لِعُثْمَانَ، وَاغْفِرْ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَاغْفِرْ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَاغْفِرْ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ , فَقَالَ لِي: لَا أَبَا لَكَ أَتُرَاكَ قَاتِلِي؟، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَكَ، وَلَكِنْ هَذَا أَرَدْتُ مِنْكَ، قَالَ قَوْمٌ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ سَوَابِقُ: فَإِنْ يَشَأْ يَغْفِرْ لَهُمْ بِمَا سَبَقَ لَهُمْ فَعَلَ، وَإِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْهُمْ بِمَا أَحْدَثُوا فَعَلَ , حِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ

مالك ونعمان ابنا خلف بن عوف بن دارم بن عنز بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة

§مَالِكٌ وَنُعْمَانُ ابْنَا خَلَفِ بْنِ عَوْفِ بْنِ دَارِمِ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ بِأَسْمَائِهِمَا وَنَسَبِهِمَا هَكَذَا وَقَالَ: كَانَا §طَلِيعَتَيْنِ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ , فَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

أبو رهم الغفاري واسمه كلثوم بن الحصين بن خلف بن عبيد بن معشر بن زيد بن أحيمس بن غفار بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أسلم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة , وشهد معه أحدا، ورمي يومئذ بسهم , فوقع في نحره , فجاء إلى رسول الله

§أَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ وَاسْمُهُ كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَعْشَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُحَيْمِسِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْكِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، أَسْلَمَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا، وَرُمِيَ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ , فَوَقَعَ فِي نَحْرِهِ , فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَبَسَقَ عَلَيْهِ , فَبَرَأَ , فَكَانَ أَبُو رُهْمٍ يُسَمَّى الْمَنْحُورُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ §أَسُوقُ الْهَدْيَ وَأَرْكَبُ عَلَى الْبُدْنِ فِي عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسِيرُ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، وَأَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ لَهُ غَلِيظَتَانِ إِذْ زَحَمَتْ نَاقَتُهُ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: فَوَقَعَ حَرْفُ نَعْلِي عَلَى سَاقِهِ , فَأَوْجَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَوْجَعْتَنِي أَخِّرْ رِجْلَكَ» ، وَقَرَعَ رِجْلِي بِالسَّوْطِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِي وَمَا تَأَخَّرَ , وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ لَعَظِيمِ مَا صَنَعْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا بِالْجِعْرَانَةِ خَرَجْتُ أَرْعَى الظُّهْرَ وَمَا هُوَ يَوْمِي فَرَقًا أَنْ يَأْتِيَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولٌ يَطْلُبُنِي , فَلَمَّا رَوَّحْتُ الرِّكَابَ , سَأَلْتُ: فَقَالُوا: طَلَبَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: إِحْدَاهُنَّ وَاللَّهِ , فَجِئْتُهُ وَأَنَا أَتَرَقَّبُ , فَقَالَ: «إِنَّكَ أَوْجَعَتْنِي بِرِجْلِكَ فَقَرَعْتُكَ بِالسَّوْطِ , وَأَوْجَعْتُكَ , فَخُذْ هَذِهِ الْغَنَمَ عِوَضًا مِنْ ضَرْبَتِي» ، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: فَرِضَاهُ عَنِّي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا رُهْمٍ حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَهُمْ بِبِلَادِهِمْ، فَأَتَاهُمْ إِلَى مَجَالِهِمْ ,

فَشَهِدَ تَبُوكَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو رُهْمٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ يَغْزُو مَعَهُ إِذَا غَزَا، وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِبَنِي غِفَارٍ وَكَانَ أَكْثَرُ ذَلِكَ يَنْزِلُ الصَّفْرَاءَ وَغَيْقَةَ وَمَا وَالَاهَا، وَهِيَ أَرْضُ كِنَانَةَ

عبد الله وعبد الرحمن ابنا الهبيب، من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأمهما أم نوفل بنت نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. أسلما قديما وشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا , وقتلا يومئذ شهيدين في شوال على رأس اثنين وثلاثين

§عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا الْهُبَيْبِ، مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ نَوْفَلٍ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. أَسْلَمَا قَدِيمًا وَشَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا , وَقَتْلَا يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ فِي شَوَّالَ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ

جعال بن سراقة الضمري ويقال: الثعلبي، ويقال: إنه عديد لبني سواد من بني سلمة من الأنصار، وكان من فقراء المهاجرين، وكان رجلا صالحا دميما قبيحا، وأسلم قديما , وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا

§جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ وَيُقَالُ: الثَّعْلَبِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ عَدِيدٌ لِبَنِي سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا دَمِيمًا قَبِيحًا، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ وَهُوَ يَتَوَجَّهُ إِلَى أُحُدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّكَ تُقْتَلُ غَدًا، وَهُوَ يَتَنَفَّسُ مَكْرُوبًا، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: «§أَلَيْسَ الدَّهْرُ كُلُّهُ غَدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ §جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ رَجُلًا صَالِحًا، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا، وَكَانَ يَعْمَلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْخَنْدَقِ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[246]- الله عليه وسلم قَدْ غَيَّرَ اسْمَهُ يَوْمَئِذٍ , فَسَمَّاهُ عَمْرًا، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَرْتَجِزُونَ وَيَقُولُونَ: [البحر الرجز] سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عُمَرْ ... وَكَانَ لِلْبَائِسِ يَوْمًا ظُهَرْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَقُولُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَقُولَ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: وَجَعَلَ §جُعَيْلٌ يَقُولُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ: سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عُمَرَ، وَهُوَ يَضْحَكُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَعَرَفُوا أَنَّهُ لَا يُبَالِي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ , فَصُغِّرَ , فَقِيلَ: جُعَيْلٌ , وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرًا، وَلَكِنْ هَكَذَا جَاءَ الشَّعْرُ عُمَرَ. وَشَهِدَ أَيْضًا جُعَالٌ الْمُرَيْسِيعَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ بِالْجِعْرَانَةِ مِنْ غَنَائِمِ خَيْبَرَ , فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ , وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَأَشْبَاهَهُمَا مِائَةَ مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ , وَتَرَكَتَ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِثْلِ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ , وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتُهَمَا لِيُسْلِمَا، وَوُكِّلْتُ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى إِسْلَامِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §جُعَالَ بْنَ سُرَاقَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ

وهب بن قابوس المزني أقبل ومعه ابن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس بغنم لهما من جبل مزينة , فوجدا المدينة خلوفا , فسألا: أين الناس؟ فقالوا: بأحد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين من قريش , فقالا: لا نسأل أثرا بعد عين. فأسلما , ثم خرجا حتى

§وَهْبُ بْنُ قَابُوسَ الْمُزَنِيُّ أَقْبَلَ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَابُوسَ بِغَنَمٍ لَهُمَا مِنْ جَبَلِ مُزَيْنَةَ , فَوَجَدَا الْمَدِينَةَ خُلُوفًا , فَسَأَلَا: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَقَالُوا: بِأُحُدٍ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالَا: لَا نَسْأَلُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ. فَأَسْلَمَا , ثُمَّ خَرَجَا حَتَّى أَتَيَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِأُحُدٍ , فَيَجِدَانِ الْقَوْمَ يَقْتَتِلُونَ , وَالدَّوْلَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ , فَأَغَارُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّهْبِ، وَجَاءَتِ الْخَيْلُ مِنْ وَرَائِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ , فَاخْتَلَطُوا , فَقَاتَلَا أَشَدَّ الْقِتَالِ , فَانْفَرَقَتْ فِرْقَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ لِهَذِهِ الْفِرْقَةِ» ، فَقَالَ وَهْبُ بْنُ قَابُوسَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ فَرَمَاهُمْ بِالنَّبْلِ حَتَّى انْصَرَفُوا , ثُمَّ رَجَعَ، فَانْفَرَقَتْ فِرْقَةٌ أُخْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ لِهَذِهِ الْكَتِيبَةِ» ؟ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ فَذَبَّهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى وَلَّوْا، ثُمَّ رَجَعَ الْمُزَنِيُّ، ثُمَّ طَلَعَتْ كَتِيبَةٌ أُخْرَى , فَقَالَ: «مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ» ؟ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «قُمْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» فَقَامَ الْمُزَنِيُّ مَسْرُورًا يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَقَيلُ وَلَا أَسْتَقِيلُ , فَقَامَ , فَجَعَلَ يَدْخُلُ فِيهِمْ , فَيَضْرِبُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَقْصَاهُمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» فَمَا زَالَ كَذَلِكَ وَهُمْ مُحْدِقُونَ بِهِ حَتَّى اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ وَرِمَاحُهُمْ , فَقَتَلُوهُ , فَوُجِدَ بِهِ يَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ طَعْنَةً بِرُمْحٍ كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ , وَمُثِّلَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَقْبَحَ الْمُثَلِ. ثُمَّ قَامَ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ , فَقَاتَلَ كَنَحْوٍ مِنْ قِتَالِهِ حَتَّى قُتِلَ , فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُمَا مَقْتُولَانِ , فَقَالَ: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ فَإِنِّي عَنْكَ رَاضٍ» يَعْنِي وَهْبًا , ثُمَّ قَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ، وَقَدْ نَالَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْجِرَاحِ مَا نَالَهُ - وَإِنَّ الْقِيَامَ لَيَشُقُّ عَلَيْهِ - فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى وُضِعَ الْمُزَنِيُّ فِي لَحْدِهِ , عَلَيْهِ بُرْدَةٌ

لَهَا أَعْلَامٌ حُمْرٌ، فَمَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبُرْدَةَ عَلَى رَأْسِهِ , فَخَمَّرَهُ وَأَدْرَجَهُ فِيهَا طَوْلًا، وَبَلَغَتْ نِصْفَ سَاقَيْهِ، وَأَمَرَنَا فَجَمَعْنَا الْحَرْمَلَ , فَجَعَلْنَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ وَهُوَ فِي اللَّحْدِ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولَانِ: فَمَا حَالٌ نَمُوتُ عَلَيْهَا أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَلْقَى اللَّهَ عَلَى حَالِ الْمُزَنِيِّ

عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكانت عنده سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. فولدت له نفرا، وشهد عمرو بن أمية بدرا وأحدا مع المشركين، ثم أسلم حين انصرف

§عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ نَاشِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ جَدِّي بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَتْ لَهُ نَفَرًا، وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بَدْرًا وَأُحُدًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ حِينَ انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ أُحُدٍ , وَكَانَ رَجُلًا شُجَاعًا لَهُ إِقْدَامٌ، وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ: يَا §أَبَا أُمَيَّةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مُسْلِمًا بِئْرُ مَعُونَةَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، فَأَسَرَتْهُ بَنُو عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ , فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَيَّ أُمِّي نَسَمَةٌ , فَأَنْتَ حُرٌّ عَنْهَا وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَخَبَرَ رَسُولَ اللَّهِ بِقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ - يَعْنِي أَفْلَتَّ - وَلَمْ تُقْتَلْ كَمَا قُتِلُوا» ، وَلَمَّا دَنَا عَمْرٌو مِنَ الْمَدِينَةِ مُنْصَرِفًا مِنْ

بِئْرِ مَعُونَةَ لَقِيَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ , فَقَاتَلَهُمَا ثُمَّ قَتَلَهُمَا، وَقَدْ كَانَ لَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَانٌ , فَوَدَّاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُمَا الْقَتِيلَانِ اللَّذَانِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبَبِهِمَا إِلَى بَنِي النَّضِيرِ يَسْتَعِينُهُمْ فِي دِيَّتِهِمَا. قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ وَمَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ الْأَنْصَارِيُّ سَرِيَّةً إِلَى مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ , فَعُلِمَ بِمَكَانِهِمَا , فَطُلِبَا , فَتَوَارَيَا، وَظَفَرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فِي تُوَارِيهِ ذَلِكَ فِي الْغَارِ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ بِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ , فَقَتَلَهُ، وَعَمَدَ إِلَى خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ , وَهُوَ مَصْلُوبٌ , فَأَنْزَلَهُ عَنْ خَشَبَتِهِ , وَقَتْلَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ أَعْوَرَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُدُومِهِ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ بِكِتَابَيْنِ كَتَبَ بِهِمَا إِلَيْهِ فِي أَحَدِهِمَا أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَفِي الْآخَرِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ مَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَزَوَّجَهُ النَّجَاشِيُّ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَحَمَلَ إِلَيْهِ أَصْحَابَهُ فِي سَفِينَتَيْنِ. وَكَانَتْ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْحَدَّاكِينَ - يَعْنِي الْخَرَّاطِينَ - وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج وهو زيد مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وأسلم دحية بن خليفة قديما ,

§دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُوَ زَيْدُ مَنَاةَ بْنُ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرٍ الْأَكْبَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ. وَأَسْلَمَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَدِيمًا , وَلَمْ يَشْهَدْ -[250]- بَدْرًا , وَكَانَ يُشَبَّهُ بِجَبْرَائِيلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: شَبَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أُمَيَّةَ فَقَالَ: «§دِحْيَةُ الْكَلْبِيِّ يُشْبِهُ جَبْرَائِيلَ، وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ يُشْبِهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعُزَّى يُشْبِهُ الدَّجَّالَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ §دِحْيَةُ الْكَلْبِيِّ يُشَبَّهُ بِجَبْرَائِيلَ، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مَثَلَهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس، وَكَانَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ يُشَبَّهُ بِالدَّجَّالِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِجَبْرَائِيلَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «كَانَ §جَبْرَائِيلُ يَأْتِي النَّبِيَّ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ وَثْبَةً شَدِيدَةً , فَنَظَرْتُ , فَإِذَا مَعَهُ رَجُلٌ وَاقِفٌ عَلَى بِرْذَوْنٍ , وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ قَدْ سَدَلَ طَرَفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مَعْرَفَةِ بِرْذَوْنِهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَاعَتْنِي وَثْبَتُكَ، مَنْ هَذَا؟، قَالَ: «وَرَأَيْتِهِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ رَأَيْتِ؟» قُلْتُ: رَأَيْتُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ، قَالَ: «ذَاكَ §جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ -[251]-، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ سَرِيَّةً وَحْدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ §كَتَبَ إِلَى قَيْصَرٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ , فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَقِيَهُ بِحِمْصَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَشَهِدَ دِحْيَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَشَاهِدَ بَعْدَ بَدْرٍ , وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

الصحابة الذين أسلموا قبل فتح مكة

§الصَّحَابَةُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ

خالد بن الوليد. . . أصاحب , فلقيت عثمان بن طلحة , فذكرت له الذي أريد , فأسرع الإجابة وخرجنا جميعا , فأدلجنا سحرا , فلما كنا بالهل إذا عمرو بن العاص , فقال: مرحبا بالقوم، قلنا: وبك، قال: أين مسيركم؟ فأخبرناه، وأخبرنا أنه يريد أيضا النبي صلى الله

§خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. . . أُصَاحِبُ , فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ , فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي أُرِيدُ , فَأَسْرَعَ الْإِجَابَةَ وَخَرَجْنَا جَمِيعًا , فَأَدْلَجْنَا سَحَرًا , فَلَمَّا كُنَّا بِالْهِلِّ إِذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ، قُلْنَا: وَبِكَ، قَالَ: أَيْنَ مَسِيرُكُمْ؟ فَأَخْبَرَنَاهُ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَيْضًا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلِنُسْلِمَ. فَاصْطَحَبْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، فَلَمَّا اطَّلَعْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالنُّبُوَّةِ , فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ أَرَى لَكَ عَقْلًا رَجَوْتُ أَلَّا يُسْلِمَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ» وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي كُلَّ مَا أَوْضَعْتُ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُّبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ كُلَّ مَا أَوْضَعَ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِكَ» فَقَالَ خَالِدٌ: وَتَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَسْلَمَا، وَبَايَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِ أَسْلَمْتُ يَعْدِلُ بِي أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِيمَا يَجْزِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -[253]-، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: §أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مَوْضِعَ دَارِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمِنَّاءَ أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ خَيْبَرَ وَبَعْدَ قَدُومِ خَالِدٍ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ دُورًا لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَرِثَهَا مِنْ آبَائِهِ , فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَقْطَعَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ §مُؤْتَةَ , وَقُتِلَ الْأُمَرَاءُ أَخَذَ اللِّوَاءَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ , وَجَعَلَ يَصِيحُ: يَا آلَ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ , فَنَظَرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ: خُذِ اللِّوَاءَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، قَالَ: لَا آخُذُهُ أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ , لَكَ سِنٌّ , وَقَدْ شَهِدْتَ بَدْرًا، قَالَ ثَابِتٌ: خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا لَكَ، وَقَالَ ثَابِتٌ لِلنَّاسِ: آصْطَلَحْتُمْ عَلَى خَالِدٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَخَذَ خَالِدٌ اللِّوَاءَ , فَحَمَلَهُ سَاعَةً , وَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ , فَثَبَتَ حَتَّى تَكَرْكَرَ الْمُشْرِكُونَ , وَحَمَلَ بِأَصْحَابِهِ , فَفَضَّ جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ , ثُمَّ دُهِمَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ فَانْحَاشَ بِالْمُسْلِمِينَ، فَانْكَشَفُوا رَاجِعِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّايَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: قَدِ §انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ. . .

عمرو بن العاص. . . وأسلم لي في ديني، وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي أنبه لي في دنياي وأشر لي في آخرتي، وإن عليا قد بويع له وهو يدل بسابقته وهو غير مشركي في شيء من أمره، ارحل يا وردان، ثم خرج ومعه ابناه حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان , فبايعه على

§عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. . . وَأَسْلَمُ لِي فِي دِينِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَمَرَتْنِي بِالَّذِي أَنْبَهُ لِي فِي دُنْيَايَ وَأَشَرُّ لِي فِي آخِرَتِي، وَإِنَّ عَلِيًّا قَدْ بُويِعَ لَهُ وَهُوَ يَدُلُّ بِسَابِقَتِهِ وَهُوَ غَيْرُ مُشْرِكِي فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ، ارْحَلْ يَا وَرْدَانُ، ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ ابْنَاهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَبَايَعَهُ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَكَتَبَا بَيْنَهُمَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا تَعَاهَدَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ بَعْدِ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ الْأَمَانَةَ، إِنَّ بَيْنَنَا عَهْدَ اللَّهِ عَلَى التَّنَاصُرِ وَالتَّخَالُصِ وَالتَّنَاصُحِ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالْإِسْلَامِ، وَلَا يَخْذُلُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِشَيْءٍ وَلَا يَتَّخِذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيجَةً وَلَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ أَبَدًا مَا حَيِينَا فِيمَا اسْتَطَعْنَا , فَإِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ , فَإِنَّ عَمْرًا عَلَى أَرْضِهَا وَإِمَارَتُهُ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَيْنَنَا التَّنَاصُحُ وَالتَّوَازُرُ وَالتَّعَاوُنُ عَلَى مَا نَابَنَا مِنَ الْأُمُورِ , وَمُعَاوِيَةُ أَمِيرُ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي النَّاسِ وَفِي عَامَّةِ الْأَمْرِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ الْأُمَّةَ , فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ , فَإِنَّهُمَا يَدْخُلَانِ فِي أَحْسَنِ أَمْرِهَا عَلَى أَحْسَنِ الَّذِي بَيْنَهُمَا فِي أَمْرِ اللَّهِ الَّذِي بَيْنَهُمَا مِنَ الشَّرْطِ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. وَكَتَبَ وَرْدَانُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ قَالَ: وَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا , فَقَامَ , فَخَطَبَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْأَبْتَرَ بْنَ الْأَبْتَرِ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ , وَحَضَّهُمْ عَلَيْهِ، فَالْعَضُدَ وَاللَّهِ الشَّلَّاءُ عَمْرُو وَنُصْرَتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: كَانَ §عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ فِي الْقَلْبِ أَيَّامَ صِفِّينَ بِنَفْسِهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ تِلْكَ الْأَيَّامِ اقْتَتَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ , فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ خَلْفِ

صُفُوفِنَا أَرَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَيُقْبِلُ عَلِيٌّ فِي كَتِيبَةٍ أُخْرَى نَحْوًا مِنْ عَدَدِ الَّذِي مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ، ثُمَّ صَاحَ عَمْرٌو بِأَصْحَابِهِ: الْأَرْضَ يَا أَهْلَ الشَّامَ، فَتَرَجَّلُوا وَدَبَّ بِهِمْ وَتَرَجَّلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَنَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَهُوَ يَقُولُ: وَصَبَرْنَا عَلَى مَوَاطِنِ ضَنْكٍ ... وَخُطُوبٍ تُرِي الْبَيَاضَ الْوَلِيدَا وَيُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَخَلُصَ إِلَى عَمْرٍو , وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً جَرَحَهُ عَلَى الْعَاتِقِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا أَبُو السَّمْرَاءِ وَيُدْرِكُهُ عَمْرٌو , فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَثْبَتَهُ وَانْحَازَ عَمْرٌو فِي أَصْحَابِهِ وَانْحَازَ أَصْحَابُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْكَرَاسِيُّ يَصِفُّ النَّاسَ بِنَفْسِهِ صُفُوفًا وَيَقُولُ: كَقَصِّ الشَّارِبِ وَهُوَ حَاسِرٌ، وَأَسْمَعُهُ وَأَنَا مِنْهُ قَرِيبٌ يَقُولُ: §عَلَيْكُمْ بِالشَّيْخِ الْأَزْدِيِّ أَوِ الدَّجَّالِ - يَعْنِي هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: اقْتَتَلَ النَّاسُ بِصِفِّينَ قِتَالًا شَدِيدًا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلَهُ قَطُّ حَتَّى كَرِهَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الْقِتَالَ وَمَلُّوهُ مِنْ طُولِ تَبَاذُلِهِمُ السَّيْفَ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقِتَالِ لِمُعَاوِيَةَ: هَلْ أَنْتَ §مُطِيعِي فَتَأْمُرَ رِجَالًا بِنَشْرِ الْمَصَاحِفِ , ثُمَّ يَقُولُونَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ وَإِلَى مَا فِي فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَلَا يَزِيدُ ذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشَّامِ إِلَّا اسْتِجْمَاعًا، فَأَطَاعَهُ مُعَاوِيَةُ , فَفَعَلَ وَأَمَرَ عَمْرٌو رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقُرِئَ الْمُصْحَفُ، ثُمَّ نَادَى: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أَوَلَسْنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَبَيْعَتِنَا؟، وَقَالَ

آخَرُونَ كَرِهُوا الْقِتَالَ: أَجَبْنَا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَنَهُمْ وَكَرَاهَتَهُمُ لِلْقِتَالِ قَارَبَ مُعَاوِيَةَ فِيمَا يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَاخْتَلَفَ بَيْنَهُمُ الرُّسُلُ , فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ قَبِلْنَا كِتَابَ اللَّهِ فَمَنْ يَحْكُمُ بِكِتَابِ اللَّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ؟ قَالَ: نَأْخُذُ رَجُلًا مِنَّا نَخْتَارُهُ وَتَأْخُذُ مِنْكُمْ رَجُلًا تَخْتَارُهُ، فَاخْتَارَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَاخْتَارَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ §عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَمَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ، وَيْلِي أَمْرَهُمْ، وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي أَرْبَعمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى تَوَافُوا بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْأَشْعَرِيِّ: §احْذَرْ عَمْرًا , فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُقَدِّمَكَ , وَيَقُولُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَسَنُّ مِنِّي , فَكُنْ مُتَدَبِّرًا لَكَلَامِهِ، فَكَانَا إِذَا الْتَقَيَا يَقُولُ عَمْرٌو: إِنَّكَ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلِي وَأَنْتَ أَسَنُّ مِنِّي فَتَكَلَّمَ، ثُمَّ أَتَكَلَّمُ وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمْرٌو أَنْ يُقَدِّمَ أَبَا مُوسَى فِي الْكَلَامِ لِيَخْلَعَ عَلِيًّا , فَاجْتَمَعَا عَلَى أَمْرِهِمَا , فَأَدَارَهُ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَأَبَى، وَقَالَ أَبُو مُوسَى: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالَ عَمْرٌو: أَخْبِرْنِي عَنْ رَأْيِكَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَرَى أَنْ نَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ , وَنَجْعَلَ هَذَا الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , فَيَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا، قَالَ عَمْرٌو: الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ , فَأَقْبَلَا عَلَى النَّاسِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ , فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: يَا أَبَا مُوسَى أَعْلِمْهُمْ بِأَنَّ رَأَيْنَا قَدِ اجْتَمَعَ، فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ رَأَيْنَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُ هَذِهِ

الْأُمَّةِ , فَقَالَ عَمْرٌو: صَدَقَ وَبَرَّ وَنِعْمَ النَّاظِرُ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ , فَتَكَلَّمْ يَا أَبَا مُوسَى: فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ , فَخَلَا بِهِ , فَقَالَ: أَنْتَ فِي خُدْعَةٍ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَبْدَأْهُ، وَتَعَقَّبْهُ؟ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَعْطَاكَ أَمْرًا خَالِيًا , ثُمَّ يَنْزِعَ عَنْهُ عَلَى مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ وَاجْتِمَاعِهِمْ، فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: لَا تَخْشَ ذَلِكَ، قَدِ اجْتَمَعْنَا وَاصْطَلَحْنَا , فَقَامَ أَبُو مُوسَى , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا هُوَ أَصْلَحُ لِأَمْرِهَا وَلَا أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَنْ لَا نَبْتَزَّ أُمُورَهَا وَلَا نَعْصِبَهَا حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ رَضًى مِنْهَا وَتَشَاورٍ وَقَدِ اجْتَمَعَتُ أَنَا وَصَاحِبِي عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ , وَتَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ هَذَا الْأَمْرَ , فَيَكُونُ شُورَى بَيْنَهُمْ يُوَلُّونَ مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِمْ وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ , فَوَلُّوا أَمْرَكُمْ مَنْ رَأَيْتُمْ، ثُمَّ تَنَحَّى , فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ , وَخَلَعَ صَاحِبَهُ وَإِنِّي أَخْلَعُ صَاحِبَهُ كَمَا خَلْعَهُ وَأُثْبِتُ صَاحِبِي مُعَاوِيَةَ , فَإِنَّهُ وَلِيُّ ابْنُ عَفَّانَ، وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَقَامِهِ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: وَيْحَكَ يَا أَبَا مُوسَى مَا أَضْعَفَكَ عَنْ عَمْرٍو وَمَكَائِدِهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا أَصْنَعُ جَامَعَنِي عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ نَزَعَ عَنْهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا ذَنْبَ لَكَ يَا أَبَا مُوسَى الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ لِلَّذِي قَدَّمَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: رَحِمَكَ اللَّهُ غَدَرَنِي فَمَا أَصْنَعُ؟، وَقَالَ أَبُو مُوسَى لِعَمْرٍو: إِنَّمَا مَثَلُكَ كَالْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِلَامَ صَيَّرْتَ هَذِهِ الْأُمَّةَ، إِلَى رَجُلٍ لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ وَآخَرَ ضَعِيفٌ؟ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: لَوْ مَاتَ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ قَبْلِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ -[258]-: كَيْفَ §رَأَيْتَ تَدْبِيرِي لَكَ حَيْثُ ضَاقَتْ نَفْسُكَ مُسْتَهْزِئًا عَلَى فَرَسِكَ الْوَرْدُ تَسْتَبْطِئُهُ فَأَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَعَرَفْتُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ شِبْهٍ وَأَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَلَيْهِ فَقَدِ اشْتَغَلَ عَنْكَ عَلِيٌّ بِهِمْ، وَهُمْ آخِرُ هَذَا قَاتِلُوهُ لَيْسَ جُنْدٌ أَوْهَنُ كَيْدًا مِنْهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَا: لَمَّا §صَارَ الْأَمْرُ فِي يَدَيْ مُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو مَا عَاشَ وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ وَسَعْيِهِ فِيهِ , وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ , فَلَمْ يَفْعَلْ مُعَاوِيَةُ , فَتَنَكَّرَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَغَالَظَا , وَتَمَيَّزَ النَّاسُ , وَظَنُّوا أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ أَمْرُهُمَا , فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ , فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا , وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا , وَشَرَطَ فِيهِ شُرُوطًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو خَاصَّةً، وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ وَأَنَّ لِعَمْرٍو وِلَايَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِينَ وَعَلَى أَنَّ عَلَى عَمْرٍو السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمُعَاوِيَةَ، وَتَوَاثَقَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ، وَأَشْهَدَا عَلَيْهِمَا بِهِ شُهُودًا، ثُمَّ مَضَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ فَوَاللَّهِ مَا مَكَثَ بِهَا إِلَّا سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ , فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلًا , وَابْنُهُ يَقُولُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكَذَا، أَمَا بَشَّرَكَ بِكَذَا؟، قَالَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَبْكِي وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْنَا , فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مِمَّا تَعُدُّ عَلَيَّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ قَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ أَحَدٍ -[259]- أَبْغَضُ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَمْكِنَ مِنْهُ فَأَقْتُلَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأُبَايِعَهُ , فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: فَبَسَطَ يَدَهُ , ثُمَّ إِنِّي قَبَضْتُ يَدِي، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟» قَالَ: فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , فَقَالَ: «تَشْتَرِطُ مَاذَا؟» فَقُلْتُ: أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي، فَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ §الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنُّ الْهِجْرَةُ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، فَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ أُحُدٌ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَنْعَتَهُ مَا أَطَقْتُ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنِي إِجْلَالًا لَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ وُلِيِّنَا أَشْيَاءَ بَعْدُ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَنَا فِيهَا أَوْ مَا حَالِي فِيهَا، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي , فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا , فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ قَبْرِي , فَامْكُثُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ، وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ دَعَا حَرَسَهُ , فَقَالَ: أَيُّ صَاحِبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: كُنْتَ لَنَا صَاحِبَ صَدْقٍ تُكْرِمُنَا وَتُعْطِينَا وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، قَالَ: فَإِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ لِتَمْنَعُونِي مِنَ الْمَوْتِ، وَإِنَّ الْمَوْتَ هَا هُوَ ذَا قَدْ نَزَلَ بِي , فَأَغْنُوهُ عَنِّي، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَحْسَبُكَ تَكَلَّمُ بِالْعَوْرَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّا لَا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهَا , وَإِنِّي §لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تُغْنُونَ عَنِّي مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لِأَنْ أَكُونَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُمْ رَجُلًا قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَوْتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا، فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي

طَالِبٍ إِذْ يَقُولُ حَرَسُ أُمَرَاءِ أَجَلِهِ , ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: اللَّهُمَّ لَا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ، وَلَا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ، وَإِلَّا تُدْرِكُنِي بِرَحْمَةٍ أَكُنْ مِنَ الْهَالِكِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِذَا §مِتُّ فَاغْسِلْنِي غَسلَةً بِالْمَاءِ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قُرَاحٍ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ كَافُورٍ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ إِذَا أَلْبَسْتَنِي الثِّيَابَ فَأَزِرَّ عَلَيَّ , فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيرِ , فَامْشِ بِي مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَتَيْنِ وَكُنْ خَلْفَ الْجَنَازَةِ , فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلَائِكَةِ وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْقَبْرِ فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَرَكِبْنَا وَنَهَيْتَنَا فَأَضَعْنَا فَلَا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ، وَلَا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ، وَلَكِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. مَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ، وَغَيْرِهِ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ: عُدْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ , فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: §أَذُوبُ وَلَا أَثُوبُ، وَأَجِدُ نَجْوَى أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي فَمَا بَقَاءُ الْكَبِيرِ عَلَى هَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ: §عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ: عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ , فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكُ مَعَكَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا: أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلَاءِ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: تُوُفِّيَ §عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §أَعْتَقَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: §انْظُرْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ بَايَعَ الْنَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ , فَأَتِمَّ لَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ، وَأَتِمَّ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَلِخَارِجَةَ بْنِ حُذَاقَةَ بِشَجَاعَتِهِ، وَلِقَيْسِ بْنِ الْعَاصِ بِضِيَافَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ العَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ فَقَالَ: §يُصْلِحُ الرَّجُلُ مَالَهُ وَيُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم , وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم. وكان لعبد الله بن عمرو من الولد محمد وبه كان يكنى. وأمه بنت محمية بن جزء الزبيدي، وهشام , وهاشم , وعمران. وأم إياس , وأم عبد الله

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ , وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى. وَأُمُّهُ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، وَهِشَامٌ , وَهَاشِمٌ , وَعِمْرَانُ. وَأُمُّ إِيَاسٍ , وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمُّ سَعِيدٍ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ هَاشِمٍ الْكِنْدِيَّةُ مِنْ بَنِي وَهْبِ بْنِ الْحَارِثِ -[262]-. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَبْلَ أَبِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: §اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابَةِ مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ: فَأَذِنَ لِي، فَكَتَبْتُهُ , فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو صَحِيفَةً , فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا , فَقَالَ: هَذِهِ §الصَّادِقَةُ , فِيهَا مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أُحُدٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْ§نَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ أَحَبُّ أَنْ أَعِيَهَا فَأَسْتَعِينُ بِيَدِي مَعَ قَلْبِي. يَعْنِي أَكْتُبُهَا. قَالَ: «نَعَمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَمْ §أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: «فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ الْعَيْنُ وَتَنْفَهَ النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بَلَغَنِي أَنَّكَ §تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلْ , فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَظًّا، صُمْ وَأَفْطِرْ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً , -[263]- فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ بِي قُوَّةً، قَالَ: «صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا» ، قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: فَيَا لَيْتَنِي أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ §تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَى، قَالَ: فَقَالَ: «صُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» ، قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» ، فَقَالَ: فَشَدَدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: فَقَالَ: «فَصُمْ صِيَامِ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ لَا تَزِدْ عَلَيْهِ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا كَانَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَ: كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَاهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: §لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ؟ "، قَالَ: قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَأَفْطِرْ وَصُمْ وَنَمْ وَقُمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ» ، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو لَمَّا أَسَنَّ: §لَيْتَنِي كُنْتُ أَخَذْتُ بِرُخْصَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَكَانَ مِنْ تِلْكَ الْأَيَّامِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , فَدَعَاهُ عَمْرٌو , فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ , قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: لَيْسَ لَكَ ذَلِكَ لِأَنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ، قَالَ: وَسَأَلَهُ كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَقْرَأَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: أَفَلَا تَقْرَأُهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ؟ قَالَ: أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سِتٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دَخَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي أَيَّامٍ مِنًى , فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ , فَقَالَ: إِنِّي §صَائِمٌ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ , فَكَذَلِكَ، ثُمَّ دَعَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: لَا إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «§ارْقُدْ وَصَلِّ , وَصَلِّ وَارْقُدْ , وَاقْرَأَهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ» ، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِضُهُ وَيُنَاقِضُنِي حَتَّى قَالَ: «اقْرَأْهُ فِي سَبْعِ لَيَالٍ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: «كَيْفَ تَصُومُ» ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «صُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» ، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِضُهُ وَيُنَاقِضُنِي حَتَّى قَالَ لِي: «صُمْ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامِ أَخِي دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا» ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: فَلِأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ حَسِبْتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ -[265]- قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ , قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ تَقْرَأُ؟، قَالَ: §جُزْئِي الَّذِي أَقُومُ بِهِ اللَّيْلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو لَا §تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ , فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ §الثِّيَابَ ثِيَابُ الْكُفَّارِ فَلَا تَلْبِسْهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ، يَذْكُرُ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ , فَقَالَ: «§أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا؟» فَقَالَ: أَغْسِلُهُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «حَرِّقْهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْتَمُّ بِعِمَامَةِ حَرْقَانِيَّةٍ , وَيُرْخِيهَا شِبْرًا، وَأَقَلَّ مِنْ شِبْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ شُوَيْفِعٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ §أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: §وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ , فَسَلَّمَ، ثُمَّ -[266]- جَلَسَ , فَقَالَ أَبِي: مَنْ هَذَا؟، فَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ وَصَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَقَالَ: §رَجُلٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ طُوَالٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: §طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْبَيْتِ بَعْدَمَا عَمِيَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو §يَقْرَأُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَأْتِي الْجُمُعَةَ مِنَ الْمَغْمَسِ فَيُصَلِّي الصُّبْحَ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ إِلَى الْحِجْرِ فَيَسْبَحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَقُومُ فِي جَوْفِ الْحِجْرِ , فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ النَّاسُ , فَقَالَ يَوْمًا: مَا أَفْرَقُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا مِنْ ثَلَاثِ مَوَاطِنَ: فِي دَمِ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ قَتْلَهُ , فَقَدْ شَرَكْتَ فِي دَمِهِ، وَإِنِّي آخِذٌ الْمَالَ , فَأَقُولُ أُقْرِضْهُ اللَّهَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ , فَيُصْبِحُ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ ابْنُ صَفْوَانَ: أَنْتَ امْرُؤٌ لَمْ توقْ شُحَّ نَفْسِكَ، قَالَ: وَيَوْمَ صِفِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا لِي §وَلِصِفِّينَ، مَا لِي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهُ بِعَشْرِ سِنِينَ، أَمَا وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ وَلَا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ وَلَا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَمَا رَجُلٌ أَجْهَدُ مِنِّي مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُهُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ بِيَدِهِ الرَّايَةُ , فَقَدِمَ النَّاسَ مَنْزِلَةً -[267]- أَوْ مَنْزِلَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: §لَوَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ السَّارِيَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: §رُبَّمَا ارْتَجَزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِسَيْفِهِ فِي الْحَرْبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو إِذَا جَلَسَ لَمْ تَنْطِقْ قُرَيْشٌ قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: §كَيْفَ أَنْتُمْ بِخَلِيفَةٍ يَمْلِكُكُمْ لَيْسَ هُوَ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: فَأَيْنَ قُرَيْشٌ يَوْمَئِذٍ؟، قَالَ: يُفْنِيهَا السَّيْفُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي رَهْطٍ مِنْ نُسَّاكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ , فَقُلْنَا: لَوْ نَظَرْنَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَحَدَّثْنَا إِلَيْهِ , فَدُلِلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , فَأَتَيْنَا مَنْزِلَهُ , فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ رَاحِلَةٍ قَالَ: فَقُلْنَا: عَلَى كُلِّ هَؤُلَاءِ حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو؟ قَالُوا: نَعَمْ، هُوَ وَمَوَالِيهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ بَيْنَ بُرْدَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ , عَلَيْهِ عِمَامَةٌ , لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ , قَالَ: فَقُلْنَا: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ , وَقَدْ قَرَأْتَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ , وَلَيْسَ أَحَدٌ نَأْخُذُ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا، أَوْ قَالَ: أَعْجَبُ إِلَيْنَا مِنْكَ، فَحَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، فَقَالَ لَنَا: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ فَقُلْنَا: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ §أَهْلِ الْعِرَاقِ قَوْمًا يَكْذِبُونَ وَيُكَذِّبُونَ وَيَسْخَرُونَ، قَالَ: قُلْنَا: مَا كُنَّا لِنُكَذِّبُكَ وَلَا نَكْذِبُ عَلَيْكَ، وَلَا نَسْخَرُ مِنْكَ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ , فَحَدَّثْهُمْ بِحَدِيثٍ فِي بَنِي

قِنْطُورِ بْنِ كَرْكَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَانَ يَضْرِبُ فُسْطَاطَهُ فِي الْحِلِّ , وَيَجْعَلُ مُصَلَّاهُ فِي الْحَرَمِ، فَقِيلَ لَهُ: لَمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ §الْأَحْدَاثَ فِي الْحَرَمِ أَشَدُّ مِنْهَا فِي الْحِلِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا §يَشْرَبُ الْخَمْرَ لَا يَرَانِي إِلَّا اللَّهُ , فَاسْتَطَعْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ لَقَتَلْتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: §بَاعَ قَيِّمُ الْوَهْطِ فَضْلَ مَاءِ الْوَهْطِ فَرَدَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: الْتَقَى كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ كَعْبٌ: أَتَطَيَّرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟، قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ §لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا رَبَّ غَيْرُكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، فَقَالَ: أَنْتَ أَفْقَهُ الْعَرَبِ، إِنَّهَا لَمَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ كَمَا قُلْتَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

ومن بني جمح بن عمرو

§وَمِنْ -[269]- بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو

سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب , وأمه أروى بنت أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. ولم يكن لسعيد ولد ولا عقب، والعقب لأخيه جميل بن عامر بن حذيم من ولده سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن

§سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَلَمْ يَكُنْ لِسَعِيدٍ وَلَدٌ وَلَا عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ جَمِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ مِنْ وَلَدِهِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِيلٍ وَلِيِّ الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، وَأَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَبْلَ خَيْبَرَ , وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ، وَلَا نَعْلَمُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ §عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ عَمَلَهُ , وَكَانَ عَلَى حِمْصَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّامِ , وَكَتَبَ كِتَابًا يُوصِيهِ فِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالجِدِّ فِي أَمْرِ اللهِ وَالْقِيَامِ بِالْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ، وَيَأْمُرُهُ بِوَضْعِ الْخَرَاجِ وَالرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ , فَأَجَابَهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ. . .

الحجاج بن علاط. . . لن نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة، قال: فصاحوا بمكة , وقالوا: قد جاءكم الخبر , فقلت: أعينوني على جمع ما لي على غرمائي، فإني أريد أن أقدم فأصيب من غنائم محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هناك، فقاموا , فجمعوا لي مالي كأحث

§الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ. . . لَنْ نَقْتُلَهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَصَاحُوا بِمَكَّةَ , وَقَالُوا: قَدْ جَاءَكُمُ الْخَبَرُ , فَقُلْتُ: أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَا لِي عَلَى غُرَمَائِي، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ فَأُصِيبَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ إِلَى مَا هُنَاكَ، فَقَامُوا , فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثِّ جَمْعٍ سَمِعْتُ بِهِ وَجِئْتُ صَاحِبَتِي

وَكَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ , فَقُلْتُ لَهَا: مَالِي لِعَلِّي أَلْحَقُ بِخَيْبَرَ فَأُصِيبُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ، وَسَمِعَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَانْخَزَلَ ظَهْرُهُ , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ , فَدَعَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: أَبُو زَبِيبَةَ , فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَقُلْ: يَقُولُ لَكَ الْعَبَّاسُ: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُخْبِرُهُ حَقًّا، فَجَاءَهُ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ: قُلْ لِأَبِي الْفَضْلِ أَحِلْنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِكَ حَتَّى آتِيَكَ ظَهْرًا بِبَعْضِ مَا تُحِبُّ، وَاكْتُمْ عَنِّي , فَأَتَاهُ ظُهْرًا , فَنَاشَدَهُ اللَّهَ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَوَاثَقَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَلِي مَالٌ عِنْدَ امْرَأَتِي وَدَيْنٌ عَلَى النَّاسِ , وَلَوْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي لَمْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ شَيْئًا، تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيهَا وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا بِابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَتَلَ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ. فَلَمَّا أَمْسَى الحَجَّاجُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ خَرَجَ وَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بَعْدَمَا مَضَى الْأَجَلُ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ , وَقَدْ تَخَلَّقَ بِخَلُوقٍ , وَأَخَذَ فِي يَدِهِ قَضِيبًا , وَأَقْبَلَ يَخْطِرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ , فَقَرَعَهُ، وَقَالَ: أَيْنَ الْحَجَّاجُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْطَلَقَ إِلَى غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لِيَشْتَرِيَ مِنْهَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ لَكَ بِزَوْجٍ إِلَّا أَنْ تَتَّبِعِي دِينَهُ , إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَحَضَرَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَقُرَيْشٌ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: كَلَّا وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ، لَقَدِ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ , وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ , فَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ الْبِيضَ الْجِعَادَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمْ سَادَةَ النَّضِيرِ مِنْ يَثْرِبَ وَخَيْبَرَ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ بِمَالِهِ الَّذِي عِنْدَ امْرَأَتِهِ , قَالُوا: مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا؟ قَالَ: الصَّادِقُ فِي نَفْسِي الثِّقَةُ فِي صَدْرِي الْحَجَّاجُ , فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِهِ. فَبَعَثُوا , فَوَجَدُوا الْحَجَّاجَ قَدِ انْطَلَقَ بِمَالِهِ , وَوَجَدُوا كُلَّ مَا قَالَ لَهُمُ الْعَبَّاسُ حَقًّا، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ، وَلَمْ تَلْبَثْ قُرَيْشٌ خَمْسَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ. هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رِجَالِهِ الَّذِينَ رَوَى

عَنْهُمْ غَزْوَةَ خَيْبَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ §يَغْزُوَ مَكَّةَ بَعَثَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ يَأْمُرُهُمَا بِقُدُومِ الْمَدِينَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ بِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ , وَبَنَى بِهَا دَارًا وَمَسْجِدًا يُعْرَفُ بِهِ , وَهُوَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الْحَجَّاجِ , وَلَهُ حَدِيثٌ

العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عيسى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم أسلم قبل فتح مكة , ووافى رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعمائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة

§الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَوَافَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي تِسْعِمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْخُيُولِ وَالْقَنَا وَالدُّرُوعِ الظَّاهِرَةِ لَيَحْضُرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ فَرُّوخَ السُّلَمِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ لَقِيتُهُ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسِيرُ حِينَ هَبَطَ مِنَ الْمُشَلَّلِ , وَنَحْنُ فِي آلَةِ الْحَرْبِ، وَالْحَدِيدُ ظَاهَرٌ عَلَيْنَا , وَالْخَيْلُ تُنَازِعُنَا الْأَعِنَّةَ، فَصَفَفْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عُيَيْنَةَ هَذِهِ §بَنُو سُلَيْمٍ قَدْ حَضَرَتْ بِمَا تَرَى مِنَ الْعُدَّةِ وَالْعَدَدِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَهُمْ دَاعِيكَ، وَلَمْ يَأْتِنِي أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمِي لَمُعِدُّونَ مُؤَدُّونَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ، وَإِنَّهُمْ لَأَحْلَاسُ الْخَيْلِ وَرِجَالُ الْحَرْبِ

، وَرُمَاةُ الْحَدَقِ. فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا أَفْرَسُ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ، وَأَطْعَنُ بِالْقَنَا , وَأَضْرَبُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ مِنْكَ وَمِنْ قَوْمِكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: كَذَبْتَ وَخُنْتَ , لَنَحْنُ أَوْلَى بِمَا ذَكَرْتَ مِنْكَ قَدْ عَرَفَتْهُ لَنَا الْعَرَبُ قَاطِبَةً، فَأَوْمَى إِلَيْهِمَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ حَتَّى سَكَتَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ مَعَ مَنْ أَعْطَى مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ مِنَ الْإِبِلِ فَعَاتَبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي شِعْرٍ قَالَهُ: [البحر المتقارب] كَانَتْ نِهَابَا تَلَافَيْتُهَا ... وَكَرِّي عَلَى الْقَوْمِ بِالْأَجْرَعِ وَحَثِّي الْجُنُودَ لِكَيْ يُدْلِجُوا ... إِذَا هَجَعَ الْقَوْمُ لَمْ أَهْجَعِ فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ أَلَا قَائِلٌ لِيَ أُعْطِيتَهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمِهِ الْأَرْبَعِ وَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَأٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لَا يُرْفَعِ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أَبْيَاتَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ: " أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ: أَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ بَيْنَ الْأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ هَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ: «كَيْفَ قَالَ» ؟ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ كَمَا قَالَ عَبَّاسٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه

وسلم: «سَوَاءً مَا يَضُرُّكَ بَدَأْتَ بِالْأَقْرَعِ أَوْ بِعُيَيْنَةَ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ مَا أَنْتَ بِشَاعِرٍ وَلَا رَاوِيَةٍ وَلَا يَنْبَغِي لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَهُ» فَفَزِعَ مِنْهَا أُنَاسٌ , وَقَالُوا: أُمِرَ بِعَبَّاسٍ يُمَثَّلُ بِهِ. فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , وَيُقَالُ: خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ قَالَ أَيَّامَ خَيْبَرَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ , وَعُيَيْنَةَ , وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مَا أَعْطَى: أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا ثَرْوَةٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ» ، وَقَالَ لِبِلَالٍ: «إِذَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَقْطَعَ لِسَانَهُ فَأَعْطِهِ حُلَّةً» ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ اذْهَبْ بِهِ فاقَطَعَ لِسَانَهُ» فَأَخَذَ بِلَالٌ بِيَدِهِ لِيُذْهِبَ بِهِ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ وَبِلَالٌ يَجُرُّهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ: إِنَّمَا أَمَرَنِي أَنْ أَكْسُوَكَ حُلَّةً أَقْطَعُ بِهَا لِسَانَكَ، فَذَهَبَ بِهِ , فَأَعْطَاهُ حُلَّةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَسْكُنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ مَكَّةَ وَلَا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيَرْجِعُ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ , وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا. وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ , وَبَقِيَّةُ وَلَدُهُ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ , وَقَدْ نَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْبَصْرَةَ

جاهمة بن العباس بن مرداس وقد أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث

§جَاهِمَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ , وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ , فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «§فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلِهَا» ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ , ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى، وَكَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ

يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وهو أبو معن بن يزيد السلمي الذي روى عنه أبو الجويرية قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي , وخاصمت إليه , فأفلجني، وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد

§يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَرَّةَ بْنِ زُغْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ. وَهُوَ أَبُو مَعْنِ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو الْجُوَيْرِيَّةِ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي , وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ , فَأَفْلَجَنِي، وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ بْنِ الْأَخْنَسِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءً مِنَ الْأَلْوِيَةِ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي عَقَدَهَا لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَسَكَنَ يَزِيدُ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ وَوَلَدُهُ، وَشَهِدَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ يَوْمَ الْمَرْجِ مَرْجَ رَاهِطٍ

الضحاك بن سفيان بن الحارث بن زائدة بن عبد الله بن حبيب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له لواء يوم فتح مكة

§الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ

عتبة بن فرقد وهو يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم. كان شريفا بالكوفة , يقال لهم: الفراقدة

§عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ وَهُوَ يَرْبُوعُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ. كَانَ شَرِيفًا بِالْكُوفَةِ , يُقَالُ لَهُمُ: الْفَرَاقِدَةُ

خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد واسمه عمرو بن رباح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، وكان شاعرا , وهو الذي يقال له: خفاف ابن ندبة، وهي أمة بها يعرف , وهي ابنة الشيطان بن قنان سبية من بني الحارث بن كعب. ويقال: إن ندبة كانت أمة

§خُفَافُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الشَّرِيدِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ رَبَاحِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَكَانَ شَاعِرًا , وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خُفَافُ ابْنُ نُدْبَةَ، وَهِيَ أَمَةٌ بِهَا يُعْرَفُ , وَهِيَ ابْنَةُ الشَّيْطَانِ بْنِ قَنَانٍ سَبِيَّةٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. وَيُقَالُ: إِنَّ نَدْبَةَ كَانَتْ أَمَةً سَوْدَاءَ، وَشَهِدَ خُفَافٌ فَتْحَ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ بَنِي سُلَيْمٍ الْآخَرُ

ابن أبي العوجاء السلمي

§ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيَّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا سَرِيَّةً إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ , فَكَثَرَهُمُ الْقَوْمُ , فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى قُتِلَ عَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ، وَأُصِيبَ صَاحِبُهُمُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ جَرِيحًا مَعَ الْقَتْلَى، ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ

الورد بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وكان على ميمنته يوم الفتح

§الْوَرْدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ

هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم أسلم وشهد فتح مكة، وهو الذي يقول لعمر بن الخطاب , وخاصم ابن عم له في الراية: لقد دار هذا الأمر في غير أهله فأبصر ولي الأمر أين تريد

§هَوْذَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُجْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَخَاصَمَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فِي الرَّايَةِ: [البحر الطويل] لَقَدْ دَارَ هَذَا الْأَمْرُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... فَأَبْصِرْ وَلِيَّ الْأَمْرِ أَيْنَ تُرِيدُ

العرباض بن سارية السلمي ويكنى أبا نجيح. قال محمد بن سعد: أخبرت عن أبي المغيرة الحمصي قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم قال: حدثني حبيب بن عبيد قال: قال العرباض بن سارية: لولا أن يقول الناس: فعل أبو نجيح، فعل أبو نجيح يعني نفسه

§الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: فَعَلَ أَبُو نَجِيحٍ، فَعَلَ أَبُو نَجِيحٍ يَعْنِي نَفْسِهِ

أبو حصين السلمي

§أَبُو حُصَيْنٍ السُّلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو حُصَيْنٍ السُّلَمِيُّ بِذَهَبٍ مِنْ مَعْدَنِهِمْ , فَقَضَى دَيْنًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحَمَّلَ بِهِ عَنْهُ , وَفَضَلَ مَعَهُ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ ذَهَبٌ , فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَعْ هَذِهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ أَوْ حَيْثُ رَأَيْتُ، قَالَ: فَجَاءَهُ عَنْ يَمِينِهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَنَكَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ أَخَذَهَا مِنْ يَدِهِ , فَحَذَفَهُ بِهَا لَوْ أَصَابَتْهُ لَعَقَرَتْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَالِهِ فَيُتَصَدَّقُ بِهِ، ثُمَّ يَقْعُدُ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ، وَإِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»

ومن بني أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر

§وَمِنْ بَنِي أَشْجَعَ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ

نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع

§نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ خَلَاوَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ أُقْدُمُ عَلَى كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ بِبَنِي قُرَيْظَةَ , فَأُقِيمُ عِنْدَهُمُ الْأَيَّامَ أَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِمْ، ثُمَّ يُحَمِّلُونِي

تَمْرًا عَلَى رِكَابِي مَا كَانَتْ فَأَرْجِعُ بِهِ إِلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَارَتِ الْأَحْزَابُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِرْتُ مَعَ قَوْمِي وَأَنَا عَلَى دِينِي ذَلِكَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِي عَارِفًا , فَقَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِيَ الْإِسْلَامَ، فَكَتَمَتُ ذَلِكَ قَوْمِي، وَأَخْرُجُ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَأَجِدُهُ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَآنِي جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ يَا نُعَيْمُ» ؟ قُلْتُ: إِنِّي جِئْتُ أُصَدِّقُكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا §اسْتَطَعْتَ أَنْ تُخَذِّلَ عَنَّا النَّاسَ فَخَذِّلْ» ، قَالَ: قُلْتُ: وَلَكِنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّى أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ مَا بَدَا لَكَ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ» ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقُلْتُ: اكْتُمُوا عَنِّي اكْتُمُوا عَنِّي، قَالُوا: نَفْعَلُ، فَقُلْتُ: إِنَّ قُرَيْشًا وَغَطَفَانَ عَلَى الِانْصِرَافِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنْ أَصَابُوا فُرْصَةً انْتَهَزُوهَا، وَإِلَّا اسْتَمَرُّوا إِلَى بِلَادِهِمْ، فَلَا تُقَاتِلُوا مَعَهُمْ حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُمْ رَهْنًا، قَالُوا: أَشَرْتَ بِالرَّأْي عَلَيْنَا وَالنُّصْحِ لَنَا. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ: قَدْ جِئْتُكَ بِنَصِيحَةٍ , فَاكْتُمْ عَنِّي، قَالَ: أَفْعَلُ، قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ قُرَيْظَةَ قَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَرَادُوا إِصْلَاحَهُ وَمُرَاجَعَتَهُ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ وَأَنَا عِنْدَهُمْ: إِنَّا سَنَأْخُذُ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ نُسَلِّمُهُمْ إِلَيْكَ تَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ، وَنَكُونُ مَعَكَ عَلَى قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ حَتَّى نَرُدَّهُمْ عَنْكَ وَتُرَدُّ جُنَاحُنَا الَّذِي كُسِرَتْ إِلَى دِيَارِهِمْ، يَعْنِي بَنِي النَّضِيرِ فَإِنْ بَعَثُوا إِلَيْكُمْ يَسْأَلُونَكُمْ رَهْنًا فَلَا تَدْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَحَدًا وَاحْذَرُوهُمْ، ثُمَّ أَتَى غَطَفَانَ فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ لِقُرَيْشٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَصَدَّقُوهُ، وَأَرْسَلَتْ قُرَيْظَةُ إِلَى قُرَيْشٍ: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَخْرُجُ فَنُقَاتِلُ مَعَكُمْ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم حَتَّى تُعْطُونَا رَهْنًا مِنْكُمْ يَكُونُونَ عِنْدَنَا فَإِنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَنْكَشِفُوا وَتَدَعُونَا وَمُحَمَّدًا، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هَذَا مَا قَالَ نُعَيْمٌ، وَأَرْسَلُوا إِلَى غَطَفَانَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُوا إِلَى قُرَيْشٍ , فَقَالُوا لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ وَقَالُوا جَمِيعًا: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُعْطِيكُمْ

رَهْنًا وَلَكِنِ اخْرُجُوا فَقَاتِلُوا مَعَنَا. فَقَالَتْ: يَهُودَ نَحْلِفُ بِالتَّوْرَاةِ أَنَّ الْخَبَرَ الَّذِي قَالَ نُعَيْمٌ لَحَقٌ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ يَقُولُونَ: الْخَبَرُ مَا قَالَ نُعَيْمٌ وَيَئِسَ هَؤُلَاءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلَاءِ، وَاخْتَلَفَ أَمَرُهُمْ وَتَفَرَّقُوا فَكَانَ نُعَيْمٌ يَقُولُ: أَنَا خَذَّلْتُ بَيْنَ الْأَحْزَابِ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَأَنَا أَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سِرِّهِ، وَكَانَ صَحِيحَ الْإِسْلَامِ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ بَعْدَ ذَلِكَ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَلَدُهُ بِهَا، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى غَزْوِ عَدُوِّهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ وَمَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ إِلَى أَشْجَعَ يَأْمُرَانِهِمْ بِحُضُورِ الْمَدِينَةِ لِغَزْوِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §نَزَعَ الْأَخِلَّةَ بِفِيهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ وَهْلٌ لَمْ يَمُتْ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَقِيَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ

مسعود بن رخيلة بن عائذ بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن مسعود بن بكر بن أشجع. وهو قائد أشجع يوم الأحزاب مع المشركين، ثم أسلم بعد ذلك , فحسن إسلامه

§مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ بْنِ عَائِذِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نبِيحِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ خَلَاوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ. وَهُوَ قَائِدُ أَشْجَعَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ , فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ

حسيل بن نويرة الأشجعي وهو كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، وهو الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجناب , فأخبره أن جمعا من غطفان بالجناب , فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ بشر بن سعد سرية , ومعه ثلاثمائة من المسلمين إلى

§حُسَيْلُ بْنُ نُوَيْرَةَ الْأَشْجَعِيُّ وَهُوَ كَانَ دَلِيلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، وَهُوَ الَّذِي قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابِ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ بِالْجَنَابِ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ بِشْرَ بْنَ سَعْدٍ سَرِيَّةً , وَمَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْجَنَابِ , فَلَقُوهُمْ بِيُمْنٍ وَخِيَارٍ

عبد الله بن نعيم الأشجعي وكان أيضا دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر مع حسيل بن نويرة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيُّ وَكَانَ أَيْضًا دَلِيلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ مَعَ حُسَيْلِ بْنِ نُوَيْرَةَ

عوف بن مالك الأشجعي

§عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §آخَى بَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ -[281]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ خَيْبَرَ مُسْلِمًا , وَكَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ مَعَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ يَوْم /62َ فَتْحِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: جَاءَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ , فَضَرَبَ عُمَرُ يَدَهُ , وَقَالَ: §أَتَلْبَسُ الذَّهَبَ , فَرَمَى بِهِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَرَانَا إِلَّا وَقَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَهْلَكْنَا خَاتَمَكَ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ , فَقَالَ: حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ , فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ وَرِقٍ فَسَكَتَ عَنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتَحَوَّلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى الشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ , فَنَزَلَ حِمْصَ , وَبَقِيَ إِلَى أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو

جارية بن حميل بن نشبة بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع، أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما. قال: وذكر هشام بن محمد بن السائب الكلبي , عن أبيه أن جارية بن حميل شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر ذلك أحد

§جَارِيَةُ بْنُ حَمِيلِ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ قُرْطِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ بِصَارِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمًا. قَالَ: وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جَارِيَةَ بْنَ حَمِيلٍ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ غَيْرُهُ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ عِنْدَنَا

عامر بن الأضبط الأشجعي

§عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَجَّهَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمَ , إِذْ مَرَّ بِنَا عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ , فَسَلَّمَ عَلَيْنَا بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ , فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ , وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ , وَكَانَ مَعَنَا , فَقَتَلَهُ , وَسَلَبُهُ بَعِيرَهُ وَمَتَاعًا وَوَطَبًا مِنْ لَبَنٍ، فَلَمَّا لَحِقَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ: {§يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا، وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ حَكَيْنَا قِصَّةَ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ حِينَ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُقَيِّدَهُ بِعَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ، وَمَا كَانَ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ مِنَ الْكَلَامِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحُنَيْنٍ، وَمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ إِخْرَاجِ دِيَّتِهِ خَمْسِينَ فِي فَوْرِهَا هَذَا وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ - يَعْنِي مِنَ الْإِبِلِ - وَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْقَوْمِ حَتَّى قَبِلُوهَا فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ

معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم , وبقي إلى يوم الحرة

§مَعْقِلُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مُظْهِرِ بْنِ عَرَكِيِّ بْنِ فَتَيَانِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ شَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَبَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْحَرَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ

زِيَادٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَحَمَلَ لِوَاءَ قَوْمِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ شَابًّا ظَرِيفًا , وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ , فَبَعَثَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَكَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ بِبَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَقَدِمَ الشَّامَ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَاجْتَمَعَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ وَمُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الَّذِي يُعْرَفُ بِمُسْرِفٍ. قَالَ: فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ لِمُسْرِفٍ وَقَدْ كَانَ آنْسَهُ وَحَادَثُهُ إِلَى أَنْ ذَكَرَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ كَرْهًا بِبَيْعَةِ هَذَا الرَّجُلِ , وَقَدْ كَانَ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خُرُوجِي إِلَيْهِ، رَجُلٌ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَنْكِحُ الْحُرُمَ , ثُمَّ نَالَ مِنْهُ , فَلَمْ يَتْرُكْ، ثُمَّ قَالَ لِمُسْرِفٍ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَضَعَ ذَلِكَ عِنْدَكَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ: أَمَّا أَنْ أَذَكُرَ ذَلِكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمِي هَذَا فَلَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ وَلَكِنْ لِلَّهِ عَلَيَّ عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ أَلَّا تُمْكِنِّي يَدَايَ مِنْكَ وَلِي عَلَيْكَ مَقْدِرَةٌ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ، فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ الْمَدِينَةَ , أَوْقَعَ بِهِمْ أَيَّامَ الْحَرَّةِ , كَانَ مَعْقِلٌ يَوْمَئِذٍ صَاحِبَ الْمُهَاجِرِينَ , فَأَتَى بِهِ مُسْرِفٌ مَأْسُورًا , فَقَالَ لَهُ: يَا مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ أَعَطِشْتَ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , فَقَالَ: خُوضُوا لَهُ شَرْبَةً بِلَوْزٍ , فَخَاضُوا لَهُ فَشَرِبَ , فَقَالَ: لَهُ أَشَرِبْتَ وَرَوِيتَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَا تَسْتَهْنِي بِهَا يَا مُفَرِّجُ، قُمْ , فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: اجْلِسْ , ثُمَّ قَالَ: لِنَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ: قُمْ , فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ , ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَدَعَكَ بَعْدَ كَلَامٍ سَمِعْتُهُ مِنْكَ تَطْعَنُ فِيهِ عَلَى إِمَامِكَ، قَالَ: فَقَتَلَهُ صَبْرًا، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ , فَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا تِلْكُمُ الْأَنْصَارُ تَنْعَى سَرَاتَهَا ... وَأَشْجَعُ تَنْعَى مَعْقِلَ بْنَ سِنَانِ

أبو ثعلبة الأشجعي

§أَبُو ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاتَ لِي وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ , قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ §مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا»

أبو مالك الأشجعي

§أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §أَعْظَمَ الْغُلُولِ عِنْدَ اللَّهِ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ , تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ أَخِيهِ ذِرَاعًا، فَإِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

ومن ثقيف واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر

§وَمِنْ ثَقِيفٍ وَاسْمُهُ قُسَيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. وأمه أسماء بنت الأفقم بن أبي عمرو بن ظويلم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر , ويكنى المغيرة بن شعبة أبا عبد الله , وكان يقال له: مغيرة الرأي , وكان داهية لا يشتجر

§الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الْأَفْقَمِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ ظُوَيْلِمِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ -[285]- عَمْرِو بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرٍ , وَيُكْنَى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: مُغِيرَةُ الرَّأْيِ , وَكَانَ دَاهِيَةً لَا يَشْتَجِرُ فِي صَدْرِهِ أَمْرَانِ إِلَّا وَجَدَ فِي أَحَدِهِمَا مَخْرَجًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عِيسَى الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: كُنَّا قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِنَا , وَنَحْنُ سَدَنَةُ اللَّاتِ , فَأَرَانِي لَوْ رَأَيْتُ قَوْمَنَا قَدْ أَسْلَمُوا مَا تَبِعْتُهُمْ , فَأَجْمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْوفُودَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ , وَأَهْدَوْا لَهُ هَدَايَا , فَأَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ مَعَهُمْ , فَاسْتَشَرْتُ عَمِّي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَنَهَانِي وَقَالَ: لَيْسَ مَعَكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ أَحَدٌ , فَأَبَيْتُ إِلَّا الْخُرُوجَ , فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مِنَ الْأَحْلَافِ غَيْرِي حَتَّى دَخَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ , فَإِذَا الْمُقَوْقِسُ فِي مَجْلِسٍ مُطِلٍّ عَلَى الْبَحْرِ , فَرَكِبْتُ زَوْرَقًا حَتَّى حَاذَيْتُ مَجْلِسَهُ , فَنَظَرَ إِلَيَّ , فَأَنْكَرَنِي , وَأَمَرَ مَنْ يَسْأَلُنِي مَنْ أَنَا؟ وَمَا أُرِيدُ؟ فَسَأَلَنِي الْمَأْمُورُ , فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِنَا وَقُدُومِنَا عَلَيْهِ , فَأَمَرَ بِنَا أَنْ نَنْزِلَ فِي الْكَنِيسَةِ وَأَجْرَى عَلَيْنَا ضِيَافَةً، ثُمَّ دَعَا بِنَا , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ , فَنَظَرَ إِلَى رَأْسِ بَنِي مَالِكٍ , فَأَدْنَاهُ إِلَيْهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ: أَكَلُّ الْقَوْمِ مِنْ بَنِي مَالِكٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنَ الْأَحْلَافِ , فَعَرَّفَهُ إِيَّايَ , فَكُنْتُ أَهْوَنَ الْقَوْمِ عَلَيْهِ , وَوَضَعُوا هَدَايَاهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَسُرَّ بِهَا , وَأَمَرَ بِقَبْضِهَا , وَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ , وَفَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ , وَقَصَّرَ بِي , فَأَعْطَانِي شَيْئًا قَلِيلًا لَا ذِكْرَ لَهُ، وَخَرَجْنَا فَأَقْبَلَتْ بَنُو مَالِكٍ يَشْتَرُونَ هَدَايَا لِأَهْلِيهِمْ وَهُمْ مَسْرُورُونَ وَلَمْ يَعْرِضُ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُوَاسَاةً , وَخَرَجُوا , وَحَمَلُوا مَعَهُمُ الْخَمْرَ , فَكَانُوا يَشْرَبُونَ وَأَشْرَبُ مَعَهُمْ , وَتَأْبَى نَفْسِي تَدَعُنِي يَنْصَرِفُونَ إِلَى الطَّائِفِ بِمَا أَصَابُوا وَمَا حَبَاهُمُ الْمَلِكُ , وَيُخْبِرُونَ قَوْمِي بِتَقْصِيرِهِ بِي وَازْدِرَائِهِ إِيَّايَ، فَأَجْمَعْتُ عَلَى قَتَلِهِمْ , فَلَمَّا كُنَّا بِبَسَاقَ تَمَارُضْتُ وَعَصَبْتُ رَأْسِي , فَقَالُوا لِي: مَا لَكَ؟، قُلْتُ: أُصْدَعُ , فَوَضَعُوا شَرَابَهُمْ ,

وَدَعُونِي , فَقُلْتُ: رَأْسِي يُصْدَعُ وَلَكِنِّي أَجْلِسُ فَأَسْقِيكُمْ، فَلَمْ يُنْكِرُوا شَيْئًا، فَجَلَسْتُ أَسْقِيهِمْ وَأَشْرَبُ الْقَدَحَ بَعْدَ الْقَدَحِ , فَلَمَّا دَبَّتِ الْكَأْسُ فِيهِمُ اشْتَهَوُا الشَّرَابَ , فَجَعَلْتُ أَصْرِفُ لَهُمْ وَأَنْزِعُ الْكَأْسَ فَيَشْرَبُونَ وَلَا يَدْرُونَ , فَأَهْمَدَتْهُمُ الْكَأْسُ حَتَّى نَامُوا مَا يَعْقِلُونَ، فَوَثَبْتُ إِلَيْهِمْ , فَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا، وَأَخَذْتُ جَمِيعَ مَا كَانَ مَعَهُمْ , فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَجِدُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ وَعَلَيَّ ثِيَابُ سَفَرِي , فَسَلَّمْتُ بِسَلَامِ الْإِسْلَامِ , فَنَظَرَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ , وَكَانَ بِي عَارِفًا , فَقَالَ: ابْنُ أَخِي عُرْوَةُ؟، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، جِئْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْإِسْلَامِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِنْ مِصْرَ أَقْبَلْتُمْ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ الْمَالِكِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَكَ؟، قُلْتُ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَنَحْنُ عَلَى دِينِ الشِّرْكِ , فَقَتَلْتُهُمْ , وَأَخَذْتُ أَسْلَابَهُمْ , وَجِئْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيُخَمِّسْهَا أَوْ يَرَى فِيهَا رَأْيَهُ , فَإِنَّمَا هِيَ غَنِيمَةٌ مِنْ مُشْرِكِينَ , وَأَنَا مُسْلِمٌ مُصَدِّقٌ بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَّا إِسْلَامُكَ فَقَبِلْتُهُ، وَلَا آخُذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئًا، وَلَا أُخَمِّسْهُ لِأَنَّ هَذَا غَدْرٌ، وَالْغَدْرُ لَا خَيْرَ فِيهِ» ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَتَلَتُهُمْ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، ثُمَّ أَسْلَمْتُ حَيْثُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ السَّاعَةَ، قَالَ: «فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» قَالَ: وَكَانَ قَتَلَ مِنْهُمْ. . .

عمران بن حصين

§عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُشَيْنَةَ حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ يَعْنِي ابْنَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: مَا §مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُشَيْنَةَ حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ يَعْنِي ابْنَ الْأَعْرَجِ قَالَ: §اسْتَقْضَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ , فَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ قَامَتْ عَلَى أَحَدِهِمَا الْبَيِّنَةُ , فَقَضَى عَلَيْهِ , فَقَالَ الرَّجُلُ: قَضَيْتَ عَلَيَّ وَلَمْ تَأْلُ، فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَبَاطِلٌ، قَالَ: اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , فَوَثَبَ , فَدَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ , وَقَالَ: اعْزِلْنِي عَنِ الْقَضَاءِ، قَالَ: مَهْلًا يَا أَبَا النَّجِيدِ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا أَقْضِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَا عَبَدْتُ اللَّهَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: مَا §قَدِمَ مِنَ الْبَصْرَةَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَفْضُلُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَتَادَةُ أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ فَمَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يُنْشِدُنَا فِيهِ شِعْرًا وَيَقُولُ: إِنَّ لَكُمْ فِي §الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: §وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ تَذْرُونِي الرِّيَاحُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ قَالَ

: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ أَنَّ §عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ أَرْسَلَهُ إِلَى بَنِي عَدِيٍّ أَنِ ائْتِهِمْ أَجْمَعَ مَا يَكُونُونَ فِي مَسْجِدِهِمْ وَذَلِكَ عِنْدَ الْعَصْرِ فَقُمْ قَائِمًا قَالَ: فَقَامَ قَائِمًا , فَقَالَ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَيُخْبِرُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَاصِحٌ وَيَحْلِفُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لِأَنْ يَكُونَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا يَرْعَى أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ فِي رَأْسِ جَبَلٍ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْمِيَ فِي أَحَدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ بِسَهْمٍ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ , فَامْسِكُوا فِدًى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: فَرَفَعَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ , وَقَالُوا: دَعْنَا مِنْكَ أَيُّهَا الْغُلَامُ , فَإِنَّا وَاللَّهِ لَا نَدَعُ ثُفْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِشَيْءٍ أَبَدًا , فَغَدَوْا يَوْمَ الْجَمَلِ , فَقُتِلَ بِشَرٌ وَاللَّهِ كَثِيرٌ حَوْلَ عَائِشَةَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ كُلُّهُمْ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ، قَالَ: وَمَنْ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ أَكْثَرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: §الْزَمْ مَسْجِدَكَ، قُلْتُ: فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ؟، قَالَ: فَالْزَمْ بَيْتَكَ، قَالَ: فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟، قَالَ: فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: لَوْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ بَيْتِي يُرِيدُ نَفْسِي وَمَالِي لَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ حَلَّ لِي قِتَالُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ: §سُقَا بَطْنُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً كُلُّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْكَيُّ , فَيَأْبَى أَنْ يَكْتَوِيَ، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ فَاكْتَوَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ §الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تُصَافِحُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَتَّى اكْتَوَى فَتَنَحَّتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ -[289]-، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: §اكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ يَعْنِي الْمَكَاوِيَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْحَجَّاجِ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ , يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: §اكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا قَالَ: فَأَنْكَرَهُ عَلَيَّ هِشَامٌ , وَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ: فَلَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ لَاحِقِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يَنْهَى عَنِ الْكَيِّ، فَابْتُلِيَ فَاكْتَوَى فَكَانَ يَعَجُّ , وَيَقُولُ: لَقَدِ §اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ مَا أَبْرَأَتْ مِنْ أَلَمٍ وَلَا شَفَتْ مِنْ سَقَمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ , يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: §أَشَعَرْتَ أَنَّهُ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ انْقَطَعَ التَّسْلِيمُ , فَقُلْتُ: أَمِنْ قِبَلِ رَأْسِكَ كَانَ يَأْتِيكَ التَّسْلِيمُ أَوْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْكَ؟، قَالَ: لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِي، فَقُلْتُ: لَا أَرَى أَنْ تَمُوتَ حَتَّى يَعُودَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي: أَشَعَرْتَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَادَ لِي؟ قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: إِنَّ الَّذِي كَانَ §انْقَطَعَ عَنِّي قَدْ رَجَعَ - يَعْنِي تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ - قَالَ: وَقَالَ لِي: اكْتُمْهُ عَلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ , فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ §تُسَلِّمُ عَلَيَّ - يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ - فَإِنْ عِشْتَ فَاكْتُمْ عَلَيَّ، وَإِنَّ مِتُّ فَحَدِّثْ بِهِ إِنْ شِئْتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: إِنِّي §فَقَدْتُ السَّلَامَ حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي أَثَرُ النَّارِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَسْمَعُ السَّلَامَ؟، قَالَ: مِنْ نَوَاحِي الْبَيْتِ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ سُلِّمَ عَلَيْكَ مِنْ عِنْدِ رَأْسِكَ كَانَ عِنْدَ حُضُورِ أَجَلِكَ، فَسَمِعَ تَسْلِيمًا عِنْدَ رَأْسِهِ قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُهُ بِرَأْيِي، قَالَ: فَوَافَقَ ذَلِكَ حُضُورَ أَجَلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَوْ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُكَ أَحَادِيثَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهَا بَعْدِي فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَلَيَّ , وَإِنْ مِتُّ فَحَدِّثْ بِهِ إِنْ شِئْتَ: إِنَّهُ قَدْ §سُلِّمَ عَلَيَّ , وَاعْلَمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ , ثُمَّ لَمْ يَنْزَلْ فِيهَا كِتَابٌ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ فِيهَا رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: مَا يَمْنَعُنِي مِنْ عِيَادَتِكَ إِلَّا مَا أَرَى مِنْ حَالِكِ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ فَإِنَّ §أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ اشْتَكَى شَكَاةً شَدِيدَةً حَتَّى جَعَلُوا يَأْوُونَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ يَأْتِيهِ: لَقَدْ كَانَ يَمْنَعُنَا مَا نَرَى بِكَ مِنْ إِتْيَانِكَ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ إِنَّ §أَحَبَّهُ إِلَيَّ لَأَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا -[291]-، وَهِيَ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: إِذَا أَنَا §مِتُّ فَشَدُّوا عَلَيَّ سَرِيرِي بِعِمَامَتِي، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مِطْرَفِ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ , فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّهُ رَأَى عَلَى §عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَطْرَفِ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ كَانَ §يَلْبَسُ الْخَزَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: §قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ , فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مُسْتَنِدٍ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي حَلْقَةٍ يُحَدِّثُهُمْ , فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَقَدْ رَوَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ قَبْلَ وَفَاةِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِسَنَةٍ، وَتُوُفِّيَ زِيَادٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

أكثم بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " رفع لي الدجال , فإذا رجل آدم جعد , وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون "، فقال أكثم: يا رسول الله هل يضرني

§أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «رُفِعَ لِيَ الدَّجَّالُ , فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ , وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ» ، فَقَالَ أَكْثَمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهِي إِيَّاهُ؟، قَالَ: «لَا، أَنْتَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ»

سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو، ويكنى أبا مطرف , أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وكان اسمه يسار، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان. وكانت له سن

§سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ بْنِ الْجَوْنِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَيُكْنَى أَبَا مُطَرِّفٍ , أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ اسْمُهُ يَسَارٌ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُلَيْمَانَ. وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَشَرَفٌ فِي قَوْمِهِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تَحَوَّلَ , فَنَزَلَ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، وَكَانَ فِيمَنْ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ , فَلَمَّا قَدِمَهَا أَمْسَكَ عَنْهُ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ. كَانَ كَثِيرَ الشَّكِّ وَالْوُقُوفِ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ نَدِمَ هُوَ وَالْمُسَيِّبُ بْنُ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ وَجَمِيعُ مَنْ خَذَلَ الْحُسَيْنَ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ فَقَالُوا: مَا الْمَخْرَجُ وَالتَّوْبَةُ مِمَّا صَنَعْنَا؟ فَخَرَجُوا فَعَسْكَرُوا بِالنَّخِيلَةِ لِمُسْتَهَلِّ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَوَلَّوا أَمْرَهُمْ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ , وَقَالُوا: نَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ , فَنَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ , فَسَمُّوا التَّوَّابِينَ , وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ , فَخَرَجُوا , فَأَتَوْا عَيْنَ الْوَرْدَةِ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ قِرْقِيسَيَاءَ ,

فَلَقِيَهُمْ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُمْ عِشْرُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ , فَقَاتَلُوهُمْ فَتَرَجَّلَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ , فَقَاتَلَ , فَرَمَاهُ يَزِيدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ بِسَهْمٍ , فَقَتَلَهُ , فَسَقَطَ , وَقَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَقُتِلَ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ وَرَجَعَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ , وَحَمَلَ رَأْسَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ وَالْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

خالد الأشعر بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو وهو جد حزام بن هشام بن خالد الكعبي الذي روى عنه محمد بن عمر , وعبد الله بن مسلمة بن قعنب , وأبو النضر هاشم بن القاسم، وكان حزام ينزل قديدا. وأسلم خالد الأشعر قبل فتح

§خَالِدٌ الْأَشْعَرُ بْنُ خُلَيْفِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ جَدُّ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الْكَعْبِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَكَانَ حِزَامٌ يَنْزِلُ قُدَيْدًا. وَأَسْلَمَ خَالِدٌ الْأَشْعَرُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ , فَسَلَكَ هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ غَيْرَ طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا مَكَّةَ فَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ وَلَقِيَتْهُمَا خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَقُتِلَا شَهِيدَيْنِ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ خَالِدًا الْأَشْعَرَ ابْنُ أَبِي الْأَجْدَعِ الْجُمَحِيُّ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ يَقُولُ: هُوَ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ الْأَشْعَرُ

عمرو بن سالم بن حضيرة بن سالم. من بني مليح بن عمرو بن ربيعة. وكان شاعرا، ولما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية أهدى له عمرو بن سالم غنما وجزورا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بارك الله في عمرو، وأقبل عمرو وبديل بن ورقاء إلى رسول

§عَمْرُو بْنُ سَالِمِ بْنِ حَضِيرَةَ بْنِ سَالِمٍ. مِنْ بَنِي مَلِيحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ. وَكَانَ شَاعِرًا، وَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهَ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ أَهْدَى لَهُ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ غَنَمًا -[294]- وَجَزُورًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " بَارَكَ اللَّهُ فِي عَمْرٍو، وَأَقْبَلَ عَمْرٌو وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ , فَأَخْبَرَاهُ عَنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ عَمْرٌو يَحْمِلُ أَحَدَ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ الثَّلَاثَةِ الَّتِي عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: [البحر الرجز] لَا هَمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا ... حِلْفُ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا

بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بسر بن سفيان يدعوهما إلى الإسلام، وابنه نافع بن بديل كان أقدم إسلاما من أبيه , وشهد نافع بئر معونة مع المسلمين , وقتل يومئذ شهيدا.

§بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جُزِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَإِلَى بُسْرِ بْنِ سُفْيَانَ يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ بُدَيْلٍ كَانَ أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْ أَبِيهِ , وَشَهِدَ نَافِعٌ بِئْرَ مَعُونَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا. وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ , وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْيَ هَوَازِنَ مِنْ حُنَيْنٍ إِلَى الْجِعْرَانَةِ , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ , وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَمْرَو بْنَ سَالِمٍ , وَبُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ إِلَى بَنِي كَعْبٍ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ، وَشَهِدُوا جَمِيعًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنْ أُنَادِيَ: إِنَّ هَذِهِ §أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا تَصُومُوا

أبو شريح الكعبي واسمه خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية بن المحترش بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة. أسلم قبل فتح مكة , وكان يحمل أحد ألوية بني كعب من خزاعة الثلاثة يوم فتح مكة، ومات أبو شريح بالمدينة سنة ثمان وستين، وقد روى عن رسول

§أَبُو شُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُحْتَرِشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ. أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَكَانَ يَحْمِلُ أَحَدَ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ الثَّلَاثَةِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَمَاتَ أَبُو شُرَيْحٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ

تميم بن أسد بن عبد العزى بن جعونة بن عمرو بن الضرب بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة

§تَمِيمُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّرْبِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَ عَامَ الْفَتْحِ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ , فَجَدَّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ

علقمة بن القعواء بن عبيد بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة. كان قديم الإسلام، وكان ينزل بئار ابن شرحبيل وهي فيما بين ذي خشب والمدينة، وكان يأتي المدينة كثيرا , وهو دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك

§عَلْقَمَةُ بْنُ الْقَعْوَاءِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِئَارَ ابْنِ شُرَحْبِيلَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ ذِي خَشَبٍ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَأْتِي الْمَدِينَةَ كَثِيرًا , وَهُوَ دَلِيلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ

وأخوه عمرو بن القعواء

§وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الْقَعْوَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ , فَقَالَ: «§الْتَمِسْ صَاحِبًا» ، قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا، قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ، قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي» ، قَالَ: فَقَالَ: «مَنْ» ؟، فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ: فَقَالَ: " إِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ فَإِنَّهُ , قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ، وَلَا تَأْمَنْهُ "، قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْتُ الْأَبْوَاءَ، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ فَتَلَبَّثَ لِي، قَالَ: قُلْتُ: رَاشِدًا، فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيرِي , ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطٍ , قَالَ: وَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ , فَلَمَّا رَآنِي قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي , فَقَالَ: كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ , قُلْتُ: أَجَلْ، فَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ , فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ

عبد الله بن أقرم الخزاعي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[297]- أَقْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ , فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ , فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ , فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ وَأُسَائِلَهُمْ، فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ يَعْنِي فَدَنَا وَدَنَوْتُ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , §فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ , فَصَلَّيْتُ مَعَهُ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ

أبو لاس الخزاعي

§أَبُو لَاسٍ الْخُزَاعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ صِعَابٍ لِلْحَجِّ , فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ، فَقَالَ: «مَا مِنْ §بَعِيرٍ إِلَّا فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمْ عَلَيْهَا كَمَا آمُرُكُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ»

وممن انخزع أيضا أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر

§وَمِمَّنِ انْخَزَعَ أَيْضًا أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ

منهم جرهد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى وكان شريفا يكنى أبا عبد الرحمن، وكان من أهل الصفة

§مِنْهُمْ -[298]- جَرْهَدُ بْنُ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى وَكَانَ شَرِيفًا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هُوَ §جَرْهَدُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ جَرْهَدَ قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدِ انْكَشَفَ فَخِذِي , فَقَالَ: «§غَطِّ فَخِذَكَ , فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ - أَوْ - مِنَ الْعَوْرَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: جَرْهَدُ بْنُ رَزَاحٍ , وَهَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِلَى أَسْلَمَ. وَكَانَ لِجَرْهَدَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي زُقَاقِ ابْنِ حُنَيْنٍ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَأَوَّلِ خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

أبو برزة الأسلمي واسمه فيما ذكر محمد بن عمر عن بعض ولد أبي برزة: عبد الله بن نضلة. وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيره من أهل العلم: اسمه نضلة بن عبد الله , وقال بعضهم ابن عبيد الله بن الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن

§أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ وَاسْمُهُ فِيمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَبِي بَرْزَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَضْلَةَ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: اسْمُهُ نَضْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَقَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى. وَإِلَى دِعْبِلٍ الْبَيْتُ، أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - يَعْنِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ - يَقُولُ: «§النَّاسُ آمِنُونَ كُلُّهُمْ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَلٍ وَبُنَانَةَ الْفَاسِقَةِ» قَالَ أَبُو بَرْزَةَ: فَقَتَلْتُهُ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطَلٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ مِنْ بَنِي الْأَدْرَمِ بْنِ تَيْمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ , وَهُوَ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ، قَالَ: «§أَمِطِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّهُ لَكَ صَدَقَةٌ» قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَرْزَةَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ قُبِضَ , فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَبَنَى بِهَا دَارًا , وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ، ثُمَّ غَزَا خَرَاسَانَ فَمَاتَ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانَتْ §لِأَبِي بَرْزَةَ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ غُدْوَةً وَجَفْنَةٌ عَشِيَّةً لِلْأَرَامِلِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا بَرْزَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ أَخَاكَ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَهُوَ يَرْغَبُ عَنْ لِبَاسِكَ، قَالَ: §وَيْحَكَ وَمَنْ مِثْلُ عَائِذٍ لَيْسَ مِثْلُهُ، ثُمَّ أَتَى عَائِذًا , فَقَالَ: إِنَّ أَخَاكَ أَبَا بَرْزَةَ يَلْبَسُ الصُّوفَ , وَهُوَ يَرْغَبُ عَنْ لِبَاسِكَ، قَالَ: وَيْحَكَ وَمَنْ مِثْلُ أَبِي بَرْزَةَ لَيْسَ مِثْلُهُ , فَمَاتَ أَحَدُهُمَا , -[300]- فَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْآخَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ §عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ، وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ لَا يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَلَا يَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ , فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَشِيَ بَيْنَهُمَا , فَأَتَى عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو , فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ يَرْغَبُ عَنْ لُبْسِكَ وَهَيْئَتِكَ , وَنَحْوُكَ لَا يَلْبَسُ الْخَزَّ وَلَا يَرْكَبُ الْخَيْلَ، فَقَالَ عَائِذٌ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَرْزَةَ، مَنْ فِينَا مِثْلُ أَبِي بَرْزَةَ؟ ثُمَّ أَتَى أَبَا بَرْزَةَ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَائِذٍ يَرْغَبُ عَنْ هَيْئَتِكَ , وَنَحْوُكَ يَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَلْبَسُ الْخَزَّ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عَائِذًا وَمَنْ فِينَا مِثْلُ عَائِذٍ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ: مَنْ يُخْبِرُنَا عَنِ الْحَوْضِ؟ فَقَالَ: هَاهُنَا أَبُو بَرْزَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ رَجُلًا مُسْمِنًا , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدِيَّكُمْ هَذَا لَدَحْدَاحٌ قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَرْزَةَ وَقَالَ: §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ أَمُتْ حَتَّى عُيِّرْتُ بِصُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. ثُمَّ جَاءَ مُغْضَبًا حَتَّى قَعَدَ عَلَى سَرِيرِ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ , فَقَالَ: نَعَمْ فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلَا أَوْرَدَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، وَلَا سَقَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ مُغْضَبًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ §ابْنِ زِيَادٍ أَخْرَجَ ابْنُ زِيَادٍ فَوَثَبَ ابْنُ مَرْوَانَ بِالشَّامِ حَيْثُ وَثَبَ، وَوَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الَّذِينَ يُدْعَوْنَ بِالْقُرَّاءِ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: اغْتَمَّ أَبِي غَمًّا شَدِيدًا، وَكَانَ أَبُو الْمِنْهَالِ يُثْنِي عَلَى أَبِيهِ خَيْرًا قَالَ: قَالَ لِي: انْطَلِقْ مَعِي إِلَى هَذَا الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَرْزَةَ. . .

عبد الله بن أبي أوفى

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: §غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ فِيهِنَّ الْجَرَادَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَوَى الْكُوفِيُّونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مَا تَرَى فِي مَشَاهِدِهِ، وَأَمَّا فِي رِوَايَتِنَا , فَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عِنْدَنَا خَيْبَرُ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: رَأَيْتُ بِيَدِهِ ضَرْبَةً , فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: §ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، قُلْتُ: وَشَهِدْتُ حُنَيْنًا؟، قَالَ: نَعَمْ، وَقَبْلَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى خِضَابَهُ أَحْمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ أَبِي أَوْفَى أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْبَقَّالِ قَالَ: رَأَيْتُ §ابْنَ أَبِي أَوْفَى عَلَيْهِ بُرْنُسٌ مِنْ خَزٍّ أَدْكَنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ , قَالَ عَمْرٌو: أَنْبَأَنِي قَالُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ §أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: فَلَحِقَ غُلَامٌ لَهُ بِهِمْ , فَنَادَيْنَاهُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ يَا فَيْرُوزُ -[302]-: هَذَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ، قُلْنَا يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِرَارٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَتَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَزَلَهَا حَيْثُ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ الْبَصْرَةَ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ أَبُو الْعَلَانِيَةِ الْمَرَئِيُّ قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَرَأَيْتُ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوَفِي أَحْرَمَ مِنَ الْكُوفَةِ مِنْ مَسْجِدِ الرَّمَادَةِ وَجَعَلَ يُلَبِّي

الأكوع واسمه سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى , أسلم قديما هو وابناه عامر , وسلمة، وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم جميعا

§الْأَكْوَعُ وَاسْمُهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , أَسْلَمَ قَدِيمًا هُوَ وَابْنَاهُ عَامِرٌ , وَسَلَمَةُ، وَصَحِبُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَمِيعًا

عامر بن الأكوع وكان شاعرا

§عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَكَانَ شَاعِرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ الْأَكْوَعِ ضَرَبَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ - فَقَتَلَهُ وَجَرَحَ نَفْسَهُ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ: قَتَلْتُ نَفْسِيِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَهُ §أَجْرَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسِيرِهِ إِلَى خَيْبَرَ قَالَ لِعَامِرِ بْنِ سِنَانٍ: «§انْزِلْ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ فَخُذْ لَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ» ، فَاقْتَحَمَ عَامِرٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ , ثُمَّ أَرْتَجِزَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] لَاهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا ... وَبِالصَّبَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ» ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَجَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَاسْتُشْهِدَ عَامِرٌ يَوْمَ خَيْبَرَ، ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَرَجَعَ السَّيْفُ , فَجَرَحَ نَفْسَهُ , فَمَاتَ , فَحُمِلَ إِلَى الرَّجِيعِ , فَقُبِرَ مَعَ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ فِي قَبْرٍ فِي غَارٍ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْطِعْ لِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكَ حُضْرُ الْفَرَسِ فَإِنْ عَمِلْتَ , فَلَكَ حُضْرُ فَرَسَيْنِ» . فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: حَبَطَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ,

فَقَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ , إِنَّهُ قُتِلَ مُجَاهِدًا , وَإِنَّهُ لَيَعُومُ فِي الْجَنَّةِ عَوْمَ الدَّعْمُوصِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَامِرٍ: أَسْمِعْنِي مِنْ هُنَيَّاتِكَ، وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا , قَالَ: فَنَزَلَ يَحْدُو وَيَقُولُ: [البحر الرجز] اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَنَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا §الْحَادِي» ؟، قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ , قَالَ: فَأُصِيبَ يَوْمَ خَيْبَرَ ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ , فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ عَيْنَ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَبِطَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ: «مَنْ يَقُولُهُ» ؟، قُلْتُ: رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ، إِنَّ لَهُ أَجْرَيْنِ , وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ - أَوْمَأَ حَمَّادٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ وَقَدٌّ عَرَبِيٌّ نَشَأَ بِهَا مِثْلَهُ»

سلمة بن الأكوع

§سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ , حِينَ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَمَّرَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ , فَغَزَوْنَا نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَبَيَّتْنَاهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ، وَكَانَ شِعَارُنَا: أَمُتْ أَمُتْ. فَقَتَلْتُ بِيَدِي تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ , فَذَكَرَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَحُنَيْنًا وَيَوْمَ الْقَرَدِ قَالَ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُنَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْتُ أُرِيدُ الْغَابَةَ , فَلَقِيتُ غُلَامًا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟، قَالَ: غَطَفَانُ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ , فَنَادَيْتُ: يَا صَبَاحَاهُ، يَا صَبَاحَاه حَتَّى أَسْمَعْتُ مَنْ بَيْنَ لَابَتَيْهَا، ثُمَّ مَضَيْتُ , فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ. قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ أَعْجَلْنَاهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا لِشَفَتِهِمْ، فَقَالَ: «§يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، إِنَّهُمُ الْآنَ فِي غَطَفَانَ يُقْرَوْنَ» . قَالَ: وَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلْفَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ -[306]- الشَّجَرَةِ قَالَ: ثُمَّ تَنَحَّيْتُ , فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ قَالَ: «يَا سَلَمَةُ مَا لَكَ لَا §تُبَايِعُ» ؟، قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَأَيْضًا» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ قُلْتُ: عَلَى مَا بَايَعْتُمُوهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ سَلَمَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا إِيَاسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رِجَالَتِنَا سَلَمَةُ» ، ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَهْمَيْنِ: سَهْمَ الْفَارِسِ , وَسَهْمَ الرَّاجِلِ جَمِيعًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأُخْبِرَ أَنَّهُ عَيْنٌ لِلْمُشْرِكِينَ , فَقَالَ: «مَنْ §قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ» ، قَالَ فَلَحِقْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم سَلَبَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ §اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَدْوِ , فَأَذِنَ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الْعِرَاقِيُّ قَالَ: أَتَيْنَا سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ , فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدَهُ ضَخْمَةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ، قَالَ: §بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي هَذِهِ , فَأَخَذْنَا يَدَهُ , فَقَبَّلْنَاهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ §أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي أَنَّهُ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , وَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ -[307]- الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ §الْحُدَيْبِيَةُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ، وَكُنَّا فِيهَا سِتَّ عَشْرَةَ مِائَةً , وَأَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ لَا §يَسْأَلُهُ أَحَدٌ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ , وَكَانَ يَكْرَهُهَا , وَيَقُولُ: هِيَ الْإِلْحَافُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ إِذَا سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ أَفَفَ , وَيَقُولُ: مَنْ لَمْ §يُعْطَ بِوَجْهِ اللَّهِ , فَبِمَاذَا يُعْطَى؟ قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: هِيَ مَسْأَلَةُ الْإِلْحَافِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ §يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْقِحْفِ يُسَبِّحُ فِيهِ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ الْقِبْلَةِ وَالْمِنْبَرِ قَدْرُ مَمَرِّ شَاةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا §ظَهَرَ نَجْدَةُ , وَأَخَذَ الصَّدَقَاتِ , قِيلَ لِسَلَمَةَ: أَلَا تُبَاعِدُ مِنْهُمْ؟، قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَتَبَاعَدُ وَلَا أُبَايِعُهُ. قَالَ: وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إِلَيْهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّ §سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَشْتَرِيَ صَدَقَةَ مَالِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ §يَنْهَى بَنِيهِ عَنْ لِعْبِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ , وَيَقُولُ: هِيَ مَأْثَمَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ §تَوَضَّأَ , فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ , وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ , وَنَضَحَ بِيَدِهِ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ §يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ , أَنَّهُ §أَكَلَ حَيْسًا، ثُمَّ جَاءَتِ الصَّلَاةُ , فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: §أَجَازَ الْحَجَّاجُ سَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ , فَقَبِلَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ §عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَكْتُبُ لَنَا بِجَوَائِزَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَذْهَبُ فَنَأْخُذُهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ §يُحْفِي شَارِبَهُ أَخِي الْحَلْقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ §أَبُو سَلَمَةَ بْنُ الْأَكْوَعِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ , وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى سَلَمَةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ

أهبان بن الأكوع وهو مكلم الذئب في رواية هشام بن محمد بن السائب. من ولده جعفر بن محمد بن عقبة بن أهبان بن الأكوع. وكان عثمان بن عفان بعث عقبة بن أهبان بن الأكوع على صدقات كلب وبلقين وغسان. قال هشام: هكذا انتسب لي بعض ولد جعفر بن محمد، وكان محمد بن

§أُهْبَانُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَهُوَ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ. مِنْ وَلَدِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُهْبَانَ بْنِ الْأَكْوَعِ. وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ أُهْبَانَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَلَى صَدَقَاتِ كَلْبٍ وَبَلْقَيْنَ وَغَسَّانَ. قَالَ هِشَامٌ: هَكَذَا انْتَسَبَ لِي بَعْضُ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ

بْنُ الْأَشْعَثِ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْ غَيْرِي، فَكَانَ يَقُولُ: عُقْبَةُ بْنُ أُهْبَانَ مُكَلَّمُ الذِّئْبِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: مُكَلَّمُ الذِّئْبِ أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَلَمْ يَرْفَعْ نَسَبَهُ: قَالَ وَكَانَ يَسْكُنُ يَيْنَ , وَهِيَ بِلَادُ أَسْلَمَ , فَبَيْنَا هُوَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةَ , فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا , فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَتَنَحَّى الذِّئْبُ , فَأَقْعَى عَلَى ذَنْبِهِ قَالَ: وَيْحَكَ لِمَ تَمْنَعُ مِنِّي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ؟ فَجَعَلَ أُهْبَانُ الْأَسْلَمِيُّ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ: تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ الذِّئْبُ: إِنَّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ هَذِهِ النَّخَلَاتِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَحَدَرَ أُهْبَانُ غَنَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَحَدَّثَهُ , فَعَجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِذَلِكَ , وَأَمَرَهُ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ أَصْحَابَهُ , فَفَعَلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ فِي آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ» قَالَ: وَأَسْلَمَ أُهْبَانُ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُقْبَةَ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَوِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ

عبد الله بن أبي حدرد واسم أبي حدرد: سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مساب بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى قال بعضهم: اسم أبي حدرد: عبد الله، ويكنى عبد الله أبا محمد، وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية، ثم خيبر،

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ وَاسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ: سَلَامَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي سَلَامَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُسَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى قَالَ بَعْضُهُمُ: اسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَيُكْنَى عَبْدَ اللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ -[310]-، وَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةُ، ثُمَّ خَيْبَرُ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ §أَبَا حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَهْرِ امْرَأَتِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا وَهَلٌ، إِنَّمَا الْحَدِيثُ أَنَّ ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَهْرِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «كَمْ أَصْدَقْتَهَا» ؟، قَالَ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَهُ مِنْ بُطْحَانَ مَا زِدْتُمْ» ، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

أبو تميم الأسلمي أسلم بعد أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة , وهو أرسل غلامه مسعود بن هنيدة من العرج على قدميه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بقدوم قريش عليه وما معهم من العدد والعدة والخيل والسلاح ليوم أحد

§أَبُو تَمِيمٍ الْأَسْلَمِيُّ أَسْلَمَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَهُوَ أَرْسَلَ غُلَامَهُ مَسْعُودَ بْنَ هُنَيْدَةَ مِنَ الْعَرْجِ عَلَى قَدَمَيْهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ بِقُدُومِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ وَمَا مَعَهُمْ مِنَ الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالْخَيْلِ وَالسِّلَاحِ لِيَوْمِ أُحُدٍ

مسعود بن هنيدة مولى أوس بن حجر أبي تميم الأسلمي

§مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدَةَ مَوْلَى أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ أَبِي تَمِيمٍ الْأَسْلَمِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ: إِنِّي بِالْحَذَوَاتِ نِصْفَ النَّهَارِ إِذَا أَنَا بِأَبِي بَكْرٍ يَقُودُ بِآخَرَ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَا خِلَّةٍ بِأَبِي تَمِيمٍ , فَقَالَ لِيَ: §اذْهَبْ إِلَى أَبِي تَمِيمٍ , فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ: يَبْعَثُ إِلَيَّ بِبَعِيرٍ وَزَادٍ وَدَلِيلٍ. فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ مَوْلَايَ , فَأَعْلَمْتُهُ رِسَالَةَ أَبِي بَكْرٍ , فَأَعْطَانِي جَمَلَ ظَعِينَةٍ لِأَهْلِهِ يُقَالُ لَهُ: الذَّيَّالُ وَوَطَبًا مِنْ لَبَنٍ وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ، وَأَرْسَلَنِي دَلِيلًا , وَقَالَ لِي: دُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْكَ , فَسِرْتُ بِهِمْ حَتَّى سَلَكَتْ رَكُوبَةً , فَلَمَّا عَلَوْنَاهَا حَضْرَتِ الصَّلَاةُ , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ , وَدَخَلَ الْإِسْلَامُ قَلْبِي , فَأَسْلَمْتُ , فَقُمْتُ مِنْ شِقِّهِ الْآخَرِ , فَدَفَعَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ فَصَفَّنَا وَرَاءَهُ قَالَ مَسْعُودٌ: فَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ بَنِي سَهْمٍ أَسْلَمَ أَوَّلَ مِنِّي غَيْرَ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبَاءَ وَجَدْنَا مَسْجِدًا كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُصَلُّونَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يُصَلِّي بِهِمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَزَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِ وَصَلَّى بِهِمْ , فَأَقَمْتُ مَعَهُ بِقُبَاءَ حَتَّى صَلَّيْتُ مَعَهُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ جِئْتُ أُوَدِّعُهُ , فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «§أَعْطِهِ شَيْئًا» ، فَأَعْطَانِي عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَكَسَانِي ثَوْبًا، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَوْلَايَ وَمَعِي حُلَّةُ الظَّعِينَةِ , فَطَلَعَتُ عَلَى الْحَيِّ وَأَنَا مُسْلِمٌ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ: عَجِلْتَ -[312]-، فَقُلْتُ: يَا مَوْلَايَ إِنِّي سَمِعْتُ كَلَامًا لَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ مِنْهُ، ثُمَّ أَسْلَمَ مَوْلَايَ بَعْدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودِ بْنُ هُنَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §شَهِدَ الْمُرَيْسِيعَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ أَعْتَقَهُ مَوْلَاهُ , فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ

سعد مولى الأسلميين

§سَعْدٌ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَائِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْعَرْجِ وَأَنَا مَعَهُ دَلِيلٌ حَتَّى سَلَكْنَا فِي رَكُوبَةٍ , فَسَلَكْتُ فِي الْجِبَالِ فَلَصِقْتُ بِهَا، وَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْخَذَوَاتِ , وَهِيَ قَرِيبٌ مِنَ الْعَرْجِ , فَأَرْسَلَ أَبُو تَمِيمٍ إِلَيْهِ بِزَادٍ وَدَلِيلٍ غُلَامِهِ مَسْعُودٍ. فَخَرَجْنَا جَمِيعًا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَثْجَاثَةِ وَهِيَ عَلَى بُرَيْدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَصَلَّى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدُهُ الْيَوْمَ بِهَا، وَتَغَدَّيْنَا بِهَا بَقِيَّةً مِنْ سُفْرَتِنَا , وَكُنَّا ذَبَحْنَا بِالْأَمْسِ شَاةً , فَجَعَلْنَاهَا إِرَةً , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ §يَدُلُّنَا عَلَى طَرِيقِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ» ؟، قَالَ: فَأَنَا نَزَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ , وَأَسْلَمَ سَعْدٌ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

ربيعة بن كعب الأسلمي أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما , وكان يلزمه، وكان محتاجا من أهل الصفة، وكان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم

§رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمًا , وَكَانَ يَلْزَمُهُ، وَكَانَ مُحْتَاجًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَكَانَ يَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ §أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُعْطِيهِ وضُوءَهُ , فَأَسْمَعُ الْهُوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ سَمِعَ اللَّهَ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَأَسْمَعُ الْهُوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَ أَبَا بَكْرٍ وَرَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيَّ أَرْضًا فِيهَا نَخْلَةٌ مَائِلَةٌ أَصْلُهَا فِي أَرْضِ رَبِيعَةَ، وَفَرْعُهَا فِي أَرْضِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هِيَ لِي، وَقَالَ رَبِيعَةُ: هِيَ لِي حَتَّى أَسْرَعَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ , فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوْمَ رَبِيعَةَ , فَجَاءُوهُ , فَقَالَ لَهُمْ رَبِيعَةُ: أُحَرِّجُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقُولَ لَهُ شَيْئًا , فَيَغْضَبُ , فَيَغْضَبُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِغَضَبِهِ , فَيَغْضَبُ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ , فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ غَضَبُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رُدَّ عَلَيَّ يَا رَبِيعَةُ فَقَالَ: لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبَدَرَهُ رَبِيعَةُ فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» ، فَأَنْبَأَهُ بِالْقَصَّةِ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أَجَلْ فَلَا تُرَدَّ عَلَيْهِ» ، قَالَ: فَحَوَّلَ أَبُو بَكْرٍ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي قَالَ: وَقَضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِالْفَرْعِ لِمَنْ لَهُ الْأَصْلُ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ يَغْزُو مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَخَرَجَ رَبِيعَةُ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَ يَيْنَ وَهِيَ مِنْ بِلَادِ أَسْلَمَ , -[314]- وَهِيَ عَلَى بُرَيْدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَبَقِيَ رَبِيعَةُ إِلَى أَيَّامِ الْحَرَّةِ، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

ناجية بن جندب الأسلمي من بني سهم بطن من أسلم. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية , واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على هديه حين توجه إلى الحديبية , وأمره أن يقدمها إلى ذي الحليفة

§نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيُّ مِنْ بَنِي سَهْمٍ بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ. شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ , وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِهِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْدَمَهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي غَانِمُ بْنُ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيَّ عَلَى هَدْيِهِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ , فَجَعَلَ يَسِيرُ بِالْهَدْيَ أَمَامَهُ يَطْلُبُ الرَّعْيَ فِي الشَّجَرِ مَعَهُ أَرْبَعَةُ فَتَيَانٍ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ ابْنُ جُنْدُبٍ فَتْحَ مَكَّةَ , وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. وَكَانَ نَاجِيَةُ نَازِلًا فِي بَنِي سَلَمَةَ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

ناجية بن الأعجم الأسلمي شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

§نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ الْأَسْلَمِيُّ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ -[315]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ §نَاجِيَةَ بْنَ الْأَعْجَمِ هُوَ الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ فِي الْبِئْرِ بِالْحُدَيْبِيَةِ , فَجَاشَتْ بِالرَّوَاءِ حَتَّى صَدَرُوا بِعَطَنٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ وَيُقَالُ: الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَيُقَالُ: عَبَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْغِفَارِيُّ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُ نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ. وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لَأَسْلَمَ لِوَاءَيْنِ , فَحَمَلَ أَحَدَهُمَا نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ وَالْآخَرَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ. وَمَاتَ نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

حمزة بن عمرو الأسلمي

§حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ §أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو: لَمَّا كُنَّا بِتَبُوكَ وَانْفَرَّ الْمُنَافِقُونَ بِنَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ حَتَّى سَقَطَ بَعْضُ مَتَاعِ رَحْلِهِ، قَالَ حَمْزَةُ: فَنَوَّرَ لِي فِي أَصَابِعِي الْخَمْسِ فَأُضِيءُ حَتَّى جَعَلْتُ أَلْقُطُ مَا شَذَّ مِنَ الْمَتَاعِ السَّوْطَ وَالْحِبَاءَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ بِتَوْبَتِهِ وَمَا نَزَلَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ، فَنَزَعَ كَعْبٌ ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ فَكَسَاهُمَا إِيَّاهُ. قَالَ كَعْبٌ: وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي غَيْرُهُمَا، قَالَ: فَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ

عبد الرحمن بن الأشيم الأسلمي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَشْيَمِ الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: رَأَيْتُ §عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَشِيمِ الْأَسْلَمِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

محجن بن الأدرع الأسلمي وهو من بني سهم , وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ارموا وأنا مع ابن الأدرع "، وكان يسكن المدينة، ومات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان

§مِحْجَنُ بْنُ الْأَدْرَعِ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ , وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ» ، وَكَانَ يَسْكُنُ الْمَدِينَةَ، وَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

عبد الله بن وهب الأسلمي صحب النبي صلى الله عليه وسلم , وكان بعمان حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم , فأقبل هو وحبيب بن زيد المازني إلى عمرو بن العاص من عمان حين بلغتهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض لهم مسيلمة , فأفلت القوم جميعا , وظفر بحبيب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْأَسْلَمِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ بِعُمَانَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَقْبَلَ هُوَ وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الْمَازِنِيُّ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ عُمَانَ حِينَ بَلَغَتْهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَرَضَ لَهُمْ مُسَيْلِمَةُ , فَأَفْلَتَ الْقَوْمُ جَمِيعًا , وَظَفَرَ بِحَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ فَقَالَ: أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟، فَأَبَى حَبِيبٌ أَنْ يَشْهَدَ لَهُ , فَقَتَلَهُ وَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا، وَأَقَرَّ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَحَبَسَهُ , فَلَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمُسْلِمُونَ بِالْيَمَامَةِ , وَقَاتَلُوا مُسَيْلِمَةَ أَفْلَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , فَأَتَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَكَانَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَلَجَأَ إِلَيْهِ وَكَرَّ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابَهُ قِتَالًا شَدِيدًا

حرملة بن عمرو الأسلمي وهو أبو عبد الرحمن بن حرملة الذي روى عن سعيد بن المسيب

§حَرْمَلَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدَ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ , فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَضَعَ إِحْدَى إِصْبَعَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى , فَقُلْتُ لِعَمِّي: مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَ: يَقُولُ: «§ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ»

سنان بن سنة الأسلمي وهو عم حرملة بن عمرو أبو عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي الذي روى عن سعيد بن المسيب. أسلم سنان بن سنة , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم

§سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ عَمُّ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. أَسْلَمَ سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

عمرو بن حمزة بن سنان الأسلمي

§عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ بْنِ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ أَنَّ §عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ بْنِ سِنَانٍ كَانَ قَدْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَدِمَ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بَادِيَتِهِ , فَأَذِنَ لَهُ , فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالضَّبُّوعَةِ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ إِلَى مَكَّةَ , لَقِيَ جَارِيَةً مِنَ الْعَرَبِ وَضِيئَةً فَنَزَغَهُ الشَّيْطَانُ حَتَّى أَصَابَهَا وَلَمْ يَكُنْ أُحْصِنَ. ثُمَّ نَدِمَ , فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ , -[318]- فَأَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَجْلِدَهُ بَيْنَ الْجِلْدَيْنِ بِسَوْطٍ قَدْ رُكِّبَ بِهِ وَلَانَ

حجاج بن عمرو الأسلمي وهو أبو حجاج الذي , روى عنه عروة بن الزبير، وقد روى حجاج بن حجاج عن أبي هريرة

§حَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَبُو حَجَّاجٍ الَّذِي , رَوَى عَنْهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ رَوَى حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ , أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ §كُسِرَ أَوْ عَرَجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى» قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ , فَقَالَا: صَدَقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ , عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟، فَقَالَ: «§عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ»

عمرو بن عبد نهم الأسلمي خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية وهو كان دليله على طريق ثنية ذات الحنظل. انطلق أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره حتى وقف به عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما مثل هذه الثنية

§عَمْرُو بْنُ عَبْدِ نُهْمٍ الْأَسْلَمِيُّ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ كَانَ دَلِيلَهُ عَلَى طَرِيقِ ثَنِيَّةِ ذَاتِ الْحَنْظَلِ. انْطَلَقَ أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَمْرِهِ حَتَّى وَقَفَ بِهِ عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلُ هَذِهِ الثَّنِيَّةِ اللَّيْلَةَ إِلَّا مَثَلُ البَابِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ لِبَنِي -[319]- إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] " وَقَالَ: «لَا يَجُوزُ هَذِهِ الثَّنِيَّةَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ إِلَّا غُفِرَ لَهُ»

زاهر بن الأسود بن مخلع واسمه عبد الله بن قيس بن دعبل وإليه النبت بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أفصى

§زَاهِرُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مُخَلَّعٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ دِعْبِلٍ وَإِلَيْهِ النَّبْتُ بْنُ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَفْصَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ قَالَ: إِنِّي لَأُوقِدُ بِالْجَمْرِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَاكُمْ عَنْ §لُحُومِ الْحُمُرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: نَزَلَ زَاهِرٌ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَكَانَ ابْنُهُ مَجْزَأَةُ بْنُ زَاهِرٍ شَرِيفًا بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ

هانئ بن أوس الأسلمي

§هَانِئُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ أَوْسٍ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ أَنَّهُ §اشْتَكَى رُكْبَتَهُ , فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً

أبو مروان الأسلمي واسمه معتب بن عمرو , روى عنه ابنه عطاء بن أبي مروان، وروى الناس عن عطاء بن أبي مروان

§أَبُو مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ وَاسْمُهُ مُعَتِّبُ بْنُ عَمْرٍو , رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ، وَرَوَى النَّاسُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَتِّبِ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَجَاءَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: زَنَيْتُ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثَلَاثًا، فَقَالَهَا الرَّابِعَةَ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «§أَنَكَحْتَهَا؟» فَقَالَ: نَعَمْ، حَتَّى غَابَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمَكْحَلَةِ وَالرِّشَى فِي الْبِئْرِ

بشير الأسلمي

§بَشِيرٌ الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ §أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ , فَلَا يُنَاجِينَا» وَقَدْ رَوَى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ بَشِيرٍ هَذَا أَيْضًا حَدِيثًا طَوِيلًا سَمَاعًا مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي بَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَيَاءِ

الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي وكان محمد بن عمر يقول: ابن ذهر

§الْهَيْثَمُ بْنُ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيُّ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: ابْنُ ذَهْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ دَهْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي §عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ حَزَرْتُهُ يَكُونُ ثَلَاثِينَ شَيْبَةً عَدَدًا

الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه الحديبية في رواية هشام بن محمد

§الْحَارِثُ بْنُ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ

مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه الحديبية في رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي

§مَالِكُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعَبِلٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ مَعَهُ الحُدَيْبِيَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ

ومن بني مالك بن أفصى إخوة أسلم , وهو ممن انخزع أيضا

§وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ , وَهُوَ مِمَّنِ انْخَزَعَ أَيْضًا

أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى وإلى بني حارثة البيت من بني مالك بن أفصى. من ولد أسماء بن حارثة غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة، كان من قواد أبي جعفر المنصور. كان له ذكر في دعوة بني العباس

§أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى وَإِلَى بَنِي حَارِثَةَ الْبَيْتِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى. مِنْ -[322]- وَلَدِ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ غَيْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ، كَانَ مِنْ قُوَّادِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. كَانَ لَهُ ذِكْرٌ فِي دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: «§أَصُمْتَ الْيَوْمَ يَا أَسْمَاءُ» ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: «فَصُمْ» ، قَالَ: قَدْ تَغَدَّيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «صُمْ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكَ، وَمُرْ قَوْمَكَ يَصُومُوهُ» ، قَالَ أَسْمَاءُ: فَأَخَذْتُ نَعْلِي بِيَدِي , فَأَدْخَلْتُ رِجْلِيَّ حَتَّى وَرَدْتُ يَيْنَ عَلَى قَوْمِي , فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَصُومُوا. قَالُوا: قَدْ تَغَدَّيْنَا , فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَصُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلَى أَسْلَمَ يَقُولَانِ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ §تَحْضُرُوا رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ , وَذَلِكَ حَيْثُ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ , وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ مُحْتَاجًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بِالْبَصْرَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي وِلَايَةِ زِيَادٍ عَلَيْهَا

وأخوه هند بن حارثة الأسلمي شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال محمد بن عمر: قال أبو هريرة: ما كنت أرى أسماء وهند ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما وخدمتهما إياه. وكانا محتاجين , ولهما بقية بيين.

§وَأَخُوهُ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيُّ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلَّا خَادِمَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ طُولِ لُزُومِهِمَا وَخَدْمَتِهِمَا إِيَّاهُ. وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ , وَلَهُمَا بَقِيَّةٌ بِيَيْنَ. وَمَاتَ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ , صَحِبُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَهُمْ أَسْمَاءُ , وَهِنْدُ , وَخِدَاشُ , وَذُؤَيْبُ , وَحُمْرَانُ , وَفَضَالَةُ , وَسَلَمَةُ , وَمَالِكٌ بَنُو حَارِثَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِيَاثٍ

ذؤيب بن حبيب الأسلمي وهو من بني مالك بن أفصى إخوة أسلم , وكان ابن عباس يقول: حدثنا ذؤيب صاحب هدي النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عما عطب من الهدي. وله دار بالمدينة، وبقي إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان

§ذُؤَيْبُ بْنُ حَبِيبٍ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا ذُؤَيْبُ صَاحِبُ هَدْيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم سَأَلَهُ عَمَّا عَطَبَ مِنَ الْهَدْيِ. وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

هزال الأسلمي وهو أبو نعيم بن هزال , وهو من بني مالك بن أفصى إخوة أسلم. وهو صاحب ماعز بن مالك الذي أمره أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم , فيقر عنده بما صنع

§هَزَّالُ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَبُو نُعَيْمِ بْنُ هَزَّالٍ , وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ. وَهُوَ صَاحِبُ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَيُقِرَّ عِنْدَهُ بِمَا صَنَعَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ أَبُو مَاعِزٍ قَدْ أَوْصَى إِلَيَّ بِابْنِهِ مَاعِزٍ , وَكَانَ فِي حِجْرِي أَكْفَلُهُ بِأَحْسَنَ مَا يَكْفُلُ بِهِ أَحَدٌ أَحَدًا , فَجَاءَنِي يَوْمًا , فَقَالَ لِي: إِنِّي كُنْتُ أُطَالِبُ مُهَيْرَةَ امْرَأَةً كُنْتُ أَعْرِفُهَا حَتَّى نِلْتُ مِنْهَا الْآنَ مَا كُنْتُ أُرِيدُ، ثُمَّ نَدِمْتُ عَلَى مَا أَتَيْتُ، فَمَا رَأْيُكَ؟، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيُخْبِرَهُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ , فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى وَكَانَ مُحْصَنًا , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَرَّةِ , وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَرْجُمُهُ , فَمَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ , فَفَرَّ يَعْدُو قِبَلَ الْعَقِيقِ فَأُدْرِكَ بِالْمُكَيْمِنِ، وَكَانَ الَّذِي أَدْرَكَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ بِوَظِيفِ حِمَارٍ , فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهُ حَتَّى قَتَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ قَالَ: «فَهَلَّا §تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَا هَزَّالُ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ بِيَتِيمِكَ لَوْ سَتَرْتَ عَلَيْهِ بِطَرَفِ رِدَائِكَ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَدْرِ أَنَّ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَرْأَةَ الَّتِي أَصَابَهَا , فَقَالَ: «اذْهَبِي» ، وَلَمْ يَسْأَلْهَا عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ النَّاسُ فِي مَاعِزٍ , فَأَكْثِرُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي لَأَجْزَتْ عَنْهُمْ»

ماعز بن مالك الأسلمي أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وهو الذي أصاب الذنب , ثم ندم , فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاعترف عنده , وكان محصنا , فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فرجم، وقال: " لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزت

§مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَهُوَ الَّذِي أَصَابَ الذَّنْبَ , ثُمَّ نَدِمَ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ , وَكَانَ مُحْصَنًا , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرُجِمَ، وَقَالَ: «لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي لَأَجْزَتْ عَنْهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ» وَمِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْأَزْدِ، ثُمَّ مِنْ دَوْسِ بْنِ عُدْثَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. . . . . . ابْنُ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ

أبو هريرة قال محمد بن عمر: كان اسمه عبد شمس فسمي في الإسلام عبد الله. وقال غيره: اسمه عبد نهم , ويقال: عبد غنم، ويقال: سكين. قال: وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن غياث بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن

§أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ اسْمَهُ عَبْدُ شَمْسٍ فَسُمِّيَ فِي الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْمُهُ عَبْدُ نَهِمٍ , وَيُقَالُ: عَبْدُ غَنْمٍ، وَيُقَالُ: سُكَيْنٌ. قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ ذِي الشِّرَى بْنِ طَرِيفِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنُ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهُمْ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ

وأمه ابنة صفيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس. وكان سعد بن صفيح خال أبي هريرة من أشداء بني دوس، فكان لا يأخذ أحدا من قريش إلا قتله بأبي أزيهر الدوسي

§وَأُمُّهُ ابْنَةُ صُفَيْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَابِي بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهُمْ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ خَالَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ أَشِدَّاءِ بَنِي دَوْسٍ، فَكَانَ لَا يَأْخُذُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا قَتَلَهُ بِأَبِي أُزَيْهِرٍ الدَّوْسِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَوَجَدْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ , فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِسُورَةِ مَرْيَمَ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ -[326]-، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ: [البحر الرجز] يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ قَالَ: وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ فِي الطَّرِيقِ , فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَبَايَعْتُهُ , فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلَامُكَ؟» فَقُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْتَقْتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §نَشَأْتُ يَتِيمًا , وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا , وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي، فَكُنْتُ أَخْدُمُ إِذَا نَزَلُوا، وَأَحْدُو إِذَا رَكِبُوا فَزَوِّجْنِيهَا اللَّهُ , فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا , وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §أَكْرَيْتُ نَفْسِي مِنَ ابْنَةِ غَزْوَانَ عَلَى طَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي قَالَ: فَكَانَتْ تُكَلِّفُنِي أَنْ أَرْكَبَ قَائِمًا وَأَنْ أُرْدِيَ أَوْ أُورَدَ حَافِيًا , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَوَّجَنِيهَا اللَّهُ , فَكَلَّفْتُهَا أَنْ تَرْكَبَ قَائِمَةً وَأَنْ تَرِدَ أَوْ تُرْدِي حَافِيَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ §أَجِيرَ ابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا رَكِبُوا، وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا، فَقَالَتْ لِي يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا، وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدُ , فَقُلْتُ: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً، وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: §تَمَخَّطَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مِنْ كَتَّانٍ مُمَشَّقٍ , فَتَمَخَّطَ -[327]- فِيهِ , فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي آخِرًا فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ يَجِيءُ الْجَائِي يَرَى أَنَّ بِي جُنُونًا، وَمَا بِي إِلَّا الْجُوعُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَجِيرٌ لِابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا ارْتَحِلُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا. فَقَالَتْ يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا، وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. قَالَ: فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهَا: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً، وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: §مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَشْهَدًا قَطُّ إِلَّا قَسَمَ لِي مِنْهُ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ خَيْبَرَ , فَإِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً. قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَأَبُو مُوسَى قَدِمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §قَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ , فَسَارَ إِلَى خَيْبَرَ حَتَّى قَدِمَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي فِيهِنَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: §صَحِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ سِنِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: وَحَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ §-[328]- قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ وَافِدِينَ وَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ , وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارَ يُقَالُ لَهُ: سِبَاعُ بْنُ عُرْفُطَةَ , فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ , فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى كهيعص، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:: فَأَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: وَيْلٌ لِأَبِي فُلَانٍ لَهُ مِكْيَالَانِ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلَاتِنَا أَتَيْنَا سِبَاعًا , فَزَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ , فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ , فَأَشْرَكُونَا فِي سُهْمَانِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا أَحَبَّنِي، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا يُعَلِّمُكَ ذَاكَ؟، قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ، قَالَ: فَدَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَكْرَهُ , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ , فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَفَعَلَ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ , وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ , فَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا , ثُمَّ قَالَتْ: ادْخُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَدَخَلْتُ , فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ، قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ» ، فَلَيْسَ يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا أَحَبَّنِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ -[329]-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يُخْرِجْنِي إِلَّا الْجُوعُ، فَوَجَدْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الْجُوعُ، فَقَالُوا: نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلَّا الْجُوعُ، فَقُمْنَا , فَدَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «مَا §جَاءَ بِكُمْ هَذِهِ السَّاعَةَ» ؟، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ بِنَا الْجُوعُ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِطَبَقٍ فِيهِ تَمْرٌ , فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا تَمْرَتَيْنِ , فَقَالَ: «كُلُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ وَاشْرَبُوا عَلَيْهِمَا مِنَ الْمَاءِ , فَإِنَّهُمَا سَتَجْزِيَانِكُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا» ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْرَتِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لِمَ رَفَعْتَ هَذِهِ التَّمْرَةَ» ؟ فَقُلْتُ: رَفَعْتُهَا لِأُمِّي، فَقَالَ: «كُلَّهَا فَإِنَّا سَنُعْطِيكَ لَهَا تَمْرَتَيْنِ» ، فَأَكَلْتُهَا فَأَعْطَانِي لَهَا تَمْرَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ §أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ لِصُحْبَتِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: أَمَا تَفْرَقَ مِنِّي؟، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأَهَابُكَ، قَالَ: كُنْتُ §أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ , فَكُنْتُ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَضَعْتُهَا فِي شَجَرَةٍ , فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُهَا , فَلَعِبْتُ بِهَا , فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ , فَقَالَ: «§ابْسُطْ رِدَاءَكَ» ، فَبَسَطْتُهُ , فَغَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ: «ضُمَّهُ» ، فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَنَدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِي: «§ابْسُطْ ثَوْبَكَ فَبَسَطْتُهُ» ثُمَّ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّهَارَ , ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي , فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا مِمَّا حَدَّثَنِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَّا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، إِنَّ §أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} [البقرة: 159] ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَلِلَّهِ الْمَوْعِدُ , وَيَقُولُونَ: مَا لِلْمُهَاجِرِينَ لَا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ بِالسُّوقِ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا، وَإِنِّي كُنْتُ أَمْرءًا مِسْكِينًا وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسَوْا، وإِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ §يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أُفْرِغَ فِيهِ مِنْ حَدِيثِي، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ فَلَا يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا» ، فَبَسَطْتُ ثَوْبِي - أَوْ قَالَ -: نَمِرَتِي , فَحَدَّثَنِي، ثُمُّ قَبْضَتُهُ إِلَيَّ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ -[331]- وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْلَا آيَةٌ فِي الْبَقَرَةِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ أَبَدًا: {§إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] لَكِنِ الْمَوْعِدُ لِلَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ §كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ بِهِ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ , فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ §أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بِالْخَزَفِ , وَقَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ , قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ §حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ. قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ , يَقُولُ قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: يَقُولُونَ: أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَنْ لَوْ §حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ - يَعْنِي بِالْمَزَابِلِ - ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ §أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ , وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ , فَقَالَ كَعْبٌ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟، فَقَالَ: أمَا إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي، فَقَالَ كَعْبٌ: أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ طَالِبَ شَيْءٍ إِلَّا سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا طَالِبَ عِلْمٍ أَوْ طَالِبَ دُنْيَا. فَقَالَ: أَنْتَ كَعْبٌ؟، فَقَالَ: نَعَمْ , فَقَالَ: لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ §صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ» . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ , فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ , فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ , فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَتْ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصَّفْقُ فِي الْأَسْوَاقِ، إِنَّمَا كَانَ يُهِمُّنِي كَلِمَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا - قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ -: يَلْقُمُنِيهَا قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَزٍّ فَكَسَاهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه -[333]- وسلم , فَكَسَا أَبَا هُرَيْرَةَ مِطْرَفًا أَغْبَرَ , فَكَانَ يُثْنِيهِ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَثْنَاءٍ مِنْ سَعَتِهِ , فَأَصَابَهُ شَيْءٌ , فَتَشَبَّكَهُ تَشَبُّكًا لَمْ يُرْفِهِ كَمَا يُرْفُونَ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى طَرَائِفِهِ مِنْ إِبْرِيسَمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا هُرَيْرَةَ يَلْبَسُ الْخَزَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلَى §أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءً مِنْ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى §أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ §أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى §أَبِي هُرَيْرَةَ سَاجًا مُزَرَّرًا بِدِيبَاجٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ , عَنْ جَنَابِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ §أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُمَشَّقَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ §رِدْيَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ التَّأَبُّطَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُخْشَوْشِنًا؟، قَالَ: لَا، بَلْ كَانَ لَيِّنًا، قُلْتُ: فَمَا كَانَ لَوْنُهُ؟ قَالَ: أَبْيَضُ، قُلْتُ: هَلْ كَانَ يَخْضِبُ؟، قَالَ: نَعَمْ نَحْوَ مَا تَرَى، قَالَ: وَأَهْوَى مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهِيَ حَمْرَاءُ قُلْتُ: فَمَا كَانَ لِبَاسُهُ؟، قَالَ: نَحْوَ مَا -[334]- تَرَى، قَالَ: وَعَلَى مُحَمَّدٌ ثَوْبَانَ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ، قَالَ: وَتَمَخَّطَ يَوْمًا؟، فَقَالَ: §بَخٍ بَخٍ أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ قَالَ: فَقَبَضَ يَوْمًا عَلَى لِحْيَتِهِ , فَقَالَ: كَأَنَّ §خِضَابِي خِضَابُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِحْيَتِي مِثْلُ لِحْيَتِهِ، وَشَعْرِي مِثْلُ شَعْرِهِ، وَثِيَابِي مِثْلُ ثِيَابِهِ، وَعَلَيْهِ مُمَصَّرَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: امْتَخَطَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ثَوْبِهِ فَقَالَ: §بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا هُرَيْرَةَ يُحْفِي عَارِضَيْهِ يَأْخُذُ مِنْهُمَا. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ §أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ قَائِمًا، وَأَنْ يَأْتَزِرَ فَوْقَ قَمِيصِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ الطَّائِفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , قَالَ ابْنُ خَيْثَمٍ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: صِفْهُ لِي، فَقَالَ: رَجُلٌ آدَمُ , بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ , ذُو ضَفَرَيْنِ , أَفَرَقُ الثَّنِيَّتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُضَفِّرُ رَأْسَهُ بَرَّاقِ الثَّنَايَا. قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟، قَالَ: أَنَا §أَبُو هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ §أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَخْضِبُ؟، قَالَ: نَعَمْ، §خِضَابِي هَذَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِنَّاءٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عَامِلًا بِالْبَحْرَيْنِ , فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِلْإِسْلَامِ، أَوْ قَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، سَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ؟، قُلْتُ: لَا، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، §خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ وَسِهَامٌ لِيَ اجْتَمَعَتْ , فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدُ: أَنْ أَلَا تَعْمَلُ، قُلْتُ لَا، قَالَ: لِمَ أَلَيْسَ قَدْ عَمِلَ يُوسُفُ؟، قُلْتُ: يُوسُفُ نَبِيُّ ابْنُ نَبِيٍّ , فَأَخْشَى مِنْ عَمَلِكُمْ ثَلَاثًا أَوِ اثْنَتَيْنِ , قَالَ: أَفَلَا تَقُولُ: خَمْسًا؟، قُلْتُ: لَا، أَخَافُ أَنْ يَشْتُمُوا عِرْضِي وَيَأْخُذُوا مَالِي وَيَضْرِبُوا ظَهْرِي، وَأَخَافُ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ حِلْمٍ وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ كِتَابِهِ أَسَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ؟، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ، وَلَا عَدُوِّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، وَلَا سَرَقَتُ مَالَ اللَّهِ، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ اجْتَمَعَتْ لَكَ عَشَرَةُ آلَافٍ؟، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §خَيْلِي تَنَاسَلَتْ وَسِهَامِي تَلَاحَقَتْ، وَعَطَائِي تَلَاحَقَ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقُبِضَتْ. قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ -[336]-: كَيْفَ §وَجَدْتَ الْإِمَارَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ، وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا. وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: أظْلَمَتَ أَحَدًا؟، قَالَ: لَا، قَالَ: أَخَذْتَ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ؟، قَالَ: عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟، قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ، قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ مَالِكٍ وَرِزْقَكَ فَخُذْهُ، وَاجْعَلِ الْآخَرَ فِي بَيْتِ الْمَالِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ §يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا حَجَّ أَوْ غَابَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ يَكُونُ مَرْوَانُ عَلَى الْمَدِينَةَ، فَإِذَا خَرَجَ §مِنْهَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: §اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ رُبَّمَا §اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَيَرْكَبُ حِمَارًا قَدْ شَدَّ عَلَيْهِ , قَالَ عَفَّانُ: قُرْطَاطًا. وَقَالَ عَارِمٌ: بَرْذَعَةً، وَفِي رَأْسِهِ خُلْبَةٌ مِنْ لِيفٍ , فَيَسِيرُ , فَيَلْقَى الرَّجُلَ , فَيَقُولُ: الطَّرِيقُ , قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ , وَرُبَّمَا أَتَى الصِّبْيَانَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِاللَّيْلِ لُعْبَةَ الْغُرَابِ , فَلَا يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يُلْقِي نَفْسَهُ بَيْنَهُمْ , وَيَضْرِبُ بِرِجْلَيْهِ , فَيَفْزَعُ الصِّبْيَانُ , فَيَفِرُّونَ , وَرُبَّمَا دَعَانِي إِلَى عَشَائِهِ بِاللَّيْلِ , فَيَقُولُ: دَعِ الْعُرَاقَ لِلْأَمِيرِ، فَأَنْظُرُ , فَإِذَا هُوَ ثَرِيدٌ بِزَيْتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا §وَجَعٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى , لِأَنَّهَا تُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْوَجَعِ، وَإِنَّ اللَّهَ -[337]- يُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْأَجْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَسْلَمَ , وَمَجْلِسُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْمِنْبَرِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَجْلِسِ أَسْلَمَ , فَيَقُولُ: §مُوتُوا سَرَوَاتِ أَسْلَمَ، مُوتُوا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَا مَعْشَرَ أَسْلَمَ مُوتُوا، وَيَمُوتُ أَبُو هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: السُّوقُ، فَقَالَ: §إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْجِعَ فَافْعَلْ، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ مِمَّا اسْتَعْجَلُ الْقَدَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ , فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ , فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ , لَا بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ , أَمَّا بَرٌّ فَيَزْدَادُ بِرًّا، وَأَمَّا فَاجِرٌ فَيُسْتَعْتَبُ» ؟، فَقَالَ: وَكَيْفَ لَا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ، وَبَيْعُ الْحِكَمِ، وَتَقَاطُعُ الْأَرْحَامِ، وَكَثْرَةُ الشَّرْطِ، وَنَشْوُ الْخَمْرِ، وَيَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِي الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ لَا §تُرْجِعُنِي، قَالَ: فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ - أَوْ - لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ عَلَى قَبْرِ -[338]- الْمُسْلِمِ , فَيَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرِضَ أَبُو هُرَيْرَةَ , فَأَتَيْتُهُ أَعُودُهُ , فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا §تُرْجِعْهَا , وَقَالَ: يُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ، وَيُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنْ بَقِيَتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَبْرَ , فَيَقُولَ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ أَوْ مَكَانَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ قَالَ: §امْضِي فَأَنَا عَلَى الْأَثَرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ الْمَوْتُ قَالَ: لَا تَضْرِبُوا عَلَى §قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ، فَإِذَا حَمَلْتُمُونِي , فَأَسْرِعُوا , فَإِنْ أَكُنْ صَالِحًا تَأْتُونَ بِيِ إِلَى رَبِّي، وَإِنْ أَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ , فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ تَطْرَحُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ، وَأَسْرِعُوا بِي إِسْرَاعًا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوِ الْمُؤْمِنُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي. وَإِذَا وُضِعَ الْكَافِرُ أَوِ الْفَاجِرُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا وَيْلَتِي أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ مَرْوَانَ جَاءَ يَعُودُ أَبَا هُرَيْرَةَ , فَوَجَدَهُ فِي غَمِيَّةٍ , فَقَالَ: عَافَاكَ اللَّهُ، فَرَفَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ -[339]- رَأْسَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ §اشْدُدْ وَاجْدُدْ. فَخَرَجَ مَرْوَانُ , فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الْقَطَا فَقَالَ: قَدْ قَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي شَكْوِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , فَقَالَ: شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّي §أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي. قَالَ: فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ الْقَطَا حَتَّى مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرَدٍّ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ حَجْلٍ قَالَ: بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ , فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَا §أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي، أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جُنَّةٍ وَنَارٍ فَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُسْلَكُ بِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمُوتُ , فَقَالَ لِأَهْلِهِ: لَا §تُعَمِّمُونِي وَلَا تُقَمِّصُونِي كَمَا صُنِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: نَزَلَ النَّاسُ مِنَ الْعَوَالِي لِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ: لَا §تَدْفِنُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي، وَنَامَ بَعْدَ الظُّهْرِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَقَدْ حَضَرَا: اخْرُجُوا بِهِ، فَخَرَجُوا بِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ , فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَقَدْ دَنَا أَذَانُ الْعَصْرِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: صَلُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ الْوَلِيدِ: لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ الْأَمِيرُ. فَخَرَجَ لِلْعَصْرِ , فَصَلَّى بِالنَّاسِ , ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ , وَفِي النَّاسِ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي -[340]- فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: §صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَ شَهِدَ أَبَا هُرَيْرَةَ مَعْزُولًا مِنْ عَمَلِ الْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَوْمَ مَاتَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَمَرْوَانُ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جَنَازَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَهُوَ يَمْشِي أَمَامَهَا , وَيُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ , وَيَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ §يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمُسْلِمِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: لَمَّا §مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ وَلَدُ عُثْمَانَ يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ حَتَّى بَلَغُوا الْبَقِيعَ حِفْظًا بِمَا كَانَ مِنْ رَأْيِهِ فِي عُثْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَوْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: §انْظُرْ مَنْ تَرَكَ فَادْفَعْ إِلَى وَرَثَتِهِ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُمْ وَافْعَلْ إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا، فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَصْرَ عُثْمَانَ وَكَانَ مَعَهُ فِي الدَّارِ , فَرَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَوَالِيهِ , فَبَاعُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ. وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَهُوَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ -[341]- سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ صَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ , فَرَكِبَ إِلَى الْغَابَةِ , وَأَمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , فَصَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّنَّةِ

أبو الروى الدوسي من الأزد، كان ينزل ذا الحليفة من الأزد , وكان عثمانيا، وقد روى عن أبي بكر الصديق، ومات قبل وفاة معاوية بن أبي سفيان

§أَبُو الرَّوَى الدَّوْسِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، كَانَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ مِنَ الْأَزْدِ , وَكَانَ عُثْمَانَيًّا، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَمَاتَ قَبْلَ وَفَاةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

سعد بن أبي ذباب الدوسي

§سَعْدُ بْنُ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: §قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمْتُ , ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ , ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ. قَالَ: وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ، قَالَ: فَكَلَّمْتُ قَوْمِي فِي الْعَسَلِ , فَقُلْتُ لَهُمْ: زَكُّوهُ , فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي ثَمَرَةٍ لَا تُزَكَّى , قَالَ: وَقَالَ صَفْوَانُ: فِي مَالٍ لَا يُزَكَّى، فَقَالُوا: كَمْ تَرَى؟، قَالَ: فَقُلْتُ: الْعُشْرَ، قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْهُمُ الْعُشْرَ، فَأَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ , قَالَ: فَقَبَضَهُ عُمَرُ , فَبَاعَهُ قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ جَعَلَ ثَمَنَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ

عبد الله ابن بحينة وبحينة أمه , وهي ابنة الأرت , وهو الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. وأبوه مالك بن القشب , وهو جندب بن نضلة بن عبد الله بن رافع بن محضب بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن نصر بن الأزد. غضب على

§عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ بُحَيْنَةَ وَبُحَيْنَةُ أُمُّهُ , وَهِيَ ابْنَةُ الْأَرَتِّ , وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ الْقِشْبِ , وَهُوَ جُنْدُبُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ صَعْبِ بْنِ دُهْمَانِ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ. غَضِبَ عَلَى قَوْمِهِ بَنِي مِحْضَبٍ فِي شَيْءٍ , فَحَلَفَ أَلَا يَجْمَعَهُ وَإِيَّاهُمْ مَنْزِلٌ , فَلَحِقَ بِمَكَّةَ، فَحَالَفَ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، فَتَزَوَّجَ بُحَيْنَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَأَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمًا، وَكَانَ نَاسِكًا فَاضِلًا يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَطْنَ رِيمٍ عَلَى ثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَمَاتَ بِهِ فِي عَمَلِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْآخَرِ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

وأخوه لأبيه وأمه جبير بن مالك وأمه بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب. صحب النبي صلى الله عليه وسلم , وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق

§وَأَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ جُبَيْرُ بْنُ مَالِكٍ وَأُمُّهُ بُحَيْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

ثم أحد لهب

§ثُمَّ أَحَدُ لِهْبٍ

الحارث بن عمير الأزدي

§الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيَّ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابِهِ , فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: الشَّامُ، قَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ رُسُلِ مُحَمَّدٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ , فَأُوثِقَ رِبَاطًا، ثُمَّ قَدَّمَهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبْرًا. وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَسُولٌ غَيْرُهُ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرَ , فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ , وَنَدَبَ النَّاسَ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَقْتَلِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ وَمَنْ قَتَلَهُ، فَأَسْرَعُوا , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ خُرُوجِهِمْ إِلَى غَزْوَةِ مُؤْتَةَ

ومن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير ثم من جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم ابن الحاف بن قضاعة

§وَمِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِمْيَرَ ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ ابْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ

عقبة بن عامر بن عبس الجهني ويكنى أبا عمرو

§عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، إِمْلَاءً عَلَيَّ قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: بَلَغَنِي قَدُومُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَأَنَا فِي غُنَيْمَةٍ لِي , فَرَفَضْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أُبَايِعُكَ، فَقَالَ: «§بَيْعَةً عَرَبِيَّةً تُرِيدُ أَوْ -[344]- بَيْعَةَ هِجْرَةٍ؟» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ , وَأَقَمْتُ , فَقَالَ يَوْمًا: «مَنْ كَانَ هُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقَامَ رِجَالٌ , وَقُمْتُ مَعَهُمْ، فَقَالَ لِي: «اجْلِسْ» . قَالَ: فَفَعَلَ ذَاكَ بِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا مِنْ مَعْدٍ؟، قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ؟، قَالَ: «أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ وَكَانَ يَقُولُ: [البحر الطويل] §نُغَيِّرُ أَعْلَاهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ , وَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ , فَنَزَلَهَا , وَبَنَى بِهَا دَارًا , وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

زيد بن خالد الجهني قال محمد بن عمر: يكنى أبا عبد الرحمن وقال غيره: يكنى أبا طلحة

§زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحِجَازِيِّ الْجُهَنِيُّ قَالَا: مَاتَ §زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ بِالْمَدِينَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ , وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

تميم بن ربيعة بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة أسلم وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان

§تَمِيمُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ أَسْلَمَ وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ

رافع بن مكيث بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة. أسلم , وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وكان مع زيد بن حارثة في السرية التي وجهه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

§رَافِعُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ. أَسْلَمَ , وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَكَانَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي السَّرِيَّةِ الَّتِي وَجَّهَهُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حِسْمَى , وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ، وَبَعْثَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرًا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ الْقَوْمِ , فَأَخَذَهَا مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي الطَّرِيقِ , فَرَدَّهَا عَلَى الْقَوْمِ , وَذَلِكَ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ , لِأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمُوا , وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا. وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَيْضًا مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ , وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَرِيَّتِهِ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ، وَبَعْثَهُ بِكَاتِبِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرًا بِمَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَرَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةَ الَّتِي عِقْدِهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى صَدَقَاتِ جُهَيْنَةَ يُصْدِقُهُمْ. وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ وَلِجُهَيْنَةُ مَسْجِدٌ بِالْمَدِينَةِ

وأخوه جندب بن مكيث بن عمرو شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر

§وَأَخُوهُ جُنْدُبُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرٍو شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعِرْنِيِّينِ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ §يَغْزُوَ مَكَّةَ بَعَثَ جُنْدُبًا وَرَافِعًا ابْنَيْ مَكِيثٍ إِلَى جُهَيْنَةَ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَحْضُرُوا رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَعَثَهُمَا أَيْضًا حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى جُهَيْنَةَ يَسْتَنْفِرُهُمْ لِغَزْوِ عَدُوِّهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ أَبِي بُسْرَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ الْوَفْدُ §لَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ , وَأَمَرَ عِلْيَةَ أَصْحَابِهِ بِذَلِكَ. فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ قَدِمَ وَفْدُ كِنْدَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَمَانِيَةٌ، وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِثْلُ ذَلِكَ

عبد الله بن بدر بن زيد بن معاوية بن حسان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة وكان اسمه عبد العزى، فلما أسلم غير اسمه , فسمي عبد الله، وأبوه بدر بن زيد الذي ذكره العباس بن مرداس في شعره. وكان عبد الله بن بدر مع

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَسَّانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْعُزَّى، فَلَمَّا أَسْلَمَ غُيِّرَ اسْمُهُ , فَسُمِّيَ عَبْدَ اللَّهِ، وَأَبُوهُ بَدْرُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي ذَكَرَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي شِعْرِهِ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ -[347]- بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ. وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْمَدِينَةَ وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَكَانَ يَنْزِلُ أَيْضًا الْبَادِيَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ مِنْ جِبَالِ جُهَيْنَةَ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ. وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة أسلم قديما , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وشهد معه المشاهد، وكان أول من ألحق قضاعة باليمن , فقال في ذلك بعض البلويين: فلا تهلكوا في لجة قالها عمرو

§عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُحَرِّثِ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ، وَكَانَ أَوَّلَ مِنْ أَلْحَقَ قُضَاعَةَ بِالْيَمَنِ , فَقَالَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْبَلَوِيِّينَ: [البحر الطويل] فَلَا تَهْلِكُوا فِي لُجَّةٍ قَالَهَا عَمْرُو ... يَعْنِي لَجَاجَةٌ وَوَلَدُهُ بِدِمَشْقَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا: «مَنْ كَانَ مِنْ §مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّنْ نَحْنُ؟، فَقَالَ: «أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ»

سبرة بن معبد الجهني وهو أبو الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري، وروى الربيع عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع , فنهى عن المتعة. وكانت لسبرة دار بالمدينة في جهينة، وكان نزل في آخر عمره ذا المروة , فعقبه بها إلى اليوم،

§سَبْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ وَهُوَ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَبْرَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَرَوَى الرَّبِيعُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ , فَنَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ. وَكَانَتْ لِسَبْرَةَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي جُهَيْنَةَ، وَكَانَ نَزَلَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ذَا الْمَرْوَةِ , فَعَقِبَهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَتُوُفِّيَ سَبْرَةُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

معبد بن خالد وهو أبو زرعة الجهني. أسلم قديما , وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر. وهو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة الأربعة التي عقدها

§مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ أَبُو زُرْعَةَ الْجُهَنِيُّ. أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ. وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةَ الَّتِي عَقْدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِلْبَادِيَةِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةٍ

أبو ضبيس الجهني أسلم قديما، وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر , وذلك في شوال سنة ست من الهجرة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك

§أَبُو ضُبَيْسٍ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ قَدِيمًا، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِيِ الْجَدْرِ , وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ , وَكَانَ يَلْزَمُ الْبَادِيَةَ , وَمَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

كليب الجهني

§كُلَيْبٌ الْجُهَنِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَوْسَقُ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَقَدْ §رَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى جَمْعٍ، وَالنَّارُ تُوقَدُ بِالْمُزْدَلِفَةِ , وَهُوَ يَؤُمُّهَا حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهَا

سويد بن صخر الجهني أسلم قديما , وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر , وذلك في شوال سنة ست من الهجرة، وشهد بعد ذلك الحديبية , وبايع تحت الشجرة

§سُوَيْدُ بْنُ صَخْرٍ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ , وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ

سنان بن وبر الجهني وكان حليفا في بني سالم من الأنصار، شهد المريسيع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو الذي نازع جهجاه بن سعد يومئذ الدلو، وهما يسقيان الماء , فاختلفا , وتنازعا , وتناديا بالقبائل , فنادى سنان بالأنصار , ونادى جهجاه: يا آل قريش،

§سِنَانُ بْنُ وَبَرٍّ الْجُهَنِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا فِي بَنِي سَالِمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، شَهِدَ الْمُرَيْسِيعَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَهُوَ الَّذِي نَازَعَ جَهْجَاهَ بْنَ سَعْدٍ يَوْمَئِذٍ الدَّلْوَ، وَهُمَا يَسْقِيَانِ الْمَاءَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَنَازَعَا , وَتَنَادَيَا بِالْقَبَائِلِ , فَنَادَى سِنَانٌ بِالْأَنْصَارِ , وَنَادَى جَهْجَاهُ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، فَتَكَلَّمَ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ , وَقَالَ -[350]-: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] فِي كَلَامٍ لَهُ كَثِيرٍ , فَنَمَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ , فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ زَيْدٍ , وَتَكْذِيبِ ابْنِ أُبَيٍّ

خالد بن عدي الجهني أسلم خالد , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه

§خَالِدُ بْنُ عَدِيٍّ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ خَالِدٌ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَحَيْوَةُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ , عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ §مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ»

أبو عبد الرحمن الجهني أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عنه

§أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ , فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ: «كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ» ، حَتَّى أَتَيَاهُ فَإِذَا رَجُلَانِ مِنْ مَذْحِجٍ , فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ , فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ رَآكَ فَآمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ مَاذَا لَهُ؟، قَالَ: «§طُوبَى لَهُ» ، فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ , -[351]- فَانْصَرَفَ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ مَاذَا لَهُ؟، قَالَ: «طُوبَى لَهُ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ» . قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَيُّ رَاكِبٍ غَدَا إِلَى يَهُوَدَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ»

عبد الله بن خبيب الجهني أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عنه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْبٍ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدِ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: عَنْ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا قَالَ: فَأَدْرَكْتُهُ فَقَالَ: «قُلْ» ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟، قَالَ: " {§قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَفَيْنَكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ "

الحارث بن عبد الله الجهني

§الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنَا أَنْ §نُنْفِقَ عَلَيْكَ , فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ الْأَمِيرَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمَ - وَأَخْبَرَهُ أَمْرَهَا - فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟، قُلْتُ: أَنَا مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي قَالَ لَكَ الْحَبْرُ بِالْيَمَنِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ , وَلَوْ أُومِنُ أَنَّهُ يَمُوتُ لَمْ أُفَارِقْهُ , فَانْطَلَقْتُ , فَأَتَانِي الْحَبْرُ , فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , فَقُلْتُ لَهُ: مَتَى؟، فَقَالَ: الْيَوْمَ، فَلَوْ أَنَّ عِنْدِيَ سِلَاحًا لَقَاتَلْتُهُ، فَلَمْ أَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَى كِتَابٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ وَبَايَعَ النَّاسُ لِي خَلِيفَةً مِنْ بَعْدَهُ فَبَايِعْ مَنْ قَبَلَكَ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا أَخْبَرَنِي بِهَذَا مِنْ يَوْمِهِ لَخَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ عِلْمٌ، فَأَرْسَلَتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ: إِنْ مَا قُلْتَ كَانَ حَقًّا، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَكْذِبَ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟، فَقَالَ: إِنَّهُ نَبِيُّ نَجِدُهُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ يَمُوتُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ نَكُونُ بَعْدَهُ؟، قَالَ: تَسْتَدِيرُ رَحَاكُمْ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةٍ مَا زَادَ يَوْمًا

عوسجة بن حرملة بن جذيمة بن سبرة بن خديج بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة قال محمد بن سعد: هكذا نسبه لي هشام بن محمد بن السائب الكلبي. وذكر هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لعوسجة بن حرملة على ألف

§عَوْسَجَةُ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ خُدَيْجِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُحَرِّثِ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَطفانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ -[353]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا نَسَبَهُ لِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ. وَذَكَرَ هِشَامٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقَدَ لِعَوْسَجَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ عَلَى أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَقْطَعَهُ ذَا مَرَّ. قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِهِ

بنة الجهني قال محمد بن سعد: أخبرت عن الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن بنة الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتعاطى السيف مسلولا "

§بَنَّةُ الْجُهَنِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَنَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولًا»

ابن حديدة الجهني وكان له صحبة , وهو الذي أدركه عمر بن الخطاب , فقال: أين تريد؟ ، قال: أردت صلاة العصر، فقال: أسرع فإنك قد طفقت

§ابْنُ حَدِيدَةَ الْجُهَنِيُّ وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ , وَهُوَ الَّذِي أَدْرَكَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: أَرَدْتُ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: أَسْرِعْ فَإِنَّكَ قَدْ طَفِقْتَ

رفاعة بن عرادة الجهني قال بعضهم: ابن عرابة، وابن عرابة أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم

§رِفَاعَةُ بْنُ عَرَادَةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ بَعْضُهُمُ: ابْنُ عَرَابَةَ، وَابْنُ عَرَابَةَ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

ومن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة

§وَمِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِّ بْنِ قُضَاعَةَ

رويفع بن ثابت البلوي وكان ينزل الجناب، أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عنه

§رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَلَوِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَنَابَ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

أبو الشموس البلوي وكان ينزل حبقا، أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم

§أَبُو الشُّمُوسِ الْبَلَوِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ حُبْقًا، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

طلحة بن البراء بن عمير بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف بن جشم بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي. وله حلف في بني عمرو بن عوف من الأنصار. وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم

§طَلْحَةُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُرِّيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوَّذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أَرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَيْلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فَرَانَ بْنِ بَلِيٍّ. وَلَهُ حَلَفٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ. وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَلْقِ طَلْحَةَ وَأَنْتَ تَضْحَكُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْكَ» قَالَ: أَخْبَرَنِي بِنَسَبِ طَلْحَةَ وَقَصَّتِهِ هَذِهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ

أبو أمامة بن ثعلبة البلوي بن عم أبي بردة بن نيار. خال البراء بن عازب

§أَبُو أُمَامَةَ بْنُ ثَعْلَبَةَ البَلْوِيِّ بْنِ عَمِّ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ. خَالُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ ثَعْلَبَةَ , وَلَهُ صُحْبَةٌ , وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ. رُئِيَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ مِنْ غُمْرٍ بِطِينٍ , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: أمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ §نَتَوَضَّأَ مِنَ الْغَمَرِ لَا يُؤْذِي بِهِ بَعْضُنَا بَعْضًا

عبد الله بن صيفي بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف. وهو في بني عمرو بن عوف. وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان. قال: أخبرني بذلك هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُرِّيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُنَيْفٍ. وَهُوَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. قَالَ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ

ومن بني عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة

§وَمِنْ بَنِي عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِّ بْنِ قُضَاعَةَ

خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان بن صيفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان بن أسلم بن حزاز بن كاهل بن عذرة. وهو حليف لبني زهرة بن كلاب، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وكان سعد بن أبي وقاص ولاه القتال يوم القادسية , وهو الذي قتل الخوارج يوم النخيلة

§خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ الْهَائِلَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ. وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، صَحِبَ -[356]- النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَلَّاهُ الْقِتَالَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ , وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْخَوَارِجَ يَوْمَ النُّخَيْلَةِ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ الْيَوْمَ

جمرة بن النعمان بن هوذة بن مالك بن سنان بن البياع بن دليم بن عدي بن حزاز بن كاهل بن عذرة. وكان سيد عذرة، وهو أول أهل الحجاز , قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة بني عذرة، فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رمية سوطه، وحضر فرسه من وادي القرى ,

§جَمْرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ. وَكَانَ سَيِّدَ عُذْرَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَهْلِ الْحِجَازِ , قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ بَنِي عُذْرَةَ، فَأَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَمْيَةَ سَوْطِهِ، وَحَضْرَ فَرَسِهِ مِنْ وَادِي الْقُرَى , فَلَمْ يَزَلْ بِوَادِي الْقُرَى , وَاتْخَذَهَا مَنْزِلًا حَتَّى مَاتَ

أبو خزامة العذري كان يسكن الجناب , وهي أرض عذرة وبلي. أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عنه

§أَبُو خُزَامَةَ الْعُذْرِيُّ كَانَ يَسْكُنُ الْجَنَابِ , وَهِيَ أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيًّ. أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

ومن الأشعريين وهم بنو الأشعر , واسمه نبت بن آدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

§وَمِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَهُمْ بَنُو الْأَشْعَرِ , وَاسْمُهُ نَبَتُ بْنُ آدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ

أبو بردة بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر وهو أخو أبي موسى الأشعري، أسلم , وهاجر من بلاد قومه , فوافق قدومه المدينة مع من هاجر من الأشعريين، ويقال: كانوا خمسين رجلا قدوم أهل

§أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَّارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْزِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُذْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الْأَشْعَرِ وَهُوَ أَخُو أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَسْلَمَ , وَهَاجَرَ مِنْ بِلَادِ قَوْمِهِ , فَوَافَقَ قُدُومُهُ الْمَدِينَةَ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، وَيُقَالُ: كَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا قَدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ. وَرَوَى أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أبو عامر الأشعري وكان ممن قدم من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وشهد معه فتح مكة وحنين، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في آثار من توجه إلى أوطاس من المشركين من هوازن، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء، فانتهى إلى

§أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ وَكَانَ مِمَّنْ قَدِمَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدَ مَعَهُ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي آثَارِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَى أَوْطَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ هَوَازِنَ، وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً، فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ , فَبَرَزَ مِنْهُمْ رَجُلٌ , فَقَالَ: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَقَتَلَهُ أَبُو عَامِرٍ حَتَّى قَتَلَ مِنْهُمْ تِسْعَةً مُبَارَزَةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَاشِرُ بَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ , فَأَثْبَتَهُ , فَاحْتُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ , وَاسْتُخْلِفَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى مَكَانِهِ، وَأَخْبَرَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى أَنَّ قَاتِلَهُ صَاحِبُ الْعِمَامَةِ الصَّفْرَاءِ , وَأَوْصَى أَبُو عَامِرٍ إِلَى أَبِي مُوسَى , وَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ , وَقَالَ: ادْفَعْ قَوْسِي وَسِلَاحِي لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه

وسلم. وَمَاتَ أَبُو عَامِرٍ , فَقَاتَلَهُمْ أَبُو مُوسَى حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَتَلَ قَاتِلَ أَبِي عَامِرٍ , وَجَاءَ بِفَرَسِهِ وَسِلَاحِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ابْنِهِ , ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي عَامِرٍ , وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ»

وابنه عامر بن أبي عامر وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم , وغزا معه , وروى عنه

§وَابْنُهُ عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَغَزَا مَعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ

أبو مالك الأشعري أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وغزا معه , وروى عنه

§أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَغَزَا مَعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §عَقَدَ لِأَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ هَوَازِنَ حِينَ انْهَزَمَتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§الطُّهُوَرُ شَطْرُ الْإِيمَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ -[359]- أَنَّهُ جَمَعَ أَصْحَابَهُ , فَقَالَ: هَلُمَّ §أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ أُمِّ نُسِيٍّ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَقَالَ: فَدَعَا بِجَفْنَةٍ مِنْ مَاءٍ , فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ , وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ , وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَصَلَّى الظُّهْرَ , فَقَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً

الحارث الأشعري أسلم , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عنه

§الْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ §أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ»

ومن الحضارمة وهم من اليمن

§وَمِنَ الْحَضَارِمَةِ وَهُمْ مِنَ الْيَمَنِ

العلاء بن الحضرمي واسم الحضرمي عبد الله بن ضماد بن سلمى بن أكبر , من حضرموت من اليمن، وكان حليفا لبني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وأخوه ميمون بن الحضرمي صاحب البئر التي بأعلى مكة بالأبطح يقال لها: بئر ميمون مشهورة على طريق أهل العراق. وكان حفرها في

§الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضِمَادِ بْنِ سَلْمَى بْنِ أَكْبَرَ , مِنْ حَضْرَمَوْتَ مِنَ الْيَمَنِ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأَخُوهُ مَيْمُونُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ صَاحِبُ الْبِئْرِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ بِالْأَبْطَحِ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَيْمُونٍ مَشْهُوَرَةٍ عَلَى طَرِيقِ أَهْلِ الْعِرَاقِ. وَكَانَ حَفْرَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَأَسْلَمَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ قَدِيمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي -[360]- سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَهُ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ. وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى مَعَهُ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَخَلَّى بَيْنَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ يَجْتَبِيهَا. وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَلَاءِ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ فِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالثِّمَارِ وَالْأَمْوَالِ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى ذَلِكَ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ , فَيَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِهِمْ , وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُ نَفَرًا فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ لَهُ: «§اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى بَنِي نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ , وَأَوْصَاهُ بِي خَيْرًا. فَلَمَّا فَصَلْنَا قَالَ لِي: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا فَانْظُرْ مَاذَا تُحِبُّ؟، قَالَ: قُلْتُ: تَجْعَلُنِي أُؤَذِّنُ لَكَ، وَلَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ , فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَلِيفِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , ثُمَّ عَزَلَهُ عَنِ الْبَحْرَيْنِ، وَبَعَثَ أَبَانَ بْنَ سَعْدٍ عَامِلًا عَلَيْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَتَبَ إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ بِعِشْرِينَ رَجُلًا , رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ، وَاسْتَخْلَفَ الْعَلَاءُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ الْمُنْذِرَ بْنَ سَاوَى , فَشَكَا الْوَفْدُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ , فَعَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَوَلَّى أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَقَالَ لَهُ -[361]-: «اسْتَوْصِ بِعَبْدِ الْقَيْسِ خَيْرًا، وَأَكْرِمْ سَرَاتَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَمِيصًا سُنْبُلَانِيًّا طَوِيلَ الْكُمَّيْنِ , §فَقَطَعَهُ مِنْ عِنْدِ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ السَّائِبَ بْنَ زَيْدٍ: مَا سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ؟، فَقَالَ: قَالَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§ثَلَاثٌ لِلْمُهَاجِرِ بَعْدَ الصَّدْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ , سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ , فَقَالَ السَّائِبُ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§ثَلَاثُ لَيَالٍ يَمْكُثُهُنَّ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ الصَّدْرِ» قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَوَّلِ , قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلًا عَلَى الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَارْتَدَّ رَبِيعَةُ بِالْبَحْرَيْنِ فَأَقْبَلَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَرَكَ عَمَلَهُ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَأَبَى وَقَالَ: لَا أَعْمَلُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ بِعْثَةَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَدَعَاهُ , فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُكَ مِنْ عُمَّالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ وَلَّى , فَرَأَيْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَّاكَ , فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ. فَخَرَجَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي سِتَّةَ عَشَرَ رَاكِبًا مَعَهُ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ دَلِيلًا، وَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ كِتَابًا لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنَفَّرَ مَعَهُ كُلُّ مَنْ مَرَّ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى عَدُوِّهِمْ. فَسَارَ الْعَلَاءُ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِحِصْنِ جُوَاثَا , فَقَاتَلَهُمْ , فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ أَتَى الْقَطِيفَ , وَبِهَا جَمْعٌ -[362]- مِنَ الْعَجَمِ , فَقَاتَلَهُمْ , فَأَصَابَ مِنْهُمْ طَرَفًا , وَانْهَزَمُوا , فَانْضَمَّتِ الْأَعَاجِمُ إِلَى الزَّارَةِ , فَأَتَاهُمُ الْعَلَاءُ , فَنَزَلَ الْخَطَّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ , فَقَاتَلَهُمْ وَحَاصَرَهُمْ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَطَلَبَ أَهْلُ الزَّارَةِ الصُّلْحَ , فَصَالَحَهُمُ الْعَلَاءُ، ثُمَّ عَبَرَ الْعَلَاءُ إِلَى أَهْلِ دَارِينَ , فَقَاتَلهُمْ , فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ , وَحَوَى الذَّرَارِيَّ، وَبَعَثَ الْعَلَاءُ عَرْفَجَةَ بْنَ هَرْثَمَةَ إِلَى أَسْيَافِ فَارِسٍ , فَقَطَعَ فِي السُّفُنِ , فَكَانَ أَوَّلَ مِنْ فَتْحَ جَزِيرَةً بِأَرْضِ فَارِسٍ، وَاتَّخَذَ فِيهَا مَسْجِدًا، وَأَغَارَ عَلَى بَارِيخَانَ وَالْأَسْيَافَ , وَذَلِكَ فِي سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيِّ، وَغَيْرِهِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ أَنْ §سِرْ إِلَى عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ فَقَدُ وَلَّيْتُكَ عَمَلَهُ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ تَقَدَمُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَى لَمْ أَعْرِفْهُ إِلَّا يَكُونُ عَفِيفًا صَلِيبًا شَدِيدَ الْبَأْسِ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَغْنَى عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ مِنْهُ، فَاعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ، وَقَدْ وَلَّيْتُ قَبْلَكَ رَجُلًا , فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ , فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ تَلِيَ وُلِّيتَ , وَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَلِيَ عُتْبَةُ , فَالْخَلْقُ وَالْأَمْرُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَاعْلَمْ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ مَحْفُوظٌ بِحِفْظِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ فَانْظُرِ الَّذِي خُلِقْتَ لَهُ فَاكْدَحْ لَهُ , وَدَعْ مَا سِوَاهُ , فَإِنَّ الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالْآخِرَةَ أَبَدٌ، فَلَا يَشْغَلَنَّكَ شَيْءٌ مُدْبِرٌ خَيْرُهُ عَنْ شَيْءٍ باقٍ شَرُّهُ، وَاهْرَبْ إِلَى اللَّهِ مِنْ سَخَطِهِ , فَإِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ لِمَنْ شَاءَ الْفَضِيلَةَ فِي حُكْمِهِ وَعِلْمِهِ. نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكَ الْعَوْنَ عَلَى طَاعَتِهِ وَالنَّجَاةَ مِنْ عَذَابِهِ قَالَ: فَخَرَجَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فِي رَهْطٍ مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو بَكْرَةَ، وَكَانَ يُقَالُ لِأَبِي بَكْرَةَ حِينَ قَدِمَ الْبَصْرَةَ: الْبَحْرَانِيُّ , وَوُلِدَ لَهُ بِالْبَحْرَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. قَالَ: فَلَمَّا كَانُوا بِلَيَاسٍ قَرِيبًا مِنَ الصَّعَابِ، وَالصِّعَابُ مِنْ أَرْضِ بَنِي تَمِيمٍ مَاتَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فَرَجَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ

إِلَى الْبَصْرَةِ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ الحَضْرَمِيِّ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَدًا، رَأَيْتُهُ قَطَعَ الْبَحْرَ عَلَى فَرَسِهِ يَوْمَ دَارِينَ، وَقَدِمَ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ الْبَحْرَيْنِ , فَلَمَّا كَانَ بِالدَّهْنَاءِ نَفِدَ مَاؤُهُمْ فَدَعَا اللَّهَ , فَنَبَعَ لَهُمْ مِنْ تَحْتِ رَمْلَةٍ , فَارْتَوَوْا , وَارْتَحَلُوا , وَأُنْسِيَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعْضَ مَتَاعِهِ , فَرَجَعَ فَأَخَذَهُ وَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى صَفِّ الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا كُنَّا بِلَيَاسٍ مَاتَ , وَنَحْنُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ , فَأَبْدَى اللَّهُ لَنَا سَحَابَةً فَمُطِرْنَا , فَغَسَّلْنَاهُ , وَحَفَرْنَا لَهُ بِسُيُوفِنَا , وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , وَدَفَنَّاهُ , وَمَضَيْنَا , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: دَفَنَّاهُ وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , فَرَجَعْنَا لِنُلْحِدَ لَهُ , فَلَمْ نَجِدْ مَوْضِعَ قَبْرِهِ. وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ الْبَصْرَةَ بِوَفَاةِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ

شريح الحضرمي

§شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «ذَاكَ §رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ»

عمرو بن عوف قال محمد بن عمر: هو يمان حليف لبني عامر بن لؤي. وأسلم قديما , وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عنه

§عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ يَمَانٍ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

لبيد بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمه أم البنين بنت حذيفة بن ربيعة بن سالم بن معاوية بن ضرار بن ذبيان، من بني سلامان بن سعد هذيم من قضاعة، وفي لبيد بن عقبة جاءت رخصة الإطعام لمن لا يقدر على الصوم , فولد لبيد بن عقبة محمود بن لبيد

§لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ضِرَارِ بْنِ ذِبْيَانَ، مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ، وَفِي لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ رُخْصَةُ الْإِطْعَامِ لِمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصَّوْمِ , فَوَلَدَ لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ الْفَقِيهَ , وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَمُنْظُورٌ وَمَيْمُونٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَنْظُورٍ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ , وَعُثْمَانُ وَأُمَيَّةُ وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ لِلَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَقِبٌ , فَانْقَرَضُوا جَمِيعًا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

حاجب بن بريدة من أهل رابخ وهم بنو زعوراء بن جشم إخوة عبد الأشهل بن جشم. قتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة

§حَاجِبُ بْنُ بُرَيْدَةَ مِنْ أَهْلِ رَابِخٍ وَهُمْ بَنُو زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ إِخْوَةُ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت

§وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النُّبِيتُ

البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج. وأمه حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب بن أنس بن زيد بن مالك بن النجار بن الخزرج. ويقال: بل أمه أم خالد بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر. وهو خدرة , فولد البراء يزيد وعبيدا

§الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ أَنَسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُ أُمُّ خَالِدِ بِنْتِ ثَابِتِ بْنِ سِنَانِ -[365]- بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ. وَهُوَ خُدْرَةُ , فَوَلَدَ الْبَرَاءُ يَزِيدَ وَعُبَيْدًا وَيُونُسَ وَعَازِبَ وَيَحْيَى. وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَأَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ §الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ قَالُوا: وَكَانَ عَازِبٌ قَدْ أَسْلَمَ أَيْضًا، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْبَرَاءُ وَعُبَيْدٌ وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ مُبَايِعَةٌ , وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتِ ثَابِتٍ، وَلَمْ نَسْمَعْ لِعَازِبٍ بِذِكْرٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَغَازِي. وَقَدْ سَمِعْنَا بِحَدِيثِهِ فِي الرَّحْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى رَحْلِي , فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا، حَتَّى تَحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ، قَالَ: أَدْلَجْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا , وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ , فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا , فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلٍّ لَهَا , فَنَظَرْتُ إِلَى بَقِيَّةٍ ظِلِّهَا , فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي نُرِيدُ - يَعْنِي الظِّلَّ - فَسَأَلْتُهُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟، قَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَسَمَّاهُ لِي , فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: وَهَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَرْتُهُ , فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ , فَقَالَ: هَكَذَا , فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ بِالْأُخْرَى , -[366]- فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ , وَقَدْ رَوَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ , فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ , فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ أَتَى الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَارْتَحَلْنَا , وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا , فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «§لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» ، فَلَمَّا دَنَا فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَنَا قَيْدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، قُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَبَكَيْتُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ» ؟، قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَيْكَ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» ، قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا، فَوَثَبَ عَنْهَا , ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهُ , فَوَاللَّهِ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا , فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا , فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ» ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا , فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ» . وَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فِي الطَّرِيقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ وَالْغِلْمَانِ وَالْخَدَمِ صَارِخُونَ جَاءَ مُحَمَّدٌ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، جَاءَ مُحَمَّدٌ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ , فَنَزَلَ حَيْثُ أَمَرَ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] -[367]- , فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: {وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] قَالَ: وَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ رَجُلٌ , ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَمَا صَلَّى , فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَنَّهُ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَانْحَرَفَ الْقَوْمُ حَتَّى وَجَّهُوَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ، قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَ: هُوَ مَكَانَهُ، وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَى بَعْدَهُ عَمْرُو ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَخُو بَنِي فِهْرٍ الْأَعْمَى , فَقُلْنَا لَهُ مَا فَعَلَ مِنْ وَرَائِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: هُمْ أَوْلَى عَلَى أَثَرِي، قَالَ: ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَبِلَالٌ , ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. قَالَ الْبَرَاءُ: فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ , ثُمَّ خَرَجْنَا نَتَلَقَّى الْعِيرَ , فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ حَذِرُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: §اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ نَشْهَدْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: §اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَابْنُ عُمَرَ فَرَدَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §اسْتُصْغِرْنَا يَوْمَ بَدْرٍ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: مَا §قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: §صَغُرْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَأَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِدَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُسْرَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: §صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَفَرًا فَلَمْ أَرَهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ أَبِي بُسْرَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، مَا رَأَيْتُهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ حِينَ تَزِيغُ الشَّمْسُ فِي حَضَرٍ وَلَا سَفَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ , وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَلَمْ يُجِزْ قَبْلَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَشُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى §الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ خَاتَمَ ذَهَبٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَزَلَ الْبَرَاءُ الْكُوفَةَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا أَيَّامَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَلَهُ عَقِبٌ. وَرَوَى الْبَرَاءُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ

وأخوه عبيد بن عازب بن الحارث بن عدي. وهو لأمه أيضا , فولد عبيد بن عازب لوطا وسليمان ونويرة وأم زيد , وهي عمرة، ولم تسم لنا أمهم. وكان عبيد بن عازب أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر الكوفة. وله بقية وعقب بالكوفة

§وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيٍّ. وَهُوَ لِأُمِّهِ أَيْضًا , فَوَلَدَ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ لُوطًا وَسُلَيْمَانَ وَنُوَيْرَةَ وَأُمَّ زَيْدٍ , وَهِيَ عَمْرَةُ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ. وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ أَحَدَ الْعَشَرَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ الْكُوفَةَ. وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْكُوفَةِ

أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو. وهو النبيت، وأمه فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف من بني قوقل من الخزرج حلفاء في بني عبد الأشهل , فولد أسيد ثابتا ومحمدا وأم كلثوم وأم الحسن. وأمهم أمامة بنت خديج

§أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو. وَهُوَ النَّبِيتُ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ مِنَ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ أُسَيْدٌ ثَابِتًا وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ الْحَسَنِ. وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ ابْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ، وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَأُمَّ رَافِعٍ , وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ وَبَرَةَ بْنِ أَوْسِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَعْقِلِ بْنِ نَهِيكِ بْنِ إِسَافٍ. وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ يُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ. وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَصْغَرِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ , وَكَانَ أَبُوهُ ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ , وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ

عرابة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث. وأمه شيبة بنت الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم. فولد عرابة سعيدا ولم تسم لنا أمه، وشهد أبوه أوس بن قيظي وأخواه عبد الله، وكباثة ابنا أوس أحدا , واستصغر عرابة يوم أحد , فرد وأجيز في يوم

§عَرَابَةُ بْنُ أَوْسِ بْنِ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَأُمُّهُ شَيْبَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمٍ. فَوَلَدَ عَرَابَةُ سَعِيدًا -[370]- وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ، وَشَهِدَ أَبُوهُ أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ وَأَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وُكُبَاثَةُ ابْنَا أَوْسٍ أُحُدًا , وَاسْتُصْغِرَ عَرَابَةُ يَوْمَ أُحُدٍ , فَرُدَّ وَأُجِيزَ فِي يَوْمِ الْخَنْدَقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ §عَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ سِنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ , فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَى أَنْ يُجِيزَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ هُوَ الَّذِي مَدْحُهُ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ الشَّاعِرُ، وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَوْقَرَ لَهُ رَاحِلَتَهُ تَمْرًا , فَقَالَ: [البحر الوافر] رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَنْمِي ... إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ

علبة بن يزيد الحارثي من الأنصار وهو من المعروفين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظرنا في نسب بني حارثة من الأنصار فلم نجد نسبه

§عُلْبَةُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَظَرْنَا فِي نَسَبِ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ قطيرٍ الْحَارِثِيِّ، - وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ -، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ قَالَ: كَانَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ وَذَوُوهُ أَقْوَامًا لَا مَالَ لَهُمْ وَلَا ثِمَارَ , فَلَمَّا جَاءَ الرُّطَبُ , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَا تَمْرَ لَنَا، وَلَا ذَهَبَ عِنْدَنَا، وَلَا وَرِقَ، وَعِنْدَنَا تُمُورٌ مِمَّا تُرْسِلُ بِهِ إِلَيْنَا بَقِيَتْ مِنْكَ عَامَ الْأَوَّلِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§فَاشْتَرُوا بِهَا رُطَبًا بِخَرْصِهَا» ، فَفَعَلُوا وَالْقَوْمُ يُحِبُّونَ أَنْ يَطْعِمُوا عُمَّالَهُمُ التَّمْرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ وَمَكْرُوهٌ لِغَيْرِهِمْ. وَكَانَ عُلْبَةُ مِنَ الْفُقَرَاءِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ

وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَتَصَدَّقَ بِعَرْضِهِ وَقَالَ: قَدْ جَعَلْتُهُ حِلًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ» . وَكَانَ عُلْبَةُ أَحَدَ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ يَسْأَلُونَهُ حُمْلَانًا فَقَالَ: «لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» فَتَوَلَّوْا وَهُمْ يَبْكُونَ غَمًّا أَنْ يَفُوتَهُمْ غَزْوَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِيهِمْ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَنْ لَا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} . وَكَانَ عُلْبَةُ بْنُ يَزِيدَ مِنْهُمْ

مالك وسفيان ابنا ثابت وهما من النبيت من الأنصار ذكرهما محمد بن عمر في كتابه فيمن استشهد يوم بئر معونة، ولم يذكرهما غيره، وطلبنا نسبهما في كتاب نسب النبيت فلم نجد

§مَالِكٌ وَسُفْيَانُ ابْنَا ثَابِتٍ وَهُمَا مِنَ النَّبِيتِ مِنَ الْأَنْصَارِ ذَكَرَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُمَا غَيْرُهُ، وَطَلَبْنَا نَسَبَهُمَا فِي كِتَابِ نَسَبِ النَّبِيتِ فَلَمْ نَجِدْ

ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

يزيد بن حارثة بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. وأمه نائلة بنت قيس بن عبدة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. فولد يزيد مجمعا وأمه حبيبة بنت الجنيد بن كنانة بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن

§يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. فَوَلَدَ يَزِيدُ مُجَمِّعًا وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنَ -[372]- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. أَخُوهُ لِأُمِّهِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَعَامِرُ بْنُ يَزِيدَ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَمَاتَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ وَلَهُ عَقِبٌ

مجمع بن حارثة بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد , وأمه نائلة بنت قيس بن عبدة بن أمية. فولد مجمع بن حارثة يحيى وعبيد الله , قتلا يوم الحرة. وعبد الله وجميلة , وأمهم سلمى بنت ثابت بن الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس من بلي أخبرنا محمد بن عمر وغيره

§مُجَمِّعُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زِيدٍ , وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ. فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ حَارِثَةَ يَحْيَى وَعُبَيْدَ اللَّهِ , قُتِلَا يَوْمَ الْحَرَّةِ. وَعَبْدَ اللَّهِ وَجُمَيْلَةَ , وَأُمُّهُمْ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ إِيَاسٍ مِنْ بَلِيٍّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: كَانَ يُقَالُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: كِسَرُ الذَّهَبِ لِشَرَفِهِمْ فِي قَوْمِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: كُنَّا بِصُحْبَانَ رَاجِعِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَرْكُضُونَ وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: §انْزِلْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَكَضْتُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى تَوَافَيْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] , فَلَمَّا نَزَلَ بِهَا جَبْرَائِيلُ قَالَ: يُهَنِّئُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَلَمَّا هَنَّأَهُ جَبْرَائِيلُ هَنَّأَهُ الْمُسْلِمُونَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْقَارِئُ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَلَمَّا قُتِلَ بِالْقَادِسِيَّةِ , اخْتَصَمَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي الْإِمَامَةِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يُقَدِّمُوا مُجَمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ يُطْعَنُ عَلَى مُجَمِّعٍ وَيُغْمَضُ عَلَيْهِ , لِأَنَّهُ كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ -[373]- الضِّرَارِ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يُقَدِّمَهُ , ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: يَا مُجَمِّعُ عَهْدِي بِكَ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ شَابًّا وَكَانَتِ الْقَالَةُ لِي سَرِيعَةٌ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَبْصَرْتُ مَا أَنَا فِيهُ وَعَرَفْتُ الْأَشْيَاءَ. فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا بَقِيَ عَلَيْهِ إِلَّا سُوَرٌ يَسِيرَةٌ , فَقَدَّمَهُ عُمَرُ , فَصَيَّرَهُ إِمَامَهُمْ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَلَا يُعْلَمُ مَسْجِدٌ يُتَنَافَسُ فِي إِمَامِهِ مِثْلَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَمَاتَ مُجَمِّعٌ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

ثابت بن وديعة بن خذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. وأمه أمامة بنت بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد. فولد ثابت بن وديعة يحيى ومريم. وأمهما وهبة بنت سليمان بن رافع بن سهل بن عدي بن زيد بن

§ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ بِجَادِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ. فَوَلَدَ ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ يَحْيَى وَمَرْيَمَ. وَأُمُّهُمَا وَهْبَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ رَافِعِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَيْهَمِ بْنِ غَسَّانَ مِنْ سَاكِنِي رَابِخٍ حُلَفَاءُ بَنِي زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ أَخِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ. وَدَعْوَتُهُمْ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَكَانَ ثَابِتٌ يُكَنَّى أَبَا سَعْدٍ، وَكَانَ أَبُوهُ وَدِيعَةُ بْنُ خِذَامٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي وَدِيعَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنِ §اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَغُسْلِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ , وَمَسَحَ مِنْ دُهْنٍ أَوْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الثِّيَابِ , وَلَمْ يَفِرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَأَنْصَتَ لِلْإِمَامِ إِذَا جَاءَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» قَالَ سَعِيدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ حَزْمٍ , فَقَالَ: أَخْطَأَ أَبُوكُ: «غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ وَزِيَادَةُ أَرْبَعَةٍ»

عامر بن ثابت بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. وأمه قتيلة بنت مسعود الخطمي الذي قتل عامر بن مجمع بن العطاف، وقتل عامر بن مجمع بن العطاف يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة، وليس له عقب

§عَامِرُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ الْخَطْمِيِّ الَّذِي قَتَلَ عَامِرَ بْنَ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ، وَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

عبد الرحمن بن شبل بن عمرو بن زيد بن نجدة بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف. وبنو مالك بن لوذان يقال لهم: بنو السميعة. كان يقال لهم في الجاهلية: بنو الصماء، وهي امرأة من مزينة أرضعت أباهم مالك بن لوذان , فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني السميعة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ نَجْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَبَنُو مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو السُّمَيْعَةِ. كَانَ يُقَالُ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: بَنُو الصَّمَّاءِ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَرْضَعَتْ أَبَاهُمْ مَالِكَ بْنَ لَوْذَانَ , فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي السُّمَيْعَةِ وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَزِيزًا وَمَسْعُودًا وَمُوسَى وَجُمَيْلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ وَافْتَرَاشِ السَّبْعِ

عمير بن سعد ابن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. وكان أبوه ممن شهد بدرا , وهو سعد القارئ، وهو الذي يروي الكوفيون أنه أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل سعد بالقادسية

§عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ أَبُوهُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا , وَهُوَ سَعْدٌ الْقَارِئُ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي الْكُوفِيُّونَ أَنَّهُ أَبُو زَيْدٍ الَّذِي جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى -[375]- عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ سَعْدٌ بِالْقَادِسِيَّةِ شَهِيدًا , وَصَحِبَ ابْنُهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حِمْصَ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى حِمْصَ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَلَا إِنَّ §الْإِسْلَامَ حَائِطٌ مَنِيعٌ وَبَابٌ وَثِيقٌ، فَحَائِطُ الْإِسْلَامِ الْعَدْلُ، وَبَابُهُ الْحَقُّ، فَإِذَا نُقِضَ الْحَائِطُ , وَحُطِّمَ الْبَابُ اسْتُفْتِحَ الْإِسْلَامُ. فَلَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ مَنِيعًا مَا اشْتَدَّ السُّلْطَانُ، وَلَيْسَ شِدَّةُ السُّلْطَانِ قَتْلًا بِالسَّيْفِ وَلَا ضَرْبًا بِالسَّوْطِ وَلَكِنْ قَضَاءً بِالْحَقِّ، وَأُخِذًا بِالْعَدْلِ

عمير بن سعيد وهو ابن امرأة الجلاس بن سويد بن الصامت. وكان فقيرا لا مال له، وكان يتيما في حجر الجلاس، وكان يكفله وينفق عليه

§عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةِ الْجُلَاسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ. وَكَانَ فَقِيرًا لَا مَالَ لَهُ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ الْجُلَاسِ، وَكَانَ يَكْفُلُهُ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: الْجُلَاسُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ لِبَنِيهِ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا لَنَحْنُ شَيْءٌ مِنَ الْحَمِيرِ، قَالَ: فَسَمِعَهُ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: عُمَيْرٌ، وَكَانَ رَبِيبُهُ وَالْجُلَاسُ عَمُّهُ , فَقَالَ لَهُ: أَيْ عَمِّ تُبْ إِلَى اللَّهِ، وَجَاءَ الْغُلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ , فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ , فَجَعَلَ يَحْلِفُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ الْغُلَامُ: يَا عَمِّ بَلَى وَاللَّهِ وَلَقَدْ قُلْتَهُ , فَتُبْ إِلَى اللَّهِ , وَلَوْلَا أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ , فَيَجْعَلَنِي مَعَكَ مَا قُلْتُهُ

قَالَ: وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74] ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: وَنَزَلَتْ {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ، وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا} [التوبة: 74] فَقَالَ: قَدْ قُلْتُهُ , وَقَدْ عَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ التَّوْبَةَ فَأَنَا أَتُوبُ فَقُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ. وَكَانَ لَهُ قَتِيلٌ فِي الْإِسْلَامِ , فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ دِيَّتَهُ فَاسْتَغْنَى بِذَلِكَ قَالَ: وَقَدْ كَانَ هَمَّ أَنْ يَلْحَقَ بِالْمُشْرِكِينَ، قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِلْغُلَامِ: «§وَفَتْ أُذُنُكَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ هَذَا الْكَلَامُ مِنَ الْجُلَاسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ , وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ , وَخَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا فِي غَزْوَةٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَتَكَلَّمُوا بِالنِّفَاقِ , فَقَالَ الْجُلَاسُ مَا قَالَ , فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ قَوْلَهُ، وَكَانَ مَعَهُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ , وَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلَا أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنَّةً مِنْكَ، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً وَاللَّهِ لَئِنْ كَتَمْتُهَا لَأَهْلَكَنَّ وَلَئِنْ أَفْشَيْتُهَا لَتُفْتَضَحَنَّ , وَإِحْدَاهُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الْأُخْرَى، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ الْجُلَاسُ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ اعْتَرَفَ الْجُلَاسُ بِذَنْبِهِ، وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْ خَيْرٍ كَانَ يَصْنَعُهُ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا عُرِفَ بِهِ تَوْبَتُهُ

جدي بن مرة بن سراقة بن الحباب بن عدي بن الجد بن عجلان من بلي قضاعة حلفاء بني عمرو بن عوف قتل بخيبر شهيدا طعنه أحدهم بين ثدييه بالحربة فمات، وقتل أبوه مرة بن سراقة بحنين شهيدا مع رسول الله صلى عليه وسلم

§جُدَيُّ بْنُ مُرَّةَ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ عَجْلَانَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا طَعَنَهُ أَحَدُهُمْ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ بِالْحَرْبَةِ فَمَاتَ، وَقُتِلَ أَبُوهُ مُرَّةُ بْنُ سُرَاقَةَ بِحُنَيْنٍ شَهِيدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أوس بن حبيب من بني عمرو بن عوف، قتل بخيبر شهيدا، قتل على حصن ناعم

§أَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، قُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا، قُتِلَ عَلَى حِصْنٍ نَاعِمٍ

أنيف بن وائلة من بني عمرو بن عوف. قتل شهيدا على حصن ناعم بخيبر

§أُنَيْفُ بْنُ وَائِلَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. قُتِلَ شَهِيدًا عَلَى حِصْنٍ نَاعِمٍ بِخَيْبَرَ

عروة بن أسماء بن الصلت السلمي حليف لبني عمرو بن عوف

§عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: §حَرَصَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ الصَّلْتِ أَنْ يُؤَمِّنُوهُ فَأَبَى , وَكَانَ ذَا خَلَّةٍ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ مَعَ أَنَّ قَوْمَهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ حَرِصُوا عَلَى ذَلِكَ فَأَبَى وَقَالَ: لَا أَقْبَلُ لَكُمْ أَمَانًا وَلَا أَرْغَبُ بِنَفْسِي عَنْ -[378]- مَصْرَعِ أَصْحَابِي , ثُمَّ تَقَدَّمَ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ

جزء بن عباس حليف بني جحجبا بن كلفة. من بني عمرو بن عوف، قتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة

§جَزْءُ بْنُ عَبَّاسٍ حَلِيفُ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ. مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

ومن بني خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ بَنِي خَطْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة واسم خطمة: عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس. وأم خزيمة كبيشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة. فولد خزيمة بن ثابت عبد الله وعبد الرحمن. وأمهما جميلة بنت زيد بن خالد بن

§خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَاسْمُ خَطْمَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ. وَأُمُّ خُزَيْمَةَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ. فَوَلَدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَأُمُّهُمَا جَمِيلَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ، وَعُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطْمِيُّ، وَكَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَيْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ يُكَسِّرَانِ أَصْنَامَ بَنِي خَطْمَةَ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ هُوَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ , فَاسْتَتْبَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيُعْطِيَهُ ثَمَنَهُ , فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَشْيَ , وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ فَطَفِقَ رِجَالٌ -[379]- يُلْقُونَ الْأَعْرَابِيَّ يُسَاوِمُونَهُ الْفَرَسَ وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِ ابْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الْأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا زَادَهُ نَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ وَإِلَّا بِعْتُهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ قَوْلَ الْأَعْرَابِيِّ حَتَّى أَتَاهُ الْأَعْرَابِيُّ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَسْتُ قَدِ §ابْتَعْتُهُ مِنْكَ» ؟، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا، وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ» ، فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبِالْأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بِعْتُكَ، فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: وَيْلَكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لَيَقُولَ إِلَّا حَقًّا. حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ , فَاسْتَمَعَ تُرَاجُعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتُرَاجُعَ الْأَعْرَابِيِّ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ. فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ: «بِمَ تَشْهَدُ» ؟، فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يُسَمَّ لَنَا أَخُو خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ. وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: وَحْوَحٌ، وَلَا عَقِبَ لَهُ، وَالْآخَرُ عَبْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ خُزَيْمَةَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَطْمِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: «يَا خُزَيْمَةُ بِمَ §تَشْهَدُ؟ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أُصَدِّقُكَ بِخَبَرِ السَّمَاءِ وَلَا أُصَدِّقُكَ بِمَا تَقُولُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ -[380]- شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَجُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ §شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: كَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الَّذِي أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ قَالَ: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْضَ الْبَيْعِ مِنْ رَجُلٍ فَقَالَ الرَّجُلُ: هَلُمَّ شُهُودَكَ عَلَى مَا تَقُولُ، فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَمَا §عِلْمُكَ؟» قَالَ: أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ إِلَّا حَقًّا، قَدْ آمَنَّاكَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى دِينِنَا. فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ رَجُلًا طَلَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَنْكَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , فَشَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَادِقٌ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عَلَيْهِ حَقٌّ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ: «§أَشَهِدْتَنَا؟» ، قَالَ: لَا، قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ، قَالَ: فَكَانَتْ شَهَادَةُ خُزَيْمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ تُعْدَلُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ: «§صَدِّقْ رُؤْيَاكَ» ، فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ -[381]- كَأَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ , فَقَالَ: «إِنَّ §الرُّوحَ لَا تَلْقَى الرُّوحَ» ، وَأَقْنَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ هَكَذَا , فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ رَايَةُ بَنِي خَطْمَةَ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ

عمير بن حبيب بن حباشة بن جويبر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة وأمه أم عمارة , وهي جميلة بنت عمرو بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة

§عُمَيْرُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ جُوَيبْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُمَارَةَ , وَهِيَ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ هَكَذَا قَالَ عَفَّانُ فِي الْحَدِيثِ: خُمَاشَةُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ §الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا زِيَادَتُهُ وَمَا نُقْصَانُهُ؟، قَالَ: إِذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ وَخَشَيْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ، وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسَيْنَا وَضَيَّعْنَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ قَالَ عَفَّانُ: ثُمَّ سَمِعْتُ حَمَّادًا بَعْدُ يَشُكُّ يَقُولُ: عَنْ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ فَقُلْتُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ

عمارة بن أوس بن خالد بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة وأمه صفية بنت كعب بن مالك بن غطفان. ثم من بني ثعلبة فولد عمارة صالحا يكنى أبا واصل، ورجاء وعامرا. وأمهم أم ولد وعمرا وزيادا، وأم خزيمة وأمهم أم ولد

§عُمَارَةُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ. ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ فَوَلَدَ عُمَارَةُ صَالِحًا يُكَنَّى -[382]- أَبَا وَاصِلٍ، وَرَجَاءً وَعَامِرًا. وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَعَمْرًا وَزِيَادًا، وَأُمَّ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: §صَلَّيْنَا إِحْدَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ , فَقَامَ رَجُلٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ , فَنَادَى: إِنَّ الصَّلَاةَ قَدْ وُجِّهَتْ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَحَوَّلَ أَوْ تَحَوَّفَ إِمَامُنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ

ومن بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ بَنِي السَّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

عبد الله بن سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط ويقال: النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم. وأمه جميلة بنت أبي عامر الراهب وهو عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، من الأوس. فولد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ وَيُقَالُ: النَّحَّاطُ بْنُ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلَمِ. وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنَ الْأَوْسِ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمَّ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ: هَلْ شَهِدْتَ بَدْرًا؟، قَالَ: نَعَمْ، §وَالْعَقَبَةَ مَعَ أَبِي رَدِيفًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُهُ. وَهَذَا وَهْلٌ وَلَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بَدْرًا وَلَا أُحُدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَيْثَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ آبَائِهِ قَالُوا: §شَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ وَحُنَيْنًا، وَكَانَ يَوْمَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم دُونَ ابْنِ عُمَرَ فِي السِّنِّ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَأَنَّهُ يَوْمَ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً

ومن بني وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس وولد مرة بن مالك بن الأوس يقال لهم الجعادرة

§وَمِنْ بَنِي وَائِلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَوَلَدُ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ يُقَالُ لَهُمُ الْجُعَادِرَةُ

محصن بن أبي قيس بن الأسلت واسم أبي قيس: صيفي، وكان شاعرا، واسم الأسلت: عامر بن جشم بن وائل، ولم يكن لمحصن عقب، وكان العقب لأخيه عامر بن أبي قيس انقرضوا , فلم يبق منهم أحد، وكان أبو قيس قد كاد أن يسلم , وذكر الحنيفية في شعره، وذكر صفة النبي صلى

§مِحْصَنُ بْنُ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ وَاسْمُ أَبِي قَيْسٍ: صَيْفِيٌّ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَاسْمُ الْأَسْلَتِ: عَامِرُ بْنُ جُشَمِ بْنِ وَائِلٍ، وَلَمْ يَكُنْ لِمِحْصَنٍ عَقِبٌ، وَكَانَ الْعَقِبُ لِأَخِيهِ عَامِرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ انْقَرَضُوا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَكَانَ أَبُو قَيْسٍ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ , وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شِعْرِهِ، وَذَكَرَ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بِيَثْرِبَ: الْحَنِيفُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: فَكُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ

بِطَائِفَةٍ , فَجَمَعْتُ مِمَّا حَدِّثُونِي مِنْ ذَلِكَ , قَالُوا: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ أَوْصَفَ لِلْحَنِيفِيَّةِ وَلَا أَكْثَرَ مَسْأَلَةً عَنْهَا مِنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ مَنْ بِيَثْرِبَ مِنَ الْيَهُودِ عَنِ الدِّينِ , فَدَعُوهُ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ , فَكَادَ يُقَارِبُهُمْ , ثُمَّ أَبَى ذَلِكَ , وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ إِلَى آلِ جَفْنَةَ , فَتَعَرَّضَهُمْ , فَوَصَلُوهُ , وَسَأَلَ الرُّهْبَانَ وَالْأَحْبَارَ , فَدَعُوهُ إِلَى دِينِهِمْ فَلَمْ يُرِدْهُ، وَقَالَ: لَا أَدْخَلُ فِي هَذَا أَبَدًا، فَقَالَ لَهُ رَاهِبٌ بِالشَّامِ: أَنْتَ تُرِيدُ دِينَ الْحَنِيفِيَّةِ؟، قَالَ أَبُو قَيْسٍ: ذَلِكَ الَّذِي أُرِيدُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: هَذَا وَرَاءَكَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ: أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَدِينُ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ، وَرَجَعَ أَبُو قَيْسٍ إِلَى الْحِجَازِ , فَأَقَامَ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا , فَلَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , فَقَالَ لَهُ أَبُو قَيْسٍ: خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ أَسْأَلُ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ فَقِيلَ: هُوَ وَرَاءَكَ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو: قَدِ اسْتَعْرَضْتَ الشَّامَ وَالْجَزِيرَةَ وَيَهُودَ يَثْرِبَ فَرَأَيْتَ دِينَهَمُ بَاطِلًا، وَإِنَّ الدِّينَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَيُصَلِّي إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , وَلَا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَكَانَ أَبُو قَيْسٍ يَقُولُ: لَيْسَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا أَنَا وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَقَدْ أَسْلَمَتِ الْخَزْرَجُ وَطَوَائِفُ مِنَ الْأَوْسِ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ كُلُّهَا وَظَفَرُ وَحَارِثَةُ وَمُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَوْسِ اللَّهِ وَهُمْ وَائِلٌ وَبَنُو خَطْمَةَ وَوَاقَفٌ وَأُمَيَّةُ بْنُ زَيْدٍ مَعَ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ. وَكَانَ رَأْسَهَا وَشَاعِرَهَا وَخَطِيبَهَا، وَكَانَ يَقُودُهُمْ فِي الْحَرْبِ، وَكَانَ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شَعْرِهِ، وَكَانَ يَذْكُرُ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَمَا تُخْبِرُهُ بِهِ يَهُودُ، وَإِنَّ مَوْلِدَهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجِرَهُ يَثْرِبُ فَقَالَ بَعْدَ أَنَّ بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي بَقِيَ وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ شَهِدَهَا وَكَانَ بَيْنَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَقْعَةِ بُعَاثٍ خَمْسُ سِنِينَ , وَكَانَ يُعْرَفُ بِيَثْرِبَ يُقَالُ لَهُ: الْحَنِيفُ، فَقَالَ شِعْرًا يَذْكُرُ الدِّينَ: [البحر الوافر]

وَلَوْ شَا رَبُّنَا كُنَّا يَهُودَا ... وَمَا دِينُ الْيَهُودِ بِذِي شُكُولِ وَلَوْ شَا رَبُّنَا كُنَّا نَصَارَى ... مَعَ الرُّهْبَانِ فِي جَبَلِ الْجَلِيلِ وَلَكِنَّا خُلِقْنَا إِذْ خُلِقْنَا ... حَنِيفًا دِينُنَا عَنْ كُلِّ جِيلِ نَسُوقُ الْهَدْيَ تَرْسُفُ مُذْعِنَاتٍ ... تُكَشِّفُ عَنْ مَنَاكِبِهَا الْجُلُولِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا قَيْسٍ هَذَا صَاحِبُكَ الَّذِي كُنْتَ تَصِفُ، قَالَ: أَجَلْ قَدْ بُعِثَ بِالْحَقِّ. وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ لَهُ: إِلَى مَا تَدْعُو؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِلَى §شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ، وَذَكَرَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ , أَنْظُرُ فِي أَمْرِي , ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكَ، وَكَادَ يُسْلِمُ , فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ , فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ عَرَضَ عَلَيَّ كَلَامًا مَا أَحْسَنَهُ , وَهُوَ الَّذِي كُنَّا نَعْرِفُ وَالَّذِي كَانَتْ أَخْبَارُ يَهُودَ تُخْبِرُنَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: كَرِهْتَ وَاللَّهِ حَرْبَ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو قَيْسٍ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُسْلِمُ سَنَةً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَعُدْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى مَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ , وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ عَلَى رَأْسِ عَشْرَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: لَقَدْ §سُمِعَ يُوَحِّدُ عِنْدَ الْمَوْتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَ §الرَّجُلُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنِ امْرَأَتِهِ كَانَ ابْنُهُ أَحَقَّ بِهَا أَنْ يَنْكِحَهَا إِنْ شَاءَ إِنْ لَمْ تَكُنْ أُمَّهُ

الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين. . . الناس أصبحوا ثم دفع , فإني لأنظر إلى فخذه قد انكشف فيما يخرش بعيره بمحجنه , هكذا قال سفيان بن عيينة: سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع , وهذا وهل وغلط في نسبه , إنما هو عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ. . . النَّاسُ أَصْبَحُوا ثُمَّ دَفَعَ , فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى فَخِذِهِ قَدِ انْكَشَفَ فِيمَا يَخْرِشُ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنِهِ , هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ , وَهَذَا وَهْلٌ وَغَلَطٌ فِي نَسَبِهِ , إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , ويكنى عبد الرحمن أبا محمد , وكان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم , ومات أبوه الحارث بن هشام في

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , وَمَاتَ أَبُوهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ , فَخَلَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ , فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حِجْرِ عُمَرَ , وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَبِيبًا خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ رَبَّةٌ كَبِيرَةٌ , وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ فِي خِلَافَةِ

مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ رَجُلًا شَرِيفًا سَخِيًّا مَرِيًّا , وَكَانَ قَدْ شَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ عَائِشَةَ , وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: «لَأَنْ أَكُونَ قَعَدْتُ فِي مَنْزِلِي عَنْ مَسِيرِي إِلَى الْبَصْرَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشَرَةٌ مِنَ الْوَلَدِ كُلُّهُمْ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ» أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيِّ مِنْ آلِ يَرْبُوعٍ , أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ كَانَ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمَ , فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي وِلَايَتِهِ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَ مَنْ يُسَمَّى بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ , فَغَيَّرَ اسْمَهُ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , فَثَبَتَ اسْمُهُ إِلَى الْيَوْمِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , مُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأَبَا بَكْرٍ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَعِكْرِمَةَ , وَخَالِدًا , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَحَنْتَمَةَ وَلَدَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَأُمَّ حُجَيْنٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ , وَسَوْدَةَ , وَرَمْلَةَ , وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَعَيَّاشَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأَبَا سَلَمَةَ هَلَكَ صَغِيرًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَالْحَارِثَ هَلَكَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأَسْمَاءَ وَعَائِشَةَ تَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ الزُّبَيْرِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَالْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَوْفًا , وَزَيْنَبَ , وَرَيْطَةَ وَلَدَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ أُخْتِهَا , وَفَاطِمَةَ , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمْ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ , وَالْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَبَا سَعِيدٍ , وَأُمَّ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , وَقُرَيْبَةَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ رَسَنٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , وَسَلَمَةَ بْنَ

عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَهِشَامًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَزَيْنَبَ ابْنَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيُقَالُ: بَلِ اسْمُهَا مَرْيَمُ وَأُمُّهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ

عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أمية ابنة نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فولد عبد الرحمن بن الأسود محمدا , وعبد الرحمن وأمهما أمة بنت عبد الله بن وهب بن عبد مناف بن زهرة , وعبد الله وأمه أم ولد , وعمر وأمه أم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمَيَّةُ ابْنَةُ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ مُحَمَّدًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أَمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْغَرَابِيلِ وَالْقِبَابِ

صبيحة بن الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه زينب ابنة عبد الله بن ساعدة بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة فولد صبيحة بن الحارث الأجش , ومعبدا , وعبد الله الأكبر , وزبينة امرأة , وأم عمرو الكبرى وأمهم عاتكة بنت يعمر بن خالد بن معروف

§صَبِيحَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرٍ مِنْ خُزَاعَةَ فَوَلَدَ صَبِيحَةَ بْنُ الْحَارِثِ الْأَجَشَّ , وَمَعْبَدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ , وَزَبِينَةَ امْرَأَةً , وَأُمَّ عَمْرٍو الْكُبْرَى وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَعْمَرَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ صَخْرِ بْنِ الْمِقْيَاسِ بْنِ حَبْتَرٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَهُوَ أَبُو الْفَضْلِ , وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى وَأُمُّهُمْ أَمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ صَنِينِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ صَالِحٍ , وَأُمَّ جَمِيلٍ , وَأُمَّ عُبَيْدٍ وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ أَبِي التَّوَائِمِ

مِنْ هُذَيْلٍ , وَحَبِيبَةَ بِنْتَ صَبِيحَةَ تَزَوَّجَهَا مَعْبَدُ بْنُ عُرْوَةَ مِنْ بَنِي كَلْبِ بْنِ عَوْفٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ , وَكَانَ أَشْرَفُ وَلَدِ صَبِيحَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْأَقْفَاصِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَبِيحَةَ مُحَمَّدًا وَمُوسَى وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ رَاشِدٍ مِنْ هُذَيْلٍ مِنْ آلِ أَبِي التَّوَائِمِ وَيُقَالُ: هِيَ أُمُّ عَلِيٍّ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ هُذَيْلٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي حُطَيْطٍ , وصَخْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي فَائِدٍ مِنْ خُزَاعَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا صَبِيحَةُ , §هَلْ لَكَ فِي الْعُمْرَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قَرِّبْ رَاحِلَتَكَ فَقَرَّبْتُهَا. قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى الْعُمْرَةِ , ثُمَّ حَكَى عَنْهُ صَبِيحَةُ أَشْيَاءَ مِنْ فِعْلِهِ فِي تِلْكَ السَّفْرَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: إِنَّ الَّذِي سَافَرَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَسَمِعَ مِنْهُ وَحَفِظَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَبِيحَةَ , وَلَعَلَّهُ خَرَجَ هُوَ وَأَبُوهُ صَبِيحَةُ جَمِيعًا مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَحَكَيَا عَنْهُ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

نيار بن مكرم الأسلمي وهو أحد الأربعة الذين قبروا عثمان بن عفان , وصلوا عليه , ونزلوا في حفرته , وقد سمع نيار من أبي بكر الصديق , وكان ثقة قليل الحديث

§نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ قَبَرُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ , وَصَلُّوا عَلَيْهِ , وَنَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ , وَقَدْ سَمِعَ نِيَارٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار حليف الخطاب بن نفيل أبي عمر بن الخطاب ويكنى عبد الله أبا محمد , وولد على عهد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمَى بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ حَلِيفُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ أَبِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيُكْنَى عَبْدُ اللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ , وَوُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ ابْنَ خَمْسِ سِنِينَ أَوْ سِتِّ سِنِينَ يَوْمَ قُبِضَ رَسُولِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ , عَنْ مَوْلًى , لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ , فَخَرَجْتُ أَلْعَبُ , فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ اللَّهِ , تَعَالَ أُعْطِكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ؟» . قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ تَمْرًا , فَقَالَ: «§أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذِبَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَا أَحْسَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ حَفِظَ هَذَا الْكَلَامَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِصِغَرِهِ , وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ , وَرَوَى عَنْهُمْ , وَعَنْ أَبِيهِ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , " أَنَّهُ أَدْرَكَ الْخَلِيفَتَيْنِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ: §يَجْلِدَانِ الْعَبْدَ فِي الْفِرْيَةِ أَرْبَعِينَ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ: " أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الْخُلَفَاءِ: §يَضْرِبُونَ فِي قَذْفِ الْمَمْلُوكِ أَرْبَعِينَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو جعفر الأنصاري ولم يسم لنا

§أَبُو جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ §وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا جَمْرُ الْغَضَا

أبو سهل الساعدي ولم يسم لنا

§أَبُو سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا , مِنَ الْأَنْصَارِ يُحَدِّثُ مَكْحُولًا عَنْ أَبِي سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ , «أَنَّهُ §صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَوَصَفَ قِرَاءَتَهُ»

أسلم مولى عمر بن الخطاب ويكنى أبا زيد

§أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: " اشْتَرَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قُدِمَ بِالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِيهَا أَسِيرًا , فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ لَهُ: فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَسْمَعُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , §اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ , فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَمَنَّ عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ , -[11]- فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَرَوَى أَسْلَمُ أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ رَآهُ آخِذًا بِطَرَفِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ» , وَقَدْ رَوَى أَسْلَمُ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَغَيْرِهِمَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , يَقُولُ: «§نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ , وَلَكِنَّا لَا نُنْكِرُ مِنَّةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَسْلَمَ , مَوْلَى عُمَرَ , مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: «حَبَشِيٌّ بِجَاوِيٌّ مِنْ بِجَاوَةَ» قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: وَكَذَلِكَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَسْلَمُ حَبَشِيٌّ بِجَاوِيٌّ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ أَسْلَمَ , مَوْلَى عُمَرَ كَانَ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ , وَتُوُفِّيَ أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ "

هني مولى عمر بن الخطاب

§هُنَيٌّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هُنَيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ , §لَمْ يَحْمِ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا النَّقِيعَ , وَقَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمَاهُ فَكَانَ يَحْمِيهِ لِلْخَيْلِ الَّتِي يُغْزَى عَلَيْهَا , وَكَانَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ إِذَا أُخِذَتْ عِجَافًا أَرْسَلَ بِهَا إِلَى الرَّبَذَةِ , وَمَا وَالَاهَا تَرْعَى هُنَاكَ , وَلَا يَحْمِي لَهَا شَيْئًا , وَيَأْمُرُ أَهْلَ الْمِيَاهِ لَا يَمْنَعُونَ مَنْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ -[12]- يَشْرَبُ مَعَهُمْ وَيَرْعَى عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكَثُرَ النَّاسُ , وَبَعَثَ الْبُعُوثَ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ وَإِلَى الْعِرَاقِ حَمَى الرَّبَذَةَ , وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَى حِمَى الرَّبَذَةِ»

مالك الدار مولى عمر بن الخطاب , وقد انتموا إلى جبلان من حمير , وروى مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله. روى عنه أبو صالح السمان , وكان معروفا

§مَالِكٌ الدَّارُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَقَدِ انْتَمَوْا إِلَى جُبْلَانَ مِنْ حِمْيَرَ , وَرَوَى مَالِكٌ الدَّارُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ. رَوَى عَنْهُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ , وَكَانَ مَعْرُوفًا

أبو قرة مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي , وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو قُرَّةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي قُرَّةَ , مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: «§إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَسَمَ قَسْمًا فَقَسَمَ لِي كَمَا قَسَمَ لِسَيِّدِي» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَكَانَ سَيِّدُهُ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُخَرَّبَةَ غَيْرَ الَّذِي أَعْتَقَهُ.

زبيد بن الصلت بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد ابن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة وهو كندي بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان

§زُبَيْدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرٍ الْقَرِدُ ابْنُ الْحَارِثِ الْوَلَّادَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتِّعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِنْدَةَ وَهُوَ كِنْدِيُّ بْنُ عُفَيْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحَارِثُ الْوَلَّادَةَ لِكَثْرَةِ وَلَدِهِ , وَسُمِّيَ حُجْرٌ الْقَرِدُ , وَالْقَرِدُ: فِي لُغَتِهِمُ النَّدِيُّ الْجَوَّادُ , وَالْحَارِثُ الْوَلَّادَةُ هُوَ أَخُو حُجْرِ بْنِ عَمْرٍو آكِلِ الْمُرَارِ , وَالْمُلُوكُ الْأَرْبَعَةُ مِخْوَسٌ وَمِشْرَحٌ وَجَمْدٌ وَأَبْضَعَةُ بَنُو مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ , وَهُمْ عُمُومَةُ زُبَيْدٍ وَكَثِيرٍ ابْنَيِ الصَّلْتِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ , وَكَانُوا وَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ , فَأَسْلَمُوا , وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ , ثُمَّ ارْتَدُّوا , فَقُتِلُوا يَوْمَ النَّجِيرِ , وَإِنَّمَا سُمُّوا مُلُوكًا؛ لِأَنَّهُ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَادٍ يَمْلِكُهُ بِمَا فِيهِ , وَهَاجَرَ كَثِيرٌ وَزُبَيْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُو الصَّلْتِ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَسَكَنُوهَا وَحَالَفُوا بَنِي جُمَحَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُرَيْشٍ , فَلَمْ يَزَلْ دِيوَانُهُمْ وَدَعْوَتُهُمْ مَعَهُمْ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ بَنِي جُمَحَ , وَأَدْخَلَهُمْ فِي حُلَفَاءِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَدَعَوْتُهُمُ الْيَوْمَ مَعَهُمْ , وَعِيَالُهُمْ هُمْ بَعْدُ فِي بَنِي جُمَحَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ , أَنَّهُ سَمِعَ زُبَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ , يَقُولُ: «§لَوْ أَخَذْتُ سَارِقًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتُرَهُ اللَّهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى زُبَيْدُ بْنُ الصَّلْتِ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه كثير بن الصلت بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد ابن الحارث الولادة أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس , قال: حدثنا سليمان بن بلال , عن عبيد الله بن عمر , عن نافع , " أن كثير بن الصلت , كان اسمه قليلا , فسماه عمر بن الخطاب

§وَأَخُوهُ

كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرٍ الْقَرِدُ ابْنُ الْحَارِثِ الْوَلَّادَةِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , «أَنَّ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ , كَانَ اسْمُهُ قَلِيلًا , فَسَمَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَثِيرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَوُلِدَ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِمْ , وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ وَحَالٌ جَمِيلَةٌ فِي نَفْسِهِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ كَبِيرَةٌ فِي الْمُصَلَّى وَقِبْلَةِ الْمُصَلَّى فِي الْعِيدَيْنِ إِلَيْهَا , وَهِيَ تُشْرِعُ عَلَى بَطْحَاءِ الْوَادِي الَّذِي فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ مِنْ وَلَدِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ , وَكَانَ سَرِيًّا مَرِيًّا فَقِيهًا , وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِلْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ وَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينَةَ , فَلَمَّا وَلِيَ الْمَهْدِيُّ الْخِلَافَةَ عَزَلَ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَوَلَّاهَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ

وأخوهما عبد الرحمن بن الصلت أخبرنا معن بن عيسى عن مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج , عن أبيه , عن عبد الرحمن بن الصلت أخي كثير بن الصلت شيئا من فعله قال: ولا نعلمه روى حديثا عن غيره

§وَأَخُوهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الصَّلْتِ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الصَّلْتِ أَخِي كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ شَيْئًا مِنْ فِعْلِهِ قَالَ: وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى حَدِيثًا عَنْ غَيْرِهِ

عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه جميلة أخت عاصم بن ثابت بن قيس وهو أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف من الأنصار

§عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ أُخْتُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ أَبُو الْأَقْلَحِ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " غَيَّرَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْمَ أُمِّ عَاصِمٍ , وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةً , فَقَالَ: «§لَا بَلْ أَنْتَ جَمِيلَةٌ» أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ. . .

عبيد الله بن عمر بن الخطاب. . . الحيرة , وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص , وكان يعلم الكتاب بالمدينة. قال عبيد الله: فضربته بالسيف , فلما وجد حس السيف صلب بين عينيه , وانطلق عبيد الله , فقتل ابنة أبي لؤلؤة , وكانت تدعي الإسلام , وأراد عبيد الله ألا يترك

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. . . الْحِيرَةُ , وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ , فَلَمَّا وَجَدَ حَسَّ السَّيْفِ صُلِّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , وَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ , فَقَتَلَ ابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ , وَكَانَتْ تَدَّعِي الْإِسْلَامَ , وَأَرَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَلَّا يَتْرُكَ سَبْيًا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا قَتَلَهُ , فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ , فَأَعْظَمُوا مَا صَنَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ هَؤُلَاءِ , وَاشْتَدُّوا عَلَيْهِ , وَزَجَرُوهُ عَنِ السَّبْيِ , فَقَالَ: «وَاللَّهِ , لَأَقْتُلَنَّهُمْ وَغَيْرَهُمْ» يُعَرِّضُ بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ , فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَرْفُقُ بِهِ حَتَّى دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفَهُ , فَأَتَاهُ سَعْدٌ , فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمَا النَّاسُ , فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ وَذَلِكَ فِي الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ الشُّورَى قَبْلَ أَنْ يُبَايَعَ لَهُ حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِرَأْسِهِ ثُمَّ حُجِزَ بَيْنَهُمَا , وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ

يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ , فَعَظُمَ ذَلِكَ فِي صُدُورِ النَّاسِ , وَأَشْفَقُوا أَنْ تَكُونَ عُقُوبَةً حِينَ قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ , وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ: «قَاتَلَكَ اللَّهُ قَتَلْتَ رَجُلًا يُصَلِّي , وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً , وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ» قَالَ: فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ , وَلَكِنْ عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ , قَالَ: جَعَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُنَاصِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حِينَ قَتَلَ الْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ , وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ وَهُوَ يُنَاصِيهُ: [البحر الطويل] §لَا أُسْدَ إِلَّا أَنْتَ تَنْهِتُ وَاحِدًا ... وَغَالَتْ أَسْوَدَ الْأَرْضِ عَنْكَ الْغَوَائِلُ - وَالشِّعْرُ لِكِلَابِ بْنِ عِلَاطٍ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ - فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: [البحر الطويل] تَعْلَمْ أَنِّي لَحْمُ مَا لَا تُسِيغُهُ ... فَكُلْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ مَا كُنْتَ آكِلَا فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُ عُبَيْدَ اللَّهِ , وَيَرْفُقُ بِهِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفَهُ مِنْهُ , وَحُبِسَ فِي السِّجْنِ حَتَّى أَطْلَقَهُ عُثْمَانُ حِينَ وَلِيَ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , قَالَ: مَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَهَيْئَةِ السَّبْعِ الْحَرِبِ يَعْتَرِضُ الْعَجَمَ بِالسَّيْفِ حَتَّى حُبِسَ فِي السِّجْنِ , فَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ عُثْمَانَ إِنْ وَلِيَ سَيَقْتُلُهُ لِمَا كُنْتُ أَرَاهُ صَنَعَ بِهِ كَانَ هُوَ وَسَعْدٌ أَشَدَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ , عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ , قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " مَا ذَنْبُ بِنْتِ أَبِي

لُؤْلُؤَةَ حِينَ قَتَلْتَهَا؟ قَالَ: فَكَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ حِينَ اسْتَشَارَهُ عُثْمَانُ وَرَأْيُ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى قَتْلِهِ , لَكِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَلَّمَ عُثْمَانَ حَتَّى تَرَكَهُ , فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: لَوْ قَدَرْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلِي سُلْطَانٌ لَاقْتَصَصْتُ مِنْهُ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ عِكْرِمَةَ , مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: «كَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ أَنْ يَقْتُلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ , فَقَالَ: " §أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ مَا فَتَقَ , فَأَجْمَعَ رَأْيُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَجِّعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ , وَقَالَ جُلَّ النَّاسِ أَبْعَدَ اللَّهُ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ يُرِيدُونَ يُتْبِعُونَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَبَاهُ , فَكَثُرَ ذَلِكَ الْقَوْلُ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى النَّاسِ , فَأَعْرِضْ عَنْهُ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ كَلَامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ " - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ , - أَنَّ عُثْمَانَ , اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ , فَأَجْمَعُوا عَلَى دِيَتِهِمَا , وَلَا يَقْتُلُ بِهِمَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , وَكَانَا قَدْ أَسْلَمَا , وَفَرَضَ لَهُمَا عُمَرُ , وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا بُويِعَ لَهُ أَرَادَ قَتْلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ فَقُتِلَ بِصِفِّينَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا , مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدُ , فَقِيلَ هُوَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا كَمَا تَرَى فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَدْ حَامَتْ عَلَيْهِ , §فَهَلْ لَكَ أَنْ تَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى خِبَائِهِ , فَلَبِسَ سِلَاحَهُ , ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ أَنْ يُقْتَلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى حَالِهِ , فَقَالَ لَهُ مَوْلَى لَهُ

: فِدَاكَ أَبِي , إِنَّ مُعَاوِيَةَ إِنَّمَا يُقَدِّمُكَ لِلْمَوْتِ إِنْ كَانَ لَكَ الظَّفَرُ فَهُوَ يَلِي , وَإِنْ قُتِلْتَ اسْتَرَاحَ مِنْكَ وَمِنْ ذِكْرِكَ , فَأَطِعْنِي , وَاعْتَلَّ , قَالَ: وَيْحَكَ , قَدْ عَرَفْتُ مَا قُلْتَ , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئٍ: مَا لِي أَرَاكَ مُشَمِّرًا؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَمِيرِي أَنْ أَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ. قَالَتْ: هُوَ وَاللَّهِ مِثْلُ التَّابُوتِ لَمْ يَحْمِلْهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ , أَنْتَ تُقْتَلُ وَهُوَ الَّذِي يُرِيدُ مُعَاوِيَةُ. قَالَ: اسْكُتِي , وَاللَّهِ لَأُكْثِرَنَّ الْقَتْلَ فِي قَوْمِكِ الْيَوْمَ , فَقَالَتْ: لَا يُقْتَلُ هَذَا , خَدَعَكَ مُعَاوِيَةُ , وَغَرَّكَ مِنْ نَفْسِكِ , وَثَقُلَ عَلَيْهِ مَكَانُكَ , قَدْ أَبْرَمَ هَذَا الْأَمْرَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَبْلَ الْيَوْمِ فِيكَ , لَوْ كُنْتَ مَعَ عَلِيٍّ أَوْ جَلَسْتَ فِي بَيْتِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ أَخُوكَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: اسْكُتِي , وَهُوَ يَتَبَسَّمُ ضَاحِكًا لَتَرَيِنَّ الْأُسَارَى مِنْ قَوْمِكِ حَوْلَ خِبَائِكَ هَذَا. قَالَتْ: وَاللَّهِ , لَكَأَنِّي رَاكِبَةٌ دَابَّتِي إِلَى قَوْمِي أَطْلُبُ جَسَدَكَ أُوَارِيهُ , إِنَّكَ مَخْدُوعٌ , إِنَّمَا تُمَارِسُ قَوْمًا غُلْبَ الرِّقَابِ فِيهِمُ الْحَرُونُ يَنْظُرُونَهُ نَظَرَ الْقَوْمِ إِلَى الْهَلَاكِ لَوْ أَمَرَهُمْ بِتَرْكِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا ذَاقُوهُ. قَالَ: أَقْصِرِي مِنَ الْعَذْلِ؛ فَلَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا طَاعَةٌ , فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَضَمَّ إِلَيْهِ الشَّهْبَاءَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا , وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فِيهِمْ: ذُو الْكَلَاعِ فِي حِمْيَرَ , فَقَصَدُوا يَؤُمُّونَ عَلِيًّا , فَلَمَّا رَأَتْهُمْ رَبِيعَةُ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَشَرَعُوا الرِّمَاحَ حَتَّى إِذَا غَشُوهُمْ ثَارُوا إِلَيْهِمْ وَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا الْأَسَلُ وَالسُّيُوفُ وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَقُتِلَ ذُو الْكَلَاعِ وَالَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ زِيَادُ بْنُ خَصَفَةَ التَّيْمِيُّ , وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِامْرَأَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ لَوْ أَتَيْتِ قَوْمَكِ فَكَلَّمْتِهِمْ فِي جَسَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَرَكِبَتْ إِلَيْهِمْ وَمَعَهَا مَنْ يُجِيرُهَا , فَأَتَتْهُمْ , فَانْتَسَبَتْ , فَقَالُوا: قَدْ عَرَفْنَاكِ مَرْحَبًا بِكِ , فَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: هَذَا الْجَسَدُ الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ , فَأْذَنُوا لِي فِي حَمْلِهِ , فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , فَوَضَعُوهُ عَلَى بَغْلٍ , وَشَدُّوهُ , وَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى عَسْكَرِ مُعَاوِيَةَ , فَتَلَقَّاهَا مُعَاوِيَةُ بِسَرِيرٍ , فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ , وَحَفَرَ لَهُ , وَصَلَّى عَلَيْهِ , وَدَفَنَهُ , ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ قُتِلَ ابْنُ الْفَارُوقِ

فِي طَاعَةِ خَلِيفَتِكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا , فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ رَحِمَهُ , وَوَفَّقَهُ لِلْخَيْرِ , قَالَ: تَقُولُ بَحْرِيَّةُ وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ وَبَلَغَهَا مَا يَقُولُ مُعَاوِيَةُ , فَقَالَتْ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَجَّلْتَ لَهُ يُتْمَ وَلَدِهِ , وَذَهَابَ نَفْسِهِ , ثُمَّ الْخَوْفُ عَلَيْهِ لِمَا بَعْدُ أَعْظَمُ الْأَمْرِ , فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ كَلَامُهَا , فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَلَا تَرَى مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَعَجَبٌ لَكَ مَا تُرِيدُ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ شَيْئًا؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ قَالُوا فِي خَيْرٍ مِنْكَ وَمِنَّا , فَلَا يَقُولُونَ فِيكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ , إِنْ لَمْ تُغْضِ عَمَّا تَرَى كُنْتَ مِنْ نَفْسِكِ فِي غَمٍّ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا وَاللَّهِ رَأْيِي الَّذِي وَرِثْتُ مِنْ أَبِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: " اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَتْهُ رَبِيعَةُ , وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ , وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ , عَنْ سَعْدٍ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لَيْلَةً بِصِفِّينَ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَ عَلِيًّا , وَكَانَ يَوْمُنَا يَوْمًا قَدْ عَظُمَ فِيهِ الشَّرُّ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ , فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ هَمْدَانَ يُدْعَى مَذْكُورًا قَدْ شَدَّ مِقْوَدَ فَرَسِهِ بِرِجْلِ رَجُلٍ مَقْتُولٍ , فَوَقَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الرَّجُلِ , فَسَلَّمَ , ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا؟ فَقَالَ: أَضْلَلْتُ أَصْحَابِي فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ؛ فَأَنَا أَنْتَظِرُ رَجْعَتَهُمْ. قَالَ: مَا هَذَا الْقَتِيلُ؟ قَالَ لَا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْنَا يَكْشِفْنَا كَشْفًا شَدِيدًا , وَبَيْنَ ذَلِكَ يَقُولُ أَنَا الطَّيِّبُ ابْنُ الطَّيِّبِ , وَإِذَا ضَرَبَ قَالَ: §أَنَا ابْنُ الْفَارُوقِ , فَقَتَلَهُ اللَّهُ بِيَدِي , فَنَزَلَ الْحَسَنُ إِلَيْهِ , فَإِذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَإِذَا سِلَاحُهُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ , فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا , فَنَفَّلَهُ عَلِيٌّ سَلَبَهُ وَقَوَّمَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ , قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَوْلَايَ بِصِفِّينَ , فَرَأَيْتُ عَلِيًّا بَعْدَمَا مَضَى رُبُعُ اللَّيْلِ §يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ , فَأَصْبَحُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَالْتَقَوْا , وَتَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَالْتَقَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَا الطَّيِّبُ ابْنُ الطَّيِّبِ , فَقَالَ لَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَنْتَ الْخَبِيثُ ابْنُ الطَّيِّبُ , فَقَتَلَهُ عَمَّارٌ , وَيُقَالُ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَضَارِمَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَطَعَ أُذُنَ عَمَّارٍ يَوْمَئِذٍ، وَالثَّابِتُ عِنْدَنَا أَنَّ أُذُنَ عَمَّارٍ قُطِعَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ

محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا حمزة، وأمه جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , فولد محمد بن ربيعة حمزة وبه كان يكنى , والقاسم , وحميدا , وعبد الله الأكبر وهو عائذ الله وأمه جويرية بنت

§مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ، وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ حَمْزَةَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَالْقَاسِمَ , وَحُمَيْدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَهُوَ عَائِذُ اللَّهِ وَأُمُّهُ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي عَزَّةَ الشَّاعِرِ الَّذِي قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ صَبْرًا وَاسْمُ أَبِي عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَجَعْفَرًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَالْحَارِثَ , وَعُثْمَانَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعَلِيًّا , وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَابْنَةً أُخْرَى لِأُمِّ وَلَدِ. قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ ابْنُ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سِنِينَ , وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا , وَقَدْ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

وَرَوَى عَنْهُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَآهُ وَهُوَ طَوِيلُ الشَّعْرِ , وَذَلِكَ فِي ذِي الْحُلَيْفَةِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا عَلَى نَاقَتِي , وَأَنَا فِي ذِي الْحَجَّةِ أُرِيدُ الْحَجَّ , §فَأَمَرَنِي أَنْ أُقَصِّرَ مِنْ رَأْسِي , فَفَعَلْتُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ هُوَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَتَاقَةُ

عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان. من الأزد وأمها أم حكيم بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف خالة سعد بن أبي وقاص

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ ضَرِيبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقِشْبِ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ. مِنَ الْأَزْدِ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأُمُّ سَعْدِ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ. . . وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِي الْغَيْثِ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , لَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ فِي الْإِمْرَةِ الْأُولَى اسْتَقْضَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ

الْمُطَّلِبِ بِالْمَدِينَةِ , فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §هَذَا أَوَّلُ قَاضٍ رَأَيْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَجْمَعَ أَصْحَابُنَا عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ أَوَّلُ مَنْ قَضَى بِالْمَدِينَةِ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ , وَأَهْلُ بَيْتِهِ يُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , وَقَالَ أَهْلُ بَيْتِهِ: تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَحْنُ نَقُولُ: إِنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ مُعَاوِيَةَ دَهْرًا , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

عبيد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ , أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ نَوْفَلٍ , وَسَعِيدَ بْنَ نَوْفَلٍ , وَالْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلٍ , كَانُوا مِنْ قُرَّاءِ قُرَيْشٍ , وَكَانُوا يُبَكِّرُونَ إِلَى الْجُمُعَةِ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ §يُرِيدُونَ بِذَلِكَ السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى , فَنَامَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ , فَدُحَّ دَحَّةً , فَقِيلَ هَذِهِ السَّاعَةُ الَّتِي تُرِيدُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَإِذَا مِثْلُ غَمَامَةٍ تَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ وَذَلِكَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ , - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ -: فَدُحَّ فِي ظَهْرِهِ دَحَّةً

المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد , فولد المغيرة أبا سفيان لا بقية له وأمه آمنة ابنة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب , وعبد الملك

§الْمُغِيرَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ ضَرِيبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقِشْبِ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ -[23]- بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ مِنَ الْأَزْدِ , فَوَلَدَ الْمُغِيرَةُ أَبَا سُفْيَانَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَأُمُّهُ آمِنَةُ ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْوَاحِدِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَسِعِيدًا , وَلُوطًا , وَإِسْحَاقَ , وَصَالِحًا , وَرَبِيعَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَوْنًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَامَةَ , وَأُمَّ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُمَا بِنْتُ هَمَّامِ بْنِ مُطَرِّفٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , أَنَّ كَعْبًا , أَخَذَ بِيَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ , فَقَالَ: §اشْفَعْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ , وَقَالَ: وَمَا أَنَا , إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَغَمَزَهَا غَمْزًا شَدِيدًا , وَقَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا وَلَهُ شَفَاعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ قَالَ: اذْكُرْ هَذَا بِهَذَا "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ الْمُؤَذِّنُ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي كَعْبُ الْأَحْبَارِ , فَعَصَرَهَا , ثُمَّ قَالَ: " أَخْتَبِئُ هَذِهِ عِنْدَكَ لِتَذْكُرَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَمَا أَذْكُرُ مَنْهَا؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَيَبْدَأَنَّ مُحَمَّدٌ بِالشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ "

سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد , فولد سعيد بن نوفل إسحاق الأكبر , وحنظلة , والوليد , وسليمان , والأشعث , وأم سعيد واسمها أمة ,

§سَعِيدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ ضَرِيبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقِشْبِ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ مِنَ الْأَزْدِ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ نَوْفَلٍ إِسْحَاقَ الْأَكْبَرَ , وَحَنْظَلَةَ , وَالْوَلِيدَ , وَسُلَيْمَانَ , وَالْأَشْعَثَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ وَاسْمُهَا أَمَةُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْوَلِيدِ بِنْتُ أَبِي خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مِنْ بَنِي حَبَشِيَّةَ -[24]- مِنْ خُزَاعَةَ , وَإِسْحَاقَ الْأَصْغَرَ , وَيَعْقُوبَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَرُقَيَّةَ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ نَوْفَلٍ فَقِيهًا عَابِدًا

عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فأتت به أمه هند بنت أبي سفيان أختها أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب زوج

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَتَتْ بِهِ أُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُخْتَهَا أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ زَوْجَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا أُمَّ حَبِيبَةَ؟» قَالَتْ: هَذَا ابْنُ عَمِّكِ وَابْنُ أُخْتِي هَذَا ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَابْنُ هِنْدَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ. قَالَ: «فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي فِيهِ , وَدَعَا لَهُ» فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا خَالِدَةُ بِنْتُ مُعَتِّبِ بْنِ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ الْأُرْجُوَانُ , وَالْفَضْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَلَدَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَحْيَى , وَمُحَمَّدًا دَرَجًا وَالْعَالِيَةَ بَنِي مُحَمَّدٍ , وَأُمَّ أَبِيهَا بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَزَيْنَبَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ أَبِي رِفَاعَةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ,

وَضَرِيبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَخَالِدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَهِنْدًا بِنْتَيْ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّهُ كَانَ عَلَى مَكَّةَ زَمَنَ عُثْمَانَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ , فَدَعَا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ شَيْخٌ كَبِيرٌ , فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «§انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْسًا؛ فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ أَوْ أَشْهَى وَأَمْرَأُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خُطْبَتَهُ بِالْجَابِيَةِ , وَسَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَمِنْ أَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِيهِ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا , وَكَانَ يُلَقَّبُ بَبَّةَ , فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو وَخَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بَيْنَهُمْ , وَتَدَاعَتِ الْقَبَائِلُ وَالْعَشَائِرُ أَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ , فَوَلُّوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ صَلَاتَهُمْ وَفَيْأَهُمْ , وَكَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِنَّا قَدْ رَضِينَا بِهِ , فَأَقَرَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ , وَصَعِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْمِنْبَرَ , فَلَمْ يَزَلْ يُبَايِعُ النَّاسُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى نَعَسَ , فَجَعَلَ يُبَايِعُهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ مَادٌّ يَدَهُ , فَقَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الْيَرْبُوعِيُّ: [البحر الطويل] بَايَعْتُ أَيْقَاظًا وَأَوْفَيْتُ بَيْعَتِي ... وَبَبَّةُ قَدْ بَايَعْتُهُ وَهُوَ نَائِمٌ فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَامِلًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ -[26]- سَنَةً , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَاسْتَعْمَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ , وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ إِلَى عُمَانَ , فَمَاتَ بِهَا

سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فولد سليمان بن أبي حثمة أبا بكر , وعكرمة , ومحمدا وأمهم أمة الله بنت المسيب

§سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ خَلَفِ بْنِ صُدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ أَبَا بَكْرٍ , وَعِكْرِمَةَ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ الْمُسَيَّبِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعُثْمَانَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِبْعَانَ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْنِ بْنِ فَهْمٍ. وُلِدَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَكَانَ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَؤُمَّ النِّسَاءَ , وَقَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ , §كَانَ يَؤُمُّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ عُمَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , أَمَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ §أَنْ يَقُومَ , لِلنِّسَاءِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ , أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ , وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ , كَانَا يَقُومَانِ فِي مَقَامِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُصَلِّيَانِ بِالرِّجَالِ , وَأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ §كَانَ يَقُومُ بِالنِّسَاءِ -[27]- فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ , فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ جَمَعَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , وَكَانَ يَأْمُرُ النِّسَاءَ , فَيُحْبَسْنَ حَتَّى يَمْضِيَ الرِّجَالُ , ثُمَّ يُرْسَلْنَ "

ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمه سمية بنت قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولد ربيعة بن عبد الله عبد الله , وأم جميل لأم ولد , وعبد الرحمن , وعثمان , وهارون , وعيسى ,

§رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ فَوَلَدَ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ جَمِيلٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعُثْمَانَ , وَهَارُونَ , وَعِيسَى , وَمُوسَى , وَيَحْيَى , وَصَالِحًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وُلِدَ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ , وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ , يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ "

وأخوه المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمه سمية بنت قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , فولد المنكدر بن عبد الله عبيد الله , وأم عبيد الله وأمهما سعدة ابنة عبيد الله بن

§وَأَخُوهُ الْمُنْكَدِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ الْمُنْكَدِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا سَعْدَةُ ابْنَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ

مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ الْفَقِيهَ , وَعُمَرَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمَّ يَحْيَى لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. قَالَ: وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عَائِشَةَ , فَقَالَتْ: «لَكَ وَلَدٌ؟» قَالَ: لَا , فَقَالَتْ: «لَوْ كَانَ عِنْدِي عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ لَوَهَبْتُهَا لَكَ» قَالَ: فَمَا أَمْسَتْ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهَا مُعَاوِيَةُ بِمَالٍ , فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ مَا ابْتُلِيتُ وَبَعَثَتْ إِلَى الْمُنْكَدِرِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ , فَاشْتَرَى مِنْهَا جَارِيَةً فَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ مُحَمَّدٍ وَعُمَرَ وَأَبِي بَكْرٍ

عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء ابنة سلامة بن مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم , فولد عبد الله بن عياش الحارث , وأمة الله وأمهما هند بنت مطرف بن سلامة بن مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم. ولد عبد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ ابْنَةُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْحَارِثَ , وَأَمَةَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ مُطَرِّفِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ. وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ

الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم ولد , فولد الحارث بن عبد الله عبد الله وأمه أم عبد الغفار ابنة عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس , وعبد الملك , وعبد العزيز , وعبد الرحمن , وأم حكيم ,

§الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الْغَفَّارِ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ حَكِيمٍ , وَحَنْتَمَةَ وَأُمُّهُمْ حَنْتَمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , وَمُحَمَّدًا , وَعُمَرَ , وَسَعْدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمَّ فَرْوَةَ , وَقَرِيبَةَ , وَأُبَيَّةَ , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ مِنْ كِنْدَةَ , وَعَيَّاشَ بْنَ الْحَارِثِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُمَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ دَاوُدَ , وَأُمَّ الْحَارِثِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانٍ الْحَارِثِيِّ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ , وَأَمَةَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ أَيُّوبَ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ , اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى الْبَصْرَةِ , وَكَانَ رَجُلًا سَهَّاكًا , فَمَرَّ بِمِكْيَالٍ بِالْبَصْرَةِ , فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَقُبَاعٌ صَالِحٌ , فَلَقَّبُوهُ الْقُبَاعَ , وَكَانَ خَطِيبًا عَفِيفًا , وَكَانَ فِيهِ سَوَادٌ؛ لِأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ حَبَشِيَّةً نَصْرَانِيَّةً , فَمَاتَتْ , فَشَهِدَهَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَشَهِدَهَا مَعَهُ النَّاسُ , فَكَانُوا نَاحِيَةً , وَجَاءَ أَهْلُ دِينِهِمْ , فَوَلُّوهَا , وَشَهِدَهَا مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ , وَكَانُوا عَلَى حِدَةٍ , وَفِيهِ يَقُولُ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: [البحر الوافر] أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبَا بُكَيْرٍ ... أَرِحْنَا مِنْ قُبَاعِ بَنِي الْمُغِيرَةْ حَمِدْنَاهُ وَلُمْنَاهُ , فَأَعْيَا ... عَلَيْنَا مَا يُمِرُّ لَنَا مَرِيرُهْ سِوَى أَنَّ الْفَتَى نُكَحٌ أَكُولٌ ... وَسَهَّاكٌ مَخَاطِبَهُ كَثِيرُهْ كَأَنَّا حِينَ جِئْنَاهُ أَطَفْنَا ... بِضِبْعَانَ تَوَرَّطَ فِي حَظِيرَةْ قَالَ فَعَزَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَلَيْهَا سَنَةً , وَاسْتَعْمَلَ مَكَانَهُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ , فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ , ثُمَّ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ

سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها أم حبيب ابنة العاص بن أمية بن عبد شمس , فولد سعيد بن العاص عثمان الأكبر درج ,

§سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ ابْنَةُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ عُثْمَانَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَمُحَمَّدًا , وَعَمْرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَالْحَكَمَ دَرَجَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ ابْنَةُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ , وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ , وَأَيُّوبَ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا الْعَالِيَةُ ابْنَةُ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمَجْمَعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ , وَأَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ , وَخَالِدًا , وَالزُّبَيْرَ دَرَجَا وَأُمُّهُمْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَعُثْمَانَ الْأَصْغَرَ ابْنَ سَعِيدٍ , وَدَاوُدَ , وَسُلَيْمَانَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَآمِنَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرِو ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُمُّهَا رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَسُلَيْمَانَ الْأَصْغَرَ ابْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ , وَسَعِيدَ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ مِنْ كَلْبٍ , وَعَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُتْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُتْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ , وَجَرِيرَ بْنَ سَعِيدٍ , وَأُمَّ سَعِيدٍ ابْنَةَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَرَمْلَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ بِنْتَ سَعِيدٍ , وَأُمَيْمَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُنَّ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَشْكُرَ مِنْ بَجِيلَةَ

وَهِيَ أُخْتُ أَبِي أَرَاكَةَ. . . وَهِيَ الرُّوَاعُ ابْنَةُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَحَفْصَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ , وَعَائِشَةَ الْكُبْرَى , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ يَحْيَى , وَفَاخِتَةَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ الْكُبْرَى , وَأُمَّ حَبِيبٍ الصُّغْرَى , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَسَارَةَ , وَأُمَّ دَاوُدَ , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ , وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ , وَحَمِيدَةَ وَهُنَّ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَعَائِشَةَ الصُّغْرَى ابْنَةَ سَعِيدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ ابْنَةُ بَحِيرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ. قَالَ وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِهَا , وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ الْعَاصَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا , وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: مَا لِي أَرَاكَ مُعْرِضًا كَأَنَّكَ تَرَى أَنِّي قَتَلْتُ أَبَاكَ , مَا أَنَا قَتَلْتُهُ وَلَكِنَّهُ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَلَوْ قَتَلْتُهُ مَا اعْتَذَرْتُ مِنْ قَتْلِ مُشْرِكٍ , وَلَكِنِّي قَتَلْتُ خَالِي بِيَدِي الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ قَتَلْتَهُ كُنْتَ عَلَى حَقٍّ , وَكَانَ عَلَى بَاطِلٍ. فَسَرَّ ذَلِكَ عُمَرَ مِنْهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , أَتَى عُمَرَ يَسْتَزِيدُهُ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالْبَلَاطِ , وَخَطَّطَ أَعْمَامَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ عُمَرُ صَلِّ مَعِي الْغَدَاةَ وَغَبِّشْ , §ثُمَّ أَذْكِرْنِي حَاجَتَكَ. قَالَ فَفَعَلْتُ حَتَّى إِذَا هُوَ انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , حَاجَتِي الَّتِي أَمَرْتَنِي أَنْ أَذْكُرَهَا لَكَ. قَالَ: فَوَثَبَ مَعِي , ثُمَّ قَالَ: امْضِ نَحْوَ دَارِكَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْهَا فَزَادَنِي , وَخَطَّ لِي بِرِجْلِهِ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , زِدْنِي؛ فَإِنَّهُ نَبَتَتْ لِي نَابِتَةٌ مِنْ وَلَدٍ وَأَهْلٍ , فَقَالَ: حَسْبُكَ , وَاخْتَبِئْ عِنْدَكَ أَنْ سَيَلِيَ الْأَمْرَ بَعْدِي مَنْ يَصِلُ رَحِمَكَ وَيَقْضِي حَاجَتَكَ. قَالَ: فَمَكَثْتُ خِلَافَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ وَأَخَذَهَا عَنْ شُورَى وَرِضًى , فَوَصَلَنِي , وَأَحْسَنَ , وَقَضَى حَاجَتِي , وَأَشْرَكَنِي فِي أَمَانَتِهِ " قَالُوا: وَلَمْ يَزَلْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ

فِي نَاحِيَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِلْقَرَابَةِ فَلَمَّا عَزَلَ عُثْمَانُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ عَنِ الْكُوفَةِ دَعَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهَا , فَلَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ قَدِمَهَا شَابًّا مُتْرَفًا لَيْسَتْ لَهُ سَابِقَةٌ , فَقَالَ: لَا أَصْعَدُ الْمِنْبَرَ حَتَّى يُطَهَّرَ , فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ , ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَخَطَبَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ قَصَّرَ بِهِمْ فِيهِ , وَنَسَبَهُمْ إِلَى الشِّقَاقِ وَالْخِلَافِ , فَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا السَّوَادُ بُسْتَانٌ لِأُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَشَكَوْهُ إِلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ: كُلَّمَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَمِيرِهِ جَفْوَةً أَرَادَنَا أَنْ نَعْزِلَهُ , وَقَدِمَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ الْمَدِينَةَ وَافِدًا عَلَى عُثْمَانَ , فَبَعَثَ إِلَى وُجُوهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِصِلَاتٍ وَكُسًى , وَبَعَثَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيْضًا , فَقَبِلَ مَا بَعَثَ إِلَيْهِ , وَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَيُفَوِّقُونِي تُرَاثَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَفَوُّقًا , وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَهُمْ لَأَنْفُضَنَّهُمْ مِنْ ذَلِكَ نَفْضَ الْقَصَّابِ التُّرَابَ الْوَذِمَةَ , ثُمَّ انْصَرَفَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَأَضَرَّ بِأَهْلِهَا إِضْرَارًا شَدِيدًا , وَعَمِلَ عَلَيْهَا خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا أَشْهُرًا , وَقَالَ مَرَّةً بِالْكُوفَةِ: مَنْ رَأَى الْهِلَالَ مِنْكُمْ , وَذَلِكَ فِي فِطْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا رَأَيْنَاهُ , فَقَالَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا رَأَيْتُهُ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: بِعَيْنِكَ هَذِهِ الْعَوْرَاءِ رَأَيْتَهُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ هَاشِمٌ: تُعَيِّرُنِي بِعَيْنِي , وَإِنَّمَا فُقِئَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَتْ عَيْنُهُ أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ , ثُمَّ أَصْبَحَ هَاشِمٌ فِي دَارِهِ مُفْطِرًا وَغَدَّى النَّاسَ عِنْدَهُ , فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ , وَحَرَّقَ دَارَهُ , فَخَرَجَتْ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ , وَنَافِعُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ , فَذَكَرَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مَا صَنَعَ سَعِيدٌ بِهَاشِمٍ , فَأَتَى سَعْدٌ عُثْمَانَ , فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ عُثْمَانُ: سَعِيدٌ لَكُمْ بِهَاشِمٍ اضْرِبُوهُ بِضَرْبِهِ , وَدَارُ سَعِيدٍ لَكُمْ بِدَارِ هَاشِمٍ فَأَحْرِقُوهَا كَمَا حَرَّقَ دَارَهَ , فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَسْعَى حَتَّى أَشْعَلَ النَّارَ فِي دَارِ سَعِيدٍ بِالْمَدِينَةِ , فَبَلَغَ الْخَبَرُ عَائِشَةَ , فَأَرْسَلَتْ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ تَطْلُبُ إِلَيْهِ وَتَسْأَلُهُ أَنْ يَكُفَّ , فَفَعَلَ وَرَحَلَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ الْأَشْتَرُ مَالِكُ

بْنُ الْحَارِثِ , وَيَزِيدُ بْنُ مُكَفَّفٍ , وَثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ , وَكُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ , وَزَيْدٌ وَصَعْصَعَةُ ابْنَا صُوحَانَ العَبْدِيَّانِ , وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْوَرُ , وَجُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ وَأَبُو زَيْنَبَ الْأَزْدِيَّانِ وَأَصْغَرُ بْنُ قَيْسٍ الْحَارِثِيُّ يَسْأَلُونَهُ عَزْلَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْهُمْ , وَرَحَلَ سَعِيدٌ وَافِدًا عَلَى عُثْمَانَ , فَوَافَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَأَبَى عُثْمَانُ أَنْ يَعْزِلَهُ عَنْهُمْ وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى عَمَلِهِ , فَخَرَجَ الْأَشْتَرُ مِنْ لَيْلَتِهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَسَارَ عَشْرَ لَيَالٍ إِلَى الْكُوفَةِ , فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَقَالَ: هَذَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ قَدْ أَتَاكُمْ يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا السَّوَادَ بُسْتَانٌ لِأُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ. وَالسَّوَادُ مَسَاقِطُ رُؤُسِكُمْ , وَمَرَاكِزُ رِمَاحِكُمْ , وَفَيْؤُكُمْ وَفَيْءُ آبَائِكُمْ , فَمَنْ كَانَ يَرَى لِلَّهِ عَلَيْهِ حَقًّا فَلْيَنْهَضْ إِلَى الْجَرَعَةِ , فَخَرَجَ النَّاسُ , فَعَسْكَرُوا بِالْجَرَعَةِ وَهِيَ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْحِيرَةِ , وَأَقْبَلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ حَتَّى نَزَلَ الْعُذَيْبَ , فَدَعَا الْأَشْتَرُ يَزِيدَ بْنَ قَيْسٍ الْأَرْحَبِيَّ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ كِنَانَةَ الْعَبْدِيَّ وَكَانَا مِحْرَبَيْنِ , فَعَقَدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى خَمْسِمِائَةِ فَارِسٍ , وَقَالَ لَهُمَا: سِيرَا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَأَزْعِجَاهُ وَأَلْحِقَاهُ بِصَاحِبِهِ , فَإِنْ أَبَى فَاضْرِبَا عُنُقَهُ , وَأْتِيَانِي بِرَأْسِهِ , فَأَتَيَاهُ , فَقَالَا لَهُ: ارْحَلْ إِلَى صَاحِبِكَ , فَقَالَ: إِبِلِي أَنْضَاءُ أَعْلِفُهَا أَيَّامًا , وَنَقْدَمُ الْمِصْرَ , فَنَشْتَرِي حَوَائِجَنَا , وَنَتَزَوَّدُ , ثُمَّ أَرْتَحِلُ , فَقَالَا: لَا وَاللَّهِ وَلَا سَاعَةَ , لَتَرْتَحِلَنَّ أَوْ لَنَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ , فَلَمَّا رَأَى الْجِدَّ مِنْهُمَا ارْتَحَلَ لَاحِقًا بِعُثْمَانَ , وَأَتَيَا الْأَشْتَرَ , فَأَخْبَرَاهُ , وَانْصَرَفَ الْأَشْتَرُ مِنْ مُعَسْكَرِهِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ , مَا غَضِبْتُ إِلَّا لِلَّهِ وَلَكُمْ , وَقَدْ أَلْحَقْنَا هَذَا الرَّجُلَ بِصَاحِبِهِ , وَقَدْ وَلَّيْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ صَلَاتَكُمْ وَثَغْرَكُمْ وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ عَلَى فَيْئِكُمْ , ثُمَّ نَزَلَ , وَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى , اصْعَدْ , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ , وَلَكِنْ هَلُمُّوا فَبَايِعُوا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ , وَجَدِّدُوا لَهُ الْبَيْعَةَ فِي أَعْنَاقِكُمْ , فَأَجَابَهُ النَّاسُ إِلَى ذَلِكَ , فَقَبِلَ وِلَايَتَهُمْ , وَجَدَّدَ الْبَيْعَةَ لِعُثْمَانَ فِي رِقَابِهِمْ , وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ بِمَا صَنَعَ , فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عُثْمَانَ وَسَرَّهُ , فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ الْوَعْلِ التَّغْلِبِيُّ شَاعِرُ أَهْلِ الْكُوفَةِ: [البحر الطويل]

تَصَدَّقْ عَلَيْنَا ابْنَ عَفَّانَ , وَاحْتَسِبْ ... وَأَمِّرْ عَلَيْنَا الْأَشْعَرِيَّ لَيَالِيَا فَقَالَ عُثْمَانُ: نَعَمْ وَشُهُورًا وَسِنِينَ إِنْ بَقِيتُ , وَكَانَ الَّذِي صَنَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَوَّلَ وَهْنٍ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ حِينَ اجْتُرِئَ عَلَيْهِ , وَلَمْ يَزَلْ أَبُو مُوسَى وَالِيًا لِعُثْمَانَ عَلَى الْكُوفَةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ , وَلَمْ يَزَلْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ حِينَ رَجَعَ عَنِ الْكُوفَةِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى وَثَبَ النَّاسُ بِعُثْمَانَ , فَحَصَرُوهُ , فَلَمْ يَزَلْ سَعِيدٌ مَعَهُ فِي الدَّارِ يَلْزَمُهُ فِيمَنْ يَلْزَمُهُ لَمْ يُفَارِقْهُ وَيُقَاتِلُ دُونَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ , قَالَ: جَاءَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , §إِلَى مَتَى تُمْسِكَ بِأَيْدِينَا؟ قَدْ أَكَلَنَا أَكْلًا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْهُمْ مَنْ قَدْ رَمَانَا بِالنَّبْلِ , وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ رَمَانَا بِالْحِجَارَةِ , وَمِنْهُمْ شَاهِرٌ سَيْفَهُ , فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ , فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنِّي وَاللَّهِ , مَا أُرِيدُ قِتَالَهُمْ , وَلَوْ أَرَدْتُ قِتَالَهُمْ لَرَجَوْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ مِنْهُمْ وَلَكِنِّي أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ , وَأَكِلُ مِنَ أَلَّبَهُمْ عَلَيَّ إِلَى اللَّهِ؛ فَإِنَّا سَنَجْتَمِعُ عِنْدَ رَبِّنَا , فَأَمَّا قِتَالٌ فَوَاللَّهِ مَا آمُرُكَ بِقِتَالٍ , فَقَالَ سَعِيدٌ: وَاللَّهِ , لَا أَسْأَلُ عَنْكَ أَحَدًا أَبَدًا فَخَرَجَ , فَقَاتَلَ حَتَّى أُمَّ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ , فَضَرَبَهُ رَجُلٌ يَوْمَئِذٍ ضَرْبَةً مَأْمُومَةً , فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ الرَّعْدَ , فَيُغْشَى عَلَيْهِ. قَالُوا: فَلَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ , وَالزُّبَيْرُ , وَعَائِشَةُ مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُونَ الْبَصْرَةَ خَرَجَ مَعَهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ , وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ , فَلَمَّا نَزَلُوا مَرَّ الظَّهْرَانِ - وَيُقَالُ: ذَاتُ عِرْقٍ - قَامَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ عُثْمَانَ عَاشَ فِي الدُّنْيَا حَمِيدًا , وَخَرَجَ مِنْهَا فَقِيدًا , وَتُوُفِّيَ سَعِيدًا شَهِيدًا , فَضَاعَفَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ , وَحَطَّ سَيِّئَاتِهِ , وَرَفَعَ دَرَجَاتِهِ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا , وَقَدْ زَعَمْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ , أَنَّكُمْ إِنَّمَا تَخْرُجُونَ تَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ , فَإِنْ كُنْتُمْ ذَلِكَ تُرِيدُونَ فَإِنَّ قَتَلَةَ عُثْمَانَ عَلَى صُدُورِ هَذِهِ الْمَطِيِّ وَأَعْجَازِهَا , فَمِيلُوا عَلَيْهِمْ بِأَسْيَافِكُمْ وَإِلَّا فَانْصَرِفُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ , وَلَا تَقْتُلُوا فِي رَضَى الْمَخْلُوقِينَ أَنْفُسَكُمْ , وَلَا يُغْنِي النَّاسُ عَنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْئًا , فَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: لَا بَلْ نَضْرِبُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ , فَمَنْ قُتِلَ كَانَ الظَّفْرُ فِيهِ وَيَبْقَى الْبَاقِي فَنَطْلُبُهُ وَهُوَ وَاهِنٌ ضَعِيفٌ , وَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَقَالَ: إِنَّ الرَّأْيَ مَا رَأَى سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , مَنْ كَانَ مِنْ هَوَازِنَ فَأَحَبَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي فَلْيَفْعَلْ , فَتَبِعَهُ مِنْهُمْ أُنَاسٌ , وَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ الطَّائِفَ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَضَى الْجَمَلُ وَصِفِّينُ , وَرَجَعَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بِمَنِ اتَّبَعَهُ حَتَّى نَزَلَ مَكَّةَ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَضَى الْجَمَلُ وَصِفِّينُ , وَمَضَى طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ وَمَعَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ , وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَشَهِدُوا وَقْعَةَ الْجَمَلِ , فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ الْخِلَافَةَ وَلَّى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَوَلَّاهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَوَلَّاهَا مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ , ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا , وَوَلَّاهَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , فَمَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي وِلَايَتِهِ تِلْكَ سَنَةَ خَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ , فَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , وأمه أم عثمان , وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة , وأمها الصعبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد

§مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ , وَهِيَ آمِنَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ خُمْلِ بْنِ شِقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ , وَأُمُّهَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ ,

فَوَلَدَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَنِسْوَةً: عَبْدَ الْمَلِكِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَمُعَاوِيَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ زَبَّانَ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَبِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا قُطَيَّةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَأَبَانَ بْنَ مَرْوَانَ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ اللَّهِ دَرَجَ , وَأَيُّوبَ , وَعُثْمَانَ , وَدَاوُدَ , وَرَمْلَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبَانَ بِنْتِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعَمْرَو بْنَ مَرْوَانَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ أُمُّ وَلَدٍ. قَالُوا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ , فَلَمْ يَزَلْ مَعَ أَبِيهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ أَبُوهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , فَلَمْ يَزَلْ مَرْوَانُ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ , وَأَمَرَ لَهُ عُثْمَانُ بِأَمْوَالٍ , وَكَانَ يَتَأَوَّلُ فِي ذَلِكَ صِلَةَ قَرَابَتِهِ , وَكَانَ النَّاسُ يَنْقِمُونَ عَلَى عُثْمَانَ تَقْرِيبَهُ مَرْوَانَ , وَطَاعَتَهُ لَهُ , وَيَرَوْنَ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّا يُنْسَبُ إِلَى عُثْمَانَ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ عَنْ رَأْيِ مَرْوَانَ دُونَ عُثْمَانَ , فَكَانَ النَّاسُ قَدْ شَنِفُوا لِعُثْمَانَ لَمَّا كَانَ يَصْنَعُ بِمَرْوَانَ وَيُقَرِّبُهُ , وَكَانَ مَرْوَانُ يَحْمِلُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ وَعَلَى النَّاسِ , وَيُبَلِّغُهُ مَا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ , وَيُهَدِّدُونَهُ بِهِ , وَيُرِيهُ أَنَّهُ يَتَقَرَّبُ بِذَلِكَ إِلَيْهِ , وَكَانَ عُثْمَانُ رَجُلًا كَرِيمًا حَيِيًّا سَلِيمًا , فَكَانَ يُصَدِّقُهُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ , وَيَرُدُّ عَلَيْهِ بَعْضًا , وَيُنَازِعُ مَرْوَانُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ , فَيَرُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ , وَيَزْبُرُهُ , فَلَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ كَانَ مَرْوَانُ يُقَاتِلُ دُونَهُ أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَأَرَادَتْ عَائِشَةُ الْحَجَّ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ , فَأَتَاهَا مَرْوَانُ , وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعَيْصِ , فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ,

لَوْ أَقَمْتِ؛ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا تَرَيْنَ مَحْصُورٌ وَمُقَامُكِ مِمَّا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ , فَقَالَتْ: «قَدْ حَلَبْتُ ظَهْرِي , وَعَرَّيْتُ غَرَائِرِي , وَلَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى الْمُقَامِ» فَأَعَادُوا عَلَيْهَا الْكَلَامَ , فَأَعَادَتْ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُمْ , فَقَامَ مَرْوَانُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر المتقارب] وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ الْبِلَادَ ... حَتَّى إِذَا اسْتَعَرَتْ أَجْذَمَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّهَا الْمُتَمَثِّلُ عَلَيَّ بِالْأَشْعَارِ , وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّكَ وَصَاحِبُكَ هَذَا الَّذِي يَعْنِيكَ أَمَرُهُ فِي رِجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا رَحَا , وَأَنَّكُمَا فِي الْبَحْرِ , وَخَرَجَتْ إِلَى مَكَّةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يُقَاتِلُ يَوْمَ الدَّارِ أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَلَقَدْ ضُرِبَ يَوْمَئِذٍ كَعْبُهُ مَا يُظَنُّ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْهَيْثَمِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي حَفْصَةَ , مَوْلَى مَرْوَانَ قَالَ: خَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَئِذٍ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ شِيَيْمِ بْنِ الْبَيَّاعِ اللَّيْثِيُّ , فَضَرَبَهُ عَلَى قَفَاهُ بِالسَّيْفِ فَخَرَّ لِوَجْهِهِ , فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ بِسِكِّينٍ مَعَهُ لِيَقْطَعَ رَأْسَهُ , فَقَامَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ وَهِيَ فَاطِمَةُ الثَّقَفِيَّةُ وَهِيَ جَدَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَرَبِيِّ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ , فَقَالَتْ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ قَتَلْتَهُ فَمَا تَصْنَعُ بِلَحْمِهِ أَنْ تُبَضِّعَهُ فَاسْتَحْيَا عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ مِنْهَا فَتَرَكَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ , حَضَرَ ابْنَ الْبَيَّاعِ يَوْمَئِذٍ يُبَارِزُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ §فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى قِبَائِهِ قَدْ أَدْخَلَ طَرَفَيْهِ فِي مِنْطَقَتِهِ , وَتَحْتَ الْقَبَاءِ الدِّرْعُ , فَضَرَبَ مَرْوَانَ عَلَى قَفَاهُ ضَرْبَةً فَقَطَعَ عَلَابِيَّ رَقَبَتِهِ , وَوَقَعَ لِوَجْهِهِ , فَأَرَادُوا أَنْ يُذَفِّفُوا عَلَيْهِ , فَقِيلَ تُبَضِّعُونَ اللَّحْمَ. فَتُرِكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ , قَالَ: قَالَ لِي أَبِي بَعْدَ الدَّارِ وَهُوَ يَذْكُرُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ: §عِبَادَ اللَّهِ , وَاللَّهِ لَقَدْ ضَرَبْتُ كَعْبَهُ فَمَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ مَاتَ , وَلَكِنَّ الْمَرْأَةَ أَحْفَظَتْنِي قَالَتْ: مَا تَصْنَعْ بِلَحْمِهِ أَنْ تُبَضِّعَهُ , فَأَخَذَنِي الْحِفَاظُ فَتَرَكْتُهُ "

أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ ابْنُ أَسْمَاءٍ , عَنْ نَافِعٍ , قَالَ: §ضُرِبَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ ضَرْبَةً جَدَّتْ أُذُنَيْهِ , فَجَاءَ رَجُلٌ , وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَجْهَزَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ , تُمَثِّلُ بِجَسِدِ مَيِّتٍ , فَتَرَكَهُ. قَالُوا: فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَسَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ خَرَجَ مَعَهُمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , فَقَاتَلَ يَوْمَئِذٍ أَيْضًا قِتَالًا شَدِيدًا , فَلَمَّا رَأَى انْكِشَافَ النَّاسِ نَظَرَ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَاقِفًا , فَقَالَ: وَاللَّهِ , إِنْ دَمُ عُثْمَانَ إِلَّا عِنْدَ هَذَا؛ هُوَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَيْهِ , وَمَا أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ , فَفَوَّقَ لَهُ بِسَهْمٍ , فَرَمَاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ , وَقَاتَلَ مَرْوَانُ أَيْضًا حَتَّى ارْتُثَّ , فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ عَنَزَةَ , فَدَاوَوْهُ , وَقَامُوا عَلَيْهِ , فَمَا زَالَ آلُ مَرْوَانَ يَشْكُرُونَ ذَلِكَ لَهُمْ , وَانْهَزَمَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ , وَتَوَارَى مَرْوَانُ حَتَّى أُخِذَ لَهُ الْأَمَانُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَأَمَّنَهُ , فَقَالَ مَرْوَانُ: مَا تُقِرَّنِي نَفْسِي حَتَّى آتِيَهُ , فَأُبَايِعَهُ , فَأَتَاهُ , فَبَايَعَهُ , ثُمَّ انْصَرَفَ مَرْوَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْخِلَافَةَ , فَوَلَّى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَوَلَّى سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَأَعَادَ مَرْوَانَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَأَعَادَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , فَعَزَلَهُ وَوَلَّى الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَةُ وَمَرْوَانُ يَوْمَئِذٍ مَعْزُولٌ عَنِ الْمَدِينَةِ , ثُمَّ وَلَّى يَزِيدُ بَعْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ الْمَدِينَةَ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ أَخْرِجُوا عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَبَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَأَجْلَوْهُمْ عَنْهَا إِلَى الشَّامِ , وَفِيهِمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَأَخَذُوا عَلَيْهِمُ الْأَيْمَانَ أَلَّا يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ , وَإِنْ -[39]- قَدَرُوا أَنْ يَرُدُّوا هَذَا الْجَيْشَ الَّذِي قَدْ وُجِّهَ إِلَيْهِمْ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ أَنْ يَفْعَلُوا , فَلَمَّا اسْتَقْبَلُوا مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ سَلَّمُوا عَلَيْهِ , وَجَعَلَ يُسَائِلُهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا , فَجَعَلَ مَرْوَانُ يُخْبِرُهُ وَيُحَرِّضُهُ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: مَا تَرَوْنَ؟ تَمْضُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ تَرْجِعُونَ مَعِي؟ فَقَالُوا: بَلْ نَمْضِيَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ مَرْوَانُ مِنْ بَيْنَهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَرْجِعُ مَعَكَ , فَرَجَعَ مَعَهُ مُؤَازِرًا لَهُ , مُعِينًا لَهُ عَلَى أَمَرِهِ حَتَّى ظُفِرَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَقُتِلُوا , وَانْتُهِبَتِ الْمَدِينَةُ ثَلَاثًا , وَكَتَبَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِذَلِكَ إِلَى يَزِيدَ , وَكَتَبَ يَشْكُرُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ , وَيُذْكَرُ مَعُونَتَهُ إِيَّاهُ , وَمُنَاصَحَتَهُ , وَقِيَامَهُ مَعَهُ , وَقَدِمَ مَرْوَانُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الشَّامَ , فَشَكَرَ ذَلِكَ لَهُ يَزِيدُ , وَقَرَّبَهُ , وَأَدْنَاهُ , فَلَمْ يَزَلْ مَرْوَانُ بِالشَّامِ حَتَّى مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , وَقَدْ كَانَ عَقَدَ لِابْنِهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بِالْعَهْدِ بَعْدَهُ , فَبَايَعَ لَهُ النَّاسُ , وَأَتَتْهُ بَيْعَةُ الْآفَاقِ إِلَّا مَا كَانَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَهْلِ مَكَّةَ فَوَلِيَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ , وَيُقَالُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , وَلَمْ يَزَلْ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ كَانَ مَرِيضًا , فَكَانَ يَأْمُرُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِدِمَشْقَ , فَلَمَّا ثَقُلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ قِيلَ لَهُ: لَوْ عَهِدْتَ إِلَى رَجُلٍ عَهْدًا , وَاسْتَخْلَفْتَ خَلِيفَةً , فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا نَفَعَتْنِي حَيًّا فَأَتَقَلَّدُهَا مَيِّتًا , وَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَقَدِ اسْتَكْثَرَ مِنْهُ آلُ أَبِي سُفْيَانَ , لَا تَذْهَبُ بَنُو أُمَيَّةَ بِحَلَاوَتِهَا , وَأَتَقَلَّدُ مَرَارَتَهَا , وَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ أَبَدًا وَلَكِنْ إِذَا مُتُّ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ حَتَّى يَخْتَارُ النَّاسُ لِأَنْفُسِهِمْ , وَيَقُومُ بِالْخِلَافَةِ قَائِمٌ , فَلَمَّا مَاتَ صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ , وَقَامَ بِأَمْرِ النَّاسِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ , فَلَمَّا دُفِنَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ قَامَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَلَى قَبْرِهِ , فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ دَفَنْتُمْ؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ , فَقَالَ: هَذَا أَبُو لَيْلَى , فَقَالَ: أَزْنَمُ الْفَزَارِيُّ: [البحر البسيط] إِنِّي أَرَى فِتَنًا تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... فَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بِالشَّامِ , فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَالَفَ أُمَرَاءَ الْأَجْنَادِ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ -[40]- الزُّبَيْرِ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ بِحِمْصَ , وَزُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ بِقِنَّسْرِينَ , ثُمَّ دَعَا الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بِدِمَشْقَ النَّاسَ سِرًّا , ثُمَّ دَعَا النَّاسُ إِلَى بَيْعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَانِيَةً , فَأَجَابَهُ النَّاسُ إِلَى ذَلِكَ , وَبَايَعُوهُ لَهُ , وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَكَتَبَ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ بِعَهْدِهِ عَلَى الشَّامِ , فَكَتَبَ الضَّحَّاكُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ مِمَّنْ دَعَا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَتَوْهُ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مَرْوَانُ خَرَجَ يُرِيدُ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ لِيُبَايِعَ لَهُ , وَيَأْخُذَ مِنْهُ أَمَانًا لِبَنِي أُمَيَّةَ , وَخَرَجَ مَعَهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَلَمَّا كَانُوا بِأَذْرِعَاتٍ وَهِيَ مَدِينَةُ الْبَثَنِيَّةِ لَقِيَهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مُقْبِلًا مِنَ الْعِرَاقِ , فَقَالَ لِمَرْوَانَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ , أَرَضِيتَ لِنَفْسِكَ بِهَذَا؟ تُبَايِعُ لِأَبِي خُبَيْبٍ وَأَنْتَ سَيِّدُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَاللَّهِ , لَأَنْتَ أَوْلَى بِهَا مِنْهُ , فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: فَمَا الرَّأْيُ؟ قَالَ: أَنْ تَرْجِعَ , وَتَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ , وَأَنَا أَكْفِيكَ قُرَيْشًا وَمَوَالِيَهَا , وَلَا يُخَالِفُكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: صَدَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ؛ إِنَّكَ لَجَذْمُ قُرَيْشٍ وَشَيْخُهَا وَسَيِّدُهَا , وَمَا يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَّا إِلَى هَذَا الْغُلَامِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَتَزَوَّجْ أُمَّهُ , فَيَكُونَ فِي حِجْرِكَ , وَادْعُ إِلَى نَفْسِكَ؛ فَأَنَا أَكْفِيكَ الْيَمَانِيَةَ , فَإِنَّهُمْ لَا يُخَالِفُونَنِي، وَكَانَ مُطَاعًا عِنْدَهُمْ، عَلَى أَنْ تُبَايِعَ لِي مِنْ بَعْدِكَ. قَالَ: نَعَمْ , فَرَجَعَ مَرْوَانُ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ وَمَنْ مَعَهُمَا , وَقَدِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ دِمَشْقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَصَلَّى , ثُمَّ خَرَجَ , فَنَزَلَ بَابَ الْفَرَادِيسِ , فَكَانَ يَرْكَبُ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ كُلَّ يَوْمٍ؛ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ , فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: يَا أَبَا أُنَيْسٍ , الْعَجَبُ لَكَ وَأَنْتَ شَيْخُ قُرَيْشٍ تَدْعُو لِابْنِ الزُّبَيْرِ وَتَدَعْ نَفْسَكَ وَأَنْتَ أَرْضَى عِنْدَ النَّاسِ مِنْهُ , فَادْعُ إِلَى نَفْسِكَ , فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: أَخَذْتَ بَيْعَتَنَا وَعُهُودَنَا لِرَجُلٍ , ثُمَّ تَدْعُو إِلَى خَلْعِهِ عَنْ غَيْرِ حَدَثٍ أَحْدَثَهُ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَادَ إِلَى الدُّعَاءِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَغَيَّرَ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ وَمَكَرَ بِهِ: مَنْ أَرَادَ مَا تُرِيدُ لَمْ يَنْزِلِ الْمَدَائِنَ وَالْحُصُونَ , يُبَرَّزُ وَيُجْمَعُ إِلَيْهِ الْخَيْلُ , فَاخْرُجْ عَنْ دِمَشْقَ , وَاضْمُمْ إِلَيْكَ الْأَجْنَادَ , فَخَرَجَ -[41]- الضَّحَّاكُ , فَنَزَلَ الْمَرْجَ , وَبَقِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِدِمَشْقَ , وَمَرْوَانُ , وَبَنُو أُمَيَّةَ بِتَدْمُرَ , وَخَالِدٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِالْجَابِيَةِ عِنْدَ خَالِهِمَا حَسَّانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَحْدَلٍ , فَكَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مَرْوَانَ أَنِ ادْعُ النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِكَ , وَاكْتُبْ إِلَى حَسَّانَ بْنِ مَالِكٍ فَلْيَأْتِكَ؛ فِإِنَّهُ لَنْ يَرُدَّكَ عَنْ بَيْعَتِكَ , ثُمَّ سِرْ إِلَى الضَّحَّاكِ , فَقَدْ أَصْحَرَ لَكَ , فَدَعَا مَرْوَانُ بَنِي أُمَيَّةَ وَمَوَالِيَهُمْ , فَبَايَعُوهُ , وَتَزَوَّجَ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ , وَكَتَبَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَحْدَلٍ يَدْعُوهُ أَنْ يُبَايِعَ لَهُ وَيَقْدَمَ عَلَيْهِ , فَأَبَى , فَأُسْقِطَ فِي يَدَيْ مَرْوَانَ , فَأَرْسَلَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ أَنِ اخْرُجْ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَكَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ وَبَنُو أُمَيَّةَ جَمِيعًا مَعَهُ وَهُوَ بِالْجَابِيَةِ وَالنَّاسُ بِهَا مُخْتَلِفُونَ , فَدَعَاهُ إِلَى الْبَيْعَةِ , فَقَالَ حَسَّانُ: وَاللَّهِ , لَئِنْ بَايَعْتُمْ مَرْوَانَ لَيَحْسِدَنَّكُمْ عَلَاقَةُ سَوْطٍ , وَشِرَاكُ نَعْلٍ , وَظِلُّ شَجَرَةٍ؛ إِنَّ مَرْوَانَ وَآلَ مَرْوَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ قَيْسٍ يُرِيدُ أَنَّ مَرْوَانَ أَبُو عَشَرَةٍ وَأَخُو عَشَرَةٍ , فَإِنْ بَايَعْتُمْ لَهُ كُنْتُمْ عَبِيدًا لَهُمْ؛ فَأَطِيعُونِي , وَبَايِعُوا خَالِدَ

عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا عبد الرحمن , وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حزام بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور , فولد عبد الله بن عامر اثني عشر رجلا وست

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُ دَجَاجَةُ بِنْتُ أَسْمَاءِ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ حِزَامِ بْنِ سَمَّالِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَسِتَّ نِسْوَةٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ دَرَجَ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ , وَعَبْدَ اللَّهِ مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَزَيْنَبَ وَأُمُّهُمْ كَيِّسَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ وَأُمُّهَا بِنْتُ أَرْطَأَةَ بْنِ عَبْدِ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعَبْدَ الْحَكِيمِ , وَعَبْدَ الْحَمِيدِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَعَبْدَ الْمَجِيدِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ وَهُوَ أَبُو السَّنَابِلِ , وَعَبْدَ السَّلَامِ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَهُوَ أَبُو النَّضْرِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ , وَعَبْدَ الْجَبَّارِ , وَأَمَةَ الْحَمِيدِ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا الْحَنْفَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ الْوَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ , وَأَمَةَ الْغَفَّارِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ مَكْلَبَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ السَّمِينِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ مِنْ رَبِيعَةَ , وَعَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَمَةَ الْوَاحِدِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَقِيلٍ. قَالُوا: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ , فَلَمَّا

كَانَ عَامُ عُمْرَةِ الْقَضَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ مُعْتَمِرًا حَمَلَ إِلَيْهِ ابْنُ عَامِرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ فَحَنَّكَهُ فَتَلَمَّظَ وَتَثَاءَبَ , فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ فِي فِيهِ , وَقَالَ: «هَذَا ابْنُ السُّلَمِيَّةِ؟» . قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «هَذَا ابْنُنَا , وَهُوَ أَشْبَهُكُمْ بِنَا , وَهُوَ مُسْقًى» , فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ شَرِيفًا , وَكَانَ سَخِيًّا كَرِيمًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ. وُلِدَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً , قَالُوا: لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْخِلَافَةَ أَقَرَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى الْبَصْرَةِ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا أَوْصَى بِهِ عُمَرُ فِي الْأَشْعَرِيِّ أَنْ يُقِرَّ أَرْبَعَ سِنِينَ , ثُمَّ عَزَلَهُ عُثْمَانُ وَوَلَّى الْبَصْرَةَ ابْنَ خَالِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى: إِنِّي لَمْ أَعْزِلْكَ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ , وَإِنِّي لَأَحْفَظُ قَيْدَ اسْتِعْمَالِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِيَّاكَ , وَإِنِّي لَأَعْرِفُ فَضْلَكَ , وَإِنَّكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَصِلَ قَرَابَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ , وَقَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ يُعْطِيَكَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: وَاللَّهِ , لَقَدْ عَزَلَنِي عُثْمَانُ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَمَا عِنْدِي دِينَارٌ , وَلَا دِرْهَمٌ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيَّ أُعْطِيَةُ عِيَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ , وَمَا كُنْتُ لِأُفَارِقُ الْبَصْرَةَ وَعِنْدِي مِنْ مَالِهِمْ دِينَارٌ , وَلَا دِرْهَمٌ , وَلَمْ يَأْخُذْ مِنِ ابْنِ عَامِرٍ شَيْئًا , فَأَتَاهُ ابْنُ عَامِرٍ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى , مَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ أَعْرَفُ بِفَضْلِكَ مِنِّي. أَنْتَ أَمِيرُ الْبَلَدِ إِنْ أَقَمْتَ , وَالْمَوْصُولُ إِنْ رَحَلْتَ. قَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ يَا ابْنَ أَخِي خَيْرًا , ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَكَانَ ابْنُ عَامِرٍ رَجُلًا سَخِيًّا , شُجَاعًا , وَصُولًا لِقَوْمِهِ وَلِقَرَابَتِهِ , مُحَبَّبًا فِيهِمْ , رَحِيمًا , رُبَّمَا غَزَا فَيَقَعُ الْحِمْلُ فِي الْعَسْكَرِ فَيَنْزِلُ فَيُصْلِحُهُ , فَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ إِلَى سِجِسْتَانَ , فَافْتَتَحَهَا صُلْحًا عَلَى أَنْ لَا يَقْتُلَ بِهَا ابْنَ عِرْسٍ , وَلَا قُنْفُذَ , وَذَلِكَ لِمَكَانِ الْأَفْعَى بِهَا؛ إِنَّهُمَا يَأْكُلَانِهَا , ثُمَّ مَضَى إِلَى أَرْضِ الدَّوَّارِ فَافْتَتَحَهَا , ثُمَّ كَانَ ابْنُ عَامِرٍ يَغْزُو أَرْضَ الْبَارِزِ

وَقِلَاعِ فَارِسٍ , وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَيْضَاءِ مِنْ إِصْطَخْرَ غَلَبُوا عَلَيْهَا , فَسَارَ إِلَيْهَا ابْنُ عَامِرٍ فَافْتَتَحَهَا ثَانِيَةً , وَافْتَتَحَ جُورَ , وَالْكَارِيَانَ , وَالْفِنْسِجَانَ وَهُمَا مِنْ دَارَابْجِرْدَ , ثُمَّ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى خُرَاسَانَ , فَقِيلَ لَهُ بِهَا يَزْدَجِرْدُ بْنُ شَهْرَيَارَ بْنِ كِسْرَى وَمَعَهُ أَسَاوِرَةُ فَارِسٍ , وَقَدْ كَانُوا تَحَمَّلُوا بِخَزَائِنَ إِلَى كِسْرَى حَيْثُ هُزِمَ أَهْلُ نَهَاوَنْدَ , فَكُتِبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ أَنْ سِرْ إِلَيْهَا إِنْ أَرَدْتَ. قَالَ: فَتَجَهَّزَ , وَقَطَعَ الْبُعُوثَ , ثُمَّ سَارَ , وَاسْتَخْلَفَ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ عَلَى الْبَصْرَةِ عَلَى صَلَاتِهَا , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْخَرَاجِ رَاشِدًا الْجَدِيدِيَّ مِنَ الْأَزْدِ , ثُمَّ سَارَ عَلَى طَرِيقِ إِصْطَخْرَ , ثُمَّ أَخَذَ فِيمَا بَيْنَ خُرَاسَانَ وَكَرْمَانَ حَتَّى خَرَجَ عَلَى الطَّبَسَيْنِ , فَفَتَحَهُمَا وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ قَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ وَمَعَهُ فِتْيَانُ مِنْ فِتْيَانِ الْعَرَبِ , ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ مَرْوٍ فَوَجَّهَ إِلَيْهَا حَاتِمَ بْنَ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيَّ , وَنَافِعَ بْنَ خَالِدٍ الطَّاحِيَّ فَافْتَتَحَاهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى نِصْفِ الْمَدِينَةِ , وَافْتَتَحَا رُسْتَاقَهَا عَنْوَةً , وَفَتَحَا الْمَدِينَةَ صُلْحًا , وَقَدْ كَانَ يَزْدَجِرْدُ قُتِلَ قَبْلَ ذَلِكَ. خَرَجَ يَتَصَيَّدُ , فَمَرَّ بِنَقَّارِ رَحَا فَضَرَبَهُ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهُ النَّقَّارُ بِفَأْسٍ , فَنَثَرَ دِمَاغَهُ , ثُمَّ سَارَ ابْنُ عَامِرٍ نَحْوَ مَرْوِ الرُّوذِ فُوجَّهَ إِلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَوَّارِ بْنِ هَمَّامٍ الْعَبْدِيَّ فَافْتَتَحَهَا , وَوَجَّهَ يَزِيدَ الْجُرَشِيَّ إِلَى زَامَ وَبَاخَرْزَ وَجُوَيْنَ فَافْتَتَحَهَا جَمِيعًا عَنْوَةً , وَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَازِمٍ إِلَى سَرَخْسَ فَصَالَحَهُ مَرْزُبَانُهُمْ , وَفَتَحَ ابْنُ عَامِرٍ أَبْرَشَهْرَ عَنْوَةً , وَطُوسَ , وَطَخَارِسْتَانَ , ونَيْسَابُورَ , وَبُوشَنْجَ , وَبَاذَغِيسَ , وَأَبْيُورْدَ , وَبَلْخَ , وَالطَّالقَانَ , وَالْفَارِيَابَ , ثُمَّ بَعَثَ صَبِرَةَ بْنَ شِيمَانَ الْأَزْدِيَّ إِلَى هَرَاةَ , فَافْتَتَحَ رَسَاتِيقَهَا , وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْمَدِينَةِ , ثُمَّ بَعَثَ عِمْرَانَ بْنَ الْفَيْصَلِ الْبُرْجُمِيَّ إِلَى آمُلَ فَافْتَتَحَهَا. قَالَ: ثُمَّ خَلَفَ ابْنُ عَامِرٍ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى خُرَاسَانَ , فَنَزَلَ مَرْوَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ , ثُمَّ أَحْرَمَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْحَجِّ مِنْ خُرَاسَانَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ يَتَوَعَّدُهُ وَيُضَعِّفُهُ , وَيَقُولُ: تَعَرَّضْتَ لِلْبَلَاءِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ لَهُ: صِلْ قَوْمَكَ مِنْ قُرَيْشٍ , فَفَعَلَ , وَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ

وَكِسْوَةٍ , فَلَمَّا جَاءَتْهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ , إِنَّا نَرَى تُرَاثَ مُحَمَّدٍ يَأْكُلُهُ غَيْرُنَا , فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ , فَقَالَ لِابْنِ عَامِرٍ: قَبَّحَ اللَّهُ رَأْيَكَ , أَتُرْسِلُ إِلَى عَلِيٍّ بِثَلَاثَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُغْرِقَ , وَلَمْ أَدْرِ مَا رَأْيُكَ. قَالَ: فَأَغْرِقْ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , وَمَا يَتْبَعُهَا. قَالَ: فَرَاحَ عَلِيٌّ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَانْتَهَى إِلَى حَلْقَتِهِ , وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ صِلَاتَ ابْنِ عَامِرٍ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالَ عَلِيٌّ: هُوَ سَيِّدُ فَتَيَانِ قُرَيْشٍ غَيْرُ مُدَافَعٍ. قَالَ: وَتَكَلَّمَتِ الْأَنْصَارُ , فَقَالُوا: أَبَتِ الطُّلَقَاءُ إِلَّا عَدَاوَةً , فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ , فَدَعَا ابْنَ عَامِرٍ , فَقَالَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قِ عِرْضَكَ , وَدَارِ الْأَنْصَارَ؛ فَأَلْسِنَتُهُمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ. قَالَ: فَأَفْشَى فِيهِمُ الصِّلَاتِ وَالْكُسْى , فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: انْصَرِفْ إِلَى عَمَلِكَ. قَالَ: فَانْصَرَفَ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: قَالَ ابْنُ عَامِرٍ , وَفَعَلَ ابْنُ عَامِرٍ , فَقَالَ ابْنُ عَامِرٍ: إِذَا طَابَتِ الْكِسْبَةُ زَكَتِ النَّفَقَةُ , فَلَمْ تَحْتَمِلْهُ الْبَصْرَةُ , فَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْغَزْوِ , فَأَذِنَ لَهُ , فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ سَمُرَةَ أَنْ تَقَدَّمْ , فَتَقَدَّمَ , فَافْتَتَحَ بُسْتَ , وَمَا يَلِيهَا , ثُمَّ مَضَى إِلَى كَابُلَ وَزَابُلِسْتَانَ , فَافْتَتَحَهُمَا جَمِيعًا , وَبَعَثَ بِالْغَنَائِمِ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. قَالُوا: وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ عَامِرٍ يَنْتَقِصُ شَيْئًا شَيْئًا مِنْ خُرَاسَانَ حَتَّى افْتَتَحَ هَرَاةَ , وَبُوشَنْجَ , وَسَرَخْسَ , وَأَبْرَشَهْرَ , وَالطَّالَقَانَ , وَالْفَارِيَابَ , وَبَلْخَ , فَهَذِهِ خُرَاسَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ ابْنِ عَامِرٍ , وَعُثْمَانَ , وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى الْبَصْرَةِ وَهُوَ سَيَّرَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسِ الْعَنْبَرِيَّ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الشَّامِ بِأَمْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ اتَّخَذَ السُّوقَ لِلنَّاسِ بِالْبَصْرَةِ اشْتَرَى دُورًا , فَهَدَمَهَا , وَجَعَلَهَا سُوقًا , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ لَبِسَ الْخَزَّ بِالْبَصْرَةِ , لَبِسَ جُبَّةً دَكْنَاءَ , فَقَالَ النَّاسُ: لَبِسَ الْأَمِيرُ جِلْدَ دُبٍّ , ثُمَّ لَبِسَ جُبَّةً حَمْرَاءَ , فَقَالُوا: لَبِسَ الْأَمِيرُ قَمِيصًا أَحْمَرَ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْحِيَاضَ بِعَرَفَةِ , وَأَجْرَى إِلَيْهَا الْعَيْنَ , وَسَقَى النَّاسَ الْمَاءَ , فَذَلِكَ جَارٍ إِلَى الْيَوْمِ , فَلَمَّا اسْتَعْتَبَ عُثْمَانُ مِنْ عُمَّالِهِ كَانَ فِيمَا شَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ يُقِرَّ ابْنَ عَامِرٍ بِالْبَصْرَةِ لِتَحَبُّبِهِ إِلَيْهِمْ وَصَلْتِهِ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا نَشَبَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ دَعَا ابْنُ

عَامِرٍ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَعَقَدَ لَهُ جَيْشًا إِلَى عُثْمَانَ , فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِأَدْانِي بِلَادِ الْحِجَازِ خَرَجَتْ خَارِجَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَلَقُوا رَجُلًا , فَقَالُوا: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ نَعْثَلُ , وَهَذِهِ خُصْلَةٌ مِنْ شَعْرِهِ , فَحَمَلَ عَلَيْهِ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ مَعَ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَقَتَلَهُ , فَكَانَ أَوَّلَ مَقْتُولٍ قُتِلَ فِي دَمِ عُثْمَانَ , ثُمَّ رَجَعَ مُجَاشِعٌ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُ عَامِرٍ حَمَلَ مَا فِي بَيْتِ الْمَالِ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيَّ , ثُمَّ شَخَصَ إِلَى مَكَّةَ , فَوَافَى بِهَا طَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ وَهُمْ يُرِيدُونَ الشَّامَ , فَقَالَ: لَا بَلِ ائْتُوا الْبَصْرَةَ؛ فَإِنَّ لِي بِهَا صَنَائِعَ وَهِيَ أَرْضُ الْأَمْوَالِ , وَبِهَا عَدَدُ الرِّجَالِ , وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ مَا خَرَجْتُ مِنْهَا حَتَّى أَضْرِبَ بَعْضَ النَّاسِ بِبَعْضٍ , فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: هَلَّا فَعَلْتَ , أَشْفَقْتَ عَلَى مَنَاكِبِ تَمِيمٍ , ثُمَّ أَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْمَسِيرِ إِلَى الْبَصْرَةِ , ثُمَّ أَقْبَلَ بِهِمْ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْجَمَلِ مَا كَانَ , وَهُزِمَ النَّاسُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ إِلَى الزُّبَيْرِ , فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَقَالَ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ , فَلَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا. فَقَالَ الزُّبَيْرُ: خَلِّ بَيْنَ الْغَارَيْنِ يَضْطَرِبَانِ؛ فَإِنَّ مَعَ الْخَوْفِ الشَّدِيدِ الْمَطَامِعَ , فَلَحِقَ ابْنُ عَامِرٍ بِالشَّامِ حَتَّى نَزَلَ دِمَشْقَ , وَقَدْ قُتِلَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْجَمَلِ , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , فَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ أَبُو الْعَنْبَسِ الْغُدَانِيُّ فِي خُرُوجِ ابْنِ عَامِرٍ إِلَى دِمَشْقَ: [البحر الطويل] أَتَانِي مِنَ الْأَنْبَاءِ أَنَّ ابْنَ عَامِرٍ ... أَنَاخَ وَأَلْقَى فِي دِمَشْقَ الْمَرَاسِيَا يُطِيفُ بِحَمَّامَيْ دِمَشْقَ وَقَصْرِهِ ... بِعَيْشِكَ إِنْ لَمْ يَأْتِكِ الْقَوْمُ رَاضِيَا رَأَى يَوْمَ إِنْقَاءِ الْفَرَاضِ وَقِيعَةً ... وَكَانَ إِلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ دَاعِيَا كَأَنَّ الشَّرِيجِيَّاتَ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ ... بَوَارِقُ غَيْثٍ رَاحَ أَوْ طَفَّ دَانِيَا فَنَدَّ نَدِيدًا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... وَكَانَ عِرَاقِيًّا فَأَصْبَحَ شَامِيَا وَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ عَامِرٍ عَنِ الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَيْهَا عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيَّ ,

فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ , وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ , وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ فِي صِفِّينَ , وَلَكِنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا بَايَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَلَّى بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاَةَ الْبَصْرَةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَامِرٍ: إِنَّ لِي بِهَا وَدَائِعَ عِنْدَ قَوْمٍ , فَإِنْ لَمْ تُوَلِّنِي الْبَصْرَةَ ذَهَبَتْ , فَوَلَّاهُ الْبَصْرَةَ ثَلَاثَ سِنِينَ , وَمَاتَ ابْنُ عَامِرٍ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ بِسَنَةٍ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , بِمَنْ نُفَاخِرُ وَبِمَنْ نُبَاهِي

عبيد الله بن عدي الأكبر ابن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , فولد عبيد الله بن عدي المختار وأمه أم ولد , وحميدة بنت عبيد الله وأمها ميمونة بنت سفيان بن فهم , وابنة لعبيد

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْأَكْبَرُ ابْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْمُخْتَارَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَحَمِيدَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا مَيْمُونَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ فَهْمٍ , وَابْنَةً لِعُبَيْدِ اللَّهِ أُخْرَى أُمُّهَا مِنْ فَهْمٍ , وَقَدْ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَمَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار , فولد عبد الرحمن بن زيد عمر وأمه أم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَمَّارٍ

بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ قَسِّيٍّ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَرَجُلًا آخَرَ وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَعَبْدَ الْحَمِيدِ وَلِيَ الْكُوفَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَأُمَّ جَمِيلٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , وَأُسَيْدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا , وَإِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمْ سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ حُمَيْدٍ , وَحَفْصَةَ , وَأُمَّ زَيْدٍ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى. قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ , وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ أَوْ نَافِعٍ - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: كُنْتُ أَنَا وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْبَحْرِ §وَنَحْنُ حُرُمٌ يُغَيِّبُ رَأْسِي وَأُغَيِّبُ رَأْسَهُ , وَعُمَرُ يَنْظُرُ بِالسَّاحِلِ " أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَظَرَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ يَا مُحَمَّدُ , وَفَعَلَ وَفَعَلَ. سَمِعَهُ يَسُبُّهُ , فَقَالَ: ادْنُ يَا ابْنَ زَيْدٍ , أَلَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ - أَوْ قَالَ مُحَمَّدًا - يُسَبُّ بِكَ وَاللَّهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتُ حَيًّا , فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ حَنَّطَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَفَّنَهُ , وَحَمَلَهُ , ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ , §فَصَلَّى , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَلَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ أَيَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -[51]- بْنِ الْعَوَّامِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَالِيًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَلَى مَكَّةَ فَوَفَدَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَمَكَثَ سَبْعًا , ثُمَّ خَرَجَ عَلَى فَرَسٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ مُشَمِّرًا , عَلَى يَدِهِ بَازِيٌّ , فَقُلْتُ: §مَا عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَكَلَّمْتُهُ , فَأَنْكَرْتُ عَقْلَهُ , ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَكَّةَ , فَكَانَ آثَرَ النَّاسِ عِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ , فَعَزَلَهُ عَنْ مَكَّةَ وَوَلَّاهَا الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ "

عبد الرحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه أمامة بنت الدجيج من غسان , فولد عبد الرحمن بن سعيد زيدا , وسعيدا لا بقية له , وفاطمة وأمهم أم ولد , وعمرو بن عبد الرحمن وأمه من بني خطمة , ويقال

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ الدُّجِيجِ مِنْ غَسَّانَ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ زَيْدًا , وَسَعِيدًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَمْرَو بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ , وَيُقَالُ بَلْ أُمُّهُ أُمُّ ثَابِتٍ , وَيُقَالُ أُمُّ أُنَاسٍ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ مِنْ آلِ يَرْبُوعٍ قَالَ: «دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْعَدَوِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ اسْمُهُ مُوسَى , فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , فَثَبَتَ اسْمُهُ إِلَى الْيَوْمِ , وَذَلِكَ حِينَ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَ مَنْ تَسَمَّى بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " دُعِيَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَهُوَ يَسْتَجْمِرُ

لِلْجُمُعَةِ , فَذَهَبَ إِلَيْهِ , وَذَهَبْنَا مَعَهُ , فَأَمَرَنِي , §فَغَسَلْتُهُ وَابْنُ عُمَرَ يَصُبُّ الْمَاءَ وَغَسَلَ رَجُلٌ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَوَجْهَهُ , وَجَعَلَ الْمَاءَ فِي مَنْخِرَيْهِ وَفِي فِيهِ , ثُمَّ غَسَلَ عُنُقَهُ وَصَدْرَهُ وَفَرْجَهُ , وَقَدْ جَعَلَ عَلَى فَرْجِهِ خِرْقَةً أَوَّلَ ذَلِكَ حِينَ جَرَّدَهُ , فَغَسَلَهُ حَتَّى بَلَغَ قَدَمَيْهِ , ثُمَّ قَلَبَهُ , فَغَسَّلْنَا خَلْفَهُ كَمَا غَسَّلْنَا مُقَدَّمَهُ , ثُمَّ أَقْعَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَأَمْسَكَ رَجُلٌ بِمَنْكِبَيْهِ فَعَصَرَ بَطْنَهُ , وَرَجُلٌ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ , ثُمَّ نَفَضَ رَأْسَهُ هَذِهِ غَسْلَةٌ بِالْمَاءِ , ثُمَّ غَسَّلَهُ الثَّانِيَةَ بِالسِّدْرِ وَالْمَاءِ , ثُمَّ غَسَّلَهُ الثَّالِثَةَ بِالْمَاءِ وَالْكَافُورِ يُصِبْهُ عَلَيْهِ فَهَذِهِ ثَلَاثُ غَسَلَاتٍ , ثُمَّ جَفَّفَهُ فِي شَيْءٍ , ثُمَّ حَشَوْهُ قُطْنًا فِي مَنْخِرَيْهِ وَفِيهِ وَأُذُنَيْهِ وَدُبُرِهِ , ثُمَّ أُتِيَ بِهِ إِلَى أَكْفَانِهِ وَهِيَ خَمْسَةٌ , فَأُلْبِسَ الْقَمِيصَ غَيْرَ مُزَرَّرٍ , ثُمَّ حُنِّطَ فِي مُقَدَّمَهِ , وَعِنْدَ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ حَتَّى بَلَغَ رِجْلَيْهِ , فَمَا فَضَّلَهُ جَعَلَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ , ثُمَّ لَفَّ رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ بِعِمَامَةٍ , ثُمَّ أُدْرِجَ بِالْأَثْوَابِ الثَّلَاثَةِ , فَأَدْخَلَهَا هَكَذَا وَهَكَذَا , وَلَمْ تُعْقَدْ , ثُمَّ قَالَ نَافِعٌ: هَكَذَا غُسِّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ , وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ "

محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه حمنة بنت جحش بن رئاب وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , فولد محمد بن طلحة إبراهيم الأعرج وكان شريفا صارما ولاه عبد الله بن الزبير خراج العراق , وسليمان بن

§مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ إِبْرَاهِيمَ الْأَعْرَجَ وَكَانَ شَرِيفًا صَارِمًا وَلَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ خَرَاجَ الْعِرَاقِ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَدَاوُدَ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ وَأُمُّهُمْ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ سَيَّارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارَةَ , وَأَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أُمُّهُ أَيْضًا خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورِ -[53]- بْنِ زَبَّانَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " لَمَّا وَلَدَتْ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ جَاءَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , فَقَالَتْ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ: «اسْمُهُ مُحَمَّدٌ , وَكُنْيَتُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ. §لَا أَجْمَعُ لَهُ بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ , عَنْ أَحَدِ ابْنَيْ طَلْحَةَ مُوسَى أَوْ عِيسَى - شَكَّ يَزِيدُ - قَالَ: حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَتْ: " لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ: «مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قُلْنَا: مُحَمَّدًا. قَالَ: «§هَذَا سَمِيَّتِي , وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ» أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ كَانَا يُكَنَّيَانِ بِأَبِي الْقَاسِمِ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَمِنْ بَيْنِ أَهْلِ بَيْتِهِ يَقُولُ: كَانَتْ كُنْيَةُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ أَبَا الْقَاسِمِ , وَكَنَّى ابْنَهُ بِهَا وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا , وَكَانَ أَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يَأْخُذُ بِالْكُنْيَةِ الْأُولَى , فَكَانَتْ كُنْيَتُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ كُنْيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ الَّتِي رُوِيَتْ لَنَا أَوَّلًا , وَكَانَ أَهْلُ بَيْتِهِ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ وَيَرْوُونَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْبَصْرِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: " نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ , وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ , وَفَعَلَ , وَجَعَلَ يَسُبُّهُ , فَقَالَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا ابْنَ زَيْدٍ , ادْنُ مِنِّي أَلَا أَرَى مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ وَاللَّهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتُ حَيًّا , فَسَمَّاهُ -[54]- عَبْدَ الرَّحْمَنِ. قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي طَلْحَةَ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةٌ وَأَكْبَرُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَهُ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَنْشُدُكَ اللَّهَ , فَوَاللَّهِ إِنْ سَمَّانِي مُحَمَّدًا لَمُحَمَّدٌ , فَقَالَ عُمَرُ: §قُومُوا فَلَا سَبِيلَ إِلَى شَيْءٍ سَمَّاهُ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُمَرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا ضَرَّ أَحَدَكُمْ لَوْ كَانَ فِي بَيْتِهِ مُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدَانِ وَثَلَاثَةٌ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يُسَمَّى السَّجَّادَ لِعِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ فِي نَفْسِهِ , وَقَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَنْزِلَ فِي قَبْرِ خَالَتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ , وَشَهِدَ مَعَ أَبِيهِ الْجَمَلَ , فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَلَمَّا قَدِمُوا الْبَصْرَةَ , فَأَخَذُوا بَيْتَ الْمَالِ خَتَمَاهُ جَمِيعًا طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَتَدَافَعَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ حَتَّى كَادَتِ الصَّلَاةُ تَفُوتُ , ثُمَّ اصْطَلَحَا عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ صَلَاةً وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ صَلَاةً , فَذَهَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَتَقَدَّمُ فَأَخَّرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , وَذَهَبَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يَتَقَدَّمُ فَأَخَّرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ أَوَّلِ صَلَاةٍ , فَاقْتَرَعَا , فَقَرَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , فَتَقَدَّمَ , فَقَرَأَ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قَالُوا: وَقَاتَلَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ قِتَالًا شَدِيدًا , فَلَمَّا لُحِمَ الْأَمْرُ وَعُقِرَ الْجَمَلُ وَقُتِلَ كُلُّ مَنْ أَخَذَ بِخِطَامِهِ , فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ وَعَائِشَةُ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهَا: مَا تَرَيْنَ يَا أُمَّهْ؟ قَالَتْ: أَرَى أَنْ تَكُونَ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ , فَلَمْ يَزَلْ كَافًّا , فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُكَعْبِرٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ حَلِيفٌ لِبَنِي أَسَدٍ , فَحَمَلَ عَلَيْهِ بِالرُّمْحِ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: أُذَكِّرُكَ {حم} [غافر: 1] , فَطَعَنَهُ , فَقَتَلَهُ , وَيُقَالُ الَّذِي قَتَلَهُ ابْنُ مُكَيْسٍ الْأَزْدِيُّ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مُعَاوِيَةُ بْنُ شَدَّادٍ الْعَبْسِيُّ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِصَامُ بْنُ الْمُقْشَعِرِّ النَّصْرِيُّ , وَكَانَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ يُقَالُ لَهُ السَّجَّادُ , وَكَانَ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ صَلَاةً , وَقَالَ

الَّذِي قَتَلَهُ: [البحر الطويل] وَأَشْعَثَ قَوَّامٍ بِآيَاتِ رَبِّهِ ... قَلِيلِ الْأَذَى فِيمَا تَرَى الْعَيْنُ مُسْلِمِ هَتَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ ... فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ يُذَكِّرُنِي حم وَالرُّمْحُ شَارِعٌ ... فَهَلَّا تَلَاحَمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ لَيْسَ تَابِعًا ... عَلِيًّا وَمَنْ لَا يَتْبِعِ الْحَقَّ يَنْدَمِ قَالُوا: وَأَفْرَجَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ عَنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ قَتِيلٍ , فَسَارَ عَلِيٌّ مِنْ لَيْلَتِهِ فِي الْقَتْلَى مَعَهُ النِّيرَانُ فَمَرَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَتِيلًا , فَرَدَّ رَأْسَهُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , فَقَالَ: يَا حَسَنُ , السَّجَّادُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَتِيلٌ كَمَا تَرَى , ثُمَّ قَالَ: أَبُوهُ صَرَعَهُ هَذَا الْمَصْرَعَ , وَقَالَ: لَوْلَا أَبُوهُ وَبِرُّهُ بِهِ مَا خَرَجَ ذَلِكَ الْمَخْرَجَ؛ لِوَرَعِهِ وَفَضْلِهِ , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا كَانَ أَغْنَاكَ عَنْ هَذَا , فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا لِي وَلَكَ يَا حَسَنُ. وَقَدْ كَانَ قَالَ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ: يَا حَسَنُ , وَدَّ أَبُوكَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ مَاتَ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً

إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أم حكيم وهي البيضاء بنت

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُرَيْرًا , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَشُفَيَّةَ وَهِيَ الشِّفَاءُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعُمَرَ , وَالْمِسْوَرَ , وَسَعْدًا ,

وَصَالِحًا , وَزَكَرِيَّاءَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعَتِيقًا , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمَا بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعُثْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُ عَلْيَاءُ بِنْتُ مَعْرُوفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خِرْنِقٍ , وَهُودَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ , وَشُفَيَّةَ الصُّغْرَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَالزُّبَيْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ عَبَّادٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْوَلِيدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §حَرَّقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ , وَكَانَ حَانُوتًا لِلشَّرَابِ , وَكَانَ عُمَرُ قَدْ نَهَاهُ , فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلْتَهِبُ كَأَنَّهُ جَمْرَةٌ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ رَوَى عَنْ عُمَرَ سَمَاعًا وَرُؤْيَةً غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ , وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ , وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَأَبِي بَكْرَةَ. وَتُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

مالك بن أوس بن الحدثان أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. يقولون: إنه ركب الخيل في الجاهلية , وكان قديما ولكنه تأخر إسلامه , ولم يبلغنا أنه رأى النبي عليه السلام , ولا روى عنه شيئا , وقد روى عن عمر

§مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ أَحَدُ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ. يَقُولُونَ: إِنَّهُ رَكِبَ الْخَيْلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَكَانَ قَدِيمًا وَلَكِنَّهُ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ , وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ رَأَى -[57]- النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَلَا رَوَى عَنْهُ شَيْئًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ

عبد الرحمن بن عبد القاري وهو من القارة , والقارة ولد محلم بن غالب بن عائذة بن ييثع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر , وإنما سموا القارة لأن يعمر الشداخ بن عوف الليثي أراد أن يفرقهم في بطون كنانة , فقال رجل منهم: دعونا قارة لا تنفرونا

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ وَهُوَ مِنَ الْقَارَةِ , وَالْقَارَةُ وَلَدُ مُحَلَّمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ عَائِذَةَ بْنِ يَيْثَعَ بْنِ مَلِيحِ بْنِ الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ , وَإِنَّمَا سُمُّوا الْقَارَةَ لِأَنَّ يَعْمَرَ الشَّدَّاخَ بْنَ عَوْفٍ اللَّيْثِيَّ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَهُمْ فِي بُطُونِ كِنَانَةَ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: [البحر الوافر] دَعُونَا قَارَةً لَا تُنْفِرُونَا ... فَنُجْفِلَ مِثْلَ إِجْفَالِ الظَّلِيمِ فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْقَارَةَ , وَفِيهِمْ يَقُولُ الْقَائِلُ: قَدْ أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا , وَكَانُوا رُمَاةً , وَالْقَارَةُ مِنَ الْأَحَابِيشِ , وَالْأَحَابِيشُ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَالْمُصْطَلِقُ وَاسْمُهُ جَذِيمَةُ , وَالْحَيَا وَاسْمُهُ عَامِرٌ ابْنَا سَعْدٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَعَضَلَ , وَالْقَارَةُ مِنْ وَلَدِ الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَعَضَلُ هُوَ ابْنُ الدِّيشِ بْنِ مُحَلَّمٍ , وَسُمُّوا أَحَابِيشَ؛ لِأَنَّهُمْ تَحَبَّشُوا أَيْ: تَجَمَّعُوا وَهُمْ جَمِيعًا حُلَفَاءُ لِقُرَيْشٍ عَلَى بَنِي بَكْرٍ , وَيُقَالُ: تَحَالَفُوا عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ حُبْشِيٌّ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَسُمُّوا بِهِ الْأَحَابِيشَ وَحَالَفَتِ الْقَارَةُ خَاصَّةَ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ حِلْفًا صَحِيحًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَتَزَوَّجُوا فِي بَنِي زُهْرَةَ حَيْثُ شَاءُوا , وَعَامَّةُ أُمَّهَاتِهِمْ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ عَنْ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ , وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً

إبراهيم بن قارظ بن أبي قارظ واسمه خالد بن الحارث بن عبيد بن تيم بن عمرو بن الحارث بن مبذول بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة. دخل أبو قارظ مكة وكان جميلا شاعرا , فقالت قريش: حليفنا وعقيدنا وأخونا وناصرنا وملتقى أكفنا. تعني بملتقى أكفنا أي: كلنا يد معه ,

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَارِظِ بْنِ أَبِي قَارِظٍ وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. دَخَلَ أَبُو قَارِظٍ مَكَّةَ وَكَانَ جَمِيلًا شَاعِرًا , فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: حَلِيفُنَا وَعَقِيدُنَا وَأَخُونَا وَنَاصِرُنَا وَمُلْتَقَى أَكُفِّنَا. تَعْنِي بِمُلْتَقَى أَكُفِّنَا أَيْ: كُلُّنَا يَدٌ مَعَهُ , فَكُلُّهُمْ دَعَاهُ عَلَى أَنْ يُنْزِلَهُ وَيُزَوِّجَهُ , فَقَالَ: امْهِلُونِي ثَلَاثًا , فَخَرَجَ إِلَى حِرَاءٍ , فتعَبَّدَ فِي رَأْسِهِ ثَلَاثًا , ثُمَّ نَزَلَ وَقَدْ أَجْمَعَ أَنْ يُحَالِفَ أَوَّلَ رَجُلٍ يَلْقَاهُ مِنْ قُرَيْشٍ , فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ عَبْدَ عَوْفِ بْنَ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ جَدَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَأَخَذَ بِيَدِهِ , وَخَرَجا حَتَّى دَخَلَا الْمَسْجِدَ , فَوَقَفَا عِنْدَ الْبَيْتِ , وَتَحَالَفَا وَشَدَّ لَهُ عَبْدُ عَوْفٍ الْحِلْفَ. وَقَدْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَارِظٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: عَضَلَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ مَا يَرْضَوْنَ بِأَمِيرٍ , وَلَا يَرْضَى عَنْهُمْ أَمِيرٌ

عبد الله بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل , حلفاء بني زهرة بن كلاب , ويكنى أبا عبد الرحمن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ , حُلَفَاءُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ عَلَى السُّوقِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْقِطْنِيَّةِ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , -[59]- ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَزَلَهَا وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْعِرَاقِ , وَكَانَ ثِقَةً رُفَيْعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْفُتْيَا فَقِيهًا

نوفل بن إياس الهذلي

§نَوْفَلُ بْنُ إِيَاسٍ الْهُذَلِيُّ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ , عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كُنَّا نَقُومُ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِرَقًا فِي الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ هَاهُنَا وَهَاهُنَا , فَكَانَ النَّاسُ يَمِيلُونَ إِلَى أَحْسَنِهِمْ صَوْتًا , فَقَالَ عُمَرُ: §أَلَا أُرَاهُمْ قَدِ اتَّخَذُوا الْقُرْآنَ أَغَانِيَ , أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُغَيِّرَنَّ هَذَا. قَالَ: فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى أَمَرَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَصَلَّى بِهِمْ , ثُمَّ قَامَ فِي آخِرِ الصُّفُوفِ , فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ هَذِهِ بِدْعَةً لَنِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هِيَ "

الحارث بن عمرو الهذلي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عن عمر بن الخطاب أحاديث منها كتابه إلى أبي موسى الأشعري في الصلاة , وقد روى أيضا عن عبد الله بن مسعود وغيره , ومات الحارث بن عمرو سنة سبعين

§الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْهُذَلِيُّ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَحَادِيثَ مِنْهَا كِتَابُهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي الصَّلَاةِ , وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ , وَمَاتَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو سَنَةَ سَبْعِينَ

عبد الله بن ساعدة الهذلي , ويكنى أبا محمد. روى عن عمر بن الخطاب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيُّ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُثْمَانَ الْأَخْنَسِيِّ , عَنِ ابْنِ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَضْرِبُ التُّجَّارَ بِدِرَّتِهِ إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى الطَّعَامِ بِالسُّوقِ حَتَّى يَدْخُلُوا سِكَكَ أَسْلَمَ , وَيَقُولُ: «§لَا تَقْطَعُوا عَلَيْنَا سَابِلَتَنَا وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ»

النضر بن سفيان الهذلي روى عن عمر بن الخطاب , وقد روي عنه

§النَّضْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْهُذَلِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

علقمة بن وقاص بن محصن بن كلدة بن عبد ياليل بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة , وقد روى عن عمر بن الخطاب , وكان ثقة قليل الحديث , وله دار بالمدينة في بني ليث , وله بها عقب. من ولده محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الذي روى عن أبي

§عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصِ بْنِ مِحْصَنِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي لَيْثٍ , وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ. مِنْ وَلَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , وَتُوُفِّيَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

عبد الله بن شداد بن أسامة بن عمرو وعمرو هو الهاد بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن ليث وأمه سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية , وإنما سمي عمرو الهادي؛ لأنه كان توقد ناره ليلا للأضياف , ولمن سلك الطريق , وقد روى عبد الله بن شداد عن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ عَمْرٍو وَعَمْرٌو هُوَ الْهَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَتُوَارَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَمْرٌو الْهَادِيَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ تُوقَدُ نَارُهُ لَيْلًا لِلْأَضْيَافِ , وَلِمَنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ شِيعِيًّا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ أَخُو ابْنَةِ حَمْزَةَ لِأُمِّهَا» أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا كَانَتِ ابْنَةُ حَمْزَةَ مِنِّي؟ كَانَتْ أُخْتِي لِأُمِّي " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ يَأْتِي الْكُوفَةَ كَثِيرًا فَيَنْزِلُهَا , وَخَرَجَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ , فَقُتِلَ يَوْمَ دُجَيْلٍ

جعونة بن شعوب , وهو من ولد الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جعونة بن عويرة بن شجع بن عامر بن ليث. وشعوب امرأة من خزاعة , وهي أم الأسود , وكان الأسود حليفا لأبي سفيان بن حرب وشهد معه أحدا وهو الذي أنقذه يوم أحد حين قتل حنظلة الغسيل , وسمع جعونة بن شعوب من

§جَعْوَنَةُ بْنُ شَعُوبَ , وَهُوَ مِنْ وَلَدِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ عَوِيرَةَ بْنِ شِجْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ. وَشَعُوبُ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ , وَهِيَ أُمُّ الْأَسْوَدِ , وَكَانَ الْأَسْوَدُ حَلِيفًا لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا وَهُوَ الَّذِي أَنْقَذَهُ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ قَتَلَ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلَ , وَسَمِعَ جَعْوَنَةُ بْنُ شَعُوبَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

حماس الليثي من بني كنانة , وهو أبو أبي عمرو بن حماس من أنفسهم وله دار بالمدينة , وقد روى عن عمر بن الخطاب. وكان شيخا قليل الحديث

§حِمَاسٌ اللَّيْثِيُّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ , وَهُوَ أَبُو أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ شَيْخًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ

مليح بن عوف السلمي

§مَلِيحُ بْنُ عَوْفٍ السُّلَمِيُّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ مَلِيحِ بْنِ عَوْفٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: " بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ صَنَعَ بَابًا مُبَوَّبًا مِنْ خَشَبِ عَلَى بَابِ دَارِهِ , وَخَصَّ عَلَى قَصْرِهِ خُصًّا مِنْ قَصَبٍ , فَبَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَأَمَرَنِي بِالْمَسِيرِ مَعَهُ. وَكُنْتُ دَلِيلًا بِالْبِلَادِ , فَخَرَجْنَا , وَقَدْ أَمَرَهُ §أَنْ يُحْرِقَ ذَلِكَ الْبَابَ وَذَلِكَ الْخُصَّ , وَأَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ سَعْدًا لِأَهْلِ الْكُوفَةِ فِي مَسَاجِدِهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بَلَغَهُ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ سَعْدًا حَابَى فِي بَيْعِ خُمْسٍ بَاعَهُ. فَانْتَهَيْنَا إِلَى دَارِ سَعْدٍ فَأَحْرَقَ الْبَابَ وَالْخُصَّ , وَأَقَامَ مُحَمَّدٌ سَعْدًا فِي مَسَاجِدِهَا , فَجَعَلَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ سَعْدٍ وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَهُ بِهَذَا فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يُخْبِرُهُ إِلَّا خَيْرًا

سنين أبو جميلة رجل من بني سليم من أنفسهم. له أحاديث. سمع من عمر بن الخطاب , وفي حديث صالح بن كيسان عن الزهري عن سنين أبي جميلة السليطي , وكان منزله بالعمق

§سُنَيْنٌ أَبُو جَمِيلَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لَهُ أَحَادِيثُ. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَفِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُنَيْنٍ أَبِي جَمِيلَةَ السَّلِيطِيِّ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالْعُمْقِ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ سُنَيْنًا أَبَا جَمِيلَةَ يَقُولُ: " §وَجَدْتُ مَنْبُوذًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ , فَذَكَرَهُ عَرِيفِي لَهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيَّ , فَدَعَانِي , فَقَالَ لِي: هُوَ حُرٌّ , وَوَلَاؤُهُ لَكَ , وَعَلَيْنَا رَضَاعَهُ "

مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن معرب - وإنما سمي معربا لفصاحته؛ لأنه أول من أقام اللسان العربي - بن مهرم وهو قحطان بن

§مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ ذُو أَصْبَحَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ مُعْرِبِ - وَإِنَّمَا سُمِّيَ مُعْرِبًا لِفَصَاحَتِهِ؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَقَامَ اللِّسَانَ الْعَرَبِيَّ - بْنِ مُهَرِّمٍ وَهُوَ قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمِنَ بْنِ قَيْسِ بْنِ نَبْتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. هَكَذَا نَسَبَهُ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ابْنِ عَمِّ مَالِكِ بْنِ أَنَسِ , وَهُوَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ وَلَدِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمُّ جَدِّي: الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ وَهُوَ عَمُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْمُفْتِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ تَحْتَ قَفْلَةٍ يَعْنِي شَجَرَةً إِذْ قَالَ: لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا مَالِكُ. قَالَ: قُلْتُ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى مَا دَعَانَا إِلَيْهِ غَيْرُكَ؟ فَأَبَيْنَاهُ عَلَيْهِ. قَالَ: قُلْتُ إِلَى مَاذَا؟ قَالَ: §إِلَى -[64]- أَنْ يَكُونَ دَمُّنَا دَمَّكَ , وَهَدْمُنَا هَدْمَكَ , وَبِاللَّهِ الْقَائِلِ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً " قَالَ: مَالَكَ , فَأَجَبْتُهُ إِلَى ذَلِكَ , فَعِدَادُهُمُ الْيَوْمَ فِي بَنِي تَيْمٍ لِهَذَا السَّبَبِ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَدَمَّاهُ , وَنَادَى رَجُلٌ رَجُلًا: §يَا خَلِيفَةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ: ذَهَبَ وَاللَّهِ خَلِيفَتُكُمْ أُسْعِرَ دَمًا , وَنَادَى رَجُلٌ يَا خَلِيفَةُ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ أُصِيبَ عُمَرُ " وَقَدْ رَوَى مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

عبد الله بن عمرو بن الحضرمي من حلفاء بني أمية. سمع من عمر بن الخطاب , وروى عنه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَرَوَى عَنْهُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ §جَاءَ بِغُلَامٍ لَهُ قَدْ سَرَقَ إِلَى عُمَرَ " قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة وهو من لخم. أحد بني راشدة بن أذب بن جزيلة بن لخم , حلفاء بني عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد بن عبد العزى , وكان عمرو بن أمية من مهاجرة الحبشة , وكان عبد الرحمن يكنى أبا يحيى , وولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَهُوَ مِنْ لَخْمٍ. أَحَدُ بَنِي رَاشِدَةَ بْنِ أَذَبَّ بْنِ جَزِيلَةَ بْنِ لَخْمٍ , حُلَفَاءُ بَنِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَكَانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى , وَوُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث الأكبر ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندي بن عفير وأمه أم فروة بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم أخبرنا

§مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرُ ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتِّعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِنْدَيِّ بْنِ عُفَيْرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ " أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ , فَيَكْنُونَهُ بِأَبِي الْقَاسِمِ وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ أَنَّهُ سَأَلَهُمَا عَنْ عَمَّةٍ لَهُ يَهُودِيَّةٍ مَاتَتْ

عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب , واسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس , وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول من بلحبلى , فولد عبد الله بن حنظلة عبد الرحمن , وحنظلة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ , وَاسْمُهُ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَحَنْظَلَةَ وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ , وَعَاصِمًا , وَالْحَكَمَ وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَكَمِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ , وَأَنَسًا , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمَا سَلْمَى بِنْتُ أَنَسِ بْنِ مُدْرِكٍ مِنْ خَثْعَمَ , وَسُلَيْمَانَ , وَعُمَرَ , وَأَمَةَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ وَحْوَحِ بْنِ الْأَسَلْتِ بْنِ جُشَمَ بْنِ وَائِلِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْجَعَادِرَةِ مِنَ الْأَوْسِ , وَسُوَيْدًا , وَمَعْمَرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَالْحُرَّ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَقَرِيبَةَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سُوَيْدٍ بِنْتُ خَلِيفَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ ,

وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى أُحُدٍ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَمِيلَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ , فَعَلِقَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ , وَقُتِلَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا , فَغَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ , فَيُقَالُ لِوَلَدِهِ بَنُو غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ. وَوَلَدَتْ جَمِيلَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِتِسْعَةِ أَشْهُرٍ , فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ , وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ , عَنْ ضَمْضَمَ بْنِ جَوْسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: «صَلَّى بِنَا عُمَرُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ , §فَلَمْ يَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى شَيْئًا , فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّانِيَةِ قَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ , ثُمَّ عَادَ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ , ثُمَّ صَلَّى حَتَّى فَرَغَ , ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ , ثُمَّ سَلَّمَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى , عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيم , عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ , وَعَنْ غَيْرِهِمْ أَيْضًا كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: " §لَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ , فَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَأَظْهَرُوا عَيْبَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَخِلَافَهُ أَجْمَعُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ , فَأَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ , فَبَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ , وَقَالَ: يَا قَوْمُ , اتَّقُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , فَوَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا عَلَى يَزِيدَ حَتَّى خِفْنَا أَنْ نُرْمَى بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ. إِنَّ رَجُلًا يَنْكِحُ الْأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتَ وَالْأَخَوَاتِ , وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ , وَيَدَعُ الصَّلَاةَ , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَأَبْلَيْتُ لِلَّهِ فِيهِ بَلَاءً حَسَنًا , فَتَوَاثَبَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يُبَايِعُونَ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي , وَمَا كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ تِلْكَ اللَّيَالِي مَبِيتٌ إِلَّا الْمَسْجِدُ , وَمَا كَانَ يَزِيدُ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ سَوِيقٍ يُفْطِرُ عَلَيْهَا إِلَى مِثْلِهَا

مِنَ الْغَدِ يُؤْتَى بِهَا فِي الْمَسْجِدِ يَصُومُ الدَّهْرُ , وَمَا رُئِيَ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِخْبَاتا , فَلَمَّا دَنَا أَهْلُ الشَّامِ مِنْ وَادِي الْقُرَى صَلَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ , ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا خَرَجْتُمْ غَضَبًا لِدِينِكُمْ , فَأَبْلُوا لِلَّهِ بَلَاءً حَسَنًا لِيوجِبْ لَكُمْ بِهِ مَغْفِرَتَهُ وَيُحِلَّ بِهِ عَلَيْكُمْ رِضْوَانَهُ. قَدْ خَبَّرَنِي مَنْ نَزَلَ مَعَ الْقَوْمِ السُّوَيْدَاءَ , وَقَدْ نَزَلَ الْقَوْمُ الْيَوْمَ ذَا خَشَبٍ وَمَعَهُمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُحَيِّنُهُ بِنَقْضِهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَصَايَحَ النَّاسُ , وَجَعَلُوا يَنَالُونَ مِنْ مَرْوَانَ , وَيَقُولُونَ: الْوَزَغُ بْنُ الْوَزَغُ , وَجَعَلَ ابْنُ حَنْظَلَةَ يُهَدِّئَهُمْ , وَيَقُولُ: إِنَّ الشَّتْمَ لَيْسَ بِشَيْءٍ , وَلَكِنِ اصْدِقُوهُمُ اللِّقَاءَ , وَاللَّهِ مَا صَدَقَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا حَازُوا النَّصْرَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ , وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , وَقَالَ: اللَّهُمَّ , إِنَّا بِكَ وَاثِقُونَ , وَبِكَ آمَنَّا , وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا , وَإِلَيْكَ أَلْجَأْنَا ظُهُورَنَا , ثُمَّ نَزَلَ وَصَبَّحَ الْقَوْمُ الْمَدِينَةَ , فَقَاتَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثَرَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ , وَدَخَلَتِ الْمَدِينَةُ مِنَ النَّوَاحِي كُلِّهَا , فَلَبِسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ يَوْمَئِذٍ دِرْعَيْنِ , وَجَعَلَ يَحُضُّ أَصْحَابَهُ عَلَى الْقِتَالِ , فَجَعَلُوا يُقَاتِلُونَ , وَقُتِلَ النَّاسُ , فَمَا تُرَى إِلَّا رَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ مُمْسِكًا بِهَا مَعَ عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , وَحَانَتِ الظُّهْرُ , فَقَالَ لِمَوْلًى لَهُ: احْمِ لِي ظَهْرِي حَتَّى أُصَلِّي , فَصَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا مُتَمَكِّنًا , فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: وَاللَّهِ , يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا بَقِيَ أَحَدٌ , فَعَلَامَ نُقِيمُ وَلِوَاؤُهُ قَائِمٌ مَا حَوْلَهُ خَمْسَةٌ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّمَا خَرَجْنَا عَلَى أَنْ نَمُوتَ , ثُمَّ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ وَبِهِ جِرَاحَاتٌ كَثِيرَةٌ , فَتَقَلَّدَ السَّيْفَ وَنَزَعَ الدِّرْعَ , وَلَبِسَ سَاعِدَيْنِ مِنْ دِيبَاجٍ , ثُمَّ حَثَّ النَّاسَ عَلَى الْقِتَالِ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ كَالْأَنْعَامِ الشُّرَّدِ , وَأَهْلُ الشَّامِ يَقْتُلُونَهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ , فَلَمَّا هُزِمَ النَّاسُ , طَرَحَ الدِّرْعَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ سِلَاحٍ , وَجَعَلَ يُقَاتِلُهُمْ وَهُوَ حَاسِرٌ حَتَّى قَتَلُوهُ. ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى بَدَا سَحْرُهُ وَوَقَعَ مَيِّتًا , فَجَعَلَ مُسْرِفٌ يَطُوفُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي الْقَتْلَى وَمَعَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ

فَمَرَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَهُوَ مَادٌّ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ , فَقَالَ مَرْوَانُ: أَمَا وَاللَّهِ , لَئِنْ نَصَبْتَهَا مَيِّتًا لَطَالَ مَا نَصَبْتَهَا حَيًّا , وَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ مَقَامٌ , فَانْكَشَفُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ قَتْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ رَجُلَانِ شُرَّعًا فِيهِ جَمِيعًا وَحَزَّا رَأْسَهُ , وَانْطَلَقَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِلَى مُسْرِفٍ وَهُوَ يَقُولُ: رَأْسُ أَمِيرِ الْقَوْمِ , فَأَوْمَأَ مُسْرِفٌ بِالسُّجُودِ , وَهُوَ عَلَى دَابَّتِهِ , وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ. قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَالِكٌ. قَالَ: فَأَنْتَ وَلَّيْتَ قَتْلَهُ وَحَزَّ رَأْسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَجَاءَ الْآخَرُ رَجُلٌ مِنَ السُّكُونِ , مِنْ أَهْلِ حِمْصَ , يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ الْجَوْنِ , فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , نَحْنُ شَرَعْنَا فِيهِ رُمْحَيْنَا , فَأَنْفَذْنَاهُ بِهِمَا , ثُمَّ ضَرَبْنَاهُ بِسَيْفِينَا حَتَّى تَثَلَّمَا مِمَّا يَلْتَقِيَانِ. قَالَ الْفَزَارِيُّ: بَاطِلٌ. قَالَ السَّكُونِيُّ: فَأَحْلَفَهُ بِالطَّلَاقِ وَالْحُرِّيَةِ , فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ وَحَلَفَ السَّكُونِيُّ عَلَى مَا قَالَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَحْكُمُ فِي أَمْرِكُمَا , فَأَبْرَدَهُمَا , فَقَدِمَا عَلَى يَزِيدَ بِقَتْلِ أَهْلِ الْحَرَّةِ , وَبِقَتْلِ ابْنِ حَنْظَلَةَ , فَأَجَازَهُمَا بِجَوَائِزَ عَظِيمَةٍ , وَجَعَلَهُمَا فِي شَرَفٍ مِنَ الدِّيوَانِ , ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ , فَقُتِلَا فِي حِصَارِ ابْنِ الزُّبَيْرِ " قَالَ: وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ كِنَانَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بَعْدَ مَقْتَلِهِ فِي النَّوْمِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ , مَعَهُ لِوَاؤُهُ , فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَمَا قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَقِيتُ رَبِّي فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ , فَأَنَا أَسْرَحُ فِي ثِمَارِهَا حَيْثُ شِئْتُ , فَقُلْتُ: أَصْحَابُكَ مَا صُنِعَ بِهِمْ؟ قَالَ: هُمْ مَعِي حَوْلَ لِوَائِي هَذَا الَّذِي تَرَى. لَمْ يُحَلَّ عَقْدَهُ حَتَّى السَّاعَةِ قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنَ النَّوْمِ , فَرَأَيْتُ أَنَّهَ خَيْرٌ رَأَيْتُهُ لَهُ "

محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى أبا عبد الملك وأمه عمرة بنت عبد الله بن الحارث بن جماز من بني حبالة بن غنم من غسان حليف بني ساعدة من الخزرج , فولد محمد بن عمرو عثمان وأبا بكر الفقيه , وأم كلثوم

§مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمَّازٍ مِنْ بَنِي حُبَالَةَ بْنِ غَنْمٍ مِنْ غَسَّانَ حَلِيفِ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الخَزْرَجِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عُثْمَانَ وَأَبَا بَكْرٍ الْفَقِيهَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ كَبْشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ ثُبَيْتَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِ اسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ عَلَى نَجْرَانَ الْيَمَنِ , فَوُلِدَ لَهُ هُنَالِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ غُلَامٌ , فَأَسْمَاهُ مُحَمَّدًا , وَكَنَّاهُ أَبَا سُلَيْمَانَ , وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ سَمِّهِ مُحَمَّدًا , وَاكْنِهِ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ , فَفَعَلَ

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §جَمَعَ كُلَّ غُلَامٍ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ فَأَدْخَلَهُمُ الدَّارَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ , فَجَاءَ آبَاؤُهُمْ , فَأَقَامُوا الْبَيِّنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سَمَّى عَامَّتُهُمْ , فَخَلَّى عَنْهُمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ أَبِي فِيهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّهُ §اشْتَرَى مِطْرَفَ خَزٍّ بِسَبْعِمِائَةٍ , فَكَانَ يَلْبَسْهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو §قَدْ أَكْثَرَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ فِي أَهْلِ الشَّامِ الْقَتْلَ , وَكَانَ يَحْمِلُ عَلَى الْكُرْدُوسِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّ جَمَاعَتَهُمْ , وَكَانَ فَارِسًا. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: قَدْ أَحْرَقْنَا هَذَا وَنَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَنْجُوَ عَلَى فَرَسِهِ , فَاحْمِلُوا عَلَيْهِ حَمْلَةً وَاحِدَةً؛ فَإِنَّهُ لَا يُفْلِتْ مِنْ بَعْضِكُمْ فَإِنَّا نَرَى رَجُلًا ذَا بَصِيرَةٍ وَشَجَاعَةٍ. قَالَ: فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَمُوهُ فِي الرَّمَّاحِ , فَلَقَدْ مَالَ مَيِّتًا وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ اعْتَنَقَهُ حَتَّى وَقَعَا جَمِيعًا , فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو انْهَزَمَ النَّاسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ , فَجَالَتْ خَيْلُهُمْ فِيهَا يَنْتَهِبُونَ وَيَقْتُلُونَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «صَلَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ §وَإِنَّ جِرَاحَهُ لَتَثْعَبُ دَمًا , وَمَا قُتِلَ إِلَّا نَظْمًا بِالرِّمَاحِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ وَضَعَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَصَلَّى حَاسِرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ رَافِعًا صَوْتَهُ: §يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , اصْدِقُوهُمُ الضَّرْبَ؛ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا , وَأَنْتُمْ قَوْمٌ تُقَاتِلُونَ عَلَى الْآخِرَةِ. قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّهَا حَتَّى قُتِلَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §جَعَلَ الْفَاسِقُ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ يَطُوفُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي الْقَتْلَى وَمَعَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَرَّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ عَلَى وَجْهِهِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ بِالْأَرْضِ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , -[71]- لَئِنْ كُنْتَ عَلَى جَبْهَتِكَ بَعْدَ الْمَمَاتِ لَطَالَمَا افْتَرَشْتَهَا حَيًّا , فَقَالَ مُسْرِفٌ: وَاللَّهِ , مَا أُرَى هَؤُلَاءِ إِلَّا أَهْلَ الْجَنَّةِ , لَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ فَتُكَرْكِرْهُمْ عَنِ الطَّاعَةِ. قَالَ مَرْوَانُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَتْ وَقْعَةُ الْحَرَّةِ بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ "

عمارة بن خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة , واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة من الأنصار وأمه صفية بنت عامر بن طعمة بن زيد الخطمي , فولد عمارة بن خزيمة إسحاق درج وأمه عبيدة بنت عبد الله بن ثابت بن

§عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ زَيْدِ الْخَطْمِيِّ , فَوَلَدَ عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ إِسْحَاقَ دَرَجَ وَأُمُّهُ عُبَيْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَصَفِيَّةَ وَأُمُّهُمَا وَدِيعَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْخَطْمِيِّ , وَمَنِيعَةَ بِنْتَ عُمَارَةَ , وَحَمَادَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ سَمِعَ عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِيهِ: مَا لَكَ لَا تُعْرِضُ أَرْضَكَ؟ وَسَمِعَ مِنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمِنْ أَبِيهِ , وَأَبُوهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ , وَكَانَ عُمَارَةُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق من الخزرج , فولد يحيى بن خلاد مالكا , وعليا , وعائشة , وعثيمة وأمهم أم ثابت بنت قيس بن عمرو بن رئاب بن بكر , وأم كلثوم , وحميدة وأمهما أم يحيى بنت عامر بن عمرو بن خالد بن مخلد بن عامر بن

§يَحْيَى بْنُ خَلَّادِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ مَالِكًا , وَعَلِيًّا , وَعَائِشَةَ , وَعُثَيْمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ ثَابِتٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِئَابِ بْنِ بَكْرِ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَحَمِيدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَرَمْلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَحَنَّكَهُ , وَقَالَ: «§لَأُسَمِّيَنَّهُ اسْمًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ بَعْدُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ» قَالَ: فَسَمَّاهُ يَحْيَى " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

عمرو بن سليم بن عمرو بن خلدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق من الخزرج وأمه النوار بنت عبد الله بن الحارث بن جماز حليف بني ساعدة وهو من حبالة بن غنم من غسان , فولد عمرو بن سليم عثمان , والنعمان وأمهما حبيبة بنت النعمان بن عجلان بن النعمان بن عامر بن

§عَمْرُو بْنُ سُلَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ النَّوَّارُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمَّازٍ حَلِيفُ بَنِي سَاعِدَةَ وَهُوَ مِنْ حُبَالَةَ بْنِ غَنْمٍ مِنْ غَسَّانَ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ عُثْمَانَ , وَالنُّعْمَانَ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , وَسَعْدًا , وَأَيُّوبَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ رَوَى عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَقَدْ رَاهَقَ الِاحْتِلَامَ , وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حنظلة بن قيس بن عمرو بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم سعد بنت قيس بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق , فولد حنظلة بن قيس محمدا , وأم جميل وأمهما أم عيسى بنت عبد الله بن هشام بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة من قريش ,

§حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , فَوَلَدَ حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ جَمِيلٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ , وَعَمْرَو بْنَ حَنْظَلَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَعَمْرًا الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ وَلَدِ غَضِبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَسَعْدًا ابْنَيْ حَنْظَلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَحْزَمَ وَلَا أَجْوَدَ رَأَيًا مِنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مسعود بن الحكم بن الربيع بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق وأمه حبيبة بنت شريق بن أبي حثمة من هذيل , فولد مسعود بن الحكم إبراهيم , وعيسى , وأبا بكر , وسليمان , وموسى , وإسماعيل , وداود , ويعقوب , وعمران , وأيوب الأكبر , وأم إبراهيم وأمهم ميمونة بنت أبي

§مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ شَرِيقِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ مِنْ هُذَيْلٍ , فَوَلَدَ مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ إِبْرَاهِيمَ , وَعِيسَى , وَأَبَا بَكْرٍ , وَسُلَيْمَانَ , وَمُوسَى , وَإِسْمَاعِيلَ , وَدَاوُدَ , وَيَعْقُوبَ , وَعِمْرَانَ , وَأَيُّوبَ الْأَكْبَرَ , وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ -[74]- بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَأَيُّوبَ الْأَصْغَرَ , وَسَارَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُثَنَّى بْنِ حَكِيمِ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا هَارُونَ , وَكَانَ سَرِيًّا مَرِيًّا ثِقَةً , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , وَأَبُو الزِّنَادِ

مخلد أبو الحارث بن مخلد الزرقي. لم نقع على نسبه في كتاب نسب الأنصار كما نريد من الإحكام , وقد سمع مخلد من عمر بن الخطاب

§مَخْلَدٌ أَبُو الْحَارِثِ بْنُ مَخْلَدٍ الزُّرَقِيُّ. لَمْ نَقَعْ عَلَى نَسَبِهِ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ كَمَا نُرِيدُ مِنَ الْإِحْكَامِ , وَقَدْ سَمِعَ مَخْلَدٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

عبد الله بن أبي طلحة , واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي أم أنس بن مالك , فولد عبد الله بن أبي طلحة القاسم لأم ولد ,

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ , وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْقَاسِمَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُمَيْرًا , وَزَيْدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَيَعْقُوبَ , وَإِسْحَاقَ , وَعَبْدَةَ , وَأُمَّ أَبَانَ وَأُمُّهُمْ ثُبَيْتَةُ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ الزُّرَقِيِّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَلْثُمَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَرُقَيَّةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَمَعْمَرًا , وَعُمَارَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ

بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ حَامِلًا بِعَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ , وَقَدْ شَهِدَتْ حُنَيْنًا , وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ فِي دَارِ أَبِي طَلْحَةَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي , فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ , فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ , فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ , فَتَعَشَّى , ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا , فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ , فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: «أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ» . قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ , بَارِكْ لَهُمَا» , فَوَلَدَتْ غُلَامًا , فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى نَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ , فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَبَعَثَ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ , فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَالَ: «أَمَعَهُ شَيْءٌ؟» قَالُوا: نَعَمْ. تَمَرَاتٌ , فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ فَمَضَغَهَا , ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ , فَجَعَلَهُ فِي فِي الصَّبِيِّ , وَحَنَّكَهُ , وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: ثَقُلَ ابْنٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ , وَمَضَى أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ , فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ , وَقَالَتْ: لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ , فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ , وَقَدْ يَسَّرَتْ لَهُ عَشَاءَهُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ. قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلَامُ أَوِ الصَّبِيُّ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ , وَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ , فَتَعَشَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ , فَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ , أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً , فَتَمَتَّعُوا بِهَا , فَلَمَّا طُلِبَتْ مِنْهُمْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: مَا أَنْصَفُوا. قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ فُلَانًا كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ , فَاسْتَرْجَعَ , وَحَمِدَ اللَّهَ , فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «§بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا» , فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , فَوَلَدَتْ لَيْلًا , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ , فَأَرْسَلَتْ -[76]- بِهِ مَعَ أَنَسٍ , فَأَخَذْتُ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُهَنِّئُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يُسَمِّهَا , فَقُلْتُ: وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى تُحَنِّكَهُ أَنْتَ. قَالَ: «أَمَعَكَ شَيْءٌ؟» . قَالَ: قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ , فَأَخَذَ بَعْضَهُ , فَمَضَغَهُ , ثُمَّ جَمَعَهُ بَرِيقِهِ , فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ , فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ , فَقَالَ: «حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ " وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

محمد بن أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس , فولد محمد بن أبي القاسم , وأبيا , ومعاذا , وعمرا , ومحمدا , وزيادة وأمهم عائشة بنت معاذ بن الحارث بن

§مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيٍّ الْقَاسِمَ , وَأُبَيًّا , وَمُعَاذًا , وَعَمْرًا , وَمُحَمَّدًا , وَزِيَادَةَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَيُكَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيٍّ أَبَا مُعَاذٍ , وَوُلِدَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَقُتِلَ مُحَمَّدٌ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

الطفيل بن أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس , فولد الطفيل بن أبي , أبيا , ومحمدا , وعبد العزيز , وعثمان , وأم عمرو وأمهم أم القاسم بنت محمد بن أبي

§الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ , فَوَلَدَ الطُّفَيْلُ بْنُ أُبِيٍّ , أُبَيًّا , وَمُحَمَّدًا , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , -[77]- وَعُثْمَانَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذَرَّةَ بْنِ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي ظُفُرَ مِنَ الْأَوْسِ , وَكَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيٍّ يُلَقَّبُ أَبَا بَطْنٍ , وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَنْ أَبِيهِ , وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , وَكَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْحَدِيثِ

وأخوهما الربيع بن أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار , وقد روي عنه أيضا , وروى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن مالك: " تزوجت؟ " قال: نعم. من حديث عثمان بن عمر عن موسى بن دهقان

§وَأَخُوهُمَا الرَّبِيعُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا , وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: «تَزَوَّجْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ. مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ دِهْقَانَ

محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمه أم منظور بنت محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي من بني حارثة من الأوس , فولد محمود بن لبيد حضيرا , وأم منظور وأمهما أم ولد , وعمارة , وأم كلثوم وأمهما أم ولد , وشيبة وأمه بنت عمرو

§مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ مَنْظُورٍ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ حُضَيْرًا , وَأُمَّ مَنْظُورٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعُمَارَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَشَيْبَةَ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَأُمَّ لَبِيدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَوُلِدَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَفِي أَبِيهِ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ رُخْصَةُ الْإِطْعَامِ لِمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصَّوْمِ , وَسَمِعَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ مِنْ عُمَرَ , وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ , فَانَقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَتُوُفِّيَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس , فولد السائب بن أبي لبابة حسينا , ومليكة وأمهما أم الحسن ابنة رفاعة بن شهران بن خالد بن ثعلبة بن العجلان من قضاعة حليف بني عمرو بن

§السَّائِبُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ السَّائِبُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ حُسَيْنًا , وَمَلِيكَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَسَنِ ابْنَةُ رِفَاعَةَ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ قُضَاعَةَ حَلِيفُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , وَمُعَاوِيَةَ بْنَ السَّائِبِ , وَبَشِيرًا , وَأُمَّ الْحَسَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ؟ وَزَيْنَبَ بِنْتَ السَّائِبِ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَوُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ ثِقَةً , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية , ولم تسم لنا أمه , وولد عبد الرحمن في عهد النبي عليه السلام , وروى عن عمر وتوفي بالمدينة في آخر خلافة عبد الملك بن مروان , وكان ثقة قليل الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ , وَوُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه سويد بن عويم بن ساعدة وأمه أمامة بنت بكير بن ثعلبة من بني غضب بن جشم بن الخزرج. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§وَأَخُوهُ سُوَيْدُ بْنُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار , ثم من الأوس , ويكنى أبا سليمان. ولد على عهد النبي عليه السلام , وروى عن عمر , وروى عنه الزهري , وكان ثقة ليس بكثير الحديث , وشهد الحرة

§أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَكَّالِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ مِنَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ مِنَ الْأَوْسِ , وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً لَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ , وَشَهِدَ الْحَرَّةَ , وَجُرِحَ بِهَا جِرَاحَاتٍ كَثِيرَةٍ , ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ دَرَجَ لَا عَقِبَ لَهُ

ثعلبة بن أبي مالك القرظي واسم أبي مالك عبد الله بن سام , ويكنى ثعلبة أبا يحيى , وقدم أبو مالك من اليمن , فقال: نحن من كندة على دين يهود , فتزوج إلى ابن سعية من بني قريظة , وحالفهم فقيل: القرظي , وقد روى ثعلبة عن عمر وعثمان , وكان يكنى أبا جعفر , وقال:

§ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظَيُّ وَاسْمُ أَبِي مَالِكٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَامَ , وَيُكَنَّى ثَعْلَبَةُ أَبَا يَحْيَى , وَقَدِمَ أَبُو مَالِكٍ مِنَ الْيَمَنِ , فَقَالَ: نَحْنُ مِنْ كِنْدَةَ عَلَى دِينِ يَهُودَ , فَتَزَوَّجَ إِلَى ابْنِ سَعْيَةَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ , وَحَالَفَهُمْ فَقِيلَ: الْقُرَظِيُّ , وَقَدْ رَوَى ثَعْلَبَةُ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ , وَقَالَ: حَدَّثَنِي بِكُنْيَتِهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ خَالِدٍ الْخَيَّاطِ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَكَانَ ثَعْلَبَةُ إِمَامَ بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى مَاتَ , وَكَانَ كَبِيرًا , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الوليد بن عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمه جميلة بنت أبي صعصعة وهو عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار , فولد الوليد بن عبادة خالدا وأمه من طيئ , ومحمدا وأمه حبة بنت

§الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , فَوَلَدَ الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ خَالِدًا وَأُمُّهُ مِنْ طَيِّئٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ حَبَّةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَعُبَادَةَ , وَالْحَارِثَ , وَمُصْعَبًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَمَسْلَمَةَ وَأُمُّهُمْ بَزِيعَةُ ابْنَةُ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ أَوْسِ بْنِ سَكَنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَصَالِحًا وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ , وَهِشَامًا وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيَحْيَى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عِيسَى , وَحَكِيمَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَوُلِدَ الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ فِي آخِرِ عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

سعيد بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج وأمه غزية بنت سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج , فولد سعيد بن سعد شرحبيل , وخالدا , وإسماعيل ,

§سَعِيدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّه غَزِيَّةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْأَشْرَفِ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ سَعْدٍ شُرَحْبِيلَ , وَخَالِدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَزَكَرِيَّاءَ , وَمُحَمَّدًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَحَفْصَةَ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ بُثَيْنَةُ بِنْتُ أَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَائِشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ

كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَيُوسُفَ وَأُمُّهُ أُمُّ يُوسُفَ بِنْتُ هَمَّامٍ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ هَوَازِنَ , وَيَحْيَى , وَعُثْمَانَ , وَغَزِيَّةَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَأُمَّ أَبَانَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ سَعْدٍ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عباد بن تميم بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمه أم ولد , وكان له أخوان لأبيه وأمه: معمر وثابت ابنا تميم , قتلا يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§عَبَّادُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ: مَعْمَرٌ وَثَابِتٌ ابْنَا تَمِيمٍ , قُتِلَا يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَازِنِيُّ: «أَنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ , فَأَذْكُرُ أَشْيَاءَ وَأَعِيهَا , §وَكُنَّا مَعَ النِّسَاءِ فِي الْآطَامِ , وَمَا كَانَ أَهْلُ الْآطَامِ يَنَامُونَ إِلَّا عُقَبَ خَوْفًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ يَغِيرُوا عَلَيْهِمْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ

محمد بن ثابت بن قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج , وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول , من بلحبلى , وأخوه لأمه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب , وحنظلة هو غسيل الملائكة , فولد محمد بن

§مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ , مِنْ بَلْحُبْلَى , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ , وَحَنْظَلَةُ هُوَ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ

عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَسُلَيْمَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَيَحْيَى قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ حَفْصِ بْنِ صَامِتِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَإِسْمَاعِيلَ وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ كَثِيرٍ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَإِسْحَاقَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَيُوسُفَ , وَقَرِيبَةَ وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَعِيسَى وَحَمِيدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَوْنٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى

سعد بن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول , وهو عامر بن مالك بن النجار وأمه أم الحكم وهي خولة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس , فولد سعد بن الحارث الصلت وأم الفضل وأمهما جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد

§سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ , وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ الصَّلْتَ وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمَّهُمَا جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , وَعَمْرًا وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ , وَقُتِلَ سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ بِصِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو وهو بحزج بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار , وكانت حبيبة من المبايعات , وسمي أبو

§أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعُكَيْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ بَحْزَجِ بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ

وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَكَانَتْ حَبِيبَةُ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ , وَسُمِّيَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدَ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ , وَكُنِّيَ بِكُنْيَتِهِ , وَكَانَ جَدُّهُ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ , فَوَلَدَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ مُحَمَّدًا , وَسَهْلًا , وَعُثْمَانَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَيُوسُفَ , وَيَحْيَى , وَأَيُّوبَ , وَدَاوُدَ , وَحَبِيبَةَ , وَأُمَامَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنَ الْأَوْسِ , وَصَالِحَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ أَسْعَدَ , وَكَنَّاهُ أَبَا أُمَامَةَ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ وَكُنْيَتِهِ. قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ رَوَى عَنْ عُمَرَ شَيْئًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ , وَعَنْ أَبِيهِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن أبي عمرة , واسم أبي عمرة بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمه هند بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من قريش وأمها قلابة ابنة عمرو بن جعونة بن حذيم بن سعد بن سهم من

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ , وَاسْمُ أَبِي عَمْرَةَ بَشِيرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمُّهَا قِلَابَةُ ابْنَةُ عَمْرِو بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ رِئَابِ بْنِ سَهْمِ مِنْ قُرَيْشٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَبْدَ اللَّهِ , وَحَمْزَةَ , وَعَلْقَمَةَ , وَحَبَّانَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ شَيْبَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَقْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَكَانَتْ لِأَبِي عَمْرَةَ صُحْبَةٌ , وَكَانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ , وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن يزيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف , وأخوه لأمه عاصم بن عمر بن الخطاب , فولد عبد الرحمن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ عِيسَى قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَإِسْحَاقَ , وَجَمِيلَةَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ أَيُّوبَ , وَأُمَّ عَاصِمٍ وَأُمُّهُمْ حَسَنَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعٍ , وَجَمِيلًا , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ قَدِيمًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مجمع بن يزيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد , وأمه حبيبة بنت الجنيد بن كنانة بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة من بني عبس , فولد مجمع بن يزيد إسماعيل , وإسحاق , ويعقوب , وسعدى , وأم إسحاق , وأم النعمان وأمهم سالمة بنت عبد الله بن أبي

§مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ مِنْ بَنِي عَبْسٍ , فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ إِسْمَاعِيلَ , وَإِسْحَاقَ , وَيَعْقُوبَ , وَسُعْدَى , وَأُمَّ إِسْحَاقَ , وَأُمَّ النُّعْمَانِ وَأُمُّهُمْ سَالِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

أبو سعيد المقبري واسمه كيسان وهو مولى لبني جندع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة , وكان منزله عند المقابر , فقالوا: المقبري

§أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَاسْمُهُ كَيْسَانُ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي جُنْدَعٍ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ عِنْدَ الْمَقَابِرِ , فَقَالُوا: الْمَقْبُرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , وَيُونُسُ بْنُ حُمْرَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَوْسَقُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ مَمْلُوكًا لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي جُنْدَعٍ , فَكَاتَبَنِي عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَشَاةٍ لِكُلِّ أَضْحًى. قَالَ: فَتَهَيَّأَ الْمَالُ فَجِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ , فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلَّا عَلَى النُّجُومِ , فَجِئْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ: يَا يَرْفَأُ , §خُذِ الْمَالَ , فَضَعْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ , ثُمَّ ائْتِنَا الْعَشِيَّةَ نَكْتُبْ عِتْقَكَ , ثُمَّ إِنْ شَاءَ مَوْلَاكَ أَخَذَهُ وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ. قَالَ: فَحَمَلْتُ الْمَالَ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ , فَلَمَّا بَلَغَ مَوْلَايَ جَاءَ فَأَخَذَ الْمَالَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عُمَرَ بِزَكَاةِ مَالِي بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: أَخَذْتَ مِنَ الْمَالِ شَيْئًا مُنْذُ عُتِقْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْ بِهِ حَتَّى تَأْخُذَ مِنَّا شَيْئًا , ثُمَّ ائْتِنَا بَعْدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: " كُنْتُ مُكَاتَبًا , فَكَلَّمْتُ مَوْلَايَ أَنْ يَقْبِضَ كِتَابِي , فَأَبَى , فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ: يَا يَرْفَأُ , §اقْبِضِ الْمَالَ مِنْهُ , وَاجْعَلْهُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ , وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ. قَالَ: فَجِئْتُهُ مِنْ عَامِ الْقَابِلِ بِصَدَقَةِ مَالِي , فَقَالَ: أَخَذْتَ مِنَّا شَيْئًا فَرَضْنَا لَكَ؟ قُلْتُ: لَا. فَرَدَّهَا عَلَيَّ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي صَخْرَةَ , وَقَالَ غَيْرُ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي صَخْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: " أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ , فَقُلْتُ: خُذْ §هَذِهِ زَكَاةَ مَالِي , فَقَالَ: أُعْتِقْتَ يَا كَيْسَانُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَا "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ -[86]-: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِزَكَاةِ مَالِي , فَقَالَ: أَخَذْتَ فِي دِيوَانِنَا شَيْئًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَاذْهَبْ بِهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ عَبْدِ الْمَلِكِ

أبو عبيد قال الزهري مرة: مولى عبد الرحمن بن أزهر , وقال مرة أخرى في مكان آخر: مولى عبد الرحمن بن عوف , وكذلك قال غيره. قال الزهري: وكان من القدماء وأهل الفقه. قال: شهدت العيد مع عمر , وقد روى عن عثمان , وعلي , وأبي هريرة , وكان اسمه سعدا , وتوفي

§أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ , وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى فِي مَكَانٍ آخَرَ: مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُهُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ مِنَ الْقُدَمَاءِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ. قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ اسْمُهُ سَعْدًا , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ

أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري , ويكنى أبا كثير

§أَفْلَحُ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَيُكَنَّى أَبَا كَثِيرٍ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ " أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ كَاتَبَ أَفْلَحَ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا , فَجَعَلَ النَّاسُ يُهَنِّئُونَهُ , وَيَقُولُونَ: §لِيَهْنِئْكَ الْعِتْقُ أَبَا كَثِيرٍ , فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى أَهْلِهِ نَدِمَ عَلَى مُكَاتَبَتِهِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: إِنِّي أَحَبُّ أَنْ تُرَدَّ إِلَيَّ الْكِتَابَ , وَأَنْ تَرْجِعَ كَمَا كُنْتَ , فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ وَأَهْلُهُ: أَتَرْجِعُ رَقِيقًا , وَقَدْ أَعْتَقَكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ أَفْلَحُ: وَاللَّهِ , لَا يَسْأَلُنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ , فَجَاءَهُ بِمُكَاتَبَتِهِ , فَكَسَرَهَا , ثُمَّ مَكَثَ مَا

شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ , فَقَالَ: أَنْتَ حُرٌّ , وَمَا كَانَ لَكَ مِنْ مَالٍ فَهُوَ لَكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَفْلَحُ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ سَبَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَفْلَحَ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَسَمِعَ مِنْ عُمَرَ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبيد مولى عبيد بن المعلى أخي أبي سعيد بن معلى الزرقي , ويكنى عبيد أبا عبد الله وهو من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق , وبعث بهم إلى المدينة. يقولون: عبيد بن مرة وهو جد نفيس بن محمد بن زيد بن عبيد التاجر صاحب قصر نفيس

§عُبَيْدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى أَخِي أَبِي سَعِيدِ بْنِ مُعَلَّى الزُّرَقِيِّ , وَيُكَنَّى عُبَيْدٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ سَبَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ. يَقُولُونَ: عُبَيْدُ بْنُ مُرَّةَ وَهُوَ جَدُّ نَفِيسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ التَّاجِرُ صَاحِبُ قَصْرِ نَفِيسٍ الَّذِي بِنَاحِيَةِ حَرَّةِ وَاقِمٍ. وَمَاتَ عُبَيْدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى لَيَالِيَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

شماس مولى العباس بن عبد المطلب بن هاشم. حفظ سورة يوسف من في عمر بن الخطاب , وهو يتلوها في الصلاة , وروى عنه ابنه عثمان بن شماس

§شَمَّاسٌ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. حَفِظَ سُورَةَ يُوسُفَ مِنْ فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَهُوَ يَتْلُوهَا فِي الصَّلَاةِ , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاسٍ

السائب بن خباب مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس , ويكنى أبا عبد الرحمن , وقال: سمعت من يذكر أنه يكنى أبا مسلم , وكان ثقة قليل الحديث , وقد روى عن عمر , وزيد بن ثابت. قال محمد بن عمر: وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة

§السَّائِبُ بْنُ خَبَّابٍ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَقَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُسْلِمٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَبَّابٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ عُمَرَ

عبيد ابن أم كلاب. سمع من عمر بن الخطاب , وهو عبيد بن سلمة الليثي , وهو الذي خرج من المدينة بقتل عثمان , فاستقبل عائشة بسرف , فأخبرها بقتله وبيعة الناس لعلي بن أبي طالب فرجعت إلى مكة , وكان عبيد علويا

§عُبَيْدُ ابْنُ أُمِّ كِلَابٍ. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ سَلَمَةَ اللَّيْثِيُّ , وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ بِقَتْلِ عُثْمَانَ , فَاسْتَقْبَلَ عَائِشَةَ بِسَرِفٍ , فَأَخْبَرَهَا بِقَتْلِهِ وَبَيْعَةِ النَّاسِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَجَعَتْ إِلَى مَكَّةَ , وَكَانَ عُبَيْدٌ عَلَوِيًّا

ابن مرسا مولى قريش روى عن عمر بن الخطاب , وكان قليل الحديث

§ابْنُ مَرْسَا مَوْلَى قُرَيْشٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو سعيد مولى أبي أسيد روى عن عمر بن الخطاب

§أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

الهرمزان وكان من أهل فارس , فلما انقضى أمر جلولاء خرج يزدجرد من حلوان إلى أصبهان , ثم أتى إصطخر ووجه الهرمزان إلى تستر فضبطها وتحصن في القلعة ومعه الأساورة , وجمع كثير من أهل تستر وهي في أقصى المدينة مما يلي الجبل , والماء محيط بها , ومادة تأتيهم من

§الْهُرْمُزَانُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ فَارِسٍ , فَلَمَّا انْقَضَى أَمْرُ جَلُولَاءَ خَرَجَ يَزْدَجِرْدُ مِنْ حُلْوَانَ إِلَى أَصْبَهَانَ , ثُمَّ أَتَى إِصْطَخْرَ وَوَجَّهَ الْهُرْمُزَانَ إِلَى تُسْتَرَ فَضَبَطَهَا وَتَحَصَّنَ فِي الْقَلْعَةِ وَمَعَهُ الْأَسَاوِرَةُ , وَجَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ تُسْتَرَ وَهِيَ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ , وَالْمَاءُ مُحِيطٌ بِهَا , وَمَادَّةٌ تَأْتِيهِمْ مِنْ أَصْبَهَانَ , فَمَكَثُوا كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ , وَحَاصَرَهُمْ أَبُو مُوسَى سَنَتَيْنِ , وَيُقَالُ: ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا , ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ الْقَلْعَةِ عَلَى حُكْمِ عُمَرَ , فَبَعَثَ أَبُو مُوسَى بِالْهُرْمُزَانِ إِلَيْهِ وَمَعَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسِيرًا مِنَ الْعَجَمِ عَلَيْهِمُ الدِّيبَاجُ وَمَنَاطِقُ الذَّهَبِ , وَأَسْوِرَةُ الذَّهَبِ , فَقَدِمُوا بِهِمُ الْمَدِينَةَ فِي زِيِّهِمْ ذَلِكَ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَعْجَبُونَ , فَأَتَوْا بِهِمْ مَنْزِلَ عُمَرَ , فَلَمْ يُصَادِفُوهُ , وَجَعَلُوا يَطْلُبُونَهُ , فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ بِالْفَارِسِيَّةِ: قَدْ ضَلَّ مَلِكُكُمْ , فَقِيلَ لَهُمْ: هُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَدَخَلُوا , فَوَجَدُوهُ نَائِمًا مُتَوَسِّدًا رِدَاءَهُ , فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ: هَذَا مَلِكُكُمْ؟ قَالُوا: هَذَا الْخَلِيفَةُ. قَالَ: أَمَا لَهُ حَاجِبٌ , وَلَا حَارِسٌ؟ قَالُوا: اللَّهُ حَارِسُهُ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَجَلُهُ , فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ: هَذَا الْمُلْكُ الْهَنِيءُ , وَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى الْهُرْمُزَانِ , فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ , ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَلَّ هَذَا وَشِيعَتَهُ بِالْإِسْلَامِ , وَقَالَ عُمَرُ: لِلْوَفْدِ تَكَلَّمُوا وَإِيَّايَ وَتَشْقِيقَ الْكَلَامِ وَالْإِكْثَارَ , فَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَزَ وَعْدَهُ , وَأَعَزَّ دِينَهُ , وَخَذَلَ مَنْ حَادَّهُ , وَأَوْرَثْنَا أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ , وَأَفَاءَ عَلَيْنَا بِأَمْوَالِهِمْ , وَأَبْنَائِهِمْ , وَسَلَّطْنَا عَلَيْهِمْ نَقْتُلُ مَنْ شِئْنَا , وَنَسْتَحْيِي مَنْ شِئْنَا» فَبَكَى عُمَرُ , ثُمَّ قَالَ لِلْهُرْمُزَانِ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: أَمَّا مِيرَاثِي عَنْ آبَائِي فَعِنْدِي , وَأَمَّا مَا كَانَ فِي يَدَيَّ مِنْ مَالِ الْمُلْكِ , وَبُيُوتِ الْأَمْوَالِ فَأَخَذَهُ عَامِلُكَ. قَالَ: يَا هُرْمُزَانُ , كَيْفَ رَأَيْتَ الَّذِيَ صَنَعَ اللَّهُ بِكُمْ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ؟ قَالَ: مَا لَكَ لَا تَكَلَّمُ؟ قَالَ: أَكَلَامُ حَيٍّ أُكَلِّمُكَ أَمْ كَلَامُ مَيِّتٍ؟ قَالَ: أَوَ لَسْتَ حَيًّا؟ فَاسْتَسْقَى الْهُرْمُزَانُ مَاءً , فَقَالَ عُمَرُ: «لَا نَجْمَعُ عَلَيْكَ الْقَتْلَ وَالْعَطَشَ»

فَدَعَا لَهُ بِمَاءٍ , فَأَتَوْهُ بِمَاءٍ فِي قَدَحِ خَشَبٍ , فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: اشْرَبْ , لَا بَأْسَ عَلَيْكَ إِنِّي غَيْرُ قَاتِلِكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ , فَرَمَى الْإِنَاءَ مِنْ يَدِهِ , وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ , كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ دِينٍ نَتَعَبَّدُكُمْ وَنَقْضِيكُمْ وَنَقْتُلُكُمْ , وَكُنْتُمْ أَسْوَأَ الْأُمَمِ عِنْدَنَا حَالًا وَأَخَسَّهَا مَنْزِلَةً , فَلَمَّا كَانَ اللَّهُ مَعَكُمْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ بِاللَّهِ طَاقَةٌ , فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَتْلِهِ , فَقَالَ أَوَ لَمْ تُؤَمِّنِّي؟ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: قُلْتَ لِي: تَكَلَّمْ؛ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ , وَقُلْتَ: اشْرَبْ؛ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ , لَا أَقْتُلُكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ , وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ صَدَقَ , فَقَالَ عُمَرُ: قَاتَلَهُ اللَّهُ , أَخَذَ أَمَانًا وَلَا أَشْعُرُ , وَأَمَرَ فَنُزِعَ مَا كَانَ عَلَى الْهُرْمُزَانِ مِنْ حُلِيِّهِ وَدِيبَاجِهِ , وَقَالَ لِسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ , وَكَانَ نَحِيفًا أَسْوَدَ دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ كَأَنَّهُمَا مُحْتَرِقَانِ: الْبَسْ سَوَارِيِ الْهُرْمُزَانِ , فَلَبِسَهُمَا , وَلَبِسَ كِسْوَتَهُ , فَقَالَ عُمَرُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَلَبَ كِسْرَى وَقَوْمَهُ حُلِيَّهُمْ وَكِسَوَتَهُمْ , وَأَلْبَسَهَا سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ , وَدَعَا عُمَرُ الْهُرْمُزَانَ وَأَصْحَابَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَبَوْا , فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِمْ , فَحَمَلَ عُمَرُ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ وَغَيْرَهُمَا فِي الْبَحْرِ , وَقَالَ: «اللَّهُمَّ , اكْسِرْ بِهِمْ» , وَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ فَكُسِرَ بِهِمْ , وَلَمْ يَغْرَقُوا , فَرَجَعُوا , فَأَسْلَمُوا , وَفَرَضَ لَهُمْ عُمَرُ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ , وَسُمِّيَ الْهُرْمُزَانُ عُرْفُطَةَ قَالَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ بِالرَّوْحَاءِ مُهِلًّا بِالْحَجِّ مَعَ عُمَرَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ §مُهِلًّا بِالْحَجِّ بِالرَّوْحَاءِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخْمَصَ بَطْنًا , وَلَا أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ مِنَ الْهُرْمُزَانِ»

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عثمان , وعلي , وعبد الرحمن بن عوف , وطلحة , والزبير , وسعد , وأبي بن كعب , وسهل بن حنيف , وحذيفة بن اليمان , وزيد بن ثابت وغيرهم رحمهم الله

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَسَعْدٍ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِمْ رَحِمَهُمُ اللَّهُ

محمد ابن الحنفية وهو محمد الأكبر ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , وأمه الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل , ويقال بل كانت أمه من سبي

§مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ الْأَكْبَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ الْحَنَفِيَّةُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ , فَصَارَتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ يَذْكُرُ «§أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْطَى عَلِيًّا أُمَّ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ أُمَّ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ سِنْدِيَّةً سَوْدَاءَ , وَكَانَتْ أَمَةً لِبَنِي حَنِيفَةَ , وَلَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ , وَإِنَّمَا صَالَحَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى الرَّقِيقِ , وَلَمْ يُصَالِحْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " كَانَتْ رُخْصَةٌ لِعَلِيٍّ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , §إِنْ وُلِدَ لِي وَلَدٌ بَعْدَكَ أُسَمِّيهُ بِاسْمِكَ وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ , وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " وَقَعَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ كَلَامٌ , فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: لَا كَجُرْأَتِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ سَمَّيْتَ بِاسْمِهِ وَكَنَّيْتَ بِكُنْيَتِهِ , وَقَدْ نَهَى رَسُولُ -[92]- اللَّهِ أَنْ يَجْمَعَهُمَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ , فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ الْجَرِيءَ مَنِ اجْتَرَأَ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ , اذْهَبْ يَا فُلَانُ , فَادْعُ لِي فُلَانًا وَفُلَانًا لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَجَاؤُوا , فَقَالَ: بِمَ تَشْهَدُونَ , قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ سَيُولَدُ لَكَ بَعْدِي غُلَامٌ فَقَدْ نَحَلْتُهُ اسْمِي وَكُنْيَتِي , §وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَهُ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ «أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ يُكْنَى §أَبَا الْقَاسِمِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ §يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى «أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ , §وَكَانَ كَثِيرُ الْعِلْمِ وَرِعًا» فَوَلَدَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَبْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَبُو هَاشِمٍ , وَحَمْزَةَ , وَعَلِيًّا , وَجَعْفَرًا الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَكَانَ مِنْ ظُرَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَأَهْلِ الْعَقْلِ مِنْهُمْ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْإِرْجَاءِ , وَلَا عَقِبَ لَهُ وَأُمُّهُ جَمَالُ ابْنَةُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ مُسْرِعَةُ ابْنَةُ عَبَّادِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ حَلِيفُ بَنِي هَاشِمٍ , وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأُمَّ أَبِيهَا وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاسْمُهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَجَعْفَرًا الْأَصْغَرَ , وَعَوْنًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَرُقَيَّةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنِ مُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ وَذَكَرَ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ: " لَمَّا تَصَافَفْنَا -[93]- أَعْطَانِي عَلِيٌّ الرَّايَةَ فَرَأَى مِنِّي نُكُوصًا لَمَّا دَنَا النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , فَأَخَذَهَا مِنِّي , فَقَاتَلَ بِهَا. قَالَ: فَحَمَلْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا غَشَيْتُهُ قَالَ: أَنَا عَلَى دِينِ أَبِي طَالِبٍ , فَلَمَّا عَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ كَفَفْتُ عَنْهُ , فَلَمَّا هُزِمُوا قَالَ عَلِيٌّ: §لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ , وَلَا تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا , وَقُسِمَ فَيْؤُهُمْ بَيْنَهُمْ مَا قُوتِلَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ أَوْ كُرَاعٍ , وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مَا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْنَا مِنْ كُرَاعٍ أَوْ سِلَاحٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: " كَانَ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ مُعَاوِيَةَ وَأَهْلَ الشَّامِ فَجَعَلَ يَعْقِدُ لِوَاءَهُ , ثُمَّ يَحْلِفُ لَا يَحِلُّهُ حَتَّى يَسِيرَ , فَيَأْبَى عَلَيْهِ النَّاسُ وَيَنْتَشِرُ رَأْيُهُمْ وَيَجْبُنُونَ فَيُحِلُّهُ §وَيُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ , وَكُنْتُ أَرَى حَالَهُ فَأَرَى مَا لَا يَسُرُّنِي , فَكَلَّمْتُ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ يَوْمَئِذٍ , وَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تُكَلِّمُهُ أَيْنَ يَسِيرُ بِقَوْمٍ لَا وَاللَّهِ مَا أَرَى عِنْدَهُمْ طَائِلًا , فَقَالَ الْمِسْوَرُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ , يَسِيرُ لِأَمْرٍ قَدْ حُمَّ , قَدْ كَلَّمْتُهُ فَرَأَيْتُهُ يَأْبَى إِلَّا الْمَسِيرَ " قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: فَلَمَّا رَأَى مِنْهُمْ مَا رَأَى قَالَ: اللَّهُمَّ , إِنِّي قَدْ مَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي , وَأَبْغَضْتُهُمْ وَأَبْغَضُونِي فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا مِنْهُمْ وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرًّا مِنِّي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ , قَالَ: «كَانَ عَلَى رَجَّالَةٍ عَلِيٌّ يَوْمَ صِفِّينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , وَكَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ §يَحْمِلُ رَايَتَهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ , عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ , وَقَدْ كَانَ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ , قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمًا وَالْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ الشَّامِ , فَاقْتَتَلْنَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَبْقَى أَحَدٌ , فَأَسْمَعُ صَائِحًا يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ -[94]- الْمُسْلِمِينَ , اللَّهُ اللَّهُ مَنْ لِلنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ مِنَ الرُّومِ , مَنْ لِلتُّرْكِ , مَنْ لِلدَّيْلَمِ. اللَّهُ اللَّهُ وَالْبُقْيَا , فَأَسْمَعُ حَرَكَةً مِنْ خَلْفِي , فَالْتَفَتُ , فَإِذَا عَلِيٌّ يَعْدُو بِالرَّايَةِ يُهَرْوِلُ بِهَا حَتَّى أَقَامَهَا , وَلَحِقَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ , فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ , §الْزَمْ رَأَيْتَكَ؛ فَإِنِّي مُتَقَدِّمٌ فِي الْقَوْمِ , فَأَنْظُرْ إِلَيْهِ يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُفْرَجَ لَهُ , ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهِمْ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §مَا أَشْهَدُ عَلَى أَحَدٍ بِالنَّجَاةِ , وَلَا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَا عَلَى أَبِي الَّذِي وَلَدَنِي. قَالَ: فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ. قَالَ: مَنْ كَانَ فِي النَّاسِ مِثْلَ عَلِيٍّ سَبَقَ لَهُ كَذَا سَبَقَ لَهُ كَذَا "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي الشِّعْبِ: §لَوْ أَنَّ أَبِي عَلِيًّا أَدْرَكَ هَذَا الْأَمْرَ لَكَانَ هَذَا مَوْضِعُ رَحْلِهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ §يَتَّخِذُهُمَا النَّاسُ أَنْدَادًا مِنْ دُونِ اللَّهِ: نَحْنُ , وَبَنُو عَمِّنَا هَؤُلَاءِ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَة , عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " §نَحْنُ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ نَتَّخَذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا: نَحْنُ وَبَنُو أُمَيَّةَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيٌّ , فَقَالَ: أَجَلْ , أَنَا مَهْدِيُّ؛ أُهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَالْخَيْرِ. اسْمِي اسْمُ نَبِيِّ اللَّهِ , وَكُنْيَتِي كُنْيَةُ نَبِيِّ اللَّهِ , فَإِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ , §السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ , عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ , فَقَالَ: §كَيْفَ أَنْتَ؟ فَحَرَّكَ يَدَهُ , فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ أَمَا آنَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا كَيْفَ نَحْنُ , إِنَّمَا مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ كَانَ يَذْبَحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ , وَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَذْبَحُونَ أَبْنَاءَنَا وَيَنْكِحُونَ نِسَاءَنَا بِغَيْرِ أَمْرِنَا , فَزَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنَّ لَهَا فَضْلًا عَلَى الْعَجَمِ , فَقَالَتِ الْعَجَمُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: كَانَ مُحَمَّدًا عَرَبِيًّا؟ قَالُوا: صَدَقْتُمْ. قَالُوا: وَزَعَمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا فَضْلًا عَلَى الْعَرَبِ , فَقَالَتِ الْعَرَبُ: وَبِمَ ذَا؟ قَالُوا: قَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ قُرَشِيًّا , فَإِنْ كَانَ الْقَوْمُ صَدَّقُوا فَلَنَا فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهُذَلِيُّ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَهُ قَالَ: لَقِيتُ بِخُرَاسَانَ رَجُلًا مِنْ عَزَّةَ. قَالَ: قُلْتُ لِلْأَسْوَدِ: مَا اسْمُهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ خُطْبَةَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي رَهْطٍ يُحَدِّثُهُمْ , فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ , يَا مَهْدِيُّ. قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: أَسِرٌّ هِيَ أَمْ عَلَانِيَةٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ , سِرٌّ. قَالَ: اجْلِسْ , فَجَلَسْتُ , وَحَدَّثَ الْقَوْمَ سَاعَةً , ثُمَّ قَامَ , فَقُمْتُ مَعَهُ , فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ دَخَلْتُ مَعَهُ بَيْتَهُ. قَالَ: قُلْ بِحَاجَتِكَ. قَالَ: §فَحَمِدْتُ اللَّهَ , وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ , وَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ , فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُمْ أَقْرَبَ قُرَيْشٍ إِلَيْنَا قَرَابَةً فَنُحِبُّكُمْ عَلَى قَرَابَتِكُمْ , وَلَكِنْ كُنْتُمْ أَقْرَبَ قُرَيْشٍ إِلَى نَبِيِّنَا قَرَابَةً فَلِذَلِكَ أَحْبَبْنَاكُمْ عَلَى قَرَابَتِكُمْ مِنْ نَبِيِّنَا , فَمَا زَالَ بِنَا الشَّيْنُ فِي حُبِّكُمْ حَتَّى ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الْأَعْنَاقُ , وَأُبْطِلَتِ الشَّهَادَاتُ , وَشَرَدْنَا فِي الْبِلَادِ , وَأُوذِينَا حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَذْهَبَ فِي الْأَرْضِ قَفْرًا فَأَعْبُدَ اللَّهَ حَتَّى أَلْقَاهُ لَوْلَا أَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ , وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَقْوَامٍ شَهَادَتُنَا وَشَهَادَتُهُمْ وَاحِدَةٌ عَلَى أُمَرَائِنَا , فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَاتِلُونَ , وَنُقِيمُ , فَقَالَ عُمَرُ يَعْنِي

الْخَوَارِجَ: وَقَدْ كَانَتْ تَبْلُغُنَا عَنْكَ أَحَادِيثُ مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهُكَ لِلْكَلَامِ , فَلَا أَسْأَلُ عَنْكَ أَحَدًا , وَكُنْتَ أَوْثَقَ النَّاسِ فِي نَفْسِي وَأَحَبَّهُ إِلَى أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ فَأَرَى بِرَأْيِكَ , وَكَيْفَ تَرَى الْمَخْرَجَ؟ أَقُولُ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ. قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَشَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَحَادِيثَ؛ فَإِنَّهَا عَيْبٌ عَلَيْكُمْ , وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَإِنَّهُ بِهِ هَدْيُ أَوَّلِكُمْ , وَبِهِ يُهْدَى آخِرُكُمْ , وَلَعَمْرِي لَئِنْ أُوذِيتُمْ لَقَدْ أُوذِيَ مَنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكُمْ , أَمَّا قِيلُكَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَذْهَبَ فِي الْأَرْضِ قَفْرًا فَأَعْبُدَ اللَّهَ حَتَّى أَلْقَاهُ , وَأَجْتَنِبَ أُمُورَ النَّاسِ لَوْلَا أَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أُمُورُ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّكَ تِلْكَ الْبِدْعَةُ الرَّهْبَانِيَّةُ , وَلَعَمْرِي لَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ أَبْيَنُ مِنْ طُلُوعِ هَذِهِ الشَّمْسِ , وَأَمَّا قِيلُكَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَقْوَامٍ شَهَادَتُنَا وَشَهَادَتُهُمْ وَاحِدَةٌ عَلَى أُمَرَائِنَا , فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَاتِلُونَ , وَنُقِيمُ , فَلَا تَفْعَلْ , لَا تُفَارِقِ الْأُمَّةَ , اتَّقِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ بِتَقِيَّتِهِمْ. قَالَ عُمَرُ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ: وَلَا تُقَاتِلْ مَعَهُمْ. قَالَ: قُلْتُ وَمَا تَقِيَّتُهُمْ؟ قَالَ: تُحْضِرُهُمْ وَجْهَكَ عِنْدَ دَعْوَتِهِمْ , فَيَدْفَعُ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْكَ عَنْ دَمِكَ وَدِينِكَ , وَتُصِيبُ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ. قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَطَافَ بِي قِتَالٌ لَيْسَ لِي مِنْهُ بُدٌّ؟ قَالَ: تُبَايِعُ بِإِحْدَى يَدَيْكَ الْأُخْرَى لِلَّهِ , وَتُقَاتِلُ لِلَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُدْخِلُ أَقْوَامًا بِسَرَائِرِهِمُ الْجَنَّةَ , وَسَيُدْخِلُ أَقْوَامًا بِسَرَائِرِهِمُ النَّارَ , وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُبَلِّغَ عَنِّي مَا لَمْ تَسْمَعْ مِنِّي , أَوْ أَنْ تَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: §بَايِعْ بِإِحْدَى يَدَيْكَ عَلَى الْأُخْرَى , وَقَاتِلْ عَلَى نِيَّتِكَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: «§إِنَّ هَذِهِ لَصَاعِقَةٌ , لَا يَقُومُ -[97]- لَهَا شَيْءٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: «§الْزَمْ هَذَا الْمَكَانَ , وَكُنْ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ الْحَرَمِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُنَا , فَإِنَّ أَمَرَنَا إِذَا جَاءَ فَلَيْسَ بِهِ خِفَاءٌ كَمَا لَيْسَ بِالشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ خَفَاءٌ , وَمَا يُدْرِيكَ إِنْ قَالَ لَكَ النَّاسُ تَأْتِي مِنَ الْمَشْرِقِ وَيَأْتِي اللَّهُ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ , وَمَا يُدْرِيكَ إِنْ قَالَ لَكَ النَّاسُ تَأْتِي مِنَ الْمَغْرِبِ وَيَأْتِي اللَّهُ بِهَا مِنَ الْمَشْرِقِ , وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّنَا سَنُؤْتَى بِهَا كَمَا يُؤْتَى بِالْعَرُوسِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ: «§مَنْ أَحَبَّنَا نَفَعَهُ اللَّهُ , وَإِنْ كَانَ فِي الدَّيْلَمِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " §وَدِدْتُ لَوْ فَدَّيْتُ شِيعَتَنَا هَؤُلَاءِ وَلَوْ بِبَعْضِ دَمِي. قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى عَلَى الْمِفْصَلِ وَالْعُرُوقِ , ثُمَّ قَالَ: لَحَدِيثُهُمُ الْكَذِبُ , وَإِذَاعَتُهُمُ الشَّرُّ حَتَّى إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ أُمَّ أَحَدِهِمُ الَّتِي وَلَدَتْهُ أَغْرَى بِهَا حَتَّى تُقْتَلَ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الْحَارِثِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: «§رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَغْنَى نَفْسَهُ , وَكُفَّ يَدَهُ , وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ , وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ , لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. أَلَا إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي أُمَيَّةَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ. أَلَا إِنَّ لِأَهْلِ الْحَقِّ دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ وَمِنَّا كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى , وَمَنْ يَمُتْ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: «§مَنْ أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ لِعَدْلٍ ظَهَرَ مِنْهُ وَهُوَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ آجَرَهُ اللَّهُ عَلَى حُبِّهُ إِيَّاهُ كَمَا لَوْ كَانَ أَحَبَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَمَنْ أَبْغَضَ رَجُلًا لِلَّهِ لِجَوْرٍ ظَهَرَ مِنْهُ هُوَ فِي -[98]- عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ آجَرَهُ اللَّهُ عَلَى بُغْضِهِ إِيَّاهُ كَمَا لَوْ كَانَ أَبْغَضَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ النَّارِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ: " كَانَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي حَصْرِهِ الْأَوَّلِ أَشَدَّ النَّاسِ مَعَهُ , وَيُرِيهِ أَنَّهُ شِيعَةٌ لَهُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مُعْجَبٌ بِهِ وَيَحْمِلُ عَلَيْهِ فَلَا يَسْمَعُ عَلَيْهِ كَلَامًا , وَكَانَ الْمُخْتَارُ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَكَانَ مُحَمَّدٌ لَيْسَ فِيهِ بِحُسْنِ الرَّأْيِ , وَلَا يَقْبَلُ كَثِيرًا مِمَّا يَأْتِي بِهِ , فَقَالَ الْمُخْتَارُ: أَنَا خَارِجٌ إِلَى الْعِرَاقِ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: فَاخْرُجْ , وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَامِلٍ الْهَمْدَانِيُّ يَخْرُجُ مَعَكَ , وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: تَحَرَّزْ مِنْهُ , وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ أَمَانَةٍ , وَجَاءَ الْمُخْتَارُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ: اعْلَمْ أَنَّ مَكَانِي مِنَ الْعِرَاقِ أَنْفَعُ لَكَ مِنْ مَقَامِي هَاهُنَا , فَأَذِنَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَخَرَجَ هُوَ وَابْنُ كَامِلٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لَا يَشُكُّ فِي مُنَاصَحَتِهِ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى الْغِشِّ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَخَرَجَا حَتَّى لَقِيَا لَاقِيًا بِالْعُذَيْبِ , فَقَالَ الْمُخْتَارُ: أَخْبِرْنَا عَنِ النَّاسِ , فَقَالَ: §تَرَكْتُ النَّاسَ كَالسَّفِينَةِ تَجُولُ لَا مَلَّاحَ لَهَا , فَقَالَ الْمُخْتَارُ: فَأَنَا مَلَّاحُهَا الَّذِي يُقِيمُهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا قَدِمَ الْمُخْتَارُ الْعِرَاقَ اخْتَلَفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ وَالِي الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَأَظْهَرَ مُنَاصَحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَابَهُ فِي السِّرِّ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَاتَّخَذَ شِيعَةً. يَرْكَبُ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُ مُطِيعٍ خَافَهُ , فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: كَانَ الْمُخْتَارُ لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَعْيَبَهُ

لَهُ , وَجَعَلَ يُلْقِي إِلَى النَّاسِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الْأَمْرَ لِأَبِي الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ الْحَنِفِيَّةِ ثُمَّ ظَلَمَهُ إِيَّاهُ , وَجَعَلَ يَذْكُرُ ابْنَ الْحَنِفِيَّةِ وَحَالَهُ وَوَرَعَهُ , وَأَنَّهُ بَعَثَهُ إِلَى الْكُوفَةِ يَدْعُو لَهُ , وَأَنَّهُ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا فَهُوَ لَا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ , وَيَقْرَأُ ذَلِكَ الْكِتَابَ عَلَى مَنْ يَثِقُ بِهِ , وَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنِيفِيَّةِ فَيُبَايِعُونَهُ لَهُ سِرًّا , فَشَكَّ قَوْمٌ مِمَّنْ بَايَعَهُ فِي أَمْرِهِ , وَقَالُوا: أَعْطَيْنَا هَذَا الرَّجُلَ عُهُودَنَا أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ ابْنِ الْحَنِفِيَّةِ , وَابْنُ الْحَنِفِيَّةِ بِمَكَّةَ لَيْسَ مِنَّا بِبَعِيدٍ وَلَا مُسْتَتِرٍ , فَلَوْ شَخَصَ مِنَّا قَوْمٌ إِلَيْهِ فَسَأَلُوهُ عَمَّا جَاءَ بِهِ هَذَا الرَّجُلُ عَنْهُ , فَإِنْ كَانَ صَادِقًا نَصَرْنَاهُ وَأَعَنَّاهُ عَلَى أَمْرِهِ , فَشَخَصَ مِنْهُمْ قَوْمٌ , فَلَقُوا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ بِمَكَّةَ , فَأَعْلَمُوهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ وَمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ , فَقَالَ: نَحْنُ حَيْثُ تَرَوْنَ مُحْتَسِبُونَ , وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي سُلْطَانَ الدُّنْيَا بِقَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ , فَاحْذَرُوا الْكَذَّابِينَ , وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَدِينِكُمْ. فَانْصَرَفُوا عَلَى هَذَا , وَكَتَبَ الْمُخْتَارُ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ وَجَاءَ , فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ , وَقِيلَ: الْمُخْتَارُ أَمِينُ آلِ مُحَمَّدٍ وَرَسُولُهُ , فَأَذِنَ لَهُ وَحَيَّاهُ , وَرَحَّبَ بِهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ , فَتَكَلَّمَ الْمُخْتَارُ - وَكَانَ مُفَوَّهًا - فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ قَالَ: §إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهَ بِنُصْرَةِ آلِ مُحَمَّدٍ , وَقَدْ رَكِبَ مِنْهُمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ وَحُرِمُوا وَمُنِعُوا حَقَّهُمْ , وَصَارُوا إِلَى مَا رَأَيْتَ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْكَ الْمَهْدِيُّ كِتَابًا وَهَؤُلَاءِ الشُّهُودُ عَلَيْهِ , فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَنَسٍ الْأَسَدِيُّ , وَأَحْمَرُ بْنُ شُمَيْطٍ الْبَجَلِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَامِلٍ الشَّاكِرِيُّ , وَأَبُو عَمْرَةَ كَيْسَانُ مَوْلَى بَجِيلَةَ: نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابَهُ قَدْ شَهِدْنَاهُ حِينَ دَفَعَهُ إِلَيْهِ , فَقَبَضَهُ إِبْرَاهِيمُ , وَقَرَأَهُ , ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُ , وَقَدْ أَمَرَنَا بِطَاعَتِكَ وَمُؤَازَرَتِكَ , فَقُلْ مَا بَدَا لَكَ , وَادْعُ إِلَى مَا شِئْتَ , ثُمَّ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَرْكَبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ , فَزَرَعَ ذَلِكَ فِي صُدُورِ النَّاسِ , وَوَرَدَ الْخَبَرُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَتَنَكَّرَ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَجَعَلَ أَمْرُ الْمُخْتَارِ يَغْلُظُ فِي كُلِّ

يَوْمٍ وَيَكْثُرُ تَبَعُهُ , وَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ وَمَنْ أَعَانَ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُهُمْ , ثُمَّ بَعَثَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَتَلَهُ , وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْمُخْتَارِ , فَعَمَدَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ فَجَعَلَهُ فِي جُونَةٍ , ثُمَّ بَعَثَ بِهِ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , وَسَائِرِ بَنِي هَاشِمٍ , فَلَمَّا رَأَى عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ رَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ تَرَحَّمَ عَلَى الْحُسَيْنِ , وَقَالَ: أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ يَتَغَدَّى , وَأُتِينَا بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ نَتَغَدَّى , وَلَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ بِخُطْبَةٍ فِي الثَّنَاءِ عَلَى الْمُخْتَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُ وَجَمِيلِ الْقَوْلِ فِيهِ , وَكَانَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَكْرَهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ وَمَا يَبْلُغُهُ عَنْهُ , وَلَا يُحِبُّ كَثِيرًا مِمَّا يَأْتِي بِهِ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَصَابَ بِثَأْرِنَا , وَأَدْرَكَ وَغْمَنَا , وَآثَرَنَا , وَوَصَلَنَا , فَكَانَ يُظْهِرُ الْجَمِيلَ فِيهِ لِلْعَامَّةِ , فَلَمَّا اتَّسَقَ الْأَمْرُ لِلْمُخْتَارِ كَتَبَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَهْدِيِّ: مِنَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الطَّالِبِ بِثَأْرِ آلِ مُحَمَّدٍ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَنْتَقِمْ مِنْ قَوْمٍ حَتَّى يُعَذِّرَ إِلَيْهِمْ , وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ الْفَسَقَةَ وَأَشْيَاعَ الْفَسَقَةِ , وَقَدْ بَقِيَتْ بَقَايَا أَرْجُو أَنْ يُلْحِقَ اللَّهُ آخِرَهُمْ بِأَوَّلِهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , وَهِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , وَالْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ وَغَيْرِهِمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: " لَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فَخَرَجَ الْحُسَيْنُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ وَأَقَامَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ بِدُنُوِّ جَيْشٍ مُسْرِفٍ أَيَّامِ الْحَرَّةِ , فَرَحَلَ إِلَى مَكَّةَ , فَأَقَامَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ , فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَايَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِنَفْسِهِ , وَدَعَا النَّاسَ إِلَيْهِ دَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْبَيْعَةَ لَهُ فَأَبَيَا يُبَايِعَانِ لَهُ , وَقَالَا: حَتَّى يَجْتَمِعَ لَكَ الْبِلَادُ , وَيَتَّسِقَ لَكَ النَّاسُ , فَأَقَامَا عَلَى ذَلِكَ مَا أَقَامَا. فَمَرَّةً يُكَاشِرُهُمَا وَمَرَّةً يَلِينُ لَهُمَا , وَمَرَّةً يُبَادِيهُمَا , ثُمَّ غَلُظَ عَلَيْهِمَا , فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ

كَلَامٌ وَشَرٌّ , فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ يَغْلُظُ حَتَّى خَافَا مِنْهُ خَوْفًا شَدِيدًا وَمَعَهُمَا النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ , فَأَسَاءَ جِوَارَهُمْ , وَحَصَرَهُمْ وَآذَاهُمْ , وَقَصَدَ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَأَظْهَرَ شَتْمُهُ وَعَيْبَهُ , وَأَمَرَهُ وَبَنِي هَاشِمٍ أَنْ يَلْزَمُوا شِعْبَهُمْ بِمَكَّةَ , وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الرُّقَبَاءَ , وَقَالَ لَهُمْ فِيمَا يَقُولُ: وَاللَّهِ , لَتُبَايِعَنَّ أَوْ لَأَحْرِقَنَّكُمْ بِالنَّارِ , §فَخَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ. قَالَ سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ: فَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مَحْبُوسًا فِي زَمْزَمَ , وَالنَّاسُ يُمْنَعُونَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: وَاللَّهِ , لَأَدْخُلَنَّ عَلَيْهِ , فَدَخَلْتُ , فَقُلْتُ: مَا بَالُكَ؟ وَهَذَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: دَعَانِي إِلَى الْبَيْعَةِ , فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ , فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ فَأَنَا كَأَحَدِهِمْ , فَلَمْ يَرْضَ بِهَذَا مِنِّي , فَاذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ , وَقُلْ: يَقُولُ لَكَ ابْنُ عَمِّكَ: مَا تَرَى. قَالَ سُلَيْمٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ , فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنْصَارِيٌّ , فَقَالَ: رُبَّ أَنْصَارِيٍّ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ عَدُوِّنَا , فَقُلْتُ: لَا تَخَفْ؛ فَأَنَا مِمَّنْ لَكَ كُلُّهُ. قَالَ: هَاتِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَقَالَ: قُلْ لَهُ: لَا تُطِعْهُ , وَلَا نَعْمَةَ عَيْنٍ إِلَّا مَا قُلْتُ , وَلَا تَزِدْهُ عَلَيْهِ , فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَأَبْلَغْتُهُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ , فَهَمَّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَنْ يَقْدَمَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُخْتَارَ , فَثَقُلَ عَلَيْهِ قُدُومُهُ , فَقَالَ: إِنَّ فِي الْمَهْدِيِّ عَلَامَةً يَقْدَمُ بَلَدَكُمْ هَذَا فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ فِي السُّوقِ بِالسَّيْفِ لَا تَضُرُّهُ وَلَا تَحِيكُ فِيهِ , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ , فَأَقَامَ , فَقِيلَ لَهُ لَوْ بَعَثْتَ إِلَى شِيعَتِكَ بِالْكُوفَةِ , فَأَعْلَمْتَهُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ , فَبَعَثَ أَبَا طُفَيْلٍ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ , فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ: إِنَّا لَا نَأْمَنُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ فَقَطَعَ الْمُخْتَارُ بَعْثًا إِلَى مَكَّةَ , فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , فَعَقَدَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَلَيْهِمْ , وَقَالَ لَهُ: سِرْ , فَإِنْ وَجَدْتَ بَنِي هَاشِمٍ فِي الْحَيَاةِ , فَكُنْ لَهُمْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَضُدًا , وَانْفِذْ لِمَا أَمَرُوكَ بِهِ , وَإِنْ وَجَدْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ قَتَلَهُمْ فَاعْتَرِضْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى تَصِلْ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ لَا تَدَعْ

مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ شُفْرًا وَلَا ظُفْرًا , وَقَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ , لَقَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَذَا الْمَسِيرِ , وَلَكُمْ بِهَذَا الْوَجْهِ عَشْرُ حِجَجٍ وَعَشْرُ عُمَرَ , وَسَارَ الْقَوْمُ وَمَعَهُمُ السِّلَاحُ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى مَكَّةَ فَجَاءَ الْمُسْتَغِيثُ: أَعْجِلُوا فَمَا أُرَاكُمْ تُدْرِكُونَهُمْ , فَقَالَ النَّاسُ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُوَّةِ عَجَّلُوا , فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ ثَمَانُمِائَةٍ رَأْسُهُمْ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ , فَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ , فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى دَخَلَ دَارَ النَّدْوَةِ , وَيُقَالُ: بَلْ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ , وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ. قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَأَصْحَابُهُمَا فِي دُورٍ قَدْ جُمِعَ لَهُمُ الْحَطَبُ , فَأُحِيطَ بِهِمْ حَتَّى بَلَغَ رُءُوسَ الْجُدُرِ لَوْ أَنَّ نَارًا تَقَعُ فِيهِ مَا رُئِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ , فَأَخَّرْنَاهُ عَنِ الْأَبْوَابِ , وَعَجَّلَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ , فَأَسْرَعَ فِي الْحَطَبِ يُرِيدُ الْخُرُوجَ , فَأَدْمَى سَاقَيْهِ , وَأَقْبَلَ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَكُنَّا صَفَّيْنِ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ نَهَارُنَا وَنَهَارُهُ لَا نَنْصَرِفُ إِلَّا إِلَى صَلَاةٍ حَتَّى أَصْبَحْنَا , وَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ فِي النَّاسِ , فَقُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ذَرُونَا نُرِيحُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَا: هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ , مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَاعَةً , مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ , وَلَا يُحِلُّهُ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ , فَامْنَعُونَا وَأَجِيرُونَا. قَالَ: فَتَحَمَّلُوا , وَإِنَّ مُنَادِيًا لَيُنَادِي فِي الْجَبَلِ: مَا غَنِمَتْ سَرِيَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مَا غَنِمَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ إِنَّ السَّرَايَا تَغْنَمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ , وَإِنَّمَا غَنِمْتُمْ دِمَاءَنَا , فَخَرَجُوا بِهِمْ حَتَّى أَنْزَلُوهُمْ مِنًى , فَأَقَامُوا بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمُوا , ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الطَّائِفِ , فَأَقَامُوا مَا أَقَامُوا. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَبَقِينَا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا كَانَ الْحَجُّ وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ مَكَّةَ فَوَافَى عَرَفَةَ فِي أَصْحَابِهِ , وَوَافَى مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مِنَ الطَّائِفِ فِي أَصْحَابِهِ , فَوَقَفَ بِعَرَفَةَ وَوَافَى نَجْدَةَ بْنَ عَامِرٍ الْحَنَفِيَّ تِلْكَ السَّنَةَ فِي أَصْحَابِهِ مِنَ الْخَوَارِجِ فَوَقَفَ نَاحِيَةً , وَحَجَّتْ

بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى لِوَاءٍ , فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ فِيمَنْ مَعَهُمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَفَتْ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرْبَعَةُ أَلْوِيَةٍ بِعَرَفَةَ: مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي أَصْحَابِهِ عَلَى لِوَاءٍ. قَامَ عِنْدَ حَبْلِ الْمُشَاةِ , وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي أَصْحَابِهِ مَعَهُ لِوَاءٌ , §فَقَامَ مَقَامَ الْإِمَامِ الْيَوْمَ , ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى وَقَفَ حِذَاءَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَوَافَى نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ فِي أَصْحَابِهِ وَمَعَهُ لِوَاءٌ , فَوَقَفَ خَلْفَهُمَا , وَوَافَتْ بَنُو أُمَيَّةَ وَمَعَهُمْ لِوَاءٌ , فَوَقَفُوا عَنْ يَسَارِهِمَا , فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ أَنْغَضَ لِوَاءُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ثُمَّ تَبِعَهُ نَجْدَةُ , ثُمَّ لِوَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ , ثُمَّ لِوَاءُ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَاتَّبَعَهُ النَّاسُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمْ يَدْفَعِ ابْنُ الزُّبَيْرِ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ إِلَّا بِدَفْعِهِ ابْنِ عُمَرَ , فَلَمَّا أَبْطَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَقَدْ مَضَى ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَنَجْدَةُ وَبَنُو أُمَيَّةَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَيَنْتَظِرُ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ , ثُمَّ دَفَعَ , فَدَفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَثَرِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: §دَفَعْتُ مِنْ عَرَفَةَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَتِلْكَ السُّنَّةُ , فَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: عَجِّلْ مُحَمَّدُ عَجِّلْ مُحَمَّدُ , فَعَنْ مَنْ أَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْإِغْسَاقَ؟ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أَقَامَ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَحَجَّ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي الْخَشَبِيَّةِ مَعَهُ وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الْأَيْسَرِ مِنْ مِنًى»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ , عَنْ ثُوَيْرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ الْأَيْسَرِ مِنْ مِنًى فِي أَصْحَابِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ

مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §خِفْتُ الْفِتْنَةَ , فَمَشَيْتُ إِلَيْهِمْ جَمِيعًا , فَجِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فِي الشِّعْبِ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ , اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّا فِي مِشْعَرٍ حَرَامٍ وَبَلَدٍ حَرَامٍ , وَالنَّاسُ وَفْدُ اللَّهِ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , فَلَا تُفْسِدْ عَلَيْهِمْ حَجَّهُمْ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا أُرِيدُ ذَلِكَ , وَمَا أَحُولُ بَيْنَ أَحَدٍ وَبَيْنَ هَذَا الْبَيْتِ , وَلَا يُؤْتَى أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ مِنْ قِبَلِي , وَلَكِنِّي رَجُلٌ أَدْفَعُ عَنْ نَفْسِي مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَمَا يُرِيدُ مِنِّي , وَمَا أَطْلُبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا أَنْ لَا يَخْتَلِفَ عَلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ , وَلَكِنِ ائْتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَكَلِّمْهُ , وَعَلَيْكَ بِنَجْدَةَ فَكَلِّمْهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ , فَجِئْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَكَلَّمْتُهُ بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمْتُ بِهِ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ , فَقَالَ: أَنَا رَجُلٌ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ وَبَايَعَنِي النَّاسُ , وَهَؤُلَاءِ أَهْلُ خِلَافٍ , فَقُلْتُ: إِنَّ خَيْرًا لَكَ الْكَفٌّ , فَقَالَ: أَفْعَلُ , ثُمَّ جِئْتُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ , فَأَجِدُهُ فِي أَصْحَابِهِ وَأَجِدُ عِكْرِمَةَ غُلَامَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَهُ , فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى صَاحِبِكَ. قَالَ: فَدَخَلَ , فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ أَذِنَ لِي , فَدَخَلْتُ , فَعَظَّمْتُ عَلَيْهِ , وَكَلَّمْتُهُ بِمَا كَلَّمْتُ بِهِ الرَّجُلَيْنِ , فَقَالَ: أَمَّا أَنْ أَبْتَدِئَ أَحَدًا بِقِتَالٍ فَلَا , وَلَكِنْ مَنْ بَدَأْنَا بِقِتَالٍ قَاتَلْنَاهُ. قُلْتُ: فَإِنِّي رَأَيْتُ الرَّجُلَيْنِ لَا يُرِيدَانِ قِتَالَكَ , ثُمَّ جِئْتُ شِيعَةَ بَنِي أُمَيَّةَ , فَكَلَّمْتُهُمْ بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمْتُ بِهِ الْقَوْمَ , فَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى لِوَائِنَا لَا نُقَاتِلُ أَحَدًا إِلَّا أَنْ يُقَاتِلَنَا , فَلَمْ أَرَ فِي تِلْكَ الْأَلْوِيَةِ أَسْكَنَ وَلَا أَسْلَمَ دَفْعَةً مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ: وَقَفْتُ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ إِلَى جَنْبِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ الْتَفَتَ إِلَيَّ , فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ , ادْفَعْ فَدَفَعَ , وَدَفَعْتُ مَعَهُ , فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَفَعَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَصْحَابَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ §يُلَبُّونَ بِعَرَفَةَ , وَرَمَقْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابَهُ فَإِذَا هُمْ يُلَبُّونَ حَتَّى زَاغَتِ الشَّمْسُ , ثُمَّ قُطِعَ , وَكَذَلِكَ فَعَلَتْ بَنُو أُمَيَّةَ , وَأَمَّا نَجْدَةُ , فَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ "

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعُرْيَانِ الْمُجَاشِعِيُّ قَالَ: بَعَثَنَا الْمُخْتَارُ فِي أَلْفَيْ فَارِسٍ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. قَالَ: فَكُنَّا عِنْدَهُ. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَذْكُرُ الْمُخْتَارَ , فَيَقُولُ: §أَدْرَكَ ثَأْرَنَا , وَقَضَى دُيُونَنَا , وَأَنْفَقَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَا يَقُولُ فِيهِ خَيْرًا وَلَا شَرًّا. قَالَ فَبَلَغَ مُحَمَّدًا أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ عِنْدَهُمْ شَيْئًا. أَيْ مِنَ الْعِلْمِ. قَالَ: فَقَامَ فِينَا , فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ , مَا وَرَثْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّوْحَيْنِ , ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ , حِلًّا. وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ فِي ذُؤَابَةِ سَيْفِي. قَالَ: فَسَأَلْتُ: وَمَا كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا , أَوْ آوَى مُحْدِثًا "

أخبرنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ الرَّمَّاحُ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ , فَنَزَلَ شِعْبَ عَلِيٍّ , فَخَرَجْنَا مِنَ الْكُوفَةِ لِنَأْتِيَهُ , فَلَقِينَا ابْنَ عَبَّاسٍ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَهُ فِي الشِّعْبِ , فَقَالَ لَنَا: §أَحْصُوا سِلَاحَكُمْ , وَلَبُّوا بِعُمْرَةٍ , ثُمَّ ادْخُلُوا الْبَيْتَ , وَطَوِّفُوا بِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ مَيْمُونٍ , عَنْ وَرْدَانَ قَالَ: §كُنْتُ فِي الْعِصَابَةِ الَّذِينَ انْتَدَبُوا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ حَتَّى يُبَايِعَهُ , فَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ فَأَرَادَ أَهْلَ الشَّامِ , فَمَنَعَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْ يَدْخُلَهَا حَتَّى يُبَايِعَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ. قَالَ: فَسِرْنَا مَعَهُ مَا سِرْنَا وَلَوْ أَمَرَنَا بِالْقِتَالِ لَقَاتَلْنَا مَعَهُ , فَجَمَعْنَا يَوْمًا , فَقَسَمَ فِينَا شَيْئًا , وَهُوَ يَسِيرُ , ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَلْحِقُوا بِرِحَالِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ. عَلَيْكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ , وَدَعُوا مَا تُنْكِرُونَ. وَعَلَيْكُمْ بِخَاصَّةِ أَنْفُسِكُمْ , وَدَعُوا أَمْرَ الْعَامَّةِ , وَاسْتَقِرُّوا عَنْ أَمْرَنَا كَمَا اسْتَقَرَّتِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ؛ فَإِنَّ أَمْرَنَا إِذَا جَاءَ كَانَ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ. قَالُوا: وَقُتِلَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ فِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ , فَلَمَّا دَخَلْتُ

سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لَكَ: إِنِّي غَيْرُ تَارِكُكَ أَبَدًا حَتَّى تُبَايِعَنِي أَوْ أُعِيدَكَ فِي الْحَبْسِ , وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْكَذَّابَ الَّذِي كُنْتَ تَدَّعِي نُصْرَتَهُ , وَأَجْمَعَ عَلَيَّ أَهْلُ الْعِرَاقَيْنِ , فَبَايِعْ لِي , وَإِلَّا فَهِيَ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِنِ امْتَنَعْتَ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لِعُرْوَةَ: مَا أَسْرَعَ أَخَاكَ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ وَالْإِسْتِخْفَافِ بِالْحَقِّ , وَأَغْفَلَهُ عَنْ تَعْجِيلِ عُقُوبَةِ اللَّهِ مَا يَشُكُّ أَخُوكَ فِي الْخُلُودِ وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ أَحْمَدَ لِلْمُخْتَارِ وَلِهَدْيِهِ مِنِّي , وَاللَّهِ مَا بَعَثْتُ الْمُخْتَارَ دَاعِيًا وَلَا نَاصِرًا , وَلَلْمُخْتَارُ كَانَ إِلَيْهِ أَشَدَّ انْقِطَاعًا مِنْهُ إِلَيْنَا , فَإِنْ كَانَ كَذَّابًا فَطَالَ مَا قَرَّبَهُ عَلَى كَذِبِهِ , وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ , وَمَا عِنْدِي خِلَافٌ , وَلَوْ كَانَ خِلَافَ مَا أَقَمْتُ فِي جِوَارِهِ , وَلَخَرَجْتُ إِلَى مَنْ يَدْعُونِي , فَأَبَيْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَلَكِنْ هَاهُنَا وَاللَّهِ لِأَخِيكَ قَرِينًا يَطْلُبُ مِثْلَ مَا يَطْلُبُ أَخُوكَ كِلَاهُمَا يُقَاتِلَانِ عَلَى الدُّنْيَا: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ بِجُيُوشِهِ قَدْ أَحَاطَتْ بِرَقَبَةِ أَخِيكَ , وَإِنِّي لَأَحْسَبُ أَنَّ جِوَارَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَيْرٌ لِي مِنْ جِوَارِ أَخِيكَ , وَلَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ يَعْرِضُ عَلَيَّ مَا قَبِلَهُ , وَيَدْعُونِي إِلَيْهِ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللَّهَ وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَى صَاحِبِكَ. قَالَ: أَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: وَاللَّهِ , لَوْ أَطَعْتَنَا لَضَرَبْنَا عُنُقَهُ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: وَعَلَامَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ جَاءَنَا بِرِسَالَةٍ مِنْ أَخِيهِ , وَجَاوَرَنَا فَجَرَى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ كَلَامٌ , فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أَخِيهِ , وَالَّذِي قُلْتُمْ غَدْرٌ وَلَيْسَ فِي الْغَدْرِ خَيْرٌ , لَوْ فَعَلْتُ الَّذِي تَقُولُونَ لَكَانَ الْقِتَالُ بِمَكَّةَ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَأْيِي لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ إِلَّا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ لَمَا قَاتَلْتُهُ , فَانْصَرَفَ عُرْوَةُ فَأَخْبَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِمَا قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ. قَالَ: وَاللَّهِ , مَا أَرَى أَنْ تُعْرِضَ لَهُ. دَعْهُ , فَلْيَخْرُجْ عَنْكَ وَيُغَيِّبُ وَجْهَهُ , فَعَبْدُ الْمَلِكِ أَمَامَهُ لَا يَتْرُكُهُ يَحِلُّ بِالشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَهُ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَا يُبَايِعُهُ أَبَدًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَإِنْ صَارَ إِلَيْهِ كَفَاكَهُ إِمَّا حَبَسَهُ , وَإِمَّا قَتَلَهُ , فَتَكُونَ أَنْتَ قَدْ بَرِئَتْ مِنْ ذَلِكَ. فَأَفْثَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنْهُ "

فَقَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ: وَجَاءَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَرَسُولٌ حَتَّى دَخَلَ الشِّعْبَ , فَقَرَأَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ الْكِتَابَ , فَقَرَأَ كِتَابًا لَوْ كَتَبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بَعْضِ إِخْوَتِهِ أَوْ وَلَدِهِ مَا زَادَ عَلَى أَلْطَافِهِ , وَكَانَ فِيهِ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ ضَيِّقَ عَلَيْكَ , وَقَطَعَ رَحِمَكَ , وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ حَتَّى تُبَايِعَهُ فَقَدْ نَظَرْتَ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ وَأَنْتَ أَعْرَفُ بِهِ حَيْثُ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ , وَهَذَا الشَّامُ , فَانْزِلْ مِنْهُ حَيْثُ شِئْتَ , فَنَحْنُ مُكْرِمُوكَ وَوَاصِلُوا رَحِمَكَ , وَعَارِفُوا حَقَّكَ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لِأَصْحَابِهِ: هَذَا وَجْهٌ نَخْرُجُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ وَمَعَهُ كُثَيِّرُ عَزَّةَ يَنْشُدُ شَعَرًا: [البحر الرجز] أَنْتَ إِمَامُ الْحَقِّ لَسْنَا نَمْتَرِي ... أَنْتَ الَّذِي نَرْضَى بِهِ وَنَرْتَجِي أَنْتَ ابْنُ خَيْرِ النَّاسِ مِنْ بَعْدِ النَّبِي ... يَا ابْنَ عَلِيٍّ سِرْ وَمَنْ مِثْلُ عَلِي حَتَّى تَحِلَّ أَرْضَ كَلْبٍ وَبَلِي قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا أَيْلَةَ , فَجَاوَرُونَا بِأَحْسَنِ جِوَارٍ , وَجَاوَرْنَاهُمْ بِأَحْسَنِ ذَلِكَ , وَأَحَبُّوا أَبَا الْقَاسِمِ حُبًّا شَدِيدًا , وَعَظَّمُوهُ وَأَصْحَابَهُ , وَأُمِرْنَا بِالْمَعْرُوفِ , وَنُهِينَا عَنِ الْمُنْكَرِ , وَلَا يُظْلَمُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قُرْبَنَا وَلَا بِحَضْرَتِنَا , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَذَكَرَهُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ , وَكَانَا خَاصَّتَهُ , فَقَالَا: مَا نَرَى أَنْ نَدَعَهُ يُقِيمُ فِي قُرْبَةٍ مِنْكَ وَسِيرَتُهُ سِيرَتُهُ حَتَّى يُبَايِعَ لَكَ أَوْ تَصْرِفَهُ إِلَى الْحِجَازِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلَادِي , فَنَزَلْتَ فِي طَرَفٍ مِنْهَا وَهَذِهِ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ كَمَا تَعْلَمُ , وَأَنْتَ لَكَ ذِكْرٌ وَمَكَانٌ , وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا تُقِيمَ فِي سُلْطَانِي إِلَّا أَنْ تَبَايَعَ لِي فَإِنْ بَايَعْتَنِي فَخُذِ السُّفُنَ الَّتِي قَدِمَتْ عَلَيْنَا مِنَ الْقُلْزُمِ وَهِيَ مِائَةُ مَرْكَبٍ فَهِيَ لَكَ وَمَا فِيهَا , وَلَكَ أَلْفَا أَلْفِ دِرْهَمٍ أُعَجِّلُ لَكَ مِنْهَا خَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ , وَأَلْفَ أَلْفٍ , وَخَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ آتَيْتُكَ مَعَ مَا أَرَدْتَ مِنْ فَرِيضَةٍ لَكَ وَلِوَلَدِكَ , وَلِقَرَابَتِكَ , وَمَوَالِيكَ , وَمَنْ مَعَكَ وَإِنْ أَبَيْتَ فَتَحَوَّلْ عَنْ بَلَدِي إِلَى مَوْضِعٍ

لَا يَكُونُ لِي فِيهِ سُلْطَانٌ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. سَلَّامٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَمَّا بَعْدُ , فَقَدْ عَرَفْتَ رَأْيِي فِي هَذَا الْأَمْرِ قَدِيمًا , وَإِنِّي لَسْتُ أُسَفِّهُهُ عَلَى أَحَدٍ , وَاللَّهِ لَوِ اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَيَّ إِلَّا أَهْلُ الزَّرْقَاءِ مَا قَاتَلْتُهُمْ أَبَدًا وَلَا اعْتَزَلْتُهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا نَزَلْتُ مَكَّةَ فِرَارًا مِمَّا كَانَ بِالْمَدِينَةِ , فَجَاوَرْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَأَسَاءَ جِوَارِي , وَأَرَادَ مِنِّي أَنْ أُبَايِعَهُ فَأَبَيْتُ ذَلِكَ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكَ أَوْ عَلَيْهِ , ثُمَّ أَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ , فَأَكُونُ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ , ثُمَّ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَدْعُونِي إِلَى مَا قِبَلِكَ , فَأَقْبَلْتُ سَائِرًا , فَنَزَلْتُ فِي طَرَفٍ مِنْ أَطْرَافِكَ , وَاللَّهِ مَا عِنْدِي خِلَافٌ وَمَعِي أَصْحَابِي , فَقُلْنَا بِلَادٌ رَخِيصَةُ الْأَسْعَارِ وَنَدْنُو مِنْ جِوَارِكَ وَنَتَعَرَّضُ صِلَتَكَ , فَكَتَبْتَ بِمَا كَتَبْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُنْصَرِفُونَ عَنْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَسِرْنَا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةٍ عَلَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ لِمُحَمَّدٍ عَهْدًا عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَصْطَلِحَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ , فَإِذَا اصْطَلَحُوا عَلَى رَجُلٍ بِعَهْدٍ مِنَ اللَّهِ وَمِيثَاقٍ كَتَبَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ بَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِمَّا أَنْ تُبَايِعَنِي , وَإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَرْضِي , وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ مَعَهُ سَبْعَةُ آلَافٍ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي , فَفَعَلَ , فَقَامَ مُحَمَّدٌ فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ وَلِيُّ الْأُمُورِ كُلُّهَا وَحَاكِمُهَا. §مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَا يَشَاءُ لَمْ يَكُنْ. كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ. عَجَّلْتُمْ بِالْأَمْرِ قَبْلَ نُزُولِهِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلَابِكُمْ لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ , وَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخَرٌ , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَعُودَنَّ فِيكُمْ كَمَا بَدَأَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ , وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ. مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ مَأْمَنَهُ إِلَى بَلَدِهِ آمِنًا مَحْفُوظًا فَلْيَفْعَلْ , فَبَقِيَ

مَعَهُ تِسْعُمِائَةِ رَجُلٍ , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ , وَقَلَّدَ هَدْيًا , فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ , فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَ الْحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ , لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ , وَرَجَعْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ. دَعْنَا , فَلْنَدْخُلْ , وَلْنَقْضِ نُسُكَنَا , ثُمَّ لَنَخْرُجُ عَنْكَ , فَأَبَى , وَمَعَنَا الْبُدْنُ قَدْ قَلَّدْنَاهَا , فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ , فَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ سَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ , فَلَمَّا سَارَ مَضَيْنَا , فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا , وَقَدْ رَأَيْتُ الْقَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عُنْوَانِ الصَّحِيفَةِ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ , وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , §الطُّلَقَاءُ وَلُعَنَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنَابِرِ النَّاسِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَأُمُورٌ لَمْ يَقِرَّ قَرَارُهَا " قَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ: فَانْصَرَفْنَا رَاجِعِينَ , فَأَذِنَ لِلْمَوَالِي وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ , فَرَجَعُوا مِنْ مَدْيَنَ , وَمَضَيْنَا إِلَى مَكَّةَ حَتَّى نَزَلْنَا مَعَهُ الشِّعْبَ بِمِنًى , فَمَا مَكَثْنَا إِلَّا لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ أَشْخِصْ مِنْ هَذَا الْمَنْزِلِ , وَلَا تُجَاوِرْنَا فِيهِ. قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: اصْبِرْ , وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ , وَمَا هُوَ بِعَظِيمٍ مَنْ لَا يَصْبِرُ عَلَى مَا لَا يَجِدُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ بُدًّا حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ مَخْرَجًا , وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ السَّيْفَ وَلَوْ كُنْتُ أُرِيدُهُ مَا تَعَبَّثَ بِي ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَلَوْ كُنْتُ أَنَا وَحْدِي وَمَعَهُ جُمُوعُهُ الَّتِي مَعَهُ , وَلَكِنْ وَاللَّهِ , مَا أَرَدْتُ هَذَا , وَأَرَى ابْنَ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَقْصَرٍ عَنْ سُوءِ جِوَارِي فَسَأَتَحَوَّلُ عَنْهُ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ , فحاصرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلَهُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ , وَحَجَّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ تِلْكَ السَّنَةَ مِنَ الطَّائِفِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى شِعْبِهِ فَنَزَلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الشِّعْبِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ , وَالْحَجَّاجُ مُحَاصِرُهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: قَدْ عَرَفْتُ مَقَامِي بِمَكَّةَ , وَشُخُوصِي إِلَى الطَّائِفِ وَإِلَى الشَّامِ كُلُّ هَذَا إِبَاءٌ مِنِّي أَنْ أُبَايِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَوْ عَبْدَ الْمَلِكِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَحَدِهِمَا وَأَنَا رَجُلٌ لَيْسَ عِنْدِي خِلَافٌ لَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا اعْتَزَلْتُهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا فَأَوَيْتُ إِلَى أَعْظَمِ بِلَادِ اللَّهِ حُرْمَةً يَأْمَنُ فِيهِ الطَّيْرُ فَأَسَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جِوَارِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الشَّامِ فَكَرِهَ عَبْدُ الْمَلِكِ قُرْبِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الْحَرَمِ فَإِنْ يُقْتَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَيَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلى عَبْدِ الْمَلِكِ أُبَايِعْكَ , فَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يَرْضَى بِذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَبَى ذَلِكَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ , فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدٌ يُدَافِعُهُ حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْحَارِثِيُّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْحَجَّاجَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ سُلْطَانٌ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ يَتَوَعَّدُهُ , ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَ اللَّهُ مِنْكَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ , وَيَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانًا , فَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ , قَالَ: §كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ , هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتِّينَ وَثَلَاثَمِائَةِ لَحْظَةٍ أَوْ نَفْحَةٍ؟ فَأَرْجُو أَنْ يَرْزُقَنِي اللَّهُ بَعْضَ لَحَظَاتِهِ أَوْ نَفَحَاتِهِ , فَلَا يَجْعَلُ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانًا. قَالَ: فَكَتَبَ بِهَا الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَكَتَبَ بِهَا عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الرُّومِ: إِنَّ هَذِهِ وَاللَّهِ مَا هِيَ مِنْ كَنْزِكَ وَلَا كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِكَ , وَلَكِنَّهَا مِنْ كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَيْهِ فَجَاءَ , فَقَالَ: قَدْ قَتَلَ اللَّهُ عَدُوَّ اللَّهِ , فَقَالَ ابْنُ -[111]- الْحَنَفِيَّةِ: §إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: أَوَ لَا تَدْرِي أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ لَحْظَةً , فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ قَضِيَّةً , فَلَعَلَّهُ يَكْفِينَاكَ فِي قَضِيَّةٍ مِنْ قَضَايَاهُ. قَالَ فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَتَاهُ كِتَابُهُ , فَأَعْجَبَهُ , وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يُهَدِّدُهُ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً , فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذَلِكَ الْكَلَامِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَكَتَبَ قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلَافٌ وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ , فَارْفُقْ بِهِ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَايَعَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ , فَبَايِعْ , فَكَتَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ الْأُمَّةَ قَدِ اخْتَلَفَتِ اعْتَزَلْتُهُمْ , فَلَمَّا أَفْضَى هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْكَ , وَبَايَعَكَ النَّاسُ كُنْتُ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ أَدْخُلُ فِي صَالِحِ مَا دَخَلُوا فِيهِ , فَقَدْ بَايَعْتُكَ وَبَايَعْتُ الْحَجَّاجَ لَكَ , وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِبَيْعَتِي , وَرَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُؤَمِّنَنَا وَتُعْطِينَا مِيثَاقًا عَلَى الْوَفَاءِ؛ فَإِنَّ الْغَدْرَ لَا خَيْرَ فِيهِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ أَرْضَ اللَّهِ وَاسِعَةٌ , فَلَمَّا قَرَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكِتَابَ قَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ: مَا لَكَ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَلَوْ أَرَادَ فَتْقًا لَقَدِرَ عَلَيْهِ وَلَقَدْ سَلَّمَ وَبَايَعَ فَنَرَى أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ بِالْأَمَانِ لَهُ وَالْعَهْدِ لِأَصْحَابِهِ , فَفَعَلَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّكَ عِنْدَنَا مَحْمُودٌ , أَنْتَ أَحَبُّ وَأَقْرَبُ بِنَا رَحِمًا مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلَكَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ , وَذِمَّةُ رَسُولِهِ , أَنْ لَا تُهَاجَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ. ارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ , وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ , وَلَسْتَ أَدْعُ صِلَتَكَ وَعَوْنَكَ مَا حَيِيتُ. وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ يَأْمُرُهُ بِحُسْنِ جِوَارِهِ وَإِكْرَامِهِ فَرَجَعَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْمَدِينَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَبَنَى دَارَهُ بِالْبَقِيعِ

كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْوفُودِ عَلَيْهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَأْذَنُ لَهُ فِي أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ , فَوَفَدَ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَدِمَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِدِمَشْقَ , فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ , فَأَذِنَ لَهُ وَأَمَرَ لَهُ بِمَنْزِلٍ قَرِيبٍ مِنْهُ , وَأَمَرَ أَنْ يُجْرَى عَلَيْهِ نُزْلٌ يَكْفِيهِ وَيَكْفِي مَنْ مَعَهُ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي إِذْنِ الْعَامَّةِ إِذَا أَذِنَ عَبْدُ الْمَلِكِ بَدَأَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ , ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَسَلَّمَ فَمَرَّةً يَجْلِسُ وَمَرَّةً يَنْصَرِفُ , فَلَمَّا مَضَى مِنْ ذَلِكَ شَهْرٌ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ كَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَالِيًا فَذَكَرَ قَرَابَتَهُ وَرَحِمَهُ وَذَكَرَ دَيْنًا عَلَيْهِ فَوَعَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ وَأَنْ يَصِلَ رَحِمَهُ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْفَعَ حَوَائِجَهُ , فَرَفَعَ مُحَمَّدٌ دَيْنَهُ , وَحَوَائِجَهُ , وَفَرَائِضَ لِوَلَدِهِ وَلِغَيْرِهِمْ مِنْ حَامَّتِهِ وَمَوَالِيهِ , فَأَجَابَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ , وَتَعَسَّرَ عَلَيْهِ فِي الْمَوَالِي أَنْ يَفْرِضَ لَهُمْ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ , فَفَرَضَ لَهُمْ فَقَصَّرَ بِهِمْ فَكَلَّمَهُ فَرَفَعَ فِي فَرَائِضِهِمْ , فَلَمْ يَبْقَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَّا قَضَاهَا , وَاسْتَأْذَنَهُ فِي الِانْصِرَافِ فَأَذِنَ لَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: §وَفَدْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَضَى حَوَائِجِي وَوَدَّعْتُهُ , فَلَمَّا كِدْتُ أَنْ أَتَوَارَى مِنْ عَيْنَيْهِ نَادَانِي: أَبَا الْقَاسِمِ , أَبَا الْقَاسِمِ , فَكَرَرْتُ , فَقَالَ لِي: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّكَ يَوْمَ تَصْنَعُ بِالشَّيْخِ مَا تَصْنَعُ ظَالِمٌ لَهُ يَعْنِي حِينَ أَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ يَوْمَ الدَّارِ فَدَعَثَهُ بِرِدَائِهِ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلِي يَوْمَئِذٍ ذُؤَابَةٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: §وَفَدْتُ مَعَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَعِنْدَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , فَدَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ بِسَيْفِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأُتِيَ بِهِ , وَدَعَا بِصَيْقَلٍ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ حَدِيدَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْهَا. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلَا وَاللَّهِ مَا أَرَى النَّاسُ مِثْلَ صَاحِبِهَا , يَا مُحَمَّدُ , هَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَيُّنَا رَأَيْتَ أَحَقَّ بِهِ فَلْيَأْخُذْهُ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ -[113]-: إِنْ كَانَ لَكَ قَرَابَةٌ فَلِكُلِّ قَرَابَةٍ حَقٌّ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ عَبْدَ الْمَلِكِ , وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا - يَعْنِي الْحَجَّاجَ وَهُوَ عِنْدَهُ قَدْ آذَانِي وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّي , وَلَوْ كَانَتْ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ أَرْسِلْ إِلَيَّ فِيهَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: لَا إِمْرَةَ لَكَ عَلَيْهِ , فَلَمَّا وَلَّى مُحَمَّدٌ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: أَدْرِكْهُ , فَسُلَّ سَخِيمَتَهُ , فَأَدْرَكَهُ , فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لِأَسُلَّ سَخِيمَتَكَ وَلَا مَرْحَبًا بِشَيْءٍ سَاءَكَ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَيْحَكَ يَا حَجَّاجُ , اتَّقِ اللَّهَ , وَاحْذَرِ اللَّهَ مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُهُ الْعِبَادُ إِلَّا لِلَّهِ فِي كُلِّ عَبْدٍ مِنِ عِبَادِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ لَحْظَةً إِنْ أَخَذَ أَخَذَ بِمَقْدِرَةِ وَإِنْ عَفَا عَفَا بِحِلْمٍ , فَاحْذَرِ اللَّهَ , فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: لَا تَسْأَلْنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَهُ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: وَتَفْعَلُ؟ قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ صَرْمَ الدَّهْرِ. قَالَ: فَذَكَرَ الْحَجَّاجُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتَ , فَذَكَرَ لَهُ الَّذِي قَالَ مُحَمَّدٌ , وَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَّا ذَكَرَ حَدِيثًا مَا سَمِعْنَاهُ إِلَّا مِنْهُ , وَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ مُحَمَّدٍ , فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتَ: مَا خَرَجَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ إِلَّا مِنْ بَيْتِ نُبُوَّةٍ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ «أَنَّ الْحَجَّاجَ §أَرَادَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ , فَزَجَرَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَنَهَاهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ دَخَلَ الْكَعْبَةَ , §فَصَلَّى فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: §لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ خُصُومَاتُ النَّاسِ فِي رَبِّهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: §رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ التَّمَّارُ قَالَ: §رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مُوَسِّعًا رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثُوَيْرٌ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ قَالَ: §رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ أَشْعَرَ بُدْنَهُ فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ بِعَرَفَةَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِطْرَفٍ خَزٍّ بِعَرَفَاتٍ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ , عَنْ رِشْدِينَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ §يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ حَرْقَانِيَّةٍ وَيُرْخِيهَا شِبْرًا أَوْ أَقَلَّ مِنْ شِبْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ»

أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ , عَنْ نَصْرِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِلْحَفَةً صَفْرَاءَ وَسِخَةً»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: " قَالَ لِي مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: §مَا مَنَعَكَ أَنْ تَلْبِسَ الْخَزَّ؛ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ؟ قُلْتُ: إِنَّهُ يُجْعَلُ فِيهِ الْحَرِيرُ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ §يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ عَلِيٌّ يُخَضِّبُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمَا لَكَ؟ قَالَ: أَتَشَبَّبُ بِهِ لِلنِّسَاءِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْخَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِيسَمٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي يَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَثَرَ الْحِنَّاءِ , -[115]- فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: §كُنْتُ أُخَضِّبُ أُمِّي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ , عَنْ أَبِي يَعْلَى , «عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ §كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ وَيُمَشِّطُهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: «رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَرَأَيْتُهُ مَكْحُولَ الْعَيْنَيْنِ , §وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: " أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ §وَهُوَ مُكَحَّلُ الْعَيْنَيْنِ , مَصْبُوغُ اللِّحْيَةِ بِحُمْرَةٍ , فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي , فَقُلْتُ: أَرْسَلَتْنِي إِلَى شَيْخٍ مُخَنَّثٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ , ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ , «عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ §كَانَ يَشْرَبُ نَبِيذَ الدَّنِّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنَّا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , §فَأَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ , فَنَزَعَ خُفَّيْهِ , وَمَسَحَ عَلَى قَدَمَيْهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقِ , عَنْ أَبِي عُمَرَ " أَنَّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ §كَانَ يَغْتَسِلُ فِي الْعِيدَيْنِ , وَفِي الْجُمُعَةِ , وَفِي الشِّعْبِ. قَالَ: وَكَانَ يَغْسِلُ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ "

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ §يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ يَقُولُ: هَذِهِ لِي خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً قَدْ §جَاوَزْتُ سِنَّ أَبِي , تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ -[116]- ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَمَاتَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: §أَيْنَ دُفِنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: بِالْبَقِيعِ. قُلْتُ: أَيُّ سَنَةٍ؟ قَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ فِي أَوَّلِهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً لَا يَسْتَكْمِلُهَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ عُمَرَ شَيْئًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: " وَأَشَارَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَقِيعِ , فَقَالَ: §هَذَا قَبْرُ أَبِي الْقَاسِمِ - يَعْنِي أَبَاهُ - مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ , وَهِيَ سَنَةُ الْجُحَافِ , سَيْلٌ أَصَابَ أَهْلَ مَكَّةَ جَحَفَ الْحَاجَّ. قَالَ: فَلَمَّا وَضَعْنَاهُ فِي الْبَقِيعِ جَاءَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ الْوَالِي يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ , فَقَالَ أَخِي: مَا تَرَى؟ فَقُلْتُ: لَا يُصَلِّي عَلَيْهِ أَبَانُ إِلَّا أَنْ يَطْلُبَ ذَلِكَ إِلَيْنَا , فَقَالَ أَبَانُ: أَنْتُمْ أَوْلَى بِجِنَازَتِكُمْ مَنْ شِئْتُمْ , فَقَدِّمُوا مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ , فَقُلْنَا تَقَدَّمْ , فَصَلِّ , فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , فَحَدَّثْتُ زَيْدَ بْنَ السَّائِبِ , فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عُوَيْمِرٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ قَالَ يَوْمَئِذٍ: نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الْإِمَامَ أَوْلَى بِالصَّلَاةِ , وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا قَدَّمْنَاكَ , فَقَالَ زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ: هَكَذَا سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ يَقُولُ: فَتَقَدَّمَ , فَصَلَّى عَلَيْهِ

عمر الأكبر ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه الصهباء وهي أم حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل , وكانت سبية أصابها خالد بن الوليد

§عُمَرُ الْأَكْبَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ الصَّهْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْعَبْدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ , وَكَانَتْ سَبِيَّةً أَصَابَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَيْثُ أَغَارَ عَلَى بَنِي تَغْلِبَ بِنَاحِيَةِ عَيْنِ التَّمْرِ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ مُوسَى , وَأُمَّ حَبِيبٍ , وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَدْ رَوَى عُمَرُ الْحَدِيثَ , وَكَانَ فِي وَلَدِهِ عِدَّةٌ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ , فَذَكَرْنَاهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ وَطَبَقَتِهِمْ

عبيد الله بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم , وكان عبيد الله بن علي قدم من الحجاز على المختار

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ سَلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ قَدِمَ مِنَ الْحِجَازِ عَلَى الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ , وَسَأَلَهُ , فَلَمْ يُعْطِهِ , وَقَالَ: أَقَدِمْتَ بِكِتَابٍ مِنَ الْمَهْدِيِّ؟ قَالَ: لَا , فَحَبَسَهُ أَيَّامًا , ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ , وَقَالَ: اخْرُجْ عَنَّا , فَخَرَجَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِالْبَصْرَةِ هَارِبًا مِنَ الْمُخْتَارِ , فَنَزَلَ عَلَى خَالِهِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ التَّمِيمِيِّ , ثُمَّ النَّهْشَلِيِّ , وَأَمَرَ لَهُ مُصْعَبٌ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ , ثُمَّ أَمَرَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ النَّاسَ بِالتَّهَيُّؤِ لِعَدُوِّهِمْ , وَوَقَّتَ لِلْمَسِيرِ وَقْتًا , ثُمَّ عَسْكَرَ , ثُمَّ انْقَلَعَ مِنْ مُعَسْكَرِهِ ذَلِكَ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ , فَلَمَّا سَارَ مُصْعَبٌ تَخَلَّفَ

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَخْوَالِهِ , وَسَارَ خَالُهُ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ مَعَ مُصْعَبٍ , فَلَمَّا فَصَلَ مُصْعَبٌ مِنَ الْبَصْرَةِ جَاءَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ , فَقَالُوا: نَحْنُ أَيْضًا أَخْوَالُكَ , وَلَنَا فِيكَ نَصِيبٌ , فَتَحَوَّلْ إِلَيْنَا؛ فَإِنَّا نُحِبُّ كَرَامَتَكَ. قَالَ: نَعَمْ , فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ , فَأَنْزَلُوهُ وَسْطَهُمْ , وَبَايَعُوا لَهُ بِالْخِلَافَةِ , وَهُوَ كَارِهٌ يَقُولُ: يَا قَوْمُ , لَا تَعْجَلُوا , وَلَا تَفْعَلُوا هَذَا الْأَمْرَ , فَأَبَوْا , فَبَلَغَ ذَلِكَ مُصْعَبًا , فَكَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ يُعَجِّزُهُ , وَيُخَبِّرُهُ غَفْلَتَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَمَّا أَحْدَثُوا مِنَ الْبَيْعَةِ لَهُ , ثُمَّ دَعَا مُصْعَبٌ خَالَهُ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ مُكْرِمًا لَكَ , مُحْسِنًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ , فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ فِي ابْنِ أُخْتِكَ , وَتَخَلُّفِهِ بِالْبَصْرَةِ يُؤَلِّبُ النَّاسَ , وَيَخْدَعُهُمْ فَحَلَفَ بِاللَّهِ: مَا فَعَلَ , وَمَا عَلِمَ مِنْ قِصَّتِهِ هَذِهِ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ , فَقَبِلَ مِنْهُ مُصْعَبٌ وَصَدَّقَهُ , وَقَالَ مُصْعَبٌ: قَدْ كَتَبْتُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ أَلُومُهُ فِي غَفْلَتِهِ عَنْ هَذَا , فَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ: فَلَا يُهَيِّجُهُ أَحَدٌ؛ أَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ وَأُقْدِمُ بِهِ عَلَيْكَ , فَسَارَ نُعَيْمٌ حَتَّى أَتَى الْبَصْرَةَ , فَاجْتَمَعَتْ بَنُو حَنْظَلَةَ وَبَنُو عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ , فَسَارَ بِهِمْ حَتَّى أَتَى بَنِي سَعْدٍ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا كَانَ لَكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي صَنَعْتُمْ خَيْرٌ , وَمَا أَرَدْتُمْ إِلَّا هَلَاكَ تَمِيمٍ كُلَّهَا , فَادْفَعُوا إِلَيَّ ابْنَ أُخْتِي , فَتَلَاوَمُوا سَاعَةً , ثُمَّ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ , فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ بِهِ عَلَى مُصْعَبٍ , فَقَالَ: يَا أَخِي , مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ , فَحَلَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِاللَّهِ , مَا أَرَادَ ذَلِكَ , وَلَا كَانَ لَهُ بِهِ عَلِمٌ حَتَّى فَعَلُوهُ , وَلَقَدْ كَرِهْتُ ذَلِكَ وَأَبَيْتُهُ , فَصَدَّقَهُ مُصْعَبٌ وَقَبِلَ مِنْهُ , وَأَمَرَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ صَاحِبَ مُقَدِّمَتِهِ عِبَادًا الْحَبَطِيَّ أَنْ يَسِيرَ إِلَى جَمْعِ الْمُخْتَارِ , فَسَارَ فَتَقَدَّمَ , وَتَقَدَّمَ مَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَنَزَلُوا الْمَذَارَ , وَتَقَدَّمَ جَيْشُ الْمُخْتَارِ , فَنَزَلُوا بِإِزَائِهِمْ فَبَيَّتَهُمْ أَصْحَابُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَتَلُوا ذَلِكَ الْجَيْشَ , فَلَمْ يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا الشَّرِيدُ , وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة , وأمه أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي , فولد سعيد بن المسيب محمدا , وسعيدا , وإلياس , وأم عثمان , وأم عمرو , وفاختة , وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم بن عامر بن عبد

§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُحَمَّدًا , وَسَعِيدًا , وَإِلْيَاسَ , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَفَاخِتَةَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَبِي كَرِيمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدٍ ذِي الشَّرِيِّ ابْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ فَهْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ غَانِمِ بْنِ دَوْسٍ , وَمَرْيَمَ , وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنٍ , " أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: أَنَا حَزْنٌ , قَالَ: «§بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ» , قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , اسْمٌ سَمَّانِي بِهِ أَبَوَايَ , فَعُرِفْتُ بِهِ فِي النَّاسِ , قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مَا زِلْنَا نَعْرِفُ الْحُزُونَةَ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «§وُلِدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بَعْدَ أَنِ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بِأَرْبَعِ سِنِينَ , وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وُلِدَ سَعِيدٌ قَبْلَ مَوْتِ عُمَرَ بِسَنَتَيْنِ , وَمَاتَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي رَأَيْتُ عَلَيْهِ النَّاسَ فِي مَوْلِدِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ , وَيُرْوَى أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ , وَلَمْ أَرَ أَهْلَ الْعِلْمِ يُصَحِّحُونَ ذَلِكَ , وَإِنْ كَانُوا قَدْ رَوَوْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , -[120]- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَرِيفٍ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ يَعْقُوبَ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ عُمَرَ كَلِمَةً مَا بَقِيَ أَحَدٌ حَيٌّ سَمِعَهَا غَيْرِي. كَانَ عُمَرُ حِينَ رَأَى الْكَعْبَةَ قَالَ: §اللَّهُمَّ , أَنْتَ السَّلَامُ , وَمِنْكَ السَّلَامُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَخْنَسَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا أَجِدُ أَحَدًا جَامَعَ فَلَمْ يَغْتَسِلْ أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ إِلَّا عَاقَبْتُهُ»

قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: " §هَلْ أَدْرَكْتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: لَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ " أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §إِنْ كُنْتُ لَأَسِيرُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي» قَالَ يَزِيدُ: قَالَ مِسْعَرٌ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ , مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ , وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ. قَالَ أَبِي: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ عُثْمَانُ مِنِّي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: وَسَأَلَهُ سَائِلٌ §عَمَّنْ أَخَذَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عِلْمَهُ؟ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَجَالِسَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ , وَدَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ: عَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَلِيٍّ , وَصُهَيْبٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , وَجُلُّ رِوَايَتِهِ الْمُسْنَدَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ زَوْجُ ابْنَتِهِ , وَسَمِعَ مِنَ أَصْحَابِ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِكُلِّ مَا قَضَى بِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ مِنْهُ "

قَالَ وَأُخْبِرْتُ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: ابْنُ الْمُسَيَّبِ رَاوِيَةُ عُمَرَ. قَالَ لَيْثٌ؛ لِأَنَّهُ §كَانَ أَحْفَظَ النَّاسِ لِأَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §يُفْتِي وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْيَاءٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ يَقُولُ: كَانَ رَأْسُ مَنْ بِالْمَدِينَةِ فِي دَهْرِهِ الْمُقَدَّمِ عَلَيْهِمْ فِي الْفَتْوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَيُقَالُ: §فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §عَالِمُ الْعُلَمَاءِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: §مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالشَّعْبِيِّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي الْحُوَيْرِثِ «§أَنَّهُ شَهِدَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَسْتَفْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَقُولُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا -[122]- تَقَدَّمَهُ مِنَ الْآثَارِ , وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ , §فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا , فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَسَأَلْتُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ , عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ قَالَ: " حَجَجْتُ , فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ , فَسَأَلْنَا عَنْ §أَعْلَمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §لَا يَقْضِي بِقَضَاهُ حَتَّى يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِنْسَانًا يَسْأَلُهُ , فَدَعَاهُ , فَجَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ , فَقَالَ عُمَرُ: أَخْطَأَ الرَّسُولُ؛ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاهُ يَسْأَلُكَ فِي مَجْلِسِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «§مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ عَالِمٌ إِلَّا يَأْتِينِي بِعِلْمِهِ , وَأُوتَى بِمَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَأَلَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَانْتَسَبْتُ لَهُ , فَقَالَ: " لَقَدْ جَلَسَ أَبُوكَ إِلَيَّ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ , فَسَأَلَنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا , فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ سَلَامٌ: يَقُولُ عِمْرَانُ: وَاللَّهِ , §مَا أُرَاهُ مَرَّ عَلَى أُذُنِهِ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا وَعَاهُ قَلْبُهُ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالُوا: اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: لَا حَتَّى §يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَكَتَبَ -[123]- إِلَى جَابِرٍ يَلُومُهُ , وَيَقُولُ: مَا لَنَا وَلِسَعِيدٍ , دَعْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَر , عَنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: كَانَ جَابِرٌ الْأَسْوَدُ وَهُوَ عَامَلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمَدِينَةِ قَدْ تَزَوَّجَ الْخَامِسَةَ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّةُ الرَّابِعَةِ , فَلَمَّا ضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ صَاحَ بِهِ سَعِيدٌ وَالسِّيَاطُ تَأْخُذُهُ وَاللَّهِ مَا رَبَعَتْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ. يَقُولُ اللَّهُ {§فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] وَإِنَّكَ تَزَوَّجْتَ الْخَامِسَةَ قَبْلَ انْقِضَاءِ عِدَّةِ الرَّابِعَةِ , وَمَا هِيَ إِلَّا لَيَالٍ , فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ , فَسَوْفَ يَأْتِيكَ مَا تَكْرَهُ , فَمَا مَكَثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسَافِعٍ الْعَامِرِيِّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ قليعٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَوْمًا , وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَشْيَاءُ وَأَرْهَقَنِي دَيْنٌ , فَجَلَسْتُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ , وَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: §رَأَيْتُ كَأَنِّي أَخَذْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ , فَأَضْجَعْتُهُ إِلَى الْأَرْضِ , ثُمَّ بَطَحْتُهُ , فَأَوْتَدْتُ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ. قَالَ: مَا أَنْتَ رَأَيْتَهَا؟ قَالَ: بَلَى , أَنَا رَأَيْتُهَا. قَالَ: لَا أُخْبِرُكُ أَوْ تُخْبِرَنِي؟ قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَآهَا , وَهُوَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ. قَالَ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاهُ قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَخَرَجَ مِنْ صُلْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ يَكُونُ خَلِيفَةً. قَالَ: فَدَخَلْتُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَسَّرَهُ , وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدٍ , وَعَنْ حَالِهِ , فَأَخْبَرْتُهُ , وَأَمَرَ لِي بِقَضَاءِ دَيْنِي , وَأَصَبْتُ مِنْهُ خَيْرًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُ كَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبُولُ فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ أَرْبَعَ مِرَارٍ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: §إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَامَ فِيهِ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ خُلَفَاءَ -[124]-. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا , وَكَانَ أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , وَأَخَذَتْهُ أَسْمَاءُ عَنْ أَبِيهَا أَبِي بَكْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ فِي يَدَيَّ , ثُمَّ دَفَنْتُهَا , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: §إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ دَفَنْتَ أَسْنَانَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنِّي أُرَانِي أَبُولُ فِي يَدَيَّ , فَقَالَ: §اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّ تَحْتَكَ ذَاتَ مَحْرَمٍ , فَنَظَرَ فَإِذَا امْرَأَةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ رَضَاعٌ , وَجَاءَهُ آخَرٌ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي أَرَى كَأَنِّي أَبُولُ فِي أَصْلِ زَيْتُونَةٍ. قَالَ: انْظُرْ مَنْ تَحْتَكَ تَحْتَكَ ذَاتُ مَحْرَمٍ , فَنَظَرَ , فَإِذَا امْرَأَةٌ لَا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحِهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: §إِنِّي رَأَيْتُ حَمَامَةً وَقَعَتْ عَلَى الْمَنَارَةِ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ , فَقَالَ: يَتَزَوَّجُ الْحُجَّاجُ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: §إِنِّي أَرَى أَنَّ تَيْسًا أَقْبَلَ يَشْتَدُّ مِنَ الثَّنِيَّةِ , فَقَالَ: اذْبَحْ , اذْبَحْ. قَالَ: ذَبَحْتُ. قَالَ: مَاتَ ابْنُ أُمِّ صِلَاءٍ , فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَهُ الْخَبَرُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ صِلَاءٍ رَجُلًا مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَسْعَى بِالنَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ رَجُلٌ مِنَ الْقَارَةِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مَنْ فَهْمٍ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّهُ يَرَى فِي النَّوْمِ §كَأَنَّهُ يَخُوضُ النَّارَ , فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ , -[125]- لَا تَمُوتُ حَتَّى تَرْكَبَ الْبَحْرَ , وَتَمُوتَ قَتْلًا. قَالَ: فَرَكِبَ الْبَحْرَ , فَأَشْفَى عَلَى الْهَلَكَةِ , وَقُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدٍ بِالسَّيْفِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: طَلَبْتُ الْوَلَدَ , فَلَمْ يُولَدْ لِي , فَقُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنِّي أَرَى أَنَّهُ طُرِحَ فِي حِجْرِي بَيْضٌ , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: الدَّجَاجُ عَجَمِيٌّ , فَاطْلُبْ سَبَبًا إِلَى الْعَجَمِ. قَالَ: §فَتَسَرَّيْتُ , فَوُلِدَ لِي , وَكَانَ لَا يُولَدُ لِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: يَقُولُ لِلرَّجُلِ: §إِذَا رَأَى الرُّؤْيَا وَقَصَّهَا عَلَيْهِ يَقُولُ: خَيْرًا رَأَيْتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §التَّمْرُ فِي النَّوْمِ رِزْقٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ , وَالرُّطَبُ فِي زَمَانِهِ رِزْقٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §آخِرُ الرُّؤْيَا أَرْبَعُونَ سَنَةً يَعْنِي فِي تَأْوِيلِهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §الْكَبْلُ فِي النَّوْمِ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ. قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي جَالِسٌ فِي الظِّلِّ , فَقُمْتُ إِلَى الشَّمْسِ , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: وَاللَّهِ , لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتُخْرَجَنَّ مِنَ الْإِسْلَامِ. قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي أُرَانِي أُخْرِجْتُ حَتَّى أُدْخِلْتُ فِي الشَّمْسِ , فَخَسَلَتْ. قَالَ: تُكْرَهُ عَلَى الْكُفْرِ. قَالَ: فَخَرَجَ فِي زَمَانِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَأُسِرَ , فَأُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ , فَرَجَعَ , ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ يُخْبِرُ بِهَذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا " أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي جُمَادَى سَنَةَ أَرْبَعٍ

وَثَمَانِينَ , فَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بِالْعَهْدِ , وَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى الْبُلْدَانِ , وَعَامِلُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُمَا فَبَايَعَ النَّاسَ وَدَعَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا , فَأَبَى , وَقَالَ حَتَّى أَنْظُرَ , §فَضَرَبَهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ سِتِّينَ سَوْطًا , وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ حَتَّى بَلَغَ بِهِ رَأْسَ الثَّنِيَّةِ , فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قَالَ: أَيْنَ تَكِرُّونَ بِي؟ قَالُوا: إِلَى السِّجْنِ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَوْلَا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَدًا , فَرَدُّوهُ إِلَى السِّجْنِ وَحَبَسَهُ , وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يُخْبِرُهُ بِخِلَافِهِ , وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَلُومُهُ فِيمَا صَنَعَ بِهِ , وَيَقُولُ: سَعِيدٌ كَانَ وَاللَّهِ , أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ؛ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ شِقَاقٌ وَلَا خِلَافٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: دَخَلَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِكِتَابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَذْكُرُ أَنَّهُ §ضَرَبَ سَعِيدًا , وَطَافَ بِهِ. قَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , يُفْتَاتُ عَلَيْكَ هِشَامٌ بِمِثْلِ هَذَا , يَضْرِبُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ وَيَطُوفُ بِهِ , وَاللَّهِ لَا يَكُونُ سَعِيدٌ أَبَدًا أَمْحَلَ وَلَا أَلَجَّ مِنْهُ حِينَ يُضْرَبُ , سَعِيدٌ لَوْ لَمْ يُبَايِعْ مَا كَانَ يَكُونُ مِنْهُ , مَا سَعِيدٌ مِمَّنْ يُخَافُ فَتْقُهُ وَلَا غَوَائِلُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ , وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالسُّنَّةِ. وَقَالَ قَبِيصَةُ: اكْتُبْ إِلَيْهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: اكْتُبْ أَنْتَ إِلَيْهِ عَنْكَ تُخْبِرْهُ بِرَأْيِي فِيهِ , وَمَا خَالَفَنِي مِنْ ضَرْبِ هِشَامٍ إِيَّاهُ , فَكَتَبَ قَبِيصَةُ إِلَى سَعِيدٍ بِذَلِكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ ظَلَمَنِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ , فَجَعَلَ الْإِهَابَ عَلَى ظَهْرِهِ , ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَضْبًا رَطْبًا , وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قَالَ: §اللَّهُمَّ , انْصُرْنِي مِنْ هِشَامٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , فَجَعَلَ يُكَلِّمُ سَعِيدًا , وَيَقُولُ لَهُ: إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ , §اتَّقِ اللَّهَ , وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ. قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ: إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , وَلَمْ تَرْفُقْ , فَجَعَلَ سَعِيدٌ يَقُولُ: إِنَّكَ وَاللَّهِ , أَعْمَى الْبَصَرِ أَعْمَى الْقَلْبِ. قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِ , وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , فَقَالَ: هَلْ لَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُنْذُ ضَرَبْنَاهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ , مَا كَانَ أَشَدَّ لِسَانًا مِنْهُ مُنْذُ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ , فَاكْفُفْ عَنِ الرَّجُلِ , وَجَاءَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَلُومُهُ فِي ضَرْبِهِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , وَيَقُولُ: مَا ضَرَّكَ لَوْ تَرَكْتَ سَعِيدًا , وَوَطِئْتَ مَا قَالَ؟ وَنَدِمَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَلَى مَا صَنَعَ بِسَعِيدٍ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَالَ: صَنَعَتِ ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ طَعَامًا كَثِيرًا حِينَ حُبِسَ , فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَيْهِ , §فَلَمَّا جَاءَ الطَّعَامُ دَعَانِي سَعِيدٌ , فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى ابْنَتِي فَقُلْ لَهَا لَا تَعُودِي لِمِثْلِ هَذَا أَبَدًا؛ فَهَذِهِ حَاجَةُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ مَالِي فَأَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ , وَأَنَا لَا أَدْرِي مَا أُحْبَسُ , فَانْظُرِي إِلَى الْقُوتِ الَّذِي كُنْتُ آكُلُ فِي بَيْتِي , فَابْعَثِي إِلَيَّ بِهِ , فَكَانَتْ تَبْعَثُ إِلَيْهِ بِذَلِكَ , وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: إِنِّي §أَرَى أَنَّ نَفْسَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ كَانَتْ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ " أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ خَمْسِينَ سَوْطًا , وَأَقَامَهُ بِالْحَرَّةِ , وَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ. قَالَ: فَقَالَ سَعِيدٌ: §أَمَا وَاللَّهِ , لَوْ عَلِمْتُ -[128]- أَنَّهُمْ لَا يَزِيدُونَنِي عَلَى الضَّرْبِ مَا لَبِسْتُ لَهُمُ التُّبَّانَ؛ إِنَّمَا تَخَوَّفْتُ أَنْ يَقْتُلُونِي , فَقُلْتُ: تُبَّانٌ أَسْتَرُ مِنْ غَيْرِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ ضَرَبَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عُمَرَ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: ادْعُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ , فَقَالَ: §اللَّهُمَّ , أَعِزَّ دِينَكَ , وَأَظْهِرْ أَوْلِيَاءَكَ , وَأَخْزِ أَعْدَاءَكَ فِي عَافِيَةٍ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: §يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ مَا مَنَعَكَ مِنَ الْحَجِّ أَنَّكَ جَعَلْتَ لِلَّهِ عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَلَى ابْنِ مَرْوَانَ. قَالَ: مَا فَعَلْتُ , وَمَا أُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَإِنَّمَا كُتِبَتْ عَلَيَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَعُمْرَةً , وَإِنِّي أَرَى نَاسًا مِنْ قَوْمِكَ يَسْتَدِينُونَ , فَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ , ثُمَّ يَمُوتُونَ , وَلَا يُقْضَى عَنْهُمْ , وَلَجُمْعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ تَطَوُّعًا. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ الْحَسَنَ , فَقَالَ: مَا قَالَ شَيْئًا. لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ مَا حَجَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَا اعْتَمَرُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ , عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقَزِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ , فَإِذَا سَعِيدٌ جَالِسٌ وَحْدَهُ , فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: §نُهِيَ أَنْ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانٌ قَالَ: كَانَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا عَطَاءَهُ , فَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا فَيَأْبَى , وَيَقُولُ §لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي مَرْوَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: §مَا شَأْنُ الْحَجَّاجِ لَا يَبْعَثُ إِلَيْكَ وَلَا يُحَرِّكُكَ وَلَا يُؤْذِيكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ , لَا أَدْرِي إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَبِيهِ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى صَلَاةً , فَجَعَلَ لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا , فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ حَصَى فَحَصَبْتُهُ بِهَا , زَعَمَ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ: مَا زِلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أُحْسِنُ الصَّلَاةَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: حَجَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ أَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا يَدْعُوهُ وَلَا يُحَرِّكُهُ. قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , وَقَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاقِفٌ بِالْبَابِ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَكَ , فَقَالَ: مَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيَّ حَاجَةٌ , §وَمَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ , وَإِنَّ حَاجَتَهُ إِلَيَّ لِغَيْرُ مَقْضِيَّةٍ. قَالَ: فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ , فَقُلْ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ وَلَا تُحَرِّكْهُ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: لَوْلَا أَنَّهُ تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيكَ مَا ذَهَبْتُ إِلَيْهِ إِلَّا بِرَأْسِكَ. يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُكَلِّمُكَ تَقُولُ مِثْلَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ بِي خَيْرًا فَهُوَ لَكَ , وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا أَحِلُّ حُبْوَتِي حَتَّى يَقْضِيَ مَا هُوَ قَاضٍ , فَأَتَاهُ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَبَى إِلَّا صَلَابَةً " قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا الْإِسْنَادَ قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَرَأَى شَيْخًا قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. فَلَمَّا جَلَسَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لَعَلَّكَ أَخْطَأْتَ بِاسْمِي أَوْ لَعَلَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى غَيْرِي. قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَأَخْبَرَهُ , فَغَضِبَ وَهَمَّ بِهِ. قَالَ وَفِي

النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَقِيَّةٌ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ جُلَسَاؤُهُ , فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَشَيْخُ قُرَيْشٍ , وَصِدِّيقُ أَبِيكَ لَمْ يَطْمَعْ مَلِكٌ قَبْلَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ. قَالَ: فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى أَضْرَبَ عَنْهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ , فَامْتَنَعَتْ مِنْهُ الْقَائِلَةُ , وَاسْتَيْقَظَ , فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ , هَلْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: فَخَرَجَ , فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَةٍ لَهُ , §فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , ثُمَّ غَمْزَهُ , وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِهِ , ثُمَّ وَلَّى , فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيدٌ , وَلَمْ يَتْبَعْهُ , فَقَالَ: أُرَاهُ فَطِنَ , فَجَاءَ , فَدَنَا مِنْهُ , ثُمَّ غَمْزَهُ وَأَشَارَ إِلَيْهِ , وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيرُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: اسْتَيْقَظَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ انْظُرْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي , فَأَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: أَرْسَلَكَ إِلَيَّ؟ قَالَ: لَا , وَلَكِنْ قَالَ: اذْهَبْ , فَانْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَهْيَأَ مِنْكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: اذْهَبْ , فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ , فَخَرَجَ الْحَاجِبُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إِلَّا مَجْنُونًا , فَأَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ مَا وَجَدْتُ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا شَيْخًا , أَشَرْتُ إِلَيْهِ , فَلَمْ يَقُمْ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ لِي: أَعْلَمْهُ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: ذَاكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَدَعْهُ "

قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا سُئِلَ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَالَ: أَقُولُ فِيهِمْ مَا قَوَّلَنِي رَبِّي: {§رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} [الحشر: 10] حَتَّى يُتِمَّ الْآيَةَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ -[131]- قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: §مَا سَمِعْتُ تَأْذِينًا فِي أَهْلِي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §مَا لَقِيتُ النَّاسَ مُنْصَرِفِينَ مِنْ صَلَاةٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §مَا فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , وَلَا نَظَرَ فِي أَقْفَائِهِمْ. قَالَ عِمْرَانُ: وَكَانَ سَعِيدٌ يُكْثِرُ الِاخْتِلَافَ إِلَى السُّوقِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: §لَوْ تَبَدَّيْتَ , وَذَكَرْتُ لَهُ الْبَادِيَةَ وَعَيْشَهَا وَالْعَتَمَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: كَيْفَ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ؟ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: §مَا أَظَلَّنِي بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَنْزِلِي إِلَّا أَنِّي آتِي ابْنَةً لِي فَأُسَلِّمُ عَلَيْهَا أَحْيَانًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: بَلَغَنِي «أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §عُمِّرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً , لَمْ يَأْتِ الْمَسْجِدَ فَيَجِدْ أَهْلَهُ قَدِ اسْتَقْبَلُوهُ خَارِجَيْنِ مِنْهُ , قَدْ قَضَوْا صَلَاتَهُمْ»

قَالَ أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: يَا عَمِّي , §أَلَا تَخْرُجُ فَتَأْكُلَ الثُّومَ مَعَ قَوْمِكَ؟ فَقَالَ: مُعَاذَ اللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي؛ أَنْ أَدَعَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً خَمْسَ صَلَوَاتٍ , وَقَدْ سَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ هَذَا اللَّبَنَ عَادَ قَطِرَانًا يُتَّبِعُ أَوِ اتَّبَعَتْ قُرَيْشٌ - شَكَّ شِهَابٌ أَذْنَابَ الْإِبِلِ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ. إِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الشَّاذِّ وَهُوَ مِنَ الْإِثْنَيْنِ أَبْعَدُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ اشْتَكَى عَيْنَهُ , فَقَالُوا لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِلَى الْعَقِيقِ , فَنَظَرْتَ إِلَى الْخُضْرَةِ لَوَجَدْتَ لِذَلِكَ خِفَّةً. قَالَ: §فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ؟ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: §لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِي الْحَرَّةِ , وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ غَيْرِي , وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُونَ زُمَرًا زُمَرًا يَقُولُونَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ الْمَجْنُونِ , وَمَا يَأْتِي وَقْتَ صَلَاةٍ إِلَّا سَمِعْتُ أَذَانًا فِي الْقَبْرِ , ثُمَّ تَقَدَّمْتُ , فَأَقَمْتُ , فَصَلَّيْتُ وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ غَيْرِي "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ §فِي الْمَسْجِدِ لَمْ يُبَايِعْ , وَلَمْ يَبْرَحْ , وَكَانَ يُصَلِّي مَعَهُمُ الْجُمُعَةَ , وَيَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ , وَكَانَ النَّاسُ يَقْتَتِلُونَ وَيَنْتَهِبُونَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ لَا يَبْرَحُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى اللَّيْلِ. قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ أَسْمَعُ أَذَانًا يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْقَبْرِ حَتَّى أَمِنَ النَّاسُ , وَمَا رَأَيْتُ خَبَرًا مِنَ الْجَمَاعَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِبُرْدٍ مَوْلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا صَلَاةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي بَيْتِهِ , فَأَمَّا صَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا أَدْرِي §إِنَّهُ لِيُصَلِّيَ صَلَاةً كَثِيرَةً إِلَّا أَنَّهُ يَقْرَأُ بِ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ , عَنْ عَطَاءٍ «أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَمْ يَتَكَلَّمْ كَلَامًا حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ , وَيَنْصَرِفُ الْإِمَامُ , ثُمَّ يُصَلِّي رَكَعَاتٍ , ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى جُلَسَائِهِ وَيُسْأَلُ»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ -[133]- بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §يَسْرُدُ الصَّوْمَ , فَكَانَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أُتِيَ بِشَرَابٍ لَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ الْمَسْجِدَ فَشَرِبَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: §كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُذَكِّرُ وَيُخَوِّفُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ §يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِاللَّيْلِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيُكْثِرُ "

قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُحِبُّ §أَنْ يَسْمَعَ الشَّعْرَ , وَلَا يُنْشِدُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §يَحْتَفِي يَمْشِي بِالنَّهَارِ حَافِيًا , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بَتًّا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §لَا يَدَعُ ظُفْرَهُ يَطُولُ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يُحْفِي شَارِبَهُ شَبِيهًا بِالْحَلْقِ , وَرَأَيْتُهُ يُصَافِحُ كُلَّ مَنْ لَقِيَهُ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يَكْرَهُ كَثْرَةَ الضَّحِكِ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يَتَوَضَّأُ كُلَّمَا بَالَ , وَإِذَا تَوَضَّأَ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ «§أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَحِبُّ أَنْ يُسَمِّيَ وَلَدَهُ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §يُصَلِّي التَّطَوُّعَ فِي رَحْلِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §يَلْبَسُ مُلَاءً شَرْقِيَّةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ -[134]-: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ قَالَ: مَا أُحْصِي مَا رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مِنْ عِدَّةَ قُمُصِ الْهَرَوِيِّ. قَالَ §وَكَانَ يَلْبَسُ هَذِهِ الْبُرُودَ الْغَالِيَةَ الْبِيضَ. قَالَ: وَكَانَ يَخْتَلِطُ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ , قَالَ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §لَا يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَوْ أَرَادَ إِنْسَانٌ رِدَاءَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الطِّنْفِسَةِ , فَقَالَ: مُحْدَثٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي غَنِيمَةُ جَارِيَةُ سَعِيدٍ قَالَتْ: كَانَ سَعِيدٌ §لَا يَأْذَنُ لِابْنَتِهِ فِي اللَّعِبِ بِبَنَات الْعَاجِ , وَكَانَ يُرَخِّصُ لَهَا فِي الْكَبَرِ يَعْنِي الطَّبْلَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دُعِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَأَجَابَ , ثُمَّ §دُعِيَ فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ الثَّالِثَةَ فَحَصَبَ الرَّسُولَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ «أَنَّهُ قَالَ §مَا مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْبَزِّ. مَا لَمْ تَقَعْ فِيهِ الْأَيْمَانِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَجَدْتُ رَجُلًا سَكْرَانَ , أَفَتُرَاهُ يَسَعُنِي أَلَّا أَرْفَعَهُ إِلَى السُّلْطَانِ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: §إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ فَاسْتُرْهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ -[135]-: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ فِي رَمَضَانَ يُؤْتَى بِالْأَشْرِبَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَأْتِيَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بِشَرَابٍ فَيَشْرَبُهُ , فَإِنْ أُتِيَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَرَابٍ شَرِبَهُ , وَإِنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَيْءٍ §لَمْ يَشْرَبْ شَيْئًا حَتَّى يَنْصَرِفَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ: §هُوَ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ §كَانَ يُصَلِّي مُحْتَبِيًا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ حَلَّ حُبْوَتَهُ , فَسَجَدَ , ثُمَّ عَادَ , فَاحْتَبَى "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ بُرْدٌ مَوْلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ سَعِيدٌ: وَمَا يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُصَلِّي أَحَدُهُمُ الظُّهْرَ , ثُمَّ لَا يَزَالُ صَافًّا رِجْلَيْهِ يُصَلِّي حَتَّى الْعَصْرِ , فَقَالَ سَعِيدٌ: وَيْحَكَ يَا بُرْدُ , أَمَا وَاللَّهِ مَا هِيَ الْعِبَادَةُ. تَدْرِي مَا الْعِبَادَةُ؟ إِنَّمَا §الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ , وَالْكَفُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ لِمَوْلَى لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ , §لَا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقُلْتُ لِمَوْلَاهُ: ذَاكَ أَنِّي لَا أَدْرِي: ابْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبُّ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَوْ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ: فَسَمِعَهَا سَعِيدٌ , فَقَالَ: يَا عِرَاقِيُّ , أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قُلْتُ: ابْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: أَفَلَا أَضْبِثُ بِكَ الْآنَ , فَأَقُولُ: هَذَا زُبَيْرِيٌّ , فَقُلْتُ: سَأَلْتَنِي فَأَخْبَرْتُكَ , فَأَخْبِرْنِي أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَلَّا , لَا أُحِبُّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: §اللَّهُمَّ , سَلِّمْ سَلِّمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ: §قَدْ بَلَغْتُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَمَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ النِّسَاءِ , وَقَدْ كَادَ بَصَرُهُ يَذْهَبُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: §مَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي شَيْئًا مَخَافَةَ النِّسَاءِ. قَالَ: فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنَّ مِثْلَكَ لَا يُرِيدُ النِّسَاءَ , وَلَا تُرِيدُهُ النِّسَاءَ. قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكُمْ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا أَعْمَشَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ §كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ , وَيُفْطِرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بِالْمَدِينَةِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: §قُلْ لِقَائِدِكَ يَقُومُ فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ وَإِلَى جَسَدِهِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ , فَنَظَرَ فَإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ الْوَجْهِ , فَجَاءَ , فَقَالَ: رَأَيْتُ وَجْهَ زِنْجِيٍّ , وَجَسَدَهُ أَبْيَضَ , فَقَالَ: إِنَّ هَذَا سَبَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا , فَنَهَيْتُهُ , فَأَبَى , فَدَعَوْتُ عَلَيْهِ , قَالَ: قُلْتُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَكَ , فَخَرَجَتْ بِوَجْهِهِ قُرْحَةٌ فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ: §هُوَ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , فَقَالَ سَعِيدٌ: §لَا أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا. قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ مِثْلَ ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: أَدْرَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ مِصْبَاحٌ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , وَقَالَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ , فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلُ مَنْزِلَهُ , دَخَلَ , وَقَالَ: نَبْعَثُ مَعَكَ بِالْمِصْبَاحِ؟ قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي بِنُورِكَ , §نُورُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نُورِكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ: لَا تَقُولَنَّ: مُصَيْحِفٌ , وَلَا مُسَيْجِدٌ , وَلَكِنْ §عَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ , كُلُّ مَا عَظَّمَ اللَّهَ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الصُّبْحِ , فَوَجَدْتُ سَكْرَانَ , فَلَمْ أَزَلْ أَجُرُّهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ مَنْزِلِي. قَالَ: فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ سَكْرَانَ أَيَدْفَعُهُ إِلَى السُّلْطَانِ , فَيُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: §إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ , فَافْعَلْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ أَفَاقَ , فَلَمَّا رَآنِي عَرَفْتُ فِيهِ الْحَيَاءَ , فَقُلْتُ: أَمَا تَسْتَحْيِي لَوْ أُخِذْتَ الْبَارِحَةَ لَحُدِدْتَ , فَكُنْتَ فِي النَّاسِ مِثْلَ الْمَيِّتِ. لَا تَجُوزُ لَكَ شَهَادَةٌ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَا أَعُودُ لَهُ أَبَدًا -[138]-. قَالَ ابْنُ حَرْمَلَةَ: فَرَأَيْتُهُ قَدْ حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ §زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ عَلَى دِرْهَمَيْنِ مِنِ ابْنِ أَخِيهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: §زَوَّجَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِنْتًا لَهُ مِنْ شَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَ لَهَا: شُدِّي عَلَيْكَ ثِيَابَكِ , وَاتَّبِعِينِي. قَالَ: فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا , ثُمَّ قَالَ: لَهَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , فَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلَّى هُوَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا , فَوَضَعَ يَدَهَا فِي يَدِهِ , وَقَالَ: انْطَلِقْ بِهَا , فَذَهَبَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا رَأَتْهَا أُمُّهُ قَالَتْ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: امْرَأَتِي ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ دَفَعَهَا إِلَيَّ. قَالَتْ: فَإِنَّ وَجْهِي مِنْ وَجْهِكِ حَرَامٌ. إِنْ أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا حَتَّى أَصْنَعَ بِهَا صَالِحَ مَا يُصْنَعُ بِنِسَاءِ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّهِ , فَأَصْلَحَتْ إِلَيْهَا , ثُمَّ بَنَى بِهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ , ثُمَّ يُرْسِلُهَا خَلْفَهُ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ إِزَارًا وَطَيْلَسَانًا وَخُفَّيْنِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §يَعْتَمُّ وَعَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ لَطِيفَةٌ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لَهَا عَلَمٌ أَحْمَرُ يُرْخِيهَا وَرَاءَهُ شِبْرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَيْمٌ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى عِمَامَةً سَوْدَاءَ , -[139]- وَيَلْبَسُ عَلَيْهَا بُرْنُسًا أَحْمَرَ أُرْجُوانًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَا: §رَأَيْنَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بُرْنُسٌ أُرْجُوَانٌ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ رُبَّمَا حَلَّ إِزَارَهُ فِي الصَّلَاةِ , وَرُبَّمَا رَبَطَهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَمِيصًا إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَكُمَّيْهِ , طَالِعَةً أَطْرَافُ أَصَابِعِهِ , وَرِدَاءً فَوْقَ الْقَمِيصَيْنِ خَمْسَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا أَزْرَارَهُ دِيبَاجٌ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ §رَأَى عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ طَيْلَسَانًا عَلَيْهِ أَزْرَارٌ دِيبَاجٌ , فَقُلْتُ: أَزْرَارُ طَيْلَسَانِكَ دِيبَاجٌ؟ قَالَ: وَجَدْنَاهُ أَبْقَى "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §لَبَسَ ثَوْبًا غَيْرَ الْبَيَاضِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رِدَاءً مُمَشَّقًا وَقَمِيصًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: §كُنْتُ أَرَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا لَهُ جُمَيْمَةٌ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ قَدْ فَرَّقَهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ عُثَيْمِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ شَهِدَ الْعَتَمَةَ فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَلَيْهِ إِبْرَيْسَمَانِ مُمَشَّقَانِ , وَقَمِيصٌ شَقَائِقُ. تَخْرُجُ يَدَاهُ مِنْ كُمَّيْهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ الْخَزَّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ §أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَيْسَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: §كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يُخَضِّبُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ §رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يُغَيِّرُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ §يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ لَيْثِ -[141]- بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ §إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ يُشْكِلُ عَلَيْهِ قَالَ: سَلُوا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَالَسَ الصَّالِحِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: §أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَهَابُونَ الْكُتُبَ , وَلَوْ كُنَّا نَكْتُبُ يَوْمَئِذٍ لَكَتَبْنَا مِنْ عِلْمِ سَعِيدٍ وَرَأْيِهِ شَيْئًا كَثِيرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ §إِذَا مَرَّ بِالْمَكْتَبِ قَالَ لِلصِّبْيَانِ: هَؤُلَاءِ النَّاسُ بَعْدَنَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي مَرَضِهِ §يُصَلِّي مُضْطَجِعًا مُسْتَلْقِيًا فَيُومِئُ بِرَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ آئِمًا وَلَا يَرْفَعُ إِلَى رَأْسِهِ شَيْئًا " وَقَالَ سَعِيدٌ: الْمَرِيضُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الْجُلُوسَ أَوْمَأَ آئِمًا , وَلَمْ يَرْفَعْ إِلَى رَأْسَهُ شَيْئًا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمَرَضِ وَهُوَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ يُومِئُ آئِمًا فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: §كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي جِنَازَةٍ , فَقَالَ رَجُلٌ: اسْتَغْفِرُوا لَهَا , فَقَالَ: مَا يَقُولُ رَاجِزُهُمْ قَدْ حَرَّجْتُ عَلَى أَهْلِي أَنْ يَرْجُزَ مَعِي رَاجِزُهُمْ , وَأَنْ يَقُولُوا: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. حَسْبِي مَنْ يُقْبِلُنِي إِلَى رَبِّي , وَأَنْ يَمْشُوا مَعِي بِمِجْمَرٍ , فَإِنْ أَكُنْ طَيِّبًا فَمَا عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ مِنْ طَيِّبِهِمْ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ -[142]- اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §أَوْصَيْتُ أَهْلِي إِذَا حَضَرَنِي الْمَوْتُ بِثَلَاثٍ: أَلَّا يَتَّبِعَنِي رَاجِزٌ , وَلَا نَارٌ , وَأَنْ يُعَجِّلَ بِي فَإِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ رَبِّي خَيْرٌ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا عِنْدَكُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: §إِذَا مَا مُتُّ , فَلَا تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلَا تَحْمِلُونِي عَلَى قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ , وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ , وَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا حَسْبِي مَنْ يُبَلِّغُنِي رَبِّي , وَلَا يَتْبَعْنِي رَاجِزُهُمْ هَذَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: اشْتَكَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَعُودُهُ , فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَقَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: وَجِّهُوا فِرَاشَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَفَعَلُوا , فَأَفَاقَ , فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَحَوِّلُوا فِرَاشِي إِلَى الْقِبْلَةِ؟ أَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ أَمَرَكُمْ؟ فَقَالَ نَافِعٌ: نَعَمْ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: §لَئِنْ لَمْ أَكُنْ عَلَى الْقِبْلَةِ وَالْمِلَّةِ , لَا يَنْفَعُنِي تَوْجِيهُكُمْ فِرَاشِي "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ , عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ , فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ: حَوِّلْ فِرَاشَهُ , فَاسْتَقْبِلْ بِهِ الْقِبْلَةَ , فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ؛ §عَلَيْهَا وُلِدْتُ , وَعَلَيْهَا أَمُوتُ , وَعَلَيْهَا أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ أَخِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَوُجِّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ -[143]-: مَنْ صَنَعَ هَذَا بِي؟ §أَلَسْتُ أَمْرَأً مُسْلِمًا وَجْهِي إِلَى اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتُ؟ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حِينَ ثَقُلَ عِنْدَ الْوَفَاةِ حُرِفَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَأَفَاقَ , فَقَالَ: مَنْ حَوَّلَ فِرَاشِي؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ , فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ §أَوَ لَسْتُ عَلَى الْإِسْلَامِ حَيْثُ كُنْتُ؟ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ , عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ يَقُولُ: يَا زُرْعَةُ , §إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى ابْنِي مُحَمَّدٍ لَا يُؤْذِنَنَّ بِي أَحَدًا , حَسْبِي أَرْبَعَةٌ يَحْمِلُونِي إِلَى رَبِّي , وَلَا تُتْبِعْنِي صَائِحَةً تَقُولُ فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ الْمَوْتُ تَرَكَ دَنَانِيرَ , فَقَالَ: §اللَّهُمَّ , إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَتْرُكْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسْبِي وَدِينِي "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: §شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ , فَرَأَيْتُ قَبْرَهُ قَدْ رُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , قَالَ §مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا سَعِيدٌ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا. قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ جَامِعًا , ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , ثَبْتًا , فَقِيهًا , مُفْتِيًا , مَأْمُونًا , وَرِعًا , عَالِيًا , رُفَيْعًا "

عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , وأمه أم هشام آمنة بنت أبي الخيار , واسمه عبد ياليل بن عبد مناف بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث , فولد عبد الله بن مطيع إسحاق لا بقية له , ويعقوب وأمهما ريطة بنت عبد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ , وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ , وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ إِسْحَاقَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَيَعْقُوبَ وَأُمُّهُمَا رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَمُحَمَّدًا , وَعِمْرَانَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَبُرَيْهَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَزَكَرِيَّاءَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ هِشَامٍ وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ خِرَاشِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ خُزَاعَةَ. وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَهُ أَمْوَالٌ وَبِئْرٌ فِيمَا بَيْنَ السُّقْيَا وَالْأَبْوَاءِ تُعْرَفُ بِبِئْرِ ابْنِ مُطِيعٍ يَرِدُهَا النَّاسُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ أَرَادَ أَنْ يَفِرَّ مِنَ الْمَدِينَةِ لَيَالِيَ فِتْنَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ. قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا ابْنَ عَمِّ؟ فَقَالَ: لَا أُعْطِيهِمُ طَاعَةً أَبَدًا , فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ , لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ مَاتَ وَلَا بَيْعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مَيْتَةَ جَاهِلِيَّةٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ مَرَّ بِابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ يَحْفُرُ بِئْرَهُ , فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ , فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ -[145]- قَالَ: أَرَدْتُ مَكَّةَ. . . وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ شِيعَتُهُ بِهَا , فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنِّي فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي , مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ وَلَا تَسِرْ إِلَيْهِمْ , فَأَبَى حُسَيْنٌ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: §إِنَّ بِئْرِي هَذِهِ قَدْ رَشَحْتُهَا وَهَذَا الْيَوْمُ أَوَانُ مَا خَرَجَ إِلَيْنَا فِي الدَّلْوِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَلَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ. قَالَ: هَاتِ مِنْ مَائِهَا , فَأُتِيَ مِنْ مَائِهَا , فَشَرِبَ مِنْهُ , ثُمَّ مَضْمَضَ , ثُمَّ رَدَّهُ فِي الْبِئْرِ , فَأَعْذَبَ وَأَمْهَى "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ بِبِئْرِهِ قَدْ أَنْبَطَهَا , فَنَزَلَ حُسَيْنٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ , فَاحْتَمَلَهُ ابْنُ مُطِيعٍ احْتِمَالًا حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي , §أَمْسِكْ عَلَيْنَا نَفْسَكَ؛ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلُوكَ لَيَتِّخِذَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَبِيدًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَبْعَثَ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ وَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِيهِمْ , وَرَقَّقَهُ عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: إِنَّمَا تَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسَكَ. قَالَ لَهُ: فَأَنَا أَبْعَثُ أَوَّلَ جَيْشٍ وَآمَرُهُمْ أَنْ يَمُرُّوا بِالْمَدِينَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ نَصَبَ لَنَا الْحَرْبَ , وَيَجْعَلُونَهَا طَرِيقًا وَلَا يُقَاتِلُهُمْ , فَإِنْ أَقَرَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ تَرَكَهُمْ وَجَازَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَإِنَّ أَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا قَاتَلَهُمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَرَأَيْتُ هَذَا فَرَجًا عَظِيمًا , فَكَتَبَ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ , وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَيَّرُوا أَمَرَهُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ , وَيَقُولُ: اسْتَقْبِلُوا مَا سَلَفَ , وَاغْنَمُوا السَّلَامَةَ وَالْأَمْنَ , وَلَا تَعَرَّضُوا لِجُنْدِهِ , وَدَعُوهُمْ يَمْضُونَ عَنْكُمْ , فَأَبَوْا أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ , وَقَالُوا: §لَا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا أَبَدًا " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ: أَسْنَدُوا أَمَرَهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

مُطِيعٍ , فَكَانَ الَّذِي قَامَ بِهَذَا الْأَمْرِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §تَنَافَسَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَجْعَلَ مِنْهَا أَمِيرًا , وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ مَا لَا يُعَدُّ مِنَ السِّنِّ وَالشَّرَفِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ عَلَى الْمِنْبَرِ , وَقَدْ رُئِيتْ طَلَائِعُ الْقَوْمِ بِمَخِيضٍ وَالْعَسْكَرُ بِذِي خُشُبٍ , فَتَكَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , §عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ , وَالْجِدِّ فِي أَمْرِهِ , وَإِيَّاكُمْ وَالْفَشَلَ وَالتَّنَازُعَ وَالِاخْتِلَافَ. اذْعَنُوا لِلْمَوْتِ؛ فَوَاللَّهِ مَا مِنْ مَفَرٍّ وَلَا مَهْرَبٍ , وَاللَّهِ لَأَنْ يُقْتَلَ الرَّجُلُ مُقْبِلًا مُحْتَسِبًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُقْتَلَ مُدْبِرًا , فَيُؤْخَذُ بِرَقَبَتِهِ , وَلَا تَظُنُّوا أَنَّ عِنْدَ الْقَوْمِ بُقْيَا , فَابْذِلُوا لَهُمْ أَنْفُسَكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الْمَوْتَ كَمَا تَكْرَهُونَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقَدْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتَ مِنْ غَلَبَةِ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نَقُولُ: §لَوْ أَقَامُوا شَهْرًا مَا قَتَلُوا مِنَّا شَيْئًا , فَلَمَّا صُنِعَ بِنَا مَا صُنِعَ , وَأُدْخِلُهُمْ عَلَيْنَا , وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: [البحر الكامل] وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا ... أُقْتَلْ وَلَا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَانْكَشَفْتُ , فَتَوَارَيْتُ , ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ بَعْدُ , فَكُنْتُ أَعْجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَصِلُّوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ , وَقَدْ أَخَذُوا عَلَيْهِ بِالْمَضَايِقِ , وَنَصَبُوا الْمَنْجَنِيقَ , وَفَعَلُوا بِهِ الْأَفَاعِيلِ , وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَحَدٌ يُقَاتِلُ لَهُ حِفَاظًا إِلَّا نُفَيْرٌ يَسِيرٌ , وَقَوْمٌ آخَرُونَ مِنَ الْخَوَارِجِ , وَكَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْحَرَّةِ أَلْفَا

رَجُلٍ كُلُّهُمْ ذُو حُفَّاظٍ , فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَحْبِسَهُمْ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ: ذَكَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ فَقَالَ: §نَجَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , ثُمَّ لَحِقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ , فَنَجَا , وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ , قَدْ كَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ , وَلَكِنَّ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ , وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي , إِنَّمَا أَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسِي "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ , فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ بَايَعَ أَهْلُ مَكَّةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , §فَكَانَ أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى بَيْعَتِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ , وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ , وَبَايَعَهُ كُلُّ مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ أَهْلِ الْآفَاقِ , فَوَلَّى الْمَدِينَةَ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَوَلَّى الْكُوفَةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ , وَوَلَّى الْبَصْرَةَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَلَحَّ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ , فَأَذِنَ لَهُ , وَكَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ لَهُ حَالَ الْمُخْتَارِ عِنْدَهُ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ اخْتَلَفَ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَأَظْهَرَ مُنَاصِحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَابَهُ فِي السِّرِّ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَاتَّخَذَ شِيعَةً , يَرْكَبُ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ حَتَّى عَدَتْ خَيْلُهُ عَلَى خَيْلِ صَاحِبِ شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ , فَأَصَابُوهُمْ , فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُخْبِرَ ابْنُ مُطِيعٍ «أَنَّ الْمُخْتَارَ قَدْ أَنْغَلَ -[148]- عَلَيْهِ الْكُوفَةَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ الْعِجْلِيُّ , وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ , فَأَخَذَهُ , فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ , فَلَحِقَتْهُ الشِّيعَةُ وَالْمَوَالِي , فَاسْتَنْقَذُوهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ , وَقُتِلَ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ , وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ , فَوَلَّى ابْنُ مُطِيعٍ شُرْطَتَهُ رَاشِدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْمُضَارِبِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ , فَقَتَلَهُ , وَأُتِيَ بِرَأْسِ رَاشِدٍ إِلَى الْمُخْتَارِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ §طَلَبَ الْأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ عَلَى أَنْ يَلْحَقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَعْطَاهُ الْمُخْتَارُ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ: §هَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ أَمَانًا , فَلَمْ يَطْلُبْهُ الْمُخْتَارُ , وَقَالَ: أَنَا عَلَى طَاعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلِمَ خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُطِيعٍ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: §اخْتَرْتَ هَمَذَانَ وَالرَّيَّ عَلَى قَتْلِ ابْنِ عَمِّكَ , فَقَالَ عُمَرُ: كَانَتْ أُمُورًا قُضِيَتْ مِنَ السَّمَاءِ , وَقَدْ أَعْذَرْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّي قَبْلَ الْوَقْعَةِ , فَأَبَى إِلَّا مَا أَبَى , فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ وَهَرَبَ مِنَ الْمُخْتَارِ سَارَ الْمُخْتَارُ بِأَصْحَابِهِ إِلَى مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ , فَقَتَلَهُ فِي دَارِهِ , وَقَتَلَ ابْنَهُ أَسْوَأَ قِتْلَةٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ أَتْبَعَهُ الْمُخْتَارُ بِكِتَابٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقَعُ فِيهِ بِابْنِ مُطِيعٍ وَيُجَبِّنَهُ , وَيَقُولُ: قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَأَنَا عَلَى طَاعَتِكَ , فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ مُدَاهِنًا لِبَنِي أُمَيَّةَ , فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ لِمَا حَمَلْتُ فِي عُنُقِي مِنْ بَيْعَتِكَ , فَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَأَنَا وَمَنْ قِبَلِي عَلَى طَاعَتِكَ , وَقَدِمَ ابْنُ مُطِيعٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمْ يَقْبَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوْلَهُ , وَكَتَبَ

إِلَى الْمُخْتَارِ: §إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَثُرَ عَلَيْكَ عِنْدِي بِأَمْرٍ ظَنَنْتُ أَنَّكَ مِنْهُ بَرِيءٌ , وَلَكِنْ لَا بُدَّ لِلْقَلْبِ مِنْ أَنْ يَقَعُ فِيهِ مَا يَقُولُ النَّاسُ , فَأَمَّا إِذَا رَجَعْتَ وَعُدْتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا يُعْهَدُ مِنْ رَأْيِكَ فَإِنَّا نَقْبَلُ مِنْكَ وَنُصَدِّقُكَ , وَأَقَّرَّهُ وَالِيًا لَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْكُوفَةِ. قَالُوا: وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى تُوُفِّيَ قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ "

عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه أم كلثوم بنت معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر , فولد عبد الرحمن بن مطيع هشاما لا بقية له إلا النساء , ومحمدا الأكبر , ومطيعا , وعبد الملك

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعٍ هِشَامًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ إِلَّا النِّسَاءُ , وَمُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , وَمُطِيعًا , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعٍ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

وأخوهما سليمان بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , وأمه أم هشام آمنة بنت أبي الخيار , واسمه عبد ياليل بن عبد مناف بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث , فولد سليمان بن مطيع محمدا وأمه إحدى بني نصر , وقتل سليمان بن

§وَأَخُوهُمَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ , وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ , فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُطِيعٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ إِحْدَى بَنِي نَصْرٍ , وَقُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُطِيعٍ يَوْمَ الْجَمَلِ

عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم وأمه أم عبيد أروى بنت عركي بن عمرو بن قيس بن سويد بن عمرو من عد. فولد عبد الرحمن بن سعيد عثمان , وأبا بكر , وسعيدا , وعمر وأمهم الرابعة بنت يزيد بن عبد الله بن عمرو بن حبيب بن عتاب بن رئاب من بني عبس

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عُبَيْدٍ أَرْوَى بِنْتُ عَرْكِيِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ عَدَّ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ عُثْمَانَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَسَعِيدًا , وَعُمَرَ وَأُمُّهُمُ الرَّابِعَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ رِئَابِ مِنْ بَنِي عَبْسٍ , وَعَبَّاسًا وَخَالِدًا , وَيَحْيَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ بَلْعَاءَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْوَحِيدِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ وَعِكْرِمَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ عِكْرِمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي هِلَالٍ , وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَعْشَى مِنْ بَلْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا مُحَمَّدٍ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ

عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , وأمه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس , فولد عمرو بن عثمان عثمان درج , وخالدا وأمهما رملة بنت

§عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عُثْمَانَ دَرَجَ , وَخَالِدًا وَأُمُّهُمَا رَمْلَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ ابْنَ عَمْرٍو وَهُوَ الْمُطَرِّفُ وَأُمُّهُ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانَ الْأَصْغَرَ ابْنَ عَمْرٍو وَأُمُّهُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّة , وَعُمَرَ بْنَ عَمْرٍو , وَالْمُغِيرَةَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ , وَالْوَلِيدَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ , لِأُمِّ وَلَدٍ. قَدْ رَوَى

عَمْرُو عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبْنَاءَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَصْبُغُونَ بِالسَّوَادِ مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ "

عمر بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس , وأمه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس , فولد عمر بن عثمان زيدا , وعاصما لأم ولد , وقد روى عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد

§عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ زَيْدًا , وَعَاصِمًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس , وأمه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس , فولد أبان بن عثمان سعيدا , وبه كان يكنى , وأمه ابنة عبد الله بن عامر بن كريز

§أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ , فَوَلَدَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ سَعِيدًا , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعُمَرَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ سَعِيدٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , وَعُمَرَ الْأَصْغَرَ , وَمَرْوَانَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ الصُّغْرَى لِأُمِّ وَلَدٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ , أَصْحَابِهِ

قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَامِلًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ فِيهِ حُمْقٌ , فَخَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَافِدًا عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذَنٍ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا أَقْدَمَكَ عَلَيَّ بِغَيْرِ إِذْنِي؟ مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: §لَا جَرَمَ , لَا تَرْجِعْ إِلَيْهَا. فَأَقَرَّ عَبْدُ الْمَلِكِ أَبَانًا عَلَى الْمَدِينَةِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِعَهْدِهِ عَلَيْهَا , فَعَزَلَ أَبَانُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنِ الْقَضَاءِ , وَوَلَّى نَوْفَلَ بْنَ مُسَاحِقٍ قَضَاءَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَتْ وِلَايَةُ أَبَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ , وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا سَنَتَيْنِ , وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَتِهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , فَصَلَّى عَلَيْهِمَا بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالٍ , ثُمَّ عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَبَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَوَّلَاهَا هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: §كَانَ بِأَبَانَ وَضَحٌ كَثِيرٌ , فَكَانَ يُخَضِّبُ مَوَاضِعَهُ مِنْ يَدِهِ , وَلَا يُخَضِّبُهُ فِي وَجْهِهِ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ شَدِيدٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا بِلَالُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ §بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ قَلِيلًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَكَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ §يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ §يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ أَبَانُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: §لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ. سُبْحَانَ -[153]- اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ. لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عُوفِيَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَبِأَبَانَ يَوْمَئِذٍ الْفَالِجُ , فَقَالَ: إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ إِلَّا أَنَّهُ يَوْمَ أَصَابَنِي هَذَا لَمْ أَكُنْ قُلْتُهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَصَابَ الْفَالِجُ أَبَانًا سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ , وَيُقَالُ بِالْمَدِينَةِ: فَالِجُ أَبَانَ؛ لِشِدَّتِهِ , وَتُوُفِّيَ أَبَانُ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَرَوَى أَبَانُ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ

سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وأمها أسماء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة , وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس , وأمها رقية بنت الحارث

§سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهَا رُقْيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهَا رُقْيَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا خَالِدَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حميد بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب , وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , وأمها أم حكيم البيضاء بنت

§حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءُ

بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ , وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ , وَيُكَنَّى حُمَيْدٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَوَلَدَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيمَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَالْمُغِيرَةَ , وَحَبَّابَةَ الْكُبْرَى , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عِلَاجِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ حَلِيفِهِمْ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ , وَبِلَالًا , وَعَوْنَةَ , وَحَكِيمَةَ الصُّغْرَى , وَبُرَيْهَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ §يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ إِذَا نَظَرَا إِلَى اللَّيْلِ الْأَسْوَدِ , ثُمَّ يُفْطِرَانِ بَعْدُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانَا §يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ , وَلَمْ يَقُلْ: رَأَيْتُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَثْبَتُهُمَا عِنْدَنَا حَدِيثُ مَالِكٍ وَإِنَّ حُمَيْدًا لَمْ يَرَ عُمَرَ , وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا , وَسِنُّهُ وَمَوْتُهُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ , وَلَعَلَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ خَالَهُ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ كَمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ وَلَدُهُ صَغِيرًا وَكَبِيرًا , وَلَكِنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ , وَكَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ , وَهَذَا غَلَطٌ وَخَطَأٌ , لَيْسَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَا فِي سِنِّهِ , وَلَا فِي رِوَايَتِهِ. وَخَمْسٌ وَتِسْعُونَ أَشْبَهُ وَأَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب , وهو عبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل من كلب قضاعة وهي أول كلبية نكحها قرشي , فولد أبو سلمة بن عبد الرحمن سلمة

§أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُ تَمَاضُرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابِ بْنِ هُبَلَ مِنْ كَلْبِ قُضَاعَةَ وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيٌّ , فَوَلَدَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلَمَةَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَتُمَاضِرَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَحَسَنًا , وَحُسَيْنًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعَبْدَ الْجَبَّارِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَنَائِلَةَ , وَسَالِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبِ قُضَاعَةَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى تَزَوَّجَهَا بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَوَلَدَتْ لَهُ وَأُمُّهَا أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَتُمَاضِرَ الصُّغْرَى , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمْ بُرَيْهَةَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. قَالُوا: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ لَمَّا وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى اسْتَقْضَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمَّا عُزِلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَوَلِيَ مَرْوَانُ الْمَدِينَةَ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ عَزَلَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْقَضَاءِ , وَوَلَّى الْقَضَاءَ وَشُرَطَهُ أَخَاهُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: §قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرَةَ فِي إِمَارَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ رَجُلًا صَبِيحًا , كَأَنَّ وَجْهَهُ دِينَارٌ هِرَقْلِيٌّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْكُوفَةَ , فَمَشَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بُرْدَةَ , فَقُلْنَا لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ خَلَّفْتَ بِبِلَادِكَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ بَيْنَكُمَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ " أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ §اشْتَرَى قِطًّا بِالْعَرْجِ وَهُوَ مُحْرِمٌ , فَذَبَحَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: إِنَّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ أَفْقَهُ مِنْهُ كَبِيرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ §أَنَّهُ كَانَ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى يُقِيمَ خِضَابَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ §يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ: رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ §يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ مَعْنُ بْنُ عِيسَى مَرَّةً أُخْرَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ §يَصْبُغُ بِالْوَسْمَةِ. قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §كَانَ أَبُو سَلَمَةَ -[157]- يُخَضِّبُ بِالْوَسْمَةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ «أَنَّهُ §رَأَى عَلَيْهِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ»

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: يَا حَسَّانُ , §أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي قَتَادَةَ , وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ ثِقَةً , فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَهَذَا أَثْبَتُ مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ

مصعب بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ويكنى أبا زرارة وأمه أم حريث من سبي بهراء من قضاعة , فولد مصعب بن عبد الرحمن زرارة وبه كان يكنى , وعبد الرحمن وأمهما ليلى بنت الأسود بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة , ومصعب بن مصعب

§مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَيُكَنَّى أَبَا زُرَارَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ حُرَيْثٍ مِنْ سَبْيِ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زُرَارَةَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَمُصْعَبَ بْنَ مُصْعَبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ الْمُخَارِقِ بْنِ عُرْوَةَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمَّ عَوْنٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابِ -[158]- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ قَالُوا: وَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ اسْتَعْمَلَ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ عَلَى شُرَطِهِ , وَولَّاةَ قَضَاءَهُ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُرِيبِ وَكَانَ وُلَاةُ الْمَدِينَةِ هُمُ الَّذِينَ يَخْتَارُونَ الْقُضَاةَ , وَيُوَلُّونَهُمْ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَحِقَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , §فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ , فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مَكَّةَ يُرِيدُ قِتَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فِي جَمْعٍ , فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ وَأُسِرَ أَسْرًا , وَذَاكَ أَنَّهُ هَرَبَ , فَدَخَلَ دَارَ ابْنِ عَلْقَمَةَ , فَغَلَّقَهَا عَلَيْهِ , فَأَحَاطَ بِهِ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي قِتَالِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ , وَقَدْ أَخْرَجَ الْمِسْوَرُ سِلَاحًا حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُنَا مَرَّةً وَنَحْنُ نَقْتَتِلُ وَالْمِسْوَرُ عَلَيْهِ سِلَاحُهُ , وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ §يَسُوقُهُمْ سَوْقًا عَنِيفًا , وَحَمَلُوا عَلَيْنَا , فَكَشَفُونَا , فَقَالَ الْمِسْوَرُ لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا ابْنَ خَالِ , أَلَا تَرَى مَا قَدْ نَالَ هَؤُلَاءِ مِنَّا؟ قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: نَكْمُنُ لَهُمْ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَظْفَرَ اللَّهُ بِهِمْ , وَاخْتَرْ مَعَكَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَلَدِ. فَكَمَنَ لَهُمْ مُصْعَبُ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْخَوَارِجِ , فَغَدَوْا , فَنَالُوا مَا كَانُوا يَنَالُونَ , فَسَدَّ عَلَيْهِمْ مُصْعَبٌ بِأَصْحَابِهِ , فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ هَرَبَ وَجَاءَ الْخَبَرُ الْمِسْوَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ الْمِسْوَرِ مَا شَعَرْتُ إِلَّا بِابْنِ صَفْوَانَ يَقُولُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , لَقَدْ سَرَّنَا مَا صَنَعَ مُصْعَبٌ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ -[159]- الَّذِينَ كَانُوا يَنَالُونَ مِنَّا مَا يَنَالُونَ , فَقَالَ الْمِسْوَرُ: وَهُوَ سُرُورُهُمْ. §اللَّهُمَّ أَبْقِ لَنَا مُصْعَبًا؛ فَإِنَّهُ أَجْزَأُ مَنْ مَعَنَا , وَأَنْكَاهُ لِعَدُوِّنَا. قَالَ الْمِسْوَرُ: هُوَ هَكَذَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا كَتِيبَةً خَشْنَاءَ؛ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ , فَنَالُوا مِنَّا أَقْبَحَ الْقَوْلِ وَأَسْمَجَهُ , فَرَأَيْتُ أَبِي حَنِقًا عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: مَا لِلْحَرْبِ , وَمَا لِهَذَا. هَذَا فِعْلُ النِّسَاءِ , فَقَالَ لِمُصْعَبٍ: أَبَا زُرَارَةَ , احْمِلْ بِنَا , فَحَمَلَ مُصْعَبٌ كَأَنَّهُ جَمَلٌ صَئُولٌ , وَحَمَلَ أَبِي , وَتَبِعْتُهُمْ فِي قَوْمٍ مِنَّا أَهْلُ نِيَّاتٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ السُّيُوفَ رَكَدَتْ سَاعَةً , وَلَكَأَنَّ هَامَ الرِّجَالِ وَأَذْرُعَهُمْ أَجري الْقِثَّاءِ حَتَّى خَلَصْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ , فَضَرَبَهُ مُصْعَبٌ ضَرْبَةً فَقَطَعَ السَّيْفُ الدِّرْعَ وَخَلَصَ إِلَى فَخِذِهِ , وَضَرَبَهُ ابْنُ أَبِي ذِرَاعٍ مِنْ جَانِبِهِ الْآخَرِ , فَجَرَحَهُ جُرْحًا آخَرَ , فَمَا عَلِمْتُ أَنَّا رَأَيْنَاهُ يَخْرُجُ إِلَيْنَا بَعْدَ ذَلِكَ , وَأَقَامَ فِي عَسْكَرِهِمْ جَرِيحًا حَتَّى وَلَّوْا مُنْصَرِفِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كُنَّا نَعْرِفُ قَتْلَى مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ قَتْلَى غَيْرِهِ بِشَحْوِهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا الْمَوْطِنَ الَّذِي قَامَ فِيهِ ابْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ يُقَاتِلُ يَوْمَئِذٍ , فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَدَدْتُ الْقَتْلَى مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَوَجَدْتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَتِيلًا قَتَلَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبْعَةَ نَفَرٍ نَعْرِفُهُمْ بِالشَّحْوِ وَشَحْوُهُ وَثْبُهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ عَدَدًا كَثِيرًا , وَلَكِنْ سَاعَةَ يُقْتَلُ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ يُوَارَى فَلَا يُرَى لَهُمْ قَتِيلٌ , ثُمَّ يَقُولُ: لَقَدْ بَرَزَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمًا كَانَتِ الدَّوْلَةُ -[160]- فِيهِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَ بِيَدِهِ خَمْسَةً , ثُمَّ رَجَعَ وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمُنْحَنٍ , فَجَعَلَ يَقُولُ: [البحر الوافر] إِنَّا لَنُورِدُهَا بِيضًا وَنُصْدِرُهَا ... حُمُرًا وَفِيهَا انْحِنَاءٌ بَعْدَ تَقْوِيمِ ثُمَّ قَالَ أَبِي: مَا كَانَتْ مِنْ مُصْعَبٍ إِلَّا ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ فَفِيهَا الْيُتْمُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا أَصَابَ الْحَجَرُ خَدَّ الْمِسْوَرِ وَصُدْغَهُ الْأَيْسَرَ غُشِيَ عَلَيْهِ , فَاحْتَمَلْنَاهُ , وَجَاءَ الْخَبَرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَأَقْبَلَ يَعْدُو إِلَيْنَا , فَكَانَ فِيمَنْ حَمَلَهُ وَأَدْرَكَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ , ثُمَّ مَاتَ , فَوَلُّوهُ , وَدَفَنُوهُ , وَتُوُفِّيَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ وَفَاةً , وَذَلِكَ وَالْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بَعْدُ بِمَكَّةَ , فَلَمَّا مَاتَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَظْهَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدُّعَاءَ لِنَفْسِهِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْخِلَافَةِ , وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُرِيَهُمْ أَنَّ الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ , وَكَانَ شِعَارُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ الْمِسْوَرُ وَمُصْعَبُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ " وَكَانَتْ وَفَاةُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

طلحة بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وأمه فاطمة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , فولد طلحة بن عبد الله محمدا به كان يكنى , وعاتكة , وطيبة وأمهم أم حسن بنت أبي أثيلة وهو الحارث بن عباس بن

§طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدًا بِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَاتِكَةَ , وَطَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ أَبِي أُثَيْلَةَ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ , وَعِمْرَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ

وَأُمُّهَا أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ أَبِيهَا , وَرَبِيحَةَ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ جُزَيِّ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ , وَعُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَامْرَأَةٌ تَزَوَّجَهَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَبْلَ خِلَافَتِهِ فَهَلَكَتْ عِنْدَهُ , وَقَدْ وَلِيَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: مَا وُلِّينَا مِثْلَهُ , وَكَانَ سَخِيًّا , جَوَادًا. قَدِمَ الْفَرَزْدَقُ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ قَدْ مَدْحَهُ وَمَدَحَ غَيْرَهُ مِنْ قُرَيْشٍ فَبَدَأَ بِهِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ , ثُمَّ أَتَى غَيْرَهُ , فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ: كَمْ أَعْطَاهُ طَلْحَةُ؟ فَقِيلَ: أَلْفَ دِينَارٍ , فَكَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُقَصِّرُوا عَنْ ذَلِكَ فَيَتَعَرَّضُوا لِلِسَانِ الْفَرَزْدَقِ , فَجَعَلُوا يَتَكَلَّفُونَ مَا أَعْطَاهُ طَلْحَةُ , فَكَانَ يُقَالُ: أَتْعَبَ طَلْحَةُ النَّاسَ , وَكَانَ طَلْحَةُ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ مَالٌ فَتَحَ بَابَيْهِ وَغَشِيَهُ أَصْحَابُهُ وَالنَّاسُ فَأَطْعَمَ وَأَجَازَ وَحَمَلَ , فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ أَغْلَقَ بَابَيْهِ , فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ , فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ: مَا فِي الدُّنْيَا شَرٌّ مِنْ أَصْحَابِكَ؛ يَأْتُونَكَ إِذَا كَانَ عِنْدَكَ شَيْءٌ , وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَمْ يَأْتُوكَ فَقَالَ: مَا فِي الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ لَوْ أَتَوْنَا عِنْدَ الْعُسْرَةِ أَرَدْنَا أَنْ نَتَكَلَّفَ لَهُمْ , فَإِذَا أَمْسَكُوا حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ فَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْهُمْ وَإِحْسَانٌ. وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَمِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ , وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

موسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد من بني تميم , وكان يقال للقعقاع: تيار الفرات؛ من سخائه , فولد موسى بن طلحة عيسى , ومحمدا , وكان على أهل الكوفة أيام ساروا إلى

§مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , وَكَانَ يُقَالُ لِلْقَعْقَاعِ: تَيَّارُ الْفُرَاتِ؛ مِنْ سَخَائِهِ , فَوَلَدَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ

عِيسَى , وَمُحَمَّدًا , وَكَانَ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَيَّامَ سَارُوا إِلَى أَبِي فُدَيْكٍ الْخَارِجِيِّ , وَلَهُ يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شِبْلٍ الْبَجَلِيُّ: [البحر الطويل] تُبَارِي ابْنَ مُوسَى يَا ابْنَ مُوسَى وَلَمْ تَكُنْ ... يَدَاكَ جَمِيعًا تَعْدِلَانِ لَهُ يَدَا يَعْنِي عُمَرَ بْنَ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى , وَعَائِشَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ بَكَّارًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقُرَيْبَةَ بِنْتَ مُوسَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعِمْرَانَ بْنَ مُوسَى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيُقَالُ لَهَا: جَيْدَاءُ وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] إِنْ يَكُ يَا جُنَاحُ عَلَيَّ دَيْنٌ ... فَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى يَسْتَدِينُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ الْكَذَّابُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الْكُوفَةَ فَهَرَبَ مِنْهُ وُجُوهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَقَدِمُوا عَلَيْنَا هَاهُنَا الْبَصْرَةَ , وَفِيهِمْ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ: §وَكَانَ النَّاسُ يَرَوْنَهُ زَمَانَهُ هُوَ الْمَهْدِيُّ. قَالَ فَغَشِيَهُمْ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ , وَغَشَيْتُهُ فِيمَنْ غَشِيَهُ , فَإِذَا شَيْخٌ طَوِيلُ السُّكُوتِ , قَلِيلُ الْكَلَامِ , طَوِيلُ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ , إِلَى أَنْ قَالَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ: وَاللَّهِ , لَأَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهَا فِتْنَةً لَهَا انْقِضَاءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا. وَأَعْظَمُ الْخَطَرِ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , مَا الَّذِي تَرْهَبُ وَأَشَدُّ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةً؟ قَالَ: أَرْهَبُ الْهَرْجَ. قَالَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الَّذِي كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحَدِّثُونَ , الْقَتْلُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ , لَا يَسْتَقِرُّ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ عَلَيْهِمْ , وَهُوَ كَذَاكَ , وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ هَذَا لَوَدِدْتُ أَنِّي عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا أَسْمَعُ لَكُمْ صَوْتًا , وَلَا أُلَبِّي لَكُمْ دَاعِيًا حَتَّى يَأْتِيَنِي دَاعِي رَبِّي. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ , ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَوْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَّا سَمَّاهُ -[163]- وَإِمَّا كَنَّاهُ وَوَاللَّهِ , إِنِّي لَأَحْسَبُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي عَهِدَ إِلَيْهِ؛ لَمْ يُفْتَنْ , وَلَمْ يَتَغَيَّرْ , وَاللَّهِ مَا اسْتَفَزَّتْهُ قُرَيْشٌ فِي فِتْنَتِهَا الْأُولَى , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَيَزْرِي عَلَى أَبِيهِ فِي مَقْتَلِهِ. قَالُوا: وَتَحَوَّلَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَنَزَلَهَا , وَهَلَكَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ , وَصَلَّى عَلَيْهِ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ , وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْكُوفَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى §يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ , وَقَدْ خَضَّبَ بِالسَّوَادِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: §رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ لَا يَزِيدَانِ عَلَى أَنْ يُبْدِيَا هَذَا. يَعْنِي الْإِطَارَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: §رَأَيْتُ كُمَّيْ عِيسَى وَمُوسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ يُجَاوِزَانِ أَصَابِعَهُمَا بِأَرْبَعِ أَصَابِعٍ أَوْ شِبْرٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بُرْنُسَ خَزٍّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيِّ «أَنَّ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ §رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ مِنْ قِبَلِنَا وَأَهْلِ بَيْتِهِ يُكَنُّونَهُ أَبَا عِيسَى , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عيسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري , فولد عيسى بن طلحة يحيى وأمه عائشة بنت جرير بن عبد الله البجلي , ومحمد بن عيسى وأمه أم حبيب بنت أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة

§عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ , فَوَلَدَ عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ يَحْيَى وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَسْمَاءِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ , وَعِيسَى بْنَ عِيسَى وَأُمُّهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. تُوُفِّيَ عِيسَى فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري , فولد يحيى بن طلحة طلحة وأمه أم أبان , وأم أناس بنت أبي موسى الأشعري , وأخوه لأمه عبد الله بن إسحاق بن طلحة , وإسحاق بن يحيى وأمه

§يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ طَلْحَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ , وَأُمُّ أُنَاسٍ بِنْتُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ , وَإِسْحَاقَ بْنَ يَحْيَى وَأُمُّهُ الْحَسْنَاءُ بِنْتُ زَبَّارِ بْنِ الْأَبْرَدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ مِنْ كَلْبٍ , وَسَلَمَةَ بْنَ يَحْيَى , وَعِيسَى , وَسَالِمًا , وَبِلَالًا الَّذِي مَدْحَهُ الْحَزِينُ الْكِنَانِيُّ , فَقَالَ: [البحر الطويل] بِلَالُ بْنُ يَحْيَى غُرَّةٌ لَا خَفَا بِهَا ... لِكُلِّ أُنَاسٍ غُرَّةُ وَهِلَالُ وَمَهْجَعَ بْنَ يَحْيَى , وَمَسْلَمَةَ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ , وَسُعْدَى تَزَوَّجَهَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَهَلَكَتْ وَلَمْ تَلِدْ شَيْئًا , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُنَّ سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ

يعقوب بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , فولد يعقوب بن طلحة يوسف وأمه أم حميد بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي , وأمها أم كلثوم بنت

§يَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ يَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ يُوسُفَ وَأُمُّهُ أُمُّ حُمَيْدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ , وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَطَلْحَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحُلَاسِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَإِسْحَاقَ دَرَجَا فِي حَيَاةِ أَبِيهِمَا , وَأَبَا بَكْرٍ وَأُمُّهُمْ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ , وَكَانَ يَعْقُوبُ سَخِيًّا جَوَادًا , وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَجَاءَ بِمَقْتَلِهِ وَمُصَابِ أَهْلِ الْحَرَّةِ إِلَى الْكُوفَةِ الْكَرَوَّسُ بْنُ زَيْدٍ الطَّائِيُّ فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيُّ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ الْكَرَوَّسُ كَاظِمًا ... عَلَى خَبَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ وَجِيعِ حَدِيثٌ أَتَانِي عَنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ... فَمَا رَقَأَتْ لَيْلَ التَّمَامِ دُمُوعِي يُخَبِّرُ أَنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرَامِلُ ... وَإِلَّا دَمٌ قَدْ سَالَ كُلَّ مَرْبَعِ قَرُومٌ تَلَاقَتْ مِنْ قُرَيْشٍ فَأُنْهِلَتْ ... بِأَصْهَبَ مِنْ مَاءِ السِّمَامِ نَقِيعِ فَكَمْ حَوْلَ سَلْعٍ مِنْ عَجُوزٍ مُصَابَةٍ ... وَأَبْيَضَ فَيَّاضِ الْيَدَيْنِ صَرِيعِ طَلُوعُ ثَنَايَا الْمَجْدِ سَامٍ بِطَرْفِهِ ... قُبَيْلَ تَلَاقِيهِمْ أَشَمَّ مَنِيعِ وَذِي سَنَةٍ لَمْ يَبْقَ لِلشَّمْسِ قُبُلُهَا ... وَذِي صِغْوَةٍ غَضَّ الْعِظَامِ رَضِيعِ شَبَابٌ كَيَعْقُوبَ بْنِ طَلْحَةَ أَقْفَرَتْ ... مَنَازِلُهُ مِنْ رُومَةٍ فَبَقِيعِ فَوَاللَّهِ , مَا هَذَا بِعَيْشٍ فَيُشْتَهَى ... هَنِيءٍ , وَلَا مَوْتٍ يُرِيحُ سَرِيعِ

زكرياء بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج , فولد زكرياء بن طلحة يحيى , وعبيد الله وأمهما العيطل بنت خالد بن مالك بن أحبش

§زَكَرِيَّاءُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ طَلْحَةَ يَحْيَى , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا الْعَيْطَلُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْبَشَ بْنِ كُوزِ بْنِ مَوْأَلَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ ضَبِّ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ , وَأُمَّ إِسْمَاعِيلَ , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ جَبَلَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ كِنْدَةَ , وَأُمَّ هَارُونَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ

إسحاق بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , فولد إسحاق بن طلحة عبد الله , وأبا بكر درج , وعبيد الله وأمهم أم أناس بنت أبي موسى الأشعري , ومصعبا لأم ولد , ومعاوية لأم ولد

§إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ عَبْدَ اللَّهِ , وَأَبَا بَكْرٍ دَرَجَ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ أُنَاسٍ بِنْتُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَمُصْعَبًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَمُعَاوِيَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَعْقُوبَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَحَفْصَةَ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ

عمران بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه حمنة بنت جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة , فولد عمران بن طلحة عبد الله , وإسحاق , ومحمدا , وحميدا وأمهم ابنة أوفى بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة , وكان لولده ولد فانقرضوا فلم يبق من ولد

§عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ , فَوَلَدَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ عَبْدَ اللَّهِ , وَإِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدًا , وَحُمَيْدًا وَأُمُّهُمُ ابْنَةُ أَوْفَى بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ , وَكَانَ لِوَلَدِهِ وَلَدٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ وَلَدِ عِمْرَانَ أَحَدٌ

محمد بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمه مارية بنت قيس بن معدي كرب بن أبي الكيسم بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية من كندة , فولد محمد بن سعد إسماعيل , وإبراهيم درج , وعبد الله درج , وأم عبد الله , وعائشة وهم لأمهات أولاد

§مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ مَارِيَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ إِسْمَاعِيلَ , وَإِبْرَاهِيمَ دَرَجَ , وَعَبْدَ اللَّهِ دَرَجَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَائِشَةَ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَقَدْ سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ عُثْمَانَ , وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ , وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ , وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ , ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ فَقَتَلَهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ «أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ §كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ»

عامر بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أم عامر واسمها مكيتة بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زرعة بن بهراء من قضاعة , فولد عامر بن سعد داود , ويعقوب لا عقب له , وعبد الله لا عقب له , وأم إسحاق , وحفصة , وحميدة , وأم هشام , وأم علي

§عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَامِرٍ وَاسْمُهَا مَكِيتَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرْعَةَ بْنِ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ دَاوُدَ , وَيَعْقُوبَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَعَبْدَ اللَّهِ لَا عَقِبَ لَهُ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ , وَحَفْصَةَ , وَحُمَيْدَةَ , وَأُمَّ هِشَامٍ , وَأُمَّ عَلِيٍّ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُبَيْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبِ بْنِ رَبَاحِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ نَاجِيَةَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عمر بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه مارية بنت قيس بن معدي كرب بن أبي الكيسم بن السمط بن امرئ القيس من كندة , فولد عمر بن سعد حفصا , وحفصة وأمهما أم حفص واسمها مريم بنت عامر بن أبي وقاص , وعبد الله الأكبر وأمه أم ولد تدعى سلمى , وعبد

§عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ مَارِيَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ كِنْدَةَ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ حَفْصًا , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَفْصٍ وَاسْمُهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ تُدْعَى سَلْمَى , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ مِنْ كِنْدَةَ , وَحَمْزَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمُحَمَّدًا , وَمُغِيرَةَ لَا عَقِبَ لَهُ وَحَمْزَةَ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ وَالْمُغِيرَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ مِنْ كِنْدَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَحُمَيْدَةَ , وَحَفْصَةَ الصُّغْرَى , وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , فَكَانَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ بِالْكُوفَةِ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَلَى الرِّيِّ وَهَمَذَانَ , وَقَطَعَ مَعَهُ بَعْثًا , فَلَمَّا قَدِمَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِرَاقَ أَمَرَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِ , وَبَعَثَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ مِنْ جُنْدِهِ , وَقَالَ لَهُ: إِنْ هُوَ خَرَجَ إِلَيَّ وَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِي وَإِلَّا فَقَاتِلْهُ , فَأَبَى عُمَرُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَزَلْتُكَ عَنْ عَمَلِكَ وَهَدَمْتُ دَارَكَ , فَأَطَاعَ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْحُسَيْنِ , فَقَاتَلَهُ حَتَّى قُتِلَ الْحُسَيْنُ , فَلَمَّا غَلَبَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى الْكُوفَةِ قَتَلَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَابْنَهُ حَفْصًا

عمرو بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه سلمى بنت خصفة بن ثقف بن ربيعة بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة من ربيعة. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§عَمْرُو بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ تَيْمِ اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ مِنْ رَبِيعَةَ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عمير بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه سلمى بنت خصفة بن ثقف من ربيعة. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفٍ مِنْ رَبِيعَةَ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

مصعب بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه خولة بنت عمرو بن أوس بن سلامة بن غزية بن معبد بن سعد بن زهير بن تيم الله بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل , فولد مصعب بن سعد زرارة , ويعقوب , وعقبة وأمهم أم حسن بنت فرقد بن

§مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ , فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ زُرَارَةَ , وَيَعْقُوبَ , وَعُقْبَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ فَرْقَدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ الْحُلَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ بَكْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ أُدٍّ , وَسَلَامَةَ , وَأُمَّ حَسَنٍ وَأُمُّهُمَا سَكِينَةُ بِنْتُ الْحُلَيْسِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَكَانَ مُصْعَبٌ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ مُصْعَبٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ

إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه زبراء. يزعم بنوها أنها ابنة الحارث بن يعمر بن شراحيل بن عبد عوف بن مالك بن جناب بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل , وأنها أصيبت سباء , وقد روى إبراهيم عن علي , وكان إبراهيم

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ زَبْرَاءُ. يَزْعُمُ بَنُوهَا أَنَّهَا ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ شُرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَنَابِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَأَنَّهَا أُصِيبَتْ سِبَاءً , وَقَدْ رَوَى إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلِيٍّ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

يحيى بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة

§يَحْيَى بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ

إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أم عامر واسمها مكيتة بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زرعة من بهراء من قضاعة , فولد إسماعيل بن سعد يحيى وأمه بنت سليمان بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة , وإبراهيم , وأبا بكر ,

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَامِرٍ وَاسْمُهَا مَكِيتَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرْعَةَ مِنْ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدٍ يَحْيَى وَأُمُّهُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا , وَإِسْحَاقَ , وَيَعْقُوبَ , وَمُوسَى , وَعِمْرَانَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ أَيُّوبَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ

عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أم هلال بنت ربيع بن مري بن أوس بن حارثة بن لام من طيئ

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ هِلَالٍ بِنْتُ رَبِيعِ بْنِ مُرِّيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ مِنْ طَيِّئٍ

إبراهيم بن نعيم النحام ابن عبد الله بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه زينب بنت حنظلة بن قسامة من قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان من طيئ , وكانت زينب بنت قسامة تحت أسامة بن زيد , فطلقها أسامة وهو ابن أربع عشرة

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ قَسَامَةَ مِنْ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ بْنِ ذُهْلَ بْنِ رُومَانَ مِنْ طَيِّئٍ , وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ قَسَامَةَ تَحْتَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ , فَطَلَّقَهَا أُسَامَةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ

سَنَةً , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَدُلُّهُ عَلَى الْوَضِيئَةِ الْقَتِينِ , وَأَنَا صِهْرُهُ» , وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى نُعَيْمٍ , فَقَالَ نُعَيْمٌ: كَأَنَّكَ تُرِيدُنِي؟ قَالَ: «أَجَلْ» , فَتَزَوَّجَهَا نُعَيْمٌ , فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نُعَيْمٍ , فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ ابْنَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَعِيدٍ مِنَ الْأَزْدِ مِنَ النَّمِرِ نَمِرٍ الْأَزْدِ , وَزَيْدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَأَبَا بَكْرَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَابْنَةً لَهُ وَأُمُّهَا رُقَيَّةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ أَحَدَ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , فَمَرَّ عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ مَعَ مُسْرِفِ بْنِ عُقْبَةَ وَيَدُهُ عَلَى فَرْجِهِ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَئِنْ حَفِظْتَهُ فِي الْمَمَاتِ لَكَمَا حَفِظْتَهُ فِي الْحَيَاةِ , فَقَالَ لَهُ مُسْرِفٌ: وَاللَّهِ , مَا أَرَى هَؤُلَاءِ إِلَّا أَهْلَ الْجَنَّةِ. لَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ فَيُكَرْكِرُهُمْ عَنِ الطَّاعَةِ , فَقَالَ لَهُمْ مَرْوَانُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا

محمد بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم , فولد محمد بن أبي الجهم عبيد الله , وحذيفة , وسليمان , وأم خالد , وأم الجهم , ومريم

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ عُبَيْدَ اللَّهِ , وَحُذَيْفَةَ , وَسُلَيْمَانَ , وَأُمَّ خَالِدٍ , وَأُمَّ الْجَهْمِ , وَمَرْيَمَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ أَحَدَ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه ليلى بنت عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم , فولد عبد الرحمن بن عبد الله عمرا وأمه أم بشير بنت أبي مسعود وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَمْرًا وَأُمُّهُ أُمُّ بَشِيرٍ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ وَهُوَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسِيرَةَ بْنِ عَسِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ زَيْدُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَمُوسَى , وَأُمَّ حُمَيْدٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ جَمِيلٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَحَدُ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَنَجَا , فَلَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ

عبد الرحمن بن حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أنيسة بنت حفص بن الأحنف من بني عامر بن لؤي , فولد عبد الرحمن بن حويطب عبد الله لا بقية له , وعبيد الله وأمهما أم عتبة بنت عبد الله بن معاوية بن عامر من عبد

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ حَفْصِ بْنِ الْأَحْنَفِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُوَيْطِبٍ عَبْدَ اللَّهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عُتْبَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَامِرٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَقُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُوَيْطِبٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه آمنة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها صفياء بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس , فولد أبو سفيان بن حويطب عبد الرحمن وأمه أمة الرحمن بنت عمرو بن علقمة بن عبد

§أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا صُفَيَّاءُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , فَوَلَدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حُوَيْطِبٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

عطاء بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ , قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ابْنَةَ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: §مَا نُنْكِرُ نَسَبَكَ , وَلَا مَوْضِعَكَ؛ وَلَكِنَّا نُزَوِّجُ مِثْلَنَا وَتَزَوَّجْ أَنْتَ فِي عَشِيرَتِكَ. قَالَ عُثَيْمٌ: فَأَخْبَرْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بِذَلِكَ , فَقَالَ: أَحْسَنَ عَطَاءٌ مَا شَاءَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ «§أَنَّهُ كَانَ يَرُوحُ قَدْ تَرَجَّلَ يَعْنِي جُمَّتَهُ فِي يَدِهِ مِخْصَرَةٌ , وَسَمِعَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَخَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ , وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ وَأَبِي رَافِعٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ , وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَابْنِ عُمَرَ , وَعَائِشَةَ , وَمَيْمُونَةَ , وَأَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ , وَعَبْدِ -[174]- اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ , وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ. وَأَمَّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , فَقَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ , وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِالْأَمْرِ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

وأخوه سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم , ويقال: إن سليمان نفسه كان مكاتبا لها

§وَأَخُوهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَيُقَالُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ كَانَ مُكَاتَبًا لَهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: §اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عَائِشَةَ , فَعَرَفَتْ صَوْتِي , فَقَالَتْ: أَسُلَيْمَانُ؟ قُلْتُ: سُلَيْمَانُ. قَالَتْ: أَدَّيْتَ مَا قَضَيْتَ عَلَيْهِ , أَوْ قَاطَعْتَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: بَلَى , لَمْ يَبْقَ إِلَّا يَسِيرٌ. قَالَتِ: ادْخُلْ؛ فَإِنَّكَ مَمْلُوكٌ مَا بَقِيَ عَلَيْكَ شَيْءٌ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ §أَفْهَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ §يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ حَلَقَهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ , وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: §لَمْ أَرَ بَيْنَ أَصْحَابِنَا اخْتِلَافًا أَنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ يُكْنَى أَبَا تُرَابٍ , وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حُدَيْلَةَ , وَقَدْ وَلِيَ سُوقَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ " وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيِ الْعَبَّاسِ , وَعَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَمَيْمُونَةَ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً عَالِيًا رُفَيْعًا فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَمَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

وأخوهما عبد الله بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم , وقد روي عنه أيضا , وكان قليل الحديث

§وَأَخُوهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوهم عبد الملك بن يسار مات سنة عشر ومائة , وقد روي عنه. كانوا أربعة إخوة. قد روي عنهم كلهم , وكان قليل الحديث

§وَأَخُوهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ. كَانُوا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ. قَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ كُلِّهِمْ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الفرافصة بن عمير بن شيبان بن سميع بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. من ربيعة , وكان حليفا لقريش , وروى عن عثمان بن عفان

§الْفُرَافِصَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ سُمَيْعِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. مِنْ رَبِيعَةَ , وَكَانَ حَلِيفًا لِقُرَيْشٍ , وَرَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة , ويكنى أبا إسحاق , وسمع من عثمان بن عفان. وله دار بالمدينة في التمارين في زقاق النقاشين , وكان تحول إلى الشام , فكان آثر الناس عند عبد الملك بن

§قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كُلَيْبِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَمِيرِ بْنِ حَبَشِيَّةَ ابْنِ سَلُولَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ , وَسَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي التَّمَّارِينَ فِي زُقَاقِ النَّقَّاشِينَ , وَكَانَ تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ , فَكَانَ آثَرَ النَّاسَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ الْبَرِيدُ إِلَيْهِ , فَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ إِذَا وَرَدَتْ , ثُمَّ يُدْخِلُهَا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَيُخْبِرُهُ بِمَا فِيهَا , وَمَاتَ قَبِيصَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ , وَكَانَ ثِقَةً , مَأْمُونًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو غطفان بن طريف المري. من بني عصيم دهمان بن عوف بن سعد بن ذبيان , وكان أبو غطفان قد لزم عثمان , وكتب له , وكتب أيضا لمروان. وكان قليل الحديث , وكانت له دار بالمدينة بالثنية عند دار عمر بن عبد العزيز حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال:

§أَبُو غَطَفَانِ بْنُ طَرِيفٍ الْمُرِّيُّ. مِنْ بَنِي عُصَيْمِ دُهْمَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ , وَكَانَ أَبُو غَطَفَانَ قَدْ لَزِمَ عُثْمَانَ , وَكَتَبَ لَهُ , وَكَتَبَ أَيْضًا لِمَرْوَانَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ بِالثَّنِيَّةِ عِنْدَ دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ كَانَ كَاتِبًا لِمَرْوَانَ

أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب. قال محمد بن عمر: إنما هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب , ولكنه كان يلزم عقيلا , فنسب إلى ولايته. وكان شيخا قديما. قد روى عن عثمان بن عفان , وأبي هريرة , وأبي واقد الليثي. وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا هُوَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ , وَلَكِنَّهُ كَانَ يَلْزَمُ عَقِيلًا , فَنُسِبَ إِلَى وِلَايَتِهِ. وَكَانَ شَيْخًا قَدِيمًا. قَدْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

جعفر بن عبد الله ابن بحينة , وبحينة هي أم عبد الله وهي بنت الأرت وهو الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أبو مالك الأزدي , وكان حليفا لبني المطلب , وقتل جعفر بن عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ , وَبُحَيْنَةُ هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ بِنْتُ الْأَرَتِّ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَبُو مَالِكٍ الْأَزْدِيُّ , وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي الْمُطَّلِبِ , وَقُتِلَ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عبد الله بن عتبة بن غزوان بن جابر بن نسيب بن وهيب بن زيد بن مالك بن عبد عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر , وقتل عبد الله بن عتبة يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ , وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

الوليد بن أبي الوليد مولى عثمان بن عفان. سمع من عثمان بن عفان رحمه الله

§الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. سَمِعَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ

الطبقة الثانية من أهل المدينة من التابعين ممن روى عن أسامة بن زيد , وعبد الله بن عمر , وجابر بن عبد الله , وأبي سعيد الخدري , ورافع بن خديج , وعبد الله بن عمرو , وأبي هريرة , وسلمة بن الأكوع , وعبد الله بن عباس , وعائشة , وأم سلمة , وميمونة وغيرهم

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ مِمَّنْ رَوَى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَمَيْمُونَةَ وَغَيْرِهِمْ

عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب وأمه أسماء ابنة أبي بكر الصديق , فولد عروة بن الزبير عبد الله , وعمر , والأسود , وأم كلثوم , وعائشة , وأم عمر وأمهم فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى

§عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , فَوَلَدَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللَّهِ , وَعُمَرَ , وَالْأَسْوَدَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَيَحْيَى بْنَ عُرْوَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَعُثْمَانَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعَائِشَةَ , وَخَدِيجَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ , وَصَفِيَّةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , وَمُصْعَبَ بْنَ عُرْوَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا وَاصِلَةُ , وَأَسْمَاءَ بِنْتَ عُرْوَةَ وَأُمُّهَا سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §رَدَدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَوْمَ الْجَمَلِ اسْتَصْغَرُونَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ , وَأَبِي أَيُّوبَ , وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , وَعَائِشَةَ , وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ , وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِ , وَبَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَزُبَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ , وَجُمْهَانَ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ. وَكَانَ ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , فَقِيهًا , عَالِيًا مَأْمُونًا , ثَبْتًا

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: §أَحْرَقَ أَبِي يَوْمَ الْحَرَّةِ كُتُبَ فِقْهٍ كَانَتْ لَهُ. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ لَأَنْ تَكُونَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ أَهْلِي وَمَالِي "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا , يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: §يَا بَنِيَّ , سَلُونِي؛ فَلَقَدْ تُرِكْتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أُنْسَى , وَإِنِّي لَأَسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ , فَيُفْتَحُ حَدِيثُ يَوْمِي "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ «أَنَّ أَبَاهُ §كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً»

قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ §يَلْبَسُ رِدَاءً مُعَصْفَرًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ -[180]- هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ §كَانَ يُعَصْفِرُ لَهُ الْمِلْحَفَةَ بِالدِّينَارِ. قَالَ: وَكَانَ آخِرَ ثَوْبٍ لَبِسَهُ ثَوْبٌ عُصْفِرَ لَهُ بِدِينَارٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ «أَنَّ عُرْوَةَ §كَانَ يَلْبَسُ الطَّيْلَسَانَ الْمُزَرَّرَ بِالدِّيبَاجِ فِيهِ وُجُوهُ الرِّجَالِ , وَهُوَ مُحْرِمٌ وَلَا يَزُرُّهُ عَلَيْهِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ §كَانَ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَمِلْحَفَةٍ مُشْتَمِلًا بِهَا عَلَى الْقَمِيصِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عُرْوَةَ كِسَاءَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: §كَانَ عُرْوَةُ يَلْبَسُ فِي الْحَرِّ قُبَاءَ سُنْدُسٍ مُبَطَّنًا بِحَرِيرٍ " قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُرْوَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ أَدْكَنَ أَوْ نَحْوَهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ , عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عُرْوَةَ جُبَّةَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ §يُخَضِّبُ قَرِيبًا مِنَ السَّوَادِ , فَلَا أَدْرِي يَجْعَلُ فِيهِ وَسَمَةً أَمْ لَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ §كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ «أَنَّ أَبَاهُ §كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ إِلَّا يَوْمَ الْفِطْرِ , وَيَوْمَ النَّحْرِ , وَمَاتَ وَهُوَ صَائِمٌ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ عُرْوَةَ §فَنَصُومُ , وَنُفْطِرُ , -[181]- فَلَا يَأْمُرُنَا بِالصِّيَامِ وَلَا يُفْطِرُ هُوَ "

قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ §يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ بِرِجْلِ عُرْوَةَ أَكِلَةٌ , §فَقَطَعَ رِجْلَهُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: §كُنْتُ إِذَا حَدَّثَنِي عُرْوَةُ , ثُمَّ حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ يَصْدُقُ عِنْدِي حَدِيثُ عُرْوَةَ , فَلَمَّا تَبَحَّرْتُهَا إِذَا عُرْوَةُ بَحْرٌ لَا يَنْزِفُ "

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ " أَنَّ عُرْوَةَ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ , أَمَّا بَعْدُ. حَتَّى يُلْحِقَ مَعَهَا: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَجْلِسُ كُلَّ لَيْلَةٍ هُوَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ , فَكُنْتُ أَجْلِسُ مَعَهُمَا , فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَةً , فَذُكِرَ جَوْرُ مَنْ جَارَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ , وَالْمُقَامُ مَعَهُمْ وَهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ تَغْيِيرَ ذَلِكَ , ثُمَّ ذَكَرَا مَا يَخَافَانِ مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ لَهُمْ , فَقَالَ عُرْوَةُ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ , §إِنَّ مَنِ اعْتَزَلَ أَهْلَ الْجَوْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ سُخْطَهُ لِأَعْمَالِهِمْ؛ فَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى مِيْلٍ، ثُمَّ أَصَابَتْهُمْ عُقُوبَةُ اللَّهِ رُجِيَ لَهُ أَنْ يَسْلَمَ مِمَّا أَصَابَهُمْ. قَالَ: فَخَرَجَ عُرْوَةُ، فَسَكَنَ الْعَقِيقَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَخَرَجْتُ أَنَا، فَنَزَلْتُ سُوَيْقَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: قَالَ أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: §أَوْصَانِي أَبِي أَنْ لَا تَذَرُوا عَلَيَّ حَنُوطًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -[182]- بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: §مَاتَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي أَمْوَالِهِ بِمَجَاحٍ فِي نَاحِيَةِ الْفُرْعِ , وَدُفِنَ هُنَاكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةَ الْفُقَهَاءِ؛ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا , وَكَانَ عُرْوَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَلَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارٌ رَبَّةٌ

المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق

§الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ , عَنْ أَفْلَحَ , عَنِ الْقَاسِمِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ §كَانَ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ " فَوَلَدَ الْمُنْذِرُ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَقُرَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ ابْنَةُ حَسَّانَ بْنِ نَهْشَلٍ مِنْ بَنِي سَلْمَى بْنِ جَنْدَلٍ , وَعَمْرًا وَأَبَا عُبَيْدَةَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَعَاصِمًا , وَفَاطِمَةَ وَهِيَ امْرَأَةُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعُمَرَ , وَعَوْنًا , وَعَبْدَ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ

مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد وأمه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن جناب من كلب , فولد مصعب بن الزبير عكاشة وعيسى الأكبر قتل مع أبيه مصعب , وسكينة وأمهم فاطمة بنت عبد الله بن السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ,

§مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عُكَّاشَةَ وَعِيسَى الْأَكْبَرَ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ مُصْعَبٍ , وَسُكَيْنَةَ وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ,

وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُصْعَبٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَحَمْزَةَ , وَعَاصِمًا , وَعُمَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَجَعْفَرًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَمُصْعَبَ بْنَ مُصْعَبٍ وَهُوَ خُضَيْرٌ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسَعْدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْمُنْذِرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعِيسَى الْأَصْغَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالرَّبَابَ بِنْتَ مُصْعَبٍ وَأُمُّهَا سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَسُكَيْنَةَ بِنْتَ مُصْعَبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ «أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ يُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَخَاهُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ الْعِرَاقَ , فَبَدَأَ بِالْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا , ثُمَّ خَرَجَ فِي جَيْشٍ كَثِيرٍ إِلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَهُوَ بِالْكُوفَةِ , فَقَاتَلَهُ حَتَّى قَتَلَهُ , وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَفَرَّقَ عُمَّالَهُ فِي الْكُوَرِ وَالسَّوَادِ

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَجْمَلَ مِنْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: §مَتَى قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ؟ قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ , وَكَانَ الَّذِي سَارَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ "

جعفر بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه زينب وهي أم جعفر بنت مرثد بن عمرو بن عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة , فولد جعفر بن الزبير محمدا , وأم حسن , وحمادة لأم ولد , وثابتا ويحيى وأمهما

§جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , فَوَلَدَ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ حَسَنٍ , وَحَمَّادَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَثَابِتًا وَيَحْيَى وَأُمُّهُمَا بَسَّامَةُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَصَالِحًا , وَهِنْدَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَشُعَيْبًا , وَآدَمَ , وَعَمْرًا , وَنُوحًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ صَالِحٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ حَمْزَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَيَعْقُوبَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمَّ عُبَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ الزُّبَيْرِ , وَسَوْدَةَ وَأُمُّهُنَّ أُمُّ وَلَدٍ , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عُرْوَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ الزُّبَيْرِ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا , يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ جَعْفَرٌ قَدْ كَبِرَ , وَبَقِيَ حَتَّى مَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

خالد بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه أم خالد واسمها أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية , فولد خالد بن الزبير محمدا الأكبر , ورملة وأمها أم ولد , ومحمدا الأصغر , وموسى , وإبراهيم , وزينب وأمهم حفصة بنت عبد الرحمن بن أزهر بن

§خَالِدُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ وَاسْمُهَا أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , وَرَمْلَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَمُوسَى , وَإِبْرَاهِيمَ , وَزَيْنَبَ وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَوْفٍ , -[185]- وَسُلَيْمَانَ بْنَ خَالِدٍ , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ الْحَارِثِيِّ , وَنَبِيهَ بْنَ خَالِدٍ , وَهُمَيْنَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَخَالِدَ بْنَ خَالِدٍ , وَهِنْدَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ خَالِدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ

عمرو بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمه أم خالد وهي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص , فولد عمرو بن الزبير محمدا , وأم عمرو وأمهما أم يزيد بنت عدي بن نوفل بن عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى , وعمرو بن عمرو , وحبيبة وأمهما أم ولد , وأم

§عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَعَمْرَو بْنَ عَمْرٍو , وَحَبِيبَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ عَمْرٍو وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي غِفَارٍ , وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَدْ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ جُنْدًا , فَسَأَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: مَنْ أَعْدَى النَّاسِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقِيلَ: أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ؛ فَوَلَّاهُ شُرَطَهُ بِالْمَدِينَةِ , فَضَرَبَ نَاسًا كَثِيرًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ بِالسِّيَاطِ , وَقَالَ: هَؤُلَاءِ شِيعَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ وَجَّهَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي جَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , وَأَمَرَهُ بِقِتَالِهِ , فَمَضَى عَمْرٌو حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ , فَنَزَلَ بِذِي طُوًى وَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي جَمْعٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ فِي جَمْعٍ , فَلَقُوهُ , فَقُتِلَ أُنَيْسُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ وَكَانَ عَلَى عَسْكَرِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ , وَانْهَزَمَ وَأَصْحَابُهُ , وَتَفَرَّقُوا. وَجَاءَ عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ: أَنَا أُجِيرُكَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ , فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهِ أَسِيرًا وَالدَّمُ يَقْطُرُ عَلَى قَدَمَيْهِ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: مَا هَذَا الدَّمُ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: [البحر الطويل] لَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا

, فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَتُكْلَمُ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ الْمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللَّهِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ , فَاقْتَصَّ مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ ضَرَبَهُ أَوْ ظَلَمَهُ , وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: جَلَدَنِي مِائَةَ جَلْدَةٍ بِالسِّيَاطِ , وَلَيْسَ بِوَالٍ , وَلَمْ آتِ قَبِيحًا , وَلَمْ أَرْكَبْ مُنْكَرًا , وَلَمْ أَخْلَعْ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ , فَأُمِرَ بِعَمْرٍو أَنْ يُقَامَ وَدُفِعَ إِلَى مُصْعَبٍ سَوْطٌ , وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: اضْرِبْ , فَجَلَدَهُ مُصْعَبٌ مِائَةَ جَلْدَةٍ , ثُمَّ صَحَّ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ الضَّرْبُ , ثُمَّ مَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ جَالِسًا بِفِنَاءِ الْمَنْزِلِ الَّذِي كَانَ فِيهِ , فَقَالَ: أَبَا يَكْسُومَ , أَلَا أُرَاكَ حَيًّا فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ إِلَى السِّجْنِ , فَلَمْ يَبْلُغْ حَتَّى مَاتَ , فَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ فَطُرِحَ فِي شِعْبِ الْجِيَفِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدُ

عبيدة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه زينب وهي أم جعفر بنت مرثد بن عمرو بن عبد عمرو , من بني قيس بن ثعلبة , فولد عبيدة بن الزبير المنذر لأم ولد , وزينب وأمها أم عبد الله بنت مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس

§عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو , مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمُنْذِرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَزَيْنَبَ وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

حمزة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن جناب من كلب وهو أخو مصعب بن الزبير لأبيه وأمه , فولد حمزة عمارة مات ولم يعقب , فورثه عروة وجعفر ابنا الزبير

§حَمْزَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ وَهُوَ أَخُو مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ , فَوَلَدَ حَمْزَةُ عُمَارَةَ مَاتَ وَلَمْ يُعْقِبْ , فَوَرِثَهُ عُرْوَةُ وَجَعْفَرٌ ابْنَا الزُّبَيْرِ

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق واسم أبي بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم ولد يقال لها سودة , فولد القاسم بن محمد عبد الرحمن , وأم فروة وهي أم جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب , وأم حكيم بنت القاسم

§الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا سَوْدَةُ , فَوَلَدَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ فَرْوَةَ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الْقَاسِمِ , وَعَبْدَةَ وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ §تُحَلِّقُ رُءُوسَنَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ , ثُمَّ تُحِلِّقْنَا وَتَبْعَثْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ , ثُمَّ تُضْحِي عِنْدَنَا مِنَ الْغَدِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَوَى الْقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَأَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَصَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ §يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ §لَا يُفَسِّرُ يَعْنِي: الْقُرْآنَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ الْقَاسِمُ يُجِيبُ §إِلَّا فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ , عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ فِي شَيْءٍ: §أَرَى وَلَا أَقُولُ إِنَّهُ الْحَقُّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شَيْءٍ , فَقَالَ: §مَا اضْطَرَّنِي إِلَى هَذِهِ الْمَشُورَةِ , وَمَا أَنَا مِنْهَا فِي شَيْءٍ -[188]-. قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّ الْوَالِيَ إِذَا شَاوَرَ مِنْ عِنْدِهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: §لَأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ لِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ: §كُفُوًا عَمَّا كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ , وَسَالِمًا §يَلْعَنَانِ الْقَدَرِيَّةَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ يُمْلِي عَلَيَّ أَحَادِيثَ , فَقَالَ: §إِنَّ الْأَحَادِيثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَأَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوهُ بِهَا , فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا أَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا , ثُمَّ قَالَ: مَثْنَاةٌ كَمَثْنَاةِ أَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَمَنَعَنِي الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ أَنْ أَكْتُبَ حَدِيثًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ §كَانَ يَتَحَدَّثُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَاسِمِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاحِدًا , ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , فَكَانَ تُجَاهَ خَوْخَةِ عُمَرَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَوْ أَنَّ الْقَاسِمَ لَهَا يَعْنِي: الْخِلَافَةَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَعِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فِي مُسْتَحَمٍّ لَهُ , فَأَخْرَجَ يَدَهُ , فَصَبَبْتُهَا فِي يَدِهِ , فَقَالَ وَصَلَتْهُ رَحِمٌ. لَقَدْ جَاءَتْنَا عَلَى حَاجَةٍ , فَأَتَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , §فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ , فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنَ عَمِّهِ , فَأَنَا ابْنَةُ عَمَّتِهِ؛ فَأَعْطِنِيهَا , فَأَعْطَاهَا إِيَّاهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَلَنْسُوَةً مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءَ , وَرِدَاءَ سَابِرِيٍّ لَهُ عَلَمٌ مُلَوَّنٌ مَصْبُوغٌ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ. قَالَ وَيَدَعْ مِائَةَ أَلْفٍ يَتَخَلَّجُ فِي بَقِّهِ مِنْهَا شَيْءٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ ذَكَرَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , §فَذَكَرَ فَضْلَهُ , ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ لَهُ فَضْلٌ " قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُمْ يُكَلَّمُونَ أَبَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ كَانَ وَلِيَّهَا , فَقَالَ: وَاللَّهِ , إِنَّكُمْ لَتُكَلِّمُونَ رَجُلًا مَا نَالَ مِنْهَا تَمْرَةً قَطُّ. قَالَ: يَقُولُ الْقَاسِمُ: أَيْ بُنَيَّ , فِيمَا تَعْلَمُ

قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: §كَانَ اخْتِلَافُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رَحْمَةً لِلنَّاسِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَأْتِي الْمَسْجِدَ أَوَّلَ النَّهَارِ , فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , §ثُمَّ يَجْلِسَ بَيْنَ النَّاسِ , فَيَسْأَلُونَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ «أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ يَأْتِي مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ , §فَيُصَلِّي , وَيَقْعُدُ لِلنَّاسِ , وَيَقْعُدُونَ إِلَيْهِ بُكْرَةً»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ , وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَدْ ضَعُفَ جِدًّا , فَكَانَ §يَرْكَبُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَأْتِيَ مَسْجِدَ مِنًى , فَيَنْزِلَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ , فَيَمْشِيَ مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْجِمَارِ , فَيَرْمِيَهَا مَاشِيًا , ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَاشِيًا , فَإِذَا جَاءَ الْمَسْجِدَ رَكِبَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ قَالَ: §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْقَاسِمِ اسْمَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ فَصُّ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيهِ §مَكْتُوبٌ اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ , وَكَانَ الْخَاتَمُ مِنْ وَرِقٍ وَفَصُّهُ مِنْ وَرِقِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ §خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حَلْقَةُ فِيهَا اسْمُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنْ وَرِقٍ §فِي يَدِهِ الْيُسْرَى فِي الْخِنْصَرِ , نَقْشُهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ سَعْدٍ الْأَحْوَلُ مَوْلَى بَنِي مَازِنٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَظْفَارَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِيضًا §لَمْ أَرَ فِيهَا صُفْرَةَ الْحِنَّاءِ قَطُّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: §رَأَيْتُ كُمَّيِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَمِيصِهِ وَجُبَّتِهِ تَجَاوَزُ أَصَابِعَهُ بِأَرْبَعِ أَصَابِعَ أَوْ شِبْرٍ أَوْ نَحْوِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ -[191]-: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §يَلْبَسُ الْخَزَّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ §جُبَّةَ خَزٍّ وَكِسَاءَ خَزٍّ , وَعِمَامَةَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ §يَلْبَسُ الْمَرْوِيَّ وَالْخَزَّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ §يَلْبَسَ جُبَّةَ خَزٍّ زَيْتِيَّةً , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ §جُبَّةَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَلَنْسُوَةً مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ , وَرِدَاءَ سَابِرِيٍّ لَهُ عَلَمٌ مُلَوَّنٌ §مَصْبُوغٌ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: §رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ وَرِدَاءٌ مُبَتَّتٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , §فَرَأَيْتُ عَلَى رَحْلِهِ قَطِيفَةً مِنْ خَزٍّ غَبْرَاءَ , وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءُ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ رِدَاءً مُمَصَّرًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَمِيصًا رَقِيقًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §وَعُدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ , قَدْ أَخْرَجَ نِصْفَ فَخِذَهُ مِنْهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ , وَزَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ , عَنْ أَبِي زَبْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مُعَصْفَرَةٍ وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ وَمَرَافِقُ حُمْرٍ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , هَذَا مِمَّا أَرَدْتَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ , فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِمَا امْتُهِنَ مِنْهُ. قَالَ شَبَابَةُ فِي حَدِيثِهِ: وَإِنَّمَا يُكْرَهُ ثَوْبُ الصَّوْنِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حِينَ أَعْرَسَ §لَبِسَ رِدَاءً بِقَطْرَةِ زَعْفَرَانٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ «أَنَّ أَبَاهُ الْقَاسِمِ §كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُوَرَّدَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ بِالْعُصْفُرِ الْخَفِيفُ»

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِلْحَفَةً مُعَصْفَرَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِمَامَةً بَيْضَاءَ , وَقَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو «أَنَّهُ §رَأَى عَلَى الْقَاسِمِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَدْكَنَ»

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §يُخَضِّبُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو -[193]- الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى الْقَاسِمَ §يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ §يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §يُخَضِّبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ §يَجْعَلُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ نَحْوًا مِنْ خِضَابِي , وَخِضَابُ لِحْيَةِ مُحَمَّدٍ بِالْحِنَّاءِ إِلَى الصُّفْرَةِ , وَرَأْسِهِ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ رَقِيقٌ , §وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالدُّهْنِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: لَمَّا أَمْلَى الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَصِيَّتَهُ قَالَ: اكْتُبْ , فَكَتَبَ الْكَاتِبُ: §هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَقَالَ الْقَاسِمُ: قَدْ شَقِينَا إِنْ لَمْ نَكُنْ شَهِدْنَا بِهَا قَبْلَ الْيَوْمِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِقُدَيْدٍ , فَقَالَ: §كَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا: قَمِيصِي , وَإِزَارِي , وَرِدَائِي , فَقَالَ ابْنُهُ: يَا أَبَتِ , لَا تُرِيدُ ثَوْبَيْنِ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ , هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابِ , وَالْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ الْقَاسِمَ §أَوْصَى أَلَّا يُثْنَى عَلَى قَبْرِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: أَحْسَبُ هَكَذَا. قَالَ يَزِيدُ: قَالَ §شَهِدْتُ مَوْتَ الْقَاسِمِ , وَمَاتَ بِقُدَيْدٍ , فَدُفِنَ بِالْمُشَلَّلِ وَبَيْنَ ذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ , -[194]- وَوَضَعَ ابْنُهُ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ , وَمَشَى حَتَّى بَلَغَ الْمُشَلَّلَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ الْقَاسِمُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ذَهَبَ بَصَرَهُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً , وَكَانَ رُفَيْعًا , عَالِيًا , فَقِيهًا , إِمَامًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَرِعًا , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق , وأمه أم ولد يقال لها: سودة , وقتل عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين , وليس له عقب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ , وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , وأمه قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وخالته أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي عليه السلام , وعمته عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم , فولد عبد الله بن عبد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَخَالَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَعَمَّتُهُ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَبَا بَكْرٍ , وَطَلْحَةَ , وَعِمْرَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَنَفِيسَةَ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَأُمَّ فَرْوَةَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِقَالٍ الْعُقَيْلِيِّ

عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , وهو الذي يقال له: ابن أبي عتيق , وأمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة بن أعيا بن مالك بن علقمة بن فراس. من بني كنانة , فولد عبد الله بن محمد محمدا , وأبا بكر , وعثمان , وعبد الرحمن , وعمر ,

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ , وَأُمُّهُ رُمَيْثَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَعْيَا بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسٍ. مِنْ بَنِي كِنَانَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُثْمَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعُمَرَ , وَعَاتِكَةَ , وَعَائِشَةَ , وَزَيْنَبَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعَائِشَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَيُقَالُ اسْمُهَا أُمُّ كُلْثُومٍ , وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَآمَنَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ , وَأُخْتُهَا لِأُمِّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي , وأمه أم ولد , ويكنى سالم أبا عمير , فولد سالم عمر , وأبا بكر , وأمهما أم الحكم بنت يزيد بن عبد قيس , وعبد الله , وعاصما , وجعفرا , وحفصة ,

§سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيُكَنَّى سَالِمٌ أَبَا عُمَيْرٍ , فَوَلَدَ سَالِمٌ عُمَرَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَاصِمًا , وَجَعْفَرًا , وَحَفْصَةَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَعَبْدَةَ , وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ.

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: §كُنْيَةُ سَالِمٍ أَبُو عُمَرَ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَدْ لَقِيَهُ وَسَأَلَهُ "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَالِكِ -[196]- بْنِ أَنَسٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §كَانَ أَشْبَهَ وَلَدِ عُمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ , وَأَشْبَهَ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ سَالِمٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَفَعَ الْحَجَّاجُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَيْفًا , وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ رَجُلٍ , فَقَالَ سَالِمٌ لِلرَّجُلِ: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمُ , امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ , قَالَ: فَصَلَّيْتَ الْيَوْمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَرَمَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وَقَالَ: إِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ , وَأَنَّهُ قَدْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ الْيَوْمَ , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ؛ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ» , قَالَ الْحَجَّاجُ: لَسْنَا نَقْتُلُهُ عَلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ؛ وَلَكِنَّهُ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ , فَقَالَ سَالِمٌ: هَاهُنَا مَنْ هُوَ أَوْلَى بِعُثْمَانَ مِنِّي , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: مَا صَنَعَ سَالِمٌ؟ قَالُوا: صَنَعَ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مُكَيَّسٌ مُكَيَّسٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ §كَانَ يُلَامُ فِي حُبِّ سَالِمٍ , فَكَانَ يَقُولُ: [البحر الطويل] يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالْأَنْفِ سَالِمُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمٍ §خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حَلْقَةٌ فِيهِ اسْمُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَرِقٍ §فِي يَدِهِ الْيُسْرَى فِي الْخِنْصَرِ نَقْشَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: §رَأَيْتُ سَالِمًا -[197]- عَلَيْهِ خَاتَمُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا §يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا §أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا §أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: §لَمْ أَرَ سَالِمًا يُخَضِّبُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ , §وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً بَيْضَاءَ يَسْدِلُ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِمَامُ دَارِ مَصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ §قَمِيصَ كَتَّانٍ كَنَارٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَكَمِيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَلْبَسُ الْكَتَّانَ قَمِيصًا وَرِدَاءً "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: §أَمَّنَا سَالِمُ فِي قَمِيصٍ وَجْبَةٍ قَدِ ائْتَزَرَ فَوْقَهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ -[198]- نَافِعٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §كَانَ يَرْكَبُ فِي عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْقَطِيفَةِ الْأُرْجُوَانِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَأْتَزِرُ بِإِزَارٍ صَغِيرٍ لَيْسَ لَهُ حَاشِيَةٌ , وَكَانَ عَظِيمَ الْبَطْنِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ مُحَلَّلِ الْأَزْرَارِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَرَّ قَمِيصَهُ فِي صَيْفٍ وَلَا شِتَاءٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: §رَأَيْتُ سَالِمًا مُحَلَّلَ الْأَزْرَارِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ الْقَعْنَبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا §يُصَلِّي مُحَلَّلَةً أَزْرَارُ قَمِيصِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ أَنَّهُ رَأَى سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ مَحْلُولًا زِرُّهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §مَحْلُولَ أَزْرَارِ الْقَمِيصِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَضْحَى ظَهْرُهُ لِلشَّمْسِ وَهُوَ مُحْرِمٌ كَثِيرًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي الْحَجِّ مُحْرِمًا §وَهُوَ يُلَبِّي وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ ظَهْرِهِ طَارِحًا رِدَاءَهُ عَلَى فَخِذَيْهِ , فَرَأَيْتُ جِلْدَهُ يَقْشُرُ -[199]- مِنَ الشَّمْسِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَافِلِينَ مِنَ الْعُمْرَةِ , §فَجَعَلَ لَا يَلْقَى رَكْبًا يُهِلُّونَ إِلَّا كَبَّرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَرَأَيْتُهُ §يُصَلِّي جَالِسًا. كَانَ يَجْعَلُ قِيَامَهُ تَرَبُّعًا , فَإِذَا أَرَادَ الْجُلُوسَ جَثَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يَتَقَطَّعُ شِسْعُ نَعْلِهِ , فَيُسَوِي نَعْلَهُ , §فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ , فَيُقَالُ لَهُ فِيهِ , فَيَقُولُ: مَاذَا عَلَيَّ فِيهِ؟ قَالَ: وَرُبَّمَا جَعَلَ شِسْعَهُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ يَدْخُلُ الدَّارَ , §فَيَجِدُنَا نَلْعَبُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ , فَيَضْرِبُنَا بِطَرَفِ رِدَائِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَغْدُو بِزَكَاةِ الْفِطْرِ التَّمْرَ. قَالَ: وَكَانَ سَالِمٌ يَكْرَهُ النَّوْحَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ لَابْنَةِ سَالِمٍ غِرْبَالًا صَغِيرًا تَلْعَبُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبِّرِ قَالَ: §كُنَّا أَيْتَامًا فِي حِجْرِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَكَانَ يَجْمَعُ خُلْقَانَنَا , فَيُخَبِّؤُهَا فِي شَيْءٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِي قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَرْوَانُ بْنُ حَبْرٍ الْبَزَّازُ قَالَ: جَاءَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَطْلُبُ ثَوْبًا سُبَاعِيًّا , فَنَشَرْتُ عَلَيْهِ ثَوْبًا , فَإِذَا هُوَ أَقَلُّ مِنْ سَبْعٍ , فَقَالَ: أَلَيْسَ قُلْتَ لِي سُبَاعِيٌّ؟ فَقُلْتُ: كَذَلِكَ نُسَمِّيهَا , فَقَالَ: §كَذَلِكَ يَكُونُ الْكَذِبُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: «سَمِعْتُ سَالِمًا §يَلْعَنُ الْقَدَرِيَّةَ الَّذِينَ يَكْذِبُونَ بِالْقَدَرِ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِخَيْرِهِ وَشَرِّهِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا §لَا يَشْهَدُ قَاصَّ جَمَاعَةٍ , وَلَا غَيْرَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ , عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَأْكُلُ التَّمْرَ حَفْنَةً حَفْنَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَأُتِيَ بِغُلَامٍ وَمَعَهُ غِلْمَانٌ , وَهُوَ أَشَقُّهُمْ , فَسَلَّ خَيْطًا مِنْ أَزْرَارِهِ , فَقَطَعَهُ , ثُمَّ جَمَعَهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ , ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , ثُمَّ مَدَّهُ , فَإِذَا هُوَ صَحِيحٌ لَا بَأْسَ بِهِ , فَقَالَ سَالِمٌ: §لَوْ وَلَّيْتُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا لَصَلَبْتُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ §حَذْوَ أَصَابِعِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ §لَا يُفَسِّرُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى سَالِمٌ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَعَنْ أَبِيهِ وَأَسْمَعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يُخْبِرُ أَبَاهُ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بِنَاءِ الْكَعْبَةِ: «إِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ» , وَكَانَ ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِيًا مِنَ الرِّجَالِ , وَرِعًا

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: نَظَرَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ عَرَفَةَ §فِي ثَوْبَيْنِ مُتَجَرِّدًا , فَرَأَى كِدْنَةً حَسَنَةً , فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ , مَا طَعَامُكَ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ , فَقَالَ هِشَامٌ: كَيْفَ تَسْتَطِيعُ الْخُبْزَ وَالزَّيْتَ؟ قَالَ: أُخَمِّرُهُ , فَإِذَا اشْتَهَيْتُهُ -[201]- أَكَلْتُهُ. قَالَ: فَوَعِكَ سَالِمٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ , فَلَمْ يَزَلْ مَوْعُوكًا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ " قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ , وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ حَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ , ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَافَقَ مَوْتَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَفْلَحَ , وَخَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَا: صَلَّى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَقِيعِ §لِكَثْرَةِ النَّاسِ , فَلَمَّا رَأَى هِشَامٌ كَثْرَتَهُمْ بِالْبَقِيعِ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ: اضْرِبْ عَلَى النَّاسِ بَعْثَ أَرْبَعَةِ آلَافٍ , فَسُمِّيَ عَامَ الْأَرْبَعَةِ آلَافٍ. قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ إِذَا دَخَلُوا الصَّائِفَةَ خَرَجَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّوَاحِلِ , فَكَانُوا هُنَاكَ إِلَى انْصِرَافِ النَّاسِ وَخُرُوجِهِمْ مِنَ الصَّائِفَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا 10735 أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ مَاتَ سَالِمٍ §أَلْقَى رِدَاءَهُ وَمَشَى فِي قَمِيصٍ قَالَ: فَأَرْسَلَنِي إِلَيْهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْ قُلْ لَهُ يَلْبَسْ رِدَاءَهُ. قَالَ: وَكَانَ الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَلَكِنْ أُخْبِرَ بِهِ "

عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ وَأُمُّهُ -[202]- أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدَ الْحَمِيدِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ وَلِيَ الْمَدِينَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَرِيَاحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ حُبَابَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَصِيَّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَعِيسَى بْنُ حَفْصٍ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ §يَلْبَسُ الْخَزَّ , فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِ , وَلَا يُنْكِرْهُ عَلَيْهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد , وهي أم سالم بن عبد الله , فولد عبيد الله بن عبد الله أبا بكر , وعمر , وعبد الله , ومحمدا , وأم عمر وأمهم عائشة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , والقاسم بن عبيد الله , وأبا عبيدة , وعثمان , وأبا سلمة

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَهِيَ أُمُّ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَالْقَاسِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَأَبَا عُبَيْدَةَ , وَعُثْمَانَ , وَأَبَا سَلَمَةَ , وَزَيْدًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَحَمْزَةَ وَجَعْفَرًا وَهُمَا تَوْأَمٌ , وَقُرَيْبَةَ , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَإِسْمَاعِيلَ لِأُمِّ وَلَدٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ §يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً يَسْدِلُ خَلْفَهُ -[203]- مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ يَرُوحُ فِيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ يَشْهَدُ فِيهِمَا الْعِشَاءَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَسَنَّ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا يَذْكُرُونَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا شَهِدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَعَلَى قَبْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ فُسْطَاطٌ , §وَرُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ "

حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب , وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله , وكان حمزة يكنى أبا عمارة , وقد روى عنه الزهري , وكان ثقة قليل الحديث , فولد حمزة بن عبد الله عمر , وأم المغيرة , وعبدة وأمهم أم حكيم بنت المغيرة بن الحارث بن أبي ذؤيب , وعثمان ,

§حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَهِيَ أُمُّ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ حَمْزَةُ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , فَوَلَدُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ , وَأُمَّ الْمُغِيرَةِ , وَعَبْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ , وَعُثْمَانَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَعَائِشَةَ , وَلَيْلَى لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى

زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد , فولد زيد بن عبد الله محمدا , وأم حميد , وأم زيد , وفاطمة وأمهم أم حكيم بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب , وعبد الله بن زيد , وإبراهيم , وعمر , وفاطمة , وحفصة وأمهم حكيمة أم ولد , وسودة بنت زيد وأمها أم ولد

§زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ حُمَيْدٍ , وَأُمَّ زَيْدٍ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَعُمَرَ , وَفَاطِمَةَ , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمْ حُكَيْمَةُ -[204]- أُمُّ وَلَدٍ , وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَيْدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ يَمَانِيَةٌ , وَكَانَ زَيْدٌ أَكْبَرُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَفَارَقَهُ فِي حَيَاتِهِ , وَقَدِمَ الْكُوفَةَ , فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا , وَلَهُ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ وَبِالْيَمَنِ

بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد , فولد بلال عبد الرحمن وأمه أم سعيد بنت أبي نعيم بن عامر بن سيار بن ضبيعة من خزاعة

§بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ بِلَالٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ أَبِي نُعَيْمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ ضُبَيْعَةَ مِنْ خُزَاعَةَ

واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي , فولد واقد بن عبد الله عبد الله وأمه أمة الله بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة من بني مخزوم

§وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ , فَوَلَدَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: مَاتَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالسُّقْيَا وَهُوَ مُحْرِمٌ , §فَكَفَّنَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ فِيهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالسُّقْيَا , §فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ , وَدَفَنَهُ , ثُمَّ دَعَا الْأَعْرَابَ , فَجَعَلَ يَسْبِقُ بَيْنَهُمْ , فَقُلْتُ: دَفَنْتَ وَاقِدًا السَّاعَةَ وَأَنْتَ تَسْبِقُ بَيْنَ الْأَعْرَابِ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا نَافِعُ , إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ قَدْ غَلَبَ عَلَى أَمْرٍ فَالْهُ عَنْهُ "

محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه قتيلة بنت عمرو بن الأزرق بن قيس بن النعمان بن معدي كرب بن عكب بن كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل , فولد محمد بن جبير سعيدا وبه كان يكنى , وأم سعيد ,

§مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عِكَبِّ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَعِيدًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَدِيِّ الْأَصْغَرِ ابْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَسَهْلَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيٍّ , وَعُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَأَيُّوبَ , وَأَبَانًا , وَأَبَا سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَجُبَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ شُرَحْبِيلَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُبَيْدَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَخُوهُ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ §يَنْزِلَانِ دَارَ أَبِيهِمَا بِالْمَدِينَةِ , وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَوْمَ مَاتَ أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَدْ §أَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ , وَهُوَ يَمْشِي قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدٌ ثِقَةً , قَلِيلَ الْحَدِيثِ "

نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه أم قتال بنت نافع بن ضريب بن نوفل , فولد نافع بن جبير محمدا , وعمرا , وأبا بكر , وأمهم أم سعيد بنت عياض بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل , وعلي بن نافع وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد

§نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ نَافِعِ بْنِ ضُرَيْبِ بْنِ نَوْفَلِ , فَوَلَدَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ مُحَمَّدًا , وَعَمْرًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ -[206]- نَوْفَلٍ , وَعَلِيَّ بْنَ نَافِعٍ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَكَانَ نَافِعٌ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §مَرْبُوطَةً أَسْنَانُهُ بِخُرْصَانِ الذَّهَبِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §لَا يَلْبَسُ إِلَّا الْبَيَاضَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً أَسْمَاطًا وَعِمَامَةً بَيْضَاءَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَلْبَسُ الْخَزَّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: كَأَنَّهُ يَعْنِي التِّيهَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ رَكِبْتُ الْحِمَارَ , وَلَبِسْتُ الشَّمْلَةَ , وَحَلَبْتُ الشَّاةَ , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا فِي مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الْكِبْرِ شَيْءٌ»

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ §كَانَ يَمْشِي إِلَى الْحَجِّ وَرَاحِلَتُهُ تُقَادُ خَلْفَهُ مَرْحُولَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ قَالَ أَحَدُهُمَا: جَلَسَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ إِلَى حَلْقَةِ -[207]- الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُرَقِيِّ وَهُوَ يُقْرِئُ النَّاسَ , فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْتَ لِتَسْمَعَ. قَالَ: لَا , وَلَكِنِّي جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ §لِأَتَوَاضَعَ إِلَى اللَّهِ بِالْجُلُوسِ إِلَيْكُمْ , وَقَالَ: الْآخَرُ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ , فَقَدَّمَ رَجُلًا , فَلَمَّا أَنْ صَلَّى قَالَ: أَتَدْرِي لِمَ قَدَّمْتُكَ؟ قَالَ: قَدَّمْتَنِي لِأُصَلِّيَ بِكُمْ. قَالَ: لَا , وَلَكِنِّي قَدَّمْتُكَ لِأَتَوَاضَعَ إِلَى اللَّهِ بِالصَّلَاةِ خَلْفَكَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: §تُوُفِّيَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ "

أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي , فولد أبو بكر عبد الرحمن لا بقية له , وعبد الله , وعبد الملك , وهشاما لا بقية له

§أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَهِشَامًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَسُهَيْلًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَالْحَارِثَ , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمْ سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأَبَا سَلَمَةَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَعُمَرَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَهِيَ رُبَيْحَةُ وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زَوْجُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّهَا رُمَيْثَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ طَلَبَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمِ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ أَبُو بَكْرٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ

يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ؛ لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ وَلِفَضْلِهِ , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَلَيْسَ لَهُ اسْمٌ. كُنْيَتُهُ اسْمُهُ , وَاسْتُصْغِرَ يَوْمَ الْجَمَلِ , فَرُدَّ هُوَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَعَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ ثِقَةً , فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِمًا , عَاقِلًا , عَالِيًا , سَخِيًّا

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ §كِسَاءَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ «أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا , يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ " أَنَّ عُرْوَةَ اسْتَوْدَعَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مَالًا مِنْ مَالِ بَنِي مُصْعَبٍ. قَالَ: فَأُصِيبَ ذَلِكَ الْمَالُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ بَعْضُهُ , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ أَنْ §لَا ضَمَانَ عَلَيْكَ , إِنَّمَا أَنْتَ مُؤْتَمَنٌ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَا ضَمَانَ عَلَيَّ , وَلَكِنْ لَمْ تَكُنْ لِتُحَدِّثَ قُرَيْشًا أَنَّ أَمَانَتِيَ خَرِبَتْ. قَالَ: فَبَاعَ مَالًا لَهُ فَقَضَاهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: §دَخَلَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُغْتَسَلَهُ , فَمَاتَ فِيهِ فَجْأَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرَ , فَدَخَلَ مُغْتَسَلَهُ , فَسَقَطَ , فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاللَّهِ , مَا أَحْدَثْتُ فِي صَدْرِ نَهَارِي هَذَا شَيْئًا. قَالَ: §فَمَا عَلِمْتُ غَرَبَتِ الشَّمْسُ حَتَّى مَاتَ , وَذَلِكَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ بِالْمَدِينَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُكْرِمًا لِأَبِي بَكْرٍ مُجِلًّا لَهُ , وَأَوْصَى الْوَلِيدَ وَسُلَيْمَانَ بِإِكْرَامِهِ , وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنِّي لَأَهُمُّ -[209]- بِالشَّيْءِ أَفْعَلُهُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ لِسُوءِ أَثَرِهِمْ عِنْدَنَا فَأَذْكُرُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَأَسْتَحِي مِنْهُ , فَأَدَعُ ذَلِكَ الْأَمْرَ.

عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي , فولد عكرمة بن عبد الرحمن عبد الله الأكبر وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عبد الله بن

§عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَالْحَارِثَ وَأُمُّهُمَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَعُثْمَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ , وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ عِكْرِمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو , فولد محمد بن عبد الرحمن القاسم وفاختة وأمهما أم علي بنت يسار بن قيس بن الحارث من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة , وخالدا , وأبا بكر , وسلمة

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاسِمَ وَفَاخِتَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَلِيٍّ بِنْتُ يَسَارِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَخَالِدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَسَلَمَةَ , وَهِشَامًا , وَحَنْتَمَةَ , وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة , وكان المغيرة يكنى أبا هاشم , فولد المغيرة بن عبد الرحمن الحارث ومعاوية وسعدى وأمهم أم البنين بنت حبيب بن يزيد بن الحارث من

§الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ , وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يُكْنَى أَبَا هَاشِمٍ , فَوَلَدَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثَ وَمُعَاوِيَةَ وَسُعْدَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِث مِنْ بَنِي مَرَّةَ , وَعُيَيْنَةَ وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَالْيَسَعَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَحْيَى , وَسَلَمَى لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَهِشَامًا , وَأَبَا بَكْرٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ الْأَشْعَثِ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَعُثْمَانَ , وَصَدَقَةَ , وَرُبَيْحَةَ وَأُمُّهُمُ الْبَهِيمُ بِنْتُ صَدَقَةَ بْنِ شُعَيْثٍ مِنْ بَنِي عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْبَنِينَ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ , وَرَيْطَةَ وَأُمُّهَا قُرَيْبَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , وَحَفْصَةَ , وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ وَاقِعِ بْنِ حِكْمَةَ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِيَاحٍ , وَآمَنَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: خَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الشَّامِ غَيْرَ مَرَّةٍ غَازِيًا , وَكَانَ فِي جَيْشِ مَسْلَمَةَ الَّذِينَ احْتُبِسُوا بِأَرْضِ الرُّومِ حَتَّى أَقْفَلَهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَذَهَبَتْ عَيْنُهُ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ , وَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ بِأُحُدٍ مَعَ الشُّهَدَاءِ , فَلَمْ يَفْعَلْ أَهْلُهُ , وَدَفَنُوهُ بِالْبَقِيعِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ إِلَّا مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ , فَكَانَ كَثِيرًا مَا تُقْرَأُ عَلَيْهِ , وَيَأْمُرُنَا بِتَعْلِيمِهَا

أبو سعيد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وأمه أم رسن بنت الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة من بني الحارث بن كعب , فولد أبو سعيد محمدا وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب , والوليد وأمه أمامة بنت عبد الله بن الحصين ذي الغصة

§أَبُو سَعِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُ أُمُّ رَسَنٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَالْوَلِيدَ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ الْحَارِثِيِّ , وَقُتِلَ أَبُو سَعِيدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

بقية الطبقة الثانية من التابعين

§بَقِيَّةُ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ التَّابِعِينَ

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد اسمها غزالة خلف عليها بعد حسين زييد مولى الحسين بن علي , فولدت له عبد الله بن زييد فهو أخو علي بن حسين لأمه , ولعلي بن حسين هذا العقب من ولد حسين وهو علي الأصغر ابن الحسين , وأما علي

§عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا غَزَالَةُ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدُ حُسَيْنُ زُيَيْدٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زُيَيْدٍ فَهُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ لِأُمِّهِ , وَلِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ هَذَا الْعَقِبُ مِنْ وَلَدِ حُسَيْنٍ وَهُوَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ ابْنُ الْحُسَيْنِ , وَأَمَّا عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ ابْنُ حُسَيْنٍ فَقُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِنَهْرِ كَرْبَلَاءَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ , فَوَلَدَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ ابْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَرَجَ , وَالْحُسَيْنَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَمُحَمَّدًا , أَبَا جَعْفَرٍ الْفَقِيهَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُمَرَ , وَزَيْدًا الْمَقْتُولَ بِالْكُوفَةِ قَتَلَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَصَلَبَهُ , وَعَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ , وَخَدِيجَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَحُسَيْنًا الْأَصْغَرَ ابْنَ عَلِيٍّ , وَأُمَّ عَلِيٍّ بِنْتَ عَلِيٍّ وَهِيَ عُلَيَّةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَلْثُمَ بِنْتَ عَلِيٍّ , وَسُلَيْمَانَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَمُلَيْكَةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَالْقَاسِمَ , وَأُمَّ الْحَسَنِ وَهِيَ حَسَنَةُ , وَأُمَّ الْحُسَيْنِ , وَفَاطِمَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَكَانَ

عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَكَانَ مَرِيضًا نَائِمًا عَلَى فِرَاشِهِ , فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ: اقْتُلُوا هَذَا , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَنَقْتُلُ فَتًى حَدَثًا مَرِيضًا لَمْ يُقَاتِلْ , وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ , فَقَالَ: لَا تَعَرَّضُوا لِهَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ , وَلَا لِهَذَا الْمَرِيضِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: فَغَيَّبْنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ , وَأَكْرَمَ نُزُلِي وَاخْتَصَّنِي , وَجَعَلَ يَبْكِي كُلَّمَا خَرَجَ , وَدَخَلَ حَتَّى كُنْتُ أَقُولُ إِنْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ خَيْرٌ وَوَفَاءٌ فَعِنْدَ هَذَا. إِلَى أَنْ نَادَى مُنَادٍ ابْنَ زِيَادٍ: أَلَا مَنْ وَجَدَ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَلْيَأْتِ بِهِ؛ فَقَدْ جَعَلْنَا فِيهِ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَ: فَدَخَلَ وَاللَّهِ عَلِيٌّ وَهُوَ يَبْكِي , وَجَعَلَ يَرْبُطُ يَدَيَّ إِلَى عُنُقِي وَهُوَ يَقُولُ: أَخَافُ , فَأَخْرَجَنِي وَاللَّهِ إِلَيْهِمْ مَرْبُوطًا حَتَّى دَفَعَنِي إِلَيْهِمْ وَأَخَذَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ , وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا , فَأُخِذْتُ , وَأُدْخِلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ , فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ. قَالَ: أَوَلَمْ يَقْتُلِ اللَّهُ عَلِيًّا؟ قَالَ: قُلْتُ كَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ أَكْبَرُ مِنِّي قَتَلَهُ النَّاسُ. قَالَ: بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ. قُلْتُ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا , فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ , فَصَاحَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ: يَا ابْنَ زِيَادٍ , حَسْبُكَ مِنْ دِمَائِنَا أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِنْ قَتَلْتُهُ إِلَّا قَتَلْتَنِي مَعَهُ , فَتَرَكَهُ. فَلَمَّا أُتِيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِثَقَلِ الْحُسَيْنِ , وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِهِ , فَأَدْخَلُوهُ عَلَيْهِ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقَالَ: إِنَّ سِبَاءَهُمْ لَنَا حَلَالٌ , فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: كَذَبْتَ وَلَؤُمْتَ مَا ذَاكَ لَكَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مِلَّتِنَا وَتَأْتِي بِغَيْرِ دِينِنَا , فَأَطْرَقَ يَزِيدُ مَلِيًّا , ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِيِّ: اجْلِسْ , وَقَالَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ عِنْدَنَا فَنَصِلُ رَحِمَكَ , وَنَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ فَعَلْتَ , وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَرُدَّكَ إِلَى بِلَادِكَ وَأَصِلَكَ. قَالَ: بَلْ تَرُدُّنِي إِلَى بِلَادِي , فَرَدَّهُ إِلَى بِلَادِهِ وَوَصَلَهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ §أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ , وَفِي غَيْرِ -[213]- هَذَا الْحَدِيثِ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , فَقَالَ: §مَرْحَبًا بِالْحَبِيبِ ابْنِ الْحَبِيبِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقَالَ: §مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ طَيِّئٍ. قَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ وَحَيَّا قَوْمًا اعْتَزَيْتَ إِلَيْهِمْ. نِعْمَ الْحَيُّ حَيُّكَ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ. قَالَ: قُلْتُ: أَوَلَمْ يُقْتُلْ مَعَ أَبِيهِ؟ قَالَ: لَوْ قُتِلَ يَا بُنَيَّ , لَمْ تَرَهْ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: بَعَثَ الْمُخْتَارُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ , فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا , وَخَافَ أَنْ يَرُدَّهَا , فَأَخَذَهَا , فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ , فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: إِنَّ الْمُخْتَارَ بَعَثَ إِلَيَّ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ , فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّهَا , وَكَرِهْتُ أَنْ آخُذَهَا , فَهِيَ عِنْدِي , §فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهَا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا ابْنَ عَمِّ , خُذْهَا؛ فَقَدْ طَيَّبْتُهَا لَكَ , فَقَبِلَهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ , فَقَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ , فَلَعَنَ الْمُخْتَارَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ , تَلْعَنُهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ كَذَّابًا , §يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّا لَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ , وَأَشْهَدُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ §كَانَ يُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: §التَّارِكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ -[214]- الْمُنْكَرِ كَالنَّابِذِ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ إِلَّا أَنْ يَتَّقِيَ تُقَاةً. قِيلَ: وَمَا تُقَاتُهُ؟ قَالَ: يَخَافُ جَبَّارًا عَنِيدًا. يَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْهِ أَوْ أَنْ يَطْغَى "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ , وَكَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ. يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , §أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ؛ فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: §أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ؛ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ بِنَا مَا تَقُولُونَ حَتَّى بَغَّضْتُمُونَا إِلَى النَّاسِ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ , فَقَالَ: مَا أَكْذَبُكُمْ , §وَمَا أَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ؛ نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا , وَبِحَسْبِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: أَصَابَ الزُّهْرِيُّ دَمًا خَطَأً؛ فَخَرَجَ , وَتَرَكَ أَهْلَهُ , وَضَرَبَ فُسْطَاطًا , وَقَالَ: لَا يُظِلُّنِي سَقِيفُ بَيْتٍ , فَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ , قُنُوطُكَ أَشَدُّ مِنْ ذَنْبِكَ؛ §فَاتَّقِ اللَّهَ , وَاسْتَغْفِرْهُ , وَابْعَثْ إِلَى أَهْلِهِ بِالدِّيَةِ , وَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ , فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ مِنَّةً "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: زَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ابْنَةً مِنْ مَوْلَاهُ , وَأَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ وَتَزَوَّجَهَا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُعَيِّرُهُ بِذَلِكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ: §قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؛ قَدْ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَتَزَوَّجَهَا , وَأَعْتَقَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَزَوَّجَهُ ابْنَةَ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ قَالَ مَرْوَانُ لِأَبِي: §إِنَّ أَبَاكَ كَانَ سَأَلَنِي -[215]- أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ , فَلَمْ تَكُنْ حَاضِرَةً عِنْدِي , وَهِيَ الْيَوْمَ عِنْدِي مُسْتَيْسِرَةٌ , فَإِنْ أَرَدْتَهَا فَخُذْهَا , فَأَخَذَهَا أَبِي , فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي مَرْوَانَ فِيهَا حَتَّى قَامَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ لِأَبِي: مَا فَعَلَ حَقُّنَا قِبَلَكُمْ؟ قَالَ: مُوَفَّرٌ مَشْكُورٌ. قَالَ: هُوَ لَكَ "

قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ 3801 شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ §أَقْصَدَ أَهْلِ بَيْتِهِ , وَأَحْسَنَهُمْ طَاعَةً , وَأَحَبَّهُمْ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ يَوْمِ الْحَرَّةِ , هَلْ خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ فَقَالَ: مَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ , وَلَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ §لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ , فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ , وَقُتِلَ النَّاسُ , وَسَارَ إِلَى الْعَقِيقِ سَأَلَ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , أَحَاضِرٌ هُوَ؟ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ , فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَاهُ؟ فَبَلَغَ أَبِي ذَلِكَ فَجَاءَهُ وَمَعَهُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ اللَّهِ وَالْحَسَنُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا رَأَى أَبِي رَحَّبَ بِهِ , وَأَوْسَعَ لَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا , فَقَالَ أَبِي: وَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي هَاشِمٍ وَالْحَسَنِ ابْنِي مُحَمَّدٍ , فَقُلْتُ: هُمَا ابْنَا عَمِّي , فَرَحَّبَ بِهِمَا وَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ §يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ وَهُوَ يُصَلِّي , فَجَلَسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ , فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ؛ جَاءَكَ هَذَا الرَّجُلُ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَفِي مَوْضِعِهِ يَسْأَلُكَ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ , فَلَوْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ , فَقَضَيْتَ حَاجَتَهُ , ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ -[216]- لَهُمْ: أَيْهَاتِ , لَابُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ مِنْ أَنْ يَتَعَنَّى "

قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ , عَنْ شَيْخٍ , يُقَالُ لَهُ مُسْتَقِيمٌ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: فَكَانَ يَأْتِيهُ السَّائِلُ. قَالَ: فَيَقُومُ حَتَّى يُنَاوِلَهُ , وَيَقُولَ: §إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ. قَالَ وَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: مَا فَعَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: صَالِحٌ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ يَمُرُّ بِنَا §فَنَسْأَلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهَا؛ إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا يَرْمِينَا بِهِ هَؤُلَاءِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: §وَاللَّهِ , مَا قُتِلَ عُثْمَانُ عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا مَشَى لَا تَجَاوِزُ يَدُهُ فَخِذَهُ , وَلَا يَخْطِرُ بِيَدِهِ. قَالَ: وَكَانَ §إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ , فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: مَا تَدْرُونَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَقُومُ وَمَنْ أُنَاجِي "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ , وَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَقُوهُ , فَشَكَوْا إِلَيْهِ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمِ وُلَاتِهِمْ , فَأَمَرَهُمْ بِالصَّبِرِ وَالْكَفِّ , وَقَالَ: إِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {§إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَخْرُجُ عَلَى رَاحِلَتِهِ إِلَى مَكَّةَ وَيَرْجِعُ لَا يَقْرَعُهَا , وَكَانَ يُجَالِسُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: تَدَعُ قُرَيْشًا وَتُجَالِسُ عَبْدَ بَنِي عَدِيٍّ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: §إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ حَيْثُ يَنْتَفِعُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ -[217]- بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَجْلِسَانِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ يَتَحَدَّثَانِ §إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى , وَيَتَذَاكَرَانِ , فَإِذَا أَرَادَا أَنْ يَقُومَا قَرَأَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سُورَةً , فَإِذَا فَرَغَ دَعَوْا. قَالَ حَمَّادٌ: هُوَ الْمَاجِشُونُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ «أَنَّهُ كَانَ §يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ §يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , وَرَأَيْتُ نَعْلَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُدَوَّرَةَ الرَّأْسِ لَيْسَ لَهَا لِسَانٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَمَّارٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَهُ §يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ "

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءُ خَزٍّ أَصْفَرُ §يَلْبَسْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْر قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ §كِسَاءَ خَزٍّ وَجُبَّةَ خَزٍّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُسْتُقَةٌ مِنَ الْعِرَاقِ , فَكَانَ يَلْبَسُهَا , §فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ نَزَعَهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَدِيرٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ سَبَنْجُونَةٌ مِنْ ثَعَالِبَ , فَكَانَ يَلْبَسُهَا , §فَإِذَا صَلَّى نَزَعَهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ §وَعَلَيْهِ سَحْقُ مِلْحَفَةٍ حَمْرَاءَ وَلَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْمَنْكِبِ مَفْرُوقٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ طَيْلَسَانًا كُرْدِيًّا غَلِيظًا , وَخُفَّيْنِ يَمَانِيِّيَنْ غَلِيظَيْنِ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي كِسَاءَ الْخَزِّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا فَيَشْتَوِ فِيهِ , ثُمَّ يَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ , وَيَصِيفُ فِي ثَوْبَيْنِ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ أَشْمُونِيِّينَ بِدِينَارٍ , وَيَلْبَسُ مَا بَيْنَ ذَا وَذَا مِنَ اللَّبُوسِ , وَيَقُولُ: {§مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] وَيَعْتَمُّ , وَيُنْبَذُ لَهُ فِي السَّعْنِ فِي الْعِيدَيْنِ بِغَيْرِ عَكَرٍ , وَكَانَ يَدَّهِنُ أَوْ يَتَطَيَّبُ بَعْدَ الْغُسْلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ لَاطِئَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ §وَيُرْخِي عِمَامَتَهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ: شِبْرًا أَوْ فُوَيْقَهُ فِي مَا تَوَخَّيْتُ عِمَامَةً بَيْضَاءَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ , عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ الْكَنِيفَ §وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ , وَقَدْ وَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا. قَالَ: فَخَرَجَ , فَقَالَ: يَا بُنَيَّ , قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْكَنِيفِ شَيْئًا رَابَنِي قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ الذُّبَابَ يَقَعْنَ عَلَى الْعَذِرَاتِ , ثُمَّ يَطِرْنَ , فَيَقَعْنَ عَلَى جِلْدِ الرَّجُلِ , فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ ثَوْبًا إِذَا دَخَلْتُ الْكَنِيفَ لَبِسْتُهُ , ثُمَّ قَالَ: لَا يَنْبَغِي لِي شَيْءٌ لَا يَسَعُ النَّاسَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ , وَقَالَ: §إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّوَّابَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَغَدْوَةَ جَمْعٍ إِذَا دَفَعَ يَسِيرُ عَلَى هِينَتِهِ , وَيَقُولُ: إِنْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مُصِيبٍ حِينَ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ بِيَدِهِ وَرِجْلَهُ. قَالَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ §يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ , وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ , وَيَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٌ وَلَا خَائِفٌ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ §كَانَ يَمْشِي إِلَى الْجِمَارِ , وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِمِنًى , وَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُؤْذُونَهُ , فَتَحَوَّلَ إِلَى قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ أَوْ قَرِيبٍ مِنْ قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ , وَكَانَ يَرْكَبُ , فَإِذَا أَتَى مَنْزِلَهُ مَشَى إِلَى الْجِمَارِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: جَعَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَدْحَسُ كَفَّهُ مِنَ التَّمْرِ §فَيُعْطِي الْكَبِيرَ وَالْمَوْلُودَ سَوَاءً "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَنَا وَجَعْفَرٌ نَلْعَبُ فِي حَائِطٍ , فَقَالَ أَبِي لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: كَمْ مَرَّ عَلَى جَعْفَرٍ؟ فَقَالَ: سَبْعُ سِنِينَ. قَالَ §مُرُوهُ بِالصَّلَاةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّهْمِيُّ , وَكَانَ نَازِلًا فِيهِمْ يَؤُمُّهُمْ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِنْهَالِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقُلْتُ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ مِثْلَكَ لَا يَدْرِي كَيْفَ أَصْبَحْنَا , فَأَمَّا إِذْ لَمْ تَدْرِ أَوْ تَعْلَمْ , فَسَأُخْبِرُكَ. أَصْبَحْنَا فِي قَوْمِنَا بِمَنْزِلَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ؛

إِذْ كَانُوا يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَهُمْ. وَأَصْبَحَ شَيْخُنَا وَسَيِّدُنَا يَتَقَرَّبُ إِلَى عَدُوِّنَا بِشَتْمِهِ أَوْ سَبِّهِ عَلَى الْمَنَابِرِ. وَأَصْبَحَتْ قُرَيْشٌ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا. لَا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلَّا بِهِ , وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ , وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلُ عَلَى الْعَجَمِ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا لَا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلَّا بِهِ , وَأَصْبَحَتِ الْعَجَمُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ , فَلَئِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ صَدَقَتْ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَجَمِ , وَصَدَقَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا إِنَّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ الْفَضْلَ عَلَى قُرَيْشٍ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنَّا , فَأَصْبَحُوا يَأْخُذُونَ بِحَقِّنَا وَلَا يَعْرِفُونَ لَنَا حَقًّا , فَهَكَذَا أَصْبَحْنَا إِذْ لَمْ تَعْلَمْ كَيْفَ أَصْبَحْنَا قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَ مَنْ فِي الْبَيْتِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ. يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَزَلَهُ وَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ؛ كُنْتُ أَقُولُ: رَجُلٌ صَالِحٌ يُسْمَعُ قَوْلُهُ , فَوَقَفَ لِلنَّاسِ. قَالَ: فَجَمَعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَلَدَهُ وَحَامَّتَهُ , وَنَهَاهُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ. قَالَ: وَغَدَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَارًّا لِحَاجَةٍ , فَمَا عَرَضَ لَهُ , قَالَ: فَنَادَاهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: {§اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا عُزِلَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَهَانَا أَنْ نَنَالَ مِنْهُ مَا نَكْرَهُ , فَإِذَا أَبِي قَدْ جَمَعْنَا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ عُزِلَ , وَقَدْ أُمِرَ بِوَقْفِهِ لِلنَّاسِ , فَلَا يَتَعَرَّضْ لَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ , فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ , وَلِمَ؟ وَاللَّهِ إِنَّ أَثَرَهُ عِنْدَنَا لَسَيِّئٌ , وَمَا كُنَّا نَطْلُبُ إِلَّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: يَا بُنَيَّ , §نَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ , -[221]- فَوَاللَّهِ مَا عَرَضَ لَهُ أَحَدٌ مِنْ آلِ حُسَيْنٍ بِحَرْفٍ حَتَّى تَصَرَّمَ أَمْرُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ أَوْصَى أَنْ لَا يُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا , §وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ الْمَشْيُ , وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي قُطْنٍ , وَأَنْ لَا يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِسْكٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَمَرَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ §حِينَ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنْ تَغْسِلَ فَرْجَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ , وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ §السُّنَّةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. §وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ " قَالَ وَسَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ , وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا أَهْلُ بَيْتِهِ , وَأَهْلُ بَلَدِهِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: §مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ صَغِيرًا , وَلَمْ يَكُنْ أَنَبْتَ بِشَيْءٍ , وَلَكِنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا , فَلَمْ يُقَاتِلْ , وَكَيْفَ يَكُونُ يَوْمَئِذٍ لَمْ يُنْبِتْ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؟ وَلَقِيَ أَبُو جَعْفَرٍ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَوْا عَنْهُ , وَإِنَّمَا مَاتَ جَابِرٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ -[222]- قَالَ: لَمَّا وُضِعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْشَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ , وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ لَيَشْهَدُوهُ , وَبَقِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ , فَقَالَ خَشْرَمٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , أَلَا تَشَهَّدُ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: §أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشْهَدَ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ " قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ خَرَجَ إِلَيْهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ , وَتَبِعَهُ , وَكَانَ يَقُولُ , شُهُودُ جِنَازَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ تَطَوُّعٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَبْخَلُ , §فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَقُوتُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ فِي السِّرِّ. قَالُوا: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ثِقَةً , مَأْمُونًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِيًا , رَفِيعًا , وَرِعًا "

عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف , وأمه أم ولد , فولد عبد الملك خديجا , وعبد الرحمن , ونوفلا , وإسحاق , ويزيد , وضريبة , وحبابة وأمهم أم عبد الله بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب , وكان عبد الملك يكنى أبا

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَدِيجًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَنَوْفَلًا , وَإِسْحَاقَ , وَيَزِيدَ , وَضَرِيبَةَ , وَحَبَّابَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , وأمه أمة الله بنت المسيب بن صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , فولد أبو بكر بن سليمان محمدا , وعبد الله , ونسوة وأمهم أم ولد , والحارث وأمه أم ولد

§أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ الْمُسَيَّبِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ مُحَمَّدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَنِسْوَةً وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَالْحَارِثَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ شَافِعِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عَبْدَةَ مِنْ بَنِي مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. سَمِعَ أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

وأخوه عثمان بن سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم وأمه ميمونة بنت قيس بن ربيعة بن ربعان بن حرثان بن نصر بن عمرو بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن قين من فهم , فولد عثمان بن سليمان عمر , ومحمدا وأمهما أم ولد , وقد روي عن عثمان أيضا

§وَأَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِبْعَانَ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْنٍ مِنْ فَهْمٍ , فَوَلَدَ عُثْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ عُمَرَ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ أَيْضًا

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي , وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف , فولد عبد الملك بن مروان الوليد ولي الخلافة , وسليمان ولي الخلافة , ومروان الأكبر درج , وداود

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْوَلِيدَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَسُلَيْمَانَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَمَرْوَانَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَدَاوُدَ دَرَجَ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْوَلِيدِ ابْنَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ جَزْءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ

رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُطَيْعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضٍ , وَيَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَمَرْوَانَ , وَمُعَاوِيَةَ دَرَجَ وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ , وَهِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلِيَ الْخِلَافَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ بَكَّارٌ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ , وَالْحَكَمَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَرَجَ وَأُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كُلَيْبِ الْأَعْمَى بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُمَيْرِ بْنِ حَبَشِيَّةَ ابْنِ سَلُولَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَمَسْلَمَةَ , وَالْمُنْذِرَ , وَعَنْبَسَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَسَعِيدَ الْخَيْرِ , وَالْحَجَّاجَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ , وَوُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ , وَحَفِظَ أَمْرَهُمْ وَحَدِيثَهُمْ , وَشَتَا الْمُسْلِمُونَ بِأَرْضِ الرُّومِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ أَوَّلُ مَشْتًى شَتَوْهُ بِهَا , فَاسْتَعْمَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّ عَشْرَةَ سَنَةً , فَرَكِبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ الْبَحْرَ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: §مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ , وَتَرَكَ خِصَالًا ثَلَاثًا: أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ , وَحُسْنِ الِاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ , وَحُسْنِ الْبِشْرِ إِذَا لَقِيَ , وَخِفَّةِ الْمُئُونَةِ إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ , وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ , -[225]- وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلَا مُرُوَّتِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلَايَتِهِ حَتَّى كَانَ أَيَّامُ الْحَرَّةِ , فَلَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجُوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ. خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ , فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَكَانَ مَجْدُورًا , فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ , وَأَمَرَ رَسُولًا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ , وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَبَيْنَمَا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ , فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ , فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ بَرِئَ , وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلَا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا. فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لِابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ: ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لَعَلَّهُ يَجْتَرِئُ بِكَ مِنِّي , فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: §هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ , وَكَيْفَ تَرَى؟ فَقَالَ: نَعَمْ , ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ , وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ , وَأَيْنَ يَنْزِلُ , ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ , فَقَالَ: إِيهِ , مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ , ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ

قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلًا بِهِ شِبْهًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي , فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً , وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ , أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: §مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كُلِّهِ , وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ , وَمَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ , وَحَفِظَ عَنْهُمْ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلَافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ , ثُمَّ بَايَعَ بَعْدَ ذَلِكَ لِأَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِي مَرْوَانَ بِالْخِلَافَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ , فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلَافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الْأَنْبَارِ بِثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ , فَنَزَلَهَا , وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَجَمَعَ جُنُودَهُ , ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ , وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ , §إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا؛ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ , فَكَأَنِّي

وَالِهٌ , وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ , وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ , ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ، لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلَا وَالِدٍ إِلَّا كَانَ السَّيْفُ , وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ فَأَرَادَهُمَا بِهِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا، قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَدْ كَانَ مَرْوَانُ أَطْمَعَهُ فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ , فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَيِسَ خَالِدٌ وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعَيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ. فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ , فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ , فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ , فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ , وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَجَعَ , فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ , فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ , فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ , وَبَايَعَهُ , فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , §ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ , فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا , وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَتَحَدَّثَ سَاعَةً , وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ , مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ , وَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ -[228]- أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا , فَنَزَلَهَا وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ §فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَيْهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ , وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ , ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ , وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ , فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا , فَقَالَ: الْمَرْءُ مَيِّتٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ , §فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَمُوتَ كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ. لَا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا , وَلَا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ , ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ؛ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ , فَقُتِلَ , ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ , فَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ , وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ , فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ , وَانْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ , وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ , وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ , فَسَارَ طَارِقٌ فِي أَصْحَابِهِ وَهُمْ خَمْسَةُ آلَافٍ فَلَحِقَ بِالْحَجَّاجِ فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا §وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ , ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلَا بِئْرَ مَيْمُونٍ , وَلَمْ يَطُوفَا

بِالْبَيْتِ , وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ , وَلَا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَطَافَا بِالْبَيْتِ وَذَبَحَا جَزُورًا وَحَصَرَا ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا , وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ , وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ §ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلَالٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلَّا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ , وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الْأَوْزَانِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ , فَأَقَامَ أَيَّامًا , ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ , وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ , فَقَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ , أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ , فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ , عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ §أَنْ -[230]- يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ , حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ , ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ , ثُمَّ §لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ , فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ §خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ , وَيَوْمَ عَرَفَةَ , وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ , وَيَوْمَ النَّفَرِ الْأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: §هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلَا أَنَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ , فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , §أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ: فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ , وَلَمْ يَتَعَوَّذْ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ , فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا , فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ , فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ , §تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ -[231]- اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ , وَقَرَّبَهُ , فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , §إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ , فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ: فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ , وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ , وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ , فَسَكَتَ جَابِرٌ , فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا , فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلَاءً حَسَنًا , فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: يَسْمَعُ وَلَا يَسْمَعُ , مَا وَافَقَهُ سَمِعَ , وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ , فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ فَقَبَضَهَا جَابِرٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ , فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَذَكَرَ مِنْ خِلَافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ , ثُمَّ قَالَ مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلًا إِلَّا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: {§وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] فَبَرَكَ ابْنُ عَبْدٍ , فَقَالَ لِلْخَطِيبِ: كَذَبْتَ , لَسْنَا كَذَلِكَ؛ اقْرَإِ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ

الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [النحل: 113] وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ , فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ , فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَرَدَّهُمْ عَنْهُ , فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ: فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ , وَلَا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ " قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي , فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ , قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ , وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لَا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ , وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا. مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ: فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ , وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ §صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ , فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ , فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لَا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: قُلْتُ إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ , فَقَالَ: لَا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لِأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ , فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الْإِمَامُ وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ قَدْ كُنْتُ لَهُ لَازِمًا , وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَا يُصَلِّي حَتَّى يَبْلُغَ جَمْعًا وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ , فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ

فَعُثْمَانَ كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لَاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ , وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لِأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلَّا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لَانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ , وَقُطِعَتِ السُّبُلُ , وَتَظَالَمَ النَّاسُ , وَكَانَتِ الْفِتَنُ , فَلَابُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ , عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ , §إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الْأَمْرَ الْأَوَّلَ لَأَنْتُمْ , وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لَا نَعْرِفُهَا وَلَا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلَّا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فَالْزَمُوا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الْإِمَامُ الْمَظْلُومُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا " قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ , وَيَعْقِدَ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلَافَةِ , فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ , وَقَالَ لَهُ: لَا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ , فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ , وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَادُهُمَا وَاحِدٌ وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أَبَا زُرْعَةَ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ , وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ , فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ " قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى

ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا , وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ , فَقَالَ: لَا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ , وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ , فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ تَأْتِيهُ الْأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ , ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ , فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ , كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ , وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ , فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ , فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الْأَنَاةِ , وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ , أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ , وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ , وَعَقَدَ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلَافَةِ , وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ , فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ , وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ , وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلَافَةِ

قَالَ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: §لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلَا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَا أَشَدُّ اجْتِهَادًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: §يَا أَهْلَ -[235]- النَّعَمِ , لَا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ §رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ §رَبْطِ الْأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ. قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ §كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ §رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ §عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ , وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً , فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا , وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ بِالشَّامِ ثُمَّ بِالْعِرَاقِ بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ , وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ , وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً , وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ "

عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب , ويكنى عبد العزيز أبا الأصبغ فولد عبد العزيز بن مروان عمر رضي الله عنه ولي الخلافة , وعاصما , وأبا

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ زَبَّانَ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الْعَزِيزِ أَبَا الْأَصْبَغِ فَوَلَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَعَاصِمًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا دَرَجَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَالْأَصْبَغَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسُهَيْلًا , وَأُمَّ الْحَكَمِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ , وَزَبَّانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَجُزَيًّا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَدْ عَقَدَ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَبَعْدَهُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ , وَوَلَّاهُ مِصْرَ , فَأَقَرَّهُ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ , وَثَقُلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ مَكَانَهُ , فَأَرَادَ خَلْعَهُ لِيُبَايِعَ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَهُ فَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ , وَكَانَ عَلَى خَاتَمِهِ , وَكَانَ لَهُ مُكْرِمًا مُجِلًّا فَكَفَّ عَنْ ذَلِكَ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِمِصْرَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ , وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَيْلًا , فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا النَّاسَ , فَبَايَعَ لِلْوَلِيدِ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِهِ , ثُمَّ لِسُلَيْمَانَ مِنْ بَعْدِ الْوَلِيدِ.

محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم ولد يقال لها زينب , فولد محمد بن مروان مروان وولي الخلافة وهو آخر خلفاء بني أمية وهو الذي قتله ولد العباس حين ظهروا دعوتهم وأمه أم ولد , ويزيد وأمه رملة بنت يزيد بن عبيد الله بن شيبة بن ربيعة

§مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ مَرْوَانَ وَوَلِيَ الْخِلَافَةَ وَهُوَ آخِرُ خُلَفَاءَ بَنِي أُمَيَّةَ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ حِينَ ظَهَرُوا دَعْوَتَهُمْ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيَزِيدَ وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ , وَمَنْصُورًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَةَ , وَرَمْلَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ

عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس , وأمه أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس , فولد عمرو بن سعيد أمية , وسعيدا , وإسماعيل , ومحمدا , وأم كلثوم وأمهم أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عداء بن أمية

§عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أُمَيَّةَ , وَسَعِيدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ حُرَيْثِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ عُشِّ بْنِ لَبِيدِ بْنِ عَدَّاءِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عُذْرَةَ مِنْ قُضَاعَةَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَرَمْلَةَ وَأُمُّهُمْ سَوْدَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ , وَمُوسَى وَعِمْرَانَ وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ ذِي اللِّحْيَةِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ مُوسَى وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ فُرَيْصِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَصَادِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ , وَأُمَّ عِمْرَانَ بِنْتَ عَمْرٍو وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ

قَالُوا: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ , وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَدْ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ فَقَتَلَ الْحُسَيْنَ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ , فَكَفَّنَهُ وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ إِلَى جَنْبِ قَبْرِ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ جَيْشًا فَوَجَّهَ إِلَيْهِ جَيْشًا , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَحَجَّ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ بِالنَّاسِ سَنَةً وَكَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ , وَكَانُوا يَسْمَعُونَ لَهُ وَيَطِيعُونَ , فَلَمَّا وَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلَافَةَ خَافَهُ , وَقَدْ كَانَ عَمْرٌو غَالَطَهُ وَتَحَصَّنَ بِدِمَشْقَ , ثُمَّ فَتَحَهَا لَهُ وَبَايَعَهُ بِالْخِلَافَةِ , فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمَلِكِ مُرْصِدًا لَهُ لَا يَأْمَنُهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ يَوْمًا خَالِيًا فَعَاتَبَهُ عَلَى أَشْيَاءَ قَدْ عَفَاهَا عَنْهُ , ثُمَّ وَثَبَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ , وَكَانَ عَمْرٌو يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ , وَقَدْ رَوَى عَمْرٌو عَنْ عُمَرَ

يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة , فولد يحيى بن سعيد سعيدا , وإسماعيل , وربيحة وهي أم رباح , وفاختة , ورقية , وأم عمر

§يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ وَأُمُّهُ الْعَالِيَةُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمُجَمِّعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ سَعِيدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَرَبُيْحَةَ وَهِيَ أُمُّ رَبَاحٍ , وَفَاخِتَةَ , وَرُقَيَّةَ , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَمْرًا وَعُثْمَانَ وَأُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ , وَعُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عُمَرَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَأَبَانًا , وَعَنْبَسَةَ , وَحُصَيْنًا , وَمُحَمَّدًا , وَهِشَامًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ وَآمِنَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْحُلَيْسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَرَمْلَةَ , وَعُلَيَّةَ , وَفَاخِتَةَ الصُّغْرَى وَأُمُّهُنَّ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم ولد , فولد عنبسة بن سعيد عبد الله لأم ولد , وعبد الرحمن لأم ولد , وخالدا وأمه أم النعمان بنت محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة الكندي , وعبد الملك وأمه أروى بنت عبد الله

§عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ عَبْدَ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَخَالِدًا وَأُمُّهُ أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ الْكِنْدِيِّ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعُثْمَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسَعِيدًا , وَأُمَّ عَنْبَسَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُمَرَ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَالْحَجَّاجَ , وَمُحَمَّدًا , وَسُلَيْمَانَ , وزِيَادًا , وَمَرْوَانَ , وَآمِنَةَ , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَأُمَّ أَبَانَ , وَأُمَّ خَالِدٍ لِأُمَّهَاتٍ شَتَّى , وَأُمَّ الْوَلِيدِ وَأُمُّهَا الرَّدَاحُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ السَّلِيلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ ذِي الْجَدَّيْنِ. وَقَدْ رَوَى عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس , فولد عبد الله بن قيس محمدا , وموسى , ورقية وأمهم أم سعيد بنت كباثة بن عرابة بن أوس بن قيظي بن عمرو من الأنصار , ثم من بني حارثة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ مُحَمَّدًا , وَمُوسَى , وَرُقَيَّةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ كَبَاثَةَ بْنِ عَرَابَةَ بْنِ أَوْسِ بْنِ قَيْظِي بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ , وَالْمُطَّلِبَ وَحَكِيمًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ إِيَاسٍ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذِي حَفْنٍ مِنْ حِمْيَرَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَالْحَكَمَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ

وأخوه محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي , وأمه درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل , فولد محمد بن قيس يحيى الأكبر , وعمرا الأكبر , وأم القاسم , وجمال والصعبة الكبرى , وأم عبد الله وأمهم أم جميل بنت المسيب بن أبي السائب

§وَأَخُوهُ -[240]- مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ يَحْيَى الْأَكْبَرَ , وَعَمْرًا الْأَكْبَرَ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَجَمَالَ وَالصَّعْبَةَ الْكُبْرَى , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْمُسَيَّبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَالْحَسَنَ , وَالْحُسَيْنَ , وَالْحَكِيمَ , وَالصَّعْبَةَ الصُّغْرَى , وَقَيْسًا الْأَكْبَرَ , وَقَيْسًا الْأَصْغَرَ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَجَمَالَ الصُّغْرَى , وَحَفْصَةَ , وَأُمَّ الْحَسَنِ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الْحَكِيمِ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ , وَعَمْرًا الْأَصْغَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَحْيَى الْأَصْغَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ

المغيرة بن أبي بردة من بني عبد الدار بن قصي

§الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وأمه أم سلمة بنت خفاجة بن هرثمة بن مسعود من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن , فولد عبد الله بن عبد الرحمن جعفرا , وعبد الرحمن , وأم عمرو , وحفصة وأمهم أم جميل بنت عبد الله بن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ خَفَاجَةَ بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَعْفَرًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وأمه من حمير , ثم من يحصب أصابها سباء , فولد عبد الرحمن الحسن , وأم حبيب وأمهما خديجة بنت أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة , وسعدا , ومروان , وبريهة , وأم عمرو , وهند وأمهم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ مِنْ حِمْيَرَ , ثُمَّ مِنْ يَحْصُبَ أَصَابَهَا سِبَاءٌ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْحَسَنَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ وَأُمُّهُمَا خَدِيجَةُ بِنْتُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَسَعْدًا , وَمَرْوَانَ , وَبُرَيْهَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَهِنْدَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم ولد , فولد معاذ بن عبد الرحمن عبد الرحمن وأمه زيينة وهي أم عمرو بنت عتيبة من بني سعد بن بكر , وأويسا وأمه مريم بنت عقبة بن إياس بن عنمة من بني

§مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ زُيَيْنَةُ وَهِيَ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عُتَيْبَةَ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ , وَأُوَيْسًا وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَنَمَةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهَا الْمِنْقَرِيَّةُ

وأخوه عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة

§وَأَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ

نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه مريم بنت مطيع بن الأسود من بني عدي بن كعب , فولد نوفل بن مساحق سعد بن نوفل وأمه أم عبد الله بنت أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن

§نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ سَعْدَ بْنَ نَوْفَلٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ , وَمَعْقِلَ بْنَ نَوْفَلٍ وَأُمُّهُ ضِئْبَةُ بِنْتُ سَبْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْلَمِ مِنْ بَنِي عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَمَرْوَانَ وَسُلَيْمَانَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَلِنَوْفَلٍ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ

عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أم ولد , فولد عياض وهبا , وعبد الله , وسالما وأمهم أم حسن بنت عمرو بن أويس , وسعد بن عياض.

§عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عِيَاضٌ وَهْبًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَسَالِمًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ , وَسَعْدَ بْنَ عِيَاضٍ.

عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أميمة بنت عبد الله بن مسعود بن الحارث بن صبح بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل , فولد عثمان بن إسحاق عبد الرحمن

§عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صُبْحِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ , فَوَلَدَ عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَرَجُلًا آخَرَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ مُرٍّ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ

محمد بن عبد الرحمن بن ماعز. روى عنه الزهري

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم , وأمه أم ولد , فولد شعيب عمرا وعمر وأمهما حبيبة بنت مرة بن عمرو بن عبد الله بن عمر الجمحي , وعبد الله , وشعيبا , وعائذة تزوجها حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس وأمهم عمرة

§شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ شُعَيْبٌ عَمْرًا وَعُمَرَ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَشُعَيْبًا , وَعَائِذَةَ تَزَوَّجَهَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقَدْ رَوَى شُعَيْبٌ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ , فَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِيهِ وَحَدِيثُ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو

عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه زينب بنت عمر بن الخطاب وكانت أصغر ولد عمر رحمه الله , فولد عثمان عمرا وبه كان يكنى , وعبد الله , وعمر , وأبا بكر , والزبير , وعبد

§عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَتْ أَصْغَرَ وَلَدِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَوَلَدَ عُثْمَانُ عَمْرًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُمَرَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَالزُّبَيْرَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ عَبْدَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ وَهُوَ صَيْفِيُّ بْنُ عَابِدٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , وَحَفْصَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَفَاطِمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أمة بنت المطلب بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي , فولد هشام بن إسماعيل الوليد , وأم هشام وهي أم هشام بن عبد الملك بن مروان وأمهما مريم بنت لجاء بن

§هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أَمَةُ بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَلِيدَ , وَأُمَّ هِشَامٍ وَهِيَ أُمُّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأُمُّهُمَا مَرْيَمُ بِنْتُ لَجَاءِ بْنِ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَخَالِدًا , وَحَبِيبًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ , ثُمَّ وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حِينَ دَعَاهُ إِلَى الْبَيْعَةِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ عَقَدَ لَهُ أَبُوهُ بِالْخِلَافَةِ فَأَبَى سَعِيدٌ , وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ , فَضَرَبَهُ وَطَافَ بِهِ وَحَبْسَهُ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَلَمْ يَرْضَهُ مِنْ فِعْلِهِ , وَقَالَ: مَا لَهُ وَلِسَعِيدٍ , مَا عِنْدَ سَعِيدٍ خِلَافٌ

محمد بن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر ابن يام بن عنس من مذحج حلفاء أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم من قريش , وقد روي عن محمد بن عمار

§مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الوَذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرٍ الْأَكْبَرِ ابْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ مِنْ مَذْحِجٍ حُلَفَاءِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ مِنْ قُرَيْشٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ

حمزة بن صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن النمر بن قاسط بن ربيعة حليف عبد الله بن جدعان التيمي من قريش. روى عن أبيه صيفي بن صهيب بن سنان بن مالك

§حَمْزَةُ بْنُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ مِنْ قُرَيْشٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانِ بْنِ مَالِكٍ

عمارة بن صهيب بن سنان بن مالك قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§عُمَارَةُ بْنُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانِ بْنِ مَالِكٍ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عبد الله بن خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد من بني سعد بن زيد مناة بن تميم , وأصاب خبابا سباء في الجاهلية , فصار إلى أم أنمار بنت سباع الخزاعية حلفاء بني زهرة بن كلاب فأعتقته

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , وَأَصَابَ خَبَّابًا سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَصَارَ إِلَى أُمِّ أَنْمَارٍ بِنْتِ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَأَعْتَقَتْهُ

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ مَعَ الْخَوَارِجِ , ثُمَّ فَارَقَهُمْ. قَالَ: دَخَلُوا قَرْيَةً فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ ذُعْرًا. قَالُوا: لَنْ تُرَاعَ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ رُعْتُمُونِي. قَالُوا: لَنْ تُرَاعَ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ رُعْتُمُونِي قَالُوا: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ حَدِيثًا يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ -[246]-: نَعَمْ , سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ذِكْرَ فِتْنَةٍ: الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ , وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي , وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي. قَالَ: §فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ " قَالَ أَيُّوبُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ. قَالُوا: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدَّمُوهُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهَرِ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَسَالَ دَمُهُ كَأَنَّهُ شِرَاكُ نَعْلٍ مَا امْذَقَرَّ , وَبَقَرُوا أُمَّ وَلَدِهِ فَبِهَذَا اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ قِتَالَهُمْ

محمد بن أسامة بن زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب , ويقال لرهط زيد بن حارثة بنو المدينة بأمة حضنت عبد العزى بن امرئ القيس فنسبوا إليها ,

§مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ الْحَبِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ , وَيُقَالُ لِرَهْطِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بَنُو الْمَدِينَةِ بِأَمَةٍ حَضَنَتْ عَبْدَ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ فَنُسِبُوا إِلَيْهَا , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَرَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.

وأخوه الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة روى عنه ابنه محمد بن الحسن وغيره , وكان ثقة قليل الحديث

§وَأَخُوهُ الْحَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَغَيْرُهُ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

جعفر بن عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة

§جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ نَاشِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ جَدِّي بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَخَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ , فَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلَافَتِهِ , فَجَلَسَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَأَهْلُ الشَّامِ يُعْرَضُونَ عَلَى دِيوَانِهِمْ. قَالَ: وَتِلْكَ الْيَمَانِيَةُ حَوْلَهُ يَقُولُونَ: الطَّاعَةَ الطَّاعَةَ , فَقَالَ جَعْفَرٌ: §لَا طَاعَةَ إِلَّا لِلَّهِ. قَالَ: فَوَثَبُوا عَلَيْهِ , وَقَالُوا: أَتُوهِنُ الطَّاعَةَ طَاعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ حَتَّى رَكِبُوا الْأُسْطُوَانَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمَا أَفْلَتَ إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ , وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: أَرَأَيْتَ هَذَا مِنْ عَمَلِكَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلُوكَ مَا كَانَ عِنْدِي فِيكَ شَيْءٌ مَا دُخُولُكَ فِي أَمْرٍ لَا يَعْنِيكَ؟ تَرَى قَوْمًا يَشُدُّونَ مُلْكِي وَطَاعَتِي فَتَجِيءُ تُوهِنُهُ وَأَنْتَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ " قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرٍو فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ

وأخوه الزبرقان بن عمرو بن أمية بن خويلد , وقد روي عنه أيضا

§وَأَخُوهُ الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

إياس بن سلمة بن الأكوع واسمه سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى من خزاعة , ويكنى إياس أبا سلمة , وتوفي بالمدينة سنة تسع عشرة ومائة , وهو ابن سبع وسبعين سنة

§إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَاسْمُهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى مِنْ خُزَاعَةَ , وَيُكَنَّى إِيَاسٌ أَبَا سَلَمَةَ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ §أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ "

محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي روى عنه أسامة بن زيد الليثي , وروى هو عن أبيه

§مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ رَوَى عَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ , وَرَوَى هُوَ عَنْ أَبِيهِ

عبد الرحمن بن جرهد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى , وقد روى عن أبيه , وكان له ابن يقال له زرعة بن عبد الرحمن روى عنه أبو الزناد

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَرْهَدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ زُرْعَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَوَى عَنْهُ أَبُو الزِّنَادِ

طارق بن أبي مخاشن الأسلمي كان ينزل المدينة روى عن الزهري

§طَارِقُ بْنُ أَبِي مُخَاشِنٍ الْأَسْلَمِيُّ كَانَ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ

أبو عثمان بن سنة الخزاعي روى عنه الزهري

§أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَنَّةَ الْخُزَاعِيُّ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

عطاء بن يزيد الليثي من كنانة من أنفسهم يكنى أبا محمد. توفي سنة سبع ومائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. روى عن أبي أيوب , وتميم الداري , وأبي هريرة , وأبي سعيد الخدري , وعبيد الله بن عدي بن الخيار , وروى عنه الزهري , وكان كثير الحديث

§عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِنَانَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عمارة بن أكيمة الليثي من كنانة من أنفسهم ويكنى أبا الوليد. توفي سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وسبعين سنة. روى عن أبي هريرة , وروى عنه الزهري حديثا واحدا. ومنهم من لا يحتج به يقول هو شيخ مجهول

§عُمَارَةُ بْنُ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِنَانَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكَنَّى أَبَا الْوَلِيدِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا. وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَحْتَجُّ بِهِ يَقُولُ هُوَ شَيْخٌ مَجْهُوَلٌ

حميد بن مالك بن الخثم الدئلي من كنانة , وكان قديما , وقد روى عن سعد , وأبي هريرة , وروى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج , والزهري , وكان قليل الحديث

§حُمَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْخُثَمِ الدُّئِلِيُّ مِنْ كِنَانَةَ , وَكَانَ قَدْيمًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعْدٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ , وَالزُّهْرِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سنان بن أبي سنان الدئلي من أنفسهم , وتوفي سنة خمس ومائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. روى عنه الزهري , وكان قليل الحديث

§سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّئِلِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم من هذيل بن مدركة حلفاء بني زهرة , ويكنى أبا عبد الله

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومٍ مِنْ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ §يَقُولُ الشَّعْرَ: فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَيَقُولُ: أَرَأَيْتُمُ الْمَصْدُورَ إِذَا لَمْ يَنْفِثْ أَلَيْسَ يَمُوتُ؟ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَالِمًا , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَائِشَةَ , وَأَبِي طَلْحَةَ , وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً , فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ , شَاعِرًا

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ قَالَ: وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ , فَكَانَ يَخْزُنُ عَنْهُ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُلْطِفُهُ , فَكَانَ يُعِزُّهُ عِزًّا

يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة من لخم حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي , ولد في خلافة عثمان بن عفان , وكان يكنى أبا محمد , وسمع من ابن عمر , وأبي سعيد الخدري , وكان ثقة كثير الحديث , وتوفي بالمدينة سنة أربع ومائة وأخوه:

§يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ مِنْ لَخْمٍ حَلِيفِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ وَأَخُوهُ:

عبد الله بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة , قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ , قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

حنظلة يعني ابن علي بن الأسقع الأسلمي من أنفسهم. روى عن أبي هريرة , وروى عنه الزهري

§حَنْظَلَةُ يَعْنِي ابْنَ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْقَعِ الْأَسْلَمِيَّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

عياض بن خليفة الخزاعي. روى عنه الزهري

§عِيَاضُ بْنُ خَلِيفَةَ الْخُزَاعِيُّ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

عوف بن الطفيل بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة بن جشم بن الأوس بن عامر بن حفين بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب من الأزد , والطفيل بن الحارث أخو عائشة وعبد الرحمن ابني أبي بكر الصديق لأمهما أم رومان. قدم الحارث بن سخبرة من السراة

§عَوْفُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ جُرْثُومَةَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُفَيْنِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ مِنَ الْأَزْدِ , وَالطُّفَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو عَائِشَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لِأُمِّهِمَا أُمِّ رُومَانَ. قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ سَخْبَرَةَ مِنَ السُّرَاةِ فَحَالَفَ أَبَا بَكْرٍ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ رُومَانَ , ثُمَّ مَاتَ , فَتَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

عبد الرحمن بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. روى عنه الزهري وله أحاديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَيْمِ بْنِ مُدْلِجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَلَهُ أَحَادِيثُ

الربيع بن سبرة الجهني روى عن أبيه , وكانت له صحبة , وروى الزهري عن الربيع بن سبرة

§الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , وَرَوَى الزُّهْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ

عبيد بن السباق الثقفي. روى عن سهل بن حنيف في المذي , وروى عن ابن عباس

§عُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ الثَّقَفِيُّ. رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فِي الْمَذْيِ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

عبيدة بن سفيان الحضرمي. روى عن أبي هريرة , وكان شيخا قليل الحديث

§عُبَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ شَيْخًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

السائب بن مالك الكناني. روى عنه الزهري

§السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ الْكِنَانِيُّ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

صفوان بن عياض ابن أخي أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي وهو زوج بنت أسامة , وروى عن أسامة , وروى عنه الزهري

§صَفْوَانُ بْنُ عِيَاضِ ابْنِ أَخِي أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيُّ وَهُوَ زَوْجُ بِنْتِ أُسَامَةَ , وَرَوَى عَنْ أُسَامَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

مليح بن عبد الله السعدي. روى عن أبي هريرة , وروى عنه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي

§مَلِيحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ

عراك بن مالك الغفاري من بني كنانة , وكان ينزل بالمدينة في بني غفار , وتوفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة , وقد روى عن أبي هريرة , وروى عنه الزهري , وابنه خثيم بن عراك. كان عفيفا صليبا , وقد ولي شرطة بالمدينة لزياد بن عبيد الله الحارثي , وكان زياد

§عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ , وَكَانَ يَنْزِلُ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي غِفَارٍ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَابْنُهُ خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ. كَانَ عَفِيفًا صَلِيبًا , وَقَدْ وَلِيَ شُرْطَةً بِالْمَدِينَةِ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيِّ , وَكَانَ زِيَادٌ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَأَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ شِبْهَ الْحَلْقِ , وَلَكِنْ يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ §يَصُومُ الدَّهْرَ "

محرر بن أبي هريرة بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس من الأزد. توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز , وقد روى عن أبيه , وكان قليل الحديث

§مُحَرَّرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ ذِي الشَّرَى بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ مِنَ الْأَزْدِ. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف حليف لبني زهرة , وكان من أصحاب أبي هريرة , وقد روى عنه الزهري

§عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

نهار بن عبد الله القيسي سمع من أبي سعيد الخدري

§نَهَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْسِيُّ سَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

ومن هذه الطبقة من الأنصار

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ

عباد بن أبي نائلة سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمه أم سهل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل , فولد عباد يونس , وأم سلمة , وأم عمرو , وأم موسى , وسلمة , وقريبة وأمهم أم الحارث بنت الحباب بن زيد بن تيم بن أمية بن

§عَبَّادُ بْنُ أَبِي نَائِلَةَ سِلْكَانَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ رُومِيِّ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ عَبَّادٌ يُونُسَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ مُوسَى , وَسَلَمَةَ , وَقُرَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ -[255]- أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ زَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ خُفَافٍ مِنَ الْجَعَادِرَةِ مِنْ سَاكِنِي رَاتِجٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمَّ الْعَلَاءِ وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا صَفِيَّةُ بِنْتُ مَعْبَدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ظَالِمٍ مِنْ بَنِي هَارِبَةَ بْنِ دِينَارٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. قُتِلَ عَبَّادُ بْنُ أَبِي نَائِلَةَ وَابْنُهُ سَلَمَةُ بْنُ عَبَّادٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

زيد بن محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس وأمه أم ولد , فولد زيد بن محمد قيسا وأم زيد وأمهما من بني محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. قتل زيد بن محمد يوم الحرة

§زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَيْسًا وَأُمَّ زَيْدٍ وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ. قُتِلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: §أَوَّلُ دَارٍ مِنْ دُورِ الْمَدِينَةِ انْتُهِبَتْ وَالْحَرْبُ بَعْدُ لَمْ تَنْقَطِعْ يَوْمَ الْحَرَّةِ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَمَا تَرَكُوا فِي الْمَنَازِلِ مِنْ أَثَاثٍ , وَلَا حُلِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ , وَلَا ثِيَابٍ , وَلَا فِرَاشٍ إِلَّا نُقِضَ صُوفُهُ , وَلَا دَجَاجَةٍ إِلَّا ذُبِحَتْ , وَلَا حَمَامٍ إِلَّا ذُبِحَ , ثُمَّ يُسَمِّطُونَ الدَّجَاجَ وَالْحَمَّامَ خَلْفَ أَحَدِهِمْ , ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , فَلَقَدْ مَكَثْنَا عَلَى ذَلِكَ ثَلَاثًا , وَإِنَّ مُسْرِفًا بِالْعَقِيقِ , وَالنَّاسُ فِي هَذَا مِنَ الْأَمْرِ حَتَّى رَأَيْنَا هِلَالَ الْمُحَرَّمِ , وَلَقَدْ دُخِلَ دَارُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , فَتَصَايَحَ النِّسَاءُ , فَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَنَفَرٌ مَعَهُ إِلَى الصَّوْتِ , فَوَجَدُوا عَشَرَةً يَنْتَهِبُونَ , فَاقْتَتَلُوا عَلَى الْبَابِ وَفِي الدَّارِ وَفِي الْبَيْتِ حَتَّى قُتِلَ الشَّامِيُّونَ جَمِيعًا وَخَلَّصُوا مَا أُخِذَ مِنْهُمْ , فَمَا كَانَ مِنْ حُرِّ مَتَاعِهِمْ أَلْقَوْهُ فِي بِئْرٍ لَا مَاءَ فِيهَا , وَكَبَسُوا عَلَيْهَا التُّرَابَ , وَأَقْبَلَ نَفَرٌ

آخَرُونَ , فَاقْتَتَلُوا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى قُتِلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَلَى بَابِهِ وَسَلَمَةُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ وَجَعْفَرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِلْكَانَ , وَوُجِدُوا جَمِيعًا صَرْعَى , وَإِنَّ بِزَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ضَرْبَةَ بِسَيْفٍ مِنْهَا أَرْبَعٌ فِي وَجْهِهِ "

عبد الله بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس , وأمه لبنى بنت قرة بن علقمة بن علاثة من بني جعفر بن كلاب. . . وناعصة وعائشة وأمهما أم الأشعث بنت عبد الله بن قرة بن علقمة بن علاثة , وأم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ لُبْنَى بِنْتُ قُرَّةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ. . . وَنَاعِصَةَ وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْأَشْعَثِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ وَأُمُّهَا أُمُّ الْأَشْعَثِ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبيد الله بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة بن مصاد بن الحارث بن مالك بن النمر بن قاسط بن ربيعة , فولد عبيد الله الفضل وبه كان يكنى , وعونة , وأم الفضل , وبريهة , وأم رافع وأمهم أم ولد , وقد روى عبيد الله

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ مَصَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ رَبِيعَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْفَضْلَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَوْنَةَ , وَأُمَّ الْفَضْلِ , وَبُرَيْهَةَ , وَأُمَّ رَافِعٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً

عبد الرحمن بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط , فولد عبد الرحمن هريرا , وسكينة وأمهما أم الحسن ابنة أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنُ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُرَيْرًا , وَسَكِينَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَسَنِ ابْنَةُ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ

سهل بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط فولد سهل بن رافع المنذر , وعمران لا عقب له , وسليمان , ومحمدا , وعائشة , وأم عيسى , وأم حميدة وأمهم أم المنذر بنت رفاعة بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد

§سَهْلُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ فَوَلَدَ سَهْلُ بْنُ رَافِعٍ الْمُنْذِرَ , وَعِمْرَانَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَسُلَيْمَانَ , وَمُحَمَّدًا , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ عِيسَى , وَأُمَّ حُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْمُنْذِرِ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ

رفاعة بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط , فولد رفاعة عباية , وامرأ القيس لأم ولد , وزميلا لأم ولد , وينفع لأم ولد , وسهلا , وعائشة , وميمونة وأمهم هند بنت ثعلبة بن الزبرقان بن بدر التميمي ,

§رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ , فَوَلَدَ رِفَاعَةُ عَبَايَةَ , وَامْرَأَ الْقَيْسِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَزُمَيْلًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَنْفَعَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسَهْلًا , وَعَائِشَةَ , وَمَيْمُونَةَ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ التَّمِيمِيِّ , وَعَبْدَةَ , وَأَسْمَاءَ , وَبَكْرَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ يُكْنَى أَبَا خَدِيجٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

عبيد بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمه أم ولد , فولد عبيد رافعا , وعياشا , ورفاعة وأمهم حميدة بنت أبي عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة

§عُبَيْدُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُبَيْدٌ رَافِعًا , وَعَيَّاشًا , وَرِفَاعَةَ وَأُمُّهُمْ حُمَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ

حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة من الأوس. روى عنه الزهري , وكان ثقة قليل الحديث , وكان حرام يكنى أبا سعيد , توفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومائة وهو ابن سبعين سنة

§حَرَامُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ حَرَامٌ يُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ , تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

نملة بن أبي نملة , واسمه عمرو بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر من الأوس وأمه كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية من بني عمرو بن عوف من الأوس , وكان له ولد فانقرضوا وانقرض ولد مر بن ظفر فلم يبق منهم أحد , وروى

§نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ , وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرِّ بْن ظُفُرٍ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ حَاطِبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَكَانَ لَهُ وَلَدٌ فَانْقَرَضُوا وَانْقَرَضَ وَلَدُ مُرِّ بْنِ ظُفُرٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَرَوَى نَمْلَةُ عَنْ أَبِيهِ , وَرَوَى عَنْ نَمْلَةَ الزُّهْرِيُّ

عمرو , ومحمد , ويزيد بنو ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وهو كعب بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس وأمهم أم حبيب بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر. قتلوا جميعا يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين , وليس لهم عقب

§عَمْرٌو , وَمُحَمَّدٌ , وَيَزِيْدُ بَنُو ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ وَهُوَ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ. قُتِلَوا جَمِيعًا يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَلَيْسَ لَهُمْ عَقِبٌ

صالح بن خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه من بني ثعلبة من بني فقيم , فولد صالح بن خوات خواتا , وأبا حنة , وبرة , وأم موسى وأمهم أم حسن بنت أبي حنة بن غزية من بني مازن بن النجار , وهضبة بنت صالح وأمها من

§صَالِحُ بْنُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ , فَوَلَدَ صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ خَوَّاتًا , وَأَبَا حَنَّةَ , وَبَرَةَ , وَأُمَّ مُوسَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ أَبِي حَنَّةَ بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , وَهَضْبَةَ بِنْتَ صَالِحٍ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , وَقَدْ رَوَى صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حبيب بن خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس وأمه من بني ثعلبة من بني فقيم , فولد حبيب داود وأمه أم ولد. وقتل حبيب بن خوات يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§حَبِيبُ بْنُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ , فَوَلَدَ حَبِيبٌ دَاوُدَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَقُتِلَ حَبِيبُ بْنُ خَوَّاتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عمرو بن خوات بن جبير بن النعمان , ولم تسم لنا أمه. قتل يوم الحرة , وليس له عقب

§عَمْرُو بْنُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

يحيى بن مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه سلمى بنت ثابت بن الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس من بلي قضاعة , فولد يحيى بن مجمع مجمعا لا بقية له , وقتل يحيى بن مجمع يوم الحرة

§يَحْيَى بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ إِيَاسٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ مُجَمِّعٍ مُجَمَّعًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَقُتِلَ يَحْيَى بْنُ مُجَمِّعٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ

وأخوه عبيد الله بن مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف وأمه سلمى بنت ثابت بن الدحداحة بن نعيم من بلي قضاعة , فولد عبيد الله بن مجمع عمران ودحداحة , ومريم وأمهم لبنى بنت عبد الله بن نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة من بني عمرو بن عوف. قتل عبيد

§وَأَخُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَمِّعٍ عِمْرَانَ وَدَحْدَاحَةَ , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمْ لُبْنَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَبْتَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. قُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَمِّعٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

يزيد بن ثابت بن وديعة بن خذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس , وأمه من بني أنيف من بلي قضاعة حلفاء بني عمرو بن عوف , فولد يزيد عبد الله , وإسماعيل , وقد روى الزهري عن يزيد بن ثابت بن وديعة

§يَزِيدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَوَلَدَ يَزِيدُ عَبْدَ اللَّهِ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ

محمد بن جبر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس قتل يوم الحرة , ولا عقب له , وقد شهد أبوه بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

§مُحَمَّدُ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَا عَقِبَ لَهُ , وَقَدْ شَهِدَ أَبُوهُ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عبد الملك بن جبر بن عتيك روى عن جابر بن عبد الله

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

أبو البداح بن عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان من بلي قضاعة حلفاء لبني عمرو بن عوف من الأوس قال محمد بن عمر: أبو البداح لقب غلب عليه , ويكنى أبا عمرو , وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك , وهو ابن أربع وثمانين سنة , وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو الْبَدَّاحِ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءَ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَبُو الْبَدَّاحِ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيْهِ , وَيُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه عباد بن عاصم بن عدي. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية

§وَأَخُوهُ عَبَّادُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار وأمه أم سعد وهي جميلة بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة من بني الحارث بن الخزرج , فولد خارجة بن زيد زيدا , وعمرا , وعبد الله

§خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ وَهِيَ جَمِيلَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ زَيْدًا , وَعَمْرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَمُحَمَّدًا , وَحَبِيبَةَ , وَحُمَيْدَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ حَزْمٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ , «أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ , §كَانَ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ , §أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَسَارِهِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ , قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ §أَثَرَ السُّجُودِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ §يَسْدِلُ رِدَاءَهُ الْأَحْيَانَ وَهُوَ مُتَجَرِّدٌ , فَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَيْهِ الْقَمِيصُ فَلَمْ أَرَهُ , وَكَانَ حَسَنَ الْجِسْمِ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ §يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ , وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ مِلْحَفَةً مُعَصْفَرَةً " قَالَ: وَرَأَيْتُ خَارِجَةَ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ. رَوَى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: §رَأَيْتُ -[263]- فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي بَنَيْتُ سَبْعِينَ دَرَجَةً , فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا تَهَوَّرْتُ , وَهَذِهِ السَّنَةُ لِي سَبْعُونَ سَنَةً قَدْ أَكْمَلْتُهَا , فَمَاتَ فِيهَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §مَاتَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ الْمِائَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ , وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ وَالِي عُمَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ , وَرَأَيْتُ عَلَى سَرِيرِهِ بُرْدًا مُتَرَّكًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ , §فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يُرَشُّ عَلَى قَبْرِهِ "

سعد بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار , وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج , فولد سعد بن زيد قيسا , وسعيدا وهو سعدان , وعبد الرحمن وأمهم أم ولد , وموسى , وبشرا , ومريم وأمهم أم ولد , وداود ,

§سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ قَيْسًا , وَسَعِيدًا وَهُوَ سَعْدَانُ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَمُوسَى , وَبِشْرًا , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَدَاوُدَ , وَحَبِيبَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسُلَيْمَانَ , وَسَعْدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ , وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ "

سليمان بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار , وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج , فولد سليمان سعيدا , وحميدا , ومحمدا , وعبد الله وأمهم أم حميد بنت عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس من بني عدي

§سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ سَعِيدًا , وَحُمَيْدًا , وَمُحَمَّدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ -[264]- أُمُّ حُمَيْدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ

يحيى بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار , وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج , فولد يحيى بن زيد زكريا وإبراهيم وأمهما بسامة بنت عمارة بن زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار. قتل يحيى

§يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ زَكَرِيَّا وَإِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمَا بَسَّامَةُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ

إسماعيل بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار , وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج , ويكنى أبا مصعب. فولد إسماعيل بن زيد مصعبا وأمه أمامة بنت جليحة بن عبادة بن عبد الله بن أبي ابن سلول من بلحبلى

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَيُكَنَّى أَبَا مُصْعَبٍ. فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدٍ مُصْعَبًا وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ جُلَيْحَةَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى , وَسَعْدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ بِلَالٍ مِنْ بَنِي هِلَالٍ , وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدٍ أَصْغَرَ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَلَمْ يَرْوِ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا , وَلَمْ يُدْرِكْهُ , وَقَدْ رَوَى عَنْ غَيْرِهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سليط بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان وأمه أم ولد , فولد سليط بن زيد يسارا وأمه زينب , وحبيبة , وخليدة وأمهما نائلة بنت عمرو بن حزم. قتل سليط بن زيد بن ثابت يوم الحرة

§سَلِيطُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ سَلِيطُ بْنُ زَيْدٍ يَسَارًا وَأُمُّهُ زَيْنَبُ , وَحَبِيبَةَ , وَخُلَيْدَةَ وَأُمُّهُمَا نَائِلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. قُتِلَ سَلِيطُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ

عبد الرحمن بن زيد بن ثابت بن الضحاك وأمه أم ولد , فولد عبد الرحمن سعيدا , وأم كلثوم , وأم أبان وأمهم عمرة بنت عبد العلاء بن عمرو بن الربيع بن الحارث من بني مالك بن النجار. قتل عبد الرحمن بن زيد يوم الحرة , وليس له عقب

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَعِيدًا , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ أَبَانَ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعَلَاءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

عبد الله بن زيد بن ثابت بن الضحاك وأمه أم ولد. قتل يوم الحرة , وليس له عقب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

زيد بن زيد بن ثابت بن الضحاك. قتل يوم الحرة. قتل من ولد زيد بن ثابت يوم الحرة سبعة لصلبه

§زَيْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ. قُتِلَ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ سَبْعَةٌ لِصُلْبِهِ

عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه سيرين القبطية أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهبها لحسان بن ثابت , فولدت له عبد الرحمن بن حسان فهو ابن خالة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ سِيرِينُ الْقِبْطِيَّةُ أُخْتُ مَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم. وَهَبَهَا لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ فَهُوَ ابْنُ خَالَةِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ شَاعِرًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْوَلِيدَ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَأُمَّ فِرَاسٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ شَيْبَةَ بِنْتُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ شَاعِرًا , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَحَسَّانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَالْفُرَيْعَةَ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ أَبَا سَعِيدٍ , وَكَانَ شَاعِرًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمارة بن عقبة بن كديم بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم ولد. قتل عمارة يوم الحرة , وليس له عقب

§عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ كُدَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قُتِلَ عُمَارَةُ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

محمد بن نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه الفريعة مبايعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس من بني مالك بن النجار , فولد محمد بن نبيط عثمان , وأبا أمامة , وعبد الله , وأم كلثوم وأمهم أم عبد الله بنت عمارة بن

§مُحَمَّدُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ الْفُرَيْعَةُ مُبَايِعَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ نُبَيْطٍ عُثْمَانَ , وَأَبَا أُمَامَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ -[267]- كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ نُبَيْطٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

عبد الملك بن نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس , فولد عبد الملك عمرا أبا أمامة , ومحمدا , ونبيطا وأمهم أم كلثوم بنت يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك من بني زريق. وقتل عبد

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَمْرًا أَبَا أُمَامَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَنُبَيْطًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ. وَقُتِلَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَ الْحَرَّةِ

الحجاج بن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمه أم الحجاج بنت قيس بن رافع بن أذينة من أسلم توفي , وليس له عقب

§الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ أُذَيْنَةَ مِنْ أَسْلَمَ تُوُفِّيَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وأمه أم عبد الله بنت عبد الله بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث من بني معاوية من بني عمرو بن عوف من الأوس. قال محمد بن عمر: يكنى أبا

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةَ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ مِنَ الْأَوْسِ -[268]-. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَبْدَ اللَّهِ , وَسَعِيدًا وَهُوَ رُبَيْحٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ مُحَارِبٍ مِنَ الْخُدْرَةِ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَلَيْسَ هُوَ بِثَبْتٍ , وَيَسْتَضْعِفُونَ رِوَايَتَهُ وَلَا يَحْتَجُّونَ بِهِ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

حمزة بن أبي سعيد الخدري وأمه أم عبد الله بنت عبد الله بن الحارث بن قيس بن هيشة من بني معاوية , فولد حمزة مسعودا وأمه خولة بنت الربيع , ومالكا , وأم يحيى وأمهما الفارعة بنت خالد بن سواد بن غزية بن وهيب بن خلف من بلي قضاعة حليف بني عدي بن النجار , وقد روى

§حَمْزَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ , فَوَلَدَ حَمْزَةُ مَسْعُودًا وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ , وَمَالِكًا , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ خَلَفٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ , وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ عَنْ أَبِيهِ

سعيد بن أبي سعيد الخدري وأمه أم عبد الله بنت عبد الله بن الحارث بن قيس بن هيشة من بني معاوية , فولد سعيد حمزة , وهند , وقد روي عنها وروت عن أبيها وأمها فعمة بنت بشير بن عتيك بن الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية من بني عمرو بن عوف

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ , فَوَلَدَ سَعِيدٌ حَمْزَةَ , وَهِنْدَ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهَا وَرَوَتْ عَنْ أَبِيهَا وَأُمُّهَا فَعْمَةُ بِنْتُ بَشِيرِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَالْوَلِيدَ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ

بشير بن أبي مسعود واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج , فولد بشير بن أبي مسعود أم ثعلبة , وأم سلمة وأمهما من بني سليم بن منصور من قيس عيلان , وقد روى عروة بن الزبير عن بشير بن أبي مسعود

§بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ وَاسْمُهُ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أُسَيْرَةَ بْنِ عَسِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ أُمَّ ثَعْلَبَةَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَقَدْ رَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ

محمد بن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر ابن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج وأمه أم عبد الله بنت عمرو بن جروة من بني الحارث بن الخزرج , فولد محمد النعمان , ورواحة , وعبد الكريم , وعبد الحميد لأمهات أولاد شتى

§مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ ابْنِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جَرْوَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدٌ النُّعْمَانَ , وَرَوَاحَةَ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ , وَعَبْدَ الْحَمِيدِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى

يزيد بن النعمان بن بشير بن سعد وأمه نائلة بنت بشير بن عمارة بن حسان بن جبار بن قرط من بني ماوية من كلب. . . وعبد العزيز , وصدقة , ونعيما وأمهم أم ولد , وعبد الواحد , وعبد الرزاق درج وأمهما أم ولد , وشبيبا وأمه أم ولد , وعبد الملك , وعبد الكريم وأمهما أم

§يَزِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ بَشِيرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ حَسَّانَ بْنِ جُبَارِ بْنِ قُرْطٍ مِنْ بَنِي مَاوِيَّةَ مِنْ كَلْبٍ. . . وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَصَدَقَةَ , وَنُعَيْمًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْوَاحِدِ , وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَشَبِيبًا وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِسْمَاعِيلَ دَرَجَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَجَابِرًا , وَسَعِيدًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَخُلَيْدَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَسُفْيَانَ دَرَجَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَأُبَيَّةَ لِأُمِّ وَلَدٍ

محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج وأمه سعدى بنت كليب بن يساف بن عنبة , فولد محمد بن عبد الله بن زيد بشير بن محمد توفي ولم يعقب. وقد روى محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ بَشِيرَ بْنَ مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ وَلَمْ يُعْقِبْ. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ

عبد الرحمن بن عبد الله بن خبيب بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وأمه عونة بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة من بني جدارة , فولد عبد الرحمن خبيب بن عبد الرحمن الذي روى عنه عبيد الله بن عمرو , وشعبة , ومالك بن أنس وغيرهم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ عَوْنَةُ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ خُبَيْبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , وَشُعْبَةُ , وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُمْ , وَقُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر ابن ثعلبة من بني الحارث بن الخزرج وأمه أنيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك , فولد خلاد بن السائب إبراهيم وأمه أم ولد , وجذيمة امرأة وأمها جميلة بنت تميم بن

§خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ ابْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكٍ , فَوَلَدَ خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَجَذِيمَةَ امْرَأَةً وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ تَمِيمِ بْنِ يَعَارٍ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ , وَأُمَّ سَعْدٍ , وَأُمَّ سَهْلٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ خَلَّادٌ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَقَدْ صَحِبَ أَبُوهُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ

العباس بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وأمه عائشة بنت خزيمة بن وحوح بن الأجثم من بني سليم بن منصور , فولد العباس بن سهل أبيا , وعبد السلام , وأم الحارث , وآمنة , وأم سلمة وأمهم جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد بن

§الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بْنِ وَحْوَحِ بْنِ الْأَجْثَمِ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , فَوَلَدَ الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ أُبَيًّا , وَعَبْدَ السَّلَامِ , وَأُمَّ الْحَارِثِ , وَآمِنَةَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهُمْ جَمَالُ بِنْتُ جَعْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ نَافِذٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , وَعَبْدَ الْمُهَيْمِنِ وَعَنْبَسَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وُلِدَ فِي عَهْدِ عُمَرَ وَقُتِلَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يَعْنِي عَنْ عُثْمَانَ , وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَخَرَجَ مَعَهُ , وَرَوَى عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا فِي زَمَنِ عُثْمَانَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَالنَّاسُ §يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الثِّيَابِ فِي السُّجُودِ مِنَ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

حمزة بن أبي أسيد واسمه مالك بن ربيعة بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وأمه سلامة بنت وألان بن سكن بن خديج من بني فزارة من قيس عيلان , ويكنى حمزة أبا مالك , فولد حمزة بن أبي أسيد يحيى

§حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِّيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَأْلَانَ بْنِ سَكَنِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَيُكَنَّى حَمْزَةُ أَبَا مَالِكٍ , فَوَلَدَ حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ يَحْيَى

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ -[272]- قَالَ: رَأَيْتُ حَمْزَةَ بْنَ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ §عَلَيْهِ ثَوْبٌ مَفْتُولُ الْهُدْبِ "

أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: §مَاتَ حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ "

المنذر بن أبي أسيد الساعدي واسمه مالك بن ربيعة بن البدي وأمه سلامة بنت وهب بن سلامة بن أمية بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة , فولد المنذر الزبير , وسويدا , والحوصاء وهي أم الحسن وأمهم ماوية بنت عبد الله من بني عذرة , وبشرا وخليدة وأمهما أم ولد ,

§الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِّيِّ وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ , فَوَلَدَ الْمُنْذِرُ الزُّبَيْرَ , وَسُوَيْدًا , وَالْحَوْصَاءَ وَهِيَ أُمُّ الْحَسَنِ وَأُمُّهُمْ مَاوِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ , وَبِشْرًا وَخُلَيْدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَخَالِدًا وَحَفْصَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الضَّمْرِيِّ مِنْ كِنَانَةَ , وَسَعِيدًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَائِشَةَ , وَسَوْدَةَ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ أَبِي حُمَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ

عبد الله بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج , وأمه عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة , فولد عبد الله بن كعب عبد الرحمن , ومعمرا , ومعقلا , ونعمان , وخارجة , وعمرة , وعائشة وأمهم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمَعْمَرًا , وَمَعْقِلًا , وَنُعْمَانَ , وَخَارِجَةَ , وَعَمْرَةَ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ خَالِدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ مِنْ بَنِي الْبَرْكِ بْنِ وَبَرَةَ حَلِيفِ بَنِي سَلِمَةَ , وَكَانَ كَعْبُ بْنُ -[273]- مَالِكٍ قَدْ عَمِيَ وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قَائِدَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِيهِ , وَقَدْ سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ مِنْ عُثْمَانَ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ

عبيد الله بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة , وأمه عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة , فولد عبيد الله بن كعب أم أبيها وأمها مليكة بنت عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة ,

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ , وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ أُمَّ أَبِيهَا وَأُمُّهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَخَالِدَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ حَلِيفِهِمْ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمَّ بِشْرٍ وَأُمُّهُمَا سَهْلَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَعَمِيرَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا فَضَالَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب وأمه عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة , فولد معبد كعبا وأم كلثوم وأمهما حفصة بنت النعمان بن جبير بن صخر بن أمية بن خنساء من بني عبيد , وقد روى معبد بن كعب عن أبي قتادة عبد الرحمن بن

§مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ مَعْبَدٌ كَعْبًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمَا حَفْصَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي عُبَيْدٍ , وَقَدْ رَوَى مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -[274]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَشِيرًا , وَكَعْبًا , وَمُحَمَّدًا , وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ حَلِيفِ بَنِي سَلِمَةَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ , وَكَانَ ثِقَةً وَهُوَ أَكْثَرُ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

عبد الله بن أبي قتادة بن ربعي بن بلذمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج , وأمه سلافة بنت البراء بن معرور بن صخر من بني سلمة , فولد عبد الله بن أبي قتادة قتادة , وبسرة , وأم البنين وأمهم أم كثير بنت عبد الرحمن بن أبي المنذر

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ سُلَافَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ قَتَادَةَ , وَبُسْرَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كَثِيرٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَيَحْيَى , وَظَبْيَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ يُكْنَى بِأَبِي يَحْيَى , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن أبي قتادة بن ربعي بن بلذمة وأمه سلافة بنت البراء بن معرور بن صخر من بني سلمة. قتل عبد الرحمن بن أبي قتادة يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ولم يعقب

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ وَأُمُّهُ سُلَافَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَلَمْ يُعْقِبْ

ثابت بن أبي قتادة بن ربعي بن بلذمة وأمه أم ولد , فولد ثابت عبد الرحمن , ومصعبا , وأبا قتادة , وكبشة , وعبدة , وأم البنين وأمهم أم ولد , وكان ثابت بن أبي قتادة يكنى أبا مصعب , وقد روى عن أبيه , وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك , وكان قليل الحديث

§ثَابِتُ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ ثَابِتٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمُصْعَبًا , وَأَبَا قَتَادَةَ , وَكَبْشَةَ , وَعَبْدَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا مُصْعَبٍ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يزيد بن أبي اليسر واسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد من بني سلمة من الخزرج , فولد يزيد سعدا وعبد الله وأمهما كبشة بنت ثابت بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن عبيد من بني مالك بن النجار , ويزيد بن يزيد , وأم سعيد وأمهما أم ولد , وأم أبان بنت يزيد وأمها

§يَزِيدُ بْنُ أَبِي الْيَسَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ يَزِيدُ سَعْدًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَيَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ أَبَانَ بِنْتَ يَزِيدَ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي سَلْمَى بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ , وَقُتِلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي الْيَسَرِ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة , وأمه سهيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر. فولد عبد الرحمن عقبة وأمه أم البنين بنت سلمة بن خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح , وأم خالد وأمها أم أيوب

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ , وَأُمُّهُ سُهَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنُ خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ , وَأُمَّ خَالِدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَابِي بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ. رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ , وَفِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ أَخِيهِ ضَعْفٌ , وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِهِمَا

وأخوه محمد بن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وأمه أم الحارث بنت محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد من بني حارثة , فولد محمد كليبا وأمه أم سلمة بنت الربيع بن الطفيل بن مالك بن خنساء بن عبيد من بني سلمة , وقد روى محمد عن أبيه

§وَأَخُوهُ -[276]- مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدٌ كُلَيْبًا وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِيهِ

عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق من الخزرج , وأمه أم ولد , فولد عبيد بن رفاعة زيدا , وسعيدا , ورفاعة وأمهم هند بنت رافع بن خلدة بن بشر بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن زريق , وإسماعيل , وأم موسى , وحميدة , وبريهة , وأم البنين

§عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ زَيْدًا , وَسَعِيدًا , وَرِفَاعَةَ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ بِشْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَأُمَّ مُوسَى , وَحُمَيْدَةَ , وَبُرَيْهَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ الْكُبْرَى , وَزَيْدَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ سُمَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِسْحَاقَ وَأُمُّهُ أُمُّ صَفْوَانَ بِنْتُ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رِيَاحٍ , وَأَمَةَ اللَّهِ , وَنُسَيْبَةَ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ الصُّغْرَى , وَعُبَيْدَ بْنَ عُبَيْدٍ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى

معاذ بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وأمه أم عبد الله وهي سلمى بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار , فولد معاذ بن رفاعة الحارث , وسعدا , ومحمدا , وموسى , وأمية وأمهم عمرة بنت النعمان

§مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ -[277]- بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , فَوَلَدَ مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الْحَارِثَ , وَسَعْدًا , وَمُحَمَّدًا , وَمُوسَى , وَأُمَيَّةَ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَجْلَانِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ

النعمان بن أبي عياش واسمه عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق , وأمه أم ولد , فولد النعمان طلحة وأمه أم عبادة بنت قيس بن عبيد بن الحرير بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار , ومحمدا ويحيى وأمهما حبيبة بنت

§النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ النُّعْمَانُ طَلْحَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُبَادَةَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَرِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , وَمُحَمَّدًا وَيَحْيَى وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ فَهْمِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَلِلنُّعْمَانِ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ

معاوية بن أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد وأمه أم ولد , فولد معاوية بن أبي عياش محمدا , ورملة , وجعدة , وأم إسحاق وأمهم أم ولد , وقد انقرض. ولد معاوية بن أبي عياش فلم يبق منهم أحد

§مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ مُحَمَّدًا , وَرَمْلَةَ , وَجَعْدَةَ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدِ انْقَرَضَ. وَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

سليمان بن أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت وأمه أم ولد , فولد سليمان عيسى , وحسنا , وأم الوليد , وزيدا وأمهم أم كلثوم بنت محمد بن هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة من بني غضب بن جشم بن الخزرج , وقتل سليمان بن أبي عياش يوم الحرة , وقد انقرض عقبه فلم يبق

§سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ عِيسَى , وَحَسَنًا , وَأُمَّ الْوَلِيدِ , وَزَيْدًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْمُعَلَّى -[278]- بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَقُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

بشير بن أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت وأمه أم ولد , فولد بشير يحيى وزكريا , وأم إياس , وأم القاسم , وحكمة وأمهم من كلب قضاعة , وأم الحارث وأمها من بني سلمة , وقتل بشير بن أبي عياش يوم الحرة وانقرض عقبه فلم يبق منهم أحد

§بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ بَشِيرٌ يَحْيَى وَزَكَرِيَّا , وَأُمَّ إِيَاسٍ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَحِكْمَةً وَأُمُّهُمْ مِنْ كَلْبِ قُضَاعَةَ , وَأُمَّ الْحَارِثِ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَقُتِلَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَانْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

فروة بن أبي عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم خالد بنت عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج , فولد فروة عثمان قتل يوم الحرة مع أبيه , وسلمة , وداود , وأم جميل وأمهم أم كلثوم بنت قيس بن ثابت بن خلدة بن مخلد بن

§فَرْوَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذْفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ فَرْوَةُ عُثْمَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ مَعَ أَبِيهِ , وَسَلَمَةَ , وَدَاوُدَ , وَأُمَّ جَمِيلٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ شُرَيْحٍ مِنْ كِنْدَةَ , وَقُتِلَ فَرْوَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَكَانَ أَبُوهُ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ

عقبة بن أبي عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم ولد , فولد عقبة سعدا , وإسماعيل , وعبد الله , وعائشة وأمهم جميلة بنت أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق , وقتل عقبة بن أبي عبادة يوم الحرة

§عُقْبَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُقْبَةُ سَعْدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَقُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ

مسعود بن عبادة بن أبي عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم ولد , وقتل مسعود بن عبادة يوم الحرة

§مَسْعُودُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَقُتِلَ مَسْعُودُ بْنُ عُبَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ

ثابت بن قيس بن سعد بن قيس بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه كبشة بنت يزيد بن زيد بن النعمان بن خلدة بن عامر بن زريق , فولد ثابت عبد الرحمن , ومحمدا , وأم سعيد , وحفصة , وعائشة , وأم حسن , وأم مسعود وأمهم كبشة بنت أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد

§ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , فَوَلَدَ ثَابِتٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَحَفْصَةَ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ حَسَنٍ , وَأُمَّ مَسْعُودٍ وَأُمُّهُمْ كَبْشَةُ بِنْتُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدٍ الزُّرَقِيِّ

عمر بن خلدة الزرقي سمع من أبي هريرة وولي قضاء المدينة في خلافة عبد الملك بن مروان

§عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الزُّرَقِيُّ سَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ خَلْدَةَ §يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ وَكَانَ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ رُفِعَ إِلَيْهِ: §اذْهَبْ يَا خَبِيثُ؛ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ , فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ , وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا صَارِمًا وَرِعًا عَفِيفًا وَلَمْ يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا , فَلَمَّا عُزِلَ قِيلَ لَهُ -[280]-: يَا أَبَا حَفْصٍ , كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ لَنَا إِخْوَانٌ فَقَطَعْنَاهُمْ , وَكَانَتْ لَنَا أُرَيْضَةٌ نَعِيشُ مِنْهَا فَبِعْنَاهَا وَأَنْفَقْنَا ثَمَنَهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَقَدْ كَانَ الرَّجُلَانِ يَتَقَاوَلَانِ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ , فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَأَنْتَ أَفْلَسَ مِنَ الْقَاضِي , فَصَارَ الْقُضَاةُ الْيَوْمَ ولَاةً وَجَبَابِرَةً وَمُلُوكًا أَصْحَابَ غَلَّاتٍ وَضِيَاعٍ وَتِجَارَاتٍ وَأَمْوَالِ

عمر بن ثابت الخزرجي. روى عنه الزهري

§عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزْرَجِيُّ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

إسحاق بن كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي , وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وهو من بلي قضاعة حليف لبني قوقل من بني عوف بن الخزرج , وقتل إسحاق بن كعب يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي قَوْقَلٍ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَقُتِلَ إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

وأخوه محمد بن كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

أبو عفير واسمه محمد بن سهل بن أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأوس , وأمه تحيا بنت البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث , فولد محمد بن سهل عفيرا , وجعفرا , والبراء , ودبية

§أَبُو عُفَيْرٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ تُحْيَا بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ عُفَيْرًا , وَجَعْفَرًا , وَالْبَرَاءَ , وَدُبَيَّةَ امْرَأَةً , وَأَمِيرَةَ وَهِيَ طَلَّةُ , وَبُدَيَّةَ وَأُمُّهُمْ عَفْرَاءُ بِنْتُ دِحْيَةَ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , وَعِيسَى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَقَدْ رَوَى أَبُو عُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ

عمر بن الحكم بن أبي الحكم وهو من بني عمرو بن عامر من ولد الفطيون وهم حلفاء للأوس من الأنصار , ودعوتهم في الديوان في بني أمية بن زيد , وبنو أمية بن زيد آخر دعوى الأوس , ويكنى عمر أبا حفص , وكان ثقة وله أحاديث صالحة , وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام

§عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ وَلَدِ الْفِطْيَوْنِ وَهُمْ حُلَفَاءُ لِلْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ , وَدَعْوَتُهُمْ فِي الدِّيوَانِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ , وَبَنُو أُمَيَّةَ بْنُ زَيْدٍ آخِرُ دَعْوَى الْأَوْسِ , وَيُكَنَّى عُمَرُ أَبَا حَفْصٍ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً

ومن هذه الطبقة من الموالي

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِنَ الْمَوَالِي

بسر بن سعيد مولى الحضرميين , وقال يزيد بن هارون في حديث له عن محمد بن إسحاق عن سالم أبي النضر , عن بسر بن سعيد مولى ابن الحضرمي , وكان بسر ينزل دار الحضرميين ببني حديلة , وكان بها منهم جماعة , وقد روى بسر عن سعد بن أبي وقاص , وعبد الله بن أنيس , وزيد بن

§بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّينَ , وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثٍ لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ , عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدِ مَوْلَى ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ , وَكَانَ بُسْرٌ يَنْزِلُ دَارَ الْحَضْرَمِيِّينَ بِبَنِي حُدَيْلَةَ , وَكَانَ بِهَا مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ ,

وَقَدْ رَوَى بُسْرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حِجْرِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ , وَكَانَ بُسْرٌ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُنْقَطِعِينَ وَأَهْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَرِعًا , وَكَانَ قَدْ أَتَى الْبَصْرَةَ فِي حَاجَةٍ لَهُ , ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَرَافَقَهُ الْفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ , فَلَمْ يَشْعُرْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَّا وَقَدْ طَلَعَا عَلَيْهِمْ فِي مَحْمَلٍ فَعَجِبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِذَلِكَ , وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَفِيقًا خَيْرًا مِنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ , وَكَانَ بُسْرٌ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَفِيقًا خَيْرًا مِنَ الْفَرَزْدَقِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ مِائَةٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: مَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ §وَلَمْ يَدَعْ كَفَنًا , وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَتَرَكَ ثَمَانِينَ مُدْيَ ذَهَبٍ , فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَوْتُهُمَا , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَئِنْ كَانَ مُدْخَلُهُمَا وَاحِدًا لَأَنْ أَعِيشَ بِعَيْشِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَحَبُّ إِلَيَّ , فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , هَذَا الذَّبْحُ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ , فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَدَعُ أَنْ نَذْكُرَ أَهْلَ الْفَضْلِ بِفَضْلِهِمْ "

عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي عليه السلام. روى عن علي بن أبي طالب , وكتب له وكان ثقة كثير الحديث

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَتَبَ لَهُ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى لآل الأخنس بن شريق الثقفي , وقد كان بعضهم انتمى إلى اليمن , وكان محمد بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الله. روى عن زيد بن ثابت , وأبي هريرة , وأبي سعيد الخدري , وابن عباس , وابن عمر , ومحمد بن إياس بن أبي البكير , وعن أمه عن

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلًى لِآلِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ , وَقَدْ كَانَ بَعْضُهُمُ انْتَمَى إِلَى الْيَمَنِ , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنِ عُمَرَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ , وَعَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان , روى عن عثمان , وتحول إلى البصرة , فنزلها وادعى ولده أنهم من النمر بن قاسط بن ربيعة , وكان كثير الحديث , ولم أرهم يحتجون بحديثه

§حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا وَادَّعَى وَلَدُهُ أَنَّهُمْ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ رَبِيعَةَ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَلَمْ أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج , ويكنى أبا داود مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. روى عن عبد الله ابن بحينة , وأبي هريرة , وعبد الرحمن بن عبد القاري

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزُ الْأَعْرَجُ , وَيُكَنَّى أَبَا دَاوُدَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: §رَأَيْتُ مَنْ يَقْرَأُ عَلَى الْأَعْرَجِ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَيَقُولُ: هَذَا حَدِيثُكَ يَا أَبَا دَاوُدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْكَ. قَالَ: نَعَمْ: قُلْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَا: خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ إِلَى -[284]- الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ , §فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ "

يزيد بن هرمز مولى لآل أبي ذباب من دوس , ويكنى أبا عبد الله , وكان على الموالي يوم الحرة , ومات بعد ذلك , وكان ابنه عبد الله بن يزيد بن هرمز من فقهاء أهل المدينة المعدودين , وكان يزيد ثقة قليل الحديث

§يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ مَوْلًى لِآلِ أَبِي ذُبَابٍ مِنْ دَوْسٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ عَلَى الْمَوَالِي يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ , وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْمَعْدُودِينَ , وَكَانَ يَزِيدُ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سعيد بن يسار أبو الحباب مولى الحسن بن علي بن أبي طالب. روى عن أبي هريرة , وابن عمر. مات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة , ويقال: إن سعيدا مولى شمسة , وإن شمسة كانت امرأة بالمدينة نصرانية أسلمت على يدي الحسن بن علي , وكان سعيد ثقة كثير الحديث

§سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ أَبُو الْحُبَابِ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَيُقَالُ: إِنَّ سَعِيدًا مَوْلَى شَمْسَةَ , وَإِنَّ شَمْسَةَ كَانَتِ امْرَأَةً بِالْمَدِينَةِ نَصْرَانِيَّةً أَسْلَمَتْ عَلَى يَدَيِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَكَانَ سَعِيدٌ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

سلمان أبو عبد الله الأغر مولى لجهينة , وكان قاصا. روى عن أبي سعيد الخدري , وأبي هريرة قال محمد بن عمر: وسمعت ولده يقولون: لقي عمر بن الخطاب , ولا أثبت ذلك عن أحد غيرهم , وكان ثقة قليل الحديث

§سَلْمَانُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ مَوْلَى لِجُهَيْنَةَ , وَكَانَ قَاصًّا. رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ وَلَدَهُ يَقُولُونَ: لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَلَا أُثْبِتُ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ غَيْرِهِمْ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو عبد الله القراظ , وكان قديما سمع من سعد بن أبي وقاص , وأبي هريرة , وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ , وَكَانَ قَدْيمًا سَمِعَ مِنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عبيد الله بن أبي ثور مولى بني نوفل بن عبد مناف

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ

سعيد ابن مرجانة , ويكنى أبا عثمان , وكان له فضل في نفسه ورواية , وكان منقطعا إلى علي بن حسين بن علي بن أبي طالب , وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو ابن سبع وسبعين سنة , وكان ثقة , وله أحاديث

§سَعِيدُ ابْنُ مَرْجَانَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ , وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ وَرِوَايَةٌ , وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ

عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب , ويكنى أبا عبد الله وهو عم أبي فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين , ويقال: إنه من سبي عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى المدينة في خلافة أبي بكر الصديق , وروى عبيد بن حنين عن زيد بن ثابت , وأبي هريرة ,

§عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَمُّ أَبِي فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ بْنِ حُنَيْنٍ , وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ بَعَثَ بِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَرَوَى عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْن قَالَ -[286]-: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مَقْتَلَ عُثْمَانَ: §اقْرَأْ عَلَيَّ الْأَعْرَافَ , فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُهَا. اقْرَأْهَا أَنْتَ عَلَيَّ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ , فَمَا أَخَذَ عَلَيَّ أَلِفًا وَلَا وَاوًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً "

عبد الله بن حنين مولى العباس بن عبد المطلب بن هاشم وله بقية وعقب بالمدينة , وكان ابنه إبراهيم بن عبد الله بن حنين من رواة العلم , وحمل عنه الزهري وغيره , وهم يقولون: نحن موالي العباس بن عبد المطلب ينتمون إلى ذلك إلى اليوم , ويقال: كان حنين مولى مثقب ,

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ مِنْ رُوَاةِ الْعِلْمِ , وَحَمَلَ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُ , وَهُمْ يَقُولُونَ: نَحْنُ مَوَالِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَنْتَمُونَ إِلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ , وَيُقَالُ: كَانَ حُنَيْنٌ مَوْلَى مِثْقَبٍ , وَمِثْقَبٌ مَوْلَى مِسْحَلٍ , وَمِسْحَلٌ مَوْلَى شَمَّاسٍ , وَشَمَّاسٌ مَوْلَى عَبَّاسٍ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ لَيَالِيَ اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ مَوْتُهُ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ "

عمير مولى أم الفضل بنت الحارث الهلالية أم بني العباس بن عبد المطلب بن هاشم , ويكنى عمير أبا عبد الله , وروى عن أم الفضل وابن عباس. روى عن ابن عباس في صلاة الخوف , وفي بعض الرواية عمير مولى ابن عباس , وإنما هو مولى أمه , ومات عمير بالمدينة سنة أربع ومائة

§عُمَيْرٌ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَيُكَنَّى عُمَيْرٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَرَوَى عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ , وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ عُمَيْرٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , وَإِنَّمَا هُوَ مَوْلَى أُمِّهِ , وَمَاتَ عُمَيْرٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ

وابنه عبد الله بن عمير. يقول بعض الناس في روايتهم: مولى ابن عباس وهو مولى أم الفضل

§وَابْنُهُ -[287]- عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ. يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ فِي رِوَايَتِهِمْ: مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ

عكرمة مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم , ويكنى أبا عبد الله

§عِكْرِمَةُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي أَهْلِ صَنْعَاءَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ عَبْدٌ فَاشْتَرَاهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عِكْرِمَةَ , فَأَتَى عَلِيًّا , فَقَالَ: بِعْتَنِي بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا خِيَرٌ لَكَ؛ بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ فَرَاحَ عَلِيٌّ إِلَى خَالِدٍ فَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ §فَأَعْتَقَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُسَمِّي عَبِيدَهُ أَسْمَاءَ الْعَرَبِ: عِكْرِمَةُ , وَسُمَيْعٌ , وَكُرَيْبٌ , وَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: تَزَوَّجُوا؛ فَإِنَّ §الْعَبْدَ إِذَا زَنَى نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ نُورَ الْإِيمَانِ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَيْهِ بَعْدُ أَمْ أَمْسَكَهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَجْعَلُ فِي رِجْلَيَّ الْكَبْلَ §يُعَلِّمُنِي الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُنِي السُّنَّةَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ دَاوُدَ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْآيَةَ: {§لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} [الأعراف: 164] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ -[288]- أَنَجَا الْقَوْمُ أَمْ هَلَكُوا , فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا. قَالَ فَكَسَانِي حُلَّةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ §مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: §قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ ذَاهِبُونَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ: هَذَا يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِكَ , فَجَعَلْتُ أَرْجُنُ بِهِ وَيَفْتَحُ عَلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: §إِنِّي لَأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ , وَجَعَلَ يَقُولُ: هَذَا عِكْرِمَةُ هَذَا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ §هَذَا الْبَحْرُ فَسَلُوهُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَفَّ عَنْهُمْ عِكْرِمَةُ مِنْ حَدِيثِهِ §لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: §إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونَ عَنْ عِكْرِمَةَ بِأَحَادِيثَ لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ مَا حَدَّثَ بِهَا. قَالَ: فَجَاءَ عِكْرِمَةُ فَحَدَّثَهُ بِتِلْكَ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا. قَالَ: وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ , فَمَا تَكَلَّمَ سَعِيدٌ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ عِكْرِمَةُ , فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ , وَقَالَ أَصَابَ الْحَدِيثَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: §أَرَأَيْتَ هَؤُلَاءَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونِي مِنْ خَلْفِي , أَفَلَا يُكَذِّبُونِي فِي وَجْهِي , فَإِذَا كَذَّبُونِي فِي وَجْهِي , فَقَدْ وَاللَّهِ كَذَّبُونِي "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَيُّوبَ: يَا أَبَا بَكْرٍ , عِكْرِمَةُ كَانَ يُتَّهَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ , ثُمَّ قَالَ: §أَمَّا أَنَا فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: مَرَّ عِكْرِمَةُ بِعَطَاءٍ وَسَعِيدٍ. قَالَ: فَحَدَّثَهُمَا , §فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ لَهُمَا: تُنْكِرَانِ مِمَّا حَدَّثَ شَيْئًا؟ قَالَا: لَا "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ إِلَى أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ. قَالَ: فَإِنِّي لَفِي سُوقِ الْبَصْرَةِ فَإِذَا بِهِ عَلَى حِمَارٍ , قَالَ: فَقِيلَ لِي هَذَا عِكْرِمَةُ. قَالَ: §وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ , فَمَا قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ عَنْهُ؛ ذَهَبَتِ الْمَسَائِلُ مِنِّي , فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْجُنْدَ حَمَلَهُ طَاوُسٌ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ , فَقِيلَ لَهُ: أَعْطَيْتَهُ جَمَلًا وَإِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهُ الْيَسِيرُ , فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِهَذَا الْجَمَلِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ عَلَى طَاوُسٍ فَحَمَلَهُ عَلَى نَجِيبٍ ثَمَنَ سِتِّينَ دِينَارًا , وَقَالَ: §أَلَا نَشْتَرِي عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِسِتِّينَ دِينَارًا "

قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ , §فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى أُصْعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ "

قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , قَالَ أَيُّوبُ: أَوَّلَ مَا جَالَسْنَا عِكْرِمَةَ , فَإِذَا أَجَابَ فِي شَيْءٍ قَالَ: §يُحْسِنُ حَسَنَكُمْ مِثْلَ هَذَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنِ -[290]- عَبَّاسٍ هَذَا اتَّقَى اللَّهَ وَكَفَّ مِنْ حَدِيثِهِ §لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ §نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةٍ , فَقَالَ سَعِيدٌ: يُوَفَّى بِهِ , وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يُوَفَّى بِهِ. قَالَ: فَذَهَبَ رَجُلٌ إِلَى سَعِيدٍ , فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: لَا يَنْتَهِي عَبْدُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبَلٌ وَيُطَافُ بِهِ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى عِكْرِمَةَ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: أَنْتَ رَجُلُ سُوءٍ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: فَكَمَا بَلَّغْتَنِي فَبَلِّغْهُ. قُلْ لَهُ هَذَا النَّذْرَ لِلَّهِ أَمْ لِلشَّيْطَانِ , فَوَاللَّهِ إِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِلَّهِ لَيُكَذَّبَنَّ وَلَئِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِلشَّيْطَانِ لَيُكَفَّرَنَّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى سَعِيدٍ وَعِكْرِمَةَ وَطَاوُسٍ وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَعَطَاءٍ فِي نَفَرٍ. قَالَ: فَكَانَ عِكْرِمَةُ صَاحِبُ الْحَدِيثِ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: §وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ , فَإِذَا فَرَغَ فَمَنْ قَائِلٌ بِيَدِهِ هَكَذَا , وَعَقَدَ ثَلَاثِينَ , وَمَنْ قَائِلٌ بِرَأْسِهِ هَكَذَا يُمَيِّلُ رَأْسَهُ. قَالَ: فَمَا خَالَفَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحُوتَ , فَقَالَ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ الْمَاءِ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَا يَحْمِلَانِهِ فِي مِكْتَلٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: أَلَا تَرَى إِلَى مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ؟ قَالَ: صَدَقَ وَاللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. لَقَدْ §حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ نَبِيذَ الْجَرِّ "

قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ خُرَاسَانَ قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: سَلُوهُ مَا جَلَاجِلُ الْحَاجِّ؟ قَالَ: فَسُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ: §وَأَنَّى هَذَا بِهَذِهِ الْأَرْضِ جَلَاجِلُ الْحَاجِّ الْإِفَاضَةُ. قَالَ: فَقِيلَ لِأَبِي مِجْلَزٍ , فَقَالَ: صَدَقَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطِّيبِ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ جَائِيًا مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ تَحْتَهُ جُوَالِقَانِ أَوْ خُرْجَانِ فِيهِمَا حَرِيرٌ أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامَلُ سَمَرْقَنْدَ وَمَعَهُ غُلَامٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بِسَمَرْقَنْدَ , وَقِيلَ لَهُ: §مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هَذِهِ الْبِلَادِ؟ قَالَ: الْحَاجَةُ "

قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ وَعِمَامَتُهُ مُتَخَرِّقَةٌ , فَقُلْتُ: §أَلَا أُعْطِيكَ عِمَامَتِي؟ فَقَالَ: إِنَّا لَا نَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْأُمَرَاءِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ إِلَى عِكْرِمَةَ , فَرَأَيْنَا عَلَيْهِ عِمَامَةً مُشَقَّقَةً فَقَالَ لَهُ: صَاحِبِي مَا هَذِهِ الْعِمَامَةُ؟ إِنَّ عِنْدَنَا عَمَائِمَ , فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنَ الْأُمَرَاءِ. قُلْتُ: §بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ , فَسَكَتَ. قُلْتُ: إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ يَا ابْنَ آدَمَ , عَمَلُكَ أَحَقُّ بِكَ. قَالَ: صَدَقَ الْحَسَنُ "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ §كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ أُنْبِئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ أَبُو مُضَرَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِكْرِمَةَ , فَقَالَ: §مَا لَكُمْ أَفْلَسْتُمْ؟

وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَسْأَلُهُ §مَا لَكَ أَجْبَلْتَ؟ " قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ قَالَ: كَانَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ فَسَكَتَ خَالِدٌ , فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَا لَكَ أَجْبَلْتَ يَعْنِي أَكْدَيْتَ أَيْ نَفِدَ مَا عِنْدَكَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ -[292]- قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ §يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ يَدِ عِكْرِمَةَ §خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ رَأَيْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ §بُرْدًا ذُنَيْبِيًّا "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَؤُمُّنَا فِي جُبَّةٍ بَيْضَاءَ وَاحِدَةٍ §لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا إِزَارٌ وَلَا رِدَاءٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ عَارِمٌ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ أَجْرَبَ مَبْسُورًا , وَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ , ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ بِهِ جَرَبًا وَأَنَّ بِهِ بَاسُورًا "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْأَعْوَرُ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ قَالَ: قِيلَ لِعِكْرِمَةَ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ. قَالَ: قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِمَ تَقُولُ كَذَا؟ قَالَ: اللَّهُ قَالَهُ: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ عِكْرِمَةَ أَنَّ عِكْرِمَةَ §تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ الشَّاعِرُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ , فَرَأَيْتُهُمَا جَمِيعًا صُلِّيَ عَلَيْهِمَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ بَعْدَ الظُّهْرِ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ , فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ الْيَوْمَ §أَفْقَهُ النَّاسِ وَأَشْعَرُ النَّاسِ " قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ خَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ: وَعَجِبَ النَّاسُ مِنَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي الْمَوْتِ وَاخْتِلَافِ رَأْيِهِمَا , عِكْرِمَةُ يُظَنُّ أَنَّهُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ يُكَفِّرُ بِالنَّظْرَةِ , وَكُثَيِّرٌ شِيعِيٌّ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ , وَقَدْ رَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , -[293]- وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَعَائِشَةَ قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: مَاتَ عِكْرِمَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ

أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ فَطَلَبَهُ بَعْضُ وُلَاةِ الْمَدِينَةِ , فَتَغَيَّبَ عِنْدَ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهُ قَالُوا: وَكَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ , §بَحْرًا مِنَ الْبُحُورِ , وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ , وَيَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيهِ "

كريب بن أبي مسلم , ويكنى أبا رشدين مولى عبد الله بن العباس بن عبد المطلب

§كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ , وَيُكَنَّى أَبَا رِشْدِينَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: وَضَعَ عِنْدَنَا كُرَيْبٌ حِمْلَ بَعِيرٍ أَوْ عِدْلَ بَعِيرٍ مِنْ كُتُبِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَ كَتَبَ إِلَيْهِ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِصَحِيفَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: §فَيَنْسُخُهَا , فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ بِإِحْدَاهِمَا "

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ §رَأَى لِكُرَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً طُوَالًا أَزْرَارُهَا بِالدِّيبَاجِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: §مَاتَ كُرَيْبٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ "

أبو معبد واسمه ناقد مولى عبد الله بن العباس

§أَبُو مَعْبَدٍ وَاسْمُهُ نَاقِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ

أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْبَدٍ §أَصْدَقَ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو مَعْبَدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ "

شعبة مولى عبد الله بن عباس , ويكنى أبا عبد الله. روى عنه ابن أبي ذئب وعدة من أهل المدينة وغيرهم , ولم يرو عنه مالك بن أنس قال يحيى بن سعيد القطان: فقلت لمالك بن أنس: ما تقول في شعبة مولى ابن عباس؟ فقال: لم يكن يشبه القراء , وله أحاديث كثيرة , ولا

§شُعْبَةُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَعِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ , وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: فَقُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: مَا تَقُولُ فِي شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ , وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ , وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي وَسَطٍ مِنْ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

دفيف مولى عبد الله بن عباس. مات سنة تسع ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. روى عنه حميد الأعرج وغيره , وكان قليل الحديث

§دُفَيْفٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. رَوَى عَنْهُ حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ وَغَيْرُهُ , وَكَانَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

أبو عبيد الله مولى عبد الله بن العباس

§أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ

قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الطَّحَّانِ , عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ نَهَى أَنْ §يُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ "

أبو عبيد مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب

§أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب , وإنما قيل له: مولى ابن عباس؛ للزومه إياه , وانقطاعه إليه , وروايته عنه , وولائه لبني هاشم , وكان مقسم يكنى أبا القاسم , وقد روى عن أم سلمة سماعا

§مِقْسَمٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ: مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؛ لِلُزُومِهِ إِيَّاهُ , وَانْقِطَاعِهِ إِلَيْهِ , وَرِوَايَتِهِ عَنْهُ , وَوَلَائِهِ لِبَنِي هَاشِمٍ , وَكَانَ مِقْسَمٌ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ سَمَاعًا

ذكوان أبو عمرو مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

§ذَكْوَانُ أَبُو عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ذَكْوَانَ غُلَامَ عَائِشَةَ كَانَ يَؤُمُّ قُرَيْشًا وَخَلْفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ؛ لِأَنَّهُ كَانَ §أَقْرَأَهُمْ لِلْقُرْآنِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ -[296]- بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ مُجَاوِرَةً بَيْنَ حِرَاءَ وَثَبِيرٍ , فَكَانَ يَأْتِيهَا رِجَالَاتُ قُرَيْشٍ , §فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَمَّنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , فَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَمَّنَا فَتَاهَا ذَكْوَانُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدْ دَبَّرَتْهُ , وَقَالَتْ: إِذَا وَارَيْتَنِي فَأَنْتَ حُرٌّ. وَلَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ , وَمَاتَ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَحْسَبُهُ قُتِلَ بِالْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ "

أبو يونس مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن عائشة , وروى عنه القعقاع بن حكيم وغيره

§أَبُو يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. رَوَى عَنْ عَائِشَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ وَغَيْرُهُ

أبو لبابة صاحب عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم , واسمه مروان

§أَبُو لُبَابَةَ صَاحِبُ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَاسْمُهُ مَرْوَانُ

نبهان مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. كانت قد كاتبته , فأدى , فعتق. روى عنه الزهري حديثين , وكان نبهان يكنى أبا يحيى

§نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. كَانَتْ قَدْ كَاتَبَتْهُ , فَأَدَّى , فَعُتِقَ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ حَدِيثَيْنِ , وَكَانَ نَبْهَانُ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى

ثابت مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

§ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ قَالَ: هَلَكَ §ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ "

نصاح بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كتابة

§نِصَاحُ بْنُ سَرْجِسَ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَةً

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَاتَبَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى نُجُومٍ وَفَّيْتُهَا §فَكَلَّمْتُهَا أَنْ تَحُطَّ عَنِّي وَتُقَاطِعَنِي عَلَى ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ , فَفَعَلَتْ , وَعَجَّلْتُ لَهَا ذَلِكَ , وَوَضَعَتْ عَنِّي " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ نِصَاحٍ إِلَّا ابْنُهُ شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ , وَكَانَ شَيْبَةُ إِمَامَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ هُوَ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ

عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي عليه السلام عتاقة. سمع من أم سلمة , وبقي حتى سمع منه عبد الله بن أبي يحيى , وموسى بن عبيدة , وقدامة بن موسى , وجارية بن أبي عمران , وكان ثقة كثير الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَتَاقَةً. سَمِعَ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ , وَبَقِيَ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى , وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى , وَجَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

ناعم بن أجيل مولى أم سلمة زوج النبي عليه السلام. روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص , وكان قليل الحديث

§نَاعِمُ بْنُ أُجَيْلٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قيس مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا قدامة. روى عن أم سلمة " أنها احتجمت وهي صائمة "

§قَيْسٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيُكَنَّى أَبَا قُدَامَةَ. رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّهَا احْتَجَمَتْ وَهِيَ صَائِمَةٌ»

أبو ميمونة مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم , ويكنى أبا قدامة. روى عن أم سلمة , وروى عنه سالم بن يسار مولى الدوسيين , وكان قارئ أهل المدينة في زمانه وهو الذي قرأ عليه نافع بن أبي نعيم

§أَبُو مَيْمُونَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَيُكَنَّى أَبَا قُدَامَةَ. رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , وَرَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى الدَّوْسَيِّينَ , وَكَانَ قَارِئَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي زَمَانِهِ وَهُوَ الَّذِي قَرَأَ عَلَيْهِ نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ

كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري

§كَثِيرُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ

قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: §بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ , وَقَدْ كَانَ أُصِيبَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ , وَإِنِّي نَائِمٌ , وَإِنَّمَا هِيَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا. قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَهُ بِكُنْيَتِهِ , وَكَانَ فِي الْبَيْتِ الْهُذَيْلُ ابْنُ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , وَكَانَتْ كُنْيَتُهُمَا وَاحِدَةً , فَخَشِيتُ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الْهُذَيْلُ فَنَادَيْتُهُ بِاسْمِهِ , فَأَجَابَنِي. قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: خَيْرًا. قُلْتُ: شُهَدَاءُ أَنْتُمْ؟ قَالَ -[299]-: لَا؛ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا الْتَقَوْا , فَقُتِلَتْ بَيْنَهُمْ قَتْلَى فَلَيْسُوا بِشُهَدَاءَ , وَلَكِنَّا نُدَبَاءُ. قَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَرْفِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا , وَلَمْ أَحْفَظْهُ عَنْ هِشَامٍ "

وأخوه عبد الرحمن بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري وهو رضيع لخارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري , وسمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب

§وَأَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَهُوَ رَضِيعٌ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

وأخوهما محمد بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري , وقد روي عنه أيضا

§وَأَخُوهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

عمرو بن رافع روى عن حفصة أنه كتب لها مصحفا. كان رافع مولى عمر بن الخطاب وهو الذي قيل فيه: واخدم الأقوام حتى تخدم تكن شريك رافع وأسلم وله بقية وعقب , وقد انتموا إلى لخم من ولده: عاصم المبرسم الشاعر

§عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ رَوَى عَنْ حَفْصَةَ أَنَّهُ كَتَبَ لَهَا مُصْحَفًا. كَانَ رَافِعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ الَّذِي قِيلَ فِيهِ: [البحر الرجز] وَاخْدُمِ الْأَقْوَامَ حَتَّى تُخْدَمْ ... تَكُنْ شَرِيكَ رَافِعٍ وَأَسْلَمْ وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ , وَقَدِ انْتَمُوا إِلَى لَخْمٍ مِنْ وَلَدِهِ: عَاصِمٌ الْمُبَرْسَمُ الشَّاعِرُ

نافع مولى الزبير بن العوام. بقي , وروى عنه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير , وكان قليل الحديث

§نَافِعٌ مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. بَقِيَ , وَرَوَى عَنْهُ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو حبيبة مولى الزبير بن العوام وهو جد موسى بن عقبة بن أبي عياش مولى الزبير وأم موسى بن عقبة بنت أبي حبيبة

§أَبُو حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَهُوَ جَدُّ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ وَأُمُّ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ

الجراح مولى أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن أم حبيبة , وروى عنه سالم بن عبد الله بن عمر , ونافع

§الْجَرَّاحُ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. رَوَى عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ , وَرَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَنَافِعٌ

سالم بن شوال مولى أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم

§سَالِمُ بْنُ شَوَّالٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

سالم البراد

§سَالِمٌ الْبَرَّادُ

سالم أبو عبد الله مولى شداد , ويعرف بسالم الدوسي. روى عن سعد

§سَالِمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادٍ , وَيُعْرَفُ بِسَالِمٍ الدَّوْسِيِّ. رَوَى عَنْ سَعْدٍ

سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي

§سَالِمُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو سَبْرَةَ الْهُذَلِيُّ

سالم بن سرج , ويعرف بسالم بن الخربوذ أبو النعمان الذي روى عن أم صبية الجهنية , وروى عنه أسامة بن زيد الليثي

§سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ , وَيُعْرَفُ بِسَالِمِ بْنِ الْخَرْبُوذِ أَبُو النُّعْمَانِ الَّذِي رَوَى عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ , وَرَوَى عَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ

سالم أبو الغيث مولى عبد الله بن مطيع العدوي. روى عن أبي هريرة , وكان ثقة حسن الحديث

§سَالِمٌ أَبُو الْغَيْثِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ الْعَدَوِيِّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ

سالم سبلان مولى بني نصر بن معاوية من هوازن , وكان أصله من أهل مصر , وكان يرحل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عن عائشة

§سَالِمٌ سَبَلَانُ مَوْلَى بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ هَوَازِنَ , وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ , وَكَانَ يَرْحَلُ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَوَى عَنْ عَائِشَةَ

أبو صالح السمان وهو الزيات واسمه ذكوان مولى غطفان , ويقال مولى جويرية امرأة من قيس وهو أبو سهيل بن أبي صالح المدني , وروى عنه من أهل المدينة عبد الله بن دينار , والقعقاع بن حكيم , وزيد بن أسلم , وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي

§أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ وَهُوَ الزَّيَّاتُ وَاسْمُهُ ذَكْوَانُ مَوْلَى غَطَفَانَ , وَيُقَالُ مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ امْرَأَةٍ مِنْ قَيْسٍ وَهُوَ أَبُو سُهَيْلِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ , وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ , وَالْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ , وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ , وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ , وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الْحَكَمُ , وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ , وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ , وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ يَقْدَمُ الْكُوفَةَ يُجْلَبُ فَيَنْزِلُ فِي بَنِي أَسَدٍ , فَيَؤُمُّ بَنِي كَاهِلٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ -[302]- قَالَ: قَالَ أَبُو صَالِحٍ: مَا أَحَدٌ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ §إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ صَادِقًا هُوَ أَمْ كَاذِبًا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ. قَالَ: §فَكَانَ يُخَلِّلُهَا. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو صَالِحٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ "

أبو صالح باذام مولى أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم. روى عنه سماك , ومحمد بن السائب الكلبي , وإسماعيل بن أبي خالد

§أَبُو صَالِحٍ بَاذَامُ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. رَوَى عَنْهُ سِمَاكٌ , وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ

أبو صالح سميع روى عن عبد الله بن عباس

§أَبُو صَالِحٍ سُمَيْعٌ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ

أبو صالح مولى عثمان بن عفان , وقد روى عنه أبو صالح الغفاري

§أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو صَالِحٍ الْغِفَارِيُّ

أبو صالح ميسرة

§أَبُو صَالِحٍ مَيْسَرَةُ

أبو صالح مولى ضباعة

§أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى ضُبَاعَةَ

أبو صالح مولى السفاح , واسمه عبيد. روى عنه بسر بن سعيد

§أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّفَّاحِ , وَاسْمُهُ عُبَيْدٌ. رَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ

أبو صالح مولى السعديين

§أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّعْدِيِّينَ

مسلم بن يسار , ويكنى أبا عثمان مولى الأنصار. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وغيره من أهل البلد , وروى عنه أهل مكة أيضا

§مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ , وَرَوَى عَنْهُ أَهْلُ مَكَّةَ أَيْضًا

بشير بن يسار مولى بني حارثة بن الحارث من الأنصار , ثم من الأوس , وكان شيخا كبيرا فقيها , وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب رسول الله رجالا منهم: رافع بن خديج , وسويد بن النعمان , وسهل بن أبي

§بَشِيرُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ مِنَ الْأَوْسِ , وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَقِيهًا , وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ عَامَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ دَارِهِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رِجَالًا -[304]- مِنْهُمْ: رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ , وَسُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ , وَسَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ , وَرَوَى عَنْهُمْ حَدِيثُ الْقَسَامَةِ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

نافع مولى أبي قتادة الأنصاري , وهو أبو محمد الذي روى عنه صالح بن كيسان , وكان قليل الحديث

§نَافِعٌ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ , وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وهيب مولى زيد بن ثابت الأنصاري عتاقة , وكان كاتبا لزيد بن ثابت , وقد روي عنه

§وُهَيْبٌ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ عَتَاقَةً , وَكَانَ كَاتِبًا لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

حرملة مولى زيد بن ثابت قال أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: إنما هو مولى أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي , فلزم زيد بن ثابت , فقيل مولى زيد , فغلب عليه , وقد روى عنه الزهري , وكان قليل الحديث

§حَرْمَلَةُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ , فَلَزِمَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ , فَقِيلَ مَوْلَى زَيْدٍ , فَغَلَبَ عَلَيْهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

زيد أبو عياش سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسلت

§زَيْدٌ أَبُو عَيَّاشٍ سَأَلَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ

حميد بن نافع مولى صفوان بن خالد الأنصاري. هكذا قال يزيد بن هارون , عن يحيى بن سعيد الأنصاري , وسمعت من يذكر أنه مولى لأبي أيوب الأنصاري , وقد روى عن أبي أيوب , وحج معه , وروى عن ابن عمر وهو أبو أفلح بن حميد الذي روى عنه الثوري ورجال من أهل المدينة

§حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى صَفْوَانَ بْنِ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ. هَكَذَا قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ مَوْلَى لِأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , وَحَجَّ مَعَهُ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ أَبُو أَفْلَحَ بْنُ حُمَيْدٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَرِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ قَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ تُحَدُّ؟ فَقَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ: كَتَبَ حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ إِلَى حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ , فَذَكَرَ حَدِيثَ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِعَاصِمٍ: قَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , وَهُوَ ذَاكَ حَيٌّ بَعْدُ. قَالَ شُعْبَةُ: وَكَانَ عَاصِمٌ يَرَى أَنَّهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ

رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء , وكان يقال له أيضا: مولى أبي طلحة سمع من أبي أيوب , وروى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة

§رَافِعُ بْنُ إِسْحَاقَ مَوْلَى آلِ الشِّفَاءِ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ أَيْضًا: مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي أَيُّوبَ , وَرَوَى عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: قال مالك بن أنس: كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يذكر الله , وكانت فيه لكنة , وكان يلبس الصوف , ولا يأكل

§زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: كَانَ زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ رَجُلًا عَابِدًا مُعْتَزِلًا لَا يَزَالُ يَكُونُ وَحْدَهُ يَذْكُرُ اللَّهَ , وَكَانَتْ فِيهِ لُكْنَةٌ , وَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ , وَلَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ , وَكَانَتْ لَهُ دُرَيْهِمَاتٌ يُعَالِجُ لَهُ فِيهَا -[306]-. وَقَالَ غَيْرُ إِسْمَاعِيلَ: وَكَانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَوَعَظَهُ وَقَرَّبَهُ عُمَرُ وَخَلَا بِهِ , وَكَانَ بَيْنَهُمَا كَلَامٌ كَثِيرٌ , وَلِزِيَادٍ عَقِبٌ وَبَقِيَّةٌ بِدِمَشْقَ , وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَغَيْرُهُ

إسحاق مولى زائدة. سمع من سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة , وروى عنه أبو صالح السمان , أبو سهيل , وبكير بن عبد الله بن الأشج

§إِسْحَاقُ مَوْلَى زَائِدَةَ. سَمِعَ مِنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ , أَبُو سُهَيْلٍ , وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ

عجلان مولى المشمعل. روى عن أبي هريرة

§عَجْلَانُ مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وهو أبو محمد بن عجلان. روى عن أبي هريرة , وروى عنه ابنه محمد بن عجلان , وبكير بن عبد الله بن الأشج

§عَجْلَانُ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَجْلَانَ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ , وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ

جمهان مولى الأسلميين. سمع من أبي هريرة , وروى عنه عروة بن الزبير , وموسى بن عبيدة الربذي

§جُمْهَانُ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ. سَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ

البهي واسمه عبد الله بن يسار مولى الزبير بن العوام , ويكنى أبا محمد , وقد كان نزل الكوفة , وروى عنه الكوفيون. قال: أخبرني باسمه وكنيته رجل من ولده يقال له محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله البهي

§الْبَهِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَقَدْ كَانَ نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي بِاسْمِهُ وَكُنْيَتِهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيُّ

أبو السائب مولى هشام بن زهرة. سمع من أبي هريرة , وروى عنه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب

§أَبُو السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ. سَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ

أبو سفيان مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش. روى عن أبي سعيد الخدري , وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو سُفْيَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ. رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: هُوَ مَوْلَى لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. قَالَ: §وَكَانَ لَهُ انْقِطَاعٌ إِلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ فَنُسِبَ إِلَى وَلَائِهِ "

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ , وَخَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: §كُنْتُ أَقُومُ بِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَاسْتَمَعُ قِرَاءَتَيْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ , فَوَقَفَا يَسْتَمِعَانِ. قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ. فَقَالَا: مَا بِهَذَا مِنْ إِمَامٍ بَأْسٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ يَؤُمُّ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِي مَسْجِدِهِمْ وَهُوَ مُكَاتَبٌ فِي رَمَضَانَ , §وَفِيهِمْ قَوْمٌ قَدْ شَهِدُوا بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ §كَانَ يَؤُمُّ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَفِيهِمْ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ. كَانَ يَؤُمُّهُمْ وَيُصَلِّي بِهِمْ وَهُوَ مُكَاتَبٌ "

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلَيِّ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ §كَانَ يَؤُمُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَهُوَ مُكَاتَبٌ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ "

ثابت الأحنف بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب

§ثَابِتٌ الْأَحْنَفُ بْنُ عِيَاضٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ بْنُ عِيَاضٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: تَزَوَّجْتُ زَيْنَبَ أُمَّ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غَائِبًا. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ دَعَانِي وَقَدْ أَعَدَّ لِي حِبَالًا وَسِيَاطًا. قَالَ: فَقَالَ: لِمَ تَزَوَّجْتَ أُمَّ وَلَدِ أَبِي بِغَيْرِ عِلْمِي وَلَا رِضَايَ؟ قَالَ: قُلْتُ: زَوَّجَنِيهَا مَنْ وَلَّيْتَ عُقْدَةَ نِكَاحِهَا , وَنَكَحْتُهَا نِكَاحًا ظَاهِرًا غَيْرَ سِرٍّ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَرُبِطَ , وَقَالَ: لَا أَزَالُ أَضْرِبُهُ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُفَارِقَهَا. قَالَ

: فَطَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا , وَأَشْهَدَ عَلَيَّ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ , فَاسْتَفْتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: §لَا طَلَاقَ عَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ رَكِبْتُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ , فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ , فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لَا طَلَاقَ عَلَيَّ , وَأَمَرَنِي بِجَمْعِهَا , فَرَجَعْتُ فَجَمَعْتُهَا , وَأَوْلَمْتُ. قَالَ: فَجَاءَنِي ابْنُ عُمَرَ فِيمَنْ دَعَوْتُ. قَالَ فُلَيْحٌ: فَرَأَيْتُهَا عِنْدَهُ , وَرَأَيْتُ وَلَدَهَا مِنْهُ بَعْدُ "

قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِثَابِتٍ الْأَعْرَجِ: أَيْنَ سَمِعْتَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: كَانَ مَوَالِيَّ يَبْعَثُونَنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِذًا مَكَانًا , فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَجِيءُ , §فَيُحَدِّثُ النَّاسَ قَبْلَ الصَّلَاةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ أَكْرَهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَابِتًا الْأَحْنَفَ عَلَى طَلَاقِ امْرَأَتِهِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ وَالِيًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَقَدْ سَمِعَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مِنْ ثَابِتٍ الْأَحْنَفِ هَذَا الْحَدِيثَ

عبد الرحمن بن يعقوب وهو أبو العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة , وروى عن أبي هريرة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ وَهُوَ أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى الْحُرَقَةِ , وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

نعيم بن عبد الله المجمر مولى عمر بن الخطاب عتاقة. سمع من أبي هريرة , ومحمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري , ومن علي بن يحيى الزرقي , وكان ثقة , وله أحاديث

§نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَمِّرُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَتَاقَةً. سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْصَارِيِّ , وَمِنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ

شرحبيل بن سعد مولى الأنصار , ويكنى أبا سعد , وكان شيخا قديما. روى عن زيد بن ثابت , وأبي هريرة , وأبي سعيد الخدري , وعامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي إلى آخر الزمان حتى اختلط , واحتاج حاجة شديدة , وله أحاديث , وليس يحتج به

§شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ , وَيُكَنَّى أَبَا سَعْدٍ , وَكَانَ شَيْخًا قَدْيمًا. رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَعَامَّةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَقِيَ إِلَى آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى اخْتَلَطَ , وَاحْتَاجَ حَاجَةً شَدِيدَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ , وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِهِ

داود بن فراهيج مولى لقريش قال محمد بن عمر: أحسبه مولى لبني مخزوم , وسمع من أبي هريرة , وأبي سعيد الخدري وهو قديم الموت , وله أحاديث أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال: حدثنا شعبة , عن داود بن فراهيج قال: حدثني مولاي سفيان

§دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ مَوْلَى لِقُرَيْشٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَحْسَبُهُ مَوْلَى لِبَنِي مَخْزُومٍ , وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَهُوَ قَدْيمُ الْمَوْتِ , وَلَهُ أَحَادِيثُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ سُفْيَانُ

أبو الوليد مولى عمرو بن خداش. روى عن أبي هريرة

§أَبُو الْوَلِيدِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

أبو حسن البراد مولى بني نوفل. روى عنه الزهري

§أَبُو حَسَنٍ الْبَرَّادُ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

عبيد الله بن دارة مولى آل عثمان بن عفان. روى عنه الزهري

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ دَارَةَ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

عطاء مولى ابن سباع , ويكنى أبا منصور. روى عنه الزهري

§عَطَاءٌ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ , وَيُكَنَّى أَبَا مَنْصُورٍ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ

الحكم بن مينا مولى لآل أبي عامر الراهب , ويذكر ولده أن أبا عامر وهبه لأبي سفيان بن حرب , وأن أبا سفيان باعه من العباس بن عبد المطلب , فأعتقه العباس , وله بقية اليوم ينتمون إلى ولاء العباس. وشهد مينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك

§الْحَكَمُ بْنُ مِينَا مَوْلًى لِآلِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ , وَيَذْكُرُ وَلَدُهُ أَنَّ أَبَا عَامِرٍ وَهَبَهُ لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ , وَأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بَاعَهُ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَأَعْتَقَهُ الْعَبَّاسُ , وَلَهُ بَقِيَّةٌ الْيَوْمَ يَنْتَمُونَ إِلَى وَلَاءِ الْعَبَّاسِ. وَشَهِدَ مِينَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ

زياد بن مينا مولى لأشجع. روى عنه عبد الحميد بن جعفر

§زِيَادُ بْنُ مِينَا مَوْلَى لِأَشْجَعَ. رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ

وأخوه سعيد بن مينا

§وَأَخُوهُ سَعِيدُ بْنُ مِينَا

الطبقة الثالثة من أهل المدينة من التابعين

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ

علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , وأمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد ابن الحارث الولادة ابن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور وهو كندي , ويكنى أبا محمد. ولد

§عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ زُرْعَةُ بِنْتُ مِشْرَحِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرٍ الْقَرِدِ ابْنِ الْحَارِثِ الْوِلَادَةِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتَّعِ بْنِ ثَوْرٍ وَهُوَ كِنْدِيٌّ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وُلِدَ لَيْلَةَ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ , فَسُمِّيَ بِاسْمِهِ , وَكُنِيَ بِكُنْيَتِهِ أَبِي الْحَسَنِ , فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: لَا وَاللَّهِ , لَا احْتَمِلُ لَكَ الِاسْمَ وَالْكُنْيَةَ جَمِيعًا؛ فَغَيِّرْ أَحَدَهُمَا , فَغَيَّرَ كُنْيَتَهُ , فَصَيَّرَهَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَوَلَدَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَأُمُّهُ الْعَالِيَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَدَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِيسَى بْنَ عَلِيٍّ وَهُمَا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ وَصَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُمَا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأَحْمَدَ , وَبِشْرًا وَمُبَشِّرًا لَا عَقِبَ لَهُمْ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَعَبْدَ الصَّمَدِ وَهُمْ جَمِيعًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ لَا عَقِبَ لَهُ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ لَا عَقِبَ لَهُ وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْحَرِيشِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَلِيٍّ , وَعُثْمَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ

السَّفَّاحَ الَّذِي خَرَجَ بِالشَّامِ , وَيَحْيَى , وَإِسْحَاقَ , وَيَعْقُوبَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَإِسْمَاعِيلَ الْأَصْغَرَ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَوْسَطَ وَهُوَ الْأَحْنَفُ لَا عَقِبَ لَهُ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيٍّ , وَأُمَّ عِيسَى الْكُبْرَى , وَأُمَّ عِيسَى الصُّغْرَى , وَأَمِينَةَ , وَلُبَابَةَ , وَبُرَيْهَةَ الْكُبْرَى , وَبُرَيْهَةَ الصُّغْرَى , وَمَيْمُونَةَ , وَأُمَّ عَلِيٍّ , وَالْعَالِيَةَ بَنَاتِ عَلِيٍّ وَهُنَّ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَأُمَّ حَبِيبٍ بِنْتَ عَلِيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَكَانَتْ أُمُّ عِيسَى الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا , وَهَلَكَ عَنْهَا , فَورِثَتْهُ مَعَ عَصَبَتِهِ , وَكَانَتْ أَمِينَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا , وَكَانَتْ لُبَابَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قُثَمَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا دَرَجَ , وَبُرَيْهَةَ , فَتَزَوَّجَ بُرَيْهَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قُثَمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ جَعْفَرٌ الْأَصْغَرُ الَّذِي يُدْعَى ابْنَ الْكُرْدِيَّةِ. أَمَّا سَائِرُ بَنَاتِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَلَمْ يَبْرُزْنَ , وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ أَسَنَّهُنَّ وَأَفْضَلَهُنَّ وَأَجْزَلَهُنَّ , وَكَانَ إِخْوَتُهَا وَبَنُو إِخْوَتِهَا أَبُو الْعَبَّاسِ وَأَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَغَيْرُهُمَا يُكْرِمُونَهَا وَيُعَظِّمُونَهَا وَيُبَجِّلُونَهَا لِحَزْمِهَا وَعَقْلِهَا وَرَأْيِهَا , وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ سِنًّا , وَكَانَ أَجْمَلَ قُرَشِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَأَوْسَمَهُ وَأَكْثَرَهُ صَلَاةً , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: السَّجَّادُ لِعِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ

قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ هِشَامٍ أَبِي سَاسَانَ , عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَطْلُبُ الْخُفَّ لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَمَا نَجِدُهُ حَتَّى نَصْنَعَهُ لَهُ صَنْعَةً وَالنَّعْلَ فَمَا نَجِدُهَا حَتَّى نَصْنَعَهَا لَهُ صَنْعَةً , وَإِنْ كَانَ لَيَغْضَبُ فَيُعْرَفُ ذَلِكَ فِيهِ ثَلَاثًا , وَإِنْ §كَانَ لَيُصَلِّيَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَوْصَى عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى ابْنِهِ سُلَيْمَانَ , فَقِيلَ لَهُ تُوصِي إِلَى سُلَيْمَانَ , وَتَدَعُ مُحَمَّدًا؟ فَقَالَ: §أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُ بِالْوَصَاةِ "

قَالَ وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَقَالَ أَبِي سَمِعْتُ الْأَشْيَاخَ يَقُولُونَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَيْهِمْ وَمَا فِي الْأَرْضِ §أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلَا أَفْضَلَ عَابِدًا وَنَاسِكًا مِنْهُمْ بِالْحَمِيمَةِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْوَابِصِيُّ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَغَيْرُهُ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

العباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة من كندة وهي أم أخيه علي بن عبد الله بن عباس , وكان العباس بن عبد الله بن عباس أكبر ولد ابن عباس وبه كان يكنى , وقد روي عن العباس بن عبد الله بن عباس , فولد العباس بن

§الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ زُرْعَةُ بِنْتُ مِشْرَحِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ مِنْ كِنْدَةَ وَهِيَ أُمُّ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَكْبَرَ وَلَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , فَوَلَدَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ ابْنَةُ عَبَّادِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ سَلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ , وَعَوْنَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى

بْنِ قُصَيٍّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَقَرِيبَةَ بِنْتَ الْعَبَّاسِ وَأُمُّهُمَا جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ الْكِنْدِيِّ. خَلَفَ عَلَيْهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَلَيْسَ الْعَقِبُ الْيَوْمَ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَّا فِي وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِمُ الْعَدَدُ وَالْخِلَافَةُ

عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم ولد , فولد عبد الله بن عبيد الله الحسن والحسين وأمهما أسماء بنت عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم , وقد روى عبد الله بن عبيد الله عن عبد الله بن عباس. سمعه , وروى عنه ابنه حسين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. سَمِعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ , وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

وأخوه العباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد وليس بأخ لعبد الله لأمه , فولد العباس بن عبيد الله العباس بن العباس لا بقية له وسليمان , وداود , وقثم الأكبر درج , وقثم الأصغر عامل اليمامة لأبي جعفر , وأم جعفر , وميمونة وهي أم محمد ,

§وَأَخُوهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَلَيْسَ بِأَخٍ لِعَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّهِ , فَوَلَدَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْعَبَّاسِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَسُلَيْمَانَ , وَدَاوُدَ , وَقُثَمَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَقُثَمَ الْأَصْغَرَ عَامِلَ الْيَمَامَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ , وَمَيْمُونَةَ وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدَةَ بِنْتَ الْعَبَّاسِ , وَالْعَالِيَةَ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَلِلْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِبَغْدَادَ , وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَيْضًا

جعفر بن تمام بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه العالية بنت نهيك بن قيس بن معاوية من بني هلال بن عامر بن صعصعة , فولد جعفر بن تمام يحيى , وأحمد وعلية وهم لأم ولد , وأم حبيب بنت جعفر وأمها الرعون بنت سليمان بن النعمان بن قيس بن معدي كرب

§جَعْفَرُ بْنُ تَمَامِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ الْعَالِيَةُ بِنْتُ نَهِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , فَوَلَدَ جَعْفَرُ بْنُ تَمَامٍ يَحْيَى , وَأَحْمَدَ وَعُلَيَّةَ وَهُمْ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ حَبِيبٍ بِنْتَ جَعْفَرٍ وَأُمُّهَا الرَّعُونُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ مِنْ كِنْدَةَ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ بِنْتَ جَعْفَرٍ وَأُمُّهَا أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ حَبِيبِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَقَدِ انْقَرَضَ. وُلِدَ جَعْفَرُ بْنُ تَمَامِ بْنِ عَبَّاسٍ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَامٍ الْحَدِيثُ

عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم جميل بنت السائب بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة , فولد عبد الله بن معبد معبدا , وعباسا الأكبر , وعبد الله بن عبد الله , وأم أبيها وأمهم أم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ السَّائِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ مَعْبَدًا , وَعَبَّاسًا الْأَكْبَرَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ أَبِيهَا وَأُمُّهُمْ أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَأُمُّهُ جَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ , وَعَبَّاسًا الْأَوْسَطَ , وَعَبَّاسًا الْأَصْغَرَ الَّذِي كَانَ عَلَى مَكَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَلُبَابَةَ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ , وَكَانَ ثِقَةً

عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه خالدة بنت معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم , فولد عبد الله بن عبد الله بن الحارث سليمان , وعيسى وأمهما أم ولد , وعاتكة وأمها أم ولد , وحمادة لأم ولد , وقد روى الزهري عن عبد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ مُعَتِّبِ بْنِ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , فَوُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ سُلَيْمَانَ , وَعِيسَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَحَمَّادَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم عبد الله بنت العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب , فولد إسحاق بن عبد الله بن الحارث عبد الله , وعبد الرحمن , وطلابا , ويعقوب وأمهم أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن العباس بن

§إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَطُلَّابًا , وَيَعْقُوبَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وِهِنْدَ , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ

الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد , فولد الصلت بن عبد الله يحيى وأمه أمامة بنت المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب , وحميدا وأمه زينب بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب الأسدي , وفاطمة وأمها أم ولد , وكان

§الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَحُمَيْدًا وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيِّ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ الصَّلْتُ فَقِيهًا عَابِدًا

محمد بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأمه هند وهي أم خالد بنت خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي , فولد محمد بن عبد الله القاسم , ومعاوية لا بقية لهما وأمهما ضريبة بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب , وجعفرا , وقسيمة

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ هِنْدُ وَهِيَ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمَ , وَمُعَاوِيَةَ لَا بَقِيَّةَ لَهُمَا وَأُمُّهُمَا ضَرِيبَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَجَعْفَرًا , وَقَسِيمَةَ وَأُمُّهُمَا حُمَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ

زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم بشير بنت أبي مسعود وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج , فولد زيد بن حسن محمدا هلك لا بقية له وأمه أم ولد , وحسن بن زيد ولي المدينة لأبي جعفر

§زَيْدُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ بَشِيرٍ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ وَهُوَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أُسَيْرَةَ بْنِ عَسِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ مُحَمَّدًا هَلَكَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَنَفِيسَةَ بِنْتَ زَيْدٍ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ وَأُمُّهَا لُبَابَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ , قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ حَسَنٍ يَرْكَبُ فَيَأْتِي سُوقَ الظُّهْرِ , فَيَقَفُ بِهِ , §وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَعْجَبُونَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِهِ , وَيَقُولُونَ: جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى زَيْدٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: رَدِفْتُ أَبِي يَوْمَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ , وَمَاتَ بِبَطْحَاءَ ابْنِ أَزْهَرَ، عَلَى أَمْيَالٍ مِنَ -[319]- الْمَدِينَةِ §فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمَّا أَوْفَيْنَا عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ بَيْنَ الْمَنَارَتَيْنِ طُلِعَ بِزَيْدِ بْنِ حَسَنٍ فِي قُبَّةٍ عَلَى بَعِيرٍ مَيِّتًا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ يَمْشِي أَمَامَهُ قَدْ حَزَمَ وَسَطَهُ بِرِدَائِهِ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْءٌ , فَقَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ , أَنْزِلُ وَأَمْسِكُ بِالرِّكَابِ , فَوَاللَّهِ لَئِنْ رَكِبْتُ وَعَبْدُ اللَّهِ يَمْشِي لَا تَبُلَّنِي عِنْدَهُ بَالَّةً أَبَدًا , فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ , وَنَزَلَ أَبِي فَمَشَى , فَمَا زَالَ يَمْشِي حَتَّى أَدْخَلَ زَيْدًا دَارَهُ بِبَنِي حُدَيْلَةَ , فَغُسِّلَ , ثُمَّ أُخْرِجَ بِهِ عَلَى السَّرِيرِ إِلَى الْبَقِيعِ "

حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة , فولد حسن بن حسن محمدا وأمه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن

§حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ سَيَّارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارَةَ , فَوَلَدَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مَاتَ فِي سِجْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ بِالْكُوفَةِ , وَحَسَنَ بْنَ حَسَنٍ مَاتَ فِي سِجْنِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ مَاتَ فِي السِّجْنِ أَيْضًا مَعَ أَخِيهِ , وَزَيْنَبَ بِنْتَ حَسَنٍ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , ثُمَّ فَارَقَهَا , وَأُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ الْحَسَنِ وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ , وَجَعْفَرَ بْنَ حَسَنٍ , وَدَاوُدَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ وَهِيَ قَسِيمَةُ , وَمُلَيْكَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ تُدْعَى حَبِيبَةَ فَارِسِيَّةً. كَانَتْ لِآلِ أَبِي أَبْسٍ مِنْ جَدِيلَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ حَسَنٍ لِأُمِّ وَلَدٍ

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَغْلُو فِيهِمْ وَيْحَكُمْ: أَحِبُّونَا -[320]- لِلَّهِ؛ §فَإِنْ أَطَعْنَا اللَّهَ فَأَحِبُّونَا وَإِنْ عَصْيَنَا اللَّهَ فَأَبْغِضُونَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِهِ , فَقَالَ: وَيْحَكَ لَوْ كَانَ اللَّهُ مَانِعًا بِقَرَابَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَدًا بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ لَنَفَعَ بِذَلِكَ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنَّا أَبًا وَأُمًّا , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخَافُ أَنْ يُضَاعَفَ لِلْعَاصِي مِنَّا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ , وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُؤْتَى الْمُحْسِنُ مِنَّا أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ , وَيْلَكُمُ اتَّقُوا اللَّهَ , وَقُولُوا فِينَا الْحَقَّ , فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِيمَا تُرِيدُونَ وَنَحْنُ نَرْضَى بِهِ مِنْكُمْ , ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَسَاءَ بِنَا آبَاؤُنَا إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ مِنْ دِينِ اللَّهِ , ثُمَّ لَمْ يُطْلِعُونَا عَلَيْهِ , وَلَمْ يُرَغِّبُونَا فِيهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّافِضِيُّ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَلِيٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ أَنْ لَوْ يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِمْرَةَ وَالسُّلْطَانَ لَأَفْصَحَ لَهُمْ بِذَلِكَ كَمَا أَفْصَحَ لَهُمْ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَلَقَالَ لَهُمْ: أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي فَإِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ كَانَ لِلنَّاسِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اخْتَارَا عَلِيًّا لِهَذَا الْأَمْرِ وَالْقِيَامِ بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنْ كَانَ لَأَعْظَمَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ خِطْأَةً وَجُرْمًا إِذْ تَرَكَ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُومَ فِيهِ كَمَا أَمَرَهُ أَوْ يَعْذِرَ فِيهِ إِلَى النَّاسِ "

أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم عبد الله بنت حسن بن علي بن أبي طالب , فولد أبو جعفر جعفر بن محمد , وعبد الله بن محمد وأمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق , وإبراهيم بن محمد وأمه أم حكيم بنت أسيد بن

§أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَوَلَدَ أَبُو جَعْفَرٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيِّ , وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَزَيْنَبَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا جَابِرُ , §لَا تُخَاصِمْ فَإِنَّ الْخُصُومَةَ تُكَذِّبُ الْقُرْآنَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: §لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: §أَكَانَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّ ذَنْبًا مِنَ الذُّنُوبِ شِرْكٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: قُلْتُ أَكَانَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يُقِرُّ بِالرَّجْعَةِ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: أَكَانَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: لَا. فَأَحَبَّهُمَا وَتَوَالَاهُمَا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: §اللَّهُمَّ , إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ وَبَيَانٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ §يَفْلِي رَأْسَ أُمِّهِ "

قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ رَاكِبًا عَلَى بَغْلٍ أَوْ بَغْلَةٍ وَمَعَهُ غُلَامٌ يَمْشِي جَانِبَهُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ §جُبَّةَ خَزٍّ وَمِطْرَفَ خَزٍّ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: §إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ نَلْبَسُ الْخَزَّ وَالْمُعَصْفَرَ , وَالْمُمَصَّرَ , وَالْيُمْنَةَ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ نَلْبَسُ الْخَزَّ وَالْيُمْنَةَ وَالْمُعَصْفَرَاتِ وَالْمُمَصَّرَاتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ثَوْبًا مُعْلَمًا , فَقُلْتُ لَهُ: فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِالْأُصْبُعَيْنِ مِنَ الْعَلَمِ بِالْإِبْرَيْسَمِ فِي الثَّوْبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ مَوْهَبٍ قَالَ: قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ §يُرْسِلُ عِمَامَتَهُ خَلْفَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ §عِمَامَةً لَهَا عَلَمٌ , وَثَوْبًا لَهُ عَلَمٌ يَلْبَسُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ قَدْ عَقَدَهُ خَلْفَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ §مُتَّكِئًا عَلَى طَيْلَسَانَ مَطْوِيٍّ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الْأَشْرَافِ وَأَهْلِ الْمُرُوءَةِ عِنْدَنَا الَّذِينَ يَلْزَمُونَ الْمَسْجِدَ يَتَّكِئُونَ عَلَى طَيَالِسَةٍ مَطْوِيَّةٍ سِوَى طَيْلَسَانِهِ وَرِدَائِهِ الَّذِي عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ , قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْوَسْمَةِ , وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنِ السَّوَادِ , فَقَالَ: §هُوَ خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نُصَيْرُ بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ الْقُرَادِيُّ , عَنْ ثُوَيْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَا أَبَا الْجَهْمِ , بِمَ تَخْضِبُ؟ قُلْتُ: بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ §هَذَا خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ -[323]-: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: §اخْضِبْ بِالْوَسْمَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَعِيصِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ §أَثَرَ السُّجُودِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالضَّحِكَ , أَوْ قَالَ: §وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ؛ فَإِنَّهُ يَمُجُّ الْعِلْمَ مَجًّا "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §كَانَ فِي خَاتَمِي اسْمِي , فَإِذَا جَامَعْتُ جَعَلْتُهُ فِي فَمِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ , أَوْ مُصْعَبُ أَنَّهُ رَأَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بُرْدًا. قَالَ: وَزَعَمَ لِي سَالِمٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا §أَوْصَى بِأَنْ يُكَفَّنَ فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ §أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي قَمِيصِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْر قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرًا فِي أَيِّ شَيْءٍ كَفَّنْتَ أَبَاكَ؟ قَالَ: أَوْصَانِي فِي قَمِيصِهِ , وَأَنْ أَقْطَعَ أَزْرَارَهُ , وَفِي رِدَائِهِ الَّذِي كَانَ يَلْبَسُ وَأَنْ أَشْتَرِي بُرْدًا يَمَانِيًّا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ أَحَدِهَا بُرْدُ يَمَانٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى نَعْشِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بُرْدَ حِبَرَةٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُذَاكِرُ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ شَيْئًا مِنْ §صَدَقَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: هَذِهِ تُوَفِّي لِي ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ , وَمَاتَ لَهَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَّا فِي رِوَايَتِنَا فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ , وَلَيْسَ يَرْوِي عَنْهُ مَنْ يُحْتَجُّ بِهِ

عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب وهي أم جعفر , فولد عبد الله بن علي بن حسين محمدا الأرقط وهو الأحدب , وإسحاق الأبيض , وأم كلثوم وهي كلثم الصماء , وأم علي وهي علية وهم لأم ولد , والقاسم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُحَمَّدًا الْأَرْقَطَ وَهُوَ الْأَحْدَبُ , وَإِسْحَاقَ الْأَبْيَضَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَهِيَ كُلْثُمُ الصَّمَّاءُ , وَأُمَّ عَلِيٍّ وَهِيَ عُلَيَّةُ وَهُمْ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْقَاسِمَ , وَالْعَالِيَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ

عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم ولد , فولد عمر بن علي عليا , وإبراهيم , وخديجة وأمهم أم ولد , وجعفرا وهو البثير وأمه أم إسحاق بنت محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب , ومحمد بن عمر , وموسى وهو كردم ,

§عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَلِيًّا , وَإِبْرَاهِيمَ , وَخَدِيجَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَجَعْفَرًا وَهُوَ الْبَثِيرُ وَأُمُّهُ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ , وَمُوسَى وَهُوَ كَرْدَمٌ , وَخَدِيجَةَ وَحَبَّةَ , وَمَحَبَّةَ , وَعَبْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ

: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَمَّيْ جَعْفَرٍ. قُلْتُ: هَلْ فِيكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنْسَانٌ مُفْتَرَضَةٌ طَاعَتُهُ تَعْرِفُونَ لَهُ ذَلِكَ , وَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ ذَلِكَ فَمَاتَ , مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً , فَقَالَا: لَا وَاللَّهِ مَا هَذَا فِينَا. §مَنْ قَالَ هَذَا فِينَا فَهُوَ كَذَّابٌ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ رَحِمَكَ اللَّهُ. إِنَّ هَذِهِ مَنْزِلَةٌ تَزْعُمُونَ أَنَّهَا كَانَتْ لِعَلِيٍّ إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَيْهِ ثُمَّ كَانَتْ لِلْحَسَنِ. إِنَّ عَلِيًّا أَوْصَى إِلَيْهِ , ثُمَّ كَانَتْ لِلْحُسَيْنِ. إِنَّ الْحَسَنَ أَوْصَى إِلَيْهِ ثُمَّ كَانَتْ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. إِنَّ الْحُسَيْنَ أَوْصَى إِلَيْهِ , ثُمَّ كَانَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. إِنَّ عَلِيًّا أَوْصَى إِلَيْهِ , فَقَالَ: وَاللَّهِ لَمَاتَ أَبِي فَمَا أَوْصَى بِحَرْفَيْنِ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ , وَاللَّهِ إِنَّ هَؤُلَاءِ إِلَّا مُتَأَكِّلُونَ بِنَا. هَذَا خُنَيْسُ الْخَرُؤُ. مَا خُنَيْسُ الْخَرُؤُ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ. قَالَ: نَعَمْ , الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ , وَاللَّهِ لَفَكَّرْتُ عَلَى فِرَاشِي طَوِيلًا أَتَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ لَبَّسَ اللَّهُ عُقُولَهُمْ حِينَ أَضَلَّهُمُ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ "

زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم ولد , فولد زيد بن علي يحيى بن زيد المقتول بخراسان قتله سلم بن أحوز. بعثه إليه نصر بن سيار , وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب , وعيسى بن زيد , وحسين بن زيد المكفوف ,

§زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ يَحْيَى بْنَ زَيْدٍ الْمَقْتُولَ بِخُرَاسَانَ قَتَلَهُ سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ. بَعَثَهُ إِلَيْهِ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ , وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ أَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعِيسَى بْنَ زَيْدٍ , وَحُسَيْنَ بْنَ زَيْدٍ الْمَكْفُوفَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ زَيْدٍ وَهُمْ لِأُمِّ وَلَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَرَفَعَ دَيْنًا كَثِيرًا , وَحَوَائِجَ , §فَلَمْ يَقْضِ لَهُ هِشَامٌ حَاجَةً وَتَجَهَّمَهُ , وَأَسْمَعُهُ كَلَامًا شَدِيدًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , فَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامٍ وَحَاجِبُهُ أَنَّ زَيْدَ

بْنَ عَلِيٍّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ وَهُوَ يَأْخُذُ شَارِبَهُ بِيَدِهِ وَيُفَتِّلُهُ , وَيَقُولُ مَا أَحَبَّ الْحَيَاةَ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا ذَلَّ , ثُمَّ مَضَى فَكَانَ وَجْهُهُ إِلَى الْكُوفَةِ , فَخَرَجَ بِهَا , وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ عَامِلٌ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَجَّهَ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ مَنْ يُقَاتِلُهُ , فَاقْتَتَلُوا , وَتَفَرَّقَ عَنْ زَيْدٍ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ , ثُمَّ قُتِلَ وَصُلِبَ. قَالَ سَالِمٌ: فَأَخْبَرْتُ هِشَامًا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا كَانَ. قَالَ زَيْدٌ يَوْمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ , فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَلَا كُنْتَ أَخْبَرَتْنِي بِذَلِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ , وَمَا كَانَ يُرْضِيهُ إِنَّمَا كَانَتْ خَمْسُمِائَةِ أَلْفٍ , فَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا مِمَّا صَارَ إِلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الْخُلَفَاءِ أَكْرَهَ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ وَلَا أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَلَقَدْ دَخَلَهُ مِنْ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ زَيْدٍ أَمْرٌ شَدِيدٌ , وَقَالَ §وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ افْتَدَيْتُهُمَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَلَقَدْ ثَقُلَ عَلَيْهِ خُرُوجُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَمَا كَانَ شَيْءٌ حَتَّى §أُتِيَ بِرَأْسِهِ وَصُلِبَ بَدَنُهُ بِالْكُوفَةِ , وَوَلِيَ ذَلِكَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمَّا ظَهَرَ وَلَدُ الْعَبَّاسِ عَمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَمَرَ بِهِ , فَأُخْرِجَ مِنْ قَبْرِهِ وَصَلَبَهُ , وَقَالَ: هَذَا بِمَا فَعَلَ بِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ. وَقُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ , وَيُقَالُ: اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ لَهُ يَوْمَ قُتِلَ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً. وَسَمِعَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ أَبِيهِ , وَرَوَى عَنْ زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَرَوَى عَنْهُ بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَغَيْرُهُمَا "

حسين الأصغر ابن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم ولد , فولد حسين بن علي عبد الله , وعبيد الله الأعرج , وعليا , وهشيمة وأمهم أم خالد بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام , ومحمد بن حسين لأم ولد , وحسنا الأحول بن حسين , وجارية وأمهما أم

§حُسَيْنُ الْأَصْغَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَبْدَ اللَّهِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ الْأَعْرَجَ , وَعَلِيًّا , وَهُشَيْمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَمُحَمَّدَ بْنَ حُسَيْنٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَحَسَنًا الْأَحْوَلَ بْنَ حُسَيْنٍ , وَجَارِيَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأَمِينَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ وَأُمُّهَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَفَاطِمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ هَذَا أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ , وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ وَلَكِنَّا أَلْحَقْنَاهُ بِإِخْوَتِهِ فِي طَبَقَتِهِمْ , وَلَيْسَ هُوَ مِثْلَهُمْ فِي سِنِّهِمْ وَلُقِيِّهِمْ

عبد الله بن محمد ابن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب , ويكنى أبا هاشم وأمه أم ولد , فولد عبد الله بن محمد هاشما به كان يكنى , ومحمدا الأصغر لا بقية لهما وأمهما بنت خالد بن علقمة بن الحويرث بن عبد الله بن أبي اللحم بن مالك بن عبد الله بن غفار بن مليل بن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَيُكَنَّى أَبَا هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هَاشِمًا بِهِ كَانَ يُكْنَى , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ لَا بَقِيَّةَ لَهُمَا وَأُمُّهُمَا بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي اللَّحْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَمُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَلُبَابَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَرَجُلًا آخَرَ لَمْ يُسَمَّ لَنَا، وَأُمُّهُمَا أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ أَبِي حُدَيْرٍ وَهُوَ عَيَّاشُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ مُغِيثِ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , وَطَالِبًا , وَعَوْنًا , وَعُبَيْدَ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَرَيْطَةَ وَهِيَ أُمُّ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْتُولِ بِخُرَاسَانَ وَأُمُّهَا رَيْطَةُ وَهِيَ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , كَانَ أَبُو هَاشِمٍ صَاحِبَ عِلْمٍ

وَرِوَايَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَتِ الشِّيعَةُ يَلْقَوْنَهُ وَيَتَوَلَّوْنَهُ , وَكَانَ بِالشَّامِ مَعَ بَنِي هَاشِمٍ فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ , فَأَوْصَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ , وَهُوَ فِي وَلَدِكِ , وَاصْرِفِ الشِّيعَةَ إِلَيْهِ , وَدَفَعَ كَتَبَهُ وَرِوَايَتَهُ , وَمَاتَ بِالْحُمَيْمَةِ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

الحسن بن محمد ابن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب وأمه جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي , وكان الحسن يكنى أبا محمد , وكان من ظرفاء بني هاشم , وأهل العقل منهم , وكان يقدم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة وهو أول من تكلم في الإرجاء

§الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهُ جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَكَانَ الْحَسَنُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ مِنْ ظُرَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ , وَأَهْلِ الْعَقْلِ مِنْهُمْ , وَكَانَ يُقَدَّمُ عَلَى أَخِيهِ أَبِي هَاشِمٍ فِي الْفَضْلِ وَالْهَيْئَةِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْإِرْجَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ زَاذَانَ وَمَيْسَرَةَ أَنَّهُمَا دَخَلَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَلَامَاهُ عَلَى الْكِتَابِ الَّذِي وَضَعَ فِي الْإِرْجَاءِ , فَقَالَ لِزَاذَانَ: يَا أَبَا عُمَرَ , §لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مُتُّ وَلَمْ أَكْتُبْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ أُنَيْسٍ أَبِي الْعُرْيَانِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ §قَمِيصًا رَقِيقًا وَعِمَامَةً رُقَيْقَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَقِبٌ "

محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب , وأمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب , فولد محمد بن عمر عمر , وعبد الله , وعبيد الله وكلهم قد روى عنهم الحديث , وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب , وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر

§مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عُمَرَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَوَىَ عَنْهُمُ الْحَدِيثَ , وَأُمُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ هَاشِمٍ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ

معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم ولد , فولد معاوية بن عبد الله عبد الله الخارج بالكوفة في آخر زمن مروان بن محمد , وجعفر بن معاوية لا بقية له , ومحمدا وأمهم أم عون بنت عون بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب , وسليمان بن

§مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّه الْخَارِجَ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ , وَجَعْفَرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَوْنٍ بِنْتُ عَوْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْحَسَنَ , وَيَزِيدَ , وَصَالِحًا , وَحَمَّادَةَ , وَأُبَيَّةَ وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعَلِيَّ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ ضُبَارَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمه أم ولد , فولد إسماعيل بن عبد الله عبد الله , وأبا بكر , ومحمدا وأمهم أم ولد , وأم كلثوم , وجعفرا لأم ولد , وزيدا لأم ولد , وقد روى إسماعيل عن أبيه , وروى عنه عبد الله بن مصعب بن ثابت

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَجَعْفَرًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَزَيْدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِيهِ , وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل من بني عدي بن كعب , ويكنى أبا حفص , فولد عمر بن عبد العزيز عبد الله , وبكرا , وأم عمار وأمهم لميس بنت علي بن الحارث بن عبد الله بن الحصين

§عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَبْدَ اللَّهِ , وَبَكْرًا , وَأُمَّ عَمَّارٍ وَأُمُّهُمْ لَمِيسُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانٍ الْحَارِثِيِّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ عُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ شُعَيْبِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ , وَإِسْحَاقَ بْنَ عُمَرَ , وَيَعْقُوبَ , وَمُوسَى دَرَجُوا وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَرَ , وَالْوَلِيدَ وَعَاصِمًا , وَيَزِيدَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَزَبَّانًا وَأَمَةَ وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. قَالُوا: وُلِدَ عُمَرُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §لَيْتَ شِعْرِي مَنْ ذُو الشَّيْنِ مِنْ وَلَدِي الَّذِي يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ: §رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ رَجُلًا قَاعِدًا عَنْ يَمِينِهِ رَجُلٌ , وَعَنْ شِمَالِهِ رَجُلٌ. إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَأَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ وَبَيْنَهُ. قَالَ: فَلَصِقَ بِصَاحِبِهِ , فَدَارَ , فَأَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ فَلَصِقَ بِهِ فَجَذَبَهُ الْأَوْسَطُ , فَأَقْعَدَهُ فِي حِجْرِهِ. قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ , وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ , وَهَذَا عُمَرُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ ابْنَ عُمَرَ كَثِيرًا يَقُولُ: §لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ عُمَرَ فِي وَجْهِهِ عَلَامَةٌ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنِ الْمَاجِشُونِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: §إِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَلِيَ هَذِهِ الْأُمَّةَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ يَسِيرُ فِيهَا بِسِيرَةِ عُمَرَ. بِوَجْهِهِ شَامَةٌ. قَالَ فَكُنَّا نَقُولُ هُوَ بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , وَكَانَتْ بِوَجْهِهِ شَامَةٌ قَالَ: حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ يَزِيدُ: ضَرَبَتْهُ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ أَبِيهِ فَشَجَّتْهُ. قَالَ: فَجَعَلَ أَبُوهُ يَمْسَحُ الدَّمَ , وَيَقُولُ سَعِدْتَ إِنْ كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ , عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِقَيِّمِهِ: اجْمَعْ لِي أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ مِنْ طَيِّبِ مَالِي؛ §فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ لَهُمْ صَلَاحٌ. قَالَ: فَتَزَوَّجَ أُمَّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَاد , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَلَّاهَا إِيَّاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ اسْتُخْلِفَ فَوَلَّى عُمَرُ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَحُجَّ مِنَ الْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالِيهَا فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ , فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ , أَلَا تُخْبِرُنَا -[332]- عَنْ خُطَبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ §خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَكَّةَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ , وَخَطَبَ بِعَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَخَطَبَ بِمِنًى الْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَالْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّفَرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , أَوْ عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ لَا يَدْرِي أَيُّهُمَا حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ §أَشْبَهُ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْفَتَى يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ الضَّحَّاكُ: فَكُنْتُ أُصَلِّي وَرَاءَهُ فَيُطِيلُ الْأَوَّلَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ , وَيُخَفِّفُ الْآخِرَتَيْنِ , وَيُخِفُّ الْعَصْرَ , وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ , وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ , وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَهَبَ بِهِ الْكَلَامُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ , ثُمَّ رَجَعَ , فَقَالَ §أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَمْشِي إِلَى الْعِيدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ , وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ قَالَ: رَأَيْتُهُ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ لِبَاسًا , وَمِنْ §أَطْيَبِ النَّاسِ رِيحًا , وَمِنْ أَخْيَلِ النَّاسِ فِي مَشْيِهِ , ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَمْشِي مِشْيَةَ الرُّهْبَانِ , فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ الْمَشْيَ سَجِيَّةٌ فَلَا تُصَدِّقْهُ بَعْدَ عُمَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ -[333]- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِقَاضِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: §مَا وَجَدْتُ مِنْ أَمْرٍ هُوَ أَلَذُّ عِنْدِي مِنْ حَقٍّ وَافَقَ هَوًى "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §كَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَبِي مَعْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ §مَنِ الْمَهْدِيُّ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَدَخَلْتَ دَارَ مَرْوَانَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَادْخُلْ دَارَ مَرْوَانَ تَرَ الْمَهْدِيَّ. قَالَ: فَأَذِنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِلنَّاسِ , فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ مَرْوَانَ , فَرَأَى الْأَمِيرَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعِينَ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , دَخَلْتُ دَارَ مَرْوَانَ , فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَقُولُ هَذَا الْمَهْدِيُّ , فَقَالَ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَنَا أَسْمَعُ: هَلْ رَأَيْتَ الْأَشَجَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاعِدَ عَلَى السَّرِيرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهُوَ الْمَهْدِيُّ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَرْزَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: §النَّبِيُّ مِنَّا وَالْمَهْدِيُّ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ , وَلَا نَعْلَمُهُ إِلَّا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَهَذَا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْمُؤْتَمِرِ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْفُورٍ , عَنْ مَوْلَى لِهِنْدَ بِنْتِ أَسْمَاءَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: §إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ فِيكُمْ مَهْدِيًّا , فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ كَذَاكَ , وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. قَالَ: كَأَنَّهُ عَنَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ذَكَرْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَأَكْثَرَتِ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ , وَقَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ , فَأَخْرَجَ عَنِّي كُلَّ خَصِيٍّ وَحَرَسِيٍّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ , ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَةَ -[334]- عَلِيٍّ , وَاللَّهِ §مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ بَيْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكُمْ , وَلَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدِينَةَ وَالِيًا عَلَيْهَا كَتَبَ حَاجِبُهُ النَّاسَ , ثُمَّ دَخَلُوا , فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ , فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ دَعَا عَشَرَةَ نَفَرٍ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَلَدِ: عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ , وَأَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ , وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , وَخَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ: §إِنِّي دَعَوْتُكُمْ لِأَمْرٍ تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ , وَتَكُونُونَ فِيهِ أَعْوَانًا عَلَى الْحَقِّ مَا أُرِيدُ أَنْ أَقْطَعَ أَمْرًا إِلَّا بِرَأْيِكُمْ أَوْ بِرَأْيِ مَنْ حَضَرَ مِنْكُمْ , فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا يَتَعَدَّى أَوْ بَلَغَكُمْ عَنْ عَامِلٍ لِي ظَلَامَةً فَأُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ بَلَغَهُ ذَلِكَ إِلَّا أَبْلَغَنِي. فَجُزُّوهُ خَيْرًا وَافْتَرِقُوا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ فَضْلِ بْنِ السَّرَّاجِ , عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ قَالَ: أَمَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُ ثِيَابًا , فَاشْتَرَيْتُ لَهُ ثِيَابًا , فَكَانَ فِيهَا ثَوْبٌ بِأَرْبَعِمِائَةٍ , فَقَطَعَهُ قَمِيصًا , ثُمَّ لَمَسَهُ بِيَدِهِ , فَقَالَ: §مَا أَخْشَنَهُ وَأَغْلَظَهُ , ثُمَّ أَمَرَ بِشِرَاءِ ثَوْبٍ لَهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ , فَاشْتَرُوهُ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا , فَلَمَسَهُ بِيَدِهِ , فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَلْيَنَهُ وَأَدَقَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ طُعْمَةَ بْنِ غَيْلَانَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَا: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §مِنْ أَعْطَرِ قُرَيْشٍ , وَأَلْبَسَهَا , فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ كَانَ مِنْ أَخَسِّهِمْ ثَوْبًا , وَأَجْشَبِهِمْ عَيْشًا وَقَدِمَ الْفُضُولَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظُ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُؤَذِّنُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي دَارِهِ لِلصَّلَاةِ , فَنَقُولُ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ -[335]-. الصَّلَاةَ رَحِمَكَ اللَّهُ , وَفِي النَّاسِ الْفُقَهَاءُ لَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ: §إِذَا أَذَّنْتَ لِلظُّهْرِ أَوِ الْعَتَمَةِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ اقْعُدْ قَدْرَ مَا تَظُنُّ أَنْ قَدْ سَمِعَكَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ , فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ , وَلَبِسَ ثِيَابَهُ , وَمَشَى مَشْيًا رَفِيقًا حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ , ثُمَّ قَعَدَ , فَأَقِمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْحَكِيمِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَؤُمُّنَا بِالْمَدِينَةِ , §فَلَا يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ كَانَ §يُسَلِّمُ وَاحِدَةً وِجَاهَ الْقِبْلَةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو سُلَيْمَانَ , عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي سُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ يَقُولُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لَبِسَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ خَزٍّ , وَنَظَرَ فِي الْمَرْآةِ , فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ الْمَلِكُ الشَّابُّ , فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ , فَلَمْ يَرْجِعْ حَتَّى وُعِكَ , فَلَمَّا ثَقُلَ كَتَبَ كِتَابًا عَهِدَهُ إِلَى ابْنِهِ أَيُّوبَ وَهُوَ غُلَامٌ لَمْ يَبْلُغْ , فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّهُ مِمَّا يُحْفَظُ بِهِ الْخَلِيفَةُ فِي قَبْرِهِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ الرَّجُلَ الصَّالِحَ , وَقَالَ سُلَيْمَانُ: كِتَابٌ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ وَأَنْظُرُ , وَلَمْ أَعْزِمُ عَلَيْهِ , فَمَكَثَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ , ثُمَّ خَرَّقَهُ , ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: مَا تَرَى فِي دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ؟ فَقُلْتُ: هُوَ غَائِبٌ بِقُسْطَنْطِينَةَ , وَأَنْتَ لَا تَدْرِي أَحَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ. قَالَ: يَا رَجَاءُ , فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: رَأْيُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ مَنْ يَذْكُرُ , فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقُلْتُ: أَعْلَمُهُ وَاللَّهِ فَاضِلًا خِيَارًا مُسْلِمًا , فَقَالَ: هُوَ عَلَى ذَلِكَ وَاللَّهِ لَئِنْ -[336]- وَلَّيْتُهُ وَلَمْ أُوَلِّ أَحَدًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ لَتَكُونَنَّ فِتْنَةً , وَلَا يَتْرُكُونَهُ أَبَدًا يَلِي عَلَيْهِمْ إِلَّا أَنْ أَجْعَلَ أَحَدَهُمْ بَعْدَهُ , وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ غَائِبٌ عَلَى الْمَوْسِمِ. قَالَ: فَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَجْعَلُهُ بَعْدَهُ , فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُسْكِنُهُمْ وَيَرْضَوْنَ بِهِ. قُلْتُ: رَأْيُكَ. قَالَ: فَكَتَبَ بِيَدِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ سُلَيْمَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنِّي وَلَّيْتُهُ الْخِلَافَةَ مِنْ بَعْدِي وَمِنْ بَعْدِهِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ §فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا , وَاتَّقُوا اللَّهَ , وَلَا تَخْتَلِفُوا فَيُطْمَعْ فِيكُمْ , وَخَتَمَ الْكِتَابَ , فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ حَامِزٍ صَاحِبِ شُرَطِهِ أَنْ مُرْ أَهْلَ بَيْتِي فَلْيَجْتَمِعُوا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ كَعْبٌ , فَجَمَعَهُمْ , ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ لِرَجَاءٍ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمِ: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا إِلَيْهِمْ , فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُ كِتَابِي , وَمُرْهُمْ فَلْيُبَايِعُوا مَنْ وَلَّيْتُ. قَالَ: فَفَعَلَ رَجَاءٌ , فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ رَجَاءٌ قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا لِمَنْ فِيهِ , وَقَالُوا: نَدْخُلُ , فَنُسَلِّمُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَدَخَلُوا , فَقَالَ لَهُمْ سُلَيْمَانُ: هَذَا الْكِتَابُ وَهُوَ يُشِيرُ لَهُمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فِي يَدِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ هَذَا عَهْدِي فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَبَايِعُوا لِمَنْ سَمَّيْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ. قَالَ: فَبَايَعُوهُ رَجُلًا رَجُلًا. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ بِالْكِتَابِ مَخْتُومًا فِي يَدِ رَجَاءٍ. قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا تَفَرَّقُوا جَاءَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِقْدَامِ , إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَتْ لِي بِهِ حُرْمَةٌ وَمَوَدَّةٌ , وَكَانَ بِي بَرًّا مُلْطِفًا , فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ قَدْ أَسْنَدَ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا , فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ وَحُرْمَتِي وَمَوَدَّتِي إِلَّا أَعْلَمْتَنِي إِنْ كَانَ ذَلِكَ حَتَّى أَسْتَعْفِيَهُ الْآنَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ حَالٌ لَا أَقْدِرُ فِيهَا عَلَى مَا أَقْدِرُ السَّاعَةَ , فَقَالَ رَجَاءٌ: لَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ حَرْفًا وَاحِدًا. قَالَ: فَذَهَبَ عُمَرُ غَضْبَانُ. قَالَ رَجَاءٌ: وَلَقِيَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ: يَا رَجَاءُ , إِنَّ لِي بِكَ حُرْمَةً وَمَوَّدَةً قَدِيمَةً وَعِنْدِي شُكْرٌ , فَأَعْلِمْنِي أَهَذَا الْأَمْرُ إِلَيَّ فَإِنْ كَانَ إِلَيَّ عَلِمْتُ , وَإِنْ كَانَ إِلَى غَيْرِي تَكَلَّمْتُ فَلَيْسَ مَثَلِي قُصِّرَ بِهِ وَلَا نُحِّيَ -[337]- عَنْهُ هَذَا الْأَمْرُ , فَأَعْلِمْنِي فَلَكَ اللَّهُ أَلَّا أَذْكُرَ اسْمَكَ أَبَدًا. قَالَ رَجَاءٌ: فَأَبَيْتُ , وَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ لَا أُخْبِرُكُ حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا أَسَرَّ إِلَيَّ , فَانْصَرَفَ هِشَامٌ وَهُوَ مَوْءُسٌ وَهُوَ يَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: فَإِلَى مَنْ إِذًا نُحِيَّتْ عَنِّي؟ أَتَخْرُجُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعَيْنُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ رَجَاءٌ: وَدَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَإِذَا هُوَ يَمُوتُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ إِذَا أَخَذَتْهُ سَكْرَةٌ مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ حَرَّفْتُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَجَعَلَ يَقُولُ وَهُوَ يَفْأَقُ: لَمْ يَأْنِ لِذَلِكَ بَعْدُ يَا رَجَاءُ حَتَّى فَعَلْتَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ , فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَ: مِنَ الْآنَ يَا رَجَاءُ , إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ شَيْئًا، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَحَرَّفْتُهُ , وَمَاتَ , فَلَمَّا أَغْمَضْتُهُ سَجَّيْتُهُ بِقَطِيفَةٍ خَضْرَاءَ , وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ وَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ زَوْجَتُهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ كَيْفَ أَصْبَحَ , فَقُلْتُ: نَامَ وَقَدْ تَغَطَّى , فَنَظَرَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ مُغَطًّى بِالْقَطِيفَةِ , فَرَجَعَ , فَأَخْبَرَهَا , فَقَبِلَتْ ذَلِكَ وَظَنَّتْ أَنَّهُ نَائِمٌ. قَالَ رَجَاءٌ: وَأَجْلَسْتُ عَلَى الْبَابِ مَنْ أَثِقُ بِهِ وَأَوْصَيْتُهُ أَنْ لَا يَرِيمَ حَتَّى آتِيَهُ وَلَا يُدْخِلَ عَلَى الْخَلِيفَةِ أَحَدًا. قَالَ فَخَرَجْتُ , فَأَرْسَلْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ حَامِزٍ الْعَنْسِيِّ , فَجَمَعَ أَهْلَ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَاجْتَمَعُوا فِي مَسْجِدِ دَابِقٍ , فَقُلْتُ: بَايِعُوا. قَالُوا: قَدْ بَايَعْنَا مَرَّةً وَنُبَايِعُ أُخْرَى. قُلْتُ: هَذَا أَمْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , بَايِعُوا عَلَى مَا أَمَرَ بِهِ وَمَنْ سُمَيَّ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَخْتُومِ , فَبَايَعُوا الثَّانِيَةَ رَجُلًا رَجُلًا. قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا بَايَعُوا بَعْدَ مَوْتِ سُلَيْمَانَ رَأَيْتُ أَنِّيَ قَدْ أَحْكَمْتُ الْأَمْرَ قُلْتُ: قُومُوا إِلَى صَاحِبَكُمْ فَقَدْ مَاتَ. قَالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ , فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى ذِكْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَادَى هِشَامٌ: لَا نُبَايِعُهُ أَبَدًا. قَالَ: قُلْتُ: أَضْرِبُ وَاللَّهِ عُنُقَكَ , قُمْ فَبَايِعْ فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ -[338]-. قَالَ رَجَاءٌ: وَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْ عُمَرَ فَأَجْلَسْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ لِمَا وَقَعَ فِيهِ , وَهِشَامٌ يَسْتَرْجِعُ لِمَا أَخْطَأَهُ , فَلَمَّا انْتَهَى هِشَامٌ إِلَى عُمَرَ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أَيْ حِينَ صَارَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْكَ عَلَى وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: نَعَمْ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ حِينَ صَارَ إِلَيَّ لِكَرَاهَتِي لَهُ. قَالَ: وَغُسِّلَ سُلَيْمَانُ وَكُفِّنَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ أُتِيَ بِمَرَاكِبِ الْخِلَافَةِ: الْبَرَاذِينِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَلِكُلِّ دَابَّةٍ سَائِسٌ , فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَوا: مَرَاكِبُ الْخِلَافَةِ , فَقَالَ عُمَرُ: دَابَّتِي أَوْفَقُ لِي. فَرَكِبَ بَغْلَتَهُ , وَصُرِفَتْ تِلْكَ الدَّوَابُّ , ثُمَّ أَقْبَلَ فَقِيلَ: تَنْزِلُ مَنْزِلَ الْخِلَافَةِ , فَقَالَ: فِيهِ عِيَالُ أَبِي أَيُّوبَ وَفِي فُسْطَاطِي كِفَايَةٌ حَتَّى يَتَحَوَّلُوا , فَأَقَامَ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى فَرَّغُوهُ بَعْدُ. قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا كَانَ مُسْيُ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَالَ: يَا رَجَاءُ , ادْعُ لِي كَاتِبًا فَدَعَوْتُهُ , وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ كُلَّ مَا يَسُرُّنِي صَنَعَ فِي الْمَرَاكِبِ مَا صَنَعَ وَفِي مَنْزِلِ سُلَيْمَانَ , فَقُلْتُ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ الْآنَ فِي الْكِتَابِ؟ أَيَضَعُ نُسُخًا أَمْ مَاذَا؟ قَالَ: فَلَمَّا جَلَسَ الْكَاتِبُ أَمْلَى عَلَيْهِ كِتَابًا وَاحِدًا مِنْ فِيهِ إِلَى يَدِ الْكَاتِبِ بِغَيْرِ نُسْخَةٍ , فَأَمْلَى أَحْسَنَ إِمْلَاءً , وَأَبْلَغَهُ وَأَوْجَزَهُ , ثُمَّ أَمَرَ بِذَلِكَ الْكِتَابِ , فَنُسِخَ إِلَى كُلِّ بَلَدٍ. وَبَلَغَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْوَلِيدِ وَكَانَ غَائِبًا مَوْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَلَمْ يَعْلَمْ بِمُبَايَعَةِ النَّاسِ عُمَرَ وَعَهْدِ سُلَيْمَانَ إِلَيْهِ , فَبَايَعَ مَنْ مَعَهُ لِنَفْسِهِ , ثُمَّ أَقْبَلَ يُرِيدُ دِمَشْقَ يَأْخُذُهَا , فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ بَايَعُوا لَهُ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بِعَهْدٍ مِنْ سُلَيْمَانَ , فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ بَايَعْتَ مَنْ قِبَلَكَ , وَأَرَدْتَ دُخُولَ دِمَشْقَ , فَقَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ , وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ الْخَلِيفَةَ كَانَ عَقَدَ لِأَحَدٍ فَفَرِقْتُ عَلَى الْأَمْوَالِ أَنْ تُنْهَبَ , فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ , لَوْ بُويِعْتَ وَقُمْتَ بِالْأَمْرِ مَا نَازَعْتُكَ ذَلِكَ وَلَقَعَدْتُ فِي بَيْتِي , فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: مَا أَحَبُّ أَنَّهُ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ غَيْرُكَ , وَبَايَعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ , عَنْ هَزَّانَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَآنِي عُمَرُ فِي الدَّارِ أَخْرَجُ وَأَدْخَلُ وَأَتَرَدَّدُ , فَدَعَانِي , فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ , أُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ أَنْ تَذْكُرَنِي لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ تُشِيرَ بِي عَلَيْهِ إِنِ اسْتَشَارَكَ , فَوَاللَّهِ مَا أَقْوَى عَلَى هَذَا الْأَمْرِ , §فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَّا صَرَفْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِّي فَانْتَهَرْتُهُ , وَقُلْتُ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْخِلَافَةِ لِتَطْمَعَ أَنْ أُشِيرَ عَلَيْهِ بِكَ , فَاسْتَحْيَا , وَدَخَلْتُ , فَقَالَ لِي سُلَيْمَانُ: يَا رَجَاءُ , مَنْ تَرَى لِهَذَا الْأَمْرِ , وَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى اللَّهِ وَسَائِلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ , وَمَا صَنَعْتَ فِيهِ. قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ فَقُلْتُ: عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِعَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيدِ وَإِلَيَّ فِي ابْنَيْ عَاتِكَةَ أَيُّهُمَا بَقِيَ؟ قُلْتُ: تَجْعَلْهُمَا مِنْ بَعْدِهِ. قَالَ: أَصَبْتَ , وَوُفِّقْتَ. جِئْنِي بِصَحِيفَةٍ , فَأَتَيْتُهُ بِصَحِيفَةٍ , فَكَتَبَ عَهْدَ عُمَرَ وَيَزِيدَ مِنْ بَعْدِهِ وَخَتَمَهَا , ثُمَّ دَعَوْتُ رِجَالًا , فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي قَدْ عَهِدْتُ عَهْدِي فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ , وَدَفَعْتُهَا إِلَى رَجَاءٍ وَأَمَرْتُهُ أَمْرِي وَهُوَ فِي الصَّحِيفَةِ اشْهَدُوا وَاخْتِمُوا الصَّحِيفَةَ , فَخَتَمُوا عَلَيْهَا , وَخَرَجُوا , فَلَمْ يَلْبَثْ سُلَيْمَانُ أَنْ مَاتَ , فَكَفَفْتُ النِّسَاءَ عَنِ الصَّيَّاحِ , وَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ , فَقَالَوا: يَا رَجَاءُ , كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ السَّاعَةَ. قَالُوا: لِلَّهِ الْحَمْدُ , فَقُلْتُ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا عَهْدُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَتَشْهَدُونَ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: بَلَى. قُلْتُ: افَتَرْضَوْنَ بِهِ؟ قَالَ: هِشَامٌ إِنْ كَانَ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَإِلَّا فَلَا. قُلْتُ: فَإِنَّ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: فَنَعَمْ إِذًا. قَالَ: فَدَخَلْتُ , فَمَكَثْتُ سَاعَةً , ثُمَّ قُلْتُ لِلنِّسَاءِ: اصْرُخْنَ , وَخَرَجْتُ , فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ , وَعُمَرُ فِي نَاحِيَةِ الرَّوَاقِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الثَّقَفِيِّ , عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ ثَقِيفٍ. قَالَ: قُرِئَ عَهْدَ عُمَرَ بَعْدَ وَفَاةِ سُلَيْمَانَ بِالْخِلَافَةِ وَعُمَرُ نَاحِيَةً -[340]- وَهُوَ بِدَابِقٍ , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ مِنْ أَخْوَالِ عُمَرَ , فَأَخَذَ بِضَبْعِهِ , فَأَقَامَهُ , فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ §مَا اللَّهَ أَرَدْتَ بِهَذَا وَلَنْ تُصِيبَ بِهَا مِنِّي دُنْيَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §خَطَبَ النَّاسَ وَفُرِشَ لَهُ فَنَزَلَ وَتَرَكَ الْفُرُشَ , وَجَلَسَ نَاحِيَةً , فَقِيلَ لَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى حُجْرَةِ سُلَيْمَانَ , فَتَمَثَّلَ: [البحر الطويل] فَلَوْلَا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خَشْيَةَ الرَّدَى ... لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصَّبِيِّ كُلَّ زَاجِرِ قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ثُمَّ لَا تَرَى ... لَهُ صَبْوَةً أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ , عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أُتِيَ بِدَابَّةِ سُلَيْمَانَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُ , فَلَمْ يَرْكَبْهَا وَرَكِبَ دَابَّتَهُ الَّتِي جَاءَ عَلَيْهَا , فَدَخَلَ الْقَصْرَ وَقَدْ مُهِدَتْ لَهُ فُرُشَ سُلَيْمَانَ الَّتِي كَانَ يَجْلِسُ عَلَيْهَا , فَلَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهَا , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ §لَيْسَ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ نَبِيٌّ , وَلَا بَعْدَ الْكِتَابِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ كِتَابٌ أَلَا إِنَّ مَا أَحَلَّ اللَّهُ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمَا حَرَّمَ اللَّهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , أَلَا إِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ , وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ , أَلَا إِنِّي لَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ , أَلَا إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , أَلَا إِنِّي لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ وَلَكِنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ غَيْرُ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي أَثْقَلَكُمْ حِمْلًا , ثُمَّ ذَكَرَ حَاجَتَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ مَدِينِيٌّ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كَاتِبٌ كَانَ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ عَنْ قَبْرِ سُلَيْمَانَ قَالَ: إِذَا دَوَابُّ سُلَيْمَانَ قَدْ عُرِضَتْ لَهُ. قَالَ: فَكَثَّرَ , ثُمَّ أَشَارَ إِلَى بُغَيْلَةَ شَهْبَاءَ , فَأُتِيَ بِهَا , فَرَكِبَهَا قَالَ: فَانْصَرَفَ , فَإِذَا فُرُشُ سُلَيْمَانَ فِي مَنْزِلِهِ. قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ عَجَّلْتُمْ. قَالَ: ثُمَّ تَنَاوَلَ وِسَادَةً أَرْمَنِيَّةً , فَطَرَحَهَا -[341]- بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ §لَوْلَا أَنِّي فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ مَا جَلَسْتُ عَلَيْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: §وَلِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ , فَأَنْكَرْتُ حَالَهُ فِي الْعَصْرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الْمَدِينَةَ , §فَلَمَّا تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ أَمَّرَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَاسْتَقْضَى أَبَا طُوَالَةَ , وَوَلَّى الْكُوفَةَ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَضَمَّ إِلَيْهِ أَبَا الزِّنَادِ كَاتِبًا , فَكَانَ عَلَى حَرْبِهَا وَخِرَاجِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ عُمَرُ , وَاسْتَقْضَى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ وَوَلَّى الْبَصْرَةَ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَاةَ , فَاسْتَقْضَى الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ , ثُمَّ اسْتَعْفَاهُ , فَأَعْفَاهُ , وَوَلَّى الْيَمَنَ عُرْوَةَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيَّ , وَوَلَّى الْجَزِيرَةَ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ , وَوَلَّى إِفْرِيقِيَّةَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ حَتَّى تُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَيْهَا , وَوَلَّى دِمَشْقَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيَّ , وَوَلَّى خُرَاسَانَ الْجَرَّاحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيَّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: مَا زَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَرُدُّ الْمَظَالِمَ مُنْذُ يَوْمِ اسْتُخْلِفَ إِلَى يَوْمِ مَاتَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَدَأَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ , §فَرَدَّ مَا كَانَ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْمَظَالِمِ , ثُمَّ فَعَلَ بِالنَّاسِ بَعْدُ. قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ: جِئْتُمْ بِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَلَّيْتُمُوهُ عَلَيْكُمْ فَفَعَلَ هَذَا بِكُمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ: لَمَّا رَدَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَظَالِمَ قَالَ: " إِنَّهُ لَيَنْبَغِي أَنْ لَا أَبْدَأُ بِأَوَّلَ مِنْ نَفْسِي , فَنَظَرَ إِلَى مَا فِي -[342]- يَدَيْهِ مِنْ أَرْضٍ أَوْ مَتَاعٍ , فَخَرَجَ مِنْهُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى فَصِّ خَاتَمٍ , فَقَالَ: هَذَا مِمَّا كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَعْطَانِيهِ مِمَّا جَاءَهُ مِنْ أَرْضِ الْمَغْرِبِ , فَخَرَجَ مِنْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَبِيبٍ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا زَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَرُدُّ الْمَظَالِمَ مِنْ لَدُنْ مُعَاوِيَةَ إِلَى أَنِ اسْتُخْلِفَ أَخْرَجَ مِنْ أَيْدِي وَرَثَةِ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حُقُوقًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §رَدَّ مَظَالِمَ فِي بُيُوتِ الْأَمْوَالِ , فَرَدَّ مَا كَانَ فِي بَيْتِ الْمَالِ , وَأَمَرَ أَنْ يُزَكَّى لَمَّا غَابَ عَنْ أَهْلِهِ مِنَ السِّنِينَ , ثُمَّ عَقَّبَ بِكِتَابٍ آخَرَ: إِنِّي نَظَرْتُ , فَإِذَا هُوَ ضِمَارٌ لَا يُزَكَّى إِلَّا لِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْعِرَاقِ فِي §رَدِّ الْمَظَالِمِ إِلَى أَهْلِهَا , فَرَدَدْنَاهَا حَتَّى أَنْفَدْنَا مَا فِي بَيْتِ مَالِ الْعِرَاقِ , وَحَتَّى حَمَلَ إِلَيْنَا عُمَرُ الْمَالَ مِنَ الشَّامِ " قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: وَكَانَ عُمَرُ يَرُدُّ الْمَظَالِمَ إِلَى أَهْلِهَا بِغَيْرِ الْبَيِّنَةِ الْقَاطِعَةِ. كَانَ يَكْتَفِي بِأَيْسَرِ ذَلِكَ إِذَا عَرَفَ وَجْهًا مِنْ مَظْلَمَةِ الرَّجُلِ رَدَّهَا عَلَيْهِ , وَلَمْ يُكَلِّفْهُ تَحْقِيقَ الْبَيِّنَةِ لِمَا كَانَ يَعْرِفُ مِنْ غَشْمِ الْوُلَاةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ يَقْدَمُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كِتَابٌ مِنْ عُمَرَ إِلَّا فِيهِ §رَدُّ مَظْلَمَةٍ , أَوْ إِحْيَاءُ سُنَّةٍ , أَوْ إِطْفَاءُ بِدْعَةٍ , أَوْ قَسْمٌ , أَوْ تَقْدِيرُ عَطَاءٍ , أَوْ خَيْرٌ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنِ §اسْتَبْرِئِ الدَّوَاوِينَ , فَانْظُرْ إِلَى كُلِّ جَوْرٍ جَارَهُ مَنْ قَبْلِي مِنْ حَقِّ مُسْلِمٍ , -[343]- أَوْ مُعَاهَدٍ فَرُدَّهُ عَلَيْهِ؛ فَإِنْ كَانَ أَهْلُ تِلْكَ الْمُظْلِمَةِ قَدْ مَاتُوا فَادْفَعْهُ إِلَى وَرَثَتِهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , §وَإِيَّاكَ وَالْجُلُوسَ فِي بَيْتِكَ. اخْرُجْ لِلنَّاسِ فَآسِ بَيْنَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ وَالْمَنْظَرِ وَلَا يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آثَرَ عِنْدَكَ مِنْ أَحَدٍ , وَلَا تَقُولَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ عِنْدِي الْيَوْمَ سَوَاءٌ. بَلْ أَنَا أَحْرَى أَنْ أَظُنَّ بِأَهْلِ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ يَقْهَرُونَ مَنْ نَازَعَهُمْ , وَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ , فَاكْتُبْ إِلَيَّ فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ حَزْمِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي كَلَامٍ لَهُ §فَلَوْ كَانَ كُلُّ بِدْعَةٍ يُمِيتُهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ , وَكُلُّ سُنَّةٍ يُنْعِشُهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ بِبِضْعَةٍ مِنْ لَحْمِي حَتَّى يَأْتِيَ آخِرُ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِي كَانَ فِي اللَّهِ يَسِيرًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَامَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ , ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: §لَا طَاعَةَ لَنَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ سَيَّارٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ لِلنَّاسِ: §الْحَقُوا بِبِلَادِكُمْ فَإِنِّي أُذَكِّرُكُمْ فِي أَمْصَارِكُمْ وَأَنْسَاكُمْ عِنْدِي إِلَّا مَنْ ظَلَمَهُ عَامِلٌ , فَلَيْسَ عَلَيْهِ مِنِّي إِذَنٌ فَلْيَأْتِنِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: إِنَّ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , §الْحَقُوا بِبِلَادِكُمْ فَإِنِّي أُذَكِّرُكُمْ فِي بِلَادِكُمْ , وَأَنْسَاكُمْ عِنْدِي أَلَا وَإِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ رِجَالًا لَا أَقُولُ هُمْ خِيَارُكُمْ وَلَكِنَّهُمْ خَيْرٌ مِمَّنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُمْ , فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ فَلَا إِذَنَ لَهُ عَلَيَّ , وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتُ هَذَا الْمَالَ نَفْسِي وَأَهِلِّي , ثُمَّ -[344]- بَخِلْتُ بِهِ عَلَيْكُمْ إِنِّي إِذًا لَضَنِينٌ , وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُنْعِشَ سُنَّةً أَوْ أَسِيرَ بِحَقٍّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ بَنِي مَرْوَانَ , فَأَغْضَبَهُ §فَاسْتَشَاطَ غَضَبًا , ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ فِي بَنِي مَرْوَانَ ذَبْحًا وَايْمِ اللَّهِ , لَئِنْ كَانَ ذَاكَ الذَّبْحُ عَلَى يَدَيَّ " قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ كَفُّوًا , وَكَانُوا يَعْلَمُونَ صَرَامَتَهُ وَأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ فِي أَمْرٍ مَضَى فِيهِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْبَاهِلِيِّ قَالَ: جَاءَ بَنُو مَرْوَانَ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَوا: إِنَّكَ قَصَّرْتَ بِنَا عَمَّا كَانَ يَصْنَعُهُ بِنَا مَنْ قَبْلَكَ , وَعَاتَبُوهُ , فَقَالَ: §لَئِنْ عُدْتُمْ لِمِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ لَأَشُدَّنَّ رِكَابِي , ثُمَّ لَأَقْدَمَنَّ الْمَدِينَةَ وَلَأَجْعَلَنَّهَا أَوْ أُصَيِّرُهَا شُورَى. أَمَا إِنِّي أَعْرِفُ صَاحِبَهَا الْأُعَيْمَشَ يَعْنِي الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْيَوْمُ يَنْطِقُ كُلُّ مَنْ كَانَ لَا يَنْطِقُ , وَإِنَّا لَنَرْجُو لِسُلَيْمَانَ بِتَوْلِيَتِهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عِنْدَ الْمَوْتِ: §لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَدَوْتُ بِهَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَبَلَغَتِ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , فَرَحَّمَ عَلَيْهِ , وَقَالَ: إِنَّ الْقَاسِمَ لَيَضْعُفُ عَنْ أُهَيْلِهِ , فَكَيْفَ يَقُومُ بِأَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَدَوْتُ بِهِ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَصَاحِبَ الْأَعْوَصِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو عَابِدًا مُنْقَطِعًا قَدِ اعْتَزَلَ فَنَزَلَ الْأَعْوَصَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ -[345]- قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: §إِنَّا لَنَرْجُو لِسُلَيْمَانَ بِاسْتِخْلَافِهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ نَظَرَ إِلَى مَا كَانَ لَهُ مِنْ عَبْدٍ , وَإِلَى لِبَاسِهِ , وَعِطْرِهِ وَأَشْيَاءَ مِنَ الْفُضُولِ فَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ بِهِ عَنْهُ غِنًى , فَبَلَغَ ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ , §فَجَعَلَهُ فِي السَّبِيلِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , أَنَّهُ أَخْبَرَهُ خَادِمُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَنَّهُ لَمْ يَتَمَلَّأْ مِنْ طَعَامٍ مِنْ يَوْمِ وَلِيَ حَتَّى مَاتَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدَ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: §لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَضَعَ الْمَكْسَ عَنْ كُلِّ أَرْضٍ , وَوَضَعَ الْجِزْيَةَ عَنْ كُلِّ مُسْلِمٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمَّا اسْتُخْلِفَ §أَبَاحَ الْأَحْمَاءَ كُلَّهَا إِلَّا النَّقِيعَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ §تُعْمَلَ الْخَانَاتُ بِطَرِيقِ خُرَاسَانَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: حَضَرْتُ قِسْمَتْيَنِ §قَسَمَهُمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ كُلِّهِمْ سَوَّى بَيْنَهُمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَا: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ -[346]- أَنِ §افْرِضْ لِلنَّاسِ إِلَّا لِتَاجِرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ فَذَكَرْتُ لَهُ كِتَابَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ الَّذِي جَاءَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ لَا يَفْرِضَ لِتَاجِرٍ , فَقَالَ أَصَابَ عُمَرُ؛ §التَّاجِرُ مَشْغُولٌ بِتِجَارَتِهِ عَمَّا يَصْلُحُ الْمُسْلِمِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ §فَرَضَ لِرِجَالٍ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ شَرَفَ الْعَطَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَخْرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلَاثَةَ أُعْطِيَةٍ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا عَشْرَ لَيَالٍ. يَرْحَمُهُ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ جَرَى عَلَى يَدَيَّ لِقَوْمِي §فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلَاثَةُ أُعْطِيَةٍ وَقِسْمَانِ لِلنَّاسِ عَامَانِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , يَقُولُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِنَّهُ §لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا لِمَوْتَاكُمْ , فَارْفَعُوهُمْ إِلَيْنَا , وَاكْتُبُوا لَنَا كُلَّ مَنْفُوسٍ نَفْرِضْ لَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقْرَأُ عَلَيْنَا §ارْفَعُوا كُلَّ مَنْفُوسٍ نَفْرِضْ لَهُ. ارْفَعُوا مَوْتَاكُمْ فَإِنَّمَا هُوَ مَالُكُمْ نَرُدُّهُ عَلَيْكُمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ذَهَبَتْ بِي حَاضِنَتِي إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ §فَوَضَعَ فِي يَدَيَّ دِينَارًا وَأَنَا مَنْفُوسٌ , وَوُلِدْتُ سَنَةَ الْمِائَةِ , ثُمَّ كَانَ قَابِلٌ فَأُعْطِينَا دِينَارًا آخَرَ فَكَانَا دِينَارَيْنِ. قَالَ: وَبِهِ سُمِّيتُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ , فَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ , §فَأَصَبْتُ مِنْ قَسْمِهِ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: §سَوَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَيْنَ النَّاسِ فِي طَعَامِ الْجَارِ , وَكَانَ أَكْثَرَ مَا يَكُونُ طَعَامُ الْجَارِ أَرْبَعَةُ أَرَادِبَ وَنِصْفُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: إِنَّمَا §سَوَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَيْنَ مَنْ فَرَضَ لَهُ فِي طَعَامِ الْجَارِ , وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ شَيْءٌ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ. قَدْ فَضَّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ النَّاسِ فِي طَعَامِ الْجَارِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: كَانَ لِي فِي طَعَامِ الْجَارِ عِشْرُونَ إِرْدَبًّا , §فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ أُقِرَّتْ وَسَوَّى بَيْنَ مَنْ فَرَضَ لَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ §يَعْمَلُ بِاللَّيْلِ كَعَمَلِهِ بِالنَّهَارِ؛ لِاسْتِحْثَاثِ عُمَرَ إِيَّاهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا صَلَّى الْعِشَاء §دَعَا بِشَمْعَةٍ مِنْ مَالِ اللَّهِ لِيَكْتُبَ فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَظَالِمِ فَتُرَدُّ فِي كُلِّ أَرْضٍ , فَإِذَا أَصْبَحَ جَلَسَ فِي رَدِّ الْمَظَالِمِ وَأَمَرَ بِالصَّدَقَاتِ أَنْ تُقَسَّمَ فِي أَهْلِهَا , فَلَقَدْ رَأَيْتُ مَنْ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فِي الْعَامِ الْقَابِلِ لَهُ إِبِلٌ فِيهَا صَدَقَةٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: بَعَثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §فَقَسَّمْنَا الصَّدَقَةَ فِيهِمْ , فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّا لَنُصَدِّقُ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ مَنْ كَانَ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ , وَلَقَدْ كُنْتُ أُرَاهُ يَكْتُبُ إِلَى -[348]- أَهْلِهِ أَوْ فِي الْحَاجَةِ تَكُونُ لَهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ فَيَأْمُرُ بِالشَّمْعَةِ , فَتُنَحَّى وَيَأْمُرُ بِشَمْعَةٍ أُخْرَى , وَلَقَدْ كُنْتُ أُرَاهُ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ فَمَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا وَمَا لَهُ غَيْرُهَا , وَمَا أَحْدَثَ بِنَا , وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَتَبَةً لَهُ خَرِبَتْ فَكَلَّمَ فِي إِصْلَاحِهَا , ثُمَّ قَالَ: يَا مُزَاحِمُ , هَلْ لَكَ أَنْ نَتْرُكَهَا فَنَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ نُحْدِثْ شَيْئًا؟ قَالَ: وَحَرَّمَ الطِّلَاءَ فِي كُلِّ أَرْضٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , عُصِّبَتْ سَنَوَاتٌ. إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُصَاةِ , وَحَرَّمْتَ عَطَائِي. قَالَ: فَرَدَّ عَلَيَّ عَطَائِي , وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ لِي مَا مَضَى مِنَ السِّنِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَرْسَلَ إِلَى الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ يَقُولُ لَهُمَا: §أَرُدُّ عَلَيْكُمَا مَا حُبِسَ عَنْكُمَا مِنْ أَعْطَيَتِكُمَا؟ فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ فَعَلْتَ , وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلَا. فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ الْمَالَ لَا يَسَعُ. قَالَ: وَقَبِلَ الْحَسَنُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ نَجِيحٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ أَنْ يُعْطَى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ مَا قُطِعَ عَنْهُ مِنَ الدِّيوَانِ , فَمَشَى خَارِجَةُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُلْزِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا مَقَالَةً وَلِي نُظَرَاءُ فَإِنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّهُمْ بِهَذَا فَعَلْتُ وَإِنْ هُوَ خَصَّنِي بِهِ فَإِنِّي أَكْرَهُ ذَلِكَ لَهُ , فَكَتَبَ عُمَرُ: §لَا يَسَعُ الْمَالُ ذَلِكَ , وَلَوْ وَسِعَهُ لَفَعَلْتُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كُنَّا نُخَرِّجُ دِيوَانَ أَهْلِ السُّجُونِ فَيَخْرُجُونَ إِلَى أَعْطَيَتِهِمْ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَكَتَبَ إِلَيَّ: §مَنْ كَانَ غَائِبًا قَرِيبَ الْغِيبَةِ فَأَعْطِ أَهْلَ دِيوَانِهِ , وَمَنْ كَانَ مُنْقَطِعَ الْغِيبَةِ فَاعْزِلْ عَطَاءَهُ إِلَى أَنْ يَقْدَمَ أَوْ يَأْتِي نَعْيُهُ أَوْ يُوَكَّلُ عِنْدَكَ بِوَكَالَةٍ بِبَيِّنَةٍ عَلَى حَيَاتِهِ فَادْفَعْهُ إِلَى وَكِيلِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §قَضَى عَنْ غَارِمٍ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ دِينَارًا مِنْ سَهْمِ الْغَارِمِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَفَدَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ وَبَشِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ , فَدَخَلَا عَلَيْهِ بِخُنَاصِرَةَ , فَذَكَرَا دَيْنًا عَلَيْهِمَا , §فَقَضَى عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ , فَخَرَجَ الصَّكُّ يُعْطَيَانِ مِنْ صَدَقَةِ كَلْبٍ مِمَّا عُزِلَ فِي بَيْتِ الْمَالِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْعَزْلُ قُدِمَ بِهِ لَمْ يُوجَدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يُقْضَى عَنْهُ دَيْنٌ , فَأُدْخِلَ فَضْلُهُ بَيْتَ الْمَالِ عَزْلًا لِأَنْ يُقْضَى بِهِ عَنِ الدُّيَّانِ , فَهَذَا وَجْهُهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْقَيْنِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَسَأَلَهُ قَضَاءَ دَيْنِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: §كَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: تَسْعَوْنَ دِينَارًا. قَالَ: قَدْ قَضَيْنَاهُ عَنْكَ مِنْ سَهْمِ الْغَارِمِينَ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَغْنِنِي عَنِ التِّجَارَةِ. قَالَ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِفَرِيضَةٍ. قَالَ: قَدْ فَرَضْتُ لَكَ فِي سِتِّينَ وَأَمَرْنَا لَكَ بِمَسْكَنٍ وَخَادِمٍ , فَكَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَغْنَانِي عَنِ التِّجَارَةِ. إِنِّي لَأُغْلِقُ بَابِي فَمَا يَكُونُ لِي خَلْفَهُ هَمٌّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُفَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: §قَضَى عَنِّي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ مِنْ صَدَقَاتِ بَنِي كِلَابٍ , وَكَتَبَ بِهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمْ يَزَلْ رَأْيُهُ وَالَّذِي يُشِيرُ بِهِ عَلَى مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ تَوْفِيرَ -[350]- هَذَا الْخُمُسِ عَلَى أَهْلِهِ , فَكَانُوا لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ , فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ نَظَرَ فِيهِ فَوَضَعَهُ فِي مَوَاضِعِهِ الْخَمْسَةِ , §وَآثَرَ بِهِ أَهْلَ الْحَاجَةِ مِنَ الْأَخْمَاسِ حَيْثُ كَانُوا , فَإِنْ كَانَتِ الْحَاجَةُ سَوَاءً وَسَّعَ فِي ذَلِكَ بِقَدْرِ مَا يَبْلُغُ الْخُمُسَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُهَاجِرُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ بِالسَّبْيِ مِنَ الْأَخْمَاسِ , فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَضَعُهُمْ فِي الصِّنْفِ الْوَاحِدِ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي يُوضَعُ فِي الطَّرِيقِ يُتَصَدَّقُ بِهِ. أَشْرَبُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ , §لَا بَأْسَ بِذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا وَالٍ بِالْمَدِينَةِ , وَلِلْمَسْجِدِ مَاءٌ يُتَصَدَّقُ بِهِ , فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ يَزَعُ عَنْ ذَلِكَ الْمَاءِ أَنْ يُشْرَبَ مِنْهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ عَلَى دِيوَانِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ رُبَّمَا §أَعْطَى الْمَالَ مَنْ يُسْتَأْلَفُ عَلَى الْإِسْلَامِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ رَجُلٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §أَعْطَى بِطْرِيقًا أَلْفَ دِينَارٍ اسْتَأْلَفَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , وَأَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ قَالَا: §فَدَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ رَدَّهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §لَمْ يَجْعَلِ الضِّيَافَةَ عَلَى أَهْلِ الْمُدُنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §كَتَبَ لَا يُنَفِّلُ الْإِمَامُ أَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ §أَلْحِقُوا الْبَرَاذِينَ بِالْخَيْلِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: §كَتَبَ -[351]- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عُمَّالِهِ فِي الْآفَاقِ أَنْ لَا يَفْرِضُوا لِابْنِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي الْقِتَالِ , وَيَفْرِضُوا لِابْنِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي الْمُقَاتِلَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَكْتُبُ إِلَى وُلَاتِهِ حِينَ أَخْرَجَ الْعَطَاءَ لَا يُقْبَلُ مِنْ رَجُلٍ لَهُ مِائَةُ دِينَارٍ إِلَّا فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وَدِرْعٌ وَسَيْفٌ وَرُمْحٌ وَنَبْلٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §يُسْتَتَابُ الْمُرْتَدُّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: السُّلْطَانُ مُخَيَّرٌ فِي قَوْلِهِ: {§إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 33] "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §لَيْسَ فِي الْمِصْرِ مُحَارَبَةٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَقُولُ: §شَيْئَانِ لَيْسَ لِأَهْلِهِمَا فِيهِمَا جَوَازُ أَمْرٍ وَلَا لِوَالٍ إِنَّمَا هُمَا لِلَّهِ يَقُومُ بِهِمَا الْوَالِي: مَنْ قُتِلَ عُدْوَانًا وَفَسَادًا فِي الْأَرْضِ وَمَنْ قُتِلَ غِيلَةً "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §لَا تُنْكَحُ امْرَأَةُ الْأَسِيرِ أَبَدًا مَا دَامَ أَسِيرًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْبُرْسُمِيُّ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §أَجِزْ مَا صَنَعَ الْأَسِيرُ فِي مَالِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §إِذَا كَانَ الرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ يُقَاتِلُ فَمَا صَنَعَ فِي مَالِهِ فَهُوَ جَائِزٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّد , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §لَا يَجُوزُ أَمَانُ الذِّمِّيِّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ سُهَيْلٍ الْأَعْشَى قَالَ: §قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِأَرْضِ الرُّومِ يَأْمُرُ وَالِينَا بِنَصْبِ الْمَنْجَنِيقِ عَلَى الْحِصْنِ وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى جَنْبِي يَسْمَعُ الْكِتَابَ , فَلَمْ يُنْكِرْهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §لَا يَرَى بِالتَّدْخِينِ عَلَى الْعَدُوِّ بَأْسًا فِي الْحُصُونِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُتْبَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أُتِيَ بِرَجُلَيْنِ مُسْلِمٍ وَذِمِّيٍّ جَاسُوسَيْنِ أُخِذَا فِي أَرْضِ الرُّومِ , §فَقَتَلَ الذِّمِّيَّ وَعَاقَبَ الْمُسْلِمَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §نَهَى عَنْ عَقْرِ الدَّابَّةِ إِذَا هِيَ قَامَتْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز أَنَّهُ كَتَبَ فِي خِلَافَتِهِ أَنْ §لَا يُؤْخَذَ مِنَ الْمَعَادِنِ الْخُمُسَ وَتُؤْخَذُ مِنْهَا الصَّدَقَةُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَحْسَنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ §أَخَذَ مِنَ الْمَعَادِنِ الصَّدَقَةَ هَكَذَا كَانَ الْأَمْرُ الْأَوَّلُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §أَبَاحَ الْغَوْصَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §كَتَبَ فِي الْعَنْبَرِ الْخُمُسَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ آخِرَ عُمْرِهِ يَقُولُ: §لَيْسَ فِي الْعَنْبَرِ شَيْءٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: §الرَّسُولُ وَالْبَرِيدُ وَالْوَكِيلُ يُبْعَثُونَ مِنَ الْعَسْكَرِ يُجْرَى لَهُمْ سِهَامُهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ §يَأْمُرُ بِبَيْعِ الْغَنَائِمِ فِيمَنْ يَزِيدُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَا بَأْسَ بِذَبَائِحِ السَّامِرَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: §يُسْهَمُ لِفَرَسَيْنِ , وَمَا كَانَ بَعْدُ فَجَنَائِبُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَجَّاجِ الطَّائِفِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ §أَنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ الْخَيْلَ فِي خِلَافَتِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §إِذَا دُخِلَتِ الصَّائِفَةُ فَلَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَدْخُلُ فِي أَثَرِهِمْ إِلَّا فِي قُوَّةٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ وَالْعُدَدِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعِي وَبَعَثَ بِمَالٍ إِلَى سَاحِلِ عَدَنٍ أَنْ §أَفْتَدِيَ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ وَالْعَبْدَ وَالذِّمِّيَّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ -[354]- عَطَاءٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §أَعْطَى بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَشَرَةً مِنَ الرُّومِ , وَأَخَذَ الْمُسْلِمَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ , مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ أُتِيَ بِأَسِيرٍ أَسَرَهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَّ أَهْلَهُ سَأَلُوهُ أَنْ يَفْتَدُوهُ بِمِائَةِ مِثْقَالٍ , §فَرَدَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِمْ وَفَدَّاهُ بِمِائَةِ مِثْقَالٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ §يَكْرَهُ قَتْلَ الْأَسْرَى يُسْتَرَقُّونَ أَوْ يُعْتَقُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §مَنْ سَرَقَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ , ثُمَّ خَرَجَ قُطِعَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ حُسَيْنٍ الْأَيْلِيِّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَقَامَ الْحَدَّ ثَمَانِينَ جَلْدَةً عَلَى رَجُلٍ افْتَرَى عَلَى رَجُلٍ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ حِينَ خَرَجُوا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ وَأُتِيَ بِرَجُلٍ شَهِدَ عَلَيْهِ أَنَّهُ §شَرِبَ خَمْرًا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ , فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِسَارِقٍ سَرَقَ مِنَ الْمَغْنَمِ , وَلَمْ يُقْسَمْ , فَسَأَلَ: أَهُوَ مِمَّنْ أَوْجَفَ فِي الْمَغْنَمِ؟ فَقِيلَ: لَا. §فَقَطَعَ يَدَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ أَرَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدَابِقٍ §إِذَا أَتَمَّ الصَّلَاةَ جَمَعَ بِالنَّاسِ , وَإِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَجْمَعْ إِلَّا أَنْ يَمُرَّ عَلَى مَدِينَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ بِشْرِ -[355]- بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: «§تَمَامُ الرِّبَاطِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ بِدَابِقٍ: §نَحْنُ فِي رِبَاطٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَبْيَضِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: §مَا يَهْلَكُ النَّاسُ إِلَّا فِي هَذِهِ الْعَلَّاقَاتِ , وَكَانَ يَكْتُبُ: لَا يَذْهَبْ إِلَى الْعَلَّاقَةِ إِلَّا جَمَاعَةٌ وَقُوَّةٌ , ثُمَّ يَأْخُذُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَرْجِعُوا جَمِيعًا أَوْ يَعْطَبُوا جَمِيعًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَبِي عُتْبَةَ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عَامِلِهِ §أَنْ لَا تُقَاتِلُنَّ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ الرُّومِ , وَلَا جَمَاعَةً مِنْ جَمَاعَاتِهِمْ حَتَّى تَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَإِنْ قَبِلُوا فَاكْفُفْ عَنْهُمْ , وَإِنْ أَبَوْا فَالْجِزْيَةُ , فَإِنْ أَبَوْا فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: §كَانَ سَيْفُ أَبِي مُحَلًّى بِفِضَّةٍ , فَنَزَعَهَا , وَحَلَّاهُ حَدِيدًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَرْكَبُ عَلَى النُّمُورِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §كَانَ يُظْهِرُ التَّكْبِيرَ عِنْدَ الْفَتْحِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §مَنْ آمَنَّا بِأَيِّ لِسَانٍ كَانَ فَقَدْ أَمِنَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الذِّمِّيِّ يَغْزُو مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَيُؤَمِّنُ الْعَدُوَّ , فَكَتَبَ لَا يَجُوزُ أَمَانَهُ , وَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ وَهَذَا لَيْسَ بِمُسْلِمٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ §يَتَبَرَّأُ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ , وَيَقُولُ عُمَرُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَتَبَرَّأُ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ عَيَّاشِ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الذِّمِّيِّ يُوصِي بِالْكَنِيسَةِ يُوقَفُ وَقْفًا مِنْ مَالِهِ لِلنَّصَارَى أَوْ لِلْيَهُوَدِ. قَالَ: «§يَجُوزُ ذَلِكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدٌ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ §إِنْ أَسْلَمَ وَالْجِزْيَةُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَلَا تُؤْخَذُ مِنْهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الذِّمِّيِّ يُسْلِمُ قَبْلَ السَّنَةِ بِيَوْمٍ. قَالَ: §لَا تُؤْخَذُ مِنْهُ الْجِزْيَةُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَنْ يَنْظُرَ فِي أَمْرِ السُّجُونِ وَيُسْتَوْثَقُ مِنْ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ , وَكَتَبَ لَهُمْ بِرِزْقِ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ. قَالَ مُوسَى: فَرَأَيْتُهُمْ يُرْزَقُونَ عِنْدَنَا شَهْرًا بِشَهْرٍ , وَيُكْسَوْنَ كِسْوَةً فِي الشِّتَاءِ وَكِسْوَةً فِي الصَّيْفِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , مَوْلَى الْمَهْرِيِّ قَالَ: §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ وَانْظُرُوا مَنْ فِي السُّجُونِ مِمَّنْ قَامَ عَلَيْهِ الْحَقُّ فَلَا تَحْبِسْهُ حَتَّى تُقِيمَهُ عَلَيْهِ , وَمَنْ أَشْكَلَ أَمَرُهُ فَاكْتُبْ إِلَيَّ فِيهِ , وَاسْتَوْثِقْ مِنْ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ فَإِنَّ الْحَبْسَ لَهُمْ نَكَالٌ , وَلَا تَعَدَّ فِي الْعُقُوبَةِ وَيُعَاهَدُ مَرِيضُهُمْ مِمَّنْ لَا أَحَدَ لَهُ وَلَا مَالَ , وَإِذَا حَبَسْتَ قَوْمًا فِي دَيْنٍ فَلَا تَجْمَعْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ , وَلَا حَبَسَ وَاحِدٍ , وَاجْعَلْ لِلنِّسَاءِ حَبْسًا عَلَى حِدَةٍ , وَانْظُرْ مَنْ تَجْعَلَ عَلَى حَبَسِكَ مِمَّنْ تَثِقُ بِهِ , وَمَنْ لَا يَرْتَشِي فَإِنَّ مَنِ ارْتَشَى صَنَعَ مَا أُمِرَ بِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنْ §يَعْرِضَ أَهْلَ السِّجْنِ فِي كُلِّ سَبْتٍ , وَيَسْتَوْثِقُ مِنْ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنَا قَيْسٌ , عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ فِي أَهْلِ الذِّعَارَاتِ §أَنْ يُلْزِمَهُمُ السِّجْنَ , وَيَكْسُوَهَا طَاقًا فِي الشِّتَاءِ وَثَوْبَيْنِ فِي الصَّيْفِ , وَكَذَا وَكَذَا مِنْ مَصْلَحَتِهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنِ احْبِسْ أَهْلَ الذِّعَارَاتِ فِي وَثَاقٍ وَأَهْلَ الدَّمِ , فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ: كَيْفَ يُصَلُّونَ مِنَ الْحَدِيدِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ: §لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَابْتَلَاهُمْ بِأَشَدِّ مِنَ الْحَدِيدِ يُصَلُّونَ كَيْفَ تَيَسَّرَ عَلَى أَحَدِهِمْ. وَهُمْ فِي عُذْرٍ , فَأَمَّا الْوَثَائِقُ , فَإِنِّي وَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ كَتَبَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَيْهِ بِرِجَالٍ فِي وَثَاقٍ مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيُّ وَغَيْرُهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: §جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُرِئَ عَلَيْنَا لَا يُدْخُلُ الْحَمَّامُ إِلَّا بِمِئْزَرٍ؛ فَلَقَدْ رَأَيْتُ صَاحِبَ الْحَمَّامِ يُعَاقَبُ وَيُعَاقَبُ الَّذِي يَدْخُلُ , وَرَأَيْتُ كِتَابَ عُمَرَ يُقْرَأُ: وَاسْتَقْبِلُوا بِذَبَائِحِكُمُ الْقِبْلَةَ. قَالَ فَالْتَفَتُّ إِلَيَّ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ , فَقَالَ: وَمَنْ يَجْهَلُ هَذَا ‍‍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ , وَلَا يَدْخُلُهُ النِّسَاءُ رَأْسًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَتْ حَرُورِيَّةٌ بِالْعِرَاقِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِالْعِرَاقِ مَعَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ عَامَلِ الْعِرَاقِ , فَلَمَّا

انْتَهَى أَمْرُهُمْ إِلَى عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ يَأْمُرُهُ أَنْ §يَدْعُوَهُمَ إِلَى الْعَمَلِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا أُعْذِرَ فِي دُعَائِهِمْ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ قَاتِلْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ وَلَهُ الْحَمْدُ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ سَلَفًا يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَيْنَا , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْحَمِيدِ جَيْشًا فَهَزَمَتْهُمُ الْحَرُورِيَّةُ , فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي جَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ: قَدْ بَلَغَنِي مَا فَعَلَ جَيْشُكَ جَيْشُ السُّوءِ , وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَلَقِيَهُمْ مَسْلَمَةُ فِي أَهْلِ الشَّامِ , فَلَمْ يَنْشَبُوا هُمْ أَنْ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ , عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: §بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ إِلَى الْخَوَارِجِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيْهِ , فَكَلَّمْتُهُمْ , فَقُلْتُ: مَا الَّذِي تَنْقِمُونَ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: مَا نَنْقِمُ عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَلْعَنُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ , فَهَذِهِ مُدَاهَنَةٌ مِنْهُ. قَالَ: فَكَفَّ عُمَرُ عَنْ قِتَالِهِمْ حَتَّى أَخَذُوا الْأَمْوَالَ وَقَطَعُوا السَّبِيلَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بِذَلِكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا إِذَا أَخَذُوا الْأَمْوَالَ وَأَخَافُوا السَّبِيلَ فَقَاتِلُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ رِجْسٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يُدْعَى الْخَوَارِجُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ فِي الْخَوَارِجِ , §فَإِنْ أَظْفَرَكَ اللَّهُ بِهِمْ وَأَدَالَكَ عَلَيْهِمْ فَرُدَّ مَا أَصَبْتَ مِنْ مَتَاعِهِمْ إِلَى أَهْلِيهِمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: §حَضَرْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ وَمَنْ أَخَذْتَ مِنْ أُسَرَاءِ الْخَوَارِجِ فَاحْبِسْهُ حَتَّى يُحْدِثَ خَيْرًا. قَالَ: فَلَقَدْ مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفِي حَبْسِهِ -[359]- مِنْهُمْ عِدَّةٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمْتُ خُنَاصِرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَأَيْتُهُ §يَرْزُقُ الْمُؤَذِّنِينَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ لِمُؤَذِّنِهِ: §احْدِرِ الْإِقَامَةَ حَدْرًا وَلَا تَرَجَّعْ فِيهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: رَأَيْتُ مُؤَذِّنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ بِخُنَاصِرَةَ يُسَلِّمُ عَلَى بَابِهِ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , فَمَا يَقْضِي سَلَامَهُ حَتَّى يَخْرُجَ عُمَرُ إِلَى الصَّلَاةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُؤَذِّنَ يَقِفُ عَلَى بَابِ عُمَرَ بِخُنَاصِرَةَ , فَيَقُولُ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ الصَّلَاةَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ انْتَظَرَ الثَّانِي " قَالَ وَرُبَّمَا جَلَسْنَا مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ , فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. قَالَ: قُومُوا. قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ فِي حَلْقَةٍ مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَمُسْتَكْبِرِيهَا فَيُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُ , فَيَقُومُوا مِنْ حَلْقَتِهِمْ حَتَّى تُقَامَ الصَّلَاةُ , فَيَقُومُوا لِلْإِقَامَةِ , فَرَأَيْتُ ذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ زِيَادٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: §كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مُؤَذِّنًا مَخَافَةَ أَنْ يَقْطَعُوا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ " قَالَ مُسْلِمٌ: لَمْ أَرَهُمْ أَذَّنُوا قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً , وَكَانَ رُبَّمَا خَرَجَ فِي الْأَذَانِ الْأَوَّلِ وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي الثَّانِي , وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي الثَّالِثِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَمْرِو -[360]- بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: §الْأَذَانُ مَثْنَى مَثْنَى , وَالْإِقَامَةُ إِحْدَى إِحْدَى " قَالَ عَمْرٌو: وَرَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبَا قِلَابَةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَأَذَانُهُ مَثْنَى مَثْنَى , وَإِقَامَتُهُ إِحْدَى إِحْدَى , وَلَا يُنْكِرَانِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ §يَغْتَسِلُ فِي بَيْتِهِ فِي إِزَارٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَتَوَضَّأُ مِنْ نُحَاسٍ فِي نُحَاسٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §إِذَا تَوَضَّأَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمِنْدِيلِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ §كَانَ يَتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذِّكْرِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §تَوَضَّأَ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ حَتَّى مِنَ السُّكَّرِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْحَمِيمِ وَيَشْرَبُهُ وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنْهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَسْلَمَةَ , عَنْ مَوْلَاةٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §إِذَا ذَهَبَ إِلَى الْكَنِيفِ يُقَنِّعُ رَأْسَهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُصَلِّي عَلَى أَخِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَرَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ , ثُمَّ سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ تَسْلِيمًا خَفِيفًا , وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي أَمَامَ جِنَازَتِهِ , وَرَأَيْتُهُ يَوْمَئِذٍ يُحْمَلُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِهِ وَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ بِخُنَاصِرَةَ فَسَمِعْتُهُ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرَةِ الْأُولَى وَيَقْرَأُ حَتَّى يُسْمِعَ الصَّفَّ -[361]- الْأَوَّلَ قِرَاءَةً مُتَرَسِّلَةً: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} §لَا يَذْكُرُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " قَالَ إِسْحَاقُ: فَسَأَلْتُهُ حِينَ انْصَرَفَ أَتُسِرُّهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: «لَوْ أَسْرَرْتُهَا لَجَهَرْتُ بِهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَجْهَرُ بِخُطْبَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يُسْمِعَ جُلَّ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مَوْعِظَتَهُ وَلَيْسَ بِالصِّيَاحِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِيهِ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ عَلَى دِمَشْقَ: §إِذَا صَلَّيْتَ بِهِمْ فَأَسْمِعْهُمْ قِرَاءَتَكَ , وَإِذَا خَطَبْتُهُمْ فَأَفْهِمْهُمْ مَوْعِظَتْكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خُطْبَتَيْنِ وَيَجْلِسُ وَيَسْكُتُ فِيهِمَا سَكْتَةً يَخْطُبُنَا الْأُولَى جَالِسًا وَبِيَدِهِ عَصًا قَدْ عَرَّضَهَا عَلَى فَخِذَيْهِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا عَصَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ الْأُولَى وَسَكَتَ سَكْتَةً قَامَ فَخَطَبَ الثَّانِيَةَ مُتَوَكِّئًا عَلَيْهَا , فَإِذَا مُلَّ لَمْ يَتَوَكَّأْ وَحَمَلَهَا حَمْلًا , فَإِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَهَا إِلَى جَنْبِهِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَاجِرِ يُخْبِرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي التَّشَهُّدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَرَّضَ تِلْكَ الْعَصَا عَلَى فَخِذِهِ حَتَّى يُسَلِّمَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §إِذَا سَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَمَلَ الْعَصَا إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا , وَإِذَا خَرَجَ بِهَا مِنْ مَنْزِلِهِ حَمْلَهَا , فَإِذَا خَطَبَ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا , فَإِذَا قَضَى خُطْبَتَهُ , وَدَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَهَا إِلَى جَنْبِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ , -[362]- عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْحُمْرَةِ وَالْبُسَاطِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَقُولُ: §الشَّفَقُ الْبَيَاضُ بَعْدَ الْحُمْرَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ بِخُنَاصِرَةَ انْصَرَفَ مِنَ الْعَصْرِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ , فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ , وَلَمْ يَجْلِسْ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى خَرَجَ لِلْمَغْرِبِ " قَالَ: وَرَأَيْتُهُ خَرَجَ يَوْمَ الْأَضْحَى حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَخَفَّفَ فِي الْخُطْبَةِ , وَرَأَيْتُهُ طَوَّلَ فِي الْفِطْرِ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ , وَرَأَيْتُهُ خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي خِلَافَتِهِ: §لَا تَرْكَبُوا إِلَى الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ §يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُكَبِّرُ: اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ثَلَاثًا §دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ , عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ §كَانَ يَأْكُلُ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْعِيدِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ يَمْشِي إِلَى الْمُصَلَّى , ثُمَّ يَصْعَدُ عَلَى الْمِنْبَرِ , §فَيُكَبِّرُ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ تَتْرَى , ثُمَّ يَخْطُبُ خُطْبَةً خَفِيفَةً , ثُمَّ يُكَبِّرُ فِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا , ثُمَّ يَخْطُبُ خُطْبَةً أَخَفَّ مِنَ الْأُخْرَى , وَرَأَيْتُهُ أُتِيَ بِكَبْشٍ فِي مُصَلَّاهُ فَذَبَحَهُ بِيَدِهِ , ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُسِّمَ , وَلَمْ يُحْمَلْ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْهُ شَيْءٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَجْهَرُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يُسْمِعَ آخِرَ النَّاسِ فِي الْأُولَى سَبْعًا , ثُمَّ يَقْرَأُ وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسًا , ثُمَّ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] , وَفِي الثَّانِيَةِ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: 1] , وَكَانَ يَدْعُو بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ: يَحْمَدُ اللَّهَ , وَيُكَبِّرُهُ , وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا §صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي الْعِيدِ سَلَّمَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَوْمَ فِطْرٍ دَعَا لَنَا بِتَمْرٍ مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: كُلُوا قَبْلَ أَنْ تَغْدُوا إِلَى الْعِيدِ , فَقُلْتُ لِعُمَرَ: فِي هَذَا شَيْءٌ يُؤْثَرَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ §لَا يَغْدُو يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى يَطْعَمَ , أَوْ قَالَ: يَأْمُرُ أَنْ لَا يَغْدُو الْمَرْءُ حَتَّى يَطْعَمَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ §خَطَبَ النَّاسَ قَبْلَ يَوْمِ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ , وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَذَكَرَ الزَّكَاةَ , فَحَضَّ عَلَيْهَا , وَقَالَ: عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ صَاعٌ تَمْرًا وَمُدَّانِ مِنْ حِنْطَةَ , وَقَالَ: إِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا زَكَاةَ لَهُ , ثُمَّ قَسَمَهَا يَوْمَ الْفِطْرِ , قَالَ: وَكَانَ يُؤْتَى بِالدَّقِيقِ وَالسَّوِيقِ مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ فَيَقْبَلُهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ §أَعْجَلَ النَّاسِ فِطْرًا , وَكَانَ يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَ السَّحُورِ , وَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي الْفَجْرِ أَمْسَكَ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي طُوَالَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمَّا رَأَى النَّاسَ §يَحْلِفُونَ بِالْقَسَامَةِ -[364]- بِغَيْرِ عِلْمٍ اسْتَحْلَفَهُمْ وَجَعَلَهَا دِيَةً وَدَرَأَ عَنِ الْقَتْلِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ , وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ قَتِيلًا قُتِلَ بِالْبَصْرَةِ , فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنِ اسْتَحْلِفُوا خَمْسِينَ رَجُلًا فَإِنْ حَلَفُوا فَأَقِيدُوهُ , فَلَمْ يَسْتَحْلِفُوا وَلَمْ يَقْتُلُوهُ حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَانُ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيهِ , فَكَتَبَ إِنْ شَهِدَ §ذَوَا عَدْلٍ عَلَى قَتْلِهِ فَأَقِدْهُ وَإِلَّا فَلَا تُقِدْهُ بِالْقَسَامَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ أَنْ §يُعَزَّرَ مَنْ حَلَفَ فِي الْقَسَامَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ سَوْطًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْد قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ أَنْ §أُجَدِّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَقِيلَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْحَجِّ: §إِنَّ أَوَّلَ عَمَلِكَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ تُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْرَ وَآخِرَ عَمَلِكَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ مِنًى " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَذَلِكَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمَكَّةَ سَنَةَ الْمِائَةِ §يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ , وَأَنْ لَا يُبْنَى بِمِنًى بِنَاءٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ §يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: §الْمُنَصَّفُ خَمْرٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ §يَأْمُرُ بِزِقَاقِ الْخَمْرِ أَنْ تُشَقَّقَ , وَبِالْقَوَارِيرِ أَنْ تُكَسَّرَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَا: كَتَبَ عُمَرُ فِي خِلَافَتِهِ أَنْ §لَا يَدْخُلَ أَهْلُ الذِّمَّةِ بِالْخَمْرِ أَمْصَارَ الْمُسْلِمِينَ , فَكَانُوا لَا يُدْخِلُونَهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: قَدِمْتُ خُنَاصِرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِذَا قَوْمٌ فِي بَيْتِ أَهْلِ خَمْرٍ وَسَفِهٍ ظَاهَرٍ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِصَاحِبِ شُرْطَةِ عُمَرَ , فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ عَلَى الْخَمْرِ إِنَّمَا هُوَ حَانُوتٌ , فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: §مَنْ وَارَتِ الْبُيُوتَ فَاتْرُكْهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَضْرِبُ رَجُلًا حَدًّا فِي خَمْرٍ , فَخَلَعَ ثِيَابَهُ , ثُمَّ ضَرَبَهُ ثَمَانِينَ. رَأَيْتُ مِنْهَا بُضِّعَ , وَمِنْهَا مَا لَمْ يُبَضَّعْ , ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ إِنْ عُدْتَ الثَّانِيَةَ ضَرَبْتُكَ , ثُمَّ أَلْزَمْتُكَ الْحَبْسَ حَتَّى تُحْدِثَ خَيْرًا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ أَنْ أَعُودَ فِي هَذَا أَبَدًا. قَالَ: فَتَرَكَهُ عُمَرُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ إِلَى وَالِي مِصْرَ أَنْ §لَا تَزِيدَ فِي عُقُوبَةٍ عَلَى ثَلَاثِينَ ضَرْبَةً إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَدًّا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ صَخْرٍ الْمُدْلِجِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أُتِيَ بِرَجُلٍ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ فِي خِلَافَتِهِ , فَلَمْ يَحُدَّهُ وَضَرَبَهُ دُونَ الْحَدِّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ فِي قَوْمٍ وَقَعُوا عَلَى جَارِيَةٍ §فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ فَأَوْجَعَهُمْ -[366]- عُقُوبَةً وَدَعَا لِوَلَدِهَا الْقَافَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §إِذَا وَقَعَتِ الشُّفْعَةُ , وَحُدَّتِ الْحُدُودُ , وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ فَلَا شُفْعَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ §لَا يُقْضَى بِالْجِوَارِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ §قَضَى لِذِمِّيٍّ بِشُفْعَتِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ §يُحْلِفُ الْغَائِبَ مَا بَلَغَكَ فَسَكَتَ فَإِنْ حَلَفَ أَعْطَاهُ يَعْنِي فِي الشُّفْعَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ بِكِتَابٍ فِيهِ كِتَابٌ وَخُصُومَاتٌ وَخَتَمَهُ , فَخَرَجَ صَاحِبُهُ بِهِ وَلَا شَاهِدَ عَلَيْهِ , §فَأَجَازَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَلَّمَا §يَدَعُ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ بِالْغَدَاةِ وَلَا يُطِيلُ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: §يَا مُزَاحِمُ بِعْنِي رَحْلًا لِمُصْحَفِي. قَالَ: فَأَتَاهُ بِرَحْلٍ , فَأَعْجَبَهُ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , دَخَلْتُ بَعْضَ الْخَزَائِنِ فَوَجَدْتُ هَذِهِ الْخَشَبَةَ فَاتَّخَذْتُ مِنْهَا رَحْلًا. قَالَ: انْطَلِقْ فَقَوَّمْهُ فِي السُّوقِ , فَانْطَلَقَ فَقَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ , فَرَجَعَ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ. قَالَ: تُرَانَا إِنْ وَضَعْنَا فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارًا أَنَسْلَمُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا قَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ. قَالَ: ضَعْ فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارَيْنِ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §عَزَلَ كَاتِبًا لَهُ فِي هَذَا كَتَبَ بِسْمِ , وَلَمْ يَجْعَلِ السِّينَ "

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ , سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا مُغِيرَةُ , إِنِّي قَدْ أُرَى أَنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصَوْمًا مِنْ عُمَرَ , فَأَمَّا أَنْ أَكُونَ رَأَيْتُ رَجُلًا أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ مِنْ عُمَرَ , فَإِنِّي لَمْ أَرَهْ. كَانَ §إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي مَسْجِدِهِ فَيَدْعُو وَيَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ , ثُمَّ يَنْتَبِهُ فَيَدْعُو , وَيَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ فَهُوَ كَذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عُلَاثَةُ قَالَ: كَانَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَحَابَةٌ يَحْضُرُونَهُ يُعِينُوهُ بِرَأْيِهِمْ وَيَسْمَعُ مِنْهُمْ. قَالَ: فَحَضَرُوهُ يَوْمًا , فَأَطَالَ الصُّبْحَ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَخَافُونَ أَنْ يَكُونَ تَغَيَّرَ. قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ مُزَاحِمٌ , فَدَخَلَ فَأَمَرَ مَنْ أَيْقَظَهُ , فَأَخْبَرَهُ مَا سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِهِ , وَأَمَرَهُ فَأَذِنَ لَهُمْ , فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ: إِنِّي أَكَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ حِمَّصًا وَعَدَسًا , فَنَفَخَنِي قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {§كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57] , فَقَالَ عُمَرُ: هَيْهَاتَ ذَهَبْتَ بِهِ إِلَى غَيْرِ مَذْهَبِهِ إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ طَيِّبَ الْكَسْبِ وَلَا يُرِيدُ بِهِ طَيِّبَ الطَّعَامِ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سِدْرَةَ , وَكَانَ قَدِيمًا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً وَهُوَ يَتَلَوَّى مِنْ بَطْنِهِ , فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: عَدَسٌ أَكَلْتُهُ فَأُوذِيتُ مِنْهُ , ثُمَّ قَالَ: بَطْنِي بَطْنِي مُلَوَّثٌ بِالذُّنُوبِ. قَالَ ابْنُ أَبِي سِدْرَةَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْمُرُ النَّاسَ إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الْإِقَامَةِ §أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ , عَنْ مَيْمُونِ -[368]- بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §مُعَلِّمَ الْعُلَمَاءِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَسْمُرُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ قَبْلَ أَنْ يُوتِرَ , فَإِذَا أَوْتَرَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ عَبِيدَةَ قَالَ: أُخْرِجَ مِسْكٌ مِنَ الْخَزَائِنِ , فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ أَمْسَكَ بِأَنْفِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ضَرَّكَ أَنْ وَجَدْتَ رِيحَهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: §هَلْ يُبْتَغَى مِنْ هَذَا إِلَّا رِيحُهُ؟ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَسْتُ بِقَاضٍ , وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ , وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ , وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلًا , وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ "

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِقَاضِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: §مَا وَجَدْتُ مِنْ أَمْرٍ هُوَ أَلَذُّ عِنْدِي مِنْ حَقٍّ وَافَقَ هَوًى "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءٌ أَبُو الْمِقْدَامِ , عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §إِنِّي لَأَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الْكَلَامِ مَخَافَةَ الْمُبَاهَاةِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْمَحَابِيسِ §لَا يُقَيَّدُ أَحَدٌ بِقَيْدٍ يَمْنَعُ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى لِثَقِيفٍ قَالَ: أَوَّلُ كِتَابٍ قَرَأَهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابٌ فِيهِ سَطَرَ: أَمَّا بَعْدُ , فَمَا بَقَاءُ الْإِنْسَانِ بَعْدَ وَسْوَسَةِ شَيْطَانٍ وَجَوْرِ -[369]- سُلْطَانٍ , §فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ , وَالسَّلَامُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءٌ أَبُو الْمِقْدَامِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَهُ عَلَى الصَّائِفَةِ , فَقَالَ لَهُ: يَا عَمْرُو , لَا تَكُنْ §أَوَّلَ النَّاسِ فَتُقْتَلَ فَيَنْهَزِمَ أَصْحَابُكَ , وَلَا تَكُنْ آخِرَهُمْ فَتُثَبِّطَهُمْ وَتُجَبِّنُهُمْ , وَلَكِنْ كُنْ وَسَطَهُمْ حَيْثُ يَرَوْنَ مَكَانَكَ , وَيَسْمَعُونَ كَلَامَكَ , وَفَادِ مَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَرِقَّائِهِمْ وَأَهْلِ ذِمَّتِهِمْ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §لَا يَبْسُطُ وَسَائِدَ الْعَامَّةِ لِلْخَاصَّةِ وَلَا يُسْرِجُ سِرَاجَ الْعَامَّةِ لِلْخَاصَّةِ , وَكَانَ لَا يَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ الْخَاصَّةِ , فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ إِذَا أَمْسَكَتْ بِيَدِكَ أَمْسَكَ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ , فَأَمَرَ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ أَوْ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ , فَأُلْقِيَتْ فِي الطَّعَامِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مَعَهُمْ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّهُ رَفَعَ إِلَيَّ رَجُلٌ يَسِبُّكَ , وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ يَشْتُمُكَ , فَهَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ فَحَبَسْتُهُ , وَكَتَبْتُ إِلَيْكَ لِأَسْتَطْلِعَ فِي ذَلِكَ رَأْيَكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ قَتَلْتَهُ لَأَقَدْتَكَ بِهِ؛ إِنَّهُ §لَا يُقْتَلُ أَحَدٌ بِسَبِّ أَحَدٍ إِلَّا مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَاسْبُبْهُ إِنْ شِئْتَ أَوْ خَلِّ سَبِيلَهُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ قَالَ: §قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي وَفْدِ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَيَسْأَلُنَا عَنْ بَلَدِنَا وَأَمِيرِنَا وَقَاضِينَا , ثُمَّ قَالَ: خَمْسٌ إِنْ أَخْطَأَ الْقَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً كَانَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ: أَنْ يَكُونَ فِهِيمًا , وَأَنْ يَكُونَ حَلِيمًا , وَأَنْ يَكُونَ عَفِيفًا , وَأَنْ يَكُونَ صَلِيبًا , وَأَنْ يَكُونَ عَالِمًا , يَسْأَلُ عَمَّا لَا يَعْلَمُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا حَتَّى -[370]- تَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ: عَفِيفٌ , حَلِيمٌ , عَالِمٌ بِمَا كَانَ قَبْلَهُ , يَسْتَشِيرُ ذَوِي الرَّأْيِ , لَا يُبَالِي مَلَامَةَ النَّاسِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ فُلَانٍ قَالَ: قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ حَسَنَ الْجِسْمِ قَالَ: §فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا شَدِيدًا لَا يَطْرَفُ. قَالَ: فَقَالَ يَا ابْنَ كَعْبٍ , مَا لِي أَرَاكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا لَمْ تَكُنْ تَنْظُرُ إِلَيَّ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَهْدِي بِكَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَأَرَاكَ وَقَدِ اصْفَرَّ لَوْنُكَ , وَنَحِلَ جِسْمُكَ , وَذَهَبَ شَعْرُكَ , فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ , فَكَيْفَ بِكَ لَوْ قَدْ رَأَيْتُنِي فِي قَبْرِي بَعْدَ ثَلَاثٍ وَقَدِ انْتَدَرَتِ الْحَدَقَتَانِ عَلَى وَجْنَتَيَّ , وَسَالَ مَنْخَرَايَ , وَفَمِي صَدِيدًا وَدُودًا لَكُنْتَ لِي أَشَدَّ نَكَرَةً "

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ , فَجَعَلْتُ أُدِيمُ النَّظَرَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: " يَا ابْنَ كَعْبٍ , إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا لَمْ تَكُنْ تَنْظُرْهُ إِلَيَّ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي مَا أَرَى مِمَّا قَدْ نَحِلَ مِنْ جِسْمِكَ , وَعَفَا مِنْ شَعْرِكَ , وَحَالَ مِنْ لَوْنِكَ , فَقَالَ عُمَرُ: فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَيْتُنِي بَعْدَ ثَلَاثَةٍ فِي الْقَبْرِ , وَقَدْ خَرَجَ الدُّودُ مِنْ مَنْخَرَيَّ , وَسَالَتْ حَدَقَتِي عَلَى وَجْنَتَيَّ فَأَنْتَ حِينَئِذٍ أَشَدُّ نَكَرَةً , ثُمَّ قَالَ: الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَتْنِي بِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَعِدْهُ عَلَيَّ " قَالَ: فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا وَأَشْرَفُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ , وَإِنَّمَا تَجَالَسُونَ بِالْأَمَانَةِ , وَلَا تَيَمَّمُوا بِالنِّيَامِ , وَلَا بِالْمُتَحَدِّثِينَ , وَلَا تَسْتُرُوا الْجُدُرَ , وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ فِي الصَّلَاةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ , عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَرَآهُ عُمَرُ §يَشُدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ كَعْبٍ: إِنِّي لَأَرَاكَ تَشُدُّ النَّظَرَ إِلَيَّ

نَظَرًا مَا كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَيَّ قَبْلَ هَذَا , فَقَال مُحَمَّدٌ: الْعَجَبُ الْعَجَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِكَ بَعْدَنَا , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَهَلْ بِنْتَ ذَلِكَ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ يَكُونُ اسْتَبَانَ ذَلِكَ مِنْكَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ كَعْبٍ , فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتُنِي بَعْدَ ثَلَاثٍ , وَقَدْ أُدْخِلْتُ قَبْرِي وَقَدْ خَرَجَتِ الْحَدَقَتَانِ فَسَالَتَا عَلَى الْوَجْنَتَيْنِ , وَتَقَلَّصَتِ الشَّفَتَانِ عَنِ الْأَسْنَانِ , وَفُتِحَ الْفَمُ وَارْتَفَعَ الْبَطْنُ فَعَلِيَ فَوْقَ صَدْرِي , وَخَرَجَ الْقُصْبُ مِنَ الدُّبُرِ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ , إِنْ كُنْتَ قَدْ أَلْهَمْتَ هَذَا الْأَمْرَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ أَنْ تُنْزِلَ عِبَادَ اللَّهِ عِنْدَكَ ثَلَاثَ مَنَازِلَ. أَمَّا مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ أَبٌ لَكَ , وَأَمَّا مَنْ كَانَ بِسِنِّكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ أَخٌ لَكَ , وَأَمَّا مَنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ ابْنٌ لَكَ , فَأَيُّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ تُسِيءَ إِلَيْهِ أَوْ يَرَى مِنْكَ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ؟ قَالَ عُمَرُ: وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §مَنْ جَعَلَ دِينَهُ عَرْضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ , عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَمَرٍ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً , §فَتَكَلَّمَ , فَوَعَظَ. قَالَ: فَفَطِنَ لِرَجُلٍ خَذَفَ بِدَمْعَتِهِ , فَسَكَتَ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُدْ لِمَنْطِقِكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَ بِكَ مَنْ بُلِّغَهُ وَسَمِعَهُ فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّ الْكَلَامَ فِتْنَةٌ , وَإِنَّ الْفِعْلَ أَوْلَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ , عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً فِي سَمَرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , مَا بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَنْتَ بِالنَّهَارِ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ وَأُمُورِهِمْ وَأَنْتَ مَعَنَا الْآنَ , ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ مَا تَخْلُو عَلَيْهِ. قَالَ فَعَدَّى عَنْ جَوَابِي , وَقَالَ: يَا مَيْمُونَ , §إِنِّي وَجَدْتُ لُقِيَّ الرِّجَالِ تَلْقِيحًا لِأَلْبَابِهِمْ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز §صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , اتَّقُوا اللَّهَ؛ فَإِنَّ فِي تَقْوَى اللَّهِ خَلَفًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَهُ , وَلَيْسَ لِتَقْوَى اللَّهِ خَلَفٌ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ , اتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ , وَلَا تُطِيعُوا مَنْ عَصَى اللَّهَ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ , وَمَنْ لَمْ يُعِدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ , وَالرِّضَا قَلِيلٌ , وَمُعَوِّلُ الْمُؤْمِنِ الصَّبْرُ "

حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §مَا أَصْبَحَ لِي الْيَوْمَ فِي الْأُمُورِ هَوًى إِلَّا فِي مَوَاقِعِ قَضَاءِ اللَّهِ فِيهَا "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الْخُلَفَاءَ قَبْلَكَ كَانُوا يَعْطُونَنَا عَطَايَا , وَإِنِّي أَرَاكَ قَدْ ظَلَفْتَ هَذَا الْمَالَ عَنْ نَفْسِكِ وَأَهْلِكَ , وَإِنَّ لَنَا عِيَالَاتٍ؛ فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى ضِيَاعِنَا وَإِخَاذَاتِنَا , فَقَالَ: أَمَا إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ , فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ عُمَرُ , فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ , §أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ , فَإِنَّكَ لَا تَكُونُ فِي ضَيِّقٍ مِنْ أَمْرِكَ وَمَعِيشَتِكَ فَتَذْكُرُ الْمَوْتَ إِلَّا اتَّسَعَ ذَلِكَ عَلَيْكَ , وَلَا تَكُونُ فِي سُرُورٍ مِنْ أَمْرِكَ وَغِبْطَةٍ فَتَذْكُرُ الْمَوْتَ إِلَّا ضُيِّقَ ذَلِكَ عَلَيْكَ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْنَ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَحْسَبُهُ قَالَ: لَيْلَةً وَهُوَ يَتَعَشَّى كِسَرًا وَزَيْتًا. قَالَ: فَقَالَ: §ادْنُ فَكُلْ " قَالَ: قُلْتُ: بِئْسَ طَعَامُ الْمَقْرُورِ. قَالَ , فَأَنْشَدَنِي: [البحر الوافر] إِذَا مَا مَاتَ مَيِّتٌ مِنْ تَمِيمٍ ... وَسَرَّكَ أَنْ يَعِيشَ فَجٍئْ بِزَادِ -[373]- بِخُبْزٍ أَوْ بِلَحْمٍ أَوْ بِتَمْرٍ ... أَوِ الشَّيْءِ الْمُلَفَّفِ فِي الْبِجَادِ وَأَنْشَدَ بَيْتًا ثَالِثًا قَافِيَتُهُ: لِيَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمَانَ بْنِ عَادِ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا الْبَيْتَ فِيهَا. قَالَ: بَلَى , هُوَ فِيهَا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَصَدْرُ هَذَا الْبَيْتِ: تَرَاهُ يَنْقُلُ الْبَطْحَاءَ شَهْرًا ... لِيَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمَانَ بْنِ عَادِ "

قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَغَيْرَهُ يُحَدِّثُ " أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا وَلِيَ مَنَعَ قَرَابَتَهُ مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ , وَأَخَذَ مِنْهُمُ الْقَطَائِعَ الَّتِي كَانَتْ فِي أَيْدِيهِمْ. قَالَ: فَشَكَوْهُ إِلَى عَمَّتِهِ أُمِّ عُمَرَ. قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَتْ: إِنَّ قَرَابَتَكَ يَشْكُونَكَ وَيَزْعُمُونَ وَيَذْكُرُونَ أَنَّكَ أَخَذْتَ مِنْهُمْ خَيْرَ غَيْرِكَ. قَالَ: §مَا مَنَعْتُهُمْ حَقًّا أَوْ شَيْئًا كَانَ لَهُمْ , وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُمْ حَقًّا أَوْ شَيْئًا كَانَ لَهُمْ , فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ , وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُهَيِّجُوا عَلَيْكَ يَوْمًا عَصِيبًا , فَقَالَ: كُلَّ يَوْمٍ أَخَافَهُ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا وَقَانِي اللَّهُ شَرَّهُ. قَالَ: فَدَعَا بِدِينَارٍ وَجَنْبٍ وَمِجْمَرَةٍ فَأَلْقَى ذَلِكَ الدِّينَارَ فِي النَّارِ وَجَعَلَ يَنْفُخُ عَلَى الدِّينَارِ حَتَّى إِذَا احْمَرَّ تَنَاوَلَهُ بِشَيْءٍ , فَأَلْقَاهُ عَلَى الْجَنْبِ , فَنَشَّ وَقَتَرَ , فَقَالَ: أَيْ عَمَّةِ , أَمَا تَأْوِينَ لِابْنِ أَخِيكَ مِنْ مِثْلِ هَذَا؟ قَالَ: فَقَامَتْ , فَخَرَجَتْ عَلَى قَرَابَتِهِ , فَقَالَتْ: تُرَوِّجُونَ إِلَى عُمَرَ , فَإِذَا نَزَعُوا الشِّبْهَ جَزَعْتُمُ. اصْبِرُوا لَهُ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: غَيَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى مِشْيَتِكَ. قَالَ: وَاللَّهِ , مَا رَأَيْتُهَا كَانَتْ إِلَّا جُنُونًا §وَكَانَ إِذَا مَشَى خَطَرَ بِيَدَيْهِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ -[374]- الْعَزِيزِ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَخَطَرَ خَطْرَةً بِيَدِهِ , ثُمَّ أَمْسَكَ , وَبَكَى. قَالُوا: §مَا أَبْكَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: خَطَرْتُ بِيَدِي خَطْرَةً خِفْتُ أَنْ يَغُلَّهَا اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَهْوَاءِ , فَقَالَ: §الْزَمْ دِينَ الصَّبِيِّ فِي الْكُتَّابِ وَالْأَعْرَابِيِّ , وَالْهُ عَمَّا سِوَى ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: §كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلَامِذَةً "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ: نَالَ رَجُلٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: §إِنَّ الْمُتَّقِي مُلْجَمٌ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ , عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §نَهَى أَنْ يُذْهَبَ إِلَيْهِ فِي النَّيْرُوزِ وَالْمَهْرَجَانِ بِشَيْءٍ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ الشَّعْوَذِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: رَكِبْتُ الْبَرِيدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَانْقَطَعَ فِي بَعْضِ أَرْضٍ بِالشَّامِ , فَرَكِبْتُ السَّخْرَةَ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَهُوَ بِخُنَاصِرَةَ , فَقَالَ: §مَا فَعَلَ جَنَاحَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا جَنَاحُ الْمُسْلِمِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: الْبَرِيدُ. قَالَ: قُلْتُ: انْقَطَعَ فِي أَرْضٍ أَوْ مَكَانِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَتَيْتَنَا؟ قَالَ: قُلْتُ: عَلَى السَّخْرَةِ تَسَخَّرْتُ دَوَابَّ النَّبَطِ. قَالَ: تُسَخِّرُونَ فِي سُلْطَانِي؟ قَالَ: فَأَمَرَ بِي فَضُرِبْتُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا رَحِمَهُ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلَاءِ بَيَّاعُ الْمَشَاجِبِ. قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَأَنَا أَسْمَعُ §مَنْ كَانَتْ عَلَيْهِ أَمَانَةٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَدَائِهَا فَأَعْطُوهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ , وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَسُوقَ إِلَيْهَا صَدَاقَهَا فَأَعْطُوهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ , وَالنَّبِيذُ حَلَالٌ فَاشْرَبُوهُ فِي السُّعْنِ. قَالَ: فَشَرِبَهُ النَّاسُ أَجْمَعُونَ -[375]-. قَالَ أَبُو الْعَلَاءِ: فَكَانَ إِذَا كَانَ عُرْسَ جَعَلُوا سُعْنًا يَسَعُ عَشْرَ خَوَابِئٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّ هَاهُنَا أَلْفَ رَأْسٍ كَانَ لِلْحَجَّاجِ أَوْ عِنْدَ الْحَجَّاجِ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ §بِعْهُمْ وَاقْسِمْ أَثْمَانَهُمْ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ: فَقَالَ لِلنَّاسِ: ارْفَعُوا أَيِ اكْتُبُوا. قَالَ: فَأَدْغَلُوا وَكَتَبُوا الْبَاطِلَ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَدْغَلُوا. قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: نُوَلِّيهِمْ مِنْ ذَلِكَ مَا وَلَّانَا اللَّهُ. أَعْطِهِمْ عَلَى مَا رَفَعُوا. قَالَ: فَأَصَابَ النَّاسُ سَبْعَةَ دَرَاهِمَ. قَالَ: وَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَجِيءُ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى صَاحِبِ بَيْتِ الضَّرْبِ بِدِمَشْقَ: §إِنَّ مَنْ أَتَاكَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِدِينَارٍ نَاقِصٍ فَأَبْدِلْهُ لَهُ بِوَازِنٍ "

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ حَقِّهَا , وَأَعْطَاهَا فِي حَقِّهَا , وَأَعْطَى الْعَامِلِينَ بِقَدْرِ عِمَالَتِهِمْ عَلَيْهَا مِثْلَ مَا يُعْطَى مِثْلَهُمْ , وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَقَمْتُ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِهِ "

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَقُولُ: §كُلُّ وَاعِظٍ قِبْلَةٌ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §جَعَلَ الْعَرَبَ وَالْمَوَالِي فِي الرِّزْقِ وَالْكِسْوَةِ وَالْمَعُونَةِ وَالْعَطَاءِ سَوَاءً غَيْرَ أَنَّهُ جَعَلَ فَرِيضَةَ الْمَوْلَى الْمُعْتَقَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ دِينَارًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: §لَوْ كُنْتُ أُؤَدِّبُ النَّاسَ عَلَى شَيْءٍ أَضْرِبُهُمْ عَلَيْهِ لَضَرَبْتُهُمْ عَلَى الْقِيَامِ أَوَّلَ مَا يَأْخُذُ الْمُؤَذِّنُ فِي الْإِقَامَةِ -[376]- لِيَعْدِلَ الرَّجُلَ مِنْ عَنِ يَمِينِهِ وَمِنْ عَنْ يَسَارِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ: §وَلَا تَرْكَبَنَّ دَابَّةً فِي الْغَزْوِ إِلَّا أَضْعَفَ دَابَّةٍ تُصِيبُهَا فِي الْجَيْشِ سَيْرًا "

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتُؤْمِرَ فِي الْبَسْطِ عَلَى الْعُمَّالِ فَقَالَ: §يَلْقَوْنَ اللَّهَ بِخِيَانَتِهِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِدِمَائِهِمْ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ: أَمَّا بَعْدُ , §فَخَلِّ بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَبَيْنَ بَيْعِ مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ؛ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَبِيعُونَ فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ وَالْجِزْيَةَ الرَّاتِبَةَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: دَخَلَ عَامَلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَيْهِ فَقَالَ: §كَمْ جَمَعْتَ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَكَمْ جَمَعَ الَّذِي كَانَ قَبْلَكَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا , فَسَمَّى شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّهُ كَانَ يُؤْخَذُ مِنَ الْفَرَسِ دِينَارٌ , وَمِنَ الْخَادِمِ دِينَارٌ , وَمِنَ الْفَدَّانِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ , وَإِنَّكَ طَرَحْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ. قَالَ: لَا , وَاللَّهِ مَا أَلْقَيْتُهُ , وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلْقَاهُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِإِبَاحَةِ الْجَزَائِرِ , وَقَالَ: §إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أَنْبَتَهُ اللَّهُ , فَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: جَاءَتْ كُتُبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §بِإِحِيَاءِ السُّنَّةِ وَإِمَاتَةِ الْبِدَعِ , وَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ يَكُونَ ظَنُّكُمْ بِي أَنْ لَا حَاجَةَ لِي فِي أَمْوَالِكُمْ لَا مَا فِي يَدَيَّ وَلَا مَا فِي أَيْدِيكُمْ إِنَّهُ حَرِيٌّ عَلَى مَنِ انْتَهَكَ مَعَاصِي اللَّهِ فِي عُقُوبَتِهِ إِيَّاهُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: §اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التُّفَّاحَ , فَبَعَثَ إِلَى بَيْتِهِ , فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَشْتَرُونَ لَهُ بِهِ , فَرَكِبَ , وَرَكِبْنَا مَعَهُ , فَمَرَّ بِدَيْرٍ , فَتَلَقَّاهُ غِلْمَانٌ لِلدَّيْرَانِيِّينَ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ فِيهَا تُفَّاحٌ , فَوَقَفَ عَلَى طَبَقٍ مِنْهَا , فَتَنَاوَلَ تُفَّاحَةً فَشَمَّهَا , ثُمَّ أَعَادَهَا إِلَى الطَّبَقِ , ثُمَّ قَالَ: ادْخُلُوا دَيْرَكُمْ. لَا أَعْلَمُكُمُ بُعِثْتُمْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي بِشَيْءٍ. قَالَ: فَحَرَّكْتُ بَغْلَتِي , فَلَحِقْتُهُ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اشْتَهَيْتَ التُّفَّاحَ فَلَمْ يَجِدُوهُ لَكَ , فَأُهْدِيَ لَكَ فَرَدَدْتَهُ قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ , فَقُلْتُ: أَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَقْبَلُونَ الْهَدِيَّةَ؟ قَالَ: إِنَّهَا لِأُولَئِكَ هَدِيَّةٌ وَهِيَ لِلْعُمَّالِ بَعْدَهُمْ رِشْوَةٌ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُتُبِي فِي كُلِّ جُمُعَةٍ , §فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ , فَأَخَذَ مِنْهَا قِرْطَاسًا قَدْرَ شِبْرٍ أَوْ أَرْبَعِ أَصَابِعَ بَقِيَ , فَكَتَبَ فِيهِ حَاجَةٌ لَهُ , فَقُلْتُ: غَفَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ تَعَالَ وَجِئْ بِكُتُبِكَ , فَجِئْتُهُ بِهَا , فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ , فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ: مَا نَالَ لَنَا أَنْ نَنْظُرَ فِي كُتُبِكَ بَعْدُ. قُلْتُ: لَا إِنَّمَا نَظَرْتَ فِيهَا أَمْسِ. قَالَ: خُذْهَا حَتَّى أَبْعَثَ إِلَيْكَ , فَلَمَّا فُتِحَتْ كُتُبِي وَجَدْتُ فِيهَا قِرْطَاسًا قَدْرَ قِرْطَاسِي الَّذِي أَخَذَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ , §فَلَا تُخْرِجَنَّ لِأَحَدٍ مِنَ الْعُمَّالِ رِزْقًا فِي الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ رِزْقًا مِنْ مَكَانَيْنِ فِي الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ , وَمَنْ كَانَ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَاقْبِضْهُ مِنْهُ، ثُمَّ أَرْجِعْهُ إِلَى مَكَانِهِ الَّذِي قُبِضَ مِنْهُ , وَالسَّلَامُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَر قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَر أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ: أَمَّا بَعْدُ , §فَاسْتَوْصِ بِمَنْ فِي سُجُونِكَ وَأَرْضِكَ خَيْرًا حَتَّى لَا تُصِيبَهُمْ ضَيْعَةٌ , وَأَقِمْ لَهُمْ مَا يُصْلِحُهُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالْإِدَامِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَا تَخُصُّونِي بِشَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ أَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ عَامَّةً فَإِنْ أَكُنْ مِنْهُمْ أَدْخُلْ فِيهِمْ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §إِنَّ إِقَامَةَ الْحُدُودِ عِنْدِي كَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ "

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §إِنِّي ظَنَنْتُ إِنْ جُعِلَ الْعُمَّالُ عَلَى الْجُسُورِ وَالْمَعَابِرِ أَنْ يَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ عَلَى وَجْهِهَا فَتَعَدَّى عُمَّالُ السُّوءِ غَيْرَ مَا أُمِرُوا بِهِ , وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَجْعَلَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ رَجُلًا يَأْخُذُ الزَّكَاةَ مِنْ أَهْلِهَا فَخَلُّوا سُبُلَ النَّاسِ فِي الْجُسُورِ وَالْمَعَابِرِ "

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَجَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَيُّوبُ وَكَانَ عَلَى جِسْرِ مَنْبِجٍ يَحْمِلُ مَالًا مِمَّا يُؤْخَذُ عَلَى الْجِسْرِ , فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَذَا رَجُلٌ مُتْرَفٌ يَحْمِلُ مَالَ سُوءٍ , فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ §خَلَّى سَبِيلَ النَّاسِ مِنَ الْجُسُورِ وَالْمَعَابِرِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §اتَّخَذَ دَارَ الطَّعَامِ لِلْمَسَاكِينِ وَالْفُقَرَاءِ وَابْنِ السَّبِيلِ قَالَ وَتَقَدَّمَ إِلَى أَهْلِهِ: إِيَّاكُمْ أَنْ تُصِيبُوا مِنْ هَذِهِ الدَّارِ شَيْئًا مِنْ طَعَامِهَا؛ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ , فَجَاءَ يَوْمًا فَإِذَا مَوْلَاةٌ لَهُ مَعَهَا صَحْفَةٌ فِيهَا غُرْفَةٌ مِنْ لَبَنٍ , فَقَالَ لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: زَوْجَتُكَ فُلَانَةُ حَامِلٌ كَمَا قَدْ عَلِمْتَ وَاشْتَهَتْ غُرْفَةً مِنْ لَبَنٍ , وَالْمَرْأَةُ إِذَا كَانَتْ حَامِلًا فَاشْتَهَتْ شَيْئًا , فَلَمْ تُؤْتَ بِهِ تَخَوَّفَتْ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا أَنْ يَسْقُطَ , فَأَخَذْتُ هَذِهِ الْغُرْفَةَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ , فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهَا , فَتَوَجَّهَ بِهَا إِلَى زَوْجَتِهِ وَهُوَ عَالِي الصَّوْتِ

وَهُوَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يُمْسِكْ مَا فِي بَطْنِهَا إِلَّا طَعَامُ الْمَسَاكِينَ وَالْفُقَرَاءِ فَلَا أَمْسَكَهُ اللَّهُ , فَدَخَلَ عَلَى زَوْجَتِهِ , فَقَالَتْ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: تَزْعُمُ هَذِهِ أَنَّهُ لَا يُمْسِكُ مَا فِي بَطْنِكِ إِلَّا طَعَامُ الْمَسَاكِينَ وَالْفُقَرَاءِ , فَإِنْ لَمْ يُمْسِكْهُ إِلَّا ذَلِكَ فَلَا أَمْسَكَهُ اللَّهُ. قَالَتْ زَوْجَتُهُ: رُدِّيهِ وَيْحَكِ , وَاللَّهِ لَا أَذُوقُهُ. قَالَ: فَرَدَّتْهُ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §لَا يُقْتَلُ أَحَدٌ فِي سَبِّ أَحَدٍ إِلَّا فِي سَبِّ نَبِيٍّ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §مَنْ كَانَ لَهُ شَأْنٌ غَيْرُ هَذَا الشَّأْنِ فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ أَنْ أُلْزِمَ عَامِلًا مِنْهُ بِمَا عَمِلْتُ وَمُقَصِّرًا فِيهِ عَمَّا قَصَّرْتُ , فَمَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ أَتَيْتُهُ فَبِعَوْنِ اللَّهِ وَدَلِيلَاهُ وَإِلَيْهِ أَرْغَبُ فِي بَرَكَتِهِ , وَمَا كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَنْبِي الْعَظِيمِ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §إِذَا قَدِمَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَزَلَ الدَّارَ الَّتِي أَنَا فِيهَا , ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سِنَانٍ , لَا يَطْبُخَنَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ قِدْرًا حَتَّى أَخْرُجَ , وَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَرَأَ بِصَوْتٍ لَهُ حَسَنٌ حَزِينٌ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , ثُمَّ يَقْرَأُ: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} [الأعراف: 97] إِلَى قَوْلِهِ: {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأعراف: 98] , وَيَتَتَبَّعُ نَحْوَ هَذِهِ الْآيَاتِ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ رِسَالَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ: §سَلَامٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَبَضَهُ اللَّهُ عَلَى أَحْسَنِ أَحْيَانِهِ , وَأَحْوَالِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ , وَاسْتَخْلَفَنِي , فَبَايِعْ لِي مَنْ قِبَلَكَ , وَلِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِنْ كَانَ مِنْ بَعْدِي , -[380]- وَلَوْ كَانَ الَّذِي أَنَا فِيهِ لِاتِّخَاذِ أَزْوَاجٍ وَاعْتِقَادِ أَمْوَالٍ كَانَ اللَّهُ قَدْ بَلَغَ بِي أَحْسَنَ مَا بَلَغَ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ , وَلَكِنِّي أَخَافُ حِسَابًا شَدِيدًا , وَمَسْأَلَةً لَطِيفَةً إِلَّا مَا أَعَانَ اللَّهُ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بَهْرَامَ الصَّرَّافُ قَالَ: قُرِئَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَيْنَا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. §مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ وَمَنْ قِبَلَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ , فَانْظُرْ أَهْلَ الذِّمَّةِ فَارْفُقْ بِهِمْ , وَإِذَا كَبِرَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ مَالٌ فَأَنْفِقْ عَلَيْهِ فَإِنْ كَانَ لَهُ حَمِيمٌ فَمُرْ حَمِيمَهُ يُنْفِقُ عَلَيْهِ , وَقَاصِّهِ مِنْ جِرَاحِهِ كَمَا لَوْ كَانَ لَكَ عَبْدٌ فَكَبِرَتْ سِنُّهُ لَمْ يَكُنْ لَكَ بُدٌّ مِنْ أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُعْتَقَ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّكَ تَأْخُذُ مِنَ الْخَمْرِ الْعُشُورَ فَتُبْقِيهِ فِي بَيْتِ مَالِ اللَّهِ , فَإِيَّاكَ أَنْ تُدْخِلَ بَيْتَ مَالِ اللَّهِ إِلَّا طَيِّبًا , وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عَامَلٍ لَهُ: §إِيَّاكَ وَالْمُثْلَةَ جَرَّ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّوِيلِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: كَتَبْتَ إِلَيَّ يَا مَيْمُونُ تَذْكُرُ شِدَّةَ الْحُكْمِ وَالْجِبَايَةِ , §وَإِنِّي لَمْ أُكَلِّفْكَ مِنْ ذَلِكَ مَا يُعَنِّتَكَ. أَجِبِ الطَّيِّبَ مِنَ الْحَقِّ , وَاقْضِ بِمَا اسْتَنَارَ لَكَ مِنَ الْحَقِّ , فَإِذَا الْتَبَسَ عَلَيْكَ أَمْرٌ , فَارْفَعْهُ إِلَيَّ فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ثَقُلَ عَلَيْكَ أَمْرٌ تَرَكُوهُ مَا قَامَ دِينٌ وَلَا دُنْيَا. قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا عَلَى دِيوَانِ دِمَشْقَ , فَفَرَضُوا لِرَجُلٍ زَمِنٍ , فَقُلْتُ: الزَّمِنُ يَنْبَغِي أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْهِ , فَأَمَّا أَنْ يَأْخُذَ فَرِيضَةَ رَجُلٍ صَحِيحٍ فَلَا. فَشَكَوْنِي إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقَالُوا: إِنَّهُ يَتَعَنَّتُنَا وَيَشُقُّ عَلَيْنَا , وَيُعْسِرُنَا. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَلَا تُعَنِّتِ النَّاسَ , وَلَا تُعْسِرْهُمْ وَلَا تَشُقَّ عَلَيْهِمْ؛ فَإِنِّي لَا أَحَبُّ ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي الْمَعَادِنِ: §إِنِّي نَظَرْتُ فِيهَا فَوَجَدْتُ نَفْعَهَا خَاصًّا وَضُرَّهَا عَامًّا؛ فَامْنَعِ النَّاسَ الْعَمَلَ فِيهَا , وَكَتَبَ فَمَا حُمِيَ مِنَ الْأَرْضِ أَلَّا يُمْنَعَ أَحَدٌ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ , فَأَبِحِ الْأَحْمَاءَ , ثُمَّ أَبِحْهَا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ أَنْ §لَا تَلْبَسَ أَمَةٌ خِمَارًا وَلَا يَتَشَبَّهْنَ بِالْحَرَائِرِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ , عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُرْوَةَ عَامِلِهِ عَلَى الْيَمَنِ: أَمَّا بَعْدُ , §فَإِنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكَ آمُرُكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ فَتُرَاجِعُنِي , وَلَا تَعْرِفُ بُعْدَ مَسَافَةِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ , وَلَا تَعْرِفُ أَحْدَاثَ الْمَوْتِ حَتَّى لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ أَنِ ارْدُدْ عَلَى مُسْلِمٍ مَظْلَمَةَ شَاةٍ لَكَتَبْتُ ارْدُدْهَا عَفْرَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ , فَانْظُرْ أَنْ تَرُدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ , وَلَا تُرَاجِعْنِي "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالُوا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَبُوكَ خَالَفَ قَوْمَهُ , وَفَعَلَ وَصَنَعَ , فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يَقُولُ قُلْ {§إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأنعام: 15] قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أَبِيهِ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ؟ أَلَا قُلْتَ: إِنَّ أَبِي يَقُولُ: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأنعام: 15] ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبْقَاكَ اللَّهُ , فَقَالَ: هَذَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. §ادْعُ بِالصَّلَاحِ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ عَوْنٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §مَا يَسُرُّنِي بِاخْتِلَافِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حُمْرُ النَّعَمِ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ بِهَا §أَمَّا بَعْدُ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §رَأَى امْرَأَةً لَهُ أَوِ ابْنَةً لَهُ نَائِمَةً مُسْتَلْقِيَةً فَنَهَاهَا "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ مُؤَذِّنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا أَذَّنَ رُعِدَ , فَسَمِعَ جَارِيَةً لَهُ تَقُولُ: قَدْ أَذَّنَ الرَّاعِبِي , فَبَعَثَ إِلَيْهِ: §أَذِّنْ أَذَانًا سَمْحًا , وَلَا تَغُنَّهُ وَإِلَّا فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: §بَعَثَ بِبَغْلَةٍ لَهُ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الرِّعْيِ مَا قَدَرَ عَلَى عَلْفِهَا. قَالَ: ثُمَّ بَاعَهَا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: ذَكَرُوا اخْتِلَافَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقَالَ: §أَمْرٌ أَخْرَجَ اللَّهُ أَيْدِيَكُمْ مِنْهُ مَا تُعْمِلُونَ أَلْسِنَتَكُمْ فِيهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَأْخُذُ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ صَدَقَةَ الْفِطْرِ نِصْفَ دِرْهَمٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: §إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ , فَإِذَا الْمَعَاصِي ظَهَرَتْ فَقَدِ اسْتَحَلُّوا الْعُقُوبَةَ جَمِيعًا "

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ بَعَثَ الْحَرَسَ , -[383]- وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقُومُوا عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ , وَلَا يَمُرُّ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مُصَفَّفٌ شَعْرُهُ لَا يَفْرِقُهُ إِلَّا جَزُّوهُ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حُمَيْدَةُ حَاضِنَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §كَانَ يَنْهَى بَنَاتِهِ أَنْ يَنَمْنَ مُسْتَلْقَيَاتٍ قَالَ: لَا يَزَالُ الشَّيْطَانُ مُطِلًّا عَلَى إِحْدَاكُنَّ إِذَا كَانَتْ مُسْتَلْقِيَةً يَطْمَعُ فِيهَا "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ أَبِي هَاشِمٍ , أَنَّ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَاةَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ قَدْ أَصَابَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ خَيْرٌ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَبْطَرُوا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: §إِنَّ اللَّهَ رَضِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِينَ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ أَنْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ , فَمُرْ مَنْ قِبَلَكَ فَلْيَحْمَدُوا اللَّهَ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سُمَّارٌ يَنْظُرُونَ فِي أُمُورِ النَّاسِ , وَكَانَ عَلَامَةُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ إِذَا أَرَادَ الْقِيَامَ أَنْ يَقُولَ: §إِذَا شِئْتُمْ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَوْلَا أَنْ أُنْعِشَ سُنَّةً , أَوْ أَسِيرَ بِحَقٍّ , مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ: أَنْ ضَعْ عَنِ النَّاسِ الْمَائِدَةَ وَالنَّوْبَةَ وَالْمَكْسَ , وَلَعَمْرِي مَا هُوَ بِالْمَكْسِ , وَلَكِنَّهُ الْبَخْسُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ: {§وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85] , فَمَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَاقْبَلْ مِنْهُ , وَمَنْ لَمْ يَأْتِ فَاللَّهُ حَسِيبُهُ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَكُونَ -[384]- فِي الْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَالْإِصْلَاحِ كَقَدْرِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ فِي الْجَوْرِ وَالْعُدْوَانِ وَالظُّلْمِ فَافْعَلْ , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: عُمَّ بِسَلَامِكَ "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ حَيَّانَ بْنَ شُرَيْحٍ عَامَلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى مِصْرَ كَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ أَهْلَ الذِّمَّةِ قَدْ أَسْرَعُوا فِي الْإِسْلَامِ وَكَسَرُوا الْجِزْيَةَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا بَعْدُ , §فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا دَاعِيًا , وَلَمْ يَبْعَثْهُ جَابِيًا , فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ أَسْرَعُوا فِي الْإِسْلَامِ وَكَسَرُوا الْجِزْيَةَ فَاطْوِ كِتَابَكَ وَأَقْبِلْ "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تَلَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: {§فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 162] , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا سُهَيْلٍ , مَا تَرَكَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لِلْقَدْرِيَّةِ حُجَّةً. الرَّأْيُ فِيهِمْ مَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنْ يُسْتَتَابُوا , فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ. قَالَ: ذَاكَ الرَّأْيُ , ذَاكَ الرَّأْيُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ المَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَرَبَ أَحَدًا فِي خِلَافَتِهِ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَنَاوَلَ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَضَرَبَهُ ثَلَاثَةَ أَسْوَاطٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَخْتَصِمُ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَطَفِقَ بَعْضُهُمْ يَرْفِدُ بَعْضًا , فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: إِيَّايَ وَالتَّرَافُدَ لَوْ كَانَ هَذَا أَمْرًا تَقَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِيهِ لَأَنْكَرْتُمُونِي. قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ شُهُوَدٌ يَشْهَدُونَ فَطَفِقَ الْمَشْهُوَدُ -[385]- عَلَيْهِ يُحَمِّجُ إِلَى الشَّاهِدِ النَّظَرَ , فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ سُرَاقَةَ , §يُوشِكُ النَّاسُ أَنْ لَا يُشْهَدَ بَيْنَهُمْ بِحَقٍّ؛ إِنِّي لَأَرَاهُ يُحَمِّجُ إِلَى الشَّاهِدِ النَّظَرَ , فَأَيُّمَا رَجُلٍ آذَى شَاهِدَ عَدْلٍ فَاضْرِبْهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا , وَقِفْهُ لِلنَّاسِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَحَدَّثَهُ فَأَكْثَرَ , فَقَالَ عُمَرُ: §مَا تُحَدِّثُنَا شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ سَمِعْنَاهُ وَلَكِنَّكَ تَذْكُرُ وَتَنْسَى "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ: §لَا تَبْلُغْ فِي الْعُقُوبَةِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ سَوْطًا إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَمَرَ أَنْ لَا يُسَخَّنَ مَاؤُهُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِهِ وَيَغْتَسِلُ بِهِ فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا فَلْيَمْشِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §لَا يُكَبِّرُ عَلَى جِنَازَةٍ حَتَّى يَنْفَضَّ الْحَنُوطُ عَنْهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: §أَمَّنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي كَنِيسَةٍ بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لَاحِقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ رَهْطٌ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لَحَنَ , فَقَالَ عُمَرُ: §أَمَا شَغَلَكَ مَا سَمِعْتَ عَنَ اللَّحْنِ؟ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ أَخِيهِ الْخِيَارِ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ، قَالَ: فَجَاءَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ فَقَعَدَ , وَلَمْ يُسَلِّمْ -[386]-. قَالَ: فَذَكَرَ , فَقَامَ , §فَسَلَّمَ , ثُمَّ قَعَدَ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ , عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَكْحُولٍ: §إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ فِي الْقَدَرِ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ يَعْنِي غَيْلَانَ وَأَصْحَابَهُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سَبْرَةَ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ أَنْ §لَا تَجْعَلَ قَرِيحًا فِي التِّرْيَاقِ إِلَّا حَيَّةً ذَكِيَّةً "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَزْرَقِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ خَالَهُ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ فَقَضَى بَيْنَهُمْ , فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ لِي بَيِّنَةً غَائِبَةً , فَقَالَ عُمَرُ: §إِنِّي لَا أُؤَخِّرُ الْقَضَاءَ بَعْدَ أَنْ رَأَيْتُ الْحَقَّ لِصَاحِبِهِ , وَلَكِنِ انْطَلِقْ أَنْتَ فَإِنْ أَتَيْتَنِي بِبَيِّنَةٍ وَحَقٍّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّهِمْ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ رَدَّ قَضَاءَهُ عَلَى نَفْسِهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى خُرَاسَانَ الْجَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيِّ يَأْمُرُهُ §أَنْ يَدْعُوَ أَهْلَ الْجِزْيَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَسْلَمُوا قَبِلَ إِسْلَامَهُمْ , وَوَضَعَ الْجِزْيَةَ عَنْهُمْ , وَكَانَ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ خُرَاسَانَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ , مَا يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ تُوضَعَ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ , فَامْتَحِنْهُمْ بِالْخِتَانِ , فَقَالَ: أَنَا أَرُدُّهُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ بِالْخِتَانِ؟ هُمْ لَوْ قَدْ أَسْلَمُوا فَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ كَانُوا إِلَى الطُّهْرَةِ أَسْرَعَ , فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ , عَنْ سَيَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُعْمِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى النَّاسِ قَالَتْ رِعَاءُ الشَّاءِ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ: §مَنْ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي قَامَ عَلَى -[387]- النَّاسِ؟ قِيلَ لَهُمْ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَاكَ؟ قَالُوا: إِنَّهُ إِذَا قَامَ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةٌ عَدْلٌ كَفَّتِ الذِّئَابُ عَنْ شَائِنَا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ رَاعٍ كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: §كُنَّا نَرْعَى الشَّاءَ بِكِرْمَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَكَانَتِ الشَّاءُ وَالذِّئَابُ وَالْوَحْشُ تَرْعَى فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَبَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ عَرَضَ الذِّئْبُ لِشَاةٍ , فَقُلْنَا: مَا أَرَى الرَّجُلَ الصَّالِحَ إِلَّا قَدْ هَلَكَ. قَالَ حَمَّادٌ: فَحَدَّثَنِي هُوَ أَوْ غَيْرُهُ أَنَّهُمْ نَظَرُوا فَوَجَدُوهُ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكَّارٍ , مِنْ أَهْلِ الرِّقَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَإِنَّ حُجْزَةَ إِزَارِهِ لَغَائِبَةٌ فِي عُكَنِهِ , ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ أَضْلَاعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَمَسَّهَا لَفَعَلْتُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي بَعْضِ الْأَعْيَادِ , وَقَالَ: جَاءَ أَشْرَافُ النَّاسِ حَتَّى حَفُّوا بِالْمِنْبَرِ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ فُرْجَةٌ , فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ §صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا رَأَى الْفُرْجَةَ أَوْمَأَ إِلَى النَّاسِ أَنْ تَقَدَّمُوا , فَتَقَدَّمُوا حَتَّى اخْتَلَطُوا بِهِمْ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ بَنِي هَاشِمٍ §شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ الْحَاجَةَ , فَقَالَ لَهُمْ: فَأَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ذَكَرَتْ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَأَكْثَرَتِ التَّرَحُّمَ -[388]- عَلَيْهِ , وَقَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ فَأَخْرَجَ عَنِّي كُلَّ خُصِيٍّ وَحَرَسِيٍّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي الْبَيْتِ غَيْرِي وَغَيْرُهُ , ثُمَّ قَالَ: يَا بِنْتَ عَلِيٍّ , §وَاللَّهِ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ بَيْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكُمْ , وَلَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَتْ فَدَكُ صَفِيًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَكَانَتْ لِابْنِ السَّبِيلِ وَسَأَلَتْهُ ابْنَتُهُ فَدَكَ أَنْ يَهَبَهَا لَهَا , فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ ذَلِكَ عَلَيْهَا , فَلَمْ يَطْمَعْ فِيهَا طَامِعٌ , ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فَوَلِيَ أَبُو بَكْرٍ , فَسَلَكَ بِهَا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَفْعَلُ , ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَلِيَ عُمَرُ , فَسَلَكَ بِهَا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَفْعَلُ , ثُمَّ كَانَ عُثْمَانُ فَمِثْلُ ذَلِكَ , فَلَمَّا كَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَلَّى مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ , فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَطْلُبُ إِلَيْهِ فَدَكَ , فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا , فَكَانَتْ بِيَدِ مَرْوَانَ يَبِيعُ ثَمَرَهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ , ثُمَّ نَزَعَ مَرْوَانُ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَغَضِبَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ , فَقَبَضَهَا مِنْهُ , فَكَانَتْ بِيَدِ وَكِيلِهِ بِالْمَدِينَةِ , وَطَلَبَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَأَبَى مُعَاوِيَةُ أَنْ يُعْطِيَهُ , وَطَلَبَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَأَبَى مُعَاوِيَةُ أَنْ يُعْطِيَهُ , فَلَمَّا وَلَّى مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ الْمَرَّةَ الْآخِرَةَ رَدَّهَا عَلَيْهِ بِغَيْرِ طَلَبٍ مِنْ مَرْوَانَ وَرَدَّ عَلَيْهِ غَلَّتَهَا فِيمَا مَضَى , فَكَانَتْ بِيَدِ مَرْوَانَ فَأَعْطَى عَبْدَ الْمَلِكِ نِصْفَهَا وَأَعْطَى عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ نِصْفَهَا , فَوَهَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ نِصْفَهَا الَّذِي كَانَ بِيَدِهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ طَلَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْوَلِيدِ حَقَّهُ فَوَهَبَهُ لَهُ , وَطَلَبَ إِلَى سُلَيْمَانَ حَقَّهُ فَوَهَبَهُ لَهُ , ثُمَّ بَقِيَ مِنْ أَعْيَانِ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى خَلَصَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ " قَالَ جَعْفَرٌ: فَلَقَدْ وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ وَمَا يَقُومُ بِهِ وَبِعِيَالِهِ إِلَّا هِيَ تُغِلُّ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَأَقَلَّ قَلِيلًا وَأَكْثَرَ , فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ سَأَلَ عَنْ فَدَكَ وَفَحَصَ عَنْهَا , فَأُخْبِرَ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا فِي عَهْدِ

رَسُولِ اللَّهِ , وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَةُ. قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كِتَابًا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ سَلَامٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِ فَدَكَ , وَفَحَصْتُ عَنْهُ , فَإِذَا هُوَ لَا يَصْلُحُ لِي , وَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ , وَأَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ وَأَتْرُكَ مَا حَدَثَ بَعْدَهُمْ , فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَاقْبِضْهَا وَوَلِّهَا رَجُلًا يَقُومُ فِيهَا بِالْحَقِّ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: §كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ أَنِ افْحَصْ لِي عَنِ الْكَتِيبَةِ , أَكَانَتْ خُمُسَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ أَمْ كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ خَاصَّةً؟ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَسَأَلْتُ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا صَالَحَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ جَزَّأَ النَّطَاةَ وَالشَّقَّ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ , فَكَانَتِ الْكَتِيبَةُ جُزْءًا مِنْهَا , ثُمَّ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ خَمْسَ بَعَرَاتٍ , وَأَعْلَمَ فِي بَعْرَةٍ مِنْهَا لِلَّهِ مَكْتُوبًا , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اللَّهُمَّ , اجْعَلْ سَهْمَكَ فِي الْكَتِيبَةِ» , فَكَانَتْ أَوَّلَ مَا خَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي مَكْتُوبٌ فِيهِ لِلَّهِ عَلَى الْكَتِيبَةِ , فَكَانَتِ الْكَتِيبَةُ خُمُسَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَتِ السُّهْمَانُ أَغْفَالًا لَيْسَ فِيهَا عَلَامَاتٌ , فَكَانَتْ فَوْضَى لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لِي: §خُذْ هَذَا الْمَالَ الْأَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ أَوْ خَمْسَةَ آلَافِ دِينَارٍ , فَاقْدَمْ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , فَقُلْ لَهُ فَلْيَضُمَّ إِلَيْهِ خَمْسَةَ آلَافٍ أَوْ سِتَّةَ آلَافٍ حَتَّى يَكُونَ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ , وَأَنْ تَأْخُذَ تِلْكَ الْآلَافَ مِنَ الْكَتِيبَةِ , ثُمَّ تُقَسِّمَ ذَلِكَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ , وَتُسَوِّيَ بَيْنَهُمُ -[390]- الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى , وَالصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ سَوَاءً. قَالَ: فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ , فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ , فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ قَوْلًا نَالَ فِيهِ مِنْ عُمَرَ , وَكَانَ فِيمَا قَالَ: يُسَوِّي بَيْنِي وَبَيْنَ الصِّبْيَانِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا تَبْلُغُ هَذِهِ الْمَقَالَةُ عَنْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَيُغْضِبُهُ ذَلِكَ وَهُوَ حَسَنُ الرَّأْيِ فِيكُمْ. قَالَ زَيْدٌ: فَأَسْأَلُكَ بِاللَّهِ أَلَا كَتَبْتَ إِلَيْهِ تُخْبِرُهُ بِذَلِكَ , فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ يَذْكُرُ لَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَسَنٍ قَالَ مَقَالَةً فِيهَا غِلْظَةٌ , وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ , وَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ لَهُ قَرَابَةً وَرَحِمًا , فَلَمْ يُبَالِ عُمَرُ , وَتَرَكَهُ , وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ تَشْكُرُ لَهُ مَا صَنَعَ وَتُقْسِمُ بِاللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ أَخْدَمْتَ مَنْ كَانَ لَا خَادِمَ لَهُ , وَاكْتَسِي مِنْهُمْ مَنْ كَانَ عَارِيًا فَسُرَّ بِذَلِكَ عُمَرُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي يَعْلَى قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمَالُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , §فَقَسَمَهُ أَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ خَمْسِينَ دِينَارًا. قَالَ: فَدَعَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ , وَقَالَتِ: اكْتُبْ , فَكَتَبْتُ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. لِعَبْدِ اللَّهِ , عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ. سَلَامٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ , فَأَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَعَانَهُ عَلَى مَا وَلَّاهُ , وَعَصَمَ لَهُ دِينَهُ , فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنْ يَقْسِمَ فِينَا مَالًا مِنَ الْكَتِيبَةِ , وَيَتَحَرَّى بِذَلِكَ مَا كَانَ يَصْنَعُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ , فَقَدْ بَلَغَنَا ذَلِكَ , وَقَسَمَ فِينَا فَوَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَجَزَاهُ مِنْ وَالٍ خَيْرَ مَا جَزَى أَحَدًا مِنَ الْوُلَاةِ فَقَدْ كَانَتْ أَصَابَتْنَا جَفْوَةٌ وَاحْتَجْنَا إِلَى أَنْ يُعْمَلَ فِينَا بِالْحَقِّ , فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدِ اخْتَدَمَ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ لَا خَادِمَ لَهُ , وَاكْتَسَى مَنْ كَانَ عَارِيًا , وَاسْتَنْفَقَ مَنْ كَانَ لَا يَجِدُ مَا يَسْتَنْفِقُ , وَبَعَثْتُ إِلَيْهِ رَسُولًا. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الرَّسُولُ قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَقَرَأَ كِتَابَهَا وَإِنَّهُ لَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيَشْكُرُهُ وَأَمَرَ لِي بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ , وَبَعَثَ إِلَى فَاطِمَةَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ , وَقَالَ: اسْتَعِينِي بِهَا عَلَى مَا يَعْرُوكِ , وَكَتَبَ إِلَيْهَا بِكِتَابٍ -[391]- يَذْكُرُ فَضْلَهَا وَفَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهَا , وَيَذْكُرُ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْحَقِّ. قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهَا بِذَلِكَ الْمَالِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §قَسَمَ بَيْنَهُمْ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى بَيْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَلَمْ يُعْطِ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ غَيْرِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَأَعْطَى نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمْ يُجَاوِزْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَجَاءَهُمَا آتٍ , §فَوَقَعَ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَنَهَيَاهُ , وَقَالَا: مَا قُسِمَ عَلَيْنَا خُمُسٌ مُنْذُ زَمَنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْيَوْمِ وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَسَمَهُ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَقُلْتُ: فَهَلْ أَعْطَى بَنِي الْمُطَّلِبِ , فَقَالَا: مَا جَاوَزَ بِهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا مَالُ الْخُمُسِ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَسَمَ مِنْ عِنْدِهِ وَمِنَ الْكَتِيبَةِ فِضَّةً عَلَى بَنِي هَاشِمٍ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي بَنِي الْمُطَّلِبِ , فَكَتَبَ إِنَّمَا هُمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأُعْطُوا. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ: فَاجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , فَكَتَبُوا كِتَابًا , وَبَعَثُوا بِهِ مَعَ رَسُولٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَشَكَّرُونَ لَهُ مَا فَعَلَهُ بِهِمْ مِنْ صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ , وَأَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مَجْفِيِّينَ مُنْذُ كَانَ مُعَاوِيَةُ , فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ كَانَ رَأْيِي قَبْلَ الْيَوْمِ هَذَا , وَلَقَدْ كَلَّمْتُ فِيهِ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسُلَيْمَانَ فَأَبَيَا عَلَيَّ , فَلَمَّا وُلِّيتُ هَذَا الْأَمْرُ تَحَرَّيْتُ بِهِ الَّذِي أَظُنُّهُ أَوْفَقَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ قَالَ: لَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ أَنْ يُقْسَمَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَرَادَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ -[392]- تَنْحِيَتَنَا , فَقَالَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَا نَأْخُذُ دِرْهَمًا وَاحِدًا حَتَّى يَأْخُذُوا , فَرَدَّدَنَا أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا , ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَمَا غَابَ عَنَّا الْكِتَابُ إِلَّا بِضْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً حَتَّى جَاءَهُ: إِنِّي لَعَمْرِي §مَا فَرَّقْتُ بَيْنَهُمْ , وَمَا هُمْ إِلَّا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْحِلْفِ الْقَدِيمِ الْعَتِيقِ , فَاجْعَلْهُمْ كَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَوَّلُ مَالٍ قَسَمَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَالٍ بَعَثَ بِهِ إِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ , فَأَعْطَى الْمَرْأَةَ مِنَّا مِثْلَ مَا يُعْطَى الرَّجُلُ , وَأَعْطَى الصَّبِيَّ مِثْلَ مَا تُعْطَى الْمَرْأَةُ. قَالَ: فَأَصَابَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثَةُ آلَافِ دِينَارٍ , وَكَتَبَ لَنَا: §إِنِّي إِنْ بَقِيَتُ لَكُمْ أَعْطَيْتُكُمْ جَمِيعَ حُقُوقِكُمْ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ بَلَغَنِي أَنَّ عُمَّالَكَ بِفَارِسٍ يَخْرُصُونَ الثِّمَارَ عَلَى أَهْلِهَا , ثُمَّ يُقَوِّمُونَهَا بِسِعْرٍ دُونَ سِعْرِ النَّاسِ الَّذِي يَتَبَايَعُونَ بِهِ فَيَأْخُذُونَهُ وَرِقًا عَلَى قِيمَتِهِمُ الَّتِي قَوَّمُوهَا , وَإِنَّ طَوَائِفَ مِنَ الْأَكْرَادِ يَأْخُذُونَ الْعُشْرَ مِنَ الطَّرِيقِ وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَوْ رَضِيتَهُ بَعْدَ عِلْمِكَ بِهِ مَا نَاظَرْتُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِمَا تَكْرَهُ , وَقَدْ بَعَثْتُ بِشْرَ بْنَ صَفْوَانَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَجْلَانَ , وَخَالِدَ بْنَ سَالِمٍ يَنْظُرُونَ فِي ذَلِكَ فَإِنْ وَجَدُوهُ حَقًّا رَدُّوا إِلَى النَّاسِ الثَّمَرَ الَّذِي أُخِذَ مِنْهُمْ وَأَخَذُوا بِسِعْرِ مَا بَاعَ أَهْلُ الْأَرْضِ عَلَيْهِمْ وَلَا يَدْعُونَ شَيْئًا مِمَّا بَلَغَنِي إِلَّا نَظَرُوا فِيهِ فَلَا تَعْرِضْ لَهُمْ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قُتِلَ جَدِّي يَوْمَ بَدْرٍ , وَقُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ §فَجَعَلَ يَذْكُرُ مَنَاقِبَ آبَائِهِ , فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ , فَقَالَ: هَذِهِ وَاللَّهِ الْمَنَاقِبُ لَا مَنَاقِبُكُمْ مَسْكَنٌ وَدَيْرُ الْجَمَاجِمِ: [البحر البسيط] تِلْكَ الْمَكَارِمُ لَا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ ... شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالَا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى حُمَيْدِ بْنِ سَلَمَةَ أَمَّا بَعْدُ , §فَأَصْلِحِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ , وَاعْلَمْ أَنِّي قَدْ أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَةٍ عَظِيمَةٍ فَإِنْ ضَيَّعْتَ حَقًّا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ كُنْتَ أَهْوَنَ خَلْقِهِ عَلَيْهِ , ثُمَّ لَا يُغْنِي عَنْكَ عُمَرُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْعُمَّالِ فِي النِّيَاحَةِ وَاللَّهْوِ: §بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ السَّفِهِ يَخْرُجْنَ عِنْدَ مَوْتِ الْمَيِّتِ. مِنْهُنَّ نَاشِرَاتُ شُعُورِهِنَّ يَنُحْنَ كَفِعْلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ , وَمَا رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ فِي وَضْعِ خُمُرِهِنَّ مُنْذُ أُمِرْنَ أَنْ يَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ , فَتَقَدَّمُوا فِي هَذِهِ النِّيَاحَةِ تَقَدُّمًا شَدِيدًا , وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَعَاجِمُ تَلْهُو بِأَشْيَاءَ زَيَّنَهَا الشَّيْطَانُ لَهُمْ , فَازْجُرْ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ , فَلَعَمْرِي لَقَدْ أَنَّى لَهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا ذَلِكَ مَعَ مَا يَقْرَءُونَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , فَازْجُرْ عَنْ ذَلِكَ الْبَاطِلَ وَاللَّهْوَ مِنَ الْغِنَاءِ وَمَا أَشْبَهَهُ؛ فَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا فَنَكِّلْ مَنْ أَتَى ذَلِكَ مِنْهُمْ غَيْرَ مُتَعَدٍّ فِي النِّكَالِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ خُلَيْدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَوْهَرٌ , فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: §مِنْ أَيْنَ صَارَ هَذَا إِلَيْكَ؟ قَالَتْ: أَعْطَانِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: إِمَّا أَنْ تَرُدِّيهِ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ , وَإِمَّا أَنْ تَأْذَنِينِي فِي فِرَاقِكِ , فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَنْتِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ. قَالَتْ: لَا بَلْ أَخْتَارَكَ عَلَى أَضْعَافِهِ لَوْ كَانَ لِي , فَوَضَعَتْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ , فَلَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ لَهَا: إِنْ شِئْتِ رَدَدْتُهُ عَلَيْكِ أَوْ قِيمَتَهُ. قَالَتْ: لَا أُرِيدُهُ. طِبْتُ بِهِ نَفْسًا فِي حَيَاتِهِ وَأَرْجِعُ فِيهِ بَعْدَ مَوْتِهِ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ , فَقَسَمَهُ يَزِيدُ بَيْنَ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ لُوطِ بْنِ يَحْيَى الْغَامِدِيِّ قَالَ: كَانَ الْوُلَاةُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَشْتِمُونَ عَلِيًّا رَحِمَهُ اللَّهُ , فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَمْسَكَ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ الْخُزَاعِيُّ: [البحر الطويل] -[394]- وُلِّيتَ فَلَمْ تَشْتُمْ عَلِيًّا وَلَمْ تُخِفْ ... بَرِيًّا وَلَمْ تَتْبَعْ مَقَالَةَ مُجْرِمِ تَكَلَّمْتَ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ وَإِنَّمَا ... تُبَيِّنُ آيَاتِ الْهُدَى بِالتَّكَلُّمِ فَصَدَّقْتَ مَعْرُوفَ الَّذِي قُلْتَ بِالَّذِي ... فَعَلْتَ فَأَضْحَى رَاضِيًا كُلُّ مُسْلِمِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ قَادِمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: يَا مَيْمُونُ , §كَيْفَ لِي بِأَعْوَانٍ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ أَثِقُ بِهِمْ وَآمَنَهُمْ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , , لَا تُشْغِلْ قَلْبَكَ بِهَذَا فَإِنَّكَ سُوقٌ , وَإِنَّمَا يُحْمَلُ إِلَى كُلِّ سُوقٍ مَا يُنْفَقُ فِيهَا , فَإِذَا عَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ لَا يُنْفَقُ عِنْدَكَ إِلَّا الصَّحِيحُ لَمْ يَأْتُوكَ إِلَّا بِالصَّحِيحِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَلِيٍّ , وَعُثْمَانَ , وَالْجَمَلِ , وَصِفِّينَ , وَمَا كَانَ بَيْنَهُمْ , فَقَالَ: §تِلْكَ دِمَاءٌ كَفَّ اللَّهُ يَدَيَّ عَنْهَا , وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَغْمِسَ لِسَانِي فِيهَا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ فِي غَزْوِهِمُ الصَّائِفَةَ غُلَامًا مِنْ أَبْنَاءِ الرُّومِ صَغِيرًا , فَبَعَثَ أَهْلُهُ فِي فِدَائِهُ , فَشَاوَرَ فِيهِ عُمَرُ , فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ , فَقَالَ: §مَا عَلَيْكُمْ أَنْ نَفْدِيَهُ صَغِيرًا وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُمَكِّنَ مِنْهُ كَبِيرًا , فَفَدَوْهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ , ثُمَّ أُخِذَ أَسِيرًا فِي آخِرِ خِلَافَةِ هِشَامٍ فَقُتِلَ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلًا يَكْتُبُ عَلَى الْأَرْضِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , فَنَهَاهُ وَقَالَ: §لَا تَعُدْ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: §أَجَازَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى الْعِرَاقِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ قَالَ: كَتَبَ -[395]- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ: §إِنَّ أَحَقَّ الْعِبَادِ بِإِجْلَالِ اللَّهِ وَالْخَشْيَةِ مِنْهُ مَنِ ابْتَلَاهُ بِمِثْلِ مَا ابْتَلَانِي بِهِ , وَلَا أَحَدٌ أَشَدُّ حِسَابًا وَلَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ إِنْ عَصَاهُ مِنِّي؛ فَقَدْ ضَاقَ بِمَا أَنَا فِيهُ ذَرْعِي , وَخِفْتُ أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنَا بِهَا هَلَاكًا لِي إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ , وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَأَحِبُّ يَا أَخِي إِذَا أَخَذْتَ مَوْقِفَكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ؛ فَإِنَّ حَالِي شَدِيدَةٌ وَخَطَرِي عَظِيمٌ , فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي ابْتَلَانِي بِمَا ابْتَلَانِي بِهِ أَنْ يَرْحَمَنِي وَيَعْفُوَ عَنِّي "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مِنْ §خَاصَّةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَرِيَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْكِنْدِيُّ , وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ دُونِ هَؤُلَاءِ عِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَعَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيُّ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ وَغَيْرُهُ قَالَ: خَرَجَ بِلَالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , §فَاخْتَصَمَا إِلَيْهِ فِي الْأَذَانَ فِي مَسْجِدِهِمْ , فَارْتَابَ بِهِمَا عُمَرُ , فَدَسَّ إِلَيْهِمَا رَجُلًا يَقُولُ لَهُمَا: أَرَأَيْتُمَا إِنْ كَلَّمْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَوَلَّاكُمَا الْعِرَاقَ مَا تَجْعَلَانِ لِي؟ فَبَدَأَ الرَّجُلُ بِبِلَالٍ , فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ: أُعْطِيكَ مِائَةَ أَلْفٍ , ثُمَّ أَتَى أَخَاهُ , فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ , فَأَخْبَرَ الرَّجُلُ عُمَرَ , فَقَالَ لَهُمَا: الْحَقَا بِمِصْرِكُمَا , وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَا تُوَلِّ بِلَالًا بِلَالَ الشَّرِّ , وَلَا أَحَدًا مِنْ وَلَدِ أَبِي مُوسَى شَيْئًا , وَقَالَ بَعْضُهُمْ كَتَبَ: لَا تُوَلِ بُلَيِّلَ الشَّرَّ. صَغِّرْ بِلَالًا "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقٍ , وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , §مَا أَرَدْتُهَا وَلَا تَمَنَّيْتُهَا , فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَعْطُوا الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِكُمْ , وَرُدُّوا الْمَظَالِمَ؛ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَتْ بِي مَوْجِدَةٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا مَوْجِدَةٌ عَلَى ذِي إِسْرَافٍ حَتَّى يَرُدَّهُ اللَّهُ إِلَى قَصْدٍ. قَالَ: وَكَتَبَ إِلَى مَسْلَمَةَ -[396]- وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّومِ يَأْمُرُهُ بِالْقُفُولِ , وَأَرْسَلَ إِلَى النَّاسِ بِالْأَذَانِ وَالْقُفُولِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الثَّعْلَبِيِّ أَحَدِ بَنِي ضُبَارَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ وَالْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سَالِمٍ أَنْ §يَكْتُبَ إِلَيْهِ بِسِيرَةِ عُمَرَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَالِمٌ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ فِي غَيْرِ زَمَانِكَ , وَمَعَ غَيْرِ رِجَالِكَ , وَإِنَّكَ إِنْ عَمِلْتَ فِي زَمَانِكَ وَرِجَالِكَ بِمِثْلِ مَا عَمِلَ بِهِ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ وَرِجَالِهِ كُنْتَ مِثْلَ عُمَرَ وَأَفْضَلَ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِر قَالَ: قَادَ النَّاسُ الْخَيْلَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُجْرِيَهَا §فَاسْتَحْيَا عُمَرُ مِنَ النَّاسِ فَأَجْرَى الْخَيْلَ الَّتِي جُمِعَتْ , ثُمَّ أَعْطَى آخِرَ فَرَسٍ جَاءَ لَمْ يُخَيِّبْ أَحَدًا , ثُمَّ لَمْ يُجْرِ فَرَسًا حَتَّى مَاتَ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَدِيٍّ إِنَّ الْعُرَفَاءَ مِنْ عَشَائِرِهِمْ بِمَكَانٍ , فَانْظُرْ عُرَفَاءَ الْجُنْدِ , §فَمَنْ رَضِيتَ أَمَانَتَهُ لَنَا وَلِقَوْمِهِ , فَأَثْبِتْهُ , وَمَنْ لَمْ تَرْضَهُ فَاسْتَبْدِلْ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ , وَأَبْلَغُ فِي الْأَمَانَةِ وَالْوَرَعِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ أَبِي الْمُنِيبِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْعَمَرَّطَةِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ , فَكُنْتَ تَعْرِفُ الْخَيْرَ فِي وَجْهِهِ , فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ §رَأَيْتُ الْمَوْتَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: يَا مُزَاحِمُ , §تَخْشَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ نَفَتِ الْمَدِينَةُ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ صَدَقَةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ خَاصَّةِ آلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ حِينَ أَفَضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ سَمِعُوا فِي مَنْزِلِهِ -[397]- بُكَاءً عَالِيًا , فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ قَدْ خَيَّرَ جَوَارِيهِ. قَالَ: §قَدْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ قَدْ شَغَلَنَا عَنْكُنَّ , فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ أُعْتِقَهُ أَعْتَقْتُهُ , وَمَنْ أَمْسَكْتُهُ لَمْ يَكُنْ مِنِّي إِلَيْهِ شَيْءٌ , فَبَكَيْنَ يَأْسًا مِنْهُ "

أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَزَنِيُّ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْقُرَشِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهَا: أَلَا تُخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقَالَتْ: §مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ , وَلَا مِنِ احْتِلَامٍ مُذِ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , عَنْ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ , فَقَالَتْ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يَسَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَصْنَعُ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ مِنْ أَهْلِهِ بِسَبِيلٍ مُنْذُ وَلِيَ , فَلَقِيَ الرَّجُلُ عُمَرَ , فَقَالَ:: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , بَلَغَنِي شَيْءٌ أَخَافُ أَنْ لَا يَسَعَكَ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: §أَهْلُكَ لَهُمْ عَلَيْكَ حَقٌّ , فَقَالَ عُمَرُ: وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ رَجُلٌ أَنْ يَأْتِي ذَاكَ وَأَمْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فِي عُنُقِهِ. اللَّهُ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدَابِقٍ §خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ حَرَسِيٌّ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَمَرَّ فِي الظُّلْمَةِ بِرَجُلٍ نَائِمٍ فَعَثَرَ بِهِ , فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا فَهَمَّ بِهِ الْحَرَسِيُّ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ. إِنَّمَا سَأَلَنِي أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: لَا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَوْ تَفَرَّغْتَ لَنَا , فَقَالَ عُمَرُ: §وَأَيْنَ الْفَرَاغُ؟ ذَهَبَ الْفَرَاغُ , فَلَا فَرَاغَ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ -[398]-: §أَرِيحُونِي فَإِنَّ لِي شَأْنًا وَشُئُونًا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلٌ , عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَمِدَ اللَّهَ , ثُمَّ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , §أَصْلِحُوا آخِرَتَكُمْ تَصْلُحْ لَكُمْ دُنْيَاكُمْ , وَأَصْلِحُوا سَرَائِرَكُمْ تَصْلُحْ لَكُمْ عَلَانِيَتَكُمْ , وَاللَّهِ إِنَّ عَبْدًا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَبٌ لَهُ إِلَّا قَدْ مَاتَ إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ , عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ مَازِنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عُرْوَةَ: إِنَّكَ تَرْدُدُ إِلَيَّ الْكُتُبَ , فَنَفِّذْ مَا أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ؛ فَإِنَّهُ §لَيْسَ لِلْمَوْتِ مِيقَاتٌ نَعْرِفُهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ أَخِي الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ مَزِيدِ بْنِ حَوْشَبٍ أَخِي الْعَوَّامِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ مِنَ الْحَسَنِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §كَأَنَّ النَّارَ لَمْ تُخْلَقْ إِلَّا لَهُمَا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ الْمُفَضَّل قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ , عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَفَرٌ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِي طَعَامِهِ , وَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ حَرَسٌ إِذَا صَلَّى لِئَلَّا يَثُورُ ثَائِرٌ فَيَقْتُلُهُ , وَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَتَنَحَّى عَنِ الطَّاعُونِ , وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّ الْخُلَفَاءَ قَبْلَهُ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ. قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: فَأَيْنَ هُمْ؟ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: §اللَّهُمَّ , إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ الْقِيَامَةِ , فَلَا تُؤَمِّنْ خَوْفِي "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ , عَنْ خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §أَتَيْنَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّهُ سَيَحْتَاجُ إِلَيْنَا , فَمَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى احْتَجْنَا إِلَيْهِ قَالَ: وَقَالَ خُصَيْفٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ أَنَّ الْوُلَاةَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §كَانُوا يَجُرُّونَ عَلَى إِجْمَارِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْجُمَعِ وَتَطْيِيبِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْعُشْرِ وَالصَّدَقَةِ , فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ بِقَطْعِ ذَلِكَ وَبِمَحْوِ آثَارِ ذَلِكَ الطِّيبِ مِنَ الْمَسْجِدِ " قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: «فَأَنَا رَأَيْتُهُمْ يَغْسِلُونَ آثَارَ ذَلِكَ الطِّيبِ بِالْمَاءِ وَالْمَلَاحِفِ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُسَخَّنَ لَهُ فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ مَاءٌ يَتَوَضَّأُ بِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ , ثُمَّ عَلِمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: كَمْ لَكُمْ مُنْذُ أَسْخَنْتُمُوهُ؟ فَقَالُوا: شَهْرٌ أَوْ نَحْوُهُ. قَالَ: §فَأَلْقَى فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ لِذَلِكَ حَطَبًا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا سَمَرَ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ أَسْرَجَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ , وَإِذَا سَمَرَ فِي أَمْرِ نَفْسِهِ أَسْرَجَ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ. قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ نَعَسَ السَّرَّاجُ , فَقَامَ إِلَيْهِ لِيُصْلِحَهُ , فَقِيلَ لَهُ:: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , §إِنَّا نُكْفِيكَ , فَقَالَ: أَنَا عُمَرُ حِينَ قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ حِينَ جَلَسْتُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ السُّكَّرِيُّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ مَوَالٍ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَيْنَ مَوَالٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَلَامٌ , فَذَكَرَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ , فَبَيْنَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ قَالَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ: كَذَبْتَ , فَقَالَ: §مَا كَذَبْتُ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ شَيْنٌ لِصَاحِبِهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , §فَأَعْطَانِي ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا , وَقَالَ: يَا مُجَاهِدُ , هَذِهِ مِنْ عَطَائِي "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ ضَمْرَةَ , عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ -[400]-: احْتَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غُلَامًا لَهُ يَحْتَطِبُ عَلَيْهِ , وَيُلْقُطُ لَهُ الْبَعْرَ , فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ بِخَيْرٍ غَيْرِي وَغَيْرَكَ. قَالَ: §فَاذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ §جَعَلَ لِلْخُمُسِ بَيْتَ مَالٍ عَلَى حِدَةٍ , وِلِلصَّدَقَةِ بَيْتَ مَالٍ عَلَى حِدَةٍ , وَلِلْفَيْءِ بَيْتَ مَالٍ عَلَى حِدَةٍ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: مَا زِلْتُ أَلْطَفُ أَنَا وَعُمَرُ فِي أَمْرِ الْأُمَّةِ حَتَّى قُلْتُ لَهُ:: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , , مَا شَأْنُ هَذِهِ الطَّوَامِيرُ الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا بِالْقَلَمِ الْجَلِيلِ يُمَدَّ فِيهَا وَهِيَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ , فَكَتَبَ فِي الْآفَاقِ أَنْ §لَا يُكْتَبَنَّ فِي طُومَارٍ بِقَلَمٍ جَلِيلٍ يُمَدَّنَّ فِيهِ " قَالَ: فَكَانَتْ كُتُبُهُ إِنَّمَا هِيَ شِبْرٌ أَوْ نَحْوُهُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ , عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: §أَمَّا بَعْدُ , فَكَتَبْتُ تَذْكُرُ أَنَّ الْقَرَاطِيسَ الَّتِي قَبْلَكَ قَدْ نَفِدَتْ وَقَدْ قَطَعْنَا لَكَ دُونَ مَا كَانَ يُقْطَعُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَكَ , فَأَدِقَّ قَلَمَكَ , وَقَارِبْ بَيْنَ أَسْطُرِكَ , وَاجْمَعْ حَوَائِجَكَ؛ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ , عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: §لَمْ يَرْتَزِقْ عُمَرُ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا , وَلَمْ يَرْزَأْهُ حَتَّى مَاتَ "

أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَبْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا: وَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ لَوْ عَدَلْتُ يَوْمًا وَاحِدًا وَأَنَّ اللَّهَ تَوَفَّى نَفْسِي , فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَأَنَا وَاللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوَدِدْتُ لَوْ عَدَلْتُ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَفَّى نَفْسَكَ , فَقَالَ: اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , فَقَالَ: اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا -[401]- هُوَ , وَلَوْ حَشَّتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ , فَقَالَ عُمَرُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا "

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §إِنَّ نَفْسِي هَذِهِ نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ , وَإِنَّهَا لَمْ تُعْطَ شَيْئًا إِلَّا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلَ مِنْهُ , فَلَمَّا أُعْطِيَتِ الَّذِي لَا شَيْءَ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: الْجَنَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْخِلَافَةِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مَا رَأَيْتُهُ غَيَّرَ رِدَاءَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ §يَغْسِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ , وَيَتَبَيَّنُ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ , عَنْ أُمِّهِ , عَنْ أُمِّ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ: سَأَلَنِي عُمَرُ دُهْنًا , فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَبِمُشْطٍ مِنْ عِظَامِ الْفِيلِ , فَرَدَّهُ , وَقَالَ: §هَذِهِ مَيْتَةٌ. قُلْتُ: وَمَا جَعَلَهُ مَيْتَةً؟ قَالَ: وَيْحَكِ مَنْ ذَبَحَ الْفِيلَ؟ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيَّ وَإِلَى مُزَاحِمٍ صَلَاةَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ §يُصَلِّيَ الْغَدَاةَ , فَأَتَيْنَاهُ وَلَمْ يَدَّهِنْ وَلَمْ يَتَهَيَّأْ , فَقَالَ: هَذَا عَجَّلْتُمْ عَنِ الدُّهْنِ أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَدْعُوَ بِالْمُشْطِ فَيُسَرِّحَ بِهِ لِحْيَتَهُ؟ "

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ صَاحِبِ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ عُمَرُ يَلْبَسُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَ: §جُبَّةً سَوْدَاءَ مُبَطَّنَةً "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: §كَانَتْ أَرْدِيَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا فِي سَبْعَةِ أَشْبَارٍ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي -[402]- عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: لِأُخْتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهِيَ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ مُفِيقًا , وَأَرَى قَمِيصَهُ دَرِنًا فَأَلْبِسِيهِ غَيْرَ هَذَا الْقَمِيصِ حَتَّى نَأْذَنَ لِلنَّاسِ عَلَيْهِ , فَسَكَتَتْ , فَقَالَ أَلْبِسِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ هَذَا الْقَمِيصِ , فَقَالَتْ: §وَاللَّهِ مَا لَهُ غَيْرُهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِهَذِهِ الْحَرِيرَةِ , فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ عُمَرَ وَهُوَ كَأَشَدِّ الرِّجَالِ وَأَغْلَظِهِمْ عُنُقًا فَمَا لَبِثْتُ بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ إِلَّا سَنَةً حَتَّى أَتَيْتُهُ , §فَخَرَجَ يُصَلِّي بِنَا الظُّهْرَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ ثَمَنُ دِينَارٍ أَوْ نَحْوُهُ , وَمُلَيَّةٌ مِثْلُهُ , وَعِمَامَةٌ قَدْ سَدَلَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ , وَقَدْ نَحِلَ وَدَقَّتْ عُنُقُهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §مِنْ أَعْطَرِ النَّاسِ وَأَلْبَسِ النَّاسِ وَأَخْيَلِهِمْ مِشْيَةً , فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ قَوَّمُوا ثِيَابَهُ بِاثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ , كُمَّتُهُ وَعِمَامَتُهُ وَقَمِيصُهُ وَقَبَاؤُهُ وَقُرْطَقُهُ وَخُفَّاهُ وَرِدَاؤُهُ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَلَّى بِهِمُ الْجُمُعَةَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ , فَلَمَّا فَرِغَ جَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ:: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ فَلَوْ لَبِسْتَ وَصَنَعْتَ , فَنَكَّسَ مَلِيًّا حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ سَاءَهُ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ: §إِنَّ أَفْضَلَ الْقَصْدِ عِنْدَ الْحِدَّةِ وَأَفْضَلَ الْعَفْوِ عِنْدَ الْقُدْرَةِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ أَزْهَرَ صَاحِبٍ كَانَ لَهُ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ §يَخْطُبُ النَّاسَ وَقَمِيصُهُ -[403]- مَرْقُوعٌ "

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ قُمُصَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجِبَابَهُ فِيمَا بَيْنَ الْكَعْبِ وَالشِّرَاكِ "

أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ قَدِمَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانَ أَخْضَرَانِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §كَانَتْ لَهُ جُبَّةُ خَزٍّ غَبْرَاءُ وَجْبَةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَغْبَرُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَصْفَرُ , فَكَانَ إِذَا لَبِسَ الْجُبَّةَ الْغَبْرَاءَ لَبِسَ الْكِسَاءَ الْأَصْفَرَ , وَإِذَا لَبِسَ الْجُبَّةَ الصَّفْرَاءَ لَبِسَ الْكِسَاءَ الْأَغْبَرَ. قَالَ: ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , §فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ مِطْرَفٌ أَدْكَنُ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ: خَزٌّ هُوَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يُصَلِّي فِي جُبَّةٍ طَيَالِسَةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ "

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا "

أَخْبَرَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: كُنْتُ أَجِدُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §رِيحَ الْمِسْكِ "

أَخْبَرَنَا مَعْنٌ , عَنْ أَبِي الْغُصْنِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ «أَنَّهُمَا رَأَيَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَيْسَ §بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرَ السُّجُودِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ لَمْ يَرَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §عَلَى الْمِنْبَرِ سَيْفًا قَطُّ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ -[404]- عَبْدِ الْعَزِيزِ ذُكِرَ لَهُ ذَاكَ الْمَوْضِعُ الرَّابِعُ الَّذِي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَعَرَّضُوا لَهُ بِهِ قَالُوا: لَوْ دَنَوْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ. قَالَ: §لَأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلَّا النَّارَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ أَنِّي أَرَى لِذَلِكَ أَهْلًا "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ قَضَى اللَّهُ مَوْتًا دُفِنْتَ فِي مَوْضِعِ الْقَبْرِ الرَّابِعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ: §وَاللَّهِ لَأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلَّا النَّارَ فَإِنِّي لَا صَبْرَ لِي عَلَيْهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أُرَانِي لِذَلِكَ أَهْلًا "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمِقْدَامِ سَأَلَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَرَيْنَ §بَدْيَ مَرَضِ عُمَرَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؟ قَالَتْ: أُرَى بَدْيَهُ أَوْ جُلَّهُ الْوَجَلُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الطَّبِيبَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَقُلْنَا: كَيْفَ رَأَيْتُ بَوْلَهُ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ: §مَا بِبَوْلِهِ بَأْسٌ إِلَّا الْهَمُّ بِأَمْرِ النَّاسِ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: وَجَدُوا فِي بَعْضِ الْكُتُبِ §تَقْتُلُهُ خَشْيَةُ اللَّهِ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَضَرْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوَّلَ مَرَضِهِ اشْتَكَى لِهِلَالِ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ , فَكَانَ شَكْوُهُ عِشْرِينَ يَوْمًا , فَأَرْسَلَ إِلَى ذَمِّيٍّ وَنَحْنُ بِدَيْرِ سِمْعَانَ , فَسَاوَمَهُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ , فَقَالَ الذِّمِّيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَاللَّهِ إِنَّهَا لَخَيِّرَةٌ أَنْ يَكُونَ قَبْرُكَ فِي أَرْضِي قَدْ حَلَلْتُكَ , §فَأَبَى عُمَرُ -[405]- حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُ بِدِينَارَيْنِ , ثُمَّ دَعَا بِالدِّينَارَيْنِ , فَدَفَعَهُمَا إِلَيْهِ "

أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى , وَالْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §اشْتَرَى مَوْضِعَ قَبْرِهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَخُوهَا مَسْلَمَةُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا نَكُونُ قَدْ ثَقِلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَخَرَجَا وَهُوَ مُتَحَرِّفٌ عَلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ , فَقَالَا: فَقَلَّمَا لَبِثْنَا حَتَّى عُدْنَا وَإِذَا هُوَ مُوَجَّهٌ إِلَى الْقِبْلَةِ. قَالَ: وَإِذَا مُتَكَلِّمٌ يَتَكَلَّمُ لَا نَرَاهُ يَقُولُ: {§تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83] "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , فَقَالَ لَهُ: مَنْ تُوصِي بِأَهْلِكِ؟ فَقَالَ: إِذَا نَسِيتُ اللَّهَ فَذَكِرْنِي , ثُمَّ عَادَ أَيْضًا , فَقَالَ: مَنْ تُوصِي بِأَهْلِكِ؟ فَقَالَ: {§إِنْ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَمَّا بَعْدُ , §فَإِيَّاكَ أَنْ تَدْرُكَكَ الصُّرَعَةُ عِنْدَ الْعِزَّةِ , فَلَا تُقَالُ الْعَثْرَةُ , وَلَا تُمَكَّنُ مِنَ الرَّجْعَةِ , وَلَا يَحْمَدُكَ مَنْ خَلَّفْتَ , وَلَا يَعْذُرَكَ مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ , وَالسَّلَامُ "

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: §سَلَامٌ عَلَيْكَ , أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا لِمَا بِي , وَلَا أَرَى الْأَمْرَ إِلَّا سَيُفْضِي إِلَيْكَ وَاللَّهِ اللَّهُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , -[406]- فَتَدَعُ الدُّنْيَا لِمَنْ لَا يَحْمَدُكُ , وَتُفْضِي إِلَى مَنْ لَا يُعْذُرُكَ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَر قَالَ: §أَوْصَى أَبِي أَنْ يُكَفَّنَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ كُرْسُفٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَنْ يُكَفَّنَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنْهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَنْ يُكَفَّنَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنْهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ , وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَفِّنُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عِنْدَ الْمَوْتِ , فَدَعَا بِشَعْرٍ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَظْفَارٍ مِنْ أَظْفَارِهِ , وَقَالَ: §إِذَا مُتُّ , فَخُذُوا الشَّعْرَ وَالْأَظْفَارَ , ثُمَّ اجْعَلُوهُ فِي كَفَنِي , فَفَعَلُوا ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِمَوْلَاةٍ لَهُ إِنِّي أَرَاكِ سَتَلِينَ حَنُوطِي , §فَلَا تَجْعَلِي فِيهِ مِسْكًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا حُضِرَ أَنْ §يُوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ , أَخْفِ عَلَيْهِمْ مَوْتِي -[407]- وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ , فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ , فَجَلَسْتُ فِي بَيْتٍ آخَرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بَابٌ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {§تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83] , ثُمَّ هَدَأَ , فَجَعَلْتُ لَا أَسْمَعُ لَهُ حِسًّا وَلَا حَرَكَةً , فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ كَانَ يَخْدُمُهُ: انْظُرْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَنَائِمٌ هُوَ؟ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ صَاحَ , فَوَثَبْتُ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ قَدِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَأَغْمَضَ نَفْسَهُ , وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ وَالْأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عُمَرَ الْوَاشِحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ , عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ: §كُنْ فِيمَنْ يُغَسِّلُنِي وَيُكَفَّنُنِي وَيَدْخُلُ قَبْرِي , فَإِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي لَحْدِي فَحُلَّ الْعُقْدَةَ , ثُمَّ انْظُرْ إِلَى وَجْهِي , فَإِنِّي قَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً مِنَ الْخُلَفَاءِ كُلَّهُمْ إِذَا أَنَا وَضَعْتُهُ فِي لَحْدِهِ حَلَلْتُ الْعُقْدَةَ , ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ فَإِذَا وَجْهُهُ مُسْوَادٌّ فِي غَيْرِ الْقِبْلَةِ. قَالَ رَجَاءٌ: فَكُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ عُمَرَ وَكَفَّنَهُ وَدَخَلَ فِي قَبْرِهِ , فَلَمَّا حَلَلْتُ الْعُقْدَةَ نَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ فَإِذَا وَجْهُهُ كَالْقَرَاطِيسِ إِلَى الْقِبْلَةِ "

أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عُمَرَ الْوَاشِحِيُّ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: لَقِيتُهُ مُنْذُ خَمْسِينَ , وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِيٍّ , وَكَانَ فَاضِلًا خَيِّرًا كَبِيرَ السِّنِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُسَوِّي التُّرَابَ عَلَى قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ سَقَطَ عَلَيْنَا رَقٌّ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. §أَمَانٌ مِنَ اللَّهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ النَّارِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: §مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ , وَمَاتَ -[408]- بِدَيْرِ سِمْعَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ , §وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدَابِقٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ , فَأَصَابَنِي مِنْ قَسْمِهِ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ , وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِخُنَاصِرَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ , وَكَانَ شَكَوْهُ عِشْرِينَ يَوْمًا , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَأَرْبَعَةَ أَيَّامٍ , وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ , وَدُفِنَ بِدَيْرِ سِمْعَانَ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَخَمْسَةِ أَشْهُرٍ "

قَالَ: سَمِعْتُ 3349 سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: §كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمَ هَلَكَ تِسْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً وَأَشْهُرٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: §أَتَى عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تِسْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ §عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: وَسَأَلْتُ ابْنَهُ كَمْ بَلَغَ مِنَ السِّنِّ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بَلَغَ إِلَّا أَرْبَعِينَ , وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ وَشَيْئًا "

قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَوْتُ , أَوْصَاهُمْ , وَقَالَ: §احْفِرُوا لِي وَلَا تُعَمِّقُوا؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْأَرْضِ أَعْلَاهَا وَشَرَّهَا أَسْفَلُهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ , عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ الْفُقَهَاءُ إِلَى زَوْجَتِهِ يُعَزُّونَهَا بِهِ , فَقَالَوا لَهَا: جِئْنَاكِ لِنُعَزِّيَكِ بِعُمَرَ فَقَدْ [عَمَّتْ مُصِيبَةٌ الْأُمَّةَ , فَأَخْبِرِينَا يَرْحَمُكِ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ كَيْفَ كَانَتْ حَالُهُ فِي بَيْتِهِ فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالرَّجُلِ أَهْلُهُ , فَقَالَتْ: وَاللَّهِ , §مَا كَانَ عُمَرُ بِأَكْثَرِكُمْ صَلَاةً وَلَا صِيَامًا , وَلَكِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ عَبْدًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا لِلَّهِ مِنْ عُمَرَ , وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي إِلَيْهِ يَنْتَهِي سُرُورُ الرَّجُلِ بِأَهْلِهِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لِحَافٌ , فَيَخْطِرُ عَلَى قَلْبِهِ الشَّيْءُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ , فَيَنْتَفِضُ كَمَا يَنْتَفِضُ طَائِرٌ وَقَعَ فِي الْمَاءِ , ثُمَّ يَنْشِجُ , ثُمَّ يَرْتَفِعُ بُكَاؤُهُ حَتَّى أَقُولَ: وَاللَّهِ لَتَخْرُجَنَّ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ فَأَطْرَحُ اللِّحَافَ عَنِّي وَعَنْهُ رَحْمَةً لَهُ وَأَنَا أَقُولُ: يَا لَيْتَنَا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَذِهِ الْإِمَارَةِ بَعْدُ الْمَشْرِقَيْنِ , فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سُرُورًا مُنْذُ دَخَلْنَا فِيهَا "] (*)

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: من هنا بدأ السقط في ط دار صادر (وهو من تابعي أهل المدينة، من ربع الطبقة الثالثة إلى نصف الطبقة السادسة) وهو مستدرك في مجلد مستقل حققه د زياد محمد منصور، وصدر عن مكتبة العلوم والحكم، بالمدينة المنورة، وهذا المجلد ضمن كتب المكتبة الشاملة، ومنه استدركتُ تتمة الخبر (ما بين المعكوفين)

الطبقة السادسة

الطبقة السادسة

محمد بن الفضل بن عبيد الله بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج من الأوس , وأمه عبدة بنت رفاعة بن رافع بن خديج. فولد محمد بن الفضل سعيدا , ومريم , وأمهما حمادة بنت هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج , وطماحا , وأمه

[§مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ عَبْدَةُ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ سَعِيدًا , وَمَرْيَمَ , وَأُمُّهُمَا حَمَّادَةُ بِنْتُ هُرَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ] (*) رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَطَمَّاحًا , وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ طَمَّاحِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين استدركته من المجلد الذي حققه د زياد محمد منصور لتستقيم الترجمة

عبد الله بن الهرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج , وأمه أم ولد , فولد عبد الله بن الهرير الفضل وأمه سهلة بنت حابس بن امرئ القيس بن رفاعة بن رافع بن خديج , وسبرة , وعيسى , والمنذر , وعفراء , وأم رافع , وأمهم تامة بنت سهل بن عيسى بن سهل بن رافع بن خديج

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهُرَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهُرَيْرِ الْفَضْلَ وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ حَابِسِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَسَبْرَةَ , وَعِيسَى , وَالْمُنْذِرَ , وَعَفْرَاءَ , وَأُمَّ رَافِعٍ , وَأُمُّهُمْ تَامَّةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَهْلِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ

محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة , واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث , وأمه من أشجع من قيس عيلان , فولد محمد بن يحيى حمادة , وأمها أم الحسن بنت عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أبي عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن

§مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَمَّادَةَ , وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ -[410]- حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث , وأمه أم ولد , فولد عبد المجيد بن أبي عبس أحمد , ومريم , وأمهما شريفة بنت القاسم بن محمد بن أبي عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة , وكان عبد المجيد يكنى أبا

§عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ أَحْمَدَ , وَمَرْيَمَ , وَأُمُّهُمَا شَرِيفَةُ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ , وَكَانَ عَبْدُ الْمَجِيدِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن الحارث بن الفضيل بن الحارث بن عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة , واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس وأمه مريم بنت عدي بن الحارث بن عمير الخطمي , فولد عبد الله بن الحارث الحارث وعيسى وأمهما حبابة بنت عيسى بن معن بن معبد بن شريق

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ الْخَطْمِيِّ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْحَارِثَ وَعِيسَى وَأُمُّهُمَا حُبَابَةُ بِنْتُ عِيسَى بْنِ مَعْنِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ شَرِيقِ بْنِ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ , وَيُكَنَّى عَبْدُ اللَّهِ أَبَا الْحَارِثِ , وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

خالد بن القاسم بن عبد الرحمن بن خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة من الخزرج , فولد خالد بن القاسم أم القاسم. . . وأمهما أم ولد , وكان خالد يكنى أبا محمد , ومات سنة ثلاث وستين ومائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة , وكان قليل الحديث

§خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ أُمَّ الْقَاسِمِ. . . وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ خَالِدُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سعيد بن محمد بن أبي زيد من ولد المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج أخبرنا محمد بن عمر قال: كان سعيد بن محمد بن أبي زيد رجلا من أهل الدين والورع والفضل والعقل , وكانت له

§سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَالْوَرَعِ وَالْفَضْلِ وَالْعَقْلِ , وَكَانَتْ لَهُ أَرِيضَةٌ سَبِخَةٌ تُغِلُّ فِي السَّنَةِ دِينَارَيْنِ , وَكَانَ يَقْتَصِدُ فِي ذَلِكَ , وَيَجْتَزِئُ بِهِ وَيَغْدُو هُوَ وَجَارِيَتُهُ , فَيَلْقُطُ لَهَا بَلَحَاتٍ مِنْ أَرْضِهِ وَيُرْسِلُ بِهِا مَعَ جَارِيَتِهِ إِلَى أَهْلِهِ صَبُورًا عَلَى تِلْكَ الشِّدَّةِ لَا يَشْكُو مِنْ ذَلِكَ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا , وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ , فَيَقُولُ: أَنَا بِخَيْرٍ , وَيَغْضَبُ عَلَى مَنْ يَبْعَثُ إِلَيْهِ وَيَمْتَعِضُ مِنْ ذَلِكَ امْتِعَاضًا شَدِيدًا أَصْوَنَ النَّاسِ لِنَفْسِهِ يَخْرُجُ إِلَيْنَا , فَيُحَدِّثُنَا فِي ثَوْبَيْهِ ذَيْنِكَ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ لَا نَرَاهُمَا أَبَدًا إِلَّا نَظِيفَيْنِ , وَكَانَ يُدْعَى إِلَى الْوَلِيمَةِ , فَيُجِيبُهَا وَلَا يَأْكُلُ مِنْهَا شَيْئًا وَيَدْعُو لِأَصْحَابِهَا , فَيُقَالُ لَهُ: لِمَ لَا تَأْكُلُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ بَطْنِي الطَّعَامَ الطَّيِّبَ , فَلَا يَرْضَى بِمَا أَطْعَمُهُ لَا أُرِيدُ أَنْ أَشْرَهُ إِلَيْهِ

قَالَ لَمَّا وَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ خَرَاجَ الْمَدِينَةِ أَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ بِمِائَةَ دِينَارٍ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَا أَقْبَلُهَا أَبَدًا , وَلَا هِيَ مِنْ شَأْنِي. سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا يَسْتَحِي مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَأَوْلَاهُ وِلَايَةً أَرْسَلَهُ سَاعِيًا عَلَى أَسَدٍ وَطَيِّئٍ. قَالَ: لَا أَفْعَلُ , فَلَمْ يَزَلْ يُرْسِلُ إِلَيْهِ الرُّسُلَ. قَالَ: فَجَاءَهُ , فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ إِلَيَّ وَإِنَّ تَمَامَ صَنِيعَتِكَ إِلَيَّ أَنْ تُعْفِيَنِي؛ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ هَذَا , وَعِنْدِي بِحَمْدِ اللَّهِ غِنًى عَنْهُ , فَتَرَكَهُ , وَأَعْفَاهُ

ابن أبي حبيبة واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة , ويكنى أبا إسماعيل مولى عبد الله بن سعد بن زيد الأشهلي , وكان مصليا عابدا. صام ستين سنة , ومات سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي وهو ابن اثنتين وثمانين سنة , وكان قليل الحديث

§ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيِّ , وَكَانَ مُصَلِّيًا عَابِدًا. صَامَ سِتِّينَ سَنَةً , وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

كثير بن عبد الله بن عوف , وكان قليل الحديث. يستضعف

§كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُسْتَضْعَفُ

يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي من أنفسهم , ويكنى أبا الحكم. انتقل إلى البصرة , ومات بها في خلافة المهدي , وكان قليل الحديث. يستضعف

§يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , وَيُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ. انْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ , وَمَاتَ بِهِا فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُسْتَضْعَفُ

أسامة بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب بن نفيل , ويكنى أبا زيد. سمع من القاسم بن محمد , وسالم بن عبد الله , ونافع مولى ابن عمر , وكان كثير الحديث , وليس بحجة , وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر

§أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ , وَيُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ. سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَلَيْسَ بِحَجَّةٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

عبد الله بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب , وكان أثبت ولد أسلم في الحديث , وتوفي بالمدينة في أول خلافة المهدي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ أَثْبَتَ وَلَدِ أَسْلَمَ فِي الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب. توفي بالمدينة في أول خلافة هارون , وكان كثير الحديث. ضعيفا جدا

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هَارُونَ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ. ضَعِيفًا جِدًّا

داود بن خالد بن دينار مولى آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب , ويكنى أبا سليمان أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا سحبل بن محمد بن أبي يحيى قال: كان خالد بن دينار مولى لآل حنين موالي بني العباس , وكانت له مروة. قال: فبينا أنا مع أبي في المسجد , إذا

§دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ حُنَيْنٍ مَوَالِي بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى لِآلِ حُنَيْنٍ مَوَالِي بَنِي الْعَبَّاسِ , وَكَانَتْ لَهُ مُرُوَّةُ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا مَعَ أَبِي فِي الْمَسْجِدِ , إِذَا صَائِحٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَصِيحُ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ خَالِدَ بْنَ دِينَارٍ. قَالَ: فَخَرَجَ النَّاسُ لِشُهُودِهِ , فَبَيْنَا هُمْ يَنْتَظِرُونَ

إِخْرَاجَهُ إِذْ خَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الدَّارِ , فَقَالَ: آجَرَكُمُ اللَّهُ. انْصَرِفُوا فَقَدْ نَبَضَ مِنْهُ عِرْقٌ. قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّاسُ , وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَةُ بَنِينَ: دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ , وَشُمَيْلُ بْنُ خَالِدٍ , وَيَحْيَى بْنُ خَالِدٍ وَكُلُّهُمْ قَدْ حَمَلَ الْعِلْمَ وَرَوَاهُ , وَوُلِدَ لِخَالِدٍ أَيْضًا بَنَاتٌ , فَبَلَغَ وَلَدُهُ , وَوَلَدُهُ لَهُمْ أَوْلَادٌ , وَكَانُوا تُجَّارًا , فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ بَعَثَ إِلَيْهِمْ لِوَلَائِهِمْ , فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ مَا قَبِلَهُ بِهِا , فَقَالَوا: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , نَحْنُ قَوْمٌ تُجَّارٌ , وَلَا حَاجَةَ لَنَا بِالدُّخُولِ فِي عَمَلِ السُّلْطَانِ , فَأَعْفِنَا مِنْهُ , فَأَعْفَاهُمْ مِنْهُ وَكَانَ يُكْرِمُهُمْ

شميل بن خالد بن دينار مولى آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب , وقد روي عنه أيضا

§شُمَيْلُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ حُنَيْنٍ مَوَالِي بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

يحيى بن خالد بن دينار مولى آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب , وقد روي عنه أيضا

§يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ حُنَيْنٍ مَوَالِي بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون , ويكنى أبا عبد الله مولى لآل الهدير التيمي. توفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي , وصلى عليه المهدي , ودفنه في مقابر قريش , وكان ثقة كثير الحديث , وأهل بغداد أروى عنه من أهل المدينة

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى لِآلِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ , وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمَهْدِيُّ , وَدَفَنَهُ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَأَهْلُ بَغْدَادَ أَرْوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة ويعقوب هو الماجشون فنسب إلى ذلك ولده وبنو عمه أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا يوسف بن الماجشون قال: ولدت في زمن سليمان بن عبد الملك , وفرض لي سليمان حين ولدت , فلما ولي عمر بن عبد العزيز عرض الديوان , فمر باسمي , فقال: ما

§يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَيَعْقُوبُ هُوَ الْمَاجِشُونُ فَنُسِبَ إِلَى ذَلِكَ وَلَدُهُ وَبَنُو عَمِّهِ أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: وُلِدْتُ فِي زَمَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَفَرَضَ لِي سُلَيْمَانُ حِينَ وُلِدْتُ , فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَرَضَ الدِّيوَانَ , فَمَرَّ بِاسْمِي , فَقَالَ: مَا أَعْرَفَنِي بِمَوْلِدِ هَذَا الْغُلَامِ , هَذَا صَغِيرٌ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْفَرَائِضِ , فَرَدَّنِي عَيِّلًا

عبد الرحمن بن أبي الموال

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ

فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي. وعبيد بن حنين الذي روى عن أبي هريرة هو عم أبي فليح سليمان بن أبي المغيرة , وكان فليح يسمى عبد الملك , فغلب عليه اللقب , وكان فليح ضاغطا على حسن بن زيد بن حسن بن علي حين ولي

§فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيِّ. وَعُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هُوَ عَمُّ أَبِي فُلَيْحٍ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ , وَكَانَ فُلَيْحٌ يُسَمَّى عَبْدَ الْمَلِكِ , فَغَلَبَ عَلَيْهِ اللَّقَبُ , وَكَانَ فُلَيْحٌ ضَاغِطًا عَلَى حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِأَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ يَعْنِي تَشَاجُرًا , وَكَانَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يُؤْذِيهُ وَيُعْنِتُهُ

عبد الرحمن بن أبي الزناد واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان , وكان ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس , وكانت رملة بنت شيبة امرأة عثمان بن عفان , وكان عبد الرحمن يكنى أبا محمد , وولد سنة المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز أخبرنا محمد بن عمر قال:

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَاسْمُ أَبِي الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ , وَكَانَ ذَكْوَانُ مَوْلَى رَمْلَةَ بِنْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَكَانَتْ رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ امْرَأَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَوُلِدَ سَنَةَ الْمِائَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيُّ مُنْقَطِعًا إِلَى أَبِي الزِّنَادِ , فَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ , وَوَقَعَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ كَلَامٌ وَتَنَازَعٌ , فَأَسْمَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ كَلَامًا , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: اشْهَدُوا عَلَيْهِ , وَقَدَّمَهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَشَهَّدَ عَلَيْهِ بِمَا قَالَ , فَسُجِنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَضَرَبَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ سَوْطًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَاجَ الْمَدِينَةِ , فَكَانَ يَسْتَعِينُ بِأَهْلِ الْخَيْرِ وَالْوَرَعِ وَالْحَدِيثِ , وَكَانَ نَبِيلًا فِي عَمَلِهِ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا , وَقَرَأَ رَجُلٌ عَلَيْهِ , فَلَحَنَ فِي قِرَاءَتِهِ , فَضَحِكَ مِنْ ثَمَّ مِمَّنْ هُوَ حَاضِرٌ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ سَاكِتٌ , فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ عَاتَبَهُمْ فِي ذَلِكَ , وَقَالَ: لَا تَسْتَحْيُونَ مِنْ هَذَا قَالَ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ حَدِيثًا كَانَ يَكْتُبُهُ وَلَا يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَهُ كُلُّ أَحَدٍ , فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ الْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقَالَ: لَوْ قُلْتَ لَهُ: اكْتُمْهُ صَاحَ بِهِ , وَلَكِنِّي تَرَكْتُهُ فَلَا يَدْرِي أَنِّي أَكْتُمُهُ , فَلَمْ يُلْقِ لَهُ بَالًا , وَكَانَ كَسَائِرَ الْحَدِيثِ الَّذِي عِنْدَهُ , وَقَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ بَغْدَادَ فَحَدَّثَهُمْ , وَمَرِضَ فَمَاتَ بِهِا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا

وأخوه أبو القاسم بن أبي الزناد , وقد روي عنه أيضا , وكان قد أتى بغداد وسمعوا منه

§وَأَخُوهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا , وَكَانَ قَدْ أَتَى بَغْدَادَ وَسَمِعُوا مِنْهُ

محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد , ويكنى أبا عبد الله , وكان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة , وفي الموت إحدى وعشرون ليلة , ودفنا في مقابر باب التين أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: لحقني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ,

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي السِّنِّ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَفِي الْمَوْتِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ لَيْلَةً , وَدُفِنَا فِي مَقَابِرِ بَابِ التِّينِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: لَحِقَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وُلِدَ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ابْنُ كَمْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَأَنَا وُلِدَ لِي مُحَمَّدٌ وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ لَقِيَ رِجَالَ أَبِيهِ عَلْقَمَةَ وَشَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ وَكُلَّ رِجَالِ أَبِيهِ غَيْرَ أَبِي الزِّنَادِ , وَكَانَ يُسْأَلُ أَنْ يُحَدِّثَ , فَيَأْبَى وَيَقُولُ: أُحَدِّثُ وَأَبِي حَيٌّ؟ إِلَّا الْخَاصَّةَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ بَعْدَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ بَارًّا بِأَبِيهِ , مُعَظِّمًا لَهُ , هَائِبًا لَهُ. قَالَ: رَأَيْتُهُ يَوْمًا وَقَدْ أَصَابَتْهُ الْخَاصِرَةُ , وَإِنَّهُ عَلَى الْبَابِ لَجَالِسٌ يَنْتَظِرُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَبُوهُ فَيَنْصَرِفُ , وَإِنَّهُ لَمُبَلَّغٌ مِنَ الْخَاصِرَةِ حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ أَبِيهِ , فَقَالَ: انْصَرِفْ فَانْصَرَفَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ ذَهَبْتَ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ , إِذَا جَاءَ حَدُّ الضَّرُورَةِ. قَالَ: لَوْ مَكَثْتُ كَمْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَأْذَنُ لِي مَا ذَهَبْتُ حَتَّى يَأْذَنَ لِي. قَالَ: وَكَانَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ خِصَالٌ لَا تَسْتَغْنِي عَنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ , الْخَصْلَةُ مِنْهُنَّ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ , فَيَكُونُ مِنَ الْكَلِمَةِ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ , وَقِرَاءَةُ السُّنَّةِ , وَالْعَرَبِيَّةُ , وَالْعَرُوضُ , وَالْحِسَابُ , وَوَضْعُ الْكُتُبِ فِي الْبَرَوَاتِ وَالسِّجِلَّاتِ , وَأَذْكَارُ الْحُقُوقِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِمْرَانَ الطَّلْحِيَّ قَاضِينَا , وَأُتِيَ بِكِتَابٍ يُقْرَأُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: اعْرِضْ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقِيلَ: لَا , فَقَالَ: اذْهَبْ بِهِ , فَاعْرِضْهُ عَلَيْهِ , ثُمَّ جِئْنِي بِهِ. قَالَ: وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحِسَابِ الْقَسْمِ وَالْفَرَائِضِ , وَبِحِسَابِهَا , وَبِقَسْمِهَا , وَبِالْحَدِيثِ إِتْقَانًا لَهُ وَمَعْرِفَةً بِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَجْتَرِئُ عَلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , فَيَقُولُ لَهُ: أَسَمِعْتَ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَسَمِعْتَ يَا أَبَا أُسَامَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِأَبِيهِ , وَكَانَ أَبُوهُ يَكُونُ فِي الْحَلْقَةِ وَهُوَ مُتَأَخِّرٌ عَنْهَا , فَيَقُولُ أَبُوهُ: يَا مُحَمَّدُ , فَلَا يُجِيبُهُ حَتَّى يَثِبَ , فَيَقُومَ عَلَى رَأْسِهِ , فَيُلَبِيَهُ , فَيَأْمُرُهُ بِحَاجَتِهِ فَلَا يَسْتَثْبِتُهُ هَيْبَةً لَهُ حَتَّى يَسْأَلَ مَنْ فَهِمَ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ , فَيُخْبِرُهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَعَ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ بِبَغْدَادَ , فَمَاتَ بَعْدَ أَبِيهِ بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ لَيْلَةً سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ , وَهُوَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً , وَدُفِنَا جَمِيعًا فِي مَقَابِرِ بَابِ التِّينِ. لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ أَحَدٌ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

أبو معشر نجيح , وكان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم , فأدى , وعتق , فاشترت أم موسى بنت منصور الحميرية ولاءه , ومات ببغداد سنة سبعين ومائة , وكان كثير الحديث , ضعيفا

§أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ , وَكَانَ مُكَاتَبًا لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , فَأَدَّى , وَعُتِقَ , فَاشْتَرَتْ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ مَنْصُورٍ الْحِمْيَرِيَّةُ وَلَاءَهُ , وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , ضَعِيفًا

إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وهو ابن أخي موسى بن عقبة , ويكنى أبا إسحاق لقي نافعا مولى ابن عمر وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص , وحدث عنهما حديثا صالحا , وكان يحدث بالمغازي عن عمه موسى بن عقبة. سمع منه محمد بن عمر , وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهما , ومات بالمدينة

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ وَهُوَ ابْنُ أَخِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ لَقِيَ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَحَدَّثَ عَنْهُمَا حَدِيثًا صَالِحًا , وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَغَازِي عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. سَمِعَ مِنْهُ -[419]- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَغَيْرُهُمَا , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

محمد بن مسلم الجوسق مولى بني مخزوم , ويكنى أبا عبد الله. مات سنة ستين ومائة

§مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَوْسَقُ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ

محمد بن مسلم بن جماز مولى لبني تيم بن مرة , ويكنى أبا عبد الله , وكان فقيها في رأيه بصيرا بالأحاديث , ولكنه ترك ذلك , وأقبل على العبادة , ومات بالمدينة سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون أخبرنا محمد بن عمر قال: لما حضرت محمد بن مسلم بن جماز الوفاة لم

§مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ مَوْلَى لِبَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ فَقِيهًا فِي رَأْيِهِ بَصِيرًا بِالْأَحَادِيثِ , وَلَكِنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ , وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ الْوَفَاةُ لَمْ يُوصِ إِلَّا بِأَشْيَاءَ. قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ أَهْلَ الدَّارِ يَتَشَكُّونَ مِنْ مِئْزَابٍ لَنَا عَلَى طَرِيقِهِمْ فِي الدَّارِ , وَأَدْرَكْتُ آبَائِي فِي هَذَا الْمَنْزِلِ , وَهَذَا الْمِئْزَابُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُغَيِّرَهُ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ , فَلَمْ أَجِدْ فِي الدَّارِ مَوْضِعًا يَصْلُحُ أَنْ يُغَيِّرَ فِيهِ , وَذَهَبَتْ أُرِيدُ النُّقْلَةَ فَلَمْ أَقْوَ عَلَيْهَا , وَخَشِيتُ أَنْ أَتَحَوَّلَ بِبَنَاتِ أَخِي نُسَيَّاتٍ ضِعَافًا عَوْرَةً , وَقَدْ مَاتَ أَبُوهُنَّ حَدِيثًا , فَيَضَعْنَ فَأُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمُوا أَهْلَ الدَّارِ فِي الْمِئْزَابِ أَنْ يُحَلِّلَونيَ مِنْهُ , وَإِنْ كَانَتْ فِي ذَلِكَ تَبَاعَةً غَدًا , وَجَارِي هَذَا إِسْحَاقُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ فِي أَنْ يَفْتَحَ كَوَّةً فِي بَيْتِي لِيُضِيءَ لَهُ بَيْتَ مُظْلِمٍ وَيَرْفَعَ الْكُوَّةَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى لَا تَكُونَ عَلَيْنَا عَوْرَةً , فَأَنْعَمْتُ لَهُ , فَأَحْضَرَ آلَتَهُ , ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّ بَنَاتِ أَخِي صَبَايَا , وَلَمْ آمَنْ عَلَيْهِنَّ الْعَوْرَةَ , فَأَبَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ , فَتُكَلِّمُونَهُ أَنْ يُحَلِّلَنِي مِنْ قُولِي لَهُ: نَعَمْ , ثُمَّ قُولِي: لَا , وَهَذِهِ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ

فِي رَفِّ صُنْدُوقٍ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً , وَكُنْتُ أُعَالِجُ الْبَزَّ فَلَا أَدْرِي هِيَ لِي أَوْ هِيَ وَدِيعَةٌ أَوْ قَضَانِي غَرِيمٌ , فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا , ثُمَّ تُنَفِّذُونَ مَا يَأْمُرُونَكُمْ فِيهَا , وَقَدْ كَانَ آلُ فُلَانٍ رَهَنُوا عِنْدِي طَسْتًا عَلَى دِينَارَيْنِ , فَأُخْبِرْتُ أَنَّ أَهْلَنَا أَكَلُوا عَلَيْهِ مَرَّةً , فَتُحَلِّلُونِي مِنْ صَاحِبِهَا , فَإِنْ فَعَلَ , وَإِلَّا فَرَدُّوا عَلَيْهِ الدِّينَارَيْنِ , وَأَمَّا النَّفَقَةُ الَّتِي تَرَكْتُ وَهِيَ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ دِينَارًا , فَثُلْثُهَا لِبَنَاتِ أَخِي وَصِيَّةٌ لَهُنَّ وَالثُّلُثَانِ لِبَنِي أَخِي مِيرَاثًا لَهُمْ

سحبل بن محمد بن أبي يحيى واسم أبي يحيى سمعان مولى الأسلميين , واسم سحبل عبد الله , ويكنى أبا محمد , وكان فاضلا عاقلا خيرا. مات بالمدينة سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي , وكان قليل الحديث. ليس بذاك

§سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى وَاسْمُ أَبِي يَحْيَى سَمْعَانُ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ , وَاسْمُ سَحْبَلٍ عَبْدُ اللَّهِ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ فَاضِلًا عَاقِلًا خَيِّرًا. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. لَيْسَ بِذَاكَ

سليمان بن بلال , ويكنى أبا محمد مولى للقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق , وكان بربريا جميلا حسن الهيئة عاقلا , وكان يفتي بالبلد , وولي خراج المدينة , وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون , وكان ثقة كثير الحديث

§سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ مَوْلَى لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَكَانَ بَرْبَرِيًّا جَمِيلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ عَاقِلًا , وَكَانَ يُفْتِي بِالْبَلَدِ , وَوَلِيَ خَرَاجَ الْمَدِينَةِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

وأخوه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم

§وَأَخُوهُ -[421]- الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمُ

المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى , وأمه أم ولد , وقد روى عن أبي الزناد وغيره , وهو الذي يسمى قصيا , وبه يعرف

§الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ وَغَيْرِهِ , وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى قُصِيًّا , وَبِهِ يُعْرَفُ

أبي بن عباس بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد من بني ساعدة من الخزرج , وأمه جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد بن نافذ بن غيظ بن عوف , من بني سليم , فولد أبي سهلا , وكلثما وأمهما عاتكة بنت عبد الرحمن بن خزيمة بن فراس بن حارثة من بني سليم

§أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ جَمَالُ بِنْتُ جَعْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ نَافِذِ بْنِ غَيْظِ بْنِ عَوْفٍ , مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ , فَوَلَدَ أُبَيٌّ سَهْلًا , وَكَلْثَمًا وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ فِرَاسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ

عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد من بني ساعدة من الخزرج , وأمه أم ولد , فولد عبد المهيمن بن عباس عمر , وظبية وأمهما أميمة بنت عبد الله بن الربيع من بني سليم , وعمرا وأبية وأمهما عبدة بنت عمران من جهينة , والسيدة وأمها أم عمرو بنت سهم بن

§عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ عُمَرَ , وَظَبْيَةَ وَأُمُّهُمَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ , وَعَمْرًا وَأُبَيَّةَ وَأُمُّهُمَا عَبْدَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ , وَالسَّيِّدَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ سَهْمِ بْنِ مَعْرُوفٍ , مِنْ جُهَيْنَةَ , ثُمَّ مِنَ الْحُرَقَةِ

أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد من بني سلمة , وأمه أم عثمان بنت عمرو بن عبد الله بن أنيس حليفهم , فولد أيوب بن النعمان ثوابا وأمه سكينة بنت مطرف بن عبد العزيز بن أبي الأزعر من أسلم

§أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ حَلِيفِهِمْ , فَوَلَدَ أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ ثَوَابًا وَأُمُّهُ سَكِينَةُ بِنْتُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْأَزْعَرِ مِنْ أَسْلَمَ

عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. روى عنه محمد بن عمر الواقدي وغيره

§عُثْمَانُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ

وابنه الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. روى عنه مصعب بن عبد الله الزبيري وغيره

§وَابْنُهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. رَوَى عَنْهُ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ

هشام بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي , وأمه من بني مرة , وكان لزوما لهشام بن عروة , وكان من خاصته , وسمع منه سماعا كثيرا إلا أنه لم يحدث , وكان رجلا جليلا يحتسب ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , وكان هارون أمير المؤمنين لما

§هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ , وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي مُرَّةَ , وَكَانَ لَزُومًا لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , وَكَانَ مِنْ خَاصَّتِهِ , وَسَمِعَ مِنْهُ سَمَاعًا كَثِيرًا إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْ , وَكَانَ رَجُلًا جَلِيلًا يَحْتَسِبُ وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ , وَكَانَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا حَجَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ وَهُوَ وَالِيهِ عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ يَتَلَقَّاهُ , وَأَخْرَجَ مَعَهُ عِدَّةً -[423]- مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِيهِمْ: هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِيَهُ بِالنَّقْرَةِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , وَسَأَلَهُ عَمَّنْ مَعَهُ , فَذَكَرَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , فَدَعَا بِهِ , فَدَخَلَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , وَدَعَا لَهُ , وَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَعْجَبَهُ , وَوَعَظَهُ , فَوَلَّاهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ , وَأَجَازَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ , وَكَانَ هِشَامٌ سَخِيًّا وَصُولًا لِرَحِمِهِ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ

القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب

§الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

الطبقة السابعة

§الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ

الدراوردي , واسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد , ويكنى أبا محمد , وهو مولى للبرك بن وبرة. أخوه كلب بن وبرة من قضاعة , وكان أصله من دراورد قرية بخراسان , ولكنه ولد بالمدينة , ونشأ بها , وسمع العلم والأحاديث بالمدينة , ولم يزل بها حتى توفي سنة

§الدَّرَاوَرْدِيُّ , وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَهُوَ مَوْلَى لِلْبَرْكِ بْنِ وَبَرَةَ. أَخُوهُ كَلْبُ بْنُ وَبَرَةَ مِنْ قُضَاعَةَ , وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ دَرَاوَرْدَ قَرْيَةٍ بِخُرَاسَانَ , وَلَكِنَّهُ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ , وَنَشَأَ بِهِا , وَسَمِعَ الْعِلْمَ وَالْأَحَادِيثَ بِالْمَدِينَةِ , وَلَمْ يَزَلْ بِهِا حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ يَغْلَطُ

عبد العزيز بن أبي حازم واسم أبي حازم سلمة بن دينار مولى لبني أشجع , ويكنى عبد العزيز أبا تمام. ولد سنة سبع ومائة , ومات سنة أربع وثمانين ومائة فجأة بالمدينة يوم الجمعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم , وبيعت داره , فوجد فيها أربعة آلاف دينار. دفن ,

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَاسْمُ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى لِبَنِي أَشْجَعَ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الْعَزِيزِ أَبَا تَمَّامٍ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ , وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فَجْأَةً بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَبِيعَتْ دَارُهُ , فَوُجِدَ فِيهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ. دُفِنَ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ دُونَ الدَّرَاوَرْدِيِّ

أبو علقمة الفروي , واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة مولى آل عثمان بن عفان , وكان قد لقي نافعا وسعيد بن أبي سعيد المقبري , والصلت بن زبيد , وروى عنهم ولكنه عمر حتى لقيناه سنة تسع وثمانين ومائة بالمدينة , ومات بعد ذلك , وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ قَدْ لَقِيَ نَافِعًا وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ , وَالصَّلْتَ بْنَ زُبَيْدٍ , وَرَوَى عَنْهُمْ وَلَكِنَّهُ عُمِّرَ حَتَّى لَقِينَاهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ , وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى مولى لأسلم , وكان يكنى أبا إسحاق , وكان أصغر من أخيه سحبل بعشر سنين , ومات بالمدينة سنة أربع وثمانين ومائة , وكان كثير الحديث. ترك حديثه ليس يكتب

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى لَأَسْلَمَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ , وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ سَحْبَلٍ بِعَشْرِ سِنِينَ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ. تُرِكَ حَدِيثُهُ لَيْسَ يُكْتُبُ

حاتم بن إسماعيل , ويكنى أبا إسماعيل. قال: قال محمد بن عمر: أشهدني أنه مولى لبني عبد المدان بن الديان من بني الحارث بن كعب , وأعطاني سجل أبيه , وقال: لا تذكره حتى أموت , وكان أصله من أهل الكوفة , ولكنه انتقل إلى المدينة , فنزلها حتى مات بها سنة ست

§حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , وَيُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَشْهَدَنِي أَنَّهُ مَوْلَى لِبَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ بْنِ الدَّيَّانِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , وَأَعْطَانِي سِجِلَّ أَبِيهِ , وَقَالَ: لَا تَذْكُرْهُ حَتَّى أَمُوتَ , وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , وَلَكِنَّهُ انْتَقَلْ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَهَا حَتَّى مَاتَ بِهِا سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ الرَّشِيدِ , وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

محمد بن عمر بن واقد , ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم , وكان قد تحول من المدينة , فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين , وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام

§مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِدِيُّ مَوْلَى لِبَنِي سَهْمٍ مِنْ أَسْلَمَ , وَكَانَ قَدْ تَحَوَّلَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَ بَغْدَادَ وَوَلِيَ الْقَضَاءَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ أَرْبَعَ سِنِينَ , وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَغَازِي وَالسِّيرَةِ وَالْفُتُوحِ وَبِاخْتِلَافِ النَّاسِ فِي الْحَدِيثِ وَالْأَحْكَامِ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ , وَقَدْ فَسَّرَ ذَلِكَ فِي كُتُبٍ اسْتَخْرَجَهَا وَوَضَعَهَا وَحَدَّثَ بِهَا

وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي الْوَاقِدِيُّ: §حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ , فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ , فَقَالَ لِيَحْيَى

بْنِ خَالِدٍ: ارْتَدْ لِي رَجُلًا عَارِفًا بِالْمَدِينَةِ , وَالْمَشَاهِدِ، وَكَيْفَ كَانَ نُزُولُ جِبْرِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيهِ , وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ , فَسَأَلَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ , فَكُلٌّ دَلَّهُ عَلَيَّ , فَبَعَثَ إِلَيَّ , فَأَتَيْتُهُ , وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ , فَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ , إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ عِشَاءَ الْآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ , وَتَمْضِي مَعَنَا إِلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ , فَتُوَقِّفْنَا عَلَيْهَا وَالْمَوْضِعِ الَّذِي يَأْتِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَكُنْ بِالْقُرْبِ , فَلَمَّا صَلَّيْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِذَا أَنَا بِالشُّمُوعِ قَدْ خَرَجَتْ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ عَلَى حِمَارَيْنِ , فَقَالَ يَحْيَى: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا , فَأَتَيْتُ بِهِ إِلَى دُورِ الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهُ , فَنَزَلَا عَنْ حِمَارَيْهِمَا , فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ , وَدَعَوُا اللَّهَ سَاعَةً , ثُمَّ رَكَبَا وَأَنَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا , فَلَمْ أَدَعْ مَوْضِعًا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَلَا مَشْهَدًا مِنَ الْمَشَاهِدِ إِلَّا مَرَرْتُ بِهِمَا عَلَيْهِ , فَجَعَلَا يُصَلِّيَانِ وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ , فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَافِينَا الْمَسْجِدَ , وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ , وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ , فَلَمَّا صَارَا إِلَى الْقَصْرِ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: أَيُّهَا الشَّيْخُ , لَا تَبْرَحْ , فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَى مَكَّةَ فَأَذِنَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ , فَأَدْنَى مَجْلِسِي , وَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لَمْ يَزَلْ بَاكِيًا وَقَدْ أَعْجَبَهُ مَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ , وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ , فَإِذَا بَدَرَةٌ مُبْدَرَةٌ قَدْ دُفِعَتْ إِلَيَّ , وَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ , خُذْهَا مُبَارَكٌ لَكَ فِيهَا , وَنَحْنُ عَلَى الرِّحْلَةِ الْيَوْمَ , وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلَقَانَا حَيْثُ كُنَّا , وَاسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَرَحَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , وَأَتَيْتُ مَنْزِلِي وَمَعِي ذَلِكَ الْمَالُ , فَقَضَيْنَا مِنْهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْنَا , وَزَوَّجْتُ بَعْضَ الْوَلَدِ وَاتَّسَعْنَا , ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا , فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا قُعُودُكَ وَهَذَا وَزِيرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَرَفَكَ وَسَأَلَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ , فَرَحَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَظُنُّ الْقَوْمَ بِالْعِرَاقِ فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ , فَسَأَلْتُ عَنْ خَبَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَوا لِي هُوَ بِالرَّقَّةِ , فَأَرَدْتُ الِانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَظَرْتُ , فَإِذَا أَنَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَلِ

الْحَالِ , فَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَصِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ , فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعِ الْكَرَى , فَإِذَا أَنَا بِعِدَّةِ فِتْيَانٍ مِنَ الْجُنْدِ يُرِيدُونَ الرَّقَّةَ , فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ , أَيْنَ تُرِيدُ , فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي , وَأَنِّي أُرِيدُ الرَّقَّةَ , فَنَظَرْنَا فِي كِرَى الْجِمَالِ , فَإِذَا هِيَ تُضَعَّفُ عَلَيْنَا , فَقَالَوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ , هَلْ لَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى السُّفُنِ فَهُوَ أَرْفَقُ بِنَا وَأَيْسَرُ عَلَيْنَا مِنْ كِرَى الْجِمَالِ , فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا وَالْأَمْرُ إِلَيْكُمْ , فَصِرْنَا إِلَى السُّفُنِ , فَاكْتَرَيْنَا , فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَبَرَّ بِي مِنْهُمْ وَلَا أَشْفَقَ , وَلَا أَحْوَطَ يَتَكَلَّفُونَ مِنْ خِدْمَتِي وَطَعَامِي مَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَلَدُ مِنْ وَالِدِهِ حَتَّى صِرْنَا إِلَى مَوْضِعِ الْجَوَازِ بِالرَّقَّةِ , وَكَانَ الْجَوَازُ صَعْبًا جِدًّا , فَكَتَبُوا إِلَى قَائِدِهِمْ بِعِدَادِهِمْ , وَأَدْخَلُونِي فِي عِدَادِهِمْ , فَمَكَثْنَا أَيَّامًا , ثُمَّ جَاءَنَا الْإِذْنُ بِأَسْمَائِنَا , فَجُزْتُ مَعَ الْقَوْمِ , فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعٍ لَهُمْ فِي خَانِ نُزُولٍ , فَأَقَمْتُ مَعَهُمْ أَيَّامًا وَطَلَبْتُ الْإِذْنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَصَعُبَ عَلَيَّ , فَأَتَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ وَهُوَ بِي عَارِفٌ , فَلَقِيتُهُ , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ , وَغَرَّرْتَ , وَلَكِنْ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَكَ لَهُ , وَكُنْتُ أَغْدُو إِلَى بَابِهِ وَأَرُوحُ , فَقَلَّتْ نَفَقَتِي , وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ رُفَقَائِي , وَتَخَرَّقَتْ ثِيَابِي , وَأَيِسْتُ مِنْ نَاحِيَةِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , فَلَمْ أُخْبِرْ رُفَقَائِي بِشَيْءٍ , وَعُدْتُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَرَّةً أَنَا فِي سَفِينَةٍ وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْحَلِينَ فَبَيْنَا أَنَا مُسْتَرِيحٌ فِي سُوقِهَا إِذَا أَنَا بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ , فَسَأَلْتُ: مَنْ هُمْ؟ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةِ الرَّسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَنَّ صَاحِبَهُمْ بَكَّارًا الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ , وَالزُّبَيْرِيُّ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي , فَقُلْتُ: أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ , ثُمَّ آتِيَهُ , فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَنِ اسْتَرَاحَ , وَفَرَغَ مِنْ غَدَائِهِ , فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ , فَأَذِنَ لِي , فَدَخَلْتُ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَاذَا صَنَعْتَ فِي غَيْبَتِكَ , فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَبِخَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لَا يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لِأَحَدٍ , وَلَا يُنَبِّهَ بِاسْمِكَ , فَمَا الرَّأْيُ؟ فَقُلْتُ: الرَّأْيُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَالَ: هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ. خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى

مَا قَدْ عَلِمْتَ , وَلَكِنِ الرَّأْيَ أَنْ تَصِيرَ مَعِي فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى أَمْرَكَ , فَرَكِبْتُ مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ , فَلَمَّا عَبَرْنَا الْجَوَازَ قَالَ لِي: تَصِيرُ مَعِي؟ فَقُلْتُ: لَا أَصِيرُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَنَا مُبَكِّرٌ عَلَيْكَ غَدًا لِنَصِيرَ جَمِيعًا إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , فَدَخَلْتُ عَلَى أَصْحَابِي , فَكَأَنِّي وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ , ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا كَانَ خَبَرُكَ؟ فَقَدْ كُنَّا فِي غَمٍّ مِنْ أَمْرِكَ , فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي , فَأَشَارَ عَلَيَّ الْقَوْمُ بِلُزُومِ الزُّبَيْرِيِّ , وَقَالُوا: هَذَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ لَا تَهْتَمَّ لَهُ , فَغَدَوْتُ بِالْغَدَاةِ إِلَى بَابِ الزُّبَيْرِيِّ , فَخُبِّرْتُ بِأَنَّهُ قَدْ رَكِبَ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَأَتَيْتُ بَابَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَقَعَدْتُ مَلِيًّا , فَإِذَا صَاحِبِي قَدْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أُنْسِيتُ أَنْ أُذَاكِرَهُ أَمْرَكَ , وَلَكِنْ قِفْ بِالْبَابِ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْهِ , فَدَخَلَ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ الْحَاجِبُ , فَقَالَ لِي: ادْخُلْ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَالَةٍ خَسِيسَةٍ , وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ , وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ , فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ رَأَيْتُ أَثَرَ الْغَمِّ فِي وَجْهِهِ , وَسَلَّمَ عَلَيَّ , وَقَرَّبَ مَجْلِسِي وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَادِثُونَهُ , فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ , فَانْقَطَعْتُ عَنْ إِجَابَتِهِ , وَجَعَلْتُ أَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِالْمُوَافِقِ لِمَا يَسْأَلُ , وَجَعَلَ الْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَحْسَنِ الْجَوَابِ , وَأَنَا سَاكِتٌ , فَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ , وَخَرَجَ الْقَوْمُ خَرَجْتُ , فَإِذَا خَادِمٌ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَدْ خَرَجَ , فَلَقِيَنِي عِنْدَ السِّتْرِ , فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفْطِرَ عِنْدَهُ الْعَشِيَّةَ , فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي خَبَّرْتُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ , وَقُلْتُ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطٌ بِي , فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: هَذِهِ رَغِيفَانِ وَقِطْعَةُ جُبْنٍ وَهَذِهِ دَابَّتِي تُرْكَبُ وَالْغُلَامُ خَلْفَكَ , فَإِنْ أَذِنَ لَكَ الْحَاجِبُ بِالدُّخُولِ دَخَلْتَ وَدَفَعْتَ مَا مَعَكَ إِلَى الْغُلَامِ , وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى صِرْتَ إِلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ , فَأَكَلْتَ مَا مَعَكَ وَشَرِبْتَ مِنْ مَاءِ الْمَسْجِدِ , فَانْصَرَفْتُ فَوَصَلْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْمَغْرِبَ , فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَالَ: يَا شَيْخُ , أَبْطَأْتَ , وَقَدْ خَرَجَ الرَّسُولُ فِي طَلَبِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ , فَدَفَعْتُ مَا كَانَ مَعِي إِلَى الْغُلَامِ وَأَمَرْتُهُ بِالْمُقَامِ , فَدَخَلْتُ فَإِذَا

الْقَوْمُ قَدْ تَوَافَوْا , فَسَلَّمْتُ , وَقَعَدْتُ , وَقُدِّمَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأْنَا وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ , فَأَفْطَرْنَا , وَقَرُبَتْ عِشَاءُ الْآخِرَةِ فَصُلِّيَ بِنَا , ثُمَّ أَخَذْنَا مَجَالِسَنَا , فَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُنِي وَأَنَا مُنْقَطِعٌ وَالْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَشْيَاءَ هِيَ عِنْدِي عَلَى خِلَافِ مَا يُجِيبُونَ , فَلَمَّا ذَهَبَ اللَّيْلُ خَرَجَ الْقَوْمُ , وَخَرَجْتُ خَلْفَ بَعْضِهِمْ , فَإِذَا غُلَامٌ قَدْ لَحِقَنِي , فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ قَابِلَةً قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا , وَنَاوَلَنِي كِيسًا مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ مَلَأَنِي سُرُورًا , فَخَرَجْتُ إِلَى الْغُلَامِ , فَرَكِبْتُ وَمَعِي الْحَاجِبُ حَتَّى صَيَّرَنِي إِلَى أَصْحَابِي , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ , فَقُلْتُ: اطْلُبُوا لِي سِرَاجًا , فَفَضَضْتُ الْكِيسَ , فَإِذَا دَنَانِيرُ , فَقَالَوا لِي: مَا كَانَ رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْغُلَامَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَافِيهِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ , وَعَدَدْتُ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ , فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: عَلَيَّ شِرَاءُ دَابَّتِكَ , وَقَالَ آخَرُ عَلَيَّ السُّرُجُ وَاللِّجَامُ وَمَا يُصْلِحُهُ , وَقَالَ آخَرُ عَلَيَّ حَمَّامُكَ وَخِضَابُ لِحْيَتِكَ وَطِيبُكَ , وَقَالَ آخَرُ عَلَيَّ شِرَاءُ كَسَوْتِكَ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الزِّيِّ الْقَوْمُ فَعَدَدْتُ مِائَةَ دِينَارٍ , فَدَفَعْتُهَا إِلَى صَاحِبِ نَفَقَتِهِمْ فَحَلَفَ الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يَرْزَءُونِي دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا , وَغَدَوْا بِالْغَدَاةِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى مَا انْتَدَبَ لِي فِيهِ , فَمَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ إِلَّا وَأَنَا مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ , وَحَمَلْتُ بَاقِي الْكَيْسِ إِلَى الزُّبَيْرِيِّ , فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الْحَالِ سُرَّ سُرُورًا شَدِيدًا , ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ , فَقَالَ لِي: إِنِّي شَاخِصٌ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقُلْتُ: نَعَمْ , إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ الْعِيَالَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ يُوَصِّلُهَا إِلَى الْعِيَالِ , ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ , فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعِي مِنَ الْكِيسِ , ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ , فَتَهَيَّأْتُ بِأَحْسَنَ هَيْئَةٍ , ثُمَّ حَضَرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَامَ فَأَذِنَ لِي , فَدَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى , فَلَمَّا رَآنِي فِي تِلْكَ الْحَالِ نَظَرْتُ إِلَى السُّرُورِ فِي وَجْهِهِ , فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي , ثُمَّ ابْتَدَأْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يُذَاكِرُنِي بِهِ وَالْجَوَابِ فِيهِ , وَكَانَ الْجَوَابُ عَلَى غَيْرِ مَا كَانَ يُجِيبُ بِهِ الْقَوْمُ , فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ وَتَقْطِيبِهِمْ لِي , وَأَقْبَلَ

يَحْيَى يُسَائِلُنِي عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَحَدِيثِ كَذَا فَأُجِيبُ فِيمَا يَسْأَلُنِي وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ مَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ , فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ تَقَدَّمَ يَحْيَى فَصَلَّى , ثُمَّ أَحْضَرَ الطَّعَامَ فَتَعَشَّيْنَا , ثُمَّ صَلَّى بِنَا يَحْيَى عِشَاءَ الْآخِرَةِ , وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا , فَلَمْ نَزَلْ فِي مُذَاكَرَةٍ , وَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُ بَعْضَ الْقَوْمِ فَيَنْقَطِعُ , فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الِانْصِرَافِ انْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُمْ , فَإِذَا الرَّسُولُ قَدْ لَحِقَنِي , فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا , وَنَاوَلَنِي كِيسًا , فَانْصَرَفْتُ وَمَعِي رَسُولُ الْحَاجِبِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي , وَأَصَبْتُ سِرَاجًا عِنْدَهُمْ , فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَى الْقَوْمِ , فَكَانُوا بِهِ أَشَدَّ سُرُورًا مِنِّي , فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْتُ لَهُمْ: أَعِدُّوا لِي مَنْزِلًا بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ , وَاشْتَرُوا لِي جَارِيَةً وَغُلَامًا خَبَّازًا وَأَثَاثًا وَمَتَاعًا , فَلَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ إِلَّا وَقَدْ أَعَدُّوا لِي ذَلِكَ , وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَكُونَ إِفْطَارُهُمْ عِنْدِي فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ صُعُوبَةٍ شَدِيدَةٍ , فَلَمْ أَزَلْ آتِي يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي الْوَقْتِ كُلَّمَا رَآنِي ازْدَادَ سُرُورًا , فَلَمْ يَزَلْ يَدْفَعُ إِلَيَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْعِيدِ , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , تَزَيَّنْ غَدًا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ مِنْ زِيِّ الْقُضَاةِ , وَاعْتَرِضْ لَهُ؛ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ , فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْعِيدِ خَرَجْتُ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ وَخَرَجَ النَّاسُ وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْمُصَلَّى فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَلْحَظُنِي , فَلَمْ أَزَلْ فِي الْمَوْكِبِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صِرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , وَلَحِقَنَا يَحْيَى بَعْدَ دُخُولِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْزِلَهُ , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , ادْخُلْ بِنَا , فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ الْقَوْمُ , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا زَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجَّتِنَا , وَأَنَّكَ الرَّجُلُ الَّذِي سَايَرْتَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَأَمَرَ لَكَ بِثَلَاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ , وَأَنَا مُتَنَجِّزُهَا لَكَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ انْصَرَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ , فَدَخَلْتُ مِنَ الْغَدِ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ حَاجَةٌ عَرَضَتْ وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَى الْوَزِيرِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِقَضَائِهَا , فَقَالَ لِي: وَمَا ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: الْإِذْنُ إِلَى مَنْزِلِي؛

فَقَدِ اشْتَدَّ الشَّوْقُ إِلَى الْعِيَالِ وَالصِّبْيَانِ , فَقَالَ لِي: لَا تَفْعَلْ , فَلَمْ أَزَلْ أُنَازِلُهُ حَتَّى أَذِنَ لِي وَاسْتَخْرَجَ لِي الثَّلَاثِينَ الْأَلْفِ دِرْهَمٍ , وَهُيِّئَتْ لِي حَرَّاقَةٌ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا , وَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لِي مِنْ طَرَائِفِ الشَّامِ لِأَحْمِلَهُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ , وَأَمَرَ وَكِيلَهُ بِالْعِرَاقِ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي إِلَى الْمَدِينَةِ لَا أُكَلَّفُ نَفَقَةَ دِينَارٍ وَلَا دِرْهَمٍ , فَصِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي , فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالْخَبَرِ , وَحَلَفْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنِّي مَا أَصِلُهُمْ بِهِ , فَحَلَفَ الْقَوْمُ: أَنَّهُمْ لَا يَرْزَؤُنِي دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا , فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَخْلَاقِهِمْ , فَكَيْفَ أُلَامُ عَلَى حُبِّي لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ " وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ قَالَ: فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ. قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ. أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ , وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلَا سَوِيقٌ وَلَا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا , فَمَيَّزْتُ ثَلَاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي , فَقُلْتُ: أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي , فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي , فَقَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: قَدْ مَيَّزْتُ ثَلَاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي فَقَالَتْ: مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ , فَقَالَتِ: اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ , فَقُلْتُ لَهَا: فُلَانٌ , فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلَّا أَنَّهُ مَنَّانٌ لَا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ , فَسَمِّ الْآخَرَ , فَسَمَّيْتُ الْآخَرَ , فَقُلْتُ: فُلَانٌ , فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلَّا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لَا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: فُلَانٌ , فَقَالَتْ: رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لَا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ , فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ , فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ , فَدَخَلْتُ , فَرَحَّبَ , وَقَرَّبَ , وَقَالَ لِي: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. قَالَ: فَفَكَّرَ سَاعَةً , ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ ,

فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ , فَطَهِّرْهُ , وَاسْتَنْفِقْهُ , فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ , فَأَخَذْتُ الْكِيسَ , وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي , فَدَعَوْتُ رَجُلًا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي , فَقُلْتُ: اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً , وَمِنَ الْأُرْزِ قَفِيزًا , وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ , فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ هَذَا , فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقُلْتُ: ائْذَنِي لَهُ , فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي , وَرَحَّبْتُ بِهِ , وَقَرَّبْتُ , وَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَمِّ , أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ , فَفَكَّرْتُ سَاعَةً , ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ , فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ , فَأَخَذَ الْكَيْسَ , ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي: اخْرُجْ , فَخَرَجَ , فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: فَقَالَتْ: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: دَفَعَتُ إِلَيْهِ الْكَيْسَ بِأَسْرِهِ , فَقَالَتْ لِي: وُفِّقْتَ , وَأَحْسَنْتَ , ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ , فَانْتَعَلْتُ , وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ , فَدَقَقْتُ الْبَابَ , فَأَذِنَ لِي , فَدَخَلْتُ , فَسَلَّمَ عَلَيَّ , وَرَحَّبَ , وَقَرَّبَ , ثُمَّ قَالَ لِي: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ , فَفَكَّرَ سَاعَةً , ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ , فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ , فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ , وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي , فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ , فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي , فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ , فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا , فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: خَادِمٌ نَبِيلٌ , فَقُلْتُ لَهَا: ائْذَنِي لَهُ , فَنَزَلَ , فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ , فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: اخْرُجْ , وَلَبِسْتُ ثِيَابِي , وَرَكِبْتُ دَابَّتِي , ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ , فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ , فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ , وَقَالَ: يَا غُلَامُ , مِرْفَقَةً , فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ , فَقَالَ لِي

: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ؟ قُلْتُ: لَا , فَقَالَ: أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ , وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ , وَمَا عِنْدَكَ , فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ , إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ , فَقَالَ لِي: إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا , فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ , وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلَاثَةِ , وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ , وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ فَقَالَ: يَا غُلَامُ , دَوَاةً , فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ , فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ , فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ , ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ , فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ , فَقَالَ: هَذَا لِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ؛ لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا , ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ , فَقَالَ: هَذَا لِلطَّالِبِيِّ , ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا صُرَّةٌ أُخْرَى فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ , فَقَالَ: هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ , ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ. قَالَ: فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي , فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ , وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا , ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ , وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَدَعَا وَشَكَرَ , ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي , فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ , فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا , فَكَيْفَ أُلَامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ , وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ , وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ , وَقَضَى دَيْنَهُ , وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

حسين بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب , ويكنى أبا عبد الله , وكان قد كف بصره , وأمه أم ولد , فولد حسين بن زيد مليكة , وميمونة تزوجها المهدي أمير المؤمنين , فتوفي عنها , فخلف عليها عيسى بن جعفر الأكبر ابن المنصور فلم تلد له شيئا , وعلية بنت حسين

§حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ قَدْ كَفَّ بَصَرُهُ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ مُلَيْكَةَ , وَمَيْمُونَةَ تَزَوَّجَهَا الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَتُوُفِّيَ عَنْهَا , فَخَلَفَ عَلَيْهَا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْأَكْبَرِ ابْنِ الْمَنْصُورِ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا , وَعُلَيَّةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ وَأُمُّهُنَّ كَلْثُمُ الصَّمَّاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَيَحْيَى بْنَ حُسَيْنٍ , وَسُكَيْنَةَ لَمْ تَبْرُزْ , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ حَسَنًا وَسُلَيْمَانَ وَخَدِيجَةَ وَزَيْنَبَ وَالْحُسَيْنَ لَا عَقِبَ لَهُ بَنِي مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعَلِيًّا , وَجَعْفَرًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَلِحُسَيْنٍ أَحَادِيثُ

عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد وأمه أم ولد , فولد عبد الله بن مصعب أبا بكر ولي المدينة لهارون أمير المؤمنين , وأمه عبدة وهي أم عبد الله بنت طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , ومصعبا وأمه أمة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبَا بَكْرٍ وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَأُمُّهُ عَبْدَةُ وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَمُصْعَبًا وَأُمُّهُ أَمَةُ الْجَبَّارِ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأُمُّهَا فَاخِتَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , وَمُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَعَلِيًّا , وَأَحْمَدَ وَأُمُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ قُرَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَأُمُّ قُرَيْنٍ سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ , وَمَاتَ بِالرَّقَّةِ فِي

شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً , وَوُلِدَ لَهُ ابْنٌ بَعْدَ مَوْتِهِ , فَسُمِّيَ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَلَهُ أَحَادِيثُ

عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد وأمه أم حبيب بنت محمد بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي. توفي ببغداد في خلافة هارون , وكان عامر شاعرا عالما بأمور الناس , ويكنى أبا الحارث

§عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ , وَكَانَ عَامِرٌ شَاعِرًا عَالِمًا بِأُمُورِ النَّاسِ , وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ

عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو العابد وأمه أمة الحميد بنت عبد الله بن عياض بن عمرو بن بلبل بن بلال بن أحيحة بن الجلاح من بني عمرو بن عوف من الأوس , وكان عبد الله بن عبد العزيز عابدا ناسكا عالما , وتوفي بالمدينة سنة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ الْعَابِدُ وَأُمُّهُ أَمَةُ الْحَمِيدِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بُلْبُلِ بْنِ بِلَالِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَابِدًا نَاسِكًا عَالِمًا , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه أم ولد. ولي قضاء المدينة لهارون أمير المؤمنين , ثم عزله , واستعمله على قضاء مكة , ثم عزله , واستعمله على قضاء المدينة , ثم عزله فلحق بهارون فلم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ , ثُمَّ عَزَلَهُ فَلَحِقَ بِهِارُونَ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الرَّيِّ , فَخَرَجَ مَعَهُ , فَمَاتَ بِالرَّيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

ابن أبي ثابت الأعرج واسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة , وأمه أمة الرحمن بنت حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف , فولد عبد العزيز بن عمران عبيدة الكبرى وأمها أمة الواحد بنت عائذ بن معن بن

§ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْأَعْرَجُ وَاسْمُهُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَأُمُّهُ أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عُبَيْدَةَ الْكُبْرَى وَأُمُّهَا أَمَةُ الْوَاحِدِ بِنْتُ عَائِذِ بْنِ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ , وَفَاطِمَةَ , وَعُبَيْدَةَ الصُّغْرَى وَهِيَ الْفَصِيحَةُ وَأُمُّهَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ يَحْيَى , وَأَمَةَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ حَفْصٍ , وَأُمَّ الْبَنِينَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَبَرَّةَ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهَا حُمَيْدَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ بِلَالِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

ابن الطويل واسمه محمد بن عبد الرحمن وهو الطويل بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة , وكان قليل الحديث

§ابْنُ الطَّوِيلِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ الطَّوِيلُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو ضمرة واسمه أنس بن عياض الليثي من أنفسهم , وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو ضَمْرَةَ وَاسْمُهُ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

محمد بن معن بن محمد بن معن الغفاري , ويكنى أبا معن , وكان ثقة قليل الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنِ الْغِفَارِيُّ , وَيُكَنَّى أَبَا مَعْنٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إبراهيم بن جعفر بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة من الأوس , وأمه كبلة بنت السائب من بني محارب بن خصفة من قيس عيلان , فولد إبراهيم بن جعفر يعقوب , وإسماعيل , وأمامة لأمهات أولاد شتى , وكان إبراهيم بن جعفر يكنى

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ كَبْلَةُ بِنْتُ السَّائِبِ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْقُوبَ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَأُمَامَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ , وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

زكريا بن منظور القرظي ويكنى أبا يحيى , وكان أعور، قد لقي أبا حازم وعمر مولى غفرة

§زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ الْقُرَظِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا يَحْيَى , وَكَانَ أَعْوَرَ، قَدْ لَقِيَ أَبَا حَازِمٍ وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ

معن بن عيسى بن معن , ويكنى أبا يحيى مولى الأشجع , وكان يعالج القز بالمدينة , ويشتريه , وكان له غلمان حاكة , وكان يشتري , ويلقي إليهم. مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة , وكان ثقة كثير الحديث , ثبتا , مأمونا

§مَعْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَعْنٍ , وَيُكَنَّى أَبَا يَحْيَى مَوْلَى الْأَشْجَعِ , وَكَانَ يُعَالِجُ الْقَزَّ بِالْمَدِينَةِ , وَيَشْتَرِيهِ , وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ حَاكَةٌ , وَكَانَ يَشْتَرِي , وَيُلْقِي إِلَيْهِمْ. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , ثَبْتًا , مَأْمُونًا

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك , ويكنى أبا إسماعيل مولى لبني الديل. مات بالمدينة سنة تسع وتسعين ومائة , وقد روى عن حميد الخراط , ومحمد بن إسحاق , وعبد الرحمن بن حرملة , والضحاك بن عثمان , وربيعة بن عثمان , ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة , وكان كثير

§مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , وَيُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى لِبَنِي الدِّيلِ. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ , وَقَدْ رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , وَالضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ , وَرَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ

عبد الله بن نافع الصائغ , ويكنى أبا محمد مولى لبني مخزوم , وكان قد لزم مالك بن أنس لزوما شديدا , وكان لا يقدم عليه أحدا. مات بالمدينة في شهر رمضان سنة ست ومائتين , وهو دون معن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ مَوْلَى لِبَنِي مَخْزُومٍ , وَكَانَ قَدْ لَزِمَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ لُزُومًا شَدِيدًا , وَكَانَ لَا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ , وَهُوَ دُونَ مَعْنٍ

أبو بكر الأعشى , واسمه عبد الحميد بن عبد الله وهو أبو أويس بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر , وأمه أخت مالك بن أنس , وكان أبو بكر صاحب عربية وقراءة ورواية عن نافع بن أبي نعيم وسليمان بن بلال وغيرهما

§أَبُو بَكْرٍ الْأَعْشَى , وَاسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ أَبُو أُوَيْسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ , وَأُمُّهُ أُخْتُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ صَاحِبَ عَرَبِيَّةٍ وَقِرَاءَةٍ وَرِوَايَةٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ وَغَيْرِهِمَا

وأخوه إسماعيل بن عبد الله وهو أبو أويس بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر وأمه أخت مالك بن أنس , ويكنى إسماعيل أبا عبد الله , وقد روى عن مالك بن أنس , وعن أبيه , وعن كثير بن عبد الله , ونافع بن أبي نعيم , وشيوخ أهل المدينة

§وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ أَبُو أُوَيْسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ وَأُمُّهُ أُخْتُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَيُكَنَّى إِسْمَاعِيلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَعَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَنَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ , وَشُيُوخِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

مطرف بن عبد الله بن يسار اليساري , ويكنى أبا مصعب , وكان يسار مكاتبا لرجل من أسلم , فأدى عنه عبد الله بن أبي فروة كتابته , فعتق , فصار هو وولده مع آل عبد الله بن أبي فروة , وفي دعوتهم , وكان مطرف من أصحاب مالك بن أنس , وكان ثقة , وكان به صمم , ومات

§مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الْيَسَارِيُّ , وَيُكَنَّى أَبَا مُصْعَبٍ , وَكَانَ يَسَارٌ مُكَاتَبًا لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ , فَأَدَّى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ كِتَابَتَهُ , فَعُتِقَ , فَصَارَ هُوَ وَوَلَدُهُ -[439]- مَعَ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , وَفِي دَعْوَتِهِمْ , وَكَانَ مُطَرِّفٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَكَانَ ثِقَةً , وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو الأكبر ابن أويس بن سعد الأكبر ابن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو الْأَكْبَرِ ابْنِ أُوَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْأَكْبَرِ ابْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي , وأمه أم ولد يقال لها عصيمة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا عُصَيْمَةُ

مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام , وأمه أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام

§مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَأُمُّهُ أَمَةُ الْجَبَّارِ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام ويكنى أبا بكر وأمه حفصة بنت عمر بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير , وقتل جده عمر بن عتيق وأبوه عتيق بن عامر جميعا بقديد , وكان عتيق بن يعقوب قد اعتزل , فنزل السوارقية , ثم رجع إلى المدينة

§عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ صُدَيْقِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ وَأُمُّهُ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَتِيقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَقُتِلَ جَدُّهُ عُمَرُ بْنُ عَتِيقٍ وَأَبُوهُ عَتِيقُ بْنُ عَامِرٍ جَمِيعًا بِقُدَيْدٍ , وَكَانَ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ -[440]- قَدِ اعْتَزَلَ , فَنَزَلَ السَّوَارِقِيَّةَ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَأَقَامَ بِهِا , وَكَانَ لَزُومًا لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَدْ كَتَبَ عَنْهُ كُتُبَهُ الْمُوَطَّأَ وَغَيْرَهُ , وَكَانَ يَلْزَمُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرَيَّ الْعَابِدَ , وَلَمْ يَزَلْ عَتِيقٌ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ , وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة من بني عامر بن لؤي , وأمه بنت عثمان بن الزبير بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان وهي أمه وأم إخوته جميعا , وولي عبد الجبار قضاء المدينة للمأمون أمير المؤمنين , وكان أبوه سعيد بن

§عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَأُمُّهُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهِيَ أُمُّهُ وَأُمُّ إِخْوَتِهِ جَمِيعًا , وَوَلِيَ عَبْدُ الْجَبَّارِ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِلْمَأْمُونِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَكَانَ أَبُوهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَدْ وَلِيَ أَيْضًا قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِلْمَهْدِيِّ , وَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَحَادِيثُ , وَسَمِعَ مِنْهُ , وَمَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ

أبو غزية , واسمه محمد بن موسى من بني مازن بن النجار , وقد ولده أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي من قبل أمهاته , وكانت له رواية وعلم وبصر بالفتوى والفقه , ولي قضاء المدينة في ولاية عبيد الله بن الحسن العلوي على المدينة , وذلك في خلافة المأمون أمير المؤمنين

§أَبُو غَزِيَّةَ , وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , وَقَدْ وَلَّدَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيُّ مِنْ قِبَلِ أُمَّهَاتِهِ , وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ وَعِلْمٌ وَبَصَرٌ بِالْفَتْوَى وَالْفِقْهِ , وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ عَلَى الْمَدِينَةِ , وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

أبو مصعب , واسمه أحمد بن أبي بكر بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف , وقد سمع من مالك بن أنس , وروى عنه وهو من فقهاء أهل المدينة , وقد ولي شرط المدينة وقضاءها لعبيد الله بن الحسن بعد أبي غزية

§أَبُو مُصْعَبٍ , وَاسْمُهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَقَدْ سَمِعَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَرَوَى عَنْهُ وَهُوَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَقَدْ وَلِيَ شُرَطَ الْمَدِينَةِ وَقَضَاءَهَا لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بَعْدَ أَبِي غَزِيَّةَ

يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف , ويكنى أبا يوسف , وكان أبوه محمد بن عيسى من سراة أهل المدينة وأهل المروءة منهم , وكان جميلا نبيلا , وكان يعقوب كثير العلم والسماع للحديث , ولم يجالس مالكا , ولكنه قد لقي من كان بعد مالك من

§يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ , وَكَانَ أَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى مِنْ سُرَاةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ الْمُرُوءَةِ مِنْهُمْ , وَكَانَ جَمِيلًا نَبِيلًا , وَكَانَ يَعْقُوبُ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالسَّمَاعِ لِلْحَدِيثِ , وَلَمْ يُجَالِسْ مَالِكًا , وَلَكِنَّهُ قَدْ لَقِيَ مَنْ كَانَ بَعْدَ مَالِكٍ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرِجَالِهِمْ وَأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ , وَكَانَ حَافِظًا لِلْحَدِيثِ

محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي زيد , ويكنى أبا ثابت , مولى لآل عثمان بن عفان , وكان تاجرا , وقد سمع من مالك وغيره من رجال أهل المدينة , وكان فاضلا خيرا , ومات في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ , وَيُكَنَّى أَبَا ثَابِتٍ , مَوْلَى لِآلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ تَاجِرًا , وَقَدْ سَمِعَ مِنْ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ فَاضِلًا خَيِّرًا , وَمَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام , وأمه من آل خالد بن الزبير بن العوام , وأم أبيه أم ولد , وأم جده أم ولد , ويكنى إبراهيم أبا إسحاق , وقتل حمزة بن مصعب وابنه عمارة بن حمزة بقديد , ولم يجالس إبراهيم بن حمزة مالك بن أنس , وسمع من

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَأُمُّهُ مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَأُمُّ أَبِيهِ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمُّ جَدِّهِ أُمُّ وَلَدٍ , وَيُكَنَّى -[442]- إِبْرَاهِيمُ أَبَا إِسْحَاقَ , وَقُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ مُصْعَبٍ وَابْنُهُ عُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ بِقُدَيْدٍ , وَلَمْ يُجَالِسْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ , وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , وَغَيْرِهِمَا مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ , وَيَأْتِي الرَّبَذَةَ كَثِيرًا فَيُقِيمُ بِهِا , وَيَتَّجِرُ بِهِا , وَيَشْهَدُ الْعِيدَيْنِ بِالْمَدِينَةِ

عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون , ويكنى أبا مروان , وكان من أصحاب مالك بن أنس , وكان له فقه ورواية

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ , وَيُكَنَّى أَبَا مَرْوَانَ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَكَانَ لَهُ فِقْهٌ وَرِوَايَةٌ

تسمية من نزل مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , قال محمد بن عمر: لا نعلم أحدا من المهاجرين من أهل بدر رجع إلى مكة يعني بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

§أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ يَعْنِي بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَهَا غَيْرَ أَبِي سَبْرَةَ فَإِنَّهُ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ وَوَلَدُهُ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَدْفَعُونَهُ أَنْ يَكُونَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ مِنْهَا وَيَغْضَبُونَ مِنْ ذِكْرِ ذَلِكَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وأمه أسماء بنت مخرمة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم وهو أخو أبي جهل بن هشام لأمه وكان عياش من مهاجرة الحبشة ثم قدم فلم يزل بالمدينة إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج إلى

§عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مَخْرَمَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ أَخُو أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ لِأُمِّهِ وَكَانَ عَيَّاشٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ قَدِمَ فَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ -[444]- إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا , وَأَمَّا ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ فَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ

عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وكان اسم عبد الله في الجاهلية بحيرا فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وولاه عمر بن الخطاب اليمن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بُحَيْرًا فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ وَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْيَمَنَ

الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وأسلم الحارث بن هشام يوم الفتح فلم يزل مقيما بمكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام في خلافة أبي بكر الصديق فشهد فحل وأجنادين

§الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ وَأَسْلَمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ يَوْمَ الْفَتْحِ فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَشَهِدَ فَحْلَ وَأَجْنَادِينَ وَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

عكرمة بن أبي جهل واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وأمه أم مجالد بنت يربوع من بني هلال بن عامر , أسلم عكرمة يوم الفتح وأقام بمكة فلما كان حجة الوداع استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن يصدقها فتوفي رسول الله

§عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَاسْمُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرُو بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ مُجَالِدٍ بِنْتُ يَرْبُوعٍ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ , أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ يَوْمَ الْفَتْحِ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ فَلَمَّا كَانَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[445]- وسلم عَلَى هَوَازِنَ يُصَدِّقُهَا فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِتَبَالَةَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا فَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ أَجْنَادِينَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

عبد الله بن السائب بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى أبا عبد الرحمن وأمه رملة بنت عروة ذي البردين من بني هلال بن عامر بن صعصعة. أسلم عبد الله يوم الفتح ولم يزل مقيما بمكة إلى أن مات بها في زمن عبد الله بن الزبير

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ عُرْوَةَ ذِي الْبُرْدَيْنِ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْفَتْحِ وَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي زَمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَقَامَ النَّاسُ عَنْهُ §قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: كُنَّا نَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعَةٍ: بِفَقِيهِنَا وَقَاصِّنَا وَمُؤَذِّنِنَا وَقَارِئِنَا، §فَأَمَّا فَقِيهُنَا فَابْنُ عَبَّاسٍ , وَأَمَّا مُؤَذِّنُنَا فَأَبُو مَحْذُورَةَ , وَأَمَّا قَارِئُنَا فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ , وَأَمَّا قَاصُّنَا فَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ

خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه عاتكة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو أبو عكرمة بن خالد , والحارث بن خالد الشاعر، وأسلم خالد بن العاص يوم فتح مكة وأقام بها وله عقب وقد ولي خالد بن العاص مكة

§خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهُوَ أَبُو عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ , وَالْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ الشَّاعِرُ، وَأَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَأَقَامَ -[446]- بِهَا وَلَهُ عَقِبٌ وَقَدْ وَلِيَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ مَكَّةَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ §لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَرَى خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ دَاخِلًا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ

قيس بن السائب مولى مجاهد

§قَيْسُ بْنُ السَّائِبِ مَوْلَى مُجَاهِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي مَوْلَايَ قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] ، §فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا

عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أروى بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس أسلم يوم الفتح فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى حنين استعمل عتاب بن أسيد على مكة يصلي بالناس وقال له: " تدري على من استعملتك؟ "

§عَتَّابُ بْنُ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى حُنَيْنٍ اسْتَعْمَلَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ عَلَى مَكَّةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَقَالَ لَهُ: «تَدْرِي عَلَى مَنِ اسْتَعْمَلْتُكَ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى أَهْلِ اللَّهِ» وَأَقَامَ عَتَّابٌ لِلنَّاسِ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانٍ وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ وَأَخُوهُ -[447]- خَالِدُ بْنُ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلَمْ يَزَلْ بِهَا

الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه رقية بنت الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم أسلم يوم فتح مكة ولم يزل بها حتى كانت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فأذن له فدخل المدينة فمات بها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أبو مروان بن الحكم وعم عثمان

§الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ رُقَيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى كَانَتْ خِلَافَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ فَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ أَبُو مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَعَمُّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي , وأمه خديجة أو أمامة بنت عياض بن رافع من خزاعة , أسلم عقبة يوم الفتح

§عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ أَوْ أُمَامَةُ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ رَافِعٍ مِنْ خُزَاعَةَ , أَسْلَمَ عُقْبَةُ يَوْمَ الْفَتْحِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَحَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي وَأَنَا لِحَدِيثِ صَاحِبِي أَحْفَظُ , قَالَ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ , قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَزَعَمَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا جَمِيعًا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عَنِّي فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ فَقَالَ: «§وَمَا يُدْرِيكَ بِأَنَّهَا كَاذِبَةٌ؟ وَقَدْ قَالَتْ مَا قَالَتْ دَعْهَا عَنْكَ»

عثمان بن طلحة بن أبي طلحة , واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي , وأمه السلامة الصغرى بنت سعد بن الشهيد من الأنصار قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: رجع عثمان إلى مكة فنزلها حتى مات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان

§عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ السُّلَامَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الشَّهِيدِ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَجَعَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

شيبة الحاجب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمه أم جميل بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، خرج شيبة مع قريش إلى هوازن بحنين فأسلم هناك وشيبة هو أبو صفية بنت شيبة وبقي حتى أدرك يزيد بن معاوية

§شَيْبَةُ الْحَاجِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، خَرَجَ شَيْبَةُ مَعَ قُرَيْشٍ إِلَى هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ فَأَسْلَمَ هُنَاكَ وَشَيْبَةُ هُوَ أَبُو صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ

النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ويكنى أبا الحارث , وأمه ابنة الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي أسلم بحنين وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل وهو أخو النضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي

§النُّضَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ , وَأُمُّهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَ بِحُنَيْنٍ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَهُوَ أَخُو النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ بِالصَّفْرَاءِ صَبْرًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمِنْ وَلَدِ النُّضَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ بْنِ النُّضَيْرِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ

أبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي وأمه عمرة بنت أوس بن أبي عمرو من بني عذرة وهو صاحب سبيعة بنت الحارث الأسلمية

§أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو مِنْ بَنِي عُذْرَةَ وَهُوَ صَاحِبُ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ

صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ويكنى أبا وهب، وأمه صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح , أسلم صفوان بحنين وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين خمسين بعيرا

§صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا وَهْبٍ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ , أَسْلَمَ صَفْوَانُ بِحُنَيْنٍ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ §فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قِيلَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ إِنَّهُ لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: " عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا وَهْبٍ لَمَا رَجَعْتَ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ أَيَّامَ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْجَمَلِ وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ , وَكَانَ يُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى الْجَمَلِ

أبو محذورة واسمه أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عويج بن سعد بن جمح وأمه خزاعية قال: وسمعت من ينسب أبا محذورة فيقول: اسمه سمرة بن عمير بن لوذان بن وهب بن سعد بن جمح وكان له أخ من أبيه وأمه اسمه أوس قتل يوم بدر كافرا وأسلم أبو محذورة يوم فتح مكة وأقام

§أَبُو مَحْذُورَةَ وَاسْمُهُ أَوْسُ بْنُ مِعْيَرِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهُ خُزَاعِيَّةٌ قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَنْسِبُ أَبَا مَحْذُورَةَ فَيَقُولُ: اسْمُهُ سَمُرَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحٍ وَكَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ اسْمُهُ أَوْسٌ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا وَأَسْلَمَ أَبُو مَحْذُورَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دُجَانَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ جَاءَهُ أَبُو مَحْذُورَةَ فَكَلَّمَهُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُؤَذِّنُ لَكَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَذِّنْ» فَكَانَ يُؤَذِّنُ مَعَ بِلَالٍ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ تَخَلَّفَ أَبُو مَحْذُورَةَ يُؤَذِّنُ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَتَوَارَثَ الْأَذَانَ بَعْدُ بِمَكَّةَ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَتُوُفِّيَ أَبُو مَحْذُورَةَ بِمَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ

مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , وأمه العجماء وهي أنيسة بنت عامر بن الفضل من خزاعة وأسلم مطيع يوم فتح مكة

§مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ الْعَجْمَاءُ وَهِيَ أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ مِنْ خُزَاعَةَ وَأَسْلَمَ مُطِيعٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: لَمْ يُدْرِكْ أَحَدٌ مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ غَيْرَ مُطِيعٍ، §كَانَ اسْمُهُ الْعَاصَ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُطِيعًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ مُطِيعٌ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب , وأمه بشيرة بنت عبد الله من بني عدي بن كعب أسلم يوم فتح مكة ومات بعد قتل عمر بن الخطاب

§أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ بَشِيرَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَمَاتَ بَعْدَ قَتْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أبو قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وأمه قتيلة بنت أداة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب

§أَبُو قُحَافَةَ وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ أَدَاةِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَاطْمَأَنَّ وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِي قُحَافَةَ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَمْشِي إِلَيْهِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا قُحَافَةَ أَسْلِمْ تَسْلَمْ» قَالَ: فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ قَالَ: وَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا ثُغَامَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: §غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثُغَامَةٌ فَقَالَ رَسُولُ -[452]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْيُغَيِّرْنَهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثُغَامَةٌ فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: «§غَيِّرُوا رَأْسَ الشَّيْخِ بِحِنَّاءٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى لِحْيَةِ أَبِي قُحَافَةَ كَأَنَّهَا ضِرَامُ عَرْفَجٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ أَبُو قُحَافَةَ بِمَكَّةَ لَمْ يُهَاجِرْ وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَوَرِثَهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدُسَ فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَى وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو قُحَافَةَ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه هند بنت الحارث بن مسروق من بني غنم بن مالك بن كنانة واسم المهاجر عمرو. وأسلم يوم فتح مكة واسم قنفذ خلف وقد روى المهاجر عن النبي صلى الله عليه وسلم

§الْمُهَاجِرُ بْنُ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَسْرُوقٍ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ وَاسْمُ الْمُهَاجِرِ عَمْرٌو. وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَاسْمُ قُنْفُذٍ خَلَفٌ وَقَدْ رَوَى الْمُهَاجِرُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

المطلب بن أبي وداعة واسمه الحارث بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي وأمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

§الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ ضُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس من خزاعة وخرج سهيل بن عمرو من مكة إلى حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على شركه فأسلم بالجعرانة وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ من غنائم حنين

§سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ حُبَّى بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ضَبِيسٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَخَرَجَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى حُنَيْنٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ فَأَسْلَمَ بِالْجِعْرَانَةِ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَقَدْ رَوَى سُهَيْلٌ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَا، عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: اصْطَحَبْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى الشَّامِ لَيَالِيَ أَغْزَانَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَسَمِعْتُ سُهَيْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ عُمْرَهُ فِي أَهْلِهِ» قَالَ سُهَيْلٌ: فَأَنَا أُرَابِطُ حَتَّى أَمُوتَ وَلَا أَرْجِعُ إِلَى مَكَّةَ أَبَدًا فَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَيُكْنَى سُهَيْلٌ أَبَا يَزِيدَ

عبد الله بن السعدي واسمه عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي , وأمه بنت الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم وأسلم عبد الله بن السعدي يوم الفتح

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّعْدِيِّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَأُمُّهُ بِنْتُ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّعْدِيِّ يَوْمَ الْفَتْحِ

حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويكنى أبا محمد وأمه زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع بن الحارث بن منقذ , أسلم حويطب بن عبد العزى يوم فتح مكة

§حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ غَزْوَانَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذٍ , أَسْلَمَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَهْمِ، §أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيَّ، بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ سَنَةً فِي الْإِسْلَامِ , وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِائَةَ بَعِيرٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ وَتُوُفِّيَ حُوَيْطِبٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر قال: وكان فارس قريش وشاعرهم وأسلم يوم الفتح ولم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة فقتل بها شهيدا

§ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرِ قَالَ: وَكَانَ فَارِسَ قُرَيْشٍ وَشَاعِرَهُمْ وَأَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَلَمْ يَزَلْ بِمَكَّةَ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْيَمَامَةِ فَقُتِلَ بِهَا شَهِيدًا

أبو عبد الرحمن الفهري سمعت من يذكر أن اسمه كرز بن جابر قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبي همام، عن أبي عبد الرحمن الفهري، أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حنين وحدث في ذلك بحديث طويل

§أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيُّ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ اسْمَهُ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غَزْوَةَ حُنَيْنٍ وَحَدَّثَ فِي ذَلِكَ بِحَدِيثٍ طَوِيلٍ

عتبة بن أبي لهب واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. أسلم يوم فتح مكة وأقام بمكة ولم يهاجر وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حنين وثبت مع رسول الله صلى الله

§عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ وَاسْمُ أَبِي لَهَبٍ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرْ وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غَزْوَةَ حُنَيْنٍ وَثَبَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ وَلَمْ يُقِمْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الرِّجَالِ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ غَيْرَ عُتْبَةَ وَمُعَتِّبٍ ابْنِي أَبِي لَهَبٍ

معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية أسلم يوم فتح مكة وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين وثبت معه يومئذ فيمن ثبت من أهل بيته وأصحابه وأصيبت عينه يومئذ

§مُعَتِّبُ بْنُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ

يعلى بن أمية بن أبي بن عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم , وأمه منية بنت جابر بن وهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور وكان يعلى بن أمية حليفا لبني نوفل بن عبد مناف وأسلم هو وأبوه

§يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أُبَيِّ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , وَأُمُّهُ مُنْيَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورٍ وَكَانَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ حَلِيفًا لِبَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ وَأَسْلَمَ هُوَ وَأَبُوهُ أُمَيَّةُ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بْنُ أُمَيَّةَ وَشَهِدَ يَعْلَى وَسَلَمَةُ ابْنَا أُمَيَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ وَرَوَى يَعْلَى عَنْ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: «§غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشَ الْعُسْرَةِ وَكَانَ مِنْ أَوْثَقِ أَعْمَالِي فِي نَفْسِي»

حجير بن أبي إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف

§حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ

عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو أبو عبيد بن عمير الليثي. قال أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا سويد أبو حاتم صاحب الطعام قال حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده، قال: بينما أنا قاعد عند رسول

§عُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُنْدَعِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَهُوَ أَبُو عُبَيْدِ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ. قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ صَاحِبُ الطَّعَامِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ -[457]-: بَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ؟ فَأَخْبَرَهُ بِشَرَائِعِهِ قَالَ: وَالْحَدِيثُ طَوِيلٌ

أبو عقرب واسمه خويلد بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن عريج بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عمرو بن أبي عقرب أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه وروى عنه وهو جد أبي نوفل بن أبي عقرب واسم أبي نوفل معاوية بن مسلم بن

§أَبُو عَقْرَبٍ وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِمَاسِ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَآهُ وَرَوَى عَنْهُ وَهُوَ جَدُّ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ وَاسْمُ أَبِي نَوْفَلٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ وَسَكَنَ أَبُو نَوْفَلٍ بَعْدُ الْبَصْرَةَ وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ

أبو الطفيل واسمه عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن جزء بن سعد بن ليث

§أَبُو الطُّفَيْلِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جَابِرِ بْنِ حُمَيْسِ بْنِ جَزْءِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ

كلدة بن حنبل وهو أخو صفوان بن أمية لأمه

§كَلَدَةُ بْنُ حَنْبَلٍ وَهُوَ أَخُو صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ لِأُمِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ -[458]-، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ قَالَ: بَعَثَنِي صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ بِلَبَا وَجَدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِأَعْلَى الْوَادِي فَدَخَلْتُ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ وَلَمْ أُسَلِّمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اخْرُجْ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ , أَدْخُلُ؟» وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِيهِ عَمْرٌو عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ كَلَدَةَ وَلَمْ يَقُلْ أُمَيَّةُ سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ

بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله من خزاعة وهو الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام

§بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ

كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن عبد نهم بن حليل بن حبشية ابن سلول من خزاعة وهو الذي قفا أثر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين جاءا إلى المدينة فانتهى إلى باب الغار الذي هما فيه فقال: هاهنا انقطع الأثر وهو الذي نظر إلى قدم النبي صلى الله عليه وسلم

§كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ جَرِيبَةَ بْنِ عَبْدِ نُهْمِ بْنِ حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ ابْنِ سَلُولٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُوَ الَّذِي قَفَّا أَثَرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ حِينَ جَاءَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْتَهَى إِلَى بَابِ الْغَارِ الَّذِي هُمَا فِيهِ فَقَالَ: هَاهُنَا انْقَطَعَ الْأَثَرُ وَهُوَ الَّذِي نَظَرَ إِلَى قَدَمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَذِهِ الْقَدَمُ مِنْ تِلْكِ الْقَدَمِ الَّتِي فِي الْمَقَامِ يَعْنِي قَدَمَ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ، وَكَانَ كُرْزٌ قَدْ عُمِّرَ عُمْرًا طَوِيلًا وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى مَكَّةَ إِنْ كَانَ كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ حَيًّا فَمُرْهُ فَلْيُوقِفْكُمْ عَلَى مَعَالِمِ الْحَرَمِ فَفَعَلَ وَهِيَ مَعَالِمُهُمْ إِلَى السَّاعَةِ

تميم بن أسد بن سويد بن أسعد بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة وكان شاعرا، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أن يجدد أنصاب الحرم

§تَمِيمُ بْنُ أَسَدِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ شَاعِرًا، وَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْ يُجَدِّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ

الأسود بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة من خزاعة وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا حضره يوم فتح مكة

§الْأَسْوَدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ خُزَاعَةَ وَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا حَضَرَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ

قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ بْنَ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ عِنْدَ قَرْنٍ وَقَرْنِ مَصْقَلَةَ الَّذِي يُهَرِيقُ إِلَيْهِ بُيُوتُ أَبِي ثُمَامَةَ وَبَيْنَ دَارِ ابْنِ سَمُرَةَ وَمَا حَوْلَهَا قَالَ الْأَسْوَدُ: فَرَأَيْتُهُ §جَاءَهُ النَّاسُ وَالنِّسَاءُ وَالصَّغَارُ وَالْكُبَّارُ يُبَايِعُونَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جري بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة، وهو الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام.

§بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جُرَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسلَامِ.

أبو شريح الكعبي واسمه خويلد بن صخر بن عبد العزى بن معاوية بن المخترش بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة وكان زمان ومازن أخوين

§أَبُو شُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُخْتَرِشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زِمَّانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ زِمَّانُ وَمَازِنُ أَخَوَيْنِ

نافع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير بن الحارث وهو غبشان بن عبد عمرو بن عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى من خزاعة وكان نافع بن عبد الحارث والي عمر بن الخطاب على مكة

§نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ حُبَالَةَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ غُبْشَانُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ بُوَيِّ بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ وَالِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى مَكَّةَ

علقمة بن الفغواء بن عبيد بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة

§عَلْقَمَةُ بْنُ الْفَغْوَاءِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زِمَّانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ خُزَاعَةَ

محرش الكعبي قال: وبعضهم يقول: مخرش

§مُحَرِّشٌ الْكَعْبِيُّ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: مُخَرِّشٌ

عبد الله بن حبشي الخثعمي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُبْشِيٍّ الْخَثْعَمِيُّ

عبد الرحمن بن صفوان

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَفْوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: " لَبِسْتُ ثِيَابِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ثُمَّ انْطَلَقْتُ فَوَافَقَتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَسَأَلْتُ عُمَرَ: §أَيَّ شَيْءٍ صَنَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ الْبَيْتَ " فَقَالَ: «صَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

لقيط بن صبرة العقيلي وكان ينزل ناحية ركبة وجلدان قريبا من مكة ويأتي مكة كثيرا فيقيم بها

§لَقِيطُ بْنُ صَبِرَةَ الْعُقَيْلِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ نَاحِيَةَ رُكْبَةٍ وَجِلْدَانَ قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ وَيَأْتِي مَكَّةَ كَثِيرًا فَيُقِيمُ بِهَا

إياس بن عبد المزني

§إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ الْمُزَنِيُّ

كيسان قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البئر العليا

§كَيْسَانُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبِئْرِ الْعُلْيَا

قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ كَثِيرٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ بِثَنِيَّةِ الْعُلْيَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّبًا بِهِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ

مسلم

§مُسْلِمٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبْزَى الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي رَائِطَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنَيْنًا فَقَالَ لَهُ: «§مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: غُرَابٌ. قَالَ: «اسْمُكَ مُسْلِمٌ»

عبد الرحمن بن أبزى مولى خزاعة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى مَوْلَى خُزَاعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَكَانَ إِذَا خَفَضَ لَا يُكَبِّرُ قَالَ يَعْنِي: إِذَا سَجَدَ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى عَلَى مَكَّةَ خَلَّفَهُ عَلَيْهَا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ حِينَ خَرَجَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

الطبقة الأولى من أهل مكة ممن روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ

علي بن ماجدة السهمي وهو أبو ماجدة روى عن أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما

§عَلِيُّ بْنُ مَاجِدَةَ السَّهْمِيُّ وَهُوَ أَبُو مَاجِدَةَ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

عبيد بن عمير بن قتادة الليثي ويكنى أبا عاصم وكان ثقة كثير الحديث. قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا صخر بن جويرية، قال: حدثنا إسماعيل المكي، قال: حدثني أبو خلف مولى بني جمح في حديث رواه عن عائشة، فيه ذكر عبيد بن عمير أنه كان يكنى أبا عاصم

§عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَاصِمٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَلَفٍ مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنُ عَائِشَةَ، فِيهِ ذِكْرُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَاصِمٍ

قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: §أَوَّلُ مَنْ قَصَّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: قَالَ إِنْسَانٌ لِعَطَاءٍ: §مَنْ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ؟ قَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ -[464]-: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَتْ: قَاصُّ أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ «§خَفِّفْ فَإِنَّ الذِّكْرَ ثَقِيلٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: §رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ لِحْيَتُهُ صَفْرَاءُ»

أبو سلمة بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي وأمه أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية روى عن عمر بن الخطاب

§أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، وأمه أم ولد، وكان قليل الحديث

§الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

نافع بن علقمة

§نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ

عبد الله بن أبي عمار رجل من قريش قال: رأيت عمر بن الخطاب يصلي على عبقري وكان قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي عَلَى عَبْقَرِيٍّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سباع بن ثابت حليف لبني زهرة روى عن عمر وكان قليل الحديث

§سِبَاعُ بْنُ ثَابِتٍ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

هشام بن خالد الكعبي من خزاعة , كان قليل الحديث وقد سمع من عمر وكان ينزل بقديد بأصل ثنية لفت وقتل أبوه خالد الأشعر وكرز بن جابر الفهري يوم الفتح وكانا قد أخطآ الطريق فلقيتهما خيل المشركين فقتلوهما وهو أبو حزام بن هشام الذي روى عنه عبد الله بن مسلمة بن

§هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْكَعْبِيُّ مِنْ خُزَاعَةَ , كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَقَدْ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ وَكَانَ يَنْزِلُ بِقُدَيْدٍ بِأَصْلِ ثَنِيَّةِ لَفْتٍ وَقُتِلَ أَبُوهُ خَالِدٌ الْأَشْعَرُ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَانَا قَدْ أَخْطَآ الطَّرِيقَ فَلَقِيَتْهُمَا خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَقَتَلُوهُمَا وَهُوَ أَبُو حِزَامِ بْنُ هِشَامٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمْ

عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف روى عن عمر بن الخطاب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

سعيد بن الحويرث وكان قليل الحديث

§سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

خثيم رجل من القارة وهو جد عبد الله بن عثمان بن خثيم روى عن عمر

§خُثَيْمٌ رَجُلٌ مِنَ الْقَارَةِ وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُثَيْمٌ، رَجُلٌ مِنَ الْقَارَةِ , قَالَ سَعِيدٌ وَهُوَ جَدُّ ابْنُ خُثَيْمٍ: أَنَّهُ جَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُقْطِعُ النَّاسَ عِنْدِ الْمَرْوَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقْطِعْنِي مَكَانًا لِي وَلِعَقِبِي قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ عُمَرُ قَالَ: §هُوَ حَرَمُ اللَّهِ سَوَاءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ

الطبقة الثانية

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ

مجاهد بن جبر ويكنى أبا الحجاج مولى قيس بن السائب المخزومي

§مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَجَّاجِ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ مَوْلَى السَّائِبِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُفَيْرَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §كُنْتُ أَقُودُ مَوْلَايَ السَّائِبَ وَهُوَ أَعْمَى فَيَقُولُ: يَا مُجَاهِدُ دَلَكَتِ الشَّمْسُ؟ فَإِذَا قُلْتُ: نَعَمْ , قَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، §أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَجَّاجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «§عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثِينَ عَرْضَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ مُجَاهِدًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ مُجَاهِدًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: §كَانَ عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ لَا يَتَخَتَّمُونَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: «§كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ -[467]- مُجَاهِدًا ظَنَنْتُ أَنَّهُ خربندج أَضَلَّ حِمَارَهُ فَهُوَ مُهْتَمٌّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، §أَنَّهُ كَرِهَ الْخِضَابَ بِالسَّوَادِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: " §مَا لَهُمْ يَتَّقُونَ تَفْسِيرَ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَسْأَلُ أَهْلَ الْكِتَابِ " قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنْ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ صَحِيفَةِ جَابِرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ مُجَاهِدًا §مَاتَ وَهُوَ سَاجِدٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: §تُوُفِّيَ مُجَاهِدٌ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: §بَلَغَ مُجَاهِدٌ يَوْمَ مَاتَ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ وَهُوَ سَاجِدٌ قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَاتَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ وَكَانَ فَقِيهًا عَالِمًا

عطاء بن أبي رباح واسم أبي رباح أسلم وكان عطاء من مولدي الجند من مخاليف اليمن نشأ بمكة وهو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم الفهري

§عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَاسْمُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْلَمُ وَكَانَ عَطَاءٌ مِنْ مُوَلَّدِي الْجَنَدِ مِنْ مَخَالِيفِ الْيَمَنِ نَشَأَ بِمَكَّةَ وَهُوَ مَوْلَى آلِ أَبِي مَيْسَرَةَ بْنِ أَبِي خُثَيْمٍ الْفِهْرِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ -[468]- بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «§أَعْقِلُ قَتْلَ عُثْمَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، §أَنَّ عَطَاءً كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ §يُعَلِّمُ الْكِتَابَ قَالُوا: وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ إِذْ مَرَّ عَلَيْهِ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ , فَقَالَ: §مَا بَقِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَسَّامُ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ إِنْسَانٌ مَنَاسِكَ الْحَجِّ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ: §مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: §كَانَ عَطَاءٌ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْمَنَاسِكِ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَأَشَارُوا إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: §مَا لَنَا هَاهُنَا مَعَ عَطَاءٍ شَيْءٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: §كَانَ عَطَاءٌ يَتَكَلَّمُ فَإِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ كَأَنَّمَا يُؤَيَّدُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَبِي يَتَحَفَّظُ فِي شَيْءٍ مَا يَتَحَفَّظُ فِي الْبُيُوعِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى -[469]- بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ مُفْتِيًا خَيْرًا مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ إِنَّمَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذِكْرُ اللَّهِ لَا يَفْتُرُ وَهُمْ يَخُوضُونَ فَإِنْ تَكَلَّمَ أَوْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ أَحْسَنَ الْجَوَابَ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَعْوَرُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ فَحَدَّثَ رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَاعْتَرَضَهُ رَجُلٌ فَغَضِبَ عَطَاءٌ فَقَالَ: §مَا هَذِهِ الْأَخْلَاقُ مَا هَذِهِ الطِّبَاعُ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ وَلَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنِّي فَأُنْصِتُ إِلَيْهِ وَأُرِيهِ كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: لَا أَنْزِعُ نَعْلِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى مَهْدِيٍّ فَأَسْمَعُهُ مِنْهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَرَجُلٌ، فَأَتَيْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ لِأَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، §فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا أَسْوَدُ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ فَجَاءَهُ رَسُولُ صَاحِبِ مَكَّةَ فَأَقَامَهُ فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: §كَانَ عَطَاءٌ إِذَا حَدَّثَ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: عِلْمٌ أَوْ رَأْيٌ؟ فَإِنْ كَانَ أَثَرًا قَالَ: «عِلْمٌ» ، وَإِنْ كَانَ رَأَيًا قَالَ: «رَأْيٌ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا أَرَى إِيمَانَ أَهْلِ الْأَرْضِ يَعْدِلُ إِيمَانَ أَبِي بَكْرٍ وَمَا أَرَى إِيمَانَ أَهْلِ مَكَّةَ يَعْدِلُ إِيمَانَ عَطَاءٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ §يُطْعِمُ عَنْ أَبَوَيْهِ وَهُمَا مَيِّتَانِ وَكَانَ يَفْعَلُهُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: يَعْنِي صَدَقَةَ الْفِطْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْمَغْرِبِيُّ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَطَاءً يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءٌ أَسْوَدَ أَعْوَرَ أَفْطَسَ أَشَلَّ أَعْرَجَ ثُمَّ عَمِيَ بَعْدَ ذَلِكَ فَانْتَهَتْ فَتْوَى أَهْلِ مَكَّةَ إِلَيْهِ وَإِلَى مُجَاهِدٍ فِي زَمَانِهِمَا. وَأَكْثَرُ ذَلِكَ إِلَى عَطَاءٍ قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَطَاءٌ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسَ وَعَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: " §مَاتَ عَطَاءٌ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَوْتُهُ مَيْمُونًا قَالَ: مَا خَلَّفَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ "

يوسف بن ماهك روى عن أمه. واسمها مسيكة

§يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ رَوَى عَنْ أُمِّهِ. وَاسْمُهَا مُسَيْكَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: هَذَا يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَعَابَ ذَلِكَ وَقَالَ: «§مَا يُدْرِيهِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ يُوسُفَ بِنْتُ مَاهَكَ، قَالَتْ: أَوْصَى يُوسُفُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ §أَنْ يُكَفَّنَ فِي ثِيَابِهِ وَكَانَ يُجَمِّعُ فِيهَا وَأَنْ لَا يَجْعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ حَنُوطًا وَلَا عَلَى الثَّوْبِ الَّذِي يُنْشَرُ عَلَى السَّرِيرِ وَقَالَ: شُدُّوا رِجْلَيَّ بِعِمَامَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: مَاتَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ -[471]- قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مقسم صاحب عبد الله بن عباس وهو مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ويكنى أبا القاسم وكان قد لزم ابن عباس وروى عنه، فبعض الناس يقول: مولى ابن عباس للزومه له , ولخدمته إياه وإنما هو مولى عبد الله بن الحارث أجمعوا جميعا على أنه توفي

§مِقْسَمٌ صَاحِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَيُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ وَكَانَ قَدْ لَزِمَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَرَوَى عَنْهُ، فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لِلُزُومِهِ لَهُ , وَلِخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ وَإِنَّمَا هُوَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا

عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف , وأمه ريطة بنت عبد الله بن خزاعى بن أسيد من ثقيف فولد عبد الله بن خالد خالدا وأمية وعبد الرحمن وأمهم أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ,

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُزَاعَى بْنِ أُسَيْدِ مِنْ ثَقِيفٍ فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ خَالِدًا وَأُمَيَّةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حُجَيْرٍ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ , وَعِمْرَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَمْرًا وَالْقَاسِمَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَزَيْنَبَ , وَأُمُّهُمُ السَّرِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , وَمُحَمَّدًا وَالْحُصَيْنَ وَالْمُخَارِقَ وَأُمَّ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمَّ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأُمَّ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمَ , وَأُمُّهُمْ مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ الْأَزْرَقِ مِنْ مُرَادٍ , وَأَبَا عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح أجمعوا على أنه توفي بمكة سنة ثماني عشرة ومائة وكان ثقة كثير الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطِ بْنِ أَبِي حُمَيْضَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه ميمونة بنت الوليد بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف واسم أبي مليكة زهير ولم يكن لعبد الله بن عبيد الله عقب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ وَاسْمُ أَبِي مُلَيْكَةَ زُهَيْرٌ وَلَمْ يَكُنْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: §وَلَّانِي ابْنُ الزُّبَيْرِ الْقَضَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى قَضَاءِ الطَّائِفِ فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذَا قَدْ بَعَثَنِي عَلَى قَضَاءِ الطَّائِفِ وَلَا غِنَى بِي عَنْكَ أَنْ أَسْأَلَكَ فَقَالَ لِي: §نَعَمْ فَاكْتُبْ إِلَيَّ فِيمَا بَدَا لَكَ أَوْ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُفَيْرَاءِ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: §كُنْتُ قَاضِيًا بِالطَّائِفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَسَمِعَ أُنَاسًا يَسْتَثْقِلُونَ قِرَاءَةَ قُرَّائِهِمْ فَقَالَ: «§قَدْ كُنْتُ أَقُومُ بِسُورَةِ الْمَلَائِكَةِ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَا شَكَا ذَلِكَ أَحَدٌ» -[473]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُومُ بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ بَعْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

وأخوه أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان , وأمه ميمونة بنت الوليد بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف فولد أبو بكر بن عبيد الله عبد الرحمن وأمه عونة بنت مصعب بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث

§وَأَخُوهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ , وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ عَوْنَةُ بِنْتُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِث بْنِ زُهْرَةَ قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو يزيد وهو أبو عبيد الله بن أبي زيد روى عنه ابنه

§أَبُو يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ

أبو نجيح مولى لثقيف وهو أبو عبد الله بن أبي نجيح واسم أبي نجيح: يسار وكان قليل الحديث , قال الواقدي: توفي سنة تسع ومائة

§أَبُو نَجِيحٍ مَوْلًى لِثَقِيفٍ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَاسْمُ أَبِي نَجِيحٍ: يَسَارٌ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , قَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ

عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي مَرَضِهِ فَقِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ فَقَالَ: «§مَا أَشْتَهِي إِلَّا رَجُلًا مُؤَنَّقَ الْقِرَاءَةِ يَقْرَأُ عِنْدِي» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا لَهُ أَحَادِيثُ

عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي. وأمه بنت مطيع بن شريح بن عامر بن عوف بن أبي بكر بن كلاب روى عنه عمرو بن دينار والزهري وكان قليل الحديث

§عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ الْجُمَحِيُّ. وَأُمُّهُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه حقة بنت وهب بن أمية بن أبي الصلت الثقفي فولد صفوان بن عبد الله بن صفوان عبد الله وآمنة وأمهما أم الحكم بنت أمية بن صفوان وقد روى عنه الزهري وكان قليل الحديث

§صَفْوَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهُ حِقَّةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَ صَفْوَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ عَبْدَ اللَّهِ وَآمَنَةَ وَأُمَّهُمَا أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية بن خلف وأمه ابنة أبي بن خلف فولد يحيى بن حكيم شرحبيل وأمه حسينة بنت كلدة بن الحنبل وكان يحيى بن حكيم والي مكة ليزيد بن معاوية وقد روي عنه

§يَحْيَى بْنُ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَأُمُّهُ ابْنَةُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ شُرَحْبِيلَ وَأُمُّهُ حُسَيْنَةُ بِنْتُ كَلَدَةَ بْنِ الْحَنْبَلِ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ وَالِي مَكَّةَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه ابنة كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل فولد عكرمة بن خالد عبد الله وأمه عاتكة بنت عبد الله بن كليب بن حزن من بني عقيل بن كعب , وخالدا وأمه حفصة بنت عبد الله بن كليب

§عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ ابْنَةُ كُلَيْبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَزْنِ مِنْ بَنِي عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ , وَخَالِدًا وَأُمُّهُ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَزْنٍ وَسُلَيْمَانَ وَأُمَّ سَعِيدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمُّهَا جُلَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَزْنٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه زينب بنت عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي وكان ثقة قليل الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

هشام بن يحيى بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم حكيم بنت أبي حبيب بن أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولد هشام بن يحيى يحيى وعبد الرحمن وإسماعيل وأمهم أم حكيم بنت خالد بن هشام بن العاص بن هشام

§هِشَامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتِ أَبِي حَبِيبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ -[476]- اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَ هِشَامُ بْنُ يَحْيَى يَحْيَى وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَإِسْمَاعِيلَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَلَهُ أَحَادِيثُ

مسافع بن عبد الله الأكبر ابن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة واسمه عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمه أم ولد فولد مسافع بن عبد الله عبد الله ومصعبا وعبد الرحمن وأمهم سعدة بنت عبد الله بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن

§مُسَافِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ ابْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ فَوَلَدَ مُسَافِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ وَمُصْعَبًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ سَعْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الحميد بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وأمه ابنة أبي عمرو بن الحجن بن المرقع من الأزد ثم من غامد قال محمد بن سعد: ذكر هشام بن محمد بن السائب الكلبي أن الحجن بن المرقع وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عبد الحميد ثقة قليل الحديث روى عنه ابن

§عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْحَجْنِ بْنِ الْمُرَقَّعِ مِنَ الْأَزْدِ ثُمَّ مِنْ غَامِدٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ذَكَرَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ أَنَّ الْحَجْنَ بْنَ الْمُرَقَّعِ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ

عبد الرحمن بن طارق بن علقمة بن غنم بن خالد بن عريج بن جذيمة بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وكان عبد الرحمن قليل الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

نافع بن سرجس وكان ثقة قليل الحديث

§نَافِعُ بْنُ سَرْجِسٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مسلم بن يناق وكان قليل الحديث

§مُسْلِمُ بْنُ يَنَّاقَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إياس بن خليفة البكري وكان قليل الحديث

§إِيَاسُ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو المنهال واسمه عبد الرحمن بن مطعم، كان ثقة قليل الحديث

§أَبُو الْمِنْهَالِ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطْعِمٍ، كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو يحيى الأعرج واسمه مصدع مولى معاذ ابن عفراء من الأنصار، له أحاديث

§أَبُو يَحْيَى الْأَعْرَجُ وَاسْمُهُ مِصْدَعٌ مَوْلَى مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ مِنَ الْأَنْصَارِ، لَهُ أَحَادِيثُ

أبو العباس الشاعر واسمه السائب بن فروخ مولى لبني جذيمة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان قليل الحديث وكان شاعرا وكان بمكة زمن ابن الزبير وهواه مع بني أمية

§أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاعِرُ وَاسْمُهُ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخَ مَوْلًى لِبَنِي جَذِيمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدِّيلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَكَانَ شَاعِرًا وَكَانَ بِمَكَّةَ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهَوَاهُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ

عطاء بن مينا كان قليل الحديث

§عَطَاءُ بْنُ مِينَا كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الطبقة الثالثة

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ

أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي كان قليل الحديث

§أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ وَأُمُّهُ أُمُّ حُجَيْرٍ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إبراهيم بن أبي خداش بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه صفية بنت أراكة من بني الديل فولد إبراهيم بن أبي خداش عتبة وأمه هند ابنة قيس بن طارق من السكاسك وهو حليف في حمير

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي خِدَاشِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَرَاكَةَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ عُتْبَةَ وَأُمُّهُ هِنْدُ ابْنَةُ قَيْسِ بْنِ طَارِقٍ مِنَ السَّكَاسِكِ وَهُوَ حَلِيفٌ فِي حِمْيَرٍ

محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمه أم ولد فولد محمد بن المرتفع جعفرا لأم ولد وكان محمد بن المرتفع ثقة قليل الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ بْنِ النُّضَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ جَعْفَرًا لِأُمِّ وَلَدٍ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

ابن الرهين من ولد النضر بن الحارث بن كلدة الذي قتل يوم بدر كافرا

§ابْنُ الرَّهِينِ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الَّذِي قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا

القاسم بن أبي بزة مولى لبعض أهل مكة. قال محمد بن عمر: توفي سنة أربع وعشرين ومائة بمكة وكان ثقة قليل الحديث وكان اسم أبي بزة نافعا في رواية محمد بن سعد

§الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ بِمَكَّةَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَكَانَ اسْمُ أَبِي بَزَّةَ نَافِعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ

الحسن بن مسلم بن يناق مات قبل طاوس ومات طاوس سنة ست ومائة قال: وقال هرز أخو حسن بن مسلم لرجل إذا قدمت الكوفة فحرج على ليث بن أبي سليم وقل له حتى يرد كتاب ابن حسن بن مسلم فإنه أخذه منه. قال: وكان الحسن بن مسلم ثقة له أحاديث

§الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ مَاتَ قَبْلَ طَاوُسٍ وَمَاتَ طَاوُسٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ قَالَ: وَقَالَ هِرْزٌ أَخُو حَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ لِرَجُلٍ إِذَا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَحَرِّجْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَقُلْ لَهُ حَتَّى يَرُدَّ كِتَابَ ابْنِ حَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ فَإِنَّهُ أَخَذَهُ مِنْهُ. قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

عمرو بن دينار مولى باذان من الأبناء

§عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى بَاذَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ: إِنَّ §ابْنَ دِينَارٍ هَذَا جَعَلَ أُذُنَهُ قِمْعًا لِكُلِّ عَالِمٍ

قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ §فَإِنَّ أُذُنَيْهِ كَانَتَا قِمْعًا لِلْعُلَمَاءِ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عَمْرٌو لَا يَدَعُ إِتْيَانَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ يُحْمَلُ عَلَى حِمَارٍ وَمَا أَدْرَكَتْهُ إِلَّا وَهُوَ مُقْعَدٌ فَكُنْتُ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحْمِلَهُ مِنَ الصِّغَرِ ثُمَّ قَوِيتُ عَلَى حَمْلِهِ وَكَانَ مَنْزِلُهُ بَعِيدًا وَكَانَ لَا يُثْبِتُ لَنَا سِنَّهُ وَكَانَ -[480]- أَيُّوبُ يَقُولُ: أَيَّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ عَمْرٌو عَنْ فُلَانٍ فَأُخْبِرُهُ ثُمَّ أَقُولُ تُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. قَالَ سُفْيَانُ: وَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: إِنَّ سُفْيَانَ يَكْتُبُ فَاضْطَجَعَ وَبَكَى وَقَالَ: أُحَرِّجُ عَلَى مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي. قَالَ سُفْيَانُ: فَمَا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا كُنَّا نَحْفَظُ

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: «§يَسْأَلُونَنَا عَنْ رَأَيْنَا، فَنُخْبِرُهُمْ فَيَكْتُبُونَهُ كَأَنَّهُ نُقِرَ فِي حَجَرٍ وَلَعَلَّنَا أَنْ نَرْجِعَ عَنْهُ غَدًا»

قَالَ: وَسَأَلَ رَجُلٌ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْئًا فَأَجَبْنِي فَقَالَ عَمْرٌو: وَاللَّهِ §لَأَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِكَ مِثْلُ أَبِي قُبَيْسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِي مِنْهَا مِثْلُ الشَّعْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لِي ابْنُ هِشَامٍ: أُجْرِيَ عَلَيْكَ رِزْقًا وَتَجْلِسُ §تُفْتِي النَّاسَ قَالَ: قُلْتُ: لَا أُرِيدُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: «§كَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ فَقِيهًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: §كَتَبْتُ لِأَيُّوبَ أَطْرَافًا وَسَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ عَنْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: §كَانَ عَمْرٌو لَا يَخْضِبُ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ يُفْتِي بِالْبَلَدِ فَلَمَّا مَاتَ كَانَ يُفْتِي مِنْ بَعْدِهِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَكَانَ عَمْرٌو ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو الزبير واسمه محمد بن مسلم بن تدرس

§أَبُو الزُّبَيْرِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: مُحَمَّدٌ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: §كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ. قَالَ: فَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أَحْفَظَنَا لِلْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: §كَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ لَا يَخْضِبُ

وَقَالَ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: «§كَانَ عَطَاءٌ يُقَدِّمُنِي عِنْدَ جَابِرٍ أَسْأَلُ لَهُمُ الْحَدِيثَ» وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ تَرَكَهُ لِشَيْءٍ زَعَمَ أَنَّهُ رَآهُ فَعَلَهُ فِي مُعَامَلَةٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ

عبيد الله بن أبي يزيد مولى آل قائظ وهم من بني كنانة حلفاء بني زهرة روى عنه ابن جريج وسفيان بن عيينة قال سفيان: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء والعامة وكان طاوس يدخل مع الخاصة قال سفيان: وكنت أقول له: أي شيء

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ مَوْلَى آلِ قَائِظٍ وَهُمْ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ: مَعَ مَنْ كُنْتَ تَدْخُلُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: مَعَ عَطَاءٍ وَالْعَامَّةِ وَكَانَ طَاوُسٌ يَدْخُلُ مَعَ الْخَاصَّةِ قَالَ سُفْيَانُ: وَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: أَيَّ شَيْءٍ رَأَيْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَصْنَعُ وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ اسْتَخْرَجَهُ وَآتِيهِ بِمَا يَشْتَهِي قَالَ: وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَبْلَ أَنْ أَلْقَاهُ يُحَدِّثُنَا عَنْهُ فَنَسْأَلُهُ عَنْهُ فَيَقُولُ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ يُوهِمُنَا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى بَابِ دَارٍ بِمَكَّةَ فِي حَاجَةٍ لِي إِذْ سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: ادْخُلْ بِنَا عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ فَقُلْتُ: مَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ؟ قَالَ: شَيْخٌ

فِي هَذِهِ الدَّارِ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَلَكِنَّهُ قَدْ ضَعُفَ حَتَّى لَا يَقْدِرَ عَلَى الْخُرُوجِ. قُلْتُ: أَفَأَدْخُلُ مَعَكُمْ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ وَيُحَدِّثُهُمْ فَقُلْتُ: أُلْقِي عَلَيْهِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْهُ فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي بِهَا فَسَمِعْتُ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ أَحَادِيثَ ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ إِلَى أَنْ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ بِكَذَا وَكَذَا فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي يَزِيدَ فَقَالَ: قَدْ وَقَعَتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ §مَتَى مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ؟ فَقَالَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث وكان قليل الحديث

§الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن أيمن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَيْمَنَ

عبد الرحمن بن معبد

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْبَدٍ

عبد الله بن عمرو القاري كان قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْقَارِيُّ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قيس بن سعد ويكنى أبا عبيد الله وكان قد خلف عطاء بن أبي رباح في مجلسه وكان يفتي بقوله وكان قد استقل بذلك ولكنه لم يعمر مات سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وكان ثقة قليل الحديث

§قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَيُكْنَى أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَدْ خَلَفَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ فِي مَجْلِسِهِ وَكَانَ يُفْتِي بِقَوْلِهِ وَكَانَ قَدِ اسْتَقَلَّ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعَمِّرْ مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن أبي نجيح ويكنى أبا يسار مولى لثقيف

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَيُكْنَى أَبَا يَسَارٍ مَوْلًى لِثَقِيفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: §كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ لَا يَخْضِبُ وَمَاتَ قَبْلَ الطَّاعُونِ وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ

سليمان الأحول وهو خال ابن أبي نجيح وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ وَهُوَ خَالُ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

عبد الحميد بن رافع روى عنه سفيان الثوري وكان قليل الحديث

§عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ رَافِعٍ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

هشام بن حجير قال سفيان بن عيينة: قال لي ابن شبرمة: ليس بمكة مثله، يعني هشام بن حجير وكان ثقة وله أحاديث

§هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي ابْنُ شُبْرُمَةَ: لَيْسَ بِمَكَّةَ مِثْلُهُ، يَعْنِي هِشَامَ بْنَ حُجَيْرٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

إبراهيم بن ميسرة مولى لبعض أهل مكة

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: «§كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا يَسْمَعُ» وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار رجل من قريش وأبوه الذي روى عن عمر أنه رآه يصلي على عبقري وكان ثقة وله أحاديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَبُوهُ الَّذِي رَوَى عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي عَلَى عَبْقَرِيٍّ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

خلاد بن الشيخ

§خَلَّادُ بْنُ الشَّيْخِ

عبد الله بن كثير الداري وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

إسماعيل بن كثير

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ يُكْنَى أَبَا هَاشِمٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب وهو خويلد بن عبد الله بن خالد بن بجير بن حماس بن عريج بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقد رآه سفيان بن عيينة وروى عنه وتوفي وليس له عقب وكان شاعرا قليل الحديث

§كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ بْنِ ضُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ وَهُوَ خُوَيْلِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ حِمَاسِ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَقَدْ رَآهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَرَوَى عَنْهُ وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَكَانَ شَاعِرًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام ويكنى أبا بكر , وأمه أم إسحاق بنت مجمع بن زيد بن جارية بن العطاف من بني عمرو بن عوف وقد روى ابن جريج عن صديق بن موسى

§صِدِّيقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ مُجَمِّعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ الْعَطَّافِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ صِدِّيقِ بْنِ مُوسَى

صدقة بن يسار من الأبناء مولى لبعض أهل مكة توفي في أول خلافة بني العباس قال سفيان بن عيينة: قلت لصدقة بن يسار: يزعمون أنكم خوارج؟ قال: قد كنت منهم ثم إن الله عافاني. قال: وكان أصله من أهل الجزيرة وكان ثقة قليل الحديث

§صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ مِنَ الْأَبْنَاءِ مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِصَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ خَوَارِجُ؟ قَالَ: قَدْ كُنْتُ مِنْهُمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَافَانِي. قَالَ: وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وكان ثقة قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمر بن سعيد بن أبي حسين

§عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ

عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وكان ثقة له أحاديث

§عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير بن العوام وكان قارئ أهل مكة وكان ثقة كثير الحديث

§حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَعْرَجُ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَانَ قارئَ أَهْلِ مَكَّةَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ، قَالَ: §كَانَ الْأَعْرَجُ يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ وَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ حِينَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ وَأَتَاهُ عَطَاءٌ لَيْلَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ أَفْرَضَهُمْ وَأَحْسَبَهُمْ يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ وَكَانُوا لَا يَجْتَمِعُونَ إِلَّا عَلَى قِرَاءَتِهِ وَكَانَ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ أَقْرَأُ مِنْهُ وَمِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ

وأخوه عمر بن قيس وهو سندل لقب وكان فيه بذاء وتسرع إلى الناس فأمسكوا عن حديثه وألقوه وهو ضعيف في حديثه ليس بشيء قال محمد بن سعد: وعمر بن قيس الذي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب وذلك عند والي مكة فقال له مالك: هكذا الناس، وإنما تغفل الشيخ فبلغ

§وَأَخُوهُ -[487]- عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ وَهُوَ سَنْدَلٌ لَقَبٌ وَكَانَ فِيهِ بَذَاءٌ وَتَسَرُّعٌ إِلَى النَّاسِ فَأَمْسَكُوا عَنْ حَدِيثِهِ وَأَلْقَوْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي حَدِيثِهِ لَيْسَ بِشَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الَّذِي عَبَثَ بِمَالِكٍ فَقَالَ: مَرَّةً يُخْطِئُ وَمَرَّةً لَا يُصِيبُ وَذَلِكَ عِنْدَ وَالِي مَكَّةَ فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: هَكَذَا النَّاسُ، وَإِنَّمَا تَغَفَّلَ الشَّيْخُ فَبَلَغَ مَالِكًا فَقَالَ: لَا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا

منصور بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وأمه صفية بنت شيبة الحاجب بن عثمان بن أبي طلحة فولد منصور بن عبد الرحمن أمة الكريم وصفية وأمهما أم ولد

§مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ الْحَاجِبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَوَلَدَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَةَ الْكَرِيمِ وَصَفِيَّةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ §يَحْجُبُ الْبَيْتَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سعيد بن أبي صالح توفي سنة تسع وعشرين ومائة وكان قليل الحديث

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عثمان بن خثيم من القارة، حليف بني زهرة توفي في آخر خلافة أبي العباس وأول خلافة أبي جعفر كان ثقة وله أحاديث حسنة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ مِنَ الْقَارَةِ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَأَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ كَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ حَسَنَةٌ

داود بن أبي عاصم الثقفي كان ثقة قليل الحديث

§دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مزاحم بن أبي مزاحم قليل الحديث

§مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار , وأمه أم عمير بنت عبد الله الأكبر ابن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وكان قليل الحديث

§مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ عُمَيْرٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ ابْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن عبد الله بن صيفي المخزومي وكان ثقة وله أحاديث

§يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيُّ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

وهيب بن الورد بن أبي الورد مولى بني مخزوم، وكان يسكن مكة وكان من العباد، وكانت له أحاديث مواعظ وزهد وكان اسمه عبد الوهاب فصغر فقيل وهيب، روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره وأخوه عبد الجبار بن الورد روى عن ابن أبي مليكة وغيره

§وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ يَسْكُنُ مَكَّةَ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ، وَكَانَتْ لَهُ أَحَادِيثُ مَوَاعِظَ وَزُهْدٍ وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْوَهَّابِ فَصُغِّرَ فَقِيلَ وُهَيْبٌ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ وَأَخُوهُ -[489]- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَغَيْرِهِ

خالد بن مضرس

§خَالِدُ بْنُ مُضَرِّسٍ

سليمان مولى بني البرصاء وكان قليل الحديث

§سُلَيْمَانُ مَوْلَى بَنِي الْبَرْصَاءِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمرو بن يحيى بن قمطة قليل الحديث

§عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ قِمَطَّةَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

يعقوب بن عطاء بن أبي رباح كانت له أحاديث

§يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ كَانَتْ لَهُ أَحَادِيثُ

عبد الله مولى أسماء قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن فروخ

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَرُّوخَ

منبوذ بن أبي سليمان روى عنه ابن عيينة قليل الحديث

§مَنْبُوذُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

وردان صائغ كان بمكة روى عنه سفيان بن عيينة قال: سألت ابن عمر عن الذهب بالذهب

§وَرْدَانُ صَائِغٌ كَانَ بِمَكَّةَ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ

زرزر قال سفيان بن عيينة: كان مولى لجبير بن مطعم وكان قليل الحديث

§زُرْزُرٌ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مَوْلًى لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الواحد بن أيمن قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثني أبي وكان لعتبة بن أبي لهب فمات عتبة فورثه بنوه فاشتراه ابن أبي عمرو فأعتقه فاشترط بنو عتبة الولاء فدخل على عائشة فذكر لها فحدثته حديث بريرة عن النبي صلى الله

§عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَكَانَ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ فَمَاتَ عُتْبَةُ فَوَرِثَهُ بَنُوهُ فَاشْتَرَاهُ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو فَأَعْتَقَهُ فَاشْتَرَطَ بَنُو عُتْبَةَ الْوَلَاءَ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا فَحَدَّثَتْهُ حَدِيثَ بَرِيرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

محمد بن شريك روى عنه وكيع بن الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين

§مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ رَوَى عَنْهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ

الطبقة الرابعة

§الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ

عثمان بن الأسود الجمحي توفي بمكة سنة خمسين ومائة وكان ثقة كثير الحديث

§عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُمَحِيُّ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

المثنى بن الصباح من الأبناء قال محمد بن عمر: توفي سنة تسع وأربعين ومائة وقال غيره: توفي سنة سبع وأربعين ومائة

§الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ مِنَ الْأَبْنَاءِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُطَارِدِيُّ: §لَمْ أُدْرِكْ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنَ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ وَالزِّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ لَهُ أَحَادِيثُ وَهُوَ ضَعِيفٌ

عبيد الله بن أبي زياد مولى لبعض أهل مكة توفي سنة خمسين ومائة

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ويكنى أبا الوليد وكان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير وكانت تحت عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فنسب إلى ولائه وولد عبد الملك بن عبد العزيز عام الجحاف سنة ثمانين، سيل كان بمكة

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ وَكَانَ جُرَيْجٌ عَبْدًا لِأُمِّ حَبِيبٍ بِنْتِ جُبَيْرٍ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ -[492]- بْنِ أُمَيَّةَ فَنُسِبَ إِلَى وَلَائِهِ وَوُلِدُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَامَ الْجَحَّافِ سَنَةَ ثَمَانِينَ، سَيْلٌ كَانَ بِمَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: §قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ فِي وِلَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَبْلَ خُرُوجِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِسَنَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَقَالَ: §وَمِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا؟ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الصَّحِيفَةِ يَأْخُذُهَا وَيَقُولُ أُحَدِّثُ بِمَا فِيهَا وَلَمْ يَقْرَأْهَا فَأَمَّا إِذَا قَرَأَهَا فَهُوَ سَوَاءٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ سُنَنٍ. قَالَ: §فَكَتَبْتُ لَهُ أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ مَا قَرَأَهَا عَلَيَّ وَلَا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: شَهِدْتُ §ابْنَ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الصَّحِيفَةُ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا فُلَانًا هِيَ حَدِيثُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ مَا لَا أُحْصِي قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَدِمْتُ بَلَدًا دَائِرًا فَنَثَرْتُ لَهُمْ عَيْبَةَ عِلْمٍ يَعْنِي الْيَمَنَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي أَوَّلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ جِدًّا

حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه حفصة بنت عمرو بن أبي عقرب من بني عريج بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وكان ثقة وله أحاديث

§حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهُ حَفْصَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ مِنْ بَنِي عُرَيْجِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

زكرياء بن إسحاق قال: قال عبد الرزاق: قال لي أبي: الزم زكرياء بن إسحاق فإني قد رأيته عند ابن أبي نجيح بمكان , قال: فأتيته فإذا هو قد نسي وقد كان نزل البادية فبلغني أن ابن المبارك أتاه فأخرج إليه كتابه وكان ثقة كثير الحديث

§زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي أَبِي: الْزَمْ زَكَرِيَّاءَ بْنَ إِسْحَاقَ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ بِمَكَانٍ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ نَسِيَ وَقَدْ كَانَ نَزَلَ الْبَادِيَةَ فَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ أَتَاهُ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ كِتَابَهُ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد العزيز بن أبي رواد مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي قال: أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي، قال: توفي عبد العزيز بن أبي رواد بمكة سنة تسع وخمسين ومائة وله أحاديث وكان مرجئا وكان معروفا بالصلاح والورع والعبادة

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الْعَتَكِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ مُرْجِئًا وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالصَّلَاحِ وَالْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ

سيف بن سليمان وبعضهم يقول: ابن أبي سليمان مولى بني مخزوم وتوفي بمكة بعد ستة وخمسين ومائة وكان ثقة كثير الحديث

§سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: ابْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ بَعْدَ سِتَّةٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

طلحة بن عمرو الحضرمي توفي بمكة سنة اثنتين وخمسين ومائة وكان كثير الحديث ضعيفا جدا وقد رووا عنه

§طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا جِدًّا وَقَدْ رَوَوْا عَنْهُ

نافع بن عمر الجمحي قال: أخبرنا شهاب بن عباد العبدي، قال: مات نافع بن عمر الجمحي بمكة سنة تسع وستين ومائة وكان ثقة قليل الحديث فيه شيء

§نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: مَاتَ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ بِمَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ فِيهِ شَيْءٌ

عبد الله بن المؤمل المخزومي قال: أخبرنا شهاب بن عباد، قال: مات عبد الله بن المؤمل بمكة سنة الحسين بفخ أو بعدها بسنة، كان ثقة قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بِمَكَّةَ سَنَةَ الْحُسَيْنِ بِفَخٍّ أَوْ بَعْدَهَا بِسَنَةٍ، كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سعيد بن حسان المخزومي كان قليل الحديث

§سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانُ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة كان قليل الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إبراهيم بن يزيد الخوزي مولى عمر بن عبد العزيز وإنما سمي الخوزي لأنه نزل شعب الخوز بمكة توفي بمكة سنة إحدى وخمسين ومائة له أحاديث وهو ضعيف

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيْدَ الْخُوزِيُّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْخُوزِيَّ لِأَنَّهُ نَزَلَ شِعْبَ الْخُوزِ بِمَكَّةَ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ لَهُ أَحَادِيثُ وَهُوَ ضَعِيفٌ

رباح بن أبي معروف كان قليل الحديث

§رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

l3 عبد الله بن لاحق

l3 §عَبْدُ اللهِ بْنُ لَاحِقٍ

إبراهيم بن نافع

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ

عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة وهو الذي يقال له زوج جبرة له أحاديث ضعيفة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ زَوْجُ جَبْرَةَ لَهُ أَحَادِيثُ ضَعِيفَةٌ

سعيد بن مسلم بن قماذين قليل الحديث

§سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قَمَاذِينَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

حزام بن هشام بن خالد الأشعري الكعبي كان ينزل قديدا روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم ومحمد بن عمر وعبد الله بن مسلمة بن قعنب وغيرهم وكان ثقة قليل الحديث

§حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الْأَشْعَرِيُّ الْكَعْبِيُّ كَانَ يَنْزِلُ قُدَيْدًا رَوَى عَنْهُ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَغَيْرِهِمْ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر كان يروي عن أبيه وكان ضعيفا في الحديث

§عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ كَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

ابن أبي سارة

§ابْنُ أَبِي سَارَةَ

الطبقة الخامسة

§الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ

سفيان بن عيينة بن أبي عمران ويكنى أبا محمد مولى لبني عبد الله بن رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة

§سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ مَوْلًى لِبَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُوَيْبَةَ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ عُمَّالِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ فَلَمَّا عُزِلَ خَالِدٌ عَنِ الْعِرَاقِ وَوُلِّيَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ طَلَبَ عُمَّالَ خَالِدٍ فَهَرَبُوا مِنْهُ §فَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ بِمَكَّةَ فَنَزَلَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ مِنَ النَّاسِ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ جَالَسْتُهُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَمَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ سُفْيَانُ: حَجَجْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ ثُمَّ سَنَةَ عِشْرِينَ قَالَ: وَجَاءَنَا الزُّهْرِيُّ مَعَ ابْنِ هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَخَرَجَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُجِبْنِي فِي الْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَجِبِ الْغُلَامَ عَمَّا سَأَلَكَ قَالَ: أَمَا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ سُفْيَانُ: وَذَهَبَتْ إِلَى الْيَمَنِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ , وَمَعْمَرٌ حَيٌّ وَذَهَبَ الثَّوْرِيُّ قَبْلِي بِعَامٍ

قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ابْنُ أَخِي -[498]- سُفْيَانَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عَمِّي سُفْيَانَ آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فَلَمَّا كُنَّا بِجَمْعٍ وَصَلَّى اسْتَلْقَى عَلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَالَ: §قَدْ وَافَيْتُ هَذَا الْمَوْضِعَ سَبْعِينَ عَامًا أَقُولُ فِي كُلِّ سَنَةٍ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ وَإِنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ اللَّهَ مِنْ كَثْرَةِ مَا أَسْأَلُهُ ذَلِكَ فَرَجَعَ فَتُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ الدَّاخِلَةِ يَوْمَ السَّبْتِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَدُفِنَ بِالْحَجُونِ وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً

داود بن عبد الرحمن العطار

§دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو دَاوُدَ الْعَطَّارُ نَصْرَانِيًّا وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَكَانَ يَتَطَبَّبُ فَقَدِمَ مَكَّةَ فَنَزَلَهَا وَوُلِدَ لَهُ بِهَا أَوْلَادٌ فَأَسْلَمُوا وَكَانَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ وَالْفِقْهَ وَوَالَى آلَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَوُلِدَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ الْمِائَةِ وَكَانَ أَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَجْلِسُ فِي أَصْلِ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ قِبَلِ الصَّفَا فَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ يُقَالُ أَكْفَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِقُرْبِهِ مِنَ الْأَذَانِ وَالْمَسْجِدِ وَلِحَالِ وَلَدِهِ وَإِسْلَامِهِمْ وَكَانَ يُسْلِمُهُمْ فِي الْأَعْمَالِ السَّرِيَّةِ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الْأَدَبِ وَلُزُومِ أَهْلِ الْخَيْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهَلَكَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ كَثِيرُ الْحَدِيثِ

الزنجي واسمه مسلم بن خالد بن سعيد بن جرجة وأصله من أهل الشام وهو مولى لآل سفيان بن عبد الأسد المخزومي ويقال: إنها موالاة ولم تكن عتاقة

§الزَّنْجِيُّ وَاسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُرْجَةَ وَأَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُوَ مَوْلًى لِآلِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ وَيُقَالُ: إِنَّهَا مُوَالَاةٌ وَلَمْ تَكُنْ عَتَاقَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: §كَانَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً وَإِنَّمَا الزَّنْجِيُّ لَقَبٌ لُقِّبَ بِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: §كَانَ الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ فَقِيهًا عَابِدًا يَصُومُ الدَّهْرَ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ كَثِيرَ الْغَلَطِ وَالْخَطَأِ فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ فِي بَدَنِهِ نِعْمَ الرَّجُلُ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَغْلَطُ، وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ أَرْفَعُ مِنْهُ فِي الْحَدِيثِ

محمد بن عمران الحجبي قليل الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

محمد بن عثمان المخزومي وكان قليل الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن سليم الطائفي وكان قد نزل مكة حتى مات بها وكان يعالج الأدم وقد روى عن إسماعيل بن كثير وعبد الله بن خثيم وكان ثقة كثير الحديث

§يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ مَكَّةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا وَكَانَ يُعَالِجُ الْأُدُمَ وَقَدْ رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُثَيْمٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

الفضيل بن عياض التميمي ثم أحد بني يربوع ويكنى أبا علي ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة ثبتا فاضلا عابدا

§الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ التَّمِيمِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي يَرْبُوعٍ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ وُلِدَ بِخُرَاسَانَ بِكُورَةِ أَبْيَوَرْدَ وَقَدِمَ الْكُوفَةَ وَهُوَ كَبِيرٌ فَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَغَيْرِهِ ثُمَّ تَعَبَّدَ وَانْتَقَلَ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا فَاضِلًا عَابِدًا وَرِعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن رجاء ويكنى أبا عمران وكان ثقة كثير الحديث، وكان أعرج وكان من أهل البصرة فانتقل فنزل مكة إلى أن مات بها

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ وَيُكْنَى أَبَا عِمْرَانَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ أَعْرَجَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَانْتَقَلَ فَنَزَلَ مَكَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا

بشر بن السري

§بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ

عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ويكنى أبا عبد الحميد، كان كثير الحديث ضعيفا مرجئا

§عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْحَمِيدِ، كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا مُرْجِئًا

عبد الله بن الحارث المخزومي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ

حمزة بن الحارث بن عمير كان ثقة قليل الحديث

§حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو عبد الرحمن المقرئ واسمه عبد الله بن يزيد مات بمكة في رجب سنة ثلاث عشرة ومائتين وكان أصله من أهل البصرة، وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ مَاتَ بِمَكَّةَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عثمان بن اليمان بن هارون ويكنى أبا عمرو ومات بمكة أول يوم من عشر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين كانت له أحاديث

§عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ بْنِ هَارُونَ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَمَاتَ بِمَكَّةَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ أَحَادِيثُ

مؤمل بن إسماعيل ثقة كثير الغلط

§مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثِقَةٌ كَثِيرُ الْغَلَطِ

العلاء بن عبد الجبار العطار كان من أهل البصرة فنزل مكة وكان كثير الحديث

§الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَنَزَلَ مَكَّةَ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

سعيد بن منصور ويكنى أبا عثمان توفي بمكة سنة سبع وعشرين ومائتين

§سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ثقة كثير الحديث

§أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ

عبد الله بن الزبير الحميدي المكي من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهو صاحب سفيان بن عيينة وراويته مات بمكة في شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائتين وكان ثقة كثير الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ الْمَكِّيُّ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ صَاحِبُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَرَاوِيَتُهُ مَاتَ بِمَكَّةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

تسمية من نزل الطائف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الطَّائِفَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ويكنى عروة أبا يعفور وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

§عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ وَهُوَ قَسِيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنَ مُضَرَ وَيُكْنَى عُرْوَةُ أَبَا يَعْفُورَ وَأُمُّهُ سُبَيْعَةُ بِنْتُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، عَنْ غَيْرٍ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ غَائِبًا عَنِ الطَّائِفِ حِينَ حَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِجُرَشٍ يَتَعَلَّمُ عَمَلَ الدَّبَّابَاتِ وَالْمَنْجَنِيقِ فَلَمَّا قَدِمَ الطَّائِفَ بَعْدَ انْصِرَافِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الْإِسْلَامَ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَأَسْلَمَ فَسُّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ، وَنَزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَلَمْ يَدَعْهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ حَتَّى حَوَّلَهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ إِلَى قَوْمِهِ لِيَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُمْ إِذًا قَاتِلُوكَ فَقَالَ: لَوْ وَجَدُونِي نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي فَخَرَجَ عُرْوَةُ فَسَارَ خَمْسًا فَقَدِمَ الطَّائِفَ عِشَاءً فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَأَتَتْهُ ثَقِيفٌ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْكَرَهَا عَلَيْهِمْ

وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَحِيَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامُ فَآذُوهُ وَنَالُوا مِنْهُ فَحَلُمَ عَنْهُمْ وَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَجَعَلُوا يَأْتَمِرُونَ بِهِ وَطَلَعَ الْفَجْرُ فَأَوْفَى عَلَى غُرْفَةٍ لَهُ فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ ثَقِيفٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَلَمْ يَرْقَ دَمُهُ فَقَامَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَكِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو وَوُجُوهُ الْأَحْلَافِ فَلَبِسُوا السِّلَاحَ وَحَشَدُوا وَقَالُوا: نَمُوتُ عَنْ آخِرِنَا أَوْ نَثْأَرُ بِهِ عَشْرَةً مِنْ رُؤَسَاءِ بَنِي مَالِكٍ، فَلَمَّا رَأَى عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مَا يَصْنَعُونَ قَالَ: لَا تَقْتَتِلُوا فِيَّ قَدْ تَصَدَّقْتُ بِدَمِي عَلَى صَاحِبِهِ لِأُصْلِحَ بِذَلِكَ بَيْنَكُمْ فَهِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيَّ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهَذَا أَنَّكُمْ تَقْتُلُونِي ثُمَّ دَعَا رَهْطَهُ فَقَالَ: إِذَا مِتُّ فَادْفِنُونِي مَعَ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ عَنْكُمْ فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ وَبَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَقْتَلُهُ فَقَالَ: «§مَثَلُ عُرْوَةَ مَثَلُ صَاحِبِ يَاسِينَ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ»

أبو مليح بن عروة بن مسعود بن معتب بن مالك قال: لما قتل عروة بن مسعود قال ابنه أبو مليح بن عروة وابن أخيه قارب بن الأسود بن مسعود لأهل الطائف: لا نجامعكم على شيء أبدا وقد قتلتم عروة ثم لحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما فقال لهما رسول الله صلى

§أَبُو مَلِيحِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ ابْنُهُ أَبُو مَلِيحِ بْنُ عُرْوَةَ وَابْنُ أَخِيهِ قَارَبُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ لِأَهْلِ الطَّائِفِ: لَا نُجَامِعُكُمْ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا وَقَدْ قَتَلْتُمْ عُرْوَةَ ثُمَّ لَحِقَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَوَلَّيَا مَنْ شِئْتُمَا» قَالَا: نَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «وَخَالَكُمَا أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَحَالِفَاهُ» فَفَعَلَا وَنَزَلَا عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَأَقَامَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيفٍ فِي شَهْرِ

رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ فَقَاضَوِا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَا قَاضَوْهُ عَلَيْهِ وَأَسْلَمُوا وَرَجَعَا مَعَ الْوَفْدِ فَقَالَ أَبُو مَلِيحٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مِائَتَا مِثْقَالِ ذَهَبٍ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقْضِيَهُ مِنْ حُلِيِّ الرَّبَّةِ يَعْنِي اللَّاتَ فَعَلْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ»

قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب بن مالك وهو ابن أخي عروة بن مسعود لما كلم أبو مليح عن عروة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضاء دين أبيه قال قارب بن الأسود: يا رسول الله وعن الأسود بن مسعود أبي فإنه ترك دينا مثل دين عروة فاقضه عنه من مال الطاغية فقال

§قَارَبُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ وَهُوَ ابْنُ أَخِي عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ لَمَّا كَلَّمَ أَبُو مَلِيحٍ عَنْ عُرْوَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَضَاءِ دَيْنِ أَبِيهِ قَالَ قَارَبُ بْنُ الْأَسْوَدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودِ أَبِي فَإِنَّهُ تَرَكَ دَيْنًا مِثْلَ دَيْنِ عُرْوَةَ فَاقْضِهِ عَنْهُ مِنْ مَالِ الطَّاغِيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْأَسْوَدَ مَاتَ كَافِرًا» فَقَالَ قَارَبٌ: تَصِلُ بِهِ قَرَابَةً إِنَّمَا الدَّيْنُ عَلَيَّ وَأَنَا مَطْلُوبٌ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «إِذًا أَفْعَلُ» فَقَضَى عَنْ عُرْوَةَ وَالْأَسْوَدِ دَيْنَهُمَا مِنْ مَالِ الطَّاغِيَةِ

الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب بن مالك وكان في وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا

§الْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ وَكَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا

غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. وأم سلمة بن معتب كنة بنت كسيرة بن ثمالة من الأزد وأخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتب فهما ابنا كنة إليها ينسبون. وكان غيلان بن سلمة شاعرا وفد على كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف فبنى له

§غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ. وَأُمُّ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ كُنَّةُ بِنْتُ كُسَيْرَةَ بْنِ ثُمَالَةَ مِنَ الْأَزْدِ وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ

أَوْسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ فَهُمَا ابْنَا كُنَّةَ إِلَيْهَا يُنْسَبُونَ. وَكَانَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ شَاعِرًا وَفَدَ عَلَى كِسْرَى فَسَأَلَهُ أَنْ يَبْنِي لَهُ حِصْنًا بِالطَّائِفِ فَبَنَى لَهُ حِصْنًا بِالطَّائِفِ ثُمَّ جَاءَ الْإِسْلَامُ فَأَسْلَمَ غَيْلَانُ وَعِنْدَهُ عَشَرُ نِسْوَةٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَفَارِقْ بَقِيَّتَهُنَّ» فَقَالَ: قَدْ كُنَّ وَلَا يَعْلَمْنَ أَيَّتَهُنَّ آثَرُ عِنْدِي وَسَيَعْلَمْنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَاخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَجَعَلَ يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ مِنْهُنَّ أَقْبِلِي وَمَنْ لَمْ يُرِدْ يَقُولُ لَهَا: أَدْبِرِي حَتَّى اخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَفَارَقَ بَقِيَّتَهُنَّ وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ إِنَّ نَافِعًا كَانَ لِغَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ فَفَرَّ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. وَأَسْلَمَ وَغَيْلَانُ مُشْرِكٌ ثُمَّ أَسْلَمَ غَيْلَانُ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَاءَهُ

وابنه شرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات شرحبيل سنة ستين

§وَابْنُهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَاتَ شُرَحْبِيلُ سَنَةَ سِتِّينَ

عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف وكان رأس وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا كان عبد ياليل سن عروة بن مسعود

§عَبْدُ يَالِيلَ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ وَكَانَ رَأْسَ وَفْدِ ثَقِيفٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا كَانَ عَبْدُ يَالِيلَ سِنَّ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ

وابنه كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عقدة بن غيرة بن عوف كان شريفا وقد أسلم مع وفد ثقيف

§وَابْنُهُ -[507]- كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفٍ كَانَ شَرِيفًا وَقَدْ أَسْلَمَ مَعَ وَفْدِ ثَقِيفٍ

الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج واسمه عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف وكان طبيب العرب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيسأله عن علته وكانت سمية أم زياد للحارث بن كلدة

§الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَاجٍ وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ وَكَانَ طَبِيبَ الْعَرَبِ وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُ مَنْ كَانَتْ بِهِ عِلَّةٌ أَنْ يَأْتِيَهُ فَيَسْأَلَهُ عَنْ عِلَّتِهِ وَكَانَتْ سُمَيَّةُ أُمُّ زِيَادٍ لِلْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ

وابنه نافع بن الحارث بن كلدة وهو أبو عبد الله الذي انتقل إلى البصرة وافتلى بها الخيل

§وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي انْتَقِلْ إِلَى الْبَصْرَةِ وَافْتَلَى بِهَا الْخَيْلَ

العلاء بن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف وهو حليف لبني زهرة

§الْعَلَاءُ بْنُ جَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ

عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف قدم عثمان بن أبي العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وفد ثقيف وكان أصغر الوفد سنا فكانوا يخلفونه على رحالهم يتعاهدها لهم فإذا رجعوا من عند

§عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ أَبَانَ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ قَدِمَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ وَفْدِ ثَقِيفٍ وَكَانَ أَصْغَرَ الْوَفْدِ سِنًّا فَكَانُوا يَخْلِفُونَهُ عَلَى رِحَالِهِمْ يَتَعَاهَدُهَا لَهُمْ فَإِذَا رَجَعُوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَامُوا وَكَانَتِ الْهَاجِرَةُ أَتَى عُثْمَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ قَبْلَهُمْ سِرًّا مِنْهُمْ وَكَتَمَهُمْ ذَلِكَ وَجَعَلَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الدِّينِ وَيَسْتَقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَقَرَأَ سُورًا مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ إِذَا وَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَائِمًا عَمَدَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَهُ وَاسْتَقْرَأَهُ وَإِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَسَأَلَهُ وَاسْتَقْرَأَهُ، فَأُعْجِبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَحَبَّهُ فَلَمَّا أَسْلَمَ الْوَفْدُ وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكِتَابَ الَّذِي قَاضَاهُمْ عَلَيْهِ وَأَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِّرْ عَلَيْنَا رَجُلًا مِنَّا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ لِمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حِرْصِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ عُثْمَانُ: فَكَانَ آخِرُ عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ «اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا , وَإِذَا أَمَمْتَ قَوْمَكَ فَاقْدُرْهُمْ بِأَضْعَفِهِمْ وَإِذَا صَلَّيْتَ لِنَفْسِكَ فَأَنْتَ وَذَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ فَكَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ قَالَ: «§خَفِّفْ عَنِ النَّاسِ الصَّلَاةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ كَلَامٍ كَلَّمَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذِ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الطَّائِفِ أَنْ قَالَ: «§خَفِّفِ الصَّلَاةَ عَنِ النَّاسِ» حَتَّى وَقَفَ أَوْ وَقَّتَ ثُمَّ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكِ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] وَأَشْبَاهَهَا مِنَ الْقُرْآنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَامِلُهُ عَلَى الطَّائِفِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، أَنَّ §عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِفِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَخِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَخِلَافَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى إِذَا أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ فَسَمُّوا لَهُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ: ذَاكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ فَلَا أَعْزِلُهُ. قَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْمُرُهُ يَسْتَخْلِفُ عَلَى عَمَلِهِ مَنْ أَحَبَّ وَتَسْتَعِينُ بِهِ فَكَأَنَّكَ لَمْ تَعْزَلْهُ فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ خَلِّفْ عَلَى عَمَلِكَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَاقْدِمْ عَلَيَّ فَخَلَّفَ أَخَاهُ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِفِ وَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَلَّاهُ الْبَحْرَيْنَ فَلَمَّا عُزِلَ عَنِ الْبَحْرَيْنِ نَزَلَ الْبَصْرَةَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَشَرُفُوا بِهَا وَالْمَوْضِعُ الَّذِي بِالْبَصْرَةَ يُقَالُ لَهُ شَطُّ عُثْمَانَ إِلَيْهِ يُنْسَبُ

وأخوه الحكم بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم

§وَأَخُوهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

أوس بن عوف الثقفي أحد بني مالك وهو الذي رمى عروة بن مسعود الثقفي فقتله ثم قدم بعد ذلك في وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقد كان قبل أن يقاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفا خاف من أبي مليح بن عروة ومن قارب بن الأسود بن مسعود فشكا ذلك

§أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّ أَحَدُ بَنِي مَالِكٍ وَهُوَ الَّذِي رَمَى عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ فَقَتَلَهُ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَقَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يُقَاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَقِيفًا خَافَ مِنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ عُرْوَةَ وَمِنْ قَارَبِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَنَهَاهُمَا عَنْهُ وَقَالَ: أَلَسْتُمَا مُسْلِمَيْنِ؟ قَالَا: بَلَى. قَالَ: فَتَأْخُذَانِ بِذُحُولِ الشِّرْكِ وَهَذَا رَجُلٌ قَدْ قَدِمَ يُرِيدُ الْإِسْلَامَ وَلَهُ ذِمَّةٌ وَأَمَانٌ وَلَوْ قَدْ أَسْلَمَ صَارَ دَمُهُ عَلَيْكُمَا حَرَامًا ثُمَّ قَارَبَ بَيْنَهُمْ حَتَّى تَصَافَحُوا وَكَفُّوا عَنْهُ وَمَاتَ أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ

أوس بن حذيفة الثقفي

§أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيُّ

قال أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو عَامِرٍ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ وَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ فَنَزَلَ الْأَحْلَافيَّونَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَنْزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَالِكِيِّينَ فِي قُبَّتِهِ قَالَ: وَكَانَ يَنْصَرِفُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَيُحَدِّثُهُمْ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِمَّا قَدْ مَلَّ مِنَ الْقِيَامِ، وَأَكْثَرَ مَا يُحَدِّثُهُمُ اشْتِكَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ وَقُرَيْشٍ وَيَقُولُ: «وَكَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سِجَالًا فَكَانَتْ مَرَّةً عَلَيْنَا -[511]- وَمَرَّةً لَنَا» فَاحْتَبَسَ عَنَّا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَبَسَكَ عَنَّا اللَّيْلَةَ؟ فَقَالَ: «إِنَّهُ §طَرَأَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَبَقِيَ عَلَيَّ مِنْ حِزْبِي شَيْءٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أَقْرَأَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ فِي حَدِيثِهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْنَا لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا أَنَّهُ طَرَأَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَبَقِيَ عَلَيْهِ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَكَيْفَ كُنْتُمْ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلَاثَ سُوَرٍ، خَمْسَ سُوَرٍ، سَبْعَ سُوَرٍ، تِسْعَ سُوَرٍ، إِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً وَحِزْبَ الْمُفَضَّلِ مَا بَيْنَ قَافٍ فَأَسْفَلَ قال أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، كِلَاهُمَا عَنْ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الطَّائِفِ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَحْلَافِ وَبَنِي مَالِكٍ فَنَزَلَ الْأَحْلَافِيُّونَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَنْزَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ لَهُ بَيْنَ مَسْكَنِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوًا مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ لَيَالِي الْحَرَّةِ

أوس بن أوس الثقفي

§أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ أَبُو جَنَابٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[512]- يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَمَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ وَغَدَا وَابْتَكَرَ §فَجَلَسَ مِنَ الْإِمَامِ قَرِيبًا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا جَدُّهُ أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: أَوْمَأَ إِلَيَّ جَدِّي وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ نَاوِلْنِيَ نَعْلِي فَنَاوَلْتُهُ نَعْلَهُ فَصَلَّى فِيهِمَا وَقَالَ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، أَوْ أُوَيْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: «أَقَمْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِصْفَ شَهْرٍ فَرَأَيْتُهُ §يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مُقَابَلَتَيْنِ وَرَأَيْتُهُ يَبْزُقُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَذَا هُوَ أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ وَشُعْبَةُ كَانَ أَضْبَطَ لِاسْمِهِ وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ كَمَا شَكَّ قَيْسٌ

الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي

§الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: " سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحِيضُ قَبْلَ أَنْ تَنْفِرَ، قَالَ: §لِيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهَا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ قَالَ: فَقَالَ: كَذَلِكَ أَفْتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَرِبْتَ عَنْ يَدَيْكِ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ فَسَأَلْتَ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِكَيْمَا أُخَالِفَ "

قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَأَخْطَأَ فِي اسْمِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ حَجِّ أَوِ اعْتَمَرَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّمَا هُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ كَمَا حَفِظَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ

الحارث بن أويس الثقفي وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه

§الْحَارِثُ بْنُ أُوَيْسٍ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ

الشريد بن سويد الثقفي

§الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ» وَالشَّرِيدُ هُوَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الشَّرِيدِ وَأَرْدَفَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَنْشَدَهُ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ وَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ كَادَ لِيُسْلِمُ وَمَاتَ الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

نمير بن خرشة الثقفي كان في وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§نُمَيْرُ بْنُ خَرَشَةَ الثَّقَفِيُّ كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

سفيان بن عبد الله الثقفي وكان قد ولي الطائف وكان في الوفد أيضا الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ الطَّائِفَ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ أَيْضًا الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

الحكم بن سفيان الثقفي

§الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ

أبو زهير بن معاذ الثقفي وحديثه خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبأة من أرض الطائف، حدث به عنه ابنه أبو بكر بن أبي زهير

§أَبُو زُهَيْرِ بْنُ مُعَاذٍ الثَّقَفِيُّ وَحَدِيثُهُ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّبْأَةِ مِنْ أَرْضِ الطَّائِفِ، حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ

كردم بن سفيان الثقفي

§كَرْدَمُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: جَاءَ كَرْدَمُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ -[515]- اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ عَشْرَةَ أَبْعِرَةٍ لِي بِبُوَانَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§نَذَرْتَ ذَلِكَ وَفِي نَفْسِكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؟» قَالَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَانْحَرْهَا»

وهب بن خويلد بن ظويلم بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ومات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختصم في ميراثه بنو غيرة فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهب بن أمية بن أبي الصلت

§وَهْبُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ ظُوَيْلِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ، أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَاتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاخْتَصَمَ فِي مِيرَاثِهِ بَنُو غِيَرَةَ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهْبَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ

وهب بن أمية بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف. أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه أمية بن أبي الصلت الشاعر

§وَهْبُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُوهُ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الشَّاعِرُ

أبو محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، وكان شاعرا وله أحاديث

§أَبُو مِحْجَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ، وَكَانَ شَاعِرًا وَلَهُ أَحَادِيثُ

الحكم بن حزن الكلفي من بني كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن

§الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلْفِيُّ مِنْ بَنِي كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ زُرَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلْفِيُّ فَقَالَ: وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ فَاسْتُؤْذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ زُرْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَأَمَرَ بِنَا فَأُنْزِلْنَا وَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ فَلَبِثْنَا بِهَا أَيَّامًا شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ أَوْ قَالَ عَلَى عَصًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ §لَنْ تُطِيقُوا - أَوْ لَنْ تَفْعَلُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ - فَسَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا»

زفر بن حرثان بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم

§زُفَرُ بْنُ حُرْثَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حُرْثَانِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَ

مضرس بن سفيان بن خفاجة بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وشهد معه يوم حنين وذكره العباس بن مرداس في شعره

§مُضَرِّسُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ النَّابِغَةِ بْنِ عُتَرَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَذَكَرَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي شِعْرِهِ

يزيد بن الأسود العامري من بني سواة

§يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيُّ مِنْ بَنِي سُوَاةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَجْرَ فِي مَسْجِدِ مِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ لَمْ يُصَلِّيَا قَالَ فَقَالَ: «ائْتُونِي بِهِمَا» فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا فَقَالَ: " §مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا قَالَ: «فَإِذَا جِئْتُمْ وَالْإِمَامُ يُصَلِّي فَصَلُّوا مَعَهُ فَإِنَّهَا لَكُمْ نَافِلَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، §أَنَّهُ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ يُكْنَى أَبَا حَاجِزَةَ

عبيد الله بن معية السوائي

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَيَّةَ السُّوَائِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي سُوَاةَ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يُقَالُ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَيَّةَ قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ حُمَيْدٌ: وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَالَ: قُتِلَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ -[518]- رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ مِنَ الطَّائِفِ يَوْمَ الطَّائِفِ فَحُمِلَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَبَعَثَ أَنْ §يُدْفَنَا حَيْثُ أُصِيبَا أَوْ حَيْثُ لُقِيَا فَدُفِنَا فِيمَا بَيْنَ مَقْتَلِهِمَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُبِرَا حَيْثُ لُقِيَا

أبو رزين العقيلي واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق

§أَبُو رَزِينٍ الْعُقَيْلِيُّ وَاسْمُهُ لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَلَا الْعُمْرَةَ وَلَا الظَّعْنَ فَقَالَ: «§حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الْوَلِيدِ وَحْدَهُ: وَلَا الظَّعْنَ , وَذَكَرَ عَفَّانُ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ

أبو طريف

§أَبُو طَرِيفٍ

وكان بالطائف بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين

§وَكَانَ بِالطَّائِفِ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ

عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي

§عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيُّ

عاصم بن سفيان الثقفي روى عن عمر بن الخطاب

§عَاصِمُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أبو هندية روى عن عمر بن الخطاب، وهو أبو محمد بن أبي هندية الذي روى عنه سعيد بن المسيب

§أَبُو هِنْدِيَّةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي هِنْدِيَّةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ

عمرو بن أوس بن حذيفة الثقفي روى عن أبيه

§عَمْرُو بْنُ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ

عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف وأمه أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وخاله معاوية بن أبي سفيان وهو الذي يقال له: ابن أم الحكم وكان جده عثمان بن عبد الله يحمل لواء

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَخَالُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ وَكَانَ جَدُّهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَبْعَدَهُ اللَّهُ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا» وَقَدْ سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَقَدْ وَلِيَ الْكُوفَةَ وَمِصْرَ وَوَلَدُهُ الْيَوْمَ يَسْكُنُونَ دِمَشْقَ

وكيع بن عدس هكذا قال شعبة عن يعلى بن عطاء، وهو ابن أخي أبي رزين العقيلي ويكنى أبا مصعب وروى عن عمه أبي رزين، وروى عنه يعلى بن عطاء وأما حماد بن سلمة وأبو عوانة فقالا: عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس

§وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ هَكَذَا قَالَ شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ وَيُكْنَى أَبَا مُصْعَبٍ وَرَوَى عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، وَرَوَى عَنْهُ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ وَأَمَّا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ فَقَالَا: عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بنِ حُدُسٍ

يعلى بن عطاء كان قد أتى واسط وأقام بها في آخر سلطنة بني أمية وسمع منه شعبة وهشيم وأبو عوانة وأصحابهم

§يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ كَانَ قَدْ أَتَى وَاسِطَ وَأَقَامَ بِهَا فِي آخِرِ سَلْطَنَةِ بَنِي أُمَيَّةَ وَسَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَصْحَابُهُمْ

عبد الله بن يزيد الطائفي مات سنة عشرين ومائة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الطَّائِفِيُّ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ

بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي روى عن أبيه، من حديث وكيع عن محمد بن عبد الله بن أفلح الطائفي، عن بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي، أن عمر يعني ابن الخطاب كان يبعث مصدقيه في قبل الصيف

§بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ، مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَفْلَحَ الطَّائِفِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ عُمَرَ يَعْنِي ابْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَبْعَثُ مُصَدِّقِيهِ فِي قُبُلِ الصَّيْفِ

إبراهيم بن ميسرة

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ

عطيف بن أبي سفيان مات سنة أربعين ومائة

§عُطَيْفُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

عبيد بن سعد

§عُبَيْدُ بْنُ سَعْدٍ

محمد بن أبي سويد

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ

أبو بكر بن أبي موسى بن أبي شيخ

§أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْخٍ

سعيد بن السائب الطائفي الذي روى عنه وكيع وحميد الرواسي، ومعن بن عيسى

§سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَحُمَيْدٌ الرُّوَاسِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى

عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي روى عنه وكيع، وأبو عاصم النبيل وأبو نعيم ومحمد بن عبد الله الأسدي وغيرهم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ وَغَيْرُهُمْ

يونس بن الحارث الطائفي روى عنه وكيع بن الجراح، وأبو عاصم النبيل وغيرهما

§يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّائِفِيُّ رَوَى عَنْهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَغَيْرُهُمَا

محمد بن عبد الله بن أفلح الطائفي سمع منه وكيع، وغيره

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَفْلَحَ الطَّائِفِيُّ سَمِعَ مِنْهُ وَكِيعٌ، وَغَيْرُهُ

محمد بن أبي سعيد الثقفي

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ

محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي وكان قد نزل مكة، سمع منه وكيع بن الجراح وأبو نعيم ومعن بن عيسى وغيرهم

§مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَوْسَنَ الطَّائِفِيُّ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ مَكَّةَ، سَمِعَ مِنْهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى وَغَيْرُهُمْ

يحيى بن سليم الطائفي وكان قد نزل مكة إلى أن مات بها وكان يعالج الأدم

§يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ مَكَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا وَكَانَ يُعَالِجُ الْأُدُمَ

تسمية من نزل اليمن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْيَمَنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أبيض بن حمال المازني من حمير قال محمد بن سعد: وقال عبد المنعم بن إدريس بن سنان هو من الأزد ممن كان أقام بمأرب من ولد عمرو بن عامر

§أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ الْمَازِنِيُّ مِنْ حِمْيَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ هُوَ مِنَ الْأَزْدِ مِمَّنْ كَانَ أَقَامَ بِمَأْرِبَ مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْمَأْرَبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ سُمَيِّ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ شُمَيْرٍ، عَنْ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ، أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ فَأَقْطَعَهُ إِيَّاهُ , فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْرِي مَا أَقْطَعْتَهُ إِنَّمَا أَقْطَعْتَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ فَرَجَعَ فِيهِ قَالَ: وَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَا يُحْمَى مِنَ الْأَرَاكِ قَالَ: «§مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، ثَابِتٌ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ وَأَسْلَمَ عَلَى ثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ مِنْ كِنْدَةَ كَانُوا عَبِيدًا لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَالَحَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَبْعِينَ حُلَّةٍ وَاسْتَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمِلْحَ مِلْحَ شَذًا بِمَأْرِبَ فَقَطَعَهُ لَهُ ثُمَّ اسْتَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقَالَهُ -[524]-، §فَقَطَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْضًا وَغِيلًا بِالْجَوْفِ جَوْفِ مُرَادٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي ثَابِتٌ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ كَانَتْ بِوَجْهِهِ حَزَازَةٌ قَالَ: يَعْنِي الْقُوبَاءَ قَدِ الْتَمَعَتْ وَجْهَهُ فَدَعَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَلَمْ يُمْسِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَمِنْهَا أَثَرٌ

فروة بن مسيك بن الحارث بن سلمة بن الحارث بن الذؤيب بن مالك بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن يحابر وهو مراد بن مالك بن أدد وهو من مذحج

§فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ غُطَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ يُحَابِرَ وَهُوَ مُرَادُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُدَدٍ وَهُوَ مِنْ مَذْحِجٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُفَارِقًا لِكِنْدَةَ تَابِعًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلًا لَهُ شَرَفٌ فَأَنْزَلَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ عَلَيْهِ ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا لِمَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي قَالَ: «أَيْنَ نَزَلَتْ؟» قَالَ: عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ عَلَى سَعْدٍ» فَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّمَا جَلَسَ وَيَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعَهُ §ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مُرَادٍ وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ كُلِّهَا، وَكَانَ يَسِيرُ فِيهَا، وَبَعَثَ مَعَهُ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ هُنَاكَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ قَوْمِهِ، قَالُوا: أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً §وَحَمَلَهُ عَلَى بَعِيرٍ نَجِيبٍ وَأَعْطَاهُ حُلَّةً مِنْ نَسْجِ عُمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الْإِسْلَامِ يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ وَلَمْ يَرْتَدَّ كَمَا ارْتَدَّ غَيْرُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ كَانَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ شَاعِرًا

قيس بن مكشوح واسم مكشوح: هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد وكان هبيرة بن عبد يغوث سيد مراد وكوي على كشحه بالنار فقيل المكشوح , وابنه قيس بن مكشوح فارس مذحج، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قتل

§قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ وَاسْمُ مَكْشُوحٍ: هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ الْغُزَيِّلِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ بِدَا بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْبَثَانَ بْنِ زَاهِرِ بْنِ مُرَادٍ وَكَانَ هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ سَيِّدَ مُرَادٍ وَكُوِيَ عَلَى كَشْحِهِ بِالنَّارِ فَقِيلَ الْمَكْشُوحُ , وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ فَارِسُ مَذْحِجٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ

عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الصغير وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه وهو جماع زبيد وهو من مذحج وكان عمرو بن معدي كرب فارس العرب

§عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُصْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُبَيْدٍ الصَّغِيرِ وَهُوَ مُنَبِّهُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَازِنَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُنَبِّهٍ وَهُوَ جِمَاعُ زُبَيْدٍ وَهُوَ مِنْ مَذْحِجٍ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فَارِسَ الْعَرَبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ الْمَدِينَةَ فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبَحْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحَطَّ وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا §وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلَادِهِ , فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِيمَنِ ارْتَدَّ بِالْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَهَاجَرَ إِلَى الْعِرَاقِ وَشَهِدَ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَغَيْرِهَا وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا

صرد بن عبد الله الأزدي وكان ينزل جرش

§صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ جُرَشَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: " قَدِمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِهِ فَنَزَلُوا عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيِّ فَحَبَاهُمْ وَأَكْرَمُهُمْ وَأَقَامُوا عِنْدَهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ , وَكَانَ صُرَدُ أَقْضَاهُمْ وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِ §فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَنْ يُجَاهِدَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ وَأَوْصَاهُ بِالنِّفَرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ خَيْرًا فَخَرَجَ بِأَمْرِ رَسُولِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَ جُرَشَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةٌ مُغْلَقَةٌ حَصِينَةٌ وَبِهَا قَبَائِلُ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ قَدْ تَحَصَّنُوا فِيهَا فَدَعَاهُمْ صُرَدُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَمَنْ أَسْلَمَ خَلَّى سَبِيلَهُ وَخَلَّطَهُ بِنَفْسِهِ وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عُنُقَهُ ثُمَّ نَاهَضَهُمْ فَظَفِرَ بِهِمْ -[527]- فَقَتَلَهُمْ نَهَارًا طَوِيلًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَعَامِلُهُ عَلَى جُرَشَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ

نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب من همدان قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافدا في عدة من قومه إلى المدينة سنة عشر وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم طعمة تجري عليهم إلى اليوم

§نَمَطُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَأْيِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَرْحَبَ مِنْ هَمْدَانَ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَافِدًا فِي عِدَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طُعْمَةً تَجْرِي عَلَيْهِمْ إِلَى الْيَوْمِ

حذيفة بن اليمان الأزدي

§حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ الْأَزْدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §وَعَامِلُهُ عَلَى دَبَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ

صخر الغامدي من الأزد

§صَخْرٌ الْغَامِدِيُّ مِنَ الْأَزْدِ

قيس بن الحصين ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج قال: وفد قيس بن الحصين مع خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني الحارث وكتب له كتابا وأجازه

§قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ مَذْحِجٍ قَالَ: وَفَدَ قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَنِي الْحَارِثِ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَأَجَازَهُ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَانْصَرَفَ هُوَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى بِلَادِهِمْ نَجْرَانَ الْيَمَنِ فَلَمْ يَمْكُثُوا إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عبد الله بن عبد المدان واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج وكان عبد الله في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد الحجر فقال له رسول الله

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ الدَّيَّانِ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ مَذْحِجٍ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدُ الْحَجَرِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا عَبْدُ الْحَجَرِ فَقَالَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ»

وأخوه يزيد بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك وكان شريفا شاعرا وكان في الوفد. قال: قال هشام بن الكلبي: والديان الحاكم

§وَأَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ بْنِ الدَّيَّانِ بْنِ قَطَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ شَرِيفًا شَاعِرًا وَكَانَ فِي الْوَفْدِ. قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: وَالدَّيَّانُ الْحَاكِمُ

يزيد بن المحجل واسمه معاوية بن حزن بن موألة بن معاوية بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج كان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد من نجران وأنزلهم خالد منزله وإنما سمي أبوه المحجل لبياض كان به وقد رأس

§يَزِيدُ بْنُ الْمُحَجَّلِ وَاسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَزْنِ بْنِ مَوْأَلَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ مَذْحِجٍ كَانَ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنْ نَجْرَانَ وَأَنْزَلَهُمْ خَالِدٌ مَنْزِلَهُ وَإِنَّمَا سُمِيَّ أَبُوهُ الْمُحَجَّلَ لِبَيَاضٍ كَانَ بِهِ وَقَدْ رَأَسَ

شداد بن عبد الله القناني من بني الحارث بن كعب وكان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد

§شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنَانِيُّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ

عبد الله بن قراد من بني الحارث بن كعب كان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد من نجران فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر أواقي ثم انصرف هو ومن كان معه من قومه إلى بلادهم , فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرَادٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ كَانَ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنْ نَجْرَانَ فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَشْرِ أَوَاقِي ثُمَّ انْصَرَفَ هُوَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى بِلَادِهِمْ , فَلَمْ يَمْكُثُوا إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

زرعة ذو يزن من حمير

§زُرْعَةُ ذُو يَزَنَ مِنْ حِمْيَرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّ زُرْعَةَ ذَا يَزَنَ أَسْلَمَ -[530]- فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَّا بَعْدُ «فَإِنَّ مُحَمَّدًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ §ثُمَّ إِنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ حَدَّثَنِي أَنَّكَ أَسْلَمْتَ مِنْ أَوَّلِ حِمْيَرٍ وَقَتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ , فَأَبْشِرْ بِخَيْرٍ وَأَمِّلْ خَيْرًا»

الحارث ونعيم ابنا عبد كلال

§الْحَارِثُ وَنُعَيْمُ ابْنَا عَبْدِ كُلَالٍ

والنعمان قيل ذي رعين

§وَالنُّعْمَانُ قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ زامِلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّ الْحَارِثَ، وَنَعِيمًا ابْنِي عَبْدِ كُلَالِ وَالنُّعْمَانُ قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ وَمَعَافِرُ وَهَمْدَانُ أَسْلَمُوا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ: " اكْتُبْ إِلَيْهِمْ: أَمَّا بَعْدُ ذَلِكُمْ، §فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ بِنَا رَسُولُكُمْ مَقْفَلْنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ بِالْمَدِينَةِ فَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتُمْ وَخَبَّرَ مَا قِبَلَكُمْ وَأَنْبَأَنَا بِإِسْلَامِكُمْ وَقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ هَدَاكُمْ بِهُدَاهُ إِنْ أَصْلَحْتُمْ وَأَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَصَفِيِّهِ وَمَا كَتَبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الصَّدَقَةِ

مالك بن مرارة الرهاوي ورهاء بطن من مذحج وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه بكتابه إلى ملوك حمير وكان مع معاذ بن جبل حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكتب يوصي بهم

§مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ وَرَهَاءُ بَطْنٌ مِنْ مَذْحِجٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَهُ بِكِتَابِهِ إِلَى مُلُوكِ حِمْيَرٍ وَكَانَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ وَكَتَبَ يُوصِي بِهِمْ

مالك بن عبادة وهو أيضا من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وجههم مع معاذ بن جبل إلى اليمن وكتب يوصي بهم

§مَالِكَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ أَيْضًا مِنْ رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ وَكَتَبَ يُوصِي بِهِمْ

عقبة بن نمر وهو أيضا من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وجههم مع معاذ بن جبل إلى اليمن وكتب إلى زرعة ذي يزن يوصيه بهم ويأمرهم أن يجمعوا الصدقة فيدفعوها إلى رسله

§عُقْبَةُ بْنُ نَمِرٍ وَهُوَ أَيْضًا مِنْ رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ وَكَتَبَ إِلَى زُرْعَةَ ذِي يَزَنَ يُوصِيهِ بِهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا الصَّدَقَةَ فَيَدْفَعُوهَا إِلَى رُسُلِهِ

عبد الله بن زيد وهو أيضا من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وجههم مع معاذ بن جبل إلى اليمن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَهُوَ أَيْضًا مِنْ رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ

زرارة بن قيس بن الحارث بن عداء بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج وكان في وفد النخع الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة من الهجرة وهم مائتا رجل فنزلوا في دار رملة بنت الحدث ثم

§زُرَارَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدَّاءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجٍ وَكَانَ فِي وَفْدِ النَّخَعِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ فَنَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَدَثِ ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقُرِّينَ بِالْإِسْلَامِ قَدْ بَايَعُوا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ زُرَارَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ سَفَرِي هَذَا عَجَبًا فَقَالَ: «وَمَا رَأَيْتَ؟» قَالَ: رَأَيْتُ أَتَانًا تَرَكْتُهَا فِي الْحَيِّ كَأَنَّهَا

وَلَدَتْ جَدْيًا أَسْفَعَ أَحْوَى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " هَلْ تَرَكْتَ أَمَةً لَكَ مُصِرَّةٍ عَلَى حَمْلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتُ أَمَةً لِي قَدْ حَمَلَتْ قَالَ: «فَإِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا وَهُوَ ابْنُكَ» . قَالَ: فَمَا بَالُهُ أَسْفَعُ أَحْوَى؟ فَقَالَ: «ادْنُ مِنِّي» فَدَنَا مِنْهُ قَالَ: «هَلْ بِكَ مِنْ بَرَصٍ تَكْتُمُهُ؟» قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ قَالَ: «فَهُوَ ذَاكَ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَأَيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ عَلَيْهِ قُرْطَانِ وَدُمْلَجَانِ وَمَسَكَتَانِ قَالَ: «ذَاكَ مَلِكُ الْعَرَبِ رَجَعَ إِلَى أَحْسَنِ زِيِّهِ وَبَهْجَتِهِ» قَالَ: وَرَأَيْتُ عَجُوزًا شَمْطَاءَ خَرَجَتْ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: «تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا» قَالَ: وَرَأَيْتُ نَارًا خَرَجَتْ مِنَ الْأَرْضِ فَحَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنٍ لِي يُقَالُ لَهُ عَمْرٌو وَهِيَ تَقُولُ لَظَى لَظَى بَصِيرٌ وَأَعْمَى أَطْعِمُونِي آكُلْكُمْ أَهْلَكُمْ وَمَالَكُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْفِتْنَةُ؟ قَالَ: «يَقْتُلُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ» , وَخَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصَابِعِهِ «يَحْسِبُ الْمُسِيءُ فِيهَا أَنَّهُ مُحْسِنٌ وَيَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ أَحَلَّ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ , إِنْ مَاتَ ابْنُكَ أَدْرَكْتَ الْفِتْنَةَ وَإِنْ مِتَّ أَنْتَ أَدْرَكَهَا ابْنُكَ» قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أُدْرِكَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكُهَا» ، فَمَاتَ وَبَقِيَ ابْنُهُ عَمْرٌو فَكَانَ مِمَّنْ خَلَعَ عُثْمَانَ بِالْكُوفَةِ

أرطاة بن كعب بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وعقد له لواء شهد به القادسية فقتل يومئذ فأخذ اللواء أخوه دريد بن كعب فقتل

§أَرْطَاةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً شَهِدَ بِهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَخُوهُ دُرَيْدُ بْنُ كَعْبٍ فَقُتِلَ

الأرقم بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارث بن بشر بن ياسر بن جشم بن مالك بن بكر بن عوف بن النخع وفد على النبي صلى الله عليه وسلم , وأسلم

§الْأَرْقَمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بِشْرِ بْنِ يَاسِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَأَسْلَمَ

وبر بن يحنس وكان من الأبناء الذين كانوا باليمن فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم , فأسلم وقدم من عند النبي صلى الله عليه وسلم على الأبناء باليمن فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث إلى فيروز بن الديلمي فأسلم وإلى مركبوذ فأسلم وكان ابنه عطاء بن

§وَبْرُ بْنُ يُحَنِّسَ وَكَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْيَمَنِ فَقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمَ وَقَدِمَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْأَبْنَاءِ بِالْيَمَنِ فَنَزَلَ عَلَى بَنَاتِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ فَأَسْلَمْنَ وَبَعَثَ إِلَى فَيْرُوزَ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ فَأَسْلَمَ وَإِلَى مركبوذ فَأَسْلَمَ وَكَانَ ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ مركبوذ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ بِصَنْعَاءَ وَأَسْلَمَ بَاذَانُ بِالْيَمَنِ وَبَعَثَ بِإِسْلَامِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَلِكَ فِي سَنَةِ عَشْرٍ

فيروز بن الديلمي وهو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن مع سيف بن ذي يزن فنفوا الحبشة عن اليمن وغلبوا عليها فلما بلغهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد فيروز بن الديلمي على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وسمع منه وروى عنه أحاديث , فمن أهل

§فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ فَارِسَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ كِسْرَى إِلَى الْيَمَنِ مَعَ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَنَ فَنَفَوُا الْحَبَشَةَ عَنِ الْيَمَنِ وَغَلَبُوا عَلَيْهَا فَلَمَّا بَلَغَهُمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفَدَ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ , فَمِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ مَنْ يَقُولُ: حَدَّثَنَا فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الدَّيْلَمِيُّ وَهُوَ وَاحِدٌ يَعْنُونَ فَيْرُوزَ بْنَ الدَّيْلَمِيِّ وَالَّذِي يَبِينُ ذَلِكَ فَالْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ وَاحِدٌ وَيَخْتَلِفُونَ فِي اسْمِهِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ لَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ -[534]- بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ وَإِنَّا نَسْتَعِينُ بِشَرَابٍ مِنَ الْقَمْحِ فَقَالَ: «أَيُسْكِرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَلَا تَشْرَبُوهُ» ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ: «أَيُسْكِرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: «لَا تَشْرَبُوهُ» قُلْتُ: إِنَّهُمْ لَا يَصْبِرُونَ عَنْهُ قَالَ «§فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا عَنْهُ فَاقْتُلْهُمْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي خِرَاشٍ، عَنِ الدَّيْلَمِيِّ الْحِمْيَرِيِّ، وَقَدْ رَوَى أَيْضًا فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي الْقَدَرِ وَكَانَ فَيْرُوزُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ وَقَدِ انْتَسَبَ وَلَدُهُ إِلَى بَنِي ضَبَّةَ وَقَالُوا: أَصَابَنَا سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ فَيْرُوزُ فِيمَنْ قَتَلَ الْأَسْوَدَ بْنَ كَعْبٍ الْعَنْسِيَّ بِالْيَمَنِ , الَّذِي كَانَ تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَتَلَهُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ» . وَمَاتَ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ

داذويه وكان من الأبناء وكان شيخا كبيرا وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان فيمن قتل الأسود بن كعب العنسي الذي تنبأ باليمن فخاف قيس بن مكشوح من قوم العنسي فادعى أن داذويه قتله ثم وثب على داذويه فقتله ليرضي بذلك قوم العنسي فكتب أبو بكر الصديق

§دَاذَوَيْهِ وَكَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا وَأَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ الْأَسْوَدَ بْنَ كَعْبٍ الْعَنْسِيَّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ فَخَافَ قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ مِنْ قَوْمِ الْعَنْسِيِّ فَادَّعَى أَنَّ دَاذَوَيْهِ قَتَلَهُ ثُمَّ وَثَبَ عَلَى دَاذَوَيْهِ فَقَتَلَهُ لِيُرْضِيَ بِذَلِكَ قَوْمَ الْعَنْسِيِّ فَكَتَبَ أَبُو -[535]- بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِلَى الْمُهَاجِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ فِي وَثَاقٍ فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ فِي وَثَائِقَ فَقَالَ: قَتَلْتَ الرَّجُلَ الصَّالِحَ دَاذَوَيْهِ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَكَلَّمَهُ قَيْسٌ وَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ وَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ فَإِنَّ عِنْدِي بَصَرًا بِالْحُرُوبِ وَمَكِيدَةَ لِلْعَدُوِّ فَاسْتَبْقَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَبَعْثَهُ إِلَى الْعِرَاقِ وَأَمَرَ أَنْ لَا يُوَلَّى شَيْئًا وَأَنْ يُسْتَشَارَ فِي الْحَرْبِ

النعمان وكان يهوديا من أهل سبأ فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم رجع إلى بلاد قومه فبلغ الأسود بن كعب العنسي خبره فبعث إليه فأخذه فقطعه عضوا عضوا

§النُّعْمَانُ وَكَانَ يَهُودِيًّا مِنْ أَهْلِ سَبَأٍ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ فَبَلَغَ الْأَسْوَدَ بْنَ كَعْبٍ الْعَنْسِيَّ خَبَرُهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ فَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا

وكان باليمن بعد هؤلاء من المحدثين

§وَكَانَ بِالْيَمَنِ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ

الطبقة الأولى

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى

مسعود بن الحكم الثقفي وقد لقي عمر بن الخطاب وروى عنه

§مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَرَوَى عَنْهُ

سعد الأعرج من أصحاب يعلى بن منية وقد لقي عمر بن الخطاب

§سَعْدٌ الْأَعْرَجُ مِنْ أَصْحَابِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ وَقَدْ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

عبد الرحمن بن البيلماني من الأخماس أخماس عمر بن الخطاب وقال عبد المنعم بن إدريس: كان من الأبناء الذين كانوا باليمن , وكان ينزل نجران , وتوفي في ولاية الوليد بن عبد الملك

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ مِنَ الْأَخْمَاسِ أَخْمَاسِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: كَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْيَمَنِ , وَكَانَ يَنْزِلُ نَجْرَانَ , وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

حجر المدري من همدان روى عن زيد بن ثابت، وروى عنه طاوس

§حُجْرٌ الْمَدَرِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَرَوَى عَنْهُ طَاوُسٌ

الضحاك بن فيروز الديلمي من الأبناء روى عن أبيه

§الضَّحَّاكُ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ مِنَ الْأَبْنَاءِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ

أبو الأشعث الصنعاني شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن أدة من الأبناء وكان قد نزل بأخرة دمشق وروى عنه الشاميون وتوفي قديما في ولاية معاوية بن أبي سفيان

§أَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ أُدَّةَ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بِأَخِرَةِ دِمَشْقَ وَرَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ وَتُوُفِّيَ قَدِيمًا فِي وِلَايَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

حنش بن عبد الله الصنعاني وكان من الأبناء ثم تحول فنزل مصر وقد روى عنه المصريون ومات بها

§حَنَشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ وَكَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ ثُمَّ تَحَوَّلَ فَنَزَلَ مِصْرَ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ وَمَاتَ بِهَا

شهاب بن عبد الله الخولاني

§شِهَابُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ

وهب الذماري وكان يسكن ذمار، مخلافا من مخاليف اليمن وكان قد قرأ الكتب

§وَهْبٌ الذِّمَارِيُّ وَكَانَ يَسْكُنُ ذِمَارَ، مِخْلَافًا مِنْ مَخَالِيفِ الْيَمَنِ وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ

الطبقة الثانية

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ

طاوس بن كيسان

§طَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ §أَنَّ طَاوُسًا كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ مَوْلَى بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْحِمْيَرِيِّ وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَنَدَ وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَغَيْرُهُ: هُوَ مَوْلَى لِهَمْدَانَ وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: هُوَ مَوْلَى لِابْنِ هَوْذَةَ الْهَمْدَانِيِّ وَكَانَ أَبُو طَاوُسٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ وَلَيْسَ مِنَ الْأَبْنَاءِ، فَوَالَى أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ وَكَانَ يَسْكُنُ الْجَنَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا -[538]-: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ بَنِي طَاوُسٍ، قَالُوا: §كَانَ طَاوُسٌ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ طَاوُسًا يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ شَدِيدِ الْحُمْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ طَاوُسًا يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ طَاوُسًا مِنْ أَكْثَرِهِمْ تَقَنُّعًا. فَقُلْتُ لِفِطْرٍ: أَكَانَ يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ؟ قَالَ: نَعَمْ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ هَانِئِ بْنِ أَيُّوبَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: §كَانَ طَاوُسٌ يَتَقَنَّعُ لَا يَدَعُ التَّقَنُّعَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: §كَانَ طَاوُسٌ يَتَقَنَّعُ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ حَسَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: §رَأَيْتُ طَاوُسًا يُصَلِّي وَهُوَ مُتَقَنِّعٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ: §أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ السَّابِرِيَّ الرَّقِيقَ وَالتِّجَارَةَ فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، قَالَ: §رَأَيْتُ طَاوُسًا الْيَمَانِيَّ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ بِطِينٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَعْتَمَّ بِالْعِمَامَةِ لَا يَجْعَلُ تَحْتَ الذَّقَنِ مِنْهَا شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ، يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاوُسٍ: أَيَّ شَيْءٍ كَانَ أَبُوكَ يَلْبَسُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: §كَانَ يُظَاهِرُ بَيْنَ قَمِيصَيْنِ وَلَا يَأْتَزِرُ تَحْتَهُمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى طَاوُسٍ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ بِطِينٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا §بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ذَكَرُوا طَاوُسًا عِنْدَ الْحَسَنِ فَقَالَ: طَاوُسٌ طَاوُسٌ، §أَمَا اسْتَطَاعَ أَهْلُهُ أَنْ يُسَمُّوهُ اسْمًا غَيْرَ هَذَا أَوْ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ §كَانَ إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ الرَّسَائِلُ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: إِذَا حَدَّثْتُكَ الْحَدِيثَ §فَأَثْبَتُّهُ لَكَ فَلَا تَسْأَلَنَّ عَنْهُ أَحَدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ طَاوُسٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقْدَمُ مِنَ الْيَمَنِ وَالنَّاسُ بِعَرَفَةَ §فَيَبْدَأُ بِعَرَفَةَ قَبْلَ مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ أَبِي الْمُخَارِقِ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا طَاوُسٌ: §إِذَا كُنْتُ فِي الطَّوَافِ فَلَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَ الْإِنْسَانُ بِوَجْهِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ جَارِيَةً لَهُ سَوْدَاءَ وَلَا غَيْرَهَا إِلَّا §أَمَرَهُنَّ فَخَضَبْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَأَرْجُلَهُنَّ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى وَيَقُولُ: إِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ طَاوُسٍ §فَمَرَّ بِقَوْمٍ يَبِيعُونَ الْمَصَاحِفَ فَاسْتَرْجَعَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ طَاوُسٍ: §اللَّهُمَّ احْرَمْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ وَارْزُقْنِي الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: §لَا أَعْلَمُ صَاحِبًا شَرًّا مِنْ ذِي مَالٍ وَذِي شَرَفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاوُسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: §إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكَ الْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ فَقُلْ لَهُ عَلَاكَ السَّلَمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ قَالَ: مَرُّوا عَلَى طَاوُسٍ بِسَارِقٍ , §فَافْتَدَاهُ بِدِينَارٍ وَأَرْسَلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§الْخُلْعُ طَلَاقٌ» فَأَنْكَرَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَلَقِيَهُ طَاوُسٌ فَقَالَ: لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ هَمُّكَ لُقَمُ الثَّرِيدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عَجِبْتُ لِإِخْوَتِنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ §يُسَمُّونَ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْهُ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ §النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الْأَمَانَةُ. قَالَ: وَكَانَ يَعُدُّ الْحَدِيثَ حَرْفًا حَرْفًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: §كَانَ طَاوُسٌ فِينَا مِثْلَ ابْنِ سِيرِينَ فِيكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ طَاوُسًا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: §تُرِيدُ أَنْ يُجْعَلَ فِي عُنُقِي حَبْلٌ ثُمَّ يُطَافَ بِي

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ طَاوُسًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَانْتَهَرَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَخُوكَ قَالَ: §أَخِي مِنْ دُونِ الْمُسْلِمِينَ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: ادْعُ لَنَا، قَالَ: §مَا أَجِدُ لِذَلِكَ حِسْبَةً الْآنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، اسْتَعْمَلَ طَاوُسًا عَلَى بَعْضِ تِلْكَ السِّعَايَةِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِلرَّجُلِ §تُزَكِّي رَحِمَكَ اللَّهُ مِمَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَإِنْ أَعْطَانَا أَخَذْنَاهُ وَإِنْ تَوَلَّى لَمْ نَقُلْ تَعَالَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: دَخَلَ طَاوُسٌ وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ وَكَانَ عَامِلًا عَلَيْنَا فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ قَالَ: فَقَعَدَ طَاوُسٌ عَلَى الْكُرْسِيِّ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا غُلَامُ هَلُمَّ ذَاكَ الطَّيْلَسَانَ فَأَلْقِهِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَلْقَوْهُ -[542]- عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يُحَرِّكُ كَتِفَيْهِ حَتَّى أَلْقَى عَنْهُ الطَّيْلَسَانَ وَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ فَقَالَ لَهُ وَهْبٌ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَغَنِيًا أَنْ تُغْضِبَهُ عَلَيْنَا لَوْ أَخَذْتَ الطَّيْلَسَانَ فَبِعْتَهُ وَأَعْطَيْتَ ثَمَنَهُ الْمَسَاكِينَ فَقَالَ: §نَعَمْ لَوْلَا أَنْ يُقَالَ مِنْ بَعْدِي أَخَذَهُ طَاوُسٌ فَلَا يُصْنَعُ فِيهِ مَا أَصْنَعُ إِذًا لَفَعَلْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ عَطَاءً، كَانَ يَقُولُ: مَا يَقُولُ طَاوُسٌ فِي ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ §مِمَّنْ تَأْخُذُهُ؟ قَالَ: مِنَ الثِّقَةِ طَاوُسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ لِفِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَطُوفُونَ بِالْكَعْبَةِ: إِنَّكُمْ §تَلْبَسُونَ لَبُوسًا مَا كَانَ آبَاؤُكُمْ يَلْبَسُونَهَا وَتَمْشُونَ مِشْيَةً مَا يُحْسِنُ الزَّفَّانُونَ أَنْ يَمْشُوهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: §كَانَ طَاوُسٌ يَجِيءُ قَارِنًا فَلَا يَأْتِي مَكَّةَ حَتَّى يَذْهَبَ إِلَى عَرَفَاتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ سَيْرُنَا إِلَى مَكَّةَ مَعَ أَبِي شَهْرًا فَإِذَا رَجَعْنَا سَارَ بِنَا شَهْرَيْنِ , فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ: §بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَأْتِيَ بَيْتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: رَأَيْتُ 4002 طَاوُسًا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ §يُصَلِّي عَلَى فِرَاشِهِ قَائِمًا وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: §مَاتَ طَاوُسٌ بِمَكَّةَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فَصَلَّى عَلَى طَاوُسٍ وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ بِضْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً

وهب بن منبه من الأبناء يكنى أبا عبد الله

§وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ مِنَ الْأَبْنَاءِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْآخَرُ غَيْلَانُ فِتْنَتُهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَشَرُّ مِنْ فِتْنَةِ الشَّيْطَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: لَقَدْ قَرَأْتُ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ كِتَابًا كُلُّهَا أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ مِنْهَا فِي الْكَنَائِسِ وَفِي أَيْدِي النَّاسِ وَعِشْرُونَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَلِيلٌ وَجَدْتُ فِي كُلِّهَا: إِنَّ §مَنْ أَضَافَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْمَشِيَّةِ فَقَدْ كَفَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: §لَبِثَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَسُبَّ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحَ وَلَبِثَ عِشْرِينَ سَنَةً لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ وُضُوءًا

قَالَ: وَقَالَ وَهْبٌ: §لَقَدْ قَرَأْتُ ثَلَاثِينَ كِتَابًا نَزَلَ عَلَى ثَلَاثِينَ نَبِيًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: §مَاتَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ بِصَنْعَاءَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

همام بن منبه من الأبناء وكان أكبر من أخيه وهب بن منبه ولقي أبا هريرة وروى عنه رواية كثيرة، وتوفي قبل وهب مات سنة إحدى أو اثنتين ومائة وكان يكنى أبا عقبة

§هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَرَوَى عَنْهُ رِوَايَةً كَثِيرَةً، وَتُوُفِّيَ قَبْلَ وَهْبٍ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُقْبَةَ

معقل بن منبه من الأبناء ويكنى أبا عقيل ومات قبل أخيه وهب وقد روي عنه

§مَعْقِلُ بْنُ مُنَبِّهِ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَيُكْنَى أَبَا عَقِيلٍ وَمَاتَ قَبْلَ أَخِيهِ وَهْبٍ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عمر بن منبه من الأبناء ويكنى أبا محمد وقد روي عنه أيضا

§عُمَرُ بْنُ مُنَبِّهٍ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

عطاء بن مركبوذ من الأبناء وقد روي عنه أيضا وقرأ القرآن وهو أول من جمعه باليمن , ووهب بن منبه ظاهرا

§عَطَاءُ بْنُ مركبوذ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا وَقَرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَهُ بِالْيَمَنِ , وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ ظَاهِرًا

المغيرة بن حكيم الصنعاني من الأبناء

§الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ الصَّنْعَانِيُّ مِنَ الْأَبْنَاءِ

سماك بن الفضل الخولاني من أهل صنعاء

§سِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ الْخَوْلَانِيُّ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ

عمرو بن مسلم الجندي

§عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ الْجَنَدِيُّ

زياد بن الشيخ من الأبناء من أهل صنعاء

§زِيَادُ بْنُ الشَّيْخِ مِنَ الْأَبْنَاءِ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ

الطبقة الثالثة

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ

عبد الله بن طاوس ويكنى أبا محمد مات في أول خلافة أبي العباس أمير المؤمنين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ مَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

الحكم بن أبان من أهل عدن مات سنة أربع وخمسين ومائة

§الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ مِنْ أَهْلِ عَدَنٍ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ

سلم الصنعاني وكان يروي عن عطاء

§سَلْمٌ الصَّنْعَانِيُّ وَكَانَ يَرْوِي عَنْ عَطَاءٍ

إسماعيل بن شروس وقد روي عنه

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ شَرُوَسٍ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

معمر بن راشد ويكنى أبا عروة مولى للأزد وراشد يكنى أبا عمرو مولى للأزد وكان من أهل البصرة فانتقل فنزل اليمن فلما خرج معمر من البصرة شيعه أيوب وجعل له سفرة وكان معمر رجلا له حلم ومروءة ونبل في نفسه

§مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَيُكْنَى أَبَا عُرْوَةَ مَوْلًى لِلْأَزْدِ وَرَاشِدٌ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو مَوْلًى لِلْأَزْدِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَانْتَقَلَ فَنَزَلَ الْيَمَنَ فَلَمَّا خَرَجَ مَعْمَرٌ مِنَ الْبَصْرَةِ شَيَّعَهُ أَيُّوبُ وَجَعَلَ لَهُ سُفْرَةً وَكَانَ مَعْمَرٌ رَجُلًا لَهُ حِلْمٌ وَمُرُوءَةٌ وَنُبْلٌ فِي نَفْسِهِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ أَنْتَظِرُ قَدُومَ أَيُّوبَ مِنْ مَكَّةَ فَقَدِمَ عَلَيْنَا وَمَعْمَرٌ مُزَامِلُهُ , §قَدِمَ مَعْمَرٌ يَزُورُ أُمَّهُ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْكَرِيمِ فَأُحَدِّثُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِي مَعْمَرٍ إِنَّهُ فُقِدَ مَا عِنْدَكُمْ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: §مَاتَ مَعْمَرٌ عِنْدَنَا وَحَضَرْنَا مَوْتَهُ وَخَلَفَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَاضِينَا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ

يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن سعيد بن داذويه من الأبناء ويكنى أبا عبد الله وكان على قضاء صنعاء وكان يفتي بها , قال محمد بن عمر: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة وقال عبد المنعم بن إدريس مات سنة إحدى وخمسين ومائة

§يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ دَاذَوَيْهِ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ صَنْعَاءَ وَكَانَ يُفْتِي بِهَا , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ

بكار بن عبد الله بن سهوك من الأبناء وكان ينزل الجند، روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره

§بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْوَكَ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَنَدَ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ

عبد الصمد بن معقل بن منبه وكان يروي عن وهب بن منبه

§عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَكَانَ يَرْوِي عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ

الطبقة الرابعة

§الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ

رباح بن زيد مولى آل معاوية بن أبي سفيان قال محمد بن عمر: قد رأيته وكان له فضل وعلم بحديث معمر بن راشد

§رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى آلِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِلْمٌ بِحَدِيثِ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ

مطرف بن مازن ويكنى أبا أيوب وكان قد ولي القضاء بصنعاء. قال محمد بن عمر: مولى لكنانة ومات بمنبج وقال عبد المنعم بن إدريس: هو مولى لقيس. ومات بالرقة في خلافة هارون

§مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ وَيُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ وَكَانَ قَدْ وُلِّيَ الْقَضَاءَ بِصَنْعَاءَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَوْلًى لِكِنَانَةَ وَمَاتَ بِمَنْبِجَ وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: هُوَ مَوْلًى لِقَيْسٍ. وَمَاتَ بِالرَّقَّةِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

هشام بن يوسف ويكنى أبا عبد الرحمن كان من الأبناء وقد ولي القضاء باليمن وروى عن معمر رواية كثيرة وعن ابن جريج وغيرهما، ومات باليمن سنة سبع وتسعين ومائة

§هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ وَقَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْيَمَنِ وَرَوَى عَنْ مَعْمَرٍ رِوَايَةً كَثِيرَةً وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِمَا، وَمَاتَ بِالْيَمَنِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

عبد الرزاق بن همام بن نافع ويكنى أبا بكر مولى لحمير مات باليمن في النصف من شوال سنة إحدى عشرة ومائتين , ولهمام بن نافع رواية قد روى عن سالم بن عبد الله وغيره

§عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ مَوْلًى لِحِمْيَرَ مَاتَ بِالْيَمَنِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَوَّالِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ , وَلِهَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ رِوَايَةٌ قَدْ رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ

إبراهيم بن الحكم بن أبان

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ

غوث بن جابر

§غَوْثُ بْنُ جَابِرٍ

إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه ويكنى أبا هشام توفي باليمن سنة عشر ومائتين

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَيُكْنَى أَبَا هِشَامٍ تُوُفِّيَ بِالْيَمَنِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ

تسمية من نزل اليمامة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْيَمَامَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

مجاعة بن مرارة بن سلمى بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة وكان في وفد بني حنيفة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا

§مُجَّاعَةُ بْنُ مُرَارَةَ بْنِ سَلْمَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الدَّخِيلِ ابْنِ أَخِي مُجَّاعَةَ بْنِ مُرَارَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِرْضَ وَهُوَ يُرِيدُ الْيَمَامَةَ قَدَّمَ خَيْلًا مِائَتَيْ فَارِسٍ وَقَالَ: مَنْ أَصَبْتُمْ مِنَ النَّاسِ فَخُذُوهُ، فَانْطَلَقُوا فَأَخَذُوا مُجَّاعَةَ بْنَ مُرَارَةَ الْحَنَفِيَّ فِي ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ خَرَجُوا فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ , فَسَأَلَ مُجَّاعَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَقْرَبُ مُسَيْلِمَة وَلَقَدْ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ وَمَا غَيَّرْتُ وَلَا بَدَّلْتُ، فَقَدَّمَ خَالِدٌ الْقَوْمَ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ وَاسْتَبْقَى مُجَّاعَةَ فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَكَانَ شَرِيفًا كَانَ يُقَالُ لَهُ مُجَّاعُ الْيَمَامَةِ وَقَالَ سَارِيَةُ بْنُ عَمْرٍو لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: إِنْ كَانَ لَكَ بِأَهْلِ الْيَمَامَةِ حَاجَةٌ فَاسْتَبْقِ هَذَا يَعْنِي مُجَّاعَةَ بْنَ مُرَارَةَ فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَأَوْثَقَهُ فِي جَامِعَةٍ مِنْ حَدِيدٍ وَدَفَعَهُ إِلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ تَمِيمٍ فَأَجَارَتْهُ مِنَ الْقَتْلِ وَأَجَارَهَا مُجَّاعَةُ مِنْهُ إِنْ ظَفِرَتْ حَنِيفَةُ فَتَحَالَفَا عَلَى ذَلِكَ

وَكَانَ خَالِدٌ يَدْعُو بِهِ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُ وَيُسَائِلُهُ عَنْ أَمْرِ الْيَمَامَةِ وَأَمْرِ بَنِي حَنِيفَةَ وَمُسَيْلِمَة فَيَقُولُ مُجَّاعَةُ: وَإِنِّي وَاللَّهِ §مَا اتَّبَعْتُهُ وَإِنِّي لِمُسْلِمٌ قَالَ: فَهَلَّا خَرَجْتَ إِلَيَّ أَوْ تَكَلَّمْتَ بِمِثْلِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ثُمَامَةُ بْنُ أَثَالٍ؟ قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَعْفُوَ عَنْ هَذَا كُلِّهِ فَافْعَلْ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ وَهُوَ الَّذِي صَالَحَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَنِ الْيَمَامَةِ وَمَا فِيهَا بَعْدَ قَتْلِ مُسَيْلِمَة وَقَدِمَ بِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي الْوَفْدِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَذَكَرَ إِسْلَامَهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ فَعَفَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ , وَأَمَّنَهُ وَكَتَبَ لَهُ وَلِلْوَفْدِ أَمَانًا وَرَدَّهُمْ إِلَى بِلَادِهِمُ الْيَمَامَةِ

ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة الحنفي كان مر به رسول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد ثمامة قتله فمنعه عمه من ذلك فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دم ثمامة، ثم خرج ثمامة بعد ذلك معتمرا فلما

§ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ الْحَنَفِيُّ كَانَ مَرَّ بِهِ رَسُولٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَادَ ثُمَامَةُ قَتْلَهُ فَمَنَعَهُ عَمُّهُ مِنْ ذَلِكَ فَأَهْدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَمَ ثُمَامَةَ، ثُمَّ خَرَجَ ثُمَامَةُ بَعْدَ ذَلِكَ مُعْتَمِرًا فَلَمَّا قَارَبَ الْمَدِينَةَ أَخَذَتْهُ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَيْرِ عَهْدٍ وَلَا عَقْدٍ فَأَتَوْا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنْ تُعَاقِبْ تُعَاقِبْ ذَا ذَنْبٍ وَإِنْ تَعَفُ تَعْفُ عَنْ شَاكِرٍ، فَعَفَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ ذَنْبِهِ فَأَسْلَمَ وَأْذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ إِلَى مَكَّةَ لِلْعُمْرَةِ فَخَرَجَ فَاعْتَمَرَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَضَيَّقَ عَلَى قُرَيْشٍ فَلَمْ يَدَعْ حَبَّةً تَأْتِيهِمْ مِنَ الْيَمَامَةِ فَلَمَّا ظَهَرَ مُسَيْلِمَةُ وَادَّعَى النُّبُوَّةَ قَامَ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ فِي قَوْمِهِ فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ وَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ نَبِيَّانِ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ , وَإِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ , وَلَا نَبِيَّ يُشْرَكُ مَعَهُ , وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ {حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 2] هَذَا كَلَامُ اللَّهِ. أَيْنَ هَذَا مِنْ

: يَا ضِفْدَعُ نِقِّي لَا الشَّرَابَ تَمْنَعِينَ وَلَا الْمَاءَ تُكَدِّرِينَ , وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَرَونَّ أَنَّ هَذَا كَلَامٌ مَا خَرَجَ مِنْ إِلَهٍ. فَلَمَّا قَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْيَمَامَةَ شَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَعَرَفَ بِهِ صِحَّةَ إِسْلَامِهِ

علي بن شيبان بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة بن الدول بن حنيفة

§عَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُحَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ قَالَ: صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَحَ بِمُؤَخَّرِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ §لَا صَلَاةَ لِامْرِئٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» ثُمَّ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ صَلَاةً أُخْرَى فَقَضَى الصَّلَاةَ وَرَجُلٌ فَرْدٌ يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ وَقَفَ عَلَيْهِ يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَضَى الرَّجُلُ الصَّلَاةَ ثُمَّ قَالَ «اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ فَلَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ»

طلق بن علي الحنفي وهو أبو قيس بن طلق

§طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ وَهُوَ أَبُو قَيْسِ بْنُ طَلْقٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقٍ قَالَ: خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمْنَا عَلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بَيْعَةً لَنَا وَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ طُهُورِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ وَتَمَضْمَضَ ثُمَّ صَبَّهُ لَنَا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبُوا بِهِ فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَالْبَلَدَ بَعِيدٌ وَالْمَاءُ يَنْشَفُ قَالَ: «§فَأَمِدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا طِيبًا» فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا فَكَسَرْنَا الْبِيَعَةَ , وَنَضَحْنَا مَكَانَهَا وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا وَنَادَيْنَا فِيهِ بِالصَّلَاةِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ طَلْقٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْنِي مَسْجِدَهُ وَالْمُسْلِمُونَ يَعْمَلُونَ فِيهِ مَعَهُ وَكُنْتُ صَاحِبَ عِلَاجٍ وَخَلْطِ طِينٍ فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ أَخْلِطُ الطِّينَ , وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيَّ وَيَقُولُ: «إِنَّ §هَذَا الْحَنَفِيَّ لِصَاحِبُ طِينٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَمْنَعُ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ»

وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ»

وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ §أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: «هَلْ هُوَ إِلَّا بِضْعَةٌ مِنْكَ أَوْ مِنْ جَسَدِكِ»

وَجَاءَهُ رَجُلٌ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى إِذَا حَضَرَتِ الْعَصْرُ حَلَّ إِزَارَهُ وَطَارَقَ بَيْنَ مِلْحَفَتِهِ وَإِزَارِهِ -[553]- ثُمَّ تَوَشَّحَ بِهِمَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ صَلَاةَ الْعَصْرِ وَانْصَرَفَ قَالَ: «أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَقَالَ: «§أَوَكُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟»

الهرماس بن زياد الباهلي

§الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: أَبْصَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَبِي مُرْدِفِي وَرَاءَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ §فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ يَوْمَ الْأَضْحَى بِمِنًى

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: §كُنْتُ رِدْفَ أَبِي يَوْمَ الْأَضْحَى وَنَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ بِمِنًى

جارية أبو نمران الحنفي

§جَارِيَةُ أَبُو نِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَهْثَمِ بْنِ قُرَّانَ الْيَمَامِيِّ، عَنْ نِمْرَانَ بْنِ جَارِيَةَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَوْمًا §اخْتَصَمُوا فِي خُصٍّ فَارْتَفَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَ مَعَهُمْ حُذَيْفَةَ فَقَضَى بِهِ حُذَيْفَةُ لِلَّذِينَ يَلِيهِمُ الْقُمْطُ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَأَجَازَهُ

وكان باليمامة بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين

§وَكَانَ بِالْيَمَامَةِ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ

ضمضم بن حوس الهفاني روى عن أبي هريرة، وعن عبد الله بن حنظلة، وروى عنه عكرمة بن عمار وغيره

§ضَمْضَمُ بْنُ حَوْسٍ الْهِفَّانِيُّ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَرَوَى عَنْهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَغَيْرُهُ

هلال بن سراج بن مجاعة الحنفي روى عنه يحيى بن أبي كثير

§هِلَالُ بْنُ سِرَاجِ بْنِ مُجَّاعَةَ الْحَنَفِيُّ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ

أبو كثير الغبري واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي لقي أبا هريرة وروى عنه، وروى عن أبي كثير هذا الأوزاعي وعكرمة بن عمار

§أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ السُّحَيْمِيُّ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَرَوَى عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ أَبِي كَثِيرٍ هَذَا الْأَوْزَاعِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ

عبد الله بن أسود صاحب البرود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْوَدَ صَاحِبُ الْبُرُودِ

أبو سلام واسمه ممطور روى عن يحيى بن أبي كثير

§أَبُو سَلَّامٍ وَاسْمُهُ مَمْطُورٌ رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ

يحيى بن أبي كثير مولى لطيئ كان من أهل البصرة فتحول إلى اليمامة

§يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلًى لِطَيِّئٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَتَحَوَّلَ إِلَى الْيَمَامَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَمِّي نَصْرَ بْنَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ يُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ خَالِدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ، يَقُولُ: §مَا بَقِيَ عَلَى الْأَرْضِ مِثْلُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ: شَهِدْتُ أَيُّوبَ يَكْتُبُ إِلَى يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا نَتَوَقَّعُ قُدُومَهُ عَلَيْنَا. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: كَانَ اسْمُ أَبِي كَثِيرٍ دِينَارًا

عكرمة بن عمار العجلي روى عن إياس بن سلمة بن الأكوع، والهرماس بن زياد الباهلي، وعاصم بن شميخ الغيلاني , أحد بني تميم , وعن عطاء بن أبي رباح، وضمضم بن جوس , والحضرمي بن لاحق ويحيى بن أبي كثير وأبي النجاشي مولى رافع بن خديج وطارق بن عبد الرحمن القرشي

§عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْعِجْلِيُّ رَوَى عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَالْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ الْبَاهِلِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ شُمَيْخٍ الْغَيْلَانَيِّ , أَحَدُ بَنِي تَمِيمٍ , وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ , وَالْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَأَبِي النَّجَاشِيِّ مَوْلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَطَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ وَسِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ أَبِي زُمَيْلٍ. وَسَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَطَاوُسٍ , وَأَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ

أيوب بن عتبة ويكنى أبا يحيى وقد ولي القضاء باليمامة، روى عن إياس بن سلمة بن الأكوع , وقيس بن طلق , وعبد الله بن بدر وسمع من أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم , وطيسلة بن علي وأبي كثير الغبري وهو السحيمي ومن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج , ويحيى بن أبي كثير

§أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَقَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْيَمَامَةِ، رَوَى عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ , وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , وَطَيْسَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ وَأَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ وَهُوَ السُّحَيْمِيُّ وَمِنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ مَوْلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ

عبد الله بن يحيى بن أبي كثير روى عن أبيه.

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ رَوَى عَنْ أَبِيهِ.

خالد بن الهيثم ويكنى أبا الهيثم مولى لبني هاشم روى عن يحيى بن أبي كثير، وروى عنه محمد بن عمر أحاديث كثيرة

§خَالِدُ بْنُ الْهَيْثَمِ وَيُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً

محمد بن جابر الحنفي وكان نشأ بالكوفة وسمع من عمير بن سعيد

§مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْحَنَفِيُّ وَكَانَ نَشَأَ بِالْكُوفَةِ وَسَمِعَ مِنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ

أيوب بن النجار اليمامي روى عن يحيى بن أبي كثير وغيره

§أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ الْيَمَامِيُّ رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَغَيْرِهِ

عمر بن يونس اليمامي روى عن عكرمة بن عمار

§عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ

تسمية من كان بالبحرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ كَانَ بِالْبَحْرَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أشج عبد القيس قال محمد بن سعد: وقد اختلف علينا في اسمه

§أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي اسْمِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُمَّانَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: §كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ , فِي بَنِي عُبَيْدٍ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ , وَفِي بَنِي غَنْمٍ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ , وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَهُمُ الْجَارُودُ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ , فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِهِمْ، §نِعْمَ الْقَوْمُ عَبْدُ الْقَيْسِ» . وَرَأْسُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ , فَأَقْبَلُوا جَمِيعًا حِينَ ذُكِرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالُوا: نُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءُوا فِي ثِيَابِهِمْ وَأَنَاخُوا رَوَاحِلَهُمْ عَلَى بَابِ دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَدَثِ وَكَذَلِكَ كَانَ الْوَفْدُ يَصْنَعُونَ فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُمْ: «أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ الْأَشَجُّ؟» يَقُولُونَ: أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ وَضَعَ ثِيَابَ -[558]- سَفَرِهِ وَأَخْرَجَ ثِيَابًا حِسَانًا فَلَبِسَهَا , وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا فَلَمَّا جَاءَ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ دَمِيمٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُسْتَقَى فِي مِسْوَكِ الرِّجَالِ إِنَّمَا يَحْتَاجُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَصْغَرَيْهِ لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشَيْءٌ حَدَثَ أَمْ جُبِلْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «بَلْ جُبِلَتَ عَلَيْهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَكَانَتْ ضِيَافَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَجْرِي عَلَى وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ عَشْرَةَ أَيَّامٍ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَشَجُّ يُسَائِلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُدْنِيهِ مِنْهُ إِذَا جَلَسَ , وَكَانَ يَأْتِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ , وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْوَفْدِ بِجَوَائِزَ وَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ الْأَشَجَّ فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَكَانَ ذَلِكَ أَكْثَرَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُجِيزُ بِهِ الْوَفْدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ أَشَجُّ بَنِي عَصْرٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ قَالَ: قُلْتَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: «§الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ» قُلْتُ: أَقَدِيمًا أَمْ حَدِيثًا؟ فَقَالَ «بَلْ قَدِيمًا» قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: «إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ» قَالَ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ» . قَالَ: أَشَيْءٌ اسْتَفَدْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ أَوْ جُبِلْتُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: «بَلْ جُبِلْتَ عَلَيْهِ» قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ قَالَ: وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَشَجَّ -[559]- عَبْدِ الْقَيْسِ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ الْمَدَائِنِيُّ فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصْرٍ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِذِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَشَجِّ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ: سَأَلْتُ شَيْخَنَا الْبُحْتُرِيَّ عَنِ اسْمِ الْأَشَجِّ فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ

الجارود واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار قال: وإنما سمي الجارود لأن بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شلية، والشلية: هي البقية فبادر بها إلى أخواله من بني هند

§الْجَارُودُ وَاسْمُهُ بِشْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ الْمُعَلَّى وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارٍ قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْجَارُودَ لِأَنَّ بِلَادَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَسَافَتْ حَتَّى بَقِيَتْ لِلْجَارُودِ شَلِيَّةٌ، وَالشَّلَيَّةُ: هِيَ الْبَقِيَّةُ فَبَادَرَ بِهَا إِلَى أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي هِنْدٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ فَأَقَامَ فِيهِمْ , وَإِبِلُهُ جَرِبَةٌ فَأَعْدَتْ إِبِلَهُمْ فَهَلَكَتْ، فَقَالَ النَّاسُ: جَرَّدَهُمْ بِشْرٌ فَسُمِّيَ الْجَارُودَ فَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] جَرَدْنَاهُمُ بِالسَّيْفِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ كَمَا جَرَدَ الْجَارُودُ بَكْرَ بْنَ وَائِلِ وَأُمُّ الْجَارُودِ دَرْمَكَةُ بِنْتُ رُوَيْمٍ أُخْتُ يَزِيدَ بْنِ رُوَيْمٍ أَبِي حَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيِّ. وَكَانَ الْجَارُودُ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، فَقَدِمَ

عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْوَفْدِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ وَعَرَضَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ الْجَارُودُ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى دِينٍ وَإِنِّي تَارِكٌ دِينِي لِدِينِكَ أَفَتَضْمَنُ لِي دِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا ضَامِنٌ لَكَ أَنْ قَدْ هَدَاكَ اللَّهُ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ» ثُمَّ أَسْلَمَ الْجَارُودُ فَحَسَنُ إِسْلَامُهُ وَكَانَ غَيْرَ مَغْمُوصٍ عَلَيْهِ وَأَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِمْلَانًا فَقَالَ «مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكَ عَلَيْهِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ بِلَادِي ضَوَالٌّ مِنَ الْإِبِل أَفَأَرْكَبُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هُوَ حَرْقُ النَّارِ فَلَا تَقْرَبْهَا» وَكَانَ الْجَارُودُ قَدْ أَدْرَكَ الرِّدَّةَ فَلَمَّا رَجَعَ قَوْمُهُ مَعَ الْمَعْرُورِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ قَامَ الْجَارُودُ فَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَدَعَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلّى الله عليه وسلم وَأَكْفِي مَنْ لَمْ يَشْهَدْ وَقَالَ: [البحر الطويل] رَضِينَا بِدِينِ اللَّهِ مِنْ كُلِّ حَادِثٍ ... وَبِاللَّهِ وَالرَّحْمَنِ نَرْضَى بِهِ رَبَّا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَلَّى قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ الْبَحْرَيْنَ فَخَرَجَ قُدَامَةُ عَلَى عَمِلِهِ فَأَقَامَ فِيهِ لَا يُشْتَكَى فِيهِ مَظْلَمَةٍ وَلَا فَرْجٍ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَحْضُرُ الصَّلَاةَ. قَالَ: فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §إِنَّ قُدَامَةَ قَدْ شَرِبَ وَإِنِّي رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللَّهِ كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ الْجَارُودُ: أَبُو هُرَيْرَةَ يَشْهَدُ فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى قُدَامَةَ بِالْقُدُومِ عَلَيْهِ فَقَدِمَ فَأَقْبَلَ الْجَارُودُ يُكَلِّمُ عُمَرَ وَيَقُولُ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَشَاهِدٌ أَنْتَ؟ أَمْ خَصْمٌ فَقَالَ الْجَارُودُ: بَلْ أَنَا شَاهِدٌ , فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ كُنْتَ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ فَسَكَتَ -[561]- الْجَارُودُ ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: أَقِمِ الْحَدَّ عَلَى هَذَا , فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا خَصْمًا وَمَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ أَمَا وَاللَّهِ لَتَمْلِكَنَّ لِسَانَكَ أَوْ لَأَسُوءَنَّكَ فَقَالَ الْجَارُودُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ يَشْرَبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي فَوَزَعَهُ عُمَرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ لَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَجْلِدَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْجَارُودُ: يُجْلَدُ وَاللَّهِ خَالُكَ أَوْ يَأْثَمُ أَبُوكَ بِرَبِّهِ، إِيَّايَ تَكْسِرُ بِهَذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ ثُمَّ جَاءَ الْجَارُودُ فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: §أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، فَقَالَ الْجَارُودُ: وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا هَمَمْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَمُتَنَحِّي الدَّارِ كَثِيرُ الْعَشِيرَةِ قَالَ: ثُمَّ دَعَا عُمَرُ بِقُدَامَةَ فَجَلَدَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَكَانَ الْجَارُودُ يَقُولُ: لَا أَزَالُ أَتَهَيَّبُ الشَّهَادَةَ عَلَى قُرَشِيٍّ بَعْدَ عُمَرَ. قَالَ: وَوَجَّهَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الْجَارُودَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ سُهْرَكَ فَقُتِلَ فِي عَقَبَةِ الطِّينِ شَهِيدًا سَنَةَ عِشْرِينَ وَيُقَالُ لَهَا: عَقَبَةُ الْجَارُودِ، وَكَانَ الْجَارُودُ يُكْنَى أَبَا غِيَاثٍ وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْمُنْذِرُ وَحَبِيبٌ وَغِيَاثٌ وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ الْخَصَفَاتِ مِنْ جَذِيمَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ وَسَلْمٌ وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ الْجَدِّ أَحَدُ بَنِي عَائِشٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ , وَمُسْلِمٌ وَالْحَكَمُ لَا عَقِبَ لَهُ. قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ وَكَانَ وَلَدُهُ أَشْرَافًا كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ سَيِّدًا جَوَادًا وَلَّاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ اصْطَخْرَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَصَلَهُ ثُمَّ وَلَّاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ ثَغْرَ الْهِنْدِ فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً

صحار بن عباس العبدي من بني مرة بن ظفر بن الديل ويكنى أبا عبد الرحمن وكان في وفد عبد القيس

§صُحَارُ بْنُ عَبَّاسٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ بَنِي مُرَّةَ بْنِ ظَفَرِ بْنِ الدِّيلِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ خَالِدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ قَالَتْ: قَالَ لَنَا أَبِي: جَلَسْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَ صُحَارُ بْنُ عَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ مِنْ ثِمَارِنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ: فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: «مَنِ السَّائِلِ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ تَسْأَلُنِي عَنِ الْمُسْكِرِ؟ لَا تَشْرَبْهُ وَلَا تَسْقِهِ أَخَاكَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ §مَا شَرِبَهُ رَجُلٌ قَطُّ ابْتِغَاءَ لَذَّةِ سُكْرِهِ فَيَسْقِيَهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: وَكَانَ صُحَارٌ فِيمَنْ طُلِبَ بِدَمِ عُثْمَانَ

سفيان بن خولي بن عبد عمرو بن خولي بن همام بن العاتك بن جابر بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم

§سُفْيَانُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ خَوْلِيِّ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْعَاتِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ حِدْرِجَانَ بْنِ عِسَاسِ بْنِ لَيْثِ بْنِ حُدَادِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ عِجْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ. وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

محارب بن مزيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة بن عمرو بن محارب بن عبد القيس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم

§مُحَارِبُ بْنُ مُزَيْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ شَبَابَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَطْمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَارِبِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عبيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم

§عُبَيْدَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ شَبَابَةَ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

الزارع بن الوازع العبدي وكان في وفد عبد القيس ثم نزل بعد ذلك البصرة

§الزَّارِعُ بْنُ الْوَازِعِ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْبَصْرَةَ

أبان العبدي وكان في الوفد، وقال بعضهم في الحديث: هو غسان

§أَبَانُ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: هُوَ غَسَّانُ

جابر بن عبد الله العبدي.

§جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ.

منقذ بن حيان العبدي وهو ابن أخت الأشج وهو الذي مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه

§مُنْقِذُ بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ الْأَشَجِّ وَهُوَ الَّذِي مَسَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَجْهَهُ

عمرو بن المرجوم واسم المرجوم عبد قيس بن عمرو بن شهاب بن عبد الله بن عصر بن عوف بن عمرو من عبد القيس , وكان في الوفد وهو الذي أقدم عبد القيس البصرة

§عَمْرُو بْنُ الْمَرْجُومِ وَاسْمُ الْمَرْجُومِ عَبْدُ قَيْسِ بْنُ عَمْرِو بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَصْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ , وَكَانَ فِي الْوَفْدِ وَهُوَ الَّذِي أَقْدَمَ عَبْدَ الْقَيْسِ الْبَصْرَةَ

شهاب بن المتروك واسم المتروك عباد بن عبيد بن شهاب بن عبد الله بن عصر من عبد القيس وكان في الوفد

§شِهَابُ بْنُ الْمَتْرُوكِ وَاسْمُ الْمَتْرُوكِ عَبَّادُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَصْرِ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ

عمرو بن عبد قيس من بني عامر بن عصر وهو ابن أخت الأشج وكان على ابنته أمامة بنت الأشج وبعثه الأشج ليعلم علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله تمرا كأنه يريد بيعه فضم إليه دليلا من بني عامر بن الحارث يقال له: الأريقط. وقال له: إنه بلغني أنه يأكل الهدية

§عَمْرُو بْنُ عَبْدِ قَيْسِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ عَصْرٍ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ الْأَشَجِّ وَكَانَ عَلَى ابْنَتَهِ أُمَامَةَ بِنْتِ الْأَشَجِّ وَبَعَثَهُ الْأَشَجُّ لِيَعْلَمَ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَمَّلَهُ تَمْرًا كَأَنَّهُ يُرِيدُ بَيْعَهُ فَضَمَّ إِلَيْهِ دَلِيلًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ: الْأُرَيْقِطُ. وَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَامَةٌ فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ ذَلِكَ فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فِي عَامِ الْهِجْرَةِ فَأَتَى النَّبِيَّ وَأَتَاهُ بِتَمْرٍ فَقَالَ: هَذَا صَدَقَةٌ فَلَمْ يَقْبَلْهُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِغَيْرِهِ وَقَالَ: هَذَا هَدِيَّةٌ فَقَبِلَهُ وَتَلَطَّفْ حَتَّى نَظَرَ إِلَى مَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَم وَعَلَّمَهُ الْحَمْدَ، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكِ الَّذِي خَلَقَ , وَقَالَ لَهُ: ادْعُ خَالَكَ وَرَجَعَ وَأَقَامَ دَلِيلُهُ بِمَكَّةَ فَقَدِمَ الْبَحْرَيْنِ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى أَبِيهَا نَافِرَةً وَقَالَتْ: صَبَأَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ عَمْرٌو فَانْتَهَرَهَا أَبُوهَا وَقَالَ: إِنِّي لَأُبْغِضُ الْمَرْأَةَ تُخَالِفُ زَوْجَهَا. وَأَتَاهُ الْأَشَجُّ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَأَسْلَمَ الْأَشَجُّ وَكَتَمَ إِسْلَامَهُ حِينًا ثُمَّ خَرَجَ مُكْتَتِمًا بِإِسْلَامِهِ فِي سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَفْدًا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ هَجَرَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا

طريف بن أبان بن سلمة بن جارية من بني جديلة بن أسد بن ربيعة وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

§طَرِيفُ بْنُ أَبَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ جَارِيَةَ مِنْ بَنِي جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عمرو بن شعيث من بني عصر من عبد القيس وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

§عَمْرُو بْنُ شُعَيْثٍ مِنْ بَنِي عَصْرٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

جارية بن جابر من بني عصر وكان في الوفد

§جَارِيَةُ بْنُ جَابِرٍ مِنْ بَنِي عَصْرٍ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ

همام بن ربيعة من بني عصر وكان في الوفد

§هَمَّامُ بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي عَصْرٍ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ

خزيمة بن عبد عمرو من بني عصر وكان في الوفد

§خُزَيْمَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَصْرٍ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ

عامر بن عبد قيس من بني عامر بن عصر وكان في الوفد وهو أخو عمرو بن عبد قيس الذي بعثه الأشج ليعلم علم رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ عَصْرٍ وَكَانَ فِي الْوَفْدِ وَهُوَ أَخُو عَمْرِو بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ الَّذِي بَعَثَهُ الْأَشَجُّ لِيَعْلَمَ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عقبة بن جروة من بني صباح بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس كان في الوفد

§عُقْبَةُ بْنُ جِرْوَةَ مِنْ بَنِي صُبَاحِ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ فِي الْوَفْدِ

مطر أخ لعقبة بن جروة من أمه وهو حليف لهم من عنزة

§مَطَرٌ أَخٌ لِعُقْبَةَ بْنِ جِرْوَةَ مِنْ أُمِّهِ وَهُوَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ عَنَزَةَ

سفيان بن همام من بني ظفر بن ظفر بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

§سُفْيَانُ بْنُ هَمَّامٍ مِنْ بَنِي ظَفَرِ بْنِ ظَفَرِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

وابنه عمرو بن سفيان الذي نزل ابن الأشعث منزله حين قدم البصرة ثم خرج إلى الزاوية

§وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ الَّذِي نَزَلَ ابْنُ الْأَشْعَثِ مَنْزِلَهُ حِينَ قَدِمَ الْبَصْرَةَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الزَّاوِيَةِ

الحارث بن جندب العبدي من بني عائش بن عوف بن الديل وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

§الْحَارِثُ بْنُ جُنْدُبٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ بَنِي عَائِشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الدِّيلِ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة من عبد القيس وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

§هَمَّامُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ شَبَابَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَطْمَةَ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

طبقات الكوفيين تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان بها بعدهم من التابعين وغيرهم من أهل الفقه والعلم

§طَبَقَاتُ الْكُوفِيِّينَ تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْكُوفَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَمَنْ كَانَ بِهَا بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §بِالْكُوفَةِ وُجُوهُ النَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: وَزَادَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَهُ مِنْ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: إِلَى رَأْسِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: إِلَى رَأْسِ الْعَرَبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ: §رُمْحُ اللَّهِ وَكَنْزُ الْإِيمَانِ وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ يُجَزُّونَ ثُغُورَهُمْ وَيُمِدُّونَ الْأَمْصَارَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: §الْعِرَاقُ بِهَا كَنْزُ الْإِيمَانِ -[6]- وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ يُجَزُّونَ ثُغُورَهُمْ وَيُمِدُّونَ الْأَمْصَارَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§الْكُوفَةُ جُمْجُمَةُ الْإِسْلَامِ، وَكَنْزُ الْإِيمَانِ , وَسَيْفُ اللَّهِ وَرُمْحُهُ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ , وَايْمُ اللَّهِ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ بِأَهْلِهَا فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا كَمَا انْتَصَرَ بِالْحِجَارَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: «§الْكُوفَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ , وَأَهْلُ الْإِسْلَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: «§مَا يُدْفَعُ عَنْ أَرْضٍ بُعْدَ أَخْبِيَةٍ مَعَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم مَا يُدْفَعُ عَنِ الْكُوفَةِ وَلَا يُرِيدُهَا أَحَدٌ خَارِبًا إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ , وَلَتَصِيرَنَّ يَوْمًا وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا بِهَا أَوْ يَصِيرُ هَوَاهُ بِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: «§مَا مِنْ أَخْبِيَةٍ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ يُدْفَعُ عَنْهَا مَا يُدْفَعُ عَنْ هَذِهِ» يَعْنِي الْكُوفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " §مَا يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ أَخْبِيَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَا يَدْفَعُ عَنْ أَخْبِيَةٍ بِالْكُوفَةِ لَيْسَ أَخْبِيَةً كَانَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُغِيثٍ الْبَكْرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «§وَاللَّهِ مَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مَا يُدْفَعُ عَنْ هَذِهِ - يَعْنِي الْكُوفَةَ - إِلَّا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلَالٍ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: §مَا أَخْبِيَةٌ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ يُدْفَعُ -[7]- عَنْهُمْ مَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَخْبِيَةِ وَلَا يُرِيدُهُمْ قَوْمٌ بِسُوءٍ إِلَّا أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ عَنْهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوَّلَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ يَقْرَعُهُمُ الدَّجَّالُ , قَالُوا: مَنْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَرَدْنَا الْكُوفَةَ فَشَيَّعَنَا عُمَرُ إِلَى صِرَارٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ مَرَّتَيْنِ , وَقَالَ: " تَدْرُونَ لِمَ شَيَّعْتُكُمْ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ نَحْنُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَأْتُونَ أَهْلَ قَرْيَةٍ §لَهُمْ دَوِيٌّ بِالْقُرْآنِ كَدَوِيٍّ النَّحْلِ فَلَا تَصُدُّوهُمْ بِالْأَحَادِيثِ فَتَشْغَلُوهُمْ , جَرِّدُوا الْقُرْآنَ وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , امْضُوا وَأَنَا شَرِيكُكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، سَمِعَهُ مِنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: «يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ رَأْسُ الْعَرَبِ وَجُمْجُمَتُهَا , §وَسَهْمِي الَّذِي أَرْمِي بِهِ إِنْ أَتَانِي شَيْءٌ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا , قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ وَخِرْتُ لَكُمْ , وَآثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ الْمُضَرِّبِ، قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: أَمَّا بَعْدُ §فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارًا أَمِيرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَاقْتَدُوا بِهِمَا , وَإِنِّي قَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي أَثَرَةً

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا , §وَإِنَّهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ -[8]- مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ , وَقَدْ جَعَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ , فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمَا وَاقْتَدُوا بِهِمَا وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَلَى نَفْسِي قَالَ حَارِثَةُ: وَبَعَثَ حُذَيْفَةَ عَلَى الْمَدَائِنِ وَرَزَقَهُمْ جَمِيعًا شَاةً لِعَمَّارٍ نِصْفُهَا وَلِابْنِ مَسْعُودٍ رُبْعٌ وَلِحُذَيْفَةَ رُبْعٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: فَقُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَابْنَ مَسْعُودٍ , قَالَ وَكِيعٌ: مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا , وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ: مُؤَدِّبًا وَوَزِيرًا , وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ , §فَاقْتَدُوا بِهِمَا وَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمَا وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي. زَادَ وَكِيعٌ وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ , وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ , وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً فَأَجْعَلُ شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، §أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ عَمَّارًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ شَاةً , لِعَمَّارٍ شَطْرُهَا وَبَطْنُهَا , وَلِعَبْدِ اللَّهِ رُبُعُهَا , وَلِعُثْمَانَ رُبُعُهَا , كُلَّ يَوْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ مُهَاجَرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كَانَ بِحِمْصَ فَحَدَرَهُ عُمَرُ إِلَى الْكُوفَةِ وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: «§إِنِّي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي فَخُذُوا عَنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: «§آثَرْتُ أَهْلَ الْكُوفَةِ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لَقَدْ آثَرْتُ أَهْلَ الْكُوفَةِ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي §إِنَّهُ مِنْ أَطْوَلِنَا فُوقًا , كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ذَكَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: " §كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا آثَرْتُ بِهِ أَهْلَ الْقَادِسِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ فَأَجَازَنَا فَفَضَّلَ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْنَا فِي الْجَائِزَةِ , فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ أَتُفُضِّلَ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ §أَجَزِعْتُمْ أَنْ فَضَّلْتُ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْكُمْ لِبُعْدِ شُقَّتِهِمْ؟ لَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: هَبَطَ الْكُوفَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ , وَسَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ §لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَصَّرَ وَلَا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ لِتَسْتَفْتِيَهُ , فَحَدَّثَتْنَا فَقَالَتْ: إِنَّ رَأْسَ عَائِشَةَ فِي حِجْرِي أُفَلِّيهَا فَقَالَتْ: «§مَا مِنْ مَسْجِدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «§مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا يَنْزِلُ فِي فُرَاتِكُمْ -[10]- هَذَا مَثَاقِيلُ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " §إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالْمَهْدِيِّ أَهْلُ الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «§أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ سُرُجُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ سُرُجَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " §مَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَفْقَهَ مِنْ صَاحِبِنَا عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ

قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: §كَانَ أَصْدَقُ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ عَلَى عَلِيٍّ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: «§كَانَ فِينَا سِتُّونَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، قَالَ: §كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مَا فِيهِمْ رَجُلٌ دُونَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " §كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ وَيُفْتُونَ سِتَّةً: عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ وَمَسْرُوقٌ وَعَبِيدَةُ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خَمْسَةً فَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ -[11]- عَبِيدَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَلْقَمَةَ , وَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ شُرَيْحًا آخِرُهُمْ. قِيلَ لِحَمَّادٍ: عُدَّهُمْ قَالَ: عَبِيدَةُ وَعَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالْهَمْدَانِيُّ وَشُرَيْحٌ. قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي بَدَأَ بِالْهَمْدَانِيِّ أَوْ شُرَيْحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الَّذِينَ حَفَظُوا حَدِيثَهُ خَمْسَةً كَانُوا كُلُّهُمْ يَجْعَلُونَ شُرَيْحًا آخِرَهُمْ , قَالَ: وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَبْدَأُ بِالْحَارِثِ ثُمَّ عَبِيدَةَ , وَبَعْضُهُمْ بِعَبِيدَةَ ثُمَّ الْحَارِثِ ثُمَّ عَلْقَمَةَ ثُمَّ مَسْرُوقٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَالَسْتُ عَطَاءً , فَجَعَلْتُ أُسَائِلُهُ فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فَقَالَ عَطَاءٌ: «§مَا يَأْتِينَا الْعِلْمُ إِلَّا مِنْ عِنْدِكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ حَيًّا أَكْثَرَ مُتَعَبِّدًا فَقِيهًا مِنْ بَنِي ثَوْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ قَوْمًا سُودَ الرُّءُوسِ أَعْلَمَ مِنْ قَوْمٍ خَلَّفْتُهُمْ بِالْكُوفَةِ مِنْ قَوْمٍ فِيهِمْ جُرْأَةٌ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَوْ أَهْلُ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ يَبْدَأُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ وَبِهَا بُيُوتَاتُ الْعَرَبِ كُلُّهَا , وَلَيْسَتْ بِالْبَصْرَةِ»

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: «§مَا دَخَلَهَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم أَنْفَعُ عِلْمًا وَلَا أَفْقَهُ صَاحِبًا مِنْهُ» يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ حِلْمًا وَلَا أَكْثَرَ عِلْمًا وَلَا أَكَفَّ عَنِ الدِّمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ -[12]- عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ، قُلْتُ لِحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: " §هَؤُلَاءِ أَعْلَمُ أَمْ أُولَئِكَ؟ قَالَ: أُولَئِكَ "

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا الحسن , وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , وقد شهد بدرا , ثم نزل الكوفة في الرحبة التي يقال لها: رحبة علي في أخصاص كانت فيها ولم ينزل القصر الذي كانت تنزله الولاة قبله ,

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ , وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا , ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ فِي الرَّحَبَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: رَحَبَةُ عَلِيٍّ فِي أَخْصَاصٍ كَانَتْ فِيهَا وَلَمْ يَنْزِلِ الْقَصْرَ الَّذِي كَانَتْ تَنْزِلُهُ الْولَاةُ قَبْلَهُ , فَقُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ , وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً , وَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ وَالَّذِي وَلِيَ قَتْلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ , وَكَانَ خَارِجِيًّا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى وَالِدَيْهِ وَقَدْ رَوَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

سعد بن أبي وقاص واسمه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. ويكنى أبا إسحاق. وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وقد شهد بدرا , وهو الذي افتتح القادسية ونزل الكوفة وخطها خططا لقبائل العرب , وابتنى بها دارا ووليها لعمر بن

§سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ. وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا , وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ الْقَادِسِيَّةَ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَخَطَّهَا خِطَطًا لِقَبَائِلِ الْعَرَبِ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَوَلِيَهَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثُمَّ عُزِلَ عَنْهَا , وَوَلِيَهَا بَعْدَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , وَرَجَعَ

سَعْدٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ , وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ , وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ لِمُعَاوِيَةَ , وَكَانَ سَعْدٌ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب , ويكنى أبا الأعور , وأمه فاطمة ابنة بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمور بن حيان بن غنم بن مليح من خزاعة وقد شهد بدرا وقد كان بالكوفة ونزلها ثم رجع إلى المدينة

§سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَيُكْنَى أَبَا الْأَعْوَرِ , وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ ابْنَةُ بَعْجَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْمَعْمُورِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَقَدْ كَانَ بِالْكُوفَةِ وَنَزَلَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتُوُفِّيَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ , فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ , وَابْنُ عُمَرَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ , وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ , وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْكُوفَةِ لِمُعَاوِيَةَ , وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب , ويكنى أبا عبد الرحمن شهد بدرا وكان مهاجره بحمص , فحدره عمر بن الخطاب إلى الكوفة وكتب إلى أهل الكوفة: إني بعثت إليكم بعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وآثرتكم به على نفسي , فخذوا عنه فقدم الكوفة ونزلها

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَهِدَ بَدْرًا وَكَانَ مُهَاجَرُهُ بِحِمْصَ , فَحَدَرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْكُوفَةِ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا وَآثَرْتُكُمْ -[14]- بِهِ عَلَى نَفْسِي , فَخُذُوا عَنْهُ فَقَدِمَ الْكُوفَةَ وَنَزَلَهَا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا إِلَى جَانِبِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَاتَ بِهَا فَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

عمار بن ياسر من عنس من اليمن وهو حليف لبني مخزوم , ويكنى أبا اليقظان. نزل الكوفة , ولم يزل مع علي بن أبي طالب يشهد معه مشاهده , وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة وقد شهد بدرا , وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا

§عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ عَنْسٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي مَخْزُومٍ , وَيُكْنَى أَبَا الْيَقْظَانِ. نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَلَمْ يَزَلْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَشْهَدُ مَعَهُ مَشَاهِدَهُ , وَقُتِلَ بِصِفِّينَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَدُفِنَ هُنَاكَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا , وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

خباب بن الأرت مولى لأم أنمار ابنة سباع بن عبد العزى الخزاعية , حلفاء بني زهرة بن كلاب , ويكنى خباب أبا عبد الله. وقد شهد بدرا قال محمد بن سعد: سمعت من يذكر أنه رجل من العرب , من بني سعد بن زيد مناة بن تميم , وكان أصابه سباء فاشترته أم أنمار فأعتقته

§خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مَوْلَى لِأُمِّ أَنْمَارٍ ابْنَةِ سِبَاعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيَّةِ , حُلَفَاءُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَيُكْنَى خَبَّابٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ , مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , وَكَانَ أَصَابَهُ سِبَاءٌ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ أَنْمَارٍ فَأَعْتَقَتْهُ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي جَهَارِ سُوجِ خُنَيْسٍ , وَتُوُفِّيَ بِهَا مُنْصَرَفَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ صِفِّينَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ , فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيٌّ وَدَفَنَهُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ , وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

سهل بن حنيف بن واهب بن عكيم , من بني جشم بن عوف بن عمرو بن عوف , من الأوس ويكنى أبا عدي , شهد بدرا وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين خرج من المدينة ولاه المدينة ثم كتب إليه أن يلحق به , فلحق به ولم يزل معه وشهد معه صفين , ثم رجع إلى الكوفة فلم يزل

§سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ عُكَيْمٍ , مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , مِنَ الْأَوْسِ وَيُكْنَى أَبَا عَدِيٍّ , شَهِدَ بَدْرًا وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْحَقَ بِهِ , فَلَحِقَ بِهِ وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتًّا وَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ , وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا

حذيفة بن اليمان وهو حسيل بن جابر من بني عبس , حلفاء بني عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله شهد أحدا وما بعد ذلك من المشاهد , وتوفي بالمدائن سنة ست وثلاثين , وقد كان جاءه نعي عثمان بها , وقد كان نزل الكوفة والمدائن , وله عقب بالمدائن , وقد كتبنا خبره فيمن شهد

§حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَهُوَ حُسَيْلُ بْنُ جَابِرِ مِنْ بَنِي عَبْسٍ , حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ شَهِدَ أُحُدًا وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدَائِنِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ , وَقَدْ كَانَ جَاءَهُ نَعْيُ عُثْمَانَ بِهَا , وَقَدْ كَانَ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَالْمَدَائِنَ , وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدَائِنِ , وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ أُحُدًا

أبو قتادة بن ربعي الأنصاري ثم أحد بني سلمة من الخزرج شهد أحدا , واسمه فيما قال محمد بن إسحاق الحارث بن ربعي. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري , ومحمد بن عمر: اسمه النعمان بن ربعي , وقال غيرهما: عمرو بن ربعي وكان قد نزل الكوفة ومات بها , وعلي

§أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ شَهِدَ أُحُدًا , وَاسْمُهُ فِيمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: اسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ رِبْعِيٍّ , وَقَالَ غَيْرُهُمَا: عَمْرُو بْنُ رِبْعِيٍّ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَمَاتَ بِهَا , وَعَلِيٌّ بِهَا وَهُوَ صَلَّى عَلَيْهِ , وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ , وَقَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ , وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

أبو مسعود الأنصاري واسمه عقبة بن عمرو , من بني خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد ليلة العقبة وهو صغير , ولم يشهد بدرا وشهد أحدا , ونزل الكوفة , فلما خرج علي إلى صفين استخلفه على الكوفة ثم عزله عنها فرجع أبو مسعود إلى المدينة فمات بها في آخر خلافة

§أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ وَاسْمُهُ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو , مِنْ بَنِي خُدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ شَهِدَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ صَغِيرٌ , وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَشَهِدَ أُحُدًا , وَنَزَلَ الْكُوفَةَ , فَلَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْكُوفَةِ ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا فَرَجَعَ أَبُو مَسْعُودٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِهَا فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ

أبو موسى الأشعري من مذحج , واسمه عبد الله بن قيس , قال محمد بن سعد: سمعت من يذكر أنه أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة , وأول مشاهده خيبر , ولاه عمر بن الخطاب البصرة ثم عزله عنها فنزل الكوفة وابتنى بها دارا وله بها عقب واستعمله عثمان بن عفان على الكوفة

§أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ مِنْ مَذْحِجٍ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ خَيْبَرُ , وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْبَصْرَةَ ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا فَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ وَاسْتَعْمَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى الْكُوفَةِ فَقُتِلَ عُثْمَانُ , وَأَبُو مُوسَى عَلَيْهَا , ثُمَّ قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو مُوسَى مَعَهُ وَهُوَ أَحَدُ الْحَكَمَيْنِ , وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ , وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرَنَا عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ , قَالَ: لَيْسَ أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ

سلمان الفارسي ويكنى أبا عبد الله , أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين , وكان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبهم فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته , وعتق وهو إلى بني هاشم وأول مشاهده الخندق , وقد كان نزل

§سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَسْلَمَ عِنْدَ قَدُومِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ وَيَطْلُبُ الدِّينَ , وَكَانَ عَبْدًا لِقَوْمٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَكَاتَبَهُمْ فَأَدَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَتَهُ , وَعُتِقَ -[17]- وَهُوَ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْخَنْدَقُ , وَقَدْ كَانَ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدَائِنِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري , من بني حارثة بن الحارث من الأوس ويكنى أبا عمارة نزل الكوفة وابتنى بها دارا قال محمد بن عمر: ثم صار إلى المدينة فمات بها , وقال غيره: توفي في زمن مصعب بن الزبير , وله عقب بالكوفة , وقد روى عن أبي بكر الصديق

§الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ , مِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ وَيُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِهَا , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي زَمَنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَلَهُ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

وأخوه عبيد بن عازب وهو أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر إلى الكوفة , وله بقية وعقب بالكوفة

§وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ وَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إِلَى الْكُوفَةِ , وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْكُوفَةِ

قرظة بن كعب الأنصاري أحد بني الحارث بن الخزرج , حليف لبني عبد الأشهل من الأوس ويكنى أبا عمرو وهو أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر بن الخطاب إلى الكوفة , فنزلها وابتنى بها دارا في الأنصار , ومات بها في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو صلى عليه

§قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَزَلَهَا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي الْأَنْصَارِ , وَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ صَلَّى عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ

زيد بن أرقم الأنصاري أحد بني الحارث بن الخزرج , قال محمد بن عمر: يكنى أبا سعد وقال غيره: كان يكنى أبا أنيس , وأول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم المريسيع , ونزل الكوفة وابتنى بها دارا في كندة وتوفي بها أيام المختار سنة ثمان وستين

§زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ الْأَنْصَارِيُّ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يُكْنَى أَبَا أُنَيْسٍ , وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمُرَيْسِيعُ , وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي كِنْدَةَ وَتُوُفِّيَ بِهَا أَيَّامَ الْمُخْتَارِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ

الحارث بن زياد الأنصاري أحد بني ساعدة نزل الكوفة وابتنى بها دارا في الأنصار

§الْحَارِثُ بْنُ زِيَادٍ الْأَنْصَارِيُّ أَحَدُ بَنِي سَاعِدَةَ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي الْأَنْصَارِ

عبد الله بن يزيد بن زيد الخطمي , من الأنصار , نزل الكوفة وابتنى بها دارا ومات بها في خلافة عبد الله بن الزبير وقد كان عبد الله ولاه الكوفة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطْمِيُّ , مِنَ الْأَنْصَارِ , نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ وَلَّاهُ الْكُوفَةَ

النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة ويكنى أبا عمرو , وأول مشاهده الخندق ونزل الكوفة واستعمله عمر بن الخطاب على كسكر ثم عزله فوجهه على الناس يوم نهاوند

§النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنِ بْنِ عَائِذِ بْنِ مِيجَا بْنِ هُجَيْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُذْمَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُزَيْنَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو , وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْخَنْدَقُ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى كَسْكَرَ ثُمَّ عَزَلَهُ فَوَجَّهَهُ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ قَدْ حَضَرَ نَهَاوَنْدَ , قَالَ: " كَانَ أَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ النُّعْمَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنٍ , §فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ كَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ -[19]- النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ نَهَاوَنْدُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «§إِنِّي لَأَذْكُرُ يَوْمَ نَعَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ عَلَى الْمِنْبَرِ»

وأخوه: معقل بن مقرن وهو أبو عبد الله بن معقل ولهم بقية بالكوفة

§وَأَخُوهُ: مَعْقِلُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ وَلَهُمْ بَقِيَّةٌ بِالْكُوفَةِ

وأخوهما سنان بن مقرن وقد شهد الخندق

§وَأَخُوهُمَا سِنَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَقَدْ شَهِدَ الْخَنْدَقَ

وأخوهم سويد بن مقرن ويكنى أبا عدي

§وَأَخُوهُمْ سُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَيُكْنَى أَبَا عَدِيٍّ

وأخوهم عبد الرحمن بن مقرن

§وَأَخُوهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَرِّنٍ

وأخوهم عقيل بن مقرن ويكنى أبا حكيم

§وَأَخُوهُمْ عَقِيلُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَيُكْنَى أَبَا حَكِيمٍ

عبد الرحمن بن عقيل بن مقرن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مُقَرِّنٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§الْبَكَّاءُونَ بَنُو مُقَرِّنٍ وَهُمْ سَبْعَةٌ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ أَنَّهُمْ قَدْ شَهِدُوا الْخَنْدَقَ

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف , ويكنى أبا عبد الله وأول مشاهده الحديبية وولاه عمر بن الخطاب البصرة , ثم عزله عنها، وولاه بعد ذلك الكوفة , فقتل عمر وهو على الكوفة فعزله عثمان بن عفان عنها ,

§الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ , وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْحُدَيْبِيَةُ وَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْبَصْرَةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا، وَوَلَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْكُوفَةَ , فَقُتِلَ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ فَعَزَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَنْهَا , وَوَلَّاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ , فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ الخِلَافَةَ وَلَّى الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ الْكُوفَةَ فَمَاتَ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ سُلِّمَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي الْعِيدِ عَلَى بَعِيرٍ وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِالْكُوفَةِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا أَعْوَرَ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ -[21]- عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «§اسْتَعْفُوا لِأَمِيرِكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَافِيَةَ»

خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان العذري من قضاعة , حليف بني زهرة بن كلاب صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه , وكان سعد بن أبي وقاص ولاه القتال يوم القادسية وهو الذي قتل الخوارج يوم النخيلة ونزل الكوفة بعد ذلك وابتنى بها دارا وله بقية وعقب إلى اليوم

§خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ سِنَانٍ الْعُذْرِيُّ مِنْ قُضَاعَةَ , حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ , وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَلَّاهُ الْقِتَالَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْخَوَارِجَ يَوْمَ النُّخَيْلَةِ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ إِلَى الْيَوْمِ

عبد الله بن أبي أوفى واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى من خزاعة ويكنى عبد الله أبا معاوية

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى وَاسْمُ أَبِي أَوْفَى عَلْقَمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى مِنْ خُزَاعَةَ وَيُكْنَى عَبْدَ اللَّهِ أَبَا مُعَاوِيَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ عَمْرٌو: أَنْبَأَنِي قَالَ: «§سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَتَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا حَيْثُ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ , وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، , قَالَ: «§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْكُوفَةِ»

عدي بن حاتم الطائي أحد بني ثعل , ويكنى أبا طريف نزل الكوفة وابتنى بها دارا في طيئ , ولم يزل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشهد معه الجمل وصفين وذهبت عينه يوم الجمل , ومات بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين

§عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ أَحَدُ بَنِي ثُعْلٍ , وَيُكْنَى أَبَا طَرِيفٍ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي طَيِّئٍ , وَلَمْ يَزَلْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَشَهِدَ مَعَهُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ وَذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْجَمَلِ , وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ زَمَنَ الْمُخْتَارِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ

جرير بن عبد الله البجلي ويكنى أبا عمرو أسلم في السنة التي قبض فيها النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الخلصة فهدمه ونزل الكوفة بعد ذلك وابتنى بها دارا في بجيلة وتوفي بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة , وكانت ولاية

§جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو أَسْلَمَ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَوَجَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ فَهَدَمَهُ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي بَجِيلَةَ وَتُوُفِّيَ بِالسَّرَاةِ فِي وِلَايَةِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ عَلَى الْكُوفَةِ , وَكَانَتْ وِلَايَةُ الضَّحَّاكِ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا بَعْدَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي أحد بني الحارث بن معاوية , ويكنى أبا محمد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ثم رجع إلى اليمن فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ارتد فحاصره زياد بن لبيد البياضي بالنجير حتى نزل إليه فأخذه وبعث به إلى أبي بكر الصديق فمن

§الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيُّ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ارْتَدَّ فَحَاصَرَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْبَيَاضِيُّ بِالنُّجَيْرِ حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَمَنَّ عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَى الْعِرَاقِ خَرَجَ مَعَهُمْ وَنَزَلَ الْكُوفَةُ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي كِنْدَةَ وَمَاتَ بِهَا , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَئِذٍ بِالْكُوفَةِ حِينَ صَالَحَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ صَلَّى عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ الْحَسَنُ: «§إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ فَلَا تُهِيجُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي» فَآذَنُوهُ فَجَاءَ فَوَضَّأَهُ بِالْحَنُوطِ وُضُوءًا

سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو أخو عمرو بن حريث وهو أقدم من أخيه عمرو يقولون: إنه شهد فتح مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة , ثم تحول فنزل الكوفة مع أخيه عمرو بن حريث

§سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهُوَ أَخُو عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَهُوَ أَقْدَمُ مِنْ أَخِيهِ عَمْرٍو يَقُولُونَ: إِنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , ثُمَّ تَحَوَّلَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ مَعَ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ

وأخوه عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى أبا سعيد قال محمد بن عمر: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وعمرو ابن اثنتي عشرة سنة، قال: وقال الفضل بن دكين أبو نعيم: نزل عمرو بن حريث الكوفة وابتنى بها دارا إلى جانب المسجد وهي كبيرة

§وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَعَمْرٌو ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، قَالَ: وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ: نَزَلَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا إِلَى جَانِبِ الْمَسْجِدِ وَهِيَ كَبِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ فِيهَا أَصْحَابُ الْخَزِّ الْيَوْمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْكُوفَةِ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ

سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رياب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه

§سَمُرَةُ بْنُ جُنَادَةَ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ رِيَابِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ

وابنه جابر بن سمرة السوائي وهم حلفاء بني زهرة بن كلاب , ويكنى جابر أبا عبد الله، نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني سواءة وتوفي بها في أول خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن مروان على الكوفة

§وَابْنُهُ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَيُكْنَى جَابِرٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي بَنِي سُوَاءَةَ وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْكُوفَةِ

حذيفة بن أسيد الغفاري ويكنى أبا سريحة وأول مشهد شهده مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية وقد روى عن أبي بكر الصديق , ونزل الكوفة بعد ذلك

§حُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَرِيحَةَ وَأَوَّلُّ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةُ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس , ويكنى أبا وهب وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس وهو أخو عثمان بن عفان لأمه , وكان عثمان بن عفان قد ولاه الكوفة فابتنى بها دارا كبيرة إلى جنب المسجد ثم عزله عثمان عن الكوفة وولاها سعيد بن

§الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسَ , وَيُكْنَى أَبَا وَهْبٍ وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ أَخُو عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِأُمِّهِ , وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَدْ وَلَّاهُ الْكُوفَةَ فَابْتَنَى بِهَا دَارًا كَبِيرَةً إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَزَلَهُ عُثْمَانُ عَنِ الْكُوفَةِ وَوَلَّاهَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ فَرَجَعَ الْوَلِيدُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ عَلِيٍّ -[25]- وَمُعَاوِيَةَ مَا كَانَ خَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ إِلَى الرِّقَّةِ مُعْتَزِلًا لَهُمَا , فَلَمْ يَكُنْ مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَتَّى تَصَرَّمَ الْأَمْرُ , وَمَاتَ بِالرَّقَّةِ وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ وَبِالْكُوفَةِ أَيْضًا بَعْضُ وَلَدِهِ , وَدَارُهُ بِالْكُوفَةِ الدَّارُ الْكَبِيرَةُ دَارُ الْقَصَّارِينَ

عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو من خزاعة , صحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة وشهد مع علي رضي الله عنه مشاهده وكان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله , ثم قتله عبد الرحمن ابن أم الحكم بالجزيرة

§عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ بْنِ الْكَاهِنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ , صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَشَاهِدَهُ وَكَانَ فِيمَنْ سَارَ إِلَى عُثْمَانَ وَأَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ , ثُمَّ قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ بِالْجَزِيرَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§أَوَّلُ رَأْسٍ حُمِلَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ»

سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب من خزاعة ويكنى أبا مطرف وكان اسمه يسارا فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان وكان مسنا ونزل الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة

§سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ بْنِ الْجَوْنِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ حَرَامَ بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُطَرِّفٍ وَكَانَ اسْمُهُ يَسَارًا فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُلَيْمَانَ وَكَانَ مُسِنًّا وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي خُزَاعَةَ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ وَكَانَ فِيمَنْ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ يَسْأَلُهُ الْقُدُومَ عَلَيْهِمُ الْكُوفَةَ , فَلَمَّا قَدِمَ الْحُسَيْنُ الْكُوفَةَ اعْتَزَلَهُ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ , فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ نَدِمَ مَنْ خَذَلَهُ , وَتَابُوا مِنْ خِذْلَانِهِ , وَخَرَجُوا فَعَسْكَرُوا بِالنُّخَيْلَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ الْحُسَيْنِ فَسُمُّوا التَّوَّابِينَ , وَوَلَّوْا عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ , ثُمَّ خَرَجُوا يُرِيدُونَ الشَّامَ فَلَمَّا كَانُوا بِعَيْنِ الْوَرْدَةِ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ لَقِيَتْهُمْ خَيْلُ أَهْلِ الشَّامِ

عَلَيْهِمُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ فَقَاتَلُوهُمْ فَقَتَلُوا أَكْثَرَهُمْ فَلَمْ يَنْفَلِتْ مِنْهُمْ إِلَّا الْيَسِيرُ وَقُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ يَوْمَئِذٍ وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

هانئ بن أوس الأسلمي , نزل الكوفة وابتنى بها دارا في أسلم وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان في ولاية المغيرة بن شعبة.

§هَانِئُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ , نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي وِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ أَوْسٍ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ §أَنَّهُ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً

حارثة بن وهب الخزاعي.

§حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ.

وائل بن حجر الحضرمي.

§وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلِي شَعْرٌ فَقَالَ: «ذُبَابٌ» فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُ مِنْ شَعْرِي ثُمَّ جِئْتُهُ فَقَالَ: «لِمَ أَخَذْتَ مِنْ شَعْرِكَ؟» فَقُلْتُ: §سَمِعْتُكَ تَقُولُ -[27]-: ذُبَابٌ فَظَنَنْتُكَ تَعْنِينِي فَقَالَ: «مَا عَنَيْتُكَ , وَهَذَا أَحْسَنُ» قَالَ: ذُبَابٌ كَلِمَةٌ يَمَانِيَةٌ

صفوان بن عسال المرادي وهو من بني الربض بن زاهر بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد , وعداده في جمل

§صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ وَهُوَ مِنْ بَنِي الرَّبَضِ بْنِ زَاهِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْبَثَانِ بْنِ زَاهِرِ بْنِ مُرَادٍ , وَعِدَادُهُ فِي جَمَلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: لَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: §نَعَمْ وَغَزَوْتُ مَعَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ هَمَّامٍ , وَيَقُولُ فِيهِ عَنْ زِرٍّ , قَالَ: وَفَدْتُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ , وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى الْوِفَادَةِ لَقْيُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ

أسامة بن شريك الثعلبي من قيس عيلان وحديثه كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءت الأعراب يسألونه

§أُسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ وَحَدِيثُهُ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ جَاءَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ

مالك بن عوف بن نضلة بن خديج بن حبيب بن حديد بن غنم بن كعب بن عصيمة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن من قيس عيلان وهو أبو أبي الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود

§مَالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَدِيدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُصَيْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ وَهُوَ أَبُو أَبِي الْأَحْوَصِ صَاحِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: «§هَلْ لَكَ مَالٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: «فَمَا مَالُكَ؟» قُلْتُ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَالْغَنَمِ فَقَالَ: «إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ»

عامر بن شهر الهمداني

§عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ الْهَمْدَانِيُّ

قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ، قَالَ: كَانَتْ هَمْدَانُ قَدْ تَحَصَّنَتْ فِي جَبَلِ الْحَقْلِ مِنَ الْحَبَشِ قَدْ مَنَعَهُمُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى جَاءَتْ هَمْدَانَ أَهْلُ فَارِسٍ فَلَمْ يَزَالُوا لَهُمْ مُحَارِبِينَ حَتَّى هَرَّ الْقَوْمُ الْحَرْبَ وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمْرُ , وَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَتْ لِي هَمْدَانُ: يَا عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ نَدِيمًا لِلْمُلُوكِ مُذْ كُنْتَ فَهَلْ أَنْتَ آتي هَذَا الرَّجُلَ وَمُرْتَادًا لَنَا , فَإِنْ رَضِيتَ لَنَا شَيْئًا قَبِلْنَاهُ وَإِنْ كَرِهْتَ لَنَا شَيْئًا كَرِهْنَاهُ , قُلْتُ: نَعَمْ فَجِئْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ فَجَاءَهُ رَهْطٌ , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنَا قَالَ: «§أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَأَنْ تَسْمَعُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُوا فِعْلَهُمْ» ، قَالَ: فَاجْتَزَأْتُ بِذَلِكَ وَاللَّهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ وَرَضِيتُ قَوْلَهُ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ -[29]- لَا أَرْجِعَ إِلَى قَوْمِي حَتَّى أَمُرَّ بِالنَّجَاشِيِّ , وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَمَرَرْتُ بِهِ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ مَرَّ بِهِ ابْنٌ لَهُ صَغِيرٌ فَاسْتَقْرَأَهُ لَوْحًا مَعَهُ فَقَرَأَهُ الْغُلَامُ فَضَحِكْتُ فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: مِمَّ ضَحِكْتَ؟ قُلْتُ: مِمَّا قَرَأَ هَذَا الْغُلَامُ قَبْلُ قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى لِسَانِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ قَالَ: فَرَجَعْتُ وَقَدْ سَمِعْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهَذَا مِنَ النَّجَاشِيِّ , وَأَسْلَمَ قَوْمِي وَنَزَلَوا إِلَى السَّهْلِ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا الْكِتَابَ إِلَى عُمَيْرٍ ذِي مُرَّانٍ

قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَالِكَ بْنَ مِرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ إِلَى الْيَمَنِ جَمِيعًا فَأَسْلَمَ عَكٌّ ذُو خَيْوَانَ فَقِيلَ لِعَكٍّ انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخُذْ مِنْهُ الْأَمَانَ عَلَى قَرْيَتِكَ وَمَالِكَ، وَكَانَتْ لَهُ قَرْيَةٌ فِيهَا رَقِيقٌ وَمَالٌ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمْنَا وَلِي أَرْضٌ فِيهَا رَقِيقٌ وَمَالٌ فَاكْتُبْ لِي بِهِ كِتَابًا فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِعَكٍّ ذِي خَيْوَانَ §إِنْ كَانَ صَادِقًا فِي أَرْضِهِ وَمَالِهِ وَرَقِيقِهِ فَلَهُ أَمَانُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ» وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ

نبيط بن شريط الأشجعي من قيس عيلان وهو أبو سلمة بن نبيط

§نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ الْأَشْجَعِيُّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَوْ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ , عَنْ أَبِي , قَالَ: " §حَجَجْتُ مَعَ أَبِي وَعَمِّي فَقَالَ لِي أَبِي: أَتَرَى ذَاكَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الَّذِي يَخْطُبُ؟ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ -[30]-، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ , وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ , أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟» قَالُوا: هَذَا , قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ؟» قَالُوا: هَذَا الشَّهْرُ , قَالَ: «فَأَيُّ الْبَلَدِ أَحْرَمُ؟» قَالُوا: هَذَا الْبَلَدُ قَالَ: «§فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَكَانَ قَدْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ: يَا أَبَهْ لَوْ غَشَيْتَ هَذَا السُّلْطَانَ فَأَصَبْتَ مِنْهُمْ وَأَصَابَ قَوْمُكَ فِي جَنَاحِكَ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ §إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَجْلِسَ مِنْهُمْ مَجْلِسًا يُدْخِلُنِي النَّارَ

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ

سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج , وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم , وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إليه وهو يخطب فقال: يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء بعدك

§سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمُجَمِّعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حُرَيْمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ , وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَ , وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَامَ إِلَيْهِ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ بَعْدَكَ يَسْأَلُونَا الْحَقَّ وَيَمْنَعُونَاهُ

عرفجة بن شريح الأشجعي ويقال: ابن ضريح

§عَرْفَجَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْأَشْجَعِيُّ وَيُقَالُ: ابْنُ ضُرَيْحٍ

صخر بن العيلة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس من بجيلة ويكنى أبا حازم , وإليه البيت من أحمس

§صَخْرُ بْنُ الْعَيْلَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ مِنْ بَجِيلَةَ وَيُكْنَى أَبَا حَازِمٍ , وَإِلَيْهِ الْبَيْتُ مِنْ أَحْمَسَ

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ الْعَيْلَةِ، قَالَ: أَخَذْتُ عَمَّةَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَدِمْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: وَجَاءَ الْمُغِيرَةُ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّتَهُ وَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا عِنْدِي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§يَا صَخْرُ إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ» قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْطَانِي مَاءً لِبَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: فَأَتَوْا نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ الْمَاءَ قَالَ: فَدَعَانِي نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا صَخْرُ إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِمْ» فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِمْ

عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة بعد ذلك وهو الذي بعث معه خالد بن الوليد بعيينة بن حصن لما أسره يوم البطاح مرتدا إلى أبي بكر الصديق , قال: والبطاح ماء لبني تميم

§عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ الطَّائِيُّ، أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ الَّذِي بَعَثَ مَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ لَمَّا أَسَرَهُ يَوْمَ الْبِطَاحِ مُرْتَدًّا إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , قَالَ: وَالْبِطَاحُ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ أَنَّهُ حَجَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يُدْرِكِ النَّاسَ إِلَّا لَيْلًا وَهُمْ بِجَمْعٍ , -[32]- فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَرَفَاتٍ لَيْلًا , فَأَفَاضَ مِنْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى جَمْعٍ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَفْسِي وَأَنْضَيْتُ رَاحِلَتِي فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ: «§مَنْ صَلَّى مَعَنَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِجَمْعٍ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نُفِيضَ وَقَدْ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجَّهُ , وَقَضَى تَفَثَهُ»

الهلب بن يزيد بن عدي بن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخزم الطائي. وكان اسمه سلامة فوفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرع فمسح رأسه فنبت شعره فسمي الهلب وهو أبو قبيصة بن هلب الذي يروى عنه الحديث

§الْهُلْبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ قُنَافَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ شَمْسَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ. وَكَانَ اسْمُهُ سَلَامَةَ فَوَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَقْرَعُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَنَبَتَ شَعْرُهُ فَسُمِّيَ الْهُلْبَ وَهُوَ أَبُو قَبِيصَةَ بْنُ هُلْبٍ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ

زاهر أبو مجزأة بن زاهر الأسلمي وكان ممن بايع تحت الشجرة ونزل الكوفة

§زَاهِرٌ أَبُو مَجْزَأَةَ بْنُ زَاهِرٍ الْأَسْلَمِيُّ وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ

نافع بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص

§نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنُ أُهَيْبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَهُوَ ابْنُ أَخِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الشاعر , ويكنى أبا عقيل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ورجع إلى بلاد قومه ثم هاجر إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له , ومات بها ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي رحمهما

§لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الشَّاعِرُ , وَيُكْنَى أَبَا عَقِيلٍ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَرَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا وَمَعَهُ بَنُونَ لَهُ , وَمَاتَ بِهَا لَيْلَةَ نَزَلَ مُعَاوِيَةُ النُّخَيْلَةَ لِمُصَالَحَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ , وَدُفِنَ فِي صَحْرَاءِ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَرَجَعَ بَنُوهُ إِلَى الْبَادِيَةِ أَعْرَابًا وَلَمْ يَقُلْ لَبِيدٌ فِي الْإِسْلَامِ شِعْرًا وَقَالَ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ الْقُرْآنَ

حبة، وسواء ابنا خالد الأسديان من أسد بن خزيمة

§حَبَّةُ، وَسَوَاءٌ ابْنَا خَالِدٍ الْأَسَدِيَّانِ مِنْ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ خَالِدٍ، وَسَوَاءِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَا: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْنِي بِنَاءً لَهُ فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ فَعَلَّمَنَا فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنَا «§لَا تَيْأَسَا مِنَ الْخَيْرِ مَا تَهَزْهَزَتْ رُءُوسُكُمَا , فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ وَيُعْطِيهِ»

سلمة بن قيس الأشجعي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة

§سَلَمَةُ بْنُ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْكُوفَةَ

ثعلبة بن الحكم الليثي أسلم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا

§ثَعْلَبَةُ بْنُ الْحَكَمِ اللَّيْثِيُّ أَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنَيْنًا

عروة بن أبي الجعد البارقي من الأزد

§عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ مِنَ الْأَزْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ قَبْلَ شُرَيْحٍ عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ , وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ وَكَانَ عُرْوَةُ مُرَابِطًا بِبَرَازِ الرُّوزِ , وَكَانَ لَهُ فِيهَا فَرَسٌ أَخَذَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، قَالَ: §رَأَيْتُ عِنْدَ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ فَرَسًا وَعُرْوَةُ الَّذِي رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة , وكان له حلف في الأنصار وصحب النبي صلى الله عليه وسلم , وكان زياد بن أبي سفيان يستعمله على البصرة إذا قدم الكوفة

§سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ هِلَالِ بْنِ حَرِيجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حَزْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ خُشَيْنِ بْنِ لَأْيِ بْنِ عُصَيْمِ بْنِ شَمْخِ بْنَ فَزَارَةَ , وَكَانَ لَهُ حِلْفٌ فِي الْأَنْصَارِ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ إِذَا قَدِمَ الْكُوفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدِينِيَّ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ فَأُوْقِدَتْ لَهُ نَارٌ فَجَعَلَ كَانُونًا بَيْنَ يَدَيْهِ , وَكَانُونًا خَلْفَهُ , وَكَانُونًا عَنْ يَمِينِهِ , وَكَانُونًا عَنْ يَسَارِهِ , قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ وَيَقُولُ: «§كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي» فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ

جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي وهو العلقي وعلقة بطن من بجيلة وبعضهم ينسبه إلى أبيه فيقول: جندب بن عبد الله وبعضهم ينسبه إلى جده فيقول: جندب بن سفيان وهو واحد

§جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ وَهُوَ الْعَلَقِيُّ وَعَلَقَةُ بَطْنٌ مِنْ بَجِيلَةَ وَبَعْضُهُمْ يَنْسُبُهُ إِلَى أَبِيهِ فَيَقُولُ: جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَبَعْضُهُمْ يَنْسُبُهُ إِلَى جَدِّهِ فَيَقُولُ: جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ وَهُوَ وَاحِدٌ

مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد , من الأزد وهو بيت الأزد بالكوفة. أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة بعد ذلك من ولده أبو مخنف لوط بن يحيى

§مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ مَازِنِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ سَعْدِ مَنَاةَ بْنِ غَامِدٍ , مِنَ الْأَزْدِ وَهُوَ بَيْتُ الْأَزْدِ بِالْكُوفَةِ. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ وَلَدِهِ أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى

الحارث بن حسان البكري

§الْحَارِثُ بْنُ حَسَّانَ الْبَكْرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ غَاصٌّ بِالنَّاسِ قَالَ: وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَإِذَا بِلَالٌ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ الْيَوْمَ؟ قَالُوا: §هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا

جابر بن أبي طارق الأحمسي من بجيلة وهو أبو حكيم بن جابر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

§جَابِرُ بْنُ أَبِي طَارِقٍ الْأَحْمَسِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ وَهُوَ أَبُو حَكِيمِ بْنُ جَابِرٍ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أبو حازم واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس من بجيلة وهو أبو قيس بن أبي حازم

§أَبُو حَازِمٍ وَاسْمُهُ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حُشَيْشِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ كَلْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ رُهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ مِنْ بَجِيلَةَ وَهُوَ أَبُو قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى أَبَا حَازِمٍ فِي الشَّمْسِ وَهُوَ يَخْطُبُ فَأَمَرَهُ أَوْ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يَتَحَوَّلَ

قطبة بن مالك من بني ثعلبة وهو عم زياد بن علاقة

§قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ وَهُوَ عَمُّ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ

معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو بن زعب بن مالك بن خفاف بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور

§مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جِرْوِ بْنِ زِعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: §بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبِي -[37]- وَجَدِّي وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي وَنَزَلَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفَةَ وَشَهِدَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ

طارق بن الأشيم الأشجعي وهو أبو أبي مالك، واسم أبي مالك سعد وروى طارق عن أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم

§طَارِقُ بْنُ الْأَشْيَمِ الْأَشْجَعِيُّ وَهُوَ أَبُو أَبِي مَالِكٍ، وَاسْمُ أَبِي مَالِكٍ سَعْدٌ وَرَوَى طَارِقٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

أبو مريم السلولي واسمه مالك بن ربيعة وهو أبو بريد بن أبي مريم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا من حديث عطاء بن السائب

§أَبُو مَرْيَمَ السَّلُولِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ أَبُو بُرَيْدِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ

حبشي بن جنادة بن نصر بن أسامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن , وأم جندل بن مرة سلول ابنة ذهل بن شيبان بن ثعلبة وبها يعرفون، أسلم حبشي وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي مشاهده

§حُبْشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَيْطِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَنْدَلِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ , وَأُمُّ جَنْدَلِ بْنِ مُرَّةَ سَلُولُ ابْنَةُ ذُهْلِ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَبِهَا يُعْرَفُونَ، أَسْلَمَ حُبْشِيٌّ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، قَالَ: عَادَ حُبْشِيَّ بْنَ جُنَادَةَ رَجُلٌ فَقَالَ: §مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ إِلَّا مَسِيرَكَ مَعَ عَلِيٍّ قَالَ: مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْهُ

دكين بن سعيد الخثعمي وبعضهم يقول ابن سعيد روى عنه قيس بن أبي حازم

§دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الْخَثْعَمِيُّ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ ابْنُ سَعِيدٍ رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ

برمة بن معاوية بن سفيان بن منقذ بن وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. وهو أبو قبيصة بن برمة الذي يروى عنه الحديث

§بُرْمَةَ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَهُوَ أَبُو قَبِيصَةَ بْنُ بُرْمَةَ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ

خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة

§خُرَيْمُ بْنُ الْأَخْرَمِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَاتِكِ بْنِ الْقَلِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: «يَا خُرَيْمُ لَوْلَا خَلَّتَانِ فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ» قَالَ: مَا هُمَا بِأَبِي وَأُمِّي؟ تَكْفِينِي وَاحِدَةٌ قَالَ: «§تُوَفِّي شَعْرَكَ وَتُسْبِلُ إِزَارَكَ» قَالَ: فَجَزَّ شَعْرَهُ وَرَفَعَ إِزَارَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ مُوسَى فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: كَانَ ابْنُهُ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ شَاعِرًا فَارِسًا شَرِيفًا وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الوافر] وَلَسْتُ بِقَاتِلٍ رَجُلًا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانِ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ -[39]- لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ جَهْلٍ وَطَيْشِ أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غَيْرِ حَقٍّ؟ ... فَلَسْتُ بِنَافِعِي مَا عِشْتُ عَيْشِي قَالَ: وَرَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ، قَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا وَعَهِدَا إِلَيَّ أَنْ لَا أُقَاتِلَ مُسْلِمًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَمَّنْ رَوَىَ عَنْهُ السِّيرَةَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ: إِنَّهُمَا لَمْ يَشْهَدَا بَدْرًا. قَالَ: وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: وَلَمْ يَشْهَدْهَا إِلَّا قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَحُلَفَاؤُهُمْ وَمَوَالِيهِمْ

ضرار بن الأزور واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وكان فارسا. وأسلم وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث اللقوح: دع داعي اللبن. وقاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة أشد القتال حتى قطعت ساقاه جميعا

§ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ وَاسْمُ الْأَزْوَرِ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَكَانَ فَارِسًا. وَأَسْلَمَ وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثَ اللَّقُوحِ: دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ. وَقَاتَلَ ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى قُطِعَتْ سَاقَاهُ جَمِيعًا فَجَعَلَ يَحْبُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيُقَاتِلُ وَتَطَؤُهُ الْخَيْلُ حَتَّى غَلَبَهُ الْمَوْتُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مَكَثَ ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ بِالْيَمَامَةِ مَجْرُوحًا قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِيَوْمٍ فَمَاتَ وَقَدْ كَانَ قَالَ قَصِيدَتَهُ الَّتِي عَلَى الْمِيمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ غَيْرِهِ

فرات بن حيان بن ثعلبة بن عبد العزى بن حبيب بن حبة بن ربيعة بن سعد بن عجل وقد كان حليفا لبني سهم , نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني عجل وله عقب بالكوفة

§فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَبَّةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عِجْلٍ وَقَدْ كَانَ حَلِيفًا لِبَنِي سَهْمٍ , نَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي بَنِي عِجْلٍ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ

يعلى بن مرة بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف وهو الذي يقال له: يعلى ابن سيابة وهى أمه أو جدته

§يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: يَعْلَى ابْنُ سَيَّابَةَ وَهَى أُمُّهُ أَوْ جَدَّتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ عَمْرٍو أَوْ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ الثَّقَفِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَخَلِّقًا فَقَالَ: «أَلَكَ امْرَأَةٌ؟» قُلْتُ: لَا قَالَ: «§اغْسِلْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ لَا تَعُدْ» قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَخَيْبَرَ وَفَتْحَ مَكَّةَ وَغَزْوَةَ الطَّائِفِ وَحُنَيْنًا

عمارة بن رويبة الثقفي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قبل غروب الشمس

§عُمَارَةُ بْنُ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ

عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي من رهط الحجاج بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو خالد يزيد الأسدي , قال: حدثنا عون بن أبي جحيفة السوائي، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، قال: انطلقت إلى رسول

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ مِنْ رَهْطِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الْأَسَدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُوَائِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ , مَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلْنَا عَلَيْهِ، فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا

عتبة بن فرقد وهو يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان شريفا نزل الكوفة ويقال لهم الفراقدة

§عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ وَهُوَ يَرْبُوعُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ. صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ شَرِيفًا نَزَلَ الْكُوفَةَ وَيُقَالُ لَهُمُ الْفَرَاقِدَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُمَّالِهِ: §لَا تَجِدُوا خَاتَمًا فِيهِ نَقْشٌ عَرَبِيُّ إِلَّا كَسَرْتُمُوهُ قَالَ: فَوُجِدَ فِي خَاتَمِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ عُتْبَةُ الْعَامِلُ فَكُسِرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى عَلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَمِيصًا طَوِيلَ الْكُمِّ فَدَعَا بِالشَّفْرَةِ لِيَقْطَعَهُ مِنْ عِنْدِ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ فَقَالَ عُتْبَةُ: §يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَسْتَحْيِي أَنْ تَقْطَعَهُ، وَأَنَا أَقْطَعُهُ فَتَرَكَهُ

عبيد بن خالد السلمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه آخى بين رجلين فمات أحدهما قبل صاحبه

§عُبَيْدُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ آخَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ

طارق بن عبد الله المحاربي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا بزق أحدكم فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه "

§طَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ إِذْ مَرَّ عَلَيَّ رَجُلٌ شَابٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ بُرْدٍ أَحْمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا " وَرَجُلٌ خَلْفَهُ يَرْمِيهِ قَدْ أَدْمَى عُرْقُوبَيْهِ وَسَاقَيْهِ يَقُولُ: إِنَّهُ كَذَّابٌ فَلَا تُطِيعُوهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلَامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَهَذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى

فَلَمَّا هَاجَرَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَسْلَمَ النَّاسُ ارْتَحَلْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ مَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا , فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ أَدْنَى حِيطَانِهَا نَزَلْنَا نَلْبَسُ ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِنَا , وَإِذَا بِرَجُلٍ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قُلْنَا: نُرِيدُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ قَالَ: وَمَا حَاجَتُكُمْ فِيهَا؟ قُلْنَا: نَمِيرُ أَهْلَنَا مِنْ تَمْرِهَا قَالَ: وَلَنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ قَائِمٌ مَخْطومٌ فَقَالَ: §أَتَبِيعُونَ جَمَلَكُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: بِكَمْ؟ قُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ , قَالَ: فَمَا اسْتَنْقَصَنَا مِمَّا قُلْنَا لَهُ شَيْئًا ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ خِطَامَ الْجَمَلِ فَأَدْبَرَ بِهِ , فَلَمَّا تَوَلَّى عَنَّا بِالْخِطَامِ قُلْنَا: وَاللَّهِ مَا صَنَعْنَا شَيْئًا وَمَا بِعْنَا مَنْ لَا يُعْرَفُ. قَالَ: تَقُولُ الْمَرْأَةُ الْجَالِسَةُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا كَأَنَّ وَجْهَهُ شُقَّةُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ

لَا يَظْلِمُكُمْ وَلَا يَغْدِرُ بِكُمْ وَأَنَا ضَامِنَةٌ لِثَمَنِ جَمَلِكُمْ فَأَتَانَا رَجُلٌ فَقَالَ: «أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ هَذَا تَمْرُكُمْ فَكُلُوا وَاشْبَعُوا وَاكْتَالُوا» قَالَ: فَأَكَلْنَا وَاكْتَلْنَا وَاسْتَوْفَيْنَا وَشَبِعْنَا

ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَسَمِعْنَا مِنْ قَوْلِهِ يَقُولُ: «§تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ , وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , أُمِّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتِكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ» فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو يَرْبُوعٍ قَتَلُوا مِنَّا رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعْدِنَا عَلَيْهِمْ قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا إِنَّ أُمًّا لَا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ أَلَا إِنَّ أُمًّا لَا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ» ثَلَاثًا

ابن أبي شيخ المحاربي

§ابْنُ أَبِي شَيْخٍ الْمُحَارِبِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ حَدَّثَنِي امْرُؤُ الْقَيْسِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَحِيرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§يَا مَعْشَرَ مُحَارِبٍ نَصَرَكُمُ اللَّهُ لَا تَسْقُونِي حَلْبَ امْرَأَةٍ» قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: قَالَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ فَرَأَيْتُ امْرَأَ الْقَيْسِ إِذَا أُتِيَ بِشِيرَازَ قَالَ: جِلَابُ امْرَأَةٍ هَذَا؟

عبيدة بن خالد المحاربي وهو عم عمة الأشعث بن سليم

§عُبَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمُحَارِبِيُّ وَهُوَ عَمُّ عَمَّةِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِيَ تُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهَا، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِالْمَدِينَةِ -[44]- إِذَا إِنْسَانٌ يَقُولُ: «§ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ» قَالَ: فَالْتَفَتٌّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ فَقَالَ: «أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ» فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ وَاسْمُهُ عُبَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ يَعْنِي عَمَّهَا

سالم بن عبيد الأشجعي روى عن أبي بكر الصديق في السحور ونزل الكوفة بعد ذلك

§سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَشْجَعِيُّ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي السَّحُورِ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ

نوفل الأشجعي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أردت أن تنام فاقرأ قل يا أيها الكافرون. فإنها براءة من الشرك " وهو أبو سحيم بن نوفل

§نَوْفَلٌ الْأَشْجَعِيُّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنَامَ فَاقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» وَهُوَ أَبُو سُحَيْمِ بْنُ نَوْفَلٍ

سلمة بن نعيم الأشجعي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ونزل الكوفة بعد وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من لقي الله ولم يشرك به شيئا دخل الجنة "

§سَلَمَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَسَمِعَ مِنْهُ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدُ وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ»

شكل بن حميد العبسي وهو أبو شتير بن شكل وحديثه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر منيي "

§شَكَلُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْسِيُّ وَهُوَ أَبُو شُتَيْرِ بْنُ شَكَلٍ وَحَدِيثُهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي وَمِنْ شَرٍّ مَنِيِّي»

الأسود بن ثعلبة اليربوعي قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: " لا يجني جان إلا على نفسه "

§الْأَسْوَدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْيَرْبُوعِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: «لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ»

رشيد بن مالك السعدي ويكنى أبا عميرة

§رُشَيْدُ بْنُ مَالِكٍ السَّعْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمِيرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ ابْنَةُ طَلْقٍ، امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ , عَنْ جَدِّي أَبِي عَمِيرَةَ رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَقَالَ: «مَا هَذَا أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ صَدَقَةٌ , قَالَ: فَقَدِّمْهَا إِلَى الْقَوْمِ , قَالَ: وَالْحَسَنُ يَتَعَفَّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ ثُمَّ قَذَفَهَا ثُمَّ قَالَ: «§إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ»

الفجيع بن عبد الله بن حندج بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري

§الْفُجَيْعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنْدُجِ بْنِ الْبَكَّاءِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْعَامِرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُقْبَةَ الْعَامِرِيُّ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ الْفُجَيْعِ الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ . قَالَ: «مَا طَعَامُكُمْ؟» قُلْنَا: نَغْتَبِقُ وَنَصْطَبِحُ فَسَّرَهُ لِي عُقْبَةُ: قَدَحٌ غُدْوَةً وَقَدَحٌ عَشِيَّةً قَالَ: «§ذَاكَ وَأَبِي الْجُوعُ» فَأَحَلَّ لَهُمُ الْمَيْتَةَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ

عتاب بن شمير

§عَتَّابُ بْنُ شُمَيْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ جَابِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَإِخْوَةً فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ فَعَسَى أَنْ يُسْلِمُوا فَآتِيَكَ بِهِمْ قَالَ: «§إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ , وَإِنْ هُمْ أَقَامُوا فَالْإِسْلَامُ وَاسِعٌ أَوْ عَرِيضٌ»

ذو الجوشن الضبابي قال: قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: اسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قال: وقال غيره: اسمه جوشن بن ربيعة الكلابي وهو أبو شمر بن ذي الجوشن الذي شهد قتل الحسين بن علي وكان شمر

§ذُو الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيُّ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: اسْمُهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ الْأَعْوَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضِّبَابُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْمُهُ جَوْشَنُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ وَهُوَ أَبُو شِمْرِ بْنِ ذِي الْجَوْشَنِ الَّذِي شَهِدَ قَتْلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ شِمْرٌ يُكْنَى -[47]- أَبَا السَّابِغَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم جَوْشَنُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ وَأَهْدَى إِلَيْهِ فَرَسًا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ قَالَ: وَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ بِعْتَنِيهِ بِالْمُخَيَّرَاتِ مِنْ أَدْرَاعِ بَدْرٍ» ثُمَّ قَالَ لَهُ: «يَا ذَا الْجَوْشَنِ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ هَذَا الْأَمْرِ؟» قَالَ: لَا , قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟» قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمَكَ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ وَقَاتَلُوكَ فَأَنْظُرُ فَإِنْ ظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ آمَنْتُ بِكَ وَاتَّبَعْتُكَ وَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ لَمْ أَتَّبِعْكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا ذَا الْجَوْشَنِ §لَعَلَّكَ إِنْ بَقِيَتَ قَرِيبًا أَنْ تَرَى ظُهُورِي عَلَيْهِمْ» قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِضَرِيَّةٍ إِذْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَاكِبٌ مِنْ قِبَلِ مَكَّةَ فَقُلْنَا: مَا الْخَبَرُ وَرَاءَكَ؟ قَالَ: ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: فَكَانَ ذُو الْجَوْشَنِ يَتَوَجَّعُ عَلَى تَرْكِهِ الْإِسْلَامَ حِينَ دَعَاهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ فَخُذْهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ» فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأَقِيضَكَ الْيَوْمَ فَرَسًا بِدِرْعٍ

وَرَوَى غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ هَذَا الْحَدِيثَ أَتَمَّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا الْقَرْحَاءُ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ قَالَ: «§لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» ثُمَّ قَالَ: «يَا ذَا الْجَوْشَنِ أَلَا تُسْلِمُ فَتَكُونُ مِنْ أَوَّلِ -[48]- هَذَا الْأَمْرِ» قَالَ: لَا , قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ قَالَ: «فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ؟» قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنِي قَالَ: فَإِنِّي لَكَ بِهَذَا إِنْ تَغْلِبَ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنِهَا قَالَ: «لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ تَرَى ذَلِكَ» ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ» قَالَ: فَلَمَّا أَدْبَرْتُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي بِأَهْلِي بِالْعَوْدِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ غَلَبَ مُحَمَّدٌ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنِهَا , قَالَ: قُلْتُ هَبِلَتْنِي أُمِّي وَلَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا

غالب بن أبجر المزني

§غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ الْمُزَنِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ غَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي شَيْءٌ أُطْعِمُ أَهْلِي إِلَّا سَمِينَ حُمُرِي وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنَا السَّنَةُ وَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي أَنْ أُطْعِمَ أَهْلِي إِلَّا سِمَانَ حُمُرِي وَإِنَّكَ حَرَّمْتَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَقَالَ: «§أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ إِنَّمَا حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ الْقَرْيَةِ»

عامر أبو هلال بن عامر المزني

§عَامِرٌ أَبُو هِلَالِ بْنُ عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ

الأغر المزني ويقال الجهني

§الْأَغَرُّ الْمُزَنِيُّ وَيُقَالُ الْجُهَنِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ الْأَغَرُّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ»

هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب من بني الحارث بن كعب

§هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ دُرَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الضِّبَابِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ , قَالَ: وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ قَالَ: فَأَخَذُوا يُكَنُّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ قَالَ: فَقَالَ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ يُكَنِّيكَ هَؤُلَاءِ أَبَا الْحَكَمِ؟» قَالَ: لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ أَمْرُ تَشَاجُرٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: " §أَلَكَ وَلَدٌ فَقُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: «فَأَيُّهُمْ أَكْبَرُ» . قُلْتُ: شُرَيْحٌ , قَالَ: فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ

أبو سبرة واسمه يزيد بن مالك بن عبد الله بن الذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج , وهو جد خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة

§أَبُو سَبْرَةَ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ مُرَّانِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ , وَهُوَ جَدُّ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَدِمَ جَدِّي الْمَدِينَةَ فَوُلِدَ أَبِي فَسَمَّاهُ عَزِيزًا , فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§بَلْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، يَقُولُ: لَمَّا وُلِدَ أَبِي سَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا , فَأَتَى جَدِّي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «§اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ»

المسور بن يزيد الأسدي

§الْمِسْوَرُ بْنُ يَزِيدَ الْأَسَدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْكَاهِلِيُّ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مِسْوَرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: «§فَهَلْ أَذْكَرْتَنِيهَا إِذًا»

بشير بن الخصاصية واسمه زحم بن معبد السدوسي

§بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَّةِ وَاسْمُهُ زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ السَّدُوسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي إِيَادِ بْنُ لَقِيطٍ السَّدُوسِيُّ، وَهُوَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ تَقُولُ: «§رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمَّاهُ بَشِيرًا وَكَانَ اسْمُهُ قَبْلَ ذَلِكَ زَحْمًا»

نمير أبو مالك الخزاعي

§نُمَيْرٌ أَبُو مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى يُشِيرُ فِي الصَّلَاةِ بِإِصْبَعِهِ»

أبو رمثة التيمي واسمه حبيب بن حيان

§أَبُو رَمْثَةَ التَّيْمِيُّ وَاسْمُهُ حَبِيبُ بْنُ حَيَّانَ

أبو أمية الفزاري

§أَبُو أُمَيَّةَ الْفَزَارِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْفَزَارِيَّ، قَالَ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. يَحْتَجِمُ»

خزيمة بن ثابت بن الفاكه الخطمي من الأنصار ويكنى أبا عمارة وهو ذو الشهادتين , وقدم الكوفة مع علي بن أبي طالب فلم يزل معه حتى قتل بصفين سنة سبع وثلاثين وله عقب

§خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ الْخَطْمِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ وَيُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ وَهُوَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ , وَقَدِمَ الْكُوفَةَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى قُتِلَ بِصِفِّينَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَلَهُ عَقِبٌ

مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف وهو الذي روى الكوفيون أنه جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا سورة أو سورتين منه وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان وليس له عقب

§مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ الَّذِي رَوَى الْكُوفِيُّونَ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا سُورَةً أَوْ سُورَتَيْنِ مِنْهُ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

ثابت بن وديعة بن خذام من بني عمرو بن عوف وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث وكان قد نزل الكوفة بأخرة

§ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ خِذَامٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ الْكُوفَةَ بِأَخَرَةٍ

سعد بن بجير بن معاوية وهو الذي يقال له سعد بن حبتة وهو من بجيلة , حليف لبني عمرو بن عوف استصغر يوم أحد ونزل الكوفة ومات بالكوفة وصلى عليه زيد بن أرقم فكبر عليه خمسا ومن ولده خنيس بن سعد بن حبتة صاحب شهار سوج خنيس بالكوفة , ومن ولده أيضا أبو يوسف القاضي

§سَعْدُ بْنُ بُجَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ حَبْتَةَ وَهُوَ مِنْ بَجِيلَةَ , حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ اسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ وَصَلَّى عَلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ خَمْسًا وَمِنْ وَلَدِهِ خُنَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَبْتَةَ صَاحِبُ شَهارَ سُوجِ خُنَيْسٍ بِالْكُوفَةِ , وَمِنْ وَلَدِهِ أَيْضًا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي اسْمُهُ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حَبْتَةَ

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم. من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ويكنى أبا عبد الملك وكان علي بن أبي طالب قد ولاه مصر ثم عزله عنها فقدم قيس المدينة ثم لحق بعلي بالكوفة فلم يزل معه وكان على شرطة الخميس

§قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ. مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ وَلَّاهُ مِصْرَ ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا فَقَدِمَ قَيْسٌ الْمَدِينَةَ ثُمَّ لَحِقَ بِعَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ الْخَمِيسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَرِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ عَلَى شُرْطَةِ الْخَمِيسِ قَالَ: §ثُمَّ أَتَى دِجْلَةَ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْأَصَابِعِ عَلَى الْخُفِّ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَأَمَّ النَّاسَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مَعَ عَلِيٍّ حَتَّى قُتِلَ عَلِيٌّ فَصَارَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَوَجَّهَهُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ يُرِيدُ الشَّامَ ثُمَّ صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ قَيْسٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

النعمان بن بشير بن سعد من بني الحارث بن الخزرج وأمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة من بني الحارث بن الخزرج ويكنى النعمان أبا عبد الله وكان أول مولود من الأنصار ولد بالمدينة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة

§النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى النُّعْمَانَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُلِدَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا فِي رِوَايَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَمَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ فَيَرْوُونَ عَنْهُ رِوَايَةً كَثِيرَةً يَقُولُ فِيهَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَكْبَرُ سِنًّا مِمَّا رَوَى أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي مَوْلِدِهِ وَكَانَ وَلِيَ الْكُوفَةِ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَقَامَ بِهَا وَكَانَ عُثْمَانَيًّا ثُمَّ عَزَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَصَارَ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ دَعَا النُّعْمَانُ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ عَامِلًا عَلَى حِمْصَ , فَلَمَّا قُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بِمَرْجٍ رَاهِطٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ هَرَبَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ مِنْ حِمْصَ فَطَلَبَهُ أَهْلُ حِمْصَ فَأَدْرَكُوهُ فَقَتَلُوهُ وَاحْتَزُّوا رَأْسَهُ وَوَضَعُوهُ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ الْكَلْبِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، §أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ وَاللَّهِ مِنْ أَخْطَبَ مَنْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا يَتَكَلَّمُ

أبو ليلى واسمه بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح من بني عمرو بن عوف وهو أبو عبد الرحمن بن أبي ليلى , ولأبي ليلى دار بالكوفة في جهينة , وأخوه عمرو بن بليل بن أحيحة بن الجلاح من بني عمرو بن عوف

§أَبُو لَيْلَى وَاسْمُهُ بِلَالُ بْنُ بُلَيْلِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى , وَلِأَبِي لَيْلَى دَارٌ بِالْكُوفَةِ فِي جُهَيْنَةَ , وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ بُلَيْلِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

شيبان جد أبي هبيرة وكان من الأنصار

§شَيْبَانُ جَدُّ أَبِي هُبَيْرَةَ وَكَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ قَالَ: جِئْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَجَلَسْتُ إِلَى حُجْرَةٍ مِنْهَا قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَنَحْنُحِي فَقَالَ: «أَبُو يَحْيَى؟» فَقُلْتُ: أَبُو يَحْيَى. قَالَ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ» فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ: «وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَصُومَ، §إِنَّ مُؤَذِّنَنَا أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ وَفِي عَيْنِهِ سُوءٌ أَوْ شَيْءٌ»

قيس بن أبي غرزة الأنصاري

§قَيْسُ بْنُ أَبِي غَرَزَةَ الْأَنْصَارِيُّ

حنظلة بن الربيع الكاتب من بني تميم ثم من بني أسيد بن عمرو بن تميم. قال محمد بن عمر: كتب للنبي صلى الله عليه وسلم مرة كتابا فسمي بذلك الكاتب وكانت الكتابة في العرب قليلا

§حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكَاتِبُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَتَبَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّةً كِتَابًا فَسُمِّيَ بِذَلِكِ الْكَاتِبَ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا

وأخوه رياح بن الربيع روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

§وَأَخُوهُ رِيَاحُ بْنُ الرَّبِيعِ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

معقل بن سنان الأشجعي قتل يوم الحرة صبرا في ذي الحجة سنة ثلاث وستين

§مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ صَبْرًا فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

عدي بن عميرة الكندي نزل الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه قيس بن أبي حازم وهو أبو عدي بن عدي بن عميرة صاحب عمر بن عبد العزيز

§عَدِيُّ بْنُ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيُّ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ وَهُوَ أَبُو عَدِيِّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ صَاحِبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

مرداس بن مالك الأسلمي روى عنه قيس بن أبي حازم

§مِرْدَاسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ

عبد الرحمن بن حسنة الجهني

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنَةَ الْجُهَنِيُّ

عبد الله أبو المغيرة

§عَبْدُ اللَّهِ أَبُو الْمُغِيرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ: وَقَدْ وُصِفَ لِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى الطَّرِيقِ بِعَرَفَاتٍ فَجَعَلَتِ الْمَوَاكِبُ تَمُرُّ عَلَيَّ حَتَّى رُفِعَ لِي مَوْكِبٌ كَثِيرُ الْأَهْلِ فَنَظَرْتُ فَعَرَفْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَسْطَهُمْ بِالْوَصْفِ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي هَتَفَ بِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ثُمَّ قَالَ: خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§دَعُوا الرَّجُلَ فَأَرِبَ مَا لَهُ» قَالَ: فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِخِطَامِهَا فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ قَالَ: «وَذَلِكَ أَعْمَلَكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاعْقِلْ إِذًا , تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لِلنَّاسِ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ عَنِ الرَّاحِلَةِ»

أبو شهم

§أَبُو شَهْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا بَطَّالًا فَمَرَّتْ بِهِ جَارِيَةٌ بِالْمَدِينَةِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى خَاصِرَتِهَا قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَدِ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ قَالَ: فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ: «§أَصَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ أَمْسِ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَعُودُ قَالَ: «فَنَعَمْ إِذًا» قَالَ: فَبَايَعَهُ

أبو الخطاب

§أَبُو الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُوَيْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ أَبُو الْخَطَّابِ وَسُئِلُ عَنِ الْوِتْرِ قَالَ: " أُحِبُّ أَنْ أُوتِرَ نِصْفَ اللَّيْلِ , §إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ارْتَفَعَ "

حريز أو أبو حريز

§حَرِيزٌ أَوْ أَبُو حَرِيزٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبُّ هَذِهِ الدَّارِ حَرِيزٌ أَوْ أَبُو حَرِيزٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِمِنًى وَهُوَ يَخْطُبُ §فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى مِيثَرَتِهِ فَإِذَا مَسْكُ ضَأْنِيَّةٍ

الرسيم

§الرَّسِيمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ غَسَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ الرَّسِيمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَفَدْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْأَشْرِبَةِ فِي الظُّرُوفِ فَنَهَانَا عَنْهَا قَالَ: ثُمَّ إِنَّا رَجَعْنَا -[58]- إِلَيْهِ قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ وَخِمَةٌ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اشْرَبُوا فِيمَ شِئْتُمْ مَنْ شَاءَ أَوْكَأَ سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ»

ابن سيلان

§ابْنُ سِيلَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الطَّحَّانُ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «§تَبَارَكْتَ، تُرْسِلُ عَلَيْهِمُ الْفِتَنَ»

أبو طيبة صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أَبُو طَيْبَةَ صَاحِبُ مِنْحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أَبُو سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَابْنُ جَابِرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ الْأَسْوَدُ، عَنْ أَبِي سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَقِيتُهُ فِي مَسْجِدٍ بِالْكُوفَةِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§بَخٍ بَخٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ»

رجل من بني تغلب وهو جد حرب بن هلال الثقفي من قبل أمه

§رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ وَهُوَ جَدُّ حَرْبِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي أُمِّهِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَلَّمَنِي شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَحَفِظْتُ إِلَّا الْعُشُورَ فَقُلْتُ: أَعْشُرُهُمْ؟ فَقَالَ: «§لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ , إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» ، قَالَ: يَعْنِي بِالْعُشُورِ الْجِزْيَةَ

جد طلحة بن مصرف الإيامي

§جَدُّ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْإِيَامِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ الْبُرِّيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسَحَ رَأْسَهُ هَكَذَا، وَوَصَفَ ذَلِكَ يَزِيدُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا فَبَدَأَ §فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَجَرَّ يَدَيْهِ إِلَى قَفَاهُ حَتَّى أَمَرَّهُمَا عَلَى سَوَالِفِهِ إِلَى بَطْنِ لِحْيَتِهِ , قَالَ يَزِيدُ: وَأَنَا آخِذٌ بِهَا

أبو مرحب

§أَبُو مَرْحَبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحَبٍ، قَالَ: §لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ عِنْدَنَا وَلَا يُعْرَفُ أَبُو -[60]- مَرْحَبٍ , وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا وَعِنْدَ أَهْلِ بَلَدِنَا مَا حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: هُمْ أَرْبَعَةٌ الَّذِينَ وَلُوا غُسْلَهُ وَإِجْنَانَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ وَرَحْمَتَهُ: الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَشُقْرَانُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ

قيس بن الحارث الأسدي وهو جد قيس بن الربيع

§قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَسَدِيُّ وَهُوَ جَدُّ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ ثَمَانِي نِسْوَةٍ §فَأَمَرَهُ يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا

الفلتان بن عاصم الجرمي وهو خال عاصم بن كلاب الجرمي

§الْفَلَتَانُ بْنُ عَاصِمٍ الْجَرْمِيُّ وَهُوَ خَالُ عَاصِمِ بْنِ كِلَابٍ الْجَرْمِيِّ

عمرو بن الأحوص وهو أبو سليمان وأم سليمان أم جندب الأزدية التي روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حصى الجمار مثل حصى الخذف

§عَمْرُو بْنُ الْأَحْوَصِ وَهُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ وَأُمُّ سُلَيْمَانَ أُمُّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةُ الَّتِي رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَصَى الْجِمَارِ مِثْلُ حَصَى الْخَذْفِ

نقادة الأسدي وهو ابن عبد الله بن خلف بن عميرة بن مري بن سعد بن مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعثه إلى رجل يستمنحه ناقة له وأن الرجل رده

§نُقَادَةُ الْأَسَدِيُّ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مُرَيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ بَعَثَهُ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ نَاقَةً لَهُ وَأَنَّ الرَّجُلَ رَدَّهُ

المستورد بن شداد بن عمرو من بني محارب بن فهر

§الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي الْمُسْتَوْرِدُ، أَخُو بَنِي فِهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: يَعْنِي الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَحَدَّثَ الْمُسْتَوْرِدُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ كَانَ الْمُسْتَوْرِدُ غُلَامًا يَوْمَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَرَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ

محمد بن صفوان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه من حديث الشعبي حديثا في الأرنب

§مُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ حَدِيثًا فِي الْأَرْنَبِ

محمد بن صيفي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في عاشوراء

§مُحَمَّدُ بْنُ صَيْفِيٍّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي عَاشُورَاءَ

وهب بن خنبش الطائي

§وَهْبُ بْنُ خَنْبَشٍ الطَّائِيُّ

مالك بن عبد الله الخزاعي وحديثه قال: " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم أصل خلف إمام كان أوجز صلاة منه "

§مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ وَحَدِيثُهُ قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ أُصَلِّ خَلْفَ إِمَامٍ كَانَ أَوْجَزَ صَلَاةً مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِشْرٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §فَمَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إِمَامٍ يَؤُمُّ النَّاسَ أَخَفَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أبو كاهل الأحمسي من بجيلة واسمه قيس بن عائذ , قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة , وحبشي ممسك بخطامها

§أَبُو كَاهِلٍ الْأَحْمَسِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَائِذٍ , قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ , وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا

عمرو بن خارجة بن المنتفق الأسدي

§عَمْرُو بْنُ خَارِجَةَ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْأَسَدِيُّ

الصنابح بن الأعسر الأحمسي من بجيلة

§الصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ الْأَحْمَسِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ

مالك بن عمير ويكنى أبا صفوان

§مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ وَيُكْنَى أَبَا صَفْوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَفْوَانَ مَالِكَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَسَدِيَّ يَقُولُ: «§قَدِمْتُ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَرَى مِنِّي رِجْلَيْ سَرَاوِيلَ فَأَرْجَحَ لِي»

عمير ذو مران وهو جد مجالد بن سعيد الهمداني وهو الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة

§عُمَيْرُ ذُو مُرَّانَ وَهُوَ جَدُّ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْكُوفَةَ

أبو جحيفة السوائي واسمه وهب بن عبد الله من بني سواءة بن عامر بن صعصعة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث قال محمد بن سعد: وسمعت من يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض ولم يبلغ أبو جحيفة الحلم، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وتوفي

§أَبُو جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ وَاسْمُهُ وَهْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ -[64]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ وَلَمْ يَبْلُغْ أَبُو جُحَيْفَةَ الْحُلُمَ، وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَسَمِعَ مِنْهُ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ

طارق بن زياد الجعفي

§طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الْجُعْفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §إِنَّ لَنَا نَخْلًا وَكَرْمًا، فَنَعْصِرُ؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ: مَرْضَانَا يَعْنِي نُدَاوِي بِهِ قَالَ: «هُوَ دَاءٌ» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: هُوَ طَارِقُ بْنُ سُوَيْدٍ

أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني

§أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيُّ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ: §أَدْرَكْتُ ثَمَانِي سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رَأَى أَبُو الطُّفَيْلِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَوَصَفَهُ

الجحدمة

§الْجُحْدُمَةُ

قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنِ الْجُحْدُمَةِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَبِرَأْسِهِ رَدْعُ الْحِنَّاءِ»

يزيد بن نعامة الضبي

§يَزِيدُ بْنُ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ، قَالَ: وَقَدْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ «§إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ فَإِنَّهُ أَوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ»

أبو خلاد وكانت له صحبة

§أَبُو خَلَّادٍ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي خَلَّادٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِي زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ»

الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن روى عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِمَّنْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نقر بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار ابن بجيلة وهي أمه وهي ابنة صعب بن سعد العشيرة بها يعرفون

§طَارِقُ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ نُقُرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ رُهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ ابْنِ بَجِيلَةَ وَهِيَ أُمُّهُ وَهِيَ ابْنَةُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ بِهِا يُعْرَفُونَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ - زَادَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ فِي الْحَدِيثِ وَعُمَرَ - بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ بَيْنَ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ وَقَالَ: قَالَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ قَالَ: وَقَدْ رَوَى طَارِقٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَخِيهِ أَبِي عَزْرَةَ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ , وَكَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ سَلْمَانَ

قيس بن أبي حازم واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو بن لؤي من أحمس، وقد روى قيس بن أبي حازم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وخباب وخالد بن الوليد وحذيفة وأبي هريرة

§قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَاسْمُهُ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حُشَيْشِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ كَلْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُؤَيٍّ مِنْ أَحْمَسَ، وَقَدْ رَوَى قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَخَبَّابٍ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ 6508 قَيْسًا، يَقُولُ: إِنَّهُ §شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ قَالَ: فَخَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ وَأَنَا فِيهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ حَضَرَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَوَّلَ أَمْرِ الْعِرَاقِ حِينَ صَالَحَ خَالِدٌ أَهْلَ الْحِيرَةِ وَهَذَا كُلُّهُ يُنْسَبُ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّهُ §أَوْصَى أَنْ يُسَلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

رافع بن أبي رافع الطائي وهو رافع بن عمرو ويقال: ابن عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو بن محضب بن حزمر بن لبيد بن سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل من طيئ، وكان يقال له: رافع الخير، غزا مع عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل حين بعثه إليها رسول الله صلى الله عليه

§رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُّ وَهُوَ رَافِعُ بْنُ عَمْرٍو وَيُقَالُ: ابْنُ عَمِيرَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مِحْضَبِ بْنِ حِزْمِرِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ سِنْبِسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ ثُعْلٍ مِنْ طَيِّئٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: رَافِعُ الْخَيْرِ، غَزَا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -[68]- غَزْوَةَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ حِينَ بَعَثَهُ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَغَزَا مَعَ عَمْرٍو هَذِهِ الْغَزَاةَ , وَفِيهَا صَحِبَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَرَوَى عَنْهُ , وَرَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ وَلَمْ يَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ كَانَ دَلِيلَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ تَوَجَّهَ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ فَسَلَكَ بِهِمُ الْمَفَازَةَ فَقِيلَ فِيهِ: [البحر الرجز] لِلَّهِ دَرُّ رَافِعٍ أَنَّى اهْتَدَى ... فَوَّزَ مِنْ قُرَاقِرٍ إِلَى سِوَى خَمْسًا إِذَا مَا سَارَهَا الْجِبْسُ بَكَى ... مَا سَارَهَا قَبْلَكَ مِنْ إِنْسٍ أُرَى ثُمَّ صَارَ رَافِعٌ فِي آخِرِ زَمَانِهِ عَرِيفَ قَوْمِهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ

سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد عليه فوجده وقد قبض , فصحب أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وشهد مع علي صفين , وسمع من عبد الله بن

§سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بْنَ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ وَدَاعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حُرَيْمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَوَفَدَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ وَقَدْ قُبِضَ , فَصَحِبَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ , وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُثْمَانَ شَيْئًا , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقَرَأْتُ فِي عَهْدِهِ فَإِذَا فِيهِ أَنْ لَا يُفَرَّقَ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ مُلَمْلَمَةٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ بِنَاقَةٍ دُونَهَا فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا , ثُمَّ قَالَ: «§أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَخَذْتُ خِيَارَ إِبِلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: §أَخَذَ بِيَدِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: «يَا أَبَا أُمَيَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ نُفَاعَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ كَانَ يُؤَذِّنُ بِالْهَاجِرَةِ فَسَمِعَهُ الْحَجَّاجُ، وَهُوَ بِالدَّيْرِ فَقَالَ: ائْتُونِي بِهَذَا الْمُؤَذِّنِ فَأَتَى سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَقَالَ: §مَا حَمَلَكَ عَلَى الصَّلَاةِ بِالْهَاجِرَةِ؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُهَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: لَا تُؤَذِّنْ لِقَوْمِكَ وَلَا تَؤُمَّهُمْ وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ فِيهِ وَعُثْمَانُ. قَالَ: فَقَالَ الْحَجَّاجُ: اطْرَحُوهُ عَنِ الْأَذَانِ وَعَنِ الْأُمِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ «أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ §كَانَ مُتَوَارِيًا أَيَّامَ الْحَجَّاجِ فَكَانُوا يُصَلُّونَ الظُّهْرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: «§كَانَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ يَمُرُّ بِنَا فِي الْمَسْجِدِ إِلَى امْرَأَةٍ لَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ هَاهُنَا وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ , وَرُبَّمَا رَكَعَ وَرُبَّمَا لَمْ يَرْكَعْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، §أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ كَفَّنَ الْأُبَيْرِقَ بْنَ مَالِكٍ فِي ثَوْبَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: أَوْصَى سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ قَالَ: «§إِذَا مِتُّ فَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا وَلَا تُقَرِّبُوا -[70]- قَبْرِي جَصًا وَلَا آجُرًّا , وَلَا عُودًا وَلَا تَصْحَبْنِي امْرَأَةٌ وَلَا تُكَفِّنُونِي إِلَّا فِي ثَوْبِي» قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: تُوُفِّيَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: «§مَاتَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً»

الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج , ويكنى أبا عمرو وهو ابن أخي علقمة بن قيس , وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة وذكر أنه ذهب بمهر أم علقمة إليها , بعث به معه جده. وروى الأسود عن أبي بكر

§الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ كَهْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجٍ , وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ , وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ أَكْبَرَ مِنْ عَلْقَمَةَ وَذَكَرَ أَنَّهُ ذَهَبَ بِمَهْرِ أُمِّ عَلْقَمَةَ إِلَيْهَا , بَعَثَ بِهِ مَعَهُ جَدُّهُ. وَرَوَى الْأَسْوَدُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ جَرَّدَ مَعَهُ الْحَجَّ وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَمِعَ مِنْهُ بِالْيَمَنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ , حِينَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ وَرَوَى عَنْ سَلْمَانَ وَأَبِي مُوسَى وَعَائِشَةَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عُثْمَانَ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: «§كَانَ الْأَسْوَدُ يَصُومُ الدَّهْرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: " إِنْ كَانَ الْأَسْوَدُ §لَيَصُومُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ الَّذِي إِنَّ الْجَمَلَ الْجَلْدَ الْأَحْمَرَ لَيُرَنِّحُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ الْأَسْوَدَ، §كَانَ يَصُومُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ حَتَّى يَسْوَدَّ لِسَانُهُ -[71]- مِنَ الْحَرِّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ رِيَاحٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: «§كَانَ الْأَسْوَدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ مِنَ الْعَطَشِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ وَنَحْنُ يَشْرَبُ أَحَدُنَا مِرَارًا قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، أَنَّ عَلْقَمَةَ كَانَ يَقُولُ لِلْأَسْوَدِ: §لِمَا تُعَذِّبُ هَذَا الْجَسَدَ؟ فَيَقُولُ: «إِنَّمَا أُرِيدُ لَهُ الرَّاحَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ قَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مِنَ الصَّوْمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ النَّخَعِيِّ، قَالَ: «سَافَرْتُ مَعَ الْأَسْوَدِ إِلَى مَكَّةَ §فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نَزَلَ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ وَإِنْ كَانَ عَلَى حُزُونَةٍ نَزَلَ فَصَلَّى , وَإِنْ كَانَ يَدُ نَاقَتِهِ فِي صُعُودٍ أَوْ هُبُوطٍ أَنَاخَ وَلَمْ يَنْتَظِرْ» قَالَ: وَالْحُزُونَةُ: الْمَكَانُ الْخَشِنُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، «أَنَّ الْأَسْوَدَ §كَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَنَاخَ بَعِيرَهُ وَلَوْ عَلَى حَجَرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، §أَنَّ الْأَسْوَدَ طَافَ بِالْبَيْتِ ثَمَانِينَ مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ الْأَسْوَدُ يُحْرِمُ مِنْ بَيْتِهِ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَسْتَمْتِعُ مِنْ ثِيَابِهِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: §رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ أَهَلَّا مِنَ الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ أَبَاهُ §كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ مُهِلًّا مُلَبِّدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ أَحْرَمَ مِنْ بَاجُمَيْرَا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، قَالَ: رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى رَحْلٍ وَقَدْ أَدَارُوا حَوْلَهُ قَطِيفَةً عَلَى الرَّحْلِ , فَأَطَفْنَا بِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: «§لَا تَأْخُذُوا هَذَا عَنِّي فَإِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ»

قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§رُبَّمَا أَحْرَمَ الْأَسْوَدُ مِنْ جَبَّانَةِ عَرْزَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: «§رُبَّمَا دَخَلَ الْأَسْوَدُ مَكَّةَ لَيْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ إِذَا أَهَلَّ يُسَمِّي حَجًّا وَلَا عُمْرَةً قَطُّ , كَانَ يَقُولُ: «§إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ نِيَّتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «§كَانَ 1146 الْأَسْوَدُ يَزِيدُ فِي تَلْبِيَتِهِ لَبَّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: " §كَانَ الْأَسْوَدُ يَقُولُ فِي تَلْبِيَتِهِ: لَبَّيْكَ وَحَنَانَيْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ الْأَسْوَدِ §فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَنَاخَ وَلَوْ عَلَى حَجَرٍ , قَالَ: وَحَجَّ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ -[73]-: سَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ، ذَكَرَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ الْأَسْوَدُ لَا يُصَلِّي عَلَى أَحَدِهِمْ إِذَا كَانَ مُوسِرًا فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، قَالَ: كَانَ فِي النَّخَعِ رَجُلٌ مُوسِرٌ يُقَالُ لَهُ: مِقْلَاصٌ لَمْ يَكُنْ حَجَّ , فَقَالَ الْأَسْوَدُ: «§لَوْ مَاتَ لَمَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ حَجَّ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: «§إِنْ لَقِيتَ عُمَرَ فَأَقْرِهِ السَّلَامَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَجَّ الْأَسْوَدُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: «§إِنْ لَقِيتَ عُمَرَ فَأَقْرِهِ السَّلَامَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ «§أَنَّ الْأَسْوَدَ كَانَ يَلْزَمُ عُمَرَ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَلْزَمُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَا يَلْتَقِيَانِ فَلَا يَخْتَلِفَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ §كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ وَكَانَ يَنَامُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ الْأَسْوَدُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي سِتٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا بِالْعِرَاقِ رَجُلٌ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنَ الْأَسْوَدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ -[74]- السَّائِبِ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ فَدَخَلَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، §فَقَالُوا: هَذَا الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ فَعَانَقَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَتْ أُمُّ الْأَسْوَدِ مُقْعَدَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ لِلْأَسْوَدِ: يَا أَبَا عَمْرٍو §فَقَالَ لَهُ الْأَسْوَدُ: لَبَّيْكَ , فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: لَبَّيْ يَدَيْكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «§كُنْتُ أَنَا وَالْأَسْوَدُ فِي الشُّرْطَةِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ لَيَالِيَ مُصْعَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ §كَانَ يَسْجُدُ فِي بُرْنُسِ طَيَالِسَةٍ , وَيَدَاهُ فِيهِ أَوْ فِي ثِيَابِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ يَسْجُدُ فِي بُرْنُسِ طَيَالِسَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: " §رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ وَقَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ خَلْفِهِ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ أَصْفَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§كَانَ الْأَسْوَدُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ -[75]-، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، «§أَنَّهُ كَانَ يُهَرْوِلُ إِلَى الصَّلَاةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْتَقَيَا فَاعْتَنَقَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَتْ لِلْأَسْوَدِ خِرْقَةٌ نَظِيفَةٌ يَتَنَشَّفُ بِهِا بَعْدَمَا يَتَوَضَّأُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كُنْتُ أُمْسِكُ الْأَسْوَدَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ دَعَا» قَالَ أَبُو قَطَنٍ: قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا رَأْسُ مَالِ أَهْلِ الْكُوفَةِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَ الْمَوْتِ: «§إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُلَقِّنْي حَتَّى يَكُونَ آخِرُ مَا أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَافْعَلْ وَلَا تَجْعَلُوا فِي قَبْرِي آجُرًّا» قَالَ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ فِي الْحَدِيثِ: وَلَا تَتَّبِعُونِي بِصَوْتٍ أَوْ قَالَ بِنَوْحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §تُوُفِّيَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

مسروق بن الأجدع وهو عبد الرحمن بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سليمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح من همدان قال: قال هشام بن الكلبي عن أبيه: وقد وفد الأجدع إلى عمر بن الخطاب وكان شاعرا فقال له عمر: من أنت

§مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَادِعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ نَاشِحٍ مِنْ هَمْدَانَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ: وَقَدْ وَفَدَ الْأَجْدَعُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ شَاعِرًا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: الْأَجْدَعُ فَقَالَ: إِنَّمَا الْأَجْدَعُ شَيْطَانٌ أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا وَفَدَ مَسْرُوقٌ عَلَى عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ قَالَ: §الْأَجْدَعُ شَيْطَانٌ وَلَكِنَّكَ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَكَانَ يَكْتُبُ مِنْ مَسْرُوقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §كَانَ اسْمُ أَبِي مَسْرُوقٍ الْأَجْدَعَ فَسَمَّاهُ عُمَرُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: §صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ كَانَ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى قَامَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، §أَنَّ مَسْرُوقًا، كَانَ يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ أَحْسَبُهُ أَرَادَ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يُكْنَى أَبَا عَائِشَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْمُحَارِبِيُّ -[77]- وَقَدْ رَوَى مَسْرُوقٌ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَائِشَةَ، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عُثْمَانَ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ مَسْرُوقٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §كَانَ مَسْرُوقٌ يُصَلِّي فِي بَرَانِسِهِ وَمَسَاتِقِهِ لَا يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: §كَانَ مَسْرُوقٌ رَجُلًا مَأْمُومًا يَعْنِي كَانَتْ بِهِ ضَرْبَةٌ فِي رَأْسِهِ فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لَيْسَ بِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ كَانَتْ بِهِ آمَّةٌ فَقَالَ: §مَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِي لَعَلَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ بِي كُنْتُ فِي بَعْضِ هَذِهِ قَالَ أَبُو شِهَابٍ: أَظُنُّهُ يَعْنِي الْجُيُوشَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§كَانَ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ هُوَ وَثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ لَهُ , عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُنْتَشِرُ بَنُو الْأَجْدَعِ فَقُتِلُوا يَوْمَئِذٍ بِالْقَادِسِيَّةِ , وَجُرِحَ مَسْرُوقٌ فَشُلَّتْ يَدُهُ، وَأَصَابَتْهُ آمَّةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا قِيلَ لَهُ أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ مَشَاهِدِهِ وَلَمْ يَكُنْ شَهِدَ مَعَهُ شَيْئًا مِنْ مَشَاهِدِهِ فَأَرَادَ أَنْ يُنَاصِحَهُمُ الْحَدِيثَ قَالَ: أُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّهُ حِينَ صُفَّ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَأَخَذَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ السِّلَاحَ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فُتِحَ

بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ نَزَلَ مِنْهُ مَلَاكٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةٌ عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزًا بَعْضَكُمْ عَنْ بَعْضٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: §فَوَاللَّهِ لَقَدْ فَتْحَ اللَّهُ لَهَا بَابًا مِنَ السَّمَاءِ وَلَقَدْ نَزَلَ بِهِا مَلَكٌ كَرِيمٌ عَلَى لِسَانُ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ فِي الْمَصَاحِفِ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، يَذْكُرُ عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي مَسْرُوقٌ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ صَفَّيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اصْطَفَّا لِلْقِتَالِ فَفَرَجَ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكٌ فَنَادَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةٌ عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] أَتَرَاهُمْ كَانُوا يَنْتَهُونَ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ إِلَّا أَنْ يَكُونُوا حِجَارَةً صُمًّا قَالَ: §فَقَدَ نَزَلَ بِهِ صَفِيُّهُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ عَلَى صَفِيِّهِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَمْ يَنْتَهُوا وَلَأَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ غَيْبًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ مُعَايَنَةً "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: " ذُكِرَ أَنَّ مَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ أَتَى صِفِّينَ فَوَقَفَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْصِتُوا , ثُمَّ قَالَ: §أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ مُنَادِيًا نَادَاكُمْ مِنَ السَّمَاءِ فَسَمِعْتُمْ كَلَامَهُ وَرَأَيْتُمُوهُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ أَكُنْتُمْ مُطِيعِيهِ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: فَوَاللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ بِذَلِكِ جَبْرَائِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فَمَا زَالَ يَأْتِي مِنْ هَذَا ثُمَّ تَلَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةٌ عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] ثُمَّ انْسَابَ فِي النَّاسِ فَذَهَبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: «§مَا وَلَدَتْ هَمْدَانِيَّةٌ مِثْلَ مَسْرُوقٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: " §حَجَّ مَسْرُوقٌ فَمَا نَامَ إِلَّا سَاجِدًا عَلَى وَجْهِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَابِرِ عَنْ حِبَالِ بْنِ رُفَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: أَتَيْنَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: «خَوِّضُوا لِابْنِي عَسَلًا» ثُمَّ قَالَتْ: «ذُوقُوهُ فَإِنْ رَابَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ فَزِيدُوا فِيهِ عَسَلًا فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ مُفْطِرَةً لَذُقْتُهُ» قَالَ: " قُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ صِيَامٌ «. قَالَتْ» وَمَا صَوْمُكُمْ هَذَا؟ " قَالُوا: «صُمْنَا هَذَا الْيَوْمَ فَإِنْ كَانَ مِنْ رَمَضَانَ أَدْرَكْنَاهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ كَانَ تَطَوُّعًا» قَالَ: فَقَالَتْ: «§إِنَّمَا الصَّوْمُ صَوْمُ النَّاسِ , وَالْفِطْرُ فِطْرُ النَّاسِ , وَالذَّبْحُ ذَبْحُ النَّاسِ , وَلَكِنِّي صُمْتُ هَذَا الشَّهْرَ فَوَافَقَ رَمَضَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَصْبَحَ مَسْرُوقٌ يَوْمًا وَلَيْسَ لِعِيَالِهِ رِزْقٌ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ قَمِيرُ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَائِشَةَ إِنَّهُ مَا أَصْبَحَ لِعِيَالِكَ الْيَوْمَ رِزْقٌ , قَالَ: §فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَأْتِيَنَّهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ أُسَيْدٍ بَعَثَ إِلَى مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ بِثَلَاثِينَ أَلْفًا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَقُلْنَا لَهُ: §لَوْ أَخَذْتَهَا فَوصَلْتَ بِهِا رَحِمًا وَتصَدَّقَتَ بِهِا وَصَنَعْتَ وَصَنَعْتَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: «§كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا خَرَجَ يَخْرُجُ بِلَبِنَةٍ يَسْجُدُ عَلَيْهَا فِي السَّفِينَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّ مَسْرُوقًا، افْتَدَى يَمِينَهُ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، قَالَ: «§كَانَ مَسْرُوقٌ يَؤُمُّنَا فِي رَمَضَانَ فَيَقْرَأُ الْعَنْكَبُوتَ فِي رَكْعَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بَيْتِ شِعْرٍ فَقَالَ: «§إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَجِدَ فِي صَحِيفَتِي شِعْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَجْلِسُ إِلَى مَسْرُوقٍ يَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلَا يُسَمِّي اسْمَهُ فَشَيَّعَهُ وَكَانَ آخِرَ مَنْ وَدَّعَهُ فَقَالَ: «§إِنَّكَ قَرِيعُ الْقُرَّاءِ وَسَيِّدُهُمْ وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ وَشَيْنَكَ لَهُمْ شَيْنٌ فَلَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ وَلَا بِطُولِ عُمْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ مَسْرُوقٌ وَامْرَأَتُهُ يَسْتَحِبَّانِ أَنْ يُرْسِلَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْفُرَاتِ §فَيُسْتَقَى لَهُ رَاوِيَةٌ فَيَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، " §أَنَّهُ اشْتَرَى كَبْشًا فَضَحَّى بِهِ فَكَانَ صَاحِبُهُ يَأْتِيهِ فَيَقُولُ: تَأْتِينَا بِشَيْءٍ تَجِيئُنَا بِشَيْءٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي مَسْرُوقٌ فَقَالَ: يَا سَعِيدُ §مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيهِ إِلَّا أَنْ نُعَفِّرَ وجُوهَنَا فِي هَذَا التُّرَابِ قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ سِتْرٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «§كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ , وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ»

وَقَالَ مَسْرُوقٌ: «§وَالْمَرْءُ حَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَجَالِسُ يَخْلُو فِيهَا فَيَذْكُرُ ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: بَلَغَنَا بِالْكُوفَةِ أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يَفِرُّ مِنَ الطَّاعُونِ , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ وَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْنَسْأَلْهَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَسَأَلْنَاهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا كَانَ يَفِرُّ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَيَّامُ تَشَاغُلٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ لِلْعِبَادَةِ , فَكَانَ يَتَنَحَّى فَيَخْلُو لِلْعِبَادَةِ , قَالَتْ: فَرُبَّمَا جَلَسْتُ خَلْفَهُ أَبْكِي مِمَّا أَرَاهُ يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ , قَالَتْ: وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهُ قَالَتْ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: §الطَّاعُونُ وَالْبَطْنُ وَالنُّفَسَاءُ وَالْغَرَقُ مَنْ مَاتَ فِيهِنَّ مُسْلِمًا فَهِيَ لَهُ شَهَادَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ سَمِعَ سَائِلًا يَذْكُرُ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا وَالرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ قَالَ: فَكَرِهَ مَسْرُوقٌ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا وَخَافَ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْهُمْ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: §سَلْ فَإِنَّهُ يُعْطِيكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: «§لَوْلَا بَعْضُ الْأَمْرِ لَأَقَمْتُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَنَاحَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، أَنَّ مَسْرُوقًا شَفَعَ لِرَجُلٍ بِشَفَاعَةٍ فَأَهْدَى لَهُ جَارِيَةً فَغَضِبَ وَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا فِي نَفْسِكَ مَا تَكَلَّمْتُ فِيهَا , وَلَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا بَقِيَ مِنْهَا أَبَدًا , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: «§مَنْ شَفَعَ شَفَاعَةً لِيَرُدَّ بِهِا حَقًّا أَوْ يَدْفَعَ بِهِا ظُلْمًا فَأُهْدِيَ لَهُ فَقَبِلَ فَذَلِكَ السُّحْتُ» قَالُوا: «مَا كُنَّا نَرَى السُّحْتَ إِلَّا الْأَخْذَ عَلَى الْحُكْمِ» قَالَ: «الْأَخْذُ عَلَى الْحُكْمِ كُفْرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[82]-، عَنْ مَسْرُوقٍ، §أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ السَّائِبَ بْنَ الْأَقْرَعِ وَاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ عَشْرَةَ آلَافٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّ مَسْرُوقًا، زَوَّجَ ابْنَتَهُ السَّائِبَ عَلَى عَشْرَةِ آلَافٍ اشْتَرَطَهَا لِنَفْسِهِ وَقَالَ: §جَهِّزِ امْرَأَتَكَ مِنْ عِنْدِكَ قَالَ: وَجَعَلَهَا مَسْرُوقٌ فِي الْمُجَاهِدِينَ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُكَاتِبِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ أَخٍ لَهُ فَارْتَقَى بِهِ عَلَى كُنَاسَةٍ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: §أَلَا أُرِيَكُمُ الدُّنْيَا هَذِهِ الدُّنْيَا , أَكَلُوهَا فَأَفْنَوْهَا، لَبِسُوهَا فَأَبْلَوْهَا، رَكِبُوهَا فَأَنْضَوْهَا، سَفَكُوا فِيهَا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا فِيهَا مَحَارِمَهُمْ وَقَطَعُوا فِيهَا أَرْحَامَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§كَانَ مَسْرُوقٌ قَاضِيًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: «§كَانَ مَسْرُوقٌ لَا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ رِزْقًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، §أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ لَا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ جَزَاءً

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ مَسْرُوقًا، قَالَ: «§لَأَنْ أَقْضِيَ بِقَضِيَّةٍ فَأُوَافِقَ الْحَقَّ أَوْ أُصِيبَ الْحَقَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِبَاطِ سَنَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§كَانَ مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ , وَكَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ وَكَانَ شُرَيْحٌ يَسْتَشِيرُ مَسْرُوقًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ -[83]-: «§كَانَ 7430 مَسْرُوقٌ عَلَى السِّلْسِلَةِ سَنَتَيْنِ فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ يَبْتَغِي بِذَلِك السُّنَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمَسْرُوقٍ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ؟» قَالَ: «§لَمْ يَدَعْنِي ثَلَاثَةٌ زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ حَتَّى أَوْقَعُونِي فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ بِالسِّلْسِلَةِ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ بِذَلِكَ السُّنَّةَ , قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا قَطُّ أَخْوَفَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنْ عَمَلِي هَذَا وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَصَبْتُ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا ظَلَمْتُ مُسْلِمًا وَلَا مُعَاهَدًا وَلَكِنْ لَا أَدْرِي مَا هَذَا الْحَبْلُ الَّذِي لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا رَدُّكَ عَلَيْهِ وَقَدْ كُنْتَ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: §اكْتَنَفَنِي زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ فَلَمْ يَزَالُوا يُزَيِّنُونَهُ لِي حَتَّى أَوْقَعُونِي فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ مَسْرُوقًا حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: «§اللَّهُمَّ لَا أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرَ مَا فِي سَيْفِي هَذَا فَكَفِّنُونِي بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُطِيعٌ الْبُرْجُمِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَضَرَتْ مَسْرُوقًا الْوَفَاةُ فَلَمْ يَتْرُكْ ثَمَنَ كَفَنٍ فَقَالَ: «§اسْتَقْرِضُوا ثَمَنَ كَفَنِي وَلَا تَسْتَقْرِضُوهُ مِنْ زَرَّاعٍ وَلَا مُتَقَبِّلٍ وَلَكِنِ انْظُرُوا صَاحِبَ مَاشِيَةٍ أَوْ رَجُلًا يَبِيعُ مَاشِيَةً فَاسْتَقْرِضُوهُ مِنْهُ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شِهَابٍ، يَذْكُرُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَلَّاحَةُ لِي قَالَ أَحْمَدُ: نَبَطِيَّةٌ مُشْرِكَةٌ كَانَتْ -[84]- تَحْمِلُ لَهُ الْمِلْحَ , قَالَتْ: " كُنَّا إِذَا قَحَطَ الْمَطَرُ نَأْتِي قَبْرَ مَسْرُوقٍ وَكَانَ مَنْزِلُهَا بِالسِّلْسِلَةِ §فَنَسْتَسْقِي فَنُسْقَى قَالَتْ: فَنَنْضَحُ قَبْرَهُ بِخَمْرٍ فَأَتَانَا فِي النَّوْمِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ لَابُدَّ فَاعِلِينَ فَبِنَضُوحٍ وَمَاتَ بِالسِّلْسِلَةِ بِوَاسِطَ

أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: §بَقِيَ مَسْرُوقٌ بَعْدَ عَلْقَمَةَ لَا يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: مَاتَ مَسْرُوقٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

سعيد بن نمران بن نمران الناعطي من همدان

§سَعِيدُ بْنُ نِمْرَانَ بْنِ نِمْرَانَ النَّاعِطِيُّ مِنْ هَمْدَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، {§إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبَّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] . قَالَ: لَمْ يُشْرِكُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كَانَ سَعِيدُ بْنُ نِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَضَمَّهُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ وَلَّاهُ الْيَمَنَ وَكَانَ ابْنُهُ مُسَافِرُ بْنُ سَعِيدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ

النزال بن سبرة الهلالي

§النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ الْهِلَالِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَخَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّا وَإِيَّاكُمْ §كُنَّا نُدْعَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فَأَنْتُمْ بَنُو -[85]- عَبْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ» قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَوْمِ النَّزَّالِ، وَقَالَ خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مِسْعَرٌ وَنَحْنُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَقَدْ رَوَى النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّزَّالُ: " §إِذَا أَدْخَلَتْنِي فِي قَبْرِي فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي هَذَا الْقَبْرِ وَفِي دَاخِلِهِ " وَكَانَ النَّزَّالُ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

زهرة بن حميضة قال زهرة: ردفت أبا بكر الصديق فجعل لا يلقاه أحد إلا سلم عليه وكان قليل الحديث

§زُهْرَةُ بْنُ حُمَيْضَةَ قَالَ زُهْرَةُ: رَدِفْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَجَعَلَ لَا يَلْقَاهُ أَحَدٌ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

معدي كرب

§مَعْدِي كَرِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: اسْتَنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ مَعْدِي كَرِبَ وَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ §أَوَّلُ مَنِ اسْتَنْشَدْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ»

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وغيرهم

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمْ

علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج ويكنى أبا شبل وهو عم الأسود بن يزيد بن قيس روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي وعبد الله بن مسعود وحذيفة وسلمان وأبي مسعود وأبي الدرداء

§عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ كَهْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجٍ وَيُكْنَى أَبَا شِبْلٍ وَهُوَ عَمُّ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَسَلْمَانَ وَأَبِي مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ فَقَالَ: §انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَسَمْتًا بِعَبْدِ اللَّهِ فَدَخَلْنَا عَلَى عَلْقَمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ، قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: «§رَتِّلْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي فَإِنَّهُ زَيْنُ الْقُرْآنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلْقَمَةَ: §أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ يَا أَبَا شِبْلٍ؟ قَالَ: أَرْجُو

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَنَّى عَلْقَمَةَ أَبَا شِبْلٍ وَلَمْ يُولَدْ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي خَمْسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: شَهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّينَ؟ قَالَ: «§نَعَمْ , وَقَاتَلَ حَتَّى خَضَّبَ سَيْفَهُ دَمًا , وَقُتِلَ أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ قَيْسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا كَبِيرًا وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً يَوْمَ جُمُعَةٍ قَالَ: جَاءَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا شِبْلٍ أَلَا تَدْخُلُ؟ قَالَ: «§هَذَا مَجْلِسُ مَنِ احْتَبَسَ» . قَالَ: وَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «§مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ، فَكَأَنَّمَا أَقْرَأَهُ فِي وَرَقَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدَ، §دَعَا أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَقَالَ: «لَبَّيْكَ» فَقَالَ الْآخَرُ: «لَبَّيْ يَدَيْكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، §أَنَّهُ كَانَ لَا يَغْتَسِلُ فِي السَّفَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَا يُصَلِّي الضُّحَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ: «§أَطْعِمِينَا مِنْ ذَلِكَ الْهَنِيءِ الْمَرِيءِ» قَالَ: يَتَأَوَّلُ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلْقَمَةَ حِينَ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ فَقَالَ: " بِسْمِ اللَّهِ §فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 14] وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ قَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ فَإِنْ تَيَسَّرَ وَإِلَّا فَعُمْرَةً» وَلَمْ أَرَهُ اغْتَسَلَ يَوْمَ جُمُعَةٍ حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ وَرَأَيْتُهُ أَخَذَ كِسَاءً فَالْتَفَّ بِهِ ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَغَطَّى طَرْفَ أَنْفِهِ وَفَمِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللِّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ §قَصَرَ بِالنَّجَفِ وَالْأَسْوَدُ بِالْقَادِسِيَّةِ حِينَ خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ §كَانَ لَهُ بِرْذَوْنٌ يُرَاهِنُ عَلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ لَيْلًا §فَطَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ الطُّوَلَ , ثُمَّ طَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ الْمِئِينَ , ثُمَّ طَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ الْمَثَانِيَ , ثُمَّ طَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ مَا بَقِيَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: لَوْ صَلَّيْتَ فِي الْمَسْجِدِ وَتَجْلِسُ وَنَجْلِسُ مَعَكَ فَنَسْأَلُ. فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ هَذَا عَلْقَمَةُ قَالُوا: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الْأُمَرَاءِ فَعَرَفُوا لَكَ شَرَفَكَ قَالَ: «§إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَنَقَّصُوا مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَتَنَقَّصُ مِنْهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ: أَشْهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ §وَخَضَّبَ سَيْفَهُ وَعَرَجَتْ رِجْلُهُ وَأُصِيبَ أَخُوهُ أُبَيُّ الصَّلَاةِ قَالَ طَلْقٌ: وَقِيلَ لَهُ أُبَيُّ الصَّلَاةِ لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَفِي حِجْرِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُصْحَفَ , وَكَانَ عَلْقَمَةُ حَسَنَ الصَّوْتِ , فَقَالَ لِعَلْقَمَةَ: «§رَتِّلْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: لَقَدْ §رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ يُعَلِّمُ عَلْقَمَةَ التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُهُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ كَتَبَ عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي امْحُنِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: أَعَلْقَمَةُ أَفْضَلُ أَوِ الْأَسْوَدُ؟ قَالَ: عَلْقَمَةُ، §كَانَ الْأَسْوَدُ حَجَّاجًا , وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُدْرِكُ السَّرِيعَ وَهُوَ مَعَ الْبَطِيءِ

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: لَمَّا جُمِعَتْ لِابْنِ زِيَادٍ الْبَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ قَالَ: اصْحَبْنِي إِذَا انْطَلَقْتُ , قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: «§اعْلَمُ أَنَّكَ لَا تُصِيبُ مِنْهُمْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابُوا مِنْكَ أَفْضَلَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ قَعَدْتَ فَعَلَّمْتَ السُّنَّةَ. قَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبِي. فَقِيلَ لَهُ: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الْأَمِيرِ فَأَمَرْتَهُ بِخَيْرٍ. فَقَالَ: «§لَنْ أُصِيبَ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِي أَفْضَلَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: «§أَمْسِكْ عَلَيَّ سُورَةَ الْبَقَرَةِ» فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ: «هَلْ تَرَكْتُ مِنْهَا شَيْئًا؟» فَقُلْتُ: حَرْفًا وَاحِدًا -[90]- قَالَ: «كَذَا وَكَذَا؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: §اقْرَأْ وَكَانَ عَلْقَمَةُ حَسَنَ الصَّوْتِ فَقَرَأَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَتِّلْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا قَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ حُسْنَ صَوْتٍ فِي الْقُرْآنِ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْتَقْرِئُنِي وَيَقُولُ: اقْرَأْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§حُسْنُ الصَّوْتِ تَزْيِينٌ لِلْقُرْآنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي سِتٍّ وَكَانَ الْأَسْوَدُ يَقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ عَلْقَمَةُ إِذَا رَأَى مِنَ الْقَوْمِ أَشَاشًا ذَكَّرَهُمْ فِي الْأَيَّامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ، يَقُولُ: «§تَذَاكَرُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ حَيَاتَهُ ذِكْرُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حَمْدَانَ , قَالَ: قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: يَقُولُ: «§السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , صَلَّى اللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بَاعَ بَعِيرًا أَوْ دَابَّةً مِنْ رَجُلٍ فَكَرِهَهَا فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهَا وَمَعَهَا دَرَاهِمُ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: «§هَذِهِ دَابَّتُنَا فَمَا حَقُّنَا فِي دَرَاهِمِكَ فَقَبِلَ دَابَّتَهُ وَرَدَّ الدَّرَاهِمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَأْخُذُ بِرِكَابِ عَلْقَمَةَ وَهُوَ غُلَامٌ أَعْوَرُ قَالَ سُفْيَانُ: أَرَاهُ قَالَ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: «§كَانَ عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: «§كَانَ عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ عَلْقَمَةَ خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، §أَيُّهُمَا كَانَ أَفْضَلَ؟ قَالَ: عَلْقَمَةُ وَقَدْ شَهِدَ صِفِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ: «§إِنَّ تَمَامَ التَّحِيَّةِ الْمُصَافَحَةُ وَمِنْ تَمَامِ الْحَجِّ أَنْ تَشْهَدَ الصَّلَاتَيْنِ مَعَ الْإِمَامِ بِعَرَفَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا سَمِعَ عَلْقَمَةَ يَقْرَأُ قَالَ: «§اقْرَأْ عَلْقَمَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» وكَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يُقْرِئَ بَعْدَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَرَاهُ عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: «§كُنْتُ خَبَّازًا لِعَلْقَمَةَ عَشْرَ سِنِينَ فِي الْحَضَرِ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عَلْقَمَةَ §أَوْصَى أَنْ يُلَقِّنَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنْ -[92]- لَا يُؤْذِنَ بِهِ أَحَدًا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «§لَقِّنُونِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي وَلَا تَنْعَوْنِي؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ لِلْأَسْوَدِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: «§ذَكِّرَانِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ , وَلَا تُؤْذِنَا بِي أَحَدًا فَإِنَّهَا نَعْيُ الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ أَوْصَى «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُلَقِّنْي آخِرَ مَا أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَافْعَلْ §وَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِذَا أَخْرَجْتُمُونِي فَعَلَيَّ الْبَابَ يَعْنِي أَغْلِقُوا الْبَابَ وَلَا تَتْبَعْنِي امْرَأَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: §أَقَمْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ بِمَرْوَ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ أَتَى خَوَارَزْمَ فَأَقَامَ بِهِا سَنَتَيْنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كُنْتُ أَقُومُ خَلْفَ عَلْقَمَةَ حَتَّى يَنْزِلَ الْمُؤَذِّنُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: §كَانَ عَلْقَمَةُ يُصَلِّي فِي بَرَانِسِهِ وَمَسَاتِقِهِ لَا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: «§مَاتَ عَلْقَمَةُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ»

عبيدة بن قيس السلماني من مراد

§عَبِيدَةُ بْنُ قَيْسٍ السَّلْمَانِيُّ مِنْ مُرَادٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، §أَنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِسَنَتَيْنِ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَبِيدَةَ §صَلَّى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِسَنَتَيْنِ وَلَمْ يَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَاجَرَ عَبِيدَةُ فِي زَمَنِ عُمَرَ وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كُلُّهُمْ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §كَانَ عَبِيدَةُ عَرِيفَ قَوْمِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَبِيدَةَ كَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ عَطَاءً لَهُمْ , قَالَ: فَفَضَلَ مِنْ ذَلِكَ دِرْهَمٌ فَأَمَرَ أَنْ يُقْرَعَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ الدِّرْهَمِ قَالَ: فَدَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَا يَصْلُحُ فَقَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا فِي مَغَازِينَا؟ قَالَ: فَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَسَمْتُمْ بَيْنَ الْقَوْمِ ثُمَّ أَقْرَعْتُمْ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ سَهْمٌ وَإِنَّكَ إِنْ قَرَعْتَ بَيْنَهُمْ فِي هَذَا ذَهَبَ بِهِ أَحَدُهُمْ دُونَ أَصْحَابِهِ , قَالَ: فَقَالَ لَهُ: صَدَقْتَ قَالَ: §فَأَمَرَ بِذَلِكَ الدِّرْهَمِ أَنْ يُشْتَرَى بِهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُقْسَمَ بَيْنَهُمْ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ §أَتَعْجَزُونَ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ السَّلْمَانِيِّ وَالْهَمْدَانِيِّ يَعْنِي الْحَارِثَ بْنَ الْأَزْمَعِ وَلَيْسَ بِالْأَعْوَرِ إِنَّمَا -[94]- هُمَا شَطْرَا رَجُلٍ قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ عَبِيدَةُ أَعْوَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خَمْسَةً فَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَبِيدَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَلْقَمَةَ وَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ شُرَيْحًا آخِرُهُمْ قِيلَ لِحَمَّادٍ: عُدَّهُمْ. قَالَ: عَبِيدَةُ وَعَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالْهَمْدَانِيُّ وَشُرَيْحٌ. قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي بَدَأَ بِالْهَمْدَانِيِّ أَوْ شُرَيْحٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبِيدَةُ: «§لَا تُخَلِّدُنَّ عَلَيَّ كِتَابًا» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لِي عَبِيدَةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " دَعَا عَبِيدَةُ بِكُتُبِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَمَحَاهَا وَقَالَ: «§أَخْشَى أَنْ يَلِيَهَا أَحَدٌ بَعْدِي فَيَضَعُوهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: «§كُنَّ عَجَائِزُ الْحَيِّ إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الْإِقَامَةِ قُلْنَ إِنَّهَا صَلَاةُ عَبِيدَةَ مِنَ السُّرْعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ يَخْتَصِمُونَ إِلَى عَبِيدَةَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: «§لَا أَقُولُ حَتَّى تُؤَمِّرُونِي كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّ لِلْأَمِيرِ فِي هَذَا مَا لَيْسَ لِلْقَاضِي وَلَا لِغَيْرِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: " §أَتَاهُ غُلَامَانِ بِلَوْحَيْنِ فِيهِمَا كِتَابٌ يَتَخَايَرَانِ فَقَالَ: إِنَّهُ حُكْمٌ. وَأَبَى "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ -[95]- عَبِيدَةَ عَنْ آيَةٍ، فَقَالَ: «§عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَالسَّدَادِ فَقَدْ ذَهَبَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْلَمُونَ فِيمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: «§اخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَيَّ فِي الْأَشْرِبَةِ فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَّا الْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَالْمَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَيَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَ: «قَدْ أَحْدَثَ النَّاسُ أَشْرِبَةً §فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا الْمَاءُ وَاللَّبَنُ وَالْعَسَلُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، يَعْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ فَقَالَ عَبِيدَةُ: «§لَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمُوتُ ثُمَّ تَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُ رَايَةً فَيُفْتَحُ لَكَ فَتْحٌ لَمْ يُفْتَحْ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ وَلَا يُفْتَحُ لِأَحَدٍ بَعْدَكَ , قَالَ: فَقَالَ عَبِيدَةُ: «§لَئِنْ أَحْيَانِي اللَّهُ اثْنَتَيْنِ وَأَمَاتَنِي اثْنَتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا أَرَادَ بِي خَيْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، أَنَّ عَبِيدَةَ §أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: أَوْصَى عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ فَقَالَ الْأَسْوَدُ: «§اعْجَلُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الْكَذَّابُ يَعْنِي الْمُخْتَارَ» قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَمَاتَ عَبِيدَةُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ

أبو وائل واسمه شقيق بن سلمة الأسدي أحد بني مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة

§أَبُو وَائِلٍ وَاسْمُهُ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَسَدِيُّ أَحَدُ بَنِي مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «نَعَمْ §وَأَنَا غُلَامٌ أَمْرَدُ وَلَمْ أَرَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: «§جَاءَنَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَنَحْنُ بِالْقَادِسِيَّةِ وَكَتَبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ لِي: يَا سُلَيْمَانُ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَنَحْنُ هُرَّابٌ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بُزَاخَةَ , فَوَقَعْتُ عَنِ الْبَعِيرِ فَكَادَتْ عُنُقِي تَنْدَقُّ §وَلَوْ أَنِّي هَلَكْتُ يَوْمَئِذٍ لَكَانَتِ النَّارُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ نَاقَةً نَاقَةً فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي فَقُلْتُ لَهُ: §خُذْ صَدَقَةَ هَذَا فَقَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا صَدَقَةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قِيلَ لَهُ: أَشَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: «§نَعَمْ وَبَئِسَتِ الصُّفُونَ كَانَتْ»

أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: §أَيُّكُمَا أَكْبَرُ أَنْتَ أَوْ مَسْرُوقٌ قَالَ: بَلْ أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسْرُوقٍ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَيُّكُمَا أَكْبَرُ أَنْتَ أَوْ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ؟ قَالَ: «§أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: أَعْطَانِي عُمَرُ بِيَدِهِ أَرْبَعَةَ أَعْطِيَةٍ وَقَالَ: «§لَتَكْبِيرَةٌ وَاحِدَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الشَّامَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ، وَلَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَلَا الْفِضَّةِ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهِيَ لَنَا فِي الْآخِرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: §انْطَلَقْتُ إِلَى أَبِي بُرْدَةَ وَشَقِيقٍ وَهُمَا عَلَى بَيْتِ الْمَالِ بِزَكَاةٍ فَأَخَذَاهَا وَقَالَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ جِئْتُ مَرَّةً أُخْرَى فَوَجَدْتُ أَبَا وَائِلٍ وَحْدَهُ فَقَالَ لِي: «رُدَّهَا فَضَعْهَا فِي مَوَاضِعِهَا» قُلْتُ: فَمَا أَصْنَعُ بِنَصِيبِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ؟ قَالَ: «رُدَّهُ عَلَى الْآخَرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: الْحَكَمُ أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: " كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ زِيَادٍ مَعْرِفَةٌ قَالَ: فَلَمَّا جُمِعَتْ لَهُ الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ قَالَ لِي: §اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيبَ مِنِّي قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُصِيبَ مِنْهُمْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابُوا مِنْكَ أَفْضَلَ مِنْهُ " قَالَ: أَيْ مِنْ دِينِهِ. قَالَ: وَلَّى زِيَادٌ أَبَا وَائِلٍ بَيْتَ الْمَالِ ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَخْلَفَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ: «§أَتَرَى مُعَاوِيَةَ يَرَى أَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى يَزِيدَ بَعْدَ الْمَوْتِ فَيَرَاهُ فِي مُلْكِهِ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " أَرْسَلَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا أَرْسَلَ إِلَيَّ الْأَمِيرُ إِلَّا وَقَدْ عَرَفَ اسْمِي , قَالَ: مَتَى هَبَطْتَ هَذَا -[98]- الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي هَبَطَهُ أَهْلُهُ , قَالَ: كَأَيِّنْ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ مِنْهُ مَا إِنِ اتَّبَعْتُهُ كَفَانِي. قَالَ: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْتَعْمِلَكَ عَلَى بَعْضِ عَمَلِنَا قَالَ: قُلْتُ: عَلَى أَيِّ عَمَلِ الْأَمِيرِ قَالَ: السِّلْسِلَةُ , قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا رِجَالٌ يَقُومُونَ عَلَيْهَا وَيَعْمَلُونَ عَلَيْهَا §فَإِنْ تَسْتَعِنْ بِي تَسْتَعِنْ بِشَيْخٍ أَخْرَقَ ضَعِيفٍ يَخَافُ أَعْوَانَ السُّوءِ وَإِنْ يُعْفِني الْأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ وَإِنْ يُقْحِمْنِي الْأَمِيرُ أقْتَحِمْ وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَأَذْكُرُ الْأَمِيرَ فَمَا يَأْتِينِي النَّوْمُ حَتَّى أُصْبِحَ وَلَسْتُ لِلْأَمِيرِ عَلَى عَمَلٍ فَكَيْفَ إِذَا كُنْتُ لِلْأَمِيرِ عَلَى عَمَلٍ , وَايْمُ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ إِيَّاكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ , قَالَ: فَأَعْجَبَهُ مَا قُلْتُ قَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ إِنْ يُعْفِني الْأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ , وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ فَإِنَّا إِنْ لَا نَجِدْ غَيْرَكَ نُقْحِمْكَ وَإِنْ نَجِدْ غَيْرَكَ لَا نُقْحِمْكُ , وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَهَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ إِيَّايَ فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ رَجُلًا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ هُوَ أَجْرَى عَلَى دَمٍ مِنِّي وَلَقَدْ رَكِبْتُ أُمُورًا كَانَ هَابَهَا النَّاسُ فَأُفْرِجَ لِي بِهِا. انْطَلِقْ يَرْحَمْكَ اللَّهُ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَعَدَلْتُ مِنَ الطَّرِيقِ عَمْدًا كَأَنِّي لَا أَنْظُرُ قَالَ: أَرْشِدُوا الشَّيْخَ، أَرْشِدُوا الشَّيْخَ حَتَّى جَاءَ إِنْسَانٌ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ بَعْدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا أَحْسَبُكَ بَعَثْتَ إِلَيَّ حَتَّى عَرَفْتَ اسْمِي , قَالَ: مَتَى قَدِمْتَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي قَدِمَهُ أَهْلُهُ قَالَ: مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَعِي مِنْهُ مَا إِنْ أَخَذْتُ بِهِ كَفَانِي، قَالَ: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِأَسْتَعِينَ بِكَ عَلَى بَعْضِ عَمَلِي قُلْتُ: عَلَى أَيِّ عَمَلِ الْأَمِيرِ؟ قَالَ: السِّلْسِلَةُ , قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِأَعْوَانٍ وَرِجَالٍ يَقُومُونَ عَلَيْهَا , وَإِنْ تَسْتَعِنْ بِي تَسْتَعِنْ بِشَيْخٍ أَخْرَقَ يَخَافُ أَعْوَانَ السُّوءَ وَإِنْ يُعْفِنِي الْأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ -[99]- إِلَيَّ وَإِنْ تُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ , وَايْمُ اللَّهِ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنِّي لَأَذْكُرُكَ مِنَ اللَّيْلِ فَيَمْتَنِعُ مِنِّي النَّوْمُ وَقَدْ §رَأَيْتُ النَّاسَ يَهَابُونَكَ مَهَابَةً مَا هَابُوهَا أَمِيرًا قَطُّ , قَالَ: لِئَنْ قُلْتُ ذَاكَ مَا قَدِمَهَا أَحَدٌ أَجْرَى عَلَى دَمٍ مِنِّي وَلَقَدْ رَكِبْتُ أُمُورًا كَانَ النَّاسُ يَهَابُونَهَا فَفُرِجَ لِي بِهِا , فَإِنْ أَجِدْ عَنْكَ غِنًى نُعْفِكَ وَإِلَّا نُقْحِمْكَ انْطَلِقْ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ عَدَلْتُ عَنِ الْبَابِ كَأَنِّي لَا أُبْصِرُهُ فَقَالَ: وَيْلَكَ، أَرْشِدِ الشَّيْخَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: «اللَّهُمَّ §أَطْعِمِ الْحَجَّاجَ طَعَامًا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ , إِنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْكَ» قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا وَائِلٍ أَشَكَكْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَشُكَّ وَلَكِنِّي لَمْ أُسِئْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: ذَهَبَ بِي رَجُلٌ إِلَى أَبِي وَائِلٍ فَقَالَ: يَا أَبَا وَائِلٍ أَيُّ شَيْءٍ تَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قَالَ: «§أَتَأْمُرُنِي أَنْ أَحْكُمَ عَلَى اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ يُومِئُ إِيمَاءً فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ: «§عَلَيْكَ بِشَقِيقٍ فَإِنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ وَهُمْ يَعُدُّونَهُ مِنْ خِيَارِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ يُذَكِّرُ فِي مَنْزِلِ أَبِي وَائِلٍ §فَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يَنْتَفِضُ انْتِفَاضَ الطَّيْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: «§كَانَ أَبُو وَائِلٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاةٍ وَلَا طَرِيقٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ -[100]-: «اللَّهُمَّ اعْفُ عَنِّي , وَاغْفِرْ لِي , فَإِنَّكَ §إِنْ تَعْفُ عَنِّي تَعَفُ عَنِّي طَوِيلًا , وَإِنْ تُعَذِّبْنِي تُعَذِّبْنِي غَيْرَ ظَالِمٍ وَلَا مَسْبُوقٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ: «§قَدْ أَصَابَ اللَّهُ بِهِ الَّذِي أَرَادَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، §أَنَّ أَبَا وَائِلٍ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: حَرْفٌ. وَقَالَ: اسْمٌ. يَعْنِي فِي الْقُرْآنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، قَالَ «§أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَمَلًا إِنْ كَانُوا لَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ وَيَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ لَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا، مِنْهُمْ أَبُو وَائِلٍ وَرَجُلٌ آخَرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: " §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَأَى أَبَا وَائِلٍ قَالَ: التَّائِبُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا دُعِيَ قَالَ: لَبَّيِ اللَّهِ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَلَا يَقُولُ لَبَّيْكَ، قَالَ عَارِمٌ: وَلَا يَقُولُ: لَبَّيْ يَدَيْكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَقُولُ لِغُلَامِهِ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ: أَيَا غُلَامُ , §أَصَلَّيْنَا بَعْدُ؟ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ شَقِيقٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ وَيَدُهُ فِي يَدِي , فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ §إِذَا ذَكَّرَ بَكَى أَبُو وَائِلٍ , كُلَّمَا خَوَّفَ بَكَى أَبُو وَائِلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ قَالَ: أَمَرَنِي شَقِيقٌ قَالَ: " §لَا تُقَاعِدْ أَصْحَابَ: أَرَأَيْتَ أَرَأَيْتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: «كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ , فَكَانَ §إِذَا غَزَا نَقَضَهُ , وَإِذَا رَجَعَ أَعَادَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: «§دِرْهَمٌ مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةٍ مِنْ عَطَائِي» وَعَنْ قَيْسٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنِ أَبِي وَائِلٍ مِثْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: رَأَيْتُ إِزَارَ أَبِي وَائِلٍ §إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ , وَقَمِيصُهُ فَوْقَ ذَلِكَ , وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ ذَلِكَ , وَمُجَاهِدٌ مِثْلُ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: §كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَلْبَسُ مُقَطَّعَاتِ الْيَمْنَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §رَأَيْتُ شَقِيقًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: " رَأَيْتَ أَبَا وَائِلٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ؟ قَالَ: §نَعَمْ , كَانَ أَبُو وَائِلٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ يَسْتَمِعُ إِلَى النَّوْحِ وَيَبْكِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ، قَالَ: أَتَى أَبُو وَائِلٍ الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ يَزُورُهُ قَالَ: فَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ لَا أَلْقَاكَ , قَالَ: وَلِمَ -[102]- يَا أَبَا وَائِلٍ؟ قَالَ: §لِأَنِّي أَنْكُفُ لَكَ عَنِ الْحَيَاةِ , وَأَخَافُ عَلَيْكَ الْفِتَنَ , وَأَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ , قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ يَا أَبَا وَائِلٍ , فَإِنِّي لَسْتُ أَزْهَدُ فِي خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ , إِنِّي إِذَا مِتُّ قَامَ عَمَلِي , فَلَمْ أَزِدْ فِي صَلَاةٍ صَلَاةً , وَلَا حَسَنَةٍ حَسَنَةً , وَلَا فِي صِيَامٍ صِيَامًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: §لَمَّا مَاتَ أَبُو وَائِلٍ قَبَّلَ أَبُو بُرْدَةَ جَبْهَتَهُ وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ أَبُو وَائِلٍ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ وَقَدْ رَوَى أَبُو وَائِلٍ عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَحُذَيْفَةَ , وَأَبِي مُوسَى , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَزْرَةَ بْنِ قَيْسٍ , وَأَتَى الشَّامَ , فَسَمِعَ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ , وَحَضَرَ غَزْوَةَ بَلَنْجَرَ مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ مُعَيْزٍ السَّعْدِيِّ، وَرَوَى ابْنُ مُعَيْزٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , وَرَوَى أَبُو وَائِلٍ أَيْضًا عَنْ مَسْرُوقٍ وَكُرْدُوسٍ , وَعَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ , وَيَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ , وَسَلَمَةَ بْنِ سَبْرَةَ , وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الَّذِي رَوَى عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الضَّبِّيِّ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ

زيد بن وهب الجهني أحد بني حسل بن نصر بن مالك بن عدي بن الطول بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة. من قضاعة , ويكنى زيد أبا سليمان. وروى زيد، عن عمر، وعلي، وعبد الله، وحذيفة، وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده

§زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ أَحَدُ بَنِي حِسْلِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الطُّوَلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ. مِنْ قُضَاعَةَ , وَيُكْنَى زَيْدٌ أَبَا سُلَيْمَانَ. وَرَوَى زَيْدٌ، عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَحُذَيْفَةَ، وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَشَاهِدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنِ الْحَكَمِ -[103]-، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: غَزَوْنَا أَذَرْبَيْجَانَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ وَفِينَا يَوْمَئِذٍ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ , فَجَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ: «§بَلَغَنِي أَنَّكُمْ فِي أَرْضٍ يُخَالِطُ طَعَامَهَا الْمَيْتَةُ , وَلِبَاسَهَا الْمَيْتَةُ , فَلَا تَأْكُلُوا إِلَّا مَا كَانَ ذَكِيًّا , وَلَا تَلْبَسُوا إِلَّا مَا كَانَ ذَكِيًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , قَالَ: كَانَ زَيْدٌ يَؤُمُّنَا فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ , وَكَانَ يُكَبِّرُ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا , وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَاتُهُ وَطَيِّبُ صَلَوَاتِهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: §رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ قَالَ: وَقَالَ أَصْحَابُنَا تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن سخبرة الأزدي ويكنى أبا معمر روى عن عمر وعلي وعبد الله وخباب وأبي مسعود وعلقمة , وقد روى من حديث إسرائيل عن أبي معمر أنه سمع أبا بكر الصديق يقول: كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف وليس ذلك عندي بثبت

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مَعْمَرٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَخَبَّابٍ وَأَبِي مَسْعُودٍ وَعَلْقَمَةَ , وَقَدْ رَوَى مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ: كُفْرٌ بِاللَّهِ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدِي بِثَبْتٍ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ إِذَا رَكَعَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، أَنَّهُ §كَانَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَيَلْحَنْ فِيهِ اقْتِدَاءً بِالَّذِي سَمِعَ قَالَ: وَقَالَ أَصْحَابُنَا تُوُفِّيَ أَبُو مَعْمَرٍ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

يزيد بن شريك التيمي وهو أبو إبراهيم التيمي روى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وحذيفة وأبي ذر , وكان عريف قومه وكان ثقة وله أحاديث

§يَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي ذَرٍّ , وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو عمرو الشيباني واسمه سعد بن إياس شهد القادسية وروى عن عمر وعلي وعبد الله وحذيفة وأبي مسعود الأنصاري وكان كبيرا له سن عالية وكان ثقة وله أحاديث

§أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ إِيَاسَ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ كَبِيرًا لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، يَقُولُ: §أَذْكُرُ أَنِّي سَمِعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ، صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَرْعَى إِبِلًا لِأَهْلِي بِكَاظَمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، وَكَانَ قَدْ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ يَقُولُ: «§تَكَامَلَ شَبَابِي يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فَكُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً»

زر بن حبيش الأسدي أحد بني غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة , ويكنى أبا مريم , روى عن عمر وعلي وعبد الله وعبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب وحذيفة وأبي وائل

§زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ الْأَسَدِيُّ أَحَدُ بَنِي غَاضِرَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَيُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ , رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي وَائِلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ يَخْتَلِجُ لَحْيَاهُ كِبَرًا

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: «§لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونُ وَمِائَةُ سَنَةٍ وَإِنَّ لَحْيَيْهِ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الْكِبَرِ» قَالَ: وَقَالَ: يَعْنِي غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّ وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ §قَالَ لَهُ: «يَا أَصْلَعُ»

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: " §كَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ أَعْرَبَ النَّاسِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرَبِيَّةِ

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: كَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي وَائِلٍ فَكَانَا إِذَا اجْتَمَعَا جَمِيعًا لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ عِنْدَ زِرٍّ , §وَكَانَ زِرٌّ يُحِبُّ عَلِيًّا , وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يُحِبُّ عُثْمَانَ , وَكَانَا يَتَجَالَسَانِ , فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَتَنَاثَّانِ شَيْئًا قَطُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: «أَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ §يَأْتِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ عَاقِدَهُ عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ مَعَ الْقَوْمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَهُوَ يُؤَذِّنُ فَقَالَ: يَا أَبَا مَرْيَمَ قَدْ كُنْتُ أُكْرِمُكَ عَنْ ذَا أَوْ قَالَ عَنِ الْأَذَانِ فَقَالَ: «§إِذًا لَا أُكَلِّمُكَ كَلِمَةً حَتَّى تَلْحَقَ بِاللَّهِ» وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عمرو بن شرحبيل وهو أبو ميسرة الهمداني ثم الوادعي روى عن عمر وعلي وعبد الله

§عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَهُوَ أَبُو مَيْسَرَةَ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الْوَادِعِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كَانَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي وَادَعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ: «يَا أَبَا مَيْسَرَةَ مَا تَقُولُ فِي {§الْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ} ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا أَعْلَمُهَا إِلَّا بَقَرَ الْوَحْشِ. قَالَ: «وَأَنَا لَا أَعْلَمُ فِيهَا إِلَّا مَا قُلْتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ، قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ تَصَدَّقَ مِنْهُ فَإِذَا جَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَعَدُّوهُ وَجَدُوهُ سَوَاءً , فَقَالَ لِبَنِي أَخِيهِ: أَلَا تَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا. فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ لَفَعَلْنَا. قَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: «§إِنِّي لَسْتُ أَشْتَرِطُ هَذَا عَلَى رَبِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ هَمْدَانَيًّا قَطُّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهِ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " §مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةٌ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ فَقِيلَ لَهُ: وَلَا مَسْرُوقٍ فَقَالَ: وَلَا مَسْرُوقٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: «§لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَرْضَعُ شَاةً أَوْ مِنْ شَاةٍ فَسَخِرْتُ مِنْهُ لَخِفْتُ أَنْ أَفْعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[107]-، §أَنَّهُ رَأَى لِأَبِي مَيْسَرَةَ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً لَهَا أَزْرَارٌ طِوَالٌ مِنْ دِيبَاجٍ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: «§لَا يُذْكَرُ اللَّهُ إِلَّا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا مَيْسَرَةَ §كَانَ يُطْعِمُ بَعْدَمَا يُصَلِّي يَعْنِي زَكَاةَ الْفِطْرِ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «§كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ يُطْعِمُ صَاعًا لَا يَخْرِمُ عَنْ ذَلِكَ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا مَيْسَرَةَ أَوْصَى امْرَأَتَهُ قَالَ: «§إِنْ وَلَدْتِ غُلَامًا فَسَمِّيهِ الرَّهِينَ وَإِنْ وَلَدْتِ جَارِيَةً فَسَمِّيهَا أُمَّ الرَّهِينِ» فَوَلَدَتْ جَارِيَةً فَسَمَّتْهَا أُمَّ الرَّهِينِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: §مَا يَحْبِسُكَ عِنْدَ الْإِقَامَةِ؟ قَالَ: «إِنِّي أُوتِرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ «لَا تُؤْذِنُوا بِجِنَازَتِي أَحَدًا كَدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَا تُطِيلُوا جَدَثِي , §وَاجْعَلُوا عَلَى لَحْدِي طُنَّ قَصَبٍ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يُحِبُّونَ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَى لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ، قَالَ: فَضَمُّوا أَرْبَعَةَ حَرَادِيِّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ فَجَعَلُوهَا عَلَى لَحْدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَمَرَ أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يَجْعَلُوا فِي لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ أَوْ حَرَادِيِّ وَقَالَ: «§يَطِيبُ بِنَفْسِي أَنِّي لَمْ أَتْرُكْ عَلَيَّ دَيْنًا وَلَمْ أَتْرُكْ وَلَدًا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[108]- عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: " §إِنِّي ليَسِيرُ لِلْمَوْتِ الْآنَ. أَظُنُّهُ قَالَ: وَمَا بِي إِلَّا هَوْلُ الْمُطَّلَعِ، مَا أَدَعُ مَالًا , وَمَا أَدَعُ عَلَيَّ مِنْ دَيْنٍ , وَمَا أَدَعُ مِنْ عِيَالٍ يُهِمُّونِي مِنْ بَعْدِي فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا تَنْعَوْنِي إِلَى أَحَدٍ , وَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ وَأَلْقُوا عَلَى لَحْدِي مِنَ الْقَصَبِ , فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يَسْتَحِبُّونَ ذَلِكَ , وَلَا تَرْفَعُوا جَدَثِي , فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: «§لَا تُطِيلُوا جَدَثِي يَعْنِي الْقَبْرَ فَإِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَانُوا يَكْرَهُونَ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ «أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الْأَرْقَمَ «§لَا تُؤْذِنْ بِي أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُهُمْ , وَأَسْرِعْ بِجِنَازَتِي الْمَشْيَ وَلَا تَجْعَلْ عَلَى لَحْدِي إِلَّا طُنَّ قَصَبٍ»

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الْأَرْقَمَ قَالَ: «§مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْبُوضًا مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَأَخْرِجُونِي وَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا فَإِنَّهَا الْجَاهِلِيَّةُ أَوْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ» قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى مِثْلَهُ وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَكَذَلِكَ قَالَ عَلْقَمَةُ لِلْأَسْوَدِ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ لَهُمَا: ذَكِّرُونِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، «§أَنَّهُ أَوْصَى لَمَّا مَاتَ أَنْ لَا يُؤْذَنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدٌ -[109]- وَبِذَلِكَ وَصَّى عَلْقَمَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ §أَوْصَى أَخَاهُ «أَنْ لَا يُؤَذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا , وَبِذَلِكَ أَوْصَى عَلْقَمَةُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو مَيْسَرَةَ قَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ: §امْشُوا خَلْفَ أَبِي مَيْسَرَةَ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَمْشِيَ خَلْفَ الْجَنَازَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا رَاكِبًا فِي جَنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جَنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذًا بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ حَتَّى أُخْرِجَ ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: §غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ. فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى أَتَى الْقَبْرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو مَيْسَرَةَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ

عبد الرحمن بن أبي ليلى , واسمه يسار بن بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف. من الأوس. قال: ويكنى عبد الرحمن أبا عيسى. روى عن عمر , وعلي , وعبد الله , وأبي بن كعب , وسهل بن حنيف , وخوات بن جبير , وحذيفة ,

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى , وَاسْمُهُ يَسَارُ بْنُ بِلَالِ بْنِ بُلَيْلِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. مِنَ الْأَوْسِ. قَالَ: وَيُكْنَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا عِيسَى. رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَخَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ , وَحُذَيْفَةَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ , وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ , وَأَبِي ذَرٍّ , وَأَبِي الدَّرْدَاءِ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ , وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ وَقَالَ: أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى , قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , §إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنِ الْمَسْأَلَةِ أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ غَيْرُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: " §لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: §أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , مَا فِيهِمْ أَحَدٌ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ صَاحِبُهُ الْفُتْيَا , وَإِنَّهُمْ هَاهُنَا يَتَوَثَّبُونَ عَلَى الْأُمُورِ تَوَثُّبًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ رَاكِبٌ فَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْطِرُوا ثُمَّ قَامَ إِلَى عُسٍّ مُلِئَ مَاءً فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى مُوقَيْنِ لَهُ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَقَالَ الرَّاكِبُ: مَا جِئْتُ إِلَّا لِأَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا , أَشَيْئًا رَأَيْتَ غَيْرَكَ يَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: §نَعَمْ خَيْرًا مِنِّي وَخَيْرَ الْأُمَّةِ أَبَا الْقَاسِمِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُ كَالَّذِي رَأَيْتَنِي فَعَلْتُهُ. أَوْ قَالَ يَفْعَلُ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى بَيْتٌ فِيهِ مَصَاحِفُ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِيهِ الْقُرَّاءُ قَلَّمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا عَنْ طَعَامٍ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَمَعِي تِبْرٌ فَقَالَ -[111]-: " §أَتُحَلِّي بِهِ سَيْفًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: أَفَتُحَلِّي بِهِ مُصْحَفًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا , قَالَ: فَلَعَلَّكَ تَجْعَلُهَا أَخْرَاصًا فَإِنَّهَا تُكْرَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى §إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ نَشَرَ الْمُصْحَفَ وَقَرَأَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ هَمَّامٌ: وَكَانَ ثَابِتٌ يَفْعَلُهُ، قَالَ مُسْلِمٌ: وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يَفْعَلُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى تَوَضَّأَ فَأُتِيَ بِمِنْدِيلٍ فَرَمَى بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى §يُشِيرُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ بِإِصْبَعِهِ اسْكُتْ فِي الْجُمُعَةِ , يَعْنِي وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ نَصْرٌ عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: وَكَانَ إِمَامَنَا §فَإِذَا سَلَّمَ تَيَامَنَ أَوْ تَيَاسَرَ وَيُخَلِّفُ أَصْحَابَهُ فَيُصَلِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يَأْمُرُنِي أَنْ أُسَوِّيَ الصُّفُوفَ: §فَلَا يَتْفُلْ أَحَدٌ مِنْكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي مُصَلَّاهِ وَلَكِنْ يَتْفُلُ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُصَفِّرُ شَعْرَهُ فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ نَقَضَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: §كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَقِيصَتَانِ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ نَشَرَهُمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى مِطْرَفَ خَزٍّ فَلَبِسَهُ حَتَّى تَقَطَّعَ -[112]- ثُمَّ نَقَضَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَصُنِعَ لَهُ وَقَالَ لِصَاحِبِهِ: §لَا تَضَعْ فِيهِ حَرِيرًا , وَاجْعَلْ سَدَاهُ كِتَّانًا أَوْ قُطْنًا. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ كُنْتَ تَلْبِسُهُ. قَالَ: ذَلِكَ مِنْ صَنْعَةِ غَيْرِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: «§حَيَاةُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ» . قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: يَرْحَمُكُ اللَّهُ كَمْ مِنْ حَدِيثٍ قَدْ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي قَدْ كَانَ مَاتَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ: «§تَعَالَ حَتَّى نَتَذَاكَرَ الْحَدِيثَ , فَإِنَّ حَيَاتَهُ ذِكْرُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، أَنَّ §عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى كَانَ يُكْنَى أَبَا عِيسَى

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّ §عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى كَانَ يُكْنَى أَبَا عِيسَى

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: " لَمَا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْقَضَاءِ , فَقَالَ لَهُ حَوْشَبٌ: §إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْقَضَاءِ فَافْعَلْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: " §رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى مَضْرُوبًا , عَلَيْهِ سَرَاوِيلُ أَفْوَافٍ , ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ قَالَ: وَحَوْشَبٌ كَانَ عَلَى شُرَطِ الْحَجَّاجِ , وَهُوَ أَبُو الْعَوَّامِ بْنُ حَوْشَبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ أَوْقَفَهُ الْحَجَّاجُ وَقَالَ لَهُ: الْعَنِ الْكَذَّابِينَ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَالْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ , قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ -[113]- الرَّحْمَنِ: لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ , ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَالْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ , قَالَ الْأَعْمَشُ: §فَعَلِمْتُ أَنَّهُ حِينَ ابْتَدَأَ فَرَفَعَهُمْ لَمْ يَعْنِهِمْ "

قَالَ أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَهُمْ يَذْكُرُونَ عَلِيًّا وَمَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ قَالَ: §قَدْ جَالَسْنَا عَلِيًّا وَصَحِبْنَاهُ , فَلَمْ نَرَهُ يَقُولُ شَيْئًا مِمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ , أَوَلَا يَكْفِي عَلِيًّا أَنَّهُ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ وَخَتَنُهُ عَلَى ابْنَتِهِ , وَأَبُو حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ , شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ؟ قَالَ: وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى خَرَجَ مَعَ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ , وَأَنَّهُ قُتِلَ بِدُجَيْلٍ

عبد الله بن عكيم الجهني ويكنى أبا معبد روى عن عمر , وعثمان , وعلي , وعبد الله , وكان كبيرا قد أدرك الجاهلية

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مَعْبَدٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ كَبِيرًا قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ: «§أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ، قَالَ: «§بَايَعْتُ عُمَرَ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى السَّمْعِ -[114]- وَالطَّاعَةِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , قَالَ: " §وَإِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا مُحَمَّدًا لَجَاحِدُونَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْحَدِيثِ قَالَ: «§وَاللَّهِ إِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَخْلُو اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ , وَكَانَ هَذَا يُحِبُّ عَلِيًّا , وَهَذَا يُحِبُّ عُثْمَانَ , فَمَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , §فَقَدِمَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ , وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ جُهَيْنَةَ بِالْكُوفَةِ» قَالَ: وَأَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ بِمِثْلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، §أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَدِمَ ابْنَ عُكَيْمٍ عَلَى أُمِّهِ , وَكَانَ إِمَامَهُمْ

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنِ ابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ يُحِبُّ عُثْمَانَ , وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى يُحِبُّ عَلِيًّا , وَكَانَا مُتَوَاخِيَيْنِ , قَالَتْ: فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَتَذَاكَرَانِ شَيْئًا قَطُّ , إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: «§لَوْ أَنَّ صَاحِبَكَ صَبَرَ أَتَاهُ النَّاسُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ لَا يَرْبِطُ كِيسَهُ قَالَ: سَمِعْتُ -[115]- اللَّهَ يَقُولُ: {جَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج: 18]

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ، يَقُولُ: «§لَا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَانَ» , فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ , أَوَأَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَيَقُولُ: «إِنِّي أَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيهِ عَوْنًا عَلَى دَمِهِ»

قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ: §أَنَا غَسَّلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ سُفْيَانَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ

عبد الله بن أبي الهذيل العنزي من ربيعة , ويكنى أبا المغيرة. روى عن عمر , وعلي , وعبد الله بن مسعود , وعمار بن ياسر , وابن عباس , وعبد الله بن عمرو , وأبي زرعة بن عمرو بن جرير

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَنَزِيُّ مِنْ رَبِيعَةَ , وَيُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ. رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ , فَجِيءَ بِشَيْخٍ نَشْوَانَ فِي رَمَضَانَ قَالَ: «§وَيْلَكَ وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ فَضَرَبَهُ ثَمَانِينَ» قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ , عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بِسَكْرَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، سَمِعَ عُمَرَ، يَقُولُ: «§لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ»

قَالَ: وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ -[116]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: §دَفَعَ إِلَيَّ أَهْلُ الْكُوفَةِ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ , فَسُئِلَ عَمَّا فِي كِتَابِي كُلِّهِ وَلَهُ أَحَادِيثُ

حارثة بن مضرب العبدي روى عن عمر , وعلي , وعبد الله , وعمار , وأبي موسى الأشعري , وفرات بن حيان العجلي , والوليد بن عقبة

§حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ الْعَبْدِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَعَمَّارٍ , وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَفُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ الْعِجْلِيِّ , وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ §رَأَيْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ مَخْضُوبًا بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ

عبد الله بن سلمة الجملي من مراد. روى عن عمر , وعلي , وعبد الله وسعد بن أبي وقاص , وعمار بن ياسر , وسلمان قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، عن زهير، عن أبي إسحاق عن أبي العالية، وهو عبد الله بن سلمة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْجَمَلِيُّ مِنْ مُرَادٍ. رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , وَسَلْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَهْوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَدْ كَبِرَ , فَكَانَ يُحَدِّثُ , فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ

مرة بن شراحيل الهمداني وهو مرة الخير , ومرة الطيب. روى عن عمر , وعلي , وعبد الله

§مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ وَهُوَ مُرَّةُ الْخَيْرِ , وَمُرَّةُ الطَّيِّبُ. رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنِ -[117]- عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «§وَاللَّهِ لَأَرْدُدَنَّهَا عَلَيْكُمْ حَتَّى يَرُوحَ عَلَى الرَّجُلِ مِنْكُمُ الْمِائَةُ مِنَ الْإِبِلِ» يَعْنِي الصَّدَقَةَ وَكَانَ ثِقَةً

عبيد بن نضيلة الخزاعي ويكنى أبا معاوية روى عن عمر , وعبد الله وروى عن علي في الفريضة وقال يحيى بن آدم: عن الحسن بن صالح، قال: قرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة , وقرأ عبيد بن نضيلة على علقمة , وقرأ علقمة على عبد الله , فأي قراءة أصح من هذه؟ وقال غير

§عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ الْخُزَاعِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ وَرَوَى عَنْ عَلِيٍّ فِي الْفَرِيضَةِ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ , وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ , وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ , فَأَيُّ قِرَاءَةٍ أَصَحُّ مِنْ هَذِهِ؟ وَقَالَ غَيْرُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ: إِنَّ عُبَيْدَ بْنَ نُضَيْلَةَ قَدْ قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , ثُمَّ قَرَأَ عَلَى عَلْقَمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ

ومن هذه الطبقة , ممن روى عن عمر بن الخطاب , وعبد الله بن مسعود , ولم يرو عن علي بن أبي طالب

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ , مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

عمرو بن ميمون الأودي أود بن صعب بن سعد العشيرة، من مذحج , روى عن عمر , وعبد الله , وسمع من معاذ باليمن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وروى عن أبي مسعود الأنصاري , وعبد الله بن عمرو , وسلمان بن ربيعة , والربيع بن خثيم

§عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ أَوَدُ بْنُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، مِنْ مَذْحِجٍ , رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَسَمِعَ مِنْ مُعَاذٍ بِالْيَمَنِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَسَلْمَانَ بْنِ -[118]- رَبِيعَةَ , وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، §أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ " وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ , أَوْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ , فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كَانَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرُئِيَ ذُكِرَ اللَّهَ

المعرور بن سويد الأسدي أحد بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد روى عن عمر , وعبد الله , وأبي ذر , قال أبو نعيم: بلغ المعرور بن سويد عشرين ومائة سنة

§الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَسَدِيُّ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي ذَرٍّ , قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: بَلَغَ الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ وَاصِلٍ، قَالَ: " كَانَ الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ يَقُولُ لَنَا: §يَا بَنِي أَخِي تَعَلَّمُوا مِنِّي " وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

همام بن الحارث النخعي روى عن عمر , وعبد الله , وأبي مسعود الأنصاري وأبي الدرداء وعدي بن حاتم , وجرير بن عبد الله , وعائشة وتوفي بالكوفة في ولاية الحجاج

§هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَائِشَةَ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ اشْفِنِي مِنْ نَوْمِي بِيَسِيرٍ وَاجْعَلْ سَهَرِي فِي طَاعَتِكَ» قَالَ: فَكَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ -[119]- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى هَمَّامًا مُعْتَكِفًا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ

الحارث بن الأزمع بن أبي بثينة بن عبد الله بن مر بن مالك بن حرب بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة من همدان وهو الحارث الأعرج , كان هو وأخوه شداد بن الأزمع شريفين بالكوفة وسمع الحارث بن الأزمع من عمر , وعبد الله , وعمرو بن العاص وكان قليل الحديث وتوفي

§الْحَارِثُ بْنُ الْأَزْمَعِ بْنِ أَبِي بُثَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَرْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدَاعَةَ مِنْ هَمْدَانِ وَهُوَ الْحَارِثُ الْأَعْرَجُ , كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَزْمَعِ شَرِيفَيْنِ بِالْكُوفَةِ وَسَمِعَ الْحَارثُ بْنُ الْأَزْمَعِ مِنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ , فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْكُوفَةِ

الأسود بن هلال المحاربي محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر روى عن عمر , وعبد الله ومعاذ بن جبل

§الْأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ الْمُحَارِبِيُّ مُحَارِبُ بْنُ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

قال أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: " هَاجَرْتُ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بِإِبِلٍ لِي فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ §حُجُّوا وَأَهْدُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْهَدْيَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ وَقَدْ تَعَلَّقَ بِزِمَامِ كُلِّ رَاحِلَةٍ رَجُلٌ فَسَاوَمُونِي بِهَا فَأَصَبْتُ سُوقًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ: «§كَانَ عَلَى الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ طَيْلَسَانٌ مُدَبَّجٌ , طَوِيلُ الدِّيبَاجِ» قَالَ: وَتُوُفِّيَ الْأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بَعْدَ وَقْعَةِ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ

سليم بن حنظلة البكري روى عن عمر , وعبد الله , وأبي بن كعب

§سُلَيْمُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَكْرِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

النعمان بن حميد البكري روى عن عمر وعبد الله وروى أيضا عن سلمان , قال: دخلت مع خالي عليه بالمدائن فصافحه ورأيته مقصصا

§النُّعْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ الْبَكْرِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ وَرَوَى أَيْضًا عَنْ سَلْمَانَ , قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ خَالِي عَلَيْهِ بِالْمَدَائِنِ فَصَافَحَهُ وَرَأَيْتُهُ مُقَصَّصًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ حُمَيْدٍ، «§أَنَّهُ يُكْنَى أَبَا قُدَامَةَ» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب روى عن عمر بن الخطاب , وعبد الله بن مسعود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ «§كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , وَكَانَ قَاضِيًا لِأَهْلِ الْكُوفَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ الْخَزَّ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ " وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ قَاضِيًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ ثِقَةً

أبو عطية الوادعي من همدان. واسمه مالك بن عامر وهو أبو حمرة الهمداني روى عن عمر، وعبد الله، توفي بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير وكان ثقة له أحاديث

§أَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مِنْ هَمْدَانَ. وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ وَهُوَ أَبُو حُمْرَةَ الْهَمْدَانِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

عامر بن مطر الشيباني روى عن عمر وعبد الله وحذيفة وكان قليل الحديث

§عَامِرُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ وَحُذَيْفَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن خليفة الطائي روى عن عمر وعبد الله

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: «§صَلَاةُ الْعَصْرِ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ فَرْسَخَيْنِ وَالْمَاشِي فَرْسَخًا» قَالَ أَبُو قَطَنٍ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ: إِنَّ شِسْعَ عُمَرَ انْقَطَعَ فَاسْتَرْجَعَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

عبد الرحمن بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج وهو أخو الأسود بن قيس روى عن عمر وعبد الله

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ كَهْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجٍ وَهُوَ أَخُو الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ -[122]- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَامَ فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَقُلْنَا: إِنَّمَا §أَتَيْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: «إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا مِنْ أَجْلِكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يَسْجُدُ فِي بُرْنُسٍ شَأْمِيٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عِمَامَةً غَلِيظَةَ الْكُوَرِ» قَالَ يَعْلَى فِي حَدِيثِهِ: فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فَيَسْجُدُ عَلَى الْكُوَرِ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي حَدِيثِهِ: قَدْ حَالَتْ بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَبَيْنَ الْأَرْضِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ» قَالَ: وَقَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رحمهما الله ورضي عنهما

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُمَا

عابس بن ربيعة النخعي من مذحج روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وكان ثقة وله أحاديث يسيرة

§عَابِسُ بْنُ رَبِيعَةَ النَّخَعِيُّ مِنْ مَذْحِجٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ

كليب بن شهاب الجرمي من بني قضاعة وهو أبو عاصم بن كليب روى عن عمر وعلي وكان ثقة كثير الحديث قال ابن سعد: رأيتهم يستحسنون حديثه ويحتجون به

§كُلَيْبُ بْنُ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ مِنْ بَنِي قُضَاعَةَ وَهُوَ أَبُو عَاصِمِ بْنُ كُلَيْبٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيث قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: رَأَيْتُهُمْ يَسْتَحْسِنُونَ حَدِيثَهُ وَيَحْتَجُّونَ بِهِ

زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وكان صعصعة أخاه لأبيه وأمه

§زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ بْنِ حُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْهِجْرِسِ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ حِدْرِجَانَ بْنِ عِسَاسِ بْنِ لَيْثِ بْنِ حُدَادِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ عِجْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ. وَكَانَ صَعْصَعَةُ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ لَاحِقٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَسَاقَ بِهِمْ وَرَجَزَ ثُمَّ نَزَلَ آخِرُ ثُمَّ بَدَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُوَاسِيَ أَصْحَابَهُ فَنَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ جُنْدُبٌ وَمَا جُنْدُبٌ وَالْأَقْطَعُ الْخَيْرِ زَيْدٌ ثُمَّ رَكِبَ فَدَنَا مِنْهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْنَاكَ اللَّيْلَةَ تَقُولُ: «جُنْدُبٌ , وَمَا جُنْدُبٌ؟ وَالْأَقْطَعُ الْخَيْرِ زَيْدٌ» , فَقَالَ: «§رَجُلَانِ يَكُونَانِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ , يَضْرِبُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ , وَالْآخَرُ تُقْطَعُ يَدُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , ثُمَّ يُتْبِعُ اللَّهُ آخِرَ جَسَدِهِ بِأَوَّلِهِ» قَالَ يَعْلَى: قَالَ الْأَجْلَحُ: أَمَّا جُنْدُبٌ فَقَتَلَ السَّاحِرَ عِنْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ , وَأَمَّا زَيْدٌ فَقُطِعَتْ يَدُهُ يَوْمَ جَلُولَاءَ وَقُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يُحَدِّثُ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ حَدِيثَكَ لَيُعْجِبُنِي وَإِنَّ -[124]- يَدَكَ لَتُرِيبُنِي , فَقَالَ " أَوَمَا تَرَاهَا الشِّمَالَ؟ فَقَالَ: §وَاللَّهِ مَا أَدْرِي الْيَمِينَ يَقْطَعُونَ أَمِ الشِّمَالَ , فَقَالَ زَيْدٌ: صَدَقَ اللَّهُ {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [التوبة: 97] ". فَذَكَرَ الْأَعْمَشُ أَنَّ يَدَ زَيْدٍ قُطِعَتْ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ إِنَّكُمْ كَنْزُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ إِنِ اسْتَمَدَّكُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَمْدَدْتُمُوهُمْ، وَإِنِ اسْتَمَدَّكُمْ أَهْلُ الشَّامِ أَمْدَدْتُمُوهُمْ. وَجَعَلَ عُمَرُ يَرْحَلُ لِزَيْدٍ وَقَالَ: «§يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ هَكَذَا فَاصْنَعُوا بِزَيْدٍ وَإِلَّا عَذَّبْتُكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ فَضَفَنَهُ عَلَى الرَّحْلِ كَمَا تَضْفِنُونَ أُمَرَاءَكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «§اصْنَعُوا هَذَا بِزَيْدٍ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ أَبِي قُدَامَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ §فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ سَلْمَانُ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مِلْحَانَ بْنِ ثَرْوَانَ، أَنَّ سَلْمَانَ، كَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: «§قُمْ فَذَكِّرْ قَوْمَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: قَامَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِلْتَ فَمَالَتْ أُمَّتُكَ , اعْتَدِلْ تَعْتَدِلْ أُمَّتُكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ: «§أَسَامِعٌ مُطِيعٌ أَنْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: الْحَقْ بِالشَّامِ , قَالَ -[125]-: فَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ , ثُمَّ لَحِقَ بِحَيْثُ أَمَرَهُ. وَكَانُوا يَرَوْنَ الطَّاعَةَ عَلَيْهِمْ حَقًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: ارْتَثَّ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ , قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا: أَبْشِرْ أَبَا سَلْمَانَ بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ: «تَقُولُونَ قَادِرِينَ أَوِ النَّارُ فَلَا تَدْرُونَ §إِنَّا غَزَوْنَا الْقَوْمَ فِي بِلَادِهِمْ وَقَتَلْنَا أَمِيرَهُمْ فَلَيْتَنَا إِذْ ظُلِمْنَا صَبَرْنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَيُّ الَّذِينَ مَاتَ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ حِينَ رُفِعَ مِنَ الْمَعْرَكَةِ وَهُوَ جَرِيحٌ قَالَ: قُلْنَا لَهُ: أَبْشِرْ أَبَا عَائِشَةَ , فَقَالَ: تَقُولُونَ قَادِرِينَ أَتَيْنَاهُمْ فِي دِيَارِهِمْ وَقَتَلْنَا أَمِيرَهُمْ , وَعُثْمَانُ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَا لَيْتَنَا إِذِ ابْتُلِينَا صَبَرْنَا , ثُمَّ قَالَ: §شُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ وَأَفْضُوا بِخَدِّي إِلَى الْأَرْضِ وَأَسْرِعُوا الِانْكِفَاتَ عَنِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، قَالَ: «لَا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا وَلَا تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا إِلَّا الْخُفَّيْنِ §وَارْمِسُونِي فِي الْأَرْضِ رَمْسًا فَإِنِّي رَجُلٌ مُخَاصِمٌ أُحَاجُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبٍ أَبِي الْمُثَنَّى، §أَنَّ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْفِنُوا دَمَهُ بِثِيَابِهِ

أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارِ الدُّهْنِيِّ، قَالَ: قَالَ زَيْدٌ: «§ادْفِنُونِي وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ وَلَا تَغْسِلُوا عَنَّا دَمًا فَإِنَّا قَوْمٌ مُخَاصِمُونَ» قَالَ شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: وَكَانَ سَيْحَانُ بْنُ صُوحَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي دُفِنَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ فِي قَبْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِرْمَانِيُّ -[126]-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ §أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ مَعَهُ مُصْحَفُهُ، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي روى عن عمر وعلي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: §عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ أَخُو ابْنَةِ حَمْزَةَ لِأُمِّهَا قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ , كَانَتْ عِنْدَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَتَهُ عُمَارَةَ , ثُمَّ قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ , فَتَزَوَّجَهَا شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ , مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، يَقُولُ: §سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ حِينَ بَلَغَ {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ أَيَّامَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ فَقُتِلَ يَوْمَ دُجَيْلٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ مَتَشَيِّعًا

ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر قال: قال هشام بن محمد بن السائب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى حراش بن جحش فخرق كتابه. قال: وقد

§رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشِ بْنِ جَحْشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِجَادِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَالِبِ بْنِ قُطَيْعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنَ مُضَرَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى حِرَاشِ بْنِ جَحْشٍ فَخَرَقَ كِتَابِهِ. قَالَ: وَقَدْ رَوَى رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَخَرَشَةَ بْنَ الْحُرِّ قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: قَدْ أَدْرَكَ رِبْعِيٌّ عَلِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ حَدَّثَ عَنْ عَلِيٍّ وَلَمْ يَقُلْ سَمِعَ قَالَ: وَتُوُفِّيَ رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ مَسْعُودِ بْنِ حِرَاشٍ , وَقَدْ رَوَى مَسْعُودٌ عَنْ عُمَرَ أَيْضًا , وَأَخُوهُمَا رَبِيعُ بْنُ حِرَاشٍ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ , وَأَمَّا أَبُو نُعَيْمٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ رِبْعِيُّ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثَ صَالِحَةٌ وَتُوُفِّيَ رِبْعِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ

عباية بن ربعي الأسدي روى عن عمر وعلي بن أبي طالب وكان قليل الحديث رحمة الله عليه وبركاته

§عَبَايَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ

وهب بن الأجدع الهمداني ثم الخارفي سمع عمر يقول: " إذا قدم الرجل حاجا فليطف بالبيت سبعا " وقد روى عن علي أيضا وكان قليل الحديث

§وَهْبُ بْنُ الْأَجْدَعِ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الْخَارِفِيُّ سَمِعَ عُمَرَ يَقُولُ: «إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ حَاجًّا فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا» وَقَدْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ أَيْضًا وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

نعيم بن دجاجة الأسدي روى عن عمر , وعلي , وأبي مسعود الأنصاري , وكان قليل الحديث

§نُعَيْمُ بْنُ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب من بني الحارث بن كعب روى عن عمر , وعلي وسعد بن أبي وقاص وعائشة

§شُرَيْحُ بْنُ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ دُرَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الضِّبَابِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَائِشَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: " §حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ، وَمَا رَأَيْتُ حَارِثِيًا أَفْضَلَ مِنْهُ قَالَ: وَقَالُوا: كَانَ شُرَيْحٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ كَبِيرًا وَقُتِلَ بِسِجِسْتَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ

أبو خالد الوالبي ووالبة من بني أسد بن خزيمة روى عن عمر وعلي

§أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ وَوَالِبَةُ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، قَالَ: «§خَرَجْتُ وَافِدًا إِلَى عُمَرَ وَمَعِي أَهْلِي فَنَزَلَتُ مَنْزِلًا فَرَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقُرْآنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ قِيَامٌ نَنْتَظِرُهُ لِيَتَقَدَّمَ فَقَالَ: «§مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ»

قيس أبو الأسود بن قيس العبدي شهد صلح الحيرة مع خالد بن الوليد وروى عن عمر حديثا في الجمعة وروى أيضا عن علي بن أبي طالب

§قَيْسٌ أَبُو الْأَسْوَدِ بْنُ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ شَهِدَ صُلْحَ الْحِيرَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَرَوَى عَنْ عُمَرَ حَدِيثًا فِي الْجُمُعَةِ وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

المستظل بن الحصين البارقي من الأزد روى عن عمر وعلي

§الْمُسْتَظِلِ بْنِ الْحُصَيْنِ الْبَارِقِيِّ مِنَ الْأَزْدِ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُسْتَظِلُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْبَارِقِيُّ، مِنَ الْأَزْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «قَدْ عَلِمْتَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ مَتَى تُهْلَكُ الْعَرَبُ §إِذَا سَاسَ أَمَرَهُمْ مَنْ لَمْ يَصْحَبِ الرَّسُولَ وَلَمْ يُعَالِجْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنِ الْمُسْتَظِلِ يَعْنِي ابْنَ الْحُصَيْنِ الْبَارِقِيَّ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَّا فَأَرْسَلْنَا إِلَى عَلِيٍّ فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ , وَدَفَنَّاهُ §فَجَاءَ بَعْدَمَا فَرَغْنَا حَتَّى قَامَ عَلَى الْقَبْرِ وَجَعَلَهُ أَمَامَهُ ثُمَّ دَعَا لَهُ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

قيس الخارفي من همدان روى عن عمر وعلي

§قَيْسٌ الْخَارِفِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: وَكَانَ سَيِّدَ الْخَارِفِيِّينَ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ: §إِنَّ أَهْلِي يُرِيدُونَ الْهِجْرَةَ -[130]- فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ «أَنِ احْمِلْهُمْ وَجَهِّزْهُمْ» قَالَ: فَحَمَلَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «§سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَثَلَّثَ عُمَرُ ثُمَّ لَبِسَتْنَا فِتْنَةٌ فَهُوَ مَا شَاءَ اللَّهُ»

زياد بن حدير الأسدي أحد بني مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة روى عن عمر وعلي وطلحة بن عبيد الله

§زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ الْأَسَدِيُّ أَحَدُ بَنِي مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ حُدَيْرٍ، يَقُولُ: §أَنَا أَوَّلُ مَنْ عَشَّرَ فِي الْإِسْلَامِ. زَادَ قَبِيصَةُ فِي الْحَدِيثِ قُلْتُ: مَنْ كُنْتُمْ تُعَشِّرُونَ؟ قَالَ: نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ قَالَ: وَقَالُوا: كَانَ لِزِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ , مِنْ وَلَدِهِ أَبُو حَوَالَةَ الْقَارِئُ إِمَامُ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ بِالْكُوفَةِ

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عمر بن الخطاب ولم يرو عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر وهو منبه بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر روى عن عمر بن الخطاب وولاه قضاء الكوفة

§سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ مَعْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَعْصُرَ وَهُوَ مُنَبِّهُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَوَلَّاهُ قَضَاءَ الْكُوفَةِ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §بُعِثَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَمَكَثْتُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَعُدُّهَا يَوْمًا مَا يَرُدُّنِي إِلَى أَهْلِي إِلَّا الظَّهِيرَةُ وَمَا تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ قَالُوا: وَغَزَا سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ بَلَنْجَرَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقُتِلَ بِهَا شَهِيدًا وَذَلِكَ فِي وِلَايَةِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ

شريح القاضي ابن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع من كندة وليس بالكوفة من بني الرائش غيرهم , وسائر بني الرائش بهجر وحضرموت لم يقدم إلى الكوفة منهم أحد غير شريح قال: وكان شريح يكنى أبا أمية

§شُرَيْحٌ الْقَاضِي ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْجَهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الرَّائِشِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَرْتَعٍ مِنْ كِنْدَةَ وَلَيْسَ بِالْكُوفَةِ مِنْ بَنِي الرَّائِشِ غَيْرُهُمْ , وَسَائِرُ بَنِي الرَّائِشِ بِهَجَرَ وَحَضْرَمَوتَ لَمْ يَقْدَمْ إِلَى الْكُوفَةِ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرَ شُرَيْحٍ قَالَ: وَكَانَ شُرَيْحٌ يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ شَاعِرًا وَسَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: كَانَ شُرَيْحٌ شَاعِرًا قَائِفًا قَاضِيًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سُئِلَ شُرَيْحٌ مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: §مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ وعِدَادِي فِي كِنْدَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ شَاعِرًا وَكَانَ كَوْسَجًا وَكَانَ قَائِفًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَتْنَا أُمُّ دَاوُدَ الْوَابِشَيَّةُ، أَنَّهَا خَاصَمَتْ إِلَى شُرَيْحٍ , قَالَتْ «§وَلَمْ يَكُنْ لَهُ لِحْيَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى شُرَيْحًا يَوْمًا فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا §مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ قَالَ: فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَاضِيكُمْ هَذَا يَدْرِي مِمَّنْ هُوَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى شُرَيْحٍ؟ فَقُلْنَا: ذَاكَ شُرَيْحٌ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ , وَدِيوَانِي فِي كِنْدَةَ فَرَجَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: §رَحِمَكُمُ اللَّهُ دَلَلْتُمُونِي عَلَى رَجُلٍ مَوْلًى قُلْنَا: مَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ 0 وَدِيوَانِي فِي كِنْدَةَ قُلْنَا: كُلُّنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ وَذَلِكَ صَاحِبُكَ الَّذِي أَرَدْتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَاوَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ لِيَشُورَهُ فَعَطِبَ فَقَالَ لِلرَّجُلِ: خُذْ فَرَسَكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا. قَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَكَمًا , قَالَ الرَّجُلُ: شُرَيْحٌ , فَتَحَاكَمَا إِلَيْهِ فَقَالَ شُرَيْحٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُزْ مَا ابْتَعْتَ أَوْ رُدَّ كَمَا أَخَذْتَ فَقَالَ عُمَرُ: §وَهَلِ الْقَضَاءُ إِلَّا هَكَذَا سِرْ إِلَى الْكُوفَةِ فَبَعَثَهُ قَاضِيًا عَلَيْهَا. قَالَ: وَإِنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفَهُ فِيهِ

قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ فِي السِّرِّ شُرَيْحٌ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ أَحْدَثْتَ قَالَ: فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ أَحْدَثُوا فَأَحْدَثْتُ , قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لِلْبَيِّنَةِ إِذَا اتَّهَمَهُمْ وَقَدْ عَدَلُوا قَالَ: إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمَا وَلَسْتُ أَمْنَعُكُمَا إِنْ قُمْتُمَا وَإِنَّمَا يَقْضِي عَلَى هَذَا أَنْتُمَا وَإِنِّي إِنَّمَا أَتَّقِي بِكُمَا فَاتَّقِيَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا قَالَ: فَإِذَا أَبَوَا إِلَّا أَنْ يَشْهَدُوا وَقَدْ عَدَلُوا قَالَ لِلَّذِي يَقْضِي لَهُ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَقْضِي لَكَ وَإِنِّي لَأَرَى أَنَّكَ ظَالِمٌ وَلَكِنْ لَسْتُ أَقْضِي بِالظَّنِّ , §إِنَّمَا أَقْضِي بِمَا يَحْضُرْنِي مِنَ الْبَيِّنَةِ وَمَا يَحِلُّ لَكَ قَضَائِي شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ انْطَلِقْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَحْدَثْتَ فِي الْقَضَاءِ فَقَالَ: «§إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوا فَأَحْدَثْتُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§مَا شَدَدْتُ عَلَى لَهَوَاتِ خَصْمٍ قَطُّ» كَلِمَةٌ بِالْيَمَانَيَّةِ قَالَ: فَأَتَاهُ السَّرِيُّ بْنُ وَقَّاصٍ مِنْ آلِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ لَهُ: بِمَ تَشْهَدُ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ بِكَذَا وَكَذَا. فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: بِمَ تَشْهَدُ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ كَلِمَةً قَالَ: فَاحْتَمِلْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا شُرَيْحُ أَتُعْلِمُنِي بِكَ يَا شُرَيْحُ أَلَسْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِكَ؟ قَالَ: فَكَانَ لَا يَقْبَلُ الْحَدِيثَ وَلَا يُلَقَّنُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ شُرَيْحًا، قَالَ: «§مَا شَدَدْتُ لَهَوَاتِي عَلَى خَصْمٍ وَلَا لَقَّنْتُ خَصْمًا حُجَّةً قَطُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، §أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ يَأْخُذُ يَمِينَ الرَّجُلِ مَعَ بَيِّنَتِهِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ شُرَيْحًا وَقَضَى عَلَى رَجُلٍ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: اسْتَمِعْ مِنِّي وَلَا تَعْجَلْ عَلَيَّ قَالَ: فَتَرَكَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ ثُمَّ قَالَ شُرَيْحٌ: «§ادْعُهُ وَأَكْثِرْ وَأَبْطِلْ، ائْتِنِي بِبَيِّنَةٍ عَلَى مَا تَقُولُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ شَهِدَ شُرَيْحًا §جَاءَهُ رَجُلٌ بِقِصَّةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ: «لَا أَقْرَأُ الصُّحُفَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ يَقْضِي فِي دَارِهِ إِذَا كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ غَيْمٍ قَضَى فِي دَارِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ، أَنَّ ابْنًا لِشُرَيْحٍ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْخُصُومَةِ فَقَالَ: «§أَتُرِيدُ أَنْ أُغْرِيَكَ بِخَصْمِكَ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ ابْنًا لِشُرَيْحٍ قَالَ لِأَبِيهِ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمٍ خُصُومَةً فَانْظُرْ فَإِنْ كَانَ الْحَقُّ لِي خَاصَمْتُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِي الْحَقُّ لَمْ أُخَاصِمْ فَقَصَّ قِصَّتَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَخَاصِمْهُمْ» فَانْطَلَقَ إَلَيْهِمْ فَخَاصَمَهُمْ فَقَضَى عَلَى ابْنِهِ فَقَالَ لَهُ لَمَّا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ: وَاللَّهِ لَوْ لَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَيْكَ لَمْ أَلُمْكَ فَضَحْتَنِي. فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَهُمْ , وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْكَ §خَشِيتُ أَنْ أُخْبِرَكَ أَنَّ الْقَضَاءَ عَلَيْكَ فَتُصَالِحُهُمْ فَتَذْهَبُ بِبَعْضِ حَقِّهِمْ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: تَكَفَّلَ ابْنٌ لِشُرَيْحٍ بِرَجُلٍ بِوَجْهِهِ فَفَرَّ §فَسَجَنَ شُرَيْحٌ ابْنَهُ، فَكَانَ يَنْقُلُ إِلَيْهِ الطَّعَامَ فِي السِّجْنِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لَا يَكَادُ يَرْجِعُ عَنْ قَضَاءٍ يَقْضِي بِهِ حَتَّى حَدَّثَهُ الْأَسْوَدُ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ فِي عَبْدٍ كَانَتْ تَحْتَهُ حُرَّةٌ فَتَلِدُ لَهُ أَوْلَادًا ثُمَّ يُعَتَقُ الْعَبْدُ: «§إِنَّ الْوَلَاءَ يَرْجِعُ إِلَى مَوَالِي الْعَبْدِ» قَالَ: فَأَخَذَ بِهِ شُرَيْحٌ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: " §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ شُرَيْحٍ: الْخَاتَمُ خَيْرٌ مِنَ الظَّنِّ "

أَخْبَرَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ إِذَا خَرَجَ لِلْقَضَاءِ قَالَ: «§سَيَعْلَمُ الظَّالِمُ حَظَّ مَنْ نَقَصَ , إِنَّ الظَّالِمَ يَنْتَظِرُ الْعِقَابَ , وَالْمَظْلُومَ يَنْتَظِرُ النَّصْرَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا اسْتَعْدَى عَلَى رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شُرَيْحٍ نَسَبٌ , فَأَمَرَ بِهِ شُرَيْحٌ , فَحُبِسَ إِلَى سَارِيَةٍ , فَلَمَّا قَامَ شُرَيْحٌ ذَهَبَ يُكَلِّمُهُ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ شُرَيْحٌ , فَقَالَ: «§إِنِّي لَمْ أَحْبِسْكَ , إِنَّمَا حَبَسَكَ الْحَقُّ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى شُرَيْحٍ رَجُلَانِ فَقَضَى عَلَى أَحَدِهِمَا , فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مِنْ حَيْثُ أُتِيتُ , فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: «§لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالْكَاذِبَ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَتَى فِي أَرْضِ الْخَرَاجِ قَامَ §لَا يَقْضِي فِي أَرْضِ الْخَرَاجِ. وَأُتِيَ بِخَرَزَةٍ فَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ إِذَا نَظَرَتْ إِلَيْهَا الْحَامِلُ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا , فَقَامَ

أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلًا أَقَرَّ عِنْدَ شُرَيْحٍ بِشَيْءٍ , ثُمَّ ذَهَبَ لِيُنْكِرَ , فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: «§قَدْ شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ» يَعْنِي: أَنَّكَ قَدْ أَقْرَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلًا -[136]- أَقَامَ شُهُودًا عِنْدَ شُرَيْحٍ , §فَاسْتَحْلَفَهُ , فَتَلَكَّأَ فَقَالَ: سَاءَ مَا تُثْنِي عَلَى شُهُودِكَ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ لِلشَّاهِدَيْنِ: «§إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمَا , وَإِنْ قُمْتُمَا لَمْ أَمْنَعْكُمَا , وَإِنَّمَا يَقْضِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْتُمَا , وَإِنِّي لَمُتَّقٍ بِكُمَا , فَاتَّقِيَا»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: «§مَنِ ادَّعَى قَضَائِيَ فَهُوَ عَلَيْهِ حَتَّى يُبَيِّنَهُ الْحَقُّ , أَحَقُّ مِنْ قَضَائِي الْحَقُّ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: " §لَا تَجُوزُ عَلَيْكَ شَهَادَةُ الْخَصِمِ , وَلَا الشَّرِيكِ , وَلَا الْمَرِيبِ , وَلَا الدَّافِعِ مَغْرَمًا , وَأَنْتَ فَاسْأَلْ عَنْهُ , فَإِنْ قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ , فَاللَّهُ أَعْلَمُ , وَيُفَرِّقُوا أَنْ يَقُولُوا: مَرِيبٌ , وَإِنْ قَالُوا: هُوَ مَا عَلِمْنَا: عَدْلٌ مُسْلِمٌ , فَقَدْ أَجَزْنَا شَهَادَتَهُ , وَلَا الْعَبْدِ لِسَيِّدِهِ , وَلَا الْأَجِيرِ لِمَنِ اسْتَأْجَرَهُ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْغَزَّالِينَ اخْتَصَمُوا إِلَى شُرَيْحٍ فِي شَيْءٍ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: §إِنَّهُ سُنَّةٌ بَيْنَنَا , فَقَالَ: «سُنَّتُكُمْ بَيْنَكُمْ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ شُرَيْحًا §اسْتَحْلَفَ قَوْمًا فِي قَسَامَةٍ فَلَمْ يُتِمُّوا خَمْسِينَ فَرَدَّ الْيَمِينَ عَلَيْهِمْ حَتَّى تَمُّوا خَمْسِينَ يَمِينًا

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ فِي الْقَسَامَةِ: «§أُوثِمُهُمْ , وَأَنَا أَعْلَمُ؟ أَحْلِفُ مَا قَتَلْتُ , وَلَا عَلِمْتُ قَاتِلًا»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ §دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكُ فَوَاللَّهِ لَا تَجِدُ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْلَفَ خَصْمًا لَهُ عِنْدَ شُرَيْحٍ ثُمَّ جَاءَ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ شُرَيْحٌ: «§الْبَيِّنَةُ الْعَادِلَةُ أَحَقُّ مِنَ الْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ -[137]- شُرَيْحٌ يَقُولُ: «§إِنَّمَا أَقْتَفِي الْأَثَرَ فَمَا وَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَكُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ»

قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا جَاعَ أَوْ غَضِبَ قَامَ

قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: اخْتَصَمَتْ أُمٌّ وَجَدَةٌ إِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَتِ الْجَدَّةُ: أَبَا مَيَّةَ أَتَيْنَاكَ ... وَأَنْتَ الْمَرْءُ نَأْتِيهْ أَتَاكَ ابْنِي وَأُمَّاهُ ... وَكِلْتَانَا نُفَدِّيهْ تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ ... وَلَا يَذْهَبْ بِكِ التِّيهْ فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمَتِ ... لَمَا نَازَعْتِنِي فِيهْ أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي هَذِي قِصَّتِي فِيهْ قَالَ: فَقَالَتِ الْأُمُّ: أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... قَدْ قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ وَقَوْلًا فَاسْتَمِعْ مِنِّي ... وَلَا تُبْطِرْنِي رَدَّهْ أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْ إِبْنِي ... وَكِبْدِي حَمَلَتْ كَبِدَهْ فَلَمَّا كَانَ فِي حِجْرِي ... يَتِيمًا ضَائِعًا وَحْدَهْ تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْرِ ... مَنْ يَكْفِينِي فَقْدَهْ وَمَنْ يُظْهِرُ لِي وُدَّهْ ... وَمَنْ يَكْفُلُ لِي رِفْدَهْ فَقَالَ شُرَيْحٌ: [البحر الرمل] قَدْ فَهِمَ الْقَاضِيَ مَا قَدْ قُلْتُمَا ... وَقَضَى بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَصَلْ

بِقَضَاءٍ بَيِّنٍ بَيْنَكُمَا ... وَعَلَى الْقَاضِيَ جَهْدٌ أَنْ عَقَلْ §قَالَ لِلْجَدَّةِ: بِينِي بِالصَّبِيِّ ... وَخُذِي إِبْنَكِ مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا قَبْلَ ... دَعْوَاهَا تَبْغِيهَا الْبَدَلْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا شُرَيْحٌ رَاجِلًا قَالَ: قُلْتُ: أَفْتِنِي , قَالَ: إِنِّي لَا أُفْتِي وَلَكِنِّي أَقْضِي قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ فِيهِ قَضَاءٌ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ جَعَلَ دَارَهُ حَبِيسًا عَلَى الْآخَرِ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ قَالَ: فَآمَرَ حَبِيبًا , فَقَالَ: «§أَسْمِعِ الرَّجُلَ لَا حُبْسَ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «§لَا أَجْمَعُ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا وَشَاهِدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ جِلْوَازًا لِشُرَيْحٍ ضَرَبَ رَجُلًا بِسَوْطِهِ فَأَقَادَهُ شُرَيْحٌ مِنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: بَلَغَنِي أَوْ بَلَغَنَا §أَنَّ عَلِيًّا رَزَقَ شُرَيْحًا خَمْسَمِائَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عَلِيًّا §أَمَرَ شُرَيْحًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ قَالَ أَبُو شِهَابٍ: يَعْنِي الْقِيَامَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَدِمَ زِيَادٌ بِشُرَيْحٍ §فَقَضَى فِينَا سَنَةً فَلَمْ يَقْضِ فِينَا مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ. يَعْنِي قَضَى بِالْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: §قِيلَ لِرَجُلٍ: يَا رَبِيعَةُ , فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ -[139]-: يَا رَبِيعَةُ الْكُوَيْفِرُ , فَأَجَابَهُ قَالَ: أَقْرَرْتَ بِالْكُفْرِ؟ لَا شَهَادَةَ لَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي تُمِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَنْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: «§اخْتَلَفْتُ إِلَى شُرَيْحٍ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , لَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ أَكْتَفِي بِمَا أَسْمَعُهُ يَقْضِي بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ شُرَيْحٍ: الْخَاتَمُ خَيْرٌ مِنَ الظَّنِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: §كَانَ نَقْشَ خَاتَمِ شُرَيْحٍ أَسَدَانِ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يَقْضِي وَعَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ وَبُرْنُسٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يَقْضِي فِي بُرْنُسٍ مِنْ خَزٍّ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا مُعْتَمًّا بِكَوْرٍ وَاحِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّهُ §رَأَى شُرَيْحًا يَمْشِي مُخْتَصِرًا وَرَأَيْتُهُ مُعْتَمًّا قَدْ أَرْسَلَ عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا عَلَيْهِ بُرْنُسُ خَزٍّ §وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ وَرَأَيْتُهُ جَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَجَلَسَ مَكَانَهُ وَلَمْ يَتَخَطَّ

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ مِطْرَفَ خَزٍّ وَبُرْنُسَ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا -[140]- يَسْجُدُ فِي بُرْنُسِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُرَيْحٍ، §أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي مُسْتُقَةٍ لَا يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُسْلِمٍ , قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يَسْجُدُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ قَدْ حَالَتْ فُضُولُهُ بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَبَيْنَ الْأَرْضِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يُصَلِّي فِي بُرْنُسِهِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يَسْجُدُ وَعَلَيْهِ الْعِمَامَةُ وَالْبُرْنُسُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحٍ، §أَنَّهُ كَانَ لَهُ بُرْنُسٌ مِنْ خَزٍّ أَغْبَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ الْخَزَّ

أَنْبَأَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ بُرْنُسَ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسُ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: §إِيَّايَ وَهَؤُلَاءِ الْمُحْلِبِينَ , وَكَانَ يَأْمُرُ بِهِمْ أَنْ يُطْرَدُوا يَعْنِي الَّذِينَ يَجِيئُونَ مَعَ الْخُصُومِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، يَقُولُ: قَالَ شُرَيْحٌ فِي الْفِتْنَةِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ §مَا سَأَلْتُ فِيهَا وَلَا أَخْبَرْتُ -[141]- قَالَ جَعْفَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: وَأَنَا أَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ نَجَوْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §لَبِثَ شُرَيْحٌ فِي الْفِتْنَةِ تِسْعَ سِنِينَ لَا يُخْبِرُ وَلَا يَسْتَخْبِرُ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ سَلِمْتَ قَالَ: فَكَيْفَ بِالْهَوَى "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «§زَعَمُوا كُنْيَةُ الْكَذِبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَحْرَمَ كَأَنَّهُ حَيَّةٌ صَمَّاءُ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ شُرَيْحٍ فَكَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ شُرَيْحٌ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ §فَإِنْ قَالَ الرَّجُلُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ , قَالَ شُرَيْحٌ: وَبَرَكَاتُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ لَا يَسْبِقُهُ أَحَدٌ بِالسَّلَامِ فَكَانَ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ رَدَّ مِثْلَ مَا يُقَالُ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: §مَا اسْتَطَعْتُ أَنَّ أَبْدَأَ شُرَيْحًا بِسَلَامٍ قَطُّ , كُنْتُ أَسْتَقْبِلُهُ فِي السِّكَّةِ فَأَقُولُ: الْآنَ الْآنَ , فَإِذَا رَآنِي غَفَلَ , فَإِذَا دَنَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «§مَا الْتَقَى رَجُلَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَوْلَاهُمَا بِاللَّهِ الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» . قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ فَقَالَ: إِنَّمَا تَحَدَّثْنَا أَنَّهُمْ قَالُوا: إِذَا الْتَقَى رَجُلَانِ فَلْيَبْدَأْ خَيْرُهُمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ -[142]- إِبْرَاهِيمَ , أَوْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ §أَنَّ شُرَيْحًا مَرَّ بِدِرْهَمٍ فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ. وَقَالَ مَرَّةً: فَلَمْ يَأْخُذْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُرَيْحٍ، §أَنَّهُ مَرَّ بِدِرْهَمٍ فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §بَعَثَ شُرَيْحٌ إِلَى الْأَسْوَدِ بِنَاقَةٍ فَسَأَلَ عَلْقَمَةَ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: أَخُوكَ بَعَثَ إِلَيْكَ فَاقْبَلْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، §أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ مَوْلَى شُرَيْحٍ قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْمُصَلَّى دَخَلَ بَيْتَهُ فَأَغْلَقَ الْبَابَ قَالَ: فَيَكُونُ فِيهِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَظُنَّ أَنَّهُ يُصَلِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ الْحَكَمُ: أَنْبَأَنِي قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا يُصَلِّي فِي الْبَرَانِسِ وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجَنَازَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَ شُرَيْحًا فِي حَاجَةٍ يَطْلُبُهَا إِلَى ابْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: مَنْ يَقْدِرُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ وَمَرَّ عُصْفُورٌ أَوْ طَائِرٌ فَقَالَ: «§ذَاكَ الطَّائِرُ أَقْدَرُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ مِنِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ شُرَيْحًا قَالَ: [البحر الطويل] تَصَوَّبْنَ وَاسْتَصْعَدْنَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يَطِينُ بِرَضْرَاضِ الْحَصَى جَاحِمُ الْجَمْرِ -[143]- قَالَ: وَقَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا يَضْرِبُونَ نِسَاءَهُمْ ... §فَشَلَّتْ يَمِينِي يَوْمَ أَضْرِبُ زَيْنَبَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ يَحْلِفُ بِاللَّهِ لَا يَدَعُ إِنْسَانٌ شَيْئًا تَحَرُّجًا مِنْهُ فَوَجَدَ فَقْدَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ يَجْعَلُ مَيَازِيبَهُ فِي دَارِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: «§كَانَتْ مَيَازِيبُ شُرَيْحٍ إِلَى دَارِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §مَا رَدَّ شُرَيْحٌ هَدِيَّةً حَتَّى يَرُدَّ مَعَهَا مِثْلَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جَنْدَلٌ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُرَيْحًا، يَقُولُ: «§إِنَّ اللَّئِيمَ عَيْنَ اللَّئِيمِ الَّذِي يُقَالُ إِنَّ هَذَا فَاحِشٌ فَاتَّقُوهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ شُرَيْحًا أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§كَانَ شُرَيْحٌ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُكَافِئُ بِمِثْلِهَا»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كَانَ شُرَيْحٌ لَا يَتَّخِذُ مَثْعَبًا إِلَّا فِي دَارِهِ وَلَا يَدْفِنُ سِنَّوْرًا إِذَا مَاتَ إِلَّا فِي دَارِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ -[144]-، قَالَ: §اطَّلَعَ شُرَيْحٌ عَلَى قَوْمٍ يَتَعَالَجُونَ ثُمَّ قَالُوا: قَدْ فَرَغْنَا، فَقَالَ: لَيْسَ بِهَذَا أَمْرُ الْفَرَاغِ

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّ شُرَيْحًا دَفَنَ ابْنَهُ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ، §أَنَّ شُرَيْحًا دَفَنَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَدْفِنُ الْمَيِّتَ يَمُوتُ مِنْ أَهْلِهِ لَيْلًا يَغْتَنِمُ ذَاكَ، قَالَ: فَكَانَ يُسْأَلُ عَنْهُ وَقَدْ مَاتَ فَيَقُولُ: §قَدْ هَدَأَ نَفْسُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ شُرَيْحًا §أَوْصَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ فِي الْجَبَّانَةِ وَأَنْ لَا يُغَطُّوا عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبًا

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَشَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ شُرَيْحًا §أَوْصَى أَنْ لَا يُمَدَّ الثَّوْبُ عَلَى قَبْرِهِ. وَقَالَ شَرِيكٌ فِي حَدِيثِهِ: وَأَنْ يُدْفَنَ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ شُرَيْحٍ وَكَانَتْ حَارَّةٌ يَعْنِي يَوْمًا حَارًّا §فَأَوْصَى أَنْ لَا يُمَدَّ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: بَلَغَ شُرَيْحٌ مِائَةَ وَثَمَانِي سِنِينَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: §أَوْصَى شُرَيْحٌ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ بِالْجَبَّانَةِ وَأَنْ لَا يُؤْذَنَ بِهِ أَحَدٌ، وَلَا تَتْبَعَهُ صَائِحَةٌ، وَأَنْ لَا يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ، وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ السَّيْرُ، وَأَنْ يُلْحَدَ لَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عِيسَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ -[145]-، قَالَ: §تُوُفِّيَ شُرَيْحٌ سَنَةَ ثَمَانِينَ أَوْ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ شُرَيْحٌ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَكَانَ ثِقَةً رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ

بقية طبقة من روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§بَقِيَّةُ طَبَقَةِ مَنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

الصبي بن معبد الجهني روى عن عمر أنه سأله عن القرآن فقال: هديت لسنة نبيك

§الصَّبِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ

قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة روى عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف

§قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ حُذَارِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§مَاتَ قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرٍ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ» وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

يسار بن نمير مولى عمر بن الخطاب وكان خازنه، روى عن عمر ونزل الكوفة روى عنه الكوفيون وكان ثقة قليل الحديث

§يَسَارُ بْنُ نُمَيْرٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ خَازِنَهُ، رَوَى عَنْ عُمَرَ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ رَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عفيف بن معدي كرب روى عن عمر

§عَفِيفُ بْنُ مَعْدِيِ كَرِبَ رَوَى عَنْ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: خَرَجْنَا أَنَاسِيَّ نُنْبِئُ بِسَعْدٍ الْأَشْعَثِ وَغَيْرِ وَاحِدٍ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ §فَمَرَّ بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي نَاحِيَةِ الطَّرِيقِ وَمَعَهُ دِرَّةٌ وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

حصين بن حدير روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§حُصَيْنُ بْنُ حُدَيْرٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قيس بن مروان الجعفي الذي روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن وروى قيس عن عمر أن رجلا أتاه فقال: يا أمير المؤمنين إني تركت رجلا يملي المصاحف. قال: وكان قيس فيمن خرج إلى الجزيرة أيام علي وكان شريفا كريما على معاوية وهو أول من نزل سورا من جعفى وله يقول الشاعر:

§قَيْسُ بْنُ مَرْوَانَ الْجُعْفِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَرَوَى قَيْسٌ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي تَرَكْتُ رَجُلًا يُمْلِي الْمَصَاحِفَ. قَالَ: وَكَانَ قَيْسٌ فِيمَنْ خَرَجَ إِلَى الْجَزِيرَةِ أَيَّامَ عَلِيٍّ وَكَانَ شَرِيفًا كَرِيمًا عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَزَلَ سُورًا مِنْ جُعْفَى وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] مَا زِلْتُ أَسْأَلُ عَنْ جُعْفَى وَسَيِّدِهَا ... حَتَّى دُلِلْتُ عَلَى قَيْسِ بْنِ مَرْوَانَ

يسير بن عمرو السكوني من بني هند روى عن عمر بن الخطاب وسعد

§يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ مِنْ بَنِي هِنْدٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَسَعْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §كَانَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو عَرِيفًا فِي زَمَنِ -[147]- الْحَجَّاجِ

وَقَالَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو: «§تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ» قَالُوا: وَمَاتَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

عباية بن رداد

§عَبَايَةُ بْنُ رَدَّادٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " §لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَشَيْءٍ مَعَهَا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَإِنُ كُنْتُ خَلْفَ إِمَامٍ قَالَ: فَاقْرَأْ فِي نَفْسِكَ "

خرشة بن الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وحذيفة وأبي ذر وعبد الله بن سلام

§خَرَشَةُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ الْفَزَارِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي ذَرٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ

حنظلة الشيباني أبو علي بن حنظلة روى عن عمر بن الخطاب رحمه الله ورضي عنه

§حَنْظَلَةُ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَلِيِّ بْنُ حَنْظَلَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ

بشر بن قيس روى عن عمر بن الخطاب في الصيام

§بِشْرُ بْنُ قَيْسٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الصِّيَامِ

الحصين بن سبرة روى عن عمر بن الخطاب قال: صلى بنا عمر الفجر فقرأ في الركعة الأولى يوسف

§الْحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ الْفَجْرَ فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى يُوسُفَ

سيار بن مغرور ويقال ابن معرور سمع عمر بن الخطاب رحمه الله يقول: إن هذا المسجد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَيَّارُ بْنُ مَغْرُورٍ وَيُقَالُ ابْنُ مَعْرُورٍ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ أَسَّسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

حسان بن المخارق روى عن عمر بن الخطاب رحمه الله

§حَسَّانُ بْنُ الْمُخَارِقِ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ

أبو قرة الكندي وكان قاضيا بالكوفة واسمه فلان بن سلمة روى عن عمر بن الخطاب , وسلمان وحذيفة بن اليمان وكان معروفا قليل الحديث

§أَبُو قُرَّةَ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا بِالْكُوفَةِ وَاسْمُهُ فُلَانُ بْنُ سَلَمَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَسَلْمَانَ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَكَانَ مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وابنه عمرو بن أبي قرة الكندي قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب إن أناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا في سبيل الله ثم يخالفون فلا يجاهدون

§وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيُّ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِنَّ أُنَاسًا يَأْخُذُونَ مِنْ هَذَا الْمَالِ لِيُجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ يُخَالِفُونَ فَلَا يُجَاهِدُونَ

معقل بن أبي بكر الهلالي روى عن عمر بن الخطاب

§مَعْقِلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهِلَالِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغصة سمي بذلك لغصة كانت في حلقه ابن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج وكان أبوه شهاب بن الحصين قتل قاتل أبيه الحصين يوم الرزم وكان كثير بن شهاب سيد مذحج بالكوفة وكان بخيلا وقد روى

§كَثِيرُ بْنُ شِهَابِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِغُصَّةٍ كَانَتْ فِي حَلْقِهِ ابْنُ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ مِنْ مَذْحِجٍ وَكَانَ أَبُوهُ شِهَابُ بْنُ الْحُصَيْنِ قَتَلَ قَاتِلَ أَبِيهِ الْحُصَيْنِ يَوْمَ الرَّزْمِ وَكَانَ كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ سَيِّدَ مَذْحِجٍ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ بَخِيلًا وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَوَلِيَ الرِّيَّ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَمِنْ وَلَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زُهْرَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ قَيْسِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ شِهَابِ الَّذِي يَنْزِلُ مَاسَبَذَانَ وَقَدْ وَلِيَ مَاسَبَذَانَ وَكَانَ لَهُ قَدْرٌ بِبَغْدَادَ أَيَّامَ هَارُونَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ قَرَظَةَ بْنِ أَرْطَأَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عُمَرَ عَنِ الْجُبْنِ، فَقَالَ: «§سَمُّوا عَلَيْهِ وَكُلُوا» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مسعود بن حراش وهو أخو ربعي بن حراش العبسي روى عن عمر بن الخطاب وكان قليل الحديث

§مَسْعُودُ بْنُ حِرَاشٍ وَهُوَ أَخُو رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ الْعَبْسِيِّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه الربيع بن حراش الذي تكلم بعد موته ومات قبل ربعي بن حراش

§وَأَخُوهُ -[150]- الرَّبِيعُ بْنُ حِرَاشٍ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَمَاتَ قَبْلَ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: أُتِيَ رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ أَخُوكَ فَذَهَبَ مُسْتَعْجِلًا حَتَّى جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ يَدْعُو لَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ إِنِّي §قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي بَعْدَكُمْ فَتُلُقِّيتُ بِرَوْحِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ وَكَسَانِي ثِيَابَ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ وَإِنِّي وَجَدْتُ الْأَمْرَ أَهْوَنَ مِمَّا تَظُنُّونَ وَلَكِنْ لَا تَتَكَلَّمُوا احْمِلُونِي؛ فَإِنِّي قَدْ وَاعَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى أَلْقَاهُ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّ أَخَاهَ الرَّبِيعَ، مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَثَقُلَ قَالَ: وَقُمْتُ إِلَى حَاجَةٍ لِي ثُمَّ رَجَعْتُ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ أَخِي. قَالُوا: قَدْ قُبِضَ أَخُوكَ فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ قَالَ: فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ سُجِّيَ بِثَوْبٍ وَأُنِيمَ عَلَى ظَهْرِهِ كَمَا يُصْنَعُ بِالْمَيِّتِ فَأَمَرْتُ بِحَنُوطِهِ وَكَفَنِهِ فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ قَالَ بِالثَّوْبِ هَكَذَا فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ عَادَ كَأَصَحِّ مَا كَانَ وَقَدْ مَرِضَ قَبْلَ ذَلِكَ مَرَضًا شَدِيدًا فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: قُلْتُ: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَبْعَدَ الْمَوْتِ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ رَبِّي بَعْدَكُمْ فَتَلَقَّانِي بِرَوْحِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ وَكَسَانِي أَثْوَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقٍ وَوَجَدْتُ الْأَمْرَ أَيْسَرَ مِمَّا فِي أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَغْتَرُّوا فَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي لِأُبَشِّرَكُمْ §فَاحْمِلُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ وَعَدَنِي أَنْ لَا يَسْبِقَنِي حَتَّى أُدْرِكَهُ فَوَاللَّهِ مَا شَبَّهْتُ مَوْتَهُ بَعْدَ كَلَامِهِ إِلَّا حَصَاةً قَذَفْتُهَا فِي مَاءٍ فَتَغَيَّبَتْ

الحارث بن لقيط النخعي وهو أبو حنش الذي روى عنه أبو نعيم وغيره وشهد الحارث بن لقيط القادسية روى عن عمر

§الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ وَهُوَ أَبُو حَنَشٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ الْقَادِسِيَّةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبِي وَبَعْضَ مَنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ يُصَفِّرُونَ لِحَاهُمْ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبِي وَبَعْضَ مَنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ يَلْبَسُونَ الطَّيَالِسَةَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى أَبِي خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سليك بن مسحل العبسي روى عن عمر بن الخطاب حديثا في النبيذ وكان قليل الحديث

§سُلَيْكُ بْنُ مِسْحَلٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَدِيثًا فِي النَّبِيذِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

زياد بن عياض الأشعري روى عن عمر والزبير

§زِيَادُ بْنُ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَالزُّبَيْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: §صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعِشَاءَ بِالْجَابِيَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ قَرَأَ فِيهَا وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ الْأَشْعَرِيُّ وَلَيْسَ بِأَبِي مُوسَى: §صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمَغْرِبَ فَلَمْ يَقْرَأْ بِنَا فِيهَا شَيْئًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَمْ تَقْرَأْ

عياض الأشعري روى عن عمر بن الخطاب أنه كان يرزق الإماء والحبل وكان قليل الحديث

§عِيَاضٌ الْأَشْعَرِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ يَرْزُقُ الْإِمَاءَ وَالْحُبَلَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

شبيل بن عوف الأحمسي من بجيلة روى عن عمر بن الخطاب

§شُبَيْل بْنُ عَوْفٍ الْأَحْمَسِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: أَمَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالصَّدَقَةِ فَقُلْنَا: نَحْنُ نَجْعَلُ عَلَى خُيُولِنَا وَأَرِقَّائِنَا عَشَرَةً عَشَرَةً فَقَالَ: «§أَمَّا أَنَا فَلَا أَجْعَلُهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ أَمَرَ لِأَرِقَّائِنَا بِجَرِيبَيْنِ جَرِيبَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُبَيْلَ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: «§مَا غَبَّرْتُ نَعْلِي فِي طَلَبِ دُنْيَا قَطُّ وَلَا جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ إِلَّا لِحَاجَةٍ أَوِ انْتِظَارِ جِنَازَةٍ , وَمَا قَبَّحْتُ رَجُلًا قَطُّ» قَالَ شِهَابُ: حَسِبْتُهُ قَالَ: مُنْذُ صِرْتُ رَجُلًا رَبَّ بَيْتٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي الْحَدِيثِ شِبْلٌ وَشُبَيْلٌ تَصْغِيرُ شِبْلٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سعيد بن ذي لعوة الأصغر وهو أبو كرب بن زيد بن سعيد بن الخصيب بن ذي لعوة الأكبر , وهو عامر بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان وكان سعيد بن ذي لعوة يروي عن عمر بن الخطاب وكان ابنه داود بن سعيد يحدث أيضا

§سَعِيدُ بْنُ ذِي لَعْوَةَ الْأَصْغَرُ وَهُوَ أَبُو كَرِبِ بْنُ زَيْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْخَصِيبِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ الْأَكْبَرُ , وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ دَوْمَانَ بْنِ بَكِيلِ بْنِ جُشَمِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ ذِي لَعْوَةَ يَرْوِي عَنْ -[153]- عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ ابْنُهُ دَاوُدُ بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ أَيْضًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ §كَانَ يُنْقَعُ لَهُ زَبِيبٌ مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ فَيُجْعَلُ فِي سَطِيحَتَيْنِ فَيُمْخِضُهُ الْبَعِيرُ فَإِذَا أَصْبَحَ شَرِبَ مِنْهُ وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

رياح بن الحارث النخعي روى عن عمر وعمار بن ياسر وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل

§رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رِيَاحَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقْضِي فِيمَا سَبَتِ الْعَرَبُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَقَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مَمْلُوكًا فِي حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ §فَفِدَاهُ الْعَبْدُ بِالْعَبْدَيْنِ وَالْأَمَةُ بِالْأَمَتَيْنِ»

عبد الله بن شهاب الخولاني روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابِ الْخَوْلَانِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَتَاهُ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ فِي خُلْعٍ فَأَجَازَهُ وَقَالَ: «إِنَّمَا §طَلَّقَكِ بِمَالِكِ»

حسان بن فائد العبسي روى عن عمر بن الخطاب أن الجبن والشجاعة غرائز في الرجال وكان قليل الحديث روى عنه أبو إسحاق السبيعي

§حَسَّانُ بْنُ فَائِدٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ الْجُبْنَ وَالشَّجَاعَةَ غَرَائِزُ فِي الرِّجَالِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ

وأخوه بكير بن فائد العبسي روى عن عمر بن الخطاب وروى عنه حلام بن صالح

§وَأَخُوهُ بُكَيْرُ بْنُ فَائِدٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَرَوَى عَنْهُ حَلَّامُ بْنُ صَالِحٍ

حميل أبو جروة

§حَمِيلٌ أَبُو جَرْوَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ جَرْوَةَ بْنِ حَمِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " §لَيُضْرَبَنَّ أَحَدُكُمْ بِمِثْلِ أَكْلَةِ اللَّحْمِ ثُمَّ يَرَى أَنْ لَا قَوَدَ عَلَيْهِ وَاللَّهِ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا أَقَدْتُ مِنْهُ

نباتة الجعفي روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§نُبَاتَةُ الْجُعْفِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أبو جرير البجلي روى عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وسعد

§أَبُو جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ أَعْرَابِيًّا وَمَعَهُ ظَبْيٌ قَدْ قَعَصَهُ -[155]- فَابْتَعْتُهُ فَأَخَذْتُهُ فَذَبَحْتُهُ وَأَنَا نَاسٍ لِإِهْلَالِي فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «§ائْتِ ذَوَيْ عَدْلٍ فَلْيَحْكُمَا عَلَيْكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مُهِلِّينَ فَوَجَدْتُ أَعْرَابِيًّا مَعَهُ ظَبْيٌ فَابْتَعْتُهُ مِنْهُ فَذَبَحْتُهُ وَلَا أَذْكُرُ إِهْلَالِي فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§ائْتِ بَعْضَ إِخْوَانِكَ فَلْيَحْكُمُوا عَلَيْكَ» فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفِ وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَحَكَمَا عَلَيَّ تَيْسًا أَعْفَرَ

سلامة رأى عمر بن الخطاب أتى على صاحب الحوض فضربه وقال: اجعل حوضا للرجال وحوضا للنساء

§سَلَامَةُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى عَلَى صَاحِبِ الْحَوْضِ فَضَرَبَهُ وَقَالَ: اجْعَلْ حَوْضًا لِلرِّجَالِ وَحَوْضًا لِلنِّسَاءِ

هانئ بن حزام روى عن عمر بن الخطاب

§هَانِئُ بْنُ حِزَامٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ هَانِئِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُمَا قَالَ: «§فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِهِ فِي الْعَلَانِيَةِ أَنْ يُقَادَ مِنْهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ أَنْ يَأْخُذُوا الدِّيَةَ»

عبد الله بن مالك الأزدي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ الْأَزْدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: §صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجَمْعٍ الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ

مسلمة بن قحيف من بكر بن وائل روى عن عمر

§مَسْلَمَةُ بْنُ قُحَيْفٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّ أَبِي مَسْلَمَةَ بْنِ قُحَيْفٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَرَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ: «§أَمَا إِذَا فَعَلْتُمْ فَأَضْحُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ قُحَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب، يَقُولُ: §عِبَادَ اللَّهِ أَضْحُوا بِصَلَاةِ الضُّحَى فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

بشر بن قحيف روى عن عمر

§بِشْرُ بْنُ قُحَيْفٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ قُحَيْفٍ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَتَيْتُكَ أُبَايِعُكَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ §بَايَعْتَ أَمِيرِي؟ قُلْتُ بَلَى قَالَ: فَإِذَا بَايَعْتَ أَمِيرِي فَقَدْ بَايَعْتَنِي وَالْحَدِيثُ فِيهِ طُولٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ قُحَيْفٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَبَايَعَهُ فَقَالَ: §أُبَايِعُكَ فِيمَا رَضِيتُ وَفِيمَا كَرِهْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: «لَا بَلْ فِيمَا اسْتَطَعْتَ»

نهيك بن عبد الله روى عن عمر بن الخطاب

§نَهِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهَ §أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَهُوَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى سَيْرٍ وَاحِدٍ حَتَّى أَتَى مِنًى وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

مدرك بن عوف الأحمسي من بجيلة روى عن عمر

§مُدْرِكُ بْنُ عَوْفٍ الْأَحْمَسِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَوْفٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: «إِنَّ §الْأَكْيَاسَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَإِنَّ الْأَقْوِيَاءَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ آخِرَ اللَّيْلِ وَهُوَ أَفْضَلُ»

أسيم بن حصين العبسي روى عن عمر بن الخطاب وحج معه

§أُسَيْمُ بْنُ حُصَيْنِ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَحَجَّ مَعَهُ

أبو المليح روى عن عمر

§أَبُو الْمَلِيحِ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: «§لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ» قِيلَ لِشَرِيكٍ: عَلَى الْمِنْبَرِ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ

دحية بن عمرو روى عن عمر

§دِحْيَةُ بْنُ عَمْرٍو رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ عُقْبَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دِحْيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ: «§وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَاتُهُ أَوْ قَالَ وَمَغْفِرَتُهُ»

هلال بن عبد الله روى عن عمر

§هِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ هِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَإِذَا أَتَى بَطْنَ الْمَسِيلِ تَجَوَّزَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا» فَقُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ذَاكَ؟ قَالَ: يُسْرِعُ

حملة بن عبد الرحمن روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§حَمَلَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أسق مولى عمر بن الخطاب

§أُسَّقُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أُسَّقَ، قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَا نَصْرَانِيٌّ -[159]-، فَكَانَ يَعْرِضُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ وَيَقُولُ: " §إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ اسْتَعَنْتُ بِكَ عَلَى أَمَانَتِي فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَسْتَعِينَ بِكَ عَلَى أَمَانَةِ الْمُسْلِمِينَ وَلَسْتَ عَلَى دِينِهِمْ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَعْتَقَنِي وَأَنَا نَصْرَانِيُّ وَقَالَ: اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ " قُلْتُ لِشَرِيكٍ: سَمِعَهُ أَبُو هِلَالٍ مَنْ أُسَّقَ؟ قَالَ: زَعَمَ ذَاكَ

الربيع بن زياد بن أنس بن الديان وهو يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج روى عن عمر بن الخطاب وكان عمر يقول: دلوني على رجل إذا كان في القوم وهو أمير فكأنه ليس بأمير وإذا كان فيهم وهو غير أمير فكأنه أمير فقالوا:

§الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنَسِ بْنِ الدَّيَّانِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ مِنْ مَذْحِجٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: دُلُّونِي عَلَى رَجُلٍ إِذَا كَانَ فِي الْقَوْمِ وَهُوَ أَمِيرٌ فَكَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَمِيرٍ وَإِذَا كَانَ فِيهِمْ وَهُوَ غَيْرُ أَمِيرٍ فَكَأَنَّهُ أَمِيرٌ فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ إِلَّا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنَسٍ وَكَانَ مُتَوَاضِعًا خَيِّرًا وَقَدْ وَلِيَ خُرَاسَانَ وَفَتَحَ عَامَّتَهَا وَكَانَ لَهُ أَخٌ يُقَالُ لَهُ الْمُهَاجِرُ بْنُ زِيَادٍ , وَكَانَ صَالِحًا وَقُتِلَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ شَهِيدًا يَوْمَ تُسْتَرَ وَلَهُ يَقُولُ الْقَائِلُ: [البحر البسيط] وَيَوْمَ قَامَ أَبُو مُوسَى بِخُطْبَتِهِ ... رَاحَ الْمُهَاجِرُ فِي حِلٍّ بِإِجْمَالِ فَالْبَيْتُ بَيْتُ بَنِي الدَّيَّانِ نَعْرِفُهُ ... فِي آلِ مَذْحِجِ مِثْلُ الْجَوْهَرِ الْغَالِي قَالَ: وَكَانَ الْمُهَاجِرُ أَرَادَ يَوْمَ تُسْتَرَ أَنْ يَشْرِيَ نَفْسَهُ لِلَّهِ وَكَانَ صَائِمًا فَجَاءَ أَخٌ لَهُ إِلَى أَبِي مُوسَى فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ صَائِمًا أَنْ يُفْطِرَ فَأَفْطَرَ الْمُهَاجِرُ ثُمَّ رَاحَ فَقُتِلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، فِي حَدِيثٍ -[160]- رَوَاهُ وَصَفُ فِيهِ الرَّبِيعَ بْنَ زِيَادٍ الْحَارِثِيَّ قَالَ: «§رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ اللَّحْمِ خَفِيفُ الْجِسْمِ»

سويد بن مثعبة اليربوعي من بني تميم. وكان من أصحاب الخطط الذين اختطوا بالكوفة أيام عمر بن الخطاب وكان كبيرا ولم يرو عن عمر شيئا وكان عابدا مجتهدا

§سُوَيْدُ بْنُ مَثْعَبَةَ الْيَرْبُوعِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْخِطَطِ الَّذِينَ اخْتَطُّوا بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ كَبِيرًا وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عُمَرَ شَيْئًا وَكَانَ عَابِدًا مُجْتَهِدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى سُوَيْدِ بْنِ مَثْعَبَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْخِطَطِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ فَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَتَهُ تَقُولُ: أَهْلِي فِدَاكَ مَا نُطْعِمُكَ مَا نَسْقِيكَ مَا شَعَرْتُ أَنَّ تَحْتَ الثَّوْبِ شَيْئًا فَإِذَا هُوَ مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: ابْنَ أَخٍ §دَبِرَتِ الْحَرَاقِفُ وَالصُّلْبُ فَمَا مِنْ ضِجْعَةٍ غَيْرَ مَا تَرَى وَوَاللَّهِ إِنِّي مَا أُحِبُّ أَنِّي نَقَصْتُ مِنْهُ قُلَامَةَ ظُفُرٍ "

معضد بن يزيد العجلي ويكنى أبا زياد وكان أيضا من المجتهدين العباد وكان خرج هو وعدة من أصحاب عبد الله إلى الجبانة يتعبدون فأتاهم عبد الله فنهاهم عن ذلك وغزا أذربيجان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وعليها الأشعث بن قيس فقتل بها شهيدا

§مِعْضَدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زِيَادٍ وَكَانَ أَيْضًا مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ الْعُبَّادِ وَكَانَ خَرَجَ هُوَ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الْجَبَّانَةِ يَتَعَبَّدُونَ فَأَتَاهُمْ عَبْدُ اللَّهِ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَغَزَا أَذَرْبَيْجَانَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهَا الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقُتِلَ بِهَا شَهِيدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ مِعْضَدٌ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ §اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ -[161]- بِقَلِيلٍ» فَمَا رُئِيَ نَاعِسًا فِي صَلَاتِهِ بَعْدُ. قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ فِي الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: أَمَّا فِي الْمَكْتُوبَةِ فَلَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: نَامَ مِعَضَدٌ الْعِجْلِيُّ فِي سُجُودِهِ ثُمَّ قَامَ فَمَشَى سَاعَةً وَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ بِيَسِيرٍ» وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه قيس بن يزيد وكان يأتي السواد فيشتري ويبيع فقال معضد: قيس خير مني يبيع ويشتري وينفق علي

§وَأَخُوهُ قَيْسُ بْنُ يَزِيدَ وَكَانَ يَأْتِي السَّوَادَ فَيَشْتَرِي وَيَبِيعُ فَقَالَ مِعْضَدٌ: قَيْسٌ خَيْرٌ مِنِّي يَبِيعُ وَيَشْتَرِي وَيُنْفِقُ عَلَيَّ

أويس القرني من مراد وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر بن مالك بن أدد من مذحج

§أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ مِنْ مُرَادٍ وَهُوَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ جَزْءِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَصْوَانَ بْنِ قَرْنِ بْنِ رَدْمَانَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ مُرَادٍ وَهُوَ يُحَابِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُدَدٍ مِنْ مَذْحِجٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: " كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ تَفَرَّقُوا وَيَبْقَى رَهْطٌ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ كَلَامَهُ فَأَحْبَبْتُهُ فَفَقَدْتُهُ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَعَمْ أَنَا أَعْرِفُهُ ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالَ: فَتَعْلَمُ مَنْزِلَهَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى ضَرَبْتُ حُجْرَتَهُ فَخَرَج إِلَيَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَخِي مَا حَبَسَكَ عَنَّا؟ -[162]- قَالَ: الْعُرْيُ قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَسْخَرُونَ بِهِ وَيُؤْذُونَهُ قَالَ: قُلْتُ: خُذْ هَذَا الْبُرْدَ فَالْبَسْهُ قَالَ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّهُمْ إِذًا يُؤْذُونَنِي إِنْ رَأَوْهُ عَلَيَّ قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: مَنْ تَرَوْنَ خُدِعَ عَنْ بُرْدِهِ هَذَا؟ قَالَ: فَجَاءَ فَوَضَعَهُ وَقَالَ: أَتَرَى قَالَ أُسَيْرٌ: فَأَتَيْتُ الْمَجْلِسَ فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَدْ آذْيَتُمُوهُ، الرَّجُلُ يَعْرَى مَرَّةً وَيَكْتَسِي مَرَّةً فَأَخَذْتُهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا قَالَ: فَقُضِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ فَوَفَدَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ؟ قَالَ: فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ: «§إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ وَقَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مِثْلُ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» . قَالَ: " فَقَدِمَ عَلَيْنَا قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الْيَمَنِ قَالَ قُلْتُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ قَالَ: فَمَنْ تَرَكْتَ بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: أُمًّا لِي. قَالَ: أَكَانَ بِكَ بَيَاضٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: أَوَيَسْتَغْفِرُ مَثَلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَخِي لَا تُفَارِقْنِي قَالَ: فَامَّلَسَ مِنِّي فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ " قَالَ: فَجَعَلَ ذَلِكَ الَّذِي كَانَ يَسْخَرُ بِهِ وَيَحْتَقِرُهُ يَقُولُ: مَا هَذَا فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا نَعْرِفُهُ فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا كَأَنَّهُ يَضَعُ مِنْ شَأْنِهِ قَالَ: فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ نَسْخَرُ بِهِ قَالَ أَدْرِكْ وَلَا أَرَاكَ تُدْرِكُ قَالَ: فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: مَا هَذِهِ بِعَادَتِكَ فَمَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: فِيكَ كَذَا وَكَذَا فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ قَالَ: لَا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لَا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ وَلَا تَذْكُرَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ لِأَحَدٍ قَالَ: فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ: أُسَيْرٌ: فَمَا لَبِثَ أَنْ فَشَا أَمَرُهُ فِي الْكُوفَةِ -[163]- قَالَ أُسَيْرٌ: فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخِي أَلَا أَرَاكَ الْعَجَبَ وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ قَالَ: مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ ثُمَّ امَّلَسَ مِنْهُمْ فَذَهَبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ» ثُمَّ ضَرَبَ دَابَّتَهُ فَدَخَلَ فِيهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَلِيلِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرِ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ لِأُوَيْسٍ: اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: كَيْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ» وَفِي الْحَدِيث طُولٌ كَنَحْوِ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §أُمِرَ عُمَرُ إِنْ لَقِيَ رَجُلًا مِنَ التَّابِعِينَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَنْشُدُهُ فِي الْمَوْسِمِ يَعْنِي أُوَيْسًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ أَمْدَادُ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأَتْ -[164]- مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ. نَعَمْ. قَالَ فَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، §لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» , فَاسْتَغْفِرْ لِي ". فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ. قَالَ: أَلَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا فَيَسْتَوْصِي بِكَ قَالَ: لَا، أَكُونُ فِي غَبَرِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَوَافَقَ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ كَيْف تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ قَلِيلَ الْمَتَاعِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ , لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ , فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ الْكُوفَةَ أَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ: فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ قَالَ أُسَيْرٌ فَكَسَوْتُهُ بُرْدًا كَانَ إِذَا رَآهُ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ قَالَ مِنْ أَيْنَ لِأُوَيْسٍ هَذَا الْبُرْدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ يَسِيرَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّه §أَتَى أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ فَوَجَدَهُ لَا يَتَوَارَى مِنَ الْعُرْيِ فَكَسَاهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §كَسَا أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ ثَوْبَيْنِ مِنَ الْعُرْيِ قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ لَقِيَ مِنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: وَعَلَيْكُمْ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ؟ قَالَ -[165]-: بِخَيْرٍ نَحْمَدُ اللَّهَ. قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: مَا تَسْأَلُ رَجُلًا إِذَا أَمْسَى لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُصْبِحُ وَإِذَا أَصْبَحَ لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُمْسِي يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ الْمَوْتَ لَمْ يُبْقِ لِمُؤْمِنٍ فَرَحًا، يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ مَعْرِفَةَ الْمُؤْمِنِ بِحُقُوقِ اللَّهِ لَمْ تُبْقِ لَهُ فِضَّةً وَلَا ذَهَبًا، يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ قِيَامَ الْمُؤْمِنِ بِأَمْرِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ صَدِيقًا وَاللَّهِ §إِنَّا لَنَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَتَّخِذُونَا أَعْدَاءَ وَيَجِدُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفُسَّاقِ أَعْوَانًا حَتَّى وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَوْنِي بِالْعَظَائِمِ وَايْمُ اللَّهِ لَا يَمْنَعُنِي ذَلِكَ أَنْ أَقُومَ لِلَّه بِالْحَقِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةَ فَلَقِيتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ حِذَاءٍ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ؟ فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟ قُلْتُ: حَدِّثْنِي قَالُ: «§إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ» يَعْنِي عَلَى نَفْسِي أَنْ أَكُونَ مُحَدِّثًا أَوْ قَاصًّا أَوْ مُفْتِيًا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَبَكَى قَالَ: قُلْتُ: فَاقْرَأْ عَلَيَّ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 2] حَتَّى بَلَغَ {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان: 6] قَالَ: فَغُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ ثُمَّ قَالَ: الْوَحْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ وَكَانَ أُوَيْسٌ ثِقَةً وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَحَدٍ

عبدة بن هلال الثقفي أقسم عليه عمر بن الخطاب أن يفطر يوم الفطر ويوم الأضحى وكان قال: لا يشهد علي ليلي بنوم ولا نهاري إلا بصوم أبدا رحمه الله ورضي عنه

§عَبْدَةُ بْنُ هِلَالٍ الثَّقَفِيُّ أَقْسَمَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُفْطِرَ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى وَكَانَ قَالَ: لَا يَشْهَدُ عَلَيَّ لَيْلِي بِنَوْمٍ وَلَا نَهَارِي إِلَّا بِصَوْمٍ أَبَدًا رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ

أبو غديرة الضبي واسمه عبد الرحمن بن خصفة

§أَبُو غَدِيرَةَ الضَّبِّيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَصَفَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو غَدِيرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَصَفَةَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي وَفْدِ بَنِي ضَبَّةَ قَالَ: فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ غَيْرِي قَالَ: فَمَرَّ بِي عُمَرُ §فَوَثَبْتُ فَإِذَا أَنَا خَلْفَ عُمَرَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلِ؟ قُلْتُ: ضَبِيٌّ. قَالَ: خَشِنٌ قُلْتُ: عَلَى الْعَدُوِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَعَلَى الصَّدِيقِ قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ حَاجَتَكَ قَالَ: فَقَضَى حَاجَتِي ثُمَّ قَالَ: فَرِّغْ لَنَا ظَهْرَ رَاحِلَتِنَا

سعد بن مالك العبسي روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وروى عنه حلام بن صالح العبسي

§سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَوَى عَنْهُ حَلَّامُ بْنُ صَالِحٍ الْعَبْسِيُّ

حبيب بن صهبان الأسدي ويكنى أبا مالك روى عن عمر بن الخطاب وكان ثقة معروفا قليل الحديث

§حَبِيبُ بْنُ صُهْبَانَ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مَالِكٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ ثِقَةً مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

ومن هذه الطبقة ممن روى عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

الحارث بن سويد التيمي تيم الرباب روى عن علي وعبد الله وحذيفة وسلمان

§الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ التَّيْمِيُّ تَيْمُ الرَّبَابِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَحُذَيْفَةَ وَسَلْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: «§إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتْبَعُنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَمَا يَقْبَلُهُ، يَرُدُّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ §أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ، كَانَ يُكْنَى أَبَا عَائِشَةَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ أَيَّامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

الحارث بن قيس الجعفي من مذحج روى عن علي وعبد الله

§الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ مِنْ مَذْحِجٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ «§أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ صَلَّى عَلَى الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ بَعْدَمَا صُلِّيَ عَلَيْهِ» قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: أَمَّ أَبُو مُوسَى عَلَى الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ بَعْدَمَا صُلِّيَ عَلَيْهِ

الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن خالد بن حوث واسمه عبد الله بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان وحوث هو أخو السبيع رهط أبي إسحاق السبيعي، وقد روى الحارث عن علي وعبد الله بن مسعود وكان له قول سوء وهو

§الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حُوثٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْعِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ وَحُوثٌ هُوَ أَخُو السَّبِيعِ رَهْطُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَقَدْ رَوَى الْحَارِثُ عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ لَهُ قَوْلُ سُوءٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي رِوَايَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: §مَنْ يَشْتَرِي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ فَاشْتَرَى الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ صُحُفًا بِدِرْهَمٍ ثُمَّ جَاءَ بِهَا عَلِيًّا فَكَتَبَ لَهُ عِلْمًا كَثِيرًا ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ غَلَبَكُمْ نِصْفُ رَجُلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: لَقَدْ §رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَسْأَلَانِ الْحَارِثَ الْأَعْوَرَ عَنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَقَدْ رَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ وَكَانَ كَذُوبًا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: §لَيْسَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِفَرِيضَةٍ مِنْ عَبِيدَةَ وَالْحَارِثِ الْأَعْوَرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ وَكَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ , §وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ فَكَانَ يُسَلِّمُ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ عَنْ يَمِينِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، أَنَّهُ §أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[169]-، قَالَ: أَوْصَى الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا ثُمَّ انْطَلَقْنَا بِهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ قَالَ: ضَعُوهُ هَاهُنَا عِنْدَ مُؤَخَّرِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَالَ: §فَوَضَعْنَاهُ ثُمَّ رَأَيْتُهُ كَشَطَ الثَّوْبَ الَّذِي عَلَيْهِ فَرَأَيْتُ الذَّرِيرَةَ عَلَى كَفَنِهِ ثُمَّ قَالَ اسْتَلُّوهُ اسْتِلَالًا فَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، §أَنَّهُ جَعَلَ عَلَى نَعْشِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ ذَرِيرَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيِ الْقَبْرِ وَقَالَ: هَذَا سُنَّةٌ وَقَالَ §اكْشُطُوا عَنْهُ الثَّوْبَ فَإِنَّمَا يُصْنَعُ هَذَا بِالنِّسَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّهُ خَرَجَ عَلَى الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ فَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى الْقَبْرِ فَدَعَا بِالسَّرِيرِ فَقَالَ: §اجْعَلُوهُ عِنْدَ مُؤَخَّرِ الْقَبْرِ يَعْنِي رِجْلَيْهِ ثُمَّ أَخَذَ هَكَذَا الثَّوْبَ الَّذِي عَلَيْهِ وَهُوَ فِي السَّرِيرِ فَأَلْقَاهُ عَنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ الذَّرِيرَةَ عَلَى أَكْفَانِهِ وَحَسِبْتُهُ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُلَّ سَلًّا فَلَمَّا أُدْخِلَ الْقَبْرَ أَبَى أَنْ يَدَعَهُمُ أَنْ يَمُدُّوا عَلَى الْقَبْرِ بِثَوْبٍ ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا السُّنَّةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ §فَمَدُّوا عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبًا فَكَشَطَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §شَهِدْتُ جَنَازَةَ الْحَارِثِ فَاسْتُلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَتْ وَفَاةُ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ الْخَطْمِيُّ عَامِلًا يَوْمَئِذٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ

عمير بن سعيد النخعي روى عن علي وعبد الله وعمار وأبي موسى وكان قد بقي حتى توفي سنة خمس عشرة ومائة في ولاية خالد بن عبد الله بالكوفة فأدركه محمد بن جابر الحنفي وروى عنه وكان ثقة له أحاديث

§عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ النَّخَعِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعَمَّارٍ وَأَبِي مُوسَى وَكَانَ قَدْ بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْكُوفَةِ فَأَدْرَكَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْحَنَفِيُّ وَرَوَى عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

سعيد بن وهب الهمداني من بني يحمد بن موهب بن صادق بن يناع بن دومان وهم اليناعيون من همدان وروى سعيد عن علي وعبد الله وخباب وسمع من معاذ بن جبل باليمن قبل أن يهاجر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لزوما لعلي بن أبي طالب فكان يقال له القراد للزومه

§سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ بَنِي يُحْمِدَ بْنِ مَوْهَبِ بْنِ صَادِقِ بْنِ يَنَاعِ بْنِ دَوْمَانَ وَهُمُ اليَنَاعِيُّونَ مِنْ هَمْدَانَ وَرَوَى سَعِيدٌ عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَخَبَّابٍ وَسَمِعَ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ لَزُومًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْقُرَادُ لِلَزُومِهِ إِيَّاهُ وَرَوَى عَنْ سَلْمَانَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَشُرَيْحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ يَنْزِلُ مِنْ عُلِّيَّتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا جَاءَ ابْنُهُ، لَا يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ، وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ مَخْضُوبًا بِالصُّفْرَةِ» وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

هبيرة بن يريم الشبامي من همدان وشبام هو عبد الله بن أسعد بن جشم بن حاشد وسمي شبام بجبل لهم وروى هبيرة عن علي وعبد الله وعمار وكان أبوه يريم أبو العلاء قد روى عنه أيضا وقد كان من هبيرة هنة يوم المختار

§هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ الشِّبَامِيُّ مِنْ هَمْدَانَ وَشِبَامٌ هُوَ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدٍ وَسُمِّيَ شِبَامٌ بِجَبَلٍ لَهُمْ وَرَوَى هُبَيْرَةُ عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعَمَّارٍ -[171]- وَكَانَ أَبُوهُ يَرِيمُ أَبُو الْعَلَاءِ قَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا وَقَدْ كَانَ مِنْ هُبَيْرَةَ هَنَةٌ يَوْمَ الْمُخْتَارِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: «§الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ» وَكَانَ مَعْرُوفًا وَلَيْسَ بِذَاكَ

عمرو بن سلمة بن عميرة بن مقاتل بن الحارث بن كعب بن علوي بن عليان بن أرحب بن دعام من همدان روى عن علي وعبد الله وكان شريفا وهو الذي بعثه الحسن بن علي بن أبي طالب مع محمد بن الأشعث بن قيس في الصلح بينه وبين معاوية فأعجب معاوية ما رأى من جهر عمرو وفصاحته

§عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مُقَاتِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلْوِيِّ بْنِ عَلْيَانَ بْنِ أَرْحَبَ بْنِ دُعَامٍ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ شَرِيفًا وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِي الصُّلْحِ بَيْنَهُ وَبَيْنِ مُعَاوِيَةَ فَأَعْجَبَ مُعَاوِيَةَ مَا رَأَى مِنْ جَهْرِ عَمْرٍو وَفَصَاحَتِهِ وَجِسْمِهِ فَقَالَ: أَمُضَرِيٌّ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا. ثُمَّ قَالَ: [البحر الطويل] إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ بَنَى اللَّهُ مَجْدَهُمْ ... عَلَى كُلِّ بَادٍ فِي الْأَنَامِ وحاضرِ أُبُوَّتُنَا آبَاءُ صِدْقٍ نَمَى بِهِمْ ... إِلَى الْمَجْدِ آبَاءٌ كِرَامُ الْعَنَاصِرِ وَأُمَّاتُنَا أَكْرِمْ بِهِنَّ عَجَائِزًا ... وَرِثْنَ الْعُلَا عَنْ كَابِرٍ بَعْدَ كَابِرِ جَنَاهُنَّ كَافُورٌ وَمِسْكٌ وَعَنْبَرٌ ... وَلَيْسَ ابْنُ هِنْدٍ مِنْ جُنَاةِ الْمَغَافِرِ أَنَا امْرُؤٌ مِنْ هَمْدَانَ ثُمَّ أَحَدُ أَرْحَبَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الزعراء واسمه عبد الله بن هانئ الحضرمي وعداده في كندة روى عن علي وعبد الله بن مسعود وكان ثقة وله أحاديث

§أَبُو الزَّعْرَاءِ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئٍ الْحَضْرَمِيُّ وَعِدَادُهُ فِي كِنْدَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو عبد الرحمن السلمي واسمه عبد الله بن حبيب روى عن علي وعبد الله وعثمان وقال حجاج بن محمد: قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من علي

§أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعُثْمَانَ وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ عُثْمَانَ وَلَكِنْ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§أَخَذْتُ الْقِرَاءَةَ عَنْ عَلِيٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ شُعْبَةُ: حُدِّثْتُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ إِمَامَ الْمَسْجِدِ §فَكَانَ يُحْمَلُ فِي الطِّينِ فِي الْيَوْمِ الْمَطِيرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: إِنَّا أَخَذْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَنْ قَوْمٍ أَخْبَرُونَا أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهُنَّ إِلَى الْعَشْرِ الْأُخَرِ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهِنَّ فَكُنَّا نَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ بِهِ وَإِنَّهُ §سَيَرِثُ الْقُرْآنَ بَعْدَنَا قَوْمٌ لَيَشْرَبُونَهُ شُرْبَ الْمَاء لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ بَلْ لَا يُجَاوِزُ هَاهُنَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَلْقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ §يُقْرِئُ عِشْرِينَ آيَةً بِالْغَدَاةِ وَعِشْرِينَ آيَةً بِالْعَشِيِّ وَيُخْبِرُهُمْ بِمَوْضِعِ الْعَشْرِ وَالْخَمْسِ وَيُقْرِئُ خَمْسًا خَمْسًا يَعْنِي خَمْسَ آيَاتٍ خَمْسَ آيَاتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: جَاءَ وَفِي الدَّارِ جِلَالٌ وَجُزُرٌ قَالُوا: بَعَثَ بِهَذَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ إِنَّكَ عَلَّمْتَ ابْنَهُ الْقُرْآنُ قَالَ: «§رُدَّهُ إِنَّا لَا نَأْخُذُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَنَحْنُ أُغَيْلِمَةٌ أَيْفَاعٌ فَيَقُولُ: «§لَا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيْرَ أَبِي الْأَحْوَصِ وَلَا تُجَالِسُوا شَقِيقًا وَلَيْسَ بِأَبِي وَائِلٍ وَلَا سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يَقُولُ: خُذْ مِنْهُ فَإِنَّهُ فَقِيهٌ، قَالَ: §لَا تَأْخُذْ قَفيزًا مِنْ شَعِيرٍ بِقَفِيزٍ مِنْ حِنْطَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُكْرَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ: وَالَّذِي عَلَّمَنِي الْقُرْآنَ فَإِنَّ أَبِي كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم شَهِدَ مَعَهُ , §مَا تَرَكْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْ كُلٍّ , أُرَى قَالَ: صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ مِنْ أَهْلِي بِصَاعٍ مِنْ طَعَامٍ مِنْ أَجْوَدِ حِنْطَتِنَا عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِي كُلَّ فِطْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: «§لَوْ يَعْلَمُ الْمُسْتَقْبِلُ الْمُصَلِّي مَا فِيهِ مَا اسْتَقْبَلَهُ وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُصَلِّي مَا فِيهِ مَا اسْتَقْبَلَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، أَنَّه قَالَ لِرَجُلٍ فِيهِ عُجْمَةٌ: §أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ أَوْ مُسْلِمٌ أَنْتَ؟ . قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: لَا تَقُلْ إِنْ شَاءَ -[174]- اللَّهُ. قَالَ: قُلْتُ لِمِسْعِرٍ: يَا أَبَا سَلَمَةَ أَقُولُ إِنِّي مُؤْمِنٌ حَقًّا؟ قَالَ: نَعَمْ تَكُونُ مُؤْمِنًا بَاطِلًا أَيَحْسُنُ فِي الْكَلَامِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ هَذِهِ سَمَاءٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: «§صَلَّى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ فِي قَمِيصٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ §يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ وَلَا إِزَارٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: أَسْقَطْتُ وَلَكِنْ يَقُولُ أَغْفَلْتُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَنْتَ؟ قَالَ: §بِخَيْرٍ أَحْمَدُ اللَّهَ قَالَ عَطَاءٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَقَالَ: أَنَّى أَخَذَهَا أَنَّى أَخَذَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَقَدْ كَوَى غُلَامًا لَهُ قَالَ: قُلْتُ: تَكْوِي غُلَامَكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهَ يَقُولُ: «إِنَّ §اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ وَهُوَ يَقْضِي فِي مَسْجِدِهِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكُ اللَّهَ لَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى فِرَاشِكَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ وَالْمَلَائِكَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " قَالَ: فَأُرِيدُ -[175]- أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي مَسْجِدِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: ذَهَبْنَا نُرْجِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: «§أَنَا لَا أَرْجُو وَقَدْ صُمْتُ ثَمَانِينَ رَمَضَانَ»

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: مَاتَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَمَرُّوا بِهِ عَلَى أَبِي جُحَيْفَةَ فَقَالَ: «§مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ وَكَانَتْ وَفَاةُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن معقل بن مقرن المزني ويكنى أبا الوليد روى عن علي وعبد الله

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §جُعِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ فِي الْبَعْثِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ

قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: §إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ قَدْ أَوْصَى أَنْ يُسَلَّ فَسُلُّوهُ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

وأخوه عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني روى عن علي وعبد الله وقد تكلموا في روايته عن أبيه وقالوا: كان صغيرا رحمه الله

§وَأَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ وَقَالُوا: كَانَ صَغِيرًا رَحِمَهُ اللَّهُ

سعد بن عياض الثمالي من الأزد روى عن علي وعبد الله وكان قليل الحديث

§سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ الثُّمَالِيُّ مِنَ الْأَزْدِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو فاختة واسمه سعيد بن علاقة مولى جعدة بن هبيرة المخزومي روى عن علي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر

§أَبُو فَاخِتَةَ وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ عِلَاقَةَ مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيِّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

الربيع بن عميلة الفزاري وهو أبو الركين بن الربيع روى عن علي وعبد الله

§الرَّبِيعُ بْنُ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ أَبُو الرُّكَيْنِ بْنُ الرَّبِيعِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §كَانَ مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بِبَلَنْجَرَ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

قيس بن السكن الأسدي أحد بني سواءة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد روى عن علي وعبد الله وأبي ذر وتوفي بالكوفة في زمن مصعب بن الزبير بن العوام وكان ثقة له أحاديث

§قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ الْأَسَدِيُّ أَحَدُ بَنِي سُوَاءَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي ذَرٍّ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي زَمَنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

الهزيل بن شرحبيل الأودي من مذحج روى عن علي وعبد الله وكان ثقة

§الْهُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْأَوْدِيُّ مِنْ مَذْحِجِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ ثِقَةً

وأخوه الأرقم بن شرحبيل الأودي سمع من عبد الله ولا نعلمه روى عن علي شيئا قال: روى عنه أخوه هزيل بن شرحبيل وكان ثقة قليل الحديث

§وَأَخُوهُ -[177]- الْأَرْقَمُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْأَوْدِيُّ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ شَيْئًا قَالَ: رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الكنود الأزدي واسمه عبد الله بن عوف وقال بعضهم: عبد الله بن عويمر روى عن علي وعبد الله

§أَبُو الْكَنُودِ الْأَزْدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُوَيْمِرٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عَلِيٍّ §فَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ السَّلَامُ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ

شداد بن معقل الأسدي أسد بني خزيمة روى عن علي وعبد الله وكان قليل الحديث رحمه الله

§شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيُّ أَسَدُ بَنِي خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ

حبة بن جوين العرني من بجيلة روى عن علي وعبد الله وتوفي سنة ست وسبعين في أول خلافة عبد الملك بن مروان وله أحاديث وهو ضعيف

§حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَلَهُ أَحَادِيثُ وَهُوَ ضَعِيفٌ

خمير بن مالك الهمداني روى عن علي وعبد الله وله حديثان رحمه الله ورضي عنه

§خُمَيْرُ بْنُ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَلَهُ حَدِيثَانِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ

عمرو بن عبد الله الأصم الوادعي من همدان روى عن علي وعبد الله ومسروق وكان قليل الحديث رحمه الله

§عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ الْوَادِعِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَمَسْرُوقٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَحِمَهُ اللَّهُ

عبد الله بن سنان الأسدي أسد بني خزيمة ويكنى أبا سنان روى عن علي وعبد الله والمغيرة بن شعبة وتوفي أيام الحجاج قبل الجماجم وكان ثقة وله أحاديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ أَسَدُ بَنِي خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا سِنَانٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَتُوُفِّيَ أَيَّامَ الْحَجَّاجِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

زاذان أبو عمر مولى كندة روى عن علي وعبد الله وسلمان والبراء بن عازب وعبد الله بن عمر قال: قال عبد الله بن إدريس عن شعبة، قال: سألت الحكم عن زاذان، فقال: أكثر

§زَاذَانُ أَبُو عُمَرَ مَوْلَى كِنْدَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَسَلْمَانَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ عَنْ زَاذَانَ، فَقَالَ: أَكْثَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَنْتَرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَاذَانُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ سَبَقَهُ النَّاسُ بِالْمَجْلِسِ فَقَالَ لَهُ: §أَدْنَيْتَ أَصْحَابَ الْخَزِّ فَقَالَ: ادْنُهُ. فَأَجْلَسَنِي إِلَى جَنْبِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: لَقَدْ §سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنْ أَشْيَاءَ مَا سُئِلْتُ عَنْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: «§رَزَقَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ النَّاسَ الطِّلَاءَ فَأَصَابَ مَوْلَايَ مِنْهُ دُنَيْنَةً كُنَّا نَأْكُلُ بِهِ وَنَشْرَبُ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، قَالَ: «§كَانَ زَاذَانُ يَبِيعُ الْكَرَابِيسَ فَإِذَا أَتَاهُ الْبَيْعُ نَشَرَ عَلَيْهِ شَرَّ الطَّرَفَيْنِ» قَالُوا: وَتُوُفِّيَ زَاذَانُ بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عباد بن عبد الله الأسدي روى عن علي وعبد الله وله أحاديث

§عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَلَهُ أَحَادِيثُ

كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج روى عن عثمان وعلي وعبد الله وشهد مع علي صفين وكان شريفا مطاعا في قومه فلما قدم الحجاج بن يوسف الكوفة دعا به فقتله

§كُمَيْلُ بْنُ زِيَادِ بْنِ نَهِيكِ بْنِ هَيْثَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صُهْبَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجِ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا فِي قَوْمِهِ فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الْكُوفَةَ دَعَا بِهِ فَقَتَلَهُ

قيس بن عبد الهمداني وهو عم عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي روى عن علي وعبد الله وكان قليل الحديث

§قَيْسُ بْنُ عَبْدٍ الْهَمْدَانِيُّ وَهُوَ عَمُّ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حصين بن قبيصة الأسدي أسد بني خزيمة روى عن علي وعبد الله وسلمان

§حُصَيْنُ بْنُ قَبِيصَةَ الْأَسَدِيُّ أَسَدُ بَنِي خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَسَلْمَانَ

أبو القعقاع الجرمي من قضاعة روى عن علي وعبد الله

§أَبُو الْقَعْقَاعِ الْجَرْمِيَّ مِنْ قُضَاعَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْقَعْقَاعِ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: «§شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ وَأَنَا غُلَامٌ يَافِعٌ»

أبو رزين واسمه مسعود مولى أبي وائل

§أَبُو رَزِينٍ وَاسْمُهُ مَسْعُودٌ مَوْلَى أَبِي وَائِلٍ

شقيق بن سلمة الأسدي روى عن علي، وعبد الله

§شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ الْأَسَدِيِّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: " أَلَا تَعْجَبُ مِنْ أَبِي رَزِينٍ §قَدْ هَرِمَ وَإِنَّمَا كَانَ غُلَامًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَا رَجُلٌ وَلَهُ أَحَادِيثُ

عرفجة روى عن علي وعبد الله

§عَرْفَجَةُ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَرْفَجَةَ، قَالَ: «§صَلَّيْتَ خَلْفَ عَلِيٍّ فَقَنَتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا قَبْلَ الرَّكْعَةِ»

معدي كرب المشرقي من همدان والمشرق موضع باليمن نسب إليه، روى عن علي وعبد الله وله أحاديث

§مَعْدِي كَرِبَ الْمِشْرَقِيُّ مِنْ هَمْدَانَ وَالْمِشْرَقُ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ نُسِبَ إِلَيْهِ، رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَلَهُ أَحَادِيثُ

عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة روى عن علي وعبد الله

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§مُحَرِّمُ الْحَلَالِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ» وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ صَغِيرًا

شتير بن شكل بن حميد العبسي روى عن علي وعبد الله وعن أبيه، وكانت لأبيه صحبة وعن حفصة، وتوفي بالكوفة زمن مصعب بن الزبير وكان ثقة قليل الحديث

§شُتَيْرُ بْنُ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدِ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعَنْ أَبِيهِ، وَكَانَتْ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَعَنْ حَفْصَةَ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ زَمَنَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عبد الله بن مسعود

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

أبو الأحوص واسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من هوازن روى عن عبد الله وحذيفة وأبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري وعن أبيه وكانت له صحبة، وعن زيد بن صوحان

§أَبُو الْأَحْوَصِ وَاسْمُهُ عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجُشَمِيُّ مِنْ هَوَازِنَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَعَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يَقُولُ: «كُنَّا ثَلَاثَةَ إِخْوَةٍ §أَمَّا أَحَدُهُمْ فَقَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ، وَأَمَّا الثَّانِي فَقُتِلَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَالثَّالِثُ يَعْنِي نَفْسِهِ لَا يَدْرِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِهِ»

قَالَ: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: كَيْفَ كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُ قَالَ: §كَانَ يَسْكُبُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَاصِمٌ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَنَحْنُ غِلْمَةٌ أَيْفَاعٌ قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ لَنَا: §لَا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيْرَ أَبِي الْأَحْوَصِ وَإِيَّاكُمْ وَشَقِيقًا وَسَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ قَالَ حَمَّادٌ: لَيْسَ بِأَبِي وَائِلٍ كَانَ هَذَا يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى أَبِي الْأَحْوَصِ كِسَاءَ خَزٍّ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

الربيع بن خثيم الثوري من بني ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وكان يقال لثور ثور أطحل , وأطحل جبل كان يسكنه وكان الربيع بن خثيم يكنى أبا يزيد وقد روى عن عبد الله

§الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ الثَّوْرِيُّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مِلْكَانَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَكَانَ يُقَالُ لِثَوْرٍ ثَوْرُ أَطْحَلَ , وَأَطْحَلُ جَبَلٌ كَانَ يَسْكُنُهُ وَكَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُكْنَى أَبَا يَزِيدَ وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ إِذْنٌ لِأَحَدٍ حَتَّى يَقْضِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ حَاجَتَهُ قَالَ: وَقَالَ لَهُ -[183]- عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَبَا يَزِيدَ §لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَآكَ لَأَحَبَّكَ وَمَا رَأَيْتُكَ إِلَّا ذَكَرْتُ الْمُخْبِتِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ: §وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ تَلَطُّفًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي مَجْلِسٍ كَانَ يَقُولُ: §أَكْرَهُ أَنْ أَرَى شَيْئًا اسْتَشْهِدُ عَلَيْهِ فَلَا أَشْهَدُ أَوْ أَرَى حَامِلَةً فَلَا أُعِينُهَا أَوْ أَرَى مَظْلُومًا فَلَا أَنْصُرُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: مَا جَلَسَ عَلَى مَجْلِسٍ وَلَا عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ مُذْ تَأَزَّرَ بِإِزَارٍ وَقَالَ آخَرُ: أَوْ يَفْتَرِيَ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فَأُكَلَّفَ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ أَوْ لَا أَغَضُّ الْبَصَرَ أَوْ لَا أَهْدِي السَّبِيلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَذْكُرُ شَيْئًا قَطُّ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: §كَمْ لِلْتَيْمِ مَسْجِدٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَمُرُّ عَلَى الْمَجْلِسِ وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ إِلَّا قَالَ لَهُ: يَا بَكْرُ بْنَ مَاعِزٍ «§اخْزِنْ لِسَانَكَ إِلَّا مِمَّا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ إِنِّي اتَّهَمْتُ النَّاسَ عَلَى دِينِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ §قُلْ خَيْرًا أَوِ اعْمَلْ خَيْرًا وَدُمْ عَلَى صَالِحَةٍ -[184]-، لَا يَطُولَنَّ عَلَيْكَ الْأَمَدُ وَلَا يَقْسُوَنَّ قَلْبُكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا {سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21] ، يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ عَمِلْتَ خَيْرًا فَأَتْبِعْ خَيْرًا خَيْرًا؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكَ يَوْمٌ تَوَدُّ لَوِ ازْدَدْتَ، وَإِنْ كَانَ مَضَى مِنْكَ لَهُمْ لَا مَحَالَةَ فَاعْمَلْ خَيْرًا فَإِنَّهُ يَقُولُ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا عَلَّمَكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ عِلْمٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهِ وَمَا اسْتُؤْثِرَ عَلَيْكَ فِيهِ مِنْ عِلْمٍ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ وَلَا تَكَلَّفْ فَإِنَّهُ يَقُولُ {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 87] ، يَا عَبْدَ اللَّهِ اعْلَمْ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا طَالَتْ غَيْبَتُهُ وَحَانَتْ جِيئَتُهُ فَانْتَظَرَهُ أَهْلُهُ كَأَنْ قَدْ جَاءَ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ هَذَا الْمَوْتِ الَّذِي لَمْ تَذُوقُوا قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَالسَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللَّاتِي يَخْفَيْنَ مِنَ النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّهِ بَوَادٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَزُورُ عَلْقَمَةَ وَكَانَ فِي الْحَيِّ جَمَاعَةٌ وَالطَّرِيقُ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ نِسَاءٌ فَلَمْ يَطْرِفِ الرَّبِيعُ حَتَّى خَرَجْنَ فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى عَلْقَمَةَ قَالَ: إِنَّ بَابَهُ مُصْفَقٌ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُؤْذِيَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: أَتَيْنَا الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ نَعُودُهُ أَوْ قَالَ: نَزُورُهُ فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ الرَّبِيعَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ §رَجُلًا إِنْ حَدَّثَكُمْ لَمْ يَكْذِبْكُمْ، وَإِنْ وَعَدَكُمْ لَمْ يُخْلِفْكُمْ، وَإِنِ ائْتَمَنْتُمُوهُ لَمْ يَخُنْكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَيْنَا الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فِي دَارِهِ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ رَجُلًا إِنْ حَدَّثَكُمْ لَمْ يَكْذِبْكُمْ، وَإِنِ ائْتَمَنْتُمُوهُ لَمْ يَخُنْكُمْ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ تَأْتُونِي لِأَزْنِي فَتَزْنُونَ -[185]- مَعِي، وَلَا لِأَسْرِقْ فَتَسْرِقُونَ مَعِي، وَلَا لِأَشْرَبَ فَتَشْرَبُونَ مَعِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: §مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّم بِكَلَامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا كَلِمَةً تَصْعَدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا §مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ: «§قُولُوا خَيْرًا وَافْعَلُوا خَيْرًا تُجْزَوْا خَيْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: «§أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ، نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيه، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: " §أَقِلُّوا الْكَلَامَ إِلَّا مِنْ تِسْعٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ , وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ , وَمَسْأَلَةُ الْخَيْرِ , وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنَ الشَّرِّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: " كَانَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَطِعِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ، وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ. لَأَنَا فِي الْعَمْدِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي الْخَطَأِ , مَا خِيَارُكُمْ بِخَيْرِهِ وَلَكِنْ خَيْرٌ مِنْ آخِرِهِمْ شَرٌّ مِنْهُمْ، مَا تَبْتَغُونَ الْخَيْرَ حَقَّ ابْتِغَائِهِ وَلَا تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، §مَا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ أَدْرَكْتُمْ وَلَا كُلُّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ؟ السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللَّاتِي يَخْفَيْنَ عَلَى النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّه بَوَادٍ الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ. ثُمَّ يَقُولُ: وَمَا دَوَاءَهُنَّ؟ أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لَا تَعُودَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَقُولُ: «إِنَّ §الذُّنُوبَ ذُنُوبُ السَّرَائِرِ اللَّاتِي يَخْفَيْنَ عَلَى النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّهِ بَوَادٍ وَمَا دَوَاؤُهَا؟ دَوَاؤُهَا أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لَا تَعُودَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: §كُلُّ مَا لَا يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يَضْمَحِلُّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: يَا أَبَا يَزِيدَ أَلَا تَذُمُّ النَّاسَ؟ فَقَالَ الرَّبِيعُ: «وَاللَّهِ §مَا أَنَا عَنْ نَفْسِي بِرَاضٍ فَأَذُمَّ النَّاسَ، إِنَّ النَّاسَ خَافُوا اللَّهَ عَلَى ذُنُوبِ النَّاسِ وَأَمِنُوهُ عَلَى ذُنُوبِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: «§إِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ النَّهَارِ تَعْرِفُهُ، وَإِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلْمَةِ اللَّيْلِ تُنْكِرُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ كُنْتَ تَقُولُ الْبَيْتَ مِنَ الشِّعْرِ فَقَدْ كَانَ أَصْحَابُكَ يَقُولُونَ. قَالَ: «§إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَتَكَلَّمُ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَجَدَهُ فِي إِمَامِهِ وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَجِدَ فِي إِمَامِي شِعْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، أَنَّهُ " كَانَ يَتَهَجَّدُ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ فَمَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءٌ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] §فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرٍ، وَكَانَ مِنْ قَوْمِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: أَوْصِنِي قَالَ -[187]-: " ائْتِنِي بِصَحِيفَةٍ قَالَ: فَكَتَبَ فِيهَا {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] إِلَى أَنْ بَلَغَ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] " قَالَ: §إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِتُوَصِّيَنِي قَالَ: «عَلَيْكَ بِهَؤُلَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُسْلِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ خَلْفَهُ فَلَمَّا ثَارُوا إِلَى الصَّلَاةَ جَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ وَلَا يَجِدُ رَبِيعٌ مَسَاغًا بَيْنَ يَدَيْهِ فَرَفَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ فَوَجَأَ بِهَا فِي عُنُقِ الرَّبِيعِ وَلَا يَعْرِفُ رَبِيعًا، فَالْتَفَتَ رَبِيعٌ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: رَحِمَك اللَّهُ رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: §فَأَرْسَلَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ فَبَكَى حِينَ عَرَفَ رَبِيعًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ رَبِيعٌ؟ فَقَالَ: «§أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: " قُولُوا خَيْرًا وَافْعَلُوا خَيْرًا وَدُومُوا عَلَى صَالِحِ ذَلِكَ وَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الْخَيْرِ، وَاسْتَقِلُّوا مِنَ الشَّرِّ §لَا تَقْسُو قُلُوبُكُمْ، وَلَا يَطُولُ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا {سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَجْلَانَ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُسَيْرٌ أَبُو طُعْمَةَ مَوْلَى الرَّبِيع بْنِ خُثَيْم " أَنَّ الرَّبِيعَ §بَاتَ يَتْلُو آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ مَرَّ عَلَيْهَا مَا يَتْلُو غَيْرَهَا حَتَّى أَصْبَحَ {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية: 21] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: «§لَمْ يَكُنْ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَتَطَوَّعُ فِي الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ -[188]- ذُعْلُوقٍ، قَالَ: «§كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَؤُمُّنَا وَهُوَ مُتَّكِئٌ إِلَى سَارِيَةٍ وَهُوَ يَشْتَكِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ «أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ §مَرَّ بِالْحَدَّادِينَ فَنَظَرَ إِلَى الْكِيرِ وَمَا فِيهِ فَخَرَّ» قَالَ: الْأَعْمَشُ «فَمَرَرْتُ بِالْحَدَّادِينَ فَنَظَرْتُ إِلَى الْكِيرِ أُرِيدُ أَنْ أَتَشَبَّهَ بِالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ يَعْنِي نَفْسَهُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ خَيْرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ " أَنَّهُ كَانَ يَكْنُسُ الْحُشَّ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُكْفَى هَذَا. قَالَ: إِنِّي §أُحِبُّ أَنْ آخُذَ بِنَصِيبِي مِنَ الْمِهْنَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَتِ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ ابْنَتُهُ فَقَالَتْ: §يَا أَبَهْ أَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ فَقَالَ: اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ، قَالَ: " جَاءَتِ ابْنَةُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا أَبَهْ أَذْهَبُ أَلْعَبُ. فَقَالَ: اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: اتْرُكْهَا تَذْهَبُ تَلْعَبُ. قَالَ: §لَا أُحِبُّ أَنْ يُكْتَبُ عَلَيَّ الْيَوْمَ أَنِّي أَمَرْتُ بِاللَّعِبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ الْأَسْوَدِ سُرِّيَّةٍ كَانَتْ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: " كَانَ الرَّبِيعُ يُعْجِبُهُ السُّكَّرُ يَأْكُلُهُ قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَ السَّائِلُ نَاوَلَهُ فَقُلْتُ: مَا يَصْنَعُ بِالسُّكَّرِ؟ الْخُبْزُ خَيْرٌ لَهُ. فَقَالَ: §إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} [الإنسان: 8] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: " قَالَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ لِأَهْلِهِ: اصْنَعُوا لَنَا خَبِيصًا. قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يَتَشَهَّى عَلَيْهِمْ شَيْئًا قَالَ: فَصَنَعُوهُ قَالَ: وَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ -[189]- مُصَابٍ كَانَ بِهِ خَبْلٌ فَجَعَلَ يُلْقِمُهُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَهْلُهُ: تَكَلَّفْنَا وَصَنَعْنَا ثُمَّ أَطْعَمْتَ هَذَا §مَا يَدْرِي هَذَا مَا أَكَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرِّحَالِ، قَالَ: «§كَانَ الرَّبِيعُ يَرُدُّ وَعَلَيْكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: " كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَبْكِي حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ مِنْ دُمُوعِهِ وَيَقُولُ: «§أَدْرَكْنَا قَوْمًا كُنَّا فِي جُنُوبِهِمْ لُصُوصًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَزْرَةُ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: " §أَوْصِ لِي بِمُصْحَفِكَ فَنَظَرَ الرَّبِيعُ إِلَى ابْنِهِ فَقَالَ {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: «§اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: " خَرَجَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِلَى الصَّلَاةِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: §إِذَا سَمِعْتُمْ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ فَأَجِيبُوا "

قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلَاةَ وَبِهِ الْفَالِجُ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ §قَدْ رُخِّصَ لَكَ قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ -[190]- فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ الْقَطَّانُ، قَالَ: " أَصَابَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ الْفَالِجُ فَكَانَ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ يَقُومُ عَلَيْهِ وَيَدْهِنُهُ وَيُفَلِّي رَأْسَهُ وَيَغْسِلُهُ. قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ يَغْسِلُ رَأْسَ الرَّبِيعِ إِذَا سَالَ لُعَابُ الرَّبِيعِ فَبَكَى بَكْرٌ فَرَفَعَ الرَّبِيعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ فَوَاللَّهِ §مَا أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى أَهْلِ الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، " أَنَّهُ جَاءَهُ سَائِلٌ فَقَالَ: " §أَطْعِمُوهُ سُكَّرًا. فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ: مَا يَصْنَعُ هَذَا بِالسُّكَّرِ؟ قَالَ: وَلَكِنِّي أَنَا أَصْنَعُ بِهِ "

وَقَالَ الرَّبِيعُ: " §اتَّقُوا أَنْ يُكَذِّبَ اللَّهَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُولَ: قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ اللَّهُ: كَذَبْتَ لَمْ أَقُلْهُ. وَيَقُولُ: لَمْ يَقُلِ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ: كَذَبْتَ قَدْ قُلْتُهُ "

وَقَالَ الرَّبِيعُ: " §مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ بِالْكَلَامِ بَعْدَ تِسْعٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَسُؤَالُ اللَّهِ الْخَيْرَ، وَالتَّعَوُّذُ بِهِ مِنَ الشَّرِّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ حَزِيمَةَ، قَالَ: «§لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ أَتَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} »

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، قَالَ: «§كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ دُونَ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ شُبْرُمَةَ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ حَيًّا أَكْثَرَ شَيْخًا فَقِيهًا مُتَعَبِّدًا مِنْ بَنِي ثَوْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ حَيًّا أَكْثَر جُلُوسًا فِي الْمَسَاجِدِ مِنَ الثَّوْرِيِّينَ وَالْعُرَنِيِّينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْأَنْمَاطِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، يَقُولُ: «§لَأَنْ أُقَلِّبَ بِيَدِي شَحْمَ خِنْزِيرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقَلِّبِ كَعْبَتَيِ النَّرْدَشِيرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ نَعُودُهُ قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ ادْعُ اللَّهَ لَنَا. قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، §وَأَنْتَ إِلَهُ الْخَلْقِ كُلِّهِ، نَسْأَلُكُ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سَنَتَيْنِ فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكُ حَيَّةٌ، كَمْ لَكُمْ مَسْجِدٌ؟ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: " مَا أَحَبَّ كُلَّ مُنَاشَدَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَضَيْتَ عَلَيْكَ الرَّحْمَةَ، يَا رَبِّ قَدْ قَضَيْتَ عَلَيْكَ الرَّحْمَةَ، §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَعْدُ يَقُولُ: قَدْ قَضَيْتُ مَا عَلَيَّ فَاقْضِ مَا عَلَيْكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَفِيقًا لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمِ فِي غَزَاةٍ فَذَكَرَهَا قَالَ: فَرَجَعَ وَمَعَهُ رَقِيقٌ وَدَوَابٌّ قَالَ: فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ §فَلَمْ أُحِسَّ مِنْ ذَاكَ الرَّقِيقِ وَلَا مِنْ تِلْكِ الدَّوَابِّ شَيْئًا قَالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ ثُمَّ دَخَلْتُ قَالَ: فَقُلْتُ أَيْنَ رَقِيقُكَ وَدَوَابُّكَ؟ فَلَمْ يُجِبْنِي فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ وَقَدْ أَصَابَهُ الْفَالِجُ: لَوْ تَدَوَايْتَ فَقَالَ: قَدْ مَضَتْ عَادٌ وَثَمُودُ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَقُرُونٌ بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرٌ §كَانَ فِيهِمُ الْوَاصِفُ وَالْمَوْصُوفُ لَهُ فَمَا بَقِيَ الْوَاصِفُ وَلَا الْمَوْصُوفُ لَهُ إِلَّا قَدْ فَنِيَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§لَا تُشْعِرُوا بِي أَحَدًا وَسُلُّونِي إِلَى رَبِّي سَلًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّهُ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: «هَذَا مَا أَقَرَّ بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عَلَى نَفْسِهِ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَمُثِيبًا , بِأَنِّي رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا , وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا , وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا , §وَإِنِّي رَضِيتُ لِنَفْسِي وَمَنْ أَطَاعَنِي بِأَنْ أَعْبُدَهُ فِي الْعَابِدِينَ , وَأَحْمَدَهُ فِي الْحَامِدِينَ , وَأَنْ أَنْصَحَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، قَالَ: أَوْصَى رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ. قُلْتُ: سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْيَاخُنَا وَالْحَيُّ، قَالَ: «هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ , §إِنِّي رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا , وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا , وَرَضِيتُ لِنَفْسِي وَمَنِ اتْبَعْنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ فِي الْعَابِدِينَ , وَأَنْ نَحْمَدَهُ فِي الْحَامِدِينَ , وَأَنْ نَنْصَحَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: " أَوْصَى الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَى نَفْسِهِ، أَوْ عَلَيْهِ - شَكَّ شُعْبَةُ - وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا وَمُثِيبًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ , إِنِّي رَضِيتُ -[193]- بِاللَّهِ رَبَّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا وَبِالْفُرْقَانِ - أَوْ قَالَ: وَبَالْقُرْآنِ إِمَامًا - §وَرَضِيتُ لِنَفْسِي وَمَنْ أَطَاعَنِي أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ فِي الْعَابِدِينَ , وَنَحْمَدَهُ فِي الْحَامِدِينَ , وَأَنْ نَنْصَحَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ " قَالُوا: وَمَاتَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَلَيْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّهُ أَوْصَى «§سُلُّونِي إِلَى رَبِّي سَلًّا يَعْنِي لَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا»

أبو العبيدين واسمه معاوية بن سبرة بن حصين , من بني سواءة بن عامر بن صعصعة وكان مكفوفا , وكان عبد الله بن مسعود يقربه ويدنيه , وكان من أصحابه وروى عنه

§أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ وَاسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبْرَةَ بْنِ حُصَيْنٍ , مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَكَانَ مَكْفُوفًا , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَرَوَى عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، §أَنَّ أَبَا الْعُبَيْدَيْنِ كَانَ رَجُلًا مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ ضَرِيرَ الْبَصَرِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا قَالَ إِسْمَاعِيلُ وَنُمَيْرُ بْنُ عَامِرٍ هُمْ إِخْوَةُ سُوَاءَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ إِذَا ضَنُّوا عَلَيْكَ بَالْمُفَلْطَحَةِ §فَكُلْ رَغِيفَكَ وَاشْرَبْ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ دِينَكَ» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حريث بن ظهير روى عن عبد الله بن مسعود , وعمار بن ياسر

§حُرَيْثُ بْنُ ظُهَيْرٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

مسلم أبو سعيد

§مُسْلِمٌ أَبُو سَعِيدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ فَقَالَ: §لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ يَوْمٌ تَوَدُّ مَا تَمْلِكُهُ بِبَعِيرٍ وَقَتَبِهِ "

قبيصة بن برمة بن معاوية بن سفيان بن منقذ بن وهب بن نمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وكان قبيصة سيدا شريفا في قومه وروى عن عبد الله بن مسعود

§قَبِيصَةُ بْنُ بُرْمَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نُمَيْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَكَانَ قَبِيصَةُ سَيِّدَا شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سَلَّامٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: " كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ بُرْمَةَ الْأَسَدِيُّ عَرِيفَ قَوْمِهِ. قَالَ: وَكَانَ الْعَطَاءُ يُبْعَثُ بِهِ إِلَى الْعَرِيفِ فَيَقْسِمُهُ فِي أَهْلِ الْعَطَاءِ قَالَ: §فَرَأَيْتُ الْعَطَاءَ قَدْ حُمِلَ إِلَى قَبِيصَةَ فَدُفِعَ إِلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سَلَّامٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: «§رَأَيْتُ قَبِيصَةَ بْنَ بُرْمَةَ الْأَسَدِيَّ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ»

صلة بن زفر العبسي روى عن عبد الله، وحذيفة، وعمار

§صِلَةُ بْنُ زُفَرَ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَمَّارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " لَقِيتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ وَكَانَ مَا عَلِمْتُ بَرًّا فَقُلْتُ لَهُ: فِي أَهْلِكَ مِنْ هَذَا الْوَجَعِ شَيْءٌ؟ قَالَ: §لَا، لَأَنَا إِلَى أَنْ يُخْطِئَهُمْ أَخْوَفُ مِنِّي مِنْ أَنْ يُصِيبَهُمْ " قَالَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ فِي حَدِيثِهِ: " وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْعَلَاءِ قَالَ: وَتُوُفِّيَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ بِالْكُوفَةِ فِي زَمَنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو الشعثاء المحاربي واسمه سليم بن الأسود روى عن عبد الله، وتوفي بالكوفة زمن الحجاج بن يوسف

§أَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ وَاسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ الْأَسْوَدِ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ

المستورد بن الأحنف الفهري روى عن عبد الله، وكان ثقة وله أحاديث

§الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ الْأَحْنَفِ الْفِهْرِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثَ

عامر بن عبدة روى عن عبد الله هيئت عظام ابن آدم للسجود. وكان عامر يكنى أبا إياس من بجيلة من أنفسهم , شهد القادسية

§عَامِرُ بْنُ عَبْدَةَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُيِّئَتْ عِظَامُ ابْنُ آدَمَ لِلسُّجُودِ. وَكَانَ عَامِرٌ يُكْنَى أَبَا إِيَاسٍ مِنْ بَجِيلَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ

ابن معيز السعدي روى عن عبد الله سماعا قال: خرجت أسفد فرسا لي بالسحر قال: فمررت على مسجد بني حنيفة

§ابْنُ مُعَيْزٍ السَّعْدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ سَمَاعًا قَالَ: خَرَجْتُ أُسْفِدُ فَرَسًا لِي بِالسَّحَرِ قَالَ: فَمَرَرْتُ عَلَى مَسْجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ

شداد بن الأزمع بن أبي بثينة بن عبد الله بن مر بن مالك بن حرب بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة من همدان وكان هو وأخوه الحارث بن الأزمع شريفين بالكوفة، وسمع شداد من عبد الله بن مسعود، وتوفي شداد بالكوفة في ولاية بشر بن مروان وكان ثقة قليل الحديث

§شَدَّادُ بْنُ الْأَزْمَعِ بْنِ أَبِي بُثَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَرْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدَاعَةَ مِنْ هَمْدَانَ وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ الْحَارِثُ بْنُ الْأَزْمَعِ شَرِيفَيْنِ بِالْكُوفَةِ، وَسَمِعَ شَدَّادٌ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَتُوُفِّيَ شَدَّادٌ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن ربيعة السلمي وهو خال عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي , روى عبد الله بن ربيعة عن ابن مسعود وكان ثقة قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ وَهُوَ خَالُ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ , رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عتريس بن عرقوب الشيباني روى عن عبد الله بن مسعود

§عِتْرِيسُ بْنُ عُرْقُوبٍ الشَّيْبَانِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

عمرو بن الحارث بن المصطلق روى عن عبد الله

§عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ثابت بن قطبة المزني روى عن عبد الله وكان ثقة كثير الحديث

§ثَابِتُ بْنُ قُطْبَةَ الْمُزَنِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو عقرب الأسدي روى عن عبد الله قال: أتيته ذات يوم فوافقته فوق البيت فلم ينزل إلينا حتى طلعت الشمس قال: وغدونا على عبد الله وسمعته يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن ليلة القدر في السبع الأواخر

§أَبُو عَقْرَبٍ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَتَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَافَقْتُهُ فَوْقَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَنْزِلْ إِلَيْنَا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ: وَغَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ

عبد الله بن زياد الأسدي ويكنى أبا مريم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: " §سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ وَهُوَ رَاكِعٌ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ , عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ الْأَسَدِيَّ، وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ أَنَّهُ «§سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ» قَالَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو مَرْيَمَ أَيْضًا عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

خارجة بن الصلت البرجمي من بني تميم روى عن عبد الله بن مسعود , وكان قليل الحديث

§خَارِجَةُ بْنُ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سحيم بن نوفل الأشجعي روى عن عبد الله بن مسعود وكانت لأبيه صحبة وكان قليل الحديث

§سُحَيْمُ بْنُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَتْ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن مرداس المحاربي روى عن عبد الله وكان قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ الْمُحَارِبِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الهيثم بن شهاب السلمي روى عن عبد الله

§الْهَيْثَمُ بْنُ شِهَابٍ السُّلَمِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§لَأَنْ أَقْعُدَ عَلَى رَضْفَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْعُدَ مُتَرَبِّعًا فِي الصَّلَاةِ» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مروان أبو عثمان العجلي روى عن عبد الله

§مَرْوَانُ أَبُو عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ أَبُو عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ وَلَوْ كَانَ الْعَيْبُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ»

أبو حيان روى عن عبد الله

§أَبُو حَيَّانَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ خَتَنِهِ أَبِي حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§إِذَا رَفَعَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَبْلَ الْإِمَامِ فَسَجَدَ الثَّانِيَةَ فَلْيَتَثَبَّتْ بِقَدْرِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ»

أبو يزيد روى عن عبد الله

§أَبُو يَزِيدَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ هَاهُنَا خَلْفَ الْإِمَامِ» قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ: فِي الظُّهْرِ. أَوْ قَالَ: فِي الْعَصْرِ

عبيدة بن ربيعة العبدي روى عن عثمان وعبد الله بن مسعود وسلمان

§عُبَيْدَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَبْدِيُّ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَلْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: «§أُعِدَّ لِلَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ»

الأخنس أبو بكير بن الأخنس وكان يقال لبكير: الضخم. روى عن عبد الله

§الْأَخْنَسُ أَبُو بُكَيْرِ بْنُ الْأَخْنَسِ وَكَانَ يُقَالُ لِبُكَيْرٍ: الضَّخْمُ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ §فَسَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ يَزْنِي بِالْمَرْأَةِ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25] "

أبو ماجد الحنفي روى عن عبد الله

§أَبُو مَاجِدٍ الْحَنَفِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

أبو الجعد وهو أبو سالم بن أبي الجعد الأشجعي مولى لهم روى عن عبد الله

§أَبُو الْجَعْدِ وَهُوَ أَبُو سَالِمِ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيُّ مَوْلًى لَهُمْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي الرَّجُلِ يَزْنِي بِالْمَرْأَةِ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا قَالَ: «§هُمَا زَانِيَانِ مَا اجْتَمَعَا» قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمٍ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ أَبُوكَ. قَالَ: كَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سعد بن الأخرم روى عن عبد الله

§سَعْدُ بْنُ الْأَخْرَمِ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ضرار الأسدي روى عن عبد الله: قسم الشره عشرة أعشار فجعل بالشأم واحد

§ضِرَارٌ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: قُسِمَ الشَّرَهُ عَشْرَةُ أَعْشَارٍ فَجُعِلَ بِالشَّأْمِ وَاحِدٌ

أبو كنف روى عن عبد الله

§أَبُو كَنَفٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

عم مهاجر بن شماس روى عن عبد الله , وحذيفة

§عَمُّ مُهَاجِرِ بْنِ شَمَّاسٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , وَحُذَيْفَةَ

أبو ليلى الكندي روى عن عثمان وعبد الله وسلمان

§أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ وَسَلْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: " §شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ إِذِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: لَا تَقْتُلُونِي " وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

الخشف بن مالك الطائي روى عن عبد الله بن مسعود وكان قليل الحديث

§الْخِشْفُ بْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

المنهال وليس بابن عمرو سمع عبد الله يقول: لو أن أحدا هو أعلم بالقرآن مني تبلغه المطي لأتيته

§الْمِنْهَالُ وَلَيْسَ بِابْنِ عَمْرٍو سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ أَحَدًا هُوَ أَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْمَطِيُّ لَأَتَيْتُهُ

نفيع مولى عبد الله بن مسعود روى عن عبد الله

§نُفَيْعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِينَا، عَنْ نُفَيْعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ أَطْيَبِ النَّاسِ رِيحًا وَأَنْقَاهُ ثَوْبًا أَبْيَضَ»

عدسة الطائي روى عن عبد الله قال: أتي عبد الله بطير أصيد بشراف فقال: وددت أني بحيث أصيد هذا الطائر

§عَدَسَةُ الطَّائِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ بِطَيْرٍ أُصِيدَ بِشِرَافٍ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي بِحَيْثُ أُصِيدَ هَذَا الطَّائِرُ

سليمان بن شهاب العبسي روى عن عبد الله وروى عنه حصين وحلام بن صالح قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، عن حلام بن صالح، عن سليمان بن شهاب العبسي، عن عبد الله بن معتم العبسي حديثا في الدجال طويلا قال محمد: " وقال لي بعض أهله: هو

§سُلَيْمَانُ بْنُ شِهَابٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَى عَنْهُ حُصَيْنٌ وَحَلَّامُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حَلَّامِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعْتِمٍ الْعَبْسِيِّ حَدِيثًا فِي الدَّجَّالِ طَوِيلًا قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِهِ: هُوَ ابْنُ مُعْتِمٍ مِمَّنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَيَرَوْنَ أَنَّ لَهُ صُحْبَةً "

مؤثر بن غفاوة روى عن عبد الله قال: لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم

§مُؤْثِرُ بْنُ غَفَاوَةَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

والان روى عن عبد الله أنه سأله عن ذبيحة غلام له

§وَالَانُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ ذَبِيحَةِ غُلَامٍ لَهُ

عميرة بن زياد الكندي روى عن عبد الله إذا أردت الحج فاشترط

§عَمِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ الْكِنْدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا أَرَدْتَ الْحَجَّ فَاشْتَرِطْ

أبو الرضراض روى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة

§أَبُو الرَّضْرَاضِ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ

أبو زيد سمع عبد الله يقول: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن

§أَبُو زَيْدٍ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجِنِّ

وائل بن مهانة الحضرمي روى عن عبد الله وكان قليل الحديث

§وَائِلُ بْنُ مَهَانَةَ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بلاز بن عصمة روى عن عبد الله وكان قليل الحديث

§بَلَّازُ بْنُ عِصْمَةَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وائل بن ربيعة روى عن عبد الله: بصر كل سماء وأرض خمسمائة عام

§وَائِلُ بْنُ رَبِيعَةَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: بُصْرُ كُلِّ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: " دَخَلَ زِرٌّ عَلَى وَائِلِ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ دَنِفٌ , فَقَالَ: يَا زِرُّ §كَبِّرْ عَلَيَّ كَمَا كَبَّرْتَ عَلَى أَخِيكَ وَكَانَ كَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ وَائِلَ بْنَ رَبِيعَةَ عَلَيْهِ الْخَزُّ» قَالَ: وَقَدْ رَوَى الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ رَبِيعَةَ

الوليد بن عبد الله البجلي ثم القسري من بني خزيمة روى عن عبد الله

§الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ ثُمَّ الْقَسْرِيُّ مِنْ بَنِي خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

عبد الله بن حلام العبسي روى عن عبد الله، وكان قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَلَّامٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

فلفلة الجعفي روى عن عبد الله وكان قليل الحديث

§فُلْفُلَةُ الْجُعْفِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يزيد بن معاوية العامري روى عن عبد الله

§يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَامِرِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمْ قَوْمًا أَوْ أَتَاكُمْ قَوْمٌ فُطْحُ الْوُجُوهِ»

أرقم بن يعقوب روى عن عبد الله

§أَرْقَمُ بْنُ يَعْقُوبَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " §كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أُخْرِجْتُمْ إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَيْصُومِ؟ قَالُوا: وَمَنْ يُخْرِجْنَا؟ قَالَ: التُّرْكُ "

حنظلة بن خويلد الشيباني روى عن عبد الله قال: أشرف عبد الله على السدة , فقال: اللهم أسألك خيرها وخير أهلها

§حَنْظَلَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الشَّيْبَانِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَشْرَفَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى السُّدَّةِ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ أَهْلِهَا

عبد الرحمن بن بشر الأزرق الأنصاري روى عن عبد الله بن مسعود , وأبي مسعود وكان قليل الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ الْأَزْرَقُ الْأَنْصَارِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَأَبِي مَسْعُودٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

البراء بن ناجية الكاهلي روى عن عبد الله تدور رحا الإسلام

§الْبَرَاءُ بْنُ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ تَدُورُ رَحَا الْإِسْلَامِ

تميم بن حذلم الضبي روى عن عبد الله

§تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ الضَّبِّيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ: «دَعُوهُمْ وَصَمْغَةَ الْأَرْضِ §وَكُلُوا مِنْ كِسَرِكُمْ، وَاشْرَبُوا مِنْ هَذَا الْمَاءِ؛ فَإِنَّهُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَذَلُّوكُمْ وَأَكْفَرُوكُمْ» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حوط العبدي روى عن عبد الله وشريح

§حَوْطٌ الْعَبْدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَشُرَيْحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حَوْطٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: «§جَعَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَكُنْتُ إِذَا وَجَدْتُ زَائِفًا كَسَرْتُهُ» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي وخاله عبد الله بن ربيعة السلمي وكانت لأبيه عتبة بن فرقد صحبة، وروى عمرو عن عبد الله وكان عمرو من المجتهدين في العبادة

§عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ وَخَالُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ وَكَانَتْ لِأَبِيهِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ صُحْبَةٌ، وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ عَمْرٌو مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ، قَالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: مَا لِعَمْرٍو مُصْفَرًّا، وَذُكِرَ لَهُ ضَعْفُهُ فَفَرَشَ لَهُ حَيْثُ يَرَاهُ. قَالَ: فَجَاءَ عَمْرٌو فَقَامَ يُصَلِّي فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر: 18] . قَالَ: فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ. قَالَ: فَقَعَدَ ثُمَّ قَامَ , قَالَ: فَعَادَ فَقَرَأَ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [غافر: 18] قَالَ: §فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ , قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ: فَقَالَ عُتْبَةُ: هَذَا الَّذِي عَمِلَ يَا بُنَيَّ الْعَمَلَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ وَمِعْضَدَ بْنَ يَزِيدَ الْعِجْلِيَّ بَنَيَا مَسْجِدًا بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فَأَتَاهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: جِئْتُ لِأَكْسِرَ مَسْجِدَ الْخَبَالِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، «§أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ اسْتُشْهِدَ فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلْقَمَةُ» وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قيس بن عبد الهمداني وهو عم لعامر بن شراحيل الشعبي. روى عن عبد الله

§قَيْسُ بْنُ عَبْدٍ الْهَمْدَانِيُّ وَهُوَ عَمٌّ لِعَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيِّ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قيس بن حبتر روى عن عبد الله حبذا المكروهان

§قَيْسُ بْنُ حَبْتَرٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ

العنبس بن عقبة الحضرمي روى عن عبد الله

§الْعَنْبَسُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: «إِنْ كَانَ عَنْبَسُ بْنُ عُقْبَةَ لَيَسْجُدُ §حَتَّى إِنَّ الْعَصَافِيرَ لَيَقَعْنَ عَلَى ظَهْرِهِ وَيَنْزِلْنَ مَا يَحْسِبْنَهُ إِلَّا جِذْمَ حَائِطٍ» وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

لقيط بن قبيصة الفزاري روى عن عبد الله

§لَقِيطُ بْنُ قَبِيصَةَ الْفَزَارِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

حصين بن عقبة الفزاري روى عن عبد الله وسلمان الفارسي

§حُصَيْنُ بْنُ عُقْبَةَ الْفَزَارِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ

شبرمة بن الطفيل روى عن عبد الله

§شُبْرُمَةُ بْنُ الطُّفَيْلِ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ نَذِيرٍ، عَنْ شُبْرُمَةَ بْنِ طُفَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَمَعَهُ دِينُهُ فَيَخْرُجُ وَمَا مَعَهُ دِينُهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: §يُرْضِيهُ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ فِيهِ "

عبد الرحمن بن خنيس الأسدي روى عن عبد الله قال: رأيت ابن مسعود نظيف الثوب طيب الريح

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خُنَيْسٍ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ نَظِيفَ الثَّوْبِ طَيِّبَ الرِّيحِ

عمير أبو عمران بن عمير مولى عبد الله بن مسعود عتاقة روى عن عبد الله

§عُمَيْرٌ أَبُو عِمْرَانَ بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَتَاقَةً رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بِقَنْطَرَةِ الْحِيرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ سُرِّيَّةَ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ أَبِيهِ وَهِيَ أُمُّهُ " أَنَّ أَبَاهُ صَلَّى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , قَالَ: فَرَكِبَ عَبْدُ اللَّهِ وَذَهَبَ أَبِي مَعَهُ إِلَى ضَيْعَةٍ لَهُ دُونَ الْقَادِسِيَّةِ §فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى نَهْرِ الْحِيرَةِ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ "

كردوس بن عباس الثعلبي من غطفان روى عن عبد الله وكان قليل الحديث

§كُرْدُوسُ بْنُ عَبَّاسٍ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ غَطَفَانَ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سلمة بن صهيبة روى عنه أبو إسحاق السبيعي قوله يعني قول سلمة، وكان من أصحاب عبد الله

§سَلَمَةُ بْنُ صُهَيْبَةَ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ قَوْلَهُ يَعْنِي قَوْلَ سَلَمَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ

عبدة النهدي روى عن عبد الله

§عَبْدَةُ النَّهْدِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي روى عن أبيه رواية كثيرة قال محمد بن سعد: وذكروا أنه لم يسمع منه شيئا وقد سمع من أبي موسى وسعيد بن زيد الأنصاري وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ رِوَايَةً كَثِيرَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي مُوسَى وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: " §أَتَذْكُرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَعُمَرُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَا: «§كَانَ فِي خَاتَمِ أَبِي عُبَيْدَةَ رَأْسُ كُرْكِيَّيَنِ أَوْ نَقْشُ كُرْكِيَّيْنِ بَيْنَ أَجْبُلٍ وَرَخَمَةٌ صُعُدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ شَيْخًا حَسَنَ الْعَيْنَيْنِ»

قَالَ: وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدَةَ , قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَاحِلَةٍ كَأَنَّ وَجْهَهُ دِينَارٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بُرْنُسَ خَزٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، أَنَّهُ قَالَ: كَانُوا يُفَضِّلُونَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

عبيد بن نضيلة الخزاعي روى عن عبد الله، ويقال: قرأ عليه القرآن وقرأ على علقمة

§عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ الْخُزَاعِيُّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَقَرَأَ عَلَى عَلْقَمَةَ

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: «قَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ , §وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ , وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَأَيُّ قِرَاءَةٍ أَثْبَتُ مِنْ هَذِهِ» قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عثمان وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل , وطلحة , والزبير , وحذيفة , وأسامة بن زيد , وخالد بن الوليد , وأبي مسعود الأنصاري , وعمرو بن العاص , وعبد الله بن عمرو , وغيرهم ولم يرو أحد منهم عن عمر وعلي وعبد الله شيئا

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَحُذَيْفَةَ , وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَغَيْرِهِمْ وَلَمْ يَرْوِ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا

موسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة , وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة من بني تميم. تحول موسى بن طلحة إلى الكوفة فنزلها وهلك بها سنة ثلاث ومائة وصلى عليه الصقر بن عبد الله المزني وكان عاملا لعمر بن هبيرة على

§مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ , وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. تَحَوَّلَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا وَهَلَكَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: «§رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ قَدْ شَدَّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيِّ، أَنَّ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ §رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بُرْنُسَ خَزٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: " رَأَيْتُ مَنْ قِبَلَنَا وَأَهْلَ بَيْتِ مُوسَى يُكَنُّونَهُ أَبَا عِيسَى وَقَدْ رَوَى مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأَبِي ذَرٍّ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: وَأَمَّا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ فَأَخْبَرَانِي عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْبَصْرَةَ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ , فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: §وَكَانَ مُوسَى يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

سلمة بن سبرة قال: خطبنا معاذ وقد روى سلمة عن سلمان الفارسي وروى أبو وائل عن سلمة بن سبرة

§سَلَمَةُ بْنُ سَبْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاذٌ وَقَدْ رَوَى سَلَمَةُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَرَوَى أَبُو وَائِلٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَبْرَةَ

عزرة بن قيس البجلي من أحمس من بني دهن من أنفسهم روى عن خالد بن الوليد وكان معه في مغازيه بالشام , وروى أبو وائل عن عزرة بن قيس

§عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ الْبَجَلِيُّ مِنْ أَحْمَسَ مِنْ بَنِي دُهْنٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ مَعَهُ فِي مَغَازِيهِ بِالشَّامِ , وَرَوَى أَبُو وَائِلٍ عَنْ عَزْرَةَ بْنِ قَيْسٍ

أوس بن ضمعج الحضرمي روى عن سلمان وأبي مسعود الأنصاري وكانت لأوس سن عالية وكان ثقة معروفا قليل الحديث وقد أدرك الجاهلية

§أَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ سَلْمَانَ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَتْ لِأَوْسٍ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَكَانَ ثِقَةً مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ

الأشتر واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج روى عن خالد بن الوليد أنه كان يضرب الناس على الصلاة بعد العصر , وكان الأشتر من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل وصفين ومشاهده كلها , وولاه

§الْأَشْتَرُ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجٍ رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ النَّاسَ عَلَى الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ , وَكَانَ الْأَشْتَرُ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَشَهِدَ مَعَهُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ وَمَشَاهِدَهُ كُلَّهَا , وَولَّاهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِصْرَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا فَلَمَّا كَانَ بِالْعَرِيشِ شَرِبَ شَرْبَةَ عَسَلٍ فَمَاتَ

يحيى بن رافع الثقفي روى عن عثمان وكان معروفا قليل الحديث

§يَحْيَى بْنُ رَافِعٍ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَكَانَ مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بلال العبسي روى عن عمار أنه صلى بهم الجمعة

§بِلَالٌ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَمَّارٍ أَنَّهُ صَلَّى بِهِمُ الْجُمُعَةَ

أبو داود شهد خطبة حذيفة بالمدائن

§أَبُو دَاوُدَ شَهِدَ خُطْبَةَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ

الهيثم بن الأسود بن أقيش بن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع , وكان من رجال مذحج وكان خطيبا شاعرا وقد روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وكان أبوه الأسود بن أقيش قد شهد القادسية , وقتل يومئذ , وكان ابنه العريان بن الهيثم من رجال مذحج

§الْهَيْثَمُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ أُقَيْشِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ , وَكَانَ مِنْ رِجَالِ مَذْحِجٍ وَكَانَ خَطِيبًا شَاعِرًا وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ أَبُوهُ الْأَسْوَدُ بْنُ أُقَيْشٍ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ , وَكَانَ ابْنُهُ الْعُرْيَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ مِنْ رِجَالِ مَذْحِجٍ وَأَشْرَافِهِمُ الْمَذْكُوِرينَ وَلِيَ الشُّرَطَ لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ بِالْكُوفَةِ

أبو عبد الله الفائشي من همدان روى عن حذيفة وقيس بن سعد بن عبادة وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَائِشِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبيد بن كرب العبسي ويكنى أبا يحيى , روى عن حذيفة وهو صاحب أبي المقدام

§عُبَيْدُ بْنُ كَرِبٍ الْعَبْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى , رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ وَهُوَ صَاحِبُ أَبِي الْمِقْدَامِ

أبو عمار الفائشي من همدان روى عن حذيفة وقيس بن سعد بن عبادة وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو عَمَّارٍ الْفَائِشِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو راشد قال: خطبنا عمار بن ياسر فتجوز في الخطبة وقال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطيل الخطب

§أَبُو رَاشِدٍ قَالَ: خَطَبَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَتَجَوَّزَ فِي الْخُطْبَةِ وَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نُطِيلَ الْخُطَبَ

فائد بن بكير العبسي روى عن حذيفة

§فَائِدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ

خالد بن ربيع العبسي روى عن حذيفة

§خَالِدُ بْنُ رَبِيعٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ

سعد بن حذيفة بن اليمان روى عن أبيه

§سَعْدُ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ

عبد الله بن أبي بصير العبدي روى عن أبي بن كعب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَصِيرٍ الْعَبْدِيُّ رَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

سليم بن عبد روى عن حذيفة

§سُلَيْمُ بْنُ عَبْدٍ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ

أبو الحجاج الأزدي روى عن سلمان وروى عنه أبو إسحاق السبيعي

§أَبُو الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيُّ رَوَى عَنْ سَلْمَانَ وَرَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ

مجمع أبو الرواع الأرحبي روى عن حذيفة

§مُجَمِّعٌ أَبُو الرَّوَاعِ الْأَرْحَبِيُّ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ

شبث بن ربعي يكنى أبا عبد القدوس بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد بن رياح بن يربوع بن حنظلة من بني تميم

§شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عُثَيْمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: " شَهِدْتُ جِنَازَةَ شَبَثٍ فَأَقَامُوا الْعَبِيدَ عَلَى حِدَةٍ , وَالْجَوَارِي عَلَى حِدَةٍ , وَالْخَيْلَ عَلَى حِدَةٍ وَالْبُخْتَ عَلَى حِدَةٍ , وَالنُّوقَ عَلَى حِدَةٍ , وَذَكَرَ الْأَصْنَافَ قَالَ: §رَأَيْتُهُمْ يَنُوحُونَ عَلَيْهِ يَلْتَدِمُونَ "

المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة شهد القادسية وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده وقتل يوم عين الوردة مع التوابين الذين خرجوا وتابوا من خذلان الحسين , فبعث الحصين بن نمير برأس المسيب بن نجبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله

§الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ هِلَالِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَشَاهِدَهُ وَقُتِلَ يَوْمَ عَيْنِ الْوَرْدَةِ مَعَ التَّوَّابِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا وَتَابُوا مِنْ خُذْلَانِ الْحُسَيْنِ , فَبَعَثَ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بِرَأْسِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ مَعَ أَدْهَمَ بْنَ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيِّ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَبَعَثَ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَنَصَبَهُ بِدِمَشْقَ

مطر بن عكامس السلمي

§مَطَرُ بْنُ عُكَامِسٍ السُّلَمِيُّ

ملحان بن ثروان روى عن حذيفة

§مِلْحَانُ بْنُ ثَرْوَانَ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ

الفضيل بن بزوان

§الْفُضَيْلُ بْنُ بَزَوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قِيلَ لِفُضَيْلِ بْنِ بَزَوَانَ: " إِنَّ فُلَانًا يَشْتُمُكَ. قَالَ: §لَأَغِيظَنَّ مَنْ عَلَّمَهُ - يَعْنِي الشَّيْطَانَ - يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَهُ "

ومن هذه الطبقة ممن روى عن علي بن أبي طالب عليه السلام

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

حجر بن عدي بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي وهو حجر الخير وأبوه عدي الأدبر طعن موليا فسمي الأدبر , وكان حجر بن عدي جاهليا إسلاميا , قال: وذكر بعض رواة العلم أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع

§حُجْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتَّعِ بْنِ كِنْديٍّ وَهُوَ حُجْرُ الْخَيْرِ وَأَبُوهُ عَدِيٌّ الْأَدْبَرُ طُعِنَ مُوَلِّيًا فَسُمِّيَ الْأَدْبَرَ , وَكَانَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ جَاهِلِيًّا إِسْلَامِيًّا , قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُ رُوَاةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَخِيهِ هَانِئِ بْنِ عَدِيٍّ وَشَهِدَ حُجْرٌ الْقَادِسِيَّةَ وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مَرْجَ عَذْرَى وَكَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ , وَكَانَ

مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَشَهِدَ مَعَهُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ , فَلَمَّا قَدِمَ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالِيًا عَلَى الْكُوفَةِ دَعَا بِحُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنِّي أَعْرِفُكَ , وَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَإِيَّاكَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ يَعْنِي مِنْ حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ غَيْرُ ذَلِكَ وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَقْطُرَ لِي مِنْ دَمِكَ قَطْرَةً فَأَسْتَفْرِغَهُ كُلَّهُ , امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ مَنْزِلُكَ , وَهَذَا سَرِيرِي فَهُوَ مَجْلِسُكَ وَحَوَائِجُكَ مَقْضَيَّةٌ لَدَيَّ , فَاكْفِنِي نَفْسَكَ؛ فَإِنِّي أَعْرِفُ عَجَلَتَكَ، فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي نَفْسِكَ وَإِيَّاكَ وَهَذِهِ السَّفَلَةَ وَهَؤُلَاءِ السُّفَهَاءَ أَنْ يَسْتَزِلُّوكَ عَنْ رَأْيِكَ فَإِنَّكَ لَوْ هُنْتَ عَلَيَّ أَوِ اسْتَخْفَفْتَ بِحَقِّكَ لَمْ أَخُصَّكَ بِهَذَا مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ حُجْرٌ: قَدْ فَهِمْتُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَتَاهُ إِخْوَانُهُ مِنَ الشِّيعَةِ فَقَالُوا: مَا قَالَ لَكَ الْأَمِيرُ؟ قَالَ: قَالَ لِي: كَذَا وَكَذَا , قَالُوا: مَا نَصَحَ لَكَ فَأَقَامَ وَفِيهِ بَعْضُ الِاعْتِرَاضِ , وَكَانَتِ الشِّيعَةُ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ , وَيَقُولُونَ: إِنَّكَ شَيْخُنَا وَأَحَقُّ النَّاسِ بِإِنْكَارِ هَذَا الْأَمْرِ , وَكَانَ إِذَا جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَشَوْا مَعَهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةُ زِيَادٍ عَلَى الْكُوفَةِ , وَزِيَادٌ بِالْبَصْرَةِ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ وَقَدْ أَعْطَيْتَ الْأَمِيرَ مِنْ نَفْسِكَ مَا قَدْ عَلِمْتَ؟ فَقَالَ لِلرَّسُولِ: تُنْكِرُونَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ، إِلَيْكَ وَرَاءَكَ أَوْسَعُ لَكَ فَكَتَبَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ بِذَلِكَ إِلَى زِيَادٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ بِالْكُوفَةِ فَالْعَجَلَ , فَأَغَذَّ زِيَادٌ السَّيْرَ حَتَّى قَدِمَ الْكُوفَةَ فَأَرْسَلَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ وَإِلَى عِدَّةٍ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ لِيُعْذِرَ إِلَيْهِ وَيَنْهَاهُ عَنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ وَأَنَ يَكُفَّ لِسَانَهُ عَمَّا يَتَكَلَّمُ بِهِ فَأَتَوْهُ فَلَمْ يُجِبْهُمْ إِلَى شَيْءٍ وَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا غُلَامُ اعْلِفِ الْبَكْرَ قَالَ: وَبَكْرٌ فِي نَاحِيَةِ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ أُكَلِّمُكَ بِمَا أُكَلِّمُكَ بِهِ وَأَنْتَ تَقُولُ: يَا غُلَامُ اعْلِفِ الْبَكْرَ؟ فَقَالَ عَدِيٌّ لِأَصْحَابِهِ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا الْبَائِسَ

بَلَغَ فِيهِ الضَّعْفُ كُلَّ مَا أَرَى فَنَهَضَ الْقَوْمُ عَنْهُ وَأْتَوْا زِيَادًا فَأَخْبَرُوهُ بِبَعْضٍ وَخَزَنُوا بَعْضًا وَحَسَّنُوا أَمْرَهُ وَسَأَلُوا زِيَادًا الرِّفْقَ بِهِ فَقَالَ: لَسْتُ إِذًا لِأَبِي سُفْيَانَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الشُّرَطَ وَالْبُخَارَيَّةِ فَقَاتَلَهُمْ بِمَنْ مَعَهُ ثُمَّ انْفَضُّوا عَنْهُ وَأُتِيَ بِهِ زِيَادٌ وَبِأَصْحَابِهِ , فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ مَا لَكَ. فَقَالَ: إِنِّي عَلَى بَيْعَتِي لِمُعَاوِيَةَ لَا أُقِيلُهَا وَلَا أَسْتَقِيلُهَا , فَجَمَعَ زِيَادٌ سَبْعِينَ مِنْ وجُوهِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ: اكْتُبُوا شَهَادَتَكُمْ عَلَى حُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ فَفَعَلُوا ثُمَّ وَفَدَهُمْ عَلَى مُعَاوِيَةَ , وَبَعَثَ بِحُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ إِلَيْهِ , وَبَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ فَبَعَثَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيَّ إِلَى مُعَاوِيَةَ تَسْأَلُهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهُمْ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جِدَادَهَا جِدَادَهَا لَا تُعِنّْ بَعْدَ الْعَامِ أَبْرًا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُمُ وَلَكِنِ اعْرِضُوا عَلَيَّ كِتَابَ زِيَادٍ فَقُرِئَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَجَاءَ الشُّهُودُ فَشَهِدُوا , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: أَخْرِجُوهُمْ إِلَى عُذْرَى فَاقْتُلُوهُمْ هُنَالِكَ , قَالَ: فَحُمِلُوا إِلَيْهَا , فَقَالَ حُجْرٌ: مَا هَذِهِ الْقَرْيَةُ؟ قَالُوا: عَذْرَاءُ , قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَوَّلُ مُسْلِمٌ نَبَّحَ كِلَابَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , ثُمَّ أُتِيَ بِي الْيَوْمَ إِلَيْهَا مَصْفُودًا وَدُفِعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِيَقْتُلَهُ وَدُفِعَ حُجْرٌ إِلَى رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ فَقَدَّمَهُ لِيَقْتُلَهُ فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَطَوَّلَ فِيهِمَا , فَقِيلَ لَهُ: طَوَّلْتَ أَجَزِعْتَ؟ فَانْصَرَفَ , فَقَالَ: مَا تَوَضَّأْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ وَمَا صَلَّيْتُ صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْ هَذِهِ وَلَئِنْ جَزِعْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ سَيْفًا مَشْهُورًا وَكَفَنًا مَنْشُورًا وَقَبْرًا مَحْفُورًا وَكَانَتْ عَشَائِرُهُمْ جَاءُوا بِالْأَكْفَانِ وَحَفَرُوا لَهُمُ الْقُبُورَ وَيُقَالُ: بَلْ مُعَاوِيَةُ الَّذِي حَفَرَ لَهُمُ الْقُبُورَ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِالْأَكْفَانِ , وَقَالَ حُجْرٌ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعْدِيكَ عَلَى أُمَّتِنَا؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ شَهِدُوا عَلَيْنَا , وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَتَلُونَا , قَالَ: فَقِيلَ لِحُجْرٍ مُدَّ عُنُقَكَ , فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ لَدَمٌ مَا كُنْتُ لِأُعِينَ عَلَيْهِ , فَقُدِّمَ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ قَدْ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ يُقَالُ لَهُ: هُدْبَةُ بْنُ فَيَّاضٍ

فَقَتَلَهُمْ وَكَانَ أَعْوَرَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ خَثْعَمٍ , فَقَالَ: إِنْ صَدَقْتِ الطَّيْرُ قُتِلَ نِصْفُنَا وَنَجَا نِصْفُنَا , قَالَ: فَلَمَّا قُتِلَ سَبْعَةٌ أَرْدَفَ مُعَاوِيَةُ بِرَسُولٍ بِعَافِيَتِهِمْ جَمِيعًا فَقُتِلَ سَبْعَةٌ وَنَجَا سِتَّةٌ أَوْ قُتِلَ سِتَّةٌ وَنَجَا سَبْعَةٌ قَالَ: وَكَانُوا ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا , وَقَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِرِسَالَةِ عَائِشَةَ وَقَدْ قُتِلُوا , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَيْنَ عَزَبَ عَنْكَ حِلْمُ أَبِي سُفْيَانَ , فَقَالَ: غَيْبَةُ مِثْلِكَ عَنِّي مِنْ قَوْمِي وَقَدْ كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ مَخْرَبَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ , وَكَانَتْ شِيعَيَّةً , قَالَتْ حِينَ سِيرَ بِحُجْرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ: [البحر الوافر] تَرَفَّعْ أَيُّهَا الْقَمَرُ الْمُنِيرُ ... تَرَفَّعْ هَلْ تَرَى حُجْرًا يَسِيرُ يَسِيرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ حَرْبٍ ... لِيَقْتُلَهُ كَمَا زَعَمَ الْخَبِيرُ تَجَبَّرَتِ الْجَبَابِرُ بَعْدَ حُجْرٍ ... وَطَابَ لَهَا الْخَوَرْنَقُ وَالسَّدِيرُ وَأَصْبَحَتِ الْبِلَادُ لَهُ مُحُولًا ... كَأَنْ لَمْ يُحْيِهَا يَوْمًا مَطِيرُ أَلَا يَا حُجْرُ حُجْرَ بَنِي عَدِيٍّ ... تَلَقَّتْكَ السَّلَامَةُ وَالسُّرُورُ أَخَافُ عَلَيْكَ مَا أَرْدَى عَدِيًّا ... وَشَيْخًا فِي دِمَشْقَ لَهُ زَئِيرُ فَإِنْ تَهْلِكْ فَكُلُّ عَمِيدِ قَوْمٍ ... إِلَى هُلْكٍ مِنَ الدُّنْيَا يَصِيرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " لَمَّا أُتِيَ بِحُجْرٍ فَأُمِرَ بِقَتْلِهِ قَالَ: §ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي أُبْعَثُ مُخَاصِمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ قُمَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي غُلَامٌ لِحُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِحُجْرٍ: " إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَكَ دَخَلَ الْخَلَاءَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , قَالَ: نَاوِلْنِي الصَّحِيفَةَ مِنَ الْكُوَّةِ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ §هَذَا مَا سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَذْكُرُ أَنَّ الطُّهُورَ نِصْفُ الْإِيمَانِ " وَكَانَ ثِقَةً مَعْرُوفًا، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ غَيْرِ عَلِيٍّ شَيْئًا

صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى بن عبد القيس من ربيعة وكان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه وأمه وكان صعصعة يكنى أبا طلحة , وكان من أصحاب الخطط بالكوفة , وكان

§صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ بْنِ حُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْهِجْرِسِ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ حِدْرِجَانَ بْنِ عِسَاسِ بْنِ لَيْثِ بْنِ حُدَادِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ عِجْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنْ رَبِيعَةَ وَكَانَ صَعْصَعَةُ أَخَا زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَكَانَ صَعْصَعَةُ يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْخِطَطِ بِالْكُوفَةِ , وَكَانَ خَطِيبًا , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَشَهِدَ مَعَهُ الْجَمَلَ هُوَ وَأَخَوَاهُ زَيْدٌ وَسَيْحَانُ ابْنَا صُوحَانَ , وَكَانَ سَيْحَانُ الْخَطِيبُ قَبْلَ صَعْصَعَةَ وَكَانَتِ الرَّايَةُ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي يَدِهِ فَقُتِلَ , فَأَخَذَهَا زَيْدٌ فَقُتِلَ فَأَخَذَهَا صَعْصَعَةُ وَقَدْ رَوَى صَعْصَعَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: انْهَنَا عَمَّا نَهَانَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى صَعْصَعَةُ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَتُوُفِّيَ صَعْصَعَةُ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد خير بن يزيد الخيواني من همدان روى عن علي بن أبي طالب وشهد معه صفين , وبارز وقتل ويكنى أبا عمارة , وقد روى عنه أحاديث

§عَبْدُ خَيْرِ بْنِ يَزِيدَ الْخَيْوَانِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ , وَبَارَزَ وَقُتِلَ وَيُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ

محمد بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، تحول إلى الكوفة فنزلها وخرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فشهد دير الجماجم , ثم أتي به الحجاج بعد ذلك فقتله

§مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، تَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا وَخَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ فَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ , ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الْحَجَّاجُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَتَلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ -[222]-: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، «§أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ» وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

مصعب بن سعد بن أبي وقاص وقد روى عن علي ونزل الكوفة وتوفي بها سنة ثلاث ومائة وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره , وكان ثقة كثير الحديث

§مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَدْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَغَيْرُهُ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عاصم بن ضمرة السلولي من قيس عيلان روى عن علي , وتوفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان , وكان ثقة وله أحاديث

§عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ السَّلُولِيُّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ , وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

زيد بن يثيع روى عن علي وحذيفة بن اليمان وكان قليل الحديث

§زَيْدُ بْنُ يُثَيْعٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

شريح بن النعمان الصائدي من همدان روى عن علي بن أبي طالب , وكان قليل الحديث

§شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ الصَّائِدِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

هانئ بن هانئ الهمداني روى عن علي بن أبي طالب , وكان يتشيع , وكان منكر الحديث

§هَانِئُ بْنُ هَانِئٍ الْهَمْدَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَانَ يَتَشَيَّعُ , وَكَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ

أبو الهياج الأسدي روى عن علي بن أبي طالب

§أَبُو الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

عبيد بن عمرو الخارفي من همدان روى عن علي وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وكان معروفا قليل الحديث

§عُبَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْخَارِفِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

ميسرة أبو صالح مولى كندة روى عن علي بن أبي طالب وله أحاديث روى عنه عطاء بن السائب

§مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى كِنْدَةَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلَهُ أَحَادِيثُ رَوَى عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ

ميسرة بن عزيز الكندي روى عن علي

§مَيْسَرَةُ بْنُ عَزِيزٍ الْكِنْدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَزِيزٍ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ مَوْلًى لِي وَتَرَكَ ابْنَةً فَأَتَيْنَا عَلِيًّا فَأَعْطَانِي النِّصْفَ وَأَعْطَى الِابْنَةَ النِّصْفَ»

ميسرة أبو جميلة الطهوي من بني تميم روى عن علي: فجرت جارية لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم

§مَيْسَرَةُ أَبُو جَمِيلَةَ الطُّهَوِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ: فَجَرَتْ جَارِيَةٌ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ميسرة بن حبيب النهدي

§مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ النَّهْدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، قَالَ: " مَرَّ عَلِيٌّ بِقَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِشِطْرَنْجٍ , فَقَالَ: {§مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} [الأنبياء: 52] ؟ "

أبو ظبيان الجنبي واسمه حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن مالك بن وحشي بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد من مذحج , يقال لستة من ولد يزيد بن حرب , جنب , منهم منبه بن يزيد وقد روى أبو ظبيان عن علي وأبي موسى الأشعري وأسامة بن زيد

§أَبُو ظَبْيَانَ الْجَنْبِيُّ وَاسْمُهُ حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حَرْبِ بْنِ عُلَّةَ بْنِ جَلْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدٍ مِنْ مَذْحِجٍ , يُقَالُ لِسِتَّةٍ مِنْ وَلَدِ يَزِيدَ بْنِ حَرْبٍ , جَنْبٌ , مِنْهُمْ مُنَبِّهُ بْنُ يَزِيدَ وَقَدْ رَوَى أَبُو ظَبْيَانَ عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَلَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ ثِقَةً

حجية بن عدي الكندي روى عن علي بن أبي طالب وكان معروفا وليس بذاك

§حُجَيَّةُ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا وَلَيْسَ بِذَاكَ

هند بن عمرو الجملي من مراد روى عن علي بن أبي طالب

§هِنْدُ بْنُ عَمْرٍو الْجَمَلِيُّ مِنْ مُرَادٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

حنش بن المعتمر الكناني ويكنى أبا المعتمر روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

§حَنَشُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ الْكِنَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْمُعْتَمِرِ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أسماء بن الحكم الفزاري روى عن علي بن أبي طالب , وكان قليل الحديث

§أَسْمَاءُ بْنُ الْحَكَمِ الْفَزَارِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم من بني تميم روى عن علي وكان من أصحابه

§الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ فَاتِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ، قَالَ: «§سَمِعْتُ الْأَصْبَغَ بْنَ نُبَاتَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ صَاحِبَ شُرَطِ عَلِيٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْأَصْبَغَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَكَانَ شِيعَيًّا , وَكَانَ يُضَعَّفُ فِي رِوَايَتِهِ»

قابوس بن المخارق روى عن علي بن أبي طالب

§قَابُوسُ بْنُ الْمُخَارِقِ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

ربيعة بن ناجذ الأزدي روى عن علي

§رَبِيعَةُ بْنُ نَاجِذٍ الْأَزْدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

علي بن ربيعة الأزدي ثم أحد بني والبة روى عن علي وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمر

§عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْأَزْدِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي وَالِبَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ «§أَنَّ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ §يَمُرُّ عَلَيْنَا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ فِي الْحَنَّاطِينِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا» وَكَانَ ثِقَةً مَعْرُوفًا

أبو صالح السمان واسمه ذكوان وهو أبو سهيل بن أبي صالح مولى جويرية امرأة من قيس , وكان من أهل المدينة , وكان يقدم الكوفة كثيرا فينزل في بني كاهل فيؤمهم وقد روى عن علي وقد روى عن أبي صالح هذا من أهل الكوفة الحكم بن عتيبة , وعاصم بن أبي النجود والأعمش , ومن

§أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ وَاسْمُهُ ذَكْوَانُ وَهُوَ أَبُو سُهَيْلِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ امْرَأَةٍ مِنْ قَيْسٍ , وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ يَقْدَمُ الْكُوفَةَ كَثِيرًا فَيَنْزِلُ فِي بَنِي كَاهِلٍ فَيَؤُمُّهُمْ وَقَدْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي صَالِحٍ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ , وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ وَالْأَعْمَشُ , وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ وَالْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَلِيًّا أَوْ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: الدَّرَاهِمُ تَكُونُ عِنْدِي لَا تُنْفَقُ فِي حَاجَتِي فَأَشْتَرِي بِهَا دَرَاهِمَ تُنْفَقُ فِي حَاجَتِي وَأَهْضِمُ مِنْهَا؟ قَالَ: §لَا وَلَكِنِ اشْتَرِ بِدَرَاهِمِكَ ذَهَبًا , ثُمَّ اشْتَرِ بِالذَّهَبِ دَرَاهِمَ تُنْفَقُ فِي حَاجَتِكَ " وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو صالح الزيات واسمه سميع , وكان قليل الحديث

§أَبُو صَالِحٍ الزَّيَّاتُ وَاسْمُهُ سُمَيْعٌ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو صالح الحنفي واسمه عبد الرحمن بن قيس أخو طليق بن قيس الحنفي من أنفسهم , وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ أَخُو طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنَفِيِّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمارة بن ربيعة الجرمي روى عن علي بن أبي طالب

§عُمَارَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الْجَرْمِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

عمارة بن عبد السلولي روى عن علي وحذيفة

§عُمَارَةُ بْنُ عَبْدٍ السَّلُولِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَحُذَيْفَةَ

أبو صالح الحنفي واسمه ماهان

§أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ وَاسْمُهُ مَاهَانُ

أبو عبد الله الجدلي واسمه عبدة بن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر بن حبيب بن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر وسمي الحارث عدوان لأنه عدا على أخيه فهم بن عمرو فقتله وأم عدوان وفهم جديلة بنت مر

§أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْمَرَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ مَالِكِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَاجِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عَدْوَانَ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَسُمِّيَ الْحَارِثَ عَدْوَانَ لِأَنَّهُ عَدَا عَلَى أَخِيهِ فَهْمِ بْنِ عَمْرٍو فَقَتَلَهُ وَأُمُّ عَدْوَانَ وَفَهْمٍ جَدِيلَةُ بِنْتُ مُرِّ بْنِ طَابِخَةَ أُخْتُ تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ فَنُسِبُوا إِلَيْهَا , وَيُسْتَضْعَفْ فِي حَدِيثِهِ، وَكَانَ شَدِيدَ التَّشَيُّعِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى شُرْطَةِ الْمُخْتَارِ فَوَجَّهَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي ثَمَانِمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِيُوقِعَ بِهِمْ وَيَمْنَعَ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةَ مِمَّا أَرَادَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ

مسلم بن نذير السعدي من بني سعد بن زيد مناة بن تميم وهو ابن عم عتي بن ضمرة السعدي الذي روى عن أبي بن كعب وقد روى مسلم بن نذير عن علي وحذيفة وكان قليل الحديث ويذكرون أنه كان يؤمن بالرجعة

§مُسْلِمُ بْنُ نَذِيرٍ السَّعْدِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ السَّعْدِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَقَدْ رَوَى مُسْلِمُ بْنُ نَذِيرٍ عَنْ عَلِيٍّ وَحُذَيْفَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ

أبو خالد الوالبي واسمه هرمز مولى بني والبة من بني أسد روى عن علي بن أبي طالب

§أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ وَاسْمُهُ هُرْمُزُ مَوْلَى بَنِي وَالِبَةَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

ناجية بن كعب روى عن علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر

§نَاجِيَةُ بْنُ كَعْبٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

عميرة بن سعد قال: كنا مع علي على شاطئ الفرات فمرت سفينة قد رفع شراعها

§عَمِيرَةُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ قَدْ رُفِعَ شِرَاعُهَا

عبد الرحمن بن زيد بن خارف الفائشي من همدان وكان قليل الحديث روى عن علي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَارِفٍ الْفَائِشِيُّ مِنْ هَمْدَانَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَارِفٍ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ وَهُوَ يُرِيدُ مَسْكَنًا §فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ الْجِسْرِ وَالْقَنْطَرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: " أَتَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَقْسِمُ فَقُلْتُ: أَلَا تُعْطِينِي مِمَّا تُقْسِمُ؟ قَالَ: وَعَلَيَّ ثِيَابٌ حِسَانٌ فَرَآنِي حَسَنَ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: مَا لَكَ عَنْهُ غِنًى؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: §إِنَّهُ لَا خَيْرَ لَكَ فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، " أَنَّهُ ذَكَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ الْفَائِشِيَّ فَقَالَ: §كَانَ جَمِيلًا كَثِيرَ الشَّعْرِ , رَأَيْتُ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةَ بُرُودٍ وَثِيَابًا "

ظبيان بن عمارة روى عن علي

§ظَبْيَانُ بْنُ عُمَارَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قُطْبَةَ عَنْ ظَبْيَانَ بْنِ عُمَارَةَ، قَالَ: " أَتَى عَلِيًّا نَاسٌ مِنْ عُكْلٍ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ وَجَدُوهُمَا فِي لِحَافٍ وَعِنْدَهُمَا شَرَابٌ وَرَيْحَانٌ فَقَالَ عَلِيٌّ: §خَبِيثَانِ مُخَبَّثَانِ. قَالَ: فَجَلَدَهُمَا دُونَ الْحَدِّ "

عبد الرحمن بن عوسجة النهمي من همدان روى عن علي بن أبي طالب وكان قليل الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ النِّهْمِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الريان بن صبرة الحنفي روى عن علي

§الرَّيَّانُ بْنُ صَبِرَةَ الْحَنَفِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّيَّانُ بْنُ صَبِرَةَ الْحَنَفِيُّ، أَنَّهُ «شَهِدَ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ §فَكُنْتُ فِيمَنِ اسْتَخْرَجَ ذَا الثُّدَيَّةِ فَبُشِّرَ بِهِ عَلِيٌّ قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَيْهِ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَطَرَحْنَاهُ»

عبد الله بن الخليل الحضرمي روى عن علي بن أبي طالب وكان عبد الله قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيلِ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يزيد بن حليل النخعي روى عن علي , وكان قليل الحديث

§يَزِيدُ بْنُ حُلَيْلٍ النَّخَعِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سويد بن جهبل الأشجعي روى عن علي بن أبي طالب وليس بمعروف وقد رووا عنه

§سُوَيْدُ بْنُ جَهْبَلٍ الْأَشْجَعِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ وَقَدْ رَوَوْا عَنْهُ

حجار بن أبجر بن جابر بن بجير بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك بن ربيعة من عجل وكان شريفا , روى عن علي

§حَجَّارُ بْنُ أَبْجَرَ بْنِ جَابِرِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَائِذِ بْنِ شَرِيطِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ عِجْلٍ وَكَانَ شَرِيفًا , رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

عدي بن الفرس من بني عبيد بن رواس واسمه الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

§عَدِيُّ بْنُ الْفَرَسِ مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ رُوَاسٍ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ يَعْنِي الْجَرَّاحَ بْنَ مَلِيحٍ، عَنِ الْهَزْهَازِ، «أَنَّ عَدِيَّ بْنَ فَرَسٍ §خَيَّرَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ كُلُّ ذَلِكَ تَخْتَارُ نَفْسَهَا فَأَبَانَهَا مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ»

قبيصة بن ضبيعة العبسي روى عن علي بن أبي طالب وكان قليل الحديث

§قَبِيصَةُ بْنُ ضُبَيْعَةَ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

المغيرة بن حذف روى عن علي

§الْمُغِيرَةُ بْنُ حَذْفٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذْفٍ، قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بَقَرَةً نَتُوجًا لِأُضَحِّيَ بِهَا وَإِنَّهَا وَلَدَتْ فَمَا تَرَى فِيهَا وَفِي وَلَدِهَا؟ فَقَالَ: §لَا تَحْلُبْهَا إِلَّا فَضْلًا عَنْ وَلَدِهَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْأَضْحَى فَضَحِّ بِهَا وَبِوَلَدِهَا عَنْ سَبْعَةٍ مِنْ أَهْلِكَ "

الرياش بن ربيعة روى عن علي

§الرِّيَاشُ بْنُ رَبِيعَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ رِيَاشِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: " §سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ أَلْبَتَّةَ قَالَ: فَجَعَلَهَا ثَلَاثًا "

كعب بن عبد الله روى عن علي

§كَعْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا §قَامَ فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ وَنَعْلَيْهِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ»

خالد بن عرعرة روى عن علي بن أبي طالب

§خَالِدُ بْنُ عَرْعَرَةَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

حبيب بن حماز الأسدي هكذا قال عبيد الله بن موسى , عن إسرائيل , عن سماك وأما أبو عوانة , فقال: حبيب بن حماز وقد روى حبيب عن علي

§حَبِيبُ بْنُ حِمَازٍ الْأَسَدِيُّ هَكَذَا قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ سِمَاكٍ وَأَمَّا أَبُو عَوَانَةَ , فَقَالَ: حَبِيبُ بْنُ حِمَّازٍ وَقَدْ رَوَى حَبِيبٌ عَنْ عَلِيٍّ

ابن النباح مؤذن علي وكان مكاتبا روى عن علي في المكاتبة حديثا

§ابْنُ النَّبَّاحِ مُؤَذِّنُ عَلِيٍّ وَكَانَ مُكَاتَبًا رَوَى عَنْ عَلِيٍّ فِي الْمُكَاتَبَةِ حَدِيثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَرْوَانَ الْحَارِثِيِّ، عَنِ ابْنِ النَّبَّاحِ، قَالَ: " كَاتَبْتُ فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ كَاتَبْتُ. فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ. فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ: اجْمَعُوا لِأَخِيكُمْ. قَالَ: §فَجَمَعُوا لِي مُكَاتَبَتِي وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَتَيْتُ بِهَا عَلِيًّا فَقَالَ: اجْعَلْهَا فِي الْمُكَاتَبِينَ "

حريث بن مخش القيسي روى عن علي بن أبي طالب

§حُرَيْثُ بْنُ مِخَشٍّ الْقَيْسِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

طارق بن زياد روى عن علي

§طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: «§خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْخَوَارِجِ» ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ الْخَوَارِجِ

نجي الحضرمي روى عن علي بن أبي طالب , وكان قليل الحديث

§نُجَيٌّ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وابنه عبد الله بن نجي الحضرمي روى عن علي بن أبي طالب أيضا

§وَابْنُهُ -[234]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُجَيٍّ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيْضًا

عبد الله بن سبع روى عن علي بن أبي طالب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْعٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

أبو الخليل روى عن علي بن أبي طالب

§أَبُو الْخَلِيلِ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

يزيد بن عبد الرحمن الأودي وهو أبو داود وإدريس ابني يزيد. وحديثه قال: كنا نجمع مع علي ثم نرجع فنقيل

§يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ وَإِدْرِيسَ ابْنِي يَزِيدَ. وَحَدِيثُهُ قَالَ: كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ عَلِيٍّ ثُمَّ نَرْجِعُ فَنُقِيلُ

عنترة وهو أبو هارون بن عنترة روى عن علي بن أبي طالب ويكنى عنترة أبا وكيع

§عَنْتَرَةُ وَهُوَ أَبُو هَارُونَ بْنُ عَنْتَرَةَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَيُكْنَى عَنْتَرَةُ أَبَا وَكِيعٍ

الوليد بن عتبة الليثي روى عن علي بن أبي طالب

§الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ اللَّيْثِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ -[235]-، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: «§صُمْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ عَلِيٍّ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ فَأَمَرَنَا عَلِيٌّ بِقَضَاءِ يَوْمٍ»

يزيد بن مذكور الهمداني روى عن علي بن أبي طالب

§يَزِيدُ بْنُ مَذْكُورٍ الْهَمْدَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

يزيد بن قيس الخارفي ويقال: أرحبي من همدان روى عن علي بن أبي طالب وكان قليل الحديث

§يَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ الْخَارِفِيُّ وَيُقَالُ: أَرْحَبِيٌّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو ماوية الشيباني روى عن علي بن أبي طالب

§أَبُو مَاوِيَّةَ الشَّيْبَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

عبد الأعلى أبو إبراهيم بن عبد الأعلى روى عن علي بن أبي طالب

§عَبْدُ الْأَعْلَى أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

حيان بن مرثد روى عن علي بن أبي طالب: من أغلق بابا أو أرخى سترا فقد وجب عليه الصداق وقد روى حيان عن سلمان

§حَيَّانُ بْنُ مَرْثَدٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: مَنْ أَغْلَقَ بَابًا أَوْ أَرْخَى سِتْرًا فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الصَّدَاقُ وَقَدْ رَوَى حَيَّانُ عَنْ سَلْمَانَ

ابن عبيد بن الأبرص الأسدي روى عن علي بن أبي طالب عليه السلام

§ابْنُ عَبِيدِ بْنِ الْأَبْرَصِ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

أبو بشير روى عن علي في الاستسقاء

§أَبُو بَشِيرٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ فِي الِاسْتِسْقَاءِ

تميم بن مشيج روى عن علي بن أبي طالب في اللقيط

§تَمِيمُ بْنُ مُشَيْجٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي اللَّقِيطِ

شريك بن حنبل العبسي روى عن علي بن أبي طالب وكان معروفا قليل الحديث

§شَرِيكُ بْنُ حَنْبَلٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

كثير بن نمر الحضرمي روى عن علي بن أبي طالب

§كَثِيرُ بْنُ نَمِرٍ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

أبو حية الوادعي من همدان روى عن علي أنه رآه بال بالرحبة ثم توضأ وروى عنه حديثا آخر: إذا توضأت فانثر

§أَبُو حَيَّةَ الْوَادِعِيُّ مِنْ هَمْدَانَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ رَآهُ بَالَ بِالرَّحَبَةِ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا آخَرَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثُرْ

ثعلبة بن يزيد الحماني من بني تميم روى عن علي بن أبي طالب وكان قليل الحديث

§ثَعْلَبَةُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمَّانِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عاصم بن شريب الزبيدي روى عن علي بن أبي طالب

§عَاصِمُ بْنُ شُرَيْبٍ الزُّبَيْدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

الرياش بن عدي الكندي روى عن علي بن أبي طالب

§الرِّيَاشُ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

قنبر مولى علي بن أبي طالب

§قَنْبَرٌ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

مسلم مولى علي بن أبي طالب روى عن علي

§مُسْلِمٌ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " دَعَا عَلِيٌّ بِشَرَابٍ §فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَنَفَخْتُ فِيهِ فَرَدَّهُ وَأَبَى أَنْ يَشْرَبَهُ وَقَالَ: اشْرَبْهُ أَنْتَ "

أبو رجاء روى عن علي قال: خرج علي بسيف له إلى السوق فقال: لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه. واسمه يزيد بن محجن الضبي

§أَبُو رَجَاءٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ بِسَيْفٍ لَهُ إِلَى السُّوقِ فَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَمَنُ إِزَارٍ لَمْ أَبِعْهُ. وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مِحْجَنٍ الضَّبِّيُّ

خرشة بن حبيب روى عن علي في الرجل يجامع امرأته فلا ينزل؟ قال: لا يغتسل وإن هزها به

§خَرَشَةُ بْنُ حَبِيبٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ فِي الرَّجُلِ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ فَلَا يُنْزِلُ؟ قَالَ: لَا يَغْتَسِلُ وَإِنْ هَزَّهَا بِهِ

زياد بن عبد الله روى عن علي

§زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ قَالَ: " كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَجَاءَهُ ابْنُ النَّبَّاحِ يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ فَقَالَ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ , قَالَ: §ثُمَّ قَامَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ فَجَثَوْنَا لِلرُّكَبِ نَتَبَصَّرُ الشَّمْسَ وَقَدْ وَلَّتْ وَإِنَّ عَامَّةَ الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ لَأَخْصَاصٌ "

أبو نصر روى عن علي

§أَبُو نَصْرٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§خَرَجْتُ حَاجًّا فَأَدْرَكْتُ عَلِيًّا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَهُوَ يُلَبِّي لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ» وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

معقل الجعفي روى عن علي بن أبي طالب

§مَعْقِلٌ الْجُعْفِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَعْقِلٍ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: «§بَالَ عَلِيٌّ فِي الرَّحَبَةِ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ»

أبو راشد السلماني روى عن علي

§أَبُو رَاشِدٍ السَّلْمَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ أَبُو يَزِيدَ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ السَّلْمَانِيِّ، قَالَ: " أَتَيْتُ عَلِيًّا فِي دَارِهِ فَنَادَيْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لَبَّيْكَاهُ لَبَّيْكَاهُ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ فِي مَنَائِحَ لِأَهْلِي أَرْعَاهَا فَتَرَدَّى بَعِيرٌ مِنْهَا فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقَنِي بِنَفْسِهِ فَخَرِقْتُ وَبَطِرْتُ فَوَجَأْتُهُ بِحَدِيدَةٍ إِمَّا فِي جَنْبِهِ وَإِمَّا فِي سَنَامِهِ وَذَكَرْتُ اسْمَ اللَّهِ , وَإِنِّي جِئْتُ بِلَحْمِهِ مُفَرَّقًا عَلَى سَائِرِ إِبِلِي إِلَى أَهْلِي فَأَبَوْا أَنْ يَأْكُلُوهُ وَقَالُوا: لَمْ تُذَكِّهِ فَقَالَ: §وَيْحَكَ اهْدِ لِي عَجُزَهُ، اهْدِ لِي عَجُزَهُ "

أبو رملة روى عن علي

§أَبُو رَمْلَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، " أَنَّ عَلِيًّا خَرَجَ إِلَى الرَّحَبَةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَيْسَ بِهَا كَبِيرُ أَحَدٍ فَسَأَلَ عَنْهُمْ فَقَالَ: أَيْنَ هُمْ؟ فَقَالُوا: فِي الْمَسْجِدِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ فَسَأَلَ الرَّجُلَ مَا وَجَدْتَهُمْ يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ فِي صَلَاةٍ أَوْ جَالِسٍ فِي حَدِيثٍ. فَلَمَّا أَتَوْهُ قَالَ عَلِيٌّ: يَا أَيُّهَا -[240]- النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَصَلَاةَ الشَّيْطَانِ §وَلَكِنْ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ قِيسَ رُمْحَيْنِ فَلْيَقُمِ الرَّجُلِ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَتِلْكَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ "

أبو سعيد الثوري وهو عقيصا روى عن علي

§أَبُو سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ عَقِيصَا رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: «§التَّاجِرُ فَاجِرٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الْحَقَّ وَأَعْطَاهُ»

أبو الغريف واسمه عبيد الله بن خليفة الهمداني روى عن علي قال: كنت مع علي في الرحبة فبال ثم دعا بماء فغسل يديه , ثم قرأ صدرا من القرآن وكان قليل الحديث

§أَبُو الْغَرِيفِ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ الْهَمْدَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فِي الرَّحَبَةِ فَبَالَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ , ثُمَّ قَرَأَ صَدْرًا مِنَ الْقُرْآنِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

المصفح العامري روى عن علي

§الْمُصَفِّحُ الْعَامِرِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ جَبَلَةَ بِنْتِ الْمُصَفِّحِ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: «§يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ سَلْنِي عَمَّا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّا نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قَالَ: وَالْحَدِيثُ طَوِيلٌ

عبد الرحمن بن سويد الكاهلي روى عن علي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُوَيْدٍ الْكَاهِلِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَاهِلِيِّ، قَالَ: " قَنَتَ عَلِيٌّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَأَنَا أَسْمَعُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ , نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ , §اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِي عَلَيْكَ وَلَا نَكْفُرُكَ , وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ "

حصين بن جندب روى عن علي

§حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا يَبُولُ فِي الرَّحَبَةِ حَتَّى أَرْغَى بَوْلُهُ ثُمَّ يَمْسَحُ عَلَى نَعْلَيْهِ وَيُصَلِّي»

مالك بن الجون روى عن علي

§مَالِكُ بْنُ الْجَوْنِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْجَوْنِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا جَلَسَ فَبَالَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ»

الحارث بن ثوب روى عن علي

§الْحَارِثُ بْنُ ثَوْبٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَوْبٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا عَلِيٌّ الْجُمُعَةَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: §عِبَادَ اللَّهِ أَتِمُّوا الصَّلَاةَ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ "

أبو يحيى روى عن علي

§أَبُو يَحْيَى رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا أَدْخَلَ يَزِيدَ بْنِ مُكَفِّفٍ مُعْتَرِضًا»

السائب أبو عطاء بن السائب روى عن علي

§السَّائِبُ أَبُو عَطَاءِ بْنُ السَّائِبِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: " يَا سَائِبُ §أَلَا نَسْقِيكَ شَرْبَةً لَا تَزَالُ مِنْهَا شَبْعَانَ بَقِيَّةَ يَوْمِكَ. قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَدَعَا لِي بِشَرْبَةٍ فَشَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي مَا هِيَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: ثُلُثُ لَبَنٍ وَثُلُثُ عَسَلٍ وَثُلُثُ سَمْنٍ "

عبد الله بن أبي المحل روى عن علي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُحِلِّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -[243]-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُحِلِّ، «§أَنَّ عَلِيًّا، مَرَّ بِخَشْفِ بَابِلَ فَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى جَاوَزَهُ»

نهيك بن عبد الله السلولي روى عن علي أن الشيطان أتى راهبا في صومعة قد عبد الله ستين سنة

§نَهِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى رَاهِبًا فِي صَوْمَعَةٍ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتِّينَ سَنَةً

الأغر بن سليك وفي حديث آخر الأغر بن حنظلة روى عن علي بن أبي طالب قال محمد بن سعد: ولعله نسب إلى جده سليك بن حنظلة

§الْأَغَرُّ بْنُ سُلَيْكٍ وَفِي حَدِيثِ آخَرَ الْأَغَرُّ بْنُ حَنْظَلَةَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَعَلَّهُ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ سُلَيْكِ بْنِ حَنْظَلَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ بْنَ سُلَيْكٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " §ثَلَاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْ خَلْقِهِ الْأَشْمَطَ الزَّانِي وَالْغَنِيَّ الظَّلُومَ وَالْعَائِلَ الْمُسْتَكْبِرَ» وَيُكْنَى الْأَغَرُّ أَبَا مُسْلِمٍ

عمرو ذي مر روى عن علي

§عَمْرُو ذِي مُرٍّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ -[244]- أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ دَلَكَهُ»

عبد الله بن أبي الخليل الهمداني روى عن علي ثلاثة أحاديث من حديث أبي إسحاق

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْخَلِيلِ الْهَمْدَانِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ

عمرو بن بعجة روى عن علي

§عَمْرُو بْنُ بَعْجَةَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بَعْجَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا بِالْمَدَائِنِ أُتِيَ بِبَغْلَةِ دِهْقَانَ §فَلَمَّا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرَبُوسِ السَّرْجِ زَلَّتْ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: دِيبَاجٌ فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَهَا "

حميد بن عريب روى عن علي وعمار في أمر الرجل الذي وقع في عائشة يوم الجمل

§حُمَيْدُ بْنُ عُرَيْبٍ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ فِي أَمْرِ الرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ فِي عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ

سعيد بن ذي حدان روى عن علي

§سَعِيدُ بْنُ ذِي حُدَّانَ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَرْبَ خُدْعَةً عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ» وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

رافع بن سلمة البجلي سمع من علي وروى عنه

§رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ الْبَجَلِيُّ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْهُ

أكتل بن شماخ العكلي روى عن علي

§أَكْتَلُ بْنُ شَمَّاخٍ الْعُكْلِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْفَصِيحِ الصَّبِيحِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَكْتَلَ بْنِ شَمَّاخٍ»

أوس بن معلق الأسدي روى عن علي

§أَوْسُ بْنُ مِعْلَقٍ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ نَبْلِ بِنْتِ بَدْرٍ، عَنْ زَوْجِهَا أَوْسِ بْنِ مِعْلَقٍ الْأَسَدِيِّ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: «§لَيَكُونَنَّ بِهَذِهِ السُّدَّةِ دِمَاءٌ تَبْلُغُ مِنَ الْخَيْلِ إِلَى ثُنَنِهَا»

طريف روى عن علي

§طَرِيفٌ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَكَانَ عَلَى بَيْتِ مَالِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ «§أَنَّ عَلِيًّا شَرِبَ نَبِيذَ جَرَّةٍ خَضْرَاءَ»

الطبقة الثانية ممن روى عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله والنعمان بن بشير وأبي هريرة وغيرهم

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ

عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي وهو من حمير وعداده في همدان

§عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيُّ وَهُوَ مِنْ حِمْيَرَ وَعِدَادُهُ فِي هَمْدَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَكَانَ عَالِمًا " أَنَّ مَطَرًا أَصَابَ الْيَمَنَ فَجَعَفَ السَّيْلُ مَوْضِعًا فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَكُسِرَ الْغَلَقُ فَدَخَلَ فَإِذَا بَهْو عَظِيمٍ فِيهِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ , وَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ , قَالَ: فَشَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْرًا وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوجَةٍ بِالذَّهَبِ وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَهُ ضَفْرَانُ وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ , أَنَا حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْقِيلُ إِذْ لَا قِيلَ إِلَّا اللَّهُ §عِشْتُ بِأَمَلٍ وَمِتُ بِأَجَلٍ أَيَّامَ وَخْزَهِيدَ، وَمَا وَخْزَهِيدُ هَلَكَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ , فَكُنْتُ آخِرَهُمْ قَتِيلًا فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيرَنِي مِنَ الْمَوْتِ فَأَخْفَرَنِي وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: أَنَا قُبَارُ بِي يُدْرَكُ الثَّارُ " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ هُوَ حَسَّانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ غَوْثِ بْنِ قَطَنِ بْنِ

عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرٍ , وَحَسَّانُ هُوَ ذُو الشَّعْبَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ نَزَلَهُ هُوَ وَوَلَدُهُ وَدُفِنَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ وَوَلَدُهُ فَمَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبِيُّونَ، مِنْهُمْ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ وَمَنْ كَانَ بِالشَّامِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبَانِيُّونَ وَمَنْ كَانَ بِالْيَمَنِ قِيلَ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قِيلَ لَهُمُ الْأُشْعُوبُ، وَهُمْ جَمِيعًا بَنُو حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو ذِي شَعْبَيْنِ فَبَنُو عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ وَدَخَلُوا فِي أُحْمُورِ هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ فَعِدَادُهُمْ فِيهِمْ وَالْأَحْمُورُ: خَارِفٌ وَالصَّائِدِيُّونَ وَآلُ ذِي بَارِقٍ وَالسَّبِيعُ وَآلُ ذِي حُدَّانَ وَآلُ ذِي رِضْوَانَ وَآلُ ذِي لَعْوَةَ وَآلُ ذِي مَرَّانَ وَأَعْرَابُ هَمْدَانَ غُدَرُ وَيَامُ وَنِهْمُ وَشَاكِرٌ وَأَرْحَبُ وَفِي هَمْدَانَ مِنْ حِمْيَرَ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ، مِنْهُمْ آلُ ذِي حَوَالٍ وَكَانَ عَلَى مُقَدَّمَةِ تُبَّعٍ , مِنْهُمْ يُعْفِرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمُتَغَلِّبُ عَلَى مَخَالِيفِ صَنْعَاءَ الْيَوْمَ. قَالُوا: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ ضَئِيلًا نَحِيفًا، وَكَانَ وُلِدَ هُوَ وَأَخٌ لَهُ تَوْأَمًا فِي بَطْنٍ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَا لَنَا نَرَاكَ ضَئِيلًا، قَالَ: إِنِّي زُوحِمْتُ فِي الرَّحِمِ، وَقَدْ رَأَى عَامِرٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَوَصَفَهُ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ , وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ , وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , وَابْنِ أَبِي أَوْفَى , وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ , وَأَبِي جُحَيْفَةَ , وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , وَبُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ , وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ , وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ , وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ , وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ. وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ , وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى , وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ , وَفَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , وَالْحَارِثِ الْأَعْوَرِ , وَزُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ , وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ , وَالْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ ,

وَسَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ , وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَبِي ثَابِتٍ أَيْمَنَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «§وُلِدْتُ سَنَةَ جَلُولَاءَ»

قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ، قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: " أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: §هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَبِي خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ , وَالْحَارِثِ بْنِ بَرْصَاءَ وَأَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَبَبُ مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ خَافَ مِنَ الْمُخْتَارِ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي الْمُسْلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§تَعَلَّمْتُ الْحِسَابَ مِنَ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، قَالَ: «§مَكَثْتُ مَعَ عَامِرٍ بِخُرَاسَانَ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ لَا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ وَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ وَكَانَ شِيعَيًا فَرَأَى مِنْهُمُ أُمُورًا وَسَمِعَ كَلَامَهُمْ وَإِفْرَاطَهُمْ فَتَرَكَ رَأْيَهُمْ وَكَانَ يُعِيبُهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ كَانُوا رَخَمًا وَلَوْ كَانُوا مِنَ الدَّوَابِّ كَانُوا حَمِيرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ وَلَا تَكُنْ شِيعَيًّا , وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ , وَلَا تَكُنْ مُرْجِئًا , وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ , وَلَا تَكُنْ قَدَرِيًّا §وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ

بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ , وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ , وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ. قَالَ: فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ لَهُ: الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلَا يُزَادُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلَا يَؤُمُّ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلَا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُوفَدُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ , وَلَا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ، وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي , وَمَعْرَفَتِي بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ , وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الْأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ. قَالَ: الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْأَمِيرُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَوَّلًا انْصَرِفْ. فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بِحَدِيثٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: «§كَانَ الشَّعْبِيُّ يُؤَبِّدُنَا يَجِيءُ بِالْأَوَابِدِ مَا كَذَا وَكَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «§لَيْتَنِي انْفَلَتُّ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ " سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ فَقِيلَ لَهُ قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: §وَمَا تَصْنَعُ بِرَأْيِي بُلْ عَلَى رَأْيِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: «§كَانَ الشَّعْبِيُّ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ بِالْمَعَانِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ أَبِي كِيرَانَ الْمُرَادِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§اكْتُبُوا مَا سَمِعْتُمْ مِنِّي، وَلَوْ فِي الْجِدَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§مَا أَنَا بِعَالِمٍ، وَلَا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ آدَمَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَمَرَّ عَلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ لِلرَّجُلِ: §سَلْ ذَاكَ الشَّيْخَ ثُمَّ ارْجِعْ فَأَخْبَرْنِي فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَذَا وَاللَّهِ الْفِقْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ رَجُلًا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ , أَكْثَرَ يَقُولُ: لَا أَدْرِي مِنْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: " حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ اخْتُلِجَ مِنِّي. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لَا. قَالَ: لَعَلَّهُ: [البحر الطويل] -[251]- §هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيَّ، يَقُولُ: " وَقَفَ الشَّعْبِيُّ عَلَى قَوْمٍ §وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْهُ وَلَا يَرَوْنَهُ فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامَهُمْ قَالَ لَهُمْ: [البحر الطويل] هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ , أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَإِذَا حَمَّادٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ , قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ §لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلَاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي. مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ , فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ فَلَكُنَاسَةُ الْيَوْمِ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الصَّعَافِقَةُ - أَوْ قَالَ: بَنُو اسْتِهَا , شَكَّ قَبِيصَةُ - §مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فَخُذْ بِهِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ، قَالَ: " §رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتِهَا يَعْنِي الْمَوَالِيَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§لَوَدِدْتُ أَنَّ عَطَائِي فِي بَوْلِ حِمَارٍ. كَمْ مَنْ قَدْ قَادَهُ عَطَاؤُهُ إِلَى النَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ -[252]-، عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ، قَالَ: " مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: §أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ثَلَاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نَبِيذَ الدِّنَانِ فِي الْعَرَائِسِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَقْضِي فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: " قَدَّمْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ غَرِيمًا لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَقَالَ: §لِئَنْ لَمْ تُعْطِهِ أَوْ جَاءَ بِكَ مَرَّةً أُخْرَى لَأَحْبِسَنَّكَ وَلَوْ كُنْتَ ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَلَّى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ قَضَاءَ الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «§رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ شَدِيدَةَ الْحُمْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا، يَذْكُرُ قَالَ: «§رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي مِلْحَفَتُهُ أَشَدُّ حُمْرَةً أَوْ لِحْيَتُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: " §رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ بِالْكُوفَةِ عَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ , وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ تَعَجَّرَ بِهَا مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ , الدُّرَّاعَةُ وَالْعِمَامَةُ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: كَانَ -[253]- الشَّعْبِيُّ §يَخْضِبُ؟ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَامِرٍ مِطْرَفَ خَزٍّ أَخْضَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ §قَلَنْسُوَةَ خَزٍّ خَضْرَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، «§أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِطْرَفَا خَزٍّ يَلْبَسُهُمَا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُمَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، §أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِزَارًا أَصْفَرَ. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ: مُشْبَعَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ وَإِزَارًا أَصْفَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ إِزَارًا مَفْتُولًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: «§رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جَالِسًا عَلَى جِلْدِ أَسَدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْعُكْلِيُّ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ لُبْسِ الْفِرَاءِ، وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةُ فِرَاءٍ قُلْتُ: مَا تَرَى فِي لُبْسِهَا؟ قَالَ: §حَسَنٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ دِبَاغَهَا -[254]- طَهُورُهَا "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قَبَاءَ سَمُّورٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُصَلِّي فِي مُسْتُقَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: «§لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعَلَيْهِ بُرْدٌ عَدَنِيٌّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: «§قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّعْبِيُّ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ سَمُّورٍ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَكَانَ يُصَلِّي فِي جُلُودِ الثَّعَالِبِ»

قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: §الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا , عَظِيمُ الْبَطْنِ أَجْلَحُ

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الشَّعْبِيِّ "

قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أَوْ نَجَاءٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، قَالَ: " أَرْسَلَنِي الْحَجَّاجُ إِلَى رُتْبيِلٍ فَأَجَازَنِي وَقَالَ لِي: §مَا هَذَا الصِّبْغُ إِنَّمَا الشَّعْرُ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ قُلْتُ: سُنَّةٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «§دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ -[255]- بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَإِزَارٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ §وَأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ وَأَشْهَدُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ وَأَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ , وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فَإِذَا ذَهَبَ يَنْهَضُ قَالَ: ذَكَرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا مِنَّا بِالسَّلَامِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: قَالَ اللَّهُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: §وَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَقُولَ: قَالَ اللَّهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ، وَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا لِإِزَارِكَ مُسْتَرْخِيًا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: وَعَلَيْهِ إِزَارُ كَتَّانٍ مُوَرَّدٌ قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: §لَيْسَ هَاهُنَا شَيْءٌ يَحْمِلُهُ وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَلْيَتِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَمْ تَرَاهُ أَتَى لَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ فَأَجَابَهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: [البحر الطويل] نَفْسِي تَشَكَّى إِلَيَّ الْمَوْتَ مُزْحِفَةً ... وَقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِينَا إِنْ تُحْدِثِي أَمَلًا يَا نَفْسُ كَاذِبَةً ... إِنَّ الثَّلَاثَ يُوَفِّينَ الثَّمَانِينَا قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ: وَكَانَ ابْنَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَهُوَ يَقْرِضُ الشِّعْرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: «§تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ»

قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ -[256]-: «§مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ هُوَ وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى فِي جُمُعَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: «§رَحِمَهُ اللَّهُ إِنْ كَانَ مِنَ الْإِسْلَامِ لَبِمَكَانٍ» قَالَ: وَتُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ فَجْأَةً

سعيد بن جبير ويكنى أبا عبد الله مولى لبني والبة بن الحارث من بني أسد بن خزيمة

§سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلًى لِبَنِي وَالِبَةَ بْنَ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: مِنْ عَرَبِهِمْ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ؟ قُلْتُ: لَا بَلْ مِنْ مَوَالِيهِمْ. قَالَ: §فَقُلْ: أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " رَآنِي أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ فِي يَوْمٍ عِيدٍ وَلِي ذُؤَابَةٌ فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ إِنَّهُ §لَا صَلَاةَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ قَبْلَ صَلَاةِ الْإِمَامِ فَصَلِّ بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ وَأَطِلِ الْقِرَاءَةَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رَوَى أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: حَدِّثْ فَقَالَ: أُحَدِّثُ -[257]- وَأَنْتَ هَاهُنَا؟ فَقَالَ: §أَوَلَيْسَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ أَنْ تَتَحَدَّثَ وَأَنَا شَاهِدٌ فَإِنْ أَصَبْتَ فَذَاكَ وَإِنْ أَخْطَأْتَ عَلَّمْتُكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «أَنَّهُ كَانَ يُسَائِلُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَبْلَ أَنْ يَعْمَى، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَكْتُبَ مَعَهُ §فَلَمَّا عَمِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَتَبَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَغَضِبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «رُبَّمَا أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَتَبْتُ فِي صَحِيفَتِي حَتَّى أَمْلَأَهَا وَكَتَبْتُ فِي نَعْلِي حَتَّى أَمْلَأَهَا وَكَتَبْتُ فِي كَفِّي §وَرُبَّمَا أَتَيْتُهُ فَلَمْ أَكْتُبْ حَدِيثًا حَتَّى أَرْجِعَ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ عَنْ شَيْءٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ مُؤَذِّنِ بَنِي وَدَاعَةَ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى مِرْفَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ , وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: §انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ عَنِّي فَإِنَّكَ قَدْ حَفِظْتَ عَنِّي حَدِيثًا كَثِيرًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَعْدَمَا عَمِيَ إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْأَلُونَهُ قَالَ: §تَسْأَلُونِي وَفِيكُمُ ابْنُ أُمِّ دَهْمَاءَ قَالَ يَعْقُوبُ: يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ , قُلْتُ: أَكُلُّ مَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ سَأَلْتَ عَنْهُ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: §لَا، كُنْتُ أَجْلِسُ وَلَا أَتَكَلَّمُ حَتَّى أَقُومَ فَيَتَحَدَّثُونَ فَأَحْفَظُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: «§كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَكْتُبُ عَنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَكْرَهُ كُتَّابَ الْحَدِيثِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " كُنْتُ أَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ فِي صَحِيفَةٍ وَلَوْ عَلِمَ بِهَا كَانَتِ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْإِيلَاءِ فَقَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَقُولَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ وَنَرْضَى بِقَوْلِكَ وَنَقْنَعُ. قَالَ: §يَقُولُ فِي ذَلِكَ الْأُمَرَاءُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§كُنَّا إِذَا اخْتَلَفْنَا بِالْكُوفَةِ فِي شَيْءٍ كَتَبْتُهُ عِنْدِي حَتَّى أَلْقَى ابْنَ عُمَرَ فَأَسْأَلَهُ عَنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ فَرِيضَةٍ، فَقَالَ: §ائْتِ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِالْحِسَابِ مِنِّي وَهُوَ يَفْرِضُ مِنْهَا مَا أَفْرِضُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِي: عَزَّ رَبِّي وَاقْتَدَرَ , قَالَ: فَقَرَأَهُ ابْنُ عُمَرَ فَنَهَانِي عَنْهُ فَمَحَوْتُهُ وَكَتَبْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: " مَا فَعَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: صَالِحٌ قَالَ: §ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ يَمُرُّ بِنَا فَنُسَائِلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهَا، إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا يَرْمِينَا بِهِ هَؤُلَاءِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ يَعْذِلُونَهُ يُحَدِّثُ فَقَالَ: §إِنِّي أُحَدِّثُكَ وَأَصْحَابُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهِ مَعِي إِلَى حُفْرَتِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§مَا يَأْتِينِي أَحَدٌ يَسْأَلُنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِحَدِيثٍ قَالَ: فَتَبِعْتُهُ أَسْتَعِيدُهُ فَقَالَ: §لَيْسَ كُلُّ حِينٍ أَحْلُبُ فَأَشْرَبُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ لِي: §أَزْهَدُ النَّاسِ كَانَ يَجِيئُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ كَذَا وَكَذَا يَسْأَلُونَنِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُصُّ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً كَتَبَتْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ قَالَ: فَدَفَعَ الْكِتَابَ إِلَى ابْنِهِ فَلَبَّسَ قَالَ: فَدَفَعَ الصَّحِيفَةَ إِلَيَّ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لِابْنِهِ: §أَلَا هَذْرَمْتَهَا كَمَا هَذْرَمَهَا الْغُلَامُ الْمُضَرِيُّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «§أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ وَفَاءٍ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَجِيءُ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§مَا مَضَتْ عَلَيَّ لَيْلَتَانِ مُنْذُ قُتِلَ الْحُسَيْنُ -[260]- إِلَّا أَقْرَأُ فِيهِمَا الْقُرْآنَ إِلَّا مُسَافِرًا أَوْ مَرِيضًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§إِنِّي لَأَقْرَأُ عَامَّةَ حِزْبِي وَإِنَّ الْإِمَامَ لَيَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يُصَلِّي بِنَا فِي رَمَضَانَ فَكَانَ يَرْجِعُ فَرُبَّمَا أَعَادَ الْآيَةَ مَرَّتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِرَجُلٍ: مَا الَّذِي أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي؟ قَالَ: لَمْ نُحَدِثْ بَعْدَكَ شَيْئًا , قَالَ: بَلَى §الْأَعْمَى وَابْنُ الصَّيْقَلِ يُغَنِّيَانِكُمْ بِالْقُرْآنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: " §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَؤُمُّهُمْ فَسَمِعْتُهُ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} [غافر: 71] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يُصَلِّي بِنَا الْعَتَمَةَ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَمْكُثُ هُنَيْهَةً §ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِنَا سِتَّ تَرْوِيحَاتٍ وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ وَيَقْنُتُ بِقَدْرِ خَمْسِينَ آيَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ " أَنَّهُ §كَانَ إِذَا خَتَمَ السُّورَةَ فِي صَلَاتِهِ تَطَوُّعًا قَالَ: صَدَقَ الصَّادِقُ الْبَارُّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§لَأَنْ أُضْرَبَ عَلَى رَأْسِي أَسْوَاطًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي -[261]- عَمْرَةَ، قَالَ: «§كَلَّمْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بَعْدَ مَطْلَعِ الْفَجْرِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ رَأَى سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §يُقَبِّلُ ابْنَهُ وَهُوَ رَجُلٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، " أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: §اللَّهُمَّ أَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ فَهَنِّنَا , وَرَزَقْتَ فَأَكْثَرْتَ وَأَطْيَبْتَ فَزِدْنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: " كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى جَانِبِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَكَانَ إِذَا قَالَ الْإِمَامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي آمِينَ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ , وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا , وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ , قَالَ: §فَرُبَّمَا لَمْ يَزَلْ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا حَتَّى يَهْوِي إِلَى السُّجُودِ فَيَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ يَعْنِي الْأَفْطَسَ، §أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَمَا كَانَ رَجُلًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَعْتَكِفُ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، " أَنَّهُ §كَانَ لَا يَدَعُ أَحَدًا يَغْتَابُ عِنْدَهُ أَحَدًا يَقُولُ: إِنْ أَرَدْتَ ذَلِكَ فَفِي وَجْهِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ لَيْثٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §أَبْصَرَ دُرَّةً فَلَمْ يَأْخُذْهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: «§أَظْهِرِ الْيَأْسَ -[262]- مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ عَنَاءٌ وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يُعْتَذَرُ مِنْ خَيْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ اكْتَحَلَ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالَ: §وَرَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي سَيْفٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ غَيْرُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي الطَّاقِ وَلَا يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ. قَالَ: وَكَانَ يَعْتَمُّ وَيُرْخِي لَهَا طَرَفًا شِبْرًا مِنْ وَرَائِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَهَلَّ مِنَ الْكُوفَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُهُ يَطُوفُ يَمْشِي عَلَى هِينَتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: الشُّكْرُ أَفْضَلُ أَمِ الصَّبْرُ؟ قَالَ: §الصَّبْرُ وَالْعَافِيَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، قَالَ: " لَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ هَلَاكُ النَّاسِ؟ قَالَ: §مِنْ قِبَلِ عُلَمَائِهِمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ " قَوْلَهُ {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [العنكبوت: 56] قَالَ: §إِذَا عُمِلَ فِيهَا بِالْمَعَاصِي فَاخْرُجُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقَزِّيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 98] . قَالَ: كَانَ نَاسٌ بِمَكَّةَ مَظْلُومِينَ أَوْ قَالَ: مَقْهُورِينَ قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ هَكَذَا يَعْنِي زَمَنَ الْحَجَّاجِ قَالَ -[263]-: يَا ابْنَ أَخٍ §لَقَدْ حَرَصْنَا وَجَهَدْنَا وَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَكُونَ إِلَّا مَا أَرَادَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ اسْتَعْمَلَهُ مَطَرُ بْنُ نَاجِيَةَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ عَلَى مَأْصِرَيِ الْكُوفَةِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَالْعُشُورِ قَالَ حَبِيبٌ: فَرَكِبَ وَرَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَأَصِرِ أَتَانَا رَجُلٌ كَانَ يَنْحَتُ السُّفُنَ قَبْلَ ذَلِكَ لِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَمَعَهُ مِحَسَّةٌ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ فَأَخْرَجَهُ ثُمَّ نَظَرَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُوَ أَوَّلُ مَا رَكِبَ إِلَيْهِ فَمَنْ تَقَدَّمَ لَهُ يَوْمَئِذٍ بِيعَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَلَمْ يَرْزِهِ شَيْئًا §وَلَمْ يَكُنْ يَرَى أَنَّ عَلَيْهِمْ عُشُورًا وَنَظَرَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَأَخَذَ مِنْهُمُ صَدَقَةَ مَا كَانَ مَعَهُمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: " سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فِي الْجَمَاجِمِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مَمْلُوكٌ وَمَوْلَايَ مَعَ الْحَجَّاجِ أَفَتَخَافُ عَلَيَّ إِنْ قُتِلْتُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ وِزْرٌ؟ قَالَ: لَا §قَاتِلْ فَإِنَّ مَوْلَاكَ لَوْ كَانَ هَاهُنَا قَاتَلَ بِنَفْسِهِ وَبِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ الْحَسَنَ، يَقُولُ: إِنَّ التَّقِيَّةَ فِي الْإِسْلَامِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: §لَا تَقِيَّةَ فِي الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ابْتُلِيَ وَأُخِذَ مِنْ قَابِلٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَعِيدٌ لَمَّا انْهَزَمَ أَصْحَابُ ابْنِ الْأَشْعَثِ مِنْ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ هَرَبَ فَلَحِقَ بِمَكَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ -[264]- حَائِنًا , إِنَّهُ فَعَلَ مَا فَعَلَ ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ يَوْمَ أُخِذَ: «§وَشَى بِي وَاشٍ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ أَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ الَّذِي أَخَذَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ وَكَانَ وَالِي الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ فَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُقَيَّدًا وَرَأَيْتُهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مُقَيَّدِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَوْتَ الْقُيُودِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَصْحَابُهُمَا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: §اقْطَعُوا عَلَيْهِمُ الطَّوَافَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ , قَالَ: فَبَكَى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: لِمَا أَصَابَكَ. قَالَ: فَلَا تَبْكِ §كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ هَذَا ثُمَّ قَرَأَ {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ حِينَ أُتِيَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَهُ ضَفْرَانِ فَكَلَّمَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: يَا حَرَسِيُّ انْطَلِقْ بِهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ فَقَالَ: دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَتَوَجَّهْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا يَقُولُ لَكَ؟ قَالَ: §قَالَ: دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَالَ: لَا إِلَّا إِلَى الْمَشْرِقِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: {أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ثُمَّ مَدَّ عُنُقَهُ فَضَرَبَهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ سُوَيْدٍ، يُحَدِّثُ وَكَانَ فِي حِجْرِ الْحَجَّاجِ وَكَانَ أَبُوهُ أَوْصَى إِلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: بَعَثَنِي الْحَجَّاجُ فِي حَاجَةٍ فَقِيلَ: قَدْ جِيءَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَرَجَعْتُ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ بِهِ فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِ الْحَجَّاجِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: يَا سَعِيدُ أَلَمْ أَسْتَعْمِلْكَ أَلَمْ أُشْرِكْكَ فِي أَمَانَتِي؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: حَتَّى §ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُخَلِّي سَبِيلَهُ قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ خَرَجْتَ عَلَيَّ. قَالَ: عُزِمَ عَلَيَّ، قَالَ: فَطَارَ الْحَجَّاجُ شِقَّتَيْنِ غَضَبًا قَالَ: هِيهِ أَفَرَأَيْتَ لِعَزِيمَةِ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ عَلَيْكَ حَقًّا وَلَمْ تَرَ لِلَّهِ وَلَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ حَقًّا. اضْرِبَا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ قَالَ: فَنَدَرَ رَأْسُهُ فِي قَلَنْسِيَّةٍ بَيْضَاءَ لَاطِيَّةٍ كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: " §لَمَّا قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَنَدَرَ رَأْسُهُ هَلَّلَ ثَلَاثًا مَرَّةٌ يُفْصِحُ بِهَا , وَفِي الثِّنْتَيْنِ يَقُولُ: مِثْلَ ذَلِكَ فَلَا يُفْصِحُ بِهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: " كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ: يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ وَهُمْ يُقَاتِلُونَ: قَاتِلُوهُمْ عَلَى جَوْرِهِمْ فِي الْحُكْمِ , وَخُرُوجِهِمْ مِنَ الدِّينِ وَتَجَبُّرِهِمْ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ , وَإِمَاتَتِهِمُ الصَّلَاةَ وَاسْتِذْلَالِهِمُ الْمُسْلِمِينَ , فَلَمَّا انْهَزَمَ أَهْلُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ لَحِقَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ , فَأَخَذَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَحَمَلَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ وَكَانَ كَرِيُّهُمْ زَيْدَ بْنَ مَسْرُوقٍ. أَحَدُ بَنِي ضُبَارَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ قَالَ: فَأَدْخَلَهُ عَلَى الْحَجَّاجِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَوْسَطَ فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْعِرَاقَ فَأَكْرَمْتُكَ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ صَنَعَهَا بِهِ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ عَلَيَّ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ الْأَشْعَثِ بَيْعَةٌ فِي عُنُقِي وَعُزِمَ عَلَيَّ , فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ: §رَأَيْتَ لِعَدُوِّ اللَّهِ عَزْمَةً لَمْ تَرَهَا لِلَّهِ وَلَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا لِي وَاللَّهِ لَا أَرْفَعُ قَدَمَيَّ حَتَّى أَقَتُلَكَ وَأُعْجِلَكَ إِلَى النَّارِ ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ فَقَامَ مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ وَمَعَهُ سَيْفٌ حَنَفِيٌّ عَرِيضٌ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: الْعَجَبُ

مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ وَأَمَرَ بِقِتَالِهِ ثُمَّ هَرَبَ فَأَتَى مَكَّةَ فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ قَتْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَكَانَ يَوْمَئِذِ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ أَوْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، " أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ذُكِرَ لَهُ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ شَهَّرَ نَفْسَهُ. وَقَالَ أَحَدُهُمَا: قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَالَ: §يَرْحَمُهُ اللَّهُ مَا خَلَّفَ مِثْلَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: «§لَقَدْ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ رَجُلٌ إِلَّا يَحْتَاجُ إِلَى سَعِيدٍ»

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ وِقَاءَ بْنِ إِيَاسَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَزْرَةَ يَخْتَلِفُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَعَهُ التَّفْسِيرُ فِي كِتَابٍ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ يُغَيِّرُ»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ أَنْ يَتَكَفَّأَ الرَّجُلُ فِي صَلَاتِهِ , قَالَ: §وَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ يُصَلِّي إِلَّا كَأَنَّهُ وَتَدٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: " لَمَّا أَمَرَ الْحَجَّاجُ بِقَتْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: §دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ -[267]- عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: §لَقَدْ رَأَيْتُهُ يُزَاحِمُنِي عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي الْحَجَّاجَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ فِطْرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ فِطْرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ شَدِيدَ بَيَاضِ اللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: " سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ الْخِضَابِ بِالْوَسْمَةِ فَكَرِهَهُ وَقَالَ: §يَكْسُو اللَّهُ الْعَبْدَ النُّورَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يُطْفِئُهُ بِالسَّوَادِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عِمَامَةً بَيْضَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ مُوسَى بْنِ نَافِعٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي بُرْنُسِهِ لَا يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ مُوسَى بْنُ نَافِعٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَسْدِلُ فِي التَّطَوُّعِ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ شُقَّتَانِ مُلَفَّفَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عِمَامَةً بَيْضَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §إِنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ كَانَ يُحْرِمُ فِي الطَّيْلَسَانِ الْمُدَبَّجِ. قَالَ عُمَرُ: وَكَانَ أَبِي يُحْرِمُ فِي الطَّيْلَسَانِ الْمُدَبَّجِ "

أبو بردة بن أبي موسى الأشعري واسمه عامر بن عبد الله بن قيس

§أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ فَجِئْتُهُ فَسَأَلَنِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَرَحَّبَ بِي فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لِأَسْأَلَكَ وَأَتَعَلَّمَ مِنْكَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّكُمْ بِأَرْضِ تُجَّارٍ §فَإِذَا كَانَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مَالٌ فَأَهْدَى لَكَ حَمْلَةً مِنْ تِبْنٍ فَلَا تَقْبَلْهَا فَإِنَّهَا رِبًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، قَالَ: §قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ فَقَالَ: أَلَا تَدْخُلُ بَيْتًا دَخَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَتُصَلِّي فِي بَيْتٍ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَنُطْعِمُكَ تَمْرًا وَسَوِيقًا؟ قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: يَا ابْنَ أَخٍ إِنَّكَ بِأَرْضٍ الرِّبَا بِهَا فَاشٍ خَفِيٌّ أَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ إِذَا أَقْرَضَ قَرْضًا فَحَلَّ جَاءَ صَاحِبُهُ مَعَهُ بِالْحَامِلَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَالْحَامِلَةِ مِنَ الْعَلَفِ وَذَلِكَ هُوَ الرِّبَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: §كَانَ أَبُو وَائِلٍ وَأَبُو بُرْدَةَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدْ وَلِي أَبُو بُرْدَةَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ شُرَيْحٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُرْدَانَيَّةَ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا بُرْدَةَ رَاكِبًا عَلَى رَاحِلَةٍ وَمُصْحَفٌ مُعَلَّقٌ مُقَدَّمَ الرَّاحِلَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي غَنَّامُ بْنُ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى §حَضَرَ جِنَازَةَ مَوْلًى مَاتَ فِينَا فَقَدَّمَ عَلَيْهِ إِمَامَ الْحَيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ , -[269]- وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ أَبُو بُرْدَةَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ

وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَسَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: §مَاتَ أَبُو بُرْدَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ

وأخوه موسى بن أبي موسى الأشعري وأمه أم كلثوم بنت الفضل بن عباس بن عبد المطلب وقد روى موسى، عن أبيه

§وَأَخُوهُ مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ رَوَى مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ

وأخوهما أبو بكر بن أبي موسى الأشعري وهو اسمه، وروى عن أبيه وغيره، وكان قليل الحديث يستضعف ومات في ولاية خالد بن عبد الله وكان أكبر من أبي بردة

§وَأَخُوهُمَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَهُوَ اسْمُهُ، وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ يُسْتَضْعَفُ وَمَاتَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، ويكنى أبا يعفور روى عن أبيه

§عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا يَعْفُورٍ رَوَى عَنْ أَبِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الْمَازِنِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ خَيْرَ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ

العقار بن المغيرة بن شعبة الثقفي وقد روى عن أبيه أيضا

§الْعَقَّارُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ أَيْضًا

يعفور بن المغيرة بن شعبة الثقفي وقد روى عن أبيه أيضا

§يَعْفُورُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ أَيْضًا

حمزة بن المغيرة بن شعبة الثقفي وقد روى عنه أيضا

§حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا

إبراهيم النخعي وهو إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج ويكنى أبا عمران وكان أعور

§إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجٍ وَيُكْنَى أَبَا عِمْرَانَ وَكَانَ أَعْوَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَوْمًا: §إِنِّي لَأَحْسَبُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي تَذْكُرُونَ فَتًى كَانَ يُجَالِسُنَا فِيمَا أَعْلَمُ عِنْدَ مَسْرُوقٍ كَأَنَّهُ لَيْسَ مَعَنَا وَهُوَ مَعَنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: وَصَفْتُ إِبْرَاهِيمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: لَعَلَّهُ §ذَلِكَ الْفَتَى الْأَعْوَرُ الَّذِي كَانَ يُجَالِسُنَا عِنْدَ عَلْقَمَةَ هُوَ فِي الْقَوْمِ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ

قَالَ أَبُو قَطَنٍ: وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ مَنْصُورٌ: §لَأَنْ أَكُونَ كَتَبْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُسْتَفْتَى فَيَقُولُ: أَتَسْتَفْتُونِي وَفِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رُبَّمَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، يَعْجَبُ يَقُولُ: §احْتِيجَ إِلَيَّ، احْتِيجَ إِلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ: كُنَّا §نَأْتِي شَقِيقًا وَنَأْتِي ذَا وَنَأْتِي ذَا وَلَا نَرَى أَنَّ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §مَا ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ حَدِيثًا قَطُّ إِلَّا زَادَنِي فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: §مَا سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَرَفْتُ فِيهِ الْكَرَاهِيَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: كُنَّا §نَهَابُ إِبْرَاهِيمَ هَيْبَةَ الْأَمِيرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ، يَقُولُ: §مَا بِالْكُوفَةِ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَخَيْثَمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنِّي أَجِيئُكَ وَقَدْ جَمَعْتُ مَسَائِلَ فَكَأَنَّمَا تَخَلَّسَهَا اللَّهُ مِنِّي , وَأَرَاكَ تَكْرَهُ الْكِتَابَ فَقَالَ: إِنَّهُ §قَلَّ مَا كَتَبَ إِنْسَانٌ كِتَابًا إِلَّا اتَّكَلَ عَلَيْهِ وَقَلَّ مَا طَلَبَ إِنْسَانٌ عِلْمًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ مِنْهُ مَا يَكْفِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ عَائِشَةُ فَيَرَى عَلَيْهَنَّ ثِيَابًا حُمُرًا فَقَالَ أَيُّوبُ لِأَبِي مَعْشَرٍ: وَكَيْفَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ؟ قَالَ: كَانَ يَحُجُّ مَعَ عَمِّهِ وَخَالِهِ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ §قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ , قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَائِشَةَ إِخَاءٌ وَوُدٌّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: §مَا وَجَدْتَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَحَدًا تَسْأَلُهُ غَيْرِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ لِأَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: §مَا وَجَدْتَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَحَدًا تَسْأَلُهُ غَيْرِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: «§كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ بِالْمَعَانِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: " أَلَا تُحَدِّثُنَا؟ فَقَالَ: §تُرِيدُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ فُلَانٍ ائْتِ مَسْجِدَ الْحَيِّ فَإِنْ جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ فَسَتَسْمَعُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: " §إِذَا حَدَّثْتَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَسْنِدْ قَالَ: إِذَا قُلْتُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَإِذَا قُلْتُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ فَحَدَّثَنِي فُلَانٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: " يَا أَبَا عِمْرَانَ أَمَا بَلَغَكَ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُحَدِّثُنَا؟ قَالَ: بَلَى §وَلَكِنْ أَقُولُ: قَالَ عُمَرُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَالَ عَلْقَمَةُ: وَقَالَ الْأَسْوَدُ: أَجِدُ ذَاكَ أَهْوَنَ عَلَيَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ حَمَّادٌ قَالَ: فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ وَمَعَهُ أَطْرَافٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: §إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ قَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: " كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا جَاءَهُ إِنْسَانٌ يَسْتَفْتِيهِ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلْ أَبَا رَزِينٍ ثُمَّ ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي مَا رَدَّ عَلَيْكَ قَالَ: وَكَانَ أَبُو رَزِينٍ مَعَهُ فِي الدَّارِ قَالَ: وَكَانَ أَيْضًا إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: §ائْتِ إِبْرَاهِيمَ فَسَلْهُ ثُمَّ ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي مَا قَالَ لَكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، «§أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى السَّارِيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ غُلَامًا مَحْلُوقًا يُمْسِكُ لِعَلْقَمَةَ بِالرِّكَابِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: " §سَأَلْتُ الْأَعْمَشَ كَمْ كَانَ يَجْتَمِعُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَرْبَعَةٌ , خَمْسَةٌ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا رَأَيْتُ عِنْدَ حَبِيبٍ عَشَرَةً وَمَا رَأَيْتُ اثْنَيْنِ يَسْأَلَانِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ لِي خَيْثَمَةُ: تَذْهَبُ أَنْتَ وَإِبْرَاهِيمُ فَتَجْلِسُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ فَيَجْلِسُ إِلَيْكُمُ الْعَرِّيفُ وَالشُّرَطِيُّ فَذَكَرْتُهُ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: §نَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ فَيَجْلِسُ إِلَيْنَا الْعَرِّيفُ وَالشُّرَطِيُّ أَحَبُّ مِنْ أَنْ نَعْتَزِلَ فَيَرْمِينَا النَّاسُ بِرَأْيٍ يَهْوِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «§مَا خَاصَمْتُ رَجُلًا قَطُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: «جَلَسْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ §فَذَكَرَ الْمُرْجِئَةَ , فَقَالَ فِيهِمْ قَوْلًا غَيْرُهُ أَحْسَنُ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§إِيَّاكُمْ وَأَهْلَ هَذَا الرَّأْيِ الْمُحْدَثِ» يَعْنِي الْمُرْجِئَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحِلًّا، يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§الْإِرْجَاءُ بِدْعَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحِلٌّ، قَالَ: " كَانَ -[274]- رَجُلٌ يُجَالِسُ إِبْرَاهِيمَ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ. §فَبَلَغَ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فِي الْإِرْجَاءِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: لَا تُجَالِسْنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ الصَّائِغُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§تَرَكُوا هَذَا الدِّينَ أَرَقَّ مِنَ الثَّوْبِ السَّابِرِيِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحِلٌّ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَنَا مُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: §إِذَا سَأَلُوكُمْ فَقُولُوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [البقرة: 136] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ قَالَ: قَالَ لَنَا إِبْرَاهِيمُ: §لَا تُجَالِسُوهُمْ يَعْنِي الْمُرْجِئَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§لَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْمُرْجِئَةِ أَخْوَفُ عَلَيْهِمْ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْأَزَارِقَةِ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ، أَنَّهُ " كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ قَالَ: فَكَلَّمُوهُ فَغَضِبَ , وَقَالَ: §إِنْ كَانَ هَذَا كَلَامَكُمْ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَمْسَحُوا إِلَّا عَلَى ظُفُرٍ مَا غَسَلْتُهُ الْتِمَاسَ الْفَضْلِ , §وَحَسْبُنَا مِنْ إِزْرَاءٍ عَلَى قَوْمٍ أَنْ نَسْأَلَ عَنْ فِقْهِهِمْ وَنُخَالِفَ أَمْرَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: " ذُكِرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْجِئَةُ فَقَالَ: وَاللَّهِ §إِنَّهُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " §مَنْ رَغِبَ عَنِ الْمَسْحِ فَقَدْ رَغِبَ عَنِ -[275]- السُّنَّةِ، وَلَا أَعْلَمُ ذَلِكَ إِلَّا مِنَ الشَّيْطَانِ قَالَ فُضَيْلٌ: يَعْنِي تَرْكَهُ الْمَسْحَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§مِنْ رَغِبَ عَنِ الْمَسْحِ فَقَدْ رَغِبَ عَنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: " آتِيكَ فَأَعْرِضُ عَلَيْكَ قَالَ: §إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ لِشَيْءٍ كَذَا وَهُوَ كَذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: «§كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَعَطَاءٌ لَا يَتَكَلَّمَانِ حَتَّى يُسْأَلَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي الْمِنْجَابِ الْبَصْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ فَيَسْمَعُ قَوْمًا يَذْكُرُونَ أَمْرَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فَقَالَ: أَنَا أَتَعَلَّمُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَأَرَى النَّاسَ مُخْتَلِفَيْنِ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ , فَسَأَلَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: §مَا أَنَا بِسَبَلِيٍّ وَلَا مُرْجِئٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ: عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: §أَمَا إِنَّ عَلِيًّا لَوْ سَمِعَ كَلَامَكَ لَأَوْجَعَ ظَهْرَكَ , إِذَا كُنْتُمْ تُجَالِسُونَنَا بِهَذَا فَلَا تُجَالِسُونَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُثْمَانَ §وَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَنَاوَلَ عُثْمَانَ بِسُوءٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، جَمِيعًا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ -[276]- إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ إِذَا قَامَ سَلَّمَ , فَإِنْ سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ أَعَادَ السَّلَامَ فَيَخْتِمُ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي هُنَيْدَةُ امْرَأَةُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، §كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ، قَالَ: " كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِهِ تَمْرٌ , فَإِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ قَالَ: §قَرِّبُوا لَنَا تَمْرًا , وَإِنْ جَاءَ سَائِلٌ أَعْطَاهُ تَمْرًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي الْيَمَامِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - قَالَ أَبُو الْأَشْعَثِ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ: وَأُرَاهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ - إِذَا أَخَذَ النَّاسُ مَنَامَهُمْ لَبِسَ حُلَّةَ طَرَائِفَ وَتَطَيَّبَ ثُمَّ §لَا يَبْرَحُ مَسْجِدَهُ حَتَّى يُصْبِحَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَإِذَا أَصْبَحَ نَزَعَ تِلْكَ وَلَبِسَ غَيْرَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، §أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَجْلِسُ عَنِ الْعِيدَيْنِ، وَالْجُمُعَةِ، وَهُوَ خَائِفٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ فُضَيْلٍ، قَالَ: §اسْتَأْذَنْتُ لِحَمَّادٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ فِي بَيْتِ أَبِي مَعْشَرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَشَجُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §مَا بِهَا عَرِّيفٌ إِلَّا كَافِرٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عِمْرَانَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي فَرَأَيْتُ أَنَّهَ كَرِهَهُ كَرَاهِيَةً شَدِيدَةً حَتَّى رَأَيْتُنَا عَرَفْنَا كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ أَوْ حَتَّى عَرَفْتُ كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي. قَالَ: §لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ قَالَ: فَتَنَحَّى الرَّجُلُ نَاحِيَةً -[277]- فَجَلَسَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: أَدْخَلَكَ اللَّهُ مَدْخَلَ حُذَيْفَةَ أَقَدْ رَضِيتَ الْآنَ؟ قَالَ: وَيَأْتِي أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ كَأَنَّهُ قَدْ أَحْصَى شَأْنَهُ , كَأَنَّهُ كَأَنَّهُ , فَذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ السُّنَّةَ فَرَغَّبَ فِيهَا وَذَكَرَ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ فَكَرِهَهُ وَقَالَ فِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: §كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَأْتِي السُّلْطَانَ فَيَسْأَلُهُمُ الْجَوَائِزَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ أَوْ أَحَدِهِمَا §أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَرَجَ إِلَى ابْنِ الْأَشْتَرِ فَأَجَازَهُ فَقَبِلَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زُهَيْرٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى أَبِي وَهُوَ عَلَى حُلْوَانَ §فَحَمَلَهُ عَلَى بِرْذَوْنٍ وَكَسَاهُ أَثْوَابًا وَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَبِلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: أَهْدَى نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ دَنًّا مِنْ طِلَاءٍ فَقَبَّلَهُ §فَوَجَدَهُ شَدِيدَ الْحَلَاوَةِ فَطَبَخَهُ وَجَعَلَهُ نَبِيذًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُحَسِّنُ صَوْتَهُ وَلَا يُرَجِّعُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ خَادِمَهُ قَالَ: §أَحْمَدُ اللَّهَ لَأَضْرِبَنَّكَ فَيَدْعُو بِالسَّوْطِ ثُمَّ يَقُولُ: ابْسُطْ فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً كَذَاكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: §إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى خُلُقٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْهُ حَتَّى يَمُوتَ قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ لِصَاحِبِ الْأَرْبَعِينَ احْتَفِظْ بِنَفْسِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ -[278]-، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ أَبْصَرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ رَجُلًا قَدْ حَلَّ زِرَّهُ وَرَجُلًا مَضْفُورًا شَعْرُهُ , فَقَالَ فَرْقَدٌ: يَا أَبَا عِمْرَانَ أَلَا تَنْهَى هَذَا عَنْ حَلِّ أَزْرَارِهِ وَهَذَا عَنْ ضَفْرِ شَعْرِهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا أَدْرِي أَجَفَاءُ بَنِي أَسَدٍ غَلَبَ عَلَيْكَ أَوْ غِلَظُ بَنِي تَمِيمٍ , §أَمَّا هَذَا فَوَجَدَ الْحَرَّ فَحَلَّ زِرَّهُ، وَأَمَّا هَذَا فَيُرْخِي شَعْرَهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ فَرْقَدٌ: يَا أَبَا عِمْرَانَ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُهْتَمٌّ لِضَرِيبَتِي وَهِيَ سِتَّةُ دَرَاهِمَ , وَقَدْ هَلَّ الْهِلَالُ وَلَيْسَتْ عِنْدِي فَدَعَوْتُ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ إِذَا أَنَا بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُهَا فَإِذَا هِيَ سِتَّةٌ لَا تَزِيدُ وَلَا تَنْقُصُ فَقَالَ: §تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: §كَانَ يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ إِذَا رُزِقَ فِي شَيْءٍ أَنْ يَرْغَبَ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْءَ يَحْمِلُهُ يَقُولُ: §إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ الْأَجْرَ يَعْنِي فِي حَمْلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، §عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا كَرِهَا الْجَمَاجِمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: §سَمِعْتُ صَوْتَ جَلَاجِلَ فِي بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ يُسْأَلُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَوْ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ -[279]-، عَنْ خَلَفٍ، عَمَّنْ يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §مَا قَرَأْتُ هَذِهِ الْآيَةَ قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ الْمَاءَ الْبَارِدَ {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54]

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §رُبَّمَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِينَا فَيَمْكُثُ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ كَأَنَّهُ مَرِيضٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §لَوْ كُنْتُ مُسْتَحِلًّا قِتَالَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لَاسْتَحْلَلْتُ قِتَالَ هَؤُلَاءِ الْخَشَبِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُعْرِضًا عَنِ الْإِمَامِ. قَالَ: §وَكَانَ إِذَا لَمْ يَسْمَعِ الْخُطْبَةَ سَبَّحَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَيْهَسٌ أَبُو حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَهْشَلٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَنَّ النَّخَعِيَّ مَرَّ بِقَوْمٍ فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ فَأَنْكَرَ الْقَوْمُ ذَلِكَ فَرَجَعَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا أَبَا عِمْرَانَ مَرَرْتَ بِنَا وَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْنَا؟ قَالَ: §إِنِّي رَأَيْتُكُمْ مَشَاغِيلَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوثِمَكُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ لَعْنَ الْحَجَّاجِ أَوْ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ فَقَالَ: §أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ، شَيْخٌ يَكُونُ فِي مُحَارِبٍ قَالَ: §سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَسُبُّ الْحَجَّاجَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَفَى بِهِ عَمًى أَنْ يَعْمَى الرَّجُلُ عَنْ أَمْرِ الْحَجَّاجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ بَعَثَ إِلَى الْخَوَارِجِ يَدْعُوهُمْ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: §إِلَى مَنْ تَدْعُوهُمْ؟ إِلَى الْحَجَّاجِ؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: §بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيمَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ فَسَجَدَ قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ حَتَّى رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: كَانَ مَكْتَبُ إِبْرَاهِيمَ بِرَاذَانَ وَكَانَ عَلَى تِلْكِ النَّاحِيَةِ أَبِي حَوْشَبُ بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: فَاسْتَأْذَنَهُ الْجُنْدُ إِلَى عِيَالِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَجَّلَهُمْ أَجَلًا وَقَالَ: مَنْ غَابَ أَكْثَرَ مِنَ الْأَجَلِ ضَرَبْتُهُ لِكُلِّ يَوْمٍ سَوْطًا قَالَ: فَقُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: أَقِمْ أَنْتَ مَا شِئْتَ فَلَيْسَ عَلَيْكَ مَكْرُوهٌ فَأَقَامَ بَعْدَ الْأَجَلِ عِشْرِينَ يَوْمًا , وَعَرَضَ أَبِي النَّاسَ وَقَدْ وَقَّعَ عَلَى اسْمِ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا غَابَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُمْ حَتَّى دَعَا إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا هُوَ قَدْ غَابَ عِشْرِينَ يَوْمًا بَعْدَ الْأَجَلِ فَأَمَرَ بِهِ فَقُمْنَا إِلَيْهِ وَنَحْنُ عَشَرَةُ إِخْوَةٍ فَقَالَ لَنَا: مَنْ كَانَتْ أُمُّهُ حُرَّةً فَهِيَ طَالِقٌ، §وَمَنْ كَانَتْ أُمُّهُ أَمَةً فَهِيَ حُرَّةٌ إِنْ لَمْ تَجْلِسُوا وَلَا تَكَلَّمُوا حَتَّى أُنْفِذَ فِيهِ أَمْرِي كَمَا أَنْفَذْتُهُ فِي غَيْرِهِ فَجَلَسْنَا حَتَّى ضَرَبَهُ عِشْرِينَ سَوْطًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُحِلٍّ، قَالَ: §رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُصَلِّي فِي مُسْتُقَةٍ لَا يُخْرِجُ يَدَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كُمَّةَ ثَعَالِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ الْقَصَّابِ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَلَنْسُوَةً مِنْ طَيَالِسَةٍ فِي مُقَدَّمِهَا جِلْدُ ثَعْلَبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي -[281]- زِيَادٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ أَوْ مُبَطَّنَةً بِثَعَالِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قُلَيْسِيَةَ ثَعَالِبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَلَنْسُوَةً مَكْفُوفَةً بِثَعَالِبَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مُسْتُقَةَ فِرَاءٍ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفِرَاءِ فَقَالَ: §دِبَاغُهَا طَهُورُهَا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ §وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَرَأَيْتُ ثِيَابًا حُمُرًا وَالْحِجَالُ حُمْرٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فِي صَيْفٍ قَطُّ إِلَّا وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ وَإِزَارٌ أَصْفَرُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيْرَ، قَالَ: §رَأَيْتُ لِإِبْرَاهِيمَ مُلَاءَتَيْنِ صَفْرَاوَيْنِ يَخْرُجُ فِيهِمَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ , وَيُجَمِّعُ فِيهِمَا , وَحَمْرَاءُ يُصَلِّي بِنَا فِيهَا هَاهُنَا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَمِيصًا صَفِيقًا وَثَوْبَيْنِ قَدْ صُبِغَا بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً قَدْ كَانَتْ مَرَّةً حَمْرَاءَ قَدْ غُسِلَتْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أُكَيْلٍ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فِي صَيْفٍ قَطُّ إِلَّا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ وَإِزَارٌ أَصْفَرُ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مُعَصْفَرَةً. قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَيْسَ لَهَا عَيْنٌ وَلَا صِقَالٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً مُتَوَشِّحًا بِهَا وَعَلَيْهِ طَيْلَسَانٌ مُتَفَضِّلٌ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ إِمَامٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ أَنَّهُ §رَأَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ طَيْلَسَانًا مُدَبَّجًا

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ النَّخَعِ قَالَ: §رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ فِي الشِّتَاءِ فِي كِسَائِهِ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَمَّنَا الْحَكَمُ فِي قَمِيصٍ , قُلْنَا: الْكِبْرُ يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِذَا كَانَ صَفِيقًا فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ , §كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَؤُمُّنَا فِي قَمِيصٍ وَمِلْحَفَةٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَعْتَمُّ وَيُرْخِي ذَنَبَهَا خَلْفَهُ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَاتَمَ حَدِيدٍ فِي شِمَالِهِ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: §سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ , وَإِبْرَاهِيمُ عِنْدَهُ كَأَنَّهُ حَزَوَّرٌ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: §مَا هَذَا الْمِرَاءُ الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ؟

قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: §لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيمُ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ قَدْ ذَهَبَ عَيْنُهَا يَعْنِي صِقَالَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، §عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ أَرْخَى الْعِمَامَةَ مِنْ وَرَائِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: §رَأَيْتُ فِيَ يَدِ إِبْرَاهِيمَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §كَانَ خَاتَمُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ حَدِيدٍ فِي شِمَالِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §كَانَ خَاتَمُ إِبْرَاهِيمَ فِي شِمَالِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ إِبْرَاهِيمَ ذُبَابٌ لِلَّهِ وَنَحْنُ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، قَالَ: أَوْصَى إِلَيَّ إِبْرَاهِيمُ وَكَانَ لِامْرَأَتِهِ الْأُولَى عِنْدَهُ شَيْءٌ , فَأَمَرَنِي أَنْ أُعْطِيَهُ وَرَثَتَهَا فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا وَهَبَتْهُ لَكَ؟ قَالَ: §إِنَّهَا وَهَبَتْهُ لِي وَهِيَ مَرِيضَةٌ , فَأَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَى وَرَثَتِهَا فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَبَكَى , فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عِمْرَانَ؟ فَقَالَ: §مَا أَبْكِي جَزَعًا عَلَى الدُّنْيَا , وَلَكِنَّ ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ قَالَ: فَجِئْتُ مِنَ الْغَدِ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ , وَإِذَا امْرَأَتُهُ قَدْ أَخْرَجَتْهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى الصُّفَّةِ وَهِيَ تَبْكِيهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ أَتَيْنَا مَنْزِلَهُ فَقُلْنَا: بِأَيِّ شَيْءٍ أَوْصَى؟ قَالُوا: أَوْصَى أَنْ §لَا تَجْعَلُوا فِي قَبْرِي لَبِنًا عَرْزَمَيًّا , وَالْحَدُوا لِي لَحْدًا وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُمَّيٍّ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ أَوْصَى قَالَ: §إِذَا كُنْتُمْ أَرْبَعَةً فَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: §دَفَنَّا إِبْرَاهِيمَ لَيْلًا وَنَحْنُ خَائِفُونَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّعْبِيَّ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لِي: أَكُنْتَ فِيمَنْ شَهِدَ دَفْنَ إِبْرَاهِيمَ؟ فَالْتَوَيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ §مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: بِالْكُوفَةِ. قَالَ: لَا بِالْكُوفَةِ , وَلَا بِالْبَصْرَةِ , وَلَا بِالشَّامِ وَلَا بِكَذَا وَلَا بِكَذَا زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَلَا بِالْحِجَازِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: أَخْبَرْتُ الشَّعْبِيَّ بِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ §أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْلُفْ خَلْفَهُ مِثْلُهُ. قَالَ: وَهُوَ مَيِّتًا أَفْقُهُ مِنْهُ حَيًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §إِبْرَاهِيمُ مَيِّتًا أَفْقُهُ مِنْهُ حَيًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: §أَتَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ نَحْوُ الْخَمْسِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْخَمْسِينَ. وَبَلَغَنِي أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ كَانَ يَقُولُ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَأَلْتُ ابْنَ بِنْتِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِهِ فَقَالَ: بَعْدَ الْحَجَّاجِ بِأَشْهُرٍ أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَأَنَّهُ مَاتَ أَوَّلَ سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ

إبراهيم التيمي وهو ابن يزيد بن شريك من تيم الرباب ويكنى أبا أسماء

§إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ وَيُكْنَى أَبَا أَسْمَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ , §وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَرَأَيْتُ ثِيَابًا حُمُرًا وَالْحِجَالَ الْحُمْرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ سَبَبُ حَبْسِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ الْحَجَّاجَ طَلَبَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَجَاءَ الَّذِي طَلَبَهُ فَقَالَ: أُرِيدُ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: أَنَا إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَدُلَّهُ عَلَيْهِ فَأَتَى بِهِ الْحَجَّاجَ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ فِي الدِّيمَاسِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ظِلٌّ مِنَ الشَّمْسِ وَلَا كِنٌّ مِنَ الْبَرْدِ , وَكَانَ كُلُّ اثْنَيْنِ فِي سِلْسِلَةٍ , فَتَغَيَّرَ إِبْرَاهِيمُ فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فِي الْحَبْسِ فَلَمْ تَعْرِفْهُ , حَتَّى كَلَّمَهَا فَمَاتَ فِي السِّجْنِ فَرَأَى الْحَجَّاجُ فِي مَنَامِهِ قَائِلًا يَقُولُ: مَاتَ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةِ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: هَلْ مَاتَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ بِوَاسِطَ؟ قَالُوا: نَعَمْ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَاتَ فِي السِّجْنِ فَقَالَ: §حُلْمٌ , نَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَأَمَرَ بِهِ فَأُلْقِيَ عَلَى الْكُنَاسَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: §مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خِفْتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّمَا حَمَلَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَلَى الْقَصَصِ أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَقْسِمُ رَيْحَانًا فَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَقَالَ: §الرَّيْحَانُ رِيحُهُ طَيِّبٌ وَطَعْمُهُ مُرٌّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ فَقَالَ: §إِنِّي أَحْسَبُهُ يَطْلُبُ بِقَصَصِهِ وَجْهَ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ انْفَلَتَ كَفَافًا لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: §لَمَّا قَصَّ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَخْرَجَهُ أَبُوهُ يَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي قَمِيصٌ مِنْ قُطْنٍ كُمَّاهُ إِلَى كَفَّيْهِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ لَوْ لَبِسْتَ قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَأَصَبْتُ آلَافًا فَمَا أَكْبَرْتُ بِهَا فَرَحًا , وَلَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْكَرَّةِ إِلَيْهَا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ لُقْمَةٍ طَيَّبَةٍ أَكَلْتُهَا فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ. سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: §إِنَّ ذَا الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ

خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة واسمه يزيد بن مالك بن عبد الله بن الذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج

§خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ مُرَّانَ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ أَبِي سَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " §اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ -[287]-، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: وُلِدَ لِجَدِّي غُلَامٌ فَسَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَقَالَ: «مَا سَمَّيْتَهُ؟» قَالَ: عَزِيزًا , قَالَ: «§بَلْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» . قَالَ خَيْثَمَةَ: فَهُوَ أَبِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §كَانَ أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §وُلِدَ لِلْمُسَيِّبِ ابْنٌ قَالَ: فَاشْتَرَى لَهُ خَيْثَمَةُ ظِئْرًا فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ، قَالَ: عُدْتُ خَيْثَمَةَ وَكَانَ أَعْجَبَ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَخَيْثَمَةَ , فَقَامُوا وَقُمْتُ , فَقَالَ: §وَأَنْتَ أَيْضًا فَأَخَذَ يَدِي فَقَبَّلَهَا فَقَبَّلْتُ يَدَهُ فَقَالَ مَالِكٌ: وَفَعَلَهُ بِي طَلْحَةُ وَفَعَلْتُهُ بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ §فِي جِنَازَةِ خَيْثَمَةَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ يَقُولُ: وَاحُزْنَاهُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا وَرَوَى خَيْثَمَةُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ سَمَاعًا

قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ §أَدْرَكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيَّرَ شَيْئًا

تميم بن سلمة الخزاعي توفي سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز وقد روى عنه الأعمش وكان ثقة وله أحاديث

§تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

عمارة بن عمير التيمي من تيم الله بن ثعلبة روى عنه الأعمش وتوفي عمارة في خلافة سليمان بن عبد الملك

§عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِيُّ مِنْ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ وَتُوُفِّيَ عُمَارَةُ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: لَقِيَ عُمَارَةُ رَجُلًا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي فَقَالَ: §أَعْرِفُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَجْلِسُ مَعَنَا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَمَعَهُ سِتُّونَ دِينَارًا , قَالَ: فَيَحُلُّ فَيُعْطِيهِ مِنْهَا ثَلَاثِينَ دِينَارًا

أبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز , روى عن مسروق وأصحاب عبد الله , وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو الضُّحَى مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ الْهَمْدَانِيُّ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , رَوَى عَنْ مَسْرُوقٍ وَأَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

تميم بن طرفة الطائي توفي في زمان الحجاج سنة أربع وتسعين , وكان ثقة قليل الحديث

§تَمِيمُ بْنُ طَرَفَةَ الطَّائِيُّ تُوُفِّيَ فِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حكيم بن جابر بن أبي طارق الأحمسي من بجيلة توفي في آخر ولاية الحجاج في خلافة الوليد بن عبد الملك , وكان ثقة قليل الحديث

§حَكِيمُ بْنُ جَابِرِ بْنِ أَبِي طَارِقٍ الْأَحْمَسِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ كَهْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ زُهَيْرٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ بِغَيْرِ إِذْنٍ , حَتَّى إِذَا كَانَ عَامَ احْتَلَمْتُ سَلَّمْتُ وَاسْتَأْذَنْتُ , فَعَرَفَتْ صَوْتِي , فَقَالَتْ هِيَ: يَا عُدَيَّ نَفْسِهِ فَعَلْتَهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا أُمَّتَاهُ قَالَتْ: ادْخُلْ أَيْ بُنَيَّ قَالَ: §فَأَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَبِي وَأَصْحَابِهِ فَأَخْبَرْتُهَا ثُمَّ سَأَلْتُهَا عَمَّا أَرْسَلُونِي بِهِ إِلَيْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا سَنَةَ احْتَلَمْتُ , فَأَتَيْتُهَا فَنَادَيْتُهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَقَالَتْ: §أَفَعَلْتَهَا أَيْ لُكَعُ. قُلْتُ: قَالَ أَبِي: مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ قَالَتْ: إِذَا الْتَقَتِ الْمَواسِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ §قُلْتُ: إِنَّهُ دِهْقَانٌ مِنْ دَهَاقِينِ الْعَرَبِ فِي لَبُوسِهِ وَتَعَطُّرِهِ وَمَرْكَبِهِ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ رَاكِبًا عَلَى بِرْذَوْنٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ يَجِيءُ عَلَى بِرْذَوْنٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ يَلْبَسُ الْخَزَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي غَنَّامُ بْنُ -[290]- طَلْقٍ، قَالَ: §كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وِلَادَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ قَلَّ مَا يَخْرُجُ إِلَى سَفَرٍ أَوْ يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا أَتَانَا حَتَّى يُسَلِّمَ عَلَيْنَا حِفَاظًا مِنْهُ لِتِلْكَ الْوِلَادَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْقَنْطَرَةِ فَكَانَ لَا يَمُرُّ عَلَى يَهُودِيٍّ وَلَا عَلَى نَصْرَانِيٍّ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: تُسَلِّمُ عَلَى هَؤُلَاءِ وَهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ؟ فَقَالَ: §إِنَّ السَّلَامَ سِيمَاءُ الْمُسْلِمِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي مُسْلِمٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ يَقُومُ بِنَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَكَانَ يَنْقَعُ رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ وَهُوَ صَائِمٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ فِي رَمَضَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ تَرْوِيحَةً وَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ بَيْنَ كُلِّ تَرْوِيحَتِينَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَيَقْرَأُ بِهِمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ قَالَ: §وَكَانَ يَقُومُ بِهِمْ لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَيَقُولُ: إِنَّهَا لَيْلَةُ عِيدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ إِذَا نَزَلَ بِئْرَ مَيْمُونٍ قَالَ: §أَنَا الْحَاجُّ ابْنُ الْحَاجِّ

عبد الله بن مرة الهمداني توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

سالم بن أبي الجعد الغطفاني مولى لهم

§سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيُّ مَوْلًى لَهُمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: كَانَ §سَالِمٌ إِذَا حَدَّثَ حَدَّثَ فَأَكْثَرَ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا حَدَّثَ جَزَمَ، فَقُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: فَقَالَ: إِنَّ سَالِمًا كَانَ يَكْتُبُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدَ، وَابْنَ نُضَيْلَةَ وَابْنَ مَعْقِلٍ §رَخَّصُوا لِسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَنْ يَبِيعَ وَلَاءَ مَوْلًى لَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ بِعَشَرَةِ آلَافٍ يَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى عِبَادَتِهِ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ سَالِمٌ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ إِحْدَى وَمِائَةٍ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: بَلْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

وأخوه عبيد بن أبي الجعد وقد روي عنه أيضا وكان قليل الحديث

§وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوهما عمران بن أبي الجعد وقد روي عنه

§وَأَخُوهُمَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

وأخوهم زياد بن أبي الجعد وقد روي عنه

§وَأَخُوهُمْ زِيَادُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

وأخوهم مسلم بن أبي الجعد وقد روي عنه , وقالوا: كان ستة بنين لأبي الجعد فكان اثنان منهم يتشيعان , واثنان مرجئان، واثنان يريان رأي الخوارج , قال: فكان أبوهم يقول لهم: أي بني لقد خالف الله بينكم

§وَأَخُوهُمْ -[292]- مُسْلِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ , وَقَالُوا: كَانَ سِتَّةُ بَنِينَ لِأَبِي الْجَعْدِ فَكَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ يَتَشَيَّعَانِ , وَاثْنَانِ مُرْجِئَانِ، وَاثْنَانِ يَرَيَانِ رَأْيَ الْخَوَارِجِ , قَالَ: فَكَانَ أَبُوهُمْ يَقُولُ لَهُمْ: أَيْ بَنِيَّ لَقَدْ خَالَفَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ

أبو البختري الطائي واسمه فيما ذكر علي بن عبد الله بن جعفر , سعيد بن أبي عمران وقال غيره: سعيد بن جبير وهو مولى لبني نبهان من طيئ

§أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ وَاسْمُهُ فِيمَا ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ , سَعِيدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ وَقَالَ غَيْرُهُ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي نَبْهَانَ مِنْ طَيِّئٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَاجِمِ أَرَادَ الْقُرَّاءُ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ , فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيٍّ: §لَا تَفْعَلُوا فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَشْعَثِ يَوْمَ الدُّجَيْلِ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ وَأَصْحَابَهُ، كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا سَمِعَ ثَنَاءً عَلَيْهِ عَرَضَ لَهُ عُجْبٌ فِي قَلْبِهِ ثَنَى مَنْكِبَيْهِ وَقَالَ: §خَشَعْتُ لِلَّهِ، وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: ثَنَى ظَهْرَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: §كَانَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ يَسْتَمِعُ النَّوْحَ وَيَبْكِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُصَلِّي فِي قَبَاءٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: لَمْ يُدْرِكْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ -[293]- عَلِيًّا وَلَمْ يَرَهُ

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: §سَأَلْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ عَنْ زَاذَانَ، فَقَالَ: أَكْثِرْ , قَالَ: وَسَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْهُ وَكَانَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ كَثِيرَ الْحَدِيثِ يُرْسِلُ حَدِيثَهُ وَيَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ كَبِيرِ أَحَدٍ فَمَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ سَمَاعًا فَهُوَ حَسَنٌ وَمَا كَانَ عَنْ فَهُوَ ضَعِيفٌ

ذر بن عبد الله بن زرارة بن معاوية بن عميرة بن منبه بن غالب بن وقش بن قاسم بن مرهبة من همدان وكان ذر من أبلغ الناس في القصص , وكان مرجئا وهو أبو عمر بن ذر , وكان فيمن خرج من القراء مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج بن يوسف

§ذَرُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ غَالِبِ بْنِ وَقْشِ بْنِ قَاسِمِ بْنِ مُرْهِبَةَ مِنْ هَمْدَانَ وَكَانَ ذَرٌّ مِنْ أَبْلَغِ النَّاسِ فِي الْقَصَصِ , وَكَانَ مُرْجِئًا وَهُوَ أَبُو عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ , وَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ الْقُرَّاءِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ: يَعْنِي الْمُلَائِيَّ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا فِي الْجَمَاجِمِ يَقُولُ: §هَلْ هِيَ إِلَّا بَرْدُ حَدِيدَةٍ بِيَدِ كَافِرٍ مَفْتُونٍ؟

المسيب بن رافع الأسدي

§الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ الْأَسَدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ دَعَاهُ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ , فَقَالَ: §مَا يَسُرُّنِي أَنِّي وُلِّيتُ الْقَضَاءَ وَأَنَّ لِي سَوَارِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا ذَهَبًا قَالُوا: وَتُوُفِّيَ الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ

ثابت بن عبيد الأنصاري لقي زيد بن ثابت , وقال: صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الركعتين , وكان ثقة كثير الحديث روى عنه الأعمش وغيره

§ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ , وَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ وَغَيْرُهُ

أبو حازم الأشجعي واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية , روى عن أبي هريرة وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز , وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ وَاسْمُهُ سَلْمَانُ مَوْلَى عَزَّةَ الْأَشْجَعِيَّةِ , رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

مري بن قطري روى عن عدي بن حاتم

§مُرَيُّ بْنُ قَطَرِيٍّ رَوَى عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

مالك بن الحارث السلمي وكان ثقة وله أحاديث صالحة روى عنه الأعمش

§مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ

يحيى بن الجزار مولى بجيلة

§يَحْيَى بْنُ الْجَزَّارِ مَوْلَى بَجِيلَةَ

قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: §كَانَ يَحْيَى بْنُ الْجَزَّارِ يَتَشَيَّعُ وَكَانَ يَغْلُو يَعْنِي فِي الْقَوْلِ قَالُوا: وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

الحسن العرني من بجيلة , وكان ثقة وله أحاديث

§الْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

قبيصة بن هلب بن يزيد بن عدي بن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخزم وروى قبيصة عن أبيه , وكان أبوه قد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه

§قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ قُنَافَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَخْزَمَ وَرَوَى قَبِيصَةُ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَسَمِعَ مِنْهُ

أبو مالك الغفاري صاحب التفسير وكان قليل الحديث

§أَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو صادق الأزدي واسمه عبد الله بن ناجذ ويقال: اسمه مسلم بن يزيد من أزد شنوءة

§أَبُو صَادِقٍ الْأَزْدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِذٍ وَيُقَالُ: اسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الصَّائِغُ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا صَادِقٍ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا صَادِقٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا صَادِقٍ يُصَلِّي فِي تُبَّانٍ وَقَطِيفَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: §رَأَيْتُ -[296]- أَبَا صَادِقٍ يَتَبَرَّزُ فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ تُبَّانًا

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ: يَعْنِي ابْنَ الْحَبْحَابِ، قَالَ: §كَانَ أَبُو صَادِقٍ لَا يَتَطَوَّعُ مِنَ السَّنَةِ بِصَوْمِ يَوْمٍ , وَلَا يُصَلِّي رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا , وَكَانَ بِهِ مِنَ الْوَرَعِ شَيْءٌ عَجِيبٌ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ

أبو صالح، واسمه باذام، ويقال: باذان مولى أم هانئ بنت أبي طالب وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس ورواه عن أبي صالح الكلبي محمد بن السائب وروى عن أبي صالح أيضا سماك بن حرب وإسماعيل بن أبي خالد

§أَبُو صَالِحٍ، وَاسْمُهُ بَاذَامُ، وَيُقَالُ: بَاذَانُ مَوْلَى أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْكَلْبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ وَرَوَى عَنْ أَبِي صَالِحٍ أَيْضًا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: §كَانَ أَبُو صَالِحٍ كَبِيرَ اللِّحْيَةِ وَكَانَ يُخَلِّلُهَا

يزيد بن البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري من بني حارثة من الأوس روى عن أبيه وروى عنه عدي بن ثابت

§يَزِيدُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَرَوَى عَنْهُ عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ

سويد بن البراء بن عازب روى عن أبيه وكان أميرا على عمان. وكان كخير الأمراء

§سُوَيْدُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى عُمَانَ. وَكَانَ كَخَيْرِ الْأُمَرَاءِ

موسى بن عبد الله بن يزيد بن زيد الخطمي من الأنصار , من الأوس , وأم موسى بنت حذيفة بن اليمان

§مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطْمِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ , مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّ مُوسَى بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

رياح بن الحارث

§رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ

إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي روى عنه عبد الملك بن عمير

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: §رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبَانَ ابْنِي جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَجَدِّي يَخْضِبُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , وَكَانَ قَدْ بَقِيَ وَعُمِّرَ وَوُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ جَرِيرٍ وَبَقِيَ حَتَّى لَقِيَهُ شَرِيكٌ وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي روى عن جده وعن أبي هريرة

§أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

هلال بن يساف الأشجعي

§هِلَالُ بْنُ يِسَافٍ الْأَشْجَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: §كَانَ هِلَالُ بْنُ يِسَافٍ يُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

سعد بن عبيدة السلمي روى عنه الأعمش وحصين وتوفي في ولاية عمر بن هبيرة على الكوفة وكان ثقة كثير الحديث

§سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي وهو ابن أخي الأسود بن يزيد النخعي

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ وَهُوَ ابْنُ أَخِي الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ

قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْجُعْفِيَّ يَقُولُ: §كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْكَيِّسُ لِتَلَطُّفِهِ فِي الْعِبَادَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ §يُقَالُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: الْمَرْضِيُّ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْكَيِّسُ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الرَّفِيقُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَالِكٌ: §كَانَتْ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ مَا تَرَاهُ أَصَابَهَا إِلَّا بِالدُّعَاءِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ يُدْعَى الرَّفِيقَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، ويكنى أبا الحكم وهو الذي كان يحرم من السنة إلى السنة وكان ثقة وله أحاديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ الْبَجَلِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُحْرِمُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو السفر سعيد بن يحمد الثوري من همدان توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري على الكوفة وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ يُحْمِدَ الثَّوْرِيُّ مِنْ هَمْدَانَ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الله البهي قال: أخبرنا وكيع , عن سفيان , عن السدي , عن البهي مولى الزبير قالوا: وكان ثقة معروفا قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ الْبَهِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ السُّدِّيِّ , عَنِ الْبَهِيِّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالُوا: وَكَانَ ثِقَةً مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الوداك واسمه جبر بن نوف بن ربيعة الهمداني وكان قليل الحديث

§أَبُو الْوَدَّاكِ وَاسْمُهُ جَبْرُ بْنُ نَوْفِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن وثاب مولى لبني كاهل من بني أسد بن خزيمة

§يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ مَوْلًى لِبَنِي كَاهِلٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: §تَعَلَّمَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ آيَةً آيَةً فَكَانَ وَاللَّهِ قَارِئًا

قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، كَانَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ §إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّهُ يُخَاطِبُ رَجُلًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: §رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ يُصَلِّي فِي مُسْتُقَةٍ , قَالَ: وَتُوُفِّيَ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ صَاحِبَ قُرْآنٍ

أبو هلال عمير بن قميم بن يرم التغلبي وكان معروفا قليل الحديث

§أَبُو هِلَالٍ عُمَيْرُ بْنُ قُمَيْمِ بْنِ يَرِمَ التَّغْلِبِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

التميمي الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي

§التَّمِيمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: §سَأَلْتُ إِسْرَائِيلَ عَنِ اسْمِ التَّمِيمِيِّ، فَقَالَ: أَرْبَدُ

جروة بن حميل بن مالك الطائي , وكان قليل الحديث

§جِرْوَةُ بْنُ حُمَيْلِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بشر بن غالب

§بِشْرُ بْنُ غَالِبٍ

الضحاك بن مزاحم الهلالي يكنى أبا القاسم

§الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلَالِيُّ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: §وَلَدَتْنِي أُمِّي فِي سَنَتَيْنِ. يَعْنِي حَمْلَهُ سَنَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، أَوْ غَيْرُهُ أَنَّ الضَّحَّاكَ §وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ وَقَدْ ثُغِرَ

قَالَ يَزِيدُ: وَأَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: §تَلِدُ الْمَرْأَةُ لِسَنَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: §كَانَ خَاتَمُ الضَّحَّاكِ فِضَّةً , فِيهِ فَصٌّ شِبْهُ الْقَوَارِيرِ , وَكَانَ نَقْشُهُ صُورَةَ طَائِرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: §كُنْتُ فِي كُتَّابِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: §كَانَ الضَّحَّاكُ يُعَلِّمُ وَلَا يَأْخُذُ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ

قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُشَاشٍ، قَالَ: §سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لَا

قَالَ: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: §الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرِّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: لَقَدْ §أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إِلَّا الْوَرَعَ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ أَبُو عَمِيرَةَ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الرَّحَبِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الضَّحَّاكَ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا أَحْسَبُنِي إِلَّا مَيِّتًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصُّبْحِ , فَلَا أُلْفِيَنَّكَ إِذَا مِتُّ تُنَادِي مَاتَ الضَّحَّاكُ مَاتَ الضَّحَّاكُ مَنْ يَسْمَعُ النِّدَاءَ جَاءَ، §اضْرِبْ يَدَكَ فِي غُسْلِي , وَأَكْثِرْ فِي مَسَاجِدِي مِنَ الطِّيبِ , وَكَفِّنِّي فِي الْأَكْفَانِ مِنْ هَذِهِ الْبَيَاضِ وَسَطًا مِنْ هَذِهِ الْأَكْفَانِ , وَإِيَّاكَ وَمَا أَحْدَثَ النَّاسُ

مِنْ هَذَا الضَّرِيحِ , ادْفِنِّي فِي لَحْدٍ فَإِذَا حَمَلَتْنِي الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا فَلَا أُلْفِيَنَّكَ تَمْشِي بِي مَشْيَ الْعَرُوسِ , مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَيْنِ دُونَ الْخَبَبِ وَفَوْقَ الْخُطَى فَإِنْ وَجَدْتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ , وَإِلَّا فَمِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ , فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَسَوَّيْتَ عَلَيَّ اللَّبِنَ فَارْفَعْ لَبِنَةً مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَخِيكَ , ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَضْجَعِهِ , ثُمَّ شُنْ شَأْنَكَ , فَإِذَا دَفَنْتَنِي وَنَفَضَتِ الرِّجَالُ أَيْدِيَهَا عَنِّي فَقُمْ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِي وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ نَادِ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ تُسْمِعُ أَصْحَابَكَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَجْلَسْتَ الضَّحَّاكَ فِي قَبْرِهِ , تُسَائِلُهُ عَنْ رَبِّهِ , وَعَنْ دِينِهِ , وَعَنْ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم فَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ. ثُمَّ انْصَرِفْ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، قَالَ: قَالَ لِيَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ: §اعْمَلْ قَبْلَ أَنْ لَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَعْمَلَ، قَالَ الْأَجْلَحُ: وَيَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ الْيَوْمَ فَمَا أَسْتَطِيعُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ، قَالَ: قَالَ الضَّحَّاكُ عِنْدَ مَوْتِهِ لِأَخِيهِ §لَا يُصَلِّيَنَّ عَلَيَّ غَيْرُكَ، وَلَا تَدَعَنَّ الْأَمِيرَ يُصَلِّي عَلَيَّ، وَاذْكُرْ مِنِّي مَا عَلِمْتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ بُدَيْلٍ، قَالَ: أَوْصَانَا الضَّحَّاكُ §أَلَّا تُبْطِحُونِي عَلَى وَجْهِي وَلَا تَمْسَحُوا بَطْنِي , وَاغْسِلُونِي مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ - أَوْ قَالَ: الْقَمِيصِ - قَالُوا: وَكَانَ الضَّحَّاكُ قَدْ أَتَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا , وَسَمِعُوا مِنْهُ وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ

القاسم بن مخيمرة الهمداني

§الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ الْهَمْدَانِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، أَنَّهُ §كَانَ مُؤَذِّنًا - أَوْ قَالَ: مُؤَدِّبًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِالْمَوْتِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِأُمِّ وَلَدِهِ: §إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو بِالْمَوْتِ فَلَمَّا نَزَلَ بِي كَرِهْتُهُ , قَالُوا: وَتُوُفِّيَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي ولي قضاء الكوفة

§الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ: §رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقْضِي عَلَى بَابِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ الْأَخْذَ عَلَى أَرْبَعٍ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ , وَالْأَذَانِ , وَالْقَضَاءِ , وَالْمَقَاسِمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَفَرٍ §فَغَلَبَنَا بِثَلَاثٍ: بِطُولِ الصَّمْتِ , وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ، وَسَخَاءِ النَّفْسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ، قَالَ: وَتُوُفِّيَ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْكُوفَةِ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ

وأخوه معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي وكان أصغر سنا من القاسم وقد روي عنه أحاديث وكان ثقة قليل الحديث

§وَأَخُوهُ -[304]- مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ وَكَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنَ الْقَاسِمِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس ويكنى أبا الحسن

§عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ مِنْ جَدِيلَةَ قَيْسٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، قَالَ: §لَمَّا وُلِدْتُ أَتَى بِي أَبِي عَلِيًّا فَأَخْبَرَهُ، فَفَرَضَ لِي فِي مِائَةٍ , ثُمَّ أَعْطَى أَبِي عَطَايَ فَاشْتَرَى أَبِي مِنْهَا سَمْنًا وَعَسَلًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: جَاءَ سَعْدُ بْنُ جُنَادَةَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمِّهِ. قَالَ: §هَذَا عَطِيَّةُ اللَّهِ فَسُمِّيَ عَطِيَّةَ وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمَّ وَلَدٍ رُومِيَّةً , وَخَرَجَ عَطِيَّةُ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ عَلَى الْحَجَّاجِ فَلَمَّا انْهَزَمَ جَيْشُ ابْنِ الْأَشْعَثِ هَرَبَ عَطِيَّةُ إِلَى فَارِسَ , فَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيِّ أَنِ ادْعُ عَطِيَّةَ فَإِنْ لَعَنَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَإِلَّا فَاضْرِبْهُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ , وَاحْلِقْ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ فَدَعَاهُ فَأَقْرَأَهُ كِتَابَ الْحَجَّاجِ فَأَبَى عَطِيَّةُ أَنْ يَفْعَلَ فَضَرَبَهُ أَرْبَعَمِائَةٍ وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ فَلَمَّا وَلِيَ قُتَيْبَةُ خُرَاسَانَ خَرَجَ عَطِيَّةُ إِلَيْهِ , فَلَمْ يَزَلْ بِخُرَاسَانَ حَتَّى وَلِيَ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْعِرَاقَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَطِيَّةُ يَسْأَلُهُ الْإِذْنَ لَهُ فِي الْقُدُومِ فَأَذِنَ لَهُ , فَقَدِمَ الْكُوفَةَ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَحْتَجُّ بِهِ

يزيد بن صهيب الفقير ويكنى أبا عثمان , وكان من أهل الكوفة ثم تحول إلى مكة فنزلها وسمع من جابر بن عبد الله وروى عنه مسعر , والمسعودي , والكوفيون

§يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ وَيُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ , وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا وَسَمِعَ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ , وَالْمَسْعُودِيُّ , وَالْكُوفِيُّونَ

زياد بن أبي مريم وقد روي عنه

§زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عبد الله بن الحارث الشيباني روى عنه المنهال بن عمرو

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الشَّيْبَانِيُّ رَوَى عَنْهُ الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ مُعَلِّمًا وَلَا يَأْخُذُ شَيْئًا

أبو بكر بن عمرو بن عتبة روى عنه المسعودي

§أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ رَوَى عَنْهُ الْمَسْعُودِيُّ

محمد بن المنتشر بن الأجدع، وهو عبد الرحمن بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سليمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة من همدان وهو ابن أخي مسروق بن الأجدع روى عن عمه

§مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدَاعَةَ مِنْ هَمْدَانَ وَهُوَ ابْنُ أَخِي مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ رَوَى عَنْ عَمِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: §كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ خَلِيفَةَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى وَاسِطَ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ

وأخوه المغيرة بن المنتشر بن الأجدع وقد روي عنه

§وَأَخُوهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

سليمان بن ميسرة الأحمسي روى عنه الأعمش

§سُلَيْمَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْأَحْمَسِيُّ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ

سليمان بن مسهر روى عنه الأعمش

§سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْهِرٍ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ

نعيم بن أبي هند الأشجعي توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري على الكوفة وكان ثقة وله أحاديث

§نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْأَشْجَعِيُّ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

الطبقة الثالثة

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ

محارب بن دثار من بني سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ويكنى أبا مطرف، ولي قضاء الكوفة وروي عنه أنه قال: فبكيت وبكى عيالي فلما عزلت عن القضاء بكيت وبكى عيالي

§مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ مِنْ بَنِي سَدُوسِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَيُكْنَى أَبَا مُطَرِّفٍ، وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: فَبَكَيْتُ وَبَكَى عِيَالِي فَلَمَّا عُزِلْتُ عَنِ الْقَضَاءِ بَكَيْتُ وَبَكَى عِيَالِي

قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: §فِي الزَّاوِيَةِ يَقْضِي، فَلَمَّا جَاءَ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي بَنِي هَاشِمٍ جَلَسَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عِنْدَ أَصْحَابِ مُحَارِبٍ فَتَكَلَّمُوا , وَتُوُفِّيَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: وَلَهُ أَحَادِيثُ وَلَا يَحْتَجُّونَ بِهِ وَكَانَ مِنَ الْمُرْجِيَةِ الْأُولَى الَّذِينَ كَانُوا يُرْجُونَ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَلَا يَشْهَدُونَ بِإِيمَانٍ وَلَا كُفْرٍ

العيزار بن حريث العبدي

§الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ الْعَبْدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: §كَانَ الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ عَرِّيفًا

مسلم بن أبي عمران البطين

§مُسْلِمُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْبَطِينُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ لِمُسْلِمٍ الْبَطِينِ سَمَنْجُونَ ثَعَالِبَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَيْهِ

عدي بن ثابت الأنصاري

§عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ

طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن ددول بن جشم بن يام من همدان ويكنى أبا عبد الله وكان قاريء أهل الكوفة يقرءون عليه القرآن فلما رأى كثرتهم عليه كأنه كره ذلك لنفسه فمشى إلى الأعمش فقرأ عليه فمال الناس إلى

§طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ جُحْدُبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ دَدْوَلِ بْنِ جُشَمِ بْنِ يَامَ مِنْ هَمْدَانَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَارِيءَ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقْرَءُونَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَلَمَّا رَأَى كَثْرَتَهُمْ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ فَمَشَى إِلَى الْأَعْمَشِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ فَمَالَ النَّاسُ إِلَى الْأَعْمَشِ وَتَرَكُوا طَلْحَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ أَبْجَرَ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: §يَرْحَمُ اللَّهُ طَلْحَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ: انْتَهَيْتُ أَنَا وَهُوَ إِلَى زُقَاقٍ فَتَقَدَّمَنِي فِيهِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: §لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَاعَةٍ - أَوْ قَالَ: بِيَوْمٍ - مَا تَقَدَّمْتُكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيُّهُمَا كَانَ أَسَنَّ طَلْحَةُ أَوُ زُبَيْدٌ؟ فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا ثُمَّ قَالَ: عَرَضَ طَلْحَةُ عَلَى زُبَيْدٍ ابْنَتَهُ فَقَالَ زُبَيْدٌ: §مَا كَانَ يَمْنَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ ذَاكَ مِنْكَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَدْرِ هَلْ يُوَافِقُكَ ذَلِكَ أَمْ لَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى خَيْثَمَةَ أَعُودُهُ فِي نَفَرٍ أَوْ قَوْمٍ فَلَمَّا قَامُوا ذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: وَأَنْتَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَبَّلَهَا فَقَبَّلْتُ يَدَهُ، قَالَ مَالِكٌ: وَدَخَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ أَعُودُهُ فَفَعَلَ بِي وَفَعَلْتُ بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: §كَانَ الْيَامِيُّونَ يُنَبِّهُونَ صِبْيَانَهُمْ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ يَعْنِي طَلْحَةَ وَزُبَيْدًا، أَيْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ: §لَوْلَا أَنِّي عَلَى وُضُوءٍ أَخْبَرْتُكَ بِمَا تَقُولُ الشِّيعَةُ , قَالُوا: وَخَرَجَ طَلْحَةُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَى الْجَمَاجِمِ أَيَّامَ الحَجَّاجِ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §كُنْتُ فِي جِنَازَةِ طَلْحَةَ فَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن جحدب بن ذهل بن مالك بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن ددول بن جشم بن يام من همدان ويكنى أبا عبد الله

§زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ جُحْدُبِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ دَدْوَلِ بْنِ جُشَمِ بْنِ يَامَ مِنْ هَمْدَانَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ زُبَيْدٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ , فَقَالَ: §لَيْسَ هَذَا زَمَانَ الْبَرَانِسِ

قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: §لَوْ خَيَّرْتُ عَبْدًا أَلْقَى اللَّهَ فِي مِسْلَاخِهِ اخْتَرْتُ زُبَيْدًا الْيَامِيَّ

قَالَ: وَقَالَ أَبُو نَوْحٍ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ -[310]- شَيْخًا خَيْرًا مِنْ زُبَيْدٍ

قَالَ شُعْبَةُ: §كُنْتُ مَعَهُ يَوْمًا جَالِسًا فِي مَسْجِدٍ فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا كُبَّةُ قُطْنٍ فَوَقَعَتِ الْكُبَّةُ فَلَمْ تَفْطِنْ لَهَا وَفَطِنَ زُبَيْدٌ فَقَامَ وَتَرَكَنِي جَالِسًا فَمَا زَالَ يُهَرْوِلُ عَلَى أَثَرِهَا حَتَّى أَدْرَكَهَا فَدَفَعَ الْكُبَّةَ إِلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: §تُوُفِّيَ زُبَيْدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ , أَيَّامَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ

شمر بن عطية بن عبد الرحمن الأسدي من بني مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§شَمِرُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي مُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

بكر بن ماعز الثوري قليل الحديث

§بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ الثَّوْرِيُّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

أبو يعلى منذر الثوري ثقة قليل الحديث

§أَبُو يَعْلَى مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني وكان قليل الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو هبيرة واسمه يحيى بن عباد الأنصاري توفي في ولاية يوسف بن عمر وكان قليل الحديث

§أَبُو هُبَيْرَةَ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بكير بن الأخنس قليل الحديث

§بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ قَلِيلُ الْحَدِيثِ

علي بن مدرك النخعي

§عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ النَّخَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: §مَاتَ عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ النَّخَعِيُّ مَقْدَمَ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الْعِرَاقَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرَ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: وَضَرَبَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ جَمِيعًا الدَّرَاهِمَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ

موسى بن طريف الأسدي

§مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ الْأَسَدِيُّ

علي بن الأقمر بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن عبد الله بن وداعة من همدان

§عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدَاعَةَ مِنْ هَمْدَانَ

وأخوه كلثوم بن الأقمر الوادعي من همدان

§وَأَخُوهُ كُلْثُومُ بْنُ الْأَقْمَرِ الْوَادِعِيُّ مِنْ هَمْدَانَ

جبلة بن سحيم الشيباني توفي في فتنة الوليد بن يزيد

§جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ

وبرة بن عبد الرحمن المسلي من مذحج توفي في ولاية خالد بن عبد الله الكوفة لهشام بن عبد الملك

§وَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسْلِيُّ مِنْ مَذْحِجَ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفَةَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

أبو الزنباع واسمه صدقة بن صالح

§أَبُو الزِّنْبَاعِ وَاسْمُهُ صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ

أبو عون الثقفي واسمه محمد بن عبيد الله توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري , وكان ثقة وله أحاديث روى عنه سفيان وشعبة

§أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ

عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي وكان ثقة إن شاء الله قليل الحديث ويتكلمون في روايته عن أبيه , ويقولون لم يلقه

§عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَيَتَكَلَّمُونَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ , وَيَقُولُونَ لَمْ يَلْقَهُ

وأخوه علقمة بن وائل وكان ثقة قليل الحديث

§وَأَخُوهُ عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن عبيد البهراني يكنى أبا عمر

§يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيُّ يُكْنَى أَبَا عُمَرَ

زائدة بن عمير

§زَائِدَةُ بْنُ عُمَيْرٍ

عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة رحل إليه عون بن عبد الله , وأبو الصباح موسى بن أبي كثير , وعمر بن حمزة فكلموه في الإرجاء وناظروه فزعموا أنه وافقهم ولم يخالفهم في شيء منه , وكان ثقة كثير الإرسال

§عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ رَحَلَ إِلَيْهِ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبُو الصَّبَّاحِ مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ , وَعُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ فَكَلَّمُوهُ فِي الْإِرْجَاءِ وَنَاظَرُوهُ فَزَعَمُوا أَنَّهُ وَافَقَهُمْ وَلَمْ يُخَالِفْهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْإِرْسَالِ

عبد الله بن أبي المجالد مولى الأزد وهو ختن مجاهد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُجَالِدِ مَوْلَى الْأَزْدِ وَهُوَ خَتَنُ مُجَاهِدٍ

أبو إسحاق السبيعي واسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان

§أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ذِي يُحْمِدَ بْنِ السَّبِيعِ بْنِ سَبْعِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَدِمَ جَدِّي الْخِيَارُ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: كَمْ مَعَكَ مِنْ عِيَالِكَ يَا شَيْخُ؟ -[314]- فَقَالَ: إِنَّ مَعِي فَذَكَرَ فَقَالَ: §أَمَّا أَنْتَ يَا شَيْخُ فَقَدْ فَرَضْنَا لَكَ خَمْسَ عَشْرَةَ يَعْنِي أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ , وَلِعِيَالِكَ مِائَةُ مِائَةٍ

وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: عَنْ شَرِيكٍ، §وُلِدَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ فِي سُلْطَانِ عُثْمَانَ، أَحْسَبُ شَرِيكًا قَالَ: لِثَلَاثِ سِنِينَ بَقِينَ

وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَشْيَخَتُنَا: اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي يَا أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: §لَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَيْرٍ مِنْكَ بَلْ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَسَنُّ مِنِّي

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عَلِيٍّ الْجُمُعَةَ، قَالَ: §فَصَلَّاهَا بِالْهَاجِرَةِ بَعْدَمَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَإِنَّهُ رَآهُ قَائِمًا أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ أَجْلَحَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: قُمْ يَا عَمْرُو فَانْظُرْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ §فَلَمْ أَرَهُ يَخْضِبُ لِحْيَتَهُ , ضَخْمَ اللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: §كُنَّا زَمَنَ مُعَاوِيَةَ بِخُرَاسَانَ لَا نُجَمِّعُ

قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: §أَبُو إِسْحَاقَ كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا إِسْحَاقَ وَهُوَ يُصَلِّي بِنَا يَأْخُذُ قَلَنْسُوَتَهُ مِنَ الْأَرْضِ فَيَلْبِسُهَا أَوْ يَأْخُذُهَا عَنْ رَأْسِهِ فَيَضَعُهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: §مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ أَوْ مِائَةٍ غَيْرَ سَنَةٍ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: §بَلَغَ أَبُو إِسْحَاقَ ثَمَانِيًا أَوْ تِسْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ §مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ يَوْمَ دَخَلَ الضَّحَّاكُ الْكُوفَةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

قَالَ: وَقَالَ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ: §لِي إِحْدَى وَسِتُّونَ سَنَةً , وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً , وَرُبَّمَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا صِلَةُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً

عمرو بن مرة الجملي من مراد , ومراد من مذحج

§عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ مِنْ مُرَادٍ , وَمُرَادٌ مِنْ مَذْحِجَ

قَالَ أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ عَنْ شُعْبَةَ: §مَا رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاةٍ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §مَاتَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §مَاتَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ فِي جِنَازَةِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ يَقُولُ: §إِنِّي لَأَحْسَبُهُ خَيْرَ الْبَشَرِ

عبد الملك بن عمير اللخمي ويكنى أبا عمر , حليف لبني عدي بن كعب من قريش

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّخْمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عُمَرَ , حَلِيفٌ لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ مِنْ قُرَيْشٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ مَوْلدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ §وُلِدَ فِي ثَلَاثِ سِنِينَ بَقِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَهُ: §أَتَى عَلَيَّ مِائَةٌ وَثَلَاثُ سِنِينَ قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: هُمَا كَبِيرَا أَهْلِ الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ هَذَا ابْنُ مِائَةٍ، وَهَذَا ابْنُ مِائَةٍ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ وَزِيَادَ بْنَ عِلَاقَةَ قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَمَا أَدَعُ مِنْهُ حَرْفًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو إِسْحَاقَ: §سَلُوا عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ وَسِمِاكَ بْنَ حَرْبٍ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ سِمَاكٍ كُلُّ ذَاكَ , إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ أَحَادِيثَ قَالُوا: وَوَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ قَبْلَ الشَّعْبِيِّ وَكَانَ يُلَقَّبُ الْقِبْطِيَّ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: أَنَا رِدْفٌ فِي جِنَازَتِهِ قَالَ: وَرُوِي لِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ شَيْخًا كَبِيرًا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ وَيَدَّهِنُ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ

زياد بن علاقة الثعلبي من غطفان ويكنى أبا مالك

§زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ غَطَفَانَ وَيُكْنَى أَبَا مَالِكٍ

سلمة بن كهيل الحضرمي توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة حين قتل زيد بن علي بالكوفة , وقال أبو نعيم: قتل زيد يوم عاشوراء في هذه السنة. وكان سلمة كثير الحديث

§سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ حِينَ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ , وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ زَيْدٌ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. وَكَانَ سَلَمَةُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

ميسرة بن حبيب النهدي روى عنه سفيان الثوري

§مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ النَّهْدِيُّ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

قيس بن مسلم الجدلي جديلة قيس

§قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيُّ جَدِيلَةُ قَيْسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي عَمْرٍو الْجَدَلِيِّ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ، قَالَ: §مَاتَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا لَهُ حَدِيثٌ صَالِحٌ

عبد الملك بن سعيد بن جبير الأزدي

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَزْدِيُّ

نسير بن ذعلوق ويكنى أبا طعمة الثوري

§نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ وَيُكْنَى أَبَا طُعْمَةَ الثَّوْرِيَّ

جواب بن عبيد الله التيمي تيم الرباب

§جَوَّابُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ تَيْمُ الرِّبَابِ

قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ عَنْ خَلَفٍ، قَالَ: §كَانَ جَوَّابٌ يَرْتَعِدُ عِنْدَ الذِّكْرِ. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: لَئِنْ كُنْتَ تَمْلِكُهُ مَا أُبَالِي أَلَّا أَعْتَدَّ بِكَ وَإِنْ كُنْتَ لَا تَمْلِكُهُ لَقَدْ خَالَفْتَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ

إسماعيل بن رجاء الزبيدي روى عنه الأعمش

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ

قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ أَنَّهُ §كَانَ يَجْمَعُ الصِّبْيَانَ فَيُحَدِّثُهُمْ لِكَيْ لَا يَنْسَى حَدِيثَهُ

جامع بن شداد المحاربي ويكنى أبا صخرة

§جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيُّ وَيُكْنَى أَبَا صَخْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ، يَقُولُ: §مَاتَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لَجُمُعَةٍ بَقِيَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

معبد بن خالد الجدلي

§مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَدَلِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: §مَاتَ مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَدَلِيُّ فِي سُلْطَانِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

واصل بن حيان الأحدب الأسدي من بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان , وأمه من ولد أبي سمال الشاعر

§وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ الْأَحْدَبُ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ , وَأُمُّهُ مِنْ وَلَدِ أَبِي سَمَّالٍ الشَّاعِرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ §تُوُفِّيَ وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ

عبد الملك بن ميسرة الزراد مولى بني هلال بن عامر

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ الزَّرَّادُ مَوْلَى بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ

قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ ذَكَرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ فَقَالَ: §ذَاكَ الزَّرَّادُ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ قَالَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ بِالْكُوفَةِ

أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي واسم أبي الشعثاء سليم بن الأسود توفي الأشعث في ولاية يوسف بن عمر بالكوفة

§أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ وَاسْمُ أَبِي الشَّعْثَاءِ سُلَيْمُ بْنُ الْأَسْوَدِ تُوُفِّيَ الْأَشْعَثُ فِي وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ بِالْكُوفَةِ

عون بن أبي جحيفة السوائي

§عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ

وهب السوائي من بني عامر بن صعصعة

§وَهْبٌ السُّوَائِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

خليفة بن الحصين بن قيس بن عاصم المنقري، روى عن أبيه، عن جده، أنه أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر

§خَلِيفَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ

حبيب بن أبي ثابت الأسدي مولى لبني كاهل ويكنى أبا يحيى واسم أبي ثابت قيس بن دينار

§حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْأَسَدِيُّ مَوْلَى لِبَنِي كَاهِلٍ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَاسْمُ أَبِي ثَابِتٍ قَيْسُ بْنُ دِينَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: §طَلَبْتُ الْعِلْمَ وَمَا لِي فِيهِ نِيَّةٌ ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ النِّيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: §مَا عِنْدِي كِتَابٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي تَابُوتِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ، يَقُولُ: §أَتَى عَلَيَّ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً

قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: وَكَانَ بِالْكُوفَةِ §ثَلَاثَةٌ لَيْسَ لَهُمْ رَابِعٌ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ , وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ أَصْحَابَ الْفُتْيَا , وَهُمُ الْمَشْهُورُونَ , وَمَا كَانَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ إِلَّا يَذِلُّ لِحَبِيبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: §مَاتَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

قَالَ: وَرُوِيَ لِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ رَجُلًا طَوِيلًا أَعْوَرَ

عاصم بن أبي النجود الأسدي وهو عاصم ابن بهدلة مولى لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد

§عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ الْأَسَدِيُّ وَهُوَ عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ مَوْلَى لِبَنِي جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنِ بْنِ أَسَدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، أَنَّ §عَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ كَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: §مَا قَدِمْتُ عَلَى أَبِي وَائِلٍ مِنْ سَفَرٍ قَطُّ إِلَّا قَبَّلَ يَدِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، §أَنَّهُ كَانَ يَغِيبُ بِالرُّسْتَاقِ فَإِذَا قَدِمَ فَلَقِيَ عَاصِمًا أَخَذَ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا قَالُوا: وَكَانَ عَاصِمٌ ثِقَةً إِلَّا أَنَّهُ كَانَ كَثِيرَ الْخَطَأِ فِي حَدِيثِهِ

أبو حصين واسمه عثمان بن عاصم بن حصين وهو من بني جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وعداده في بني كبير بن زيد بن مرة بن الحارث بن سعد

§أَبُو حَصِينٍ وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ حُصَيْنٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَعِدَادُهُ فِي بَنِي كَبِيرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدٍ

قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: انْظُرْ §هَلْ تَرَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا نَجْلِسُ إِلَيْهِ؟ هَلْ تَرَى أَبَا حَصِينٍ؟

قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سُئِلَ عَامِرٌ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِمَنْ تَأْمُرُنَا قَالَ: §مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلَمْ أَتْرُكْ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لَرَجُلٌ صَالِحٌ

وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: لَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ , فَقَالَ: §شَغَلَتْكَ التِّجَارَةُ قَالَ: قُلْتُ وَأَنْتَ شَغَلَتْكَ الْإِمَارَةُ

وَقَالَ سُفْيَانُ: اسْتَعْمَلَهُ فُلَانٌ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا , قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَصِينٍ §لِمَ رَدَدْتَهَا؟ قَالَ: الْحَيَاءُ وَالْكَرَمُ -[322]- قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: مَاتَ عِنْدَنَا يَعْنِي أَبَا حَصِينٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ هَذَا مُحْسِنٌ، لَا وَاللَّهِ مَا أَطَاقَ صَلَاتَهُ أَحَدٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو حَصِينٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

آدم بن علي الشيباني

§آدَمُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ

أبو الجويرية الجرمي واسمه حطان بن خفاف

§أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ وَاسْمُهُ حِطَّانُ بْنُ خُفَافٍ

أبو قيس الأودي واسمه عبد الرحمن بن ثروان

§أَبُو قَيْسٍ الْأَوْدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §تُوُفِّيَ أَبُو قَيْسٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ

عبد الله بن حنش الأودي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنَشٍ الْأَوْدِيُّ

عائذ بن نصيب الكاهلي من بني أسد

§عَائِذُ بْنُ نُصَيْبٍ الْكَاهِلِيُّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ

مجمع التيمي

§مُجَمِّعٌ التَّيْمِيُّ

عبد الله بن عصيم الحنفي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُصَيْمٍ الْحَنَفِيُّ

سماك بن حرب الذهلي

§سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ الذُّهْلِيُّ

شبيب بن غرقدة البارقي

§شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ الْبَارِقِيُّ

كليب بن وائل البكري

§كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ الْبَكْرِيُّ

إسماعيل بن عبد الرحمن السدي صاحب التفسير مات سنة سبع وعشرين ومائة

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

محمد بن قيس الهمداني

§مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيُّ

طارق بن عبد الرحمن الأحمسي

§طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَحْمَسِيُّ

مخارق بن عبد الله الأحمسي

§مُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَحْمَسِيُّ

عبد العزيز بن رفيع

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ

عبد العزيز بن حكيم الحضرمي

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَكِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ

أبو المحجل واسمه رديني بن مرة

§أَبُو الْمُحَجَّلِ وَاسْمُهُ رُدَيْنِيُّ بْنُ مُرَّةَ

عبد الله بن شريك العامري

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ

سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ

حصين بن عبد الرحمن النخعي

§حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، يَقُولُ: " ذَكَرَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ فَضْلَ طَلْحَةَ يَعْنِي ابْنَ مُصَرِّفٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ رَأَيْتَ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيَّ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: §لَوْ رَأَيْتَهُ مَا ذَكَرْتَ طَلْحَةَ يَعْنِي مِنْ فَضْلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ يَقُولُ: كَانَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيُّ §يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ بِالنَّهَارِ قُبَاءً مَحْشُوًّا فِيهِ ثَمَانُونَ أَسْتَارًاً وَكَانَ دِثَارُهُ بِاللَّيْلِ "

أبو صخرة واسمه جامع بن شداد المحاربي توفي سنة سبع عشرة ومائة , وقال أبو نعيم: في سنة ثماني عشرة ومائة

§أَبُو صَخْرَةَ وَاسْمُهُ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيُّ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فِي سَنَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

أبو السوداء النهدي واسمه عمرو بن عمران

§أَبُو السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ

عثمان بن المغيرة الثقفي ويكنى أبا المغيرة وهو عثمان الأعشى وهو عثمان بن أبي زرعة

§عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ وَهُوَ عُثْمَانُ الْأَعْشَى وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ

عبد الرحمن بن عائش النخعي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ النَّخَعِيُّ

عياش بن عمرو العامري

§عَيَّاشُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ

الأسود بن قيس العبدي

§الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ الْعَبْدِيُّ

الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري رأى أسماء بنت أبي بكر الصديق وتوفي في فتنة الوليد بن يزيد بن عبد الملك

§الرُّكَيْن بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ رَأَى أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَتُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

أبو الزعراء واسمه عمرو بن عمرو بن عوف الجشمي , وهو ابن أخي أبي الأحوص الذي روى عن عبد الله بن مسعود

§أَبُو الزَّعْرَاءِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْجُشَمِيُّ , وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي الْأَحْوَصِ الَّذِي رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

هلال الوزان الجهني ويكنى أبا أمية وهو هلال الصراف وهو ابن أبي حميد وهو ابن مقلاص

§هِلَالٌ الْوَزَّانُ الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ وَهُوَ هِلَالٌ الصَّرَّافُ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ مِقْلَاصٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ: §كَنَّانِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لِي

ثوير بن أبي فاختة ويكنى أبا الجهم وهو مولى أم هانئ بنت أبي طالب وله عقب وكان كبيرا وقد بقي

§ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ وَيُكْنَى أَبَا الْجَهْمِ وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ وَلَهُ عَقِبٌ وَكَانَ كَبِيرًا وَقَدْ بَقِيَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ أَنَّهُ شَيَّعَ أَبَاهُ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ §فَلَمْ يُتَزَوَّدْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ سَوْطًا وَلَمْ يَزِمُّوا رَوَاحِلَهُمْ

زياد بن فياض الخزاعي

§زِيَادُ بْنُ فَيَّاضٍ الْخُزَاعِيُّ

موسى بن أبي عائشة الهمداني

§مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ الْهَمْدَانِيُّ

قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: §مَا رَفْعَتُ رَأْسِي إِلَّا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي سَطْحِهِ يَعْنِي مُوسَى بْنَ أَبِي عَائِشَةَ

حكيم بن جبير الأسدي

§حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ الْأَسَدِيُّ

حكيم بن الديلم

§حَكِيمُ بْنُ الدَّيْلَمِ

سعيد بن مسروق الثوري وهو أبو سفيان الثوري توفي سنة ثمان وعشرين ومائة في ولاية عبد الله بن عمر بن عبد العزيز على العراق

§سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ أَبُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي وِلَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ

سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية روى عنه الأسود بن قيس

§سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ رَوَى عَنْهُ الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ

سعيد بن أشوع الهمداني ولي قضاء الكوفة وتوفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري

§سَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ الْهَمْدَانِيُّ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ

جامع بن أبي راشد

§جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ

وأخوه ربيع بن أبي راشد

§وَأَخُوهُ رَبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: كَانَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ إِذَا طَلَعَ الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ لَهُمْ: §كُفُّوا قَدْ جَاءَ الرَّبِيعُ

أبو الجحاف واسمه داود بن أبي عوف روى عنه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة

§أَبُو الْجَحَّافِ وَاسْمُهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ

قيس بن وهب الهمداني

§قَيْسُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ

ثابت بن هرمز ويكنى أبا المقدام العجلي وهو أبو عمرو بن أبي المقدام

§ثَابِتُ بْنُ هُرْمُزَ وَيُكْنَى أَبَا الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيَّ وَهُوَ أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ

عبدة بن أبي لبابة مولى قريش

§عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ مَوْلَى قُرَيْشٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، §أَنَّ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ وَكَانَ مَكْحُولٌ يُكَنِّيهِ بِهَا إِذَا لَقِيَهُ

المقدام بن شريح بن هانئ الحارثي

§الْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ

محل بن خليفة الطائي

§مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ

سنان بن حبيب السلمي يكنى أبا حبيب

§سِنَانُ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ يُكْنَى أَبَا حَبِيبٍ

زهير بن أبي ثابت العبسي

§زُهَيْرُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْعَبْسِيُّ

عامر بن شقيق بن حمزة الأسدي

§عَامِرُ بْنُ شَقِيقِ بْنِ حَمْزَةَ الْأَسَدِيُّ

المغيرة بن النعمان النخعي

§الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ النَّخَعِيُّ

أبو نهيك واسمه القاسم بن محمد الأسدي

§أَبُو نَهِيكٍ وَاسْمُهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ

أبو فروة الهمداني واسمه عروة بن الحارث

§أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ وَاسْمُهُ عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ

أبو فروة الجهني واسمه مسلم بن سالم

§أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ وَاسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ

أبو نعامة الكوفي واسمه شيبة بن نعامة روى عنه سفيان الثوري وهشيم وجرير

§أَبُو نَعَامَةَ الْكُوفِيُّ وَاسْمُهُ شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَجَرِيرٌ

زيد بن جبير الجشمي

§زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْجُشَمِيُّ

بدر بن دثار بن ربيعة بن عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة

§بَدْرُ بْنُ دِثَارِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبِيدِ بْنِ الْأَبْرَصِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

الزبير بن عدي اليامي من همدان

§الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْيَامِيُّ مِنْ هَمْدَانَ

أبو جعفر الفراء له أحاديث

§أَبُو جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ لَهُ أَحَادِيثُ

الحر بن الصياح النخعي

§الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيُّ

أبو معشر زياد بن كليب التيمي توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق وكان قليل الحديث

§أَبُو مَعْشَرٍ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ التَّيْمِيُّ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ عَلَى الْعِرَاقِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

شباك الضبي صاحب إبراهيم النخعي روى عنه مغيرة وكان ثقة إن شاء الله قليل الحديث

§شِبَاكٌ الضَّبِّيُّ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ رَوَى عَنْهُ مُغِيرَةُ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بيان بن بشر ويكنى أبا بشر مولى لأحمس بن بجيلة

§بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ وَيُكْنَى أَبَا بِشْرٍ مَوْلَى لِأَحْمَسَ بْنِ بَجِيلَةَ

علقمة بن مرثد الحضرمي

§عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِيُّ

إبراهيم بن المهاجر بن جابر البجلي من أنفسهم، كان أبوه من كتاب الحجاج بن يوسف , وكان إبراهيم ثقة

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ جَابِرٍ الْبَجَلِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، كَانَ أَبُوهُ مِنْ كُتَّابِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ثِقَةً

الحكم بن عتيبة

§الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، §أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَشَيْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ فِي حَاجَةٍ لَهُ فَلَمَّا بَلَغْنَا شَهَارَ سُوجَ كِنْدَةَ وَقَفَ بِي عَلَى بَابِ دَارِ شارعٍ فَقَالَ لِي: تَدْرِي لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ؟ هَذِهِ دَارُ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَكَانَ مَوْلًى لِكِنْدَةَ وَكَانَ الْحَكَمُ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ فِي سِنٍّ وَاحِدَةٍ وُلِدَا فِي سَنَةٍ

قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: §كَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فِي أَصْحَابِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، قَالَ: §رَأَيْتُ الْحَكَمَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ -[332]- أَنَّهُ كَانَ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةِ سَابِرِيٍّ، قَالَ: وَأَمَّنَّا فِي جُبَّةٍ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي أَوْ لَيَؤُمُّ فِي جُبَّةٍ وَاحِدَةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهَا

قَالَ: وَقَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ: أَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ يَوْمَ مَاتَ الشَّعْبِيُّ قَالَ: جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالُوا: §عَلَيْكَ بِالْحَكْمِ بْنِ عُتَيْبَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: §وَتُوُفِّيَ الْحَكَمُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَفِيهَا وُلِدْتُ. قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ ثِقَةً عَالِمًا عَالِيًا رَفِيعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

حماد بن أبي سليمان ويكنى أبا إسماعيل مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.

§حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، أَنَّ أَبَا سُلَيْمَانَ أَبَا حَمَّادٍ كَانَ اسْمُهُ مُسْلِمًا §وَكَانَ مِمَّنْ أَرْسَلَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَهُوَ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ حَمَّادًا يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَلْوَاحٍ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ رَأَيْنَا أَنَّ الَّذِيَ يَخْلُفُهُ الْأَعْمَشُ فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَإِذَا لَا شَيْءَ , فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْفَرَائِضِ فَإِذَا هِيَ عِنْدَهُ قَالَ: فَأَتَيْنَا حَمَّادًا فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْفَرَائِضِ فَإِذَا لَا شَيْءَ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَإِذَا هُوَ صَاحِبُهُ قَالَ: §فَأَخَذْنَا الْفَرَائِضَ عَنِ الْأَعْمَشِ وَأَخَذْنَا -[333]- الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ حَمَّادًا يُصَلِّي وَعَلَيْهِ إِزَارٌ أَصْفَرُ وَمِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي، وَهِيَ ابْنَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ تَقُولُ: §رُبَّمَا رَأَيْتُ الْمُصْحَفَ فِي حِجْرِ جَدِّي حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَدُمُوعُهُ فِي الْوَرَقِ قَالَ: وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: وَقَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ وَالِيهَا فَسَمِعَ مِنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا فِي تِلْكِ الْقُدْمَةِ , قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: وَلَمْ يَأْتِهِ أَيُّوبُ فَلَمْ نَأْتِهِ وَكُنَّا إِذَا لَمْ يَأْتِ أَيُّوبُ أَحَدًا لَمْ نَأْتِهْ فَلَمَّا رَجَعَ حَمَّادٌ إِلَى الْكُوفَةِ سَأَلُوهُ كَيْفَ رَأَيْتَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ: قِطْعَةٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , نَزَلُوا بَيْنَ أَظْهُرِنَا يَعْنِي لَيْسَ هُوَ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ مِثْلَنَا قَالُوا: وَكَانَ حَمَّادٌ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ فَاخْتَلَطَ فِي آخِرِ أَمْرِهِ وَكَانَ مُرْجِيًا وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: §مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: حَمَّادًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، قَالَ: §كَانَ حَمَّادٌ إِذَا قَالَ بِرَأْيٍ أَصَابَ وَإِذَا قَالَ عَنْ غَيْرِ إِبْرَاهِيمَ أَخْطَأَ

الفضيل بن عمرو الفقيمي توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري وكان ثقة وله أحاديث

§الْفُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

الحارث العكلي

§الْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ وَابْنُ شُبْرُمَةَ يَتَذَاكَرَانِ الْقَضَاءَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَكَانَ يَمُرُّ بِهِمْ أَبُو الْمُغِيرَةِ فَيَقُولُ: بِهَذِهِ السَّاعَةِ §أَمَا يَكْفِيكُمْ مَا يَكُونُ مِنْكُمْ فِي النَّهَارِ حَتَّى تَذْكُرُوهُ بِهَذِهِ السَّاعَةِ أَيْضًا وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الحارث بن حصيرة من الأزد من أنفسهم روى عنه سفيان الثوري

§الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ مِنَ الْأَزْدِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

عبد الله بن السائب روى عن زاذان وروى عنه سفيان بن سعيد الثوري

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ رَوَى عَنْ زَاذَانَ وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ

عبد الأعلى بن عامر الثعلبي روى عنه سفيان الثوري وإسرائيل

§عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثْتُ سُفْيَانَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى فَقَالَ: §كُنَّا نَرَى أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ وَكَانَ عَبْدُ الْأَعْلَى يَرْوِي عَنِ ابْنِ -[335]- الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ فَيُكْثِرُ فَقَالَ سُفْيَانُ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ مِنْ كِتَابٍ. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد بن عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط , قال: هكذا كان سفيان الثوري يذكره إذا حدث عنه فيما أخبرني به مؤمل بن إسماعيل قال: وهو أبو يحيى بن آدم المحدث الذي كان بالكوفة وكان خالد بن خالد رجلا سريا مريا شريفا

§آدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , قَالَ: هَكَذَا كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَذْكُرُهُ إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ فِيمَا أَخْبَرَنِي بِهِ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: وَهُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ آدَمَ الْمُحَدِّثُ الَّذِي كَانَ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ خَالِدُ بْنُ خَالِدٍ رَجُلًا سَرِيًّا مَرِيًّا شَرِيفًا

محمد بن جحادة مولى لبني أود

§مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ مَوْلًى لِبَنِي أَوْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قَالَ: مَاتَ أَبِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَجَاءَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ يُعَزِّينَا فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: §ثَلَاثٌ مَنْ مَاتَ عِنْدَ فَرَاغِ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ: حَجَّةٌ أَوْ عُمْرَةٌ أَوْ غَزْوَةٌ

عبد الملك بن أبي بشير

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ يَعْنِي الْقَطَّانَ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ بِكِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ فَقَالَ: اقْرَأْهُ فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ دُعَاءٌ فَقَالَ الْحَسَنُ: §رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ

سالم بن أبي حفصة ويكنى أبا يونس

§سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَيُكْنَى أَبَا يُونُسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا رَآنِي قَالَ: §يَا شُرْطَةَ اللَّهِ قَعِي وَطِيرِي كَمَا تَطِيرُ حَبَّةُ الشَّعِيرِ قَالُوا: وَكَانَ سَالِمٌ يَتَشَيَّعُ تَشَيُّعًا شَدِيدًا فَلَمَّا كَانَتْ دَوْلَةُ بَنِي هَاشِمٍ حَجَّ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ تِلْكَ السَّنَةَ بِالنَّاسِ وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ , وَحَجَّ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ تِلْكَ السَّنَةَ فَدَخَلَ مَكَّةَ وَهُوَ يُلَبِّي يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ مُهْلِكَ بَنِي أُمَيَّةَ لَبَّيْكَ , وَكَانَ رَجُلًا مُجْهِرًا فَسَمِعَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِهِ وَرَأْيِهِ

أبان بن صالح بن عمير بن عبيد يقولون: إن أبا عبيد من سبي خزاعة الذين أغار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم بني المصطلق فوقع إلى أسيد بن أبي العيص بن أمية وصار بعد إلى عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فأعتقه وقتل صالح بن عمير بالري بيتتهم

§أَبَانُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُبَيْدٍ يَقُولُونَ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ مِنْ سَبْيِ خُزَاعَةَ الَّذِينَ أَغَارَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَوَقَعَ إِلَى أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَصَارَ بَعْدُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَأَعْتَقَهُ وَقُتِلَ صَالِحُ بْنُ عُمَيْرٍ بِالرِّيِّ بَيَّتَتْهُمُ الْأَزَارِقَةُ , فَقُتِلُوا فِي عَسْكَرِهِمْ زَمَنَ الْحَجَّاجِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي أَبَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ أَبِي يَعْنِي أَبَانَ بْنَ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لَهُ: أَفِي دِيوَانٍ أَنْتَ؟ قَالَ: §قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ ذَلِكَ مَعَ غَيْرِكَ فَأَمَّا مَعَكَ فَلَا أُبَالِي. فَفَرَضَ لَهُ وَوُلِدَ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَمَاتَ بِعَسْقَلَانَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَكَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ

الطبقة الرابعة

§الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ

منصور بن المعتمر السلمي ويكنى أبا عتاب

§مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ السُّلَمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَتَّابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ: §لَقَدْ طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ تِلْكَ النِّيَّةُ ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ فِيهِ بَعْدُ قَالَ مِنْدَلٌ: يَقُولُ: رَزَقَ اللَّهُ بَعْدُ الْبَصَرَ، يَقُولُ: كُنَّا أَحْدَاثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَذَكَرَ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ فَقَالَ: §قَدْ كَانَ عَمِشَ مِنَ الْبُكَاءِ كَانَتْ لَهُ خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا الدُّمُوعَ مِنْ عَيْنَيْهِ

قَالَ سُفْيَانُ: §وَزَعَمُوا أَنَّهُ صَامَ سِتِّينَ وَقَامَهَا

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ: §كُنْتُ إِذَا حَدَّثْتُ الْأَعْمَشَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا قُلْتُ: مَنْصُورٌ سَكَتَ

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: §رَأَيْتُ مَنْصُورًا بِمَكَّةَ قَالَ: أَظُنُّهُ مِنْ هَذِهِ الْخَشَبِيَّةِ قَالَ: وَمَا أَظُنُّهُ كَانَ يَكْذِبُ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ مَنْصُورٌ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ رَفِيعًا عَالِيًا

المغيرة بن مقسم الضبي مولى لهم ويكنى أبا هشام , وكان مكفوفا توفي سنة ست وثلاثين ومائة وكان ثقة كثير الحديث

§الْمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَيُكْنَى أَبَا هِشَامٍ , وَكَانَ مَكْفُوفًا تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عطاء بن السائب الثقفي ويكنى أبا زيد توفي سنة ست وثلاثين ومائة وكان ثقة وقد روى عنه المتقدمون وقد كان تغير حفظه بآخره واختلط في آخر عمره , وقال ابن علية: هو أضعف عندي من ليث , والليث ضعيف وقال ابن علية: لم أكتب عن عطاء إلا لوحا واحدا فمحوت أحد الجانبين

§عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ الثَّقَفِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْمُتَقَدِّمُونَ وَقَدْ كَانَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخِرِهِ وَاخْتُلِطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ , وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: هُوَ أَضْعَفُ عِنْدِي مِنْ لَيْثٍ , وَاللَّيْثُ ضَعِيفٌ وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ عَطَاءٍ إِلَّا لَوْحًا وَاحِدًا فَمَحَوْتُ أَحَدَ الْجَانِبَيْنِ قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْهُ شُعْبَةَ فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَكَ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَهُوَ ثِقَةٌ وَإِذَا جَمَعَ فَقَالَ: زَاذَانُ وَمَيْسَرَةُ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ فَاتَّقِهِ , كَانَ الشَّيْخُ قَدْ تَغَيَّرَ

حصين بن عبد الرحمن السلمي من أنفسهم

§حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

عبد الله بن أبي السفر الهمداني توفي في خلافة مروان بن محمد , وكان ثقة وليس بكثير الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ الْهَمْدَانِيُّ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ

أبو سنان ضرار بن مرة الشيباني

§أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُنَا: كَانَ الْبَكَّاءُونَ بِالْكُوفَةِ أَرْبَعَةً: ضِرَارَ بْنَ مُرَّةَ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبْجَرَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ , وَمُطَرِّفَ بْنَ طَرِيفٍ , §وَكَانَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ قَدْ حَفَرَ قَبْرَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَكَانَ يَأْتِيهِ فَيَخْتِمُ فِيهِ الْقُرْآنَ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا

أبو يحيى القتات مولى يحيى بن جعدة بن هبيرة وفيه ضعف

§أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ مَوْلَى يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَفِيهِ ضَعْفٌ

أبو هيثم العطار الأسدي وكان ثقة

§أَبُو هَيْثَمٍ الْعَطَّارُ الْأَسَدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

عمرو بن قيس الماصر مولى لكندة وكان يتكلم في الإرجاء وغيره

§عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ مَوْلًى لِكِنْدَةَ وَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِي الْإِرْجَاءِ وَغَيْرِهِ

موسى بن أبي كثير الأنصاري ويكنى أبا الصباح واسم أبي كثير الصباح وكان موسى من المتكلمين في الإرجاء وغيره , وكان فيمن وفد إلى عمر بن عبد العزيز فكلمه في الإرجاء , وكان ثقة في الحديث

§مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الصَّبَّاحِ وَاسْمُ أَبِي كَثِيرٍ الصَّبَّاحُ وَكَانَ مُوسَى مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي الْإِرْجَاءِ وَغَيْرِهِ , وَكَانَ فِيمَنْ وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَلَّمَهُ فِي الْإِرْجَاءِ , وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ

معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي وكان ثقة

§مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

قابوس بن أبي ظبيان الجنبي وفيه ضعف لا يحتج به

§قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيُّ وَفِيهِ ضَعْفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ

عبيد المكتب بن مهران مولى لبني ضبة وكان ثقة قليل الحديث

§عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ بْنُ مِهْرَانَ مَوْلًى لِبَنِي ضَبَّةَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

محمد بن سوقة مولى بجيلة وكان تاجرا يبيع الخز وكان ورعا

§مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ مَوْلَى بَجِيلَةَ وَكَانَ تَاجِرًا يَبِيعُ الْخَزَّ وَكَانَ وَرِعًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَتَانِي رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي بَيْتِي وَكَانَ طَرِيقُهُ إِذَا أَرَادَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ عَلَيْنَا , فَقَالَ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ بِالْكُوفَةِ يَقُولُ: §رَجُلَانِ يُرَادَانِ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ

حبيب بن أبي عمرة القصاب الأزدي روى عن سعيد بن جبير وكان ثقة قليل الحديث روى عنه الثوري

§حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْقَصَّابُ الْأَزْدِيُّ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ

يزيد بن أبي زياد ويكنى أبا عبد الله مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي , توفي سنة ست وثلاثين ومائة , وكان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب

§يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيِّ , تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ إِلَّا أَنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَجَاءَ بِالْعَجَائِبِ

عمار بن أبي معاوية الدهني من أحمس مولى لهم ويكنى أبا عبد الله وله أحاديث

§عَمَّارُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيُّ مِنْ أَحْمَسَ مَوْلًى لَهُمْ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَلَهُ أَحَادِيثُ

الحسن بن عمرو الفقيمي

§الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ذَهَبَ بِي أَبِي إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا صَغِيرٌ، فَقَالَ: §تَعَلَّمْ مِنْ مِثْلِ هَذَا الْقُرْآنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: §أَوْصَى لِي إِبْرَاهِيمُ بِثِيَابِهِ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي توفي في أول خلافة أبي جعفر , وكان ثقة يحتج به وليس بكثير الحديث

§عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ ثِقَةً يُحْتَجُّ بِهِ وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ

الربيع بن سحيم الأسدي من بني كاهل

§الرَّبِيعُ بْنُ سُحَيْمٍ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ

أبو مسكين صاحب إبراهيم واسمه الحر مولى لبني أود وكان قليل الحديث

§أَبُو مِسْكِينٍ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ وَاسْمُهُ الْحُرُّ مَوْلًى لِبَنِي أَوْدٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري رجل من العرب ممن قدم الكوفة من هجر وكان ضعيفا في الحديث

§أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ قَدِمَ الْكُوفَةَ مِنْ هَجَرَ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

الأعمش واسمه سليمان بن مهران ويكنى أبا محمد الأسدي مولى بني كاهل وكان ينزل في بني عوف من بني سعد وكان يصلي في مسجد بني حرام من بني سعد

§الْأَعْمَشُ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ مَوْلَى بَنِي كَاهِلٍ وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي عَوْفٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ وَكَانَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ بَنِي حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: §كَانَ أَبِي حَمِيلًا فَمَاتَ أَخُوهُ فَوَرَّثَهُ مَسْرُوقٌ مِنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَكَانَ الْأَعْمَشُ صَاحِبَ قُرْآنٍ وَفَرَائِضَ وَعِلْمٍ بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْقُرْآنَ , وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ ثُمَّ تَرَكَ ذَاكَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ , وَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَعْبَانَ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَيْئًا مَعْلُومًا حِينَ كَبُرَ وَضَعُفَ وَيُحْضِرُونَ مَصَاحِفَهُمْ فَيُعَارِضُونَهَا وَيُصْلِحُونَهَا عَلَى قِرَاءَتِهِ , وَكَانَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ يُحْضِرُ مُصْحَفًا لَهُ كَانَ أَصَحَّ تِلْكَ الْمَصَاحِفِ فَيُصْلِحُونَ عَلَى مَا فِيهِ أَيْضًا , وَكَانَ الْأَعْمَشُ يَقْرَأُ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَكَانَ الْأَعْمَشُ قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ , وَقَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ الْخُزَاعِيِّ , وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ , وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: وَاللَّهِ §لَا تَأْتُونَ أَحَدًا إِلَّا حَمَلْتُمُوهُ عَلَى الْكَذِبِ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا هُوَ شَرٌّ مِنْهُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنْكَرْتُ هَذِهِ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَشْبَعُونَ قَالَ: وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ حِينَئِذٍ التَّدْلِيسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذَكَرَ أَهْلَ الْعِرَاقِ ضَعَّفَ -[343]- عِلْمَهُمْ , قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ يَرْوِي أَرْبَعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ قَالَ: أَرْبَعَةُ آلَافٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِبَعْضِ عِلْمِهِ. قَالَ: فَجِئْ بِهِ. فَأَتَيْتُهُ بِهِ قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَأَعْرِفُ التَّغْيِيرَ فِيهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَعِلْمٌ §مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَعْلَمُ هَذَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: §كَانَتْ لِلْأَعْمَشِ عِنْدِي بِضَاعَةٌ فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: رَبِحْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا , قَالَ: وَمَا حَرَّكْتُ بِضَاعَتَهُ بَعْدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: §جَاءَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى الْأَعْمَشِ فَقَالَ: قُولُوا لَهُ: أَبُو أَرْطَأَةَ بِالْبَابِ قَالَ: فَقَالَ: أَيَكْتَنِي عَلَيَّ؟ أَيَكْتَنِي عَلَيَّ؟ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ

قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: قَالَ الْأَعْمَشُ §كُنْتُ إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَأَبُو إِسْحَاقَ جِئْنَا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ غَضًّا

قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ §مَا كَانَ أَكْبَرُ الْمَعْرُورِ قَالَ: قَدْ أَخَذْتَ تَلْقَى الْبَدْرَ

قَالَ سُفْيَانُ: أَتَيْتُ الْأَعْمَشَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَقُولُ: مَا سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَجَابَنِي فَقَالَ: §يَا حَسَنُ بْنَ عَيَّاشٍ أَخْبِرْهُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ بَعْدَهُ أَمْرٌ

وَقَالَ الْأَعْمَشُ: قَالَ لِي رَجُلٌ: جَالَسْتُ الزُّهْرِيَّ فَذَكَرْتُكَ لَهُ فَقَالَ: §أَمَا مَعَكَ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْءٌ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الْأَعْمَشُ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ عِيَاضٍ وَابْنِ عَجْلَانَ وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَرُبَّمَا غَلَطَ الْأَعْمَشُ فَيَرُدُّهُ سُفْيَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: §وُلِدَ الْأَعْمَشُ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَذَلِكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ , وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَمَّا يَحْيَى -[344]- بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ فَقَالَ: وُلِدَ الْأَعْمَشُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ قَالَ: وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

إسماعيل بن أبي خالد مولى لبني أحمس من بجيلة ويكنى أبا عبد الله كان أصغر من إبراهيم النخعي بسنتين

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ مَوْلًى لِبَنِي أَحْمَسَ مِنْ بَجِيلَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَانَ أَصْغَرَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ بِسَنَتَيْنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: §إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ شَرِبَ الْعِلْمَ شُرْبًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: §رَأَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ سِتَّةً مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَأَبَا كَاهِلٍ , وَأَبَا جُحَيْفَةَ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ , وَطَارِقَ بْنَ شِهَابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: §تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ مُسْهِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §الْحُفَّاظُ عِنْدَنَا أَرْبَعَةٌ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ

فراس بن يحيى الهمداني صاحب الشعبي وكان ثقة إن شاء الله

§فِرَاسُ بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ صَاحِبُ الشَّعْبِيِّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

جابر بن يزيد الجعفي

§جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: وَذَكَرَ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ قَالَ: §إِذَا قَالَ لَكَ حَدَّثَنِي أَوْ سَمِعْتُ فَذَاكَ وَإِذَا قَالَ: قَالَ فَكَأَنَّهُ يُدَلِّسُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §تُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمِثْلِ ذَلِكَ قَالَ: وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا فِي رَأْيِهِ وَحَدِيثِهِ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كُنْتُ مَعَهُ فِي بَيْتٍ فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ يَنْقُضُ الْبَيْتَ أَوْ كَادَ يَنْقُضُ أَوْ نَحْوَ هَذَا

أبو إسحاق الشيباني واسمه سليمان بن أبي سليمان مولى لهم , قال محمد بن عمر: توفي سنة تسع وعشرين ومائة وقال غيره: توفي لسنتين خلتا من خلافة أبي جعفر

§أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مَوْلًى لَهُمْ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ لِسَنَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

مطرف بن طريف الحارثي قال: قال سفيان بن عيينة: لقيني مطرف فقال: ما لك لا تأتينا؟ وهو على حمار فقلت: وليت شيئا من الصدقة؟ قال: فبكى وقال: أتغفلوني؟ قال: وكان كأنه يثني عليه قال سفيان: وكان مطرف يقول: والله لأنتم أحب إلي من أهلي قالوا: وتوفي

§مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: لَقِيَنِي مُطَرِّفٌ فَقَالَ: مَا لَكَ لَا تَأْتِينَا؟ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ فَقُلْتُ: وُلِّيتَ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: فَبَكَى وَقَالَ: أَتُغْفِلُونِي؟ قَالَ: وَكَانَ كَأَنَّهُ يُثْنِي عَلَيْهِ -[346]- قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي قَالُوا: وَتُوُفِّيَ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

إسماعيل بن سميع الحنفي ثقة إن شاء الله

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ ثِقَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

العلاء بن عبد الكريم اليامي من همدان وهو ابن عم زبيد لحا , توفي في خلافة أبي جعفر

§الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيُّ مِنْ هَمْدَانَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ زُبَيْدٍ لَحًّا , تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

عيسى بن المسيب البجلي وكان قاضيا لخالد بن عبد الله القسري على الكوفة ولكنه عمر , وكان جابر بن يزيد الجعفي يجلس معه إذا جلس للقضاء وتوفي في خلافة أبي جعفر

§عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ الْبَجَلِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ عَلَى الْكُوفَةِ وَلَكِنَّهُ عُمِّرَ , وَكَانَ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ يَجْلِسُ مَعَهُ إِذَا جَلَسَ لِلْقَضَاءِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

محمد بن أبي إسماعيل السلمي واسم أبي إسماعيل راشد وكانوا إخوة ثلاثة يروى عنهم , أسنهم وأقدمهم موتا إسماعيل بن راشد روى عنه حصين , وأخوه محمد بن أبي إسماعيل أيضا ومات محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر وقد روى الثوري أيضا عن محمد بن أبي

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ وَاسْمُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ رَاشِدٌ وَكَانُوا إِخْوَةً ثَلَاثَةً يُرْوَى عَنْهُمْ , أَسَنُّهُمْ وَأَقْدَمُهُمْ مَوْتًا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَاشِدٍ رَوَى عَنْهُ حُصَيْنٌ , وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَيْضًا وَمَاتَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَقَدْ رَوَى الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ وَالْآخَرُ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ رَوَى عَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالثَّوْرِيُّ

خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي هرب من الكوفة لما ظهرت دعوة بني العباس إلى واسط , فقتل مع ابن هبيرة يقولون: إن أبا جعفر قطع لسانه ثم قتله وله عقب بالكوفة

§خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ هَرَبَ مِنَ الْكُوفَةِ لَمَّا ظَهَرَتْ دَعْوَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَى وَاسِطَ , فَقُتِلَ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ يَقُولُونَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَطَعَ لِسَانَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ

بكير بن عتيق قال: سمعت محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي يقول: حج بكير بن عتيق ستين حجة. وكان ثقة

§بُكَيْرُ بْنُ عَتِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيَّ يَقُولُ: حَجَّ بُكَيْرُ بْنُ عَتِيقٍ سِتِّينَ حَجَّةً. وَكَانَ ثِقَةً

الجعد بن ذكوان مولى لشريح القاضي , وداره في شهار سوج كندة. وكان قليل الحديث

§الْجَعْدُ بْنُ ذَكْوَانَ مَوْلًى لِشُرَيْحٍ الْقَاضِي , وَدَارُهُ فِي شِهَارِ سُوجِ كِنْدَةَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حلام بن صالح العبسي روى عن أصحاب عمر بن الخطاب , وعبد الله بن مسعود

§حَلَّامُ بْنُ صَالِحٍ الْعَبْسِيُّ رَوَى عَنْ أَصْحَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

أبو الهيثم بياع القصب المرادي وكان قليل الحديث

§أَبُو الْهَيْثَمِ بَيَّاعُ الْقَصَبِ الْمُرَادِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الزبرقان بن عبد الله العبدي وكان قليل الحديث

§الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو يعفور العبدي

§أَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ

قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي أَبُو يَعْفُورٍ: §مَا بَقِيَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ أَكْبَرُ مِنِّي

قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ: §قَدْ رَأَيْتُ أَبَا يَعْفُورٍ وَكَانَ مُصَلَّاهُ هَاهُنَا وَاسْمُهُ وَاقِدُ بْنُ وَقْدَانَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عيسى بن أبي عزة مولى لهمدان وكان ثقة وله أحاديث

§عِيسَى بْنُ أَبِي عَزَّةَ مَوْلًى لِهَمْدَانَ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي وكان ثقة

§الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ الْأَسَدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

هارون بن عنترة وكان ثقة

§هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ وَكَانَ ثِقَةً

الحسن بن عبيد الله النخعي وكان ثقة وتوفي في خلافة أبي جعفر

§الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

مجالد بن سعيد الهمداني ويكنى أبا عمير توفي سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر قال: وكان ضعيفا في الحديث قال يحيى بن سعيد القطان: ما كنت أشاء أن يقول لي مجالد من حديث من رأى الشعبي عن مسروق إلا فعل , وقد روى عنه يحيى بن سعيد القطان مع هذا , وروى

§مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَا كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ يَقُولَ لِي مُجَالِدٌ مِنْ حَدِيثِ مِنْ رَأَى الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ إِلَّا فَعَلَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ مَعَ هَذَا , وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمْ

ليث بن أبي سليم ويكنى أبا بكر مولى عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية

§لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ مَوْلَى عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ

قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، يَقُولُ لِلَيْثٍ: §انْظُرْ مَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِ يَعْنِي طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا قَالُوا: وَتُوُفِّيَ لَيْثٌ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي جَبَّانَةِ عَرْزَمٍ وَكَانَ أَبُوهُ أَبُو سُلَيْمٍ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ , فَلَمَّا دَخَلَ شَبِيبٌ الْخَارِجِيُّ الْكُوفَةَ أَتَى الْمَسْجِدَ فَبَيَّتَ مَنْ فِيهِ فَقَتَلَهُمْ وَقَتَلَ أَبَا سُلَيْمٍ فِيمَنْ قَتَلَ فَتَرَكَ النَّاسَ التَّهَجُّدَ مِنْ لَيْلَتِئِذٍ فِي الْمَسْجِدِ , وَكَانَ لَيْثٌ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا , وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ يُقَالُ كَانَ يَسْأَلُ عَطَاءً وَطَاوُسًا وَمُجَاهِدًا عَنِ الشَّيْءِ فَيَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَيَرْوِي أَنَّهُمُ اتَّفَقُوا مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ لِذَلِكَ

الأجلح بن عبد الله الكندي ويكنى أبا حجية توفي في خلافة أبي جعفر بعد خروج محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن حسن , وخرجا سنة خمس وأربعين ومائة وكان ضعيفا جدا

§الْأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا حُجَيَّةَ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَسَنِ , وَخَرَجَا سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا

عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الفزاري مولى لهم , ويكنى أبا عبد الله واسم أبي سليمان ميسرة اجتمعوا على أنه توفي في العاشر من ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر , وكان ثقة مأمونا ثبتا

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيُّ الْفَزَارِيُّ مَوْلًى لَهُمْ , وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاسْمُ أَبِي سُلَيْمَانَ مَيْسَرَةُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي الْعَاشِرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ثَبْتًا

القاسم بن الوليد الهمداني وكان ثقة

§الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

عبد الله بن شبرمة الضبي وكان ثقة فقيها قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شُبْرُمَةَ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا شُبْرُمَةَ رَجُلًا عَرَبِيًّا حَسَنَ الْخُلُقِ , وَرُبَّمَا كَسَا حَتَّى يَبِيتَ فِي ثِيَابِهِ وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى قَدْ وَلَّاهُ قَضَاءَ أَرْضِ الْخَرَاجِ

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ هَاهُنَا عِنْدَنَا وَالِيًا بِالْيَمَنِ فَلَمَّا عُزِلَ شَيَّعْتُهُ , فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ وَأَفْرَدَنِي وَإِيَّاهُ الْمَسِيرُ -[351]- وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا أَحَدٌ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُرْوَةَ احْمَدِ اللَّهَ §أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَبْدِلْ بِقَمِيصِي هَذَا قَمِيصًا مُنْذُ دَخَلْتُهَا , قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ لَكَ حَلَالًا فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ شَاعِرًا وَكَانَ يَحْضُرُ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عِيسَى بْنَ مُوسَى كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَسْمُرَانِ عِنْدَهُ فَإِذَا جَاءَا وَقَفَا عَلَى دَوَابِّهِمَا حَتَّى يُؤَذْنَ لَهُمَا وَرُبَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِمَا عِيَاضٌ حَاجِبُ عِيسَى بْنِ مُوسَى فَيَقُولُ: انْصَرِفَا فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ لَيْلَةً مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي يَقُولُ: [البحر الطويل] إِذَا نَحْنُ أَعْتَمْنَا وَطَالَ بِنَا الْكَرَى ... أَتَانَا بِإِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ عِيَاضُ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يُسَمِّي الَّذِينَ يَسْأَلُونَ لَهُ عَنِ الشُّهُودِ الْهَدَاهِدَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ سُئِلَ عَنْهُ فَأُسْقِطَ فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: [البحر الطويل] سَأَلْنَا فَلَمْ يَأْلَوْا وَعَمَّ سُؤَالُنَا ... فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ طَحْطَحَتْهُ الْهَدَاهِدُ

عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي. قال سفيان بن عيينة: عمارة بن القعقاع ابن أخي عبد الله بن شبرمة وعبد الله بن عيسى ابن أخي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فكانوا يقولون: هما أفضل من عميهما فقال ابن شبرمة لعمارة: تعمل على شيء بالحيرة فإنها صلح صالح

§عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى ابْنُ أَخِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَكَانُوا يَقُولُونَ: هُمَا أَفْضَلُ مِنْ عَمَّيْهِمَا فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ لِعُمَارَةَ: تَعْمَلُ عَلَى شَيْءٍ بِالْحِيرَةِ فَإِنَّهَا صُلْحٌ صَالَحَ عَلَيْهَا عُمَرُ , وَكَانَ عُمَارَةُ ثِقَةً

يزيد بن القعقاع بن شبرمة الضبي وقد روي عنه أيضا

§يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

حسين بن حسن الكندي ولي قضاء الكوفة وكان ثقة

§حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْكِنْدِيُّ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً

غيلان بن جامع المحاربي ولي قضاء الكوفة وتوفي في ولاية يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق قتله المسودة في أول ما جاءوا بين واسط والكوفة وكان ثقة إن شاء الله

§غَيْلَانُ بْنُ جَامِعٍ الْمُحَارِبِيُّ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْعِرَاقِ قَتَلَهُ الْمُسَوِّدَةُ فِي أَوَّلِ مَا جَاءُوا بَيْنَ وَاسِطَ وَالْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

إبراهيم بن محمد بن المنتشر الهمداني وكان ثقة

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

مخول بن راشد بن أبي راشد النهدي مولى لهم توفي في أول خلافة أبي جعفر , وكان ثقة إن شاء الله

§مُخَوَّلُ بْنُ رَاشِدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ النَّهْدِيُّ مَوْلًى لَهُمْ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عمير بن يزيد بن أبي الغريف الهمداني توفي في أول خلافة أبي جعفر

§عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الْغَرِيفِ الْهَمْدَانِيُّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

الحجاج بن عاصم المحاربي ولي القضاء بالكوفة

§الْحَجَّاجُ بْنُ عَاصِمٍ الْمُحَارِبِيُّ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: §رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَأَيْتُهُ الْجُمُعَةَ الْأُخْرَى عَلَى سَرِيرٍ قَدْ مَاتَ فِي سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ

أبو حيان التيمي واسمه يحيى بن سعيد وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

موسى الجهني ويكنى أبا عبد الله وكان ثقة قليل الحديث

§مُوسَى الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الحسن بن الحر ويكنى أبا محمد مولى لبني الصيداء من بني أسد بن خزيمة , ومات بمكة سنة ثلاث وثلاثين ومائة , وكان ثقة قليل الحديث

§الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ مَوْلًى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَمَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الوليد بن عبد الله بن جميع الخزاعي من أنفسهم , وكان ثقة وله أحاديث

§الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

الصلت بن بهرام من بني تيم الله بن ثعلبة وكان ثقة إن شاء الله

§الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

حنش بن الحارث بن لقيط النخعي وكان ثقة قليل الحديث

§حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وقاء بن إياس الأسدي ويكنى أبا يزيد وكان ثقة إن شاء الله

§وِقَاءُ بْنُ إِيَاسٍ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

بدر بن عثمان مولى لآل عثمان بن عفان , وكان منزله قرب المسجد عند باب الفيل وكانت له أحاديث

§بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ مَوْلًى لِآلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ قُرْبَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ وَكَانَتْ لَهُ أَحَادِيثُ

سعيد بن المرزبان ويكنى أبا سعد البقال مولى حذيفة بن اليمان وكان قليل الحديث

§سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ الْبَقَّالُ مَوْلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سليمان بن يسير ويكنى أبا الصباح مولى الحجاج بن أرطأة النخعي

§سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيْرٍ وَيُكْنَى أَبَا الصَّبَّاحِ مَوْلَى الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ النَّخَعِيِّ

عبيدة بن معتب الضبي ويكنى أبا عبد الكريم وكان مكفوفا , وكان ضعيفا جدا وقد روى عنه سفيان الثوري

§عُبَيْدَةُ بْنُ مُعَتِّبٍ الضَّبِّيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْكَرِيمِ وَكَانَ مَكْفُوفًا , وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

زكرياء بن أبي زائدة مولى محمد بن المنتشر الهمداني

§زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ الْهَمْدَانِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، §أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبان بن عبد الله بن صخر بن العيلة البجلي ويكنى صخر أبا حازم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي أبان في خلافة أبي جعفر بالكوفة

§أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ الْعَيْلَةِ الْبَجَلِيُّ وَيُكْنَى صَخْرٌ أَبَا حَازِمٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَتُوُفِّيَ أَبَانُ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ بِالْكُوفَةِ

الصباح بن ثابت البجلي من أنفسهم وكان إمام مسجد جرير بن عبد الله , وكان عاقلا نبيلا وتوفي في خلافة أبي جعفر

§الصَّبَّاحُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَجَلِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ عَاقِلًا نَبِيلًا وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

عبد الرحمن بن زبيد اليامي ويكنى أبا الأشعث توفي بعد المبيضة بسنة كأنه توفي سنة ست أو سبع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُبَيْدٍ الْيَامِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْأَشْعَثِ تُوُفِّيَ بَعْدَ الْمُبَيِّضَةِ بِسَنَةٍ كَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

سعيد بن عبيد الطائي ويكنى أبا الهذيل , وأخواله بنو أسد بن خزيمة وكانت داره فيهم , وكان يؤمهم وتوفي في خلافة أبي جعفر

§سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْهُذَيْلِ , وَأَخْوَالُهُ بَنُو أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَكَانَتْ دَارُهُ فِيهِمْ , وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

موسى الصغير بن مسلم الطحان

§مُوسَى الصَّغِيرُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ §أَنَّ مُوسَى الصَّغِيرَ الطَّحَانَ مَاتَ سَاجِدًا عِنْدَ الْمَقَامِ

معرف بن واصل من بني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم

§مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: كَانَ مَعْرُوفٌ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ وَكَانَ بِهِ فَتْقٌ وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ فِي ثَلَاثٍ، §أَمَّ قَوْمَهُ سِتِّينَ سَنَةً لَمْ يَسْهُ فِي صَلَاةٍ قَطُّ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُهِمُّهُ

عيسى بن المغيرة ويكنى أبا شهاب قال محمد بن عبيد: قد لقيته

§عِيسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ وَيُكْنَى أَبَا شِهَابٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: قَدْ لَقِيتُهُ

أبو بحر الهلالي واسمه أحنف

§أَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ وَاسْمُهُ أَحْنَفٌ

أبو بحر الذي روى عنه الحسن بن صالح قال: قال وكيع: وهو ابن أخت لنا كان معنا وقد رأيته , اسمه بريد بن شداد

§أَبُو بَحْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: وَهُوَ ابْنُ أُخْتٍ لَنَا كَانَ مَعَنَا وَقَدْ رَأَيْتُهُ , اسْمُهُ بُرَيْدُ بْنُ شَدَّادٍ

شوذب أبو معاذ

§شَوْذَبٌ أَبُو مُعَاذٍ

أبو العدبس واسمه منيع

§أَبُو الْعَدَبَّسِ وَاسْمُهُ مَنِيعٌ

أبو العنبس الذي روى عنه مسعر اسمه الحارث

§أَبُو الْعَنْبَسِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ اسْمُهُ الْحَارِثُ

الطبقة الخامسة

§الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى بن بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري ثم أحد بني جحجبا بن كلفة , من بني عمرو بن عوف من الأوس أجمعوا لنا على أنه توفي بالكوفة سنة ثمان وأربعين ومائة وقد كان ولي القضاء لبني أمية ثم وليه لبني العباس وعيسى بن موسى على

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى بْنِ بِلَالِ بْنِ بُلَيْلِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ , مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ أَجْمَعُوا لَنَا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ كَانَ وَلِيَ الْقَضَاءَ لِبَنِي أُمَيَّةَ ثُمَّ وَلِيَهُ لِبَنِي الْعَبَّاسِ وَعِيسَى بْنِ مُوسَى عَلَى الْكُوفَةِ وَأَعْمَالِهَا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى يَوْمَ مَاتَ قَدْ بَلَغَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَا أَعْقِلُ شَيْئًا مِنْ شَأْنِ أَبِي غَيْرَ أَنِّي أَعْرِفُ أَنَّهُ §كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ وَكَانَ لَهُ حُبَّانِ أَخْضَرَانِ يَنْبِذُ عِنْدَ هَذِهِ يَوْمًا وَعِنْدَ هَذِهِ يَوْمًا

أشعث بن سوار الثقفي مولى لهم وكان يعالج الخشب ومنزله في النخع وداره حذاء مسجد حفص بن غياث وتوفي في أول خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا في حديثه

§أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَكَانَ يُعَالِجُ الْخَشَبَ وَمَنْزِلُهُ فِي النَّخَعِ وَدَارُهُ حِذَاءَ مَسْجِدِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي حَدِيثِهِ

محمد بن السائب الكلبي بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ويكنى محمد بن السائب الكلبي: أبا النضر , وكان جده بشر بن عمرو وبنوه

§مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ

عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ وَيُكْنَى مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: أَبَا النَّضْرِ , وَكَانَ جَدُّهُ بِشْرُ بْنُ عَمْرٍو وَبَنُوهُ السَّائِبُ وَعُبَيْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ شَهِدُوا الْجَمَلَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَقُتِلَ السَّائِبُ بْنُ بِشْرٍ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَلَهُ يَقُولُ ابْنُ وَرْقَاءَ النَّخَعِيُّ: [البحر الطويل] مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عُبَيْدًا بِأَنَّنِي ... عَلَوْتُ أَخَاهُ بِالْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ فَإِنْ كُنْتَ تَبْغِي الْعِلْمَ عَنْهُ فَإِنَّهُ ... مُقِيمٌ لَدَى الدَّيْرَيْنِ غَيْرَ مُوَسَّدِ وَعَمْدًا عَلَوْتُ الرَّأْسَ مِنْهُ بِصَارِمٍ ... فَأَثْكَلْتُهُ سُفْيَانَ بَعْدَ مُحَمَّدِ سُفْيَانُ وَمُحَمَّدٌ ابْنَا السَّائِبِ وَشَهِدَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْجَمَاجِمَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ عَالِمًا بِالتَّفْسِيرِ وَأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَأَحَادِيثِهِمْ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ كُلِّهِ ابْنُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ وَكَانَ عَالِمًا بِالنَّسَبِ وَأَحَادِيثِ الْعَرَبِ وَأَيَّامِهِمْ , قَالُوا: وَلَيْسَ بِذَاكَ فِي رِوَايَتِهِ، ضَعِيفٌ جِدًّا

الحجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج ويكنى الحجاج أبا أرطأة وكان شريفا مريا وكان في صحابة أبي جعفر فضمه إلى المهدي فلم يزل معه حتى توفي بالري , والمهدي بها يومئذ في خلافة أبي جعفر ,

§الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُبَيْرَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجَ وَيُكْنَى الْحَجَّاجُ أَبَا أَرْطَأَةَ وَكَانَ شَرِيفًا مَرِيًّا وَكَانَ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ فَضَمَّهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ بِالرِّيِّ , وَالْمَهْدِيُّ بِهَا يَوْمَئِذٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

أبو جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حية وكان ضعيفا في الحديث وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة بالكوفة في خلافة أبي جعفر

§أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

أبان بن تغلب الربعي توفي بالكوفة في خلافة أبي جعفر وعيسى بن موسى وال على الكوفة وكان ثقة روى عنه شعبة

§أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ الرَّبْعِيُّ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَعِيسَى بْنُ مُوسَى وَالٍ عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ ثِقَةً رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ

محمد بن سالم أبو سهل العبسي صاحب الفرائض وكان ضعيفا كثير الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الْعَبْسِيُّ صَاحِبُ الْفَرَائِضِ وَكَانَ ضَعِيفًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو كبران المرادي واسمه الحسن بن عقبة

§أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ وَاسْمُهُ الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ

بشير بن سلمان النهدي مولى لهم ويكنى أبا إسماعيل وكان منزله في همدان وكان شيخا قليل الحديث

§بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ النَّهْدِيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي هَمْدَانَ وَكَانَ شَيْخًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بشير بن المهاجر كان مولى وكان منزله في غني ليس بمولى لهم

§بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ كَانَ مَوْلًى وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي غَنِيٍّ لَيْسَ بِمَوْلًى لَهُمْ

بكير بن عامر البجلي ويكنى أبا إسماعيل وكان ثقة إن شاء الله

§بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

محل بن محرز الضبي ويكنى أبا يحيى وكان مكفوفا وكان ضعيفا في الحديث

§مُحِلُّ بْنُ مُحْرِزٍ الضَّبِّيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَكَانَ مَكْفُوفًا وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

محمد بن قيس الأسدي من بني والبة من أنفسهم ويكنى أبا نصر وكان ثقة إن شاء الله

§مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي وَالِبَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان ثقة وله أحاديث صالحة

§طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

عبد الرحمن بن إسحاق ويكنى أبا شيبة وكان ضعيف الحديث روى عن الشعبي وهو الذي روى عنه أبو معاوية الضرير والكوفيون , وعبد الرحمن بن إسحاق المديني أثبت منه في الحديث وهو الذي روى عنه إسماعيل ابن علية والبصريون

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَيُكْنَى أَبَا شَيْبَةَ وَكَانَ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَالْكُوفِيُّونَ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[362]- إِسْحَاقَ الْمَدِينِيُّ أَثْبَتُ مِنْهُ فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَالْبَصْرِيُّونَ

إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية كانت عنده أحاديث وقد روي عنه

§إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ كَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عمر بن ذر بن عبد الله الهمداني أحد بني مرهبة ويكنى أبا ذر وكان قاصا. قال محمد بن سعد: قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفي عمر بن ذر سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر , وكان مرجيا فمات فلم يشهده سفيان الثوري ولا الحسن بن صالح، وكان ثقة إن شاء الله

§عُمَرُ بْنُ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ أَحَدُ بَنِي مُرْهِبَةَ وَيُكْنَى أَبَا ذَرٍّ وَكَانَ قَاصًّا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ: تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ مُرْجِيًا فَمَاتَ فَلَمْ يَشْهَدْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَلَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عقبة بن أبي صالح وقد روي عنه

§عُقْبَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عقبة بن أبي العيزار مولى لبني أود من مذحج وكان قليل الحديث

§عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْعَيْزَارِ مَوْلًى لِبَنِي أَوْدٍ مِنْ مَذْحِجَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد العزيز بن سياه الأسدي مولى لهم وكان من خيار الناس وله أحاديث وكان منزله مع حبيب بن أبي ثابت في الدار وتوفي في خلافة أبي جعفر

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ الْأَسَدِيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَلَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ مَنْزِلُهُ مَعَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي الدَّارِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

يوسف بن صهيب قال: قال أبو نعيم: كان في بني بداء من كندة وأحسبه مولى لهم

§يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ فِي بَنِي بَدَّاءَ مِنْ كِنْدَةَ وَأَحْسَبُهُ مَوْلًى لَهُمْ

يونس بن أبي إسحاق السبيعي ويكنى أبا إسرائيل وكانت له سن عالية وقد روى عن عامة رجال أبيه وتوفي بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث كثيرة

§يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْرَائِيلَ وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَقَدْ رَوَى عَنْ عَامَّةَ رِجَالِ أَبِيهِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ

داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي من مذحج وكان ضعيفا له أحاديث صالحة

§دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ مِنْ مَذْحِجَ وَكَانَ ضَعِيفًا لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

وأخوه إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي وهو أبو عبد الله بن إدريس وله أحاديث

§وَأَخُوهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَلَهُ أَحَادِيثُ

عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت وكان شيخا حدث عنه أبو نعيم وقبيصة بن عقبة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَكَانَ شَيْخًا حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ

فطر بن خليفة الحناط ويكنى أبا بكر توفي بالكوفة بعد علي بن حي بقليل كأنه مات سنة خمس وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وكان ثقة إن شاء الله ومن الناس من يستضعفه وقد حدث عنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما , وكان لا يدع أحدا يكتب عنده وكانت له سن عالية ولقاء. وروى عن

§فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ الْحَنَّاطُ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ حَيٍّ بِقَلِيلٍ كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا , وَكَانَ لَا يَدَعُ أَحَدًا يَكْتُبُ عِنْدَهُ وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَلِقَاءٌ. وَرَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَغَيْرِهِ

أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية توفي في خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا

§أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ وَاسْمُهُ ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ضَعِيفًا

مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيد الله بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا سلمة قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفي مسعر بالكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة وقال أبو نعيم: سنة خمس وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وأخبرني من

§مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظُهَيْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ: تُوُفِّيَ مِسْعَرٌ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ مِسْعَرًا يَجِيئُهُ

الرَّجُلُ فَيُحَدِّثُهُ بِالشَّيْءِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ فَيَسْتَمِعُ لَهُ وَيُنْصِتُ وَقَالَ الْهَيْثَمُ: لَمْ يَسْمَعْ مِسْعَرٌ حَدِيثًا قَطُّ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ عَابَدَةٌ فَكَانَ يَحْمِلُ مَعَهَا لِبْدًا وَيَمْشِي مَعَهَا حَتَّى يَدْخُلَا الْمَسْجِدَ فَيَبْسُطُ لَهَا اللِّبْدَ فَتَقُومُ فَتُصَلِّي وَيَتَقَدَّمُ هُوَ إِلَى مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مَنْ يُرِيدُ فَيُحَدِّثُهُمْ ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى أُمِّهِ فَيَحْمِلُ لِبْدَهَا وَيَنْصَرِفُ مَعَهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَأْوًى إِلَّا مَنْزِلَهُ وَالْمَسْجِدَ وَكَانَ مُرْجِئًا فَمَاتَ فَلَمْ يَشْهَدْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَلَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ

مالك بن مغول بن عاصم بن مالك بن غزية بن حارثة بن خديج بن جابر بن عوذ بن الحارث بن صهيبة بن أنمار وهو بجيلة ويكنى مالك أبا عبد الله وتوفي بالكوفة في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة في الشهر الذي توفي فيه أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين , أخبرني بذلك كله

§مَالِكُ بْنُ مِغْوَلِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنَ حَارِثَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَوْذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صُهَيْبَةَ بْنِ أَنْمَارٍ وَهُوَ بَجِيلَةُ وَيُكْنَى مَالِكٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي الشَّهْرِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ كُلِّهِ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ فَاضِلًا خَيِّرًا

أبو شهاب الأكبر واسمه موسى بن نافع مولى بني أسد روى عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد وروى عنه الثوري وشريك وحفص ووكيع وابن نمير وكان ثقة قليل الحديث

§أَبُو شِهَابٍ الْأَكْبَرُ وَاسْمُهُ مُوسَى بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَحَفْصٌ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو عميس واسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة وكان ثقة

§أَبُو عُمَيْسٍ وَاسْمُهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ ثِقَةً

المسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود , مات ببغداد وكان ثقة كثير الحديث إلا أنه اختلط في آخر عمره، ورواية المتقدمين عنه

§الْمَسْعُودِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , مَاتَ بِبَغْدَادَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ إِلَّا أَنَّهُ اخْتُلِطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَرِوَايَةُ الْمُتَقَدِّمِينَ عَنْهُ

عبد الجبار بن عباس الشبامي من همدان وكان فيه ضعف وقد روي عنه

§عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ الشِّبَامِيُّ مِنْ هَمْدَانَ وَكَانَ فِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

أمي بن ربيعة الصيرفي قال: قال أبو أسامة: كان يكنى أبا عبد الرحمن وكان ثقة قليل الحديث

§أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

بسام الصيرفي روى عن أبي جعفر محمد بن علي قال أبو نعيم: أحسبه كان عبدا لا أعرف له أبا وكان ينزل عند حمام عنترة وقد روى عن أبي جعفر محمد بن علي وكان يكنى أبا عبد الله

§بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَحْسَبُهُ كَانَ عَبْدًا لَا أَعْرِفُ لَهُ أَبًا وَكَانَ يَنْزِلُ عِنْدَ حَمَّامِ عَنْتَرَةَ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

موسى بن قيس الحضرمي من أنفسهم ويكنى أبا محمد توفي في خلافة أبي جعفر قال: وكان قليل الحديث

§مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

داود بن نصير الطائي من أنفسهم ويكنى أبا سليمان وكان قد سمع الحديث وفقه وعرف النحو وعلم أيام الناس وأمورهم ثم تعبد فلم يكن يتكلم في ذلك بشيء

§دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ الطَّائِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا سُلَيْمَانَ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَفَقِهَ وَعَرَفَ النَّحْوَ وَعَلِمَ أَيَّامَ النَّاسِ وَأُمُورَهُمْ ثُمَّ تَعَبَّدَ فَلَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ جَلِيسٍ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً فَأُذَاكِرُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: §ذَاكَ الَّذِي كُنْتَ تُذَاكِرُنِي بِهِ لَا تُذَاكِرْنِي بِشَيْءٍ مِنْهُ أَبَدًا

وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: سَمِعْتُ زُفَرَ، يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ، إِلَى الْأَعْمَشِ فَقَالَ دَاوُدُ: صَوْتٌ لَمْ تَعْهَدْهُ مُنْذُ حِينٍ فَقَالَ الْأَعْمَشُ: وَاللَّهِ لَا أُبَالِي أَلَّا تَعْهَدَنِي , فَقَالَ دَاوُدُ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِطُولِ الْهِجْرَانِ ثُمَّ لَا يَنْفَعُ ذَلِكَ عِنْدَهُ غَيْرَكَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ لَا يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ طَوِيلَةٌ مِمَّا يَلْبَسُ التُّجَّارُ , وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَقَلَّ حَتَّى مَاتَ §وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ فَمَا رَأَيْتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْخَلْقِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

سويد بن نجيح أبو قطبة كان ينزل في بني حرام، جار الأعمش توفي في خلافة أبي جعفر أمير المؤمنين

§سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قُطْبَةَ كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حَرَامٍ، جَارُ الْأَعْمَشِ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

محمد بن عبيد الله العرزمي الفزاري كان قد سمع سماعا كثيرا وكتب ودفن كتبه فلما كان بعد ذلك حدث. وقد ذهبت كتبه فضعف الناس حديثه لهذا المعنى وتوفي في آخر خلافة أبي جعفر

§مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ الْفَزَارِيُّ كَانَ قَدْ سَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا وَكَتَبَ وَدَفَنَ كُتُبَهُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ حَدَّثَ. وَقَدْ ذَهَبَتْ كُتُبُهُ فَضَعَّفَ النَّاسُ حَدِيثَهُ لِهَذَا الْمَعْنَى وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

الحسن بن عمارة البجلي مولى لهم ويكنى أبا محمد توفي في سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا في الحديث ومنهم من لا يكتب حديثه

§الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ الْبَجَلِيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ

هارون بن أبي إبراهيم الثقفي وهو هارون البربري روى عنه عبد الله بن إدريس وغيره وكانت عنده أحاديث صالحة

§هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ

مجمع بن يحيى الأنصاري من آل جارية بن العطاف ولكنه نزل الكوفة وكان أصله مدينيا روى عنه الكوفيون وله أحاديث

§مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ مِنْ آلِ جَارِيَةَ بْنِ الْعَطَّافِ وَلَكِنَّهُ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَكَانَ أَصْلُهُ مَدِينِيًّا رَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو حنيفة واسمه النعمان بن ثابت مولى لبني تيم الله بن ثعلبة من بكر بن وائل وهو صاحب الرأي أجمعوا على أنه توفي ببغداد في رجب أو شعبان سنة خمسين ومائة في خلافة أبي جعفر

§أَبُو حَنِيفَةَ وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ مَوْلًى لِبَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَهُوَ صَاحِبُ الرَّأْيِ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي رَجَبٍ أَوْ شَعْبَانَ سَنَةَ -[369]- خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ، قَالَ: §مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ يَوْمَ مَاتَ بِالْكُوفَةِ أَتَوَقَّعُ قُدُومَهُ فَجَاءَنَا نَعْيُهُ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم وهو صاحب التفسير وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره

§أَبُو رَوْقٍ وَاسْمُهُ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ بَطْنٍ مِنْهُمُ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو وَثَنٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ وَرَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَغَيْرِهِ

أبو يعفور الصغير الذي روى عنه عبد الله بن نمير وحفص بن غياث ومحمد بن الفضيل بن غزوان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة واسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس البكائي وقد روى منصور بن المعتمر عن أبيه عبيد بن نسطاس

§أَبُو يَعْفُورٍ الصَّغِيرُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسَ الْبَكَّائِيُّ وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسَ

السري بن إسماعيل الهمداني من الصائديين من أنفسهم وكان كاتبا للشعبي وروى عنه الفرائض وغير ذلك وولي السري قضاء الكوفة وكان قليل الحديث

§السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ مِنَ الصَّائِدِيِّينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ كَاتِبًا لِلشَّعْبِيِّ وَرَوَى عَنْهُ الْفَرَائِضَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَوَلِيَ السَّرِيُّ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إسماعيل بن عبد الملك بن رفيع ابن أخي عبد العزيز بن رفيع مولى لبني والبة من بني أسد بن خزيمة توفي في خلافة أبي جعفر

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ رُفَيْعِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ مَوْلًى لِبَنِي وَالِبَةَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

سلمة بن نبيط

§سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ

دلهم بن صالح الكندي من أنفسهم توفي في خلافة أبي جعفر

§دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ الْكِنْدِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

محمد بن علي السلمي وقد رووا عنه

§مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ وَقَدْ رَوَوْا عَنْهُ

عيسى بن عبد الرحمن السلمي من أنفسهم وهو قديم الموت توفي في خلافة أبي جعفر

§عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ قَدِيمُ الْمَوْتِ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

سعد بن أوس العبسي من أنفسهم

§سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْسِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

الطبقة السادسة

§الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ

سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار ويكنى أبا عبد الله قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: ولد سفيان

§سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبَةَ بْنِ أُبَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَلَكَانَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ سُفْيَانُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً وَأَجْمَعُوا لَنَا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: إِنَّ §فِي هَذَا الْفَتَى لَمُصْطَنَعًا , يَعْنِي سُفْيَانَ نَفْسَهُ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: §كَانَ أَبِي دَارَانِيًا وَمَا آخُذُ فِيهِ مِنَ الْحَدِيثِ لَا يُعْجِبُهُ

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: وَجَدْتُ §قَلْبِي يُصْلَحُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَعَ قَوْمٍ غُرَبَاءَ أَصْحَابِ بُيُوتٍ وَعِبَاءٍ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: §تَعَلَّمُوا هَذَا الْعِلْمَ فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَاحْفَظُوهُ فَإِذَا حَفِظْتُمُوهُ فَاعْمَلُوا بِهِ فَإِذَا عَمِلْتُمْ بِهِ فَانْشُرُوهُ

أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ كَثِيرًا: §اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: §مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ بِحَدِيثٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ إِلَّا كَانَ كَمَا حَدَّثَنِي، قَالُ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخَذَ مَرَّةً مِنْ بَعْضِ الْولَاةِ مَالًا وَصِلَةً ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا , وَكَانَ يَأْتِي الْيَمَنَ فَيَتَّجِرُ , وَكَانَ يُفَرِّقُ مَا عِنْدَهُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ إِخْوَانِهِ يَبْضَعُونَ لَهُ بِهِ , وَيُوَافِي الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ فَيَلْقَاهُمْ وَيُحَاسِبُهُمْ وَيَأْخُذُ مَا رَبِحُوا , وَكَانَ مَا بِيَدَيْهِ نَحْوًا مِنْ مِائَتَيْ دِينَارٍ , وَكَانَ لَهُ ابْنٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهُ فَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: مَا فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ , وَإِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَهُ قَالَ: فَمَاتَ ابْنُهُ ذَاكَ فَجَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِهِ لِأُخْتِهِ وَوَلَدِهَا , وَكَانَ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنَ أُخْتِهِ وَلَمْ يُورِّثْ أَخَاهُ الْمُبَارَكَ بْنَ سَعِيدٍ شَيْئًا , قَالَ: وَطُلِبَ سُفْيَانُ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ , فَكَتَبَ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ يَطْلُبُهُ، فَبَعَثَ مُحَمَّدُ إِلَى سُفْيَانَ فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ وَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ إِتْيَانَ الْقَوْمِ فَاظْهَرْ حَتَّى أَبْعَثَ بِكَ إِلَيْهِمْ وَإِنْ كُنْتَ لَا تُرِيدُ ذَلِكَ فَتَوَارَ قَالَ: فَتَوَارَى سُفْيَانُ وَطَلَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِمَكَّةَ مَنْ جَاءَ بِسُفْيَانَ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَزَلْ مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ لَا يَظْهَرُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ لَا يَخَافُهُ

فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ الْحَنَّاطِ، قَالَ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ مَعِي بِجِرَابٍ إِلَى سُفْيَانَ وَهُوَ بِمَكَّةَ فِيهِ كَعْكٌ وَخُشْكُنَانِجُ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ لِي إِنَّهُ رُبَّمَا قَعَدَ دُبُرَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي بَابَ الْحَنَّاطِينَ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ هُنَاكَ وَكَانَ لِي صَدِيقًا , فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِيًا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَسْأَلْنِي تِلْكَ الْمُسَاءَلَةَ وَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيَّ كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْهُ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أُخْتَكَ بَعْثَتْ إِلَيْكَ مَعِي بِجِرَابٍ فِيهِ كَعْكٌ وَخُشْكُنَانِجُ قَالَ: فَعَجِّلْ بِهِ عَلَيَّ , وَاسْتَوَى جَالِسًا فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَتَيْتُكَ وَأَنَا صَدِيقُكَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تُرَدَّ عَلَيَّ ذَاكَ الرَّدَّ , فَلَمَّا أَخْبَرْتُكَ

أَنِّي أَتَيْتُكَ بِجِرَابِ كَعْكٍ لَا يُسَاوِي شَيْئًا جَلَسْتَ وَكَلَّمْتَنِي فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ §لَا تَلُمْنِي فَإِنَّ هَذِهِ لِي ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيهَا ذَوَاقًا , فَعَذَرْتُهُ، قَالُوا: فَلَمَّا خَافَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ مِنَ الطَّلَبِ خَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَقَدِمَهَا فَنَزَلَ قُرْبَ مَنْزِلِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِ الدَّارِ: أَمَا قَرِبَكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟ قَالُوا: بَلَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: جِئْنِي بِهِ فَأَتَاهُ بِهِ فَقَالَ: أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ , فَحَوَّلَهُ يَحْيَى إِلَى جِوَارِهِ وَفَتَحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بَابًا وَكَانَ يَأْتِيهِ بِمُحَدِّثِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيَسْمَعُونَ مِنْهُ , فَكَانَ فِيمَنْ أَتَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , وَالْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَمَرْحُومٌ الْعَطَّارُ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ , وَأَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَلَزِمَهُ فَكَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَكْتُبَانِ عَنْهُ تِلْكَ الْأَيَّامِ وَكَلَّمَا أَبَا عَوَانَةَ أَنْ يَأْتِيَهُ فَأَبَى , وَقَالَ: رَجُلٌ لَا يَعْرِفُنِي كَيْفَ آتِيهُ؟ وَذَاكَ أَنَّ أَبَا عَوَانَةَ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ سُفْيَانُ السَّلَامَ , وَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ وَلَمَّا تَخَوَّفَ سُفْيَانُ أَنْ يُشَهِّرَ بِمُقَامِهِ بِالْبَصْرَةِ قُرْبَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ لَهُ: حَوِّلْنِي مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ فَحَوَّلَهُ إِلَى مَنْزِلِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَنْصُورٍ الْأَعْرَجِيِّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ فَلَمْ يَزَلْ فِيهِمْ، فَكَلَّمَهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي تَنَحِّيهِ عَنِ السُّلْطَانِ وَقَالَ: هَذَا فِعْلُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَمَا تَخَافُ مِنْهُمْ فَأَجْمَعَ سُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَلَى أَنْ يَقْدَمَا بَغْدَادَ قَالَ: وَكَتَبَ سُفْيَانُ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَوْ إِلَى يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَغْضَبُونَ مِنْ هَذَا فَبَدَأَ بِهِمْ فَأَتَاهُ جَوَابُ كِتَابِهِ بِمَا يَجِبُ مِنَ التَّقْرِيبِ وَالْكَرَامَةِ وَالسَّمْعِ مِنْهُ وَالطَّاعَةِ فَكَانَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَيْهِمْ فَحُمَّ وَمَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا وَحَضَرَهُ الْمَوْتُ فَجَزِعَ فَقَالَ لَهُ مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى الرَّبِّ الَّذِي كُنْتَ تَعْبُدُهُ فَسَكَنَ وَهَدَأَ وَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَصْحَابِنَا الْكُوفِيِّينَ فَأَرْسَلُوا إِلَى عَبَّادَانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ فَأَوْصَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ

بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَوْصَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ , فَأَقَامَا عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ فَأُخْرِجَ بِجِنَازَتِهِ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَجْأَةً وَسَمِعُوا بِمَوْتِهِ وَشَهِدَهُ الْخَلْقُ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا رَضِيَهُ سُفْيَانُ لِنَفْسِهِ , وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ وَنَزَلَ مَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمَا , وَدَفَنُوهُ ثُمَّ انْصَرَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَخْبَرَا أَهْلَهَا بِمَوْتِ سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ويكنى أبا يوسف، توفي بالكوفة سنة اثنتين وستين ومائة وقال أبو نعيم: سنة ستين ومائة وكان ثقة حدث عنه الناس حديثا كثيرا , ومنهم من يستضعفه

§إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يُوسُفَ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً حَدَّثَ عَنْهُ النَّاسُ حَدِيثًا كَثِيرًا , وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ

يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وقد روي عنه توفي في خلافة أبي جعفر أمير المؤمنين وكان قليل الحديث

§يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

علي بن صالح واسم صالح: حي بن صالح بن مسلم بن حيان بن شفي بن هني بن رافع بن قملي بن عمرو بن ماتع بن صهلان بن زيد بن ثور بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم من همدان ويكنى أبا محمد

§عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ وَاسْمُ صَالِحٍ: حَيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُفَيِّ بْنِ هُنَيِّ بْنِ رَافِعِ بْنِ قَمَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَاتِعِ بْنِ صَهْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ دَوْمَانَ بْنِ بَكِيلِ بْنِ جُشَمٍ مِنْ هَمْدَانَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §عَلِيٌّ وَحَسَنٌ ابْنَا صَالِحٍ تَوْأَمٌ وُلِدَا فِي بَطْنٍ وَكَانَ عَلِيٌّ تَقَدَّمَهُ بِسَاعَةٍ فَلَمْ أَسْمَعْ حَسَنًا يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ قَطُّ، كَانَ -[375]- يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَلِيٌّ صَاحِبَ قُرْآنٍ قَالَ: وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: قَرَأْتُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَتُوُفِّيَ عَلِيٌّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ ثِقَةً وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أُمُّ عَلِيٍّ وَحَسَنٍ ابْنَيْ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ أُمُّ الْأَيْسَرِ ابْنَةُ الْمِقْدَامِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُفَيِّ بْنِ هُنَيِّ بْنِ رَافِعِ بْنِ قَمَلِيٍّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه حسن بن حي وهو صالح بن صالح ويكنى حسن: أبا عبد الله وكان ناسكا عابدا فقيها أخبرنا الفضل بن دكين، قال: ما رأيت الحسن بن حي متربعا قط قال: وجاءه يوما سائل فسأله فنزع جوربيه فأعطاه قال: ورأيته في الجمعة واختفى ليلة الأحد فاختفى سبع سنين حتى مات

§وَأَخُوهُ حَسَنُ بْنُ حَيٍّ وَهُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ وَيُكْنَى حَسَنٌ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ نَاسِكًا عَابِدًا فَقِيهًا أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ حَيٍّ مُتَرَبِّعًا قَطُّ قَالَ: وَجَاءَهُ يَوْمًا سَائِلٌ فَسَأَلَهُ فَنَزَعَ جَوْرَبَيْهِ فَأَعْطَاهُ قَالَ: وَرَأَيْتُهُ فِي الْجُمُعَةِ وَاخْتَفَى لَيْلَةَ الْأَحَدِ فَاخْتَفَى سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ مُسْتَخْفِيًا بِالْكُوفَةِ وَعَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ رَوْحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَالِيًا لِلْمَهْدِيِّ , قَالَ: وَكَانَ حَسَنُ بْنُ حَيٍّ مُتَشَيِّعًا وَزَوَّجَ عِيسَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنَتَهُ وَاسْتَخْفَى مَعَهُ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ بِالْكُوفَةِ حَتَّى مَاتَ عِيسَى بْنُ زَيْدِ مُسْتَخْفِيًا وَكَانَ الْمَهْدِيُّ قَدْ طَلَبَهُمَا وَجَدَّ فِي طَلَبِهِمَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَاتَا , وَمَاتَ حَسَنُ بْنُ حَيٍّ بَعْدَ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ، يَقُولُ: §رَأَيْتُ حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ فِي الْجُمُعَةِ قَدْ شَهِدَهَا مَعَ النَّاسِ ثُمَّ اخْتَفَى يَوْمَ الْأَحَدِ إِلَى أَنْ مَاتَ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٍ وَسِتُّونَ سَنَةً وَكَانَ ثِقَةً صَحِيحَ الْحَدِيثِ كَثِيرَهُ وَكَانَ مُتَشَيِّعًا

أسباط بن نصر الهمداني من أنفسهم وكان راوية السدي روى عنه التفسير وقد روى أيضا عن منصور وغيره

§أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ رَاوِيَةَ السُّدِّيِّ رَوَى عَنْهُ التَّفْسِيرَ وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ

يعلى بن الحارث المحاربي

§يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ

محمد بن طلحة بن مصرف اليامي من همدان ويكنى أبا عبد الله وتوفي سنة سبع وستين ومائة في خلافة المهدي وكانت له أحاديث منكرة قال عفان: كان محمد بن طلحة يروي عن أبيه , وأبوه قديم الموت وكان الناس كأنهم يكذبونه ولكن من كان يجترئ أن يقول لمحمد بن طلحة إنك تكذب

§مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ مِنْ هَمْدَانَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ وَكَانَتْ لَهُ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ قَالَ عَفَّانُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ , وَأَبُوهُ قَدِيمُ الْمَوْتِ وَكَانَ النَّاسُ كَأَنَّهُمْ يُكَذِّبُونَهُ وَلَكِنْ مَنْ كَانَ يَجْتَرِئُ أَنْ يَقُولَ لِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ إِنَّكَ تَكْذِبُ؟ كَانَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَانَ

زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج ويكنى زهير أبا خيثمة تحول إلى الجزيرة فنزلها حتى توفي بها

§زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنُ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي حُمْرَانَ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجَ وَيُكْنَى زُهَيْرٌ أَبَا خَيْثَمَةَ تَحَوَّلَ إِلَى الْجَزِيرَةِ فَنَزَلَهَا حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا وَيَأْمُرُ بِالْكِتَابِ عَنْهُ -[377]- قَالَ: §قَدِمَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجَزِيرَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

وأخوه الرحيل بن معاوية بن حديج بن الرحيل وقد روي عنه أيضا

§وَأَخُوهُ الرُّحَيْلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

وأخوهما حديج بن معاوية بن حديج بن الرحيل وقد روي عنه أيضا , وكان ضعيفا في الحديث

§وَأَخُوهُمَا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا , وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

شيبان بن عبد الرحمن ويكنى أبا معاوية النحوي مولى لبني تميم وأصله بصري وكان مؤدبا لولد داود بن علي بن عبد الله بن عباس وتوفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي ودفن في مقبرة الخيزران وكان ثقة كثير الحديث

§شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ النَّحْوِيَّ مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ وَأَصْلُهُ بَصْرِيٌّ وَكَانَ مُؤَدِّبًا لِوَلَدِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْخَيْزُرَانِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

قيس بن الربيع الأسدي من ولد الحارث بن قيس الذي أسلم وعنده تسع نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسك منهن أربعا ويفارق سائرهن ويكنى قيس أبا محمد , قال: وكان يقال لقيس: الحوال لكثرة سماعه وعلمه وتوفي قيس بالكوفة سنة ثمان وستين ومائة في آخر خلافة

§قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيُّ مِنْ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ الَّذِي أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُمْسِكَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ وَيُكْنَى قَيْسٌ أَبَا مُحَمَّدٍ , قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ لِقَيْسٍ: الْحَوَّالُ لِكَثْرَةِ سَمَاعِهِ وَعِلْمِهِ وَتُوُفِّيَ قَيْسٌ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

قبيصة بن جابر الأسدي وكان كثير الحديث ضعيفا فيه

§قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرٍ الْأَسَدِيُّ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا فِيهِ

زائدة بن قدامة الثقفي من أنفسهم ويكنى أبا الصلت

§زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا الصَّلْتِ

أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، , قَالَ: §تُوُفِّيَ زَائِدَةُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَامَ غَزَا الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ الصَّائِفَةَ سَنَةَ سِتِّينَ أَوْ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ زَائِدَةُ ثِقَةً مَأْمُونًا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ

أبو بكر النهشلي من بني تميم من أنفسهم وهو ابن عبد الله بن قطاف وكان مرجيا وكان عابدا ناسكا وكانت له أحاديث ومنهم من يستضعفه

§أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قِطَافٍ وَكَانَ مُرْجِيًا وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا وَكَانَتْ لَهُ أَحَادِيثُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ

شريك بن عبد الله بن أبي شريك وهو الحارث بن أوس بن الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج ويكنى شريك أبا عبد الله وكان ولد ببخارى بأرض خراسان وكان جده قد شهد القادسية

§شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَذْهَلِ بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجَ وَيُكْنَى شَرِيكٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ وُلِدَ بِبُخَارَى بِأَرْضِ خُرَاسَانَ وَكَانَ جَدُّهُ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: §حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، بِأَحَادِيثَ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا، يُحَدِّثُ مَشَايَخَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: أَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ، §وَأَبُو شَرِيكٍ جَدِّي شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , أَرُونِي بِالْكُوفَةِ أَقْعَدُ مِنِّي قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْكُوفَةِ

فَدَعَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فَقَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ قَالَ: أَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا وَأَعُودُ فَيَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَغِيبَ عَنِّي وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَأَقْدَمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ فَلَمَّا سَمِعَ شَرِيكٌ يَمِينَهُ عَادَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَتَغَيَّبْ فَوَلَّاهُ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ وَوَلِيَ الْمَهْدِيُّ فَأَقَرَّهُ عَلَى الْقَضَاءِ , ثُمَّ عَزَلَهُ وَتُوُفِّيَ شَرِيكٌ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ السَّبْتِ مُسْتَهَلَّ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ , وَهَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِيرَةِ وَوَالِيهِ يَوْمَئِذٍ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَشَهِدَ جِنَازَةَ شَرِيكٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَجَاءَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْحِيرَةِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَدْ صُلِّيَ عَلَيْهِ فَانْصَرَفَ مِنَ الْقَنْطَرَةِ، قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَكَانَ يَغْلَطُ كَثِيرًا

عيسى بن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى الأنصاري وكان قد سمع مصنف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسمعه من عيسى بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة

§عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مُصَنَّفَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَسَمِعَهُ مِنْ عِيسَى بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَاضِي الْكُوفَةِ

أبو الأحوص واسمه سلام بن سليم مولى لبني حنيفة مات بالكوفة سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون وكان كثير الحديث صالحا فيه

§أَبُو الْأَحْوَصِ وَاسْمُهُ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمِ مَوْلًى لِبَنِي حَنِيفَةَ مَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ صَالِحًا فِيهِ

كامل بن العلاء التميمي ويكنى أبا العلاء وكان قليل الحديث وليس بذاك

§كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ التَّمِيمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْعَلَاءِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ بِذَاكَ

عمرو بن شمر الجعفي وكان إمام مسجد جعفي ستين سنة وكان قاصا وكانت عنده أحاديث وكان ضعيفا جدا متروك الحديث وتوفي في خلافة أبي جعفر

§عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ الْجُعْفِيُّ وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ جُعْفِيٍّ سِتِّينَ سَنَةً وَكَانَ قَاصًّا وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

محمد بن سلمة بن كهيل الحضرمي روى عنه سفيان بن عيينة , وروى محمد بن سلمة عن أبيه وكان ضعيفا

§مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ ضَعِيفًا

وأخوه يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي توفي في خلافة موسى أمير المؤمنين وكان ضعيفا جدا

§وَأَخُوهُ يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا

أبو إسرائيل الملائي العبسي واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق قال: يقولون: إنه صدوق، وكان بهز بن أسد يحكي أنه سمع أبا إسرائيل تناول عثمان وأشياء نحو هذا تحكى عنه

§أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ الْعَبْسِيُّ وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّهُ صَدُوقٌ، وَكَانَ بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ يَحْكِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِسْرَائِيلَ تَنَاوَلَ عُثْمَانَ وَأَشْيَاءَ نَحْوَ هَذَا تُحْكَى عَنْهُ

الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , وهو أبو وكيع بن الجراح ولي بيت المال بمدينة السلام في خلافة هارون وكان عسرا في الحديث ممتنعا به

§الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْفَرَسِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , وَهُوَ أَبُو وَكِيعِ -[381]- بْنِ الْجَرَّاحِ وَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ مُمْتَنِعًا بِهِ

مفضل بن يونس مات سنة ثمان وسبعين في خلافة هارون أمير المؤمنين وهو ثقة

§مُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ ثِقَةٌ

مفضل بن مهلهل وكان ثقة وقد روى عنه أبو أسامة حماد بن أسامة وغيره

§مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ وَكَانَ ثِقَةً وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَغَيْرُهُ

حبان بن علي العنزي ويكنى أبا علي وهو أسن من أخيه مندل , وكان المهدي قد أحب أن يراهما فكتب إلى الكوفة في إشخاصهما إليه فلما دخلا عليه سلما فقال: أيكما مندل؟ فقال مندل: هذا حبان يا أمير المؤمنين وتوفي حبان بالكوفة سنة إحدى وسبعين ومائة في خلافة هارون

§حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ أَخِيهِ مِنْدَلٍ , وَكَانَ الْمَهْدِيُّ قَدْ أَحَبَّ أَنْ يَرَاهُمَا فَكَتَبَ إِلَى الْكُوفَةِ فِي إِشْخَاصِهِمَا إِلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلَا عَلَيْهِ سَلَّمَا فَقَالَ: أَيُّكُمَا مِنْدَلٌ؟ فَقَالَ مِنْدَلٌ: هَذَا حِبَّانُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَتُوُفِّيَ حِبَّانُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ حِبَّانُ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ أَضْعَفَ مِنْ مِنْدَلٍ

وأخوه مندل بن علي العنزي من أنفسهم , ويكنى أبا عبد الله وكان أنبه وأذكر من حبان وكان أصغر منه وتوفي مندل بالكوفة سنة سبع أو ثمان وستين ومائة في خلافة المهدي قبل أخيه حبان وفيه ضعف , ومنهم من يشتهي حديثه ويوثقه وكان خيرا فاضلا من أهل السنة

§وَأَخُوهُ مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ أَنْبَهُ وَأَذْكَرَ مِنْ حِبَّانَ وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْهُ وَتُوُفِّيَ مِنْدَلٌ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ قَبْلَ أَخِيهِ حِبَّانَ وَفِيهِ ضَعْفٌ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَشْتَهِي حَدِيثَهُ وَيُوَثِّقُهُ وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ

أبو زبيد واسمه عبثر بن القاسم من بني زبيد من مذحج , مات بالكوفة سنة ثمان وسبعين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو زُبَيْدٍ وَاسْمُهُ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ مِنْ مَذْحِجَ , مَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو كدينة واسمه يحيى بن المهلب البجلي من بني الربعة من أنفسهم وكان ثقة إن شاء الله

§أَبُو كُدَيْنَةَ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ الْبَجَلِيُّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهِ

هريم بن سفيان البجلي من أنفسهم وكان ثقة إن شاء الله

§هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

هانئ بن أيوب الجعفي وكانت عنده أحاديث فيه ضعف

§هَانِئُ بْنُ أَيُّوبَ الْجُعْفِيُّ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ فِيهِ ضَعْفٌ

منصور بن أبي الأسود مولى لبني ليث وكان تاجرا وكان كثير الحديث

§مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ مَوْلًى لِبَنِي لَيْثٍ وَكَانَ تَاجِرًا وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ

وأخوه صالح بن أبي الأسود وكان أيضا يحدث

§وَأَخُوهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ وَكَانَ أَيْضًا يُحَدِّثُ

عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي وهو أبو حميد بن عبد الرحمن وكان ثقة وله أحاديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ وَهُوَ أَبُو حُمَيْدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ

وأخوه إبراهيم بن حميد الرؤاسي صاحب إسماعيل بن أبي خالد وقد أكثر الرواية عن إسماعيل

§وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ صَاحِبُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَقَدْ أَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ

مسلمة بن جعفر

§مَسْلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ

جعفر بن زياد الأحمر مولى مزاحم بن زفر من تيم الرباب، سمعت أبا نعيم قال: مات جعفر بالكوفة سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون

§جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ مَوْلَى مُزَاحِمَ بْنِ زُفَرَ مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ، سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: مَاتَ جَعْفَرٌ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

عمرو بن أبي المقدام العجلي توفي في خلافة هارون واسم أبي المقدام: ثابت. وليس عمرو عندهم في الحديث بشيء ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه ورأيه وكان متشيعا مفرطا

§عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَاسْمُ أَبِي الْمِقْدَامِ: ثَابِتٌ. وَلَيْسَ عَمْرٌو عِنْدَهُمْ فِي الْحَدِيثِ بِشَيْءٍ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ لِضَعْفِهِ وَرَأْيِهِ وَكَانَ مُتَشَيِّعًا مُفْرِطًا

سلمة بن صالح الأحمر الجعفي ويكنى أبا إسحاق وكان قد طلب الحديث ثم اضطرب عليه حفظه فضعفه الناس وولي قضاء واسط ثم عزل وتوفي ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون

§سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الْأَحْمَرُ الْجُعْفِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ وَكَانَ قَدْ طَلَبَ الْحَدِيثَ ثُمَّ اضْطَرَبَ عَلَيْهِ حِفْظُهُ فَضَعَّفَهُ النَّاسُ وَوَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطَ ثُمَّ عُزِلَ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

حشرج بن نباتة ويكنى أبا مكرم روى عن سعيد بن جمهان

§حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُكْرَمٍ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ

القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة من قريش ويكنى القاسم أبا عبد الله ولي قضاء الكوفة ولم يرتزق عليه شيئا حتى مات وكان ثقة عالما بالحديث , والفقه , والشعر وأيام الناس وكان يقال له شعبي زمانه , وكان سخيا

§الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيُكْنَى الْقَاسِمُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ وَلَمْ يَرْتَزِقْ عَلَيْهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتَ وَكَانَ ثِقَةً عَالِمًا بِالْحَدِيثِ , وَالْفِقْهِ , وَالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ شَعْبِيُّ زَمَانِهِ , وَكَانَ سَخِيًّا

أبو شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان العبسي من ولد أبي سعدة وقد روى عن أبي سعدة الحديث وروى أبو سعدة عن ابن عباس وكان أبو شيبة قد ولي قضاء واسط وتوفي في خلافة هارون وهو ضعيف الحديث وقد روى عنه يزيد بن هارون

§أَبُو شَيْبَةَ وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ مِنْ وَلَدِ أَبِي سَعْدَةَ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي سَعْدَةَ الْحَدِيثَ وَرَوَى أَبُو سَعْدَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ أَبُو شَيْبَةَ قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطٍ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

أبو المحياة واسمه يحيى بن يعلى بن حرملة بن الجليد بن عمار بن أرطأة بن زهير بن أمية بن جشم بن عدي بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة، مات بالكوفة سنة ثمان ومائة في خلافة هارون وهو ابن ست وتسعين سنة

§أَبُو الْمُحَيَّاةِ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ الْجُلَيْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أَرْطَأَةَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، مَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَتِسْعِينَ سَنَةً

المبارك بن سعيد بن مسروق أخو سفيان الثوري توفي بالكوفة في أول سنة ثمانين ومائة وكانت عنده أحاديث

§الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر البجلي

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْبَجَلِيُّ

حمزة الزيات بن عمارة ويكنى أبا عمارة مولى لآل عكرمة بن ربعي التيمي، وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة وكان صاحب قراءة القرآن وصاحب فرائض قال محمد بن سعد: أخبرت أن سفيان بن سعيد الثوري قال له: يا ابن عمارة، أما

§حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ بْنُ عُمَارَةَ وَيُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ مَوْلًى لِآلِ عِكْرِمَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ التَّيْمِيِّ، وَكَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حُلْوَانَ وَيَجْلِبُ مِنْ حُلْوَانَ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ إِلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ صَاحِبَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَصَاحِبَ فَرَائِضَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عُمَارَةَ، أَمَّا الْقِرَاءَةُ وَالْفَرَائِضُ فَلَا نَعْرِضُ لَكَ فِيهِمَا , وَمَاتَ حَمْزَةُ بِحُلْوَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ , وَكَانَ حَمْزَةُ رَجُلًا صَالِحًا، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ صَدُوقًا صَاحِبَ سُنَّةٍ

محمد بن أبان بن صالح بن عمير بن عبيد مولى عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس ويكنى أبا عمرو، وكانت له رواية للحديث ومات يوم الرءوس يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائة في خلافة هارون وهو ابن إحدى وثمانين

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ لِلْحَدِيثِ وَمَاتَ يَوْمَ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً وَكَانَتْ تَحْتَهُ عُصَيْمَةُ أُخْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَرَ وَأَبَانَ وَإِبْرَاهِيمَ وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْكُوفَةِ فِي جُعْفِيٍّ

الطبقة السابعة

§الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ

أبو بكر بن عياش مولى واصل بن حيان الأحدب الأسدي وهو من الطبقة التي قبل هذه الطبقة ولكنه بقي وعمر حتى كتب عنه الأحداث وكان من العباد قال: وقال وكيع، ونظر إليه يصلي يوم الجمعة حين يسلم الإمام إلى العصر فقال: أعرف هذا الشيخ بهذه الصلاة منذ أربعين سنة

§أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ مَوْلَى وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ الْأَحْدَبِ الْأَسَدِيِّ وَهُوَ مِنَ الطَّبَقَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ الطَّبَقَةِ وَلَكِنَّهُ بَقِيَ وَعُمِّرَ حَتَّى كُتِبَ عَنْهُ الْأَحْدَاثُ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ يُصَلِّي يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يُسَلِّمُ الْإِمَامُ إِلَى الْعَصْرِ فَقَالَ: أَعْرِفُ هَذَا الشَّيْخَ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ بِالْكُوفَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي الشَّهْرِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِطُوسَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ثِقَةً صَدُوقًا عَارَفًا بِالْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ إِلَّا أَنَّهُ كَثِيرُ الْغَلَطِ

سعير بن الخمس من بني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان رجلا شريفا يجتمع إليه أصحابه، وكان مألفا، وكان صاحب سنة وجماعة وكانت عنده أحاديث

§سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ رَجُلًا شَرِيفًا يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ، وَكَانَ مَأْلَفًا، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

عبد السلام بن حرب الملائي، ويكنى أبا بكر، توفي بالكوفة سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان به ضعف في الحديث وكان عسرا

§عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ بِهِ ضَعْفٌ فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ عَسِرًا

المطلب بن زياد بن أبي زهير القرشي، ويكنى أبا محمد وكان نازلا في ثقيف وهو مولى جابر بن سمرة السوائي , وجابر حليف لبني زهرة من قريش ولذلك قيل للمطلب بن زياد: القرشي وكان ضعيفا في الحديث جدا توفي بالكوفة سنة خمس وثمانين ومائة في خلافة هارون

§الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْقُرَشِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ نَازِلًا فِي ثَقِيفٍ وَهُوَ مَوْلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ , وَجَابِرٌ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْمُطَّلِبِ بْنِ زِيَادٍ: الْقُرَشِيُّ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ جِدًّا تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

سيف بن هارون البرجمي من بني تميم من أنفسهم وقد روي عنه

§سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

وأخوه سنان بن هارون وقد روي عنه أيضا

§وَأَخُوهُ سِنَانُ بْنُ هَارُونَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

عمر بن عبيد الطنافسي ويكنى أبا حفص مولى لإياد بن نزار بن معد، توفي بالكوفة سنة خمس وثمانين ومائة في خلافة هارون , وكان شيخا قديما , وكان ثقة إن شاء الله

§عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ مَوْلًى لِإِيَادِ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ , وَكَانَ شَيْخًا قَدِيمًا , وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

زفر بن الهذيل العنبري من أنفسهم ويكنى أبا الهذيل وكان قد سمع الحديث ونظر في الرأي فغلب عليه ونسب إليه ومات بالبصرة وأوصى إلى خالد بن الحارث وعبد الواحد بن زياد، وكان أبوه الهذيل على أصبهان وكان أخوه صباح بن الهذيل على صدقة بني تميم , ولم يكن زفر في

§زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا الْهُذَيْلِ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَنَظَرَ فِي الرَّأْيِ فَغَلَبَ عَلَيْهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ وَأَوْصَى إِلَى خَالِدِ -[388]- بْنِ الْحَارِثِ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، وَكَانَ أَبُوهُ الْهُذَيْلُ عَلَى أَصْبَهَانَ وَكَانَ أَخُوهُ صَبَاحُ بْنُ الْهُذَيْلِ عَلَى صَدَقَةِ بَنِي تَمِيمٍ , وَلَمْ يَكُنْ زُفَرُ فِي الْحَدِيثِ بِشَيْءٍ

عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري توفي في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة وقد روي عنه

§عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ تُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

علي بن مسهر ويكنى أبا الحسن من عائذة قريش , من أنفسهم وكان قد ولي القضاء بالموصل وكان ثقة كثير الحديث

§عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ مِنْ عَائِذَةَ قُرَيْشٍ , مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْمَوْصِلِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

مسعود بن سعد الجعفي وقد روي عنه

§مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عمر بن شبيب المسلي من مذحج وقد روي عنه أيضا

§عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ مِنْ مَذْحِجَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا

عمار بن سيف الضبي وإليه أوصى سفيان الثوري رحمه الله ووضع كتبه عنده وقال له: ادفنها إذا مت

§عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبِّيُّ وَإِلَيْهِ أَوْصَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَوَضَعَ كُتُبَهُ عِنْدَهُ وَقَالَ لَهُ: ادْفِنْهَا إِذَا مِتُّ

محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي مولى لهم ويكنى أبا عبد الرحمن

§مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفُضَيْلِ، يَقُولُ: §شَهِدَ جَدِّي غَزْوَانُ الْقَادِسِيَّةَ مَعَ مَوْلَاهُ , رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قُلْتُ: وَمَا كَانَ غَزْوَانُ قَالَ: رُومِيًّا قَالَ: وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَشَهِدَ جِنَازَتَهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ مُتَشَيِّعًا وَبَعْضُهُمْ لَا يَحْتَجُّ بِهِ

عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي من مذحج ويكنى أبا محمد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ مِنْ مَذْحِجَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: §وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , حُجَّةً , صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ

موسى بن محمد الأنصاري وقد روي عنه

§مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ربيعة بن جشم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج

§حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجَ

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: §وُلِدَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَرَ وَوَلَّاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ بِالشَّرْقَيَّةِ ثُمَّ وَلَّاهُ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا بِهَا إِلَى أَنْ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا , وَمَاتَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ , وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ثَبْتًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ

إبراهيم بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ويكنى أبا إسحاق , مات سنة ثمان وسبعين ومائة في خلافة هارون

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ , مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

القاسم بن مالك المزني ويكنى أبا جعفر وكان ثقة صالح الحديث

§الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ وَكَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكناني من أنفسهم مات سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون وهو صلى على سفيان الثوري بالبصرة وكان خيرا فاضلا صاحب سنة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ الْكِنَانِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَهُوَ صَلَّى عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلًا صَاحِبَ سُنَّةٍ

عبدة بن سليمان بن حاجب بن زرارة بن عبد الرحمن بن صرد بن سمير بن مليل بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب , والذي أدرك الإسلام وأسلم صرد , ويكنى عبدة أبا محمد وكان اسمه عبد الرحمن فلقب عبدة فغلب عليه ومات بالكوفة لثلاث خلون من رجب سنة ثمان وثمانين ومائة في

§عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُرَدَ بْنِ سُمَيْرِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ , وَالَّذِي أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ وَأَسْلَمَ صُرَدُ , -[391]- وَيُكْنَى عَبْدَةُ أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَلُقِّبَ عَبْدَةَ فَغَلَبَ عَلَيْهِ وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً

أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان مولى لبني جعفر بن كلاب توفي بالكوفة في شوال سنة تسع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ مَوْلًى لِبَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

يحيى بن اليمان العجلي من أنفسهم ويكنى أبا زكريا توفي بالكوفة في رجب سنة تسع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان كثير الحديث كثير الغلط لا يحتج به إذا خولف

§يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ الْعِجْلِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ كَثِيرَ الْغَلَطِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا خُولِفَ

أبو شهاب الحناط واسمه عبد ربه بن نافع وكان ثقة كثير الحديث

§أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي من أنفسهم وكان ثقة

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ ثِقَةً

علي بن غراب مولى الوليد بن صخر الفزاري الذي روى عنه إسماعيل بن رجاء حديث الأعمش في عثمان , ويكنى أبا الحسن توفي بالكوفة في أول سنة أربع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان علي صدوقا وفيه ضعف وصحب يعقوب بن داود فتركه الناس

§عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ بْنِ صَخْرٍ الْفَزَارِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ فِي عُثْمَانَ , وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ -[392]- أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ عَلِيٌّ صَدُوقًا وَفِيهِ ضَعْفٌ وَصَحِبَ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ فَتَرَكَهُ النَّاسُ

أبو مالك الجبني واسمه عمرو بن هاشم، كان صدوقا ولكنه كان يخطيء كثيرا

§أَبُو مَالِكٍ الْجُبْنِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، كَانَ صَدُوقًا وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخْطِيءُ كَثِيرًا

علي بن هاشم بن البريد توفي بالكوفة في رجب أو شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون وهو صالح الحديث صدوق

§عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي رَجَبٍ أَوْ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ صَدُوقٌ

عبد الرحمن بن محمد المحاربي ويكنى أبا محمد توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون وكان شيخا ثقة كثير الغلط

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ وَكَانَ شَيْخًا ثِقَةً كَثِيرَ الْغَلَطِ

عثام بن علي من بني الوحيد ويكنى أبا علي، توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون وكان ثقة

§عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي الْوَحِيدِ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً

أبو معاوية الضرير واسمه محمد بن خازم مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم , رهط سعير بن الخمس وكان ثقة كثير الحديث , يدلس وكان مرجيا توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة فلم يشهده وكيع

§أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ مَوْلًى لِبَنِي عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , رَهْطُ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , يُدَلِّسُ وَكَانَ مُرْجِيًا تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فَلَمْ يَشْهَدْهُ وَكِيعٌ

عبد الرحمن بن سليمان الداري وكان أصله من الري ولكنه نشأ بالكوفة وسمع الحديث ويكنى أبا علي ومات بالكوفة سنة أربع وثمانين ومائة وكان مولى لبني كنانة وكان يعرف بالخلقاني وقد روي عنه

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِيُّ وَكَانَ أَصْلُهُ مِنَ الرِّيِّ وَلَكِنَّهُ نَشَأَ بِالْكُوفَةِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ مَوْلًى لِبَنِي كِنَانَةَ وَكَانَ يُعْرَفُ بِالْخُلْقَانِيِّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ويكنى أبا زكريا، وكان نازلا في بني سعد بن همام، توفي بالكوفة سنة ست أو سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة صالح الحديث

§يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ هَمَّامٍ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْحَدِيثِ

يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ويكنى أبا سعيد توفي بالمدائن وهو قاضيها سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة إن شاء الله , وكان استقضاه هارون أمير المؤمنين

§يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ تُوُفِّيَ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ قَاضِيهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَكَانَ اسْتَقْضَاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ

أسباط بن محمد القرشي , ويكنى أبا محمد توفي بالكوفة في المحرم سنة مائتين في خلافة عبد الله المأمون , وكان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف وقد حدثوا عنه

§أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ , وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ , وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا إِلَّا أَنَّ فِيهِ بَعْضَ الضَّعْفِ وَقَدْ حَدَّثُوا عَنْهُ

محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي ويكنى أبا عبد الله توفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة كثير الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْفُرَافِصَةَ الْعَبْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن نمير بن عبد الله بن أبي حية بن سرح بن سلمة بن سعد بن الحكم بن سلمان بن مالك وهو خارف بن عبد الله بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد من همدان , الهمداني ثم الخارفي , ويكنى أبا هشام , توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين ومائة وصلى عليه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَيَّةَ بْنِ سَرْحِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ خَارِفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدٍ مِنْ هَمْدَانَ , الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الْخَارِفِيُّ , وَيُكْنَى أَبَا هِشَامٍ , تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ , وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ صَدُوقًا

وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا سفيان , حج سنة ست وتسعين ومائة ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون , وكان ثقة

§وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْفَرَسِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَيُكْنَى أَبَا سُفْيَانَ , حَجَّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ ثُمَّ انْصَرَفَ مِنَ الْحَجِّ فَمَاتَ بِفَيْدٍ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ , وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا عَالِمًا رَفِيعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً

أبو أسامة واسمه حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد وهو المعتق مولى الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام. قال: وسمعت من يذكر أن زيادا المعتق مولى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام نفسه , وكانوا يسكنون مع آل الحسن بن سعد في

§أَبُو أُسَامَةَ وَاسْمُهُ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ وَهُوَ الْمُعْتَقُ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

قَالَ: وَسَمِعْتُ مِنَ يَذْكُرُ أَنَّ زِيَادًا الْمُعْتَقَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ نَفْسِهِ , وَكَانُوا يَسْكُنُونَ مَعَ آلِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدِ فِي سِكَّةٍ وَاحِدَةٍ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: نَحْنُ وَأَنْتُمْ سَوَاءٌ , فَانْتَقَلُواعَنْهُمْ فَادَّعَى وَلَدُ الْحَسَنِ بْنُ سَعْدٍ أَنَّهُمْ مَوَالٍ لَهُمْ فَنَسَبَهُمُ النَّاسَ إِلَيْهِمْ وَأَمَّا أَبُو أُسَامَةَ فَأَخْبَرَنِي ابْنُهُ وَغَيْرُهُ مِمَّنْ يَخْبُرُ أَمْرَهُ أَنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ يَذْكُرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا قَطُّ وَتُوُفِّيَ أَبُو أُسَامَةَ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيُّ , وَكَانَ حَضَرَ جِنَازَتَهُ فَقَدَّمُوهُ لِسِنِّهِ وَمَكَانِهِ , وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ بِوَالٍ , وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ , يُدَلِّسُ وَتَبَيَّنَ تَدْلِيسُهُ وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ

الحسن بن ثابت من بني تغلب من أنفسهم وكان يعرف بابن الروزكار ويكنى أبا علي , وكان من أصحاب عبد الله بن إدريس ونظرائه روى عن الأعمش وغيره , ثم امتنع من الحديث فلم يحدث حتى مات , وكان معروفا بالحديث

§الْحَسَنُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ يُعْرَفُ بِابْنِ الرُّوزْكَارِ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ وَنُظَرَائِهِ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ , ثُمَّ امْتَنَعَ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَمْ يُحَدِّثْ حَتَّى مَاتَ , وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالْحَدِيثِ

عقبة بن خالد السكوني من أنفسهم روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وموسى بن محمد بن إبراهيم , ومات بالكوفة سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون

§عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَمُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي من بني عامر بن صعصعة ويكنى أبا محمد، سمع من منصور بن المعتمر ومغيرة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد , ورجال أهل الكوفة وسمع الفرائض من محمد بن سالم وسمع المغازي من محمد بن إسحاق وقدم بغداد فحدثهم بها , وبالفرائض وغير ذلك

§زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، سَمِعَ مِنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَمُغِيرَةَ وَالْأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , وَرِجَالِ أَهْلِ الْكُوفَةَ وَسَمِعَ الْفَرَائِضَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ وَسَمِعَ الْمَغَازِي مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَحَدَّثَهُمْ بِهَا , وَبِالْفَرائِضَ وَغَيْرِ ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ عِنْدَهُمْ ضَعِيفًا وَقَدْ حَدَّثُوا عَنْهُ

أحمد بن بشير ويكنى أبا بكر مولى لبني شيبان، روى عن الأعمش وهشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم

§أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ مَوْلًى لِبَنِي شَيْبَانَ، رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِمْ

جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي ويكنى أبا عون، توفي بالكوفة يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة كثير الحديث

§جَعْفَرُ بْنُ عَوْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَوْنٍ، تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

حسين بن علي الجعفي ويكنى أبا عبد الله، كان هو وأخ له يقال له: محمد توأمين ولدا في بطن فتزوج محمد وولد له أولاد ولم يتزوج حسين قط ولم يتسر وأذن في مسجد جعفي ستين سنة وكان عابدا ناسكا له فضل قارئا للقرآن , يقرئ الناس وقد روى عن ليث بن أبي سليم وموسى

§حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَانَ هُوَ وَأَخٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ تَوْأَمَيْنِ وُلِدَا فِي بَطْنٍ فَتَزَوَّجَ مُحَمَّدٌ وَوُلِدَ لَهُ أَوْلَادٌ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ حُسَيْنٌ قَطُّ وَلَمْ يَتَسَرَّ وَأَذَّنَ فِي مَسْجِدِ جُعْفِيٍّ سِتِّينَ سَنَةً وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا لَهُ فَضْلٌ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ , يُقْرِئُ النَّاسَ وَقَدْ رَوَى عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَمُوسَى الْجُهَنِيِّ وَالْأَعْمَشِ -[397]- وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِمْ , وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يُعَظِّمُهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُ وَقَدْ قَدِمَ حُسَيْنٌ مَكَّةَ حَاجًّا وَلَقِيَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمَشَايَخُ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُعَظِّمُونَهُ وَيَأْتُونَهُ فَيَتَحَدَّثُونَ إِلَيْهِ , وَكَانَ مَأْلَفًا لِأَهْلِ الْقُرْآنِ وَأَهْلِ الْخَيْرِ , وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي ذِيِ الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

عائذ بن حبيب بياع الهروي ويكنى أبا أحمد وهو مولى لبني عبس وكان جار عبيد الله بن موسى لزيق داره , وكان ثقة إن شاء الله

§عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ بَيَّاعُ الْهَرَوِيِّ وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَدَ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي عَبْسٍ وَكَانَ جَارَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى لَزِيقَ دَارِهِ , وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي، ويكنى أبا يوسف مولى لإياد أخبرنا طلق بن غنام النخعي قال: ولد يعلى بن عبيد سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وتوفي بالكوفة يوم الأحد لخمس ليال خلون من شوال سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون، وكان ثقة كثير

§يَعْلَى بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّنَافِسِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا يُوسُفَ مَوْلًى لِإِيَادٍ أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: وُلِدَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ

وأخوه محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي ويكنى أبا عبد الله وكان قد نزل بغداد دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات بها قبل يعلى في سنة أربع ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة كثير الحديث وكان صاحب سنة وجماعة

§وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّنَافِسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بَغْدَادَ دَهْرًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَمَاتَ بِهَا قَبْلَ يَعْلَى فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ

عمران بن عيينة أخو سفيان بن عيينة ويكنى أبا إسحاق توفي سنة تسع وتسعين ومائة في خلافة المأمون وقد روى عن أبي حيان التيمي وغيره

§عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَخُو سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ

يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ويكنى أبا أيوب، روى عن الأعمش وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد , وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق , وتحول فنزل بغداد فمات بها

§يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَيُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ، رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَغَيْرِهِمْ. وَرَوَى الْمَغَازِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَتَحَوَّلَ فَنَزَلَ بَغْدَادَ فَمَاتَ بِهَا

وأخوه عبد الملك بن سعيد وكان أديبا عالما بالنجوم وأيام الناس

§وَأَخُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ وَكَانَ أَدِيبًا عَالِمًا بِالنُّجُومِ وَأَيَّامِ النَّاسِ

محاضر بن المورع الهمداني ثم اليامي من أنفسهم ويكنى أبا المورع , كان يسكن جبانة كندة. روى عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما وكان ثقة صدوقا ممتنعا بالحديث ثم حدث بعد ذلك وتوفي بالكوفة في شوال سنة ست ومائتين في خلافة المأمون

§مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الْيَامِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا الْمُوَرِّعِ , كَانَ يَسْكُنُ جَبَّانَةَ كِنْدَةَ. رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا مُمْتَنِعًا بِالْحَدِيثِ ثُمَّ حَدَّثَ بَعْدَ ذَلِكَ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ويكنى أبا عوف , وكان إمام مسجد وكيع بن الجراح , وروى عن الأعمش وروى عن الحسن بن صالح رواية كثيرة وتوفي بالكوفة سنة سبعين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة كثير الحديث ولم يكتب الناس كل ما عنده

§حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَوْفٍ , وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ , وَرَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ رِوَايَةً -[399]- كَثِيرَةً وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكْتُبِ النَّاسُ كُلَّ مَا عِنْدَهُ

محمد بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله توفي ببغداد وقد روي عنه

§مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

سعيد بن محمد الثقفي الوراق ويكنى أبا الحسن توفي ببغداد وكان ضعيفا وقد كتبوا عنه

§سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الْوَرَّاقُ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وَكَانَ ضَعِيفًا وَقَدْ كَتَبُوا عَنْهُ

قران بن تمام الأسدي ويكنى أبا تمام وكان. . . . فقدم بغداد فمات بها وكانت عنده أحاديث ومنهم من يستضعفه

§قُرَّانُ بْنُ تَمَامٍ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا تَمَامٍ وَكَانَ. . . . فَقَدِمَ بَغْدَادَ فَمَاتَ بِهَا وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ

يونس بن بكير مولى بني شيبان ويكنى أبا بكر، وهو صاحب محمد بن إسحاق صاحب المغازي , توفي بالكوفة سنة تسع وتسعين ومائة في خلافة المأمون

§يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ صَاحِبُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ صَاحِبِ الْمَغَازِي , تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ويكنى أبا يحيى وكان ضعيفا

§عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَكَانَ ضَعِيفًا

عبيد الله بن موسى بن المختار العبسي ويكنى أبا محمد , قرأ على عيسى بن عمر وعلى علي بن صالح بن حي , وكان يقرئ القرآن في مسجده , وروى عن الأعمش وهشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وزكرياء بن أبي زائدة وعثمان بن الأسود ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم،

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُخْتَارِ الْعَبْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , قَرَأَ عَلَى عِيسَى بْنِ عُمَرَ وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ , وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ فِي مَسْجِدِهِ , وَرَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَزَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ مِنْ أَرْوَى أَهْلِ زَمَانِهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ. وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ , وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , حَسَنَ الْهَيْئَةِ , وَكَانَ يَتَشَيَّعُ وَيَرْوِي أَحَادِيثَ فِي التَّشَيُّعِ مُنْكَرَةً فَضُعِّفَ بِذَلِكَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ , وَكَانَ صَاحِبَ قُرْآنٍ

أبو نعيم الفضل بن دكين بن حماد بن زهير مولى لآل طلحة بن عبيد الله التيمي روى عن الأعمش وزكرياء بن أبي زائدة ومسعر بن كدام وجعفر بن برقان وغيرهم , وتوفي بالكوفة ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين

§أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زُهَيْرٍ مَوْلًى لِآلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَزَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ وَغَيْرِهِمْ , وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِانْسِلَاخِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ كَامِلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَوْمًا بِالْكُوفَةِ فَجَاءَهُ ابْنُ الْمُحَاضِرِ بْنُ الْمُوَرِّعِ فَقَالَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ: إِنِّي رَأَيْتُ أَبَاكَ الْبَارِحَةَ فِي النَّوْمِ وَكَأَنَّهُ أَعْطَانِي دِرْهَمَيْنِ وَنِصْفًا فَمَا تُؤَوِّلُونَ هَذَا؟ فَقُلْنَا: خَيْرًا رَأَيْتَ , قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوَّلْتُهَا أَنِّي §أَعِيشُ يَوْمَيْنِ وَنِصْفًا أَوْ شَهْرَيْنِ وَنِصْفًا أَوْ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا ثُمَّ أَلْحَقُ بِالْعُصْبَةِ فَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِانْسِلَاخِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَذَلِكَ بَعْدَ هَذِهِ الرُّؤْيَا بِثَلَاثِينَ شَهْرًا تَامَّةً , فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ قَالَ: اشْتَكَى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ وَلَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ فَمَا تَكَلَّمَ إِلَى

الظُّهْرِ ثُمَّ تَكَلَّمَ فَأَوْصَى ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بِبَنِي ابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: مَيْثَمٌ كَانَ مَاتَ قَبْلَهُ فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ مِنْ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، طُعِنَ فِي عُنُقِهِ وَظَهَرَ بِهِ وَرْشَكِينُ فِي يَدِهِ، فَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ وَأُخِذَ فِي جِهَازِهِ بِاللَّيْلِ , وَأُخْرِجَ بَاكِرًا وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ , وَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْجَبَّانَةِ، وَحَضَرَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ فَقَدَّمَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ الْوَالِي وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ فَلَامَهُمْ أَلَّا يَكُونُوا أَخْبَرُوهُ بِمَوْتِهِ ثُمَّ تَنَحَّى بِهِ عَنِ الْقَبْرِ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثَانِيَةً هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَمَنْ لَحِقَهُ مِنَ النَّاسِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ أَبِي إِسْحَاقَ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً

محمد بن القاسم الأسدي ويكنى أبا إبراهيم وكان يبيع الحمر والإبل بالكناسة روى عن الأوزاعي وغيره وتوفي بالكوفة , وكانت عنده أحاديث

§مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ يَبِيعُ الْحُمُرَ وَالْإِبِلَ بِالْكُنَاسَةِ رَوَى عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَغَيْرِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ , وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

محمد بن عبد الأعلى بن كناسة الأسدي من أنفسهم وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد روى عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما , وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ الزَّاهِدِ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِمَا , وَكَانَ عَالِمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَأَيَّامِ النَّاسِ وَالشِّعْرِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

علي بن ظبيان العبسي ويكنى أبا الحسن ولي قضاء الشرقية ببغداد ثم ولاه هارون أمير المؤمنين القضاء معه في عسكره حيث كان , فكان يجلس في المسجد الذي ينسب إلى الخلد للقضاء وخرج مع هارون حين توجه إلى خراسان فمات بقرماسين سنة اثنتين وتسعين ومائة وقد روى علي عن

§عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ الْعَبْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ وَلِيَ قَضَاءَ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ ثُمَّ وَلَّاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْقَضَاءَ مَعَهُ فِي عَسْكَرِهِ حَيْثُ كَانَ , فَكَانَ يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَى الْخُلْدِ لِلْقَضَاءِ وَخَرَجَ مَعَ هَارُونَ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى خُرَاسَانَ فَمَاتَ بِقَرْمَاسِينَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ رَوَى عَلِيٌّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمَا

الطبقة الثامنة

§الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ

يحيى بن آدم بن سليمان ويكنى أبا زكريا مولى لخالد بن خالد بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط توفي بفم الصلح في النصف من شهر ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون، وقد روى عن سفيان الثوري وغيره وكان ثقة

§يَحْيَى بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا مَوْلًى لِخَالِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ تُوُفِّيَ بِفَمِ الصِّلْحِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ وَكَانَ ثِقَةً

زيد بن الحباب العكلي مولى لهم ويكنى أبا الحسين توفي بالكوفة في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون

§زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَيُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي ذِيِ الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

أبو أحمد الزبيري واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير مولى لبني أسد وهو ابن أخي فضيل الرماني توفي بالأهواز في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون وكان صدوقا كثير الحديث

§أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَهُوَ ابْنُ أَخِي فُضَيْلٍ الرُّمَّانِيِّ تُوُفِّيَ بِالْأَهْوَازِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ صَدُوقًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو داود الحفري واسمه عمر بن سعد وكان أبوه مؤدبا , وكان أبو داود عمر بن سعد ناسكا له فضل وتواضع , زاهدا وكان من أصحاب سفيان الثوري , توفي بالكوفة في جمادى الآخرة سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون

§أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَاسْمُهُ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَكَانَ أَبُوهُ مُؤَدِّبًا , وَكَانَ أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ نَاسِكًا لَهُ فَضْلٌ وَتَوَاضُعٌ , زَاهِدًا وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

قبيصة بن عقبة ويكنى أبا عامر من بني سواءة بن عامر بن صعصعة توفي بالكوفة في صفر سنة خمس عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة صدوقا كثير الحديث عن سفيان الثوري

§قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَامِرٍ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ

عمرو بن محمد العنقزي، كان يبيع متاعا يقال له: العنقز وكان مولى لآل زياد بن أبي سفيان وكانت عنده أحاديث الأنبياء وغيرهم , وكان جارا لأبي داود الحفري بالكوفة يصليان في مسجد منزلهما في حفر السبيع

§عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، كَانَ يَبِيعُ مَتَاعًا يُقَالُ لَهُ: الْعَنْقَزُ وَكَانَ مَوْلًى لِآلِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ , وَكَانَ جَارًا لِأَبِي دَاوُدَ الْحَفَرِيِّ بِالْكُوفَةِ يُصَلِّيَانِ فِي مَسْجِدِ مَنْزِلِهِمَا فِي حَفْرِ السَّبِيعِ

معاوية بن هشام القصار مولى بني أسد ويكنى أبا الحسن توفي بالكوفة وكان صدوقا كثير الحديث

§مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ الْقَصَّارُ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ صَدُوقًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد العزيز بن أبان القرشي من ولد سعيد بن العاص ويكنى أبا خالد، وكان قد ولي قضاء واسط ثم عزل فقدم إلى بغداد فنزلها وتوفي بها يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع ومائتين في خلافة المأمون وكان كثير الرواية عن سفيان ثم خلط بعد ذلك فأمسكوا عن

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطَ ثُمَّ عُزِلَ فَقَدِمَ إِلَى بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا وَتُوُفِّيَ بِهَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ كَثِيرَ الرِّوَايَةِ عَنْ سُفْيَانَ ثُمَّ خُلِطَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَمْسَكُوا عَنْ حَدِيثِهِ

علي بن قادم ويكنى أبا الحسن، وتوفي بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان ممتنعا منكر الحديث شديد التشيع

§عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ مُمْتَنِعًا مُنْكَرَ الْحَدِيثِ شَدِيدَ التَّشَيُّعِ

ثابت بن محمد الكناني ويكنى أبا إسماعيل وكان عابدا ناسكا روى عن مسعر بن كدام وغيره وتوفي بالكوفة في ذي الحجة سنة خمس عشرة ومائتين في خلافة المأمون

§ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا رَوَى عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ وَغَيْرِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

هشام بن المقدام

§هِشَامُ بْنُ الْمِقْدَامِ

أبو غسان واسمه مالك بن إسماعيل بن زياد بن درهم، مولى كليب بن عامر النهدي أحد بني خزيمة , وأم أبي غسان ابنة إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان , وحماد بن أبي سليمان خال إسماعيل بن أبي غسان، وتوفي أبو غسان بالكوفة في غرة شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين في

§أَبُو غَسَّانَ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادِ بْنِ دِرْهَمٍ، مَوْلَى كُلَيْبِ بْنِ عَامِرٍ النَّهْدِيِّ أَحَدِ بَنِي خُزَيْمَةَ , وَأُمُّ أَبِي غَسَّانَ ابْنَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ , وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ خَالُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَسَّانَ، وَتُوُفِّيَ -[405]- أَبُو غَسَّانَ بِالْكُوفَةِ فِي غُرَّةِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ , وَكَانَ أَبُو غَسَّانَ ثِقَةً صَدُوقًا مُتَشَيِّعًا شَدِيدَ التَّشَيُّعِ

أحمد بن عبد الله بن يونس ويكنى أبا عبد الله، مولى لبني يربوع من بني تميم، مات بالكوفة يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائتين وكان ثقة صدوقا صاحب سنة وجماعة

§أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِبَنِي يَرْبُوعٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، مَاتَ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ

طلق بن غنام بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن جشم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج ويكنى طلق أبا محمد وهو ابن عم حفص بن غياث القاضي لحا وكان كاتبه على القضاء

§طَلْقُ بْنُ غَنَّامِ بْنِ طَلْقِ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ مِنْ مَذْحِجَ وَيُكْنَى طَلْقٌ أَبَا مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ الْقَاضِي لَحًّا وَكَانَ كَاتِبَهُ عَلَى الْقَضَاءِ

أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: §شَهِدَ جَدِّي مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَادِسِيَّةَ وَمَوْلِدُ جَدِّي طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَتُوُفِّيَ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

إسحاق بن منصور السلولي مولى لهم مات سنة خمس ومائتين بالكوفة في خلافة المأمون

§إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ مَوْلًى لَهُمْ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَتَيْنِ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، سمع من عيسى بن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى مصنف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان يحدث به عنه، وولي بكر قضاء الكوفة بضع عشرة سنة ثم عزل وتوفي بعد ذلك بالكوفة

§بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ، سَمِعَ مِنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى مُصَنَّفَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْهُ، وَوُلِّيَ بَكْرٌ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ عُزِلَ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْكُوفَةِ

خالد بن مخلد القطواني وينتمي إلى بجيلة ويكنى أبا الهيثم وكانت عنده أحاديث عن رجال أهل المدينة وكان متشيعا توفي بالكوفة في النصف من المحرم سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان منكر الحديث في التشيع مفرطا وكتبوا عنه ضرورة

§خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ وَيَنْتَمِي إِلَى بَجِيلَةَ وَيُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ عَنْ رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ مُتَشَيِّعًا تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي النِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ فِي التَّشَيُّعِ مُفْرِطًا وَكَتَبُوا عَنْهُ ضَرُورَةً

إسحاق بن منصور بن حيان بن الحصين بن مالك ابن أخي أبي الهياج الأسدي وكان خيرا فاضلا روى عن أبي كدينة وشريك وأبي الأحوص

§إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مَالِكٍ ابْنُ أَخِي أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلًا رَوَى عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ وَشَرِيكٍ وَأَبِي الْأَحْوَصِ

عبيد بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، روى عن سفيان وغيره

§عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، رَوَى عَنْ سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ

وأخوه عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ويكنى أبا خالد، وكان ثقة كثير الرواية عن عبد الله بن المبارك وغيره

§وَأَخُوهُ -[407]- عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَغَيْرِهِ

رباح بن خالد ويكنى أبا علي، روى عن زهير وحسن بن صالح وقيس وشريك وكان كثير الحديث وتوفي بالكوفة قبل أن يكتب عنه

§رَبَاحُ بْنُ خَالِدٍ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، رَوَى عَنْ زُهَيْرٍ وَحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَقَيْسٍ وَشَرِيكٍ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ قَبْلَ أَنْ يُكْتَبَ عَنْهُ

نوفل بن. . . . . ويكنى أبا مسعود الضبي من أنفسهم روى نوفل عن زهير وأبي الأحوص وشريك وابن المبارك وغيرهم وكان كثير الحديث وتوفي بالكوفة قبل أن يكتب عنه

§نَوْفَلُ بْنُ. . . . . وَيُكْنَى أَبَا مَسْعُودٍ الضَّبِّيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ رَوَى نَوْفَلٌ عَنْ زُهَيْرٍ وَأَبِي الْأَحْوَصِ وَشَرِيكٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَغَيْرِهِمْ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ قَبْلَ أَنْ يُكْتَبَ عَنْهُ

عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد المحاربي ويكنى أبا زياد، روى عن زائدة بن قدامة وغيره توفي بالكوفة في شعبان سنة إحدى عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة صدوقا

§عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زِيَادٍ، رَوَى عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ وَغَيْرِهِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا

زكرياء بن عدي ويكنى أبا يحيى، مولى لبني تيم الله وتوفي ببغداد في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان زكرياء رجلا صالحا صدوقا

§زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، مَوْلًى لِبَنِي تَيْمِ اللَّهِ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ زَكَرِيَّاءُ رَجُلًا صَالِحًا صَدُوقًا

عبد الرحمن بن مصعب المعني ويكنى أبا يزيد وكان عابدا ناسكا وكانت عنده أحاديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَعْنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

علي بن عبد الحميد المعني من الأزد وكان أيضا فاضلا خيرا وهو ابن عم عبد الرحمن بن مصعب وكانت عنده أحاديث

§عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ مِنَ الْأَزْدِ وَكَانَ أَيْضًا فَاضِلًا خَيِّرًا وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُصْعَبٍ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

عون بن سلام مولى قريش ويكنى أبا محمد، روى عن إسرائيل وزهير وأسباط بن نصر ومنصور بن أبي الأسود وعيسى بن عبد الرحمن السلمي وغيرهم

§عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، رَوَى عَنْ إِسْرَائِيلَ وَزُهَيْرٍ وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ وَمَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ وَعِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ

سويد بن عمرو الكلبي

§سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ

يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي توفي بالكوفة سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون

§يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

عمرو بن حماد بن طلحة القناد ويكنى أبا محمد صاحب تفسير أسباط بن نصر عن السدي توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين , قال: وكان أصله من أصبهان وصار جده إلى الكوفة ووالى همدان ونزل فيهم عند شهار سوج همدان، توفي في خلافة أبي إسحاق وكان

§عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةِ الْقَنَّادُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ صَاحِبُ تَفْسِيرِ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ -[409]- وَمِائَتَيْنِ , قَالَ: وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ وَصَارَ جَدُّهُ إِلَى الْكُوفَةِ وَوَالَى هَمْدَانَ وَنَزَلَ فِيهِمْ عِنْدَ شَهَارَ سُوجِ هَمْدَانَ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

محمد بن الصلت ويكنى أبا جعفر مولى لبني أسد بن خزيمة

§مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ

إسماعيل بن أبان الوراق ويكنى أبا إسحاق مولى لكندة

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ مَوْلًى لِكِنْدَةَ

الحسن بن الربيع ويكنى أبا علي، وهو أخو مطير صاحب البواري وكان الحسن من أصحاب عبد الله بن المبارك وشهده حين مات بهيت وهو ولي تغميضه وتوفي الحسن بالكوفة يوم السبت في غرة شهر رمضان سنة إحدى وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق

§الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، وَهُوَ أَخُو مُطَيْرٍ صَاحِبِ الْبَوارِيِّ وَكَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَشَهِدَهُ حِينَ مَاتَ بِهَيْتَ وَهُوَ وَلِيَ تَغْمِيضَهُ وَتُوُفِّيَ الْحَسَنُ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ السَّبْتِ فِي غُرَّةِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ

عبد الحميد بن صالح ويكنى أبا محمد وكان ينزل في بني شيطان بالكوفة وقد روى عن زهير وهريم

§عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي شَيْطَانَ بِالْكُوفَةِ وَقَدْ رَوَى عَنْ زُهَيْرٍ وَهُرَيْمٍ

الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب البجلي ويكنى أبا علي

§الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الْبَجَلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ

أحمد بن المفضل مولى قريش وهو ابن عم عمرو العنقزي مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان راوية عن أسباط بن نصر

§أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ مَوْلَى قُرَيْشٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ مَاتَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَكَانَ رَاوِيَةً عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ

عثمان بن حكيم الأودي روى عن شريك وغيره وكان ثقة

§عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ رَوَى عَنْ شَرِيكٍ وَغَيْرِهِ وَكَانَ ثِقَةً

وأخوه علي بن حكيم الأودي ويكنى أبا الحسن، روى عن شريك وغيره

§وَأَخُوهُ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الحَسَنِ، رَوَى عَنْ شَرِيكٍ وَغَيْرِهِ

شهاب بن عباد العبدي مات بالكوفة يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون

§شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ مَاتَ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

الهيثم بن عبيد الله المفتي من قريش ويكنى أبا محمد

§الْهَيْثَمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُفْتِي مِنْ قُرَيْشٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ويكنى أبا زكرياء مات بسامراء في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائتين

§يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّاءَ مَاتَ بِسَامَرَّاءَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

يوسف بن البهلول ويكنى أبا يعقوب، من بني أبان بن دارم من بني تميم من أنفسهم، وهو صاحب المغازي سمعها من عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق , توفي بالكوفة في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة ثماني عشرة ومائتين في خلافة المأمون

§يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ وَيُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ، مِنْ بَنِي أَبَانَ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَهُوَ صَاحِبُ الْمَغَازِي سَمِعَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ أَوْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

سعيد بن شرحبيل الكندي ويكنى أبا عثمان وكان سعيد قد أتى مصر فكتب عن ابن لهيعة وغيره

§سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْكِنْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ وَكَانَ سَعِيدٌ قَدْ أَتَى مِصْرَ فَكَتَبَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَغَيْرِهِ

عثمان بن زفر بن الهذيل مات بالكوفة في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة ثماني عشرة ومائتين في خلافة المأمون

§عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ بْنِ الْهُذَيْلِ مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ أَوْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

يحيى بن بشر بن كثير ويكنى أبا زكرياء الأسدي الحريري ومنزله قرب مسجد سماك وكان تاجرا قدم دمشق فسمع من سعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير ومعاوية بن سلام صاحب يحيى بن أبي كثير وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق

§يَحْيَى بْنُ بِشْرِ بْنِ كَثِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّاءَ الْأَسَدِيَّ الْحَرِيرِيَّ وَمَنْزِلُهُ قُرْبَ مَسْجِدِ سِمَاكٍ وَكَانَ تَاجِرًا قَدِمَ دِمَشْقَ فَسَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدِ بْنِ -[412]- بَشِيرٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ صَاحِبِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ الْوَاثِقَ

الطبقة التاسعة

§الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةُ

إسماعيل بن موسى ابن بنت إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ويكنى أبا محمد روى عن شريك بن عبد الله وغيره

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى ابْنِ بِنْتِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ رَوَى عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ

حمدان بن محمد بن سليمان الأصبهاني روى عن شريك وغيره وتوفي بالكوفة

§حَمْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ رَوَى عَنْ شَرِيكٍ وَغَيْرِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ

المنجاب بن الحارث التميمي ويكنى أبا محمد روى عن شريك وعلي بن مسهر وغيرهما

§الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ رَوَى عَنْ شَرِيكٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَغَيْرِهِمَا

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ويكنى أبا الحسن من ولد أبي سعدة وقد روى عن أبي سعدة الحديث وروى أبو سعدة عن ابن عباس , وابن الزبير وذكر عثمان بن أبي شيبة أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم , وروى عثمان عن شريك , وأبي الأحوص , وعلي بن مسهر ,

§عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ مِنْ وَلَدِ أَبِي سَعْدَةَ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي سَعْدَةَ الْحَدِيثَ وَرَوَى أَبُو سَعْدَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَذَكَرَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَنَّهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عُثْمَانُ عَنْ شَرِيكٍ , وَأَبِي الْأَحْوَصِ , وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ , وَكَتَبَ كُتُبَ جَرِيرٍ كَانَ رَحَلَ إِلَيْهِ إِلَى الرِّيِّ فَسَمِعَ كُتُبَهُ

وأخوه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ويكنى أبا بكر روى عن شريك وعلي بن مسهر والكوفيين، ورحل إلى البصرة فكتب عمن أدرك من مشيختها

§وَأَخُوهُ -[413]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ رَوَى عَنْ شَرِيكٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَالْكُوفِيِّينَ، وَرَحَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَكَتَبَ عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ مَشْيَخَتِهَا

أحمد بن أسد بن عاصم بن مغول البجلي وهو ابن ابنة مالك بن مغول ويكنى أبا عاصم. مات بالكوفة في صفر سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق بالله

§أَحْمَدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيُّ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَيُكْنَى أَبَا عَاصِمٍ. مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ

عمر بن حفص بن غياث النخعي مات بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق المعتصم بالله

§عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ

ثابت بن موسى ويكنى أبا يزيد توفي بالكوفة سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق بالله

§ثَابِتُ بْنُ مُوسَى وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ

محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني ثم الخارفي ويكنى أبا عبد الرحمن توفي بالكوفة سنة أربع وثلاثين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الْخَارِفِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

هارون بن إسحاق الهمداني ويكنى أبا القاسم

§هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ

محمد بن العلاء ويكنى أبا كريب ينزل بالمطمورة بالكوفة قرب منزل أبي أسامة بالحفر

§مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ وَيُكْنَى أَبَا كُرَيْبٍ يَنْزِلُ بِالْمَطْمُورَةِ بِالْكُوفَةِ قُرْبَ مَنْزِلِ أَبِي أُسَامَةَ بِالْحَفَرِ

عبيد بن يعيش ويكنى أبا محمد مات بالكوفة في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق، وكان ثقة

§عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَانَ ثِقَةً

يوسف بن يعقوب الصفار ويكنى أبا يعقوب

§يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ وَيُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ

ليث بن هارون العكلي من أنفسهم ويكنى أبا عتبة وكان زيد بن الحباب مولى لهم توفي بالكوفة في آخر سنة ثمان وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق

§لَيْثُ بْنُ هَارُونَ الْعُكْلِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكْنَى أَبَا عُتْبَةَ وَكَانَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ مَوْلًى لَهُمْ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ

فروة بن أبي المغراء

§فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ

أبو هشام الرفاعي واسمه محمد بن يزيد بن كثير بن رفاعة من بني عجل من أنفسهم

§أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ رِفَاعَةَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

أبو سعيد الأشج واسمه عبد الله بن سعيد الكندي

§أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ

سعيد بن عمرو من ولد الأشعث بن قيس الكندي ويكنى أبا عثمان، سمع من أبي عوانة وعبثر وغيرهما وهو ثقة صدوق مأمون توفي بالكوفة في صفر سنة ثلاثين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق

§سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ وَلَدِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، سَمِعَ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ وَعَبْثَرٍ وَغَيْرِهِمَا وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ مَأْمُونٌ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ

جبارة بن المغلس المالكي إمام مسجد بني حمان وهو يضعف

§جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ الْمَالِكِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي حِمَّانَ وَهُوَ يُضَعَّفُ

ضرار بن صرد الطحان ويكنى أبا نعيم توفي بالكوفة في النصف من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق

§ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ الطَّحَّانُ وَيُكْنَى أَبَا نُعَيْمٍ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي النِّصْفِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ

إسماعيل بن محمد بن أبي الحكم الثقفي من ولد المختار بن أبي عبيد الثقفي وجده أبو الحكم روى عن الأعمش

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ مِنْ وَلَدِ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ وَجَدُّهُ أَبُو الْحَكَمِ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ

إسماعيل بن بهرام روى عن الأشجعي

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ رَوَى عَنِ الْأَشْجَعِيِّ

عبد الله بن براد الأشعري من ولد أبي موسى ويكنى أبا عامر مات بالكوفة سنة أربع وثلاثين ومائتين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ وَلَدِ أَبِي مُوسَى وَيُكْنَى أَبَا عَامِرٍ مَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

العلاء بن عمر الحنفي

§الْعَلَاءُ بْنُ عُمَرَ الْحَنَفِيُّ

حسين بن عبد الأول الأحول ويكنى أبا عبد الله

§حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ الْأَحْوَلُ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

يزيد بن مهران ويكنى أبا خالد الخباز روى عن أبي بكر بن عياش، ومات بالكوفة في شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق

§يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ الْخَبَّازَ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ

مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب الفزاري، روى عن أبي بكر بن عياش وكانت عنده وصية سمرة إلى بنيه

§مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَكَانَتْ عِنْدَهُ وَصِيَّةُ سَمُرَةَ إِلَى بَنِيهِ

مسروق بن المرزبان الكندي، ويكنى أبا سعيد روى عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وغيره

§مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكِنْدِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَغَيْرِهِ

تسمية من نزل البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ كَانَ بِهَا بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ

عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، ويكنى أبا عبد الله قال: وسمعت بعضهم، يكنيه أبا غزوان، وكان رجلا طوالا جميلا قديم الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وشهد بدرا

§عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نُسَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ، يُكَنِّيهِ أَبَا غَزْوَانَ، وَكَانَ رَجُلًا طِوَالًا جَمِيلًا قَدِيمَ الْإِسْلَامِ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَشَهِدَ بَدْرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَا: «§اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَهُوَ الَّذِي فَتَحَهَا وَبَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الْأُبُلَّةَ، وَبَنَى مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ بِقَصَبٍ، وَلَمْ يَبْنِ بِهَا دَارًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ كَانَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْقَادِسِيَّةِ، فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ العَبْدَرِيُّ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ يَعْنِي ابْنَ حَسَنَةَ، قَالَ: " كَانَ عُتْبَةُ

بْنُ غَزْوَانَ قَدْ حَضَرَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ هُزِمَ الْأَعَاجِمُ، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يَضْرِبَ قَيْرَوَانَهُ بِالْكُوفَةِ، وَأَنِ §ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ؛ فَإِنَّ لَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ مَكَانًا، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَدْ رَجَوْتُ جَزْءَهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ - وَالْبَصْرَةُ تُسَمَّى يَوْمَئِذٍ أَرْضَ الْهِنْدِ - فَيَنْزِلَهَا، وَيَتَّخِذَ بِهَا لِلْمُسْلِمِينَ قَيْرَوَانًا، وَلَا يَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا فَدَعَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ، وَأَخْبَرَهُ بِكِتَابِ عُمَرَ، فَأَجَابَ، وَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ فِي ثَمَانِي مِائَةِ رَجُلٍ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا الْبَصْرَةَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْبَصْرَةُ بَصْرَةً؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ، فَلَمَّا نَزَلَهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ضَرَبَ قَيْرَوَانَهُ وَنَزَلَهَا، وَضَرَبَ الْمُسْلِمُونَ أَخْبِيَتَهُمْ وَخِيَامَهُمْ , وَضَرَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ خَيْمَةً لَهُ مِنْ أَكْسِيَةٍ، ثُمَّ رَمَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالرِّجَالِ، فَلَمَّا كَثُرُوا بَنَى رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهَا سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لِبْنٍ، مِنْهَا فِي الْخُرَيْبَةِ اثْنَتَانِ، وَفِي الزَّابُوقَةِ وَاحِدَةٌ، وَفِي بَنِيٍ تَمِيمٍ اثْنَتَانِ، وَفِي الْأَزْدِ اثْنَتَانِ، ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ خَرَجَ إِلَى فُرَاتِ الْبَصْرَةِ فَفَتَحَهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَغْزُونَ جِبَالَ فَارِسَ مِمَّا يَلِيهَا، وَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَنِ انْزِلْهَا بِالْمُسْلِمِينَ، فَيَكُونُوا بِهَا، وَلْيَغْزُوا عَدُوَّهُمْ مِنْ قَرِيبٍ. وَكَانَ عُتْبَةُ خَطَبَ النَّاسَ - وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْبَصْرَةِ - فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ، وَأُومِنُ بِهِ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءً، وَآذَنَتْ أَهْلَهَا بِوَدَاعٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ تَارِكُوهَا لَا مَحَالَةَ، فَاتْرُكُوهَا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ يُؤْتَى بِالْحَجَرِ الضَّخْمِ، فَيُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَيَهْوِي سَبْعِينَ عَامًا حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا، وَاللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ، أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنَّ لِلْجَنَّةِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ، عَرْضُ مَا بَيْنَ جَانِبَيِ الْبَابِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ عَامًا، وَايْمُ اللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا سَاعَةٌ وَهِيَ كَظِيظَةٌ مِنَ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْبِشَامِ، وشَوْكُ الْقَتَادِ

حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً يَوْمَئِذٍ، فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا مِنَّا - أَيُّهَا الرَّهْطُ السَّبْعَةُ - إِلَّا أَمِيرٌ عَلَى مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، وَإِنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ، فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنَا ذَلِكَ الزَّمَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّلْطَانُ مَلِكًا، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرًا، وَسَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا، وَتُجَرِّبُونَ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ قَالَ: فَبَيْنَا عُتْبَةُ عَلَى خُطْبَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ اقْتَنَى بِالْبَصْرَةِ خَيْلًا حِينَ لَا يَقْتَنِيهَا أَحَدٌ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَأَحْسِنْ جِوَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَأَعِنْهُ عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا بِالْبَصْرَةِ وَاتَّخَذَهَا، ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ سَارَ إِلَى مَيْسَانَ وَأَبْزِقِبَاذَ فَافْتَتَحَهَا، وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ الْمَرْزُبَانُ صَاحِبُ الْمَذَارِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَقَاتَلَهُمْ، فَهَزَمَ اللَّهُ الْمَرْزُبَانَ، وَأَخَذَ الْمَرْزُبَانُ سَلَمًا، فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَأَخَذَ قِبَاءَهُ ومِنْطِقَتَهُ، فِيهَا الذَّهَبُ وَالْجَوْهَرُ، فَبَعَثَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا قَدِمَ سَلَبُ الْمَرْزُبَانِ الْمَدِينَةَ سَأَلَ النَّاسُ الرَّسُولَ عَنْ حَالِ النَّاسِ، فَقَالَ الْقَادِمُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، عَمَّ تَسْأَلُونَ؟ تَرَكْتُ وَاللَّهِ النَّاسَ يَهْتَالُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَنَشَطَ النَّاسُ، وَأَقْبَلَ عُمَرُ يُرْسِلُ الرِّجَالَ إِلَيْهِ الْمِائَةَ وَالْخَمْسِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مَدَدًا لِعُتْبَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ إِلَى عُتْبَةَ وَهُوَ عَامِلُهُ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ عُتْبَةُ، فَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ، فَقَدِمَ عُتْبَةُ عَلَى عُمَرَ، فَشَكَا إِلَيْهِ تُسَلُّطَ سَعْدٍ عَلَيْهِ، فَسَكَتَ عَنْهُ عُمَرُ فَأَعَادَ ذَلِكَ عُتْبَةُ مِرَارًا، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَى عُمَرَ قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ أَنْ تُقِرَّ بِالْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَرَفٌ. فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: أَلَسْتُ مِنْ قُرَيْشٍ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ» ، وَلِي صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمَةٌ لَا تُنْكَرُ وَلَا تُدْفَعُ فَقَالَ عُمَرُ: لَا يُنْكَرُ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ قَالَ عُتْبَةُ: أَمَا إِذَا صَارَ الْأَمْرُ إِلَى

هَذَا، فَوَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهَا أَبَدًا فَأَبَى عُمَرُ إِلَّا أَنْ يَرُدَّهُ إِلَيْهَا، فَرَدَّهُ، فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ، وَكَانَ عَمَلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلَامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً "

بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى، ويكنى بريدة أبا عبد الله، وأسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة، وأقام في بلاد قومه، فلم يشهد بدرا، ثم هاجر إلى

§بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، وَيُكْنَى بُرَيْدَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَسْلَمَ حِينَ مَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْهِجْرَةِ، وَأَقَامَ فِي بِلَادِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ مَغَازِيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَفُتِحَتِ الْبَصْرَةُ وَمُصِّرَتْ، فَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا، وَاخْتَطَّ بِهَا وَبَنَى بِهَا دَارًا، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا غَازِيًا إِلَى خُرَاسَانَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ بِمَرْوَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا، وَقَدِمَ مِنْ وَلَدِهِ قَوْمٌ، فَنَزَلُوا بَغْدَادَ، فَمَاتُوا بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ وَرَاءَ نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا عَيْشَ إِلَّا طِرَادُ الْخَيْلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: «§أَوْصَى بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ أَنْ تُوضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ، فَكَانَ مَاتَ بِأَدْنَى خُرَاسَانَ، فَلَمْ تُوجَدْ إِلَّا فِي جَوَالِقِ حَمَّارٍ وَتُوُفِّيَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بِخُرَاسَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ»

أبو برزة الأسلمي واسمه فيما أخبرنا محمد بن عمر، وبعض ولد أبي برزة: عبد الله بن نضلة، وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيره من أهل العلم: اسمه نضلة بن عبد الله، وقال بعضهم: نضلة بن عبيد بن الحارث بن جيال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك

§أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ وَاسْمُهُ فِيمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَبَعْضُ وَلَدِ أَبِي بَرْزَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَضْلَةَ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: اسْمُهُ نَضْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَضْلَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جِيَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى قَالَ: وَأَسْلَمَ أَبُو بَرْزَةَ قَدِيمًا، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ، وَلَمْ يَزَلْ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَبَنَى بِهَا دَارًا، وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ، ثُمَّ غَزَا خُرَاسَانَ، فَمَاتَ بِمَرْوَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ أَبُو عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ «أَنَّ §أَبَا بَرْزَةَ، وَأَبَا بَكْرَةَ كَانَا مُتَوَاخِيَيْنِ»

عمران بن الحصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن خريبة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو، ويكنى عمران: أبا نجيد، أسلم قديما هو وأبوه وأخته، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات، ولم يزل في بلاد قومه، وينزل إلى المدينة كثيرا إلى أن قبض

§عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ نُهْمِ بْنِ خُرَيْبَةَ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو، وَيُكْنَى عِمْرَانُ: أَبَا نُجَيْدٍ، أَسْلَمَ قَدِيمًا هُوَ وَأَبُوهُ وَأُخْتُهُ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزَوَاتٍ، وَلَمْ يَزَلْ فِي بِلَادِ قَوْمِهِ، وَيَنْزِلُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَثِيرًا إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، ومُصِّرَتِ الْبَصْرَةُ، فَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا -[10]-، وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ مِنْ وَلَدِهِ خَالِدِ بْنِ طَلِيقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ: «قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ، وَبِهَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَبُو النُّجَيْدِ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ §بَعَثَهُ يُفَقِّهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ قَضَى عَلَى رَجُلٍ بِقَضِيَّةٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ عَلَيَّ بِجَوْرٍ، وَمَا أَلَوْتُ، قَالَ: «وَكَيْفَ ذَلِكَ؟» فَقَالَ: شُهِدَ عَلَيَّ بِزُورٍ، فَقَالَ عِمْرَانُ: «§مَا قَضَيْتُ عَلَيْكَ فَهُوَ فِي مَالِي، وَوَاللهِ لَا أَجْلِسُ مَجْلِسِي هَذَا أَبَدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ §خَاتَمُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ نَقْشُهُ تِمْثَالُ رَجُلٍ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ» قَالَ: " وَرَأَيْتُهُ أَنَا فِي خَاتَمٍ عِنْدَنَا فِي طِينٍ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَ أَبِي: «هَذَا خَاتَمُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ فِي مُطْرَفٍ خَزٍّ، لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَطُّ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً §يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّهُ «§رَأَى عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مُطْرَفَ خَزٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: " §قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ -[11]- وَاللِّحْيَةِ، مُسْتَنِدٍ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي حَلْقَةٍ يُحَدِّثُهُمْ. قَالَ: فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: مَا يَمْنَعُنِي عَنْ عِيَادَتِكَ إِلَّا مَا أَرَى مِنْ حَالِكَ قَالَ: «فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ §أَحَبَّهُ إِلَى اللَّهِ أَحَبُّهُ إِلَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ: «سُقِيَ بَطْنُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ثَلَاثِينَ سَنَةً، كُلُّ ذَلِكَ §يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْكَيُّ، فَيَأْبَى أَنْ يَكْتَوِيَ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ اكْتَوَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنْ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ نَهَى عَنِ الْكَيِّ، فَابْتُلِيَ، فَاكْتَوَى، فَكَانَ يَعِجُّ، فَيَقُولُ: «لَقَدِ §اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ، مَا أَبْرَأَتْ مِنْ أَلَمٍ، وَلَا شَفَتْ مِنْ سَقَمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: «أَشَعَرْتَ أَنَّهُ §كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ انْقَطَعَ التَّسْلِيمُ» ، فَقُلْتُ: أَمِنْ قِبَلِ رَأْسِكَ كَانَ يَأْتِيكَ التَّسْلِيمُ، أَوْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْكَ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِي» ، فَقُلْتُ: لَا أَرَى أَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَعُودَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِي: «أَشَعَرْتَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَادَ لِي؟» قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَوْصَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقَال: «§إِذَا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بِي، فَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ، وَلَا تَهَوَّدُوا بِي كَمَا تَهَوَّدُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَلَا تُتْبِعُونِي نَارًا، وَلَا صَوْتًا» ، قَالَ: وَكَانَ أَوْصَى لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ لَهُ بِوَصَايَا، فَقَالَ: «أَيَّتُمَا امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ صَرَخَتْ عَلَيَّ فَلَا وَصِيَّةَ لَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ مَوْلَى آلِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ «أَوْصَى أَهْلَهُ §إِذَا مَاتَ أَنْ لَا يُتْبِعُوهُ صَوْتًا، وَلَعَنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَأَنْ يَجْعَلُوا قَبْرَهُ مُرَبَّعًا، وَأَنْ يَرْفَعُوهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أُمِّهَا وَهِيَ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ: أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «§إِذَا أَنَا مُتُّ فَشَدُّوا عَلَيَّ سَرِيرِي بِعِمَامَةٍ، وَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَاطْعَمُوا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يُكْنَى أَبَا نُجَيْدٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُثْمَانَ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ قَبْلَ وَفَاةِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِسَنَةٍ، وَتُوُفِّيَ زِيَادٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ، فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

محجن بن الأدرع الأسلمي من بني سهم قال محمد بن عمر: هو قديم الإسلام، وهو خط مسجد أهل البصرة، وهو الذي مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع قوم يرمون، فقال: " ارموا، وأنا مع ابن الأدرع "، ثم رجع من البصرة إلى المدينة، فمات بها في خلافة معاوية

§مِحْجَنُ بْنُ الْأَدْرَعِ الْأَسْلَمِيُّ مِنْ بَنِي سَهْمٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ خَطَّ مَسْجِدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَهُوَ الَّذِي مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَعَ قَوْمٍ يَرْمُونَ، فَقَالَ: «ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ» ، ثُمَّ رَجَعَ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ

أمية بن مخشي الخزاعي

§أُمَيَّةُ بْنُ مَخْشِيٍّ الْخُزَاعِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ وَصَحِبْتُهُ إِلَى وَاسِطَ، فَكَانَ يُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِهِ، وَفِي آخِرِ لُقْمَةٍ، يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَقُلْتُ -[13]-: إِنَّكَ تُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِكَ، أَفَرَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي آخِرِ لُقْمَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ جَدِّي أُمَيَّةَ بْنَ مَخْشِيٍّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا أَكَلَ، فَلَمْ يُسَمِّ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ طَعَامِهِ لُقْمَةٌ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَلَمْ يَبْقَ فِي بَطْنِهِ شَيْءٌ إِلَّا قَاءَهُ "

عبد الله بن المغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عدي بن عثمان بن مزينة قال: أخبرنا يحيى بن معين قال: كان عبد الله بن المغفل يكنى أبا زياد، قال: فذكرت ذلك لرجل من ولده، فقال: كان يكنى أبا سعيد، وكان من

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ بْنِ عَبْدِ نُهْمِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ أَسْحَمَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُزَيْنَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ يُكْنَى أَبَا زِيَادٍ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِهِ، فَقَالَ: كَانَ يُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ خُزَاعِيٍّ عَنْ زِيَادِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ الْمَرَضُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ أَوْصَى أَهْلَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: §لَا يَلِينِي إِلَّا أَصْحَابِي، وَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ ابْنُ زِيَادٍ، فَلَمَّا مَاتَ أَرْسَلُوا إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، وَإِلَى عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، وَإِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَصْرَةِ، فَوُلُّوا غُسْلَهُ وَتَكْفِينَه، قَالَ: فَمَا زَادُوا عَلَى أَنْ طَوَوْا أَيْدِيَ قُمُصِهِمْ، وَدَسُّوا قُمُصَهُمْ فِي حُجَزِهِمْ، ثُمَّ غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ، ثُمَّ لَمْ يَزِدِ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأُوا، فَلَمَّا أَخْرَجُوهُ مِنْ دَارِهِ إِذَا ابْنُ زِيَادٍ فِي مَوْكِبِهِ بِالْبَابِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ أَوْصَى -[14]- أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حِذَاءَ الْبَيْضَاءِ، فَمَالَ إِلَى الْبَيْضَاءِ وَتَرَكَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ: أَنَّهُ أَوْصَى أَنْ «§لَا تُتْبِعُونِي بِنَارٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ قَدِ ابْتَنَى بِالْبَصْرَةٍ دَارًا، وَكَانَ أَحَدَ النَّفَرِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُفَقِّهُونَهُمْ

معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة، ويكنى أبا عبد الله وهو صاحب نهر معقل، أمره عمر بن الخطاب بحفره، فحفره، وكان قد تحول إلى البصرة، فنزلها وبنى بها دارا، وتوفي بها في آخر خلافة

§مَعْقِلُ بْنُ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَبِّرِ بْنِ حُرَّاقِ بْنِ لَأْيِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُذْمَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُزَيْنَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ صَاحِبُ نَهَرِ مَعْقِلٍ، أَمَرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِحَفْرِهِ، فَحَفَرَهُ، وَكَانَ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا وَبَنَى بِهَا دَارًا، وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ

الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف انتقل إلى البصرة، واختط بها دارا، ونزلها في ولاية عبد الله بن عامر بن كريز، ومات بالبصرة في آخر خلافة عثمان بن عفان، وله بها بقية، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في الصلاة على

§الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ انْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَاخْتَطَّ بِهَا دَارًا، وَنَزَلَهَا فِي وِلَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ

عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي تحول إلى البصرة ونزلها، ومات بها، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَنَزَلَهَا، وَمَاتَ بِهَا، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا بَكْرَةَ فِي جَنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ»

أبو بكرة، واسمه نفيع بن مسروق وفي بعض الحديث اسمه مسروح. وأمه سمية، وهو أخو زياد بن أبي سفيان لأمه، وكان عبدا بالطائف، فلما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف قال: " أيما حر نزل إلينا فهو آمن، وأيما عبد نزل إلينا فهو حر "، فنزل إليه عدة

§أَبُو بَكْرَةَ، وَاسْمُهُ نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ اسْمُهُ مَسْرُوحٌ. وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَهُوَ أَخُو زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ لِأُمِّهِ، وَكَانَ عَبْدًا بِالطَّائِفِ، فَلَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ قَالَ: «أَيُّمَا حُرٍّ نَزَلَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَزَلَ إِلَيْنَا فَهُوَ حُرٌّ» ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ عِدَّةٌ مِنْ عَبِيدِ أَهْلِ الطَّائِفِ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ فَأَعْتَقَهُمْ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَبُو بَكْرَةَ تَدَلَّى إِلَيْهِمْ فِي بَكْرَةٍ فَكَنَّوْهُ أَبَا بَكْرَةَ، فَكَانَ يَقُولُ: «أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ: أَنَّ ثَقِيفًا أَرَادَتْ أَنْ تَدَّعِيَ أَبَا بَكْرَةَ فَقَالَ: «§أَنَا مَسْرُوحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ شِبَاكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: " سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَرُدَّ عَلَيْنَا أَبَا بَكْرَةَ - وَكَانَ عَبْدًا لَنَا وَهُوَ مُحَاصِرٌ ثَقِيفًا، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْنَا، وَقَالَ: «§هُوَ طَلِيقُ اللَّهِ، وَطَلِيقُ رَسُولِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةَ عَنْ شِبَاكٍ عَنْ عَامِرٍ: أَنَّ ثَقِيفًا سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَبَا بَكْرَةَ عَبْدًا، فَقَالَ: «لَا، §هُوَ طَلِيقُ اللَّهِ، وَطَلِيقُ رَسُولِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ فِي حَدِيثٍ لَهُ رَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنَتِهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: «انْدُبِينِي ابْنَ مَسْرُوحٍ الْحَبَشِيَّ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَرِعًا، وَكَانَ فِيمَنْ شَهِدَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بِتِلْكَ الشَّهَادَةِ، فَضُرِبَ الْحَدَّ، فَحَمَلَ ذَلِكَ عَلَى أَخِيهِ زِيَادٍ فِي نَفْسِهِ، فَلَمَّا ادَّعَى مُعَاوِيَةُ زِيَادًا نَهَاهُ أَبُو بَكْرَةَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَبَى زِيَادٌ، وَأَجَابَ مُعَاوِيَةُ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرَةَ أَنْ لَا يُكَلِّمَهُ أَبَدًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُ، وَكَانَ زِيَادٌ قَدْ قَرَّبَ وَلَدَ أَبِي بَكْرَةَ وَشَرَّفَهُمْ، وَأَقْطَعَهُمْ، وَوَلَّاهُمُ الْوِلَايَاتِ، فَصَارُوا إِلَى دُنْيَا عَظِيمَةٍ، وَادَّعَوا أَنَّهُمْ مِنَ الْعَرَبِ، وَأَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرَةَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالْبَصْرَةِ، فِي وِلَايَةِ زِيَادٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: «أَنَّهُ §رَأَى أَبَا بَكْرَةَ عَلَيْهِ مُطرُفُ خَزٍّ، سَدَاهُ حَرِيرٌ»

البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، شهد أحدا، والخندق، والمشاهد بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شجاعا في الحرب، له نكاية

§الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ شُجَاعًا فِي الْحَرْبِ، لَهُ نِكَايَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنْ «§لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهٌ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْهَلْكِ يَقْدُمُ بِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَزَعَمَ ثَابِتٌ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَتَغَنَّى، وَيُرَنِّمُ قَوْسَهُ، فَقُلْتُ: إِلَى مَتَى هَذَا؟ فَقَالَ: «يَا أَنَسُ، أَتَرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي مَوْتًا؟ وَاللَّهِ لَقَدْ §قَتَلْتُ بِضْعَةً وَتِسْعِينَ سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِيهِ» يَعْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْعَقَبَةِ بِفَارِسَ، وَقَدْ زُوِيَ النَّاسُ، قَامَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، فَرَكِبَ فَرَسَهُ وَهِيَ تَوْجَى، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: §بِئْسَ مَا دَعَوْتُمْ أَقْرَانَكُمْ عَلَيْكُمْ فَحَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهِ، وَاسْتُشْهِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَئِذٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَإِنَّمَا يَقُولُ: «إِنَّهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ تُسْتَرَ» . وَتِلْكَ النَّاحِيَةُ كُلُّهَا عِنْدَهُمْ فَارِسُ

أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأمه أم سليم بنت ملحان، وهي أم أخيه البراء بن مالك

§أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ مِلْحَانَ، وَهِيَ أُمُّ أَخِيهِ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «§خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ عِمْرَانَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا أَمَرَنِي بِأَمْرٍ تَوَانَيْتُ عَنْهُ، أَوْ صَنَعْتُهُ فَلَامَنِي، وَإِنْ لَامَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ: " دَعُوهُ، فَلَوْ قُدِّرَ - أَوْ قَالَ -: قُضِيَ أَنْ يَكُونَ لَكَانَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ -[18]-، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: «§لَئِنْ لَمْ نَكُنْ مِنَ الْأَزْدِ مَا نَحْنُ مِنَ الْعَرَبِ» قَالَ حَمَّادٌ: أَيْ نَحْنُ مِنَ الْأَزْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ: أَنَّهُ " تَبِعَ جَنَازَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى بُرَيْذِينِهِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَسْوَدُ رَقِيقٌ، وَعَلَى رَأْسِهِ خِرْقَةٌ تَقِيهِ مِنَ الشَّمْسِ، وَإِذَا قُطْنَتَانِ قَدْ وَضَعَهُمَا عَلَى مُوقِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا الدِّهْقَانُ؟ قَالُوا: هَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: فَزَحَمْتُ النَّاسَ حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ قَامَ أَنَسٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، §فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، لَمْ يُطِلْ، وَلَمْ يُسْرِعْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةً سَوْدَاءُ عَلَى غَيْرِ قَلَنْسُوَةٍ، قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي طَالُوتَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عِمَامَةَ خَزٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§نَهَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُكْتَبَ فِي الْخَوَاتِيمِ شَيْءٌ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ» ، وَكَانَ فِي خَاتَمِ أَنَسٍ ذِئْبٌ أَوْ ثَعْلَبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كَانَ §نَقْشُ خَاتَمِ أَنَسٍ أَسَدٌ رَابِضٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ §أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ أَحْرَصِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ عَلَى الْمَالِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ §دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَرَكَزَ شَيْئًا، أَوْ هَيَّأَ شَيْئًا يُصَلِّي عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§عَجَزَ أَنَسُ -[19]- بْنُ مَالِكٍ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَنَةٍ فَأَفْطَرَ، وَأَطْعَمَ ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «لَمَّا حَضَر أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْمَوْتُ §أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ مَحْبُوسًا، فَأَتَوُا الْأَمِيرَ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُسَيْدٍ - فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ، فَذَهَبَ، فَغَسَّلَهُ وَكَفَّنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ فِي قَصْرِ أَنَسٍ بِالطَّفِّ، ثُمَّ رَجَعَ، فَدَخَلَ كَمَا هُوَ السِّجْنَ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى أَهْلِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ؛ فَلْيَخْدُمْكَ. قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَاللَّهِ §مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِيَدِي مَقْدَم النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَتْ بِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي، وَهُوَ غُلَامٌ كَاتِبٌ، قَالَ أَنَسٌ: §فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ قَطُّ أَسَأْتَ، أَوْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خُوَيْدِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ» ، قَالَ أَنَسٌ: فَقَدْ دَفَنْتُ مِنْ صُلْبِي مِائَةً غَيْرَ اثْنَيْنِ - أَوْ قَالَ: مِائَةً وَاثْنَيْنِ - وَإِنَّ ثَمَرَتِي لَتَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَلَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى سَئِمْتُ الْحَيَاةَ، وَأَنَا أَرْجُو الرَّابِعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ -[20]-: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§إِنِّي لَأَعْرِفُ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيَّ، وَفِي مَالِي، وَفِي وَلَدِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ §كَرْمُ أَنَسٍ يَحْمِلُ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ §النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «يَا بُنَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: «§مَا بَقِيَ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا غَيْرِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§كَنَّاهُ وَهُوَ غُلَامٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكُنَّ أُمَّهَاتِي يَحْتَثِثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ، فَدَخَلَ دَارَنَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ لَنَا دَاجِنٍ، وَشَرِبَ بِمَاءِ بِئْرٍ فِي الدَّارِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ نَاحِيَتَهُ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَنَاوَلَهُ الْأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: «§الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الذَّارِعُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: «§مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَأَنَا أَرَى فِيهَا حَبِيبِي» ، ثُمَّ يَبْكِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ -[21]- صلّى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ» يَعْنِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ §إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: «لَا وَاللَّهِ، §مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّا لَا يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: §ارْفَعْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى مَا بَايَعْتُ عَلَيْهِ صَاحِبَكَ قَبْلَكَ، عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ مَا اسْتَطَعْتُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: شَكَا قَيِّمٌ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي أَرْضِهِ الْعَطَشَ، قَالَ: §فَصَلَّى أَنَسٌ، وَدَعَا، فَثَارَتْ سَحَابَةٌ حَتَّى غَشِيَتْ أَرْضَهُ، حَتَّى مَلَأَتْ صِهْرِيجَهُ، فَأَرْسَلَ غُلَامَهُ فَقَالَ: «انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ هَذِهِ. فَنَظَرَ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ أَنَسًا أَكَّارُ بُسْتَانِهِ فِي الصَّيْفِ، فَشَكَا الْعَطَشَ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَى شَيْئًا؟» فَقَالَ: مَا أَرَى شَيْئًا، قَالَ: فَدَخَلَ، فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: «انْظُرْ» ، قَالَ: أَرَى مِثْلَ جَنَاحِ الطَّيْرِ مِنَ السَّحَابِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُصَلِّي، وَيَدْعُو حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ الْقَيِّمُ، فَقَالَ: قَدِ §اسْتَوَتِ السَّمَاءُ وَمَطَرَتْ، فَقَالَ: «ارْكَبِ الْفَرَسَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ بِشْرُ بْنُ شَغَافٍ -[22]-، فَانْظُرْ أَيْنَ بَلَغَ الْمَطَرُ» ، قَالَ: فَرَكِبَهُ، فَنَظَرَ، قَالَ: فَإِذَا الْمَطَرُ لَمْ يُجَاوِزْ قُصُورَ الْمُسَيَّرِينَ، وَلَا قَصْرَ الْغَضْبَانِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَالِبٍ يَقُولُ: «§لَمْ أَرَ أَحَدًا كَانَ أَضَنَّ بِكَلَامِهِ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§لَا يَتَّقِي اللَّهَ عَبْدٌ حَتَّى يَحْزَنَ مِنْ لِسَانِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا يُكْنَى أَبَا الْحُبَابِ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: §أَحْرَمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ، قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ مُتَكَلِّمًا إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ حَتَّى حَلَّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي: «هَكَذَا الْإِحْرَامُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ: «يَا بَنِيَّ، §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ: أَنَّ بَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا لِأَبِيهِمْ: يَا أَبَانَا، أَلَا تُحَدِّثُنَا كَمَا تُحَدِّثُ الْغُرَبَاءَ؟ قَالَ: «أَيْ بَنِيَّ، إِنَّهُ §مَنْ يُكْثِرْ يُهْجِرْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ مِنْ وَلَدِ أَنَسٍ، إِلَّا أَنْ يَكُونُوا فِي الْخَيْرِ مِثْلَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ " §نَقَشَ فِي خَاتَمِهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ -[23]- اللَّهِ. قَالَ: فَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ نَزَعَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِصُفْرَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِزَارًا أَصْفَرَ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُطَرَفَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ» قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: قَالَ أَبِي: «كَانَ سَدَاهُ كَتَّانٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ مُطْرَفًا أَصْفَرَ مِنْ خَزٍّ، مَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ يُمْنَةٍ، وَعِمَامَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عِمَامَةً سَوْدَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: «§دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ مُلْتَحِفٌ بِهِ» يَعْنِي ثَوْبَ خَزٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو طَالُوتَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ، وَمُطْرَفَ خَزٍّ، فَقَالُوا لَهُ: §مَا لَكَ تَنْهَانَا عَنِ الْخَزِّ، وَتَلْبَسَهُ أَنْتَ؟ فَقَالَ: «إِنَّ -[24]- أُمَرَاءَنَا يَكْسُونَاهَا، فَنُحِبُّ أَنْ يَرَوْهُ عَلَيْنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْخَزَّ أَصْفَرَ وَأَحْمَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُطْرَفَ خَزٍّ أَخْضَرَ لَهُ عَلَمٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ إِزَارًا مُعَصْفَرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَاشِدُ بْنُ مَعْبَدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ كُمَّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسِعَهُ فَمُهُ عَظْمَ الذِّرَاعِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةً سَوْدَاءَ عَلَى غَيْرِ قَلَنْسُوَةٍ، وَقَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخِضَابُهُ أَحْمَرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَحْمَرَ اللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُهُ مُعْتَمًّا، قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَعْضِ آلِ أَنَسٍ: «أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي الْعَامِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ §لَمْ يَسْتَطِعِ الصَّوْمَ، فَأَطْعَمَ ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا خُبْزًا وَلَحْمًا وَزِيَادَةَ جَفْنَةٍ أَوْ جَفْنَتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ: قُلْتُ: مَا فَعَلَ أَنَسٌ، مَا صَنَعَ؟ قَالَ: " §وَضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، قَالَ: «جَفَنَ جِفَانًا، وَأَطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا» ، قَالَ: «فَأَطْعَمَ الْعِدَّةَ وَزِيَادَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ تُوُفِّيَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ مَحْبُوسٌ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ، قَالَ: §وَأَوْصَى أَنَسٌ أَنْ يُغَسِّلَهُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَكُلِّمَ لَهُ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ، فَتَكَلَّمَ فِيهِ، فَأُخْرِجَ مِنَ السِّجْنِ، فَغَسَّلَهُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ مُحَمَّدٌ إِلَى السِّجْنِ حَتَّى عَادَ فِيهِ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَشْكُرُهَا لِآلِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ حَتَّى مَاتَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " §لَمَّا مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدٌ مَحْبُوسًا، فَأَتَوُا الْأَمِيرَ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُسَيْدٍ - فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ، فَغَسَّلَهُ وَكَفَّنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ فِي قَصْرِ أَنَسٍ بِالطَّفِّ، ثُمَّ رَجَعَ، فَدَخَلَ كَمَا هُوَ السِّجْنَ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى أَهْلِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§جُعِلَ فِي حَنُوطِهِ صُرَّةُ مِسْكٍ، وَشَعْرٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَفِيهِ سُكٌّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ الْقَاضِيَ: ابْنَ كَمْ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ وَسَبْعِ سِنِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ: أَنَّهُ «حَضَرَ §أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ -[26]- الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خُلَيْدُ بْنُ دِعْلِجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ §آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَصْرَةِ» قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَنَسٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

هشام بن عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأمه من بهراء، وشهد أبوه بدرا وأحدا، وقتل يومئذ شهيدا، وصحب هشام النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، ونزل البصرة بعد ذلك، وتوفي بها، وليس له عقب

§هِشَامُ بْنُ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسْحَاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ مِنْ بَهْرَاءَ، وَشَهِدَ أَبُوهُ بَدْرًا وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَصَحِبَ هِشَامٌ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَتُوُفِّيَ بِهَا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ: " أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ» ؟ قَالَ: §أَنَا شِهَابٌ، قَالَ: «بَلْ أَنْتَ هِشَامٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: إِنَّكُمْ تُجَاوِزُونِي إِلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مَا كَانُوا بِأَلْزَمَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي، وَلَا أَحْفَظَ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَالْقِيَامَةِ فِتْنَةٌ أَعْظَمُ مِنَ الدَّجَّالِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ -[27]-: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْحَيِّ يَتَخَطَّوْنَ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَتَخَطَّوْنِي إِلَى رِجَالٍ لَمْ يَكُونُوا أَحْضَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ»

ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، ويكنى أبا زيد قال: أخبرنا أبو زيد الأنصاري البصري النحوي، واسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد قال: وثابت بن زيد بن قيس هو جدي، وقد شهد أحدا، وهو

§ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ، وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ قَالَ: وَثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ هُوَ جَدِّي، وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ الَّذِينَ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَاخْتَطَّ بِهَا، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَوَقَفَ عُمَرُ عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا زَيْدٍ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ أَعْظَمُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَمَانَةً

وابنه بشير بن أبي زيد قتل يوم الحرة، ولهم اليوم بقية بالبصرة

§وَابْنُهُ بَشِيرُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَلَهُمُ الْيَوْمَ بَقِيَّةٌ بِالْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: " أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ، فَدَخَلْنَا عَلَى أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَقَدْ كَانَتْ رِجْلُهُ أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَذَّنَ قَاعِدًا، وَأَقَامَ قَاعِدًا، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: تَقَدَّمْ، فَصَلِّ بِنَا "

عمرو بن أخطب الأنصاري ويكنى أبا زيد، وهو جد عزرة بن ثابت

§عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ الْأَنْصَارِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ، وَهُوَ جَدُّ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ حُوَيَصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ، يَقُولُ: «§قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً» ، قَالَ شُعْبَةُ: وَهُوَ جَدُّ عَزْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدِ بْنُ أَخْطَبَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§جَمَّلَكَ اللَّهُ» قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا حَسَنَ الشَّمَطِ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْبَصْرِيِّينَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ هُوَ جَدُّ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ، رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، وَأَبُو نَهِيكٍ، وَيَزِيدُ الرِّشْكِ، وَعِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، وَلَهُ مَسْجِدٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ

الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ونعيلة أخو غفار، وصحب الحكم بن عمرو النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي عليه السلام، ثم تحول إلى البصرة، فنزلها، فولاه زياد بن أبي سفيان خراسان، فخرج

§الْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُجَدَّعِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نُعَيْلَةَ بْنِ مُلَيْكِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَنُعَيْلَةُ أَخُو غِفَارٍ، وَصَحِبَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا، فَوَلَّاهُ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ خُرَاسَانَ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ زِيَادًا بَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو عَلَى خُرَاسَانَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَأَصَابُوا أَمْوَالًا عَظِيمَةٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِيَادٌ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَصْطَفِيَ لَهُ الصَّفْرَاءَ وَالْبَيْضَاءَ، فَلَا تَقْسِمْ بَيْنَ النَّاسِ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً -[29]- فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَذْكُرُ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنِّي §وَجَدْتُ كِتَابَ اللَّهِ قَبْلَ كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ، لَوْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ رَتْقًا عَلَى عَبْدٍ، فَاتَّقَى اللَّهَ لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجًا، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: «اعْدُوا عَلَى فَيْئِكُمْ، فَاقْسِمُوهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ زِيَادًا §بَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ عَلَى خُرَاسَانَ، فَغَزَا، فَأَصَابَ مَغْنَمًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: «§فَلَمْ يَزَلِ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى خُرَاسَانَ حَتَّى مَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسِينَ، وَذَلِك فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ»

وأخوه رافع بن عمرو الغفاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عمرو بن سليم وغيره

§وَأَخُوهُ رَافِعُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ وَغَيْرُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَكَمِ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ عَمِّ أَبِي: رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا، وَكُنْتُ أَرْمِي النَّخْلَ، قَالَ: فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا يَرْمِي نَخْلَنَا، قَالَ: فَأُتِيَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ: «يَا غُلَامُ لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ» ؟ قَالَ: قُلْتُ: آكُلُ، فَقَالَ: «§فَلَا تَرْمِ النَّخْلَ، وَكُلْ مِمَّا يَسْقُطُ فِي أَسَافِلِهَا» ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ §سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ -[30]-، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ» ، قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: «سِيمَاهُمُ التَّخَالُفُ» ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: فَلَقِيتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ أَخَا الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ لَهُ، فَقَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ هَذَا؟ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهيب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم

§مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ سَمَّالِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَأَخِي؛ لِنُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ §الْهِجْرَةَ قَدْ مَضَتْ» فَقُلْنَا: عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ فَقَالَ: «عَلَى الْإِسْلَامِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ أَخَاهُ، فَقَالَ: صَدَّقَكَ مُجَاشِعٌ

وأخوه مجالد بن مسعود السلمي

§وَأَخُوهُ مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ السُّلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَبَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: «§لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§كَانَ فِي مُجَالِدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَزَلٌ» وَالْقَزَلُ: الْعَرَجُ الْخَفِيفُ

عائذ بن عمرو المزني قال الحسن: وكان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ قَالَ الْحَسَنُ: وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو «§كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: «§خَرَجَ مُحَكَّمٌ فِي زَمَانِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فِيهِمْ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ: " أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو §أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ، فَرَكِبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ؛ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغَ دَارَ مُسْلِمٍ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ. فَنَكَّبَ دَابَّتَهُ رَاجِعًا "

عبد الله بن عمرو المزني وهو أبو بكر بن عبد الله، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل البصرة بعد ذلك، وله بها عقب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ وَهُوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ: «§غَسَّلَ أَبَاكَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَمَا زَادُوا عَلَى أَنْ طَوَوْا أَكْمَامَهُمْ، وَأَدْخَلُوا قُمُصُهُمْ فِي حُجَزِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ غُسْلِهِ تَوَضَّئُوا وُضُوءَهُمْ لِلصَّلَاةِ»

عبد الله المزني، وهو أبو علقمة بن عبد الله الذي روى عنه بكر بن عبد الله المزني، وليسا بأخوين

§عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَهُوَ أَبُو عَلْقَمَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَلَيْسَا بِأَخَوَيْنِ

قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سواة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة وهو أبو معاوية بن قرة

§قُرَّةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ هِلَالِ بْنِ رَبَابِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَاةَ بْنِ سَارِيَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُزَيْنَةَ وَهُوَ أَبُو مُعَاوِيَةَ بْنُ قُرَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أَبُو إِيَاسَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ §أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ صَرَّ وَحَلَبَ لِأَهْلِهِ، قَالَ: «فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَسَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ الْمُهِلِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: «§قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِي يَوْمَ ابْنِ عُبَيْسٍ» ، قَالَ: وَكَانَ قُرَّةُ قُتِلَ قَتْلًا

أخو قرة بن إياس قال محمد بن سعد: ولم يسم لنا.

§أَخُو قُرَّةَ بْنِ إِيَاسَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِابْنِهِ فَيُجْلِسُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه -[33]- وسلم: «تُحِبُّهُ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، حُبًّا شَدِيدًا، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلَامَ مَاتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «كَأَنَّكَ حَزِنْتَ عَلَيْهِ» ؟ قَالَ: أَجَلْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَفَمَا يَسُرُّك §إِذَا أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ أَنْ تَجِدَهُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا، فَيَفْتَحَهُ لَكَ» ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّهُ كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

حمل بن مالك بن النابغة الهذلي أسلم، ثم رجع إلى بلاد قومه، ثم تحول إلى البصرة، فنزلها، وابتنى بها دارا في هذيل، ثم صارت داره بعد لعمرو بن مهران الكاتب

§حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيُّ أَسْلَمَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي هُذَيْلٍ، ثُمَّ صَارَتْ دَارُهُ بَعْدُ لِعَمْرِو بْنِ مِهْرَانَ الْكَاتِبِ

العباس بن مرداس بن أبي عامر بن جارية بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، أسلم قبل فتح مكة، ووافى رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسع مائة من قومه على الخيول، معهم القناء والذروع الطاهرة؛ ليحضروا معه فتح مكة، وقد غزا مع رسول الله صلى

§الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسِ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَبْسِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَوَافَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي تِسْعِ مِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْخُيُولِ، مَعَهُمُ الْقِنَاءُ وَالذَّرُوعُ الطَّاهِرَةُ؛ لِيَحْضُرُوا مَعَهُ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا، وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ، وَبَقِيَّةُ وَلَدِهِ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَقَدْ نَزَلَ مِنْهُمْ قَوْمٌ الْبَصْرَةَ

جاهمة بن العباس بن مرداس وقد أسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث

§جَاهِمَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ وَقَدْ أَسْلَمَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ -[34]- السُّلَمِيِّ: أَنُّ جَاهِمَةَ جَاءَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ، وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ» ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «§فَالْزَمْهَا؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا» ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى، وَكَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ

عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهو أبو مطرف، ويزيد ابني عبد الله بن الشخير، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ونزل البصرة بعد ذلك، وولده بها

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَقْدَانِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ أَبُو مُطَرِّفٍ، وَيَزِيدَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَوَلَدُهُ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: «أَلَا أَحْمِلُكُمْ» ؟ فَقُلْنَا: إِنَّا نَجِدُ بِالطَّرِيقِ هَوَامِلَ مِنَ الْإِبِلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§ضَوَالُّ الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ قَالَ: وَفَدَ أَبِي فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُنَا، وَذُو الطَّوْلِ عَلَيْنَا قَالَ: «مَهْ مَهْ، §قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، السَّيِّدُ اللَّهُ، السَّيِّدُ اللَّهُ، السَّيِّدُ اللَّهُ»

معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم وصحبه، وسأله عن أشياء، وروى عنه أحاديث، وهو جد بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة

§مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ وَصَحِبَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَهُوَ جَدُّ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ

وأخوه مالك بن حيدة بن معاوية بن قشير وكان قد أسلم، وهو الذي سأل أخاه معاوية بن حيدة أن يذهب معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليطلق له جيرانه، وقال: إنهم قد أسلموا

§وَأَخُوهُ مَالِكُ بْنُ حَيْدَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُشَيْرٍ وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ، وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَيْدَةَ أَنْ يَذْهَبَ مَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؛ لِيُطْلِقَ لَهُ جِيرَانَهُ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا

قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وروى عنه أحاديث، ونزل البصرة وولده، بها اليوم من ولده محمد بن حرب بن قطن بن قبيصة بن المخارق، وولي شرطة جعفر بن

§قَبِيصَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ وَوَلَدُهُ، بِهَا الْيَوْمَ مِنْ وَلَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، وَوَلِيَ شَرْطَةَ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ عَلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلم، وَوَلِيَ شَرْطَةَ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَيَّانَ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ §الْعِيَافَةَ وَالطَّرْقَ وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ»

عياض بن حماد بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم ومعه نجيبة يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: آسلمت " قال: لا قال: " إن الله نهانا أن نقبل زبد

§عِيَاضُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ وَمَعَهُ نَجِيبَةٌ يُهْدِيهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: آسْلَمْتَ " قَالَ: لَا قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ نَهَانَا أَنْ نَقْبَلَ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ» قَالَ: فَأَسْلَمَ، فَقَبِلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِي مِنْ أَسْفَلَ مِنِّي يَشْتُمُنِي، أَفَأَنْتَصِرُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَكَاذَبَانِ» وَرُوِي عَنْهُ أَيْضًا غَيْرُ ذَلِكَ، ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ، فَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ

قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد من بني تميم وكان قيس قد حرم الخمر في الجاهلية، ثم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، فأسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا سيد أهل الوبر " وكان سيدا جوادا

§قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَكَانَ قَيْسٌ قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» وَكَانَ سَيِّدًا جَوَّادًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «أَنَّهُ §أَسْلَمَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ قَالَ: أَعْلَمُ عَنْ رَجُلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «§هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: أَوْصَى قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ -[37]- بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: «يَا بَنِيَّ، §سَوِّدُوا عَلَيْكُمْ أَكْبَرَكُمْ؛ فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا عَلَيْهِمْ أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا أَبَاهُمْ، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمْ أَزْرَى بِهِمْ عِنْدَ أَكْفَائِهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْمَالِ وَاصْطِنَاعِهِ؛ فَإِنَّهُ مَأْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَمَسْأَلَةَ النَّاسِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ آخِرِ مَكْسَبَةِ الرَّجُلِ، وَلَا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُنَحْ عَلَيْهِ، وَلَا تَدْفِنُونِي حَتَّى تَشْعُرَ بِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ؛ فَإِنِّي كُنْتُ أُغَاوِلُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ»

الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف ابن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان اسم الزبرقان حصينا، وكان شاعرا جميلا، وكان يقال له قمر نجد، وكان في وفد بني تميم الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، واستعمله رسول الله صلى

§الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ خَلَفِ ابْنِ بَهْدَلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَكَانَ اسْمُ الزِّبْرِقَانِ حُصَيْنًا، وَكَانَ شَاعِرًا جَمِيلًا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ قَمَرُ نَجْدٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، واسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى صَدَقَةِ قَوْمِهِ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَيْهَا، وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَمَنَعُوا الصَّدَقَةَ، وَثَبَتَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَدَّاهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ يَنْزِلُ أَرْضَ بَنِي تَمِيمٍ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْبَصْرَةَ كَثِيرًا

الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وكان في وفد بني تميم الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وكان ينزل أرض بني تميم ببادية البصرة

§الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسِ بْنِ عِقَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، وَكَانَ يَنْزِلُ أَرْضَ بَنِي تَمِيمٍ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ

عمرو بن الأهتم بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان في وفد بني تميم الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أصغرهم، فكان يكون في رحالهم، وأسلم، وكان شاعرا، وكان ينزل أرض بني تميم

§عَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ، فَكَانَ يَكُونُ فِي رِحَالِهِمْ، وَأَسْلَمَ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ يَنْزِلُ أَرْضَ بَنِي تَمِيمٍ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَمْرِو بْنِ الْأَهْتَمِ: «أَخْبِرْنِي عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ» ، فَقَالَ: مُطَاعٌ فِي نَادِيهِ، مَانِعٌ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَقَالَ الزِّبْرِقَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنِّي خَيْرٌ مِمَّا قَالَ، وَلَكِنَّهُ حَسَدَنِي فَقَالَ عَمْرُو: أَنْتَ - مَا عَلِمْتُ - زَمِرُ الْمُرُوءَةِ، ضَيِّقُ الْعَطَنِ، أَحْمَقُ الْأَبِ، لَئِيمُ الْخَالِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَذَبْتُ فِي الْأُولَى، وَلَا فِي الْآخِرَةِ، رَضِيتُ عَنْهُ؛ فَقُلْتُ بِأَحْسَنِ مَا أَعْلَمُ فِيهِ، فَأَغْضَبَنِي؛ فَقُلْتُ مَا أَعْلَمُ فِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا»

صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، ومن ولده الفرزدق - الشاعر - ابن غالب بن صعصعة وقد روى صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل هو وولده

§صَعْصَعَةُ بْنُ نَاجِيَةَ بْنِ عِقَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِك بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، وَمِنْ وَلَدِهِ الْفَرَزْدَقُ - الشَّاعِرُ - ابْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَقَدْ رَوَى صَعْصَعَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ هُوَ وَوَلَدُهُ الْبَصْرَةَ، وَهَكَذَا وَجَدْنَا نَسَبَهُ فِي كِتَابِ النَّسَبِ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ

صعصعة بن معاوية عم الفرزدق الشاعر هكذا قال يزيد بن هارون في حديث رواه عن الحسن

§صَعْصَعَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ هَكَذَا قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: {§فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] ، فَقَالَ: حَسْبِي، لَا أُبَالِي أَلَّا أَسْمَعَ غَيْرَهَا " وَقَدْ رَوَى صَعْصَعَةُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ

النمر بن تولب بن أقيش وأقيش بنت عكل بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة، حضنت عكل أمة لهم ولد عوف بن وائل، فنسبوا إليها. والنمر بن تولب هو الشاعر، وكان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، ونزل البصرة بعد ذلك

§النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبِ بْنِ أُقَيْشٍ وَأُقَيْشُ بِنْتُ عُكْلِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ، حَضَنَتْ عُكْلَ أَمَةٌ لَهُمْ وَلَدَ عَوْفِ بْنِ وَائِلٍ، فَنُسِبُوا إِلَيْهَا. وَالنَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ هُوَ الشَّاعِرُ، وَكَانَ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ لَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَانَا رَجُلٌ مِنْ عُكْلٍ، وَمَعَهُ كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قِطْعَةِ جِرَابٍ، كَتَبَهُ لَهُمْ: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُول اللَّهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ» وَالرَّجُلُ هُوَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ الشَّاعِرُ، وَبَنُو زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ بَطْنٌ مِنْ عُكْلٍ

عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن خطيط بن جشم من ثقيف، وكان عثمان بن أبي العاص في وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلموا، وقاضاهم على القضية، وكان عثمان من أصغرهم،

§عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ أَبَانَ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ مِنْ ثَقِيفَ، وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمُوا، وَقَاضَاهُمْ عَلَى الْقَضِيَّةِ، وَكَانَ عُثْمَانُ مِنْ أَصْغَرِهِمْ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَهُمْ، فَأَسْلَمَ، وَأَقْرَأَهُ قُرْآنًا، وَلَزِمَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَكَانَ يُقْرِئُهُ، فَلَمَّا أَرَادَ وَفْدُ ثَقِيفٍ الِانْصِرَافَ إِلَى الطَّائِفِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِّرْ عَلَيْنَا، " فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ، وَقَالَ: «إِنَّهُ كَيِّسٌ، وَقَدْ أَخَذَ مِنَ الْقُرْآنِ صَدْرًا» ، فَقَالُوا: لَا نُغَيِّرُ أَمِيرًا أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ مَعَهُمُ الطَّائِفَ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَخَطَّ الْبَصْرَةَ، وَنَزَلَهَا مَنْ نَزَلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ عَلَيْهَا رَجُلًا لَهُ عَقْلٌ، وَقِوَامٌ، وَكِفَايَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: عَلَيْكَ بِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ: " ذَاكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَا كُنْتُ لِأَنْزِعَهُ. قَالُوا لَهُ: اكْتُبْ إِلَيْهِ يُسْتَخْلَفْ عَلَى الطَّائِفِ، وَيُقْبِلْ إِلَيْكَ قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ "، فَاسْتَخْلَفَ أَخَاهُ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الطَّائِفِ، وَأَقْبَلَ إِلَى عُمَرَ، فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَاسْتَخْرَجَ فِيهَا أَمْوَالًا، مِنْهَا شَطُّ عُثْمَانَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ بِحِذَاءِ الْأُبُلَّةِ وَأَرْضِهَا، وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَشَرُفُوا، وَكَثُرَتْ غَلَّاتُهُم وَأَمْوَالُهُمْ، وَلَهُمْ عَدَدٌ كَثِيرٌ، وَبَقِيَّةٌ حَسَنَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِفِ، وَقَالَ: «§صَلِّ بِهِمْ صَلَاةَ أَضْعَفِهِمْ، وَلَا يَأْخُذْ مُؤَذِّنُكَ أَجْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ: «أَنَّ §عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ»

وأخوه الحكم بن أبي العاص الثقفي وقد ذكرنا قصته في قصة أخيه عثمان، ولم ينته إلينا أنه كان في وفد ثقيف، وأولاده أشراف أيضا، منهم يزيد بن الحكم بن أبي العاص الشاعر، وأخوهما حفص بن أبي العاص الشاعر أخو عثمان بن أبي العاص، ولم يبلغنا أنه صحب النبي صلى

§وَأَخُوهُ -[41]- الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ وَقَدْ ذَكَرْنَا قِصَّتَهُ فِي قِصَّةِ أَخِيهِ عُثْمَانَ، وَلَمْ يَنْتَهِ إِلَيْنَا أَنَّهُ كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، وَأَوْلَادُهُ أَشْرَافٌ أَيْضًا، مِنْهُمْ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الشَّاعِرُ، وَأَخُوهُمَا حَفْصُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الشَّاعِرُ أَخُو عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلَا رَآهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ، وَلَكِنَّا كَتَبْنَاهُ مَعَ أَخَوَيْهِ، وَبَيَّنَّا أَمْرَهُ، وَفِي وَلَدِهِ أَشْرَافٌ بِالْبَصْرَةِ أَيْضًا، وَقَدْ رَوَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ

مالك بن عمرو العقيلي، ثم القشيري

§مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيِّ، ثُمَّ الْقُشَيْرِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ، عَظْمٌ مِنْ عِظَامٍ مُحَرَّرَةٍ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»

الأسود بن سريع بن حميري بن عبادة بن نزال بن مرة أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان قاصا

§الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعِ بْنِ حِمْيَرِيِّ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ قَاصًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ -[42]-: قَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ: «§أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَوْتُ مَعَه»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنِ يُحَدِّثُ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ - وَكَانَ رَجُلًا شَاعِرًا، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - قَالَ: «§غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ غَزَوَاتٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ: أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ سَرِيعٍ كَانَ رَجُلًا شَاعِرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُسْمِعُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّي؟ فَقَالُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّ §رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ» أَوْ قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْحَمْدُ مِنَ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ §يَذْكُرُ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ»

التلب بن زيد بن عبد الله بن عمرو بن عميرة العنبري من بني تميم، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث في العتق وغيره

§التَّلِبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمِيرَةَ الْعَنْبَرِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ فِي الْعِتْقِ وَغَيْرِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ حُجْرَةَ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هِلْقَامُ بْنُ التَّلِبِ أَنَّ التَّلِبَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، فَقَالَ لِي: «إِذَا أُذِنَ لَكَ» ، أَوْ: " حَتَّى يُؤَذَنَ لَكَ، فَغَبَرَ مَا قُضِيَ لَهُ، ثُمَّ دَعَاهُ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلتَّلِبِ، وَارْحَمْهُ» ثَلَاثًا وَكَانَ التَّلِبُ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ نَادَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَغَيْرِهِ

قتادة بن ملحان السدوسي

§قَتَادَةُ بْنُ مِلْحَانَ السَّدُوسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَمَرَهُمْ بِصَوْمِ اللَّيَالِي الْبِيضِ، فَإِنَّهُ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ "، يَعْنِي الْأَيَّامَ. وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيْضًا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مِنْهَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §أَمَرَهُ بِصَوْمِ الْبِيضِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ، وَقَالَ: «هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَالْحَدِيثُ كَأَنَّهُ وَاحِدٌ، وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ أَبَا دَاوُدَ اضْطَرَبَ فِي إِسْنَادِهِ، وَفِي الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا، وَالْحَدِيثُ مَا رَوَاهُ عَفَّانُ، وَهُوَ الثَّبْتُ

سليم بن جابر الهجيمي ويكنى أبا جري، وبعضهم يقول في حديثه: جابر بن سليم الهجيمي وقد بينا ذلك

§سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ الْهُجَيْمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا جُرَيٍّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فِي حَدِيثِهِ: جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيُّ وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ الْهُجَيْمِيُّ: «§وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ رَهْطٍ مِنْ قَوْمِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ مُوسَى الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: «§أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ قَاعِدٌ مُحْتَبٍ» قَالَ حَمَّادٌ -[44]- فِي حَدِيثِهِ: قُرَّةُ بْنُ مُوسَى يُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ قَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ، أَوْ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ، فَأَوْصِنِي، فَقَالَ: «§لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا»

مالك بن الحويرث الليثي ويكنى أبا سليمان

§مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سُلَيْمَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا، فَقَالَ: «§لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى بِلَادِكُمْ، فَعَلَّمْتُمُوهُمْ، وَأَمَرْتُمُوهُمْ؟ مُرُوهُمْ، فَلْيُصَلُّوا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ»

أسامة بن عمير الهذلي وهو أبو أبي المليح الهذلي الذي روى عنه أيوب وغيره

§أُسَامَةُ بْنُ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيَّ وَهُوَ أَبُو أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ وَغَيْرُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَرْبَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيًا، فَنَادَى «§الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ»

عرفجة بن أسعد بن كرب العطاردي من بني تميم

§عَرْفَجَةُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ كَرِبٍ الْعُطَارِدِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ، أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكِلَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، «§فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ» قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: وَقَدْ رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ

أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب، ثم أحد بني الحريش من بني عامر بن صعصعة

§أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي الْحَرِيشِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ - قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: «ادْنُ فَكُلْ» قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ قَالَ: «اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّوْمِ - أَوِ الصِّيَامِ» قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ: «إِنَّ اللَّهَ §وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ» وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهُمَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كِلْتَيْهِمَا أَوْ إِحْدَاهُمَا، فَيَا لَهْفَ نَفْسِي، هَلَّا كُنْتُ طَعِمْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ عَفَّانُ فِي الْحَدِيثِ كُلِّهِ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِلَى آخِرِهِ

كهمس الهلالي

§كَهْمَسٌ الْهِلَالِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلَالِيِّ، قَالَ: أَسْلَمْتُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلَامِي، ثُمَّ وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَمَكَثْتُ سَنَةً، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ الطَّرْفَ ثُمَّ خَفَضَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّكُ تُذْكُرُنِي قَالَ: «أَجَلْ، فَمَنْ أَنْتَ؟» فَقُلْتُ: أَنَا كَهْمَسٌ الْهِلَالِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلَ، وَقَدْ نَحِلْتُ جِدًّا، وَضَمَرَ بَطْنِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا الَّذِي بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى» ؟ فَقُلْتُ: مَا أَفْطَرْتُ بَعْدَكَ نَهَارًا، وَلَا نِمْتُ لَيْلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ §صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمًا» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي قَالَ: «يَوْمَيْنِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، زِدْنِي قَالَ: «ثَلَاثَةً مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»

ماعز البكائي

§مَاعِزٌ الْبَكَّائِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجَعْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّ‍حْمَنِ بْنَ مَاعِز ٍ حَدَّثَهُ أَنَّ مَاعِزًا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا أَنَّ «مَاعِزًا الْبَكَّائِيَّ §أَسْلَمَ آخِرَ قَوْمِهِ، وَأَنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْهِ إِلَّا يَدَهُ» ، فَبَايَعَهُ عَلَى ذَلِكَ

قرة بن دعموص النميري

§قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ مَكَانِ أَيُّوبَ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ، فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمَ -[47]- يَتَحَدَّثُونَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَاي قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِلْغُلَامِ النُّمَيْرِيِّ. فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» . قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الضَّحَّاكَ سَاعِيًا، فَجَاءَ بِإِبِلٍ جِلَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَيْتَ هِلَالَ بْنَ عَامِرٍ، وَنُمَيْرَ بْنَ عَامِرٍ، وَعَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَأَخَذْتَ جِلَّةَ أَمْوَالِهِمْ» ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ آتِيَكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُهَا، وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ. فَقَالَ: قَالَ: «لَقَدْ تَرَكْتَ الَّذِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا جِئْتَ بِهِ، اذْهَبْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ، §وَخُذْ صَدَقَاتِهِمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ»

الخشخاش بن الحارث العنبري

§الْخَشْخَاشُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَنْبَرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ، عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنٌ لِي، فَقَالَ: «آبْنُكَ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «§لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ»

أحمر بن جزء السدوسي

§أَحْمَرُ بْنُ جَزْءٍ السَّدُوسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَرُ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا سَجَدَ نَأْوِي لَهُ مِمَّا يُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ»

سوادة بن ربيع الجرمي

§سَوَادَةُ بْنُ رَبِيعٍ الْجَرْمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سَوَادَةَ بْنِ رَبِيعٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأُمِّي، فَأَمَرَ لَنَا بِشِيَاهٍ، وَقَالَ لَهَا: «§مُرِي بَنِيكِ أَنْ يُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ؛ أَنْ يُوجِعَوا، أَوْ يَعْبِطُوا ضُرُوعَ الْغَنَمِ، وَمُرِي بَنِيكِ أَنْ يُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ»

علاثة بن شجار السليطي من بني تميم روى عنه الحسن، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المسلم أخو المسلم " وقال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة من الناس "

§عُلَاثَةُ بْنُ شِجَارٍ السَّلِيطِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» وَقَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي أَزْفَلَةٍ مِنَ النَّاسِ»

عقبة بن مالك الليثي

§عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: أَتَانِي وَصَاحِبًا لِي أَبُو الْعَالِيَةِ، فَقَالَ: هَلُمَّا، فَأَنْتُمَا أَشَبُّ سِنًّا مِنِّي، وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بِنَا أَصْحَابَ السُّرُوجِ، فَإِذَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: حَدِّثْ هَذَيْنِ حَدِيثَكَ. قَالَ: فَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ - وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ - قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْمٍ، فَشَدَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَأَتْبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ مَعَهُ السَّيْفُ شَاهِرَهُ، فَقَالَ الشَّادُّ: إِنِّي لِمُسْلِمٍ. قَالَ: فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَا قَالَ، فَضَرَبَهُ، فَقَتَلَهُ، فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى -[49]- الله عليه وسلم، فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا بَلَغَ الْقَاتِلَ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قَالَهَا إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَمَّنْ قَبْلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، فَأَعَادَهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قَالَهَا إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَعَمَّنْ قَبْلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ قَالَ: فَلَمْ يَصْبِرْ أَنْ قَالَ الثَّالِثَةَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَالَهَا إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ §أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا» قَالَهَا ثَلَاثًا

خزيمة بن جزء الأسدي

§خُزَيْمَةُ بْنُ جَزْءٍ الْأَسَدِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حَازِمِ بْنِ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزْءٍ، عَنْ أَخِيهِ، خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الثَّعْلَبِ، فَقَالَ: «§وَمَنْ يَأْكُلُ الثَّعْلَبَ» ؟ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الذِّئْبِ قَالَ: «يَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٍ فِيهِ خَيْرٌ» وَسَأَلْتُهُ عَنِ الضَّبُعِ، فَقَالَ: «وَمَنْ يَأْكُلُ الضَّبُعَ» ؟

قَالَ: وَرَوَى أَيْضًا عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ حِبَّانَ، عَنْ خُزَيْمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ: «§لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ»

سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا معه، وله حلف في الأنصار، وكانت أمه عند مري بن سنان عم أبي سعيد الخدري، فيرون أن سمرة فيمن شهد أحدا، ونزل البصرة

§سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ هِلَالِ بْنِ حَرِيجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حَزْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ خُشَيْنِ بْنِ لَأْيِ بْنِ عُصَيْمِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ، وَلَهُ حِلْفٌ فِي الْأَنْصَارِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ عِنْدَ مُرَيِّ بْنِ سِنَانٍ عَمِّ أَبِي -[50]- سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَيَرَوْنَ أَنَّ سَمُرَةَ فِيمَنْ شَهِدَ أُحُدًا، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَاخْتَطَّ بِهَا، ثُمَّ أَتَى الْكُوفَةَ، فَاشْتَرَى بِهَا دُورًا فِي بَنِي أَسَدٍ بِالْكُنَاسَةِ، فَبَنَاهَا فَنَزَلَهَا، وَمَاتَ بِهَا، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ كَثِيرَةً، وَكَانَ زِيَادٌ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْكُوفَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: " §لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ، فَأُوقِدَتْ لَهُ نَارٌ، فَجَعَلَ كَانُونًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانُونًا خَلْفَهُ، وَكَانُونًا عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانُونًا عَنْ يَسَارِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ، وَيَقُولُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي. فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ "

حرملة العنبري

§حَرْمَلَةُ الْعَنْبَرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَلَّيْت مَعَهُ الْغَدَاةَ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، مَا أَكَادُ أَسْتَبِينُ وجُوهَهُمْ بَعْدَمَا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا قَرُبْتُ أَرْتَحِلُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي قَالَ: «§عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَإِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ الْقَوْمِ، فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ لَكَ مَا يُعْجِبُكَ فَأْتِهِ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ لَكَ مَا تَكْرَهُ، فَاتْرُكْهُ»

نبيشة الهذلي ويقال له نبيشة الخير

§نُبَيْشَةُ الْهُذَلِيُّ وَيُقَالُ لَهُ نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُ: نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ -[51]- قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ، فَقَالَ لَنَا: حَدَّثَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ «§مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ، ثُمَّ لَحِسَهَا اسْتَغْفَرْتُ لَهُ» قَالَ: وَأَمَّا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ فَأَخْبَرَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ النَّبَّالُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَا أَحْسَبُ أَبَا الْيَمَانِ إِلَّا الْمُعَلَّى بْنَ رَاشِدٍ الْهُذَلِيَّ

طلحة بن عبد الله النضري أحد بني ليث من كنانة، وبعضهم يقول: طلحة بن عمرو، وكان من أهل الصفة

§طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّضْرِيُّ أَحَدُ بَنِي لَيْثٍ مِنْ كِنَانَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ

حَدَّثَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّ طَلْحَةَ اللَّيْثِيَّ حَدَّثَهُ - وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: «§قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَلَيْسَ لِي بِهَا مَنْزِلٌ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ»

العداء بن خالد بن هوذة بن خالد بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وأقطعه مياها كانت لبني عمرو بن عامر

§الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَقْطَعَهُ مِيَاهًا كَانَتْ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ أَبُو سَلَمَةَ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ خَرَجْتُ أَنَا وَحُجْرُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ إِلَى مَكَّةَ، فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ الرُّخَيْخُ، فَقَالُوا لَنَا: هَاهُنَا رَجُلٌ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. فَأَتَيْنَا شَيْخًا كَبِيرًا قُلْنَا: أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَتَبَ لِي بِهَذَا الْمَاءِ -[52]-. قَالَ: فَأَخْرَجَ لَنَا جِلْدَةً فِيهَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْنَا: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ. قَالَ: قُلْنَا: فَمَا سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كُنْتُ تَحْتَ نَاقَتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ وَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا» ؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «أَلَيْسَ شَهْرًا حَرَامًا، وَبَلَدًا حَرَامًا، وَيَوْمًا حَرَامًا» ؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «أَلَا إِنَّ §دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ أَبُو عَمْرٍو قَالَ: أَتَيْنَا الرُّخَيْخَ، فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهُ: الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ، وَقَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ يَوْمَ عَرَفَةَ يُنَادِي: «أَلَا إِنَّ §دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشَهَدْ» يَقُولُهَا ثَلَاثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا، فَقَالَ لِي: هَذَا كَتَبَهُ لِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم. وَإِذَا كِتَابٌ فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا، أَوْ أَمَةً عَلَى أَنْ §لَا دَاءَ، وَلَا غَائِلَةَ، وَلَا خِبْثَةَ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ»

أعشى بني مازن من بني تميم

§أَعْشَى بَنِي مَازِنٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي معن بن ثعلبة المَازِنِيُّ وَالْحَيُّ، عَنْ أَعْشَى بَنِي مَازِنٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: [البحر الرجز] يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبِ ... إِنِّي تَزَوَّجْتُ ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ ذَهَبْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَحَرَبْ وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبَ، وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ أَمِينِ بْنِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ بُهْصُلِ الْحِرْمَازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ نَضْلَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: الْأَعْشَى وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَعْوَرِ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: مُعَاذَةُ، فَخَرَجَ فِي رَجَبٍ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجَرَ، فَهَرَبَتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يَجِدْهَا فِي بَيْتِهِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفِ بْنِ بُهْصُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ، عِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ، فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، قَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَخَرَج حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَعَاذَ بِهِ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ -[54]- كَالذِّئْبَةِ الْغَبْسَاءِ فِي طَلِّ السَّرَبْ ... خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَّتِ الذَّنَبْ تَوَدُّ أَنِّي بَيْنَ غَيْضٍ مُؤْتَشَبْ ... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ» فَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَمَا صَنَعَتْ بِهِ، وَأَنَّهَا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا: «انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةَ، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ» فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا مُعَاذَةُ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِيكِ، وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ قَالَتْ: فَخُذْ لِي عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ لَا يُعَاقِبُنِي فِيمَا صَنَعْتُ فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَدَفَعَهَا إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلَا قِدَمُ الْعَهْدِ وَلَا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَالَهَا ... غُوَاةُ الرِّجَالِ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي

أبو مريم السلولي، واسمه مالك بن ربيعة وهو أبو يزيد بن أبي مريم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للمتخلفين "

§أَبُو مَرْيَمَ السَّلُولِيُّ، وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ أَبُو يَزِيدَ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُتَخَلِّفِينَ»

عباد بن شرحبيل اليشكري

§عَبَّادُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْيَشْكُرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَخَلْتُ حَائِطًا، فَأَصَبْتُ مِنْ سُنْبُلِهِ، فَجَاءَنِي صَاحِبُ -[55]- الْحَائِطِ، فَضَرَبَنِي، وَأَخَذَ كِسَائِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَصَاحِبُ الْحَائِطِ يَتْلُونِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ §مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلًا، وَلَا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا» ثُمَّ أَمَرَهُ فَرَدَّ عَلَيَّ كِسَائِي، وَأَمَرَ لِي بِوَسْقٍ أَوْ نِصْفِ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ

بشير بن الخصاصية، واسمه زحم بن معبد السدوسي

§بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ، وَاسْمُهُ زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ السَّدُوسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، قَالَ: هَاجَرَ زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا اسْمُكَ» ؟ قَالَ: زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ. قَالَ: «§بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرٌ - وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زَحْمٌ فَهَاجَرَ - قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا اسْمُكَ» ؟ قُلْتُ: زَحْمٌ قَالَ: «§بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ»

قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ السَّدُوسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي إِيَادَ بْنَ لَقِيطٍ السَّدُوسِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرٍ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ: «وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §سَمَّاهُ بَشِيرًا، وَكَانَ اسْمُهُ قَبْلَ ذَلِكَ زَحْمًا»

قبيصة بن وقاص

§قَبِيصَةُ بْنُ وَقَّاصٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عُمَارَةَ أَبُو هَاشِمٍ، صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ، فَهِيَ لَكُمْ، وَهِيَ عَلَيْهِمْ، فَصَلُّوا مَعَهُمْ مَا صَلُّوا بِكُمُ الْقِبْلَةَ» قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَتْ لِقَبِيصَةَ صُحْبَةٌ قَالَ: وَهَذَا حَدِيثُ الْجَمَاعَةِ

جارية بن قدامة السعدي ابن زهير بن الحصين بن رزاح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم

§جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ السَّعْدِيُّ ابْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ، لَهُ يُقَالُ لَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي، وَأَقْلِلْ لِي؛ لَعَلِّي أَعِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَغْضَبْ» ثُمَّ أَعَادَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَا تَغْضَبْ» حَتَّى أَعَادَهُ عَلَيْهِ مِرَارًا، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ: «لَا تَغْضَبْ» قَالَ: وَجَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ فِيمَنْ شَهِدَ قَتْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَكُنَّا مِنْ آخِرِ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ وَصِيَّةً، وَلَمْ يَسْأَلْهَا إِيَّاهُ أَحَدٌ قَبْلَنَا وَلِجَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ أَخْبَارٌ وَمَشَاهِدُ، كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَبِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ خَلِيفَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرُيْزٍ، فَحَاصَرَهُ فِي دَارِ سُنَيْبِلٍ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ - وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بَعَثَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ يُبَايِعُ لَهُ

سعد بن الأطول بن عبد الله بن خالد بن واهب بن غياث بن عبد بن شقرة بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة

§سَعْدُ بْنُ الْأَطْوَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ عَبْدِ بْنِ شُقْرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نُصْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ، أَنَّ أَخَاهُ، مَاتَ، وَتَرَكَ دَيْنًا، وَتَرَكَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَتَرَكَ عِيَالًا قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إنَّ §أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ إِلَّا دِينَارَيْنِ ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ، وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ. قَالَ: «فَأَعْطِهَا؛ فَإِنَّهَا مُحِقَّةٌ»

قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتُرَ، فَيَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ وَالثَّانِيَ، وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ، فَيَقُولُونَ لَهُ: لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» - أَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - «§يَنْهَى عَنِ التِّنَاءَةِ، فَمَنْ أَقَامَ بِبِلَادِ الْخَرَاجِ ثَلَاثًا فَقَدْ تَنَأَ» ، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ

قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ خَافَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَهْلَ الْبَصْرَةِ عَلَى نَفْسِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُجِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: «§عَشِيرَتِي لَيْسَتْ بِالْبَصْرَةِ، عَشِيرَتِي بِالشَّامِ»

حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي رافقته قيلة بنت مخرمة حين خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدما عليه، فكان بينه وبينها من الكلام في الدهناء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حكاه لنا عفان

§حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيُّ وَافِدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي رَافَقَتْهُ قَيْلَةُ بِنْتُ مَخْرَمَةَ حِينَ خَرَجَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدِمَا عَلَيْهِ، فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِنَ الْكَلَامِ فِي الدَّهْنَاءِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا حَكَاهُ لَنَا عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَّانَ أَخِي بَنِي كَعْبِ بَلْعَنْبَرَ، عَنْ جَدَّتَيْهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ عُلَيْبَةَ، وَدُحَيْبَةَ بِنْتِ عُلَيْبَةَ، عَنْ حَدِيثِ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ

حرملة بن عبد الله الكعبي من كعب بلعنبر، خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عنده حتى عرفه، وسأله، وروى عنه صلى الله عليه وسلم

§حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيُّ مِنْ كَعْبِ بَلْعَنْبَرَ، خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى عَرَفَهُ، وَسَأَلَهُ، وَرَوَى عَنْهُ صلّى الله عليه وسلم

عبد الله بن سبرة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نَسِيبٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ §يَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَعَنِ اتِّبَاعِ قِيلَ وَقَالَ "

عبد الله بن سرجس

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[59]- وسلم وَهُوَ قَاعِدٌ، فَدُرْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى رِدَاءَهُ، §فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى - أَوْ قَالَ: الْيُمْنَى - فَإِذَا مِثْلُ الْجَمْعِ - يَعْنِي جَمْعَ الْكَفِّ - حَوْلَهُ خِيلَانُ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ قَالَ: فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلَتُهُ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «وَلَكَ» فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: آسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكُمْ قَالَ: وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]

عبد الله بن أبي الحسماء

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَسْمَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسْمَاءِ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَ بِبَيْعٍ، فَبَقِيَ لَهُ عَلَيَّ شَيْءٌ، فَوَاعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ فِي مَكَانِهِ بِذَلِكَ، فَنَسِيتُ يَوْمِي ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ فَأَتَيْتُهُ يَوْمَ الثَّالِثِ، فَوَجَدْتُهُ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ لِي: «يَا فَتَى، لَقَدْ §شَقَقْتَ عَلَيَّ، أَنَا هَاهُنَا مُذْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَنْتَظِرُكَ»

عبد الله بن أبي الجذعاء العبدي روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْجَذْعَاءِ الْعَبْدِيُّ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَذْعَاءِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «إِذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ»

ميسرة الفجر وهو أبو بديل بن ميسرة العقيلي الذي روى عن عبد الله بن شقيق

§مَيْسَرَةُ الْفَجْرِ وَهُوَ أَبُو بُدَيْلِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: §مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ»

طلق بن خشاف القيسي

§طَلْقُ بْنُ خُشَّافٍ الْقَيْسِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ الْقَيْسِيُّ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى طَلْقِ بْنِ خُشَّافٍ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - يَعُودُونَهُ، فَجَعَلُوا يَدْعُونَ لَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ خِرْ، ثُمَّ اعْزِمْ»

أبو صفية

§أَبُو صَفِيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا صَفِيَّةَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. قَالَتْ: «كَانَ جَارَنَا هَاهُنَا، فَكَانَ §إِذَا أَصْبَحَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى وَالنَّوَى، وَلَا أَرَاهُ إِلَّا بِالْحَصَى»

أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفي بعض الرواية يقولون: عن أبي عسيم، وهو رجل واحد

§أَبُو عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي عَسِيمٍ، وَهُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو نُصَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْحُمَّى وَالطَّاعُونِ، فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ، وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ، فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِأُمَّتِي، وَرَحْمَةٌ لَهُمْ، وَرِجْسٌ عَلَى الْكُفَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَازِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَقُولُ: «§مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَحِيحًا يَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَا يَدَعْهَا؛ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ كَفَرِيضَةِ الْحَجِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَازِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَشْرَبُ فِي قَدَحٍ غَلِيظٍ لَمْ يُنْجَثْ، فَقُلْنَا: لَوْ شَرِبْتَ فِي أَقْدَاحِنَا هَذِهِ الرِّقَاقِ قَالَ: «§وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ آكُلَ وَأَشْرَبَ فِيهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَشْرَبُ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَازِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَسِيبٍ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَسَبَلَتَهُ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَقُولُ: «§مَنْ كَانَ صَحِيحًا يُطِيقُ الْمَشْيَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَا يَدَعْهَا؛ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ مِثْلُ الْحَجِّ» قَالَ: وَكُنَّا نَجُزُّ مِنْ أَطْرَافِ شَارِبِي أَبِي عَسِيبٍ، وَمِنْ أَظْفَارِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا مَسْلَمَةُ بِنْتُ زَبَّانَ الْقُرَيْعِيَّةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ بِنْتَ أَبِي عَسِيبٍ قَالَتْ: «كَانَ أَبُو عَسِيبٍ §يُوَاصِلُ مِنْ ثَلَاثٍ فِي الصِّيَامِ، وَكَانَ يُصَلِّي الضُّحَى قَائِمًا، فَعَجَزَ؛ فَكَانَ يُصَلِّي قَاعِدًا، وَكَانَ يَصُومُ الْبِيضَ» قَالَتْ: «وَكَانَ فِي سَرِيرِهِ جُلْجُلٌ، فَيَعْجِزُ صَوْتُهُ حَتَّى يُنَادِيَهَا بِهِ، فَإِذَا حَرَّكَهُ جَاءَتْ»

نمير الخزاعي

§نُمَيْرٌ الْخُزَاعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيُّ، - مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ، «رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ §وَاضِعًا ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، رَافِعًا إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ وَهُوَ يَدْعُو، قَدْ حَنَاهَا شَيْئًا»

قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس وهو عبد شمس - وليس عبد شمس إلا في قريش - ابن سعد بن زيد مناة بن تميم، صحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوفد، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بالشبكة - موضع بالدهناء بين القنعة والعرمة - وهو

§قَتَادَةُ بْنُ الْأَعْوَرِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ عَبْدُ شَمْسٍ - وَلَيْسَ عَبْدُ شَمْسٍ إِلَّا فِي قُرَيْش - ابْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْوَفْدِ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا بِالشَّبَكَةِ - مَوْضِعٌ بِالدَّهْنَاءِ بَيْنَ الْقَنَعَةِ وَالْعَرَمَةِ - وَهُوَ أَبُو الْجَوْنِ بْنُ قَتَادَةَ

قتادة بن أوفى بن موالة بن عتبة بن ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وله صحبة، وهو أبو إياس بن قتادة، وأم إياس بن قتادة الفارعة بنت حميري بن عبادة بن نزال بن مرة

§قَتَادَةُ بْنُ أَوْفَى بْنِ مَوَالَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مُلَادِسِ بْنِ عَبْشَمْسَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَهُوَ أَبُو إِيَاسِ بْنُ قَتَادَةَ، وَأُمُّ إِيَاسِ بْنِ قَتَادَةَ الْفَارِعَةُ بِنْتُ حِمْيَرَيِّ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ

قيس بن الحارث بن يزيد بن شبل بن حيان من بني تميم، ابن عم المنقع، كان أيضا فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني تميم، وسكن البصرة بعد ذلك

§قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شِبْلِ بْنِ حَيَّانَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، ابْنَ عَمِّ الْمُنَقَّعِ، كَانَ أَيْضًا فِيمَنْ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَسَكَنَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ

المنقع بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حيان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقد شهد القادسية، ثم قدم البصرة، فاختط بها، وكان له فرس يقال له جناح، شهد عليه القادسية، فقال: لما رأيت الخيل زيل بينها طعان ونشاب صبرت جناحا

§الْمُنَقَّعُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شِبْلِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَقَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، ثُمَّ قَدِمَ الْبَصْرَةِ، فَاخْتَطَّ بِهَا، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَال لَهُ جَنَاحٌ، شَهِدَ عَلَيْهِ الْقَادِسِيَّةَ، فَقَالَ: [البحر الطويل] لَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْلَ زَيَّلَ بَيْنَهَا ... طِعَانٌ وَنُشَّابٌ صَبَرْتُ جَنَاحَا فَطَاعَنْتُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ نَصَرَهُ ... وَوَدَّ جَنَاحٌ لَوْ قَضَى فَأَرَاحَا كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ فَوْقَ جَبِينِهِ ... مَخَارِيقُ بَرْقٍ فِي تِهَامَةَ لَاحَا وَقَدْ رَوَى الْمُنَقَّعُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَزْعُ - قَالَ سَيْفٌ: أَظُنُّهُ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ - عَنِ الْمُنَقَّعِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا، فَقُلْتُ: هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُبِضَتْ، فَقُلْتُ: إِنَّ فِيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ، فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مُضَرَ - أَوْ قَالَ: مُضَرَ - فَمُصَدِّقُهُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ فَلَأُصَدِّقَنَّهُمْ هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ أَقْدَمَ عَلَيْهِمْ قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَهُ بِرَأْسِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ خَاضُوا فِي كَذَا وَكَذَا، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ» -[64]- قَالَ الْمُنَقَّعُ: فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ، أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ، يُكْذَبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: الْمُنَقَّعُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَدْ نَسَبُهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ

الحارث بن عمرو السهمي

§الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ بْنِ سَهْمِ بْنِ الْحَارِثِ، - مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ الطَّفَّ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ جَدِّهِ: الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» ثُمَّ اسْتَدَرْتُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ؛ رَجَاءَ أَنْ يَخُصَّنِي، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْفَرَائِعُ وَالْعَتَائِرُ؟ فَقَالَ: «مَنْ شَاءَ فَرَّعَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يُفَرِّعْ، وَمَنْ شَاءَ عَتَرَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ، وَفِي الْغَنَمِ أُضْحِيَّتُهَا» ثُمَّ قَالَ: «أَلَا إِنَّ §دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ بَيْنَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَكَانَ يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ الطَّفَّ

عبد الرحمن بن خنبش روى عنه أبو عمران الجوني، حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث أتاه الشيطان بشعلة من نار

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَنْبَشٍ رَوَى عَنْهُ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، حَدِيثَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ أَتَاهُ الشَّيْطَانُ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ

سهل بن صخر بن واقد بن عصمة بن أبي عوف بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة

§سَهْلُ بْنُ صَخْرِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ أَبِي عَوْفِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ شَجْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي مَوْلَايَ سَهْلُ بْنُ صَخْرٍ اللَّيْثِيُّ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -: «اشْتَرِ الْعَبِيدَ، أَوِ §اشْتَرُوا الْعَبِيدَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ عَبْدٍ قُسِمَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ مَا لَمْ يُقْسَمْ لِسَيِّدِهِ»

أبو عبيد

§أَبُو عُبَيْدٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: طَبَخْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قِدْرًا، فَقَالَ: «نَاوِلْنِي ذِرَاعًا» قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ ذِرَاعًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «نَاوِلْنِي ذِرَاعًا» قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ ذِرَاعًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «نَاوِلْنِي ذِرَاعًا» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ؟ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَوْ سَكَتَّ لَأُعْطِيتُ أَذْرُعًا مَا دَعَوْتَ بِهِ»

ميمون بن سنباذ الأسلع

§مَيْمُونُ بْنُ سِنْبَاذَ الْأَسْلَعُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، أَنَّ رَجُلًا، مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الْأَسْلَعُ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَرْحَلُ لَهُ قَالَ: فَقَالَ لِي ذَاتَ لَيْلَةٍ: «يَا أَسْلَعُ، §قُمْ فَارْحَلْ لِي» فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فَسَكَتَ سَاعَةً، وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِآيَةِ الصَّعِيدِ قَالَ: فَدَعَانِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرَانِي -[66]- كَيْفَ أَمْسَحُ، فَمَسَحْتُ، وَرَحَلْتُ لَهُ، وَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْمَاءِ قَالَ لِي: «قُمْ يَا أَسْلَعُ، فَاغْتَسِلْ»

زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

§زَيْدٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ "

أبو سود

§أَبُو سُودٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرُ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي سُودٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ §الْيَمِينَ الْفَاجِرَةَ الَّتِي يَقْتَطِعُ بِهَا الرَّجُلُ مَالَ الْمُسْلِمِ تَعْقِمُ الرَّحِمَ»

أبو حية التميمي

§أَبُو حَيَّةَ التَّمِيمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ»

الحارث بن أقيش روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قدم ثلاثة من ولده قال: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الرجل من أمتي ليشفع لمثل ربيعة ومضر "

§الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهِ قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَشْفَعُ لِمِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ»

عمرو بن تغلب النمري، فقال بعضهم: هو عبدي

§عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ النَّمَرِيُّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ عَبْدِيُّ

عبد الله بن الأسود السدوسي قال قتادة: وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَسْوَدِ السَّدُوسِيُّ قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدِ بَنِي سَدُوسٍ

أسير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُسَيْرٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - حِينَ اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ يَزِيدَ لَيْسَ بِخَيْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَلَا أَفْقَهِهَا فِقْهًا، وَلَا أَعْظَمِهَا فِيهَا شَرَفًا، وَأَنَا أَقُول ذَلِكَ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ، لَأَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَفَرَّقَ أَرَأَيْتَكُمْ بَابًا لَوْ دَخَلَ فِيهِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم وَسِعَهُمْ، أَكَانَ يَعْجِزُ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَوْ دَخَلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا قَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم قَالَ كُلُّ رَجُلٍ -[68]- مِنْهُمْ: لَا أُهْرِيقُ دَمَ أَخِي، وَلَا آخُذُ مَالَهُ، أَكَانَ هَذَا يَسَعُهُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَذَلِكَ مَا أَقُولُ لَكُمْ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلَّا خَيْرٌ» قَالَ حُمَيْدٌ: فَقَالَ صَاحِبِي: إِنَّ فِي قَصَصِ لُقْمَانَ أَنَّ بَعْضَ الْحَيَاءِ ضَعْفٌ، وَبَعْضَهُ وَقَارٌ لِلَّه قَالَ: فَأَرْعَدَتْ يَدُ الشَّيْخِ، وَقَالَ: اخْرُجَا مِنْ بَيْتِي، اخْرُجَا مِنْ دَارِي، مَا أَدْخَلَكُمَا عَلَيَّ؟ قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُسَكِّنُهُ حَتَّى سَكَنَ قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا أَنَا وَصَاحِبِي

عروة بن سمرة العنبري

§عُرْوَةُ بْنُ سَمُرَةَ الْعَنْبَرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ، فَخَرَجَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ أَوْ غُسْلٍ فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §دِينَ اللَّهِ فِي يَسِيرٍ» ثَلَاثًا يَقُولُهَا

أبو رفاعة العدوي واسمه: تميم بن أسيد من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل البصرة بعد ذلك

§أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ وَاسْمُهُ: تَمِيمُ بْنُ أُسَيْدٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ - قَالَ مَهْدِيُّ: أَظُنُّهُ أَبَا رِفَاعَةَ - قَالَ: " كَانَ لِي زِيٌّ مِنَ الْجِنِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ فَقَدْتَهُ، فَبَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ سَمِعْتُ حِسَّهُ، فَقَالَ: هَلْ شَعَرْتَ -[69]- أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ أَصْوَاتَ النَّاسِ وَهُمْ يَرْفَعُونَ بِهَا قَالَ: §عَلَيْكَ الْحَلْقُ الْأَشَدُّ، فَإِنَّ الْخَيْرَ لَيْسَ بِالصَّوْتِ الْأَشَدِّ. يَعْنِي بِالْأَشَدِّ الشِّدَادَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ يَقُولُ: «§مَا عَزَبَتْ عَنِّي سُورَةُ الْبَقَرَةِ مُنْذُ عَلَّمَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَخَذْتُ مَعَهَا مَا أَخَذْتُ مَعَهَا مِنَ الْقُرْآنِ، وَمَا وَجَعَتْ ظَهْرِي مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ قَطُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: " رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قِيلَ لِي: §قُمْ، فَقَدْ قَامَ مُطِيقٌ فَقُمْتُ، فَسَمِعْتُ، فَإِذَا صَوْتُ أَبِي رِفَاعَةَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ إِذَا صَلَّى، فَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَدُعَائِهِ، كَانَ آخِرَ مَا يَدْعُو بِهِ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، فَإِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ فَوَفِّنِي وَفَاةً طَاهِرَةً طَيِّبَةً، يَغْبِطُنِي بِهَا مَنْ سَمِعَ بِهَا مِنْ إِخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ عِفَّتِهَا وَطَهَارَتِهَا وَطِيبِهَا، وَاجْعَلْ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، وَاخْدَعْنِي عَنْ نَفْسِي» قَالَ: فَخَرَجَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: فَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ سَرِيَّةٌ عَامَّتُهُمْ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ مَعَ هَذِهِ السَّرِيَّةِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ، وَلَيْسَ فِي رَحْلِكَ أَحَدٌ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لِشَيْءٍ، لِي عَلَيْهِ عَزْمٌ، إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ ". فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ، فَأَطَافَتِ السَّرِيَّةُ بِقَلْعَةٍ، أَوْ بِقَصْرٍ فِيهِ الْعَدُوُّ لَيْلًا، وَبَاتَ يُصَلِّي، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ تَوَسَّدَ تُرْسَهُ، فَنَامَ، وَأَصْبَحَ أَصْحَابُهُ يَنْظُرُونَ مِنْ أَيْنَ مُقَابَلَتُهَا، مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَهَا؟ وَنَسْوهُ نَائِمًا حَيْثُ كَانَ. قَالَ: فَبَصُرَ بِهِ الْعَدُوُّ، فَأَنْزَلُوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَعْلَاجٍ مِنْهُمْ، فَأَتَوْهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ، فَأَخَذُوا سَيْفَهُ، فَذَبَحُوهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَبُو رِفَاعَةَ نَسِينَاهُ حَيْثُ كُنَّا. فَرَجَعُوا إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا الْأَعْلَاجَ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْلُبُوهُ، فَأَرْحَلُوهُمْ عَنْهُ، فَاجْتَرَّوهُ، فَقَالَ عَبْدُ -[70]- الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: مَا شَعَرَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ بِالشَّهَادَةِ حَتَّى أَتَتْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ: " §رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَرَى أَبَا رِفَاعَةَ قَدْ أُصِيبَ قَبْلَهُ عَلَى نَاقَةٍ سَرِيعَةٍ، وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ ثُقَالٍ قَطُوفٍ، فَأَنَا عَلَى أَثَرِهِ قَالَ: فَيُعَوِّجُهَا عَلَيَّ حَتَّى أَقُولَ الْآنَ أُسْمِعُهُ الصَّوْتَ، ثُمَّ يُسْرَجُهَا، فَيَنْطَلِقُ وَأَتْبَعُهُ. " قَالَ: «فَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ أَنَّهُ طَرِيقُ أَبِي رِفَاعَةَ أَخَذَهُ، وَأَنَا أَكُدُّ الْعَمَلَ بَعْدَهُ كَدًّا»

نافع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج واسمه: عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف، وأم نافع: سمية أم أبي بكرة وزياد، وكان نافع ادعاه الحارث بن كلدة، وأقرنه، فثبت نسبه منه، ونافع هو أبو عبد الله، الذي كان أول من افتلى الخيل

§نَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَاجٍ وَاسْمُهُ: عُمَيْرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ، وَأُمُّ نَافِعٍ: سُمَيَّةُ أُمُّ أَبِي بَكْرَةَ وَزِيَادٍ، وَكَانَ نَافِعٌ ادَّعَاهُ الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ، وَأَقْرَنَهُ، فَثَبَتَ نَسَبُهُ مِنْهُ، وَنَافِعٌ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الَّذِي كَانَ أَوَّلَ مَنِ افْتَلَى الْخَيْلَ بِالْبَصْرَةِ، وَسَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنْ يُقْطِعَهُ قَطِيعَةً بِالْبَصْرَةِ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ يُقْطِعَهُ عَشَرَةَ أَجْرِبَةٍ لَيْسَ فِيهَا حَقُّ مُسْلِمٍ وَلَا مُعَاهَدٍ، فَفَعَلَ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي زُهَاءِ أَرْبَعِمِائَةِ رَجُلٍ، فَنَزَلَ بِنَا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَى النَّاسِ، وَرَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ فَنَزَلُوا، إِذْ أَقْبَلَتْ عَنَزَةٌ تَمْشِي حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَلَّاةُ الْقَرْنَيْنِ قَالَ: فَحَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْوَى الْجُنْدَ وَرَوِيَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَا نَافِعُ، §امْلِكْهَا، وَمَا أَرَاكَ تَمْلِكَهَا» قَالَ: فَلَمَّا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا أَرَاكَ -[71]- تَمْلِكُهَا» أَخَذْتُ عُودًا فَرَكَزْتُهُ فِي الْأَرْضِ، وَأَخَذْتُ رِبَاطًا فَرَبَطْتُ الشَّاةَ فَاسْتَوْثَقْتُ مِنْهَا، وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَامَ النَّاسُ، وَنِمْتُ. قَالَ: فَاسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا الْحَبْلُ مَحْلُولٌ، وَإِذَا لَا شَاةَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ قُلْتُ: الشَّاةُ ذَهَبَتْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا نَافِعُ، أَوَمَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ لَا تَمْلِكُهَا؟ إِنَّ الَّذِي جَاءَ بِهَا هُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا»

أبي بن مالك روى عنه، زرارة بن أوفى الحرشي، وهو من قومه

§أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ رَوَى عَنْهُ، زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْحَرَشِيُّ، وَهُوَ مِنْ قَوْمِهِ

حذيم بن حنيفة التميمي من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في إبل الصدقة

§حِذْيَمُ بْنُ حَنِيفَةَ التَّمِيمِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ هَانِئِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الذَّيَّالُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمِ بْنِ حَنِيفَةَ قَالَ: قَالَ حَنِيفَةُ لِابْنِهِ حِذْيَمٍ: اجْمَعْ لِي بَنِيكَ؛ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ فَجَمَعَهُمْ، وَقَالَ: قَدْ جَمَعْتُهُمْ يَا أَبَتَاهُ قَالَ: فَإِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي بِهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ قَالَ: وَاسْمُ الْيَتِيمِ ضِرْسُ بْنُ قَطِيفَةَ قَالَ: قَالَ حِذْيَمٌ لِأَبِيهِ حَنِيفَةَ: يَا أَبَتَاهُ، إِنِّي لَأَسْمَعُ بَنِيكَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا تَقَرُّ بِهَذَا عَيْنُ أَبِينَا، فَإِذَا مَاتَ اقْتَسَمْنَاهَا، وَقَسَمْنَا لَهُ كَنَصِيبِ بَعْضِنَا قَالَ: أَوَ سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ الْمُقْبِلُونَ» ؟ -[72]- فَقَالُوا: هَذَا حَنِيفَةُ النَّعَمِ، أَكْثَرُ النَّاسِ بَعِيرًا بِالْبَادِيَةِ. قَالَ: «فَمَنْ هَذَانِ حَوَالَيْهِ» ؟ قَالُوا: أَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَابْنُهُ حِذْيَمٌ الْأَكْبَرُ، وَلَا نَعْرِفُ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ قَالَ: فَلَمَّا جَاؤُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، سَلَّمَ حَنِيفَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَلَّمَ حِذْيَمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا رَفَعَكَ إِلَيْنَا يَا أَبَا حِذْيَمٍ» ؟ قَالَ: هَذَا رَفَعَنِي وَضَرَبَ فَخْذَ حِذْيَمٍ. فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ هَذَا حِذْيَمًا» ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ عَلَيَّ أَلْفُ بَعِيرٍ، وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْخَيْلِ سِوَى أَمْوَالِي فِي الْبُيُوتِ، فَخَشِيتُ أَنْ تُفْجِئَنِي الْمَوْتَ أُوَامِرُ اللَّهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ، فَأَوْصَيْتُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّمَا §الصَّدَقَةُ خَمْسٌ، فَإِنْ لَا فَعَشْرٌ، فَإِنْ لَا فَخَمْسَ عَشْرَةَ، فَإِنْ لَا فَعِشْرُونَ، فَإِنْ لَا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ، فَإِنْ لَا فَثَلَاثُونَ، فَإِن كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ» قَالَ: فَبَادَرَهُ حَنِيفَةُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِنَّهَا أَرْبَعُونَ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: فَوَدَّعَهُ حَنِيفَةُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ يَتِيمُكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ» ؟ قَالَ: هُوَ ذَاك النَّائِمُ، وَكَانَ يُشْبِهُ الْمُحْتَلِمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَعَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ» قَالَ: ثُمَّ إِنَّ حَنِيفَةَ وَبَنِيهِ قَامُوا إِلَى أَبَاعِرِهِمْ قَالَ: فَقَالَ حِذْيَمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي بَنِينَ كَثِيرَةً، مِنْهُمْ ذُو لِحَى، وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ. قَالَ حَنْظَلَةُ: وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ، فَشَمِّتْ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «ادْنُ يَا غُلَامُ» فَدَنَا مِنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» قَالَ الذَّيَّالُ: فَرَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ، وَبِالشَّاةِ الْوَارِمِ ضَرْعُهَا، فَيَتْفُلُ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى صُلْعَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَمْسَحُ الْوَرَمَ فَيَذْهَبُ

عمارة بن أحمر المازني

§عُمَارَةُ بْنُ أَحْمَرَ الْمَازِنِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي قُتَيْلَةُ بِنْتُ جُمَيْعٍ الْمَازِنِيَّةُ قَالَتْ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ - قَالَتْ قُتَيْلَةُ: وَأَنَا مِنْ وَلَدِهِ - قَالَ: «كُنْتُ فِي إِبِلِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْعَاهَا، فَأَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَمَعْتُ إِبِلِي، وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ، فَحَقِبَ، فَتَفَاجَّ يَبُولُ، فَنَزَلْتُ عَنْهُ، وَرَكِبْتُ نَاقَةً، فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا، وَاسْتَاقُوا الْإِبِلَ، §فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمْتُ، فَرَدُّوهَا عَلَيَّ، وَلَمْ يَكُونُوا اقْتَسَمُوهَا» قَالَ: قَالَ جَوَّابُ بْنُ عُمَارَةَ: فَأَدْرَكْتُ أَنَا وَأَخِي حَسَنٌ النَّاقَةَ الَّتِي رَكِبَهَا يَوْمَئِذٍ عُمَارَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ الْجَرَّاحُ: فَسَمِعْتُ بَعْضَ الْمَازِنِيِّينَ يَقُولُ: الْمَاءُ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ عَجْلَزٌ فَوْقَ الْقَرْيَتَيْنِ

أسمر بن مضرس

§أَسْمَرُ بْنُ مُضَرِّسٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، جَنُوبُ بِنْتُ نُمَيْلَةَ، عَنْ أُمِّهَا سُوَيْدَةَ بِنْتِ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّهَا، عَقِيلَةَ بِنْتِ أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ عَنْ أَبِيهَا أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَبَايَعْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ سَبَقَ إِلَى مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ» ، فَخَرَجَ النَّاسُ يَتَعَادَوْنَ يَتَخَاطَؤُونَ

عمرو بن عمير صحب النبي صلى الله عليه وسلم

§عَمْرُو بْنُ عُمَيْرٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا، مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَبَرَ عَنْ أَصْحَابِهِ ثَلَاثًا لَا يَرَوْنَهُ إِلَّا فِي صَلَاةٍ، فَقَالُوا لَهُ: لَمْ نَرَكَ مُنْذُ ثَلَاثٍ إِلَّا فِي صَلَاةٍ فَقَالَ: «§وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ» فَقِيلَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، زِدْنِي قَالَ: «لَكَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعِينَ سَبْعُونَ أَلْفًا» قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، زِدْنِي، إِنَّهُمْ لَا يُكَمِّلُونَ. قَالَ: «إِذَا نُكَمِّلُهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ»

عكراش بن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن نزال بن مرة بن عبيد، من بني تميم، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه

§عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبِ بْنِ حُرْقُوصِ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْهُ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرَاشٍ، عَنْ أَبِيهِ عِكْرَاشِ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: بَعَثَنِي مُرَّةُ بْنُ عُبَيْدٍ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا، وَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ بِإِبِلٍ كَأَنَّهَا عُرُوقُ الْأَرْطَى، فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ» ؟ فَقُلْتُ: عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبٍ. فَقَالَ: «ارْفَعْ فِي النَّسَبِ» فَقُلْتُ: ابْنُ حُرْقُوصِ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَهَذِهِ صَدَقَاتُ بَنِي مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: «§هَذِهِ إِبِلُ قَوْمِي، هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِي» ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُوسَمَ بِمَيْسَمِ إِبِلِ -[75]- الصَّدَقَةِ، وَتُضَمَّ إِلَيْهَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «هَلْ مِنْ طَعَامٍ» ؟ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَذْرِ، فَأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا، وَجَعَلْتُ أَخْبِطُ بِيَدِي فِي جَوَانِبِهَا، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدِي الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ: «يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ» ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ مِنْ رِطَبٍ - أَوْ - مِنْ تَمْرٍ - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - فَجَعَلْتُ آكُلُ مَا بَيْنِ يَدَيَّ، وَجَالَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الطَّبَقِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ» ثُمَّ أَتِينَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ، ثُمَّ مَسَحَ يُبَلِّلُ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عِكْرَاشُ، هَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ»

برز، وهو أبو أبي رجاء العطاردي واسم أبي رجاء: عطارد بن برز

§بَرْزٌ، وَهُوَ أَبُو أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ وَاسْم أَبِي رَجَاءٍ: عُطَارِدُ بْنُ بَرْزٍ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَهْلِ بْنِ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ أَبُو الْخَلِيلِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، فَقَالَ: كُنْتُ بَدَوِيًّا وَأَنَا رَجُلٌ، فَسَمِعْنَا بِالنَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم، فَفَرَرْنَا مِنْهُ، وَتَرَكْنَا مَنَازِلِنَا حَتَّى اطْمَأْنَنَّا، فَبَلَغَنَا أَنَّ أَمَرَهُ حَقٌّ، فَرَجَعْنَا إِلَى مَنَازِلِنَا، وَانْطَلَقَ وَالِدِي، وَنَفَرٌ مِنَ الْحَيِّ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعُوا مِنْهُ، فَقَالُوا: «لَا بَأْسَ، §إِنَّمَا يَدْعُوكُمْ إِلَى اللَّهِ، فَأَسْلَمْنَا»

قطبة بن قتادة السدوسي

§قُطْبَةُ بْنُ قَتَادَةَ السَّدُوسِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَّا يُقَالُ لَهُ مُقَاتِلٌ أَنَّ قُطْبَةَ بْنَ -[76]- قَتَادَة السَّدُوسِيَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى نَفْسِي، وَعَلَى ابْنَتِي الْحَرْمَلَةِ، وَلَوْ كَذَبْتُ عَلَى اللَّهِ لَخَدَعَكَ "، وَقَالَ قُطْبَةُ: حَمَلَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا مُسْلِمُونَ، فَتَرَكْنَا، فَغَزَوْنَا مَعَهُ الْأُبُلَّةَ، فَمَشَقْنَاهَا مَشْقَةً، فَمَلَأْنَا أَيْدِيَنَا حَتَّى إِنَّ كِلَابَهُمْ يَرْتَعُونَهَا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

الحكم بن الحارث السلمي

§الْحَكَمُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الدَّعَّاءُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ جَاءَ بِهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ» ، قَالَ: وَغَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، آخِرُهُنَّ حُنَيْنٌ، وَكُنْتُ أَسِيرُ فِي مُقَدِّمَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِذْ خَلَأَتْ بِي نَاقَتِي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَضْرِبُهَا، فَقَالَ: «مَهْ» ، وَزَجَرَهَا، فَقَامَتْ

العباس السلمي وليس بابن مرداس

§الْعَبَّاسُ السُّلَمِيُّ وَلَيْسَ بِابْنِ مِرْدَاسٍ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَائِلُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ السُّلَمِيُّ أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رِعْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ شَخَصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَاسْتَقْطَعَهُ رَكِيَّةً بِالدَّثِينَةِ، وَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُ عَلَى أَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهَا إِلَّا فَضْلُ ابْنِ السَّبِيلِ قَالَ أَبُو الْأَزْهَرِ: وَكَانَ نَائِلٌ هَذَا نَازِلًا بِالدَّثِينَةِ، وَكَانَ أَمِيرَهُمْ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حُقَّةً فِيهَا كُرَاعٌ مِنْ أَدَمٍ أَحْمَرَ، فَكَانَ فِيهِ مَا أَقْطَعَهُ

الفاكه بن سعد

§الْفَاكِهُ بْنُ سَعْدٍ

بشير بن زيد الضبعي

§بَشِيرُ بْنُ زَيْدٍ الضُّبَعِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْهَبُ الضُّبَعِيُّ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ زَيْدٍ الضُّبَعِيِّ، - فَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ ذِي قارٍ: «§الْيَوْمَ انْتَقَصَتِ الْعَرَبُ مُلْكَ الْعَجَمِ»

علقمة بن الحويرث الغفاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم

§عَلْقَمَةُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ الْغِفَارِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحُوَيْرِثِ الْغِفَارِيِّ - مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ»

عبد الله بن معرض الباهلي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَرِّضٍ الْبَاهِلِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ ثُمَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ أَبُو أَيْمَنَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَرِّضٍ، أَنَّهُ «وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَجَعَلَ لَهُمْ فَرِيضَةً فِي إِبِلِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْهُمْ نَاقَةٌ، قَلِيلَةً كَانَتْ أَوْ كَثِيرَةً» ، يَعْنِي الْإِبِلَ

عبد الرحمن بن خباب السلمي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابِ السُّلَمِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحُثُّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ حَضَّ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مِائَتَا بَعِيرٍ ثُمَّ حَضَّ، فَقَالَ: ثَلَاثُمِائَةِ بَعِيرٍ، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «§مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا» مَرَّتَيْنِ

عاصم أبو نصر بن عاصم الليثي

§عَاصِمٌ أَبُو نَصْرِ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى الْبَصْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: §نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَغَضَبِ رَسُولِهِ. قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ مَرَّ قُبَيْلَ أَخَذَ بِيَدِ أَبِيهِ - وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ - يَخْرُجَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمَا قَوْلًا "

أصرم وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زرعة، رجل من بني شقرة

§أَصْرَمُ وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زُرْعَةَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي شُقْرَةَ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ -[79]- عَمِّهِ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَقِرَةَ يُقَالُ لَهُ أَصْرَمُ، وَكَانَ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ بِغُلَامٍ حَبَشِيٍّ اشْتَرَاهُ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُسَمِّيَهُ، وَتَدْعُوَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ. فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ أَنْتَ» ؟ قَالَ: أَصْرَمُ قَالَ: «§بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ، فَمَا تُرِيدُهُ» ؟ قَالَ: أُرِيدُهُ رَاعِيًا قَالَ: «فَهُوَ عَاصِمٌ» ، وَقَبَضَ كَفَّهُ

جرموز الهجيمي

§جُرْمُوزُ الْهُجَيْمِيُّ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَوْذَةَ الْقُزَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَلْهُجَيْمَ، عَنْ جُرْمُوزٍ الْهُجَيْمِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَمَّ تَنْهَانِي؟ فَقَالَ: «§أَنْهَاكَ أَلَّا تَكُونَ لَعَّانًا» ، فَمَا لَعَنَ شَيْئًا حَتَّى مَاتَ

سويد بن هبيرة

§سُوَيْدُ بْنُ هُبَيْرَةَ

قَالَ: قَالَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ لَهُ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ، أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ»

فضالة الليثي

§فَضَالَةُ اللَّيْثِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمْتُ، وَعَلَّمَنِي حَتَّى عَلَّمَنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي مَوَاقِيتِهِنَّ، فَقُلْتُ: هَذِهِ سَاعَاتٌ -[80]- أُشْغَلُ فِيهَا، فَمُرْنِي بِجَوَامِعَ قَالَ: «§فَلَا تُشْغَلَنَّ عَنِ الْعَصْرَيْنِ» ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: «صَلَاةُ الْغَدَاةِ، وَصَلَاةُ الْعَصْرِ»

سليمان بن عامر الضبي

§سُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ

أبو عزة الهذلي واسمه يسار بن عبيد

§أَبُو عَزَّةَ الْهُذَلِيُّ وَاسْمُهُ يَسَارُ بْنُ عُبَيْدٍ

أهبان بن صيفي الغفاري ويكنى أبا مسلم، أوصى أن يكفن في ثوبين، فكفن في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب

§أُهْبَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ الْغِفَارِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُسْلِمٍ، أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي ثَوْبَيْنِ، فَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، فَأَصْبَحُوا وَالثَّوْبُ الثَّالِثُ عَلَى الْمِشْجَبِ

مضرس بن أسمر

§مُضَرِّسُ بْنُ أَسْمَرَ

زهير بن عمرو وداره في بني كلاب، وليس منهم

§زُهَيْرُ بْنُ عَمْرٍو وَدَارُهُ فِي بَنِي كِلَابٍ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ

سلمة بن المحبق

§سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ

خداش

§خِدَاشٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بَحْرِيَّةُ، قَالَتْ: " §اسْتَوْهَبَ عَمِّي خِدَاشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَصْعَةً رَآهُ يَأْكُلُ فِيهَا، فَكَانَتْ عِنْدَنَا، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَخْرِجُوهَا إِلَيَّ فَنَمْلَأُهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَنَأْتِيهِ بِهَا، فَيَشْرَبُ مِنْهَا، وَيَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، ثُمَّ إِنَّ سَارِقًا عَدَا عَلَيْنَا، فَسَرَقَهَا مَعَ مَتَاعٍ لَنَا، فَجَاءَنَا عُمَرُ بَعْدَمَا سُرِقَتْ، فَسَأَلْنَا أَنْ نُخْرِجَهَا لَهُ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سُرِقَتْ فِي مَتَاعٍ لَنَا. قَالَ: لِلَّهِ أَبُوهُ، سَرَقَ صَحْفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا سَبَّهُ وَلَا لَعَنَهُ "

أبو سلمة

§أَبُو سَلَمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ §أَبَوَيْهِ، اخْتَصَمَا فِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، أَحَدُهُمَا مُسْلِمٌ، وَالْآخَرُ كَافِرٌ، فَخَيَّرَهُ، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَافِرِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِهِ» فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمُسْلِمِ، فَقَضَى لَهُ بِهِ

عم عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي

§عَمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَدْ تَغَدَّيْنَا - أَوْ قَالَ: قَدْ أَصَبْنَا مِنَ الْغَدَاءِ - فَقَالَ: «هَلْ صُمْتُمُ الْيَوْمَ» ؟ فَقُلْنَا: قَدْ تَغَدَّيْنَا، فَقَالَ: «§صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ»

قيس بن الأسلع الأنصاري روى عنه نافع مولى حمنة أن عمومته شكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يبذر ماله

§قَيْسُ بْنُ الْأَسْلَعِ الْأَنْصَارِيُّ رَوَى عَنْهُ نَافِعٌ مَوْلَى حَمْنَةَ أَنَّ عُمُومَتَهُ شَكَوْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُبَذِّرُ مَالَهُ

حابس التميمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

§حَابِسٌ التَّمِيمِيُّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أبو بهيشة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

§أَبُو بُهَيْشَةَ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عبادة بن قرص العبسي ويقال ليثي، ويقال ابن قرط

§عُبَادَةُ بْنُ قُرْصٍ الْعَبْسِيُّ وَيُقَالُ لَيْثِيُّ، وَيُقَالُ ابْنُ قُرْطٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ قُرْطٍ: «§إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ أُمُورًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ» ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ، فَقَالَ: صَدَقَ، وَأَرَى جَرَّ الْإِزَارِ مِنْهُ

أبو مجيبة الباهلية أو عمها، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

§أَبُو مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ أَوْ عَمُّهَا، رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَاهِلَةَ يُقَالُ لَهَا مُجِيبَةُ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي أَوْ عَمِّي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ» فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلَ قَالَ: «فَإِنَّكَ أَتَيْتَنِي وَلَوْنُكَ وَجِسْمُكَ وَهَيْئَتُكَ حَسَنَةٌ، وَأَرَاكَ قَدْ شَجِبْتَ الْيَوْمَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْطَرْتُ بَعْدَكَ إِلَّا لَيْلًا قَالَ: «فَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ §صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ رَمَضَانَ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَزِدْنِي قَالَ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، ثُمَّ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي، فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «مَا تَبْغِي عَنْ شَهْرِ الصَّبْرِ يَوْمَيْنِ» ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَزِدْنِي قَالَ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَمِنَ الْحُرُمِ وَأَفْطِرْ» ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ كَتَبْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلَالِيِّ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِثْلُهُ عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ، عَنْ أَبِيهَا، أَوْ عَنْ عَمِّهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

خال أبي السوار العدوي

§خَالُ أَبِي السِّوَارِ الْعَدَوِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا السُّمَيْطُ، عَنْ أَبِي السِّوَارِ الْعَدَوِيِّ، يُحَدِّثُهُ أَبُو السِّوَارِ , عَنْ خَالِهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُنَاسٌ يَتَّبِعُونَهُ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ مَعَهُمْ قَالَ: فَفَجَأَنِي الْقَوْمُ يَسْعَوْنَ قَالَ: وَأَبْقَى الْقَوْمُ بِي، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ -[84]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَضَرَبَنِي ضَرْبَةً إِمَّا بِعَسِيبٍ، أَوْ بِقَضِيبٍ، أَوْ سِوَاكٍ، أَوْ شَيْءٍ كَانَ مَعَهُ. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أَوْجَعَنِي. قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ قَالَ: وَقُلْتُ: مَا ضَرَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا لِشَيْءٍ عَلِمَهُ اللَّهُ فِيَّ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي أَنْ آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحْتُ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنَّكَ رَاعٍ، فَلَا تَكْسِرْ قُرُونَ رَعِيَّتَكَ» وَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَضْرِبُكُمْ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا خِلَافٍ» ، وَلَمَّا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ - أَوْ قَالَ: أَصْبَحْنَا - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إنَّ أُنَاسًا يَتَّبِعُونِي، وَإِنِّي لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَتَّبِعُونِي، §اللَّهُمَّ مَنْ ضَرَبْتُ أَوْ سَبَبْتُ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً وَأَجْرًا» ، أَوْ قَالَ: «مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً» ، أَوْ كَمَا قَالَ

عم حسناء بنت معاوية الصريمية

§عَمُّ حَسْنَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ الصُّرَيْمِيَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَسْنَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ الصُّرَيْمِيَّةِ، عَنْ عَمِّهَا، أَنَّهُ حَدَّثَهَا قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «§النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْمَوْؤُودَةُ فِي الْجَنَّةِ»

عم أبي حرة الرقاشي قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق إذ ودعته الناس، ثم ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ

§عَمُّ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ إِذْ وَدَّعَتْهُ النَّاسُ، ثُمَّ ذَكَرَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ

أبو أبي العشراء الدارمي واسمه مالك بن قهطم، واسم أبي العشراء: أسامة بن مالك

§أَبُو أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ قِهْطِمٍ، وَاسْمُ أَبِي الْعُشَرَاءِ: أُسَامَةُ بْنُ مَالِكٍ

أشج عبد القيس وقد اختلف علينا في اسمه

§أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي اسْمِهِ

فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُمَّانَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ غَيْرِهِ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ: عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ أَشَجُّ بَنِي عَصَرَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إنَّ §فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْحَيَاءَ» قُلْتُ: وَقَدِيمًا كَانَا فِيَّ، أَمْ حَدِيثًا؟ قَالَ: «بَلْ قَدِيمًا» قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِذِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَشَجِّ وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَشَجَّ عَبْدِ الْقَيْسِ هُوَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ الْقُرَشِيُّ فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصَرٍ -[86]- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ: سَأَلْتُ شَيْخَنَا الْبُحْتُرِيَّ عَنِ اسْمِ الْأَشَجِّ، فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ، وَقَدْ كَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْبَحْرَيْنِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ مَعَ قَوْمِهِ، ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ

الجارود , واسمه: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، ويكنى أبا المنذر، وأمه درمكة بنت رؤيم، أخت يزيد بن رؤيم الشيباني، وكان

§الْجَارُودُ , وَاسْمُهُ: بِشْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ الْمُعَلَّى وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ، وَأُمُّهُ دَرْمَكَةُ بِنْتُ رُؤَيْمٍ، أُخْتُ يَزِيدَ بْنِ رُؤَيْمٍ الشَّيْبَانِيِّ، وَكَانَ الْجَارُودُ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْوَفْدِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ وَعَرَضَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْجَارُودُ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى دِينٍ، وَإِنِّي تَارِكٌ دِينِي لِدِينِكَ، أَتَضْمَنُ لِي دِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا ضَامِنٌ لَكَ، قَدْ هَدَاكَ اللَّهُ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ» ثُمَّ أَسْلَمَ الْجَارُودُ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَكَانَ غَيْرَ مَغْمُوصٍ عَلَيْهِ، وَأَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حُمْلَانًا، فَقَالَ: «مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكَ عَلَيْهِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ بِلَادِي ضَوَالُّ مِنَ الْإِبِلِ، أَفَأَرْكَبُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هُنَّ حَرَقُ النَّارِ، فَلَا تَقْرَبْهَا» وَكَانَ الْجَارُودُ قَدْ أَدْرَكَ الرِّدَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ قَوْمُهُ مَعَ الْمَعْرُورِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ قَامَ الْجَارُودُ، فَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَدَعَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأُكَفِّرُ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ. وَقَالَ: [البحر الطويل] رَضِينَا بِدِينِ اللَّهِ مِنْ كُلِّ حَادِثٍ ... وَبِاللَّهِ وَالرَّحْمَنِ نَرْضَى بِهِ رَبَّا

ثُمَّ سَكَنَ الْجَارُودُ بَعْدَ ذَلِكَ الْبَصْرَةَ، وَوُلِدَ لَهُ أَوْلَادٌ، وَكَانُوا أَشْرَافًا، وَوَجَّهَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الْجَارُودَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ سُهْرَكَ، فَقُتِلَ فِي عَقَبَةِ الطِّينِ شَهِيدًا سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا عَقَبَةُ الْجَارُودِ. كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ سَيِّدَا جَوَّادًا، وَلَّاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ اصْطَخْرَ، فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَصَلَهُ، ثُمَّ وَلَّاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ ثَغْرَ الْهِنْدِ، فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ، أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً

صحار بن عباس العبدي من بني مرة بن ظفر بن الديل، ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان في وفد عبد القيس

§صُحَارُ بْنُ عَبَّاسٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ بَنِي مُرَّةَ بْنِ ظَفَرِ بْنِ الدِّيلِ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ خَلْدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ قَالَتْ: قَالَ لَنَا أَبِي: جَلَسْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ صُحَارُ بْنُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ مِنْ ثِمَارِنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: «مَنِ السَّائِلُ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ تَسْأَلُنِي عَنِ §الْمُسْكِرِ، لَا تَشْرَبْهُ، وَلَا تَسْقِهِ أَخَاكَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا شَرِبَهُ رَجُلٌ قَطُّ ابْتِغَاءَ لَذَّةِ سُكْرٍ فَيَسْقِيهِ اللَّهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: وَكَانَ صُحَارٌ فِيمَنْ طَلَبَ بِدَمِ عُثْمَانَ

أبو خيرة الصباحي من عبد القيس

§أَبُو خَيْرَةَ الصُّبَاحِيُّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُسَاوِرِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي خَيْرَةَ الصُّبَاحِيُّ -[88]- قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَزَوَّدَنَا الْأَرَاكَ نَسْتَاكُ بِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدَنَا الْجَرِيدُ، وَلَكِنَّا نَقْبَلُ كَرَامَتَكَ وَعَطِيَّتَكَ. فَقَالُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، إِذْ بَعْضُ قَوْمٍ لَمْ يُسْلِمُوا إِلَّا خَزَايَا مَوْتُورِينَ»

أبان المحاربي من عبد القيس

§أَبَانُ الْمُحَارِبِيُّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ حَيَّانَ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبَانَ الْمُحَارِبِيِّ، - وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ §إِذَا أَصْبَحَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِلَّا ظَلَّ تُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى بَاتَ تُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُصْبِحَ "

الزارع بن الوازع العبدي وكان في وفد عبد القيس، ثم نزل بعد ذلك البصرة

§الزَّارِعُ بْنُ الْوَازِعِ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْبَصْرَةَ

جابر بن عبد الله بن جابر العبدي وكان في وفد عبد القيس، ثم نزل بعد ذلك البصرة

§جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْبَصْرَةَ

سلمة الجرمي، وهو أبو عمرو بن سلمة

§سَلَمَةُ الْجَرْمِيُّ، وَهُوَ أَبُو عَمْرِو بْنُ سَلَمَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُصَلِّي بِنَا، أَوْ يُصَلِّي لَنَا؟ فَقَالَ: «يُصَلِّي بِكُمْ أَوْ §يُصَلِّي لَكُمْ أَكْثَرُكُمْ أَخْذًا أَوْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ» قَالَ عَمْرٌو: فَكَانَ أَبِي يُصَلِّي بِهِمْ فِي مَسْجِدِهِمْ، وَعَلَى جَنَائِزِهِمْ، لَا يُنَازِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ وَفَدُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ، وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، وَقَالُوا لَهُ: مَنْ يُصَلِّي بِنَا، أَوْ لَنَا؟ قَالَ: «§يُصَلِّي بِكُمْ أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا، أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ» قَالَ: فَجَاءُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَسَأَلُوهُمْ، فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِمْ أَحَدًا أَخَذَ، أَوْ جَمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ أَوْ أَخَذْتُ، قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ، فَقَدَّمُونِي، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا وَأَنَا إِمَامُهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا، قَالَ مِسْعَرٌ: وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ، وَيَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِهِمْ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَبُو يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: كُنَّا بِحَضْرَةِ مَاءٍ مَمَرِّ النَّاسِ. قَالَ: وَكُنَّا نَسْأَلُهُمْ مَا هَذَا الْأَمْرُ، فَيَقُولُونَ: رَجُلٌ زَعَمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا. فَجَعَلْتُ لَا أَسْمَعُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ إِلَّا حَفِظْتُهُ، كَأَنَّمَا تَغَرَّى فِي صَدْرِي، حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ قُرْآنًا كَثِيرًا. قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهَا الْفَتْحَ، يَقُولُونَ: انْظُرُوا، فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ صَادِقٌ، وَهُوَ نَبِيٌّ قَالَ: فَلَمَّا جَاءَتْنَا وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ قَالَ -[90]-: فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلَامِ حِوَائِنَا ذَلِكَ. قَالَ: فَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا دَنَا تَلَقَّيْنَاهُ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَقًّا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ كَذَا وَكَذَا، وَأَنْ يُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، §فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَنَظَرَ أَهْلُ حِوَائِنَا، فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنِّي قُرْآنًا؛ لِلَّذِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ مِنَ الرُّكْبَانِ قَالَ: فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَكُنْت أُصَلِّي بِهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا جَلَسْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطَّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ؟ قَالَ: فَكَسَوْنِي قَمِيصًا مِنْ مَعْقِدِ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ: فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ قَالَ: «كُنْتُ §أَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ، فَيُقْرِئُونِي الْآيَةَ، فَكُنْتُ أَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: ذَهَبَ أَبِي بِإِسْلَامِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ: «§يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: غَطُّوا اسْتَ قَارِئِكُمْ فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ مَا فَرِحْتُ بِذَلِكَ الْقَمِيصِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: إِنَّهُ قَالَ: «§لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ» ، قَالَ: فَدَعَوْنِي، فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. قَالَ: فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ، وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِأَبِي: أَلَا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ

الطبقة الأولى من الفقهاء والمحدثين والتابعين من أهل البصرة من أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَالتَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أبو مريم الحنفي واسمه: إياس بن ضبيح بن المحرش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وكان من أهل اليمامة، وكان من أصحاب مسيلمة، وهو قتل زيد بن الخطاب بن نفيل يوم اليمامة، ثم تاب

§أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ وَاسْمُهُ: إِيَاسُ بْنُ ضُبَيْحِ بْنِ الْمُحَرِّشِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُعَبِّرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُسَيْلِمَةَ، وَهُوَ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، ثُمَّ تَابَ وَأَسْلَمَ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَوَلِي قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيِّ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ مِرْبَدًا لَهُ، §ثُمَّ خَرَجَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَالَ لَهُ أَبُو مَرْيَمَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ خَرَجْتَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَقَالَ: «أَمُسَيْلِمَةُ أَفْتَاكَ بِهَذَا؟» قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو مَرْيَمَ بِسَنْبِيلَ نَاحِيَةَ الْأَهْوَازِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

كعب بن سور بن بكر بن عبد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر، من الأزد

§كَعْبُ بْنُ سُورِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسِ بْنِ عُدْثَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرٍ، مِنَ الْأَزْدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَيْكَ خَيْرَ أَهْلِ الدُّنْيَا، إِلَّا رَجُلًا سَبَقَهُ بِعَمَلٍ، أَوْ عَمِلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ، يَقُومُ اللَّيْلَ حَتَّى يُصْبِحَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ حَتَّى يُمْسِي، ثُمَّ تَجَلَّاهَا الْحَيَاءُ، فَقَالَتْ: أَقِلْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، قَدْ أَحْسَنْتِ الثَّنَاءَ، قَدْ أَقَلْتُكِ، فَلَمَّا وَلَّتْ قَالَ كَعْبُ بْنُ سُورِ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ أَبْلَغَتْ إِلَيْكَ فِي الشَّكْوَى» ، فَقَالَ: مَا اشْتَكَتْ؟ قَالَ: «زَوْجَهَا» ، قَالَ: عَلَيَّ الْمَرْأَةَ، فَقَالَ لِكَعْبٍ: «اقْضِ بَيْنَهُمَا» ، قَالَ: «أَقْضِي، وَأَنْتَ شَاهِدٌ؟» قَالَ: إِنَّكَ قَدْ فَطِنْتَ إِلَى مَا لَمْ أَفْطِنْ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] §صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَفْطِرْ عِنْدَهَا يَوْمًا، وَقُمْ عِنْدَهَا ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَبِتْ عِنْدَهَا لَيْلَةً. فَقَالَ عُمَرُ: لَهَذَا أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ الْأَوَّلِ فَرَحَلَ بِهِ، أَوْ بَعَثَهُ قَاضِيًا لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ §أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ كَعْبَ بْنَ سُورٍ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَأْوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: لَمَّا الْتَقَوْا يَوْمَ الْجَمَلِ خَرَجَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ نَاشِرًا مُصْحَفَهُ، يُذَكِّرُ هَؤُلَاءِ، وَيُذَكِّرُ هَؤُلَاءِ، حَتَّى أَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لِأَبِي مَعْشَرٍ: " بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِكُمْ مَرَّ بِكَعْبِ بْنِ سُورٍ وَهُوَ صَرِيعٌ قَتِيلٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَوَضَعَ الرُّمْحَ فِي عَيْنِهِ، وَقَالَ: §مَا رَأَيْتُ كَافِرًا أَقْضَى بِحَقٍّ مِنْكَ " وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ الْبَصْرَةَ، دَخَلَ فِي بَيْتٍ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ فِيهِ كَوَّةً يُنَاوَلُ مِنْهَا طَعَامَهُ

وَشَرَابَهُ؛ اعْتِزَالًا لِلْفِتْنَةِ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ إِنْ خَرَجَ مَعَكِ لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنَ الْأَزْدِ أَحَدٌ فَرَكِبَتْ إِلَيْهِ، فَنَادَتْهُ وَكَلَّمَتْهُ، فَلَمْ يُجِبْهَا، فَقَالَتْ: يَا كَعْبُ، أَلَسْتُ أُمَّكَ، وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ؟ فَكَلَّمَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ. فَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ، وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ، فَنَشَرَهُ، وَمَشَى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَدْعُوهُم إِلَى مَا فِيهِ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ

الأحنف بن قيس واسمه: الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه من بني قراض من باهلة، ولدته وهو أحنف، فقالت وهي ترقصه: والله لولا حنف في رجله ما كان في الحي غلام

§الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَاسْمُهُ: الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ النَّزَّالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي قِرَاضٍ مِنْ بَاهِلَةَ، وَلَدَتْهُ وَهُوَ أَحْنَفُ، فَقَالَتْ وَهِيَ تُرَقِّصُهُ: [البحر الرجز] وَاللَّهِ لَوْلَا حَنَفٌ فِي رِجْلِهِ ... مَا كَانَ فِي الْحَيِّ غُلَامُ مِثْلِهِ وَيُكْنَى الْأَحْنَفُ أَبَا بَحْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي ذَرٍّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّكَ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَمَا أَسْمَعُ إِلَّا حَسَنًا قَالَ: فَإِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ» قَالَ الْأَحْنَفُ: فَمَا شَيْءٌ -[94]- أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ ذَكَر بَنِي تَمِيمٍ، فَذَمَّهُمْ، فَقَامَ الْأَحْنَفُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ائْذَنْ لِي، فَأَتَكَلَّمَ قَالَ: «تَكَلَّمْ» قَالَ: " إِنَّكَ §ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ، فَعَمَمْتَهُمْ بِالذَّمِّ، وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ، فَمِنْهُمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ فَقَالَ: «صَدَقْتَ فَعَفَا» بِقَوْلٍ حَسَنٍ، فَقَامَ الْحُتَاتُ - وَكَانَ يُنَاوِئُهُ - فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ فَقَالَ: «اجْلِسْ، قَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدِكُمُ الْأَحْنَفُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الْأَحْنَفَ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَاحْتَبَسَهُ حَوْلًا كَامِلًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §خَوَّفَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ، وَلَسْتَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ حَوْلًا، فَقَالَ: «يَا أَحْنَفُ، قَدْ §بَلَوْتُكَ وَخَبَرْتُكَ، فَلَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، وَرَأَيْتُ عَلَانِيَتَكَ حَسَنَةً، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلَانِيَتِكَ، فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا هَلَكَ هَذِهِ الْأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ» وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَمَّا بَعْدُ: «فأَدْنِ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، وَشَاوِرْهُ، وَاسْمَعْ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْفَرِ أَنَّ الْأَحْنَفَ اسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ، فَلَمَّا أَتَى فَارِسَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ قَالَ: فَلَمْ يُوقِظْ أَحَدًا مِنْ غِلْمَانِهِ، وَلَا جُنْدِهِ، وَانْطَلَقَ يَطْلُبُ الْمَاءَ قَالَ: فَأَتَى عَلَى شَوْكٍ وَشَجَرٍ حَتَّى سَالَتْ قَدَمَاهُ دَمًا، §فَوَجَدَ الثَّلْجَ قَالَ: فَكَسَّرَهُ، وَاغْتَسَلَ قَالَ: فَقَامَ، فَوَجَدَ عَلَى ثِيَابِهِ نَعْلَيْنِ مَحْذُوَّتَيْنِ جَدِيدَتَيْنِ قَالَ: فَلَبِسَهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ -[95]- مَا عَلِمْنَا بِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الْأَحْنَفِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: «§لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ مَخَافَةُ الْجَوَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، فَتَكَلَّمُوا، وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَكَلَّمْ يَا أَبَا بَحْرٍ. فَقَالَ: «§أَخَافُ اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ، وَأَخَافُكُمْ إِنْ صَدَقْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ: «إِنِّي §لَسْتُ بِحَلِيمٍ، وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِلْأَحْنَفِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْأَحْنَفَ «كَانَ §قَلَّ مَا خَلَا إِلَّا دَعَا بِالْمُصْحَفِ» قَالَ يُونُسُ: «وَكَانَ النَّظَرُ فِي الْمَصَاحِفِ خُلُقًا مِنَ الْأَوَّلِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ غُلَامٍ كَانَ لِلْأَحْنَفِ - اشْتَرَاهُ أَبُوهُ مَنْصُورٌ - قَالَ: كَانَتْ §عَامَّةُ صَلَاةِ الْأَحْنَفِ بِاللَّيْلِ قَالَ: " وَكَانَ يَضَعُ الْمِصْبَاحَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَيَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى الْمِصْبَاحِ، ثُمَّ يَقُولُ: «حَسْ» ثُمَّ يَقُولُ: «يَا أَحْنَفُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ الْأَحْنَفُ فِي سَرِيَّةٍ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] §إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا ... أَنْ تُخْضَبَ الْقَنَاةُ أَوْ تَنْدَقَّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْأَحْنَفِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «إِنَّمَا §لِي سَهْمٌ، وَمَا فِيهِ فَضْلٌ عَنِّي، وَإِنَّمَا لِفَرَسِي سَهْمَانِ، وَمَا فِيهِمَا فَضْلٌ عَنْ فَرَسِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: §إِنَّكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الصِّيَامَ يُضْعِفُكَ فَقَالَ: «إِنِّي أَعُدُّهُ لِشَرٍّ طَوِيلٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَنْتَ أَهْلُ ذَاكَ، وَإِنَّ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا أَهْلُ ذَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ظَبْيَانَ التَّمِيمِيُّ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُخَيَّشِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ يَدْعُوهُ إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: «يَدْعُونِي ابْنُ الزَّرْقَاءِ إِلَى وِلَايَةِ أَهْلِ الشَّامِ، وَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ جَبَلًا مِنْ نَارٍ، مَنْ أَتَانَا مِنْهُمُ احْتَرَقَ فِيهِ، وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَّا احْتَرَقَ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَدِيرٍ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِلْأَحْنَفِ: يَا أَبَا بَحْرٍ، إِنَّ فِيكَ أَنَاةً شَدِيدَةً قَالَ: " قَدْ §عَرَفْتُ مِنْ نَفْسِي عَجَلَةً فِي أُمُورٍ ثَلَاثَةٍ: فِي صَلَاتِي إِذَا حَضَرَتْ حَتَّى أُصَلِّيَهَا، وَجَنَازَتِي إِذَا حَضَرَتْ حَتَّى أُغَيِّبَهَا فِي حُفْرَتِهَا، وَابْنَتِي إِذَا خَطَبَهَا كَفِيؤُهَا حَتَّى أُزَوِّجَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ , أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ «كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْمَقْصُورَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ -[97]- بْنِ قَيْسٍ , أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ «كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الْأَحْنَفِ مُطْرَفَ خَزٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ أَنَّهُ " رَأَى الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ §عَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ، وَمُقَطَّعَةً مِنْ يَمْنَةٍ، وَعِمَامَةٌ مِنْ خَزٍّ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ، وَكَانَ الْأَحْنَفُ صَدِيقًا لِمُصْعَبَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ، وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَيْهَا، فَتُوُفِّيَ الْأَحْنَفُ عِنْدَهُ بِالْكُوفَةِ، فَرُؤِيَ مُصْعَبٌ فِي جَنَازَتِهِ يَمْشِي بِغَيْرِ رِدَاءٍ

أبو عثمان النهدي واسمه: عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن عمران بن حدير، في حديث رواه " أن أبا عثمان

§أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَهْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ «أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُلٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ أَبُو يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ: " §كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعْبُدُ حَجَرًا، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الرِّجَالِ، إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ هَلَكَ، فَالْتَمِسُوهُ " قَالَ: فَخَرَجْنَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ نَطْلُبُ، إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي: إِنَّا قَدْ وَجَدْنَا رَبَّكُمْ أَوْ شَبَهَهُ " قَالَ: «فَجِئْنَا، فَإِذَا حَجَرٌ» قَالَ: «فَنَحَرْنَا عَلَيْهِ الْجُزُرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ -[98]-: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ: رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ: رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: «لَا وَلَكِنِ §اتَّبَعْتُ عُمَرَ حِينَ قَامَ - وَقَدْ صَدَّقَ - إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» أَيْ: أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنَّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: «§صَحِبْتُ سَلْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: «أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ، §وَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلَّا قَدْ أَنْكَرْتُهُ، إِلَّا أَمَلِي، فَإِنِّي أَجِدُهُ كَمَا هُوَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: «§إِنِّي لَأَعْلَمُ حِينَ يَذْكُرُنِي اللَّهُ» فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ؟ فَقَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، فَإِذَا ذَكَرْتُ اللَّهَ ذَكَرَنِي " قَالَ: وَكُنَّا إِذَا دَعَوْنَا اللَّهَ قَالَ: " وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَنَا ثُمَّ يَقُولُ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالُوتَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ شُرَطِيًّا» قَالَ: «يَجِيءُ، فَيَأْخُذُ مِنْ أَصْحَابِ الْكُمَاةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ مِنْ سَاكِنِي الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا دَارٌ لِبَنِي نَهْدٍ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَحَوَّلَ، فَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَقَالَ: «§لَا أَسْكَنُ بَلَدًا قُتِلَ فِيهِ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَرَهُ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ قَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَسَلْمَانَ، وَأُسَامَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَتُوُفِّيَ أَوَّلَ وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الْعِرَاقَ بِالْبَصْرَةِ

أبو الأسود الدؤلي واسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان بن عمرو بن خلس بن يعمر بن نفاتة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان شاعرا متشيعا، وكان ثقة في حديثه إن شاء الله، وكان عبد الله بن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدؤلي،

§أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ وَاسْمُهُ: ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِلْسِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاتَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئِلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَكَانَ شَاعِرًا مُتَشَيِّعًا، وَكَانَ ثِقَةً فِي حَدِيثِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَصْرَةِ اسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ، فَأَقَرَّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ: «إِنَّ §أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أُسَابَّ كُلَّ أَهْوَجَ ذَرِبِ اللِّسَانِ»

زياد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمه، سمية جارية الحارث بن كلدة الثقفي، وكان بعضهم يقول: زياد بن أبيه، وبعضهم يقول: زياد الأمير، وولي البصرة لمعاوية حين ادعاه، وضم إليه الكوفة، فكان يشتو بالبصرة، ويصيف بالكوفة، ويولي على الكوفة إذا

§زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ، سُمَيَّةُ جَارِيَةُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: زِيَادٌ الْأَمِيرُ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ ادَّعَاهُ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَشْتُو بِالْبَصْرَةِ، وَيُصَيِّفُ بِالْكُوفَةِ، وَيُوَلِّي عَلَى الْكُوفَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْهَا عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَيُوَلِّي عَلَى الْبَصْرَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْهَا سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، وَلَمْ يَكُنْ زِيَادٌ مِنَ الْقُرَّاءِ وَلَا الْفُقَهَاءِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ مَعْرُوفًا، وَكَانَ كَاتِبًا لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَرُوِيَتْ عَنْهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كَانَ §نَقْشُ خَاتَمِ زِيَادٍ طَاوُسًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ , أَنَّ مُرَّةَ صَاحِبَ نَهَرِ مُرَّةَ أَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي -[100]- بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ مَوْلَاهُمْ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ إِلَى زِيَادٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَكَتَبَ: مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى زِيَادٍ وَنَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ: لَا أَذْهَبُ بِكِتَابِكَ هَذَا فَيَضُرَّنِي. قَالَ: فَأَتَى عَائِشَةَ، فَكَتَبَتْ لَهُ: «§مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ» قَالَ: فَلَمَّا جَاءَهُ بِالْكِتَابِ قَالَ لَهُ: إِذَا كَانَ غَدًا فَجِئْنِي بِكِتَابِكَ. قَالَ: وَجَمَعَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ، اقْرَأْهُ. قَالَ: فَقَرَأَ: مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: فَقَضَى لَهُ حَاجَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أُتِيَ زِيَادٌ فِي رَجُلٍ تَرَكَ عَمَّةً وَخَالَةً، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ كَيْفَ قَضَى فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِقَضَاءِ عُمَرَ فِيهَا، §جَعَلَ الْخَالَةَ بِمَنْزِلَةِ الْأُخْتِ، وَالْعَمَّةَ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ، فَأَعْطَى الْعَمَّةَ الثُّلُثَيْنِ، وَالْخَالَةَ الثُّلُثَ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رَجُلٌ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ زِيَادٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَفَصْلَ الْخَطَّابِ} [ص: 20] قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: وَوُلِدَ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالطَّائِفِ عَامَ الْفَتْحِ، وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ عَامِلٌ عَلَيْهَا لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ

عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ويكنى أبا محمد، وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية، وسمع من عثمان بن عفان، ومن أبي بن كعب، وحذيفة بن اليمان،

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خُطْبَتَهُ بِالْجَابِيَةِ، وَسَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْ أَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِيهِ، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو خَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بَيْنَهُمْ، وَتَدَاعَتِ الْقَبَائِلُ وَالْعَشَائِرُ، وَأَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ، فَوَلَّوْا

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ صَلَاتَهُمْ وَفَيْئَهُمْ، وَكَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِنَّا قَدْ رَضِينَا بِهِ، فَأَقَرَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَصَعِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْمِنْبَرَ، فَلَمْ يَزَلْ يُبَايِعُ النَّاسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى نَعَسَ، فَجَعَلَ يُبَايِعُهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ مَادًّا يَدَهُ، فَقَالَ سُحَيْمُ بْنُ وُثَيْلٍ الْيَرْبُوعِيُّ: [البحر الطويل] بَايَعْتُ أَيْقَاظًا فَأَوْفَيْتُ بَيْعَتِي ... وَبَبَّهُ قَدْ بَايَعْتُهُ وَهْوَ نَائِمُ فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَامِلًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ حَتَّى عَزَلَهُ، وَاسْتَعْمَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ إِلَى عُمَانَ، فَمَاتَ بِهَا

أبو صفرة العتكي واسمه: ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وكان أبو صفرة من أزد دباء، ودباء فيما بين عمان

§أَبُو صُفْرَةَ الْعَتَكِيُّ وَاسْمُهُ: ظَالِمُ بْنُ سَرَّاقِ بْنِ صُبْحِ بْنِ كِنْدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ وَائِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ العَتِيكِ بْنِ الْأَسَدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَمْرِو مُزَيْقِيَاءَ بْنِ عَامِرِ مَاءِ السَّمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ الْغِطْرِيفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَزْدِ، وَكَانَ أَبُو صُفْرَةَ مِنْ أَزْدِ دَبَاءَ، وَدَبَاءُ فِيمَا بَيْنَ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ، وَقَدْ كَانُوا أَسْلَمُوا، وَقَدِمَ وَفْدُهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ، فَبَعَثَ عَلَيْهِمْ مُصَدِّقًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ الْأَزْدِيُّ مِنْ أَهْلِ دَبَاءَ، وَكَتَبَ لَهُ فَرَائِضَ الصَّدَقَاتِ، فَكَانَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ، وَيَرُدُّهَا عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَدُّوا وَمَنَعُوا الصَّدَقَةَ، فَكَتَبَ حُذَيْفَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِذَلِكَ، فَوَجَّهَ أَبُو بَكْرٍ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ إِلَيْهِمْ، فَالْتَقَوْا فَاقْتَتَلُوا، ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ عِكْرِمَةَ عَلَيْهِمُ الظَّفَرَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وَأَكْثَرَ فِيهِمُ الْقَتْلَ، وَمَضَى فَلُّهُمْ إِلَى حِصْنِ دَبَاءَ، فَتَحَصَّنُوا فِيهِ، وَحَصَرَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي حِصْنِهِمْ، ثُمَّ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْأَزْدِيِّ، فَقَتَلَ

مِائَةً مِنْ أَشْرَافِهِمْ، وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَفِيهِمْ أَبُو صُفْرَةَ - غُلَامٌ لَمْ يَبْلُغْ يَوْمَئِذٍ - فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ قَتَلَهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، قَوْمٌ إِنَّمَا شَحُّوا عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَيَأْبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدَعَهُمْ فَلَمْ يَزَالُوا مَوْقُوفِينَ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: قَدْ أَفْضَى إِلَيَّ هَذَا الْأَمْرُ، فَانْطَلِقُوا إِلَى أَيِّ الْبِلَادِ شِئْتُمْ، فَأَنْتُمْ قَوْمٌ أَحْرَارٌ، لَا فِدْيَةَ عَلَيْكُمْ، فَخَرَجُوا حَتَّى نَزَلُوا الْبَصْرَةَ، وَرَجَعَ بَعْضُهُمْ إِلَى بِلَادِهِ، فَكَانَ أَبُو صُفْرَةَ - وَهُوَ أَبُو الْمُهَلَّبِ - مِمَّنْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَشَرُفَ بِهَا هُوَ وَوَلَدُهُ

أبو العجفاء السلمي واسمه: هرم، روى عن عمر بن الخطاب

§أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيُّ وَاسْمُهُ: هَرِمٌ، رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

السائب بن الأقرع الثقفي روى عن عمر بن الخطاب، وكان قليل الحديث

§السَّائِبُ بْنُ الْأَقْرَعِ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حجير بن الربيع العدوي من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، روى عن عمر، وكان قليل الحديث

§حُجَيْرُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أخوه: حريث بن الربيع العدوي روى عن عمر، وكان قليل الحديث

§أَخُوهُ: حُرَيْثُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الأقرع مؤذن عمر روى عن عمر، أنه دعا الأسقف، فقال: " هل تجدون في كتبكم " روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي

§الْأَقْرَعُ مُؤَذِّنُ عُمَرَ رَوَى عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ دَعَا الْأُسْقُفَّ، فَقَالَ: «هَلْ تَجِدُونَ فِي كُتُبِكُمْ» رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ

ضبة بن محصن العنزي عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، روى عن عمر بن الخطاب، وكان قليل الحديث

§ضَبَّةُ بْنُ مُحْصِنٍ الْعَنَزِيُّ عَنَزَةُ بْنُ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عامر بن عبد الله بن عبد القيس العنبري ويكنى أبا عمرو، ويقال أبا عبد الله، من بني تميم، روى عن عمر

§عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ الْعَنْبَرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَيُقَالُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، «أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ مِنْ عُمَرَ أَلْفَيْنِ، §فَلَا يَمُرُّ بِسَائِلٍ إِلَّا أَعْطَاهُ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ، فَيُلْقِيهِ إِلَيْهِمْ، فَيَعُدُّونَهُ، فَيَجِدُونَهُ سِوًى، لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: أَرَاهُ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ عَطَاؤُهُ - يَعْنِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ - قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا، فَقَسَمَهُ قَالَ: فَحَسَبَ قَالَ: فَزَادَ. قَالَ: فَقَالَ: هَذَا يَزِيدُ، أَرَى الْأَمِيرَ عَرَفَ أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ؛ فَزَادَكَ قَالَ: «§فَأَلَا ظَنَنْتَ بِهِ مَنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنَ الْأَمِيرِ؟» أَوْ قَالَ: «أَحَقُّ مِنَ الْأَمِيرِ» قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: فُلَانَةُ امْرَأَتُكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا، فَإِذَا هِيَ وَلِيدَةٌ لِأَعْرَابِ سُوءٍ، تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ، فَإِذَا جَاءَتْ سَبُّوهَا، وَأَغْلَظُوا لَهَا، وَرَمَوْا -[104]- إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ قَالَ: فَتَذْهَبُ بِأَحَدِهِمَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، فَتُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ قَالَ: وَإِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَغْدُوَ رَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ قَالَ: فَتَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، فَتَدْفَعُهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَيْهِمْ، وَإِذَا هِيَ تَصُومُ، فَتُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا، فَانْتَهَتْ إِلَى مَكَانٍ صَالِحٍ، فَتَرَكَتْ غَنَمَهَا فِيهِ، وَقَامَتْ تُصَلِّي، فَقَالَ: «أَخْبِرِينِي، أَلَكِ حَاجَةٌ؟» قَالَتْ: لَا فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَكُونَانِ كَفَنِي قَالَ: «لِمَ يَسُبُّونَكِ؟» قَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو فِي هَذَا الْأَجْرَ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «لِمَ تَسُبُّونَ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ؟» قَالُوا: نَخَافُ أَنْ تَفْسُدَ عَلَيْنَا قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ أُخْرَى لَيْسَ مِثْلَهَا لَمْ يَسُبُّوُهَا قَالَ: «تَبِيعُونَهَا؟» قَالُوا: لَوْ أَعْطَيْتَنَا بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ مَا بِعْنَاهَا. قَالَ: فَذَهَبَ، فَجَاءَ بِثَوْبَيْنِ، وَصَادَفَهَا حِينَ مَاتَتْ، فَقَالَ: «وَلُّونِيهَا» قَالُوا: نَعَمْ فَدَفَنَهَا، وَصَلَّى عَلَيْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ، فَإِذَا ذِمِّيُّ يُظْلَمُ قَالَ: فَأَلْقَى عَامِرٌ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَالَ: «§أَلَا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ؟ فَاسْتَنْقَذَهُ»

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عَرَفَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَامِرًا ذَكَرَ مَكَانًا عِنْدَ الرَّحَبَةِ عِنْدَ الْمَكَانِ بَيْنَ. . . قَالَ: مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قَدْ أُخِذَ، فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ، فَأَبَوْا، فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ، فَأَبَوْا قَالَ: " كَذَبْتُمْ، وَاللَّهِ §لَا تَظْلِمُونَ ذِمَّةَ اللَّهِ الْيَوْمَ - أَوْ قَالَ: ذِمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - وَأَنَا شَاهِدٌ " فَنَزَلَ، فَيُخَلِّصُهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ عَامِرًا لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ، وَلَا السَّمْنَ، وَلَا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ، وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَلَا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ، وَيَقُولُ: إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ، أَوْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ قَالَ: «أَمَّا إِنَّا إِذَا اشْتَهَيْنَا أَمَرْنَا بِالشَّاةِ، فَذُبِحَتْ، فَأَكَلْنَا -[105]- مِنْ لَحْمِهَا، أَحْدَثَ هَؤُلَاءِ شَيْئًا، لَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَأَمَّا السَّمْنُ فَإِنِّي آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا» - وَضَرَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ نَحْوَ الْبَادِيَةِ - وَقَالَ: " لَا آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا - يَعْنِي الْجَبَلَ - وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ، فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ، ثُمَّ أَخْتَارُ الصَّلَاةَ بَعْدُ هَاهُنَا، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَإِنَّمَا لِي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ، فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَنِي، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي زَعَمْتُ أَنِّي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ، فَلَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ، إِنَّمَا قُلْتُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الصَّبَّاحُ بْنُ أَبِي عَبْدَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ كَانَ صَدُوقًا، فَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمُهُ - قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرًا فِي غَزَاةٍ، فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ غَيْضَةٍ، فَجَمَعَ مَتَاعَهُ، وَطَوَّلَ لِفَرَسِهِ، وَطَرَحَ لَهُ قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ الْغَيْضَةَ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ اللَّيْلَةَ قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَابِيَةٍ، فَجَعَلَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ فِي الدُّعَاءِ، فَكَانَ فِيمَا يَدْعُو: «اللَّهُمَّ سَأَلْتُكَ ثَلَاثًا، فَأَعْطَيْتَنِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعْتَنِي وَاحِدَةً، اللَّهُمَّ فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أعَبُدَكَ كَمَا أُحِبُّ، وَكَمَا أُرِيدُ» وَانْفَجَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَرَآنِي، فَقَالَ: «أَلَا أَرَاكَ كُنْتَ تُرَاعِينِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ لَهَمَمْتُ بِكَ - وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيَّ - وَلَهَمَمْتُ وَفَعَلْتُ» قُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ، وَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِهَذِهِ الثَّلَاثِ الَّتِي سَأَلْتَهَا رَبَّكَ، أَوْ لَأُخْبِرَنَّ بِمَا تَكْرَهُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ اللَّيْلَةَ قَالَ: «وَيْلَكَ، لَا تَفْعَلْ» قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ فَلَمَّا رَآنِي أَنِّي غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: «فَلَا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا» قَالَ: قُلْتُ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِك قَالَ: «إِنِّي §سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي حُبَّ النِّسَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفُ عَلَيَّ فِي دِينِي مِنْهُنَّ، فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ، أَمْ جِدَارًا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا أَخَافَ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَوَاللَّهِ مَا أَخَافُ أَحَدًا غَيْرَهُ، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي النَّوْمَ حَتَّى أَعْبُدَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا أُرِيدُ، فَمَنَعَنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ -[106]-: سَأَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ، فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ، §وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ، فَكَانَ لَا يُبَالِي أَذَكَرًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ "، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ قَالَ: وَكَانَ إِذَا غَزَا، فَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْأَجَمَةَ نَخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الْأَسَدَ. قَالَ: «إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَامِرٌ: «§لَحَرْفٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أُعْطَاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: " أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، فَإِنَّهُ قَالَ: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: «وَاللَّهِ §لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا» . قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللُّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ النَّصْرِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ قَالَ: فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ، §لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَا تَنَالُ الْأَرْضُ مِنْ زُهْمِهِ إِلَّا الْيَسِيرَ» يَعْنِي مِنْ وَدَكِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ شَيْخٍ - أَحْسِبُهُ سُكَيْنًا الْهَجَرِيَّ - قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ §إِذَا مَرَّ بِالْفَاكِهَةِ قَالَ: «مَقْطُوعَةٌ مَمْنُوعَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَا: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ عَفَّانُ لِابْنَيْ عَمٍّ لَهُ: قَالَ عَمْرٌو لِابْنَيْ أَخٍ لَهُ: «§فَوِّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللَّهِ تَسْتَرِيحَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ -[107]-، فَصَبَّهُ فِي يَدِهِ - كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ - وَمَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ: {§وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} [المؤمنون: 20] قَالَ: «فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ، وَبَيْنَ رَجُلٍ مُحَاوَرَةٌ فِي شَيْءٍ قَالَ: فَعَيَّرَهُ عَامِرٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِي أُمِّهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا كُنَّا نَرَاكَ تُحْسِنُ هَذَا فَقَالَ: «§كَمْ مِنْ شَيْءٍ تَرَوْنَ أَنِّي لَا أُحْسِنُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ يُحَدِّثُ , عَنْ سَهْمِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَتَيْت عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ شُعْبَةُ: وَبَعْضُهُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: عَبْدَ قَيْسٍ - فَقَعَدْتُ عَلَى بَابِهِ، فَخَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْتُ: §إِنِّي أَرَى الْغُسْلَ يُعْجِبُكَ قَالَ: «رُبَّمَا اغْتَسَلْتُ» فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: الْحَدِيثُ قَالَ: «وَعَهِدْتَنِي أُحِبُّ الْحَدِيثَ؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: §أَلَا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: «مَا عِنْدِي مِنْ نَشَاطٍ، وَمَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ، فَمَا أَغِرُّ امْرَأَةً مَسْلَمَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ، فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38] ؟ . قَالَ: " §أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] ؟ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ §مَا لَكَ لَا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: «مَا تَرَكْتُهُنَّ، وَإِنِّي لَذَائِبُ الْخِطْبَةِ» قَالَ: «وَمَا لَكَ لَا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟» قَالَ: «إِنَّا بِأَرْضٍ بِهَا مَجُوسٌ -[108]-، فَمَا شَهِدَ شَاهِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أَكَلْتُهُ» قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَ الْأُمَرَاءَ؟ قَالَ: «لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلَّابُ الْحَاجَاتِ، فَادْعُوهُمْ، فَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ، وَدَعُوا مَنْ لَا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ - وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ - فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرًا مِنْكَ، فَيَسْكُتُ، وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ أَنَ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ، فَقَالَ: أَنْت الَّذِي قِيلَ لَكَ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ، فَسَكَتَّ؟ قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلَّا تَعَجُّبًا، §لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ، إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَتَى مَا تَكُنْ لِي امْرَأَةٌ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ، وَمَتَى مَا يَكُونُ وَلَدٌ يَشْعَبُ الدُّنْيَا قَلْبِي، فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ» فَأَجْلَاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ، فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ، فَلَا تَرَاهُ إِلَى بَعْدَ الْغُمَّةِ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامِهِ، فَلَا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ، وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرَةٍ يَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ، ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَلَا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ، وَآخِرَ خَارِجٍ، وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ، وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ، فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ الْكِتَابُ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آمُرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ فَقَالَ: «إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا، فَقَدْ غَلَبَنِي، فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشَرَةً؟» قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ: «إِنَّ لِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً، وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فَضْلِ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ، وَآخِرَ خَارِجٍ قَالَ: «لَا إِرْبَ لِي فِي ذَلِكَ» -[109]- قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ , عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْك يَرْكَبُهَا عُقْبَةً، وَيَحْمِلُ الْمُجَاهِدِينَ عُقْبَةً

قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلَالٌ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِيًا وَقَفَ يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ، فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُوَافِقْهُ قَالَ: «يَا هَؤُلَاءِ، إِنِّي أُرِيدَ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلَاثَ خِلَالٍ» فَيَقُولُونَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: «§أَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، لَا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ، وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لَا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْأَذَانَ، وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي» فَإِذَا قَالُوا نَعَمْ، انْضَمَّ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ مِنْهُم شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَبِعَهُ إِخْوَانُهُ، فَكَانَ يَظْهَرُ الْمُرْتَدُّ فَقَالَ: «إِنِّي دَاعٍ فَآمِنُوا» قَالُوا: هَاتِ، فَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا مِنْكَ قَالَ: «§اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي، وَكَذَبَ عَلَيَّ، وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي، وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي، اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَصِحَّ جِسْمَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا قَالَ: فَأَتَيْتُهَا، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَإِنْ أَرَدْتَهُ، فَتَحَيَّنْهُ فِي وَقْتِ فُطُورِهِ يَعْنِي إِفْطَارَهُ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالْأَمْسِ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، وَمَنْ بَقِيَ، وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ قَالَ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا قَالَ: «وَمَا هُوَ؟» قَالَ: غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالْأَمْسِ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا، فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ» قَالَ: وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، وَمَنْ بَقِيَ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ " قَالَ: «مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ، وَمَنْ

لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ» قَالَ: وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ قَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ §كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الْأُمَرَاءِ، وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ، أَوْ جُشُوبَةٌ» قَالَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ، وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ، وَكَعْبٌ يَقْرَأُ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ، فَسَّرَهُ لَهُ، فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: لَا قَالَ: هَذِهِ الرِّشْوَةُ، أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ، وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبٌ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: «§هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: «§لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ، فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالِانْصِرَافِ، فَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ، وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ، فَكَانَ فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ، وَعَامِرٌ، وَكَانَ فِيمَنِ انْحَازَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ وَاصِلًا ذَكَرَ أَنَّ عَامِرًا غَزَا مَعَ النَّاسِ، فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَنْزِلًا، وَانْطَلَقَ عَامِرٌ فَنَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ، وَقَالَ لِرَجُلٍ خِلَالِيٍّ بِبَابِ الْكَنِيسَةِ: فَلَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ، قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنَّ الْأَمِيرَ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: فَأَذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ، فَلَمَّا دَخَلَ - وَكَانَ قَرِيبًا - قَالَ لَهُ عَامِرٌ: «أَنْشُدُكَ اللَّهَ، §أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُرَغِّبَنِي فِي دُنْيَا، أَوْ تُزَهِّدَنِي فِي آخِرَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ الْعَنْبَرِيُّ فِي جَيْشٍ، فَأَصَابُوا جَارِيَةً مِنْ عُظَمَاءِ الْعَدُوِّ قَالَ: فَوُصِفَتْ لِعَامِرٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§هَبُوهَا لِي، فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ» فَفَعَلُوا، وَفَرِحُوا بِذَلِكَ، فَجَاؤُوا بِهَا، فَقَالَ: «اذْهَبِي، فَأَنْتِ حُرَّةٌ -[111]- لِوَجْهِ اللَّهِ» قَالُوا: يَا عَامِرُ، وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ أَنْ يُعْتَقَ بِهَا كَذَا وَكَذَا لَأُعْتِقَتْ قَالَ: «أَنَا أُحَاسِبُ رَبِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ " أَنَّ رَجُلًا رَأَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي فَقَالَ: §يَسْتَغْفِرُ لَكَ عَامِرٌ قَالَ: فَأَتَيْتَ عَامِرًا، فَحَدَّثْتُهُ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَوْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ مَنْ أَوْفَدْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ قَرَّائِنَا؟ قَالَ: «§يُثْنُونَ، وَيَتَقَفَّعُونَ، يَدْخُلُونَ بِالْكَذِبِ، وَيَخْرُجُونَ بِالْغِشِّ، غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ رَجُلُ نَفْسِهِ» قُلْنَا: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَامِرٌ الْخُرُوجَ أَتَى مُطَرِّفًا؛ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. فَقَالَتْ: عَامِرٌ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِخَادِمِهِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. قَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا رَدَّكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا رَدَّنِي إِلَّا حُبُّكَ» فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَوَدَّعَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالُ مُطَرِّفٌ لِخَادِمِهِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. قَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حُضِرَ جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «§مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَعَلَى قِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: " §الدُّنْيَا أَرْبَعُ خِصَالٍ: النَّوْمُ، وَالْمَالُ، وَالنِّسَاءُ، وَالطَّعَامُ، فَأَمَّا اثْنَتَانِ، فَقَدْ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنْهُمَا، أَمَّا الْمَالُ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا، وَلَا أَجِدُ بُدًّا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا، وَاللَّهِ لَأَضْرِبُ بِهِمَا جُهْدِي " قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ جَعَلَهُ نَهَارًا قَامَ، وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ جَعَلَهُ لَيْلًا صَامَ وَنَامَ

أبو العالية الرياحي واسمه رفيع، أعتقته امرأة من بني رياح سائبة

§أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ وَاسْمُهُ رُفَيْعٌ، أَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ سَائِبَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: " اشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ، فَأَرَادَتْ أَنْ تُعْتِقَنِي، فَقَالَ لَهَا بَنُو عَمِّهَا: تُعْتِقِينَهُ، فَيَذْهَبُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَيَنْقَطِعُ " قَالَ: " فَأَتَتْ بِي مَكَانًا فِي الْمَسْجِدِ لَوْ شِئْتَ أَقَمْتُكَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: أَنْتَ سَائِبَةٌ " قَالَ: §فَأَوْصَى أَبُو الْعَالِيَةِ بِمَالِهِ كُلِّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «§مَا تَرَكْتُ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، أَوْ مَالٍ فَثُلُثُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَثُلُثُهُ فِي أَهْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَثُلُثُهُ فِي فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَعْطُوا حَقَّ امْرَأَتِي» قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَسَعُكَ هَذَا، فَأَيْنَ مَوَالِيكَ؟ قَالَ: " سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثِي: إِنِّي كُنْتُ مَمْلُوكًا لِأَعْرَابِيَّةٍ مُذْكَرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَتْنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَتْ: أَيْنَ نَنْطَلِقُ يَا لُكَعُ؟ قُلْتُ: أَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ: أَيُّ الْمَسَاجِدِ؟ قُلْتُ: الْمَسْجِدُ الْجَامِعُ قَالَتْ: انْطَلِقْ يَا لُكَعُ قَالَ: فَذَهَبْتُ أَتْبَعُهَا حَتَّى دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ، فَوَافَقْنَا الْإِمَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَبَضَتْ عَلَى يَدِي، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ -[113]- اذْخَرَهُ عِنْدَكَ ذَخِيرَةً، اشْهَدُوا يَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ، إِنَّهُ سَائِبَةٌ لِلَّهِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ سَبِيلٌ إِلَّا سَبِيلَ مَعْرُوفٍ " قَالَ: «فَتَرَكَتْنِي، وَذَهَبَتْ» قَالَ: «فَمَا تَرَاءَيْنَا بَعْدُ» ، قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ وَالسَّائِبَةُ يَضَعُ نَفْسَهُ حَيْثُ يَشَاءُ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: " §كُنَّا عَبِيدًا مَمْلُوكِينَ، مِنَّا مَنْ يُؤَدِّي الضَّرَائِبَ، وَمِنَّا مَنْ يَخْدُمُ أَهْلَهُ، فَكُنَّا نَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ مَرَّةً، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا، فَجَعَلْنَا نَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَتَيْنِ مَرَّةً، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا، فَجَعَلْنَا نَخْتِمُ كُلَّ ثَلَاثِ لَيَالٍ مَرَّةً، فَشَقَّ عَلَيْنَا حَتَّى شَكَا بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَلَقِيَنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَلَّمُونَا أَنْ نَخْتِمَ كُلَّ جُمُعَةٍ - أَوْ قَالَ: كُلَّ سَبْعٍ - فَصَلَّيْنَا وَنِمْنَا، وَلَمْ يَشُقَّ عَلَيْنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: " §قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ بِعَشْرِ سِنِينَ، فَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِنِعْمَتَيْنِ، لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا أَفْضَلَ: أَنْ هَدَانِيَ لِلْإِسْلَامِ، أَمْ لَمْ يَجْعَلَنِي حَرُورِيًّا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: «§كُنْتُ مَمْلُوكًا أَخْدُمُ أَهْلِي، فَتَعَلَّمْتُ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا، وَالْكِتَابَةَ الْعَرَبِيَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «§كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ نَرْضَ حَتَّى رَكِبْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ قَالَ: أَكْثَرُ مَا سَمِعْتُ مِنْ عُمَرَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ عَافِنَا، وَاعْفُ عَنَّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: أَعْتَقَ أَبُو الْعَالِيَةِ غُلَامًا لَهُ، فَكَتَبَ: «§هَذَا مَا أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَعْتَقَ غُلَامًا شَابًّا -[114]- سَائِبَةً لِوَجْهِ اللَّهِ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ سَبِيلٌ إِلَّا السَّبِيلَ الْمَعْرُوفَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ قَالَ: «§مَا مَسِسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُذْ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: " §مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ عَلَيَّ: أَنْ هَدَانِيَ لِلْإِسْلَامِ، أَوْ لَمْ يَجْعَلَنِي حَرُورِيًّا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: " §مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ عَلَيَّ أَفْضَلُ: إِذْ أَنْقَذَنِي اللَّهُ مِنَ الشَّرِّ، وَهَدَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ، أَوْ نِعْمَةٌ إِذْ أَنْقَذَنِي مِنَ الْحَرُورِيَّةِ "

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: «لَمَّا كَانَ زَمَنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي لَشَابٌّ , §الْقِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَإِذَا صَفَّانِ لَا يُرَى طَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلَاءِ كَبَّرَ هَؤُلَاءِ، وَإِذَا هَلَكَ هَؤُلَاءِ هَلَكَ هَؤُلَاءِ» قَالَ: «فَرَاجَعْتُ نَفْسِي» ، فَقُلْتُ: «أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَنْزِلُهُ كَافِرًا، وَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَنْزِلُهُ مُؤْمِنًا؟ أَوَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا؟ فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ وَتَرَكْتُهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، فَنَاوَلَنِي يَدَهُ حَتَّى اسْتَوَيْتُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: إِنَّهُ مَوْلًى قَالَ: وَعَلَيَّ قَمِيصٌ وَرِدَاءٌ، وَعِمَامَةٌ بِخَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: «كُنْتُ §أَشْتَرِي كِرْبَاسَةً رَازِيَّةً بِاثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَأَجْعَلُ مِنْهَا قَمِيصًا وَعِمَامَةً، وَكَانَ يُجْزِينِي إِزَارَ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ أَلْبَسُهُ تَحْتَ الْقَمِيصِ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَسْتَجِيدُ الرِّدَاءَ يَبْلُغُ الْعِشْرِينَ وَالثَّلَاثِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ -[115]- عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ سَرَاوِيلَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَكَ وَلِلسَّرَاوِيلِ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «§هُوَ مِنْ ثِيَابِ الرِّجَالِ، وَهُوَ لَسِتْرٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: «§لَوْ مَرَرْتُ بِبَابِ صَرَّافً، أَوْ عَشَّارٍ مَا شَرِبْتُ مِنْ مَائِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يَجِيءُ، فَيَقُولُ: «§أَطْعِمُونَا مِنْ طَعَامِ الْبَيْتِ، وَلَا تَكَلَّفُوا أَنْ تَشْتَرُوا لَنَا شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: " §زَارَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ صُوفٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا زِيُّ الرُّهْبَانِ، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا تَزَاوَرُوا تَجَمَّلُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُهَاجِرُ أَبُو مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «§صَلَّيْتُ أَوَّلَ يَوْمِ فَعْلَةِ الْحَجَّاجِ - يَعْنِي بِآخِرِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ - قَاعِدًا تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَعَمَّاهُ اللَّهُ عَنِّي، وَلَقَدْ صَلَّيْتُ خَلْفَهُ حَتَّى لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ، وَلَقَدْ تَرَكْتُ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ حَتَّى لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: " §إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّجُلَ يَقُولُ: إِنِّي أُحِبُّ فِي اللَّهِ، وَأُبْغِضُ فِي اللَّهِ فَلَا تَقْتَدُوا بِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْعَالِيَةِ قَاعِدًا إِذْ جَاءَ غُلَامٌ لَهُ بِمِنْدِيلِ قَنْدٍ سُكَّرٍ مَخْتُومٍ، فَفَضَّ الْخَاتَمَ، وَأَعْطَاهُ عَشْرَ سُكَّرَاتٍ، وَقَالَ: «لَوْ خَانَنِي لَمْ يَخُنِّي بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا، §أُمِرْنَا أَنْ نَخْتِمَ عَلَى الرَّسُولِ وَالْخَادِمِ؛ لِكَيْ لَا نَظُنَّ بِهِمْ ظَنًّا سَيِّئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «اشْتَرَيْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ غُلَامًا، §فَلَمْ يَشْتَرِهِ حَتَّى اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَبُو الْعَالِيَةِ أَنْ يَزِيدَ فِي ضَرِيبَتِهِ دِرْهَمَيْنِ، فَفَعَلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: «كُنَّا نَرَى مِنْ §أَعْظَمِ الذَّنْبِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ يَنَامُ حَتَّى يَنْسَاهُ، لَا يَقْرَأُ مِنْهُ شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ، فَقَرَّبَ إِلَيَّ طَعَامًا فِيهِ بَقْلٌ، فَقَالَ: «كُلْ، فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنَ الْبَقْلِ الَّذِي نَخَافُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ، هَذَا أَرْسَلَ بِهِ أَخِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ بُسْتَانِهِ» قُلْتُ: وَمَا شَأْنُ الْبَقْلِ؟ فَقَالَ: «إِنَّ §الْبَقْلَ يَنْبُتُ فِي مَنْبَتٍ خَبِيثٍ، تَعْلَمُ مَا هُوَ؟» قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الْخُرْءُ وَالْبَوْلُ وَالْحَائِضُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: أَعْتَقَ أَبُو الْعَالِيَةِ جَارِيَةً لَهُ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا قَالَ: فَسَأَلْتُهَا كَيْفَ كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ؟ قَالَتْ: «كَانَ §يُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ قَفِيزًا، وَعَنَّا مَكُّوكَيْنِ مَكُّوكَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ §يَبْعَثُ بِصَدَقَةِ مَالِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُدْفَعُ إِلَى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَيَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: كَانَ §كَفَنُ أَبِي الْعَالِيَةِ عِنْدَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَمِيصٌ مَكْفُوفٌ مَزْرُورٌ، «وَكَانَ يَلْبَسْهُ كُلَّ لَيْلَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَمِنَ الْغَدِ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ يَرُدُّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ §يَسْجُدُ عَلَى وِسَادَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى فِرَاشٍ وَهُوَ مَرِيضٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: شَهِدْت أَبَا الْعَالِيَةِ أَوْصَى فِي مَرَضِهِ، وَكَانَتْ لَهُ دَرَاهِمُ عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ، فَقَالَ: «§اشْتَرُوا بِهَا جَزِيرَةً، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَدَعَهَا دَرَاهِمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§أَوْصَى -[117]- أَبُو الْعَالِيَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَهُوَ صَحِيحٌ، وَوَقَّتَ فِيهَا أَجَلًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْأَجَلُ كَانَ فَمَا أَوْصَى بِهِ إِنْ شَاءَ أَمْضَاهُ، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: «§كَانَتْ لِأَبِي الْعَالِيَةِ كُمَّةٌ مُبَطَّنَةٌ بِجُلُودِ الثَّعَالِبِ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى جَعَلَهَا فِي كُمِّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ أَنَّ أَبَا الْعَالِيَةِ «§أَوْصَى مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ أَنْ تَجْعَلَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَةً أَوْ جَرِيدَتَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ أَنَّ أَبَا الْعَالِيَةِ «أَوْصَى إِلَى مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، §وَأَمَرَهُ أَنْ يَضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَيْنِ» قَالَ مُوَرِّقٌ: «وَأَوْصَى بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ أَنْ تُوضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ، وَمَاتَ بِأَدْنَى خُرَاسَانَ، فَلَمْ تُوجَدَا إِلَّا فِي جَوَالِقِ حَمَّارٍ، فَلَمَّا وَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَضَعُوهُمَا فِي قَبْرِهِ» قَالَ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ «أَنَّ أَبَا الْعَالِيَةِ مَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ» قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: «قَدْ أَدْرَكَ رُفَيْعٌ عَلِيًّا، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «قَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ»

أبو أمية مولى عمر بن الخطاب كتابة، واسمه عبد الرحمن، وهو جد المبارك بن فضالة بن أبي أمية

§أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كِتَابَةً، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ جَدُّ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ غُلَامًا لِعُمَرَ - -[118]- قَالَ: §كَاتَبَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَوَاقٍ قَدْ سَمَّاهَا، وَنَجَّمَهَا عَلَيَّ نُجُومًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابِ أَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ، فَاسْتَقْرَضَ مِنْهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، فَقُلْتُ لَهُ: خُذْهَا مِنْ نُجُومِي، فَأَبَى، فَمَكَثْتُ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمِرْطٍ، فَقُلْتُ: اتَّخِذْ هَذَا فِرَاشًا، فَأَبَى وَقَالَ: «اسْتَعِنْ بِهِ فِي نُجُومِكَ» فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي إِلَى عُمَّالِهِ، فَأَبَى وَقَالَ: «انْطَلِقْ، يَسَعُكَ مَا يَسَعُ النَّاسَ» قَالَ: فَجِئْتُ، فَحَدَّثْتُ عِكْرِمَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ قَالَ: فَحَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَاتَبَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَاسْتَقْرَضَ مِنْ حَفْصَةَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِهِ، فَأَعَانَنِي بِهَا» قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِكْرِمَةَ، فَقَالَ: هُوَ قَوْلُهُ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قَالَ: زُعِمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَاتَبَ غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَيَّةَ، فَلَمَّا حَلَّ النَّجْمُ أَتَاهُ بِهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا أُمَيَّةَ، §خُذْ هَذَا النَّجْمَ، فَاسْتَنْفِعْ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لَا آتِيَ عَلَى نُجُومِكَ» فَأَخَذَ أَبُو أُمَيَّةَ النَّجْمَ، وَتَلَا عُمَرُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33] " وَزَعَمَ عِكْرِمَةُ أَنَّهُ أَوَّلُ نَجْمٍ أُدِّيَ فِي الْإِسْلَامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْجَحْدَرِيُّ، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، وَحَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ جَابَانَ، عَنْ عَمِّي، عَنْ جَدِّي قَالَ: §سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمُكَاتَبَةَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «كَمْ تَعْرِضُ؟» قُلْتُ: أَعْرِضُ مِائَةَ أُوقِيَّةٍ، قَالَ: " فَمَا اسْتَزَادَنِي، وَكَاتَبَنِي عَلَيْهَا، وَأَرَادَ أَنْ يُعَجِّلَ لِي مِنْ مَالِهِ طَائِفَةً، قَالَ: وَلَيْسَ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ مَالٌ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: «إِنِّي -[119]- كَاتَبْتُ غُلَامِي، وَأُرِيدُ أَنْ أُعَجِّلَ لَهُ مِنْ مَالِي طَائِفَةً، فَأَرْسِلِي إِلَيَّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَنَا شَيْءٌ» ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا إِلَيْهِ قَالَ: فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِيَمِينِهِ، قَالَ: فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: " {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33] ، فَخُذْهَا، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا "، قَالَ: فَبَارَكَ اللَّهُ لِي فِيهَا، عُتِقْتُ مِنْهَا، وَأَصَبْتُ مِنْهَا الْمَالَ الْكَثِيرَ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي إِلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: «أَمَّا إِذْ كَاتَبْتُكَ، فَانْطَلِقْ حَيْثُ شِئْتَ» ، قَالَ: فَقَالَ لِي نَاسٌ كَاتَبُوا مَوَالِيَهُمْ: كَلِّمْ لَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكْتُبَ لَنَا كِتَابًا إِلَى أَمِيرِ الْعِرَاقِ نُكْرَمْ بِهِ، قَالَ: وَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يُوَافِقُهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اكْتُبْ لَنَا كِتَابًا إِلَى عَامِلِكَ بِالْعِرَاقِ نُكْرَمْ بِهِ، قَالَ: فَغَضِبَ وَانْتَهَرَنِي، وَلَا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سُبَّةً قَطُّ، وَلَا انْتَهَرَنِي قَطُّ قَبْلَهَا، فَقَالَ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَظْلِمَ النَّاسَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسَعُكَ مَا يَسَعُهُمْ» قَالَ: فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ، فَأَصَبْتُ مَالًا، وَرَبِحْتُ رِبْحًا كَثِيرًا. قَالَ: فَأَهْدَيْتُ لَهُ طُنْفُسَةً وَنَمَطًا، قَالَ: فَجَعَلَ يُطَايِبُنِي وَيَقُولُ: «إِنَّ ذَا لَحَسَنٌ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هِيَ هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ، قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ مُكَاتَبَتِكَ شَيْءٌ، فَبِعْ هَذَا، وَاسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتِكَ» ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ

سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاري كتابة، روى عن عمر بن الخطاب

§سِيرِينُ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ كِتَابَةً، رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، " أَنَّ: §كُنْيَةَ سِيرِينَ: أَبُو عَمْرَةَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " §أَرَادَنِي سِيرِينُ عَلَى الْمُكَاتَبَةِ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَأَتَى -[120]- عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ عُمَرُ، فَقَالَ: كَاتِبْهُ، فَكَاتَبْتُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ سِيرِينُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْكِتَابَةَ، فَأَبَى أَنَسٌ، فَرَفَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: §بَلَى، كَاتِبُوهُمْ، فَكَاتَبَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «§كَاتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَبِي عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَأَدَّاهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا: «هَذَا مَا §كَاتَبَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، وَغُلَامَيْنِ يَعْمَلَانِ عَمَلَهُ، وَكَانَ قَيْنًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مُكَاتَبَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ سِيرِينَ، الصَّكُّ فِي صَحِيفَةٍ حَمْرَاءَ عِنْدَنَا: «هَذَا §مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ، هَكَذَا فِي الْكِتَابِ كَاتَبَهُ عَلَى عَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَعَشَرَةِ وُصَفَاءَ، فِي كُلِّ سَنَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَوَصِيفٌ» قَالَ بَكَّارٌ: الطِّينَةُ الَّتِي فِيهَا الْخَاتَمُ وَسَطَ الصَّحِيفَةِ، وَالْكِتَابُ حَوْلَهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَاتَبَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَكُنْتُ فِيمَنْ فَتَحَ تُسْتَرَ، فَاشْتَرَيْتُ رِثَّةً، فَرَبِحْتُ فِيهَا، فَأَتَيْتُ أَنَسًا بِجَمِيعِ مُكَاتَبَتِي، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ إِلَّا نُجُومًا، فَأَتَيْت عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْت ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ؟» - وَقَدْ كَانَ رَآنِي وَمَعِي أَثْوَابٌ، فَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ - قُلْتُ: نَعَمْ، أَرَادَ أَنَسٌ الْمِيرَاثَ، قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ لِي إِلَى أَنَسٍ أَنِ اقْبَلْهَا مِنَ الرَّجُلِ، فَقَبِلَهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَتَبَ سِيرِينُ -[121]- إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ سِيرِينَ ظَالِعٌ، وَكُنَّ عِنْدَهُ ثَلَاثُ نِسْوَةٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ «أَنِ §اقْدَمْ عَلَيَّ الْمَدِينَةَ حَتَّى أُزَوِّجَكَ بِنْتَ أَخِي الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنَّهَا عِنْدِي» قَالَ: فَقَالَ لِابْنَتِهِ حَفْصَةَ: يَا بُنَيَّةُ، مَا تَرَيْنَ فِيمَا كَتَبَ بِهِ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَتْ: يَا أَبَتِ، أَجِبْهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَزِيدُكَ شَرَفًا إِلَى شَرَفِكَ، قَالَ: وَأُمُّهَا قَاعِدَةٌ قَالَ: فَقَصَعَتْهَا أُمُّهَا، وَقَالَتْ لَهَا: لَا أَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَكِ، تَقُولِينَ لِأَبِيكِ هَذَا؟

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَفْصَةَ قَالَتْ: «لَمَّا بَنَى عَلَيَّ سِيرِينُ دَعَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَكَانَ فِيمَنْ دَعَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، §فَأَتَاهُمْ وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَعَا لَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَاهُ سِيرِينَ أَوْلَمَ بِالْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَدَعَوْا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَدَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، §فَأَجَابَهُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَسَمَّتَ عَلَيْهِمْ، وَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §وُلِدَ لِسِيرِينَ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ وَلَدًا مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ: مِنْ أَيْنَ كَانَ أَصْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؟ فَقَالَ: مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَكَانَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ جَرْجَرَايَا، وَأَحْسِبُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ قَدْ وَهِمَ، إِنَّمَا كَانَتْ لَهُمْ أَرْضٌ بِجَرْجَرَايَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: " أَنَّ سِيرِينَ §اشْتَرَى هَذِهِ الْأَرْضَ بِرُسْتَاقِ جَرْجَرَايَا، وَصَارَتْ فِي يَدَيْ مُحَمَّدٍ، وَفِي يَدَيْ أَخِيهِ يَحْيَى، فَأَخَذَ بِخَرَاجِهَا، وَكَانَ فِيهَا كَرْمٌ، فَأَرَادُوا أَنْ يَعْصِرُوهُ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا تَعْصِرُوهُ، بِيعُوهُ رَطْبًا. قَالُوا: لَا يُنْفِقُ عَنَّا، قَالَ: فَاجْعَلُوهُ زَبِيبًا، قَالُوا: لَا يَجِيءُ مِنْهُ الزَّبِيبُ فَضَرَبَ الْكَرْمَ، وَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ وَانْحَدَرَ قَالُوا: وَكَانَ سِيرِينُ مَعْرُوفًا، وَرَوَى شَيْئًا يَسِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَقَالَ -[122]- بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: " رَأَيْتُ مَجْلِسَ سِيرِينَ الَّذِي بَنَاهُ بِجُذُوعٍ، بِعْتُ أَنَا مِنْهَا أَرْبَعِينَ جِذْعًا، كُلُّ جِذْعٍ بِدِينَارٍ

أرطبان مولى عبد الله بن درة بن سراق المزني وهو جد عبد الله بن عون بن أرطبان، روى عن عمر بن الخطاب

§أَرْطَبَانُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دُرَّةَ بْنِ سَرَّاقِ الْمُزَنِيُّ وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنِ بْنِ أَرْطَبَانَ، رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَرْطَبَانَ قَالَ: لَمَّا عُتِقْتُ اكْتَسَبْتُ مَالًا، فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِزَكَاتِهِ، فَقَالَ لِي: «مَا هَذَا؟» فَقُلْتُ: زَكَاةُ مَالِي، فَقَالَ: «وَلَكَ مَالٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: «§بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ» ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي وَلَدِي قَالَ: «وَلَكَ وَلَدٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَكُونُ. قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ»

أبو رافع الصائغ وهو من أهل المدينة، وتحول إلى البصرة، فروى عنه أهلها، ولم يرو عنه أهل المدينة شيئا؛ لأنه خرج من عندهم قديما، وقد روى عن عمر بن الخطاب وغيره، وكان ثقة

§أَبُو رَافِعٍ الصَّائِغُ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَرَوَى عَنْهُ أَهْلُهَا، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ شَيْئًا؛ لِأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ قَدِيمًا، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَنَتَيْنِ، §فَقَنَتَ بِهِمْ بَعْدَ الرَّكْعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ أَبُو غَاضِرَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، إِذْ مَرَّ شَيْخٌ مُعْتَمٌّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ، يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا أَرَاهَا مِنْ عُرُوقِ الْقِنَاءِ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ: هَذَا أَبُو -[123]- رَافِعٍ الْمَدَنِيُّ. فَلَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا رَافِعٍ، حَدَّثَنِي بَعْضَ أَحَادِيثِكَ الَّتِي تَرْوِي. فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §اللَّهَ يَصَّدَّقُ بِفِطْرِ رَمَضَانَ عَلَى مَرِيضِ أُمَّتِي وَمُسَافِرِهَا»

الأقرع مؤذن عمر بن الخطاب روى عن عمر، أنه دعا الأسقف، فقال: هل تجدونا في كتبكم؟ روى عبد الله بن شقيق عن الأقرع

§الْأَقْرَعُ مُؤَذِّنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَوَى عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ دَعَا الْأُسْقُفَّ، فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَا فِي كُتُبِكُمْ؟ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ عَنِ الْأَقْرَعِ

أبو فراس قال: خطبنا عمر بن الخطاب، فقال: " إنما كنا نعرفكم إذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وإذ الوحي ينزل علينا ". وكان أبو فراس شيخا قليل الحديث

§أَبُو فِرَاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَإِذِ الْوَحْي يَنْزِلُ عَلَيْنَا» . وَكَانَ أَبُو فِرَاسٍ شَيْخًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

غنيم بن قيس الكعبي من بني عمرو بن تميم، ويكنى أبا العنبر

§غُنَيْمُ بْنُ قَيْسٍ الْكَعْبِيُّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَيُكْنَى أَبَا الْعَنْبَرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ فِي قُدُومِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ الْبَصْرَةَ بَعْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: «§فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْنَا شَهْرَانِ حَتَّى خَتَمَ سَبْعَةٌ مِنَّا الْقُرْآنَ، أَحَدُهُمْ غُنَيْمُ بْنُ قَيْسٍ، فَأَوْفَدَهُمُ الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ فَرَضَ لَهُمْ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ -[124]-، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: " إِنِّي لَأَحْفَظُ كَلِمَاتٍ قَالَهُنَّ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الرجز] §أَلَا لِيَ الْوَيْلُ عَلَى مُحَمَّدِ ... قَدْ كُنْتُ فِي حَيَاتِهِ بِمَقْعَدِ أَنَام لَيْلِي آمِنًا إِلَى الْغَدِ " قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي روى عن عمر

§سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ - وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْبَحْرَيْنِ - قَالَ: " §كُنَّا أُغَيْلِمَةً بِالْمَدِينَةِ فِي أُصُولِ النَّخْلِ نَلْتَقِطُ الْبَلَحَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ الْخَلَالُ، فَخَرَج إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَثَبَتُّ مَكَانِي، فَلَمَّا غَشِيَنِي قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هَذَا مَا أَلْقَتِ الرِّيحُ قَالَ: «أَرِنِي أَنْظُرْ، فَإِنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيَّ» ، فَنَظَر فِي حِجْرِي، فَقَالَ: «صَدَقْتَ» فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَرَى هَؤُلَاءِ الْآنَ، وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقْتُ لَأَغَارُوا عَلَيَّ، فَانْتَزَعُوا مَا مَعِي، قَالَ: فَمَشَى حَتَّى بَلَّغَنِي مَأْمَنِي

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: §خَرَجْتُ مَعَ الْغِلْمَانِ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ نَلْتَقِطُ الْبَلَحَ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَهُ الدِّرَّةُ، فَلَمَّا رَآهُ الْغِلْمَانُ تَفَرَّقُوا فِي النَّخْلِ قَالَ: وَقُمْتُ وَفِي إِزَارِي شَيْءٌ قَدْ لَقَطْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا مَا تُلْقِي الرِّيحُ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ فِي إِزَارِي، فَلَمْ يَضْرِبْنِي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الْغِلْمَانُ الْآنَ بَيْنَ يَدَيَّ، وَسَيَأْخُذُونَ مَا مَعِي، قَالَ: «كَلَّا، امْشِ» ، قَالَ: فَجَاءَ مَعِي إِلَى أَهْلِي "

عمير بن عطية الليثي

§عُمَيْرُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ارْفَعْ يَدَكَ - رَفَعَهَا اللَّهُ - §أُبَايِعْكَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ وَضَحِكَ، وَقَالَ: «هِيَ لَنَا عَلَيْكُمْ، وَلَكُمْ عَلَيْنَا»

عباد العصري وعصر بطن من عبد القيس، روى عن عمر

§عَبَّادٌ الْعَصَرِيُّ وَعَصَرُ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، رَوَى عَنْ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَنَحْنُ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْأَخْبِيَةُ؟ فَقَالُوا: لِعَبْدِ الْقَيْسِ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «§هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، فَلَا يَصُومُهُ أَحَدٌ»

حصين بن أبي الحر بن مالك بن الخشخاش بن غياث بن الحارث بن خليف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم

§حُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خُلَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُجْفِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: " كَانَ حُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى مَيْسَانَ، وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَ الْحَجَّاجَ، فَأَتَى بِهِ، فَهَمَّ بِقَتْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: §لَا تُظْهَرُوهُ بِالْقَتْلِ، وَلَكِنِ اطْرَحُوهُ فِي السِّجْنِ حَتَّى يَمُوتَ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ " وَكَانَ حُصَيْنٌ جَدَّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَاضِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ

أبو المهلب الجرمي واسمه: عبد الرحمن بن معاوية، وهو عم أبي قلابة الجرمي، روى عن عمر وعثمان، وكان، ثقة، قليل الحديث

§أَبُو الْمُهَلَّبِ الْجَرْمِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ عَمُّ أَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ، رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَكَانَ، ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

غاضرة بن عروة بن سمرة بن عمرو العنبري ثم أحد بني عدي بن جندب، روى عن عمر

§غَاضِرَةُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ عَمْرٍو الْعَنْبَرِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ جُنْدُبٍ، رَوَى عَنْ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ: " §مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى: «إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَ غَاضِرَةَ بْنِ سَمُرَةَ الْعَنْبَرِيِّ بِصُحُفٍ، فَإِذَا أَتَاكَ لِكَذَا وَكَذَا فَأَعْطِهِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، وَإِنْ جَاءَكَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا تُعْطِهِ شَيْئًا، وَاكْتُبْ إِلَيَّ فِي أَيِّ يَوْمٍ قَدِمَ عَلَيْكُمْ»

عبد الله بن شقيق العقيلي روى عن عمر بن الخطاب، قال: " كنا جلوسا بباب عمر ومعنا أبو ذر، فقال: إني صائم، ثم أذن عمر، فأتي بالعشاء، فأكل "

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا بِبَابِ عُمَرَ وَمَعَنَا أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ أَذِنَ عُمَرُ، فَأُتِيَ بِالْعَشَاءِ، فَأَكَلَ "

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: " ذَكَرَ أَبُو قِلَابَةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ، فَقَالَ: §أَيُّ رَجُلٍ هُوَ، لَوْلَا أَنَّهُ تَعَرَّبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ مُطْرَفَ خَزٍّ» قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ عُثْمَانَيًّا، وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ، وَرَوَى أَحَادِيثَ صَالِحَةً، وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ

المسيب بن دارم روى عن عمر بن الخطاب، وروى عنه البصريون

§الْمُسَيَّبُ بْنُ دَارِمٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ دَارِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَفِي يَدِهِ دِرَّةٌ، فَضَرَبَ رَأْسَ أَمَةٍ حَتَّى سَقَطَ الْقِنَاعُ عَنْ رَأْسِهَا، قَالَ: «§فِيمَ الْأَمَةُ تَشَبَّهُ بِالْحُرَّةِ؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ دَارِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ جَمَّالًا، وَقَالَ: «§لِمَ تَحْمِلُ عَلَى بَعِيرِكَ مَا لَا يُطِيقُ؟»

شويس بن جباش أبو الرقاد العدوي من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، روى عن عمر، وغزا في خلافته

§شُوَيْسُ بْنُ جَبَّاشٍ أَبُو الرُّقَادِ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ، رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَغَزَا فِي خِلَافَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُوَيْسٌ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: «كُنَّا §نُصَلِّي مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الظُّهْرَ، ثُمَّ نَرُوحُ إِلَى رِحَالِنَا، فَنَقِيلُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُوَيْسٌ أَبُو الرُّقَادِ الْعَدَوِيُّ قَالَ: غَزَوْتُ مَيْسَانَ، فَأَخَذْتُ الدِّرْهَمَيْنِ وَالْأَلْفَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، وَسَبَيْتُ جَارِيَةً، فَوَطَأْتُهَا زَمَانًا حَتَّى جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ: «§انْظُرُوا مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ سَبَايَا مَيْسَانَ، فَخَلُّوا سَبِيلَهُ» ، فَرَدَدْتُ فِيمَنْ رَدَّ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى أَيِّ وَجْهٍ رَدَدْتُهَا، أَحَامِلًا كَانَتْ، أَمْ غَيْرَ حَامِلٍ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ صُلْبِي بِمَيْسَانَ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ شُوَيْسٍ -[128]- أَبِي الرُّقَادِ قَالَ: «§كُنَّا نُعْطَى الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ فِي عَهْدِ عُمَرَ، فَنَأْخُذُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْجُرَيْرِيَّ قَالَ: «§صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْعَصْرِ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ إِلَى جَنْبِ شُوَيْسٍ، وَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

حصين بن جرير روى عن عمر بن الخطاب، وكان، حصين قليل الحديث

§حُصَيْنُ بْنُ جَرِيرٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ، حُصَيْنٌ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري روى عن عمر، وعلي

§أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ

حطان بن عبد الله الرقاشي روى عن عمر، وعلي، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن مروان على العراق، وكان ثقة، قليل الحديث

§حِطَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْعِرَاقِ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

إياس بن قتادة بن أوفى بن موئلة بن عتبة بن ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه الفارعة بنت حميري بن عبادة بن نزال بن مرة، وكانت لأبيه قتادة بن أوفى صحبة، وروى إياس عن عمر، وكان، ثقة، قليل الحديث

§إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ أَوْفَى بْنِ مَوْئِلَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مُلَادِسِ بْنِ عَبْشَمْسَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهُ الْفَارِعَةُ بِنْتُ حِمْيَرِيِّ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَتْ لِأَبِيهِ قَتَادَةَ بْنِ أَوْفَى صُحْبَةٌ، وَرَوَى إِيَاسُ عَنْ عُمَرَ، وَكَانَ، ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

جابر أو جويبر العبدي روى عن عمر بن الخطاب، وكان قليل الحديث

§جَابِرٌ أَوْ جُوَيْبِرٌ الْعَبْدِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

جراد بن شبيط

§جَرَادُ بْنُ شُبَيْطٍ

ومن هذه الطبقة ممن يقول أتانا كتاب عمر بن الخطاب، ويروي عنه ما أمر به في كتبه إلى أبي موسى الأشعري، والمغيرة بن شعبة وغيرهما، وقد غزا عامتهم غزوات في خلافة عمر بن الخطاب

§وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ يَقُولُ أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيَرْوِي عَنْهُ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كُتُبِهِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ غَزَا عَامَّتُهُمْ غَزَوَاتٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

الفضيل بن زيد الرقاشي

§الْفُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقَاشِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: «كَانَ §الْفُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ قَدْ غَزَا مَعَ عُمَرَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ» ، يَعْنِي فِي إِمَارَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: " وَقَدْ §غَزَا مَعَ عُمَرَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، وَغَيْرِهِ

المهلب بن أبي صفرة العتكي واسم أبي صفرة: ظالم بن سراق، ويكنى المهلب: أبا سعيد، أدرك عمر، ولم يرو عنه شيئا، وقد روى عن سمرة بن جندب وغيره، وولي خراسان، ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان، واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن

§الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ الْعَتَكِيُّ وَاسْمُ أَبِي صُفْرَةَ: ظَالِمُ بْنُ سَرَّاقٍ، وَيُكْنَى الْمُهَلَّبُ: أَبَا سَعِيدٍ، أَدْرَكَ عُمَرَ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا، وَقَدْ رَوَى عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَغَيْرِهِ، وَوَلِيَ -[130]- خُرَاسَانَ، وَمَاتَ بِمَرْوِ الرُّوذِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى خُرَاسَانَ ابْنَهُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَأَقَرَّهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ

بجالة بن عبدة وهو كاتب جزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس، قال: " أتانا كتاب عمر أن " اقتلوا كل ساحر وساحرة "، وكتابه في المجوس "

§بَجَالَةُ بْنُ عَبْدَةَ وَهُوَ كَاتِبُ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: «أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ أَنِ» اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ «، وَكِتَابُهُ فِي الْمَجُوسِ»

أبو قتادة العدوي واسمه: تميم بن نذير، وكان ثقة، قليل الحديث

§أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ وَاسْمُهُ: تَمِيمُ بْنُ نَذِيرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الدهماء العدوي واسمه: قرفة بن بيهس، وكان ثقة، قليل الحديث، وروى عن عمران بن حصين، وفي بعض الحديث اسمه مالك بن سهم

§أَبُو الدَّهْمَاءِ الْعَدَوِيُّ وَاسْمُهُ: قِرْفَةُ بْنُ بَيْهَسَ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَرَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ سَهْمٍ

أبو زينب

§أَبُو زَيْنَبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْنَبَ - وَكَانَ قَدْ غَزَا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ - قَالَ: «§غَزَوْنَا، وَمَعَنَا أَبُو بَكْرَةَ، وَأَبُو بَرْزَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، فَكُنَّا نَأْكُلُ مِنَ الثِّمَارِ»

أبو كنانة القرشي

§أَبُو كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ مَعَ الْأَشْعَرِيِّ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ «§بَلَغَنِي عَنْكَ مَا لَوْ مُتَّ قَبْلَهُ كَانَ خَيْرًا لَكَ» ، قَالَ: وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى أَنِ «اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا»

قيس بن عباد القيسي

§قَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ

قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ دَغْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَوْصَى قَالَ: «§كَفِّنُونِي فِي بُرْدَتَيْ عَصْبٍ، وَجَلِّلُوا سَرِيرِي بِكِسَائِيَ الْأَبْيَضِ الَّذِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهِ، فَإِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي حُفْرَتِي، فَجُوبُوا مَا يَلِي جَسَدِي مِنَ الْكَفَنِ حَتَّى تُفْضُوا بِي إِلَى الْأَرْضِ» قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي يُشَقُّ عَنْهُ مِنَ الْكَفَنِ مَا يَلِي الْأَرْضَ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

هرم بن حيان العبدي وكان ثقة، وله فضل وعبادة، روى عنه الحسن البصري

§هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ زَمَانٍ يَمْرَدُ فِيهِ صَغْيرُهُمْ، وَيَأْمُلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ» ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَوْصِنَا، فَيَقُولُ: «أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ -[132]-، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَلَقِيتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ حِذَاءٍ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي، كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ؟ فَقَالَ لِي: «كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟» قُلْتُ: حَدِّثْنِي، قَالَ: «إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ عَلَى نَفْسِي، أَنْ أَكُونَ مُحَدِّثًا، أَوْ قَاصًّا، أَوْ مُفْتِيًا» ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَبَكَى. قَالَ: قُلْتُ: فَاقْرَأْ عَلَيَّ، قَالَ: " أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 2] حَتَّى بَلَغَ: {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الدخان: 42] ، قَالَ: فَغُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ وَقَالَ: «§الْوَحْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ أَشْرَفَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ، §وَإِذَا صَاحِبُ حَرَسِهِ يَلْعَبُ الْخَرَاجَ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ: «إِذَا كَانَ غَدًا فَصُمْ، فَصَنَعَ ذَلِكَ بِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ» ، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبِ الْآنَ، فَالْعَبِ الْخَرَاجَ» قَالَ: وَكَانَ هَرِمٌ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ قِيلَ لَهُ: أَوْصِ، قَالَ: " §مَا أَدْرِي مَا أُوصِي، وَلَكِنْ بِيعُوا دِرْعِي، فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي، فَإِنْ لَمْ يُتِمَّ، فَبِيعُوا فَرَسِي، فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي، فَإِنْ لَمْ يُتِمَّ، فَبِيعُوا غُلَامِي، وَأُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ -[133]- الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ قَامَ، فَأَمْسَكَ بِأَنْفِهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ الْإِمَامُ أَنْ يَخْرُجَ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ قَدْ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَامَ إِلَى هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَأَخَذَ بِأَنْفِهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ هَرِمٌ أَنْ يَذْهَبَ، فَخَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ، فَأَقَامَ فِيهِمْ، ثُمَّ قَدِمَ، فَقَالَ لَهُ هَرِمٌ: «أَيْنَ كُنْتَ؟» فَقَالَ: فِي أَهْلِي، فَقَالَ: «أَبِإِذْنٍ ذَهَبْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قُمْتُ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تَخْطُبُ، فَأَخَذْتُ بِأَنْفِي، فَأَشَرْتَ إِلَيَّ أَنِ اذْهَبْ، قَالَ: «فَاتَّخَذْتَ هَذَا دَغَلًا» ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، ثُمَّ قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَخِّرْ رِجَالَ السُّوءِ لِزَمَانِ السُّوءِ» ، قَالَ: وَكَانَ هَرِمٌ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَمَانٍ يَمْرَدُ فِيهِ صَغِيرُهُمْ، وَيَأْمُلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: «§إِيَّاكُمْ وَالْعَالِمَ الْفَاسِقَ» ، فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَأَشْفَقَ مِنْهَا: مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ؟، فَكَتَبَ إِلَيْهِ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ: «وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَرَدْتُ بِهِ إِلَّا الْخَيْرَ، يَكُونُ إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ، وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ، فَيُشَبِّهُ عَلَى النَّاسِ، فَيَضِلُّوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: اسْتُعْمِلَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ. قَالَ: فَظَنَّ أَنَّ قَوْمَهُ سَيَأْتُونَهُ، فَأَمَرَ بِنَارٍ فَأُوقِدَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ يَأْتِيهِ مِنَ الْقَوْمِ، فَجَاءَ قَوْمُهُ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِقَوْمِي، ادْنُوَا» . فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْنُوَ مِنْكَ، لَقَدْ حَالَتِ النَّارُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ. قَالَ: «فَأَنْتُمْ §تُرِيدُونَ أَنْ تَلْقَوْنِي فِي نَارٍ أَعْظَمَ مِنْهَا فِي جَهَنَّمَ» قَالَ: فَرَجَعُوا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا يَذْكُرُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§مَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ فِي غَزَاةٍ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ جَاءَتْ سَحَابَةٌ، فَرَشَّتِ الْقَبْرَ حَتَّى تَرَوَّى، لَا تُجَاوِزُ الْقَبْرَ مِنْهَا قَطْرَةٌ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ عَادَتْ عَوْدَهَا عَلَى بَدْئِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نُوحِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ هَرِمِ بْنٍ حَيَّانَ، وَنَحْنُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، §فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ قَبْرِهِ جَاءَتْ سَحَابَةٌ، فَرَشَّتِ الْقَبْرَ وَمَا حَوْلَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَتْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§أُمْطِرَ قَبْرُ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ مِنْ يَوْمِهِ، وَنَبَتَ الْعُشْبُ مِنْ يَوْمِهِ»

صلة بن أشيم العدوي من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، ويكنى أبا الصهباء، وكان ثقة، له فضل وورع

§صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَيُكْنَى أَبَا الصَّهْبَاءِ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صِلَةٌ، يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ كَذَا وَكَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ الْقَيْسِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ صِلَةَ الْعَدَوِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا صِلَةُ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ فَقَالَ لِي: «أَنْتَ مَثَلِي أَوْ نَحْوِي يَوْمَ أَتَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ» قَالَ: فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ فَقَالَ: «§انْتَصِحِ الْقُرْآنَ، وَانْصَحْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَثِّرْ فِي دُعَاءِ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتَ، وَلَا تَكُونَنَّ قَتِيلَ الْعَصَا، قَتِيلَ عَمِيَّةٍ جَاهِلِيَّةٍ، فَإِنِّي لَا أُبَالِي أَبِرِجْلِ خِنْزِيرٍ جَرَرْتُ أَوْ بِرِجْلِهِ، وَإِيَّاكَ وَقَوْمًا يَقُولُونَ نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَلَيْسُوا مِنَ الْإِيمَانِ عَلَى شَيْءٍ، وَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ -[135]-: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، فَقَالَ: «إِنَّ §الشَّهَادَةَ فِي النَّاسِ كَثُرَتْ، فَإِذَا شَهِدْتَ فَاشْهَدْ شَهَادَةً يُصَدِّقُكَ اللَّهُ بِهَا، وَأُولُو الْعِلْمِ مِنَ النَّاسِ، اشْهَدْ أَنَّ اللَّهَ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ: " §مَا أَدْرِي بِأَيِّ يَوْمَيَّ أَنَا أَشَدُّ فَرَحًا: يَوْمًا أُبَاكِرُ فِيهِ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، أَوْ يَوْمًا خَرَجْتُ فِيهِ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَعَرَضَ لِي ذِكْرُ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ وَأَصْحَابَهُ مَرَّ بِهِمْ فَتًى يَجُرُّ ذَيْلَهُ، فَهَمَّ أَصْحَابُ صِلَةَ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ أَخْذًا شَدِيدًا، فَقَالَ صِلَةُ: «دَعُوهُ أَكْفِكُمْ أَمَرَهُ» فَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ أَخٍ لِي، إِلَيْكَ حَاجَةٌ» قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: «§أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعَ مِنْ إِزَارِكَ» قَالَ: نَعَمْ، وَنَعْمَةَ عَيْنٍ قَالَ: فَرَفَعَ إِزَارَهُ، فَقَالَ صِلَةُ لِأَصْحَابِهِ: «كَانَ هَذَا أَمْثَلَ مِمَّا أَرَدْتُمْ، لَوْ شَتَمْتُمُوهُ وَآذَيْتُمُوهُ شَتَمَكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ، أَنَّ صِلَةَ انْطَلَقَ فِي جَشَرِ الْحَيِّ بِرَامَ هُرْمُزَ وَمَا يَلِيهَا قَالَتْ: §فَفَنِيَ زَادُهُ حَتَّى غَرِثَ غَرَثًا شَدِيدًا قَالَ: فَلَقِيَ عِلْجًا يَحْمِلُ كَارَةً، فَقَالَ: «أَمَعَكَ طَعَامٌ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «ضَعْ كَارَتَك، فَأَطْعِمْنِي» قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه، أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا مَا يَكْفِينِي قَالَ: فَتَحَرَّجَ مِنْهُ، فَتَرَكَهُ، ثُمَّ نَدِمَ حِينَ تَجَاوَزَهُ قَالَ: لَوْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْهُ كَانَ قَدْ حَلَّ لِي قَالَتْ: فَلَقِيَ آخَرَ يَحْمِلُ كَارَةً، فَقَالَ: أَمَعَكَ طَعَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ضَعْ كَارَتَكَ، فَأَطْعِمْنِي فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه، أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا مَا يَكْفِينِي قَالَ: فَقَالَ:، «مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مَا حَلَّ لِي مِنَ الْأَوَّلِ» فَخَلَا عَنْهُ قَالَتْ: فَلَقِيَ آخَرَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَتَحَرَّجَ مِنْهُ، فَقَالَ: «مَا يَحِلُّ

لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مَا حَلَّ لِي مِنَ الْأَوَّلَيْنِ» قَالَتْ: فَتَرَكَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ ضَيِّقَةٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ السَّمَاءُ إِذْ سَمِعَ خَوَايَةً احْتَفَزَتْ لَهَا دَابَّتُهُ، فَالْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِسَبٍّ مَلْفُوفٍ لَا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ، فَنَزَلَ قَالَتْ: فَأُقَدِّرُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ لَأَبْصَرَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ قَالَتْ: فَنَزَلَ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصْرِفَ دَابَّتَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ، حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِهَا، فَتَنَاوَلَهُ عِنْدَ رِجْلِ الدَّابَّةِ قَالَتْ: فَإِذَا قِطْعَةٌ مِنْ سِبٍّ مَلْفُوفٍ عَلَى دَوْخَلَةٍ فِيهَا رُطَبٌ، فَأَكَلَ مِنْهَا حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ الرَّاهِبُ بِقِرَاهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ مِنْ قِرَايَ، وَلَا أَرَى مَعَكَ ثَقَلًا وَلَا طَعَامًا؟ قَالَ: «بَلَى، إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ كَذَا وَكَذَا» قَالَ: هَلْ بَقِيَ مَعَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَأَطْعِمْنِي مِنْهُ فَأَعْطَاهُ الدَّوْخَلَةَ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ أُطْعِمْتَ، أَلَا تَرَى النَّخْلَ سَلْبًا لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ، وَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِزَمَانٍ الرُّطَبِ؟ قَالَتْ: فَأَتَانَا بِتِلْكَ الْقِطْعَةِ السِّبِّ، فَكَانَ عِنْدَنَا زَمَانًا، فَمَا أَدْرِي كَيْفَ ذَهَبَ قَالَ إِسْحَاقُ: وَالسِّبُّ مِنَ السَّبِيبَةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] أَلَا يَا أُمَّ الْأَسْوَدِ إِنَّ رَأْسِي ... تَغَشَّى لَوْنَهُ سِبٌّ جَدِيدُ فَلَوْ أَنَّ الشَّبَابَ يُبَاعُ بَيْعًا ... لَأَعْطَيْتُ الْمُبَايِعَ مَا يُرِيدُ وَلَكِنَّ الشَّبَابَ إِذَا تَوَلَّى عَلَى ... شَرَفٍ فَمَطْلَبُهُ بَعِيدُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ: " §طَلَبْتُ الدُّنْيَا مَظَانَّ حَلَالِهَا، فَجَعَلْتُ لَا أُصِيبُ مِنْهَا إِلَّا قُوتًا، أَمَّا أَنَا فَلَا أَعِيلُ فِيهَا، وَأَمَّا هُوَ فَلَا يُجَاوِزُنِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: أَيْ نَفْسُ، جُعِلَ رِزْقُكِ كَفَافًا فَارْبَعِي، فَرَبَعَتْ وَلَمْ تَكُدَّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ وَغَيْرُهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ: «كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ §يُصَلِّي حَتَّى يَأْتِيَ فِرَاشَهُ زَحْفًا، أَوْ مَا يَأْتِي فِرَاشَهُ إِلَّا زَحْفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ أَنَّ أَخًا لِصِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ مَاتَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ وَهُوَ يَطْعَمُ، فَقَالَ: يَا أَبَا الصَّهْبَاءِ، إِنَّ أَخَاكَ مَاتَ قَالَ: «هَلُمَّ فَكُلْ، هَيْهَاتَ قُدْمًا نُعِيَ لَنَا، ادْنُ فَكُلْ، هَيْهَاتَ قِدْمًا نُعِيَ لَنَا، ادْنُ فَكُلْ» فَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا سَبَقَنِي إِلَيْكَ أَحَدٌ، فَمَنْ نَعَاهُ؟» قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ: «§رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنِّي فِي رَهْطٍ، وَرَجُلٌ خَلْفَنَا مَعَهُ السَّيْفُ شَاهِرُهُ، كُلَّمَا أَتَى عَلَى أَحَدٍ مِنَّا ضَرَبَ رَأْسَهُ، فَوَقَعَ، ثُمَّ يُعِيدُهُ، فَيَعُودُ كَمَا كَانَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ مَتَى يَأْتِي عَلَيَّ، فَيَصْنَعُ بِي ذَاكَ، فَأَتَى عَلَيَّ، فَضَرَبَ رَأْسِي، فَوَقَعَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَأْسِي حِينَ أَخَذْتُهُ، أَنْفُضُ عَنْ شَعْرِي التُّرَابَ، ثُمَّ أَعَدْتُهُ، فَعَادَ كَمَا كَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: خَرَجَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ فِي جَيْشٍ، مَعَهُ ابْنُهُ وَأَعْرَابِيُّ مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: " يَا أَبَا الصَّهْبَاءِ، §رَأَيْتُ كَأَنَّكَ أَتَيْتَ عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ، فَأَصَبْتَ تَحْتَهَا ثَلَاثَ شَهَدَاتٍ، فَأَعْطَيْتَنِي وَاحِدَةً، وَأَمْسَكَتَ اثْنَتَيْنِ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي أَلَّا تَكُونَ قَاسَمْتَنِي الْأُخْرَى فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَقَالَ صِلَةُ لِابْنِهِ: «تَقَدَّمْ» فَتَقَدَّمَ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ صِلَةُ، وَقُتِلَ الْأَعْرَابِيُّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ " أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، §تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ حَتَّى أَحْتَسِبَكَ فَحَمَلَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَاجْتَمَعَتِ النِّسَاءُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِكُنَّ إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ تُهَنِّئْنَنِي، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ " قَالُوا: «وَكَانَ صِلَةُ قُتِلَ شَهِيدًا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي فِي أَوَّلِ إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ»

أبو الرجاء العطاردي من بني تميم، وقد اختلف علينا في اسمه، فقال يزيد بن هارون: اسمه عمران بن تيم وقال غيره: اسمه عمران بن ملحان وقال آخر: اسمه عطارد بن برز

§أَبُو الرَّجَاءِ الْعُطَارِدِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي اسْمِهِ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: اسْمُهُ عِمْرَانُ بْنُ تَيْمٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْمُهُ عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ وَقَالَ آخَرُ: اسْمُهُ عُطَارِدُ بْنُ بَرْزٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ: مَا تَذْكُرُ؟ قَالَ: " §قُتِلَ بِسْطَامُ بْنُ قَيْسٍ ثُمَّ أَنْشَدَ بَيْتًا رَثَى بِهِ: [البحر الوافر] فَخَرَّ عَلَى الْأَلَاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ ... كَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ قَالَ: «§أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا شَابٌّ أَمْرَدُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ: §مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «كُنْتُ أَرْعَى الْإِبِلَ لِأَهْلِي» فَقُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ: فَمَا فَرَّكُمْ مِنْهُ؟ قَالَ: " قِيلَ لَنَا: بُعِثَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْتُلُ - يَعْنِي النَّاسَ - إِلَّا مَنْ أَطَاعَهُ " قَالَ: «وَلَا أَدْرِي مَا طَاعَتُهُ» قَالَ: «فَفَرَرْنَا حَتَّى قَطَعْنَا رَمْلَ بَنِي سَعْدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ قَالَ: «لَمَّا §بَلَغَنَا أَمْرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عَلَى مَاءٍ لَنَا يُقَالُ لَهُ سَنَدٌ، فَخَرَجْنَا بِعِيَالِنَا هُرَابًا نَحْوَ الشَّجَرِ» وَذُكِرَ أَنَّهُ أَكَلَ الدَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ طَعْمُهُ؟ فَقَالَ: «حُلْوٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ: " §بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ رَعَيْتُ عَلَى أَهْلِي كَفَيْتُ مِهْنَتَهُمْ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم -[139]- خَرَجْنَا هُرَابًا، فَأَتَيْنَا عَلَى فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَكُنَّا إِذَا أَمْسَيْنَا بِمِثْلِهَا قَالَ شَيْخُنَا: إِنَّا نَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِي مِنَ الْجِنِّ اللَّيْلَةَ فَقُلْنَا ذَاكَ " قَالَ: فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ:: فَقِيلَ لَنَا: «إِنَّمَا سَبِيلُ هَذَا الرَّجُلِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَمَنْ أَقَرَّ بِهَا أَمِنَ عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ، فَرَجَعْنَا، فَدَخَلْنَا فِي الْإِسْلَامِ» قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: " إِنِّي لَأَرَى هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيَّ، وَفِي أَصْحَابِي: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6] "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا رَجَاءٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْروُ بْنُ الْهَيْثَمٍ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا رَجَاءٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ أَنَّ أَبَا رَجَاءٍ «كَانَ §يَخْتِمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فِي كُلِّ عَشْرِ لَيَالٍ مَرَّةً» ، قَالُوا: وَقَدْ رَوَى أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ، وَلَهُ رِوَايَةٌ وَعِلْمٌ بِالْقُرْآنِ، وَأَمَّ قَوْمَهُ فِي مَسْجِدِهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ أَمَّهُمْ بَعْدَهُ أَبُو الْأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ أَبُو رَجَاءٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهَذَا عِنْدِي وَهْلٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ عَلَى حِمَارِهِ» قَالَ مُسْلِمٌ: «وَالْإِمَامُ يُكَبِّرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ، وَابْنُهُ مُحْتَضِنُهُ» قُلْتُ لِأَبِي خَلْدَةَ: كَانَ يَشْتَكِي؟ قَالَ: «لَا، كَانَ كَبِيرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ الصَّقْرِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ جَالِسًا عَلَى قَبْرِ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ حِيَالَ اللَّحْدِ، وَقَدْ مُدَّ عَلَى الْقَبْرِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، فَلَمْ يُغَيِّرْهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْقَبْرِ، وَالْفَرَزْدَقُ قَاعِدٌ قُبَالَتَهُ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، تَدْرِي مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: «لَا، §وَمَا يَقُولُونَ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟» قَالَ: يَقُولُونَ: قَعَدَ عَلَى هَذَا الْقَبْرِ الْيَوْمَ خَيْر أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَشَرُّ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: «وَمَنْ يَعْنُونَ بِذَاكَ؟» قَالَ: يَعْنُونِي وَإِيَّاكَ فَقَالَ الْحَسَنُ: «يَا أَبَا فِرَاسٍ، لَسْتُ بِخَيْر أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَسْتَ بَشَرِّهَا، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ؟» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى اللَّحْدِ قَالَ: الْخَيْرَ الْكَثِيرَ أَعْدَدْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً قَالَ الْحَسَنُ: «الْخَيْرُ الْكَثِيرُ أَعْدَدْتَ يَا أَبَا فِرَاسٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: [البحر الطويل] §أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ مَاتَ كَبِيرُهُمْ ... وَقَدْ عَاشَ قَبْلَ الْبَعْثِ بَعْثِ مُحَمَّدِ

دغفل بن حنظلة السدوسي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئا، وفد على معاوية بن أبي سفيان، وكان له علم، ورواية للنسب وعلما به

§دَغْفَلُ بْنُ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيُّ، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ لَهُ عِلْمٌ، وَرِوَايَةٌ لِلنَّسَبِ وَعِلْمًا بِهِ

شهاب العنبري وهو أبو حبيب بن شهاب

§شِهَابٌ الْعَنْبَرِيُّ وَهُوَ أَبُو حَبِيبِ بْنُ شِهَابٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: «§كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَوْقَدَ فِي بَابِ تُسْتَرَ»

إياس بن قتادة بن أوفى، من بني عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه الفارعة بنت حميري بن عبادة بن نزال بن مرة، ولقتادة بن أوفى صحبة، وكان إياس شريفا في قومه

§إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ أَوْفَى، مِنْ بَنِي عَبْشَمْسَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهُ الْفَارِعَةُ بِنْتُ حِمْيَرِيِّ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ، وَلِقَتَادَةَ بْنِ أَوْفَى صُحْبَةٌ، وَكَانَ إِيَاسُ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: اعْتَمَّ إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ وَهُوَ يُرِيدُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ، فَنَظَرَ فِي الْمِرْآةِ، فَإِذَا بِشَيْبَةٍ فِي ذَقْنِهِ، فَقَالَ: «افْلِيهَا يَا جَارِيَةُ» فَفَلَتْهَا، فَإِذَا هِيَ بِشَيْبَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: «انْظُرُوا مَنْ بِالْبَابِ مِنْ قَوْمِي» فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا بَنِي تَمِيمٍ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ §وَهَبْتُ لَكُمْ شَبِيبَتِي، فَهَبُوا لِي شَيْبَتِي، أَلَّا أُرَانِي حَمِيرَ الْحَاجَاتِ، وَهَذَا الْمَوْتُ يَقْرَبُنِي» ثُمَّ قَالَ: «انْقُضِي الْعِمَامَةَ» فَاعْتَزَلَ يُؤَذِّنُ لِقَوْمِهِ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ، وَلَمْ يَغْشَ سُلْطَانًا حَتَّى مَاتَ

قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ مَلِيحٍ الْجُشَمِيَّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَرَّبُوا إِلَيْهِ أَتَانًا لَهُ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا اغْتَرَزَ فِي الرِّكَابِ نَظَرَ إِلَى شَيْبَةٍ، فَقَالَ: «§مَرْحَبًا بِكِ، طَالَ مَا انْتَظَرْتُكِ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، فَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ»

الطبقة الثانية ممن روى عن عثمان وعلي وطلحة والزبير وأبي بن كعب وأبي موسى الأشعري وغيرهم

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِمْ

مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ويكنى أبا عبد الله، روى عن عثمان، وعلي، وأبي، وأبي ذر، وأبيه، وكان ثقة، له فضل وورع ورواية وعقل وأدب

§مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَوَى عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ -[142]-، وَأَبِيهِ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَرِوَايَةٌ وَعَقْلٌ وَأَدَبٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: «§مَا أَرْمَلَةٌ جَالِسَةٌ عَلَى ذَيْلِهَا بِأَحْوَجَ إِلَى الْجَمَاعَةِ مِنِّي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: «§خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَبُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ كِلَاهُمَا قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: «§فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: «إِنَّ §الْفِتْنَةَ لَا تَجِيءُ حِينَ تَجِيءُ لِتَهْدِيَ، وَلَكِنْ لِتُقَارِعَ الْمُؤْمِنَ عَنْ نَفْسِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: " §كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتْ - يَعْنِي الْفِتْنَةَ - نَهَى عَنْهَا، وَهَرَبَ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا، وَلَا يَبْرَحُ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الْحَسَنَ إِلَّا رَجُلًا يُحَذِّرُ النَّاسَ السَّيْلَ، وَيَقُومُ بِسِيبِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§لَبِثْتُ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعًا أَوْ سَبْعًا مَا أُخْبِرْتُ فِيهَا بِخَبَرٍ، وَلَا اسْتَخْبَرْتُ فِيهَا عَنْ خَبَرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَبِي الْعَلَاءِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هاجَ فِي النَّاسِ هَيْجٌ؟ قَالَ: «§كَانَ يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ، وَلَا يَقْرَبُ لَهُمْ جُمُعَةً، وَلَا جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ لَهُمْ عَمَّا انْجَلَتْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ -[143]- قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: " §لَأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي الْعُقُودِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ - أَوْ قَالَ: أَطْلُبَ - فَضْلَ الْجِهَادِ بِالتَّغْرِيرِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَمَانَ ابْنِ الْأَشْعَثِ نَاسٌ يَدَعُونَهُ إِلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: «§أَرَأَيْتُمْ هَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ، هَلْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَكُونَ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» قَالُوا: لَا قَالَ: «فَإِنِّي لَا أُخَاطِرُ بَيْنَ هَلَكَةٍ أَقَعُ فِيهَا، وَبَيْنَ فَضْلٍ أُصِيبُهُ»

قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرُورِيَّةُ يَدَعُونَهُ إِلَى رَأْيِهِمْ قَالَ: فَقَالَ: «يَا هَؤُلَاءِ، إِنَّهُ §لَوْ كَانَتْ لِي نَفْسَانِ تَابَعْتُكُمْ بِإِحْدَاهُمَا، وَأَمْسَكَتُ الْأُخْرَى، فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُولُونَ هُدًى اتَّبَعْتُهَا بِالْأُخْرَى، وَإِنْ كَانَتْ ضَلَالَةٍ هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ، وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُغَرِّرَ بِهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ فِي الْجَمَاعَةِ؟ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْجَمَاعَةَ قَالَ: قُلْتُ: «§لَأَنَا أَحْرَصُ عَلَى الْجَمَاعَةِ مِنَ الْأَرْمَلَةِ؛ لِأَنِّي إِذَا كَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَرَفْتُ وَجْهِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§مَا أُوتِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: «§عُقُولُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: «§كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَ مَعَنَا، وَكَأَنَّ الْحَدِيثَ يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ -[144]-: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: «§لَوْ حَمِدَتْ نَفْسِي لَقَلِيَتِ النَّاسَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلَ مُطَرِّفٌ عَلَى زِيَادٍ - أَوْ قَالَ: عَلَى ابْنِ زِيَادٍ أَبِي عَوَانَةَ، يَشُكُّ - يَعْنِي فَاسْتَبْطَأَهُ - فَقَالَ: «§مَا رَفَعْتُ جَنْبِي مُنْذُ فَارَقْتُ الْأَمِيرَ إِلَّا مَا رَفَعَنِي اللَّهُ» قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَبْدُو، فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ جَاءَ لِيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ سَطَعَ مِنْ رَأْسِ سَوْطِهِ نُورٌ لَهُ شُعْبَتَانِ، فَقَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ خَلْفَهُ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ، §أَتَرَانِي لَوْ أَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِهَذَا كَانَوا يُصَدِّقُونِي؟ قَالَ: «فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَهَبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ " §يَجْمَعُ مِنَ الرَّحِيلِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ قَالَ: «§كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ يَتَنَحَّى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: «§كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ الْبَرَانِسَ وَالْمَطَارِفُ، وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، وَلَكِنَّكَ كُنْتَ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَتْنَا صَافِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَاةُ مُطَرِّفٍ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا، وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ -[145]- رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَرَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ صُفْرٍ قَدْرَ الْمَكُّوكِ أَوْ زِيَادَةَ قَلِيلٍ، وَكَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§لَا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ» قَالَ مَهْدِيُّ: كَأَنَّهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو طَلْحَةَ الْأُسَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ «أَنَّ §مُطَرِّفًا تَزَوَّجَهَا عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَبَغْلَةٍ، وَقَطِيفَةٍ، وَقَيْنَةٍ، وَرَحَّالَةٍ» قَالَ بِشْرٌ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا قَيْنَةٌ؟ قَالَتْ: «مَاشِطَةٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: زَعَمَ غَيْلَانُ , عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ «§تَزَوَّج امْرَأَةً كَانَ يُسَمِّيهَا عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ وَافٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا حُكَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مَوْلَاةُ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي دُرَّةُ مَوْلَاةُ مُطَرِّفٍ «أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ» قَالَ: فَأَخَذَهُ الْيُسْرُ - وَالْيُسْرُ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ - فَقَالَ: «ادْعُوا ابْنِي» فَدَعَوْهُ لَهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ الْوَصِيَّةِ، ثُمَّ قَالَ: " {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147] " قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُهُ، فَجَاءَهُ بِطَبِيبٍ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، مَا هَذَا؟» قَالَ: طَبِيبٌ فَقَالَ لَهُ: «§أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى رُقْيَةٍ، أَوْ تُعَلِّقَ عَلَيَّ خَرَزَةً» قَالَتْ: وَقَالَ لِبَنِيهِ: «اذْهَبُوا فَاحْفِرُوا لِي قَبْرِي فَذَهَبُوا، فَحَفَرُوا لَهُ» ، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبُوا بِي إِلَى قَبْرِي» فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، فَدَعَا فِيهِ، ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ «أَنَّ أَخَاهَ §أَوْصَاهُ أَنْ لَا يُؤَذِّنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُطَرِّفًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ» قَالُوا: «وَمَاتَ مُطَرِّفٌ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الْعِرَاقَ، بَعْدَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ، وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَرَجُلٍ آخَرَ قَدْ سَمَّاهُ أَنَّهُمَا دَخَلَا عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ قَالَ: فَسَطَعَتْ مِنْهُ ثَلَاثَةُ أَنْوَارٍ: نُورٌ مِنْ رَأْسِهِ، وَنَورٌ مِنْ وَسَطِهِ، وَنَورٌ مِنْ رِجْلَيْهِ قَالَ: فَهَالَنَا ذَلِكَ، فَأَفَاقَ، فَقُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «صُلْحٌ» قُلْنَا: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئًا هَالَنَا قَالَ: «وَمَا هُوَ» ؟ قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ مِنْكَ قَالَ: «وَقَدْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟» قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: «§تِلْكَ الم السَّجْدَةُ، وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً، تَسْطَعُ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي، وَأَوْسَطُهَا مِنْ وَسَطِي، وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ، وَقَدْ صَعِدَتْ؛ لِتَشْفَعَ لِي، وَهَذِهِ تَبَارَكَ تَحْرُسُنِي»

عتي بن زيد بن ضمرة بن يزيد بن شبل بن حيان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعيد بن زيد مناة بن تميم، وهو ابن عم المنقع بن الحصين، وابن عم مسلم بن نذير بن يزيد بن شبل، وكان عتي ثقة، قليل الحديث، وروى عن أبي بن كعب، وغيره

§عُتَيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شِبْلِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْمُنَقَّعِ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَابْنُ عَمِّ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شِبْلٍ، وَكَانَ عُتَيُّ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَرَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَغَيْرِهِ

عقبة بن صهبان الراسبي، راسب من الأزد، توفي في أول ولاية الحجاج بالعراق، وكان ثقة، وله رواية

§عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ الرَّاسِبِيُّ، رَاسِبٌ مِنَ الْأَزْدِ، تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بِالْعِرَاقِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ رِوَايَةٌ

حميد بن عبد الرحمن الحميري، وكان ثقة، وله أحاديث، وقد روى عن علي عليه السلام

§حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَفْقَه أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَشْرِ سِنِينَ»

صفوان بن محرز المازني، من بني تميم، وكان ثقة، وله فضل وورع

§صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيُّ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§كَانَ لِصَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ سَرَبٌ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا لِلصَّلَاةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: كَانُوا يَجْتَمِعُونَ هُوَ وَإِخْوَانُهُ وَيَتَحَدَّثُونَ، فَلَا يَرَوْنَ تِلْكَ الرِّقَّةِ قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا صَفْوَانُ، حَدِّثْ أَصْحَابَكَ قَالَ: فَيَقُولُ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ» فَيَرِقُّ الْقَوْمُ وَتَسِيلُ دُمُوعُهُمْ كَأَنَّهَا أَفْوَاهُ الْمَزَادِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: كَانَ لِصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ سَرَبٌ يَبْكِي فِيهِ قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: «§قَدْ أَرَى مَكَانَ الشَّهَادَةِ لَوْ تُشَايِعُنِي نَفْسِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: «§إِذَا أَكَلْتُ رَغِيفًا أَشُدُّ بِهِ صُلْبِي، وَشَرِبْتُ كُوزًا مِنْ مَاءٍ، فَعَلَى الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا الْعَفَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ -[148]- أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ كَانَ لَهُ خُصٌّ فِيهِ جِذْعٌ، فَانْكَسَرَ الْجِذْعُ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تُصْلِحُهُ؟ قَالَ: «§دَعُوهُ، فَأَنَا أَمُوتُ غَدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَالْحَسَنُ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ نَعُودُهُ، فَخَرَج إِلَيْنَا ابْنُهُ، فَقَالَ: هُوَ مَبْطُونٌ، لَا تَسْتَطْيعُونَ تَدْخُلُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّ §أَبَاكَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ مِنْ خَطَايَاهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ قَبْرَهُ جَمِيعًا، فَتَأْكُلَهُ الْأَرْضُ، وَلَا يُؤْجَرَ فِي ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَخَاصَمُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ وَنَفَضَ ثِيَابَهُ، وَقَالَ: «إِنَّمَا §أَنْتُمْ حَرْبٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ خَالِدٍ الْأَحْدَبِ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ عِنْدَ الْمَوْتِ لِأَهْلِهِ: «§تَعْلَمُونَ أَنَّا نَرَى مِمَّا يَرَى مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ وَحَلَقَ وَخَرَقَ» قَالُوا: وَتُوُفِّيَ صَفْوَانُ بِالْبَصْرَةِ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ

حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، وكان من سبي عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى المدينة، وقد كان انتمى ولده إلى النمر بن قاسط، وقد روى حمران عن عثمان وغيره، وكان سبب نزوله البصرة أنه أفشى على عثمان بعض سره، فبلغ ذلك عثمان، فقال: " لا

§حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ مَوْلَى عُثْمَانِ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ بَعَثَ بِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَقَدْ كَانَ انْتَمَى وَلَدُهُ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وَقَدْ رَوَى حُمْرَانُ عَنْ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ سَبَبَ نُزُولِهِ الْبَصْرَةَ أَنَّهُ أَفْشَى عَلَى عُثْمَانَ بَعْضَ سَرِّهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: «لَا تُسَاكِنِّي فِي بَلَدٍ» فَرَحَلَ عَنْهُ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَاتَّخَذَ بِهَا أَمْوَالًا، وَلَهُ عَقِبٌ

أبو الحلال العتكي واسمه: زرارة بن ربيعة من الأزد، روى عن عثمان، وكان ثقة إن شاء الله

§أَبُو الْحَلَالِ الْعَتَكِيُّ وَاسْمُهُ: زُرَارَةُ بْنُ رَبِيعَةَ مِنَ الْأَزْدِ، رَوَى عَنْ عُثْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عميرة بن يثربي وكان على قضاء البصرة بعد كعب بن سور الأزدي، وكان معروفا قليل الحديث

§عَمِيرَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ بَعْدَ كَعْبِ بْنِ سُورٍ الْأَزْدِيِّ، وَكَانَ مَعْرُوفًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ «§أَنَّ عَمِيرَةَ بْنَ يَثْرِبِيٍّ كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ»

خلاس بن عمرو الهجري روى عن علي، عليه السلام، وعمار بن ياسر، وكان قديما، كثير الحديث، كانت له صحيفة يحدث عنها

§خِلَاسُ بْنُ عَمْرٍو الْهَجَرِيُّ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَكَانَ قَدِيمًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، كَانَتْ لَهُ صَحِيفَةٌ يُحَدِّثُ عَنْهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَيْفَ يُوتَرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، أَوْ مِنْ آخِرِهِ، فَقَالَ عَمَّارٌ: «أَمَّا أَنَا §فَأُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَنَامُ، فَإِذَا اسْتَيْقَظْتُ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ»

الهياج بن عمران البرجمي من بني تميم، روى عنه الحسن البصري، حديث المثلة عن عمران بن حصين، وكان ثقة، قليل الحديث

§الْهَيَّاجُ بْنُ عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، حَدِيثَ الْمُثْلَةِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

زرارة بن أوفى الحرشي من بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ويكنى أبا حاجب

§زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْحَرَشِيُّ مِنْ بَنِي الْحَرِيشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكْنَى أَبَا حَاجِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «§أَنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ ضَمْرَةَ , أَنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى كَانَ «§يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْحَجَّاجَ لِلْجُمُعَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدًا فِي جَنَازَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَائِمًا يَتْبَعُ الظِّلَّ حَتَّى وُضِعَ فِي لَحْدِهِ» قَالَ أَيُّوبُ: بَلَغَهُ حَدِيثٌ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ قَالُوا: وَمَاتَ زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى فُجَاءَةً سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ الْمُثَنَّى الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ , أَنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى أَمَّهُمُ الْفَجْرَ فِي مَسْجِدِ بَنِي قُشَيْرٍ، فَقَرَأَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ: {§فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر: 9] خَرَّ مَيِّتًا " قَالَ بَهْزٌ: «فَكُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ»

هشام بن هبيرة الضبي وكان قاضيا بالبصرة، وكان معروفا، قليل الحديث

§هِشَامُ بْنُ هُبَيْرَةَ الضَّبِّيُّ وَكَانَ قَاضِيًا بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: " §قَرَأْتُ كِتَابَ هِشَامِ بْنِ هُبَيْرَةَ إِلَى شُرَيْحٍ: إِنِّي اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْقَضَاءِ عَلَى حَدَاثَةِ سِنِّي، وَقِلَّةِ عِلْمِي بِكَثِيرٍ مِنْهُ، وَإِنَّهُ لَا غَنَاءَ بِي عَنْ مُشَاوَرَةِ مِثْلِكَ " قَالَ: «وَتُوُفِّيَ هِشَامُ بْنُ هُبَيْرَةَ فِي أَوَّلِ مَا قَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الْعِرَاقَ وَالِيًا فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ»

أبو السوار العدوي من بني عدي بن زيد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، واسم أبي السوار العدوي: حسان بن حريث، وكان ثقة روى عن علي، عليه السلام، وعمران بن حصين، وغيرهما

§أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَاسْمُ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ: حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَكَانَ ثِقَةً رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَغَيْرِهِمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: «§كَانَ أَبُو السَّوَّارِ عَرِيفًا فِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ أَبُو السَّوَّارِ: «وَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنَّ حَدَقَتِي فِي حِجْرِي مَكَانَ هَذِهِ الْعِرَافَةِ» ، قَالَ مُسْلِمٌ فِي حَدِيثِهِ: «وَذَهَبَ بِامْرَأَةٍ إِلَى بَابِ الْأَمِيرِ، ثُمَّ تَرَكَهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَبِي السَّوَّارِ خَاتَمَ حَدِيدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا السَّوَّارِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

أبو تميمة الهجيمي من بني تميم، واسمه: طريف بن مجالد، وكان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث قال محمد بن عمرو: " توفي في سنة سبع وتسعين في خلافة سليمان بن عبد الملك "

§أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَاسْمُهُ: طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَهُ أَحَادِيثُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: «تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ»

قسامة بن زهير المازني من بني تميم، وكان ثقة إن شاء الله، وتوفي في ولاية الحجاج بن يوسف على العراق

§قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ الْمَازِنِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ

القاسم بن ربيعة

§الْقَاسِمُ بْنُ رَبِيعَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، مِنْ أَمَرِ النَّسَبِ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ»

ميمون بن سياه

§مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ سِيَاهٌ، - وَكَانَ أَكْبَرَ مِنَ الْحَسَنِ، وَأَدْرَكَ مَا لَمْ يُدْرِكِ الْحَسَنُ - قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§تَذَاكَرُوا عِنْدِي رَجُلًا مِنْ هَؤُلَاءِ السَّلَاطِينِ، فَوَقَعُوا فِيهِ» قَالَ: " وَلَمْ أَذْكُرْ مِنْهُ خَيْرًا وَلَا شَرًّا، فَانْقَلَبْتُ إِلَى بَيْتِي، فَرَقَدْتُ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ بَيْنَ -[153]- يَدَيَّ جِيفَةَ زِنْجِيٍّ مَيِّتٍ مُنْتَفِخٍ مُنْتِنٍ، وَكَأَنَّ قَائِمًا عَلَى رَأْسِي يَقُولُ لِي: كُلْ قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، وَلِمَ آكُلُ؟ قَالَ: بِمَا اغْتِيبَ عِنْدَكَ فُلَانٌ قَالَ: قُلْتُ: مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ خَيْرًا وَلَا شَرًّا فَقَالَ لِي: وَلَكِنَّكَ اسْتَمَعْتَ وَرَضِيتَ "

أبو غلاب يونس بن جبير الباهلي وكان ثقة، توفي قبل أنس بن مالك، وأوصى أن يصلي عليه أنس

§أَبُو غَلَّابٍ يُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ قَبْلَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَنَسٌ

عسعس بن سلامة ويكنى أبا صفرة، وهو من بني الحارث بن كعب

§عَسْعَسُ بْنُ سَلَامَةَ وَيُكْنَى أَبَا صُفْرَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ يُكْنَى أَبَا الْخَلِيلِ , أَنَّ عَسْعَسَ بْنَ سَلَامَةَ، يُكْنَى أَبَا صُفْرَةَ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، خَرَجَ يَوْمًا، فَنَظَرَ فِي الْبَيْتِ، فَلَمْ يَرَ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «§لَا أَرَى إِخْوَانِي، وَقَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُ لَهُمْ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ» فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا صُفْرَةَ، أَوَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: «بَلَى، وَلَكِنْ إِخْوَانٌ دُونَ إِخْوَانٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ أَنَّهُ قَالَ: " §تَعَالَوْا حَتَّى نَجْعَلَ يَوْمَنَا هَذَا ضِرْسًا يَعْنِي نَابًا، قَالَ: وَالنَّابُ: الشَّيْءُ الْوَاحِدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ أَنَّ عَسْعَسَ بْنَ سَلَامَةَ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: «إِنِّي قَائِلٌ بَيْتَ شِعْرٍ» فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا صُفْرَةَ، أَتَقُولُ الشِّعْرَ عِنْدَ الْقَبْرِ؟ وَقَالَ: إِنِّي لَقَائِلُهُ: [البحر الطويل] §إِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ... وَإِلَّا فَإِنِّي لَا أَخَالُكَ نَاجِيَا

زياد بن مطر بن شريح العدوي من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة

§زِيَادُ بْنُ مَطَرِ بْنِ شُرَيْحٍ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَاهُ زِيَادَ بْنَ مَطَرٍ أَوْصَى: «§إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَانْظُرُوا، مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَافْعَلُوهُ» فَسَأَلْنَا، فَاتَّفَقُوا عَلَى الْخُمُسِ

والان بن قرفة العدوي روى عن حذيفة بن اليمان، وروى عنه أبو هنيدة العدوي

§وَالَانُ بْنُ قِرْفَةَ الْعَدَوِيُّ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو هُنَيْدَةَ الْعَدَوِيُّ

عبد الله بن أبي عتبة، سافر مع أبي الدرداء، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ، سَافَرَ مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عقبة بن أوس السدوسي روى عنه محمد بن سيرين، وكان ثقة، قليل الحديث

§عُقْبَةُ بْنُ أَوْسٍ السَّدُوسِيُّ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عمرو بن وهب الثقفي روى عنه محمد بن سيرين، وكان ثقة، قليل الحديث

§عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو شيخ الهنائي من الأزد، وكان اسمه خيوان بن خالد، وكان ثقة، وله أحاديث، ومات قبل الحسن

§أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ اسْمُهُ خَيْوَانَ بْنَ خَالِدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَمَاتَ قَبْلَ الْحَسَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ «أَنَّ §ابْنَ زِيَادٍ اعْتَرَاهُ نِسْيَانٌ، فَأَمَرَ أَبَا شَيْخٍ الْهُنَائِيَّ أَنْ يُلَقِّنَهُ - يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ -»

حضين بن المنذر الرقاشي

§حُضَيْنُ بْنُ الْمُنْذِرِ الرَّقَاشِيُّ

عمران بن حطان السدوسي وكان شاعرا، وروى عن أبي موسى الأشعري، وعائشة، وغيرهما

§عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ السَّدُوسِيُّ وَكَانَ شَاعِرًا، وَرَوَى عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمَا

يزيد بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش ويكنى أبا العلاء

§يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ الْحَرِيشِ وَيُكْنَى أَبَا الْعَلَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَلَاءِ: «§أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَمُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: «§كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ -[156]- الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: " §كَانَ أَبُو الْعَلَاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، فَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: أَغْنِ عَنَّا مُصْحَفَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا الْعَلَاءِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَرَّ بِي أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ وَأَنَا أَخِيطُ كَفَنَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَبِي الْعَلَاءِ، فَقَالَ: «§اجْعَلْ لَهُ أَزْرَارًا مِثْلَ أَزْرَارِ الْأَحْيَاءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «وَتُوُفِّيَ أَبُو الْعَلَاءِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ»

ومن الطبقة الثانية وهم دون من قبلهم في السن ممن روى عن عمران بن حصين، وأبي هريرة، وأبي بكرة , وأبي برزة، ومعقل بن يسار، وعبد الله بن المعقل، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك وغيرهم

§وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ وَهُمْ دُونَ مَنْ قَبْلَهُمْ فِي السِّنِّ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَكْرَةَ , وَأَبِي بَرْزَةَ، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَعْقِلِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ

الحسن بن أبي الحسن، واسم أبي الحسن يسار، يقال إنه من سبي ميسان، وقع إلى المدينة، فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك، فأعتقته، وذكر عن الحسن أنه قال: " كان أبواي لرجل من بني النجار، وتزوج امرأة من بني سلمة من الأنصار، فساقهما إليها من مهرها

§الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، وَاسْمُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٌ، يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ سَبْي مَيْسَانَ، وَقَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاشْتَرَتْهُ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَأَعْتَقَتْهُ، وَذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ أَبَوَايَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَسَاقَهُمَا إِلَيْهَا مِنْ مَهْرِهَا، فَأَعْتَقَتْهُمَا» ، وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّ الْحَسَنِ مَوْلَاةً لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَوُلِدُ الْحَسَنُ -[157]- بِالْمَدِينَةِ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ رُبَّمَا غَابَتْ، فَيَبْكِي الصَّبِيُّ، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ ثَدْيَهَا تُعَلِّلُهُ بِهِ إِلَى أَنْ تَجِيءَ أُمُّهُ، فَدَرَّ عَلَيْهَا ثَدْيُهَا، فَشَرِبَهُ، فَيَرَوْنَ أَنَّ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ، وَنَشَأَ الْحَسَنُ بِوَادِي الْقُرَى، وَكَانَ فَصِيحًا

قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: «مَا أَمَدُكَ يَا حَسَنُ؟» قَالَ: قُلْتُ: «سَنَتَانِ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ» قَالَ: فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَعَيْنُكَ أَكْبَرُ مِنْ أَمَدِكَ»

قَالَ: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ - وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً - قَائِمًا وَقَاعِدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ «§رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ إِبْرِيقٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فَقُلْتُ لَهُ: «§مَتَى عَهْدُكَ بِالْمَدِينَةِ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟» قَالَ: «لَيَالِي صِفِّينَ» قَالَ: قُلْتُ: «فَمَتَى احْتَلَمْتَ؟» قَالَ: «بَعْدَ صِفِّينَ عَامًا» قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّهُ كَانَ لِلْحَسَنِ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ رَآهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَرَوَى صَعْصَعَةُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرَوَى الْحَسَنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّهُ غَزَا مَعَه كَابُلَ، وَالْأَنْدُقَانَ، وَالْأَنْدَغَانَ، وَزَابُلِسْتَانَ ثَلَاثَ سِنِينَ» وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فِي أَحَادِيثِ سَمُرَةَ الَّتِي يَرْوِيهَا الْحَسَنُ عَنْهُ: «سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ» قَالُوا: «وَكَانَ الْحَسَنُ جَامِعًا، عَالِمًا، عَالِيًا، رَفِيعًا، فَقِيهًا، ثِقَةً، مَأْمُونًا، عَابِدًا، نَاسِكًا، كَبِيرَ الْعِلْمِ، فَصِيحًا، جَمِيلًا وَسِيمًا، وَكَانَ مَا أَسْنَدَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَرَوَى عَمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ، فَحَسُنَ حُجَّةً -[158]-، وَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَقَدِمَ مَكَّةَ، فَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرٍ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَحَدَّثَهُمْ، وَكَانَ فِيمَنْ أَتَاهُ مُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ» ، فَقَالُوا، أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ: «لَمْ نَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§لَوْلَا الْمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِكَثِيرٍ مِمَّا تُسْأَلُونَ عَنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: «§الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ» قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا أَدَعُهُ أَبَدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «§كَانَ مُوسَى نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَغْتَسِلُ إِلَّا مُسْتَتِرًا» قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَثَقٌ وَطِينٌ وَمَطَرٌ فَأَبَى عَلَيْهِ الْحَسَنُ إِلَّا الْغُسْلَ، فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ قَالَ الْحَسَنُ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: " §عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا: الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْوَتْرَ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَحَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ قَالُوا: «لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «كَانَ الْحَسَنُ §يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ وَالْمَعَانِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ -[159]- قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُنَا الْحَدِيثَ يَخْتَلِفُ، فَيَزِيدُ فِي الْحَدِيثِ وَيَنْقُصُ مِنْهُ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، الرَّجُلُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ، فَيُحَدِّثُ بِهِ لَا يَأْلُو، فَيَكُونُ فِيهِ الزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ قَالَ: «§وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ عِلْمُ الْحَسَنِ فِي صَحِيفَةٍ مِثْلِ هَذِهِ وَعَقَدَ عَفَّانُ بِالْإِبْهَامَيْنِ وَالسَّبَّابَتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِقَتَادَةَ: «عَمَّنْ كَانَ يَأْخُذُ الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ الْخُلْعَ إِلَّا عِنْدَ السُّلْطَانِ؟» قَالَ: «§عَنْ زِيَادٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: «جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ» قَالَ: «§فَجِئْتُ بِهِ، وَقَدْ عُزِلَ وَاسْتُقْضِيَ الْحَسَنُ، فَدَفَعْتُ كِتَابِي إِلَيْهِ، فَقَبِلَهُ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَلَيْهِ بَيِّنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§لَمْ يُحَدِّثْنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ سَاقَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَتَكَابُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «§لَا بُدَّ لِهَؤُلَاءِ النَّاسِ مِنْ وَزَعَةٍ» قَالَ: «وَكَانَ يَقْعُدُ عَلَى الْمَنَارَةِ الْعَتْيقَةِ فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ فِي يَسَارِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ فِي خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ -[160]-: «§رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ فِي يَسَارِهِ فِضَّةً كُلَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَلِحْيَتُهُ صَفْرَاءُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارِ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَيَدَاهُ فِي طَيْلَسَانِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: «§رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ حَلْقَةَ فِضَّةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ ثَوْبًا سَعِيدِيًّا مُصَلَّبًا، وَعِمَامَةً سَوْدَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَضَعُ طَيْلَسَانَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ فِي الصَّلَاةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ «أَنَّ §الْحَسَنَ -[161]- كَانَ لَا يَتَنَوَّرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ السَّدُوسِيُّ قَالَ: «§كُنْتُ أَرَى عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ الطَّيْلَسَانَ الْكُرْدِيَّ الْمُثَنَّى، الْغَامِضَ السِّلْكِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ رَأَى §قَمِيصَ الْحَسَنِ إِلَى هَاهُنَا مَوْضِعَ عَقْدِ الشِّرَاكِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ مَرْخِيَّةٌ مِنْ وَرَائِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَبُرْدٌ مُجْفَرٌ صَغِيرٌ، مُرْتَدِيًا بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَتَنَاوَلُ سَقْفَ الْبَيْتِ بِيَدِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ: «§عَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ - يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ - فَإِنِّي وَاللَّهِ، مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَشْبَهَ رَأَيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: «§الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ، وَخُذْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ رَأَيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§أَدْرَكْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَيَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ، وَالْقَاسِمَ، فَلَمْ أَرَ فِيهِمْ مِثْلَ الْحَسَنِ، وَلَوْ أَنَّ الْحَسَنَ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ رَجُلٌ لَاحْتِاجُوا إِلَى رَأْيِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي ثُبَيْتٍ الرَّاسِيُّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ بِلَالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، فَجَرَى ذِكْرُ الْحَسَنِ، فَقَالَ لِي بِلَالٌ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ لَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الشَّيْخِ» يَعْنِي الْحَسَنَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى الْحَسَنِ، وَإِلَى الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَالْتَقَيَا قَالَ: فَجَعَلَ عَامِرٌ يُعَرِّفُ لَهُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبَهْ، إِنِّي أَرَاكَ تَفْعَلُ بِهَذَا الشَّيْخِ فِعَالًا لَمْ أَرَكَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ قَطُّ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ §أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَشْبَهَ بِهِمْ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْغُدَانِيِّ قَالَ: ذَكَرَ الشَّعْبِيُّ الْحَسَنَ، فَقَالَ: «§مَا رَأَيْتُ مِنَ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ رَجُلًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَبَا خَيْثَمَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ يُشْبِهُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ رَجُلًا مَحْزَونًا، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ صَاحِبَ ضَحِكٍ وَمُزَاحٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُمَا قَالَا: «§قَدْ رَأَيْنَا الْفُقَهَاءَ، فَمَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَجْمَعَ مِنَ الْحَسَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: «§قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا، وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ يَقُولُ: " §إِنِّي لَأَغْبِطُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِذَيْنِكَ الشَّيْخَيْنِ: الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: «§كَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§لَمْ أَرَ أَسْخَى مِنْهُمَا - يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ - إِلَّا أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ أَشَدَّهُمَا إِلْحَاحًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ وَاللَّهِ مِنْ رُءُوسِ الْعُلَمَاءِ فِي الْفِتَنِ وَالدِّمَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: " §قِيلَ لِابْنِ الْأَشْعَثِ: إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ " فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَكْرَهَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " §اسْتَبْطَأَ النَّاسُ أَيَّامَ ابْنِ الْأَشْعَثِ، فَقَالُوا لَهُ: أَخْرِجْ هَذَا الشَّيْخَ «يَعْنِي الْحَسَنَ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ،» فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الْجِسْرَيْنِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَالَ: فَغَفَلُوا عَنْهُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَنْهَارِ حَتَّى نَجَا مِنْهُمْ، وَكَادَ يَهْلِكُ يَوْمَئِذٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ - فِتْنَةُ ابْنِ الْأَشْعَثِ إِذْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ - انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي نَفَرٍ مِنْ نُظَرَائِهِمْ، فَدَخَلُوا عَلَى الْحَسَنِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا تَقُولُ فِي قِتَالِ هَذَا الطَّاغِيَةِ الَّذِي سَفْكَ الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَخَذَ الْمَالَ الْحَرَامَ، وَتَرَكَ الصَّلَاةَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ؟ قَالَ: وَذَكَرُوا مِنْ فِعْلِ الْحَجَّاجِ قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: «§أَرَى أَنْ لَا تُقَاتِلُوهُ؛ فَإِنَّهَا إِنْ تَكُنْ عُقُوبَةً مِنَ اللَّهِ فَمَا أَنْتُمْ بِرَادِّي عُقُوبَةِ اللَّهِ بِأَسْيَافِكُمْ -[164]-، وَإِنْ يَكُنْ بَلَاءً فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ» قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَهُمْ يَقُولُونَ: نُطِيعُ هَذَا الْعِلْجَ؟ قَالَ: وَهُمْ قَوْمٌ عُرْبٌ قَالَ: وَخَرَجُوا مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: «فَقُتِلُوا جَمِيعًا»

قَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَخْبَرَنِي مُرَّةُ بْنُ ذُبَابٍ أَبُو الْمُعَذَّلِ قَالَ: " §أَتَيْتُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ وَهُوَ صَرِيعٌ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا الْمُعَذَّلِ، لَا دُنْيَا، وَلَا آخِرَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ عَجْلَانَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَلْمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ وَهُوَ يَسْمَعُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا تَقُولُ فِي الْفِتَنِ مِثْلِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، وَابْنِ الْأَشْعَثِ؟ فَقَالَ: «§لَا تَكُنْ مَعَ هَؤُلَاءِ، وَلَا مَعَ هَؤُلَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: وَلَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ، فَخَطَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: «وَلَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَبَا سَعِيدٍ، نَعَمْ، وَلَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ، وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ حِينَ أَقْبَلَ ابْنُ الْأَشْعَثِ، فَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنِ الْخُرُوجِ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَيَأْمُرُ بِالْكَفِّ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يُحَضِّضُ، ثُمَّ قَالَ سَعِيدٌ فِيمَا يَقُولُ: مَا ظَنُّكَ بِأَهْلِ الشَّامِ إِذَا لَقِينَاهُمْ غَدًا، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ مَا خَلَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا نُرِيدُ خَلْعَهُ، وَلَكِنَّا نَقَمْنَا عَلَيْهِ اسْتِعْمَالَهُ الْحَجَّاجَ، فَاعْزِلْهُ عَنَّا فَلَمَّا فَرَغَ سَعِيدٌ مِنْ كَلَامِهِ تَكَلَّمَ الْحَسَنُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ وَاللَّهِ §مَا سَلَّطَ اللَّهُ الْحَجَّاجَ عَلَيْكُمْ إِلَّا عُقُوبَةً، فَلَا تُعَارِضُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ وَالتَّضَرُّعَ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ ظَنِّي بِأَهْلِ الشَّامِ فَإِنَّ ظَنِّي بِهِمْ أَنْ لَوْ جَاؤُوا، فَأَلْقَمَهُمُ الْحَجَّاجُ دُنْيَاهُ لَمْ يَحْمِلْهُمْ عَلَى أَمْرٍ إِلَّا رَكِبُوهُ، هَذَا ظَنِّي بِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «§لَوْ أَنَّ النَّاسَ -[165]- إِذَا ابْتُلُوا مِنْ قِبَلِ سُلْطَانِهِمْ صَبَرُوا مَا لَبِثُوا أَنْ يُفْرَجَ عَنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ يَجْزَعُونَ إِلَى السَّيْفِ، فَيُوَكَّلُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا جَاؤُوا بِيَوْمِ خَيْرٍ قَطُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَرْفَعَ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْحَسَنِ حَتَّى خَفَّ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ، وَكَفَّ الْحَسَنُ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو سَعِيدٍ فِي عُلُوٍّ مِنْهَا بَعْدُ، وَسَقَطَ الْآخَرُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَاعِدًا فِي أَصْلِ مِنْبَرِ ابْنِ الْأَشْعَثِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ قَالَ: تَمَنَّى رَجُلٌ، فَقَالَ: «§لَيْتَنِي بِزُهْدِ الْحَسَنِ، وَوَرَعِ ابْنِ سِيرِينَ، وَعِبَادَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَفِقْهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ» وَذَكَرَ مُطَرِّفًا بِشَيْءٍ لَا يَحْفَظُهُ رَوْحٌ، فَنَظَرُوا ذَلِكَ، فَوَجَدُوهُ كَامِلًا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلِ أَيُّوبَ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ: حَدِيثُ الْحَسَنِ وَضَحِكَ الرَّجُلُ، فَغَضِبَ أَيُّوبُ، وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، وَقَالَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: لَا شَيْءَ قَالَ: «§مَا ضَحِكْتَ لَخَيْرٍ، أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَتْ عَيْنَاكَ رَجُلًا قَطُّ أَفْقَهَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ: أَرَأَيْتَ مَا تُفْتِي النَّاسَ، أَشَيْئًا سَمِعْتَهُ أَمْ بِرَأْيِكَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: «§لَا وَاللَّهِ، مَا كُلُّ مَا نُفْتِي بِهِ سَمِعْنَاهُ، وَلَكِنْ رَأْيُنَا خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ رَأْيِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: §حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِحَدِيثٍ، فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ بِهِ قَالَ: قُلْتُ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَنْ حَدَّثَكُمْ؟» قَالَ: «لَا أَدْرِي» قَالَ: قُلْتُ: «أَنَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ قَالَ -[166]-: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ §الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهِلٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: «كُنَّا قُعُودًا مَعَ الْحَسَنِ عَلَى سَطْحِهِ إِذْ صَنَعَ الْحَجَّاجُ مَا صَنَعَ» ، قَالَ سُلَيْمَانُ: «§وَكَانَ أَخْرَجَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَصْرَةِ» قَالَ: " فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَ الْحَسَنِ، فَقَالَ: نَحْنُ نُقِرُّ بِهَذَا لِنَضْفِنُ دُونَ الْحَبْسِ " قَالَ: «فَرَدَّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ، وَكَرِهَ مَا قَالَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: «§مَا أُحِبُّ أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ دُعَاءَهُ إِلَّا الْحَسَنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: «§مَا أُحِبُّ أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ إِلَّا الْحَسَنَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، وَيُونُسَ يَقُولَانِ: «§مَا أَدْرَكْنَا أَجْمَعَ مِنَ الْحَسَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ يُشَبَّهُ كَلَامُ الْحَسَنِ بِكَلَامِ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ» فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَيْنَ غُذِيتَ؟ قَالَ: «بِالْأُبُلَّةِ» قَالَ: «§مِنْ هُنَاكَ أَتَيْتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَوْمًا: «أَنَا §أَعْرَبُ النَّاسِ» قَالَ -[167]-: فَقَالَ الْحَسَنُ: «أَنْتَ؟» قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْخُذَ عَلَيَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً» فَقَالَ: «هَذِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ قَالَ: «§كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا الْحَسَنَ لَا نَسْأَلُ عَنْ خَبَرٍ، وَلَا نُخْبِرُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا كَانَ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ» قَالَ: «وَكُنَّا نَأْتِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، فَيَسْأَلُنَا عَنِ الْأَخْبَارِ وَالْأَشْعَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي قَصَصِهِ فِي الدُّعَاءِ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ يَشْتَرِي كُلَّ يَوْمٍ لَحْمًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ» قَالَ: «وَمَا شَمِمْتُ مَرَقَةً قَطُّ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ مَرَقَةِ الْحَسَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§مَا وَجَدْتُ رِيحَ مَرَقَةٍ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ مَرَقَةِ الْحَسَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «أَنَا §نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ السُّلْطَانَ» ، فَقَالَ: «لَا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ الْيَوْمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§لَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلَّا بِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَاللَّهِ، وَمَا يَقُولُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، وَأَيُّوبَ يَتَكَلَّمَانِ، فَسَمِعْتُ حُمَيْدًا يَقُولُ لِأَيُّوبَ: «§لَوَدِدْتُ أَنَّهُ قُسِمَ عَلَيْنَا غُرْمٌ، وَأَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِالَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ» قَالَ أَيُّوبُ: «يَعْنِي فِي الْقَدَرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ أَبِي -[168]- يَقُولُ: «§الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَبَكْرٌ فَتَاهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ: " حَمَلْتُ الْحَسَنَ عَلَى حِمَارِي مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَرَأَى نَاسًا يَتَّبِعُونَهُ، فَقَالَ: «§مَا يُبْقِي هَؤُلَاءِ مِنْ قَلْبِ رَجُلٍ لَوْلَا أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ، فَيَعْرِفُهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ مَرَّةً مِنَ الْمَسْجِدِ، وَقَدْ ذُهِبَ بِحِمَارِهِ، فَأَتَى حِمَارِي، فَرَكِبَهُ، وَكَانَ حِمَارِي يَتَنَاوَلُ سَاقَ صَاحِبِهِ، فَخِفْتُهُ عَلَى الْحَسَنِ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ، فَقَالَ: «أَحِمَارُكَ هَذَا؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: وَخَلْفَهُ رِجَالٌ يَمْشُونَ؟ فَقَالَ: «لَا أَبَا لَكَ، §مَا يُبْقِي خَفْقُ نِعَالِ هَؤُلَاءِ مِنْ قَلْبِ آدَمَيٍّ ضَعِيفٍ، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يَرْجِعَ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - شَكَّ مُرَجَّى - إِلَى نَفْسِهِ، فَيَعْلَمُ أَنْ لَا شَيْءَ عِنْدَهُ لَكَانَ هَذَا فِي فَسَادِ قَلْبِهِ سَرِيعًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «إِنَّ §خَفْقَ النِّعَالِ خَلْفَ الرِّجَالِ قَلَّ مَا تَلْبَثُ الْحَمْقَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «§أَهْينُوا هَذِهِ الدُّنْيَا، فَوَاللَّهِ لَأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتُمُوهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ، وَعِنْدَهُ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: فَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ يَبْدُرُهُ إِيَاسٌ بِالْجَوَابِ قَالَ: ثُمَّ يُسْأَلُ الْحَسَنُ، فَنَعْرِفُ فَضْلَ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ قَالَ: " §فَسُئِلَ الْحَسَنُ: هَلْ يُجْزِي الصَّاعُ مِنَ الْعَسَلِ؟ " فَقَالَ إِيَاسٌ: «نَعَمْ» فَقَالَ الْحَسَنُ: «قَدْ يُجْزِي، وَقَدْ لَا يُجْزِي، قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ رَفِيقًا فَيُجْزِيهِ، وَيَكُونُ أَخْرَقَ فَلَا يُجْزِيهِ» قَالَ: «وَكَانَ فَضْلُ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ كَفَضْلِ الْبَازِ عَلَى الْعَصَافِيرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شَدَّادٍ - شَيْخٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ أَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ - قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ، فَقَالَ: «§مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا ثَلَاثًا , أَكَنُّوا الْكِبْرَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَأَظْهَرُوا التَّوَاضُعَ فِي لِبَاسِهِمْ، وَاللَّهِ لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ عُجْبًا بِكِسَائِهِ مِنْ صَاحِبِ الْمُطْرَفِ بِمُطْرَفِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ رِيحُ قِدْرٍ طَيِّبَةٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ قِدْرَكَ لَطَيِّبَةٌ قَالَ: «نَعَمْ؛ لِأَنَّ §رَغِيفِي مَالِكٌ، وَصِحْنَاءَهُ فَرْقَدٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ يُمْنَةٍ، وَرِدَاءُ يُمْنَةٍ، فَنَظَر إِلَيْهِ فَرْقَدٌ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: «أُسْتَاذُ يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَكُونَ» فَقَالَ الْحَسَنُ: «يَا ابْنَ أُمِّ فَرْقَدٍ، §أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِ النَّارِ أَصْحَابُ الْأَكْسِيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: اسْتَعَانَ رَجُلٌ بِالْحَسَنِ فِي حَاجَةٍ، فَخَرَجَ مَعَهُ، وَقَالَ: إِنِّي اسْتَعَنْتُ بِابْنِ سِيرِينَ، وَفَرْقَدٍ، فَقَالَا: حَتَّى نَشْهَدَ الْجَنَازَةَ، ثُمَّ نَخْرُجُ مَعَكَ قَالَ: «§أَمَا إِنَّهُمَا لَوْ مَشَيَا مَعَكَ لَكَانَ خَيْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ جُلُوسًا وَعِنْدَهُ فِتْيَانُ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: " §مَا لَهُمْ حَيَارَى: مَا لَهُمْ حَيَارَى، مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُجَالِسُنَا فِي حَلْقَتِنَا هَذِهِ قَوْمٌ مَا يُرِيدُونَ بِهِ إِلَّا الدُّنْيَا» وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا لَمْ يَتَقَوَّلْ عَلَيْنَا مَا لَمْ نَقُلْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ وَقَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَزَادَ، فَقَالُ ابْنُهُ: خِفُّوا عَنِ الشَّيْخِ، فَإِنَّكُمْ قَدْ شَقَقْتُمْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا قَالَ: «مَهْ - وَانْتَهَرَهُ - دَعْهُمْ، فَوَاللَّهِ §مَا شَيْءٌ أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رُؤْيَتِهِمْ، أَوْ مِنْهُمْ، إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَيَزُورُ أَخَاهُ، فَيَتَحَدَّثَانِ، وَيَذْكُرَانِ وَيَحْمَدَانِ رَبَّهُمَا حَتَّى يَمْنَعَهُ قَائِلَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: " كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَكَانَ كُلَّمَا قَدِمَ إِنْسَانٌ قَالَ: §سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَيَقُولُ الْحَسَنُ ": «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: «§مَا كُنَّا نَأْخُذُ عِلْمَ الْحَسَنِ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ غَالِبٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّ §فَضْلَ الْفِعَالِ عَلَى الْكَلَامِ مَكْرُمَةٌ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكَلَامِ عَلَى الْفِعَالِ عَارٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§ضَحِكُ الْمُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ يَقُولُ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَحْسِبُهُ عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ: " §إِذَا اجْتَمَعَ لِي أَرْبَعَةٌ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَى غَيْرِهِمْ، وَلَمْ أُبَالِ مَنْ خَالَفَهُمْ: الْحَسَنُ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَعَطَاءٌ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ أَئِمَّةُ الْأَمْصَارِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ §أَنَّ عَطَاءً سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «لَا أَدْرِي» ، فَقِيلَ: إِنَّ الْحَسَنَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «إِنَّهُ وَاللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ جَنْبَيَّ مِثْلُ قَلْبِ الْحَسَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ وَنَحْنُ بِمَكَّةَ: " §إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُخَلِّيَ لِي الْحَسَنَ، قَالَ

: فَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ وَأَنَا مَعَهُ فِي بَيْتٍ، قَالَ: فَقَالَ: إِذَا شَاءَ، قَالَ: فَجَاءَ الشَّعْبِيُّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: ادْخُلْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي الْبَيْتِ وَحْدَهُ، قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ تَدْخُلَ مَعِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَإِذَا الْحَسَنُ قُبَالَةَ الْقِبْلَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ، وَسَأَلْتَ فَأُعْطِيتَ، وَسُئِلْتَ فَمَنَعْتَ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ» ، قَالَ: ثُمَّ يَذْهَبُ، ثُمَّ يَرْجِعُ، ثُمَّ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ، وَسَأَلْتَ فَأُعْطِيتَ، وَسُئِلَتْ فَمَنَعْتَ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ» ، قَالَ: ثُمَّ يَذْهَبُ، ثُمَّ يَرْجِعُ، ثُمَّ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ، وَسَأَلْت فَأُعْطِيتَ، وَسُئِلْتَ فَمَنَعْتَ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ» ، قَالَ: ثُمَّ يَذْهَبُ، قَالَ: فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ الشَّعْبِيُّ، فَقَالَ لِي: «يَا هَذَا، انْصَرِفْ، فَإِنَّ هَذَا الشَّيْخَ فِي غَيْرِ مَا نَحْنُ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: §أَخَذَ الْحَسَنُ عَطَاءَهُ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ قَالَ: فَذَكَرَ أَهْلُهُ حَاجَةً، فَقَالَ لَهُمْ: «دُونَكُمْ بَقِيَّةَ الْعَطَاءِ، أَمَا إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِيهِ إِلَّا أَنْ يُصْنَعَ بِهِ هَذَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§كَثْرَةُ الضَّحِكِ مِمَّا يُمِيتُ الْقَلْبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: §سَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جِسْمِهِ، وَعَنْ مَطْعَمِهِ وَمَلْبَسِهِ، قَالَ: فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يَلْبَسُ عِمَامَةً حَزَقَانِيَّةً، قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ لِبَاسِ الْقَوْمِ، قَالَ: فَقَالَ: رَأَيْتُهُ يَأْتِي عَدِيًّا، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَأَلَنِي عَنْ مَجْلِسِهِ مِنْهُ قَالَ: فَرَأَيْتَهُ يَطْعَمُ عِنْدَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أُتِيَ يَوْمًا بِطَبَقٍ، فَتَنَاوَلَ فِرْسِكَةً، فَعَضَّ مِنْهَا، ثُمَّ رَدَّهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مُسْلِمِ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ أَبِي قَزْعَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ، وَذَكَرَ عَدَدًا -[172]- مِنَ الرَّقِيقِ مِمَّنْ بَعَثَ بِهِمْ إِلَيْهِ أَبُوكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ قَالَ: §كَانَ الْحَسَنُ لَا يَأْخُذُ عَلَى قَضَائِهِ أَجْرًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §ذَهَبَ النَّاسُ وَالنَّسْنَاسُ، نَسْمَعُ صَوْتًا، وَلَا نَرَى أَنِيسًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا قِيلَ لَهُ أَلَا تَخْرُجُ، فَتُغَيِّرُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا §يُغَيِّرُ بِالتَّوْبَةِ، وَلَا يُغَيِّرُ بِالسَّيْفِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ قَالَا: «§لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ، وَلَا تُجَادِلُوهُمْ، وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: §كَانَ الْحَسَنُ يُكْثِرُ - يَعْنِي يَتَكَلَّمُ - لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ: كُنَّا نَكُونُ مِلْءَ الْبَيْتِ، فَلَا نُطِيقُهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَهُ ابْنُهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: سَأَلْتَ عَنِ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، لِرَجُلٍ كَانَ خَطَبَ ابْنَتَهُ قَالَ: مَوْلَى عَتَاقَةٍ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُهُ وَجَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: اذْهَبْ، فَزَوِّجْهُ، كَمْ أَعْطَاكَ؟ قَالَ: أَعْطَانِي عَشَرَةَ آلَافٍ، قَالَ: عَشَرَةُ آلَافٍ عِشْرَةُ الْإِلْفِ، إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ عَشَرَةَ آلَافٍ، فَأَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى؟ دَعْ لَهُ سِتَّةَ آلَافٍ، وَخُذْ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ لَهُ مَعِي لَمِائَةَ أَلْفٍ، قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا فِي هَذَا خَيْرٌ، لَا تُزَوِّجْهُ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّ الْجَارِيَةِ، فَقَالَتْ: أَيْشِ §تَحْرِمُنَا رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الْعِلْجَةُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا، عَجُوزٌ طَوِيلَةٌ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: §بَعَثَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَسَنِ جُبَّةً وَخَمِيصَةً، فَقَبِلَهُمَا، فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ سَدَلَ الْخَمِيصَةَ عَلَى الْجُبَّةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: §رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ كَثِيرَةُ الْأَعْلَامِ، فَلَا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا إِذَا سَجَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: §كَانَ الْحَسَنُ لَا يَضَعُ الْعِمَامَةَ صَيْفًا وَلَا شِتَاءً إِذَا خَرَجَ إِلَى النَّاسِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ قَمِيصَ كَتَّانٍ شَطَوِيٍّ، وَبُرْدًا مُصَلَّبًا، وَقَبَاءً مُتَرَّكًا، وَطَيْلَسَانًا أَزْرَقِيًّا

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: §رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيَمَنِيَّةَ، وَالطَّيَالِسَةَ، وَالْعَمَائِمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دِينَارِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: §رَأَيْتُ الْحَسَنَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ , أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ مَنْزِلِي نَئِيُّ، وَالِاخْتِلَافُ يَشُقُّ عَلَيَّ، وَمَعِي أَحَادِيثُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَى بِالْقِرَاءَةِ بَأْسًا قَرَأْتُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: §مَا أُبَالِي قَرَأْتَ عَلَيَّ، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي أَوْ حَدَّثْتُكَ بِهِ، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، §عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ كُتُبَ -[174]- الْحَسَنِ، فَنَسَخَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَارِقٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: §شَهِدْتُ الْحَسَنَ عِنْدَ مَوْتِهِ يُوصِي، فَقَالَ لِكَاتِبٍ: اكْتُبْ: هَذَا مَا يَشْهَدُ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، مَنْ شَهِدَ بِهَا صَادِقًا عِنْدَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ أَوْصَى بِذَلِكَ عِنْدَ مَوْتِهِ، يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: §قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ سِيرِينَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ طَائِرًا آخِذًا الْحَسَنُ حَصَاهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ مَاتَ الْحَسَنُ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ فِي مَرَضِهِ، فَإِذَا ابْنُهُ يُفَهِّمُنِي ذَاكَ عَنْهُ، وَمَا سَمِعْتُ أَنَا ذَاكَ مِنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ لَيَسْتَرْجِعُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَلَحَظَ إِلَيْنَا لَحْظَةً، فَقَالَ: «§لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أَخَذَ مِنْ صِحَّتِهِ لِيَوْمِ سَقَمِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: كُنَّا فِي بَيْتِ قَتَادَةَ، فَجَاءَنَا الْخَبَرُ أَنَّ الْحَسَنَ قَدْ تُوُفِّيَ، فَقُلْتُ: لَقَدْ كَانَ §غُمِسَ فِي الْعِلْمِ غَمْسَةً: فَقَالَ قَتَادَةُ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّهُ ثَبَتَ فِيهِ، وَتَحَقَّنَهُ، وَتَشَرَّبَهُ، وَاللَّهِ لَا يُبْغِضُ الْحَسَنَ إِلَّا حَرُورِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: §بَعَثْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ابْعَثْ لِي بِكُتُبِ أَبِيكَ: فَبَعَثَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَمَّا ثَقُلَ قَالَ: اجْمَعْهَا لِي، فَجَمَعْتُهَا لَهُ، وَمَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ -[175]- بِهَا، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لِلْخَادِمِ: اسْتَجِرِّي التَّنُّورَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا، فَأُحْرِقَتْ، غَيْرَ صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَنِيهِ مُشَافَهَةً بِمِثْلِ الَّذِي أَخْبَرَنِي الرَّسُولُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، هَلْ غَزَوْتَ قَطُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، §غَزْوَةَ كَابُلَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: " §لَمْ يَحُجَّ الْحَسَنُ إِلَّا حَجَّتَيْنِ: حَجَّةً فِي أَوَّلِ عُمْرِهِ، وَأُخْرَى فِي آخِرِ عُمْرِهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْقَدَرِ يَنْتَحِلَونَ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، وَكَانَ قَوْلُهُ مُخَالِفًا لَهُمْ، كَانَ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، §لَا تُرْضِ أَحَدًا بِسَخَطِ اللَّهِ، وَلَا تُطِيعَنَّ أَحَدًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا تَحْمَدَنَّ أَحَدًا عَلَى فَضْلِ اللَّهِ، وَلَا تَلُومَنَّ أَحَدًا فِيمَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ وَالْخَلَائِقَ، فَمَضَوْا عَلَى مَا خَلَقَهُمْ عَلَيْهِ، فَمَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُزْدَادٌ بِحِرْصِهِ فِي رِزْقِهِ فَلْيَزْدَدْ بِحِرْصِهِ فِي عُمْرِهِ، أَوْ يُغَيِّرَ لَوْنَهُ، أَوْ يَزِيدَ فِي أَرْكَانِهِ أَوْ بَنَانِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبًا صَاحِبَ الطَّيَالِسَةِ قَالَ: §رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَبْكِي حَتَّى يَتَحَدَّرُ الدَّمْعُ عَلَى لِحْيَتِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ §الْحَسَنَ كَانَ لَا يَتَنَوَّرُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ: §كُنْتُ عَلَى بَابِ الْحَسَنِ، فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ابْنِ أَخِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حَذِقْتُ قُلْتُ: يَا عَمَّاهُ، إِنَّ §-[176]- الْمُعَلِّمَ يُرِيدُ شَيْئًا، قَالَ: مَا كَانُوا يَأْخُذُونَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: أَعْطِهِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: أَعْطِهِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، §لَا تَكُونَنَّ كُنْتِيًّا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: §كُنَّا نُصَلِّي مَعَ الْحَسَنِ عَلَى الْبَوَارِي، وَكَانَ الْحَسَنُ يَحْلِقُ رَأْسَهُ كُلَّ عَامٍ يَوْمَ النَّحْرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: «اللَّهُمَّ §تَرَى قُلُوبَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ وَالنِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيبَةِ وَالشَّكِّ فِي دِينِكَ، يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، وَاجْعَلْ دِينَنَا الْإِسْلَامَ الْقَيِّمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رِيَاحٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ: «§عَلَيْكُمْ مَوْلَانَا الْحَسَنَ، فَسَلُوهُ» ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَةَ، نَسْأَلُكَ وَتَقُولُ سَلُوا مَوْلَانَا الْحَسَنَ؟ فَقَالَ: «إِنَّا سَمِعْنَا وَسَمِعَ، فَحَفِظَ وَنَسِينَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: §قِيلَ لِلْحَسَنِ: أَلَا تَدْخُلُ عَلَى الْأُمَرَاءِ، فَتَأْمُرَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، إِنَّ سُيُوفَهُمْ لَتَسْبِقُ أَلْسِنَتَنَا، إِذَا تَكَلَّمْنَا قَالُوا بِسُيُوفِهِمْ هَكَذَا، وَوَصَفَ لَنَا بِيَدِهِ ضَرْبًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§إِنَّمَا الدُّنْيَا لَعْقَةٌ» قَالَ عُمَارَةُ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَافَقَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ غَيْرَ الْحَسَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ: §كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا فَرَقَدَ، وَهُوَ يَأْكُلُ خَبِيصًا، فَقَالَ: تَعَالَ فَكُلْ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لَا أُؤَدِّيَ شُكْرَهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَيْحَكَ، وَتُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§كَانَ الْفَتَى إِذَا نَسَكَ لَمْ نَعْرِفُهْ بِمَنْطِقِهِ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ بِعَمَلِهِ، وَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ: §حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ هَذَا التَّطْرِيبَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: §كَانَ الْحَسَنُ إِذَا أَثْنَى عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي وَجْهِهِ كَرِهَ ذَلِكَ، وَإِذَا دَعَا لَهُ سَرَّهُ ذَلِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ بِكِتَابٍ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ دُعَاءٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ: §رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: §سَأَلَ مَطَرٌ الْحَسَنَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ يُخَالِفُونَكَ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مَطَرُ، وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا قَطُّ؟ تَدْرِي مَا الْفَقِيهُ؟ الْفَقِيهُ الْوَرِعُ الزَّاهِدُ، الَّذِي لَا يَهُمُّ مَنْ فَوْقَهُ، وَلَا يَسْخَرُ بِمَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ، وَلَا يَأْخُذُ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ حُطَامًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَأَى جَنَازَةً يَقُولُ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي السَّوَادَ الْمُخْتَطَفَ» قَالَ: وَلَا يُحَدِّثُ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: §تُوُفِّيَ الْحَسَنُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ: فِي رَجَبٍ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِائَةُ يَوْمٍ، تَقَدَّمَهُ الْحَسَنُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: §مَاتَ الْحَسَنُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَأُخْرِجَ بِهِ حِينَ -[178]- انْصَرَفَ النَّاسُ قَالَ: وَذَهَبَ بِي أَبِي مَعَهُ، وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: وَكَانَ الْحَسَنُ أَكْبَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ

سعيد بن أبي الحسن، وكان أصغر من الحسن، وقد روى، وروي عنه

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، وَكَانَ أَصْغَرَ مِنَ الْحَسَنِ، وَقَدْ رَوَى، وَرُوِيَ عَنْهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خُلْدَةَ، قَالَ: §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: " §لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ حَزِنَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ حُزْنًا شَدِيدًا، وَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي مَجْلِسِهِ وَحَدِيثِهِ، قَالَ: فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ الْحُزْنَ عَارًا عَلَى يَعْقُوبَ، ثُمَّ قَالَ: بِئْسَتِ الدَّارُ الْمُفَرِّقَةُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: §دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ حِينَ نُعِيَ لَهُ أَخُوهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَعَزَّاهُ، وَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّك تُعَلِّمُ النَّاسَ، وَإِنَّهُمْ يَرَوْنَكَ تَبْكِي، فَيَذْهَبُونَ بِهَذَا إِلَى عَشَائِرِهِمْ، فَيَقُولُونَ رَأَيْنَا الْحَسَنَ يَبْكِي عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، فَيَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَدْ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَرْحَمُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَتَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِجَزَعٍ، إِنَّمَا الْجَزَعُ مَا كَانَ مِنَ اللِّسَانِ أَوِ الْيَدِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ حُزْنَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ ذَنْبًا إِذْ قَالَ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84] ، وَرَحِمَ اللَّهُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، دَعَا لَهُ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: مَا عَلِمْتُ فِي الْأَرْضِ مِنْ شِدَّةٍ كَانَتْ تَنْزِلُ بِي إِلَّا كَانَ يَوَدُّ أَنَّهُ كَانَ وَقَى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: §دَفَعَ إِلَيَّ الْحَسَنُ بُرْنُسًا مُطَوَّسًا كَانَ لِأَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ لَمَّا مَاتَ أَنْ أَبِيعَهُ، وَكَانَ اغْتَمَّ عَلَيْهِ غَمًّا شَدِيدًا، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَلَمْ أُعْطَ بِهِ إِلَّا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَفَأَشْتَرِيهِ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ لَا أَرَاهُ عَلَيْكَ، قَالَ: قُلْتُ: إِذَا جِئْتُكَ لَمْ أَلْبَسْهُ قَالَ: فَلَبِسْتُهُ، وَأَتَيْتُ مَسْجِدَ بَنِي عَدِيٍّ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، فَقَالَتْ: ابْنَ عَوْنٍ، أَلَا أَرَاكَ تَلْبَسُ مِثْلَ هَذَا، قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَقْرِئْهَا مِنِّي السَّلَامَ، وَأَبْلِغْهَا أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَدْ كَانَ يَشْتَرِي الْحُلَّةَ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَيَلْبَسُهَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ لَا يَلْبَسُهَا إِلَّا لِلصَّلَاةِ، قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ الْمِائَةِ

جابر بن زيد الأزدي ويكنى أبا الشعثاء

§جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ الْأَزْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الشَّعْثَاءِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ، عَنْ حَيَّانَ الْأَعْرَجِ، أَوْ صَالِحٍ الدَّهَّانِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ، أَنَّ §جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ أَعْوَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ فَضَاءٍ، عَنْ إِيَاسَ قَالَ: «§أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ، وَمُفْتِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ»

قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَمْرٍو قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ»

قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§لَوْ نَزَلَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لَأَوْسَعَهُمْ عَمَّا فِي كِتَابِ -[180]- اللَّهِ عِلْمًا»

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَكْبَرُ عِلْمِي قَالَ: «§كَانَ الْحَسَنُ يَغْزُو، وَكَانَ مُفْتِي النَّاسِ هَاهُنَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ» ، قَالَ: «ثُمَّ جَاءَ الْحَسَنُ فَكَانَ يُفْتِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§ذَكَرَ أَيُّوبُ يَوْمًا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، فَعَجِبَ مِنْ فِقْهِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: " §سُئِلَ أَيُّوبُ: هَلْ رَأَيْتَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ لَبِيبًا لَبِيبًا لَبِيبًا "، قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: مِنْ رَجُلٍ فِيهِ حَدٌّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: «§أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ، وَمَا لَهُمْ مُفْتٍ يُفْتِيهِمْ غَيْرُ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: " §سُجِنَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَسْتَفْتُونَهُ فِي الْخُنْثَى كَيْفَ يُورَّثُ، فَقَالَ: تَسْجُنُونِي وَتَسْتَفْتُونِي؟ قَالَ: انْظُرُوا مِنْ أَيِّهِمَا يَبُولُ فَوَرِّثُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ هِنْدٍ قَالَتْ: " §خَرَجْنَا مِنَ الطَّاعُونِ فِرَارًا إِلَى الْعِرَاقِ، فَكَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ يَأْتِينَا عَلَى حِمَارٍ، فَكَانَ يَقُولُ: مَا أَقْرَبَكُمْ مِمَّنْ أَرَادَكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: " §مَضَى مِنْ أَجَلِي سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: فَأَصَبْتُ فِيهَا، وَنَعِمْتُ، فَنَعْلِي الْآنَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَّا خَيْرًا قَدَّمْتُهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: «إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ عَنْكَ مَا يَسْمَعُونَ» فَقَالَ: «إِنَّمَا لِلَّهِ §يَكْتُبُونَ» فَقَالَ عَفَّانُ: «وَأَنَا أَتَحَوَّلُ عَنْهُ غَدًا» وَقَالَ عَارِمٌ: «وَأَنَا أَرْجِعُ عَنْهُ غَدًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: «§رَحِمَ اللَّهُ جَابِرًا، كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدَّرَاهِمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُرْجَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يَجِيءُ سَابِقَ الْحَاجِّ، يَسِيرُ إِحْدَى عَشْرَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: إِنَّ الْإِبَاضِيَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنْهُمْ قَالَ: «§أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ» قَالَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِهِ: «قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ وَهُوَ يَمُوتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ بَرِيئًا مِمَّا يَقُولُونَ، يَعْنِي جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ» قَالَ عَارِمٌ: «وَكَانَتِ الْإِبَاضِيَّةُ يَنْتَحِلُونَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْقَصَّافِ، عَنْ عَزْرَةَ الْكُوفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يَنْتَحِلُونَكَ فَقَالَ: «§أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ -[182]- بْنُ يَحْيَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَقَدْ ثَقُلَ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: «§نَظْرَةٌ مِنَ الْحَسَنِ» قَالَ: فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سَيَصْرِفُ عَنِّي أَبْصَارَهُمْ» قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: فَقَالَ: {يَوْم يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158] قَالَ: فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: إِنَّ الْإِبَاضِيَّةَ تَتَوَلَّاكَ قَالَ: فَقَالَ: «أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ» قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي أَهْلِ النَّهَرِ؟ قَالَ: فَقَالَ: «أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ» قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ يَشْتَكِي: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: «§نَظْرَةٌ مِنَ الْحَسَنِ» قَالَ: فَانْطَلَقَ ثَابِتٌ إِلَى الْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «أَقْعِدُونِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: " §أَتَيْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ مُخْتَفٍ عِنْدَ أَبِي خَلِيفَةَ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ بِالْمَوْتِ قَالَ: رُوَيْدًا نَمْشِي فَلَمَّا أَمْسَى أَرْسَلَ إِلَى بَغْلَتِهِ فَرَكِبَهَا، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَأَتَى جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى أَسْحَرَ، فَلَمَّا خَافَ الصُّبْحَ وَلَمْ يَمُتْ قَامَ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ حَيَّانَ الْأَعْرَجِ أَوْ أَبِي الصَّلْتِ الدَّهَّانِ - شَكَّ أَبُو هِلَالٍ - أَنَّ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ «§أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ امْرَأَتُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: «مَاتَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ» وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: «مَاتَ جَابِرٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي جُمُعَةٍ» قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذَا خَطَأٌ وَوَهْلٌ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ فِيهِمَا جَمِيعًا، مَاتَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ، مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، وَمَاتَ أَنَسٌ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ

أبو قلابة الجرمي واسمه عبد الله بن زيد، وكان ثقة، كثير الحديث، وكان ديوانه بالشام

§أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ دِيوَانُهُ بِالشَّامِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قِيلَ: «أَيُّ النَّاسِ أَغْنَى؟» قَالَ: «§الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤْتَى» قَالَ: «فَأَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟» قَالَ: «الَّذِي يَزْدَادُ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، وَذَكَرَ أَبَا قِلَابَةَ، وَقَالَ: «§كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الْأَلْبَابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: «§لَوْ كَانَ أَبُو قِلَابَةَ مِنَ الْعَجَمِ لَكَانَ مُوبِذَ مُوبَذَانَ، يَعْنِي قَاضِي الْقُضَاةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «§إِذَا كَانَ الرَّجُلُ النَّاسُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَذَاكَ قَمِنَ مِنْ أَنْ يَهْلِكَ، وَإِنْ كَانَ هُوَ أَعْلَمَ بِنَفْسِهِ مِنَ النَّاسِ فَذَاكَ قَمِنَ مِنْ أَنْ يَنْجُوَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§وَجَدْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ مِنْهُ فِرَارًا، وَأَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً، وَمَا أَدْرَكْتُ بِالْبَصْرَةِ رَجُلًا كَانَ أَقْضَى مِنْ أَبِي قِلَابَةَ، مَا أَدْرِي مَا مُحَمَّدٌ لَوْ خُبِرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: طُلِبَ 4820 أَبُو قِلَابَةَ لِلْقَضَاءِ، فَفَرَّ، فَلَحِقَ بِالشَّامِ، فَأَقَامَ زَمَانًا، ثُمَّ جَاءَ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ أَنَّكَ وُلِّيتَ الْقَضَاءَ، وَعَدَلْتَ بَيْنَ النَّاسِ، رَجَوْتُ لَكَ فِي ذَلِكَ أَجْرًا قَالَ لِي: «يَا أَيُّوبُ، §السَّابِحُ إِذَا وَقَعَ فِي الْبَحْرِ كَمْ عَسَى أَنْ يَسْبُحَ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: " ذُكِرَ أَبُو قِلَابَةَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: ذَاكَ §-[184]- أَخِي حَقًّا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: يَا أَبَا قِلَابَةَ، حَدِّثْ قَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي §لَأَكْرَهُ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ، وَأَكْرَهُ كَثِيرًا مِنَ السُّكُوتِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَخْلَدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «§إِذَا حُدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ، فَقَالَ دَعْنَا مِنْ هَذَا، وَهَاتِ كِتَابَ اللَّهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ وُهَيْبٍ، جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «§مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلَّا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «§لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ، وَلَا تُجَادِلُوهُمْ، فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ، أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «§إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ أَهْلٌ ضَلَالَةٍ، وَلَا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارِ فَجَرَّتْهُمْ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَنْتَحِلُ رَأَيًا وَيَقُولُ قَوْلًا، فَيَتَنَاهَى بِهِ الْأَمْرُ دُونَ السَّيْفِ، وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ ضُرُوبًا» ، ثُمَّ تَلَا: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} [التوبة: 75] ، {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} [التوبة: 61] ، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58] «فَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ، وَاجْتَمَعُوا فِي الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ، وَاجْتَمَعُوا فِي السَّيْفِ، وَلَا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارِ» ، قَالَ أَيُّوبُ: «وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الْأَلْبَابِ يَعْنِي أَبَا قِلَابَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «§أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا، مَا لِي بِهَا مِنْ حَاجَةٍ -[185]- إِلَّا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ، أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَتَّى قَدِمَ، فَسَأَلْتُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: " §كُنَّا نَأْتِي أَبَا قِلَابَةَ، فَإِذَا حَدَّثَنَا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: " أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَبِي قِلَابَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَأَدْخُلُ؟ فَقَالَ: §نَعَمْ، إِنْ لَمْ تَكُنْ حَرُورِيًّا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ يَأْتِي الْخَزَّازِينَ، فَيَقُولُ: «§اكْتُبُوا لِي فِي مُطْرَفٍ طُولُهُ كَذَا، وَعَرْضُهُ كَذَا، وَهَيْئَتُهُ كَذَا، فَإِذَا جَاءَ اشْتَرَاهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ «أَنَّهُ كَانَ §يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَرِضَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ، فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعُودُهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا قِلَابَةَ، §تَشَدَّدْ لَا يَشْمَتْ بِنَا الْمُنَافِقُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ أَبَا الْعَالِيَةِ لَمَّا دَخَلَ عَلَى أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «§تَجَلَّدْ لَا يَشْمَتْ بِنَا الْمُنَافِقُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: «§ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا، وَإِلَّا فَاحْرِقُوهَا» قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: «مَاتَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ بِدِيرَايَا، وَكَانَ مَكْتَبُهُ بِالشَّامِ، تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَمِائَةٍ»

مسلم بن يسار ويكنى أبا عبد الله، مولى طلحة بن عبيد الله التيمي، من قريش

§مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ، مِنْ قُرَيْشٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ «§أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ، فَوَقَعَ إِلَى جَنْبِهِ حَرِيقٌ، فَمَا شَعَرَ بِهِ حَتَّى طُفِئَتِ النَّارُ»

قَالَ: وَقَالَ أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ»

قَالَ: وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي «§أَنَّ أَبَاهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَنْزِلَ لَمْ يُسْمَعْ لَهُمْ ضَجَّةٌ، فَإِذَا قَامَ يُصَلِّي ضَجُّوا وَضَحِكُوا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: ذُكِرَ لِمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قِلَّةُ الْتِفَاتِهِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: «§وَمَا يُدْرِيكُمْ أَيْنَ قَلْبِي؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ يُصَلِّي كَأَنَّهُ وَتِدٌ، لَا يَتَرَوَّحُ، عَلَى رِجْلٍ مَرَّةً، وَعَلَى رِجْلٍ مَرَّةً، وَلَا يُحَرَّكُ لَهُ ثَوْبًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: سَأَلْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: «§تَضَعُ بَصَرَكَ حَيْثُ تَسْجُدُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا أَدْرِي مَا حُسِبَ إِيمَانُ عَبْدٍ لَا يَدَعُ شَيْئًا مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ -[187]- بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ §يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ، وَبَلَغَهُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ عَمَلِي إِلَّا وَأَنَا أَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَهُ مَا أَفْسَدَهُ لَيْسَ الْحَبُّ فِي اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: " §لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا، لَوْ لَعَنْتُ شَيْئًا مَا تَرَكْتُهُ فِي بَيْتِي وَكَانَ لَا يَسُبُّ أَحَدًا، وَكَانَ أَشَدُّ مَا يَقُولُ إِذَا غَضِبَ: فُرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ " قَالَ: «فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ عَلِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «إِنِّي §لَأُصَلِّي فِي نَعْلِي، وَخَلْعُهُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ، مَا أَبْتَغِي بِذَلِكَ إِلَّا السُّنَّةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي لَأُصَلِّي فِي نَعْلِي وَخَلْعُهُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ، مَا أَبْتَغِي بِذَلِكَ إِلَّا السُّنَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: سُئِلَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ قَاعِدًا، فَقَالَ: «§إِنِّي لَأَكْرَهُ أَوْ أَبْغَضُ أَنْ يَرَانِي اللَّهُ أَنْ أُصَلِّيَ قَاعِدًا مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَمَسَّ فَرْجِي بِيَمِينِي، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ آخُذَ بِهَا كِتَابِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: «§إِيَّاكُمْ وَالْمِرَاءَ، فَإِنَّهُ سَاعَةُ جَهْلِ الْعَالِمِ، وَبِهِ يَبْتَغِي الشَّيْطَانُ زَلَّتَهُ» ، قَالَ مُحَمَّدٌ: «هَذَا الْجِدَالُ، هَذَا الْجِدَالُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبٍ -[188]-، يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ - عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ مَرَّ بِمَسْجِدٍ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَرَجَعَ، فَقَالَ لَهُ الْمُؤَذِّنُ: مَا رَدَّكَ؟ قَالَ: «§أَنْتَ رَدَدْتَنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " كَانَ لِأَبِي غُلَامٌ لَا يُصَلِّي، وَكَانَ لَا يَضْرِبُهُ، يَقُولُ: §مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِهِ، قَدْ غَلَبَنِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ذَكَرَ أَيُّوبُ الْقُرَّاءَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ، فَقَالَ: «§لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلَّا قَدْ رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلَا نَجَا فَلَمْ يُقْتَلْ إِلَّا قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ صَحِبَهُ إِلَى مَكَّةَ قَالَ: فَقَالَ لِي وَذَكَرَ الْفِتْنَةَ: «§إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ أَنِّي لَمْ أَرْمِ فِيهَا بِسَهْمٍ، وَلَمْ أَطْعَنْ فِيهَا بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ فِيهَا بِسَيْفٍ» قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ رَآكَ وَاقِفًا فِي الصَّفِّ؟ فَقَالَ: «هَذَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، وَاللَّهِ مَا وَقَفْتُ هَذَا الْمَوْقِفَ إِلَّا وَهُوَ عَلَى الْحَقِّ فَتَقَدَّمَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ» قَالَ: «فَبَكَى، وَبَكَى حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَهُ شَيْئًا» قَالُوا: وَكَانَ مُسْلِمٌ ثِقَةً فَاضِلًا، عَابِدًا وَرِعًا، أَرْفَعَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْحَسَنِ، حَتَّى خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، فَوَضَعَهُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ، وَارْتَفَعَ الْحَسَنُ عَنْهُ. قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ مِائَةٍ، أَوْ إِحْدَى وَمِائَةٍ»

جبير بن أبي حية وهو أبو زياد بن جبير، روى عن المغيرة بن شعبة

§جُبَيْرُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ وَهُوَ أَبُو زِيَادِ بْنُ جُبَيْرٍ، رَوَى عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ

حيان بن عمير القيسي ويكنى أبا العلاء، وكان ثقة، قليل الحديث روى عن ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن سمرة

§حَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ الْقَيْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْعَلَاءِ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ

أبو مدينة السدوسي واسمه: عبد الله بن حصين، وكان قليل الحديث، روى عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير

§أَبُو مَدِينَةَ السَّدُوسِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُصَيْنٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ

خالد بن غلاق العبسي، وكان قليل الحديث

§خَالِدُ بْنُ غَلَّاقٍ الْعَبْسِيُّ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مضارب بن حزن من بني مازن، وكان قليل الحديث، روى عن أبي هريرة

§مُضَارِبُ بْنُ حَزْنٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عبد الله بن أبي بكرة وأمه امرأة من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، ثم أحد بني صريم، وولد عبد الله بن أبي بكرة بالبحرين قبل أن ينزل البصرة، وكان أسن ولد أبي بكرة، ولم يل لهم شيئا، وتوفي أبو بكرة عن أربعين ولدا من بين ذكر وأنثى، فأعقب منهم سبعة، عبد

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي صُرَيْمٍ، وَوُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ بِالْبَحْرَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْبَصْرَةَ، وَكَانَ أَسَنَّ وَلَدِ أَبِي بَكْرَةَ، وَلَمْ يَلِ لَهُمْ شَيْئًا، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرَةَ عَنْ أَرْبَعِينَ وَلَدًا مِنْ بَيْنِ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، فَأَعْقَبَ مِنْهُمْ سَبْعَةً، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَحَدُهُمْ

عبيد الله بن أبي بكرة وأمه هولة بنت غليظ، من بني عجل، قليل الحديث

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَأُمُّهُ هَوْلَةُ بِنْتُ غَلِيظٍ، مِنْ بَنِي عِجْلٍ، قَلِيلُ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ رَأَيْنَاهُ بِالْبَصْرَةِ يَتَوَضَّأُ هَذَا الْوُضُوءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ» قَالَ: قُلْنَا: «انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ يَلُوطُ اسْتَهُ» يَعْنِي: يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ قَالُوا: «وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ سِجِسْتَانَ أَيَّامَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ»

عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو أول مولود ولد بالبصرة، فنحروا يومئذ جزورا وهم بالخريبة، فأطعم أهل البصرة فكفتهم، وكانوا قدر ثلاثمائة، وكان ثقة، له أحاديث ورواية، وأم عبد الرحمن هولة بنت غليظ من بني عجل، وتوفي عبد الرحمن وله عقب

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ، فَنَحَرُوا يَوْمَئِذٍ جَزُورًا وَهُمْ بِالْخُرَيْبَةِ، فَأُطْعِمَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَكَفَتْهُمْ، وَكَانُوا قَدْرَ ثَلَاثِمِائَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ وَرِوَايَةٌ، وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَوْلَةُ بِنْتُ غَلِيظٍ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَهُ عَقِبٌ

عبد العزيز بن أبي بكرة وأمه أم ولد، وقد روي عنه، أيضا، وله أحاديث، وتوفي عبد العزيز وله عقب

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، أَيْضًا، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَلَهُ عَقِبٌ

مسلم بن أبي بكرة وقد روي عنه، وتوفي وله عقب

§مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ

رواد بن أبي بكرة وتوفي وله عقب

§رَوَّادُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ

يزيد بن أبي بكرة

§يَزِيدُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ

عتبة بن أبي بكرة

§عُتْبَةُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ

النضر بن أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأمه أم ولد، وكان ثقة، وله أحاديث، وقد روي عنه، ومات قبل الحسن

§النَّضْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، وَمَاتَ قَبْلَ الْحَسَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يُغَسِّلُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ وَالْحَسَنُ شَاهِدٌ وَأَنَا أُعَاطِيهِمْ، فَقَالَ لِي مُحَمَّدٌ: «§حَيَّ بِنَمَطٍ» فَجِئْتُهُ بِنَمَطٍ أَحْمَرَ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ، هَذَا زِينَةُ قَارُونَ» فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: «نَعَمْ» فَقَالَ لِي مُحَمَّدٌ: «حَيَّ بِغَيْرِهِ» قَالَ: «فَجِئْتُهُ بِنَمَطٍ آخَرَ أَخْضَرَ، فَلَفَّهُ فِيهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ - قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ فِي جِنَازَةِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، وَكَانَ فِيهَا الْأَشْعَثُ بْنُ أَسْلَمَ الْعِجْلِيُّ، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّهُ §يُعْجِبُنِي أَنْ لَا أَسْمَعَ فِي الْجِنَازَةِ صَوْتًا» قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّ لِلْخَيْرِ لَأَهْلِينَ، إِنَّ لِلْخَيْرِ لَأَهْلِينَ» مَرَّتَيْنِ يَقُولُهُ قَالَ: «وَصَلَّى مُوسَى بْنُ أَنَسٍ يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ» -[192]-، قَالَ: «وَكَانَ قَبْرًا وَاسِعًا مَضْرُوحًا فِيمَا يَحْسِبُ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي فِي قَبْرِ النَّضْرِ وَعَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ لَيْسَ عَلَيْهَا رِدَاءٌ»

عبد الله بن أنس بن مالك وأمه الفارعة بنت المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن مرة الشيباني، وكان ثقة، قليل الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأُمُّهُ الْفَارِعَةُ بِنْتُ الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

موسى بن أنس بن مالك بن النضر، وأمه من أهل اليمن، وكان ثقة، قليل الحديث

§مُوسَى بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ، وَأُمُّهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

مالك بن أنس بن مالك

§مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: كُنَّا بِالْبَحْرَيْنِ، وَمَعَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: فَمَرِضْتُ فَثَقُلْتُ، فَأُغْمِيَ عَلَيَّ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ قَالَ: فَبَعَثَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِلَيَّ كُلَّ طَبِيبٍ بِالْبَحْرَيْنِ وَأَنَا لَا أَعْقِلُ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: نَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنَكْوِيهِ قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ لَهُ شَعْرٌ حَسَنٌ فَقَالَ مَالِكٌ: «§لَا أُزَوِّدُهُ نَارًا، وَلَا أَدْفِنُهُ إِلَّا جَمِيعًا» ، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَعَادَهُ يَعْنِي أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَادَ مُحَمَّدًا فِي مَرَضِهِ

محمد بن سيرين ويكنى أبا بكر، مولى أنس بن مالك، وكان ثقة مأمونا، عاليا رفيعا، فقيها إماما، كثير العلم، ورعا، وكان به صمم، قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: من سبي عين التمر، وكان مولى أنس بن مالك

§مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، عَالِيًا رَفِيعًا، فَقِيهًا إِمَامًا، كَثِيرَ الْعِلْمِ، وَرِعًا، وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ: مِنْ أَيْنَ كَانَ أَصْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؟ فَقَالَ: مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَكَانَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَوُلِدْتُ أَنَا لِسَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلَافَتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي «§أَنَّ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ صَفِيَّةَ مَوْلَاةَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ طَيَّبَهَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَوْا لَهَا، وَحَضَرَ إِمْلَاكَهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَدْعُو وَهُمْ يُؤَمِّنُونَ» قَالَ: وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: «وُلِدَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ثَلَاثُونَ وَلَدًا مِنَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ إِخْوَةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدٌ، فَقَالَ: «§إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَنْ أَخُو كُلِّ وَاحِدٍ لِأُمِّهِ، هَذَا وَهَذَا لِأُمٍّ، وَهَذَا وَهَذَا لِأُمٍّ، وَهَذَا وَهَذَا لِأُمٍّ، فَمَا أَخْطَأَ شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: §عَنْ مَنْ يُحَدِّثُ مُحَمَّدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَتْ: " وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: §عَنْ مَنْ يُحَدِّثُ مُحَمَّدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ» قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ §إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ، لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالرَّفْعِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ، وَقَوْلُهُ: جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَحَدِيثٌ ثَالِثٌ نَسِيَهُ سُلَيْمَانُ "

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ مُحَمَّدٌ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ»

قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: " §كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ، لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ قَالُوا: «وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدٌ أَيْضًا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، وَشُرَيْحٍ، وَغَيْرِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ شُرَيْحًا، إِنْ كَانَ لَيُدْنِي مَجْلِسِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ §إِذَا حَدَّثَ كَأَنَّهُ يَتَّقِي شَيْئًا، كَأَنَّهُ يَحْذَرُ شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: " §إِيَّاكُمْ وَالْكُتُبَ، فَإِنَّمَا تَاهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - أَوْ قَالَ -: ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْكُتُبِ "، قَالَ بَكَّارٌ: «وَلَمْ يَكُنْ لِجَدِّي، وَلَا لِأَبِي، وَلَا لِابْنِ عَوْنٍ كِتَابٌ فِيهِ تَمَامُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: «§لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا كِتَابًا لَاتَّخَذْتُ رَسَائِلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ , أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ الْحَدِيثَ -[195]-، فَإِذَا حَفِظَهُ مَحَاهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبٍ قَالَ: قَالَ لَنَا الشَّعْبِيُّ: «§عَلَيْكُمْ بِذَاكَ الْأَصَمِّ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ قَالَ: «§خُذُوا بِحِلْمِ مُحَمَّدٍ، وَلَا تَأْخُذُوا بِغَضَبِ الْحَسَنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ الْبَاءَ، ثُمَّ يَمُدَّهَا إِلَى الْمِيمِ حَتَّى يَكْتُبَ السِّينَ قَالَ: وَيَقُولُ: " §انْظُرْ مَا كَتَبْتُ: بِسْمِ اللَّهِ " ثُمَّ يَقُولُ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِفُلَانٍ، وَيَقُولُ: " §اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَجُلًا يَكْتُبُ بِرِيقِهِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «§يَسُرُّكَ أَنْ تَلْحَسَ نَعْلَكَ؟» فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: «§قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا، وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَيْهِ حَدَّثَنَا وَتَحَدَّثْنَا، وَضَحِكَ، وَسَأَلَ عَنِ الْأَخْبَارِ، فَإِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا، وَمَارَاهُ رَجُلٌ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: «إِنِّي قَدْ §أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِالْمِرَاءِ مِنْكَ، وَلَكِنْ لَا أُرِيدُ أَنْ أُمَارِيَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ، وَلَا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ»

قَالَ: وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «§اصْرِفُوهُ حَيْثُ شِئْتُمْ، فَلَتَجِدُنَّهُ أَشَدَّكُمْ وَرَعًا، وَأَمْلَكَكُمْ لِنَفْسِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ رَجُلًا، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ الْأَسْوَدَ ثُمَّ قَالَ: «§أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، مَا أُرَانِي إِلَّا قَدِ اغْتَبْتُ الرَّجُلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ وَهْبٍ الطَّاحِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدْ كُنْتُ اشْتَكَيْتُ، فَقَالَ: «ائْتِ فُلَانًا، فَاسْتَوْصِفْهُ؛ فَإِنَّهُ حَسَنُ الْعِلْمِ بِالطِّبِّ» ثُمَّ قَالَ: «وَلَكِنِ ائْتِ فُلَانًا؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنْهُ» ثُمَّ قَالَ: «§أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، مَا أُرَانِي إِلَّا قَدِ اغْتَبْتُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: «§مَا حَسَدْتُ أَحَدًا شَيْئًا قَطُّ، بَرًّا وَلَا فَاجِرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: «§لَوْ شِئْتُ أَنْ أَزِنَ مَا آكُلُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: «§إِنِّي لَأَزِنُ طَعَامِي وَزْنًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ: «§لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ»

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ فِي شَيْءٍ رَاجَعْتُهُ فِيهِ: " §إِنِّي لَمْ أَقُلْ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، إِنَّمَا قُلْتُ: لَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ -[197]- وَأُصَدِّقُهُ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§كَانَ مُحَمَّدٌ وَالْحَسَنُ سَيِّدَيْ أَهْلِ هَذَا الْمِصْرِ عَرَبِيِّهَا وَمَوْلَاهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: «§لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ أَنَّ كَلَامَهُ يُكْتَبُ عَلَيْهِ لَقَلَّ كَلَامُهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: «§مَا رَابَهُ شَيْءٌ إِلَّا تَرَكَهُ مُنْذُ نَشَأَ» يَعْنِي مُحَمَّدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا دَخَلَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ، فَجَعَلَ يُجِيبُهُ، وَثَمَّ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: سَلْهُ مَا يَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ قَالَ: «أَيُّ الْقَوْمِ أَمَرَكَ بِهَذَا؟» ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: «§إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ، وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْقَدَرِ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] قَالَ: وَوَضَعَ إِصْبَعَيْ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَقَالَ: «§إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ عَنِّي، وَإِمَّا أَنْ أَخْرُجَ عَنْكَ» قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «إِنَّ قَلْبِي لَيْسَ بِيَدِي، وَإِنِّي خِفْتُ أَنْ يَنْفُثَ فِي قَلْبِي شَيْئًا، فَلَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُخْرِجَهُ مِنْهُ، فَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ لَا أَسْمَعَ كَلَامَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ قَالَا: «§مَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لِأَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §لَمْ يَبْلُغْ مُحَمَّدًا قَطُّ حَدِيثَانِ أَحَدُهُمَا أَشَدُّ مِنَ الْآخَرِ إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا قَالَ: وَكَانَ لَا يَرَى بِالْآخَرِ بَأْسًا، وَكَانَ قَدْ طُوِّقَ لِذَلِكَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «§وَأَيُّنَا يُطِيقُ مَا يُطِيقُ مُحَمَّدٌ؟ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السِّنَانِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدٌ §يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ اشْتَرَى هَذِهِ الْأَرْضَ الَّتِي بِرُسْتَاقِ جَرْجَرَايَا، وَصَارَتْ فِي يَدَيْ مُحَمَّدٍ، وَفِي يَدَيْ أَخِيهِ يَحْيَى، فَأَخَذَ بِخَرَاجِهَا، وَكَانَ فِيهَا كَرْمٌ، فَأَرَادُوا يَعْصِرُونَهُ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «§لَا تَعْصِرُوهُ، بِيعُوهُ رَطْبًا» قَالُوا: لَا يُنْفِقُ عَنَّا قَالَ: «فَاجْعَلُوهُ زَبِيبًا» قَالُوا: لَا يَجِيءُ مِنْهُ الزَّبِيبُ «فَضَرَبَ الْكَرْمَ، وَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ، وَانْحَدَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ قَالَتْ: «كَانَتْ أُمُّ مُحَمَّدٍ امْرَأَةً حِجَازِيَّةً، وَكَانَ يُعْجِبُهَا الصِّبْغُ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا اشْتَرَى لَهَا ثَوْبًا اشْتَرَى أَلْيَنَ مَا يَجِدُ لَا يَنْظُرُ فِي بَقَائِهِ، فَإِذَا كَانَ كُلَّ يَوْمِ عِيدٍ صَبَغَ لَهَا ثِيَابَهَا» ، قَالَتْ: «§وَمَا رَأَيْتُهُ رَافِعًا صَوْتَهُ عَلَيْهَا قَطُّ، وَكَانَ إِذَا كَلَّمَهَا كَلَّمَهَا كَالْمُصْغِي إِلَيْهَا بِالشَّيْءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ «أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ §إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ، لَوْ رَآهُ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُهُ ظَنَّ أَنَّ بِهِ مَرَضًا مِنْ خَفْضِهِ كَلَامَهُ عِنْدَهَا»

قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ عَنْ سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حِينَ حُبِسَ لَهُ قَالَ: «كَانَ §اشْتَرَى طَعَامًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَأُخْبِرَ عَنْ أَصْلِ الطَّعَامِ بِشَيْءٍ كَرِهَهُ، فَتَرَكَهُ، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، وَبَقِيَ الْمَالُ عَلَيْهِ، فَحُبِسَ بِهِ، حَبَسَتْهُ امْرَأَةٌ، وَكَانَ الَّذِي حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي «§أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ بَاعَ مِنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ جَارِيَةً، فَرَجَعَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَشَكَتْ أَنَّهَا تُعَذِّبُهَا، فَأَخَذَهَا مُحَمَّدٌ - وَكَانَ قَدْ أَنْفَقَ ثَمَنَهَا، فَهِيَ الَّتِي حَبَسَتْهُ، وَهِيَ الَّتِي تَزَوَّجَهَا سَلْمُ بْنُ زِيَادٍ - وَأَخْرَجَهَا إِلَى خُرَاسَانَ، وَكَانَ أَبُوهَا يُلَقَّبُ كِرْكِرَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ السِّجْنَ وَهُوَ يُكْتِبُ رَجُلًا سِعْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «لَعَمْرِي §لَقَدْ شُهِرْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، §إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلَّا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلَاءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي، فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ، فَقِيلَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ، وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ §أَنَّهُ اشْتَرَى طَعَامًا بَيْعًا مَنُونِيًّا، فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَتَرَكَهُ قَالَ هِشَامٌ: «وَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي خُلَيْفُ بْنُ عُقْبَةَ: «§كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُسَبِّحُ وَحْدَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ، مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ؟» فَقُلْتُ: مِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَدْ بَلَغَكَ فَقَالَ: «لِمَ تَرُدُّ الْقَدَرَ عَلَيَّ؟ إِنَّهُ §مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُوَفِّقْهُ لِطَاعَتِهِ وَمَحَابِّهِ -[200]- مِنَ الْأَعْمَالِ، وَمَنْ يُرِدْ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ يُعَذِّبْهُ غَيْرَ ظَالِمٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: «§كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، فَإِذَا وَافَقَ صَوْمُهُ الْيَوْمَ الَّذِي يُفْطِرُ، يَشُكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ مِنْ رَمَضَانَ صَامَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ «§أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: «§كَانَتْ لِمُحَمَّدٍ سَبْعَةُ أَوْرَادٍ، فَكَانَ إِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ «§أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: «§نَفْسِي تُكَلِّفُنِي أَشْيَاءَ وَدِدْتُ أَنَّهَا لَا تُكَلِّفُنِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «أَنَا فِي بَلَاءٍ، §أَشْتَهِي أَنْ أَشْبَعَ فَلَا أَشْبَعَ، وَأَشْتَهِي أَنْ أُرْوَى فَلَا أُرْوَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 141] قَالَ: «اللَّهُمَّ §مَحِّصْنَا، وَلَا تَجْعَلْنَا كَافِرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَجُلًا بِسَيِّئَةٍ ذَكَرَهُ مُحَمَّدٌ بِأَحْسَنَ مَا يَعْلَمُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ نِلْنَا مِنْكَ، فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ فَقَالَ: «§لَا أُحِلُّ لَكُمْ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا نَامَ وَجَّهَ نَفْسَهُ» ، قَالَ: «وَرُبَّمَا اسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: «§مَا أَخْطَأَنِي يَوْمُ عِيدٍ إِلَّا أَتَيْتُ مُحَمَّدًا فِيهِ، فَلَا يُعْدِمُنِي أَنْ أُصِيبَ فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا» قَالَ: «وَكَانَ يُدَارِئُ بِهِ الْبَوْلَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «§مَا أَتَيْنَا مُحَمَّدًا فِي يَوْمِ عِيدٍ قَطُّ إِلَّا أَطْعَمَنَا فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا، وَكَانَ لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِزَكَاةِ رَمَضَانَ، فَتُطَيَّبُ، وَيُرْسَلُ بِهَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ مُحَمَّدٌ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ إِلَّا كَمَا أُنْزِلَ، يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ، ثُمَّ يَتَكَلَّمَ، ثُمَّ يَعُودَ فَيَقْرَأَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلًا قَالَ: «§اتَّقِ اللَّهَ، وَاطْلَبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنْ حَلَالٍ، فَإِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَهُ مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " كَانُوا يَقُولُونَ: §الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمُ عِنْدَ الدَّرَاهِمِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَأْتِينِي إِلَى الْحَانُوتِ، وَيَجِيئُنِي الرِّجَالُ، فَأَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْمَتَاعَ، فَيَقُولُ لَهُمْ مُحَمَّدٌ: §إِنْ شِئْتُمْ أُخْرِجُهُ لَكُمْ إِلَى الدَّارِ " قَالَ: «فَأَخْرَجَهُ لَهُمْ إِلَى الدَّارِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ إِذَا اسْتَسْلَفَ مَالًا وَزَنَهُ بِشَيْءٍ وَخَتَمَهُ، فَإِذَا قَضَاهُ وَزَنَهُ بِذَلِكَ الْوَزْنِ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهِ، قَالَ مُحَمَّدٌ: «§الْوَزْنُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ -[202]- اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ: «كَانَ ابْنَ سِيرِينَ §إِذَا وَقَعَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ زَائِفٌ أَوْ سُتَّوقٍ لَمْ يَشْتَرِ بِهِ، فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَعِنْدَهُ خَمْسُ مِائَةِ سُتَّوقَةٍ وَزُيُوفٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ الْبَزَّ، فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْكُوفَةِ، فَسَاوَمْتُهُ، فَجَعَلَ إِذَا بَاعَنِي صِنْفًا مِنْ أَصْنَافِ الْبَزِّ قَالَ: §هَلْ رَضِيتَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلَيْنِ، فَيُشْهِدُهُمَا عَلَى بَيْعِنَا، ثُمَّ يَقُولُ: انْقُلْ مَتَاعَكَ وَكَانَ لَا يَشْتَرِي وَلَا يَبِيعُ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ الْحَجَّاجِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ وَرَعَهُ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ حَاجَتِي أَجِدُهُ عِنْدَهُ إِلَّا اشْتَرَيْتُهُ حَتَّى لَفَائِفَ الْبَزِّ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَخْرُجُ وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ عَاقِدٌ ثَوْبَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ خَائِفًا أَنَّهُ فَعَلَ مَا فَعَلَ، ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يُشَارِطَ الْقَسَّامَ "

قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ الرِّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ، وَقَالَ: «§حُكْمٌ يَأْخُذُونَ عَلَيْهِ أَجْرًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ «§أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَبِلَ، وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَقْبَلْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: خَتَنَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ بَنِيهِ، فَدَعَا حَيَارَى آلِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: فَقِيلَ لِمُحَمَّدٍ: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «§لَا تَنْجُلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَا تَنْجُلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدًا - وَذَكَرَ مِزَاجَهُ - فَسَأَلْتُهُ عَنْ هِشَامٍ، فَقَالَ: «§تُوُفِّيَ الْبَارِحَةَ -[203]-، أَمَا شَعَرْتَ؟» فَقُلْتُ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ، فَضَحِكَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدًا إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بَلَغَ الْوُضُوءُ عَضَلَةَ سَاقَيْهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يَكْنُسُ مَسْجِدَهُ بِثَوْبِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُسْلِمٌ قَالَا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: " §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ كُنْيَتَهُ: أَبُو بَكْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ §أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ: أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ، وَيَتَخَتَّمُ فِي الشِّمَالِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ لَمَّا خَرَجَ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَالَ لِي: «تَقَدَّمْ فَصَلِّ بِنَا» قَالَ: فَصَلَّيْتُ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: " أَلَيْسَ كُنْتَ تَقُولُ: لَا يَتَقَدَّمُ إِلَّا مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ؟ فَكَيْفَ قَدَّمْتَنِي؟ " قَالَ: وَقُلْتُ صَنَعْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ مُحَمَّدٌ لِنَفْسِهِ قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " إِنِّي §كَرِهْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ، فَيَقُولَ النَّاسُ: هَذَا مُحَمَّدٌ يَؤُمُّ النَّاسَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانُوا يَكْرَهُونَ تَخَطِّيَ رِقَابِ النَّاسِ فِي الْجُمُعَةِ»

قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ ابْنَ سِيرِينَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ قَالَ: «§وَأَنَا لَا أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، وَلَكِنِّي أَجِيءُ، فَيَعْرِفُنِي الرَّجُلُ، فَيُوَسِّعُ لِي، فَأَمْضِي، ثُمْ يَعْرِفُنِي الْآخَرُ، فَيُوَسِّعُ لِي، فَأَمْضِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§أَدْرَكْتُ مَسْجِدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمَسْجِدَ أَنَسٍ، وَمَسْجِدَ حَفْصَةَ بِالْعَرَانِيسِ الْمُعَرَّاةِ فِي دَارِ سِيرِينَ، لَا يَدْخُلُهَا صَبِيُّ، وَلَا أَحَدٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: مَاتَتِ ابْنَةٌ لِلْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: افْعَلُوا كَذَا، وَافْعَلُوا كَذَا وَرَجَوْتُ أَنْ يَأْمُرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «§إِذَا أَخْرَجْتُمُوهَا، فَمُرُوا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُصَلِّ عَلَيْهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «§عَفَفْتُ عَنْ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ كُنْتُ رَجُلًا بِبُخْتِيَّةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا، وَكَانَ يَلْبَسُ كِسَاءً أَبْيَضَ فِي الشِّتَاءِ، وَعِمَامَةً بَيْضَاءَ، وَفَرْوَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: «رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ §يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيُمْنَةَ، وَالطَّيَالِسَةَ، وَالْعَمَائِمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لَاطِيَّةٍ، قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهَا مِنْ خَلْفِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ ثِيَابَ كَتَّانٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ يَذْكُرُ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §لَمْ يَكُنْ بَلَغَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: «فَخَضَبْتُ يَوْمَئِذٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَقُولُ لِلْخَرَّازِ إِذَا خَرَزَ لَهُ خُفًّا: «§لَا تَبُلَّ الْخُيُوطَ بِرِيقِكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ §أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ أَمَرَ سُوَيْدًا أَبَا مَحْفُوظٍ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ حُلَّةً حِبَرَةً يُكَفَّنُ فِيهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " §كَانَتْ وَصِيَّةُ ابْنِ سِيرِينَ: ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ، وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132] ، وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لَا يَدَّعُوا أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الْأَنْصَارِ وَمَوَالِيَهُمْ فِي الدِّينِ، فَإِنَّ الْعَفَافَ وَالصِّدْقَ خَيْرٌ وَأَبْقَى، وَأَكْرَمُ مِنَ الزِّنَا وَالْكَذِبِ وَأَوْصَى فِيمَا تَرَكَ: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ قَبْلَ أَنْ أُغَيِّرَ وَصِيَّتِي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §لَمَّا ضَمِنْتُ عَنْ أَبِي دَيْنَهُ قَالَ لِي: بِالْوَفَاءِ؟ قُلْتُ: بِالْوَفَاءِ، فَدَعَا لِي بِخَيْرٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: «§قَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى قَوَّمْنَا مَالَهُ ثَلَاثَ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، أَوْ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِ مِائَةِ أَلْفٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ «أَنَّهُ §كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُجْعَلَ لِقَمِيصِ الْمَيِّتِ أَزْرَارٌ وَيُكَفُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ -[206]-، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§تُجْعَلُ لَهُ أَزْرَارٌ، وَلَا تُزَرُّ عَلَيْهِ» قَالَ أَيُّوبُ: «أَنَا زَرَرْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَاتَ مُحَمَّدٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ، وَلَا أَدْرِي مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَا: «§هَلَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ يَوْمٍ، وَذَلِك سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ» وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَقَدْ بَلَغَ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ سَنَةً»

معبد بن سيرين وكان أسن من محمد بن سيرين، وأقدم إخوته، وكان ثقة، وقد روى أحاديث وسمع ابن أبي سعيد الخدري

§مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَأَقْدَمَ إِخْوَتِهِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدْ رَوَى أَحَادِيثَ وَسَمِعَ ابْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " §مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَمْرَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ سِيرِينَ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَزَلَ لَهُ عَنْهَا، وَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا، وَكَانَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْهَا وَلَدَانِ: مَعْبَدٌ وَأُمُّ حَرَامٍ "

يحيى بن سيرين وهو أخو محمد بن سيرين لأمه، أمهما صفية

§يَحْيَى بْنُ سِيرِينَ وَهُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ لِأُمِّهِ، أُمُّهُمَا صَفِيَّةُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «§بَلَغَنِي أَنَّ سِيرِينَ، بَعَثَ بِبَنِيهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَلَمَّا قَدِمُوا كَانَ يَحْيَى ابْنُهُ أَحْفَظَهُمْ، فَكَنَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ لِحِفْظِهِ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَمَاتَ بِجَرْجَرَايَا، فَقَبْرُهُ هُنَاكَ، وَمَاتَ قَبْلَ مُحَمَّدِ -[207]- بْنِ سِيرِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسٌ: فِي أَيِّ مَوْتَةٍ مَاتَ يَحْيَى بْنُ سِيرِينَ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: فِي الطَّاعُونِ قَالَ: «أَمَا §إِنَّ الطَّاعُونَ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»

أنس بن سيرين، ويكنى أبا حمزة، سمي باسم أنس بن مالك، وكني بكنيته، وفي بعض حديث حماد بن زيد أنه يكنى أبا موسى، وكان ثقة، قليل الحديث

§أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَيُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ، سُمِّيَ بِاسْمِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكُنِيَ بِكُنْيَتِهِ، وَفِي بَعْضِ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُوسَى، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§لَمَّا وُلِدْتُ انْطُلِقَ بِي إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَسَمَّانِي بِاسْمِهِ، وَكَنَانِي بِكُنْيَتِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «§وُلِدْتُ لِسَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: اسْتَعْمَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَوْلَاهُ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْأُبُلَّةِ قَالَ: فَقَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنِي عَاشِرًا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: أَمَا تَرْضَى بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: فَأَخْرَجَهُ، فَإِذَا فِيهِ «§أَنْ يَأْخُذَ مِنْ تُجَّارِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَمِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَمِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الْحَرْبِ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ الدَّرَاهِمِ دِرْهَمًا» قَالَ: «وَتُوُفِّيَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ»

أبو نضرة واسمه المنذر بن مالك بن قطعة من العوقة، وهو بطن من عبد القيس، وكان ثقة إن شاء الله، كثير الحديث وليس كل أحد يحتج به

§أَبُو نَضْرَةَ وَاسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ مِنَ الْعَوَقَةِ، وَهُوَ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يُحْتَجُّ بِهِ

قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَتَانِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَابْنُ عَوْنٍ يُعَزِّيَانِي بِأُمِّي، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَوْنٍ: «قَدْ §رَأَيْتُ أَبَا نَضْرَةَ» قَالَ: يَقُولُ سُلَيْمَانُ: «فَمَا رَأَيْتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ خَالِدُ بْنُ حَرْمَلَةَ أَبُو حَرْمَلَةَ ابْنُ عَمِّ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الْمُؤَثِّرَةُ بِنْتُ أَرْبَكَ «§أَنَّ أَبَا نَضْرَةَ غَزَا بِامْرَأَتِهِ زَيْنَبَ إِلَى خُرَاسَانَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ أَحْيَانًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أَبِي نَضْرَةَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيم قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: «§شَهِدْتُ الْحَسَنَ حِينَ مَاتَ أَبُو نَضْرَةَ صَلَّى بِنَا عَلَى الْجَنَازَةِ، ثُمَّ حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَصَلَّى بِنَا أَيْضًا فِي الْجَبَّانَةِ كَمَا هُوَ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ سُتْرَةٌ، وَالْقُبُورُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ» قَالَ: «وَتُوُفِّيَ أَبُو نَضْرَةَ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ»

سعد بن هشام بن عامر الأنصاري

§سَعْدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، وَالْحَسَنَ، وَأَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُونَ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَانْتَسَبْتُ لَهَا، وَقَالَتْ: «§ابْنُ قَتِيلٍ يَوْمَ أُحُدٍ؟» قُلْتُ: «نَعَمْ» قَالُوا: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

علقمة بن عبد الله المزني، وكان ثقة، قليل الحديث , وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز

§عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

بكر بن عبد الله المزني وليس بأخي علقمة، وكان ثقة ثبتا مأمونا، كثير الحديث، حجة، وكان فقيها، وكان له أخ من أمه يقال له: الخطاب بن جبير بن حية الثقفي

§بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ وَلَيْسَ بِأَخِي عَلْقَمَةَ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا مَأْمُونًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، حُجَّةً، وَكَانَ فَقِيهًا، وَكَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ أُمِّهِ يُقَالُ لَهُ: الْخَطَّابُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: «§الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَبَكْرٌ فَتَاهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُخْتِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ بَكْرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا بِكْرًا يَقُولُ: «§عَزَمْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أَسْمَعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ إِلَّا قُمْتُ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ، فَرَقَّ، فَقَالَ: «§لَوْلَا أَنِّي وَاقِفٌ فِيهِمْ بِعَرَفَةَ لَقُلْتُ قَدْ غُفِرَ لَهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ وَادِعٍ قَالَ -[210]-: حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ: كَانَ بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ يَقُولُ: «§إِيَّاكَ مِنْ كَلَامٍ مَا إِنْ أَصَبْتَ فِيهِ لَمْ تُؤْجَرْ، وَإِنْ أَخْطَأْتَ وَزَرْتَ، وَذَلِكَ سُوءُ الظَّنِّ بِأَخِيكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: «§إِذَا صَحِبَكَ رَجُلٌ، فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ، فَلَمْ تَقْعُدْ لَهُ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ، فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ، وَإِذَا قَعَدَ يَبُولُ، فَلَمْ تَقْعُدْ لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ» قَالَ: «وَكَانَ الْحَسَنُ يُسَمِّي بَكْرًا الْمُكَيَّسَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: لَمَّا ذُهِبَ بِهِ إِلَى الْقَضَاءِ قَالَ: «إِنِّي سَأُخْبِرُكَ عَنِّي الْآنَ بِخَبَرٍ فَتَنْظُرُ، §وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا لِي عِلْمٌ بِالْقَضَاءِ، فَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي، وَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ كَاذِبًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: «§إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَعِيشَ عَيْشَ الْأَغْنِيَاءِ، وَأَمُوتَ مَوْتَ الْفُقَرَاءِ» قَالَ: " وَكَانَ كَذَلِكَ يَلْبَسُ كِسْوَتَهُ، ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى الْمَسَاكِينِ، فَيَجْلِسُ مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ، قَالَ: وَيَقُولُ: «إِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِذَاكَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ «§أَنَّ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَتْ قِيمَةُ كِسْوَتِهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ ذَاتَ مَيْسَرَةٍ، وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ كَثِيرُ الْمَالِ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: " §اشْتَرَى بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ طَيْلَسَانًا بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَأَرَادَ الْخَيَّاطُ أَنْ يَقْطَعَهُ، فَذَهَبَ لِيَذُرَّ عَلَيْهِ تُرَابًا، فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ: كَمَا أَنْتَ فَأَمَرَ بِكَافُورٍ فَسُحِقَ، ثُمَّ ذَرَّهُ عَلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «§أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ -[211]- مَا أَرْجُو، وَلَا أَدْفَعُ عَنْ نَفْسِي مَا أَكْرَهُ، أَمْرِي بِيَدِ غَيْرِي، وَلَا فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي» ، ثُمَّ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْجُ رَجَاءً لَا يُؤَمِّنُكَ مَكَرَ اللَّهِ، وَاشْفَقْ شَفَقَةً لَا تُؤَيِّسُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «§اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ رِزْقًا تَزِيدُنَا بِهِ لَكَ شُكْرًا، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا، وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غَنَاءً وَتَعَفُّفًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دَخَلَ النَّاسُ عَلَى بَكْرٍ يَعُودُونَهُ وَيَجْلِسُونَ، فَقَالَ بَكْرٌ: «§الْمَرِيضُ يُعَادُ، وَالصَّحِيحُ يُزَارُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ أَبُو عُمَرَ قَالَ: «§رَأَيْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: «§مَاتَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ» قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ: «مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ» ، وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ: حَضَرَ الْحَسَنُ جَنَازَةَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، فَرَأَى النَّاسَ يَزْدَحِمُونَ، فَقَالَ: «§مَا يُوزَرُونَ أَكْثَرَ مِمَّا يُؤْجَرُونَ، كَانَ الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ، فَإِنْ قَدَرُوا عَلَى حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَعْقَبُوا إِخْوَانَهُمْ»

أبو عبد الله الجسري حي من عنزة، وكان معروفا، قليل الحديث روى عن معقل بن يسار

§أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَسْرِيُّ حَيٌّ مِنْ عَنَزَةَ، وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ رَوَى عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ

سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي وكان معروفا، قليل الحديث، وتوفي في آخر ولاية الحجاج بن يوسف العراق

§سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الْعِرَاقَ

وأخوه موسى بن سلمة بن المحبق الهذلي قليل الحديث، روى عن ابن عباس، وروى عنه، قتادة

§وَأَخُوهُ مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَى عَنْهُ، قَتَادَةُ

عبد الله بن رباح الأنصاري، وكان ثقة، وله أحاديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ السَّدُوسِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرِ السَّدُوسِيِّ قَالَ: «§قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ الْبَصْرَةَ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ»

عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر الغفاري، ويكنى أبا النضر، وكان ثقة، وله أحاديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ ابْنُ أَخِي أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو سعيد الرقاشي واسمه: قيس مولى أبي ساسان حصين بن المنذر الرقاشي، وكان أبو سعيد قليل الحديث، وروى عن ابن عباس

§أَبُو سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ وَاسْمُهُ: قَيْسٌ مَوْلَى أَبِي سَاسَانَ حُصَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الرَّقَاشِيِّ، وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

الحكم بن الأعرج، روى عن ابن عباس، وله أحاديث

§الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَهُ أَحَادِيثُ

أنيس أبو العريان كان مع محمد بن علي ابن الحنفية في الشعب

§أُنَيْسٌ أَبُو الْعُرْيَانِ كَانَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ

أبو لبيد واسمه لمازة بن زبار الأزدي ثم الجهضمي، سمع من علي عليه السلام، وكان ثقة، وله أحاديث

§أَبُو لَبِيدٍ وَاسْمُهُ لُمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ الْأَزْدِيُّ ثُمَّ الْجَهْضَمِيُّ، سَمِعَ مِنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

مورق بن المشمرج العجلي، ويكنى أبا المعتمر، وكان ثقة عابدا

§مُوَرِّقُ بْنُ الْمُشَمْرِجِ الْعِجْلِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا الْمُعْتَمِرِ، وَكَانَ ثِقَةً عَابِدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: «أَمْرٌ أَنَا فِي، طَلَبِهِ مُنْذُ عَشْرِ سِنِينَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَلَسْتُ بِتَارِكٍ طَلَبَهُ أَبَدًا» ، قَالَ: وَمَا هُوَ يَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ؟ قَالَ: «§الصَّمْتُ عَمَّا لَا يَعْنِينِي»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: «§وَلَقَدْ تَعَلَّمْتُ الصَّمْتَ عَشْرَ سِنِينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الشَّنِّيُّ الْأَعْرَجُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا يَقُولُ: «إِنِّي §لَقَلِيلُ الْغَضَبِ، وَرُبَّمَا -[214]- أَتَتْ عَلَيَّ السَّنَةُ لَا أَغْضَبُ، وَلَقَلَّ مَا قُلْتُ فِي غَضَبِي شَيْئًا، فَأَنْدَمُ عَلَيْهِ إِذَا رَضِيتُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: «§مَا قُلْتُ فِي الْغَضَبِ شَيْئًا قَطُّ، فَنَدِمْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّضَاءِ»

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُوَرِّقٍ قَالَ: «§مَا امْتَلَأْتُ غَضَبًا قَطُّ، وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ حَاجَةً مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، فَمَا شَفَّعَنِي فِيهَا، وَمَا سَئِمْتُ مِنَ الدُّعَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَأْتِينَا، فَنَقُولُ: «كَيْفَ أَهْلُكَ؟» يَقُولُ: «§هُمْ وَاللَّهِ وَافِرُونَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَزُورُنَا، فَزَارَنَا يَوْمًا فَسَلَّمَ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ سَاءَلَنِي وَسَاءَلْتُهُ، قُلْتُ: كَيْفَ أَهْلُكَ، وَكَيْفَ وَلَدُكَ؟ قَالَ: «إِنَّهُمْ لَمُتَوَافِرُونَ» قُلْتُ: احْمَدِ اللَّهَ رَبَّكَ قَالَ: «إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ §خَشِيتُ أَنْ يُحْتَبَسُوا عَلَى هَلَكَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: مَرَّ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ عَلَى مَجْلِسِ الْحَيِّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ لَهُ: كُلُّ حَالِكَ صَالِحٌ؟ قَالَ: «§وَدِدْتُ أَنَّ الْعُشْرَ مِنْهُ صَالِحٌ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ قَالَ: «إِنَّمَا §كَانَ حَدِيثُهُمْ تَعْرِيضًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ الشَّنِّيُّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ: يَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ، أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ، وَلَا أَصُومَ قَالَ: «§بِئْسَ مَا تُثْنِي عَلَى نَفْسِكَ، أَمَا إِذَا ضَعُفْتَ عَنِ الْخَيْرِ فَاضْعُفْ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنِّي -[215]- أَفْرَحُ بِالنَّوْمَةِ أَنَامُهَا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: " §مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا مَثَلًا إِلَّا كَمَثَلِ رَجُلٍ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّيَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: «§الْمُمَسِّكُ بِطَاعَةِ اللَّهِ إِذَا جَنَبَ النَّاسُ عَنْهَا كَالْكَارِّ بَعْدَ الْفَارِّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: «§مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِي أَجِدُ لِي فِي مَوْتِهِ خَيْرًا إِلَّا وَدِدْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ قَالَ: «§مَا فِي الْأَرْضِ نَفْسٌ لِي فِي مَوْتِهَا أَجْرٌ إِلَّا وَدِدْتُ أَنَّهَا مَاتَتْ» ، قَالَ حَمَّادٌ: «وَكَانَتْ أُمُّهُ حَيَّةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي «§أَنَّ مُوَرِّقًا كَانَ يَفْلِي أُمَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُوسَى أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ رُبَّمَا دَخَلَ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ، فَيَضَعُ عِنْدَهُمُ الدَّرَاهِمَ، فَيَقُولُ: «أَمْسِكُوهَا حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ» فَإِذَا خَرَجَ قَالَ: «§أَنْتُمْ مِنْهَا فِي حِلٍّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَجِيئُنَا إِلَى أَهْلِنَا بِالْبَصْرَةِ بِالصُّرَّةِ، فَيَقُولُ: «§أَمْسِكُوا لَنَا هَذِهِ عِنْدَكُمْ» ، فَإِذَا احْتَجْتُمْ إِلَيْهَا فَأَنْفِقَوهَا "، فَيَكُونُ آخِرَ عَهْدِهِ بِهَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: «كَانَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ §يَتَّجِرُ، فَيُصِيبُ الْمَالَ، فَلَا تَأْتِي عَلَيْهِ جُمُعَةٌ وَعِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ» قَالَ: " وَكَانَ يَلْقَى الْأَخَ لَهُ، فَيُعْطِيهِ أَرْبَعَ مِائَةٍ، خَمْسَ مِائَةٍ، ثَلَاثَمِائَةٍ، فَيَقُولُ: ضَعْهَا لَنَا عِنْدَكَ حَتَّى نَحْتَاجَ إِلَيْهَا قَالَ: ثُمَّ يَلْقَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ -[216]-، فَيَقُولُ: شَأْنُكَ بِهَا وَيَقُولُ الْآخَرُ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا قَالَ: فَيَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا نَحْنُ بِآخِذِيهَا أَبَدًا، شَأْنُكَ بِهَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا مَيْمُونَةُ بِنْتُ مَذْعُورٍ قَالَتْ: مَرَّ بِنَا مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيَّ، فَطَبَخَ لَهُ غُلَامٌ لَنَا بَيْضًا فِي قِدْرٍ صَغِيرَةٍ، فَقَالَ لَهُ مُوَرِّقٌ، «مَا هَذِهِ الْقِدْرُ؟» قَالَ: رَهْنٌ عِنْدِي فَقَالَ لَهُ مُوَرِّقٌ: «§أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُغْنِيَ عَنِّي بَيْضَكَ هَذَا؟» قَالَتْ: «وَكَرِهَ اسْتِعْمَالَهُ الرَّهْنَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: «§يُكْرَهُ بَيْعُ الْمُرَابَحَةِ، ده ياز ده وده دواز ده»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: " §حَبَسَ الْحَجَّاجُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ فِي السِّجْنِ، قَالَ: فَلَقِيَنِي مُطَرِّفٌ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتُمْ فِي صَاحِبِكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَحْبُوسٌ قَالَ: تَعَالَ حَتَّى نَدْعُوَ، قَالَ: فَدَعَا مُطَرِّفٌ، وَأَمَّنَّا عَلَى دُعَائِهِ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيَّ خَرَجَ الْحَجَّاجُ، فَجَلَسَ وَأَذِنَ لِلنَّاسِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَدَخَلَ أَبُو مُوَرِّقٍ فِيمَنْ دَخَلَ، فَدَعَا الْحَجَّاجُ حَرَسِيًّا، فَقَالَ: اذْهَبْ بِذَاكَ الشَّيْخِ إِلَى السِّجْنِ، فَادْفَعْ إِلَيْهِ ابْنَهُ "، قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ مُوَرِّقٌ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْعِرَاقِ»

أبو مجلز، واسمه لاحق بن حميد السدوسي وكان ثقة، وله أحاديث، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري

§أَبُو مِجْلَزٍ، وَاسْمُهُ لَاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ السَّدُوسِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَ وَفَاةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ

عبد الملك بن يعلى الليثي وكان قاضيا على البصرة قبل الحسن، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَعْلَى اللَّيْثِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ قَبْلَ الْحَسَنِ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

غزوان بن غزوان الرقاشي وكان خيرا، فاضلا، عابدا

§غَزْوَانُ بْنُ غَزْوَانَ الرَّقَاشِيُّ وَكَانَ خَيِّرًا، فَاضِلًا، عَابِدًا

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ غَزْوَانَ كَانَ لَا يَضْحَكُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا غَزْوَانُ، بَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَضْحَكُ قَالَ: «§آهًا آهًا، مَا أَصْنَعُ بِهَذَا؟»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ غَزْوَانُ الرَّقَاشِيُّ يُكْثِرُ الْقِرَاءَةَ فِي الْمُصْحَفِ، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ كَبِيرَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، فَقَالَتْ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا غَزْوَانُ، أَمَا تَجِدُ فِيهِ بَعِيرًا لَنَا ضَلَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: فَمَا كَرِهَهَا، وَلَا انْتَهَرَهَا قَالَ: «§يَا أُمَّهْ، أَجِدُ وَاللَّهِ فِيهِ وَعْدًا حَسَنًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَشْيَخَتَنَا يَذْكُرُونَ أَنَّ غَزْوَانَ لَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ غَزْوَانُ يَغْزُو، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الرِّفَاقُ رَاجِعِينَ تَسْتَقْبِلُ أُمُّهُ الرِّفَاقَ، فَتَقُولُ لَهُمْ: أَمَا تَعْرِفُونَ غَزْوَانَ؟ فَيَقُولُونَ: «§وَيْحَكِ يَا عَجُوزُ، ذَاكَ سَيِّدُ الْقَوْمِ»

العلاء بن زياد بن مطر بن شريح العدوي من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وكان ثقة، وله أحاديث

§الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مَطَرِ بْنِ شُرَيْحٍ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ أَبَاهُ زِيَادَ بْنَ مَطَرٍ أَوْصَى قَالَ: «§إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَانْظُرُوا مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَافْعَلُوهُ فَسَأَلْنَا، فَاتَّفَقُوا عَلَى الْخُمُسِ، يَعْنِي فِي الْوَصِيَّةِ،»

قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ» قَالَ: «وَتُوُفِّيَ الْعَلَاءُ فِي وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ»

حنظلة بن سوادة رأى عليا عليه السلام أصفر اللحية

§حَنْظَلَةُ بْنُ سَوَادَةَ رَأَى عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ

رفيع أبو كبير سمع من علي رضي الله عنه

§رُفَيْعٌ أَبُو كَبِيرٍ سَمِع مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

عمر بن جاوان أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم، قال: وكان أبو عوانة يقول في حديثه: عمرو بن جاوان

§عُمَرُ بْنُ جَاوَانَ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَقُولُ فِي حَدِيثِهِ: عَمْرُو بْنُ جَاوَانَ

أبو نعامة الحنفي واسمه قيس بن عباية، روى عن الجريري، وكهمس

§أَبُو نَعَامَةَ الْحَنَفِيُّ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ، رَوَى عَنْ الْجُرَيْرِيُّ، وَكَهْمَسٌ

أبو نعامة السعدي واسمه عبد ربه، روى عنه أيوب، وحماد بن سلمة، وشعبة

§أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ، رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَشُعْبَةُ

أبو نعامة السعدي سعد بن زيد مناة بن تميم واسمه عوف بن قيس بن حصين بن يزيد، وهو ابن عم عتي بن ضمرة بن يزيد

§أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَاسْمُهُ عَوْفُ بْنُ قَيْسِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ يَزِيدَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ يَزِيدَ

أبو مصعب المازني واسمه هلال بن يزيد، روى عن أبي هريرة

§أَبُو مُصْعَبٍ الْمَازِنِيُّ وَاسْمُهُ هِلَالُ بْنُ يَزِيدَ، رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

أبو حبرة الضبعي واسمه شيخة بن عبد الله، روى عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، وكان قليل الحديث

§أَبُو حِبَرَةَ الضُّبَعِيُّ وَاسْمُهُ شَيْخَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو المليح الهذلي واسمه عامر بن أسامة بن عمير، وكان ثقة، وله أحاديث، روى عنه أيوب وغيره، وتوفي في سنة اثنتي عشرة ومائة قال: وأخبرني رجل من ولد أبي المليح قال: مات أبو المليح قبل الحسن بسنة أو نحوها قال: وشهد الحسن جنازته

§أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ، رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ وَغَيْرُهُ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: مَاتَ أَبُو الْمَلِيحِ قَبْلَ الْحَسَنِ بِسَنَةٍ أَوْ نَحْوِهَا قَالَ: وَشَهِدَ الْحَسَنُ جَنَازَتَهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ: «§أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا عَلَى الْأُبُلَّةِ، وَكَانَ يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ بِالْبَصْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ الْقَيْسِيُّ أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ الْهُذَلِيَّ §أَوْصَاهُمْ إِذَا مَاتَ أَنْ يَأْخُذُوا مِنْ شَارِبِهِ وَأَظْفَارِهِ "

يزيد بن هرمز الفارسي مولى الدوسيين، وكان أمير الموالي يوم الحرة، وكان ثقة إن شاء الله

§يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ الْفَارِسِيُّ مَوْلَى الدُّوسِيِّينَ، وَكَانَ أَمِيرَ الْمَوَالِي يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عمير بن إسحاق كان من أهل المدينة، فتحول إلى البصرة فنزلها، فروى عنه البصريون، ابن عون وغيره، ولم يرو عنه أحد من أهل المدينة شيئا، وقد روى عمير بن إسحاق عن أبي هريرة وغيره

§عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا، فَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ، ابْنُ عَوْنٍ وَغَيْرُهُ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ شَيْئًا، وَقَدْ رَوَى عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: «§كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِمَّنْ سَبَقَنِي، فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَهْوَنَ سِيرَةً، وَلَا أَقَلَّ تَشْدِيدًا مِنْهُمْ»

أبو يزيد المدني كان من أهل المدينة، فتحول إلى البصرة، فروى عنه البصريون عوف وغيره، وروى هو عن ابن عباس وغيره

§أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ عَوْفٌ وَغَيْرُهُ، وَرَوَى هُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ

معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة، ويكنى أبا إياس، وكان ثقة، وله أحاديث

§مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ هِلَالِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ سَارِيَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُزَيْنَةَ، وَيُكْنَى أَبَا إِيَاسٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سُئِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ كَيْفَ ابْنُكَ لَكَ؟ قَالَ: «نِعْمَ الِابْنُ، §كَفَانِي أَمْرَ دُنْيَايَ، وَفَرَّغَنِي لِآخِرَتِي»

عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ هِلَالٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: " §وُلِدْتُ لِثَلَاثِ سِنِينَ خَلَوْنَ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ قَالَ: وَكَانَ هُوَ وَسُلَيْمَانُ أَخُوهُ تَوْأَمًا وُلِدَا فِي بَطْنٍ، قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ لَنَا إِلَى أَبِي وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: أَنْتَ حُرٌّ، ثُمَّ جَاءَ غُلَامٌ لَنَا آخَرُ، فَقَالَ: وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، قَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا فُلَانٌ، قَالَ: إِنَّهُ آخَرُ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَهَذَا، يَعْنِي أَعْتِقْهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ: «§أَنَّ ابْنَ بُرَيْدَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا سَهْلٍ» قَالُوا: وَقَدْ رَوَى عَبْدَ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

وأخوه سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي روى عن أبيه قال وكيع: يقولون إن سليمان بن بريدة كان أصحهما حديثا وأوثقهما

§وَأَخُوهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيُّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَكِيعٌ: يَقُولُونَ إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ بُرَيْدَةَ كَانَ أَصَحَّهُمَا حَدِيثًا وَأَوْثَقَهُمَا

يوسف بن مهران روى عن ابن عباس، وكان ثقة

§يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ ثِقَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ ذَكَرَ يُوسُفَ بْنَ مِهْرَانَ، فَقَالَ: «§كَانَ يُشَبَّهُ حِفْظُهُ بِحِفْظِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ»

أبو الجلد الجوني حي من الأزد، واسمه: جيلان بن فروة، وكان ثقة

§أَبُو الْجَلْدِ الْجَوْنِيُّ حَيٌّ مِنَ الْأَزْدِ، وَاسْمُهُ: جِيلَانُ بْنُ فَرْوَةَ، وَكَانَ ثِقَةً

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ قَالَ: «§كَانَ أَبُو الْجَلْدِ يَقْرَأَ الْكُتُبَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أَبِي الْجَلْدِ قَالَتْ: " كَانَ أَبِي §يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَيَخْتِمُ التَّوْرَاةَ فِي سِتَّةٍ، يَقْرَؤُهَا نَظَرًا، فَإِذَا كَانَ يَوْمَ يَخْتِمُهَا حَشَدَ لِذَلِكَ النَّاسَ، وَكَانَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: تَنْزِلُ عِنْدَ خَتْمِهَا الرَّحْمَةُ "

أبو حسان الأعرج واسمه مسلم، وكان ثقة إن شاء الله

§أَبُو حَسَّانَ الْأَعْرَجُ وَاسْمُهُ مُسْلِمٌ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أبو السليل القيسي واسمه ضريب بن نقير، من بني قيس بن ثعلبة، وكان ثقة إن شاء الله

§أَبُو السَّلِيلِ الْقَيْسِيُّ وَاسْمُهُ ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرٍ، مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

بشير بن كعب العدوي وكان ثقة إن شاء الله

§بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

بشير بن نهيك السدوسي وكان ثقة، روى عن أبي هريرة، وبشير بن الخصاصية

§بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ السَّدُوسِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَبَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَةِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: " §أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِكِتَابِي الَّذِي كَتَبْتُهُ، فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ، قَالَ: نَعَمْ "

خالد بن سمير أبو الجوزاء الربعي

§خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ أَبُو الْجَوْزَاءِ الرَّبْعِيُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، قَالَ: «§اسْمُ أَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ خَالِدٍ الرَّبْعِيُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ الرَّبْعِيَّ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: " §أَنَّ أَبَا الْجَوْزَاءِ لَمْ يَلْعَنْ شَيْئًا قَطُّ، وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا لُعِنَ قَطُّ قَالَ: حَتَّى إِنْ كَانَ لَيَرْشُو الْخَادِمَ فِي الشَّهْرِ الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ حَتَّى لَا تَلْعَنَ الطَّعَامَ إِذَا أَصَابَهَا حَرُّ التَّنُّورِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §كَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَقَزُّزًا، حَتَّى كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ لِلصَّلَاةِ عَلَى حِدَةٍ، وَثَوْبٌ لِلْكَنِيفِ عَلَى حِدَةٍ، ثُمَّ رَأَيْتُ عَلَيْهِ بَعْدُ ثَوْبَيْنِ مَرْوِيَّيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا أَبَا الْجَوْزَاءِ؟ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْأَمْرِ، فَإِذَا هُوَ أَيْسَرُ مِمَّا أَذْهَبُ إِلَيْهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ يَقُولُ: «§لَأَنْ تَمْتَلِئَ دَارِي قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُجَاوِرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، وَذَكَرَ أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَأَنْ تَمْتَلِئَ دَارِي قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ جِيرَانِي مَعِي فِي دَارِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُجَاوِرَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ: " §مَا لَعَنْتُ شَيْئًا قَطُّ، وَلَا أَكَلْتُ مَلْعُونًا قَطُّ، وَلَا مَارَيْتُ أَحَدًا قَطُّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ: «§أَنَّ أَبَا الْجَوْزَاءِ لَمْ يَلْعَنْ شَيْئًا قَطُّ، وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا قَطُّ مَلْعُونًا، وَلَمْ يَكْذِبْ رَجُلًا قَطُّ، وَلَمْ يَجْلِسْ عَلَى دَكَاكِينَ قَطُّ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ: «§جَاوَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي دَارِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْهَا» قَالُوا: وَخَرَجَ أَبُو الْجَوْزَاءِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، فَقُتِلَ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ

عبد الله بن غالب

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ جَاءَ إِلَى ابْنِ الْأَشْعَثِ، وَابْنُ الْأَشْعَثِ عَلَى مِنْبَرٍ لَهُ بِالزَّاوِيَةِ مِنْ حَدِيدٍ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مُتَكَفِّنِينَ مُتَحَنِّطِينَ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَيْفُهُ وَتُرْسُهُ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: " ابْسُطْ يَدَكَ، عَلَى مَا نُبَايِعُكَ قَالَ: عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ قَالَ: فَمَسَحَ كَفَّهُ عَلَى كَفِّهِ، ثُمَّ رَمَى بِتُرْسِهِ، وَقَالَ: " لَا وَاللَّهِ، §لَا أَجْعَلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ جُنَّةً الْيَوْمَ قَالَ: فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ "

عقبة بن عبد الغافر ويكنى أبا نهار الأزدي ثم من بني عوذ

§عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ وَيُكْنَى أَبَا نَهَارٍ الْأَزْدِيَّ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَوْذٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: " §مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ فِي مِسْلَاخِهِ إِلَّا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ أَتَيْنَاهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُكُمْ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُرَّةُ بْنُ الدَّبَّابِ قَالَ: مَرَرْتُ بعُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ وَهُوَ صَرِيعٌ فِي الْخَنْدَقِ جَرِيحٌ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ، فَنَادَانِي: «يَا أَبَا الْمُعَذَّلِ، يَا أَبَا الْمُعَذَّلِ» فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «§ذَهَبْتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ، وَذَلِك فِي يَوْمِ ابْنِ الْأَشْعَثِ» قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ: قُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ أَيَّامَ ابْنِ الْأَشْعَثِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ

أبو المتوكل الناجي واسمه علي بن داود

§أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ وَاسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدُ

أبو الصديق الناجي واسمه بكر بن عمرو قال: ويتكلمون في أحاديثه، ويستنكرونها

§أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ وَاسْمُهُ بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: وَيَتَكَلَّمُونَ فِي أَحَادِيثِهِ، وَيَسْتَنْكِرُونَهَا

أبو هنيدة العدوي واسمه البراء بن نوفل، وكان معروفا، قليل الحديث

§أَبُو هُنَيْدَةَ الْعَدَوِيُّ وَاسْمُهُ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو أيوب الأزدي ثم المراغي واسمه يحيى بن مالك، وكان ثقة مأمونا، روى عنه قتادة

§أَبُو أَيُّوبَ الْأَزْدِيُّ ثُمَّ الْمَرَاغِيُّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ

أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي وكان معروفا، وله أحاديث

§أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا، وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري وكان معروفا، قليل الحديث

§أَبُو الْوَرْدِ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو صالح البصري واسمه ميزان، كان قليل الحديث، روى عنه سليمان التيمي، وخالد الحذاء، وأبو خلدة

§أَبُو صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ وَاسْمُهُ مِيزَانُ، كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَأَبُو خَلْدَةَ

أبو صالح الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير، واسمه قيلويه

§أَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَاسْمُهُ قَيْلُوَيْهِ

واقع بن سحبان روى عنه قتادة، وكان قليل الحديث

§وَاقِعُ بْنُ سَحْبَانَ رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

حيان بن عمير القيسي ويكنى أبا العلاء، وكان قليل الحديث

§حَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ الْقَيْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْعَلَاءِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الزنباع واسمه صدقة بن صالح

§أَبُو الزِّنْبَاعِ وَاسْمُهُ صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ

كنانة بن نعيم العدوي وكان معروفا، ثقة، إن شاء الله

§كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا، ثِقَةً، إِنْ شَاءَ اللَّهُ

طلق بن حبيب العنزي من أهل البصرة، تحول إلى مكة، وكان مرجئا، وكان ثقة إن شاء الله، روى عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله

§طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، تَحَوَّلَ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ مُرْجِئًا، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " رَأَيْتُ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ، وَحُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيَّ يَقُولُ: " §أَرَاكَ يَا طَلْقُ قَدْ شَمِطْتَ قَالَ: أَجَلْ، فَبَارَكَ اللَّهُ لِي فِيهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: «§كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَفْلِي أُمَّهُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§لَا تُجَالِسْ طَلْقًا»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: " رَآنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ جَلَسْتُ إِلَى طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، فَقَالَ: «§أَلَمْ أَرَكَ جَلَسْتَ إِلَيْهِ، لَا تُجَالِسْهُ» قَالَ: وَكَانَ يَنْتَحِلُ الْإِرْجَاءَ "

عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وهو أبو عيينة بن عبد الرحمن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَوْشَنٍ الْغَطَفَانِيُّ وَهُوَ أَبُو عُيَيْنَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ»

طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي وكان قليل الحديث

§طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

الطبقة الثالثة

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ

قتادة بن دعامة السدوسي وكان يكنى أبا الخطاب، وكان ثقة مأمونا، حجة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر

§قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، حُجَّةً فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ يَقُولُ بِشَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: «§الْحِفْظُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ»

وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ عَنْ مَسْأَلَةِ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَقُلْتُ: قُلْ بِرَأْيِكَ قَالَ: §مَا قُلْتُ بِرَأْيِي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً " فَقُلْتُ: ابْنُ كَمْ هُوَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ: " §كُنْتُ أَعْرِفُ حَدِيثَ قَتَادَةَ مَا سَمِعَ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ، فَإِذَا جَاءَ مَا سَمِعَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَحَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، وَإِذَا جَاءَ مَا لَمْ يَسْمَعْ كَانَ يَقُولُ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ "

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: " §جَالَسْتُ الْحَسَنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أُصَلِّي مَعَهُ الصُّبْحَ ثَلَاثَ سِنِينَ قَالَ: وَمِثْلِي أَخَذَ عَنْ مِثْلِهِ "

قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: «§إِذَا أَعَدْتَ الْحَدِيثَ فِي الْمَجْلِسِ أَذْهَبْتَ نُورَهُ» قَالَ: «وَمَا أَعَدْتُ عَلَى أَحَدٍ» يَعْنِي مِمَّنْ أَسْمَعُ مِنْهُ

قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ لِسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ: " يَا أَبَا النَّضْرِ، خُذِ الْمُصْحَفَ قَالَ: §فَعَرَضَ عَلَيْهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَلَمْ يُخْطِئْ فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا النَّضْرِ، أَحْكَمْتُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لَا بِالصَّحِيفَةِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَحْفَظُ مِنِّي لِسُورَةِ الْبَقَرَةِ " قَالَ: وَكَانَتْ قُرِئَتْ عَلَيْهِ

قَالَ مَعْمَرٌ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: §أَقَتَادَةُ أَعْلَمُ عِنْدَكَ أَمْ مَكْحُولٌ؟ قَالَ: لَا، بَلْ قَتَادَةُ، مَا كَانَ عِنْدَ مَكْحُولٍ إِلَّا شَيْءٌ يَسِيرٌ قَالَ مَعْمَرٌ: وَكُنَّا نُجَالِسُ قَتَادَةَ وَنَحْنُ أَحْدَاثٌ، فَنَسْأَلُ عَنِ السَّنْدِ، فَيَقُولُ مَشْيَخَةٌ حَوْلَهُ: مَهْ، إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ سَنَدٌ، فَيَكْسِرُونَا عَنْ ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: " قِيلَ لِقَتَادَةَ: يَا أَبَا الْخَطَّابِ، أَنَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ؟ قَالَ: «§وَمَا يَمْنَعُكَ أَحَدٌ أَنْ تَكْتُبَ، وَقَدْ أَنْبَأَكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُ قَدْ كَتَبَ وَقَرَأَ فِي كِتَابٍ، لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ قَتَادَةُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ جَعَلَ يُسَائِلُهُ أَيَّامًا وَأَكْثَرَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: " §أَكُلُّ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ تَحْفَظُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُكَ عَنْ كَذَا فَقُلْتَ فِيهِ كَذَا، وَسَأَلْتُكَ عَنْ كَذَا فَقُلْتَ فِيهِ كَذَا، وَقَالَ فِيهِ الْحَسَنُ كَذَا قَالَ: حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ حَدِيثًا كَثِيرًا قَالَ: يَقُولُ سَعِيدٌ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِثْلَكَ " وَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، فَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ قَالَ سَلَّامٌ: وَكَانَتْ مَسَائِلَ قَدْ دَرَسَهَا قَبْلَ ذَلِكَ عِنْدَ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ، فَسَأَلَهُ عَنْهَا

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّهُ أَقَامَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ لَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ: «§ارْتَحِلْ يَا أَعْمَى، فَقَدْ نَزَفْتَنِي»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: " §كَانَ قَتَادَةُ يَقِيسُ عَلَى قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: ثُمَّ يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَذَاكَ قَلِيلٌ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لَنَا هَمَّامٌ: " §أَعْرِبُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَكُنْ يَلْحَنُ وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ فِي حَدِيثِي لَحْنًا فَقَوِّمُوهُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: " كُنَّا §نَأْتِي -[231]- قَتَادَةَ، فَيَقُولُ: بَلَغَنَا عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبَلَغَنَا عَنْ عُمَرَ، وَبَلَغَنَا عَنْ عَلِيٍّ، وَلَا يَكَاد يُسْنِدُ، فَلَمَّا قَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ جَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَبَلَغَ قَتَادَةَ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُطَرِّفًا، وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَ بِالْإِسْنَادِ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: «رَأَيْتُ §خَاتَمَ قَتَادَةَ فِي يَسَارِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: «§تُوُفِّيَ قَتَادَةُ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ»

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ قَتَادَةُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَذَلِكَ قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

حميد بن هلال العدوي ويكنى أبا نصر، وكان ثقة

§حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِلَالٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: «§مَا كَانَ بِالْمِصْرِ رَجُلٌ أَعْلَمَ مِنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ مَا اسْتَثْنَى مُحَمَّدًا وَلَا الْحَسَنَ، غَيْرَ أَنَّ التِّنَاءَةَ أَضَرَّتْ بِهِ يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ تَانِئًا بِدُولَابٍ بِالْأَهْوَازِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: «رَأَيْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ §يَلْبَسُ ثِيَابَ الْيُمْنَةِ وَالطَّيَالِسَةَ، وَالْعَمَائِمَ» قَالُوا: وَتُوُفِّيَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْعِرَاقِ

ثابت بن أسلم البناني من أنفسهم، وبنانة إلى قريش، ويكنى أبا محمد

§ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَبُنَانَةُ إِلَى قُرَيْشٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ، وَلَمْ يَقُلْ شَهِدْتُهُ،: «§إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحًا، وَإِنَّ ثَابِتًا مِنْ مَفَاتِيحِ الْخَيْرِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ قَالَ: " §كُنَّا نَأْتِي أَنَسًا وَمَعَنَا ثَابِتٌ قَالَ: فَكَانَ ثَابِتٌ كُلَّمَا مَرَّ بِمَسْجِدٍ دَخَلَ فَصَلَّى فِيهِ قَالَ: فَكُنَّا نَأْتِي أَنَسًا، فَيَقُولُ: أَيْنَ ثَابِتٌ؟ إِنَّ ثَابِتًا دُوَيِّبَةٌ أُحِبُّهَا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى أَنَسٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، §لَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ مِنْ وَلَدِ أَنَسٍ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ: «§لَأَنْ أُصِيبَ ذَنْبًا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا فَأَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْهُ حَتَّى أُقْلِعَ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصِيبَ ذَنْبًا صَغِيرًا لَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ حَتَّى أُقْلِعَ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: " §لَا يَكُونُ الْعَابِدُ عَابِدًا وَإِنْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةُ كُلِّ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ هَاتَانِ الْخَصْلَتَانِ: الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ قَالَ: يَقُولُ ثَابِتٌ: لِأَنَّهُمَا وَاللَّهِ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: وَاللَّهِ §لَلْعِبَادَةُ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الْكَارَاتِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: «§كَانَ ثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ يَغْتَسِلَانِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَيَتَطَيَّبَانِ، وَيُحِبَّانِ أَنْ يُطَيِّبَا الْمَسْجِدَ بِالنُّضُوحِ -[233]- اللَّيْلَةَ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: " §أَنَّ ثَابِتًا كَانَ يَقْرَأُ: " هَا وَيْلَكَ، {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} [الكهف: 37] وَهُوَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ، يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: §مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا رُئِيَ ذَلِكَ فِي عَمَلِهِ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: " §لَوْلَا أَنْ تَصْنَعُوا بِي مَا صَنَعْتُمْ بِالْحَسَنِ لَحَدَّثْتُكُمْ أَحَادِيثَ مُؤَنَّقَةً ثُمَّ قَالَ: مَنَعُوهُ الْقَائِلَةَ، مَنَعُوهُ النَّوْمَ "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ ": §رَأَيْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيُمْنَةَ، وَالطَّيَالِسَةَ، وَالْعَمَائِمَ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: «§إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا الصَّلَاةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي الصَّلَاةَ فِي قَبْرِي»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: «§اغْسِلْنِي، وَلَا تَسْلَخَنَّ جِلْدِي» قَالَ: وَكَانَ ثَابِتٌ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ مَأْمُونًا وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْعِرَاقِ

بشر بن حرب ويكنى أبا عمرو الندبي، من الأزد

§بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو النَّدَبِيَّ، مِنَ الْأَزْدِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَنْقُشْ فِي خَاتَمِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْئًا؟، قَالَ: «§لَا هَا اللَّهِ إِذًا، مَا يَصْلُحُ لَكَ ذَلِكَ» قَالَ: فَنَقَشْتُ فِيهِ: «بِشْرَ بْنَ حَرْبٍ» قَالُوا: وَقَدْ رَوَى أَيْضًا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَبِي -[234]- سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَسَمُرَةَ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ عَلَى الْعِرَاقِ

إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة ويكنى أبا واثلة، وكان ثقة، وكان قاضيا على البصرة، وله أحاديث، وكان عاقلا من الرجال فطنا

§إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ هِلَالِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ سَارِيَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُزَيْنَةَ وَيُكْنَى أَبَا وَاثِلَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَكَانَ عَاقِلًا مِنَ الرِّجَالِ فَطِنًا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ قَالَ: «§لَمَّا اسْتُقْضِيَ إِيَاسٌ أَتَاهُ الْحَسَنُ، فَبَكَى إِيَاسُ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: " ذَكَرُوا إِيَاسًا عِنْدَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: §إِنَّهُ لَفَهِمٌ "

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: " سُئِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: كَيْفَ ابْنُكَ؟ قَالَ: «§نِعْمَ الِابْنُ، كَفَانِي أَمْرَ دُنْيَايَ، وَفَرَّغَنِي لِآخِرَتِي»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: " إِنَّ §مَنْ لَا يَعْرِفُ عَيْبَهُ أَحْمَقُ قَالُوا: يَا أَبَا وَاثِلَةَ، فَمَا عَيْبُكَ أَنْتَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ الْكَلَامِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَاسِطَ جَعَلُوا يَقُولُونَ: قَدِمَ الْبَصْرِيُّ، قَدِمَ الْبَصْرِيُّ، فَأَتَاهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ بِمَسَائِلَ قَدْ أَعَدَّهَا لَهُ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْأَلَكَ؟ قَالَ: " §مَا ارْتَبْتُ بِكَ حَتَّى اسْتَأْذَنْتَنِي، إِنْ كَانَتْ لَا تُعَنِّتُ الْقَائِلَ، وَلَا تُؤْذِي الْجَلِيسَ فَسَلْ قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ مَسْأَلَةً، فَمَا اخْتَلَفَا يَوْمَئِذٍ إِلَّا فِي ثَلَاثِ مَسَائِلَ أَوْ أَرْبَعٍ، رَدَّهُ فِيهَا إِيَاسٌ

إِلَى قَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ شُبْرُمَةَ، هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ قَالَ: فَهَلْ قَرَأْتَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتَهُ بَقِيَ لِآلِ شُبْرُمَةَ شَيْءٌ يَنْظُرُونَ فِيهِ فَقَالَ: لَا فَقَالَ لَهُ إِيَاسٌ: إِنَّ لِلنُّسُكِ فُرُوعًا قَالَ: فَذَكَرَ الصَّوْمَ وَالصَّلَاةَ وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُكُ تَعَلَّقْتَ مِنَ النُّسُكِ بِشَيْءٍ أَحْسَنَ مِنْ شَيْءٍ فِي يَدِكَ مِنَ النَّظَرِ فِي الرَّأْيِ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: «§أَدْرَكَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، وَضَرَبَهُ يُوسُفُ»

الأزرق بن قيس الحارثي من بني الحارث بن كعب، وكان ثقة إن شاء الله

§الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَارِثِيُّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عاصم الجحدري من بني قيس بن ثعلبة

§عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي الْحَذَّاءَ: " §أَنَّ إِيَاسًا أَجَازَ شَهَادَةَ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ وَحْدَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: تُجِيزُ عَلَيَّ شَهَادَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّهُ عَاصِمٌ، إِنَّهُ عَاصِمٌ، إِنَّهُ عَاصِمٌ "

أبو جمرة الضبعي واسمه نصر بن عمران، وكان ثقة، توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق

§أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ وَاسْمُهُ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ عَلَى الْعِرَاقِ

أبو المنهال واسمه سيار بن سلامة، من بني قيس بن ثعلبة، وكان ثقة

§أَبُو الْمِنْهَالِ وَاسْمُهُ سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ، مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ ثِقَةً

أبو القموص واسمه زيد بن علي، وكان قليل الحديث

§أَبُو الْقَمُوصِ وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الهزهاز العجلي واسمه نصر بن زياد بن عباد، وكان قليل الحديث

§أَبُو الْهَزْهَازِ الْعِجْلِيُّ وَاسْمُهُ نَصْرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عَبَّادٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو حاجب واسمه سوادة بن عاصم

§أَبُو حَاجِبٍ وَاسْمُهُ سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ

أبو مراية العجلي واسمه عبد الله بن عمرو، وكان قليل الحديث

§أَبُو مُرَايَةَ الْعِجْلِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو الوازع الراسبي واسمه جابر بن عمرو، وكان قليل الحديث

§أَبُو الْوَازِعِ الرَّاسِبِيُّ وَاسْمُهُ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو ماوية واسمه حريث بن مالك، وقال بعضهم: مالك بن حريث الأسيدي

§أَبُو مَاوِيَّةَ وَاسْمُهُ حُرَيْثُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَالِكُ بْنُ حُرَيْثٍ الْأُسَيِّدِيُّ

أبو العالية البراء واسمه زياد بن فيروز، وكان قليل الحديث

§أَبُو الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءُ وَاسْمُهُ زِيَادُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو البزري واسمه يزيد بن عطارد، وكان قليل الحديث

§أَبُو الْبَزْرِيِّ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عُطَارِدَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو بشامة واسمه منقر

§أَبُو بِشَامَةَ وَاسْمُهُ مِنْقَرٌ

أبو الخليل واسمه صالح بن أبي مريم، وكان ثقة

§أَبُو الْخَلِيلِ وَاسْمُهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَكَانَ ثِقَةً

أبو هنيدة المازني واسمه حريث بن مالك، وكان قليل الحديث

§أَبُو هُنَيْدَةَ الْمَازِنِيُّ وَاسْمُهُ حُرَيْثُ بْنُ مَالِكٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو غالب الراسبي صاحب أبي أمامة الباهلي، واسمه سعيد بن الخزور قال: وسمعت من يقول: اسمه نافع وكان ضعيفا، منكر الحديث

§أَبُو غَالِبٍ الرَّاسِبِيُّ صَاحِبُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ الْخَزَوَّرِ قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: اسْمُهُ نَافِعٌ وَكَانَ ضَعِيفًا، مُنْكَرَ الْحَدِيثِ

أبو نوفل بن مسلم بن عمرو بن أبي عقرب الكناني، من بني عريج بن بكر، واسم أبي نوفل: معاوية، وكان ثقة إن شاء الله

§أَبُو نَوْفَلِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ الْكِنَانِيُّ، مِنْ بَنِي عُرَيْجِ بْنِ بَكْرٍ، وَاسْمُ أَبِي نَوْفَلٍ: مُعَاوِيَةُ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَوْفَلِ بْنَ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: سَأَلَ أَبِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ، فَكَانَ آخِرَ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَنْ قَالَ: «§صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»

أبو عمران الجوني واسمه عبد الملك بن حبيب، وكان ثقة، وله أحاديث

§أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو التياح الضبعي واسمه يزيد بن حميد، وكان ثقة، وله أحاديث

§أَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

أبو المهزم واسمه يزيد بن سفيان، روى عنه حماد بن سلمة، وكان شعبة يضعفه

§أَبُو الْمُهَزِّمِ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ، رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةُ، وَكَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُهُ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا الْمُهَزِّمِ فِي مَسْجِدِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ مَطْرُوحًا، لَوْ أَعْطَاهُ رَجُلٌ فِلْسًا حَدَّثَهُ بِسَبْعِينَ حَدِيثًا»

أبو ريحانة واسمه عبد الله بن مطر، روى عن ابن عمر، وله أحاديث

§أَبُو رَيْحَانَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَطَرٍ، رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ

محمد بن زياد

§مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ

ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك وأمه كبشة بنت فلان الشيبانية، وكان ثمامة قليل الحديث

§ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ فُلَانٍ الشَّيْبَانِيَّةُ، وَكَانَ ثُمَامَةُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

وأخوه المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك وأمه أيضا كبشة، وسمي المثنى لجد أبيه من قبل أمه المثنى بن حارثة الشيباني

§وَأَخُوهُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأُمُّهُ أَيْضًا كَبْشَةُ، وَسُمِّيَ الْمُثَنَّى لِجَدِّ أَبِيهِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيِّ

عبد الله بن مسلم بن يسار مولى طلحة بن عبيد الله التيمي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه التَّيْمِيِّ

عبد الله بن محمد بن سيرين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «§مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِمَكَّةَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً»

زيد بن الحواري العمي ويكنى أبا الحواري، وكان ضعيفا في الحديث

§زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ الْعَمِّيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَوَارِيِّ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

بديل بن ميسرة العقيلي وكان ثقة، وله أحاديث

§بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

غيلان بن جرير العتكي وكان ثقة، له أحاديث

§غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ

عمرو بن سعيد مولى لثقيف، وكان ثقة، روى عنه يونس بن عبيد

§عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مَوْلًى لِثَقِيفٍ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ

عبد الله بن الحارث بن محمد ختن محمد بن سيرين، وكان قليل الحديث قال سليمان بن حرب: وكان ابن عم سيرين نفسه

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ خَتَنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: وَكَانَ ابْنَ عَمِّ سِيرِينَ نَفْسِهِ

توبة العنبري ويكنى أبا المورع

§تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْمُوَرِّعِ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُوَرِّعِ بْنِ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: " §هُوَ تَوْبَةُ بْنُ كَيْسَانَ بْنِ أَبِي الْأَسَدِ، وَأَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ سِجِسْتَانَ، وَمَوْلِدُ تَوْبَةَ الْيَمَامَةُ، وَمَنْشَأُهُ

بِهَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَهُوَ مَوْلَى أَيُّوبَ بْنِ أَزْهَرَ الْعَدَوِيِّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّ تَوْبَةَ: ظَبْيَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَقِيلِ بْنِ ضَبَّةَ مِنْ بَنِي نُمَيْرِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ تَوْبَةُ قَدْ وَفَدَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَاجَتِهِ، فَأَثْبَتَ لَهُ عَيْلَيْنِ فِي الْعَطَاءِ، وَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَتَّخِذَ حَمَّامًا بِالْبَصْرَةِ، وَيَحْتَفِرَ بِئْرًا بِالْبَادِيَةِ، وَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنِ الْخَلِيفَةِ، فَاتَّخَذَ حَمَّامًا إِلَى جَانِبِ مَنْزِلِهِ فِي بَنِي الْعَنْبَرِ الرَّابِيَةِ، وَحَفَرَ بِئْرًا بِالْبَادِيَةِ بِالْخِرِنْقِ، وَبَيْنَ الْخِرِنْقِ وَالْبَصْرَةِ ثَلَاثُ مَرَاحِلَ، ثُمَّ وَفَدَ تَوْبَةُ أَيْضًا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ "

قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ الْمُوَرِّعِ: فَحَدَّثَنِي خَبَّابُ بْنُ عَبْدِ الْأَكْبَرِ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ أَنَّهُ «لَمَّا §وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَأَى بَنَاتِهِ حَوْلَهُ يَلْعَبْنَ وَعَلَيْهِنَّ التَّبَابِينُ»

قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: §وَفَدَ تَوْبَةُ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَوَجَّهَهُ إِلَى خُرَاسَانَ ضَاغِطًا عَلَى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ صَرَفَهُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَوَلَّاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ سَابُورَ، ثُمَّ وَلَّاهُ الْأَهْوَازَ، فَعُزِلَ يُوسُفُ وَهُوَ وَالِيهِ عَلَى الْأَهْوَازِ قَالَ، وَجَهَدَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ بِتَوْبَةَ أَنْ يَدَّعِيَ فِيهِمْ فَأَبَى، وَجَهَدَ بِهِ أَخْوَالُهُ بَنُو نُمَيْرٍ أَنْ يَدَّعِيَ فِيهِمْ فَأَبَى، وَكَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ "، فَمَاتَ بِضَبُعَ، وَضَبُعُ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى يَوْمَيْنِ، فَدُفِنَ هُنَاكَ، وَكَانَ يَوْمَ تُوُفِّيَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس بن عابد بن خارجة بن زياد بن شمس، من ولد عمرو بن نصر بن الأزد، ولبني زياد بن شمس أربع خطط بالبصرة، منها خطة في الباطنة تحاذي بنانة، وقد غلب عليها ناس من بني الشعيراء، وهم الشعارون، قوم يفتلون الشعر ليس لهم نسب،

§مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ جَابِرِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ عَابِدِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ زِيَادِ بْنِ شَمْسٍ، مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ، وَلِبَنِي زِيَادِ بْنِ شَمْسٍ أَرْبَعُ خِطَطٍ بِالْبَصْرَةِ، مِنْهَا خِطَّةٌ فِي الْبَاطِنَةِ تُحَاذِي بُنَانَةَ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا نَاسٌ مِنْ بَنِي الشُّعِيرَاءِ، وَهُمُ الشَّعَّارُونَ، قَوْمٌ يَفْتِلَونُ الشَّعْرَ لَيْسَ لَهُمْ نَسَبٌ، وَالثَّانِيَةُ تُحَاذِي بَنِي غُبَرَ، وَالثَّالِثَةُ تُحَاذِي -[242]- هَدَادَ، وَالرَّابِعَةُ بِالْخُرَيْبَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ كُلِّهِ مَرْحُومُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَاتَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ، كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: " حَدَّثَ رَجُلٌ أَيُّوبَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قَالَ: بَخٍ ثُمَّ قَالَ: عَمَّنْ؟ قَالَ: عَنْ فُلَانٍ قَالَ: §لَا تَرْوِهِ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: " كَانَ بَيْنَ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ شَيْءٌ، فَشَكَاهُ إِلَى أَبِيه قَالَ: فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى ابْنِهِ، فَقَالَ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ وَاللَّهِ §مَا اشْتَرَيْتُ أُمَّكَ إِلَّا بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَمَّا أَبُوكَ فَلَا كَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ " قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: وَنَحْنُ نَقُولُ: بَلَى، فَكَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ الْجَرَّاحِ ابْنِ ابْنَةِ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَغَيْرُهُ، يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: " §لَمَّا ثَقُلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَجَاءَ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَارُونُ أَبُو الْحَسَنِ، أَوْسِعُوا لَهُ فَأَوْسَعُوا لَهُ، فَجَلَسَ نَاحِيَةً، وَالْقَوْمُ فِي تَقْرِيظِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ مَغْلُوبٌ، فَأَفَاقَ قَالَ: فَسَمِعَ بَعْضَ قَوْلِهِمْ، فَقَالَ: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [الرحمن: 41] ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ نَاصِيَتِي وَقَدَمَيَّ وَأُقْذَفُ فِي النَّارِ لَا يُغْنِي عَنِّي، وَاللَّهِ، مَا تَقُولُونَ شَيْئًا، يَا إِخْوَتِي، يُذْهَبُ بِي، وَاللَّهِ، عَنْكُمْ إِلَى النَّارِ، أَوْ يَعْفُو اللَّهُ "

إسحاق بن سويد العدوي وكان ثقة إن شاء الله، توفي في الطاعون في أول خلافة أبي العباس سنة إحدى وثلاثين ومائة

§إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، تُوُفِّيَ فِي الطَّاعُونِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

فرقد بن يعقوب السبخي ويكنى أبا يعقوب، وكان ضعيفا، منكر الحديث وقال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد قال: سألت أيوب عن فرقد، فقال: ليس بصاحب حديث قالوا: مات فرقد أيام الطاعون بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة

§فَرْقَدُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّبَخِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ، وَكَانَ ضَعِيفًا، مُنْكَرَ الْحَدِيثِ وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَيُّوبَ عَنْ فَرْقَدٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيثٍ قَالُوا: مَاتَ فَرْقَدٌ أَيَّامَ الطَّاعُونِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

مالك بن دينار ويكنى أبا يحيى، مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي، وكان ثقة، قليل الحديث، وكان يكتب المصاحف، ومات قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة

§مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، وَمَاتَ قَبْلَ الطَّاعُونِ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

كثير بن شنظير المازني وكان ثقة إن شاء الله، وروى عن عطاء

§كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ الْمَازِنِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَرَوَى عَنْ عَطَاءٍ

واصل مولى أبي عيينة بن المهلب، له أحاديث

§وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، لَهُ أَحَادِيثُ

هارون بن رئاب من بني أسيد بن عمرو بن تميم، ويكنى أبا الحسن، كان ثقة، قليل الحديث قال سفيان بن عيينة: حدثنا هارون بن رئاب، وكان يخفي الزهد

§هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ مِنْ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، كَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، وَكَانَ يُخْفِي الزُّهْدَ

كلثوم بن جبر وكان معروفا، وله أحاديث، روى عن سعيد بن جبير، ومسلم بن يسار

§كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا، وَلَهُ أَحَادِيثُ، رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ: «§أَنَّ أَبَاهُ كُلْثُومَ بْنَ جَبْرٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ»

عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَبِي السُّمَيْطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: " أَنَّ §كُنْيَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: أَبُو جَزْءٍ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، قَالَ: " §مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: فَخَرَجَ مُطَرِّفٌ عَلَى قَوْمِهِ وَهُوَ مُتَرَجِّلٌ فِي ثِيَابٍ حَسَنَةٍ، قَالَ: فَغَضِبُوا وَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَمُوتُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفٍ فَتَخْرُجُ مُدَّهِنًا فِي ثِيَابِكَ هَذِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ مُطَرِّفٌ: أَفَأَسْتَكِينُ لَهَا وَقَدْ وَعَدَنِي اللَّهُ عَلَى مُصِيبَتِي ثَلَاثَ خِصَالٍ، كُلُّ خَصْلَةٍ مِنْهَا -[245]- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا، قَالَ اللَّهُ: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157] أَفَأَسْتَكِينُ لَهَا بَعْدَ هَذَا؟

قَالَ ثَابِتٌ: وَقَالَ مُطَرِّفٌ: «§مَا شَيْءٌ أُعْطَاهُ فِي الْآخِرَةِ قَدْرَ كُوزِ مَاءٍ إِلَّا وَدِدْتُ أَنَّهُ أُخِذَ مِنِّي فِي الدُّنْيَا»

يحيى بن مسلم البكاء وكان ثقة إن شاء الله

§يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ الْبَكَّاءُ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عطاء بن أبي ميمونة وكان يرى رأي القدر، مات بعد الطاعون بالبصرة، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة

§عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الْقَدَرِ، مَاتَ بَعْدَ الطَّاعُونِ بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

يزيد الرشك الضبعي وكان ثقة يزيد بن أبان الرقاشي وكان ضعيفا، قدريا

§يَزِيدُ الرِّشْكِ الضُّبَعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ وَكَانَ ضَعِيفًا، قَدَرِيًّا

عبد العزيز بن صهيب وكان يقال له عبد العزيز بن العبد، مولى أنس بن مالك، وكان ثقة

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْعَبْدِ، مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ ثِقَةً

أبو هارون العبدي واسمه عمارة بن جوين، وكان ضعيفا في الحديث، وقد روى عن أبي سعيد الخدري

§أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ وَاسْمُهُ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

موسى بن سالم أبو جهضم مولى بني هاشم، روى عن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، وروى عبد الله بن عبيد الله عن عبد الله بن عباس أحاديث

§مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَحَادِيثَ

أبو رجاء مولى أبي قلابة اسمه سلمان

§أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ اسْمُهُ سَلْمَانُ

الطبقة الرابعة

§الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ

أيوب بن أبي تميمة السختياني ويكنى أبا بكر، مولى لعنزة، واسم أبي تميمة: كيسان، وكان أيوب ثقة ثبتا في الحديث، جامعا عدلا ورعا، كثير العلم، حجة

§أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَوْلًى لِعَنَزَةَ، وَاسْمُ أَبِي تَمِيمَةَ: كَيْسَانُ، وَكَانَ أَيُّوبُ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ، جَامِعًا عَدْلًا وَرِعًا، كَثِيرَ الْعِلْمِ، حُجَّةً

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§وُلِدَ أَيُّوبُ قَبْلَ الْجَارِفِ بِسَنَةٍ» وَقَالَ غَيْرُ عَارِمٍ: وَكَانَ الْجَارِفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ -[247]- قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ قَامَ، فَاتَّبَعَهُ الْحَسَنُ بَعْدَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ حَيْثُ لَا يَسْمَعُ أَيُّوبُ قَالَ: «§هَذَا سَيِّدُ الْفِتْيَانِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَوْمًا حَدِيثًا، فَقَالُوا: عَمَّنْ هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: «§حَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، فَعَلَيْكَ بِهِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَمَّا قَرَأَ مُحَمَّدٌ وَصِيَّتَهُ، فَذَهَبْتُ أَتَنَحَّى قَالَ: «§أَدْنِهِ، فَلَيْسَ دُونَكَ سِرٌّ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ قَوْلِ لَا أَدْرِي مِنْ أَيُّوبَ وَيُونُسَ، وَأَمَّا ابْنُ عَوْنٍ فَكَانَ شَيْئًا عَجَبًا»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ الرَّجُلُ إِذَا سَأَلَ أَيُّوبَ عَنْ شَيْءٍ اسْتَعَادَهُ، فَإِنْ أَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلًا أَجَابَهُ، وَإِنْ خُلِّطَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْهُ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَعْنِي السِّخْتِيَانِيَّ - إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ لَيْسَ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ قَالَ: «§سَلْ أَهْلَ الْعِلْمِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: «§وَمَنْ يَسْلَمُ؟ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ مِنَ الْقَوْمِ مَوْقِعًا، فَيُخَالِطُ قَلْبَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «§لَمْ يَبْلُغْنِي فِيهِ شَيْءٌ» فَقَالَ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ، فَقَالَ: «لَمْ يَبْلُغْهُ رَأْيٌ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ إِلَّا فِي الْحَدِيثِ»

قَالَ عَارِمٌ: فَذَكَرْتُهُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ -[248]- فَقَالَ: «§مَا أَخَافُ عَلَى سُفْيَانَ إِلَّا فِي الْحَدِيثِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: فُقَهَاؤُنَا أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ وَيُونُسُ، قَالَ عَارِمٌ: فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ دَاوُدَ، فَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «§فُقَهَاؤُنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَا كُنْتَ تَسْقِي أَيُّوبَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى الْقِرَاءَةِ إِلَّا أَنْ تَعْرِفَهُ، كَانَ شَعْرُهُ وَافِرًا، يَحْلِقُهُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ» ، قَالَ: «فَكَانَ رُبَّمَا طَالَ، فَيَنْسِجُهُ هَكَذَا، كَأَنَّهُ يُفَرِّقُهُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: «§كَانَ أَيُّوبُ يُوَفِّرُ شَعْرَهُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: «§إِنَّ قَوْمًا يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَفِعُوا، فَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَضَعَهُمْ، وَآخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَوَاضَعُوا، فَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَهُمْ»

قَالَ: وَكَانَ أَيُّوبُ يَأْخُذُ بِي فِي طَرِيقٍ هِيَ أَبْعَدُ، فَأَقُولُ: إِنَّ هَذَا أَقْرَبُ، فَيَقُولُ: «إِنِّي §أَتَّقِي هَذِهِ الْمَجَالِسَ» وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ سَلَامًا فَوْقَ مَا يُرُدُّ عَلَى غَيْرِهِ، فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُرِيدُهُ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُرِيدُهُ» وَكَانَ النُّسَّاكُ يَوْمَئِذٍ يُشَمِّرُونَ ثِيَابَهُمْ - يَعْنِي قُمُصَهُمْ - وَكَانَ أَيُّوبُ يَجُرُّ قَمِيصَهُ

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْبَدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلَى أَيُّوبَ قَمِيصًا يَجُرُّهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ فِيهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عُرْوَةَ، كَانَتِ §الشُّهْرَةُ فِيمَا مَضَى فِي تَذْيِيلِهَا، فَالشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي تَشْمِيرِهَا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: تَلَقَّانِي أَيُّوبُ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، فَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: «§اذْهَبْ إِلَى سُوقِكَ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَافَرْنَا -[249]- مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، فَلَمَّا كُنَّا بِالْأَبْطَحِ إِذَا رَجُلٌ غَلِيظٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ غِلَاظٌ مِنَ الْقُطْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَتْبَعُ رِجَالَ الْبَصْرِيِّينَ يَقُولُ: أَلَكُمْ عِلْمٌ بِأَيَّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لِأَيُّوبَ: هَذَا رَجُلٌ يُرِيدُكَ، فَلَمَّا رَآهُ أَيُّوبُ أَسْرَعَ إِلَيْهِ، فَتَعَانَقَا، قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ، فَقَالُوا: «§هَذَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، فَقَامَ حُمَيْدٌ مُتَوَجِّهًا إِلَى أَهْلِهِ، فَتَبِعَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ، فَعَرَفْتُ الْمَسَاءَةَ فِي وَجْهِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «§قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ إِذَا حَدَثَ بِهِمَا حَدَثٌ يَسْتَخْلِفَانِهِمَا، يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ، وَيَعْنِي أَيُّوبَ وَيُونُسَ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لَنُؤَمِّلُ ذَلِكَ فِيهِمَا، قَالَ: فَقَالَ: «أَمَا رَأَيْتَهُمَا اتَّبَعَانِي؟ وَكَرِهَ ذَلِكَ شَدِيدًا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لِأَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ الرِّجَالِ مِنْ أَيُّوبَ إِذَا لَقِيَهُمْ، وَهَارُونُ بْنُ رِئَابٍ كَانَ شَيْئًا عَجَبًا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§لَا أَعْلَمُ الْقَدَرَ مِنَ الدِّينِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: «§لَأَنْ يَسْتُرَ الرَّجُلُ زُهْدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُظْهِرَهُ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ، فَيَأْخُذُ بِي فِي طُرُقٍ إِنِّي لَأَعْجَبُ لَهُ كَيْفَ اهْتَدَى لَهَا؛ فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالَ هَذَا أَيُّوبُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا -[250]- ابْنُ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ قُلْنَا: مَنْ لَنَا؟ فَقُلْنَا: «§لَنَا أَيُّوبُ»

أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: «§ذُكِرْتُ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أُذْكَرَ» ، قَالَ: «وَرُبَّمَا ذَهَبْتُ مَعَهُ فِي الْحَاجَةِ، فَأُرِيدُ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ، فَلَا يَدَعُنِي، فَيَخْرُجُ فَيَأْخُذُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا؛ لِكَيْ لَا يُفْطَنَ بِهِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَكْرٍ - ابْنُهُ - وَلَأَنْ أَدْفِنَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْتِيَنِي - يَعْنِي هِشَامًا، أَوْ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ جِيرَانِ أَيُّوبَ «أَنَّ §قِصَاعَ أَيُّوبَ كَانَتْ تَخْتَلِفُ فِي جِيرَانِهِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: اشْتَرِ لِي إِمَّا قُبَيْطِيَّةً، أَوْ بَاسِنَةً، أَوْ كِسَاءً أَعْلِفُ فِيهِ النَّاقَةَ، حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَأَيْتُهَا عَلَيْهِ تَحْتَ قَمِيصِهِ، فَفَطِنَ، فَقَالَ: «§لَوْ خَفِيَتْ لِي لَسَرَّنِي أَنْ أَلْزَمَهَا»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: " كَانَ لِأَيُّوبَ §بُرْدٌ أَحْمَرُ، فَكَانَ يَلْبَسُهُ إِذَا أَحْرَمَ، وَكَانَ يَعُدُّهُ لِلْكَفَنِ، وَكَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ لَبِسَهُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ لَيْلَةً: خَرَجَ أَيُّوبُ اللَّيْلَةَ فِي ثَوْبٍ مُعَصْفَرٍ " قَالَ حَمَّادٌ: «فَسُرِقَتْ عَيْبَتُهُ بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ الْبَرْدُ فِيهَا، فَذَهَبَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ الرَّجُلُ لِيَجْلِسُ إِلَى أَيُّوبَ، فَلَا يَرَى الرَّجُلُ أَنَّ أَيُّوبَ يَعْرِفُهُ، فَإِنْ مَرِضَ أَوْ مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ أَتَاهُ حَتَّى يَرَى الرَّجُلُ أَنَّهُ مِنْ أَكْرَمِ النَّاسِ عَلَى أَيُّوبَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§مَاتَ يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ بِالشَّامِ، وَكَانَ مَوْلًى لِثَقِيفٍ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ هَاهُنَا عِنْدَنَا فِي -[251]- الْحَيِّ، وَلَمْ يُخَلِّفْ إِلَّا أُمَّهُ، فَأَتَاهَا أَيُّوبُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَقْعُدُ عَلَى بَابِهَا، وَنَأْتِيهِ نَجْتَمِعُ إِلَيْهِ» قَالَ: «وَلَمْ نَزَلْ نَخْتَلِفُ إِلَى أَيُّوبَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَرُبَّمَا بَاتَتْ حَتَّى مَاتَ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِأَيُّوبَ: أَيُّ شَيْءٍ سَمِعْتَ مُحَمَّدًا يَقُولُ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: «كَذَا وَكَذَا» ، فَنَقُولُ: اذْكُرْهُ، فَيَقُولُ: «§أَلَيْسَ قَدْ قَبِلْتُمُوهُ؟» قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: أَتُجْزِئُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ: سَأَلْتُ أَيُّوبَ عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: «§جَيِّدٌ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ذَكَرَ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: «إِنَّهُ §لِيَعِزَّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِمُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ» قَالَ مَعْمَرٌ: «وَإِنَّهُ لِيَعِزَّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِأَيُّوبَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ»

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: «§أَوْصَى إِلَيَّ أَبِي قِلَابَةَ بِكُتُبِهِ، فَأَتَيْتُ بِهَا مِنَ الشَّامِ، فَأَعْطَيْتُ كِرَاءَهَا بِضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ أَيُّوبُ تَبْدُو سُرَّتُهُ إِذَا اتَّزَرَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ أَيُّوبُ رُبَّمَا حَمَّرَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ»

أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§أَنَا زَرَرْتُ عَلَى أَيُّوبَ، يَعْنِي الْقَمِيصَ الَّذِي كُفِّنَ فِيهِ،» قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ عَارِمٍ، «وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ أَيُّوبَ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

حميد بن أبي حميد الطويل، مولى لطلحة الطلحات الخزاعي، ويكنى أبا عبيدة، واسم أبي حميد: طرخان، وكان حميد ثقة، كثير الحديث، إلا أنه ربما دلس عن أنس بن مالك

§حُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، مَوْلًى لِطَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ الْخُزَاعِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا عُبَيْدَةَ، وَاسْمُ أَبِي حُمَيْدٍ: طَرْخَانُ، وَكَانَ حُمَيْدٌ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، إِلَّا أَنَّهُ رُبَّمَا دَلَّسَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ «أَنَّهُ §أَخَذَ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا، وَرَدَّهَا عَلَيْهِ» وَمَاتَ حُمَيْدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

علي بن زيد بن جدعان، من ولد عبد الله بن جدعان القرشي ثم التيمي، ولد علي بن زيد وهو أعمى، وكان كثير الحديث، وفيه ضعف، ولا يحتج به

§عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيِّ ثُمَّ التَّيْمِيِّ، وُلِدَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَهُوَ أَعْمَى، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ

أبو عبد الله الشقري واسمه سلمة بن تمام، وكان ثقة

§أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ وَاسْمُهُ سَلَمَةُ بْنُ تَمَّامٍ، وَكَانَ ثِقَةً

عبد الكريم أبو أمية بن أبي المخارق

§عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ

سليمان بن طرخان التيمي ويكنى أبا المعتمر قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: ليس بتيمي، ولكنه مري، ومنزله في التيم، فنسب إليهم، قال: وكان ثقة، كثير الحديث، وكان من العباد المجتهدين، وكان يصلي الليل كله، يصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة، وكان هو

§سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْمُعْتَمِرِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: لَيْسَ بِتَيْمِيٍّ، وَلَكِنَّهُ مُرِّيُّ، وَمَنْزِلُهُ فِي التَّيْمِ، فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ -[253]- الْمُجْتَهِدِينَ، وَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، يُصَلِّي الْغَدَاةَ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَكَانَ هُوَ وَابْنُهُ الْمُعْتَمِرُ يَدُورَانِ بِاللَّيْلِ فِي الْمَسَاجِدِ، فَيُصَلِّيَانِ مَرَّةً فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَمَرَّةً فِي هَذَا الْمَسْجِدِ حَتَّى يُصْبِحَا، وَكَانَ سُلَيْمَانُ مَائِلًا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ " قَالَ سُلَيْمَانُ: " أَخَذَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ صَحِيفَةَ جَابِرٍ، فَقَالُوا: خُذْهَا، فَقُلْتُ: «لَا» وَتُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

شعيب بن الحبحاب ويكنى أبا صالح، مولى لبني زافر، بطن من المعاول، والمعاول من الأزد، أخبرني بذلك رجل من ولد شعيب، وكان ثقة، له أحاديث

§شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ وَيُكْنَى أَبَا صَالِحٍ، مَوْلًى لِبَنِي زَافِرٍ، بَطْنٌ مِنَ الْمُعَاوِلِ، وَالْمُعَاوِلُ مِنَ الْأَزْدِ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ شُعَيْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ

أبو بشر، واسمه جعفر بن أبي وحشية واسم أبي وحشية: إياس، وكان أبو بشر ثقة، كثير الحديث، قال: وقال يحيى بن سعيد القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر، قال: ولم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم شيئا، وتوفي أبو بشر سنة خمس وعشرين ومائة

§أَبُو بِشْرٍ، وَاسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ وَاسْمُ أَبِي وَحْشِيَّةَ: إِيَاسُ، وَكَانَ أَبُو بِشْرٍ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُ حَدِيثَ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: وَلَمْ يَسْمَعْ أَبُو بِشْرٍ مِنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ شَيْئًا، وَتُوُفِّيَ أَبُو بِشْرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

ربيعة بن أبي الحلال العتكي وكان قليل الحديث

§رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

يحيى بن عتيق وكان ثقة، وله أحاديث

§يَحْيَى بْنُ عَتِيقٍ وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ

يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي وكان ثقة، وله أحاديث، وكان صاحب قرآن، وعلم بالعربية والنحو

§يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَكَانَ صَاحِبَ قُرْآنٍ، وَعِلْمٍ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالنَّحْوِ

أبان بن أبي عياش الشني من عبد القيس، وهو متروك الحديث

§أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ الشَّنِّيُّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلْمٌ الْعَلَوِيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَانًا يَكْتُبُ عِنْدَ أَنَسٍ» ، قَالَ عَارِمٌ: «عِنْدَ السَّرَّاجِ» وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ: «فِي سِبَّوْرَجَةٍ»

مطر بن طهمان الوراق وكان من أهل خراسان، وكان فيه ضعف في الحديث

§مَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ الْوَرَّاقُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَكَانَ فِيهِ ضَعْفٌ فِي الْحَدِيثِ

قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: «§هَؤُلَاءِ يُحْسِنُونَ يُحَدِّثُونَ»

حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ أَبِي الْقَدَّاكِ «§وَقَدْ أَخْطَأَ، إِنَّمَا أَرَادَ أَبَا الْوَدَّاكِ»

أبو العشراء الدارمي من بني تميم، واسمه: أسامة بن مالك بن قهطم، وقال بعضهم: اسمه عطارد بن برز، وكان أعرابيا ينزل الحفر بطريق البصرة، وهو مجهول، له حديث، روى عنه حماد بن سلمة

§أَبُو الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَاسْمُهُ: أُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قِهْطِمٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْمُهُ عُطَارِدُ بْنُ بَرْزٍ، وَكَانَ أَعْرَابِيًّا يَنْزِلُ الْحَفْرَ بِطَرِيقِ الْبَصْرَةِ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، لَهُ حَدِيثٌ، رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

يزيد بن حازم الأزدي ثم الجهضمي ويكنى أبا بكر، وكان ثقة إن شاء الله

§يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ الْأَزْدِيُّ ثُمَّ الْجَهْضَمِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: «§مَاتَ يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ آخِرَ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَوَّلَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ»

داود بن أبي هند ويكنى أبا بكر، واسم أبي هند: دينار، سمعت عمرو بن عاصم، يقول: " هو مولى لآل الأعلم القشيريين "

§دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَاسْمُ أَبِي هِنْدٍ: دِينَارٌ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ: «هُوَ مَوْلًى لِآلِ الْأَعْلَمِ الْقُشَيْرِيِّينَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ يَقُولُ: " §أَصَابَنِي - يَعْنِي الطَّاعُونَ - فَأُغْمِيَ عَلَيَّ، فَكَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي، فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عُكْوَةَ لِسَانِي، وَغَمَزَ الْآخَرُ أَخْمَصَ قَدَمَيَّ، وَقَالَ: أَيُّ شَيْءً تَجِدُ؟ فَقَالَ: تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا، وَشَيْئًا مِنْ خَطْو إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ " قَالَ: «وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ مِنَ الْقُرْآنِ حِينَئِذٍ» قَالَ: " فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ، فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آتِيَ حَاجَتِي، قَالَ: فَعُوفِيتُ، فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ، فَتَعَلَّمْتُهُ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: «§دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، فَرَأَيْتُ فِرَاشًا مُعَصْفَرًا، وَحَجَلَةً مُعَصْفَرَةً، وَثِيَابَ يُمْنَةٍ مُعَصْفَرَةً»

قَالَ: وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: «§مَرَّ بِنَا دَاوُدُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، فَسَمِعْتُ مِنْهُمَا» وَتُوُفِّيَ دَاوُدُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ سَرَخْسَ، وَبِهَا وُلِدَ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

علي بن الحكم البناني من أنفسهم، ويكنى أبا الحكم، وكان ثقة، له أحاديث، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة

§عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

عاصم بن سليمان الأحول ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان مولى لبني تميم، وكان قاضيا بالمدائن في خلافة أبي جعفر، وكان على الكوفة على الحسبة في المكاييل والأوزان، وكان ثقة، كثير الحديث، ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة

§عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلُ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَدَائِنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ عَلَى الْكُوفَةِ عَلَى الْحِسْبَةِ فِي الْمَكَايِيلِ وَالْأَوْزَانِ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

حفص بن سليمان مولى لبني منقر، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن

§حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَوْلًى لِبَنِي مِنْقَرٍ، وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ بِقَوْلِ الْحَسَنِ

قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: «§أَخَذَ مِنِّي حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ كِتَابًا، فَلَمْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ، وَكَانَ يَأْخُذ كُتُبَ النَّاسَ فَيَنْسَخُهَا، وَمَاتَ قَبْلَ الطَّاعُونِ بِقَلِيلٍ، وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ»

أبو نعامة العدوي واسمه عمرو بن عيسى، وكان ضعيفا، روى عنه روح بن عبادة

§أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، وَكَانَ ضَعِيفًا، رَوَى عَنْهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ

سعيد بن يزيد أبو مسلمة وكان ثقة روى عنه شعبة، وحماد بن زيد، وإسماعيل ابن علية

§سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَسْلَمَةَ وَكَانَ ثِقَةً رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ

سعيد بن أبي صدقة ويكنى أبا قرة، وكان ثقة إن شاء الله

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ وَيُكْنَى أَبَا قُرَّةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عمارة بن أبي حفصة ويكنى أبا روح، وكان ثقة، روى عنه شعبة، وإسماعيل ابن علية

§عُمَارَة بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَيُكْنَى أَبَا رَوْحٍ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ

عثمان البتي وهو ابن سليمان بن جرموز، وكان ثقة، له أحاديث، وكان صاحب رأي وفقه

§عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ جُرْمُوزٍ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ، وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ وَفِقْهٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «كَانَ عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا، وَكَانَ مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، §وَكَانَ يَبِيعُ الْبُتُوتَ، فَقِيلَ الْبَتِّيُّ»

منصور بن عبد الرحمن العذري الغداني روى عنه إسماعيل ابن علية

§مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيُّ الْغُدَانِيُّ رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ

عسل بن سفيان التميمي وكان فيه ضعف، وقد روى عنه شعبة

§عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ التَّمِيمِيُّ وَكَانَ فِيهِ ضَعْفٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ

أبو رجاء الأزدي واسمه محمد بن سيف، وكان ثقة، روى عنه حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وإسماعيل ابن علية، وروى أبو رجاء، عن الحسن

§أَبُو رَجَاءٍ الْأَزْدِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَرَوَى أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ

عوف بن أبي جميلة الأعرابي ويكنى أبا سهل، مولى لطيئ، وكان ثقة، كثير الحديث، وقال بعضهم يرفع أمره ويقول: " إنه ليجيء عن الحسن بشيء ما يجيء به أحد، وكان يتشيع "

§عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَهْلٍ، مَوْلًى لِطَيِّئٍ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَرْفَعُ أَمَرَهُ وَيَقُولُ: «إِنَّهُ لَيَجِيءُ عَنِ الْحَسَنِ بِشَيْءٍ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَوْفَ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَهْلٍ، مَا لَكَ تَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَكَ يَقُولُونَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لَا أُعَرِّضُ الْأَشْعَثَ لَهُ» ، فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَقُولُهُ فَقَالَ: «§كَذَبَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ» ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: «وَكَانَ عَوْفٌ أَسَنَّهُمْ جَمِيعًا، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ»

زياد الأعلم مولى لامرأة من باهلة، وكان ثقة إن شاء الله

§زِيَادٌ الْأَعْلَمُ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ بَاهِلَةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

خليف بن عقبة بن ربيعة بن شيبان بن عبيد بن عمرو بن مخلب بن عوف بن ثعلبة بن ذبيان بن ربيع بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن ثعلب بن زيد مناة بن تميم، ويكنى أبا بكر، كناه بها محمد بن سيرين وكان من أصحابه، وكان يغير شيبه بشيء يسير، هلك قبل مقتل

§خُلَيْفُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مِخْلَبِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ رَبِيعِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ مُقَاعِسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبِ بْنِ زَيْدِ -[259]- مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، كَنَاهُ بِهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ، هَلَكَ قَبْلَ مَقْتَلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً

أبو ذبيان واسمه خليفة بن كعب

§أَبُو ذُبْيَانَ وَاسْمُهُ خَلِيفَةُ بْنُ كَعْبٍ

أبو دلان واسمه حيان بن يزيد، وكان قليل الحديث

§أَبُو دَلَّانَ وَاسْمُهُ حَيَّانُ بْنُ يَزِيدَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو أيوب، واسمه عبد الله بن أبي سليمان مولى عثمان بن عفان، روى عنه حماد بن سلمة، وإسحاق بن عثمان

§أَبُو أَيُّوبَ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانُ، رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ

خالد بن مهران الحذاء، ويكنى أبا المبارك، مولى لقريش لآل عبد الله بن عامر بن كريز، ولم يكن بحذاء، ولكن كان يجلس إليهم قال: وقال فهد بن حيان القيسي: " لم يحذ خالد قط، وإنما كان يقول: " احذوا على هذا النحو، ولقب الحذاء " قال: " وكان خالد ثقة،

§خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَذَّاءُ، وَيُكْنَى أَبَا الْمُبَارَكِ، مَوْلًى لِقُرَيْشٍ لِآلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِحَذَّاءٍ، وَلَكِنْ كَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِمْ قَالَ: وَقَالَ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ الْقَيْسِيُّ: " لَمْ يَحْذُ خَالِدٌ قَطُّ، وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ: «احْذُوا عَلَى هَذَا النَّحْوِ، وَلُقِّبَ الْحَذَّاءَ» قَالَ: «وَكَانَ خَالِدٌ ثِقَةً، رَجُلًا مَهِيبًا، لَا يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَكَانَ كَثِيرَ -[260]- الْحَدِيثِ» ، وَقَالَ: «مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثًا طَوِيلًا، فَإِذَا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ» وَكَانَ قَدِ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْقَتَبِ وَدَارِ الْعُشُورِ بِالْبَصْرَةِ، وَتُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ

يونس بن عبيد ويكنى أبا عبد الله، مولى لعبد القيس، وكان ثقة، كثير الحديث، وقال يونس: " ما كتبت شيئا قط "

§يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَقَالَ يُونُسُ: «مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ يُونُسُ يُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُولُ: «§أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ثَلَاثًا»

وَأَخْبَرَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: «§مَاتَ يُونُسُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَجَعْفَرًا وَمُحَمَّدًا ابْنَيْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ يَحْمِلُونَ سَرِيرَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ: «§هَذَا - وَاللَّهِ - الشَّرَفُ»

سلمة بن علقمة ويكنى: أبا بشر التميمي، وكان ثقة

§سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَيُكْنَى: أَبَا بِشْرٍ التَّمِيمِيَّ، وَكَانَ ثِقَةً

سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب بن عمرو بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم، وكان قليل الحديث، وولي قضاء البصرة لأبي جعفر

§سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ عَنَزَةَ بْنِ نَقْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُجْفِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ -[261]-، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ سَوَّارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ حَكَمَ»

أبو مروان الغنوي واسمه إبراهيم بن العلاء، وكان ثقة

§أَبُو مَرْوَانَ الْغَنَوِيُّ وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَكَانَ ثِقَةً

سعيد بن إياس الجريري ويكنى أبا مسعود، وكان ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره

§سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ الْجُرَيْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مَسْعُودٍ، وَكَانَ ثِقَةً، إِلَّا أَنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ

قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: قَالَ لِي كَهْمَسٌ: «§أَنْكَرْنَا الْجُرَيْرِيَّ أَيَّامَ الطَّاعُونِ»

وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: " §سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهِيَ أَوَّلُ سَنَةٍ دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ، وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا، وَقَدْ كَانَ قِيلَ لَنَا: إِنَّهُ قَدِ اخْتَلَطَ " قَالَ: «وَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ بَعْدَنَا»

قَالَ يَزِيدُ: " §وَسَمِعْتُ مِنَ شُعْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ الْجُرَيْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ "

عبد الله بن عون بن أرطبان ويكنى أبا عون، مولى عبد الله بن درة بن سراق المزني، وكان أكبر من سليمان التميمي، وكان عثمانيا، وكان ثقة، كثير الحديث، ورعا

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطَبَانَ وَيُكْنَى أَبَا عَوْنٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دُرَّةَ بْنِ سَرَّاقٍ الْمُزَنِيِّ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيِّ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَرِعًا

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: «§رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ -[262]- مَالِكٍ يُقَادُ بِهِ دَابَّتُهُ، لَا يَلْقَى مَا أَلْقَى أَنَا، لَقَدْ تَرَكُونِي مَا أَقْدِرُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى حَاجَةٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§وُلِدَ ابْنُ عَوْنٍ قَبْلَ الْجَارِفِ بِثَلَاثِ سِنِينَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَوْنٍ §لَا يُسَلِّمُ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ إِذَا مَرَّ بِهِمْ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عَوْنٍ قَدْ سَمِعَ بِالْكُوفَةِ عِلْمًا كَثِيرًا، فَعَرَضَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أَحْسَنَ هَذَا حَدَّثَ بِهِ، وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ أَمْسَكَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ تَخَشَّعَ عِنْدَهُ حَتَّى تَرْحَمَهُ؛ مَخَافَةَ أَنْ يَزِيدَ أَوْ يَنْقُصَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: «§أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عِلْمِ الشُّيُوخِ»

قَالَ: وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: «§وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ كَفَافًا» - يَعْنِي الْعِلْمَ -

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَوْنٍ: «يَا ابْنَ أَخِي، §قَدْ قَطَعُوا عَلَيَّ الطَّرِيقَ، مَا أَقْدِرُ أَنْ أَخْرُجَ لِحَاجَةٍ، يَعْنِي مِمَّا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ،» قَالَ بَكَّارٌ: «وَكَانَ لِابْنِ عَوْنٍ إِخْوَانٌ يَأْتُونَهُ، فَيَأْذَنُ لَهُمْ خَاصَّةً، وَلَا يَأْذَنُ لِلْجَمَاعَةِ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عَوْنٍ §إِذَا جَاءَهُ إِخْوَانُهُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ، لَهُمْ خُشُوعٌ وَخُضُوعٌ، لَيْسَ أَرَاهُ لِأَحَدٍ، وَكَانَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَكَانَ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَلَا غَيْرِهِمْ يَتْبَعُهُ، وَاتَّبَعَ ابْنَ عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَوْمًا، فَقَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لَا " قَالَ: «فَانْصَرِفْ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ يُمَازِحُ أَحَدًا، وَلَا يُمَارِي أَحَدًا، وَلَا يُنْشِدُ شِعْرًا، وَكَانَ مَشْغُولًا بِنَفْسِهِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ يَمْكُثُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فِي مَجْلِسِهِ يَذْكُرُ اللَّهَ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ صَلَّى، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ»

قَالَ بَكَّارٌ: «§وَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ شَاتِمًا أَحَدًا قَطُّ عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، وَلَا شَاةً، وَلَا دَجَاجَةً، وَلَا شَيْئًا، وَلَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْلَكَ لِلِسَانِهِ مِنْهُ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ ذَاكِرًا بِلَالَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ بِشَيْءٍ قَطُّ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا قَالُوا: يَا أَبَا عَوْنٍ، بِلَالٌ فَعَلَ فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ §مَظْلُومًا، فَلَا يَزَالُ يَقُولُ حَتَّى يَكُونَ ظَالِمًا، مَا أَظُنُّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَشَدَّ عَلَى بِلَالٍ مِنِّي» قَالَ: «وَكَانَ بِلَالٌ قَدْ ضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§صَحِبْتُ ابْنَ عَوْنٍ دَهْرًا مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى مَاتَ، وَأَوْصَى إِلَى أَبِي، فَمَا سَمِعْتُهُ حَالِفًا عَلَى يَمِينٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ حَتَّى فَرَّقَ الْمَوْتُ بَيْنَنَا»

قَالَ: «وَكَانَ §ابْنُ عَوْنٍ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا حَتَّى مَاتَ»

قَالَ: " §وَمَا رَأَيْتُ بِيَدِ ابْنِ عَوْنٍ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ يَزِنُ شَيْئًا قَطُّ، وَكَانَ إِذَا تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ لَا يُعِينُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَكَانَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ إِذَا تَوَضَّأَ بِالْمِنْدِيلِ أَوْ بِخِرْقَةٍ قَالَ: " وَكَانَ لَا يُبَكِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ ذَاكَ التَّبْكِيرَ الَّذِي يُعْرَفُ، وَلَا يُؤَخِّرُهَا، وَكَانَ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْهِ أَوْسَطُهَا، وَالِاخْتِلَاطُ بِالْجَمَاعَةِ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ الْجُمُعَةَ وَالْعِيدَيْنِ، وَيَتَطَيَّبُ لِلْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ، وَيَرَى ذَلِكَ سُنَّةً، وَكَانَ طَيِّبَ الرِّيحِ فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ، لَيِّنَ الْكِسْوَةِ، وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ أَنْظَفَ ثِيَابِهِ، وَكَانَ يَأْتِي الْجُمُعَةَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا، وَلَا يُقِيمُ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْمَكْتُوبَةِ فِي الْجَمَاعَةِ، ثُمَّ يَخْلُو فِي بَيْتِهِ، وَكَانَ إِذَا خَلَا فِي مَنْزِلِهِ إِنَّمَا هُوَ صَامِتٌ لَا يَزِيدُ عَلَى الْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّنَا، وَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ دَخَلَ حَمَّامًا قَطُّ، وَكَانَ لَهُ وَكِيلٌ نَصْرَانِيُّ يُحْيِي غَلَّةَ

دَارِهِ، وَكَانَ سُكَّانُهُ فِي دَارِهِ الَّتِي هُوَ فِيهَا نَصَارَى وَمُسْلِمِينَ، وَالدَّارِ الَّتِي فِي السُّوقِ، وَكَانَ يَقُولُ: يَكُونُ تَحْتِي نَصَارَى: لَا يَكُونُ تَحْتِي مُسْلِمُونَ وَكَانَ يَسْكُنُ أَعْلَى دَارِهِ، وَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ يُصَلِّي بِنَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَكَانَ لَهُ مَسْجِدٌ فِي دَارِهِ يُصَلِّي فِيهِ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا وَمَنْ حَضَرَهُ مِنْ إِخْوَانِهِ وَسُكَّانِهِ وَوَلَدِهِ، وَكَانَ يُؤَذِّنُ مَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ، وَيُقِيمُ يُؤَذِّنُ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُقِيمُ وَتْرًا وَتْرًا، وَكَانَ رُبَّمَا أَمَّنَا ابْنُ عَوْنٍ، وَرُبَّمَا قَدَّمَ بَعْضَ بَنِيهِ، وَكَانَ لَا يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلَّا أَنْ يُؤْتَى بِهِ، وَكَانَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ فِيَ شَيْءٍ مِنْ طَعَامِهِ ثُومًا لَمْ يَذُقْهُ، وَكَانَ يَأْتِيهِ الْخَادِمُ قَبْلَ الطَّعَامِ، فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَأْتِيهِ بِالْمِنْدِيلِ، فَيَمْسَحُ بِهَا يَدَيْهِ "

وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَتْنَا مَوْلَاةٌ لَنَا يُقَالُ لَهَا: عَيْنا أَنَّهَا كَانَتْ تَخْدُمُ ابْنَ عَوْنٍ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَمْلُوكَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَتِ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِنْدَ ابنِ عَوْنٍ، وَأُمُّهَا عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِهِ قَالَتْ: «فَكُنْتُ §أَخْدُمُهَا، فَطَبَخْتُ لِابْنِ عَوْنٍ قِدْرًا، فَوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الثُّومِ» ، قَالَتْ: «فَسَأَلَنِي، فَأَخْبَرْتُهُ،» فَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ، بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ، ارْفَعِيهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ» ، قَالَتْ: «فَوَقَعَ فِي جَسَدِي مِثْلُ الْحَرِيقِ، فَهَرَبْتُ إِلَى دَارِ سِيرِينَ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ذُكِرَ الْقَدَرُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، فَقَالَ لِي: " يَا ابْنَ أَخِي، §إِنِّي أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ، قَدْ أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يَذْكُرُ بِهَذَا الْكَلَامِ إِلَّا رَجُلَانِ: مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَسِنْهَوَيْهِ زَوْجُ أُمِّ مُوسَى، وَذَاكَ شَرٌّ "

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: §سَعَتِ الْمُعْتَزِلَةُ بِابْنِ عَوْنٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَقَالُوا: «إِنَّ هَهُنَا رَجُلًا يَرْبُثُ النَّاسَ عَنْكَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ مَا لِي وَلَكَ، فَخَرَجَ عَنِ الْبَصْرَةِ حَتَّى نَزَلَ الْقُرَيْظِيَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ مَا كَانَ»

قَالَ بَكَّارٌ: «§وَرَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَمَرَ بِأَبْوَابِهِ - وَكَانَتْ شَارِعَةً عَلَى سِكَّةِ الْمِرْبَدِ - فَغُلِّقَتْ، فَلَمْ يَكُنْ يَدَعُ أَحَدًا يَطْلُعُ، وَلَا يَنْظُرُ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِنْ وَصَلَ إِنْسَانًا بِشَيْءٍ وَصَلَهُ سِرًّا، وَإِنْ صَنَعَ شَيْئًا صَنَعَهُ سِرًّا، يَكْرَهُ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي مَعَ مُحَمَّدٍ فِي بُسْتَانٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يَمْشِي فِيهِ، فَيَمُرُّ عَلَى الْجَرْوَلِ فَيَبُثُّهُ وَأَنَا خَلْفَهُ أَفْعَلُ ذَلِكَ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ عَرَفَهَا، فَقَالَ: «مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا شَاءَ اللَّهُ، هَذَا رَجُلٌ §يَتْبَعُ رَجُلًا يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْخَيْرَ» قَالَ: «فَرَأَى أَنِّي كُنْتُ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَوْنٍ فِي بَيْتٍ، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدَةُ بِأَطْرَافٍ؟ فَقَالَ: «§أَيْهَاتَ، عِنْدَ مَنْ تَقُولُ هَذَا، لَا لَا» ، وَكُنْتُ أَرَدْتُهُ أَنْ يُحَدِّثَنِي فِي كِتَابٍ، فَأَبَى عَلَيَّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ يَقُولُ فِي شَهَادَةِ الرَّجُلِ لِأَبِيهِ: «§لَا يَجُوزُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ ابْنِ عَوْنٍ» قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: «وَبِهِ آخُذُ، وَقَدْ شَهِدْتُ عِنْدَ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِأَبِي عَلِيٍّ شَهَادَةً، فَقَبِلَهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ أَمِيرٌ، فَقَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: «نَحْمِلُهَا لِابْنِ عَوْنٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: " حَدَّثَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ مَرَّةً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ قَالَ: «§مَنْ لَمْ تَرَ عَيْنَايَ - وَاللَّهِ - مِثْلَهُ قَطُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَمَا أَسْتَثْنِي الْحَسَنَ، وَلَا ابْنَ سِيرِينَ»

قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَقَدِمَ هِشَامٌ مَرَّةً مِنْ مَكَّةَ، فَأَتَى ابْنَ عَوْنٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا أَتَيْتُ أَهْلِي وَلَا أَحَدًا حَتَّى أَتَيْتُكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَنَدَرَتْ حَصَاةٌ، فَوَقَعَتْ فِي أُذُنِي، فَمِلْتُ بِرَأْسِي، فَسَقَطَتْ، فَسَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ سِيرِينَ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ §سَمِعَ كَلِمَةً تَسُوءُهُ -[266]-، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا فِي قَلْبِهِ قَرَارٌ "

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَكْرَهُ الْمُصَافَحَةَ، وَكَانَ لَا يُصَافِحُ أَحَدًا، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَا يَكَادُ يُصَافِحُ، إِنَّمَا يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ "

أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ قَالَ: «§لَمْ يَكُنْ لِمَسْجِدِ ابْنِ عَوْنٍ الَّذِي اتَّخَذَهُ فِي دَارِهِ مِحْرَابٌ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: " مَرَّ ابْنُ عَوْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، فَمَرَّ ابْنُ سِيرِينَ مَوْضِعَ الْمَطَرِ عَلَى جِذْعٍ، وَمَرَّ ابْنُ عَوْنٍ فِي مَوْضِعِ الْمَطَرِ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَمْشِيَ عَلَى الْجِذْعِ؟ قَالَ: §لَمْ أَدْرِ مَا يُوَافِقُ صَاحِبَهُ "

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: يَا أَحَدُ، يَا أَحَدُ "

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: " كَانَ لَهُ نَاقَةٌ يَغْزُو عَلَيْهَا، وَيَحُجُّ عَلَيْهَا، وَكَانَ بِهَا مُعْجَبًا، فَأَمَرَ غُلَامًا لَهُ يَسْتَقِي عَلَيْهَا، فَجَاءَ بِهَا وَقَدْ ضَرَبَهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَسَالَتْ عَيْنُهَا عَلَى خَدِّهَا، فَقُلْنَا: إِنْ كَانَ مِنِ ابْنِ عَوْنٍ شَيْءٌ فَالْيَوْمَ، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ إِلَيْنَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى النَّاقَةِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، §أَفَلَا غَيْرَ الْوَجْهِ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ؟ اخْرُجْ عَنِّي، اشْهَدُوا أَنَّهُ حُرٌّ "

أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَوْنٍ §يَغْزُو عَلَى نَاقَتِهِ إِلَى الشَّامِ، فَإِذَا صَارَ إِلَى الشَّامِ رَكِبَ الْخَيْلَ» ، قَالَ: «وَبَارَزَ ابْنُ عَوْنٍ رُومِيًّا فَقَتَلَهُ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ لِابْنِ عَوْنٍ سُبْعٌ يَقْرَأُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَإِذَا لَمْ يَقْرَأْهُ بِاللَّيْلِ أَتَمَّهُ بِالنَّهَارِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: «§ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلِأَصْحَابِي» قَالَ: فَذَكَرَهُ، فَإِذَا هُوَ: «قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَالثَّالِثَةُ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ وَلَهَا مِنَ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ»

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: وَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّهُ §رَأَى دَابَّةَ أَبِي مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، فَرَكِبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَأْمِرَهُ " يَعْنِي يَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى الثِّقَةِ بِهِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَقُولُ: «§سُلَيْمٌ سُلَيْمٌ أَزْهَرُ أَزْهَرُ» قَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَرُونَ لَهُ حَوَائِجَهُ مِنَ السُّوقِ»

أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ بَلْجٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَوْنٍ: «إِنِّي §أَرَاكَ تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ» قَالَ: «إِنَّهَا تَنْفَعُنِي»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ خَاتَمُ ابْنِ عَوْنٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ، وَنَقْشُهُ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ قَلَنْسُوَةً ارْتِفَاعُهَا نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ حِبَرَةً مِنْ هَذِهِ الْيَمَانِيَةِ الْمُسَلْسَلَةِ، وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْبُرُودَ، وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ إِزَارًا وَرِدَاءً، وَيَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ، وَكَانَ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ يُصْبَغَانِ بِالْمِشْقِ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ، وَكَانَ يَأْخُذُهُ أَخْذًا وَسَطًا، وَكَانَ لَهُ شَعْرٌ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ، وَلَوْ رَأَيْتَهُ قُلْتَ: لَيْسَ مِنْ تِلْكَ الطَّبَقَةِ شَدِيدُ الِاخْتِلَاطِ بِالنَّاسِ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَوْنٍ تَبْدُو سُرَّتُهُ إِذَا اتَّزَرَ»

أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ بُرْنُسًا مِنْ صُوفٍ رَقِيقًا حَسَنًا، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: مَا هَذَا الْبُرْنُسُ يَا أَبَا عَوْنٍ؟ فَقَالَ: «§هَذَا بُرْنُسٌ كَانَ لِابْنِ عُمَرَ» ، قَالَ: «فَكَسَاهُ أَنَسَ بْنَ سِيرِينَ، فَبِيعَ فِي مِيرَاثِ أَنَسٍ، فَاشْتَرَيْتُهُ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَتْ نَعْلُ ابْنِ عَوْنٍ لَهَا زِمَامٌ وَاحِدٌ -[268]-، وَلَمْ تَكُنْ سِبْتِيَّةً، وَكَانَتْ أَرْدِيَةُ ابْنِ عَوْنٍ مَفْتُولَةً، وَكَانَتْ ثِيَابَ ابْنِ عَوْنٍ تَمَسُّ ظَهْرَ قَدَمِهِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ بَعْضَ أَسْنَانِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ مَشْدُودَةً بِالذَّهَبِ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَتَمَنَّى أَنْ يَرَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرَهُ إِلَّا قَبْلَ وَفَاتِهِ بِيَسِيرٍ، فَسُرَّ بِذَلِكَ سُرُورًا شَدِيدًا، فَنَزَلَ مِنْ دَرَجَتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ كَانَ فِي الدَّارِ» ، قَالَ: " فَسَقَطَ، فَأُصِيبَ فِي رِجْلِهِ، فَلَمْ يُعَالِجْهَا حَتَّى مَاتَ، وَكُفِّنَ فِي بُرْدٍ شِرَاهُ مِائَتَي دِرْهَمٍ، فَمَاكَسَنَا بَنَوهُ، وَقَالُوا: لَا نَشْتَرِي إِلَّا بِدُونِ ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَمَّتِي - وَكَانَتِ امْرَأَتَهُ -: احْسِبُوا الْبَاقِيَ عَلَيَّ "

قَالَ: «§وَحَضَرَتْ وَفَاةُ ابْنِ عَوْنٍ، فَكَانَ مُوَجَّهًا حَتَّى قُبِضَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى غَرْغَرَ بِالْمَوْتِ» ، قَالَ: وَقَالَتْ لِي عَمَّتِي أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: اقْرَأْ عِنْدَ ابْنِ عَوْنٍ سُورَةَ يس، فَقَرَأْتُهَا " قَالَ: «وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَقْلًا عِنْدَ الْمَوْتِ مِنَ ابْنَ عَوْنٍ، وَمَا كَانَ يَزِيدُ أَنْ يَقُولَ بِالثَّوْبِ هَكَذَا يَرْفَعْهُ عَنْ بَطْنِهِ، وَمَاتَ فِي السَّحَرِ، فَمَا قَدَرْنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ، حَتَّى وَضَعْنَاهُ فِي مِحْرَابِ الْمُصَلَّى غَلَبَنَا عَلَيْهِ النُّعَاسُ»

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ وَعَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَأَوْصَى بِخُمْسِ مَالِهِ بَعْدَ دَيْنِهِ إِلَى أَبِي فِي قَرَابَتِهِ الْمُحْتَاجِينَ وَغَيْرِ الْمُحْتَاجِينَ»

قَالَ: «وَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ فِي مَرَضِهِ §أَصْبَرَ مِنْ أَسَدٍ - أَيْ مَا رَأَيْتُهُ يَشْكُو شَيْئًا مِنْ عِلَّتِهِ حَتَّى مَاتَ - وَلَمْ يُخَلِّفْ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا، وَإِنَّمَا خَلَّفَ دَارًا فِي الْعَطَّارِينَ، وَدَارَهُ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُهَا فِي سِكَّةِ الْمِرْبَدِ»

قَالَ: «§وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جَمِيلُ بْنُ مَحْفُوظٍ الْأَزْدِيُّ صَاحِبُ شُرْطَةِ عُقْبَةَ بْنِ سَلْمٍ»

عمران بن مسلم القصير وله أحاديث

§عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَصِيرُ وَلَهُ أَحَادِيثُ

عبد المؤمن بن أبي شراعة وقد لقي ابن عمر، وروى عنه وكان قليل الحديث

§عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَبِي شُرَاعَةَ وَقَدْ لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ، وَرَوَى عَنْهُ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

غالب بن مهران التمار وكان ثقة، روى عنه شعبة، وإسماعيل ابن علية

§غَالِبُ بْنُ مِهْرَانَ التَّمَّارُ وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ

عبد العزيز بن قدير وكان منزله في عبد القيس، وكان ثقة إن شاء الله، روى عنه سفيان، وعبد الله بن المبارك

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قُدَيْرٍ وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي عَبْدِ الْقَيْسِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

وأخوه عبد الملك بن قدير وقد روى عنه أيضا

§وَأَخُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَيْرٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا

الحجاج الأسود القسامل من الأزد، وله أحاديث

§الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ الْقَسَامِلُ مِنَ الْأَزْدِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ

الحجاج بن أبي عثمان الصواف ويكنى أبا الصلت، وكان ثقة إن شاء الله

§الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ وَيُكْنَى أَبَا الصَّلْتِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عباد بن منصور الناجي وكان قاضيا بالبصرة، وهو ضعيف، له أحاديث منكرة

§عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّاجِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَهُ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ

حوشب بن مسلم وكان يبيع الطيالسة، وكان ثقة إن شاء الله، روى عنه هشام بن حسان

§حَوْشَبُ بْنُ مُسْلِمٍ وَكَانَ يَبِيعُ الطَّيَالِسَةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَوَى عَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ

حاتم بن أبي صغيرة ويكنى أبا يونس القشيري، وكان ثقة إن شاء الله

§حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ وَيُكْنَى أَبَا يُونُسَ الْقُشَيْرِيَّ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

حسين بن ذكوان المعلم وكان ثقة

§حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمُ وَكَانَ ثِقَةً

كهمس بن الحسن القيسي وكان ثقة

§كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْسِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

حسين الشهيد مولى لمزينة، وكان ثقة إن شاء الله

§حُسَيْنٌ الشَّهِيدُ مَوْلًى لِمُزَيْنَةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عمران بن حدير السدوسي وكان ثقة، كثير الحديث

§عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ السَّدُوسِيُّ وَكَانَ ثِقَةٍ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أبو المعلى العطار واسمه يحيى بن ميمون، وكان ثقة، كثير الحديث

§أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

غالب بن خطاف الراسبي وكان ثقة أخبرنا عبد الأعلى بن سليمان العبدي الزراد، قال: " كان غالب القطان يكنى أبا سلمة، وكان مكفوفا، وكان ينزل في عبد القيس، وسمعت أنه غالب بن خطاف "

§غَالِبُ بْنُ خُطَّافٍ الرَّاسِبِيُّ وَكَانَ ثِقَةً أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيُّ الزَّرَّادُ، قَالَ: «كَانَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ، وَكَانَ مَكْفُوفًا، وَكَانَ يَنْزِلُ فِي عَبْدِ الْقَيْسِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ غَالِبُ بْنُ خُطَّافٍ»

هشام بن حسان القردوسي من الأزد، وكان بينه وبين قتادة في السن سبع سنين

§هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَتَادَةَ فِي السِّنِّ سَبْعُ سِنِينَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي قُرَّةَ , أَنَّ مُحَمَّدًا قَالَ: «§هِشَامٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»

قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: «§تُوُفِّيَ هِشَامٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ»

قَالَ: وَقَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: «§مَاتَ هِشَامٌ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ»

عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وكان ثقة إن شاء الله أخبرنا وكيع بن الجراح قال: " لقيت عيينة بن عبد الرحمن بالبصرة سنة ثمان وأربعين ومائة، وأملى علي "

§عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ الْغَطَفَانِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: «لَقِيتُ عُيَيْنَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَمْلَى عَلَيَّ»

عمر بن عامر

§عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ

صالح بن أبي الأخضر

§صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ صَالِحَ بْنَ أَبِي الْأَخْضَرِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ سَمِعْتَ هَذَا الَّذِي، تَرْوِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ فَقَالَ: «§مِنْهُ مَا حَدَّثَنِي بِهِ، وَمِنْهُ مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَلَا أَدْرِي مَا هَذَا مِنْ هَذَا»

جراد بن مجالد روى عنه شعبة

§جَرَادُ بْنُ مُجَالِدٍ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ

أبو حمزة الذي روى عنه شعبة، وكان جاره اسمه عبد الرحمن بن عبد الله

§أَبُو حَمْزَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَكَانَ جَارُهُ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

عمرو بن عبيد بن باب مولى لبني تميم، ويكنى أبا عثمان، معتزلي صاحب رأي، ليس بشيء في الحديث، وكان كثير الحديث عن الحسن وغيره، وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة، ودفن بمران على ليال من مكة طريق البصرة

§عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، مُعْتَزِلِيٌّ صَاحِبُ رَأْيٍ، لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَرَّانَ عَلَى لَيَالٍ مِنْ مَكَّةَ طَرِيقَ الْبَصْرَةِ

الطبقة الخامسة

§الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ

سعيد بن أبي عروبة ويكنى أبا النضر، واسم أبي عروبة: مهران، وكان ثقة، كثير الحديث، ثم اختلط بعد في آخر عمره

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَاسْمُ أَبِي عَرُوبَةَ: مِهْرَانُ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ثُمَّ اخْتَلَطَ بَعْدُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ

قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَطَاءٍ قَالَ: «§جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ»

قَالَ: وَقَالَ قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ: «§حَلَفَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ أَنَّهُ مَا كَتَبَ عَنْ قَتَادَةَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَتَبَ إِلَيَّ أَنِ أَكْتُبَ لَهُ تَفْسِيرَ قَتَادَةَ» قَالَ: فَقَالَ: «تُرِيدُ أَنْ تَكْتُبَ عَنِّي؟» قَالَ: «فَلَمْ أَزَلْ بِهِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي هَمَّامٌ: " §جَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، فَطَلَبَ مِنِّي عَوَاشِرَ الْقُرْآنِ عَنْ قَتَادَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا أَنْسَخُهُ لَكَ، وَأَرْفَعُهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: لَا، إِلَّا كِتَابَكَ «فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَاخْتَلَفَ إِلَيَّ فَلَمْ أُعِرْهُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: " §كَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ شَيْئًا كَثِيرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَقُولُ فِيهِ: حَدَّثَنَا "

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ، فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَيَقُولُ: «§دَقَّكَ بِالْمِنْحَازِ حَبُّ الْفُلْفُلِ» فَذَكَرَ رَوْحٌ عَنْ بَعْضِ مَنْ قَالَ: «مَا أَذْكُرُهُ إِلَّا بِغَيِّهِ»

أسماء بن عبيد وكان ينزل ببني ضبيعة، وكان ثقة إن شاء الله

§أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ وَكَانَ يَنْزِلُ بِبَنِي ضُبَيْعَةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ - وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ أَسْمَاءَ - يَقُولُ: «§هَلَكَ أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَة»

إسماعيل بن مسلم المكي ويكنى أبا إسحاق

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: «§كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ بَصْرِيًّا، وَلَكِنَّهُ نَزَلَ مَكَّةَ سِنِينَ، فَتَعَرَّفَ بِذَلِكَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ قِيلَ لَهُ الْمَكِّيُّ، وَكَانَ لَهُ رَأْيٌ وَفَتْوَى وَبَصَرٌ وَحِفْظٌ لِلْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَعَلَى عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، وَكَانَ مَجْلِسُ إِسْمَاعِيلَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَاحِدًا، فَكُنْتُ أَجِيءُ، فَأَجْلِسُ إِلَيْهِمَا، فَأَكْتُبُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ، وَأَدَعُ يُونُسَ؛ لِنَبَاهَةِ إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ النَّاسِ لَمَّا كَانَ شُهِرَ بِهِ مِنَ الْفَتْوَى»

أبو الأشهب، واسمه جعفر بن حيان العطاردي وكان ثقة إن شاء الله، وتوفي بالبصرة سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي

§أَبُو الْأَشْهَبِ، وَاسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ الْعُطَارِدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

أبو خلدة، واسمه خالد بن دينار وكان ثقة وله سن، وقد لقي

§أَبُو خَلْدَةَ، وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ سِنٌّ، وَقَدْ لَقِيَ

علي بن علي الرفاعي

§عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: «§كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

أبو حرة، واسمه واصل بن عبد الرحمن وكان فيه ضعف، وقد روي عنه الحديث

§أَبُو حُرَّةَ، وَاسْمُهُ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ فِيهِ ضَعْفٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ الْحَدِيثُ

وأخوه سعيد بن عبد الرحمن وقد روي عنه أيضا الحديث

§وَأَخُوهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا الْحَدِيثُ

قرة بن خالد السدوسي ويكنى أبا خالد، وكان ثقة

§قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَكَانَ ثِقَةً

صخر بن جويرية قال سمعت عمرو بن عاصم، قال: " كان صخر، يكنى: أبا نافع، مولى لبني تميم، وكان ثبتا ثقة " أخبرنا عفان بن مسلم قال: " كان صخر أثبت في الحديث وأعرف به من جويرية "

§صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ، قَالَ: " كَانَ صَخْرٌ، يُكْنَى: أَبَا نَافِعٍ، مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ ثَبْتًا ثِقَةً " -[276]- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: «كَانَ صَخْرٌ أَثْبَتَ فِي الْحَدِيثِ وَأَعْرَفَ بِهِ مِنْ جُوَيْرِيَةَ»

ربيعة بن كلثوم بن حبر وكان شيخا عنده أحاديث

§رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ حَبْرٍ وَكَانَ شَيْخًا عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

أشعث بن عبد الملك الحمراني ويكنى أبا هانئ

§أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا هَانِئٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ، قَالَ: " كَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَأَى أَشْعَثَ قَالَ: §هَاتِ يَا أَبَا هَانِئٍ، هَاتِ مَا عِنْدَكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: " إِنَّمَا §فِقْهُ مَسَائِلِ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: أَخَذَهَا مِنْ أَشْعَثَ، وَإِنَّمَا كَثْرَةُ عِلْمِ الْأَشْعَثِ أَنَّ أُخْتَهُ كَانَتْ تَحْتَ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى بَنِي مِنْقَرٍ، وَكَانَ قَدْ نَظَرَ فِي كُتُبِهِ، وَكَانَ حَفْصٌ أَعْلَمَهُمْ بِقَوْلِ الْحَسَنِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ قَالَ: «§كُنَّا فِي مَجْلِسٍ كُنَّا نَجْتَمِعُ، وَيَقْعُدُ فِيهِ الْبَتِّيُّ، وَسَوَّارٌ، وَدَاوُدُ، وَعَوْفٌ وَالْأَشْعَثُ وَعِدَّةٌ، فَجَرَى بَيْنَ دَاوُدَ وَعَوْفٍ كَلَامٌ فِي الْقَدَرِ، وَكَانَ عَوْفٌ يَقُولُ بِالْقَدَرِ، فَوَثَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ» ، قَالَ الْأَشْعَثُ: فَقُمْتُ أَنَا إِلَى دَاوُدَ، فَاحْتَضَنْتُهُ، وَقَامَ سَوَّارٌ إِلَى عَوْفٍ، فَاحْتَضَنَهُ، وَفَرَّقْنَا بَيْنَهُمَا، وَتُوُفِّيَ أَشْعَثُ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ قَبْلَ عَوْفٍ "

المبارك بن فضالة بن أبي أمية مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابة، توفي سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي، وكان فيه ضعف، وعفان بن مسلم يرفعه ويوثقه ويحدث عنه

§الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كِتَابَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ فِيهِ ضَعْفٌ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ يَرْفَعُهُ وَيُوَثِّقُهُ وَيُحَدِّثُ عَنْهُ

وأخوه عبد الرحمن بن فضالة ويكنى أبا أمية، وقد روى عنه، أيضا الحديث

§وَأَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَضَالَةَ وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ، أَيْضًا الْحَدِيثَ

الربيع بن صبيح ويكنى أبا حفص، مولى لبني سعد بن زيد مناة بن تميم، خرج غازيا إلى الهند في البحر، فمات، فدفن في جزيرة من جزائر البحر سنة ستين ومائة، في أول خلافة المهدي، أخبرني بذلك شيخ من أهل البصرة كان معه، وكان ضعيفا في الحديث، وقد روى عنه الثوري

§الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ، مَوْلًى لِبَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، خَرَجَ غَازِيًا إِلَى الْهِنْدِ فِي الْبَحْرِ، فَمَاتَ، فَدُفِنَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كَانَ مَعَهُ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَأَمَّا عَفَّانُ فَتَرَكَهُ، فَلَمْ يُحَدِّثْ مِنْهُ

السري بن يحيى بن إياس بن حرملة بن إياس الشيباني ويكنى أبا الهيثم، وجده حرملة بن إياس الذي روى عن أبي قتادة

§السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسَ الشَّيْبَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ، وَجَدُّهُ حَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي قَتَادَةَ

أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§صَوْمُ عَرَفَةَ يَعْدِلُ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يَعْدِلُ سَنَةً»

يزيد بن إبراهيم التستري وكان ثقة ثبتا، وكان عفان يرفع أمره، وكان ينزل في باهلة عند مقبرة بني سهم

§يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُ أَمْرَهُ، وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَاهِلَةَ عِنْدَ مَقْبَرَةِ بَنِي سَهْمٍ

جرير بن حازم بن زيد الجهضمي من الأزد، ويكنى أبا النضر، وكان ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره

§جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ بْنِ زَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَكَانَ ثِقَةً، إِلَّا أَنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: «§وُلِدَ أَبِي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ» ، وَقَالَ وَهْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: «مَاتَ جَرِيرٌ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ»

أبو هلال الراسبي واسمه محمد بن سليم، وفيه ضعف

§أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَفِيهِ ضَعْفٌ

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: «§كَانَ أَبُو هِلَالٍ أَعْمَى، فَكَانَ لَا يُحَدِّثُ حَتَّى يُنْسَبَ مَنْ عِنْدَهُ» قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ أَبُو هِلَالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ»

هشام بن أبي هشام ويكنى أبا المقدام، واسم أبي هشام: زياد مولى عثمان بن عفان، وكان هشام ضعيفا في الحديث

§هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ وَيُكْنَى أَبَا الْمِقْدَامِ، وَاسْمُ أَبِي هِشَامٍ: زِيَادٌ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ هِشَامٌ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

عقبة بن أبي الصهباء

§عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ

أبو عقيل الدورقي واسمه بشير بن عقبة

§أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ وَاسْمُهُ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ

الحسن بن دينار ضعيف في الحديث، ليس بشيء، وقد روى عنه محمد بن إسحاق، والمعافى بن عمران، وغيرهما

§الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَغَيْرُهُمَا

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ دِينَارٍ، وَاسْتَعَارَ مِنِّي كِتَابًا، فَلَمْ أُعْطِهِ، فَقَالَ: «§الْحَدِيثُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَمَنْ بَخِلَ بِمَا عِنْدَهُ تَوَلَّى الْمَلَامَةَ وَالْمَأْثَمَ، وَأَصَبْنَاهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِ»

الصلت بن دينار وهو ضعيف، ليس بشيء

§الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَيْسَ بِشَيْءٍ

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي واسم أبي عبد الله: سنبر، مولى لبني سدوس، وكان ثقة ثبتا في الحديث حجة، إلا أنه يرمى بالقدر

§هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: سَنْبَرٌ، مَوْلًى لِبَنِي سَدُوسٍ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ حُجَّةً، إِلَّا أَنَّهُ يُرْمَى بِالْقَدَرِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ إِذَا فُقِدَ السِّرَاجُ مِنْ بَيْتِهِ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِرَاشِهِ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَأْتِيَهِ بِالسِّرَاجِ، فَقَالَتْ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنِّي §إِذَا فَقَدْتُ السِّرَاجَ ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ»

وَقَالَ -[280]- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ: «§مَاتَ هِشَامٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ»

قَالَ: وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: «أَنَا §دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ»

سليمان بن المغيرة القيسي ويكنى أبا سعيد، وكان ثقة ثبتا

§سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبًا، يَقُولُ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ لَنَا: «§خُذُوا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ» قَالَ: «فَكُنَّا نَأْتِيهِ فِي نَاحِيَةٍ، وَأَبُوهُ فِي نَاحِيَةٍ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: «§لَيْسَ أَحَدٌ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ»

مهدي بن ميمون الأزدي مولى للمعاول، ويكنى أبا يحيى

§مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الْأَزْدِيُّ مَوْلًى لِلْمُعَاوِلِ، وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: «§كَانَ مَيْمُونٌ كُرْدِيًّا وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، وَكَانَ مَهْدِيُّ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ»

شعبة بن الحجاج بن ورد من الأزد، مولى للأشاقر عتاقة، ويكنى أبا بسطام، وكان ثقة مأمونا ثبتا، صاحب حديث، حجة، وكان شعبة أكبر من الثوري بعشر سنين

§شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ وَرْدٍ مِنَ الْأَزْدِ، مَوْلًى لِلْأَشَاقِرِ عَتَاقَةً، وَيُكْنَى أَبَا بِسْطَامٍ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ثَبْتًا، صَاحِبَ حَدِيثٍ، حُجَّةً، وَكَانَ شُعْبَةُ أَكْبَرَ مِنَ الثَّوْرِيِّ بِعَشْرِ سِنِينَ

أَخْبَرَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §-[281]- لَأَنَا فِي الشِّعْرِ أَسْلَمُ مِنِّي فِي الْحَدِيثِ»

وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ: قَالَ شُعْبَةُ: «§مَا أَنَا مُغْتَمٌّ عَلَى شَيْءٍ أَخَافُ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ غَيْرِهِ» يَعْنِي الْحَدِيثَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: «هَاهُنَا امْرَأَةٌ تُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، فَاذْهَبْ، فَاسْمَعْ مِنْهَا» ، قَالَ: " فَذَهَبْتُ إِلَيْهَا، §فَسَمِعْتُ مِنْهَا، ثُمَّ قُلْتُ لَهَا: قَدْ سَمِعْتُ مِنْهَا، قَالَتْ: لَا يَسْأَلُكَ اللَّهُ " قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ شُعْبَةُ بِالْبَصْرَةِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً»

جويرية بن أسماء بن عبيد

§جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: " §كَانَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ صَاحِبَ عِلْمٍ كَثِيرٍ، وَكَانَ يَمْتَنِعُ لَا يُمْلِي عَلَيْنَا، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ، فَسَأَلَهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ، فَحَدَّثْتُهُ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمَا " قَالَ: فَقَالَ: «لَا أَرَاكَ هَاهُنَا» فَحَدَّثَنِي، وَأَمْلَى عَلَيَّ، فَلَمَّا أَمْلَى عَلَيَّ تَرَكْتُهُ فَلَمْ آتِهِ "

صالح المري

§صَالِحٌ الْمُرِّيُّ

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَذْكُرُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَيَقُولُ: «الْقَصَصَ الْقَصَصَ» كَأَنَّهُ يَكْرَهُهُ، وَكَانَ إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بَكَّرَ فِيهَا، قَالَ: فَبَكَّرَ يَوْمًا، وَبَكَّرْتُ مَعَهُ، فَجَعَلْتُ طَرِيقَنَا عَلَى مَسْجِدِ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، نَدْخُلُ نُصَلِّي فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَدَخَلْنَا فَصَلَّيْنَا، وَكَانَ يَوْمَ مَجْلِسِ صَالِحٍ، فَلَمَّا صَلُّوا ازْدَحَمَ النَّاسُ، فَبَقِينَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُومَ، وَتَكَلَّمَ صَالِحٌ، فَرَأَيْتُ سُفْيَانَ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا فَرَغَ وَقَامَ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَيْفَ رَأَيْتَ هَذَا الرَّجُلَ؟ قَالَ: «§هَذَا لَيْسَ بِعَاصٍ، هَذَا نَذِيرُ قَوْمٍ»

همام بن يحيى ويكنى أبا عبد الله، مولى لبني عوذ من الأزد، وكان ثقة ربما غلط في الحديث

§هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِبَنِي عَوْذٍ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ ثِقَةً رُبَّمَا غَلَطَ فِي الْحَدِيثِ

سلام بن سليمان أبو المنذر مولى مزينة

§سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الْمُنْذِرِ مَوْلَى مُزَيْنَةَ

حماد بن سلمة ويكنى أبا سلمة، وكان أبوه سلمة يكنى أبا صخرة، وهو مولى لبني تميم، وهو ابن أخت حميد الطويل

§حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ سَلَمَةُ يُكْنَى أَبَا صَخْرَةَ، وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ

قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: " §مَا كُنَّا نَأْتِي أَحَدًا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ شَيْئًا بِنِيَّةٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِلَّا حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْيَوْمَ: مَا نَأْتِي أَحَدًا يُعَلِّمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَهُ "، قَالُوا: «وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ الْمُنْكَرِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخَذَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِيَدِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ: «§لَا تَمُوتُ أَوْ تَقُصَّ، أَمَا إِنِّي قَدْ قُلْتُ هَذَا لِخَالِكَ - يَعْنِي حُمَيْدًا الطَّوِيلَ -» ، قَالَ: «فَمَا مَاتَ حَتَّى قَصَّ» قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: فَقَصَصْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

قاسم بن الفضل الحداني ويكنى أبا المغيرة أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: لم يكن بحداني، ولكنه كان نازلا في حدان، وهو رجل من بني لحي من الأزد، وكان ثقة

§قَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِحُدَّانِيٍّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ نَازِلًا فِي حُدَّانَ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لُحَيٍّ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ ثِقَةً

سلام بن مسكين ويكنى أبا روح، وهو رجل من اليمن، حي من أنفسهم، وكان ثقة، وتوفي قبل حماد بن سلمة

§سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَيُكْنَى أَبَا رَوْحٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ، حَيٌّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ قَبْلَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ

سليمان الأسود الناجي كان نازلا في بني ناجية، لا ندري كان من أنفسهم، أو مولى لهم، وكانت عنده أحاديث

§سُلَيْمَانُ الْأَسْوَدُ النَّاجِيُّ كَانَ نَازِلًا فِي بَنِي نَاجِيَةَ، لَا نَدْرِي كَانَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، أَوْ مَوْلًى لَهُمْ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ

عمارة بن زاذان الصيدلاني أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، قال: " كان عمارة يكنى أبا سلمة "

§عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ: «كَانَ عُمَارَةُ يُكَنَّىَ أَبَا سَلَمَةَ»

عبد العزيز بن مسلم مات سنة سبع وستين ومائة في خلافة المهدي

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

بحر بن كنيز السقاء الباهلي ويكنى أبا الفضل، وكان ضعيفا، وتوفي في سنة ستين ومائة في خلافة المهدي

§بَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ السَّقَّاءُ الْبَاهِلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

أبان بن يزيد العطار قال عفان: " كان يكنى أبا يزيد "

§أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ قَالَ عَفَّانُ: «كَانَ يُكْنَى أَبَا يَزِيدَ»

حزم بن أبي حزم القطعي توفي سنة خمس وسبعين ومائة

§حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ

حسام بن مصك بن شيطان من الأزد، وهو ضعيف

§حُسَامُ بْنُ مِصَكِّ بْنِ شَيْطَانٍ مِنَ الْأَزْدِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ

أبو العوام القطان واسمه عمران بن داور

§أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ وَاسْمُهُ عِمْرَانُ بْنُ دَاوَرَ

الحسين بن أبي جعفر الجفري وهو من بني عوذ من الأزد، توفي في سنة ستين ومائة

§الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْجُفَرِيُّ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَوْذٍ مِنَ الْأَزْدِ، تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ

سلمة بن علقمة وكان إمام مسجد داود بن أبي هند

§سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ

معاوية بن عبد الكريم الضال وإنما سمي بذلك؛ لأنه ضل في طريق مكة

§مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكُ؛ لِأَنَّهُ ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ

عثمان بن مقسم البرسمي وليس بشيء، وقد ترك حديثه توفي في خلافة المهدي

§عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ الْبَرْسَمِيُّ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ تُرِكَ حَدِيثُهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

أبو جري نصر بن طريف وليس بشيء، وقد ترك حديثه

§أَبُو جُرَيٍّ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ تُرِكَ حَدِيثُهُ

أبو عبيدة الناجي مولى كابس بن ربيعة الناجي، كان نازلا في بني ناجية، ثم تحول إلى بني عقيل

§أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ مَوْلَى كَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ النَّاجِيِّ، كَانَ نَازِلًا فِي بَنِي نَاجِيَةَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى بَنِي عَقِيلٍ

عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم، وقد ولي قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله، وكان محمودا، ثقة، عاقلا من الرجال

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ بْنِ جَنَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُجْفِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَقَدْ وَلِي قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مَحْمُودًا، ثِقَةً، عَاقِلًا مِنَ الرِّجَالِ

الطبقة السادسة

§الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ

حماد بن زيد بن درهم ويكنى أبا إسماعيل، وكان عثمانيا، وكان ثقة، ثبتا، حجة، كثير الحديث

§حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، حُجَّةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: «§مَاتَ حَازِمٌ أَبُو جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَزَيْدٌ أَبُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ مَمْلُوكٌ لَهُ، فَأَعْتَقَهُ يَزِيدُ وَجَرِيرٌ ابْنَا حَازِمٍ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: «§وُلِدَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: «§زَعَمَتْ أُمِّي أَنِّي وُلِدْتُ فِي عَمَلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ» قَالَ: " وَقَالَتْ عَمَّتِي: فِي آخِرِ عَمَلِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «§قَدِمَ عَلَيْنَا الْبَصْرَةَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَلَمْ يَأْتِهِ أَيُّوبُ، فَلَمْ نَأْتِهِ» قَالَ: «وَكَانَ إِذَا لَمْ يَأْتِ أَيُّوبُ أَحَدًا لَمْ نَأْتِهِ» قَالَ: «وَقَدِمَ عَلَيْنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، فَأَتَاهُ أَيُّوبُ، فَأَتَيْنَاهُ» ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ: «مَاتَ أَيُّوبُ وَلِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ - قَالَ -: فَجَاءَ أَيُّوبُ وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، فَسَأَلَاهُ فِي كِتَابٍ، فَكَانَا إِذَا أَتَيَا عَلَى حَدِيثٍ قَدْ سَمِعَاهُ تَرَكَاهُ " قَالَ: " فَأَقُولُ: §أَنَا حُدِّثْتُ كَذَا وَكَذَا، فَأُسْأَلُ عَنِ الَّذِي تَرَكُوا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: «§كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ طَوِيلَةً لَطِيفَةً»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ -[287]- سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَى الْبَصْرَةِ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ»

وأخوه سعيد بن زيد بن درهم وكان ثقة، وقد روي عنه، ومات، قبل أخيه حماد بن زيد

§وَأَخُوهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، وَمَاتَ، قَبْلَ أَخِيهِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ

وهيب بن خالد بن عجلان قال عفان: " هو مولى باهلة، ويكنى أبا بكر، ويكنى خالد: أبا غبطة، وكان وهيب قد سجن فذهب بصره، وكان ثقة، كثير الحديث، حجة، وكان أحفظ من أبي عوانة، وكان يملي حفظا، ومات وهو ابن ثمان وخمسين سنة "

§وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ عَفَّانُ: " هُوَ مَوْلَى بَاهِلَةَ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَيُكْنَى خَالِدٌ: أَبَا غِبْطَةَ، وَكَانَ وُهَيْبٌ قَدْ سُجِنَ فَذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، حُجَّةً، وَكَانَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَكَانَ يُمْلِي حِفْظًا، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةَ "

أبو عوانة، واسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء، وكان ثقة صدوقا

§أَبُو عَوَانَةَ، وَاسْمُهُ الْوَضَّاحُ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عَوَانَةَ وَهُوَ غُلَامٌ زَمَانَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقْرَأُ بِالْأَصْوَاتِ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَوْمَ عَرَفَةَ خَرَجَ مِنَ الْمَقْصُورَةِ، فَجَلَسَ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: " كَانَ الْجُرَيْرِيُّ §إِذَا حَدَّثَ يَقُولُ: مَنْ أَحْسَنَ لِي الْوَاسِطِيَّ، مَنْ أَحْسَنَ لِي الْوَاسِطِيَّ، يَعْنِي أَبَا عَوَانَةَ، " قَالَ يَزِيدُ: «وَكَانَ يُهْدِي لَهُ جِلَالَ التَّمْرِ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: «§أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الْأَعْمَشِ حِمَارًا، فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ أَخَذَتْ بِيَدِهِ، فَأَخْرَجَتْهُ إِلَيَّ»

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَاجَتِي إِنْ أَنْتَ لَمْ تَقْضِهَا فَلَا تَغْضَبْ عَلَيَّ، قَالَ: «§لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي، فَأَغْضَبَ عَلَيْكَ أَوْ لَا، فَإِمَّا أَنْ يَضُرَّكَ غَضَبِي سِرًّا أَوْ عَلَانِيَةً» قَالَ: قُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ قَالَ: «لَا أَفْعَلُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: " §كَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَتَحَفَّظُ وَيُمْلِي عَلَيْنَا: وَيُخْرِجُ الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ، فَيَقْرَؤُهُ أَوْ يُمْلِيهِ "

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَوَانَةَ: «مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ؟» قُلْتُ: يَقُولُونَ: «كُلُّ شَيْءٍ تُحَدِّثُ بِهِ مِنْ كِتَابٍ فَهُوَ مَحْفُوظٌ، وَمَا لَمْ تَجِئْ بِهِ مِنْ كِتَابٍ فَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ» قَالَ: «§لَا يَدْعُونِي»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: «§كَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أَبُو عَوَانَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، وَعَلَيْنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا»

جعفر بن سليمان الضبعي وهو مولى لبني الحريش، ويكنى أبا سليمان، وكان ثقة، وبه ضعف، وكان يتشيع، ومات في رجب سنة ثمان وسبعين ومائة، ذكر ذلك عبيد الله بن محمد القرشي وغيره

§جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي الْحَرِيشِ، وَيُكْنَى أَبَا سُلَيْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَبِهِ ضَعْفٌ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، ذَكَرَ ذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ وَغَيْرُهُ

نوح بن قيس الطاحي وكان ينزل سويقة طاحية

§نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الطَّاحِيُّ وَكَانَ يَنْزِل سُوَيْقَةَ طَاحِيَةَ

عبد الواحد بن زياد ويكنى أبا بشر، وكان يعرف بالثقفي، وهو مولى لعبد القيس، وكان ثقة، كثير الحديث، مات سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون

§عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيُكْنَى أَبَا بِشْرٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالثَّقَفِيِّ، وَهُوَ مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

عبد الوارث بن سعيد ويكنى أبا عبيدة، مولى لبني العنبر من بني تميم، وكان ثقة، حجة، توفي أول المحرم سنة ثمانين ومائة في خلافة هارون

§عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ وَيُكْنَى أَبَا عُبَيْدَةَ، مَوْلًى لِبَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، تُوُفِّيَ أَوَّلَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

يزيد بن زريع ويكنى أبا معاوية، وكان ثقة، حجة، كثير الحديث، وتوفي بالبصرة في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكان عثمانيا

§يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ويكنى أبا محمد، وكان ثقة، وفيه ضعف، وولد عبد الوهاب سنة ثمان ومائة

§عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَوُلِدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: قَالَ لَنَا أَيُّوبُ: «§لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الْمَجِيدِ أَلْزَمُوا هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عَبْدَ الْوَهَّابِ،» قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ»

بشر بن المفضل ويكنى أبا إسماعيل، مولى لبني رقاش، وكان ثقة، كثير الحديث، وكان عثمانيا، وتوفي سنة ست وثمانين ومائة

§بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ، مَوْلًى لِبَنِي رَقَاشٍ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا، وَتُوُفِّيَ سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

عبد الأعلى بن عبد الأعلى القرشي من بني سامة بن لؤي، ويكنى أبا همام، ولم يكن بالقوي في الحديث، وتوفي سنة تسع وثمانين ومائة

§عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقُرَشِيُّ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُكْنَى أَبَا هَمَّامٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي من الأزد، ويكنى أبا معاوية، وكان معروفا بالطب، حسن الهيئة، ولم يكن بالقوي في الحديث، وتوفي في سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون

§عَبَّاد بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الْعَتَكِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالطِّبِّ، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

المعتمر بن سليمان التيمي ويكنى أبا محمد، وكان ثقة

§الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نَصْرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «§عُدَّ لِنَفْسِكَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ - يَعْنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِيهَا -» قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ الْمُعْتَمِرُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ»

سفيان بن حبيب

§سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ

سليم بن أحضر وكان ألزمهم لعبد الله بن عون، وكان ثقة

§سُلَيْمُ بْنُ أَحْضَرَ وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، وَكَانَ ثِقَةً

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَقُولُ: «§سُلَيْمٌ سُلَيْمٌ أَزْهَرُ أَزْهَرُ» قَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَرُونَ لَهُ حَوَائِجَهُ مِنَ السُّوقِ»

عمر بن علي المقدمي ويكنى أبا حفص، وكان ثقة، وكان يدلس تدليسا شديدا، وكان يقول: سمعت وحدثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة الأعمش، وقد حدث عنه عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وغيرهما

§عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ يُدَلِّسُ تَدْلِيسًا شَدِيدًا، وَكَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَحَدَّثَنَا، ثُمَّ يَسْكُتُ، ثُمَّ يَقُولُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ الْأَعْمَشُ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَغَيْرُهُمَا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: " §كَانَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَمْ يَكُونُوا يَنْقِمُونَ عَلَيْهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مُدَلِّسًا، وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلَا، وَلَمْ أَكُنْ أَقْبَلُ مِنْهُ حَتَّى يَقُولَ: حَدَّثَنَا "

خالد بن الحارث الهجيمي ويكنى أبا عثمان، وكان ثقة، وتوفي بالبصرة سنة ست وثمانين ومائة في خلافة هارون

§خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ الْهُجَيْمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة بن الأفقع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وكان عرعرة يكنى أبا محمد، وتوفي في جمادى الآخرة أو رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة في خلافة هارون وهو ابن اثنتين

§عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَلَجَةَ بْنِ الْأَفْقَعِ بْنِ كُزْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَامَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ عَرْعَرَةُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ أَوْ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً

الحكم بن سنان وكان ضعيفا في الحديث، مات سنة تسعين ومائة في خلافة هارون

§الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

محمد بن أبي عدي ويكنى أبا عمرو، واسم أبي عدي: إبراهيم، مولى لبني سليم، وكان ثقة، ومات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَاسْمُ أَبِي عَدِيٍّ: إِبْرَاهِيمُ، مَوْلًى لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ

يوسف بن خالد بن عمير السمتي ويكنى أبا خالد، مولى سهل بن صخر الليثي، من بني كنانة، وله صحبة، وقد ذكرناه في أول الكتاب في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعتق عميرا، وولد يوسف بن خالد بن عمير سنة عشرين ومائة في ولاية يوسف بن عمر الثقفي، وسمي

§يُوسُفُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ السَّمْتِيُّ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، مَوْلَى سَهْلِ بْنِ صَخْرٍ اللَّيْثِيِّ، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَعْتَقَ عُمَيْرًا، وَوُلِدَ يُوسُفُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، وَسُمِّيَ بِاسْمِهِ، وَكَانَ قَدْ طَلَبَ الْعِلْمَ، وَلَقِيَ خَالِدًا الْحَذَّاءَ، وَيُونُسَ، وَابْنَ عَوْنٍ، وَهِشَامًا، وَطَبَقَتَهُمْ، وَلَقِيَ الْأَعْمَشَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدَ الْمَلِك بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ

، وَلَقِيَ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ، وَنُظَرَاءَهُمْ، وَكَانَ لَهُ بَصَرٌ بِالرَّأْيِ وَالْفَتْوَى وَالْكُتُبِ وَالشُّرُوطِ، وَكَانَ النَّاسُ يَتَّقُونَ حَدِيثَهُ لِرَأْيِهِ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَقِيلَ لَهُ السَّمْتِيُّ لِلِحْيَتِهِ وَهَيْئَتِهِ وَسَمْتِهِ، وَالدَّارُ الَّتِي كَانَ فِيهَا يُوسُفُ بِالْبَصْرَةِ هِيَ دَارُ سَهْلِ بْنِ صَخْرٍ، وَتُوُفِّيَ يُوسُفُ بِالْبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

يحيى بن سعيد القطان ويكنى أبا سعيد، وكان ثقة، مأمونا، رفيعا، حجة قال يحيى: شهدت جنازة الأعمش بالكوفة قال: وحدثني سفيان بالكوفة في جنازة الأعمش عنه، عن إبراهيم، عن عمر، في بيض النعام وقال: ليس هذا من حديثه العتيق قال: وتوفي يحيى بن سعيد القطان

§يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، مَأْمُونًا، رَفِيعًا، حُجَّةً قَالَ يَحْيَى: شَهِدْتُ جَنَازَةَ الْأَعْمَشِ بِالْكُوفَةِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بِالْكُوفَةِ فِي جَنَازَةِ الْأَعْمَشِ عَنْهُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ، فِي بَيْضِ النَّعَامِ وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِهِ الْعَتِيقِ قَالَ: وَتُوُفِّيَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ بِالْبَصْرَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم، ويكنى أبا المثنى، وكان ثقة، وولد سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين

§مُعَاذُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ نَصْرِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ الْحُرِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ بْنِ جَنَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُجْفِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَيُكْنَى أَبَا الْمُثَنَّى، وَكَانَ ثِقَةً، وَوُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ عُزِلَ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى صَلَاةِ الْبَصْرَةِ وَالْإِمْرَةِ

صفوان بن عيسى الزهري ويكنى أبا محمد، وكان ثقة صالحا، وتوفي بالبصرة في جمادى سنة مائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى سَنَةَ مِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

حماد بن مسعدة ويكنى أبا سعيد، وكان ثقة إن شاء الله، وتوفي بالبصرة في جمادى سنة اثنتين ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

أزهر بن سعد السمان ويكنى أبا بكر، مولى لباهلة، وكان ثقة، أوصى إليه عبد الله بن عون، وتوفي أزهر وهو ابن أربع وتسعين سنة

§أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَوْلًى لِبَاهِلَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، أَوْصَى إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَتُوُفِّيَ أَزْهَرُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

محمد بن سواء بن العنبر، روى عن سعيد بن أبي عروبة

§مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءِ بْنِ الْعَنْبَرِ، رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ

محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري يكنى أبا عبد الله، وكان صدوقا

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ صَدُوقًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: «§وُلِدْتَ -[295]- يَا بُنَيَّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ» وَقَدْ وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، ثُمَّ نُقِلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَوَلِيَ عَسْكَرَ الْمَهْدِيِّ بَعْدَ الْعَوْفِيِّ آخِرَ خِلَافَةِ هَارُونَ، فَلَمَّا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْخِلَافَةَ عَزَلَهُ عَنِ الْقَضَاءِ، وَوَلَّى مَكَانَهُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيَّ، وَوَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ الْمَظَالِمَ بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، ثُمَّ وَلَّاهُ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ ثَانِيَةً، ثُمَّ عَزَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ، وَوَلَّى مَكَانَهُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ، وَلَمْ يَزَلِ الْأَنْصَارِيُّ بِالْبَصْرَةِ يُحَدِّثُ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

عبد الله بن داود الهمداني من أنفسهم، تحول من الكوفة، فنزل الخريبة بناحية البصرة، وكان ثقة ناسكا، ومات في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، تَحَوَّلَ مِنَ الْكُوفَةِ، فَنَزَلَ الْخُرَيْبَةَ بِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ ثِقَةً نَاسِكًا، وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

أبو عاصم النبيل واسمه: الضحاك بن مخلد الشيباني، وكان ثقة فقيها، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَاسْمُهُ: الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة، ويكنى أبا وهب، وكان ثقة صدوقا، مات ببغداد في المحرم سنة ثمان ومائتين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ، وَيُكْنَى أَبَا وَهْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا، مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ

محمد بن بكر بن عثمان البرساني من الأزد، ويكنى أبا عبد الله، وكان ثقة، مات بالبصرة في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ الْبُرْسَانِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ ثِقَةً، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

غندر واسمه محمد بن جعفر ويكنى أبا عبد الله، مولى لهذيل، وكان ثقة إن شاء الله، مات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون

§غُنْدَرٌ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِهُذَيْلٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ

سعيد بن عامر العجيفي وكان ينزل في بني ضبيعة، ويكنى أبا محمد، وكان ثقة صالحا، وقال عفان: أكتب عنه الزهد ومات بالبصرة في شوال سنة ثمان ومائتين

§سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الْعُجَيْفِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا، وَقَالَ عَفَّانُ: أَكْتُبُ عَنْهُ الزُّهْدَ وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ

روح بن عبادة القيسي من بني قيس بن ثعلبة، من أنفسهم، ويكنى أبا محمد، وكان ثقة إن شاء الله

§رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عثمان بن عمر بن فارس وكان ثقة

§عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ وَكَانَ ثِقَةً

بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين

§بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §وُلِدْتُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمَّانِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بِاسْمِهِ، وَكَنَانِي بِكُنْيَتِهِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: كَانَ ابْنَ سِتِّ سِنِينَ "

عباد بن صهيب الكليبي ويكنى أبا بكر، وقد كان طلب العلم وسمع من الناس، وكان قديما، ولكنه كان قدريا داعية فترك حديثه، وتوفي بالبصرة في شوال سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون، وصلى عليه طاهر بن علي بن سليمان بن علي الهاشمي، وهو يومئذ

§عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ الْكُلَيْبِيُّ وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَقَدْ كَانَ طَلَبَ الْعِلْمَ وَسَمِعَ مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ قَدِيمًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا دَاعِيَةً فَتُرِكَ حَدِيثُهُ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ طَاهِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْبَصْرَةِ

الطبقة السابعة

§الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ

عبد الرحمن بن مهدي ويكنى أبا سعيد، وكان ثقة كثير الحديث، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة، وتوفي بالبصرة في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

وهب بن جرير بن حازم الجهضمي من الأزد، ويكنى أبا العباس، وكان ثقة، وكان عفان يتكلم فيه، مات بالمنجشانية على ستة أميال من البصرة منصرفا من الحج، فحمل فدفن بالبصرة

§وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ الْجَهْضَمِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَيُكْنَى أَبَا الْعَبَّاسِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ عَفَّانُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ، مَاتَ بِالْمَنْجَشَانِيَّةِ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْبَصْرَةِ مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ، فَحُمِلَ فَدُفِنَ بِالْبَصْرَةِ

أبو داود الطيالسي واسمه: سليمان بن داود، وكان كثير الحديث ثقة، وربما غلط، توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ ابن اثنتين وتسعين سنة لم يستكملها، وصلى عليه يحيى بن عبد الله بن عمر بن الحسن بن سهل وهو يومئذ والي البصرة

§أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاسْمُهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ثِقَةً، وَرُبَّمَا غَلَطَ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ سَنَةً لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْبَصْرَةِ

بهز بن أسد ويكنى أبا الأسود، من بلعم من أنفسهم، وكان ثقة، كثير الحديث، حجة

§بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ وَيُكْنَى أَبَا الْأَسْوَدِ، مِنْ بَلْعَمٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، حُجَّةً

عفان بن مسلم الصفار ويكنى أبا عثمان، مولى عزرة بن ثابت الأنصاري، وكان ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة قال: سمعت عفان يوم الخميس لثماني عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين يقول: أنا في ست وسبعين سنة كأنه ولد سنة أربع وثلاثين ومائة، وتوفي

§عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، مَوْلَى عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، حُجَّةً قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ: أَنَا فِي سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً كَأَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ

حبان بن هلال الباهلي ويكنى أبا حبيب، وكان ثقة، ثبتا، حجة، وكان قد امتنع من الحديث قبل موته، ومات بالبصرة في شهر رمضان سنة ست عشرة ومائتين

§حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ الْبَاهِلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا حَبِيبٍ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، حُجَّةً، وَكَانَ قَدِ امْتَنَعَ مِنَ الْحَدِيثِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

ريحان بن سعيد بن المثنى بن ليث بن صفدان بن زيد بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي ويكنى أبا عصمة، توفي بالبصرة سنة ثلاث أو أربع ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ لَيْثِ بْنِ صَفْدَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ كُزْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عِصْمَةَ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

أبو بكر الحنفي واسمه عبد الكبير بن عبد المجيد، وكان ثقة، توفي بالبصرة سنة أربع ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون

§أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

وأخوه عبيد الله بن عبد المجيد وقد روي عنه، وهو ثقة إن شاء الله

§وَأَخُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أبو عامر العقدي واسمه عبد الملك بن عمرو، مولى لبني قيس بن ثعلبة، وكان ثقة، توفي بالبصرة سنة أربع وعشرين ومائتين

§أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، مَوْلًى لِبَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التنوري ويكنى أبا سهل، وكان ثقة إن شاء الله، كذا في كتاب ابن معروف، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين

§عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ التَّنُّورِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَهْلٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، كَذَا فِي كِتَابِ ابْنِ مَعْرُوفٍ، تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

سليمان بن حرب الواشحي من الأزد من أنفسهم، ويكنى أبا أيوب، وكان ثقة كثير الحديث، وقد ولي قضاء مكة، ثم عزل، فرجع إلى البصرة، فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين وهو ابن أربع وثمانين سنة

§سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاشِحِيُّ مِنَ الْأَزْدِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ، ثُمَّ عُزِلَ، فَرَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً

بشر بن عمر الزهراني ويكنى أبا محمد، وكان ثقة، راوية مالك بن أنس، وتوفي بالبصرة في شعبان سنة تسع ومائتين، وصلى عليه يحيى بن أكثم، وهو يومئذ يلي القضاء بالبصرة

§بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، رَاوِيَةَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلِي الْقَضَاءَ بِالْبَصْرَةِ

أبو الوليد الطيالسي واسمه هشام بن عبد الملك، وكان ثقة، حجة، ثبتا، توفي بالبصرة في غرة شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة

§أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، ثَبْتًا، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي غُرَّةِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةَ

الحجاج بن المنهال الأنماطي ويكنى أبا محمد، وكان ثقة كثير الحديث، توفي بالبصرة يوم السبت لخمس ليال بقين من شوال سنة سبع عشرة ومائتين

§الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْأَنْمَاطِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

إبراهيم بن أبي سويد كانت عنده أصناف حماد بن سلمة، مات بالبصرة سنة أربع وعشرين ومائتين

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ كَانَتْ عِنْدَهُ أَصْنَافُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

أمية بن خالد القيسي وهو أمية الأسود

§أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ وَهُوَ أُمَيَّةُ الْأَسْوَدُ

هدبة بن خالد القيسي ويكنى أبا خالد، وهو أخو أمية بن خالد الأسود

§هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَهُوَ أَخُو أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ الْأَسْوَدِ

عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي من قريش، وهو ابن عائشة، ويكنى أبا عبد الرحمن، وقد سمع أصناف حماد بن سلمة، توفي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ ابْنُ عَائِشَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَدْ سَمِعَ أَصْنَافَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

سهل بن بكار

§سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ

إسحاق بن عمر بن سليط روى عن حماد بن سلمة

§إِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ

عبد الله بن سلمة بن قعنب الحارثي، ويكنى أبا عبد الرحمن وكان عابدا فاضلا، روى عن مالك بن أنس كتبه، وروى عن عبد العزيز الدراوردي وغيره من مشيخة المدينة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ عَابِدًا فَاضِلًا، رَوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ كُتُبَهُ، وَرَوَى عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ مَشْيَخَةِ الْمَدِينَةِ

مسلم بن قتيبة أبو قتيبة وكان يحدث عن شعبة وغيره

§مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ أَبُو قُتَيْبَةَ وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ

روح بن أسلم مولى باهلة، ويكنى أبا حاتم، وكان يروي عن حماد بن سلمة وشعبة

§رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ مَوْلَى بَاهِلَةَ، وَيُكْنَى أَبَا حَاتِمٍ، وَكَانَ يَرْوِي عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَشُعْبَةَ

محمد بن سنان العوفي روى عن همام بن يحيى

§مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوْفِيُّ رَوَى عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى

عبد الله بن سنان العوفي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ الْعَوْفِيُّ

حرمي بن عمارة بن أبي حفصة

§حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ

حرمي بن حفص كان ينزل القسامل، روى عن شعبة، وحماد بن سلمة

§حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ كَانَ يَنْزِلُ الْقَسَامِلَ، رَوَى عَنْ شُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ

إبراهيم بن حبيب بن الشهيد

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ

إبراهيم بن يحيى بن حميد الطويل

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ

عبد الله بن يونس بن عبيد وكانت عنده أحاديث يسيرة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ

داود بن شبيب روى عن حماد بن سلمة

§دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ

علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق وهو ابن عم بشر بن المفضل، توفي بالبصرة في منزله في بني العنبر في سنة سبع وعشرين ومائتين

§عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لَاحِقٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي مَنْزِلِهِ فِي بَنِي الْعَنْبَرِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبد الرحمن بن المبارك أبو بكر الطفاوي ينزل بني عبس

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَبُو بَكْرٍ الطُّفَاوِيُّ يَنْزِلُ بَنِي عَبْسٍ

مسلم بن إبراهيم ويكنى أبا عمرو، مولى للأزد، وكان يعرف بالشحام، وكان ثقة كثير الحديث، مات بالبصرة في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين

§مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، مَوْلًى لِلْأَزْدِ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالشَّحَّامِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي وكان كثير الحديث، ثقة إن شاء الله، وكان حسن الرواية عن عكرمة بن عمار، وزهير بن محمد، وسفيان الثوري، ويذكرون أن سفيان كان تزوج أمه حين قدم البصرة، وتوفي أبو حذيفة بالبصرة في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين

§أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ حَسَنَ الرِّوَايَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَيَذْكُرُونَ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ تَزَوَّجَ أُمَّهُ حِينَ قَدِمَ الْبَصْرَةَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو حُذَيْفَةَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

يعقوب بن إسحاق الحضرمي المقرئ ويكنى أبا محمد، وليس هو عندهم بذاك الثبت، يذكرون أنه حدث عن رجال لقيهم وهو صغير قبل أن يدرك

§يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ الْمُقْرِئُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَهُمْ بِذَاكَ الثَّبَتِ، يَذْكُرُونَ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رِجَالٍ لَقِيَهُمْ وَهُوَ صَغِيرٌ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ

وأخوه أحمد بن إسحاق الحضرمي ويكنى أبا إسحاق، وكان ثقة، وهو أكبر من أخيه، مات بالبصرة في شهر رمضان سنة إحدى عشرة ومائتين

§وَأَخُوهُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَخِيهِ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

عمرو بن مرزوق الباهلي وكان ثقة، كثير الحديث عن شعبة، مات بالبصرة في صفر سنة أربع وعشرين ومائتين

§عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَنْ شُعْبَةَ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

محمد بن عرعرة بن البرند ويكنى أبا عمر، وكانت عنده أحاديث عن شعبة وغيره، وتوفي في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين وهو يومئذ ابن ست وسبعين سنة

§مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ وَيُكْنَى أَبَا عُمَرَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ عَنْ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً

عارم بن الفضل السدوسي ويكنى أبا النعمان، وعارم لقب، واسمه: محمد بن الفضل، وتوفي بالبصرة في شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين

§عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ وَيُكْنَى أَبَا النُّعْمَانِ، وَعَارِمٌ لَقَبٌ، وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

الحجاج بن نصير الفساطيطي وكان ضعيفا

§الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيُّ وَكَانَ ضَعِيفًا

عمرو بن عاصم الكلابي ويكنى أبا عثمان، وكان ثقة

§عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً

محمد بن كثير العبدي وهو أخو سليمان بن كثير

§مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ

أبو عمر الحوضي واسمه حفص بن عمر، مات بالبصرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين ومائتين

§أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ وَاسْمُهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

موسى بن إسماعيل التبوذكي ويكنى أبا سلمة، وكان ثقة كثير الحديث، مات بالبصرة ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ودفن يوم الثلاثاء

§مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ

محمد بن عبد الله الرقاشي

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ

المعلى بن أسد العمي أخو بهز بن أسد، ويكنى أبا الهيثم، وكان معلما، مات بالبصرة في شهر رمضان سنة ثماني عشرة ومائتين

§الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ أَخُو بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ، وَيُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ، وَكَانَ مُعَلِّمًا، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

يحيى بن حماد بن أبي زياد ويكنى أبا محمد، وكان ثقة كثير الحديث، روى عن أبي عوانة، وقد روى عن أبيه حماد بن أبي زياد، وروى أبوه عن الحسن، وابن سيرين، وعطاء الخراساني أنه سألهم عبد الأعلى بن حماد النرسي عن السلم في القوارير

§يَحْيَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَرَوَى أَبُوهُ عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ أَنَّهُ سَأَلَهُمْ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ عَنِ السَّلَمِ فِي الْقَوَارِيرِ

عياش بن الوليد الترسي

§عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ التَّرَّسِيُّ

عبد الله بن سوار بن عبد الله القاضي توفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

الطبقة الثامنة

§الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ

مسدد بن مسرهد بن مسربل بن شريك الأسدي ويكنى أبا الحسن، توفي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين

§مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدِ بْنِ مُسَرْبَلِ بْنِ شَرِيكٍ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبد الله بن عبد الوهاب الحجني روى عن حماد بن زيد وغيره

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحُجَنِيُّ رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِهِ

سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني توفي بالبصرة في آخر سنة أربع وثلاثين

§سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ

عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد روى عن عمه جويرية بن أسماء

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ رَوَى عَنْ عَمِّهِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ

محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم مولى ثقيف، توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدَّمٍ مَوْلَى ثَقِيفٍ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَة أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

وأخوه عبد الله بن أبي بكر بن علي بن عطاء

§وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءٍ

ابن معمر المنقري واسمه عبد الله بن عمرو، وكان كثير الرواية عن عبد الوارث التنوري

§ابْنُ مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ كَثِيرَ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ التَّنُّورِيِّ

أبو ظفر واسمه عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصك

§أَبُو ظَفَرٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرِ بْنِ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ

علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المدني ويكنى أبا الحسن، مات بعسكر أمير المؤمنين بسر من رأى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين

§عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ الْمَدَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، مَاتَ بِعَسْكَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

إبراهيم بن بشار الرمادي ويكنى أبا إسحاق، صاحب ابن عيينة، توفي بالبصرة

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، صَاحِبُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ

إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند توفي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وكان مرض بعسكر الخليفة بسامراء، فقدم به إلى بغداد، فتوفي بها

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ مَرِضَ بِعَسْكَرِ الْخَلِيفَةِ بِسَامَرَّاءَ، فَقَدِمَ بِهِ إِلَى بَغْدَادَ، فَتُوُفِّيَ بِهَا

علي بن بري وقد كتب عنه الحديث، وتوفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين

§عَلِيُّ بْنُ بَرِّيٍّ وَقَدْ كُتِبَ عَنْهُ الْحَدِيثُ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

سليمان بن الشاذكوني وكان حافظا للحديث، وتوفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين آخر البصريين

§سُلَيْمَانُ بْنُ الشَّاذَكُونِيِّ وَكَانَ حَافِظًا لِلْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ آخِرُ الْبَصْرِيِّينَ

تسمية من كان بواسط من الفقهاء والمحدثين

§تَسْمِيَةُ مَنْ كَانَ بِوَاسِطَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ

أبو هاشم الرماني واسمه يحيى بن دينار، وكان ثقة

§أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ، وَكَانَ ثِقَةً

يعلى بن عطاء مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان ثقة، وكان من أهل الطائف، وكان قدم واسط، وأقام بها في آخر سلطان بني أمية، سمع منه شعبة بن الحجاج، وأبو عوانة، وهشيم، وأصحابهم

§يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، وَكَانَ قَدِمَ وَاسِطَ، وَأَقَامَ بِهَا فِي آخِرِ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ، سَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَأَصْحَابُهُمْ

أبو عقيل الذي روى عنه شعبة، واسمه: هاشم بن سلال ويقال: سلام، وكان ثقة إن شاء الله، وكان من أهل الشام، فقدم واسط، وكان قاضيا بها

§أَبُو عَقِيلٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَاسْمُهُ: هَاشِمُ بْنُ سَلَّالٍ وَيُقَالُ: سَلَّامٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَدِمَ وَاسِطَ، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا

أبو خالد الدالاني واسمه: يزيد بن عبد الرحمن، وكان منكر الحديث

§أَبُو خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ وَاسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ

القاسم بن أبي أيوب وكان ثقة قليل الحديث

§الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو بلج واسمه: يحيى بن أبي سليم الفزاري، وكان ثقة إن شاء الله، روى عنه شعبة، وهشيم، وأبو عوانة

§أَبُو بَلْجٍ وَاسْمُهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الْفَزَارِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَلْجٍ وَكَانَ جَارًا لَنَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي النِّسَاءِ، وَكَانَ يَتَّخِذُ الْحَمَامَ فِي بَيْتِهِ يَسْتَأْنِسُ بِهِنَّ، وَكَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ كَثِيرًا، فَقَالَ: §لَوْ قَامَتِ الْقِيَامَةُ لَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ يَقُولُ: لِذِكْرِنَا اللَّهَ "

منصور بن زاذان صاحب الحسن، وهو الذي روى عنه هشيم وأصحابه، وكان ثقة، ثبتا، سريع القراءة، وكان يريد يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان يعرف ذلك منه بسجود القرآن، وكان قد تحول، فنزل المبارك على تسعة فراسخ من واسط قال يزيد بن هارون: ومات

§مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ صَاحِبُ الْحَسَنِ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ وَأَصْحَابُهُ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ، وَكَانَ يُرِيدُ يَتَرَسَّلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ، وَكَانَ يَخْتِمُ فِي الضُّحَى، وَكَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ بِسُجُودِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ قَدْ تَحَوَّلَ، فَنَزَلَ الْمُبَارَكَ عَلَى تِسْعَةِ فَرَاسِخَ مِنْ وَاسِطَ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: وَمَاتَ مَنْصُورٌ سَنَةَ الْوَبَاءِ فِي الطَّاعُونِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

العوام بن حوشب بن يزيد بن رؤيم وكان ثقة قال يزيد بن هارون: وكان يكنى أبا عيسى، وكان صاحب أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، مات سنة ثمان وأربعين ومائة

§الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُؤَيْمٍ وَكَانَ ثِقَةً قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عِيسَى، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

سفيان بن حسين السلمي مولى لهم قال يزيد بن هارون: ويكنى سفيان أبا الحسن وقال غيره: يكنى أبا محمد وكان ثقة، يخطئ في حديثه كثيرا، وكان مؤدبا مع المهدي أمير المؤمنين، ومات بالري في خلافة المهدي

§سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ السُّلَمِيُّ مَوْلًى لَهُمْ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: وَيُكْنَى سُفْيَانُ أَبَا الْحَسَنِ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ ثِقَةً، يُخْطِئُ فِي حَدِيثِهِ كَثِيرًا، وَكَانَ مُؤَدِّبًا مَعَ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَاتَ بِالرَّيِّ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

أبو العلاء القصاب واسمه: أيوب بن أبي مسكين، وكان ثقة قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: مات سنة أربعين ومائة

§أَبُو الْعَلَاءِ الْقَصَّابُ وَاسْمُهُ: أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مِسْكِينٍ، وَكَانَ ثِقَةً قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ يَقُولُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

يزيد بن عطاء البزاز مولى أبي عوانة من فوق، وكان ضعيف الحديث

§يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْبَزَّازُ مَوْلَى أَبِي عَوَانَةَ مِنْ فَوْقٍ، وَكَانَ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ

أصبغ بن زيد الوراق مولى لجهينة، وكان يكتب المصاحف، وكان ضعيفا في الحديث، ويكنى أصبغ أبا عبد الله، مات سنة تسع وخمسين ومائة في خلافة المهدي

§أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ مَوْلًى لِجُهَيْنَةَ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَيُكْنَى أَصْبَغُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

خلف بن خليفة ويكنى أبا أحمد، مولى لأشجع، كان من أهل واسط، فتحول إلى بغداد، وكان ثقة، ثم أصابه الفالج قبل أن يموت حتى ضعف وتغير لونه واختلط، ومات ببغداد قبل هشيم في سنة إحدى وثمانين ومائة وهو يومئذ ابن تسعين سنة أو نحوها

§خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَدَ، مَوْلًى لِأَشْجَعَ، كَانَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، فَتَحَوَّلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَكَانَ ثِقَةً، ثُمَّ أَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ حَتَّى ضَعُفَ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَاخْتَلَطَ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ قَبْلَ هُشَيْمٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوِهَا

هشيم بن بشير ويكنى أبا معاوية، مولى لبني سليم، وكان ثقة، كثير الحديث، ثبتا، يدلس كثيرا، فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة، وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء

§هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، مَوْلًى لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ثَبْتًا، يُدَلِّسُ كَثِيرًا، فَمَا قَالَ فِي حَدِيثِهِ أَخْبَرَنَا فَهُوَ حُجَّةٌ، وَمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ أَخْبَرَنَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ هُشَيْمٍ قَالَ: «§وُلِدَ أَبِي فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ»

خالد بن عبد الله الطحان مولى لمزينة، وكان ثقة، توفي بواسط سنة اثنتين وثمانين ومائة

§خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ مَوْلًى لِمُزَيْنَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ بِوَاسِطَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

علي بن عاصم بن صهيب مولى بني تميم، ويكنى أبا الحسن، ولد سنة تسع ومائة، وتوفي بواسط في جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر

§عَلِيُّ بْنُ عَاصِمِ بْنِ صُهَيْبٍ مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِوَاسِطَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ

عبد الحكيم بن منصور مولى لخزاعة، وكان ضعيفا في الحديث

§عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ مَوْلًى لِخُزَاعَةَ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

محمد بن يزيد الكلاعي ويكنى أبا سعيد، وكان ثقة، توفي بواسط سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون

§مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلَاعِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ بِوَاسِطَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

أبو سفيان الحميري الحذاء وكان شيخا ضعيفا، عنده أحاديث قليلة، توفي بواسط يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من شعبان سنة اثنتين ومائتين

§أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ الْحَذَّاءُ وَكَانَ شَيْخًا ضَعِيفًا، عِنْدَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ، تُوُفِّيَ بِوَاسِطَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ

قرة بن عيسى وقد روى عن الأعمش

§قُرَّةُ بْنُ عِيسَى وَقَدْ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ

يزيد بن هارون ويكنى أبا خالد، مولى لبني سليم، وكان ثقة كثير الحديث، ولد سنة ثماني عشرة ومائة، وقال: طلبت الحديث وحصين حي، كان بالمبارك، وكان يقرأ عليه، وكان قد نسي قال: وربما ابتدأني الجريري بالحديث، وكان قد أنكر قال يزيد: في شوال سنة تسع

§يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، مَوْلًى لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَقَالَ: طَلَبْتُ الْحَدِيثَ وَحُصَيْنٌ حَيُّ، كَانَ بِالْمُبَارَكِ، وَكَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ نَسِيَ قَالَ: وَرُبَّمَا ابْتَدَأَنِي الْجُرَيْرِيُّ بِالْحَدِيثِ، وَكَانَ قَدْ أُنْكِرَ قَالَ يَزِيدُ: فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ -[315]- إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

إسحاق بن يوسف الأزرق ويكنى أبا محمد، وكان ثقة، وربما خلط، مات بواسط سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون

§إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَرُبَّمَا خَلَطَ، مَاتَ بِوَاسِطَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ

محمد بن الحسن وكان من أهل الشام، وولي القضاء بواسط، وكان ثقة

§مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِوَاسِطَ، وَكَانَ ثِقَةً

الفضل بن عنبسة الخزاز ويكنى أبا الحسن، وكان ثقة، معروفا، روى عن يزيد بن إبراهيم التستري، وحماد بن سلمة وغيرهما

§الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَكَانَ ثِقَةً، مَعْرُوفًا، رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيِّ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِمَا

صلة بن سليمان وكان معروفا

§صِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَكَانَ مَعْرُوفًا

سرور بن المغيرة بن زاذان ابن أخي منصور بن زاذان، وكان يروي التفسير عن عباد بن منصور، عن الحسن، وكان معروفا

§سُرُورُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ زَاذَانَ ابْنُ أَخِي مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَكَانَ يَرْوِي التَّفْسِيرَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَكَانَ مَعْرُوفًا

رحمة بن مصعب

§رَحْمَةُ بْنُ مُصْعَبٍ

بشر بن مبشر

§بِشْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ

عاصم بن علي بن عاصم كان يروي عن شعبة، وسليمان بن المغيرة، وليث بن سعد، والمسعودي وغيرهم، وكان ثقة، وليس بالمعروف بالحديث، ويكثر الخطأ فيما حدث به، وتوفي بواسط يوم الاثنين للنصف من رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق، وصلى عليه المطلب

§عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ كَانَ يَرْوِي عَنْ شُعْبَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَالْمَسْعُودِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ بِالْحَدِيثِ، وَيَكْثُرُ الْخَطَأُ فِيمَا حَدَّثَ بِهِ، وَتُوُفِّيَ بِوَاسِطَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُطَّلِبُ بْنُ فَهِمِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْخُرَاسَانِيُّ، وَكَانَ عَلَى وَاسِطَ يَوْمَئِذٍ

عمرو بن عون بن أوس ويكنى أبا عثمان، توفي بواسط سنة خمس وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون

§عَمْرُو بْنُ عَوْنِ بْنِ أَوْسٍ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، تُوُفِّيَ بِوَاسِطَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

وكان بالمدائن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§وَكَانَ بِالْمَدَائِنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وهو ابن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة، وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وأمه الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل

§حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ حُسَيْلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جِرْوَةَ، وَهُوَ الْيَمَانُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قُطَيْعَةَ بْنِ عَبْسٍ، وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالَ: «§كَانَ حُذَيْفَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَشْهَدْ حُذَيْفَةُ بَدْرًا، وَشَهِدَ أُحُدًا هُوَ وَأَبُوهُ وَأَخُوهُ صَفْوَانُ بْنُ الْيَمَانِ، وَقُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ حُذَيْفَةُ الْخَنْدَقَ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمَدَائِنِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: «§قَدِمَ حُذَيْفَةُ الْمَدَائِنَ عَلَى حِمَارٍ بِإِكَافِهِ عَلَى إِكَافٍ، سَادِلًا رِجْلَيْهِ، وَمَعَهُ عِرْقٌ وَرَغْيفٌ وَهُوَ يَأْكُلُ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَجَاءَهُ نَعْيُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدَائِنِ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَشْهُرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدَائِنِ

سلمان الفارسي

§سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ: «§أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: " §أَتَعْلَمُ مَكَانَ رَامَهُرْمُزَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي مِنْ أَهْلِهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «§أَنَا مِنْ أَهْلِ جَيٍّ»

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَالَ: " §كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أَرْضِهِ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَلْتَمِسُ الدِّينَ، فَأَخَذَنِي قَوْمٌ مِنْ كَلْبٍ، فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ، ثُمَّ بَاعَنِي ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَدِمَ بِيَ الْمَدِينَةَ، وَهَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشُغِلْتُ عَنْهُ بِالرِّقِّ حَتَّى فَاتَنِي بَدْرٌ وَأُحُدٌ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَاتِبْ» فَكَاتَبْتُ، وَأَعَانَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابِي بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَدَّيْتُ مَا عَلَيَّ مِنَ الْمَالِ، وَعُتِقْتُ، وَشَهِدْتُ الْخَنْدَقَ، وَبَقِيَّةَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُرًّا مُسْلِمًا "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§سَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ -[319]- اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " اخْتَصَمَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فِي سَلْمَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قُطْبَةَ قَالَ: «§كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ» قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدَائِنِ

وكان بالمدائن من المحدثين والفقهاء

§وَكَانَ بِالْمَدَائِنِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ

أبو جعفر المدائني واسمه عبد الله بن المسور بن محمد بن جعفر بن أبي طالب، وكان معروفا، قليل الحديث

§أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عاصم الأحول بن سليمان ويكنى أبا عبد الرحمن، مولى لبني تميم، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة، وكان يتولى الولايات، فكان بالكوفة على الحسبة في المكايل والأوزان، فكان قاضيا بالمدائن في خلافة أبي جعفر، ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة

§عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يَتَوَلَّى الْوِلَايَاتِ، فَكَانَ بِالْكُوفَةِ عَلَى الْحِسْبَةِ فِي الْمَكَايِلِ وَالْأَوْزَانِ، فَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَدَائِنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

هلال بن خباب كان أصله من أهل البصرة، ثم نزل المدائن، ومات بها في آخر سنة أربع وأربعين ومائة

§هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ كَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، ثُمَّ نَزَلَ الْمَدَائِنَ، وَمَاتَ بِهَا فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ

الهذيل بن بلال الفزاري وكان ضعيفا في الحديث

§الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ الْفَزَارِيُّ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

نعيم بن حكيم ولم يكن بذلك في الحديث

§نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ وَلَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ

نصر بن حاجب القرشي من بني الحارث بن لؤي، ويكنى أبا يحيى، أصله من خراسان، ونزل المدائن، ومات بها سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن بضع وخمسين سنة

§نَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْقُرَشِيُّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ، وَنَزَلَ الْمَدَائِنَ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

شبابة بن سوار الفزاري مولى لهم، ويكنى أبا عمرو، وكان ثقة صالح الأمر في الحديث، وكان مرجيا

§شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ مَوْلًى لَهُمْ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ مُرْجِيًا

شعيب بن حرب ويكنى أبا صالح، وكان من أبناء خراسان من أهل بغداد، فتحول إلى المدائن، فنزلها واعتزل بها، وكان ثقة، له فضل، ثم خرج إلى مكة، فنزلها إلى أن مات بها

§شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ وَيُكَنَّى أَبَا صَالِحٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ خُرَاسَانَ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الْمَدَائِنِ، فَنَزَلَهَا وَاعْتَزَلَ بِهَا، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا

علي بن حفص

§عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ

وكان ببغداد من الفقهاء والمحدثين ممن نزلها وقدمها فمات بها

§وَكَانَ بِبَغْدَادَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ مِمَّنْ نَزَلَهَا وَقَدِمَهَا فَمَاتَ بِهَا

إسماعيل بن سالم الأسدي الذي روى عنه هشيم وأصحابه، كان ثقة ثبتا، وكان أصله من أهل الكوفة، ثم تحول فسكن بغداد قبل أن تبنى وتسكن، وكان ببغداد لهشام بن عبد الملك وغيره من الخلفاء خمس مائة فارس رابطة يغيرون على الخوارج إذا خرجوا في ناحيتهم قبل أن يضعف

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الْأَسَدِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ وَأَصْحَابُهُ، كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَكَنَ بَغْدَادَ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى وَتُسْكَنَ، وَكَانَ بِبَغْدَادَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخُلَفَاءِ خَمْسُ مِائَةِ فَارِسٍ رَابِطَةٌ يُغِيرُونَ عَلَى الْخَوَارِجِ إِذَا خَرَجُوا فِي نَاحِيَتِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَضْعُفَ أَمَرُهُمْ

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ويكنى أبا المنذر، وأمه أم ولد، وكان ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة، وقد سمع من عبد الله بن الزبير، ووفد على أبي جعفر المنصور بالكوفة، ولحق به ببغداد، فمات بها في سنة ست وأربعين ومائة، ودفن في مقبرة

§هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، حُجَّةً، وَقَدْ سَمِعَ مِنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَوَفَدَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ بِالْكُوفَةِ، وَلَحِقَ بِهِ بِبَغْدَادَ، فَمَاتَ بِهَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْخَيْزُرَانِ

محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، ويكنى محمد أبا عبد الله، وكان جده يسار من سبي عين التمر، وكان محمد ثقة، وقد روى الناس عنه، روى عنه الثوري، وشعبة، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل

§مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُكْنَى مُحَمَّدٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ جَدُّهُ يَسَارٌ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ ثِقَةً، وَقَدْ رَوَى النَّاسُ عَنْهُ، رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ -[322]- زُرَيْعٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ، وَكَانَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَدِيمًا، فَأَتَى الْكُوفَةَ وَالْجَزِيرَةَ وَالرَّيَّ وَبَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ

أبو حنيفة واسمه النعمان بن ثابت، مولى بني تيم الله بن ثعلبة، وهو ضعيف في الحديث، وكان صاحب رأي، وقدم بغداد، فمات بها في رجب أو شعبان سنة خمسين ومائة، وهو ابن سبعين سنة، ودفن في مقابر الخيزران

§أَبُو حَنِيفَةَ وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَمَاتَ بِهَا فِي رَجَبٍ أَوْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ

أبو معاوية النحوي واسمه شيبان بن عبد الرحمن، مولى لبني تميم، وكان مؤدبا لولد داود بن علي وغيرهم، وكان ثقة في الحديث، ومات ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي، ودفن في مقابر قريش بباب التبن

§أَبُو مُعَاوِيَةَ النَّحْوِيُّ وَاسْمُهُ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ مُؤَدِّبًا لِوَلَدِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ بِبَابِ التِّبْنِ

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا إسحاق، وكان ثقة كثير الحديث، وربما أخطأ في الحديث، وقدم بغداد فنزلها هو وعياله وولده، وولي بها بيت المال لهارون أمير المؤمنين، ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، ودفن في مقابر باب

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ فِي الْحَدِيثِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا هُوَ وَعِيَالُهُ وَوَلَدُهُ، وَوَلِيَ بِهَا بَيْتَ الْمَالِ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ بَابِ التِّبْنِ

عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ويكنى أبا عبد الله، مولى لآل الهدير التيميين، وكان ثقة كثير الحديث، وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة، وكان قد قدم بغداد، فأقام بها إلى أن توفي في خلافة المهدي، فحضره المهدي، وصلى عليه، ودفنه في مقابر

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِآلِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّينَ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ أَرْوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، فَحَضَرَهُ الْمَهْدِيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدَفَنَهُ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ

عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبيد بن عوف بن مالك بن النجار، وأمه أمة الوهاب بنت عبد الله بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل، وكان قدم بغداد فأقام بها، واستقضاه هارون أمير المؤمنين على عسكر المهدي

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ أَمَةُ الْوَهَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ، وَكَانَ قَدِمَ بَغْدَادَ فَأَقَامَ بِهَا، وَاسْتَقْضَاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، فَمَاتَ وَصَلَّى عَلَيْهِ هَارُونُ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِنْتِ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَيُكْنَى أَبَا طَاهِرٍ

محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي ويكنى أبا اليسير، وكان ثقة إن شاء الله، وكان من أهل حران، فقدم بغداد، فولاه المهدي القضاء بعسكر المهدي، ثم ولى عافية بن يزيد الأودي أيضا القضاء معه فأخبرني علي بن الجعد قال: رأيتهما جميعا يقضيان في المسجد الجامع

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْكِلَابِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْيَسِيرِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَوَلَّاهُ الْمَهْدِيُّ الْقَضَاءَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلَّى عَافِيَةَ بْنَ يَزِيدَ الْأَوْدِيَّ أَيْضًا الْقَضَاءَ مَعَهُ فَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: رَأَيْتُهُمَا جَمِيعًا يَقْضِيَانِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالرَّصَافَةِ، هَذَا فِي أَدْنَاهُ، وَهَذَا فِي أَقْصَاهُ، وَكَانَ عَافِيَةُ أَكْثَرَهُمَا دُخُولًا عَلَى الْمَهْدِيِّ

زياد بن عبد الله بن علاثة الكلابي فكان خليفة أخيه محمد بن عبد الله بن علاثة على القضاء مع المهدي

§زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْكِلَابِيُّ فَكَانَ خَلِيفَةَ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ عَلَى الْقَضَاءِ مَعَ الْمَهْدِيِّ

إسماعيل بن عمر ويكنى أبا المنذر، روى عن سفيان الثوري، ومالك بن أنس

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ، رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ

عبيد بن أبي قرة

§عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ

محمد بن سابق ويكنى أبا جعفر، مولى بني تميم، وكان من أهل الكوفة، ونزل بغداد في قطيعة الربيع وتجر بها، ومات ببغداد

§مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ وَتَجَرَ بِهَا، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ

سعيد بن عبد الرحمن بن جهبل الجمحي ولي القضاء ببغداد في عسكر المهدي، ومات بها

§سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَهْبَلٍ الْجُمَحِيُّ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، وَمَاتَ بِهَا

عبد الرحمن بن أبي الزناد ويكنى أبا محمد، قدم بغداد في حاجة له، فسمع منه البغداديون، وكان كثير الحديث، وكان يضعف لروايته عن أبيه، ومات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة في خلافة هارون، ودفن في مقابر باب التبن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، قَدِمَ بَغْدَادَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَسَمِعَ مِنْهُ الْبَغْدَادِيُّونَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ يُضَعَّفُ لِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ بَابِ التِّبْنِ

وابنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد ويكنى أبا عبد الله، وكان قد لقي عامة رجال أبيه، وكان ثقة، عنده علم كثير، فمات قبل أن يسمع الناس منه، مات ببغداد بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة في سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وخمسين سنة، ودفن في مقابر

§وَابْنُهُ -[325]- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ عَامَّةَ رِجَالِ أَبِيهِ، وَكَانَ ثِقَةً، عِنْدَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ النَّاسُ مِنْهُ، مَاتَ بِبَغْدَادَ بَعْدَ أَبِيهِ بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ

هشيم بن بشير الواسطي ويكنى أبا معاوية، نزل بغداد، ومات بها يوم الثلاثاء في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان ثقة يدلس

§هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ الْوَاسِطِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، نَزَلَ بَغْدَادَ، وَمَاتَ بِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، وَكَانَ ثِقَةً يُدَلِّسُ

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي أسد خزيمة من أهل الكوفة، وكان مقسم من سبي القيقانية ما بين خراسان وزابلستان، وكان إبراهيم بن مقسم تاجرا من أهل الكوفة، وكان يقدم البصرة بتجارته، فيبيع ويرجع، فتخلف فتزوج علية بنت حسان مولاة

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُطْبَةَ الْأَسَدِيِّ أَسَدِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ مِقْسَمٌ مِنْ سَبْيِ الْقِيقَانِيَّةِ مَا بَيْنَ خُرَاسَانَ وَزَابُلِسْتَانَ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِقْسَمٍ تَاجِرًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ يَقْدَمُ الْبَصْرَةَ بِتِجَارَتِهِ، فَيَبِيعُ وَيَرْجِعُ، فَتَخَلَّفَ فَتَزَوَّجَ عُلَيَّةَ بِنْتَ حَسَّانَ مَوْلَاةً لِبَنِي شَيْبَانَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً نَبِيلَةً عَاقِلَةً بَرْزَةً، لَهَا دَارٌ بِالْعَوَقَةِ بِالْبَصْرَةِ تُعْرَفُ بِهَا، وَكَانَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَفُقَهَائِهَا يَدْخُلُونَ عَلَيْهَا، فَتَبْرُزُ لَهُمْ، وَتُحَادِثُهُمْ، وَتُسَائِلُهُمْ، فَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، فَنُسِبَ إِلَيْهَا، وَأَقَامَ بِالْبَصْرَةِ، وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ رِبْعِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ، حُجَّةً، وَقَدْ وَلِيَ صَدَقَاتِ الْبَصْرَةِ، وَوَلِيَ الْمَظَالِمَ بِبَغْدَادَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ هَارُونَ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ هُوَ وَوَلَدُهُ، وَاشْتَرَى بِهَا دَارًا

، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فِي مَقَابِرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَكَانَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بِبَغْدَادَ يَوْمَ مَاتَ إِسْمَاعِيلُ

إسماعيل بن زكريا بن مرة مولى لبني سواءة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ويكنى أبا زياد، وكان تاجرا في الطعام وغيره، وهو من أهل الكوفة، ونزل بغداد في ربض حميد بن قحطبة، ومات بها في أول سنة ثلاث وسبعين ومائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مُرَّةَ مَوْلًى لِبَنِي سُوَاءَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَيُكْنَى أَبَا زِيَادٍ، وَكَانَ تَاجِرًا فِي الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ فِي رَبَضِ حُمَيْدِ بْنِ قُحْطُبَةَ، وَمَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

عنبسة بن عبد الواحد القرشي

§عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ

أبو سعيد المؤدب واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، كان من حي من قضاعة من أنفسهم، وكان أصله جزريا، فلما تولى أبو جعفر المنصور على الجزيرة ضم أبا سعيد إلى المهدي، والمهدي يومئذ ابن عشر سنين أو نحوها، فقدم معه إلى بغداد، ثم ضم أبو جعفر المنصور إلى

§أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، كَانَ مِنْ حَيِّ مِنْ قُضَاعَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ أَصْلُهُ جَزَرِيًّا، فَلَمَّا تَوَلَّى أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ عَلَى الْجَزِيرَةِ ضَمَّ أَبَا سَعِيدٍ إِلَى الْمَهْدِيِّ، وَالْمَهْدِيُّ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِهَا، فَقَدِمَ مَعَهُ إِلَى بَغْدَادَ، ثُمَّ ضَمَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى الْمَهْدِيِّ سُفْيَانَ بْنَ حُسَيْنٍ، فَضَمَّ الْمَهْدِيُّ أَبَا سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْمَهْدِيِّ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ أَبُو سَعِيدٍ بِبَغْدَادَ فِي خِلَافَةِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي الرَّصَافَةِ، وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَرْوِي عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، وَخَصِيفٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ بُدَيْمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَالْأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمِسْعَرٍ، وَالْأَجْلَحِ الْكِنْدِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً

أبو إسماعيل المؤدب واسمه: إبراهيم بن سليمان

§أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ وَاسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ

عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي ويكنى أبا معاوية، وكان ثقة، وربما غلط، روى عن أبي حمزة، وعن واصل مولى أبي عيينة، وكان من أهل البصرة، فقدم بغداد فنزلها ومات بها

§عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الْعَتَكِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَرُبَّمَا غَلَطَ، رَوَى عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، وَعَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا وَمَاتَ بِهَا

الفرج بن فضالة ويكنى أبا فضالة، وكان من أهل الشام من أهل حمص، فقدم بغداد، وولي بيت المال في أول خلافة هارون، وكان يسكن مدينة أبي جعفر المنصور، ومات بها سنة ست وسبعين ومائة، وكان ضعيفا في الحديث، وقد روي عنه

§الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ وَيُكْنَى أَبَا فَضَالَةَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَوَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هَارُونَ، وَكَانَ يَسْكُنُ مَدِينَةَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني وكان ثقة، وهو صاحب الخمسمائة الحديث التي سمعها منه الناس، وكان من أهل المدينة، فقدم بغداد، فلم يزل بها حتى مات

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْمَدَنِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَهُوَ صَاحِبُ الْخَمْسِمِائَةِ الْحَدِيثِ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْهُ النَّاسُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ

عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي ويكنى أبا عبد الرحمن، روى كتب الثوري على وجهها، وروى عنه الجامع، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد، فلم يزل بها حتى مات

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، رَوَى كُتُبَ الثَّوْرِيِّ عَلَى وَجْهِهَا، وَرَوَى عَنْهُ الْجَامِعَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ

عمار بن محمد ويكنى أبا اليقظان، وهو ابن أخت سفيان بن سعيد الثوري، وكان ثقة، روى عن عطاء بن السائب وغيره من الكوفيين، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد، فلم يزل بها حتى مات

§عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَيُكْنَى أَبَا الْيَقْظَانِ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ

طلحة بن يحيى الأنصاري وكان ينزل ربض الأنصار، روى عن يونس بن يزيد الأيلي، وسمع منه عباد بن موسى سماعا كثيرا

§طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ رَبَضَ الْأَنْصَارِ، رَوَى عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ عَبَّادُ بْنُ مُوسَى سَمَاعًا كَثِيرًا

مروان بن شجاع وكان يقال له: الخصيفي، وكان من أهل الجزيرة من أهل حران، وكان راوية لخصيف، فقدم بغداد، فكان مؤدبا لولد موسى أمير المؤمنين، فلم يزل ببغداد حتى مات

§مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْخُصَيْفِيُّ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، وَكَانَ رَاوِيَةً لِخُصَيْفٍ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَكَانَ مُؤَدِّبًا لِوَلَدِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ حَتَّى مَاتَ

عبيدة بن حميد التيمي ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان ثقة صالح الحديث، وكان من أهل الكوفة، صاحب نحو وعربية وقراءة للقرآن، فقدم بغداد أيام هارون أمير المؤمنين، فصيره مع ابنه محمد بن هارون، فلم يزل معه حتى مات ببغداد

§عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، صَاحِبَ نَحْو وَعَرَبِيَّةٍ وَقِرَاءَةٍ لِلْقُرْآنِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ أَيَّامَ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَيَّرَهُ مَعَ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ بِبَغْدَادَ

أبو حفص الأبار واسمه: عمر بن عبد الرحمن الأسدي، وكان ثقة، روى عن منصور بن المعتمر وغيره، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد، فلم يزل بها حتى مات

§أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ وَاسْمُهُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ

أبو عبيدة الحداد واسمه: عبد الواحد

§أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ وَاسْمُهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، ويكنى أبا عبد الله، كان من أهل الكوفة، ثم أتى الثغر، فأقام به، ثم قدم بغداد، فأقام بها ونزلها، وسمع منه البغداديون، وكان ثقة، ثم خرج إلى مكة، فأقام بها، فمات بها في

§مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِث بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، ثُمَّ أَتَى الثَّغْرَ، فَأَقَامَ بِهِ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا وَنَزَلَهَا، وَسَمِعَ مِنْهُ الْبَغْدَادِيُّونَ، وَكَانَ ثِقَةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا، فَمَاتَ بِهَا فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةٍ

عباد بن العوام ويكنى أبا سهل، كان من أهل واسط، وكان يتشيع، فأخذه هارون أمير المؤمنين فحبسه زمانا ثم خلى عنه، وأقام ببغداد، وسمع منه البغداديون، وكان ثقة، وكان ينزل بالكرخ على نهر البزارين، وتوفي سنة خمس وثمانين ومائة، في خلافة هارون أمير المؤمنين

§عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيُكْنَى أَبَا سَهْلٍ، كَانَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، فَأَخَذَهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَحَبَسَهُ زَمَانًا ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ، وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْبَغْدَادِيُّونَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ يَنْزِلُ بِالْكَرْخِ عَلَى نَهْرِ الْبَزَّارِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

علي بن ثابت ويكنى أبا الحسن، مولى العباس بن محمد الهاشمي، وكان أصله من أهل الجزيرة، وقدم بغداد فنزلها إلى أن مات بها، وكان ثقة صدوقا

§عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا

أبو يوسف القاضي واسمه: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن بجير بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن سحمة بن سعد بن عبد الله بن قرادة بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن بجيلة، وأم سعد بن بجير حبتة بنت مالك من بني عمرو بن عوف

§أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَاسْمُهُ: يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ سَدُوسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ بْنِ سُحْمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَادَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ بَجِيلَةَ، وَأُمُّ سَعْدِ بْنِ بُجَيْرٍ حَبْتَةُ بِنْتُ مَالِكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ سَعْدٌ بِأُمِّهِ، يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ حَبْتَةَ، وَهُمْ حُلَفَاءُ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ حَدِيثٌ كَثِيرٌ عَنْ أَبِي خُصَيْفٍ، وَالْمُغِيرَةِ، وَحُصَيْنٍ، وَمُطَرِّفٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالْأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالْحِفْظِ لِلْحَدِيثِ، وَكَانَ يَحْضُرُ الْمُحَدِّثَ فَيَحْفَظُ خَمْسِينَ وَسِتِّينَ حَدِيثًا، فَيَقُومُ فَيُمْلِيهَا عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ لَزِمَ أَبَا حَنِيفَةَ النُّعْمَانَ بْنَ ثَابِتٍ فَتَفَقَّهَ وَغَلَبَ عَلَيْهِ الرَّأْيُ وَجَفَا الْحَدِيثَ، وَكَانَ صَيَّرَهُ الْمَهْدِيُّ مَعَ ابْنِهِ مُوسَى وَهُوَ

وَلِيُّ عَهْدِهِ عَلَى قَضَائِهِ، وَكَانَ مَعَهُ بِجُرْجَانَ حِينَ أَتَتْهُ الْخِلَافَةُ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَهُ بَغْدَادَ فَوَلَّاهُ قَضَاءَهَا، فَلَمْ يَزَلْ هُوَ وَوَلَدُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

الحسين بن حسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ويكنى أبا عبد الله، وكان من أهل الكوفة، وقد سمع سماعا كثيرا، وكان ضعيفا في الحديث، ثم قدم به بغداد، فولوه قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث، ثم نقل من الشرقية، فولي قضاء عسكر المهدي في خلافة هارون، ثم عزل،

§الْحُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَقَدْ سَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، ثُمَّ قُدِمَ بِهِ بَغْدَادَ، فَوَلَّوْهُ قَضَاءَ الشَّرْقِيَّةِ بَعْدَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثُمَّ نُقِلَ مِنَ الشَّرْقِيَّةِ، فَوَلِيَ قَضَاءَ عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، ثُمَّ عُزِلَ، فَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ

أسد بن عمرو البجلي من أنفسهم، ويكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة إن شاء الله، وكان قد صحب أبا حنيفة وتفقه، وكان من أهل الكوفة، فقدم به بغداد، فولي قضاء مدينة الشرقية بعد العوفي

§أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ، وَكَانَ عِنْدَهُ حَدِيثٌ كَثِيرٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ أَبَا حَنِيفَةَ وَتَفَقَّهَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقُدِمَ بِهِ بَغْدَادَ، فَوَلِيَ قَضَاءَ مَدِينَةِ الشَّرْقِيَّةِ بَعْدَ الْعَوْفِيِّ

عافية بن يزيد الأودي وكان من أصحاب أبي حنيفة أيضا، وولي القضاء للمهدي ببغداد في عسكر المهدي

§عَافِيَةُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ أَيْضًا، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَهْدِيِّ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ

عصمة بن محمد الأنصاري وكان إمام مسجد الأنصار الكبير ببغداد، روى عن سهل بن أبي أفلح، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وكان عندهم ضعيفا في الحديث

§عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ الْأَنْصَارِ الْكَبِيرِ بِبَغْدَادَ، رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أَفْلَحَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَكَانَ عِنْدَهُمْ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

المسيب بن شريك ويكنى أبا سعيد، وهو من بني شقرة تميم، وولد بخراسان، ونشأ بالكوفة، وسمع الحديث من الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، وغيرهم، وكان ضعيفا في الحديث، لا يحتج به ثم قدم بغداد، فنزلها، وولي بيت المال لهارون أمير

§الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَهُوَ مِنْ بَنِي شُقْرَةِ تَمِيمٍ، وَوُلِدَ بِخُرَاسَانَ، وَنَشَأَ بِالْكُوفَةِ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ الْأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ بِهِ ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَنَزَلَهَا، وَوَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ

أبو البختري القاضي واسمه وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كان من أهل المدينة، ثم خرج منها، فنزل الشام، ثم قدم بغداد، فولاه هارون أمير المؤمنين القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله فولاه مدينة

§أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي وَاسْمُهُ وَهْبُ بْنُ وَهْبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا، فَنَزَلَ الشَّامَ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَوَلَّاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْقَضَاءَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عَزَلَهُ فَوَلَّاهُ مَدِينَةَ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيِّ، وَجَعَلَ إِلَيْهِ صَلَاتَهَا وَحَرْبَهَا وَقَضَاءَهَا، وَكَانَ شَيْخًا مَرِيئًا مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِذَاكَ، رَوَى مُنْكَرَاتٍ فَتُرِكَ حَدِيثُهُ، ثُمَّ عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا سَنَةَ مِائَتَيْنِ

الحجاج بن محمد الأعور ويكنى أبا محمد، مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور، ولم يزل ببغداد من أهلها، ثم تحول إلى المصيصة بولده وعياله، فأقام بها سنتين، ثم قدم بغداد في حاجة، فلم يزل بها حتى مات بها في شهر ربيع الأول سنة ست ومائتين، وكان ثقة

§الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُجَالِدٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْمَصِيصَةِ بِوَلَدِهِ وَعِيَالِهِ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَتَيْنِ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي حَاجَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ قَدْ تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ حِينَ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ

عبد الوهاب بن عطاء العجلي الخفاف ويكنى أبا نصر، وهو من أهل البصرة، ولزم سعيد بن أبي عروبة، وعرف بصحبته، وكتب كتبه، وقد روى عن يونس بن عبيد، وخالد الحذاء، وحميد الطويل، وعوف الأعرابي، وابن عون، وداود بن أبي هند، وعمران بن حدير، وغيرهم، وكان

§عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ الْخَفَّافُ وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَزِمَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعُرِفَ بِصُحْبَتِهِ، وَكَتَبَ كُتُبَهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَعْرُوفًا، صَدُوقًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَنَزَلَهَا وَأَوْطَنَهَا، وَلَزِمَ السُّوقَ بِالْكَرْخِ، وَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ

أبو بدر واسمه شجاع بن الوليد بن قيس السكوني روى عن الأعمش، وهشام بن عروة، وخصيف وغيرهم، وكانت له سن قد جاوز التسعين، وكان كثير الصلاة، ورعا، وتوفي ببغداد سنة أربع ومائتين، وذلك في شهر رمضان في خلافة المأمون

§أَبُو بَدْرٍ وَاسْمُهُ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَخُصَيْفٍ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَتْ لَهُ سنٌّ قَدْ جَاوَزَ التِّسْعِينَ، وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ، وَرِعًا، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَذَلِكَ فِي شَهْرٌ رَمَضَانَ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

وابنه أبو همام واسمه: الوليد بن شجاع بن الوليد روى عن بقية، وإسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم وغيرهم

§وَابْنُهُ -[334]- أَبُو هَمَّامٍ وَاسْمُهُ: الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ رَوَى عَنْ بَقِيَّةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِمْ

عبد الله بن بكر السهمي بطن من باهلة، وهو من أهل البصرة، وكان ثقة صدوقا، نزل بغداد، فنزل على سعيد بن مسلم، وسمع منه البغداديون، ولم يزل بها حتى مات بها ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان ومائتين في خلافة المأمون

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ بَطْنٌ مِنْ بَاهِلَةَ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا، نَزَلَ بَغْدَادَ، فَنَزَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْبَغْدَادِيُّونَ، وَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا لَيْلَةُ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

كثير بن هشام ويكنى أبا سهل، وهو صاحب جعفر بن برقان، نزل بغداد باب الكرخ في السوق، فكان يجهز على التجار إلى الرقة وغيرها من الجزيرة والشام، وكان ثقة صدوقا، ثم خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم الصلح، فمات هناك في شعبان سنة سبع ومائتين

§كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ وَيُكْنَى أَبَا سَهْلٍ، وَهُوَ صَاحِبُ جَعْفَرَ بْنِ بُرْقَانَ، نَزَل بَغْدَادَ بَابَ الْكَرْخِ فِي السُّوقِ، فَكَانَ يُجَهِّزُ عَلَى التُّجَّارِ إِلَى الرَّقَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ بِفَمِ الصُّلْحِ، فَمَاتَ هُنَاكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ

بكر بن الطويل

§بَكْرُ بْنُ الطَّوِيلِ

محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي، ويكنى أبا عبد الله، وكان من أهل المدينة، فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه، فلم يزل بها، وخرج إلى الشام والرقة، ثم رجع إلى بغداد، فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان، فولاه

§مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي دَيْنٍ لَحِقَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا، وَخَرَجَ

إِلَى الشَّامِ وَالرَّقَّةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ قَدِمَ الْمَأْمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ، فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا حَتَّى مَاتَ بِبَغْدَادَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَذُكِرَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، وَرَبِيعَةَ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمَعْمَرٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَمَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، وَأَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ، وَأَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَغَازِي وَاخْتِلَافِ النَّاسِ وَأَحَادِيثِهِمْ

هاشم بن القاسم الكناني ويكنى أبا النضر، وكان من بني ليث من أنفسهم، وهو من أهل خراسان، ونزل بغداد، وكان ثقة، روى عن سليمان بن المغيرة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وزهير بن معاوية، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وأبي جعفر الرازي،

§هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَكَانَ مِنْ بَنِي لَيْثٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَشُعْبَةَ، وَالْمَسْعُودِيِّ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، وَشَرِيكٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ لِغُرَّةِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ

قراد أبو نوح مولى عبد الله بن مالك، وكان ثقة، روى عن شعبة، والحجاج رواية كثيرة

§قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ شُعْبَةَ، وَالْحَجَّاجِ رِوَايَةً كَثِيرَةً

أبو قطن واسمه: عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب القطعي

§أَبُو قَطَنٍ وَاسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ قَطَنِ بْنِ كَعْبٍ الْقُطَعِيُّ

شاذان واسمه الأسود بن عامر وكان أصله من الشام، وكان صالح الحديث، ونزل بغداد، فلم يزل بها حتى مات سنة ثمان ومائتين

§شَاذَانُ وَاسْمُهُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَكَانَ أَصْلُهُ مِنَ الشَّامِ، وَكَانَ صَالِحَ الْحَدِيثِ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ سَنَة ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ

عفان بن مسلم بن عبد الله مولى عزرة بن ثابت الأنصاري، ويكنى أبا عثمان، وكان ثقة كثير الحديث، صحيح الكتاب، وكان من أهل البصرة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى توفي سنة عشرين ومائتين، وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم، وامتحن وسئل عن القرآن، فأبى أن يقول:

§عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، صَحِيحَ الْكِتَابِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَدِمَ بَغْدَادَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَامْتُحِنَ وَسُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ، فَأَبَى أَنْ يَقُولَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

محمد بن الحسن ويكنى أبا عبد الله، مولى لبني شيبان، وكان أصله من أهل الجزيرة، وكان أبوه في جند أهل الشام، فقدم واسط، فولد محمد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بالكوفة، وطلب الحديث، وسمع سماعا كثيرا من مسعر، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر،

§مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِبَنِي شَيْبَانَ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، وَكَانَ أَبُوهُ فِي جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَدِمَ وَاسِطَ، فَوُلِدَ مُحَمَّدٌ بِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَنَشَأَ بِالْكُوفَةِ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَسَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا مِنْ مِسْعَرٍ، وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَعُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَالْأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمُحِلٍّ الضَّبِّيِّ، وَبَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، وَأَبِي حُرَّةَ، وَعِيسَى الْخَيَّاطِ، وَغَيْرِهِمْ، وَجَالِسَ أَبَا حَنِيفَةَ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَنَظَرَ فِي الرَّأْيِ فَغَلَبَ عَلَيْهِ وَعُرِفَ بِهِ، وَنَفَذَ فِيهِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا، وَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَسَمِعُوا مِنْهُ الْحَدِيثَ وَالرَّأْيَ، وَخَرَجَ إِلَى الرَّقَّةِ وَهَارُونُ

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِهَا، فَوَلَّاهُ قَضَاءَ الرَّقَّةِ ثُمَّ عَزَلَهُ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَلَمَّا خَرَجَ هَارُونُ إِلَى الرَّيِّ الْخَرْجَةَ الْأُولَى أَمَرَهُ فَخَرَجَ مَعَهُ، فَمَاتَ بِالرَّيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

يوسف بن يعقوب بن إبراهيم القاضي وكان قد سمع الحديث وروى الرأي عن أبيه أبي يوسف، وولي قضاء بغداد في الجانب الغربي في حياة أبيه، وصلى بالناس الجمعة في مدينة أبي جعفر بأمر هارون أمير المؤمنين، ولم يزل قاضيا له بها إلى أن توفي في رجب سنة اثنتين وتسعين

§يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَرَوَى الرَّأْيَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي يُوسُفَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ فِي مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ بِأَمْرِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا لَهُ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

أبو كامل مظفر بن مدرك وكان من أبناء أهل خراسان، وكان ثقة، روى عن حماد بن سلمة وغيره

§أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِ

يونس بن محمد المؤدب ويكنى أبا محمد، وكان ثقة صدوقا، توفي ببغداد يوم السبت لسبع ليال خلون من صفر سنة ثمان ومائتين

§يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ

الحسن بن موسى الأشيب من أبناء أهل خراسان، ويكنى أبا علي، ولي قضاء حمص والموصل لهارون أمير المؤمنين، ثم قدم بغداد في خلافة المأمون، فلم يزل ببغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان، فتوجه إليها فمات بالطريق بالري في شهر ربيع سنة تسع ومائتين، وكان ثقة

§الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، وَلِيَ قَضَاءَ حِمْصَ وَالْمَوْصِلَ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، فَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ -[338]- إِلَى أَنْ وَلَّاهُ الْمَأْمُونُ قَضَاءَ طَبَرِسْتَانَ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهَا فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ بِالرَّيِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ ثِقَةً، صَدُوقًا فِي الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ شُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَوَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ لَهِيعَةَ، وَأَبِي هِلَالٍ، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَغَيْرِهِمْ

حسين بن محمد بن بهرام المروزي ويكنى أبا أحمد، وكان ثقة، روى عن شعبة، وجرير بن حازم، وذكر أنه سمع منه بجرجان أيام سليمان بن راشد، وروى عن ابن أبي ذئب، وشيبان بن عبد الرحمن التفسير، وغيره، وروى عن أبي معشر المغازي ومات ببغداد في آخر خلافة المأمون

§حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ الْمَرْوَزِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا أَحْمَدَ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ شُعْبَةَ، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِجُرْجَانَ أَيَّامَ سُلَيْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَشَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّفْسِيرَ، وَغَيْرِهِ، وَرَوَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْمَغَازِيَ وَمَاتَ بِبَغْدَادَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

حجير بن المثنى ويكنى أبا عمرو، وكان أصله من أهل اليمامة، وقدم بغداد، فنزلها، وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق ببغداد، وكان ثقة، روى عن ليث بن سعد، وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون فأكثر، ومات ببغداد

§حُجَيْرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَنَزَلَهَا، وَكَانَ صَاحِبَ لُؤْلُؤٍ وَجَوْهَرٍ، لَزِمَ السُّوقَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَاجِشُونَ فَأَكْثَرَ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ

علي بن الجعد مولى أم سلمة المخزومية امرأة أبي العباس أمير المؤمنين أخبرني عبد الرحمن بن إسحاق القاضي قال: جاءني علي بن الجعد بسجل أبيه بعتقه من أم سلمة، فيه شهادة جدي إبراهيم بن سلمة، ورجل آخر معه ممن كان يدخل عليها قال علي بن الجعد: ولدت سنة ست

§عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيَّةِ امْرَأَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ: جَاءَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ بِسِجِلِّ أَبِيهِ بِعِتْقِهِ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ، فِيهِ شَهَادَةُ جَدِّي إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ، وَرَجُلٍ آخَرَ مَعَهُ مِمَّنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي -[339]- الْعَبَّاسِ وَقَدْ رَوَى عَلِيٌّ عَنْ شُعْبَةَ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وصَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ سِتٌّ وَتِسْعُونَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ

هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة ويكنى أبا الأشهب، وأمه الزهرة بنت عبد الرحمن بن يزيد بن أبي بكرة، وأمها هولة بنت عبد الرحمن بن يزيد بن أبي بكرة، وولد هوذة سنة خمس وعشرين ومائة، وطلب الحديث، وكتب عن يونس، وهشام، وعوف، وابن عون، وابن جريج،

§هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ وَيُكْنَى أَبَا الْأَشْهَبِ، وَأُمُّهُ الزَّهْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَأُمُّهَا هَوْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَوُلِدَ هَوْذَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَكَتَبَ عَنْ يُونُسَ، وَهِشَامٍ، وَعَوْفٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، فَذَهَبَتْ كُتُبُهُ، فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ إِلَّا كِتَابُ عَوْفٍ وَشَيْءٌ يَسِيرٌ لِابْنِ عَوْنٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَشْعَثَ، وَالتَّيْمِيِّ، وَمَاتَ هَوْذَةُ بِبَغْدَادَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَدُفِنَ خَارِجَ بَابِ خُرَاسَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ، وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلًا أَسْمَرَ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ

يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ويكنى أبا أيوب، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد فنزلها، وكان ثقة كثير الحديث، روى عن هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي

§يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَيُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَالْأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَغَيْرِهِمْ، وَرَوَى الْمَغَازِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ عَلَى السِّيبِ عِنْدَ رَحَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدٍ وَقَدْ بَلَغَ مِنَ السِّنِّ ثَمَانِينَ سَنَةً

أبو زكريا السيلحيني واسمه: يحيى بن إسحاق البجلي، ذكر أنه من أنفسهم، وكان ثقة، روى عن يحيى بن أيوب، وابن لهيعة، وغيرهما، وقد كتب الناس عنه، وكان حافظا لحديثه، وكان ينزل بغداد في دار الرقيق، ومات بها في سنة عشر ومائتين، في خلافة المأمون

§أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ وَاسْمُهُ: يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ، ذُكِرَ أَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَابْنِ لَهِيعَةَ، وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ، وَكَانَ حَافِظًا لِحَدِيثِهِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَغْدَادَ فِي دَارِ الرَّقِيقِ، وَمَاتَ بِهَا فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

سعيد بن سليمان الواسطي يكنى أبا عثمان، وهو سعدويه، وكان ثقة كثير الحديث، روى عن سليمان بن المغيرة، والمبارك بن فضالة، وليث بن سعد، وأبي معشر، وغيرهم، ونزل بغداد وتجر بها، وكان منزله بالكرخ نحو درب أصحاب القراطيس، وتوفي بها يوم الثلاثاء بالعشي،

§سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، وَهُوَ سَعْدَوَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَالْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ وَتَجَرَ بِهَا، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالْكَرْخِ نَحْوَ دَرْبِ أَصْحَابِ الْقَرَاطِيسِ، وَتُوُفِّيَ بِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ بِالْعَشِيِّ، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيهِ عَلِيُّ بْنُ حُنَيْنٍ التَّاجِرُ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ

أبو نصر التمار واسمه: عبد الملك بن عبد العزيز، من أبناء أهل خراسان من أهل نسا، ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر، ونزل بغداد في ربض أبي العباس الطوسي، ثم في درب النسابية، وتجر بها في التمر وغيره، وكان ثقة فاضلا، خيرا ورعا، وقد روى

§أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ وَاسْمُهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ أَهْلِ نَسَا، ذُكِرَ أَنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ الدَّاعِيَةِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ فِي رَبَضِ أَبِي الْعَبَّاسِ الطُّوسِيِّ، ثُمَّ فِي دَرْبِ النَّسَّابِيَّةِ، وَتَجَرَ بِهَا فِي التَّمْرِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلًا، خَيِّرًا وَرِعًا، وَقَدْ رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، وَكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ بَصَرُهُ قَدْ ذَهَبَ

شريح بن النعمان ويكنى أبا الحسين، صاحب اللؤلؤ، وكان ثقة، روى عن حماد بن سلمة، وفليح بن سليمان، وأبي عوانة، وكان منزله بعسكر المهدي على سيب القاضي، وتوفي يوم الأضحى سنة سبع عشرة في خلافة المأمون

§شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ وَيُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ اللُّؤْلُؤِ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَفُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ عَلَى سِيبِ الْقَاضِي، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْأَضْحَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة من خزاعة، وكان ثقة نزل بغداد ثم خرج إلى البصرة في حاجة له، فمات هناك سنة عشر ومائتين، وقد روى عن البصريين

§يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ ثِقَةً نَزَلَ بَغْدَادَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ رَوَى عَنِ الْبَصْرِيِّينَ

معاوية بن عمرو الأزدي ويكنى أبا عمرو، روى عن زائدة بن قدامة كتبه ومصنفه، وروى عن أبي إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب، ونزل بغداد فسمع منه أهل بغداد، وتوفي ببغداد في سنة خمس عشرة أو أربع عشرة ومائة في خلافة المأمون

§مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، رَوَى عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ كُتُبَهُ وَمُصَنَّفَهُ، وَرَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ كِتَابَ السِّيرَةِ فِي دَارِ الْحَرْبِ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ فَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

المعلى بن منصور الرازي ويكنى أبا يعلى، نزل بغداد، وطلب الحديث، وكان صدوقا صاحب حديث ورأي وفقه، فمن أصحاب الحديث من يروي عنه، ومنهم من لا يروي عنه الرأي، وكان ينزل الكرخ في قطيعة الربيع، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين

§الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَعْلَى، نَزَلَ بَغْدَادَ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَكَانَ صَدُوقًا صَاحِبَ حَدِيثٍ وَرَأْيٍ وَفِقْهٍ، فَمِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَرْوِي عَنْهُ الرَّأْيَ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْكَرْخَ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

محمد بن الصباح البزاز وهو الدولابي، ويكنى أبا جعفر، كان ينزل باب الكرخ، ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ وَهُوَ الدَّولَابِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، كَانَ يَنْزِلُ بَابَ الْكَرْخِ، وَمَاتَ فِي آخِرِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

بشر بن الحارث رضي الله عنه، ويكنى أبا نصر، وكان من أبناء أهل خراسان من أهل مرو ونزل بغداد وطلب الحديث، وسمع من حماد بن زيد، وشريك، وعبد الله بن المبارك، وهشيم وغيرهم سماعا كثيرا، ثم أقبل على العبادة واعتزل الناس فلم يحدث، ومات ببغداد يوم الأربعاء

§بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ وَنَزَلَ بَغْدَادَ وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَسَمِعَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَشَرِيكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَهُشَيْمٍ وَغَيْرِهِمْ سَمَاعًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَاعْتَزَلَ النَّاسَ فَلَمْ يُحَدِّثْ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَشَهِدَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَغَيْرِهَا، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً

الهيثم بن خارجة ويكنى أبا أحمد، من أبناء أهل خراسان، من أهل مرو الروذ، نزل بغداد، وكان أتى الشام، فكتب من الشاميين وليث بن سعد، ثم رجع إلى بغداد، فلم يزل بها إلى أن مات يوم الاثنين لثماني ليال بقين من ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين

§الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَدَ، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ مَرْوِ الرُّوذِ، نَزَلَ بَغْدَادَ، وَكَانَ أَتَى الشَّامَ، فَكَتَبَ مِنَ الشَّامِيِّينَ وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثَمَانِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

إسحاق بن عيسى الطباع

§إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ

سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا إسحاق، وولي قضاء واسط في خلافة هارون، ثم ولي قضاء عسكر المهدي في أول خلافة المأمون وهو بخراسان، وكان يروي كتب أبيه، وسمع منه بعض البغداديين، ثم عزل عن القضاء ببغداد، فلحق بالحسن

§سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَهُوَ بِخُرَاسَانَ، وَكَانَ يَرْوِي كُتُبَ أَبِيهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ بَعْضُ الْبَغْدَادِيِّينَ، ثُمَّ عُزِلَ عَنِ الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ، فَلَحِقَ بِالْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ بِفَمِ الصُّلْحِ، فَوَلَّاهُ قَضَاءَ عَسْكَرِهِ، وَتُوُفِّيَ بِالْمُبَارَكِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فِي سَنَةِ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ

وأخوه يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا يوسف، وكان ثقة مأمونا، وكان يروي عن أبيه المغازي وغيرها، وسمع منه البغداديون، وكان يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث، ولم يزل ببغداد، ثم خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم

§وَأَخُوهُ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يُوسُفَ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، وَكَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ الْمَغَازِيَ وَغَيْرَهَا، وَسَمِعَ مِنْهُ الْبَغْدَادِيُّونَ، وَكَانَ يُقَدَّمُ عَلَى أَخِيهِ فِي الْفَضْلِ وَالْوَرَعِ وَالْحَدِيثِ، وَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ بِفَمِ الصُّلْحِ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ هُنَاكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ سَعْدٍ بِأَرْبَعِ سِنِينَ

سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا أيوب، وكان ثقة، سمع من إبراهيم بن سعد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهما، وكتب عنه البغداديون ورووا عنه، توفي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين

§سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ، وَكَانَ ثِقَةً، سَمِعَ مِنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرِهِمَا، وَكَتَبَ عَنْهُ الْبَغْدَادِيُّونَ وَرَوَوْا عَنْهُ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ

قران بن تمام الأسدي ويكنى أبا تمام، وكان من أهل الكوفة، وقدم فنزل بغداد، وكان يتنخس في الدواب، وقد سمع منه، وكان ضعيفا

§قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا تَمَّامٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَقَدِمَ فَنَزَلَ بَغْدَادَ، وَكَانَ يَتَنَخَّسُ فِي الدَّوَابِّ، وَقَدْ سُمِعَ مِنْهُ، وَكَانَ ضَعِيفًا

عمر بن حفص ويكنى أبا حفص العبدي، روى عن ثابت البناني، ويزيد الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأم شبيب العبدية، ومالك بن أنس، وغيرهم، وكان ضعيفا عندهم في الحديث، كتبوا عنه ثم تركوه، ومات ببغداد سنة ثمان وتسعين ومائة، في أول خلافة المأمون

§عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ الْعَبْدِيَّ، رَوَى عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَأَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَأُمِّ شَبِيبٍ العَبْديَّةِ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ ضَعِيفًا عِنْدَهُمْ فِي الْحَدِيثِ، كَتَبُوا عَنْهُ ثُمَّ تَرَكُوهُ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، ويكنى أبا عبد الله، نزل بغداد، وروى عن مالك بن أنس الموطأ، وروى عن الدراوردي، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعن أبيه وغيرهم، وكان إذا سئل عن القرآن يقف ويعيب من لا يقف

§مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، نَزَل بَغْدَادَ، وَرَوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْمُوَطَّأَ، وَرَوَى عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَعَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ يَقِفُ وَيَعِيبُ مَنْ لَا يَقِفُ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَوَّالٍ

نصر بن زيد بن المجدر ويكنى أبا الحسن، وكان ثقة صاحب حديث، سمع من جرير بن حازم، ومن أبي هلال، ووهيب، وغيرهم، ومات قديما قبل أن يحدث، وكان أصله من سجستان، وهو مولى جعفر الأكبر ابن أبي جعفر المنصور

§نَصْرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُجَدَّرِ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيثٍ، سَمِعَ مِنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَمِنْ أَبِي هِلَالٍ، وَوُهَيْبٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَمَاتَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ سِجِسْتَانَ، وَهُوَ مَوْلَى جَعْفَرٍ الْأَكْبَرِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ

عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص ويكنى أبا خالد، وكان ثقة صاحب حديث، وكان قدم بغداد، فأقام بها، وسمع منه البغداديون

§عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيثٍ، وَكَانَ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا، وَسَمِعَ مِنْهُ الْبَغْدَادِيَّونَ

منصور بن سلمة ويكنى أبا سلمة، وكان ثقة، سمع من غير واحد، وكان يتمنع بالحديث ثم حدث أياما، ثم خرج إلى الثغر، فمات هناك بالمصيصة سنة عشر ومائتين، في خلافة عبد الله المأمون

§مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، سَمِعَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَتَمَنَّعُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ حَدَّثَ أَيَّامًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ، فَمَاتَ هُنَاكَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ

نصر بن باب الخراساني ويكنى أبا سهل، سمع من داود بن أبي هند، وعوف الأعرابي، والحجاج بن أرطأة، وغيرهم، ونزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه، فتركوا حديثه، وتوفي ببغداد في عسكر المهدي

§نَصْرُ بْنُ بَابٍ الْخُرَاسَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَهْلٍ، سَمِعَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، وَالْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ فَسَمِعُوا مِنْهُ وَرَوَوْا عَنْهُ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ فَاتَّهَمُوهُ، فَتَرَكُوا حَدِيثَهُ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ

موسى بن داود الضبي ويكنى أبا عبد الله، وكان ثقة، صاحب حديث، سمع من سفيان الثوري، وزهير، وغيرهما، وكان قد نزل بغداد، ثم ولي قضاء طرسوس، فخرج إلى ما هناك، فلم يزل قاضيا بها إلى أن مات بها

§مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ ثِقَةً، صَاحِبَ حَدِيثٍ، سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَزُهَيْرٍ، وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بَغْدَادَ، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ طَرَسُوسَ، فَخَرَج إِلَى مَا هُنَاكَ، فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا

إبراهيم بن العباس ويكنى أبا إسحاق، ويعرف بالسامري، روى عن أبي أويس، وشريك وغيرهما وكان قد اختلط في آخر عمره، فحجبه أهله في منزله حتى مات

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَيُعْرَفُ بِالسَّامِرِيِّ، رَوَى عَنْ أَبِي أُوَيْسٍ، وَشَرِيكٍ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ قَدِ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَحَجَبَهُ أَهْلُهُ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى مَاتَ

الحكم بن موسى البزاز ويكنى أبا صالح، ثقة كثير الحديث، وكان من أهل خراسان، من أهل نسا، وروى عن الشاميين، عن يحيى بن حمزة، وفضل بن زياد، وغيرهما من أهل الشام، وكان رجلا صالحا، ثبتا في الحديث، وتوفي ببغداد في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

§الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى الْبَزَّازُ وَيُكْنَى أَبَا صَالِحٍ، ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ نَسَا، وَرَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وَفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

هشام بن سعيد البزاز ويكنى أبا أحمد، وكان راوية لابن لهيعة، وحماد بن زيد، وكان ثقة، فمات قبل أن يسمع منه الناس

§هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَدَ، وَكَانَ رَاوِيَةً لِابْنِ لَهِيعَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ مِنْهُ النَّاسُ

محمد بن الحجاج المصفر ويكنى أبا جعفر، وكان قد سمع من شعبة، وابن أبي ذئب، وغيرهما، وهو ضعيف عندهم في الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْمُصَفِّرُ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ شُعْبَةَ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَهُمْ فِي الْحَدِيثِ

سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم حلفاء الأنصار، ويكنى أبا معاذ، ذكر أنه سمع من مالك بن أنس وغيره

§سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ حُلَفَاءِ الْأَنْصَارِ، وَيُكْنَى أَبَا مُعَاذٍ، ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ

خالد بن خداش بن عجلان ويكنى أبا الهيثم، مولى آل المهلب بن أبي صفرة، وكان ثقة، روى عن حماد بن زيد، وأبي عوانة وغيرهما، وتوفي في سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائتين

§خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ وَيُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ، مَوْلَى آلِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ وَغَيْرِهِمَا، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

منصور بن بشير وهو ابن أبي مزاحم، ويكنى أبا نصر، مولى الأزد، وكان من سبي الترك، وكان له ديوان فتركه، وقد كتبوا عنه وكان ثقة صاحب سنة، وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة أو أكثر

§مَنْصُورُ بْنُ بَشِيرٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ، مَوْلَى الْأَزْدِ، وَكَانَ مِنْ سَبْيِ التُّرْكِ، وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ فَتَرَكَهُ، وَقَدْ كَتَبُوا عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ

محمد بن بكار ويكنى أبا عبد الله، روى عن أبي معشر، ومحمد بن طلحة، وقيس بن الربيع، وعنبسة بن عبد الواحد وغيرهم، وتوفي ببغداد في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَوَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَعَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

محمد بن جعفر الوركاني ويكنى أبا عمران، روى عن إبراهيم بن سعد، وأبي معشر، وشريك، والمعافى بن عمران، وابن أبي الزناد، وأبي عقيل صاحب بهية، وغيرهم، وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عِمْرَانَ، رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَشَرِيكٍ، وَالْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَأَبِي عَقِيلٍ صَاحِبِ بُهَيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

يحيى بن يوسف الرقي ويكنى أبا زكريا، وكان يروي عن عبيد الله بن عمرو الرقي وغيره، وتوفي ببغداد في خلافة هارون الواثق

§يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، وَكَانَ يَرْوِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ وَغَيْرِهِ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ الْوَاثِقِ

خلف بن هشام البزار ويكنى أبا محمد، سمع من شريك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهم، وهو صاحب قرآن وحروف، وقرأ على سليم صاحب حمزة، ومات ببغداد يوم السبت لسبع ليال خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين، ودفن في مقابر الكناسة

§خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، سَمِعَ مِنْ شَرِيكٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَهُوَ صَاحِبُ قُرْآنٍ وَحُرُوفٍ، وَقَرَأَ عَلَى سُلَيْمٍ صَاحِبِ حَمْزَةَ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْكُنَاسَةِ

الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان ويكنى أبا علي، ويلقب إشكاب، وهو من أبناء أهل خراسان من أهل نسا، وكان أبوه ممن خرج في دعوة آل العباس مع أسيد بن عبد الرحمن الذي ظهر بنسا وسود، وولي أسيد أصبهان، فكان إبراهيم بن الحر معه في أصحابه، فولد له الحسين

§الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُرِّ بْنِ زَعْلَانَ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، وَيُلَقَّبُ إِشْكَابَ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ أَهْلِ نَسَا، وَكَانَ أَبُوهُ مِمَّنْ خَرَجَ فِي دَعْوَةِ آلِ الْعَبَّاسِ مَعَ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي ظَهْرَ بِنَسَا وَسُوِّدَ، وَوَلِيَ أُسَيْدٌ أَصْبَهَانَ، فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُرِّ مَعَهُ فِي أَصْحَابِهِ، فَوُلِدَ لَهُ الْحُسَيْنُ بأَصْبَهَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَنَشَأَ الْحُسَيْنُ بِبَغْدَادَ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَلَقِيَ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ، وَشَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَفُلَيْحًا، وَحَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، وَغَيْرَهُمْ، وَلَزِمَ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِيَ، فَأَبْصَرَ الرَّأْيَ، ثُمَّ قَعَدَ عِنْدَهُمْ فَلَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَضَاءِ وَلَا غَيْرِهِ، وَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ يُؤْتَى فِي الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً

ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع

§ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ

غسان بن المفضل الغلابي ويكنى أبا معاوية

§غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغَلَابِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ

داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن جميل بن الأعرج بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كوز بن كعب بن بجالة بن دهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، ويكنى أبا سليمان، مات ببغداد في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين ومائتين

§دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَمِيلِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ كُوزِ بْنِ كَعْبِ بْنِ بَجَالَةَ بْنِ دُهْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَيُكْنَى أَبَا سُلَيْمَانَ، مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

داود بن رشيد نزل مدينة أبي جعفر، وهو من أبناء أهل خراسان من أهل خوارزم، روى عن الوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وإسماعيل بن عباس، وغيرهم من الشاميين، وكتب عنه أهل بغداد، وهو ثقة كثير الحديث

§دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ نَزَلَ مَدِينَةَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ أَهْلِ خُوَارَزْمَ، رَوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الشَّامِيِّينَ، وَكَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ بَغْدَادَ، وَهُوَ ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ

فضيل بن عبد الوهاب القناد وهو أخو محمد بن عبد الوهاب الذي روى عنه هارون بن إسحاق الهمداني

§فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ وَهُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ

عبد الجبار بن عاصم ويكنى أبا طالب، من أبناء أهل خراسان الذين كانوا بالجزيرة، وكان قد كتب عن عبيد الله بن عمرو، وإسماعيل بن عياش، وأبي المليح، وبقية، وغيرهم، وتوفي ببغداد في عسكر المهدي في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين

§عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ وَيُكَنَّى أَبَا طَالِبٍ، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ الَّذِينَ كَانُوا بِالْجَزِيرَةِ، وَكَانَ قَدْ كَتَبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَأَبِي الْمَلِيحِ، وَبَقِيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري ويكنى أبا سعيد، وهو من أهل البصرة، وقدم بغداد فنزلها، وقد روى عن حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم، وكان كثير الحديث، ثقة، وتوفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة في أيام التشريق سنة

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْقَوَارِيرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَهَا، وَقَدْ رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَحَضَرَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَدُفِنَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ خَارِجَ الثَّلَاثَةِ الْأَبْوَابِ، وَهُوَ يَوْمَ تُوُفِّيَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً

محمد بن أبي حفص المعيطي مولى لهم، ويكنى أبا عبد الله، واسم أبي حفص: عمر، وكان ثقة صاحب حديث، روى عن بقية، وعبد الله بن المبارك، وأبي الأحوص، وشريك، وهشيم وغيرهم، وكان من أهل بغداد، وصلى الجمعة وانصرف إلى منزله وأوى إلى فراشه ليلة السبت، فطرقه

§مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْمُعَيْطِيُّ مَوْلًى لَهُمْ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أَبِي حَفْصٍ: عُمَرُ، وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيثٍ، رَوَى عَنْ بَقِيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، وَشَرِيكٍ، وَهُشَيْمٍ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، وَصَلَّى الْجُمُعَةَ وَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَأَوَى إِلَى فِرَاشِهِ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فَطَرَقَهُ الْفَالِجُ فِي لَيْلَتِهِ، فَعَاشَ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِ وَيَوْمَ السَّبْتِ إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِسِتِّ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ، وَصَلِّي عَلَيْهِ خَارِجَ الطَّاقَاتِ الثَّلَاثَةِ، وَشَهِدَهُ قَوْمٌ كَثِيرٌ

عيسى بن هشام النخاس سمع سماعا كثيرا، وكان صاحب حديث، وتوفي قبل أن يحدث

§عِيسَى بْنُ هِشَامٍ النَّخَّاسُ سَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ، وَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ

سلم بن قادم ويكنى أبا الليث، روى عن بقية، ومحمد بن حرب وغيرهما، وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين

§سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ وَيُكْنَى أَبَا اللَّيْثِ، رَوَى عَنْ بَقِيَّةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِمَا، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

نعيم بن هيصم ويكنى أبا محمد، من أبناء أهل خراسان، روى عن حماد بن زيد وغيره، توفي ببغداد في شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين

§نُعَيْمُ بْنُ هَيْصَمٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِهِ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

يحيى بن عثمان ويكنى أبا زكريا، من أبناء أهل خراسان، كان ينزل درب أبي الجهم، وروى عن الشاميين رشيد بن سعد، وهقل بن زياد، وبقية، وإسماعيل بن عياش، وغيرهم، وتوفي في ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين

§يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، كَانَ يَنْزِلُ دَرْبَ أَبِي الْجَهْمِ، وَرَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ رُشَيْدِ بْنِ سَعْدٍ، وَهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، وَبَقِيَّةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

إبراهيم بن زياد سبلان ويكنى أبا إسحاق، توفي ببغداد، ودفن يوم الأربعاء لست ليال خلون من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومائتين

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسِتِّ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

بشار بن موسى الخفاف ويكنى أبا عثمان، توفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين، ودفن يوم الجمعة بعد العصر

§بَشَّارُ بْنُ مُوسَى الْخَفَّافُ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ

أبو الأحوص واسمه: محمد بن حيان البغي، وقد سمع سماعا كثيرا، وكان ثقة، وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين

§أَبُو الْأَحْوَصِ وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغِيُّ، وَقَدْ سَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

شجاع بن مخلد ويكنى أبا الفضل، من أبناء أهل خراسان، من البغيين، روى عن هشيم عامة كتبه، وعن إسماعيل ابن علية، وغيرهما، وهو ثقة ثبت، وتوفي ببغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحضره بشر كثير، ودفن في مقبرة باب التبن

§شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ وَيُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنَ الْبَغِيِّينَ، رَوَى عَنْ هُشَيْمٍ عَامَّةَ كُتُبِهِ، وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبَتٌ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَحَضَرَهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَابِ التِّبْنِ

مهدي بن حفص ويكنى أبا أحمد، كان ينزل باب الكوفة

§مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَدَ، كَانَ يَنْزِلُ بَابَ الْكُوفَةِ

عباد بن موسى الختلي ويكنى أبا محمد، روى عن إبراهيم بن سعد، وطلحة بن يحيى الزرقي، وإسماعيل بن جعفر، وخرج إلى طرسوس فمات بها في أول سنة ثلاثين ومائتين

§عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَخَرَجَ إِلَى طَرَسُوسَ فَمَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أحمد بن محمد بن أيوب ويكنى أبا جعفر، وكان وراقا يكتب للفضل بن يحيى بن جعفر بن برمك، فذكر أنه سمع المغازي من إبراهيم بن سعد مع الفضل بن يحيى، وذكر أنه سمع من أبي بكر بن عياش ما حدث به الفضل بن يحيى، ومات ببغداد ليلة الثلاثاء لأربع ليال بقين من ذي

§أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، وَكَانَ وَرَّاقًا يَكْتُبُ لِلْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بَرْمَكٍ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْمَغَازِيَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ مَعَ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ مَا حَدَّثَ بِهِ الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

سهل بن نصر وكان ينزل المطبخية

§سَهْلُ بْنُ نَصْرٍ وَكَانَ يَنْزِلُ الْمَطْبَخِيَّةَ

إسحاق بن إبراهيم بن كامجار ويكنى أبا يعقوب، وهو ابن أبي إسرائيل، من أبناء خراسان، من أهل مرو، وكان مخلطا متنقلا، وقف في القرآن ورجع مرارا، روى عن إبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجعفر بن سليمان، وسليمان بن أخضر، وسمع

§إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَامَجَارَ وَيُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، مِنْ أَبْنَاءِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَكَانَ مُخْلِطًا مُتَنَقِّلًا، وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ وَرَجَعَ مِرَارًا، رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ أَخْضَرَ، وَسَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَكَانَ رَحَلَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ بِالْيَمَامَةِ فَكَتَبَ كُتُبَهُ، وَقَدِمَ الْبَصْرَةَ مِنَ الْيَمَامَةِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي عَوَانَةَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَلَمْ يَلْحَقْهُ

يحيى بن معين ويكنى أبا زكريا، وقد كان أكثر من كتاب الحديث، وعرف به، وكان لا يكاد يحدث، وتوفي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى الحج

§يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، وَقَدْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ كُتَّابِ الْحَدِيثِ، وَعُرِفَ بِهِ، وَكَانَ لَا يَكَادُ يُحَدِّثُ، وَتُوُفِّيَ بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْحَجِّ

زهير بن حرب بن اشتال من أهل نسا، ثم عربت اشتال فجعلت شدادا، ويكنى أبا خيثمة، وهو مولى لبني حريش بن كعب بن عامر بن صعصعة العامري، روى عن جرير بن عبد الحميد، وهشيم، وسفيان بن عيينة، وابن علية، وعبد الله بن وهب، والوليد بن مسلم، وغيرهم من الكوفيين

§زُهَيْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ اشْتَالَ مِنْ أَهْلِ نَسَا، ثُمَّ عُرِّبَتِ اشْتَالُ فَجُعِلَتْ شَدَّادًا، وَيُكْنَى أَبَا خَيْثَمَةَ، وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي حَرِيشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْعَامِرِيِّ، رَوَى عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَهُشَيْمٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَالْبَصْرِيِّينَ، وَالْحِجَازِيِّينَ، وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ وَكَتَبَ صِنْفَهَا، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَحَضَرَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبَتٌ

خلف بن سالم المخرمي ويكنى أبا محمد، مولى المهالبة، وقد كان صنف المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان كثير الحديث، وقد كتب الناس عنه، وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين

§خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ الْمُخَرِّمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَوْلَى الْمَهَالِبَةِ، وَقَدْ كَانَ صَنَّفَ الْمُسْنَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، ويكنى أبا عبد الله، وهو ثقة، ثبت، صدوق، كثير الحديث، وقد كان امتحن وضرب بالسياط، أمر بضربه أبو إسحاق أمير المؤمنين على أن يقول: القرآن مخلوق، فأبى أن يقول، وقد كان حبس قبل ذلك، فثبت على قوله، ولم يجبهم إلى

§أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ ثِقَةٌ، ثَبَتٌ، صَدُوقٌ، كَثِيرُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كَانَ امْتُحِنَ وَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، أَمَرَ بِضَرْبِهِ أَبُو إِسْحَاقَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَنْ يَقُولَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَأَبَى أَنْ يَقُولَ، وَقَدْ كَانَ حُبِسَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَثَبَتَ عَلَى قَوْلِهِ، وَلَمْ -[355]- يُجِبْهُمْ إِلَى شَيْءٍ، ثُمَّ دُعِيَ لِيَخْرُجَ إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ أُعْطِيَ مَالًا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَالَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ، وَدُفِنَ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَحَضَرَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَغَيْرِهِمْ

هارون بن معروف ويكنى أبا علي، توفي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين

§هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

القاسم بن سلام ويكنى أبا عبيد، وهو من أبناء أهل خراسان، وكان مؤدبا، صاحب نحو وعربية، وطلب الحديث والفقه، وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده، وقدم بغداد، ففسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا، وسمع الناس منه، وحج فتوفي

§الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَيُكْنَى أَبَا عُبَيْدٍ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَكَانَ مُؤَدِّبًا، صَاحِبَ نَحْو وَعَرَبِيَّةٍ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ وَالْفِقْهَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ طَرَسُوسَ أَيَّامَ ثَابِتِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ وَمَعَ وَلَدِهِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَفَسَّرَ بِهَا غَرِيبَ الْحَدِيثِ، وَصَنَّفَ كُتُبًا، وَسَمِعَ النَّاسُ مِنْهُ، وَحَجَّ فَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

بشر بن الوليد الكندي روى عن أبي يوسف القاضي كتبه وإملاءه، وروى عن شريك، وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، وصالح المري وغيرهم، وروى عن محمد بن طلحة، وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعا، وكان يحدث ويفتي الناس ببغداد، وسعى به رجل فقال: إنه لا يقول

§بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ رَوَى عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي كُتُبَهُ وَإِمْلَاءَهُ، وَرَوَى عَنْ شَرِيكٍ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَصَالِحٍ الْمُرِّيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ وَيُفْتِي النَّاسَ بِبَغْدَادَ، وَسَعَى بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَأَمَرَ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو إِسْحَاقَ أَنْ يُحْبَسَ فِي مَنْزِلِهِ، فَحُبِسَ فِي مَنْزِلِهِ، وَوُكِّلَ بِبَابِهِ الشُّرَطُ، وَنُهِيَ أَنْ يُفْتِيَ أَحَدًا بِشَيْءٍ، فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْخِلَافَةَ أَمَرَ بِإِطْلَاقِهِ -[356]- وَأَنْ يُفْتِيَ النَّاسَ وَيُحَدِّثَهُمْ، فَبَقِيَ حَتَّى كَبِرَتْ سِنُّهُ، وَتَكَلَّمَ بِالْوَقْفِ فَأَمْسَكَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ عَنْهُ وَتَرَكُوهُ

سهل بن محمد ويكنى أبا السري، مولى العباس بن عبد الله بن مالك، وكان ثقة

§سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَيُكْنَى أَبَا السَّرِيِّ، مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ ثِقَةً

محمد بن سليم ويكنى أبا عبد الله العبدي، وقد سمع سماعا كثيرا، وولي القضاء ببادرايا وباكسابا أيام المأمون، ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه والرواية عنه

§مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيَّ، وَقَدْ سَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَادَرَايَا وَبَاكَسَابَا أَيَّامَ الْمَأْمُونِ، وَرَأَيْتُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَتَّقُونَ حَدِيثَهُ وَالرِّوَايَةَ عَنْهُ

بشر بن آدم سمع سماعا كثيرا، ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه والكتابة عنه

§بِشْرُ بْنُ آدَمَ سَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَرَأَيْتُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَتَّقُونَ حَدِيثَهُ وَالْكِتَابَةَ عَنْهُ

عبد الرحمن بن يونس ويكنى أبا مسلم، من موالي أبي جعفر المنصور أخبرنا أنه ولد سنة أربع وستين ومائة، وطلب الحديث ورحل فيه، وسمع سماعا كثيرا، واستملى لسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وغيرهما، ومات يوم الأربعاء مع طلوع الشمس فجاءة في مسجد أسد بن

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ وَيُكْنَى أَبَا مُسْلِمٍ، مِنْ مَوَالِي أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ وَرَحَلَ فِيهِ، وَسَمِعَ سَمَاعًا كَثِيرًا، وَاسْتَمْلَى لِسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَغَيْرِهِمَا، وَمَاتَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فُجَاءَةً فِي مَسْجِدِ أَسَدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

يحيى بن أيوب ويكنى أبا زكريا، مولى لأبي القاسم محرر

§يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، مَوْلًى لِأَبِي الْقَاسِمِ مُحَرَّرٌ

أبو القاسم زوج بنت أبي مسلم وهو جد حسين بن الفهم لأبيه، وكان ينزل عسكر المهدي، وكان ثقة، ورعا عالما، يقول بالسنة ويعيب من يقول بقول جهم وبخلاف السنة، وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين

§أَبُو الْقَاسِمِ زَوْجُ بِنْتِ أَبِي مُسْلِم وَهُوَ جَدُّ حُسَيْنِ بْنِ الْفَهِمِ لِأَبِيهِ، وَكَانَ يَنْزِلُ عَسْكَرَ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، وَرِعًا عَالِمًا، يَقُولُ بِالسُّنَّةِ وَيَعِيبُ مَنْ يَقُولُ بِقَوْلِ جَهْمٍ وَبِخِلَافِ السُّنَّةِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْأَحَدِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

إبراهيم بن حاتم بن عبد الله الهروي ويكنى أبا إسحاق

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ

عبد الله بن عون الخراز ويكنى أبا محمد، توفي ببغداد في خلافة هارون الواثق بالله أمير المؤمنين

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

شريح بن يونس المروروذي ويكنى أبا الحارث، وهو زوج بنت قريش المستملي، وكان قد صنف كتبا، وأخرجها، وحدث بها، وكان ثقة، توفي في يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين

§شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ الْمَرْوَرُوذِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ، وَهُوَ زَوْجُ بِنْتِ قُرَيْشٍ الْمُسْتَمْلِي، وَكَانَ قَدْ صَنَّفَ كُتُبًا، وَأَخْرَجَهَا، وَحَدَّثَ بِهَا، وَكَان ثِقَةً، تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أحمد بن داود ويكنى أبا سعيد الحداد الواسطي، وقد كان نزل بغداد، وكان ثقة، ومات قبل أن يحدث ويكتب عنه

§أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ الْحَدَّادَ الْوَاسِطِيَّ، وَقَدْ كَانَ نَزَلَ بَغْدَادَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ وَيُكْتَبَ عَنْهُ

إسماعيل بن إبراهيم بن بسام الترجماني ويكنى أبا إبراهيم، من أبناء أهل خراسان، ومنزله نحو صحراء أبي السري، روى عن هشيم، وعن العطاف بن خالد، وعبد العزيز الماجشون، وخلف بن خليفة، وصالح المري، وغيرهم، وقد روى عن شريك أيضا، وتوفي ببغداد لخمس ليال

§إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ التَّرْجُمَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِبْرَاهِيمَ، مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانُ، وَمَنْزِلُهُ نَحْوَ صَحْرَاءَ أَبِي السَّرِيِّ، رَوَى عَنْ هُشَيْمٍ، وَعَنِ الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ، وَخَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، وَصَالِحٍ الْمُرِّيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ رَوَى عَنْ شَرِيكٍ أَيْضًا، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَشَهِدَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَفَضَلٍ وَخَيْرٍ

عمرو الناقد ابن محمد بن بكير ويكنى أبا عثمان، وهو ثقة، صاحب حديث، ثبت، وقد كتب عنه أهل بغداد كتبا كثيرة، وكان من الحفاظ المعدودين، وكان فقيها، وتوفي ببغداد، وذلك يوم الخميس لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين

§عَمْرٌو النَّاقِدُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، وَهُوَ ثِقَةٌ، صَاحِبُ حَدِيثٍ، ثَبْتٌ، وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ بَغْدَادَ كُتُبًا كَثِيرَةً، وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمَعْدُودِينَ، وَكَانَ فَقِيهًا، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ

محمد بن عباد المكي صاحب سفيان بن عيينة، وتوفي بعسكر الخليفة بسامرا في سنة أربع وثلاثين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ صَاحِبُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَتُوُفِّيَ بِعَسْكَرِ الْخَلِيفَةِ بِسَامَرَّا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

حاجب بن الوليد الأعور المعلم ويكنى أبا أحمد، توفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين

§حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَعْوَرُ الْمُعَلِّمُ وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَدَ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

أبو معمر واسمه: إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهروي من هذيل من أنفسهم، صاحب سنة وفضل وخير، وهو ثقة ثبت، وتوفي ببغداد في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين، وشهده خلق كثير

§أَبُو مَعْمَرٍ وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْمَرٍ الْهَرَوِيُّ مِنْ هُذَيْلٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، صَاحِبُ سُنَّةٍ وَفَضَلٍ وَخَيْرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَشَهِدَهُ خَلَقٌ كَثِيرٌ

محمد بن حاتم بن ميمون المروزي ويكنى أبا عبد الله، استخرج كتابا في تفسير القرآن كتبه الناس ببغداد، وكان ينزل قطيعة الربيع بالكرخ، وتوفي ببغداد يوم الخميس لأربع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمَرْوَزِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، اسْتَخْرَجَ كِتَابًا فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ كَتَبَهُ النَّاسُ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَنْزِلُ قَطِيعَةَ الرَّبِيعِ بِالْكَرْخِ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أحمد بن حاتم الطويل

§أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ

إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند من بني سامة بن لؤي، يكنى أبا إسحاق، وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين بعد انصرافه من العسكر عسكر الخليفة بسامرا

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْعَسْكَرِ عَسْكَرِ الْخَلِيفَةِ بِسَامَرَّا

أحمد بن محمد الصفار ويكنى أبا حفص

§أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ

عبد الرحمن بن صالح الأزدي ويكنى أبا محمد، وهو من أهل الكوفة، ونزل بغداد، وكان يحدث عن شريك، وابن أبي زائدة، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم، وعن ملازم بن عمرو، وتوفي ببغداد يوم الإثنين انسلاخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ شَرِيكٍ، وَابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْ مُلَازِمِ بْنِ عَمْرٍو، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ انْسِلَاخَ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أحمد بن إبراهيم ويكنى أبا علي، ويعرف بالموصلي، روى عن حماد بن زيد، وشريك، وأبي عوانة، وغيرهم، وتوفي ببغداد في شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين

§أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيُكْنَى أَبَا عَلِيٍّ، وَيُعْرَفُ بِالْمَوْصِلِيِّ، رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَشَرِيكٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

إبراهيم بن أبي الليث ويكنى أبا إسحاق، وهو صاحب الأشجعي، ونزل بغداد في عسكر المهدي، وكان صاحب سنة، ويضعف في الحديث

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَهُوَ صَاحِبُ الْأَشْجَعِيِّ، وَنَزَلَ بَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَيُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ

يعقوب بن إبراهيم بن كثير العبدي ويكنى أبا يوسف، وهو ابن الدورقي

§يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يُوسُفَ، وَهُوَ ابْنُ الدَّوْرَقِيِّ

وأخوه أحمد بن إبراهيم بن كثير ويكنى أبا عبد الله

§وَأَخُوهُ -[361]- أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

عبد المنعم بن إدريس بن سنان ويكنى أبا عبد الله، وهو ابن ابنة وهب بن منبه، وروى كتب وهب من أحاديث الأنبياء والعباد، وأحاديث بني إسرائيل عن أبيه، عن وهب بن منبه، وذكر أنه قد لقي معمر بن راشد باليمن وسمع منه، وكان قارئا لكتب وهب بن منبه وحكمته، مات

§عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَرَوَى كُتُبَ وَهْبٍ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْعُبَّادِ، وَأَحَادِيثِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ لَقِيَ مَعْمَرَ بْنَ رَاشِدٍ بِالْيَمَنِ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَكَانَ قَارِئًا لَكُتُبَ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَحِكْمَتِهِ، مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ قَارَبَ مِائَةَ سَنَةٍ

محمد بن مصعب ويكنى أبا جعفر، كان قارئا لكتاب الله، وقد سمع الحديث وجالس الناس، وكان ثقة إن شاء الله، مات ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين

§مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، كَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَجَالَسَ النَّاسَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

محرز بن عون بن أبي عون ويكنى أبا الفضل قال: أخبرني أبي قال: ولدت سنة أربع وأربعين ومائة قال: وفي هذه السنة حج أبو جعفر المنصور بالناس وتوفي ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقد كان حدث وكتب الناس عنه كتابا كبيرا، وكان ثقة

§مُحْرِزُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ وَيُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ بِالنَّاسِ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَقَدْ كَانَ حَدَّثَ وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ كِتَابًا كَبِيرًا، وَكَانَ ثِقَة ثَبْتًا

الوليد بن صالح النحاس ويكنى أبا محمد، روى عن عبيد الله بن عمرو، وأبي معشر، وبقية بن الوليد، وحماد بن سلمة، وعيسى بن يونس

§الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ النَّحَّاسُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، رَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَبَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ

العباس بن غالب الوراق روى مصنف وكيع وغير ذلك، وتوفي ببغداد في صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين

§الْعَبَّاسُ بْنُ غَالِبٍ الْوَرَّاقُ رَوَى مُصَنَّفَ وَكِيعٍ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

رباح بن الجراح ويكنى أبا الوليد، من أهل الموصل، وقدم بغداد، وروى عن المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم

§رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَرَوَى عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، وَعَفِيفِ بْنِ سَالِمٍ

الوليد بن شجاع بن الوليد ويكنى أبا همام السكوني، روى عن بقية بن الوليد وغيره من الشاميين، والعراقيين

§الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ وَيُكْنَى أَبَا هَمَّامٍ السَّكُونِيَّ، رَوَى عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ وَغَيْرِهِ مِنَ الشَّامِيِّينَ، وَالْعِرَاقِيِّينَ

نوح بن يزيد المؤدب ويكنى أبا محمد، وكان صاحب إبراهيم بن سعد، وكان ثقة، فيه عسر

§نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ صَاحِبَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، فِيهِ عُسْرٌ

عبد العزيز بن بحر المؤدب روى عن إسماعيل بن جعفر وغيره

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَحْرٍ الْمُؤَدِّبُ رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ وَغَيْرِهِ

كامل بن طلحة الجحدري من أهل البصرة، ويكنى أبا يحيى، وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

§كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

يوسف بن موسى القطان وكان من أهل الكوفة ونزل الري وتجر بها، وسمع من جرير بن عبد الحميد وغيره، وقدم بغداد فنزل دار القطن

§يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَنَزَلَ الرَّيَّ وَتَجَرَ بِهَا، وَسَمِعَ مِنَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَغَيْرِهِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَنَزَلَ دَارَ الْقُطْنِ

مردويه الصائغ واسمه: عبد الصمد بن يزيد، ولقبه مردويه، ويكنى أبا عبد الله، روى عن الفضيل بن عياض، وابن عيينة، وغيرهما، وكان ثقة، من أهل السنة والورع، وقد كتب الناس عنه، وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين

§مَرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ وَاسْمُهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، وَلَقَبُهُ مَرْدَوَيْهِ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَوَى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ ثِقَةً، مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْوَرَعِ، وَقَدْ كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

يحيى بن إسماعيل الواسطي ويكنى أبا زكريا

§يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا

أبو عمرو المقرئ وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي، وقد قرأ عليه الناس القرآن، وكان عالما بالقرآن وتفسيره، وقد كتب عن شريك وغيره من أهل العراق، وأهل المدينة، وأهل الشام

§أَبُو عَمْرٍو الْمُقْرِئُ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهْبَانَ الْأَزْدِيُّ، وَقَدْ قَرَأَ عَلَيْهِ النَّاسُ الْقُرْآنَ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ، وَقَدْ كَتَبَ عَنْ شَرِيكٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَهْلِ الشَّامِ

محمد بن سعد صاحب الواقدي، وهو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وتوفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، ودفن في مقبرة باب الشام، وهو ابن اثنتين وستين سنة، وهو الذي ألف هذا الكتاب،

§مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ صَاحِبُ الْوَاقِدِيِّ، وَهُوَ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الْأَحَدِ لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَابِ الشَّامِ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَهُوَ الَّذِي أَلَّفَ هَذَا الْكِتَابَ، كِتَابَ الطَّبَقَاتِ، وَاسْتَخْرَجَهُ وَصَنَّفَهُ وَرُوِيَ عَنْهُ، وَكَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ، كَثِيرَ الْكُتُبِ، كُتُبِ الْحَدِيثِ، وَغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ الْغَرِيبِ وَالْفِقْهِ

تسمية من كان بخراسان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن غزاها ومات بها

§تَسْمِيَةُ مَنْ كَانَ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِمَّنْ غَزَاهَا وَمَاتَ بِهَا

بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى، ويكنى أبا عبد الله، وأسلم حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة، وأقرأه صدرا من سورة مريم، ثم قدم عليه المدينة

§بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَسْلَمَ حِينَ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْهِجْرَةِ، وَأَقْرَأَهُ صَدْرًا مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا بَعْدَ أُحُدٍ، فَتَعَلَّمَ بَقِيَّةَ سُورَة مَرْيَمَ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَغَازِيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فُتِحَتِ الْبَصْرَةُ وَمُصِّرَتْ تَحَوَّلَ إِلَيْهَا بُرَيْدَةُ، فَاخْتَطَّ بِهَا دَارًا، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا غَازِيًا إِلَى خُرَاسَانَ، فَمَاتَ بِمَرْوَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا، وَقَدِمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فَنَزَلُوا بَغْدَادَ، فَمَاتُوا بِهَا

أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ بُرَيْدَةَ، وَرَاءَ نَهْرِ بَلْخَ وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا عَيْشَ إِلَّا طِرَادُ الْخَيْلِ»

أبو برزة الأسلمي واسمه فيما ذكر محمد بن عمر، وبعض ولد أبي برزة: عبد الله بن نضلة، وقال غيرهم من العلماء: اسمه: نضلة بن عبد الله وقال آخرون: نضلة بن عبيد بن الحارث بن جناد بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى أسلم أبو

§أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ وَاسْمُهُ فِيمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَبَعْضُ وَلَدِ أَبِي بَرْزَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَضْلَةَ، وَقَالَ غَيْرُهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ: اسْمُهُ: نَضْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ آخَرُونَ: نَضْلَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَنَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى أَسْلَمَ أَبُو بَرْزَةَ قَدِيمًا، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَتَلَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ خَطَلٍ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَرْزَةَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ قُبِضَ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَبَنَى بِهَا دَارًا، وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ، ثُمَّ غَزَا خُرَاسَانَ فَمَاتَ بِهَا

الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ونعيلة ثعلبة هو أخو غفار بن مليك، فقيل للحكم بن عمرو الغفاري وهو من ولد نعيلة أخي غفار، وقد صحب الحكم النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ثم تحول إلى البصرة

§الْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُجَدَّعِ بْنِ حذْيَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نُعَيْلَةَ بْنِ مَلِيكِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَنُعَيْلَةُ ثَعْلَبَةُ هُوَ أَخُو غِفَارِ بْنِ مَلِيكٍ، فَقِيلَ لِلْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ وَهُوَ مِنْ وَلَدِ نُعَيْلَةَ أَخِي غِفَارٍ، وَقَدْ صَحِبَ الْحَكَمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا، فَوَلَّاهُ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ خُرَاسَانَ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا وَالِيًا حَتَّى مَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسِينَ، فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه أروى بنت أبي الفرعة، واسم أبي الفرعة: حارثة بن كعب بن مطرف بن ضريس، من بني فراس بن غنم، تحول عبد الرحمن إلى البصرة ونزلها، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، وكان اسمه عبد

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ أَبِي الْفَرَعَةِ، وَاسْمُ أَبِي الْفَرَعَةِ: حَارِثَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ ضُرَيْسٍ، مِنْ -[367]- بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ، تَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى الْبَصْرَةِ وَنَزَلَهَا، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْكَعْبَةِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ لَهُ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ» وَاسْتَعْمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى سِجِسْتَانَ، وَغَزَا خُرَاسَانَ، فَفَتَحَ بِهَا فُتُوحًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، وكان قثم يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزا قثم خراسان، وكان عليها سعيد بن عثمان، فقال له: أضرب لك بألف سهم، فقال: لا، بل أخمس، ثم أعط

§قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ وَهِيَ لُبَابَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ، وَكَانَ قُثَمُ يُشَبَّهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا قُثَمُ خُرَاسَانَ، وَكَانَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ: أَضْرِبُ لَكَ بِأَلْفِ سَهْمٍ، فَقَالَ: لَا، بَلْ أَخْمِسْ، ثُمَّ أَعْطِ النَّاسَ حُقُوقَهُمْ، ثُمَّ أَعْطِنِي بَعْدُ مَا شِئْتَ وَكَانَ قُثَمُ وَرِعًا فَاضِلًا، وَتُوُفِّيَ بِسَمْرَقَنْدَ

عبد الرحمن بن يعمر الدئلي روى عنه بكير بن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحج عرفة، من أدرك عرفة قبل الصبح فقد أدرك الحج "

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْمَرَ الدُّئِلِيُّ رَوَى عَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ عَطَاءً، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «الْحَجُّ عَرَفَةُ، مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ»

وكان بخراسان بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين

§وَكَانَ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ

يحيى بن يعمر الليثي من بني كنانة، وكان من أهل البصرة، وكان نحويا صاحب علم بالعربية والقرآن، ثم أتى خراسان، فنزل مرو وولي القضاء بها، فكان يقضي باليمين مع الشاهد، وكان ثقة

§يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ اللَّيْثِيُّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ نَحْوِيًّا صَاحِبَ عِلْمٍ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْقُرْآنِ، ثُمَّ أَتَى خُرَاسَانَ، فَنَزَلَ مَرْوَ وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِهَا، فَكَانَ يَقْضِي بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ، وَكَانَ ثِقَةً

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطِّيبِ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ عَلَى الْقَضَاءِ بِمَرْوَ، فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَقْضِي فِي السُّوقِ وَفِي الطَّرِيقِ، وَرُبَّمَا جَاءَهُ الْخَصْمَانِ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، فَيَقِفُ عَلَى الْحِمَارِ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَهُمَا»

أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي وكان ثقة، له أحاديث، وكان قد أتى مرو، فنزلها وابتنى بها دارا، وولي بيت المال بها، وكان أعور، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز

§أَبُو مِجْلَزٍ لَاحِقُ بنُ حُمَيْدٍ السَّدُوسِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ، وَكَانَ قَدْ أَتَى مَرْوَ، فَنَزَلَهَا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَوَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ بِهَا، وَكَانَ أَعْوَرَ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

يزيد بن أبي سعيد النحوي من أهل مرو، وله أحاديث

§يَزِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ

محمد النخعي ويكنى أبا يوسف، وكان ثقة إن شاء الله، وروى عن سعيد بن جبير، وولي القضاء بمرو

§مُحَمَّدٌ النَّخَعِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يُوسُفَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَرَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِمَرْوَ

الضحاك بن مزاحم يكنى أبا القاسم، من أهل بلخ

§الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ، مِنْ أَهْلِ بَلْخَ

عطاء الخراساني وكان ثقة، وأتى الشام، فروى عنه الشاميون، وروى عنه مالك بن أنس وغيره

§عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَأَتَى الشَّامَ، فَرَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ، وَرَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ

أبو المنيب واسمه عيسى بن عبيد وله أحاديث، وقد روى عن عكرمة

§أَبُو الْمُنِيبِ وَاسْمُهُ عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ

أبو جرير قاضي سجستان واسمه عبد الرحمن بن حسين

§أَبُو جَرِيرٍ قَاضِي سِجِسْتَانَ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُسَيْنٍ

الربيع بن أنس أخبرنا عمار بن نصر الخراساني قال: كان الربيع بن أنس من بكر بن وائل من أنفسهم، وكان من أهل البصرة، وقد لقي ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وكان هرب من الحجاج، فأتى مرو، فسكن قرية منها يقال لها برز، ثم تحول إلى قرية أخرى

§الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَقَدْ لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ هَرَبَ مِنَ الْحَجَّاجِ، فَأَتَى مَرْوَ، فَسَكَنَ قَرْيَةً مِنْهَا يُقَالُ لَهَا بُرْزُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى مِنْهَا يُقَالُ لَهَا سَذَوَّرُ، فَكَانَ فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَقَدْ كَانَ طُلِبَ أَيْضًا بِخُرَاسَانَ حِينَ ظَهَرَتْ دَعْوَةُ وَلَدِ الْعَبَّاسِ -[370]-، فَتَغَيَّبَ، فَتَخَلَّصَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ مُخْتَفٍ، فَسَمِعَ مِنْهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: مَا يَسُرُّنِي بِهَا كَذَا وَكَذَا لِشَيْءٍ سَمَّاهُ وَمَاتَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ

إبراهيم بن ميمون الصائغ كان هو ومحمد بن ثابت العبدي صديقين لأبي مسلم الداعية بخراسان، يجلسان إليه ويسمعان كلامه، فلما أظهر الدعوة بخراسان وقام بهذا الأمر دس إليهما من يسألهما عن نفسه، وعن الفتك به، فقال محمد بن ثابت: لا أرى أن يفتك به؛ لأن الأيمان

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ كَانَ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ صَدِيقَيْنِ لِأَبِي مُسْلِمٍ الدَّاعِيَةِ بِخُرَاسَانَ، يَجْلِسَانِ إِلَيْهِ وَيَسْمَعَانِ كَلَامَهُ، فَلَمَّا أَظْهَرَ الدَّعْوَةَ بِخُرَاسَانَ وَقَامَ بِهَذَا الْأَمْرِ دَسَّ إِلَيْهِمَا مَنْ يَسْأَلُهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَعَنِ الْفَتْكِ بِهِ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ: لَا أَرَى أَنْ يُفْتَكَ بِهِ؛ لِأَنَّ الْأَيْمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ: أَرَى أَنْ يُفْتَكَ بِهِ وَيُقْتَلَ فَوَلَّى أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتٍ الْعَبْدِيَّ قَضَاءُ مَرْوَ، وَبَعَثَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ فَقُتِلَ وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغَ كَانَ أَتَى أَبَا مُسْلِمٍ فَوَعَظَهُ، فَقَالَ لَهُ: انْصَرِفْ إِلَى مَنْزِلِكَ، فَقَدْ عَرَفْنَا رَأْيَكَ فَرَجَعَ، ثُمَّ تَحَنَّطَ بَعْدَ ذَلِكَ وَتَكَفَّنَ، وَأَتَاهُ وَهُوَ فِي مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ فَوَعَظَهُ وَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ شَدِيدٍ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ وَطُرِحَ فِي بِئْرٍ

محمد بن ثابت العبدي وكان أصله من أهل البصرة، روى عن أبي المتوكل، وقد ولي قضاء مرو، وروى عنه عبد الله بن المبارك وغيره

§مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، رَوَى عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ مَرْوَ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ

يعقوب بن القعقاع وكان من أهل مرو، وكان قاضيا بها، وروى عن عطاء بن أبي رباح، وروى عنه الثوري، وعبد الله بن المبارك

§يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا، وَرَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

منصور بن أبي سريرة روى عنه عبد الله بن المبارك

§مَنْصُورُ بْنُ أَبِي سُرَيْرَةَ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

حسين بن واقد روى عن عبد الله بن بريدة، وكان حسن الحديث

§حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَكَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ

خارجة بن مصعب السرخسي اتقى الناس حديثه فتركوه

§خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرَخْسِيُّ اتَّقَى النَّاسَ حَدِيثَهُ فَتَرَكُوهُ

نوح بن أبي مريم ويكنى أبا عصمة

§نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَيُكْنَى أَبَا عِصْمَةَ

أبو حمزة السكري من أهل مرو، وكان قديما

§أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَكَانَ قَدِيمًا

حفص بن عبد الرحمن البلخي ويكنى أبا عمرو، وكان ينزل نيسابور

§حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَلْخِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ يَنْزِلُ نَيْسَابُورَ

عبيد الله السجزي وهو من أهل سجستان، وروى لسفيان الثوري وغيره، وكان متجره إلى نيسابور

§عُبَيْدُ اللَّهِ السِّجْزِيُّ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ سِجِسْتَانَ، وَرَوَى لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ مَتْجَرُهُ إِلَى نَيْسَابُورَ

نهشل بن سعيد بن وردان يروي عن الضحاك بن مزاحم

§نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ وَرْدَانَ يَرْوِي عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ

الفضل بن موسى السيناني وسينان قرية من قرى مرو، من ربع السقاذم، وكان الفضل ثقة، روى عنه وكيع بن الجراح وغيره

§الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ وَسِينَانُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مَرْوَ، مِنْ رُبْعِ السَّقَاذِمِ، وَكَانَ الْفَضْلُ ثِقَةً، رَوَى عَنْهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْرُهُ

عبد الله بن المبارك ويكنى أبا عبد الرحمن، ولد سنة ثماني عشرة ومائة، وطلب العلم، فروى رواية كثيرة، وصنف كتبا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه، حملها عنه قوم وكتبها الناس عنهم، وقال الشعر في الزهد والحث على الجهاد، وقدم العراق والحجاز والشام ومصر واليمن

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَطَلَبَ الْعِلْمَ، فَرَوَى رِوَايَةً كَثِيرَةً، وَصَنَّفَ كُتُبًا كَثِيرَةً فِي أَبْوَابِ الْعِلْمِ وَصُنُوفِهِ، حَمْلَهَا عَنْهُ قَوْمٌ وَكَتَبَهَا النَّاسُ عَنْهُمْ، وَقَالَ الشِّعْرَ فِي الزُّهْدِ وَالْحَثِّ عَلَى الْجِهَادِ، وَقَدِمَ الْعِرَاقَ وَالْحِجَازَ وَالشَّامَ وَمِصْرَ وَالْيَمَنَ، وَسَمِعَ عِلْمًا كَثِيرًا، وَكَانَ ثِقَةً، مَأْمُونًا، إِمَامًا، حُجَّةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَمَاتَ بِهِيتَ مُنْصَرِفًا مِنَ الْغَزْوِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً

النضر بن محمد المروزي وكان مقدما عندهم في العلم والفقه والعقل والفضل، وكان صديقا لعبد الله بن المبارك، وكان من أصحاب أبي حنيفة

§النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَهُمْ فِي الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ وَالْعَقْلِ وَالْفَضْلِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ

مكي بن إبراهيم البلخي ويكنى أبا السكن، توفي ببلخ سنة خمس عشرة ومائتين، وكان ثقة، وقدم بغداد يريد الحج، فحج ورجع، وحدث الناس في ذهابه ورجوعه، فكتبوا عنه، وكان ثبتا في الحديث

§مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ وَيُكْنَى أَبَا السَّكَنِ، تُوُفِّيَ بِبَلْخَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدِمَ بَغْدَادَ يُرِيدُ الْحَجَّ، فَحَجَّ وَرَجَعَ، وَحَدَّثَ النَّاسُ فِي ذَهَابِهِ وَرُجُوعِهِ، فَكَتَبُوا عَنْهُ، وَكَانَ ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ

النضر بن شميل المروزي وهو من أهل البصرة، من بني مازن، وكان ثقة إن شاء الله، صاحب حديث ورواية للشعر ومعرفة بالنحو وبأيام الناس، وتوفي بخراسان سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون، وذلك قبل خروج المأمون من خراسان

§النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَرْوَزِيُّ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، مِنْ بَنِي مَازِنٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، صَاحِبَ حَدِيثٍ وَرِوَايَةٍ لِلشِّعْرِ وَمَعْرِفَةٍ بِالنَّحْوِ وَبِأَيَّامِ النَّاسِ، وَتُوُفِّيَ بِخُرَاسَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَذَلِك قَبْلَ خُرُوجِ الْمَأْمُونِ مِنْ خُرَاسَانَ

مقاتل بن سليمان البلخي صاحب التفسير، روى عن الضحاك بن مزاحم، وعطاء، وأصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه

§مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيُّ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ، رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَعَطَاءٍ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَتَّقُونَ حَدِيثَهُ وَيُنْكِرُونَهُ

أبو مطيع البلخي واسمه: الحكم بن عبد الله، وكان على قضاء بلخ، وكان مرجئا، وقد لقي عبد الرحمن بن حرملة وغيره، وهو ضعيف عندهم في الحديث، وكان مكفوفا

§أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ وَاسْمُهُ: الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ بَلْخَ، وَكَانَ مُرْجِئًا، وَقَدْ لَقِيَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَرْمَلَةَ وَغَيْرَهُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَهُمْ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ مَكْفُوفًا

عمرو بن هاون البلخي روى عن ابن جريج وغيره، وقد كتب الناس عنه كتابا كبيرا، وتركوا حديثه

§عَمْرُو بْنُ هَاوَنَ الْبَلْخِيُّ رَوَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ كِتَابًا كَبِيرًا، وَتَرَكُوا حَدِيثِهِ

سلم بن سالم البلخي ويكنى أبا محمد، وكان مرجئا، ضعيفا في الحديث، ولكنه كان صارما، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وكانت له رئاسة بخراسان، فبعث إليه هارون أمير المؤمنين، فأقدمه عليه فحبسه، فلم يزل محبوسا إلى أن مات هارون، ثم أخرجه محمد بن هارون

§سَلْمُ بْنُ سَالِمً الْبَلْخِيُّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مُرْجِئًا، ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ صَارِمًا، يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَكَانَتْ لَهُ رِئَاسَةٌ بِخُرَاسَانَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَقْدَمَهُ عَلَيْهِ فَحَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا إِلَى أَنْ مَاتَ هَارُونُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ حِينَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ مِنْ سِجْنِ الرَّقَّةِ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ فَأَقَامَ بِهَا قَلِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَمَاتَ بِهَا

مقاتل بن حيان أبو معان البلخي وقد روي عنه

§مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو مُعَانٍ الْبَلْخِيُّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

خلف بن أيوب ويكنى أبا سعيد، من أهل بلخ، وقد روي عنه

§خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، مِنْ أَهْلِ بَلْخَ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

شداد بن حكيم ويكنى أبا عثمان البلخي، وقد روي عنه

§شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ الْبَلْخِيَّ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

أبو تميلة المروزي واسمه: يحيى بن واضح، وكان مولى للأنصار، لقي محمد بن إسحاق وروى عنه، وكان ثقة، يحدث عنه

§أَبُو تُمَيْلَةَ الْمَرْوَزِيُّ وَاسْمُهُ: يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَكَانَ مَوْلًى لِلْأَنْصَارِ، لَقِيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً، يُحَدَّثُ عَنْهُ

الحسن بن سوار ويكنى أبا العلاء المروروذي، وكان ثقة، قدم بغداد يريد الحج فروى عنه الناس وكتبوا عنه، ثم رجع إلى خراسان، فمات بها في آخر خلافة المأمون

§الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ وَيُكْنَى أَبَا الْعَلَاءِ الْمَرْوَرُوذِيَّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَدِمَ بَغْدَادَ يُرِيدُ الْحَجَّ فَرَوَى عَنْهُ النَّاسُ وَكَتَبُوا عَنْهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَمَاتَ بِهَا فِي آخِرِ خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

عبد الصمد بن حسان المروروذي وكان قاضيا بها وبنيسابور وهراة، وكان ثقة، وتوفي في خلافة المأمون

§عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ الْمَرْوَرُوذِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا وَبِنَيْسَابُورَ وَهُرَاةَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

علي بن الحسن بن شقيق من أصحاب عبد الله بن المبارك، وقد لقي الحسين بن واقد وروى عنه، وهو من أهل مرو، وتوفي بمرو

§عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَقَدْ لَقِيَ الْحُسَيْنَ بْنَ وَاقِدٍ وَرَوَى عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَتُوُفِّيَ بِمَرْوَ

عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي روى عن حماد بن سلمة، وحماد بن زيد وغيرهما، وكان ثقة

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ الْمَرْوَزِيُّ رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ ثِقَةً

نصر بن باب ويكنى أبا سهل، من أهل مرو، سمع من داود بن أبي هند، وعوف الأعرابي، والحجاج، وغيرهم، وقدم بغداد فسمعوا منه وروي عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه فتركوا حديثه

§نَصْرُ بْنُ بَابٍ وَيُكْنَى أَبَا سَهْلٍ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، سَمِعَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، وَالْحَجَّاجِ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَسَمِعُوا مِنْهُ وَرُوِي عَنْهُ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ فَاتَّهَمُوهُ فَتَرَكُوا حَدِيثَهُ

علي بن إسحاق الداركاني وهي قرية بمرو، وكان ينزلها الحجاج إذا خرجوا من مرو، وكان من أصحاب عبد الله بن المبارك، معروفا بصحبته، وكان ثقة، وقدم بغداد فسمعوا منه

§عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الدَّارَكَانِيُّ وَهِيَ قَرْيَةٌ بِمَرْوَ، وَكَانَ يَنْزِلُهَا الْحَجَّاجُ إِذَا خَرَجُوا مِنْ مَرْوَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، مَعْرُوفًا بِصُحْبَتِهِ، وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَسَمِعُوا مِنْهُ

الحسين بن الوليد ويكنى أبا عبد الله مولى لقريش

§الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ

سهل بن مزاحم من أهل مرو، وكان فقيها مفتيا عابدا، ويكنى أبا بشر

§سَهْلُ بْنُ مُزَاحِمٍ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَكَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا عَابِدًا، وَيُكْنَى أَبَا بِشْرٍ

وأخوه محمد بن مزاحم ويكنى أبا وهب، وكان خبيرا فاضلا، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يروي عن عبد الله بن المبارك

§وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ وَيُكَنَّى أَبَا وَهْبٍ، وَكَانَ خَبِيرًا فَاضِلًا، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ

عتاب بن زياد المروزي من أصحاب عبد الله بن المبارك، وكان ثقة

§عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَكَانَ ثِقَةً

إبراهيم بن رسيم من أهل مرو

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسَيْمٍ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ

سفيان بن عبد الملك من أهل مرو، وكان عبد الله بن المبارك يثق به ويرفع إليه كتبه

§سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يَثِقُ بِهِ وَيَرْفَعُ إِلَيْهِ كُتُبَهُ

سلمة بن سليمان من أهل مرو، وهو صاحب عبد الله بن المبارك، معروف به

§سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَهُوَ صَاحِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، مَعْرُوفٌ بِهِ

عياذ بن عثمان واسمه: عبد الله، وهو ابن ابنة عبد العزيز بن أبي رواد، وقد لقي شعبة، وعنده كتب عن عبد الله بن المبارك

§عِيَاذُ بْنُ عُثْمَانَ وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَقَدْ لَقِيَ شُعْبَةَ، وَعِنْدَهُ كُتُبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ

محمد بن الفضل من أهل مرو، متروك الحديث

§مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ

عمارة بن المغيرة من أهل سرخس

§عُمَارَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ مِنْ أَهْلِ سَرَخْسَ

وأخوه القاسم بن المغيرة من أهل سرخس

§وَأَخُوهُ الْقَاسِمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ مِنْ أَهْلِ سَرَخْسَ

أبو سعيد الصاغاني وكان ثقة، واسمه: محمد بن ميسر، وكان مكفوفا

§أَبُو سَعِيدٍ الصَّاغَانِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ، وَكَانَ مَكْفُوفًا

عصام بن يوسف من أهل بلخ

§عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَهْلِ بَلْخَ

أبو إسحاق الزيات من أهل بلخ. واسمه: إبراهيم بن سليمان، وكان مرجئا

§أَبُو إِسْحَاقَ الزَّيَّاتُ مِنْ أَهْلِ بَلْخَ. وَاسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ مُرْجِئًا

قتيبة بن سعيد ويكنى أبا رجاء البلخي، روى عن ليث بن سعد، وابن لهيعة

§قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَيُكْنَى أَبَا رَجَاءٍ الْبَلْخِيَّ، رَوَى عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ لَهِيعَةَ

أبو معاذ النحوي من أهل مرو، روى عن عبد الله بن المبارك

§أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ

يعمر بن بشر ويكنى أبا عمرو، صاحب عبد الله بن المبارك

§يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، صَاحِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ

وكان بالري من الفقهاء والمحدثين

§وَكَانَ بِالرَّيِّ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ

أبو جعفر الرازي واسمه: عيسى بن ماهان، وكان أصله من أهل مرو، من قرية يقال لها برز، وهي القرية التي نزلها الربيع بن أنس أولا، وبها سمع أبو جعفر من الربيع بن أنس، ثم تحول أبو جعفر بعد ذلك إلى الري، فمات بها، فقيل له الرازي، وكان ثقة، وكان يقدم

§أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَاسْمُهُ: عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا بُرْزُ، وَهِيَ الْقَرْيَةُ الَّتِي نَزَلَهَا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ أَوَّلًا، وَبِهَا سَمِعَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الرَّيِّ، فَمَاتَ بِهَا، فَقِيلَ لَهُ الرَّازِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ يَقْدَمُ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةَ لِلْحَجِّ فَيَسْمَعُونَ مِنْهُ

يحيى بن ضريس كان قاضيا بالري ومات بها

§يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ كَانَ قَاضِيًا بِالرَّيِّ وَمَاتَ بِهَا

سعيد بن سنان الشيباني من أنفسهم، وكان أصله من أهل الكوفة، ولكنه سكن الري بعد ذلك، وكان يحج كل سنة، وكان سيئ الخلق

§سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَلَكِنَّهُ سَكَنَ الرَّيَّ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ يَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ، وَكَانَ سَيِّئَ الْخُلُقِ

جرير بن عبد الحميد ويكنى أبا عبد الله، ولد سنة سبع ومائة بالكوفة، ونشأ بها، وطلب الحديث، وسمع فأكثر، ثم نزل الري، فمات بها، وكان ثقة، كثير العلم، ترحل إليه

§جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ، وَنَشَأَ بِهَا، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَسَمِعَ فَأَكْثَرَ، ثُمَّ نَزَلَ الرَّيَّ، فَمَاتَ بِهَا، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْعِلْمِ، تُرَحِّلَ إِلَيْهِ

حكام بن سلم الرازي وكان ثقة إن شاء الله

§حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

سلمة الأبرش بن الفضل ويكنى أبا عبد الله، وكان ثقة صدوقا، وهو صاحب محمد بن إسحاق، روى عنه المغازي والمبتدأ، وتوفي بالري وقد أتى عليه مائة وعشر سنين، وكان مؤدبا، وكان يقال إنه من أخشع الناس في صلاته

§سَلَمَةُ الْأَبْرَشُ بْنُ الْفَضْلِ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا، وَهُوَ صَاحِبُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، رَوَى عَنْهُ الْمَغَازِيَ وَالْمُبْتَدَأَ، وَتُوُفِّيَ بِالرَّيِّ وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ مِائَةٌ وَعَشْرُ سِنِينَ، وَكَانَ مُؤَدِّبًا، وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ أَخْشَعِ النَّاسِ فِي صَلَاتِهِ

إسحاق بن سليمان ويكنى أبا يحيى، مولى لعبد القيس، وكان ثقة، له فضل في نفسه وورع، وانتقل إلى الكوفة فأقام بها سنين، ثم رجع إلى الري فمات بها سنة تسع وتسعين ومائة

§إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ وَوَرَعٌ، وَانْتَقَلَ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَقَامَ بِهَا سِنِينَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرَّيِّ فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

إسحاق بن إسماعيل الرازي ويلقب حيويه، توفي بالري، وكان قد حدث وروي عنه

§إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ وَيُلَقَّبُ حَيَّوَيْهِ، تُوُفِّيَ بِالرَّيِّ، وَكَانَ قَدْ حَدَّثَ وَرُوِي عَنْهُ

وكان بهمدان من الفقهاء

§وَكَانَ بِهَمْدَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ

أصرم بن حوشب الهمداني وكان قدم بغداد، فكتب عنه أهل بغداد، ثم رجع إلى همدان فمات بها

§أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَكَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ بَغْدَادَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَمْدَانَ فَمَاتَ بِهَا

وكان بقم من المحدثين

§وَكَانَ بِقُمٍّ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ

أشعث بن إسحاق

§أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ

ويعقوب بن عبد الله الأشعري

§وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ

وكان بالأنبار من المحدثين

§وَكَانَ بِالْأَنْبَارِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ

محمد بن عبد الله الحذاء ويكنى أبا جعفر، وكانت عنده أحاديث، وكان ثقة

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَذَّاءُ وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ، وَكَانَ ثِقَةً

سويد بن سعيد ويكنى أبا محمد الأنباري، وكان ينزل الحديثة حديثة النورة على فراسخ من الأنبار

§سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَنْبَارِيَّ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْحَدِيثَةَ حَدِيثَةَ النَّوْرَةِ عَلَى فَرَاسِخَ مِنَ الْأَنْبَارِ

إسحاق بن البهلول ويكنى أبا يعقوب

§إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ وَيُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ

تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، واسمه: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة، أسلم أبو عبيدة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى أرض

§أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ غَنْمِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةَ، أَسْلَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَدِمَ فَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ بِسَاحِلِ الْبَحْرِ، وَهِيَ غَزْوَةُ الْخَبَطِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ §أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ الشَّامَ، فَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ وَهُوَ أَمِيرُ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أَنَّهُ وَصَفَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: «§كَانَ رَجُلًا نَحِيفًا، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ، طُوَالًا، أَجْنَأَ، أَثْرَمَ الثَّنِيَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ: «§أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً» وَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقَبْرُهُ بِعَمَوَاسَ، وَهُوَ مِنَ الرَّمْلَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِمَّا يَلِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويكنى أبا عبد الله، وكان من مولدي السراة، واسم أمه: حمامة، وكانت أمة لبعض بني جمح

§بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ، وَاسْمُ أُمِّهِ: حَمَامَةُ، وَكَانَتْ أَمَةً لِبَعْضِ بَنِي جُمَحٍ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «§اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا بِخَمْسِ أَوَاقٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: «§أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلَالًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلَالٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ -[386]-، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§كَانَ بِلَالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعِيدِ وَالِاسْتِسْقَاءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ بِلَالٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الشَّامِ لِيُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلَالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجْلِي» ، فَأَقَامَ بِلَالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ بِلَالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَدُفِنَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلَالٍ سَبْعُ سِنِينَ، وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلَادِ بِلَالٍ حِينَ يَقُولُ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلَالًا: «§رَجُلًا آدَمَ، شَدِيدَ الْأَدْمَةِ، نَحِيفًا، طُوَالًا، أَجْنَأَ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ لَا يُغَيِّرُهُ»

عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، من القواقلة، ويكنى أبا الوليد، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج، شهد عبادة العقبة مع السبعين من

§عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، مِنَ الْقَوَاقِلَةِ، وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ عُبَادَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حِينَ غَزَاهَا الْمُسْلِمُونَ، فَلَمْ يَزَلْ بِالشَّامِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَجُلًا طُوَالًا، جَسِيمًا جَمِيلًا» وَمَاتَ بِالرَّمْلَةِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَلَهُ عَقِبٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج قال: ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن، وأمه هند بنت سهل من جهينة، وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس من أهل بدر، وشهد معاذ

§مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ أَخِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ شَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَالَ: وَيُكْنَى مُعَاذٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَشَهِدَ مُعَاذٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[388]-، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ عَامِلًا وَمُعَلِّمًا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْيَمَنِ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَلَيْهَا عَلَى الْجُنْدِ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَافَى عُمَرَ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ

: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، جَمِيعًا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ، فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " §ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ، اللَّهُمَّ أَدِّ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الْأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، فَطُعِنَ ابْنَاهُ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالَا: يَا أَبَانَا، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَقَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ثُمَّ طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ، فَهَلَكَتَا، وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا بِفِيهِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا، فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ حَتَّى هَلَكَ "

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَهْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: " إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ، فَهُوَ يُغْمَى مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: «§اخْنُقْ خَنِقَكَ، فَوَعَدْتُكَ أَنِّي لَأُحِبُّكَ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ -[389]-: " §دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: «§كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلًا طَوِيلًا، أَبْيَضَ، حَسَنَ الثَّغْرِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ، جَعْدًا، قَطَطًا، شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَخَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ فِي نَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§رُفِعَ عِيسَى صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§قَبْرُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنْ عَمَلِ دِمَشْقَ»

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، من الأنصار، ويكنى أبا ثابت، وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهو ابن خالة مسعود بن زيد الأشهلي، من أهل بدر، وكان سعد بن

§سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، مِنَ الْأَنْصَارِ، وَيُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيِّ، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ

، وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ مَنْ أَحْسَنَ ذَلِكَ سُمِّيَ الْكَامِلَ، وَشَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَكَانَ سَيِّدَا جَوَّادًا، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَكَانَ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ، وَيَأْتِي دُورَ الْأَنْصَارِ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ، فَنُهِشَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْهَا لَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا حَرِيصًا» وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَمَعَهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَتَشَاوَرُوا فِي الْبَيْعَةِ لَهُ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَاهُمْ وَمَعَهُمَا نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، فَجَرَى بَيْنَهُمْ كَلَامٌ وَمُحَاوَرَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: ابْسُطْ يَدَكَ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، وَلَمْ يُبَايِعْهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَتَرَكَهُ فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، وَوَلِيَ عُمَرُ، فَلَمْ يُبَايِعْ لَهُ أَيْضًا، فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِيهِ يَا سَعْدُ، إِيهِ يَا سَعْدُ فَقَالَ سَعْدٌ: إِيهِ يَا عُمَرُ فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ فَقَالَ سَعْدٌ: نَعَمْ، أَنَا ذَلِكَ، وَقَدْ أَفْضَى اللَّهُ إِلَيْكَ هَذَا الْأَمْرَ، وَكَانَ وَالِيهِ صَاحِبُكَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ، وَقَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ كَارِهًا لِجِوَارِكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ مَنْ كَرِهَ جَارًا جَاوَرَهُ تَحَوَّلَ عَنْهُ فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا إِنِّي غَيْرُ مُسْتَسِرٍّ بِذَلِكَ، وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوَارِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ جِوَارِكَ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِحُورَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَمَا عُلِمَ بِمَوْتِهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ فِي بِئْرِ مُنَبِّهٍ أَوْ بِئْرِ سَكَنٍ وَهُمْ يَمْتَحُونَ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ قَائِلًا يَقُولُ: [البحر السريع] -[391]- قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَةْ رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ فَذُعِرَ الْغِلْمَانُ، فَحُفِظَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فَوَجَدُوهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَعْدٌ، وَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُولُ فِي نَفَقٍ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ، وَجَدُوهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ: " أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بَالَ قَائِمًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " إِنِّي §لَأَجِدُ دَبِيبًا فَمَاتَ، فَسَمِعُوا الْجِنَّ تَقُولُ: [البحر السريع] قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ

أبو الدرداء واسمه عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب وكان أبو الدرداء آخر أهل داره إسلاما، فجاء عبد الله

§أَبُو الدَّرْدَاءِ وَاسْمُهُ عُوَيْمِرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَائِشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ مَحَبَّةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ آخِرَ أَهْلِ دَارِهِ إِسْلَامًا، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَكَانَ أَخًا لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، فَأَخَذَ قَدُومًا، فَجَعَلَ يَضْرِبُ صَنَمَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] تَبَرَّأْ مِنْ أَسْمَاءِ الشَّيَاطِينِ كُلِّهَا ... أَلَا كُلُّ مَا يُدْعَى مَعَ اللَّهِ بَاطِلُ ، وَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ بِمَا صَنَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ لَدَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَأَسْلَمَ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَثِيمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «§كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم -[392]-، فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ زَاوَلْتُ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ فَلَمْ تَجْتَمِعَا، فَأَخَذْتُ الْعِبَادَةَ وَتَرَكَتُ التِّجَارَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ شَهِدَ أُحُدًا، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ وَالنَّاسُ مُنْهَزِمُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ: «نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غَيْرَ أُفَّةٍ» ، يَعْنِي غَيْرَ ثَقِيلٍ وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَهْلِ النِّيَّةِ مِنْهُمْ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ كَثِيرَةً، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَشِبْهُهُ، فَشَكْلُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " اسْتُعْمِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَلَى الْقَضَاءِ، فَأَصْبَحَ يُهَنِّئُونَهُ، فَقَالَ: «§أَتُهَنِّئُونِي بِالْقَضَاءِ، وَقَدْ جُعِلْتُ عَلَى رَأْسِ مَهْوَاةٍ مَزَلَّتُهَا أَبْعَدُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ؟ وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْقَضَاءِ لَأَخَذُوهُ بِالدُّوَلِ؛ رَغْبَةً عَنْهُ، وَكَرَاهِيَةً لَهُ، وَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْأَذَانِ لَأَخَذُوهُ بِالدُّوَلِ؛ رَغْبَةً فِيهِ، وَحِرْصًا عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «§تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ»

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: «§أُحِبُّ الْفَقْرَ تَوَاضُعًا لِرَبِّي، وَأُحِبُّ الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى رَبِّي، وَأُحِبُّ الْمَرَضَ -[393]- تَكْفِيرًا لِخَطِيئَتِي»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: «الْمَوْتُ» قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَمُتْ؟ قَالَ: «§يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: «§أَشْتَكِي ذُنُوبِي» ، قَالُوا: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: «أَشْتَهِي الْجَنَّةَ» قَالُوا: أَفَلَا تَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: «هُوَ الَّذِي أَضْجَعَنِي»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا الدَّرْدَاءِ الْمَوْتُ جَاءَهُ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟ قَالَ: «§أَجِدُنِي ثَقِيلًا» قَالَ: مَا أَرَاهُ إِلَّا الْمَوْتَ قَالَ: «أَجَلْ» ، قَالَ: «جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالشَّامِ»

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: «§تُوُفِّيَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ»

شرحبيل ابن حسنة وهي أمه، وهي عدوية، وهو ابن عبد الله بن المطاع بن عمرو، من كندة، حليف لبني زهرة، ويكنى أبا عبد الله، وأسلم قديما بمكة، وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، وكان من علية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزا معه غزوات، وهو

§شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَهِيَ عَدَوِيَّةٌ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ كِنْدَةَ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، وَهُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ غَزَوَاتٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ عَهِدَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ، وَمَاتَ شُرَحْبِيلُ -[394]- ابْنُ حَسَنَةَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ، سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمير بن مخزوم ويكنى أبا سليمان، وأمه عصماء: وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي أخت أم الفضل بن الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب، وكان خالد

§خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ مَخْزُومٍ وَيُكْنَى أَبَا سُلَيْمَانَ، وَأُمُّهُ عَصْمَاءُ: وَهِيَ لُبَابَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَرْبِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ الْفَضْلِ بْنِ الْحَارِثِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ خَالِدٌ مِنْ فُرْسَانِ قُرَيْشٍ وَأَشِدَّائِهِمْ، وَشَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، ثُمَّ قَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ حُبَّ الْإِسْلَامِ؛ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْقَضِيَّةِ مَكَّةَ، فَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، فَسَأَلَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَاهُ، فَقَالَ: «أَيْنَ خَالِدٌ» ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَأْتِي اللَّهُ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا مِثْلُ خَالِدٍ مَنْ جَهِلَ الْإِسْلَامِ، وَلَوْ كَانَ جَعَلَ نِكَايَتَهُ وَجَدَّهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَقَدَّمْنَاهُ عَلَى غَيْرِهِ» فَبَلَغَ ذَلِكَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَزَادَهُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، وَنَشَّطَهُ لِلْخُرُوجِ، فَأَجْمَعَ الْخُرُوجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ خَالِدٌ: فَطَلَبْتُ مَنْ أُصَاحِبُ، فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ، فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَسْرَعَ الْإِجَابَةَ قَالَ: فَخَرَجْنَا جَمِيعًا، فَلَمَّا كُنَّا بِالْهَدَّةِ إِذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ قُلْنَا: وَبِكَ قَالَ: أَيْنَ مَسِيرُكُمْ؟ فَأَخْبَرَنَاهُ، وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا أَنَّهُ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَاصْطَحَبْنَا جَمِيعًا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، فَلَمَّا طَلَعْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالنُّبُوَّةِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، فَأَسْلَمْتُ، وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ أَرَى لَكَ

عَقْلًا، رَجَوْتُ أَنْ لَا يُسْلِمَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ» وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي كُلَّ مَا أَوْضَعْتُ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ ذَلِكَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيد كُلَّ مَا أَوْضَعَ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِكِ» قَالَ خَالِدٌ: وَتَقَدَّمَ خَالِدٌ، وَتَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَسْلَمَا، وَبَايَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أَسْلَمْتُ يَعْدِلُ بِي أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِيمَا يُجْزِئُهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا ذَكَرَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ، وَنَعَاهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، فَقَالَ: «ثُمَّ §أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ» قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِصْبَعَيْهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ، فَانْتَصِرْ بِهِ» قَالَ: «فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا §خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ» ، قَالَ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِمَا: «لَا تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: «لَقَدِ §انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ اللِّيطِ، فَدَخَلَ، فَوَجَدَ جَمْعًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَحَابِيشِهَا -[396]-، فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَمَنَعُوهُ الدُّخُولَ، وَشَهَرُوا السِّلَاحَ، وَرَمَوْهُ بِالنَّبْلِ، فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلًا، وَلَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى، فَهَدَمَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُقِيمٌ بِمَكَّةَ، فَبَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ - وَهُمْ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، وَكَانُوا أَسْفَلَ مَكَّةَ، عَلَى لَيْلَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْغُمَيْصَاءُ - فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُهُمْ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجَ، فَأَوْقَعَ بِأَهْلِ الرِّدَّةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ فِي بَنِي سُلَيْمٍ رِدَّةٌ، فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَجَمَعَ مِنْهُمْ رِجَالًا فِي حَضَائِرَ، ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: انْزِعْ رَجُلًا عَذَّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لَا وَاللَّهِ، §لَا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَشِيمُهُ» ثُمَّ أَمَرَهُ، فَمَضَى لِوَجْهِهِ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَا: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَسِيرُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَخَرَج خَالِدٌ مِنَ الْيَمَامَةِ، فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْحِيرَةَ، فَنَزَلَ بِخِفَّانَ وَالْمَرْزُبَانُ بِالْحِيرَةِ - مَلِكٌ كَانَ لِكِسَرْى مَلَّكَهُ حِينَ مَاتَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ - فَتَلَقَّاهُ بَنُو قَبِيصَةَ، وَبَنُو ثَعْلَبَةَ، وَعَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ بُقَيْلَةَ، فَصَالَحُوهُ عَنِ الْحِيرَةِ، وَأَعْطَوُا الْجِزْيَةَ مِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَتَنَحَّى إِلَى السَّوَادِ، فَفَعَل، وَصَالَحَهُمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَكَانَتْ أَوَّلَ جِزْيَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَبَوْا، فَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا، فَظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِمْ، وَقَتَلَ وَسَبَى، وَبَعَثَ بِالسَّبْيِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ -[397]- الصِّدِّيقِ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ نَزَلَ بِأَهْلِ أُلَّيْسَ - قَرْيَةٌ أَسْفَلَ الْفُرَاتِ - فَصَالَحَهُمْ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ صُلْحَهُ هَانِئُ بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ سَارَ، فَنَزَلَ بِبَانِقْيَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، فَقَاتَلُوهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ، ثُمَّ طَلَبُوا الصُّلْحَ، فَصَالَحَهُمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا، وَصَالَحَ صَلُوبَا بْنَ بَصِيهَرَا، وَمَنْزِلُهُ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ عَلَى جِزْيَةٍ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: «إِنِّي قَدِ §اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى جُنْدِكَ، وَعَهِدْتُ إِلَيْكَ عَهْدًا تَقْرَأُهُ، وَتَعْمَلُ بِمَا فِيهِ، فَسِرْ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يُوَافِيَكَ كِتَابِي» فَقَالَ خَالِدٌ: «هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَسَدَنِي أَنْ يَكُونَ فَتْحُ الْعِرَاقِ عَلَى يَدَيَّ» فَاسْتَخْلَفَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ مَكَانَهُ، وَسَارَ بِالْأَدِلَّاءِ حَتَّى نَزَل دُومَةَ الْجَنْدَلِ، فَوَافَاهُ بِهَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَعَهْدِهِ مَعَ شَرِيكِ بْنِ عَبْدَةَ الْعَجْلَانِيِّ، فَكَانَ خَالِدٌ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَفَتَحَ بِهَا فُتُوحًا كَثِيرَةً، وَهُوَ وَلِيَ صُلْحَ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَأَنْفَذُوا ذَلِكَ لَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، وَوَلِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَزَلَ خَالِدًا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي جُنْدِهِ يَغْزُو، وَكَانَ لَهُ بَلَاءٌ وَغَنَاءٌ وَإِقْدَامٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَدُفِنَ فِي قَرْيَةٍ عَلَى مِيلٍ مِنْ حِمْصَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَأَلْتُ عَنْ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، فَقَالُوا: «قَدْ دَثَرَتْ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ عُمَرُ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ، لَقَدْ كُنَّا نَظُنُّ بِهِ أُمُورًا مَا كَانَتْ»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يَدَعْ إِلَّا فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ وَغُلَامَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ -[398]- عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ، كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا ظَنَنَّا بِهِ»

عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، أسلم قديما قبل الحديبية، وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رجلا صالحا سمحا، وكان مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام، فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولي عياض

§عِيَاضُ بْنُ غَنْمِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةُ بْنِ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، أَسْلَمَ قَدِيمًا قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا سَمْحًا، وَكَانَ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ بِالشَّامِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ أَبَا عُبَيْدَةَ الْوَفَاةُ وَلِيَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ الَّذِي كَانَ يَلِيهِ، فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَنِ اسْتَخْلَفَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى عَمَلِهِ، قَالُوا: عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ، فَأَقَرَّهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: «إِنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ مَا كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَلِيهِ، فَاعْمَلْ بِالَّذِي يُحِقُّ اللَّهُ عَلَيْكَ»

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَشْيَاخٍ: «إِنَّ §عُمَرَ رَزَقَ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ حِينَ وَلَّاهُ جُنْدَ حِمْصَ كُلَّ يَوْمٍ دِينَارًا وَشَاةً وَمُدًّا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، " فَلَمْ يَزَلْ عِيَاضٌ وَالِيًا لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى حِمْصَ حَتَّى مَاتَ بِالشَّامِ سَنَةَ عِشْرِينَ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ وَمَا لَهُ مَالٌ، وَلَا عَلَيْهِ دَيْنٌ لِأَحَدٍ

سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص، أسلم قبل خيبر، وهاجر إلى المدينة، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، وما بعد ذلك من المشاهد، ولا نعلم له بالمدينة دارا، وولاه عمر بن الخطاب عمل عياض بن غنم حين مات عياض،

§سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ، أَسْلَم قَبْلَ خَيْبَرَ، وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ، وَلَا نَعْلَمُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارًا، وَولَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَمَلَ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ حِينَ مَاتَ عِيَاضٌ، وَكَانَ عَلَى حِمْصَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّامِ، وَكَانَتْ -[399]- تُصِيبُهُ غَشْيَةٌ وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ خُبَيْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ حِينَ قُتِلَ، وَسَمِعْتُ دَعْوَتَهُ، فَوَاللَّهِ مَا خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِي وَأَنَا فِي مَجْلِسٍ إِلَّا غُشِيَ عَلَيَّ» قَالَ: فَزَادَهُ عِنْدَ عُمَرَ خَيْرًا

قَالَ محمد بن سعد: وأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ - وَكَانَ قُرَشِيًّا، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى حِمْصَ أَوَّلَ مَا فُتِحَتْ - فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: لَقَدْ أَجَدْتَ الْوَثْبَةَ يَا قَرْحَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: «§مَنْ هَذَا الَّذِي سَمَّانِي بِغَيْرِ الِاسْمِ الَّذِي سَمَّانِي وَالِدِي؟ إِنْ كَانَ لَغَنِيًّا أَنْ تَلْعَنَهُ الْمَلَائِكَةُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ

الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا محمد، وكان أسن ولد العباس، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحنينا، وثبت يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى الناس، وشهد معه حجة الوداع، وأردفه رسول الله صلى الله

§الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ أَسَنَّ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحُنَيْنًا، وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، وَأَرْدَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِيمَنْ غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَوَلِيَ دَفْنَهُ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أبو مالك الأشعري أسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا معه، وروى عنه

§أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ أَسْلَمَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ، وَرَوَى عَنْهُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §عَقَدَ لِأَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ هَوَازِنَ حَيْثُ انْهَزَمَتْ»

عوف بن مالك الأشجعي أسلم قبل حنين، وشهد حنينا، وكانت راية أشجع معه يوم فتح مكة، وتحول إلى الشام في خلافة أبي بكر، فنزل حمص، وبقي إلى أول خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة ثلاث وسبعين، وكان يكنى أبا عمرو

§عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ أَسْلَمَ قَبْلَ حُنَيْنٍ، وَشَهِدَ حُنَيْنًا، وَكَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ مَعَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَتَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَنَزَلَ حِمْصَ، وَبَقِيَ إِلَى أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو

ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا عبد الله، وهو من أهل السراة، قال: يذكرون أنه من حمير، أصابه سبا، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقه، فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحول

§ثَوْبَانُ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ، قَالَ: يَذْكُرُونَ أَنَّهُ مِنْ حِمْيَرَ، أَصَابَهُ سِبَا، فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَعْتَقَهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَتَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ حِمْصَ، وَلَهُ بِهَا دَارُ صَدَقَةٍ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ

سهل بن الحنظلية وهو سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة، وأمه من بني تميم، ثم من بني حنظلة، فنسب إلى أمه، فقيل ابن الحنظلية، شهد أحدا والخندق والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تحول إلى الشام، فنزل دمشق حتى مات بها

§سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ وَهُوَ سَهْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ، فَنُسِبَ إِلَى أُمِّهِ، فَقِيلَ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، شَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ دِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ بِهَا

شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار، وهو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر، وتحول إلى فلسطين، فنزلها، ومات بها سنة ثمان وخمسين، في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكان يوم مات ابن خمس وتسعين سنة،

§شَدَّادُ بْنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، وَتَحَوَّلَ إِلَى فِلَسْطِينَ، فَنَزَلَهَا، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ فِي بَيْتٌ الْمَقْدِسٌ، وَكَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَاجْتِهَادٌ فِي الْعَمَلِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ

فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهبية بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف، من الأنصار، شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج إلى الشام، فنزل دمشق، وبنى بها دارا، وكان قاضيا بها في زمن معاوية بن أبي

§فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَافِذِ بْنِ قَيْسِ بْنِ صُهْبِيَّةَ بْنِ الْأَصْرَمِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، شَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ دِمَشْقَ، وَبَنَى بِهَا دَارًا، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَهُ عَقِبٌ

أبو أبي ابن امرأة عبادة بن الصامت واسمه عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، من الأنصار، من الخزرج، شهد أبوه وأخوه قيس بن عمرو بدرا، ولم يشهدها أبو أبي، وأمه أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك، وتحول أبو أبي إلى

§أَبُو أُبَيٍّ ابْنُ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنَ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ أَبُوهُ وَأَخُوهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو بَدْرًا، وَلَمْ يَشْهَدْهَا أَبُو أُبَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ خَالَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَتَحَوَّلَ أَبُو أُبَيٍّ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَلَهُ عَقِبٌ هُنَاكَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنَّهُ §سَتَجِيءُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ، يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ حَتَّى لَا يُصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ نُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

عبد الرحمن بن شبل بن عمرو بن زيد بن نجدة من بني عمرو بن عوف، من الأنصار، نزل الشام، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب، وافتراش السبع

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ نَجْدَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، نَزَلَ الشَّامَ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبُعِ

عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية من بني عمرو بن عوف، وأبوه ممن شهد بدرا، وهو سعد القارئ، وصحب عمير بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وولاه عمر بن الخطاب حمص بعد سعيد بن عامر بن حذيم

§عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُوهُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ سَعْدٌ الْقَارِئُ، وَصَحِبَ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَولَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِمْصَ بَعْدَ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ

عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، يكنى أبا نجيح

§عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، يُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَضَمْرَةَ، وَأَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ مَعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " §مَعِي رَجُلَانِ: أَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ " قَالَ: فَأَسْلَمْتُ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبْعَ الْإِسْلَامِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْكُثُ مَعَكَ، أَوْ أَلْحَقُ بِقَوْمِي؟ قَالَ: «الْحَقْ بِقَوْمِكَ، فَيُوشِكُ أَنْ تَفِيءَ بِمَنْ تَرَى، وَتُحْيِيَ الْإِسْلَامَ» قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ، أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكَ عَمَّا تَعْلَمُ وَأَجْهَلُ، وَيَنْفَعُنِي وَلَا يَضُرُّكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِمَكَّةَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِصَفْنَةَ وَحَاذَةَ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ وَالْحُدَيْبِيَةُ وَحُنَيْنِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ، فَصَحِبَهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَرَوَى عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا

الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أسلم يوم فتح مكة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل، ولم يزل مقيما بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم،

§الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَسْتَنْفِرُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى غَزَاةِ الرُّومِ قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو جَمِيعًا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فِي مَنَازِلِهِمْ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَرَحَّبَ بِهِمْ، وَسُرَّ بِمَكَانِهِمْ، ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ غُزَاةً إِلَى الشَّامِ، فَشَهِدُوا، وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فِحْلًا وَأَجْنَادِينَ، وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

عكرمة بن أبي جهل واسم أبي جهل: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، أسلم يوم فتح مكة، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج على صدقات هوازن، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكرمة بتبالة واليا على هوازن، وخرج عكرمة إلى

§عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَاسْمُ أَبِي جَهْلٍ: عَمْرُو بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ حَجٍّ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعِكْرِمَةُ بِتَبَالَةَ وَالِيًا عَلَى هَوَازِنَ، وَخَرَجَ عِكْرِمَةُ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، ويكنى أبا يزيد، وخرج إلى حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على شركه حتى أسلم بالجعرانة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ

§سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ، وَخَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى أَسْلَمَ بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[405]- مِنْ حُنَيْنٍ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَا، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: اصْطَحَبْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى الشَّامِ لَيَالِيَ أَغْزَانَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَسَمِعْتُ سُهَيْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ عُمْرَهُ فِي أَهْلِهِ» قَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: «فَأَنَا أُرَابِطُ حَتَّى أَمُوتَ، وَلَا أَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ أَبَدًا» ، فَلَمْ يَزَلْ بِالشَّامِ حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أبو جندل بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، أسلم قديما بمكة، فحبسه أبوه وأوثقه في الحديد، ومنعه الهجرة، ثم أفلت بعد الحديبية، فخرج إلى أبي بصير بالعيص، فلم يزل معه حتى مات أبو بصير، فقدم أبو جندل ومن كان معه

§أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَسْلَم قَدِيمًا بِمَكَّةَ، فَحَبَسَهُ أَبُوهُ وَأَوْثَقَهُ فِي الْحَدِيدِ، وَمَنْعَهُ الْهِجْرَةَ، ثُمَّ أَفْلَتَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَخَرَج إِلَى أَبِي بَصِيرٍ بِالْعِيصِ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو بَصِيرٍ، فَقَدِمَ أَبُو جَنْدَلٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يَغْزُو مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَج إِلَى الشَّامِ فِي أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يَزَلْ يَغْزُو، وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى مَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَمْ يَدَعْ أَبُو جَنْدَلٍ عَقِبًا

يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه زينب بنت نوفل بن حلف بن قوالة، من بني كنانة، أسلم يزيد يوم فتح مكة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل،

§يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ حَلْفِ بْنِ قَوَّالَةَ، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، أَسْلَمَ يَزِيدُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ

اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، وَلَمْ يَزَلْ يُذْكَرُ بِخَيْرٍ، وَعَقَدَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ إِلَى الشَّامِ، وَقَالَ: «إِنِ اجْتَمَعْتُمْ فِي كَيْدٍ فَيَزِيدُ عَلَى النَّاسِ، وَإِنْ تَفَرَّقْتُمْ فَمَنْ كَانَتِ الْوَقْعَةُ مِمَّا يَلِي عَسْكَرَهُ فَهُوَ عَلَى أَصْحَابِهِ» ، وَشَيَّعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَاجِلًا، وَقَالَ: «إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَايَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُوصِيهِ، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ وَالِيهِ، فَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دِمَشْقَ، فَلَمْ يَزَلْ وَالِيًا بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ويكنى معاوية: أبا عبد الرحمن، وله عقب، وكان يذكر أنه أسلم عام الحديبية، وكان يكتم إسلامه من أبي سفيان قال: " فدخل رسول الله

§مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُكْنَى مُعَاوِيَةُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ أَسْلَمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: «فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، فَأَظْهَرْتُ إِسْلَامِي، وَلَقِيتُهُ، فَرَحَّبَ بِي» ، وَكَتَبَ لَهُ، وَشَهِدَ مُعَاوِيَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَزَنَهَا لَهُ بِلَالٌ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، وَولَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دِمَشْقَ عَمَلَ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ، فَلَمْ يَزَلْ وَالِيًا لِعُمَرَ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ وَلَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ذَلِكَ الْعَمَلَ، وَجَمَعَ لَهُ الشَّامَ كُلَّهَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَلَى الشَّامِ عِشْرِينَ سَنَةً أَمِيرًا، ثُمَّ بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ، وَاجْتُمِعَ عَلَيْهِ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمْ يَزَلْ خَلِيفَةً عِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى

مَاتَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أسلم يوم فتح مكة، وخرج إلى الشام، فنزلها إلى أن مات بها، وكان ينزل دمشق

§أَبُو هَاشِمِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا، وَكَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ

عبد الله بن السعدي واسم السعدي: عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، أسلم يوم فتح مكة، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وقدم إلى الشام، فنزل دمشق، فمات هناك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّعْدِيِّ وَاسْمُ السَّعْدِيِّ: عَمْرُو بْنُ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَقَدِمَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ دِمَشْقَ، فَمَاتَ هُنَاكَ

ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، وكان شاعرا، أسلم يوم فتح مكة، وكان فارسا، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه، وخرج إلى الشام مجاهدا، فمات هناك

§ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَكَانَ شَاعِرًا، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ فَارِسًا، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، فَمَاتَ هُنَاكَ

واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن عنزة بن سعد بن ليث بن بكر، من بني كنانة، ويكنى أبا قرصافة، كان ينزل ناحية المدينة، ثم وقع الإسلام في قلبه، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى تبوك، فأسلم، وخرج مع رسول الله صلى

§وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ عَنَزَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، وَيُكْنَى أَبَا قِرْصَافَةَ، كَانَ يَنْزِلُ نَاحِيَةَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ وَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِهِ، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ -[408]-، فَأَسْلَمَ، وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، قَالَ: «كُنْتُ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، أَنَا أَصْغَرُهُمْ» ، وَسَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الشَّامِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: «§مَاتَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً»

قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خَالِدٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَخَمْسِ سِنِينَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَمَاتَ بِهَا، وَكَانَ يَشْهَدُ الْمَغَازِيَ، فَيَمُرُّ بِدِمَشْقَ وَحِمْصَ»

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الْأَزْهَرِ عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، فَقُلْنَا لَهُ: «يَا أَبَا الْأَسْقَعِ، §حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُصْعَبِ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ قَالَ: «§رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَتَغَدَّى أَوْ يَتَعَشَّى بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ»

تميم الداري وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن دارع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن كعب، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أخوه نعيم بن أوس، فأسلما، وأقطعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حبرى وبيت عينون بالشام،

§تَمِيمٌ الدَّارِيُّ وَهُوَ تَمِيمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سُودِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ دَارِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ بْنِ هَانِئِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نُمَارَةَ بْنِ لَخْمِ بْنِ كَعْبٍ، وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ أَخُوهُ نُعَيْمُ بْنُ أَوْسٍ، فَأَسْلَمَا، وَأَقْطَعَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِبْرَى وَبَيْتَ عَيْنَونَ بِالشَّامِ، وَلَيْسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَطِيعَةٌ بِالشَّامِ غَيْرُهَا، وَصَحِبَ تَمِيمٌ -[409]- رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يُكْنَى أَبَا رُقَيَّةَ

بسر بن أبي أرطأة واسمه: عمير بن عويمر بن عمران بن الجليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي، قال محمد بن عمر: " قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسر بن أبي أرطأة صغير، ولم يرو عنه أحد من المدنيين أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، تحول، فنزل

§بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَأَةَ وَاسْمُهُ: عُمَيْرُ بْنُ عُوَيْمِرِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْجَلِيسِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: " قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَأَةَ صَغِيرٌ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَدَنِيِّينَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، تَحَوَّلَ، فَنَزَلَ الشَّامَ، وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الشَّامِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

حبيب بن مسلمة الفهري ابن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر

§حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ ابْنِ مَالِكٍ الْأَكْبَرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَبُوهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§ارْجِعْ مَعَهُ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَهْلِكَ» قَالَ: «فَهَلَكَ فِي تِلْكِ السَّنَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي عِنْدَ أَصْحَابِنَا فِي رِوَايَتِنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -[410]- صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ وَلِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَنَّهُ لَمْ يَغْزُ مَعَهُ شَيْئًا، وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِنَا أَنَّهُ قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَحَفِظَ عَنْهُ أَحَادِيثِ وَرَوَاهَا، وَتَحَوَّلَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَنَزَلَ الشَّامَ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي حُرُوبِهِ فِي صِفِّينَ وَغَيْرِهَا، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُغْزِيهِ الرُّومَ، فَيَكُونُ لَهُ فِيهِمْ نِكَايَةٌ وَأَثَرٌ، ثُمَّ وَجَّهَهُ إِلَى أَرْمِينِيَةَ وَالِيًا عَلَيْهَا، فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَلَمْ يَبْلُغْ خَمْسِينَ سَنَةً

الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، قال محمد بن عمر: في روايتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والضحاك بن قيس غلام لم يبلغ، وفي رواية غيره أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه

§الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ الْأَكْبَرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فِي رِوَايَتِنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ غُلَامٌ لَمْ يَبْلُغْ، وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَا بَعْدُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ §بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ الدُّخَانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ وَدِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ، وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ مَاتَ، وَأَنْتُمْ إِخْوَانُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا، فَلَا تَسْبِقُونَا حَتَّى نَخْتَارَ لِأَنْفُسِنَا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بِالشَّامِ دَعَا الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِوِلَايَتِهِ عَلَى الشَّأْمِ، وَبُويِعَ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَسَارَ إِلَيْهِ، فَالْتَقَوْا بِمَرْجِ رَاهِطَ -[411]-، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بِمَرْجِ رَاهِطَ لِلنِّصْفِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ

قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، شهد بدرا مع المشركين، وكان له فيها ذكر، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد، وكان على مجنبة أبي عبيدة بن الجراح يوم

§قُبَاثُ بْنُ أَشْيَمَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُلَوِّحِ بْنِ يَعْمَرَ وَهُوَ الشُّدَّاخُ بْنُ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ لَهُ فِيهَا ذِكْرٌ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْضَ الْمَشَاهِدِ، وَكَانَ عَلَى مُجَنِّبَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَنَزَلَ الشَّامَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَرُوِي عَنْهُ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الرَّحَبِيُّ يَعْنِي ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ , عَنِ ابْنِ سَيْفٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ قُبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§صَلَاةُ رَجُلَيْنِ يَؤُمُّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ مِائَةٍ تَتْرَى» ، قَالَ ابْنُ شُعَيْبٍ: فَقُلْتُ لِأَبِي خَالِدٍ: مَا تَتْرَى؟ قَالَ: مُتَفَرِّقِينَ

أبو أمامة الباهلي واسمه: الصدي بن عجلان، وروى عن سليمان

§أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ وَاسْمُهُ: الصُّدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ، وَرَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ، - يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «§شَهِدْتُ صِفِّينَ، فَكَانُوا لَا يُجْهِزُونَ عَلَى جَرِيحٍ، وَلَا يَطْلُبُونَ مُوَلِّيًا، وَلَا يَسْلُبُونَ قَتِيلًا»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ «أَنَّهُ كَانَ §يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ كَالرَّجُلِ الَّذِي عَلَيْهِ يُؤَدِّي مَا سَمِعَ»

قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ، فَقَالَ: «§لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، أَوْ مَا أَدْرِي بِهِ بَأْسًا»

قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ قَالَ لَهُمْ: «§إِنَّ هَذِهِ الْمَجَالِسَ مِنْ بَلَاغِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ إِلَيْنَا، فَبَلِّغُوا عَنَّا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ» ، قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ بِالشَّامِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً

العرباض بن سارية السلمي ويكنى أبا نجيح، قال محمد بن عمر: توفي بالشام سنة خمس وسبعين في أول خلافة عبد الملك بن مروان

§الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

عمرو بن مرة الجهني وكان شيخا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

§عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ وَكَانَ شَيْخًا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عتبة بن الندر السلمي وكان ينزل دمشق، ومات سنة أربع وثمانين

§عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ السُّلَمِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ

عتبة بن عبد السلمي وكان ينزل بالشام، قال الهيثم بن عدي: " توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين "، وقال محمد بن عمر: " توفي سنة سبع وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين سنة "

§عُتْبَة بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ بِالشَّامِ، قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ» ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً»

عبد الله بن بسر المازني مازن بن منصور أخو سليم بن منصور، ويكنى أبا صفوان

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ مَازِنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخُو سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَيُكْنَى أَبَا صَفْوَانَ

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو «§أَنَّهُمَا رَأَيَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، وَهُوَ حَاسِرٌ عَنْ رَأْسِهِ»

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: وَحَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ ثِيَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مُشَمَّرَةً، وَرِدَاءَهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِحَجَرٍ عَلَى الطَّرِيقِ نَحَّاهُ»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: «§رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

عبد الله بن حوالة ويكنى أبا حوالة، قال الهيثم بن عدي: " هو من الأزد " وقال محمد بن عمر: هو من بني معيص بن عامر بن لؤي ويكنى أبا محمد، وكان يسكن الأردن، ومات سنة ثمان وخمسين، في آخر خلافة معاوية، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة أخبرنا يزيد بن هارون قال:

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ وَيُكْنَى أَبَا حَوَالَةَ، قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: «هُوَ مِنَ الْأَزْدِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ مِنْ بَنِي مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يَسْكُنُ الْأُرْدُنَّ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنَزَةَ يُقَالُ لَهُ: زَائِدَةُ أَوْ مَزِيدَةُ بْنُ حَوَالَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي عُثْمَانَ كُلَّهُ

كعب بن مرة البهزي وبهز من بني سليم، وكان يسكن الأردن، وهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان مثل ما روى عبد الله بن حوالة، ومات كعب سنة سبع وخمسين

§كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ الْبَهْزِيُّ وَبَهْزٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ يَسْكُنُ الْأُرْدُنَّ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي عُثْمَانَ مِثْلَ مَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ، وَمَاتَ كَعْبٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ

كعب بن عاصم الأشعري

§كَعْبُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيُّ

كعب بن عياض صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه حديثا من حديث عبد الله بن صالح

§كَعْبُ بْنُ عِيَاضٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ §لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ»

المقدام بن معد يكرب الكندي ويكنى أبا يحيى، توفي بالشام سنة سبع وثمانين، في خلافة عبد الملك بن مروان، وهو ابن إحدى وتسعين سنة

§الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً

عبد الله بن قرط الأزدي ثم الثمالي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ ثُمَّ الثُّمَالِيُّ

الحكم بن عمير الثمالي من الأزد، وكان يسكن حمص

§الْحَكَمُ بْنُ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ يَسْكُنُ حِمْصَ

أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيَّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اثْنَانِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ»

عبد الله بن عائذ الثمالي صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل الشام

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ الشَّامَ

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ أَنَّ خُصَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَائِذٍ الثُّمَالِيِّ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْقَانَا فَتُخْبِرَنَا مَا لَقِيتُمْ مِنَ الْمَوْتِ، فَلَقِيَهُ فِي مَنَامِهِ بَعْدَ حِينٍ، فَقَالَ لَهُ: أَلَا تُخْبِرُنَا؟ فَقَالَ: «§نَجَوْنَا، وَلَمْ نَكَدْ نَنْجُو، نَجَوْنَا بَعْدَ الْمُشَيِّبَاتِ، فَوَجَدْنَا رَبَّنَا خَيْرَ رَبٍّ، غَفَرَ الذُّنُوبَ، وَتَجَوَّزَ عَنِ السَّيِّئَةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْأَحْرَاضِ» ، فَقُلْتُ: وَمَا الْأَحْرَاضُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُشَارُ إِلَيْهِمْ بِالْأَصَابِعِ»

أبو ثعلبة الخشني وخشين من قضاعة، واسم أبي ثعلبة فيما أخبرنا أصحابه: جرهم بن ناش، قال: وأخبرت عن أبي مسهر الدمشقي، أنه قال: " اسمه جرثومة بن عبد الكريم "

§أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ وَخُشَيْنٌ مِنْ قُضَاعَةَ، وَاسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَصْحَابُهُ: جُرْهُمُ بْنُ نَاشٍ، قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: «اسْمُهُ جُرْثُومَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى فِي إِصْبَعِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَل يَقْرَعُ يَدَهُ بِعُودٍ مَعَهُ، فَعَقَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ الْخَاتَمَ، فَرَمَى بِهِ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرَهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: «§مَا أُرَانَا إِلَّا وَقَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وُهَيْبٍ قَالَ: «كَانَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ §قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى خَيْبَرَ، فَشَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ خُشَيْنٍ، وَهُمْ سَبْعَةٌ، فَنَزَلُوا عَلَى أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

أبو كبشة الأنماري قال الهيثم بن عدي: شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم تبوك

§أَبُو كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيُّ قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ

عبد الرحمن بن قتادة السلمي صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ونزل الشام

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ السُّلَمِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَنَزَلَ الشَّامَ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى §خَلَقَ آدَمَ، وَأَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: «عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ»

نعيم بن هبار الغطفاني هكذا أخبرنا معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن هبار، قال: " وكان الوليد بن مسلم يقول فيما يحدث به: نعيم بن هبار "، وقال غيرهم: " نعيم بن حمار، وكان نعيم قد صحب النبي صلى الله عليه

§نُعَيْمُ بْنُ هَبَّارٍ الْغَطَفَانِيُّ هَكَذَا أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَبَّارٍ، قَالَ: " وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ يَقُولُ فِيمَا يُحَدِّثُ بِهِ: نُعَيْمُ بْنُ هَبَّارٍ "، وَقَالَ غَيْرُهُمْ: " نُعَيْمُ بْنُ حِمَارٍ، وَكَانَ نُعَيْمٌ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَنَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ دِمَشْقَ

عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل الشام، وهو الذي روى في معاوية ما روي من حديث الوليد بن مسلم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمِيرَةَ الْمُزَنِيُّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، نَزَلَ الشَّامَ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى فِي مُعَاوِيَةَ مَا رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ

قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ جَلِيسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمِيرَة الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§يَكُونُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَيْعَةُ هُدًى»

قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: «اللَّهُمَّ §اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، اهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ»

أبو سيارة المتعي وكان حليفا لبني بجالة

§أَبُو سَيَّارَةَ الْمُتُعِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي بَجَالَةَ

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتُعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي نَحْلًا قَالَ: «§أَدِّ زَكَاتَهَا» ، قُلْتُ: احْمِ لِي جَبَلَهَا قَالَ: فَحَمَاهُ لِي

وحشي بن حرب الحبشي قاتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، أسلم بعد ذلك، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه أحاديث، وشرك في قتل مسيلمة الكذاب، فكان يقول: " قتلت خير الناس، وقتلت شر الناس "، ونزل حمص حتى مات بها، وولده بها إلى اليوم، وكان

§وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْحَبَشِيُّ قَاتَلَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْهُ أَحَادِيثَ، وَشَرَكَ فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَكَانَ يَقُولُ: «قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ، وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ» ، وَنَزَلَ حِمْصَ حَتَّى مَاتَ بِهَا، وَوَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِهِ يُقَالُ لَهُ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ أَحَادِيثَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: لَمَّا عَقَدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ قَالَ لِي: «يَا وَحْشِيُّ، §اخْرُجْ مَعَ خَالِدٍ، فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَا كُنْتَ تُقَاتِلُ لِتَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَقِينَا بَنِي حَنِيفَةَ، فَهَزَمُوا الْمُسْلِمِينَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَصَبَرُوا لِوَقْعِ السُّيُوفِ عَلَى رُؤَوسِهِمْ حَتَّى رَأَيْتُ -[419]- شُهُبَ النَّارِ تَخْرُجُ مِنْ خِلَالِ السُّيُوفِ حَتَّى سَمِعْتُ لَهَا أَصْوَاتًا كَأَصْوَاتِ الْأَجْرَاسِ، فَضَرَبْتُ بِسَيْفِي حَتَّى غَرِيَ قَائِمُهُ بِيَدِي مِنَ الدَّمِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَصَرَهُ، فَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي حَنِيفَةَ، وَقَتْلَ اللَّهُ مُسَيْلِمَةَ»

ثُمَّ قَالَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، صَبَّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْمُشْرِكِينَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ لَبِسَ الثِّيَابَ الْمُدَلَّكَةِ، وَضُرِبَ فِي الْخَمْرِ بِحِمْصَ وَحْشِيُّ»

عثمان بن عثمان الثقفي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ» ، فَقِيلَ لَهُ مَا: الْفَوَاقُ؟ قَالَ: «مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ»

مسلم بن حارث صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل الشام

§مُسْلِمُ بْنُ حَارِثٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ الشَّامَ

وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ الْكِنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -[420]- صلّى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْحِصْنِ سَمِعْنَا ضَوْضَاءَ أَهْلِهِ، فَاسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي، فَأَتَيْتُهُمْ، فَقُلْتُ: قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَحْتَرِزُوا، فَقَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ أَصْحَابُنَا: حَرَمْتَنَا الْغَنِيمَةَ بَعْدَ أَنْ بَرَدَتْ فِي أَيْدِينَا فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَحَسَّنَ لِي مَا صَنَعْتُ، وَقَالَ لِي: «إِنَّ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ كَذَا وَكَذَا» ، ثُمَّ قَالَ: «§أَكْتُبُ لَكَ كِتَابًا أُوصِي بِكَ أَئِمَّةَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدِي» ، قَالَ: فَكَتَبَ لِي كِتَابًا وَخَتَمَهُ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بِالْكِتَابِ، فَفَضَّهُ، وَأَعْطَانِي شَيْئًا، ثُمَّ خَتَمَهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْكِتَابِ، فَفَضَّهُ، وَأَعْطَانِي شَيْئًا، ثُمَّ خَتَمَهُ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابِ فَفَضَّهُ وَقَرَأَهُ فَأَعْطَانِي شَيْئًا ثُمَّ خَتَمَهُ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ فَأَتَاهُ، فَأَعْطَاهُ شَيْئًا، وَقَالَ: لَوْ أَرَدْتُ لَوَصَلْتُ إِلَيْكَ، وَلَكِنِّي أَرَدْت أَنْ تُحَدِّثَنِي بِحَدِيثِكَ، عَنْ أَبِيكَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَحَدَّثْتُهُ بِهِ

مالك بن هبيرة السلمي

§مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ السُّلَمِيُّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ السُّلَمِيِّ، - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا صُفَّتْ صُفُوفٌ ثَلَاثَةٌ عَلَى مَيِّتٍ إِلَّا وَجَبَ»

عبد الله بن معاوية الغاضري

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِبْرِيقٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §ثَلَاثَةٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ، وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ "

عمرو البكالي

§عَمْرٌو الْبِكَالِيُّ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مُجْتَمَعٍ عَلَيْهِ يُحَدِّثُ، مَجْذُوذِ الْأَصَابِعِ - وَفِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مُجْذَمَ الْيَدَيْنِ - فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا §أَفْقَهُ مَنْ بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، هَذَا عَمْرٌو الْبِكَالِيُّ» فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ أَصَابِعِهِ؟ قَالُوا: «أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ»

سنان بن غرفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن الشام، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة تموت مع الرجال، أو الرجل يموت مع النساء ييممان، يعني: ولا يغسلان

§سِنَانُ بْنُ غَرَفَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، سَكَنَ الشَّامَ، وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَرْأَةِ تَمُوتُ مَعَ الرِّجَالِ، أَوِ الرَّجُلِ يَمُوتُ مَعَ النِّسَاءِ يُيَمَّمَانِ، يَعْنِي: وَلَا يُغَسَّلَانِ

أبو هند الداري

§أَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ قَامَ مَقَامَ رِئَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَسَمِعَ وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ وَقَالَ: أَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ أَخُو تَمِيمٍ الدَّارِيِّ

معاوية الهذلي

§مُعَاوِيَةُ الْهُذَلِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ الْهُذَلِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِنَّ الْمُنَافِقَ لَيُصَلِّي فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ، وَيَتَصَدَّقُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ، وَيُقَاتِلُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ، وَيُقْتَلُ فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»

نهيك بن صريم السكوني

§نَهِيكُ بْنُ صُرَيْمٍ السَّكُونِيُّ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ صُرَيْمٍ السَّكُونِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يُقَاتِلُ بَقِيَّتُكُمُ الدَّجَّالَ عَلَى نَهْرِ الْأُرْدُنِّ، أَنْتُمْ شَرْقِيَّ النَّهْرِ وَهُمْ غَرْبِيَّهُ، وَمَا أَدْرِي أَيْنَ الْأُرْدُنُّ»

سفيان بن أسيد الحضرمي

§سُفْيَانُ بْنُ أُسَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ ضُبَارَةُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أُسَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ بِحَدِيثٍ هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ»

أبو البجير صاحب النبي صلى الله عليه وسلم

§أَبُو الْبُجَيْرِ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ ابْنُ بَقِيَّةَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْبُجَيْرِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ: أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جُوعٌ يَوْمًا، فَوَضَعَ حَجَرًا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا يَا رُبَّ §نَفْسٍ طَاعِمَةٍ نَاعِمَةٍ فِي الدُّنْيَا جَائِعَةٍ عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا يَا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُهِينٌ، أَلَا يَا رُبَّ مُهِينٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُكْرِمٌ، أَلَا يَا رُبَّ مُتَخَوِّضٍ وَمُتَنَعِّمٍ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلَاقٍ، أَلَا وَإِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنَةٌ بِرَبْوَةٍ، أَلَا وَإِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ سَهْلَةٌ بِشَقْوَةٍ، أَلَا رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلًا»

جد أبي الأسد السلمي

§جَدُّ أَبِي الْأَسَدِ السُّلَمِيِّ

أُخْبِرْتُ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرٍ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[424]-، فَجَمَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا دِرْهَمًا، فَاشْتَرَيْنَا أُضْحِيَّةً بِسَبْعَةِ دَرَاهِمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَغْلَيْنَا بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ §أَفْضَلَ الضَّحَايَا أَغْلَاهَا وَأَسْمَنُهَا» ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَجُلًا، فَأَخَذَ بِيَدٍ، وَرَجُلًا بِيَدٍ، وَرَجُلًا بِرِجْلٍ، وَرَجُلًا بِرِجْلٍ، وَرَجُلًا بِقَرْنٍ، وَرَجُلًا بِقَرْنٍ، وَذَبَحَ الرَّجُلُ السَّابِعُ، وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا

ثوبان بن يمرد صاحب النبي، ذو الأصابع، رجل من أهل اليمن، من المدد الذين نزلوا الشام ببيت المقدس

§ثَوْبَانُ بْنُ يَمْرَدَ صَاحِبُ النَّبِيِّ، ذُو الْأَصَابِعِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنَ الْمَدَدِ الَّذِينَ نَزَلُوا الشَّامَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ

قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ ذِي الْأَصَابِعِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ بَعْدَكَ، فَأَيْنَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَنْزِلَ؟ قَالَ: «§انْزِلْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُكَ ذُرِّيَّةً يَعْمُرُونَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ، يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ»

مازن بن خيثمة

§مَازِنُ بْنُ خَيْثَمَةَ

أُخْبِرْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ، «أَنَّ جَدَّهُ، مَازِنَ بْنَ خَيْثَمَةَ وَهَنْبَلَ جَدَّ زَمِلَ بَعَثَهُمَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمَ نَزَلَ بَيْنَ السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ، وَقَاتَلَ حَتَّى أَسْلَمَ النَّاسُ، فَبَعَثَهُمَا وَافِدَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، §فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ»

أبو حنش الأنصاري الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسأل الإمارة "

§أَبُو حَنَشٍ الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ»

أبو ريحانة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أَبُو رَيْحَانَةَ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَوْشَبٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي سَطْحٍ بِدَيْرِ مَرَّانَ، وَذَكَرَ الْكِبْرَ، فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ» ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِعِلَاقِ سَوْطِي، وَشِسْعِ نَعْلِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الْكِبْرِ، إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، إِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ»

ذو مخمر ابن أخي النجاشي ويقال في بعض الحديث ذو مخبر، ومخمر أصوب وأكثر، وهو من أهل اليمن، ونزل الشام بعد، وروى عنه الناس، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم

§ذُو مِخْمَرِ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ وَيُقَالُ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ ذُو مِخْبَرٍ، وَمِخْمَرٌ أَصَوْبُ وَأَكْثَرُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَنَزَلَ الشَّامَ بَعْدُ، وَرَوَى عَنْهُ النَّاسُ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبً قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ: عَنْ جُبَيْرِ -[426]- بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ذِي مِخْبَرٍ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا»

أبو خيرة الصباحي صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه حديثا من حديث محمد بن حمران

§أَبُو خَيْرَةَ الصُّبَاحِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ

قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُسَاوِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي خَيْرَةِ الصُّبَاحِيِّ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَرْجِعَ أَعْطَانَا أَرَاكًا، فَقَالَ: «§اسْتَاكُوا بِهَذَا»

عبد الله الصنابحي

§عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ

أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ §الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ قَرْنِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، وَيُقَارِنُهَا حِينَ تَسْتَوِي، فَإِذَا نَزَلَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، وَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا، فَلَا تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلَاثَ»

قيس الجذامي

§قَيْسٌ الْجُذَامِيُّ

أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ، - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ -[427]- عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ: يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنْ حُورِ الْعَيْنِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ "

بسر بن جحاش القرشي

§بُسْرُ بْنُ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيُّ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَصَقَ يَوْمًا عَلَى كَفِّهِ، وَوَضَعَ عَلَيْهَا إِصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: " §يَقُولُ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - قُلْتَ أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ " قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: يَقُولُونَ: إِنَّهُ بُسْرُ بْنُ جَحَّاشٍ، فَصَيَّرُوهُ عَنِ ابْنِ جَحَّاشٍ

سلمة بن نفيل الحضرمي وقال بعضهم: السكوني

§سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السَّكُونِيُّ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْد الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيَّ حَدَّثَهُ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَتْحًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى كَادَتْ ثِيَابِي تَمَسُّ ثِيَابَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سُيِّبَتِ الْخَيْلُ، وَعَطَّلُوا السِّلَاحَ، وَقَالُوا: قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كَذَبُوا، الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، الْآنَ -[428]- جَاءَ الْقِتَالُ، لَا يَزَالُ اللَّهُ يُزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ تُقَاتِلُونَهُمْ، وَيَرْزُقُكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمَرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْإِسْلَامِ بِالشَّامِ»

قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَشْعَثَ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: فَهَلْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: فَمَا صُنِعَ بِهِ؟ قَالَ: «§رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ»

يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار، وهو بجيلة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا

§يَزِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ كُرْزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ غَمْغَمَةَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ شِقٍّ الْكَاهِنِ بْنِ صَعْبِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ رُهْمِ بْنِ أَفْرَكَ بْنِ نَذِيرِ بْنِ قَسْرِ بْنِ عَبْقَرَ بْنِ أَنْمَارٍ، وَهُوَ بَجِيلَةُ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْقَسْرِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا يَزِيدُ بْنَ أَسَدٍ، §أَحِبَّ لِلنَّاسِ الَّذِي تُحِبُّ لِنَفْسِكَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ مِمَّنِ اخْتَطَّ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَا نَزَلَهَا، وَنَزَلَ الشَّامَ مِنْ وَلَدِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ، وَوَلِيَ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَوَلِيَ الْعِرَاقَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَاشْتَرَى بِالْكُوفَةِ خِطَطًا، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ

غطيف بن الحارث الكندي

§غُطَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ مِنَ الْأَشْيَاءِ أَنِّي §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَيَدُهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ غُطَيْفٍ أَبِي غُطَيْفٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فِي الْإِسْلَامِ فَاقْطَعُوا لِسَانَهُ»

بشير بن عقربة الجهني ويكنى أبا اليمان

§بَشِيرُ بْنُ عَقْرَبَةَ الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْيَمَانِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانَيُّ، مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْكِنَانِيِّ، - وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الرَّمْلَةِ - أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ الْجُهَنِيِّ يَوْمَ قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَا الْيَمَانِ، إِنِّي قَدِ احْتَجْتُ الْيَوْمَ إِلَى كَلَامِكَ، قُمْ فَتَكَلَّمْ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لَا يَلْتَمِسُ بِهَا إِلَّا رِئَاءً وَسُمْعَةً وَقَفَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ رِئَاءٍ وَسُمْعَةٍ»

الجلاح قال: وأظنه ابن الأشد

§الْجُلَاحُ قَالَ: وَأَظُنُّهُ ابْنَ الْأَشَدِّ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، عَنْ -[430]- مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَعْمَلُ فِي السُّوقِ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ، فَرُجِمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَسَأَلَنَا أَنْ نَدُلَّهُ عَلَى مَكَانِهِ، فَلَمْ نَدُلَّهُ عَلَى مَكَانِهِ حَتَّى أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا جَاءَ يَسْأَلُنَا عَنْ ذَلِكَ الْخَبِيثِ الَّذِي رَجَمْتَهُ الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَقُولُوا الْخَبِيثَ، وَاللَّهِ لَهُوَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمِسْكِ»

عطية بن عمرو السعدي من بني سعد

§عَطِيَّةُ بْنُ عَمْرٍو السَّعْدِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ

قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ، فَقَالَ لِي: «§مَا أَنْطَاكَ اللَّهُ فَخُذْ، وَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْطِيَةُ، وَالْيَدَ السُّفْلَى هِيَ الْمُنْطَاةُ، وَإِنَّ مَالَ اللَّهِ مُسْؤُولٌ وَمُنْطًى» ، يُكَلِّمُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلُغَتِنَا

عتبة بن عمرو السلمي

§عُتْبَةُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ

قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§الْجَنَّةُ لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ»

النواس بن سمعان الكلابي

§النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ الْكِلَابِيُّ

عصمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عِصْمَةُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ أَزْهَرَ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ عِصْمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «أَنَّهُ §كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَغْرِبِ»

غرفة بن الحارث الكندي

§غَرَفَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ غَرَفَةَ بْنَ الْحَارِثِ الْكِنْدِيَّ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَتَى بِالْبُدْنِ، فَقَالَ: «§ادْعُوا لِي أَبَا حَسَنٍ» ، فَدُعِيَ، فَقَالَ: «خُذْ أَسْفَلَ الْحَرْبَةِ» ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَعْلَاهَا، ثُمَّ طَعَنَا بِهَا الْبُدْنَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَكِبَ بَغْلَتَهُ، وَأَرْدَفَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

شرحبيل بن أوس

§شُرَحْبِيلُ بْنُ أَوْسٍ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ - ثَلَاثًا - فَإِنْ عَادُ فَاقْتُلُوهُ»

حابس بن سعد الطائي

§حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَابِرٍ، قَالَ: " §دَخَلَ حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ السَّحَرِ الْمَسْجِدَ، وَقَدْ أَدْرَكَ حَابِسٌ رَسُولَ -[432]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي صَدْرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ الْمُرَاءُونَ: وَكَعْبَةِ اللَّهِ أَرْعِبُوهُمْ، فَمَنْ رَعَبَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ خَلْفِهِ يُؤَخِّرُهُ عَنْ صَدْرِ الْمَسْجِدِ "، قَالَ: وَيُقَالُ: «الْمَلَائِكَةُ فِي السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ»

جبلة بن الأزرق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم

§جَبَلَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى جَانِبِ جِدَارٍ كَثِيرِ الْحِجَارَةِ، صَلَّى ظُهْرًا أَوْ عَصْرًا، فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ خَرَجَتْ عَقْرَبٌ فَلَدَغَتْهُ، فَرَقَاهُ النَّاسُ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ شَفَانِي، وَلَيْسَ بِرُقْيَتِكُمْ»

ابن مسعدة، صاحب الجيوش

§ابْنُ مَسْعَدَةَ، صَاحِبُ الْجُيُوشِ

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ، صَاحِبِ الْجُيُوشِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ، فَلَا تُبَادِرُونِي الرُّكُوعَ، وَلَا تُبَادِرُونِي السُّجُودَ، فَمَنْ فَاتَهُ رُكُوعِي أَدْرَكَهُ فِي بُطْئِي قِيَامِي»

عمارة بن زعكرة

§عُمَارَةُ بْنُ زَعْكَرَةَ

قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنِي عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا دَوْسٍ الْيَحْصِبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَائِذٍ الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَعْكَرَةَ، قَالَ -[433]-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §قَالَ اللَّهُ: إِنَّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِي الَّذِي يَذْكُرُنِي وَإِنْ كَانَ مُلَاقِيًا قِرْنَهُ "

أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أَبُو سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ الْأَسْوَدُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلْمَى رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَقِيتُهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَخٍ بَخٍ §لِخَمْسٍ، مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ "

عريب

§عُرَيْبٌ

أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عُرَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {§وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60] قَالَ: «الْجِنُّ»

قَالَ: وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§الْجِنُّ لَا يَخْبُلُ أَحَدًا فِي بَيْتِهِ عَتِيقٌ مِنَ الْخَيْلِ»

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {§الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [البقرة: 274] سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قَالَ: «هُمْ أَصْحَابُ الْخَيْلِ»

قَالَ: وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا»

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْمُنْفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كَبَاسِطِ يَدِهِ بِالصَّدَقَةِ، وَلَا يَقْبِضُهَا، وَأَبْوَالُهَا وَأَرْوَاثُهَا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَكِيِّ الْمِسْكِ»

أبو رهم بن قيس الأشعري وكان ممن قدم مع أبي موسى الأشعري من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، وكانوا أربعة وخمسين رجلا، فيهم من إخوتهم من عك ستة نفر، فأسلموا، وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج أبو رهم إلى الشام بعد ما قبض

§أَبُو رُهْمِ بْنُ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيُّ وَكَانَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِخَيْبَرَ، وَكَانُوا أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ رَجُلًا، فِيهِمْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ مِنْ عَكٍّ سِتَّةُ نَفَرٍ، فَأَسْلَمُوا، وَصَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ أَبُو رُهْمٍ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ مَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَزَلَهَا

سهم بن عمرو الأشعري، وكان ممن قدم مع أبي موسى الأشعري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، فأسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج إلى الشام بعد ذلك، فنزلها

§سَهْمُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَرِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِخَيْبَرَ، فَأَسْلَمَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَنَزَلَهَا

عمرو بن مالك العكي، وأخواله الأشعريون، كان فيمن قدم مع أبي موسى الأشعري على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أبو مالك بن عمرو، وكان مطهر بن حي العكي يزعم أنه خال أمه

§عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْعَكِّيُّ، وَأَخْوَالُهُ الْأَشْعَرِيُّونَ، كَانَ فِيمَنْ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه -[435]- وسلم، وَهُوَ أَبُو مَالِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ مُطَهَّرُ بْنُ حَيٍّ الْعَكِّيُّ يَزْعُمُ أَنَّهُ خَالُ أُمِّهِ

رفاعة بن زيد الجذامي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا، فأسلم، وأجازه النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام بالمدينة أياما يتعلم القرآن، ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب معه كتابا إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، فأجابوا وأسرعوا، وقد كان رسول

§رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافِدًا، فَأَسْلَمَ، وَأَجَازَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامًا يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ مَعَهُ كِتَابًا إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَجَابُوا وَأَسْرَعُوا، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى نَاحِيَتِهِ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ، فَقَتَلَ وَسَبَى، فَرَجَعَ رِفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ أَبُو يَزِيدَ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو أَسْمَاءَ بْنُ عَمْرٍو، وَسُوَيْدُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخُوهُ بَرْذَعُ بْنُ زَيْدٍ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَدِيٍّ، فَرَفَعَ رِفَاعَةُ كِتَابَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَرَأَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا فَعَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَالَ: «كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْقَتْلَى» ؟ فَقَالَ أَبُو يَزِيدَ: أَطْلِقْ لَنَا مَنْ كَانَ حَيًّا، وَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ أَبُو يَزِيدَ» ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى زَيْدٍ، فَأَطْلَقَ لَهُمْ مَنْ أَسَرَهُ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ

فروة بن عمرو الجذامي

§فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «§كَانَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ عَامِلًا لِقَيْصَرَ عَلَى عُمَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَتَبَ إِلَى هِرَقْلَ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمَّرَ، وَلَمْ يَكْتُبْ إِلَيْهِ، فَأَسْلَم فَرْوَةُ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ، وَبَعَثَ مِنْ عِنْدِهِ رَسُولًا يُقَالُ لَهُ مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ -[436]- مِنْ قَوْمِهِ، وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةً يُقَالُ لَهَا فِضَّةُ، وَحِمَارُهُ يَعْفُورٌ، وَفَرَسًا يُقَالُ لَهُ الظَّرِبُ، وَأَثْوَابًا مِنْ كَتَنٍ، وَقَبَاءً مِنْ سُنْدُسٍ مُحَرَّضًا بِالذَّهَبِ، فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَهُ وَهَدِيَّتَهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ جَوَابَ كِتَابِهِ، وَأَجَازَ رَسُولَهُ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ، وَبَلَغَ قَيْصَرَ إِسْلَامُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ فِي السِّجْنِ، فَلَمَّا مَاتَ صَلَبُوهُ»

عبد الله بن سفيان الأزدي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ الْأَزْدِيُّ

أبو عنبة الخولاني

§أَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: «§أَسْبَلْتُ شَعْرِي لِأَجُزَّهُ لِصَنَمٍ كَانَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ حَتَّى جَزَزْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ»

أبو سفيان مدلوك

§أَبُو سُفْيَانَ مَدْلُوكٌ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْعَلَاءِ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أَمَةُ أَوْ أُمَيَّةُ بِنْتُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَقُطْبَةُ مَوْلَاةٌ لَنَا قَالَتَا: سَمِعْنَا أَبَا سُفْيَانَ، مَدْلُوكًا يَقُولُ: «ذَهَبْتُ مَعَ مَوَالِيَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمْتُ مَعَهُمْ، §فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ رَأْسِي بِيَدِهِ، وَدَعَا فِيَّ بِالْبَرَكَةِ» ، قَالَتَا: «فَكَانَ مُقَدَّمُ رَأْسِ أَبِي سُفْيَانَ أَسْوَدَ مَا مَسَّتْهُ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسَائِرُ ذَلِكَ أَبْيَضُ»

هانئ الهمداني

§هَانِئٌ الْهَمْدَانِيُّ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ هَانِئٍ «أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ، فَأَسْلَمَ، §فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِهِ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَأَنْزَلَهُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حَتَّى خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ حِينَ وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

أبو مريم الغساني وهو جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، الذي روى عنه الوليد بن مسلم، وغيره

§أَبُو مَرْيَمَ الْغَسَّانَيُّ وَهُوَ جَدُّ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُ

أُخْبِرْتُ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، «§أَنَّهُ رَمَى بِالْجَنْدَلِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، وَدَعَا لَهُ»

أبو مريم رجل من الأسد، صحب النبي صلى الله عليه وسلم

§أَبُو مَرْيَمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَسَدِ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ مِنَ الْأَسَدِ يُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ، قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ: مَا أُنْعِمْنَا بِكَ؟ قَالَ: حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَاحْتَجَبَ عَنْ حَاجَتِهِمْ وَدَائِهِمْ وَفَاقَتِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَاقَتِهِ»

عبد الرحمن بن عائش الحضرمي الذي روى أنه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " رأيت ربي في أحسن صورة " 2

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيُّ الَّذِي رَوَى أَنَّهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «رَأَيْتُ رَبِّيَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ» 2

أبو رهم البيماعي

§أَبُو رُهْمٍ الْبَيْمَاعِيُّ

ربيعة بن عمرو الجرشي وفي بعض الحديث أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه قال: وكان ثقة، وقتل يوم مرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين

§رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُرَشِيُّ وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، وَقُتِلَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ

عبد الله بن سيدان السلمي ذكروا أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه صلى خلفه الجمعة، فكانت خطبته وصلاته قبل نصف النهار قال: " وصليت خلف عمر رضي الله عنه، فكانت خطبته وصلاته قبل نصف النهار "، قال: " وصليت مع

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِيدَانَ السُّلَمِيُّ ذَكَرُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ، فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ وَصَلَاتُهُ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ قَالَ: «وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ وَصَلَاتُهُ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ» ، قَالَ: «وَصَلَّيْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ وَصَلَاتُهُ قَبْلَ الزَّوَالِ»

خالد بن الحواتري رجل من الحبشة، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

§خَالِدُ بْنُ الْحَوَاتِرِيِّ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي وكانت له صحبة، يخضب بالحناء

§عُمَيْرُ بْنُ جَابِرِ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ أَشْرَسَ الْكِنْدِيُّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ

حشرج وضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، ومسح برأسه، ودعا له مائة رجل وسبعة نفر

§حَشْرَجُ وَضَعَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي حِجْرِهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَدَعَا لَهُ مِائَةُ رَجُلٍ وَسَبْعَةُ نَفَرٍ

الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

جنادة بن أبي أمية الأزدي لقي أبا بكر، وعمر، ومعاذا، وحفظ عنهم، وكان ثقة، صاحب غزو، قال محمد بن عمر: توفي في سنة ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان

§جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيُّ لَقِيَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذًا، وَحَفِظَ عَنْهُمْ، وَكَانَ ثِقَةً، صَاحِبَ غَزْوٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

أبو العفيف قال: " شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع الناس "

§أَبُو الْعُفَيِّفِ قَالَ: «شَهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ»

جبير بن نفير الحضرمي ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان جاهليا، أسلم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ثقة فيما روى من الحديث، ومات سنة ثمانين، في خلافة عبد الملك بن مروان، وروى عن عمر، ومعاذ، وأبي الدرداء، وأبي ثعلبة رضي الله عنهم

§جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا، أَسْلَمَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً فِيمَا رَوَى مِنَ الْحَدِيثِ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَرَوَى عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ: «§اسْتَقْبَلْتُ الْإِسْلَامَ مِنْ أَوَّلِهِ، وَلَمْ أَزَلْ أَرَى فِي النَّاسِ صَالِحًا وَطَالِحًا»

قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، وَابْنِ جُبَيْرٍ قَالَا: «§مَا رَأَيْنَا جُبَيْرًا يَجْلِسُ مَجْلِسَ قَوْمِهِ قَطُّ»

سفيان بن وهب الخولاني لقي عمر بن الخطاب

§سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيُّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

ذو الكلاع واسمه سميفع بن حوشب

§ذُو الْكَلَاعِ وَاسْمُهُ سُمَيْفِعُ بْنُ حَوْشَبٍ

يزيد بن عميرة الزبيدي قال: وقال بعضهم: هو كلبي، وهو صاحب معاذ، وقد لقي أبا بكر وعمر، وكان ثقة إن شاء الله

§يَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ كَلْبِيُّ، وَهُوَ صَاحِبُ مُعَاذٍ، وَقَدْ لَقِيَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

عبد الرحمن بن غنم بن سعد الأشعري وكان ثقة إن شاء الله، بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس، وكان قد لقي معاذ بن جبل، وروى عنه

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَرَوَى عَنْهُ

وأبوه غنم بن سعد ممن قدم مع أبي موسى الأشعري من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل في بعض المغازي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

§وَأَبُوهُ غَنْمُ بْنُ سَعْدٍ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَصَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ فِي بَعْضِ الْمَغَازِي بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

مالك بن يخامر الألهاني ويقال سكسكي، من أصحاب معاذ رضي الله عنه، وكان ثقة إن شاء الله، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان

§مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ الْأَلْهَانِيُّ وَيُقَالُ سَكْسَكِيُّ، مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

أوسط بن عمرو البجلي وهو أبو إسماعيل بن أوسط، لقي أبا بكر، وروى عنه وكان قليل الحديث

§أَوْسَطُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ وَهُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَوْسَطَ، لَقِيَ أَبَا بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو عذبة الحضرمي، قال: " قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من أهل الشام، ونحن حجاج "، ثم حدث عنه حديثا في أهل العراق حين قدموا عليه وهم حضور ما قال لهم

§أَبُو عَذْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: «قَدِمْت عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَنَحْنُ حُجَّاجٌ» ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْهُ حَدِيثًا فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ حِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ وَهُمْ حُضُورٌ -[442]- مَا قَالَ لَهُمْ

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي عَذْبَة الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَنَحْنُ حُجَّاجٌ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَتَاهُ خَبَرٌ بِأَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا إِمَامَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عَوَّضَهُمْ إِمَامًا مَكَانَ إِمَامٍ كَانَ قَبْلَهُ، فَحَصَبُوهُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ مُغْضَبًا، فَسَهَا فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟» فَقُمْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي، فَقَالَ: «يَا أَهْلَ الشَّامِ، §تَجَهَّزُوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ» ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ أَلْبَسُوا عَلَيَّ فَأَلْبِسْ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ عَجِّلْ لَهُمُ الْغُلَامَ الثَّقَفِيَّ، الَّذِي يَحْكُمُ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ»

عمير بن الأسود سأل أبا الدرداء عن طعام، أهل الكتاب، وروى عن معاذ بن جبل وكان قليل الحديث، ثقة

§عُمَيْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ سَأَلَ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ طَعَامِ، أَهْلِ الْكِتَابِ، وَرَوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، ثِقَةً

أبو بحرية الكندي واسمه: عبد الله بن قيس، قال: قدمت الشام على معاذ

§أَبُو بَحْرِيَّةَ الْكِنْدِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ عَلَى مُعَاذٍ

عمرو بن الأسود السكوني روى عن عمر، ومعاذ، وله أحاديث

§عَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ السَّكُونِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَلَهُ أَحَادِيثُ

عاصم بن حميد السكوني صاحب معاذ بن جبل، روى عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير صلاة العتمة

§عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ السَّكُونِيُّ صَاحِبُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَوَى عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي تَأْخِيرِ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ

غضيف بن الحارث الكندي وكان ثقة

§غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَضَرَ غُضَيْفًا أَشْيَاخٌ مِنَ الْجُنْدِ حِينَ اشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَالَ: " §مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس؟ فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ، فَمَا عَدَا أَنْ قَرَأَ أَرْبَعِينَ آيَةً مِنْهَا، فَمَاتَ، فَقَالَ الْأَشْيَاخُ: «إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خَفَّفَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ»

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ أَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ كَانَ إِذَا غَابَ أَوْ مَرِضَ أَمَرَ غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ أَبَا أَسْمَاءَ الثُّمَالِيَّ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ الْجُنْدُ حَضَرُوا، فَهِيَ جُمُعَةٌ لَيْسَتْ بِخَرْسَاءَ، يَسْمَعُ أَقْصَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ مَوْعِظَتَهُ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، §هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ رِهَانٍ رِهَانُكُمْ؟ أَلَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِرِهَانِ الذَّهَبِ وَلَا الْفِضَّةِ، وَلَوْ كَانَتْ ذَهَبًا وَفِضَّةً لَأَحْبَبْتُمْ أَنْ لَا تَعَلَّقَ بِلَذَّاتِهَا رِقَابُكُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38] أَنْتُمْ أُنَاسٌ سَفْرٌ، مَنْ جَاءَتْهُ دَوَابُّهُ ارْتَحَلَ، غَيْرَ أَنَّ الْإِيَابَ فِي ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ "، قَالَ: «وَتُوُفِّيَ غُضَيْفٌ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ»

أبو عبد الله الصنابحي صاحب عبادة بن الصامت

§أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ صَاحِبُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَهْرَامَ، أَنَّ الصُّنَابِحِيّ، قَالَ لَهُ: «يَا يَزِيدُ بْنَ بَهْرَامَ -[444]-، §إِنْ مَكَثْتُ فِي بَيْتِي ثَلَاثًا، فَلَا تَدْفِنِّي حَتَّى تَجِدَ لِي قَبْرًا سَلِيمًا» يَقُولُ: «لَمْ يُنْبَشْ عَنْهُ»

معدان بن أبي طلحة اليعمري روى عن عمر بن الخطاب وكان ثقة

§مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ ثِقَةً

عمرو بن الحارث العنسي سأل عمر: " من أين يهل من حج منا؟ " قال: " من ذي الحليفة "

§عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْعَنْسِيُّ سَأَلَ عُمَرَ: «مِنْ أَيْنَ يُهِلُّ مَنْ حَجَّ مِنَّا؟» قَالَ: «مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ»

الحارث بن معاوية الكندي رحل إلى عمر بن الخطاب، وسمع منه، وساءله، عمر عن الشام، وأهله، فجعل يخبره، وسمع من عمر، وروى عنه

§الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيُّ رَحَلَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَاءَلَهُ، عُمَرُ عَنِ الشَّامِ، وَأَهْلِهِ، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُ، وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ، وَرَوَى عَنْهُ

يزيد بن الأسود الجرشي

§يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ، أَنَّ السَّمَاءَ قَحِطَتْ مَخْرَجَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَهْلُ دِمَشْقَ يَسْتَسْقُونَ، فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: " أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ؟ قَالَ: فَنَادَاهُ النَّاسُ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى، فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «§اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ، يَا يَزِيدُ، ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ» ، فَرَفَعَ يَزِيدُ يَدَيْهِ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ، فَمَا كَانَ أَوْشَكَ أَنْ ثَارَتْ سَحَابَةٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ، فَسُقِينَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ لَا يَصِلُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ

شرحبيل بن السمط

§شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْهَوْزَنِيِّ، قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ جِنَازَةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، وَهُوَ الَّذِي قَسَمَ حِمْصَ الْقِسْمَةَ الْآخِرَةَ - أَوْ قَالَ الثَّانِيَةَ - فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، فَتَقَدَّمَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا حَبِيبٌ بِوَجْهِهِ كَالْمُشْرِفِ عَلَى دَابَّةٍ لِطُولِهِ يَقُولُ: " §صَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ، وَاجْتَهِدُوا لَهُ فِي الدُّعَاءِ، وَلْيَكُنْ مِنْ دُعَائِكُمْ لَهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِهَذِهِ النَّفْسِ الْحَنِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ، وَاجْعَلْهَا مِنَ الَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ، وَقِهَا عَذَابَ الْجَحِيمِ، وَاسْتَنْصِرُوا اللَّهَ عَلَى عَدُوِّكُمْ "

أبو سلام الأسود انتقل من حمص إلى دمشق، وقال: " البركة تضعف فيها مرتين "

§أَبُو سَلَّامٍ الْأَسْوَدُ انْتَقَلَ مِنْ حِمْصَ إِلَى دِمَشْقَ، وَقَالَ: «الْبَرَكَةُ تُضَعَّفُ فِيهَا مَرَّتَيْنِ»

كعب الأحبار بن ماتع ويكنى أبا إسحاق، وهو من حمير، من آل ذي رعين، وكان على دين يهود، فأسلم، وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام، فسكن حمص حتى توفي بها سنة اثنتين وثلاثين، في خلافة عثمان بن عفان

§كَعْبُ الْأَحْبَارِ بْنُ مَاتِعٍ وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَهُوَ مِنْ حِمْيَرَ، مِنْ آلِ ذِي رُعَيْنٍ، وَكَانَ عَلَى دِينِ يَهُودَ، فَأَسْلَمَ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَسَكَنَ حِمْصَ حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ لِكَعْبٍ: «§مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسْلِمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ حَتَّى أَسْلَمْتَ الْآنَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ؟ فَقَالَ كَعْبٌ» : " إِنَّ أَبِي كَتَبَ لِي كِتَابًا مِنَ التَّوْرَاةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَقَالَ: اعْمَلْ بِهَذَا، وَخَتَمَ عَلَى سَائِرِ كُتُبِهِ -[446]-، وَأَخَذَ عَلَيَّ بِحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَنْ لَا أَفُضَّ الْخَاتَمَ، فَلَمَّا كَانَ الْآنَ، وَرَأَيْتُ الْإِسْلَامَ يَظْهَرُ، وَلَمْ أَرَ بَأْسًا قَالَتْ لِي نَفْسِي: لَعَلَّ أَبَاكَ غَيَّبَ عَنْكَ عِلْمًا كَتَمَكَ، فَلَوْ قَرَأْتَهُ، فَفَضَضْتُ الْخَاتَمَ، فَقَرَأْتُهُ، فَوَجَدْتُ فِيهِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ، فَجِئْتُ الْآنَ مُسْلِمًا "، فَوَالَى الْعَبَّاسَ

أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ «أَنَّ §كَعْبًا أَسْلَمَ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ» ، قَالَ: وَذَكَرَ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَعْبًا، فَقَالَ: «إِنَّ عِنْدَ ابْنِ الْحِمْيَرِيَّةِ لَعِلْمًا كَثِيرًا»

يزيد بن شجرة الرهاوي قتل هو وأصحابه في البحر سنة ثمان وخمسين، في خلافة معاوية بن أبي سفيان

§يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيُّ قُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي الْبَحْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

الحارث بن عبد الأزدي السلوكي صاحب معاذ، له أحاديث

§الْحَارِثُ بْنُ عَبْدٍ الْأَزْدِيُّ السَّلُوكِيُّ صَاحِبُ مُعَاذٍ، لَهُ أَحَادِيثُ

الطبقة الثانية من التابعين بالشام

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّابِعِينَ بِالشَّامِ

عبد الله بن محيريز

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: لَقِيَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، فَقَالَ: «يَا أَبَا إِسْحَاقَ، §عَطَّلْتُمِ الثُّغُورَ، وَأَغْزَيْتُمُ الْجُيُوشَ إِلَى الْحَرَمِ، وَإِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ» ، فَقَالَ لَهُ قَبِيصَةُ: «احْذَرْ مِنْ لِسَانِكَ، فَوَاللَّهِ مَا فُعِلَ» ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَأُتِيَ بِهِ مُتَقَنِّعًا، فَأُوقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «مَا كَلِمَةٌ قُلْتَهَا نُغِضَ لَهَا مَا بَيْنَ الْفُرَاتِ إِلَى الْعَرِيشِ يَعْنِي عَرِيشَ مِصْرَ» ثُمَّ لَانَ لَهُ، فَقَالَ: «الْزَمِ الصَّمْتَ، فَإِنَّ مَنْ رَأَى الْبَقِيَّةَ فِي قُرَيْشٍ وَالْحِلْمَ عَنْهَا» ، قَالَ: «فَرَأَى ابْنُ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَدْ غَنِمَ نَفْسَهُ يَوْمَئِذٍ»

قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي من بني قمير، ويكنى أبا إسحاق، وكان ثقة، روى عنه الزهري، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان وهو أدخل الزهري على عبد الملك بن مروان، ففرض له، ووصله، وصار من أصحابه، وتوفي قبيصة بالشام سنة ست أو سبع وثمانين في آخر خلافة

§قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ الْخُزَاعِيُّ مِنْ بَنِي قُمَيْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ أَدْخَلَ الزُّهْرِيَّ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَفَرَضَ لَهُ، وَوَصَلَهُ، وَصَارَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَتُوُفِّيَ قَبِيصَةُ بِالشَّامِ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

كثير بن مرة الحضرمي ويكنى أبا شجرة، وكان ثقة

§كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا شَجَرَةَ، وَكَانَ ثِقَةً

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، «§أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، كَتَبَ إِلَى كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ بِحِمْصَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالَ لَيْثٌ: «وَكَانَ يُسَمِّي الْجُنْدَ الْمُقَدَّمَ» قَالَ: «فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ بِمَا سَمِعَ مِنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَحَادِيثِهِمْ إِلَّا حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَإِنَّهُ عِنْدَنَا»

أبو مسلم الخولاني واسمه: عبد الله بن ثوب، وكان ثقة، وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية

§أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ كَعْبًا لَقِيَ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ، فَقَالَ لَهُ: «§مِنْ أَيْنَ أَنْتَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟» قَالَ: «مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ» قَالَ: مِنْ أَيِّ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: «مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ»

أبو إدريس الخولاني واسمه: عائذ الله بن عبد الله

§أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ وَاسْمُهُ: عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: «§وُلِدَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَامَ حُنَيْنٍ» ، فَقُلْتُ: مَنْ أَخْبِرَكَ؟ قَالَ: «مِنْ حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مُبِينٌ، وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ»

يعلى بن شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري وهو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر، وكان يعلى ثقة إن شاء الله، وقد روي عنه

§يَعْلَى بْنُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، وَكَانَ يَعْلَى ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

عبد الرحمن بن عمرو السلمي مات سنة عشر ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

شهر بن حوشب الأشعري

§شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيُّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: «§مَاتَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ: «§مَتَى مَاتَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ؟» قَالَ: «سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ»

عبد الله بن عامر اليحصبي وكان قليل الحديث، مات سنة ثماني عشرة ومائة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

القاسم بن عبد الرحمن ويكنى أبا عبد الرحمن، مولى جويرية بنت أبي سفيان بن حرب، وقيل مولى معاوية، وله حديث كثير في بعض حديث الشاميين أنه كان أدرك أربعين بدريا، ومات سنة اثنتي عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك

§الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَقِيلَ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، وَلَهُ حَدِيثٌ كَثِيرٌ فِي بَعْضِ حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ أَنَّهُ كَانَ أَدْرَكَ أَرْبَعِينَ بَدْرِيًّا، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

مسلم بن مشكم كان كاتب أبي الدرداء، وروى عن أبي الدرداء، ومعاوية، وروى عنه عبد الله بن العلاء بن زيد

§مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ كَانَ كَاتِبَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَرَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَيْدٍ

مسلم بن قرظة الأشجعي روى عن عمه، عوف بن مالك الأشجعي

§مُسْلِمُ بْنُ قَرَظَةَ الْأَشْجَعِيُّ رَوَى عَنْ عَمِّهِ، عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ

سعيد بن هانئ الخولاني ويكنى أبا عثمان، وكان ثقة إن شاء الله، مات سنة سبع وعشرين ومائة

§سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

أبو الزاهرية الحضرمي وقال بعضهم: الحميري واسمه: حدير بن كريب، وكان ثقة إن شاء الله، كثير الحديث، توفي سنة تسع وعشرين ومائة، في خلافة مروان بن محمد

§أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ الْحَضْرَمِيُّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْحِمْيَرِيُّ وَاسْمُهُ: حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

عبد الله بن مخمر

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِخْمَرٍ

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِخْمَرٍ، إِنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَقَدْ رَأَى النَّاسَ، وَقَدْ تَلَبَّسُوا: «§وَاحُسْنَاهُ، وَاجَمَالَاهُ بَعْدَ الْعَدَمِ وَالسَّدَمِ مِنَ الْأُدْمِ وَالْحَوْتَكِيِّةِ وَالْبُرُودِ أَصْبَحْتُمْ زُهْرًا، وَأَصْبَحَ النَّاسُ غُبْرًا، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يُعْطُونَ وَأَنْتُمْ تَأْخُذُونَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْتِجُونَ وَأَنْتُمْ تَرْكَبُونَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْسِجُونَ وَأَنْتُمْ تَلْبَسُونَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَزْرَعُونَ وَأَنْتُمْ تَأْكُلُونَ»

الحجاج بن عبد الثمالي، توفي في خلافة عبد الملك بن مروان

§الْحَجَّاجُ بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيُّ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

كلثوم بن هانئ الكندي روى من، حديث رديح بن سعيد بن عبد العزيز

§كُلْثُومُ بْنُ هَانِئٍ الْكِنْدِيُّ رَوَى مِنْ، حَدِيثِ رُدَيْحِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سَهْلٍ، حَدِّثْنَا، قَالَ: فَأَشْفَقَ مِنَ الْعَجَبِ حِينَ نَصَبُوهُ، فَقَالَ: «§إِنَّ قَلْبِي لَا خَيْرَ فِيهِ، مَا أَكْثَرَ مَا سَمِعَ وَنَسِيَ» ، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: «وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ لَفَعَلَ»

قَالَ: وَحَدَّثَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ كُلْثُومُ بْنُ هَانِئٍ: " §إِذَا الْأَخُ مِنْ إِخْوَانِكَ اسْتُعْمِلَ فَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ "

حكيم بن عمير وكان معروفا، قليل الحديث، وهو أبو الأحوص بن حكيم الشامي

§حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَبُو الْأَحْوَصِ بْنُ حَكِيمٍ الشَّامِيُّ

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «§رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ»

نوف البكالي أخبرنا موسى بن إسماعيل، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران، عن نوف البكالي، وهو ابن امرأة كعب

§نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ، وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبٍ

تبيع ابن امرأة كعب الأحبار وكان عالما، قد قرأ الكتب، وسمع من كعب علما كثيرا، ويكنى أبا عبيد، وفي بعض الحديث يكنى أبا عامر

§تُبَيْعُ ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ وَكَانَ عَالِمًا، قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، وَسَمِعَ مِنَ كَعْبٍ عِلْمًا كَثِيرًا، وَيُكْنَى أَبَا عُبَيْدٍ، وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ يُكْنَى أَبَا عَامِرٍ

مسلم بن كبيس أو كبيس، ويكنى أبا حسنة، روى عنه صفوان بن عمرو أنه كان يكتب المصاحف للناس متطوعا، لا يشرط على ذلك أجرا، فإذا فرغ، فإن أعطي شيئا أخذه، وإلا لم يسأل أحدا شيئا

§مُسْلِمُ بْنُ كَبِيسٍ أَوْ كُبَيْسٍ، وَيُكْنَى أَبَا حَسَنَةَ، رَوَى عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ لِلنَّاسِ مُتَطَوِّعًا، لَا يَشْرُطُ عَلَى ذَلِكَ أَجْرًا، فَإِذَا فَرَغَ، فَإِنْ أُعْطِيَ شَيْئًا أَخَذَهُ، وَإِلَّا لَمْ يَسْأَلْ أَحَدًا شَيْئًا

الطبقة الثالثة

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ

مكحول الدمشقي

§مَكْحُولٌ الدِّمَشْقِيُّ

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا، يَقُولُ: «§كُنْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَوَهَبَنِي لِرَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ بِمِصْرَ، فَأَنْعَمَ عَلَيَّ بِهَا، فَمَا خَرَجْتُ مِنْهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِهَا عِلْمُ إِلَّا وَقَدْ سَمِعْتُهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَمَا خَرَجْتُ مِنْهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِهَا عِلْمٌ إِلَّا وَقَدْ سَمِعْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ»

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نُمَيْرُ بْنُ عُقْبَةَ الْعَبْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: «§اخْتَلَفْتُ إِلَى شُرَيْحٍ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، لَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ، أَكْتَفِي بِمَا أَسْمَعُهُ يَقْضِي بِهِ»

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنِ جَابِرٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا مَكْحُولًا يَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَا أُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَلَا أَسْأَلُهُ؟ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَوْ مِنْ شُهُودِ الْجَنَازَةِ، فَقَالَ: «§كُنَّا فِي صَلَاةٍ، وَرَجَعْنَا إِلَى صَلَاةٍ، فَمَا بَالُ الْوُضُوءِ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ؟»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَنَّهُ رَأَى عَلَى مَكْحُولٍ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ قَدْ لَوَى عَلَيْهِ فِضَّةً حَتَّى لَمْ يَكُنْ يُرَى مِنَ الْحَدِيدِ شَيْءٌ، نَقْشُهُ: «رَبِّ بَاعِدْ مَكْحُولًا مِنَ النَّارِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ الشَّامِيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ مَكْحُولًا مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: «§كَانَ -[454]- مَكْحُولٌ إِذَا صَلَّى يُسْدِلُ عَلَيْهِ الطَّيْلَسَانَ كَثِيرًا»

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ «§أَنَّ مَكْحُولًا كَانَ فِيمَنِ افْتَرَضَ فِي الْعَطَاءِ، وَكَانَ يَأْخُذُهُ، وَيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّ اللَّهِ» وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: «زَارَ مَكْحُولٌ ابْنَ هِشَامٍ، فَلَمَّا أَقْبَلَ حَمَلَهُ عَلَى الْبَرِيدِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقُرَشِيُّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ لِرَجُلٍ: «§مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الْهَاجَةُ؟» وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: كَانَ مَكْحُولٌ مِنْ أَهْلِ كَابُلَ، وَكَانَتْ فِيهِ لُكْنَةٌ، وَكَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي حَدِيثِهِ وَرِوَايَتِهِ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: «§مَاتَ مَكْحُولٌ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

وَقَالَ الْحَرِيشُ بْنُ قَاسِمٍ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: «§أَرْدَفَنِي أَبِي لِمَوْتِ مَكْحُولٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ»

رجاء بن حيوة كان ينزل الأردن، وكان ثقة، عالما، فاضلا، كثير العلم

§رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ كَانَ يَنْزِلُ الْأُرْدُنَّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَالِمًا، فَاضِلًا، كَثِيرَ الْعِلْمِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «§كَانَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: «§رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ يُكْنَى أَبَا نَصْرٍ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ وَرَأْسُهُ أَحْمَرُ، وَلِحْيَتُهُ بَيْضَاءُ»

خالد بن معدان الكلاعي وكان ثقة

§خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ الْكَلَاعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: «§مَا دَابَّةٌ فِي بَرٍّ وَلَا بَحْرٍ تَفْدِينِي مِنَ الْمَوْتِ، وَلَوْ كَانَ الْمَوْتُ عَلَمًا يُسْتَبَقُ إِلَيْهِ لَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ يَسْبِقُ إِلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَسْبِقَنِي رَجُلٌ بِفَضْلِ قُوَّةٍ»

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَثَرَ السُّجُودِ»

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ «§أَنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ» ، قَالَ: «وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: «§مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وَهُوَ صَائِمٌ»

عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي وكان ثقة، وبعض الناس يستنكر حديثه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، وَبَعْضُ النَّاسِ يَسْتَنْكِرُ حَدِيثَهُ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

راشد بن سعد الحميري، من أهل حمص، وكان ثقة، ومات سنة ثمان ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك

§رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ الْحِمْيَرِيُّ، مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، وَكَانَ ثِقَةً، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

عبادة بن نسي الكندي وكان ثقة، مات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك

§عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

سعيد بن مرثد روى عنه جرير بن عثمان، وكان ممن أدرك صفين

§سَعِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ رَوَى عَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، وَكَانَ مِمَّنْ أَدْرَكَ صِفِّينَ

نمير بن أوس الأشعري، وكان قاضيا بدمشق، وكان قليل الحديث، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة، في خلافة هشام بن عبد الملك

§نُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَكَانَ قَاضِيًا بِدِمَشْقَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

سليمان بن حبيب المحاربي، وكان قليل الحديث، توفي سنة ست وعشرين ومائة

§سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي وكان ثقة، قليل الحديث، صاحب غزو، وكان من أهل دمشق، وتوفي سنة سبع عشرة ومائة، في خلافة هشام بن عبد الملك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، صَاحِبَ غَزْو، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ

قَالَ: رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ أَكُونَ عُقَولًا لِلْحَدِيثِ، وِعَاءً لَهُ " قَالَ: «فَدَعَا لِي، فَلَسْتُ أَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا عَقَلْتُ عَلَيْهِ»

أبو مخرمة السعدي

§أَبُو مَخْرَمَةَ السَّعْدِيُّ

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا مَخْرَمَةَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

سليمان بن موسى الأشدق ويكنى أبا أيوب، وكان ثقة، أثنى عليه ابن جريج

§سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الْأَشْدَقُ وَيُكَنَّى أَبَا أَيُّوبَ، وَكَانَ ثِقَةً، أَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ جُرَيْجٍ

قَالَ: وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بُرْدٍ، قَالَ: «§كَانُوا يَجْتَمِعُونَ عَلَى عَطَاءٍ فِي الْمَوَاسِمِ، فَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ لَهُمْ» وَمَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

أبو راشد الحبراني من حمير

§أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ مِنْ حِمْيَرَ

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، «§إِنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ»

عبد الله بن قيس اللخمي مات سنة أربع وعشرين ومائة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ اللَّخْمِيُّ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

يحيى بن أبي عمرو الشيباني يكنى أبا زرعة

§يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ يُكْنَى أَبَا زُرْعَةَ

علي بن أبي طلحة روى التفسير عن ابن عباس، رواه عنه معاوية بن صالح

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ رَوَى التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَوَاهُ عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ

يحيى بن جابر الطائي وله أحاديث، مات سنة ست وعشرين ومائة، في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك

§يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ وَلَهُ أَحَادِيثُ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

ضمضم أبو المثنى الأملوكي

§ضَمْضَمٌ أَبُو الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيُّ

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ضَمْضَمٍ أَبِي الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيُّ، إِنَّهُ §كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

يونس بن سيف وكان معروفا، له أحاديث، مات سنة عشرين ومائة، في خلافة هشام بن عبد الملك

§يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا، لَهُ أَحَادِيثُ، مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

عبد الرحمن بن عريب الحميري

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُرَيْبٍ الْحِمْيَرِيُّ

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُرَيْبٍ الْحِمْيَرِيِّ، إِنَّهُ §كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ

عمرو بن قيس الكندي وكان صالح الحديث، قال محمد بن عمر: " توفي سنة خمس وعشرين ومائة، في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك "

§عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ صَالِحَ الْحَدِيثِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ»

أبو طلحة له أحاديث قال محمد بن عمر: " توفي سنة أربع وعشرين ومائة "

§أَبُو طَلْحَةَ لَهُ أَحَادِيثُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ»

أبو عنبسة له أحاديث قال محمد بن عمر: " توفي سنة أربع وعشرين ومائة "

§أَبُو عَنْبَسَةَ لَهُ أَحَادِيثُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ»

أبو عتبة الكندي وكان قليل الحديث، قال محمد بن عمر: " توفي سنة ثماني عشرة ومائة، في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان "

§أَبُو عُتْبَةَ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ»

يزيد بن سمي وكان ثقة، قال محمد بن عمر: " توفي سنة خمس وعشرين ومائة، في خلافة هشام بن عبد الملك "

§يَزِيدُ بْنُ سُمَيٍّ وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ»

مهاصر بن حبيب وكان معروفا، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، في خلافة مروان بن محمد

§مُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

الطبقة الرابعة

§الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ

عروة بن رؤيم اللخمي كان كثير الحديث، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة

§عُرْوَةُ بْنُ رُؤَيْمٍ اللَّخْمِيُّ كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

عطية بن قيس وكان معروفا، وله أحاديث

§عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا، وَلَهُ أَحَادِيثُ

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

أزهر بن سعيد الحرازي من حمير، كان قليل الحديث، مات سنة تسع وعشرين ومائة، في خلافة مروان بن محمد

§أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَرَازِيُّ مِنْ حِمْيَرَ، كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

سعيد بن هانئ مات سنة تسع وعشرين ومائة، في خلافة مروان بن محمد

§سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

أسد بن وداعة الطائي من أهل حمص، كان قديما، روى عن أبي الدرداء، وبقي حتى مات سنة سبع وثلاثين ومائة، في أول خلافة أبي جعفر المنصور

§أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ الطَّائِيُّ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، كَانَ قَدِيمًا، رَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَبَقِيَ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ

بلال بن سعد وكان ثقة

§بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ وَكَانَ ثِقَةً

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

الوليد بن أبي مالك الهمداني ويكنى أبا العباس، وله أحاديث، فكان مكتبه بالكوفة، ومات بها سنة خمس أو ست وعشرين ومائة، في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان يوم مات ابن اثنتين وسبعين سنة

§الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْعَبَّاسِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ، فَكَانَ مَكْتَبُهُ بِالْكُوفَةِ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

وأخوه يزيد بن أبي مالك الهمداني، وله أحاديث، توفي بدمشق سنة ثلاثين ومائة، في خلافة مروان بن محمد آخر سلطان بني أمية، وكان يوم مات ابن اثنتين وسبعين سنة

§وَأَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَلَهُ أَحَادِيثُ، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ آخِرِ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

خالد بن عبد الله بن حسين

§خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

النعمان بن المنذر الغساني من أهل دمشق، وكان كثير الحديث، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في أول خلافة بني هاشم

§النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْغَسَّانَيُّ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ

عمرو بن المهاجر مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية عتاقة، وكان صاحب حرس عمر بن عبد العزيز

§عَمْرُو بْنُ الْمُهَاجِرِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ عَتَاقَةً، وَكَانَ صَاحِبَ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُهَاجِرَ أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ مَوْلَاتِي أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا - يَعْنِي الْغِيلَةَ - فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يَعْنِي بِذَلِكَ الْوَطْءَ عَلَى الرَّضَاعِ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْمُهَاجِرِ ثِقَةً، لَهُ حَدِيثٌ كَثِيرٌ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

هجير بن سعد وكان ثقة

§هُجَيْرُ بْنُ سَعْدٍ وَكَانَ ثِقَةً

أبو لقمان الحضرمي وكان معروفا، قال محمد بن عمر: " مات سنة ثلاثين ومائة، في آخر خلافة مروان بن محمد "

§أَبُو لُقْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ وَكَانَ مَعْرُوفًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ»

عامر بن أبي الجشيب كان قليل الحديث

§عَامِرُ بْنُ أَبِي الْجُشِيبِ كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

العلاء بن الحارث وكان قليل الحديث، ولكنه أعلم أصحاب مكحول وأقدمهم، وكان يفتي حتى خولط، مات سنة ست وثلاثين ومائة في آخر خلافة أبي العباس

§الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ أَعْلَمُ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ وَأَقْدَمُهُمْ، وَكَانَ يُفْتِي حَتَّى خُولِطَ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ

يحيى بن الحارث الذماري وكان قليل الحديث، وكان عالما بالقراءة في دهره، يقرأ عليه القرآن، مات سنة خمس وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر، وهو ابن سبعين سنة

§يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْقِرَاءَةِ فِيِ دَهْرِهِ، يُقْرَأُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

الحسين بن جابر وكان قديما، سمع من أبي أمامة، وعبد الله بن بسر المازني، وبقي حتى روى عنه معاوية بن صالح

§الْحُسَيْنُ بْنُ جَابِرٍ وَكَانَ قَدِيمًا، سَمِعَ مِنَ أَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَبَقِيَ حَتَّى رَوَى عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحً

الصقر بن نسير وكان معروفا، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة

§الصَّقْرُ بْنُ نُسَيْرٍ وَكَانَ مَعْرُوفًا، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

سليم بن عامر وكان ثقة، وكان قديما معروفا

§سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ وَكَانَ ثِقَةً، وَكَانَ قَدِيمًا مَعْرُوفًا

قَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: «§انْطَلَقْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَمَرَرْتُ بِأُمِّ الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ، فَأَمَرَتْ لِي بِدِينَارٍ، وَسَقَتْنِي طِلَاءٍ - يَعْنِي الرُّبَّ -،» قَالُوا: «وَتُوُفِّيَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ»

أبو عبيد الله

§أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

حاتم بن حريث الحمصي كان معروفا، مات سنة ثمان وثلاثين ومائة، في أول خلافة أبي جعفر

§حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ الْحِمْصِيُّ كَانَ مَعْرُوفًا، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

ضمرة بن حبيب كان ثقة إن شاء الله

§ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

ربيعة بن يزيد وكان ثقة

§رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ وَكَانَ ثِقَةً

أبو عبد رب

§أَبُو عَبْدِ رَبٍّ

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ»

أبو بشر مؤذن مسجد دمشق، مات سنة ثلاثين ومائة، في خلافة مروان بن محمد

§أَبُو بِشْرٍ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

الطبقة الخامسة

§الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ

محمد بن الوليد الزبيدي وكان ثقة إن شاء الله، وكان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث، وكان قد لقي الزهري، وكتب عنه، مات سنة ثمان وأربعين، في خلافة أبي جعفر، وهو ابن سبعين سنة

§مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالْفَتْوَى وَالْحَدِيثِ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ الزُّهْرِيَّ، وَكَتَبَ عَنْهُ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

يحيى بن يحيى الغساني وكان بدمشق، عالم بالفتوى والقضاء، وله أحاديث، مات سنة خمس وثلاثين ومائة، في آخر خلافة أبي العباس

§يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانَيُّ وَكَانَ بِدِمَشْقَ، عَالِمٌ بِالْفَتْوَى وَالْقَضَاءِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ

الوصين بن عطاء من كنانة، يكنى أبا كنانة، وكان ضعيفا في الحديث، مات بدمشق في عشر ذي الحجة، سنة تسع وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر

§الْوَصِينُ بْنُ عَطَاءٍ مِنْ كِنَانَةَ، يُكْنَى أَبَا كِنَانَةَ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، مَاتَ بِدِمَشْقَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَة أَبِي جَعْفَرٍ

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي وكان أكبر من أخيه يزيد بن يزيد بن جابر، ومات عبد الرحمن سنة أربع وخمسين ومائة، في خلافة أبي جعفر، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وكان ثقة

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الْأَزْدِيُّ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَكَانَ ثِقَةً

وأخوه يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي وكان ثقة إن شاء الله، وكان أصغر من أخيه عبد الرحمن بن يزيد، ولكنه تقدم موته قبله، فمات يزيد بن يزيد سنة أربع وثلاثين ومائة، ولم يبلغ ستين سنة

§وَأَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الْأَزْدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَلَكِنَّهُ تَقَدَّمَ مَوْتُهُ قَبْلَهُ، فَمَاتَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَلَمْ يَبْلُغْ سِتِّينَ سَنَةً

يونس بن ميسرة بن حلبس وكان ثقة، لما دخل المسودة في أول سلطان بني هاشم دمشق دخلوا مسجدها، فقتلوا من وجدوا فيه، فقتل يومئذ يونس بن ميسرة بن حلبس، وقتل يومئذ جد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في أول

§يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ وَكَانَ ثِقَةً، لَمَّا دَخَلَ الْمُسَوِّدَةُ فِي أَوَّلِ سُلْطَانِ بَنِي هَاشِمٍ دِمَشْقَ دَخَلُوا مَسْجِدَهَا، فَقَتَلُوا مَنْ وَجَدُوا فِيهِ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ -[467]-، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ جَدُّ أَبِي مُسْهِرٍ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ مُسْهِرٍ الْغَسَّانَيِّ الدِّمَشْقِيِّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ

ثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص، ويكنى أبا خالد، وكان ثقة في الحديث، ويقال: إنه كان قدريا، مات ببيت المقدس سنة ثلاث وخمسين ومائة، في خلافة أبي جعفر، وهو ابن بضع وستين سنة، وكان جد ثور بن يزيد قد شهد صفين مع معاوية، وقتل يومئذ، فكان ثور إذا ذكر

§ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلَاعِيُّ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا، مَاتَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ جَدُّ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ قَدْ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَكَانَ ثَوْرٌ إِذَا ذَكَرَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «لَا أُحِبُّ رَجُلًا قَتَلَ جَدِّي»

أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني كان كثير الحديث، ضعيفا، وقد روي عنه رواية كثيرة

§أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانَيُّ كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ضَعِيفًا، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ رِوَايَةٌ كَثِيرَةٌ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ، فَحَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمْ يَزَلْ يَجْهَدُ بِهِ حَتَّى قَشَرُوا لَهُ تُفَّاحَةً، فَأَفْطَرَ عَلَيْهَا قَالَ: وَقِيلَ لِامْرَأَتِهِ: أَلَا تَفْلِينَ ثِيَابَهُ؟ قَالَتْ: «§أَيْنَ سَاعَةٌ أَفْلِيهَا؟ مَا يُلْقِيهَا عَنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا» تَقُولُ: «لِاشْتِغَالِهِ بِالصَّلَاةِ»

صفوان بن عمرو السكسكي وكان ثقة مأمونا

§صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا

سعيد بن عبد العزيز التنوخي وكان ثقة إن شاء الله

§سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً»

سعيد بن بشير الأزدي ويكنى أبا عبد الرحمن، كان من أهل البصرة، فتحول إلى الشام، فنزل دمشق، وكان قدريا، ومات بدمشق سنة سبعين ومائة أول ما استخلف هارون أمير المؤمنين

§سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَزْدِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ دِمَشْقَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ أَوَّلَ مَا اسْتُخْلِفَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ

هشام بن الغازي بن ربيعة بن عمرو الجرشي ويكنى أبا العباس، وقد رووا عنه، وكان ثقة

§هِشَامُ بْنُ الْغَازِي بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُرَشِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْعَبَّاسِ، وَقَدْ رَوَوْا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً

عبد الله بن العلاء بن زبر وكان ثقة إن شاء الله

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

شعيب بن أبي حمزة واسم أبي حمزة: دينار، وكان من أهل حمص

§شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَاسْمُ أَبِي حَمْزَةَ: دِينَارٌ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ

يحيى بن حمزة، ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان كثير الحديث صالحه، وكان قاضيا بدمشق، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة، في خلافة هارون

§يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ صَالِحَهُ، وَكَانَ قَاضِيًا بِدِمَشْقَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

صدقة بن خالد السمين وكان ثقة

§صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّمِينُ وَكَانَ ثِقَةً

سليمان بن سليم الكندي

§سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْكِنْدِيُّ

الفرج بن فضالة الحمصي ويكنى أبا فضالة، وكان ضعيفا، وكان على بيت مال بغداد، وتوفي بها سنة ست وسبعين ومائة، في خلافة هارون

§الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ وَيُكْنَى أَبَا فَضَالَةَ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَكَانَ عَلَى بَيْتِ مَالِ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

الطبقة السادسة

§الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ

بقية بن الوليد الحمصي ويكنى أبا يحمد، وكان ثقة في روايته عن الثقات وكان ضعيف الرواية عن غير الثقات، ومات سنة سبع وتسعين ومائة، في آخر خلافة محمد بن هارون

§بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ وَيُكْنَى أَبَا يَحْمَدَ، وَكَانَ ثِقَةً فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الثِّقَاتِ وَكَانَ ضَعِيفَ الرِّوَايَةِ عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ

سويد بن عبد العزيز مولى بني سليم، ويكنى أبا محمد، وكان يروي أحاديث منكرة، ولد سنة تسعين، في آخر خلافة الوليد بن عبد الملك، وتوفي سنة سبع وستين، يعني في خلافة المهدي

§سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يَرْوِي أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً، وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِينَ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ، يَعْنِي فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ قَالَ: وَلِيَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَضَاءَ بَعْلَبَكَّ، وَكَانَ مُحْتَاجًا، فَلَقِيَهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ الدِّمَشْقِيُّ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وُلِّيتَ الْقَضَاءَ بَعْدَ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، §نَشَدْتُكَ اللَّهَ، أَتَحْتَ جُبَّتِكَ شِعَارٌ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: نَعَمْ فَرَفَعَ سُوَيْدٌ جُبَّتَهُ، وَقَالَ: «لَكِنَّ جُبَّتِي لَيْسَ تَحْتَهَا شِعَارٌ» ، ثُمَّ قَالَ: «أَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ هَذَا الطَّيْلَسَانُ لَكَ؟» قَالَ دَاوُدُ: نَعَمْ قَالَ سُوَيْدٌ: «فَوَاللَّهِ مَا هَذَا الطَّيْلَسَانُ الَّذِي تَرَى عَلَيَّ لِي، وَإِنَّهُ لَعَارِيَةٌ، أَفَلَا أَلِي الْقَضَاءَ بَعْدَ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ لَوْ وَلَّوْنِي بَيْتَ الْمَالِ، فَإِنَّهُ شَرٌّ مِنَ الْقَضَاءِ لَوَلِيتُهُ»

عبد الملك بن محمد البرسمي من حمير، وهو أبو الزرقاء

§عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْسَمِيُّ مِنْ حِمْيَرَ، وَهُوَ أَبُو الزَّرْقَاءِ

محمد بن حرب الأبرش الخولاني ويكنى أبا عبد الله، وقد ولي قضاء دمشق

§مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْأَبْرَشُ الْخَوْلَانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ

الوليد بن مسلم ويكنى أبا العباس

§الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَيُكْنَى أَبَا الْعَبَّاسِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، قَالَ: «§كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ مِنَ الْأَخْمَاسِ، فَصَارَ لِآلِ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا قَدِمَ بَنُو هَاشِمٍ فِي -[471]- دَوْلَتِهِمْ، فَصَارُوا إِلَى الشَّامِ، قَبَضُوا رَقِيقَهُمْ مِنَ الْأَخْمَاسِ وَغَيْرِهِمْ، فَصَارَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَهْلُ بَيْتِهِ لِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، فَوَهَبَهُمُ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ ابْنَهُ، فَأَعْتَقَهُمُ الْفَضْلُ، فَرَكِبَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى آلِ مَسْلَمَةَ، فَاشْتَرَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ»

فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: «§جَاءَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَأَقَرَّ لِي بِالرِّقِّ، فَأَعْتَقْتُهُ، وَكَانَ لِلْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخٌ يُقَالُ لَهُ جَبَلَةُ، كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَجَاهٌ بِالشَّامِ، وَكَانَ الْوَلِيدُ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ، حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى دِمَشْقَ»

عمر بن عبد الواحد وكان ثقة، وقد روي عنه

§عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ

ضمرة بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله، وكان مولى، وكان ثقة، مأمونا، خبيرا، لم يكن هناك أفضل منه، لا الوليد ولا غيره، مات في أول شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مَوْلًى، وَكَانَ ثِقَةً، مَأْمُونًا، خَبِيرًا، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَفْضَلُ مِنْهُ، لَا الْوَلِيدُ وَلَا غَيْرُهُ، مَاتَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

مبشر بن إسماعيل الحلبي ويكنى أبا إسماعيل، مولى لكلب، كان يسكن حلب، وكان ثقة مأمونا، ومات بحلب سنة مائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ وَيُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ، مَوْلًى لِكَلْبٍ، كَانَ يَسْكُنُ حَلَبَ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، وَمَاتَ بِحَلَبَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

شعيب بن إسحاق مولى رملة بنت عثمان بن عفان، كان ثقة، مات بدمشق سنة تسع وثمانين ومائة، في خلافة هارون

§شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ مَوْلَى رَمْلَةَ بِنْتِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، كَانَ ثِقَةً، مَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

الطبقة السابعة

§الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ

أبو المغيرة الحمصي واسمه: عبد القدوس بن الحجاج

§أَبُو الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ

أبو اليمان الحمصي واسمه: الحكم بن نافع، مات بحمص في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق بن هارون

§أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ وَاسْمُهُ: الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، مَاتَ بِحِمْصَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

الحسن بن واقع راوية ضمرة، مات بالرملة سنة عشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق بن هارون أخبرني من سأله، فقال: ممن أنت؟ فقال: " من ربيعة "

§الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ رَاوِيَةُ ضَمْرَةَ، مَاتَ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَأَلَهُ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: «مِنْ رَبِيعَةَ»

أبو مسهر واسمه عبد الأعلى بن مسهر الغساني، من أهل دمشق، وكان راوية لسعيد بن عبد العزيز التنوخي وغيره من الشاميين، وكان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقة، فسأله عن القرآن، فقال: " هو كلام الله " وأبى أن يقول: مخلوق، فدعا له بالسيف

§أَبُو مُسْهِرٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانَيُّ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَكَانَ رَاوِيَةً لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الشَّامِيِّينَ، وَكَانَ أَشْخَصَ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ وَهُوَ بِالرَّقَّةِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: «هُوَ كَلَامُ اللَّهِ» وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: مَخْلُوقٌ، فَدَعَا لَهُ بِالسَّيْفِ وَالنَّطْعِ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: «مَخْلُوقٌ» ، فَتَرَكَهُ مِنَ الْقَتْلِ، وَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ أَدْعُوَ لَكَ بِالسَّيْفِ لَقَبِلْتُ مِنْكَ وَرَدَدْتُكَ إِلَى بِلَادِكَ وَأَهْلِكَ، وَلَكِنَّكَ تَخْرُجُ الْآنَ، فَتَقُولُ: قُلْتُ ذَلِكَ فَرَقًا مِنَ الْقَتْلِ، أَشْخِصُوهُ إِلَى بَغْدَادَ فَاحْبِسُوهُ بِهَا حَتَّى يَمُوتَ، فَأُشْخِصَ مِنَ الرَّقَّةِ إِلَى بَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَحُبِسَ قِبَلَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمْ يَلْبَثْ فِي الْحَبْسِ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ فِيهِ، فِي غُرَّةِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَأُخْرِجَ لِيُدْفَنَ، فَشَهِدَهُ قَوْمٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ

هشام بن عمار من أهل دمشق، راوية للوليد بن مسلم

§هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، رَاوِيَةٌ لِلْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ

علي بن عياش الحمصي ويكنى أبا الحسن، روى عن جرير بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة

§عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، رَوَى عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ، وَشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ

يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي ويكنى أبا زكريا، روى عن سعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة

§يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ

الحجاج بن أبي منيع واسم أبي منيع: يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد، مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة، وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، وكان الزهري لما قدم

§الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ وَاسْمُ أَبِي مَنِيعٍ: يُوسُفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى عَبْدَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ أَخَا امْرَأَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَهِيَ عَبْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ لَمَّا قَدِمَ عَلَى هِشَامٍ بِالرَّصَافَةِ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كَانَ نَازِلًا عِنْدَهُمْ عِشْرِينَ عَامًا غَيْرَ أَشْهُرٍ، فَلَزِمَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، فَسَمِعَ عِلْمَهُ وَكُتُبَهُ، فَسَمِعَهَا مِنْهُ ابْنُهُ يُوسُفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَمِعَهَا مِنْهُ ابْنُ ابْنِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، وَسَمِعَهَا مِنْهُ ابْنُ ابْنِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَالَ: «أَنَا كُنْتُ أَحْمِلُ الْكُتُبَ إِلَيْهِ، فَيَقْرَأُهَا عَلَى النَّاسِ» ، قَالَ الْحَجَّاجُ: " وَمَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ نَيِّفٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، أَسْوَدُ شَعْرِ الرَّأْسِ، أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَقَالَ الْحَجَّاجُ: " فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ: أَنَا الْيَوْمَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً "

الطبقة الثامنة

§الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ

أبو عمرو واسمه الخطاب بن عثمان بن سليم بن مهاجر الفوزي الحمصي إمام مسجد المحررين، وكان سليم بن مهاجر يكنى أبا فورة، وهو مولى لطيئ، روى عن إسماعيل بن عياش، ومحمد بن حميد

§أَبُو عَمْرٍو وَاسْمُهُ الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْفَوْزِيُّ الْحِمْصِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ الْمُحَرَّرِينَ، وَكَانَ سُلَيْمُ بْنُ مُهَاجِرٍ يُكْنَى أَبَا فَوْرَةَ، وَهُوَ مَوْلًى لِطَيِّئٍ، رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ

يزيد بن عبد ربه الجرجسي الحمصي ويكنى أبا الفضل، روى عن بقية وغيره

§يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْجُرْجُسِيُّ الْحِمْصِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ، رَوَى عَنْ بَقِيَّةَ وَغَيْرِهِ

أبو عبد الملك العطار هشام بن إسماعيل الخزاعي روى عن محمد بن شعيب بن شابور وغيره

§أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَطَّارُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخُزَاعِيُّ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ وَغَيْرِهِ

بشر بن شعيب بن أبي حمزة من أهل حمص، وقد كتبوا عنه، وتوفي عند ابن معروف قبل أبي اليمان الحمصي

§بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، وَقَدْ كَتَبُوا عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ عِنْدَ ابْنِ مَعْرُوفٍ قَبْلَ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ

تسمية من نزل الجزيرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْجَزِيرَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عدي بن عميرة وهو الذي روى عنه قيس بن أبي حازم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من استعملناه على عمل، فكتمنا مخيطا فهو غل يوم القيامة "، وكان عدي هرب من علي بن أبي طالب عليه السلام من الكوفة، فنزل الجزيرة ومات بها، وهو أبو عدي بن عدي الجزري

§عَدِيُّ بْنُ عَمِيرَةَ وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَهُوَ غُلٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، وَكَانَ عَدِيُّ هَرَبَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْكُوفَةِ، فَنَزَلَ الْجَزِيرَةَ وَمَاتَ بِهَا، وَهُوَ أَبُو عَدِيِّ بْنُ عَدِيٍّ الْجَزَرِيِّ صَاحِبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

وابصة بن معبد الأسدي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى خلف الصفوف وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد، 10 من ولده عبد الرحمن بن صخر الذي كان على قضاء الرقة أيام هارون الرشيد أمير المؤمنين

§وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ، 10 مِنْ وَلَدِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ الَّذِي كَانَ عَلَى قَضَاءِ الرَّقَّةِ أَيَّامَ هَارُونَ الرَّشِيدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ويكنى أبا وهب وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وهي أم عثمان بن عفان رضي الله عنه ورحمة الله على عثمان، كان الوليد بن عقبة خرج من الكوفة معتزلا لعلي عليه

§الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَيُكْنَى أَبَا وَهْبٍ وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ -[477]- مَنَافٍ، وَهِيَ أُمُّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى عُثْمَانَ، كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ مُعْتَزِلًا لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمُعَاوِيَةَ، فَنَزَلَ الْجَزِيرَةَ بِالرَّقَّةِ، وَمَاتَ بِهَا، وَلَهُ بِهَا الْيَوْمَ عَقِبٌ

أبو عذرة

§أَبُو عُذْرَةَ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي عُذْرَةَ الْجَزَرِيِّ وَكَانَ قَدْ §أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

جد محمد بن خالد السلمي

§جَدُّ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَنَلْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ فِي جَسَدِهِ، وَفِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَنَالَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

وكان بالجزيرة بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين من التابعين وغيرهم

§وَكَانَ بِالْجَزِيرَةِ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ

ميمون بن مهران ويكنى أبا أيوب، كان ثقة، كثير الحديث

§مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ، كَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ -[478]-: قُلْتُ لِأَبِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: " §كَانَ أَبِي مُكَاتَبًا لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَعَتَقَ، وَكُنْتُ مَمْلُوكًا لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَزْدِ مِنْ ثُمَالَةَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ نَمِرٍ، فَأَعْتَقَتْنِي، فَلَمْ أَزَلْ بِالْكُوفَةِ حَتَّى كَانَ هَيْجُ الْجَمَاجِمِ، فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الْجَزِيرَةِ " قَالَ الْهَيْثَمُ: وَكَانَ أَوَّلُ أَمَرِ الْجَمَاجِمِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ دُجَيْلٍ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَكَانَ آخِرُ أَمَرِ الْجَمَاجِمِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ: «§وُلِدْتُ سَنَةَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ» قَالُوا: وَكَانَ مَيْمُونٌ وَالِيًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى خَرَاجِ الْجَزِيرَةِ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَلَى الدِّيوَانِ، قَالُوا: وَكَانَ مَيْمُونٌ بَزَّازًا، وَكَانَ عَلَى الْخَرَاجِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي حَانُوتِهِ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْتَعْفِيهِ مِنَ الْخَرَاجِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: «إِنَّمَا هُوَ دِرْهَمٌ تَأْخُذُهُ مِنْ حَقِّهِ، وَتَضَعُهُ فِي حَقِّهِ، فَمَا اسْتِعْفَاؤُكَ مِنْ هَذَا؟» فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْخَرَاجِ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى مَاتَ عُمَرُ، وَاسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَ مَيْمُونٌ وَالِيَهُ عَلَى الْخَرَاجِ أَشْهُرًا، وَقَدْ كَانَ مَيْمُونٌ وَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَالِ بِحَرَّانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ غَيْلَانُ الْقَدَرِيُّ يَعِظُهُ فِي ذَلِكَ بِرِسَالَةٍ، فَقَالَ مَيْمُونٌ: «وَدِدْتُ أَنَّ حَدَقَتِي سَقَطَتْ، وَأَنِّي لَمْ أَلِ عَمَلًا قَبْلُ لَهُ، وَلَا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ» قَالَ: «وَلَا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ»

قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: «§كَانَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ لَا يَخْضِبُ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عِيسَى بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: «§مَاتَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ الْغَالِبَ عَلَى أَهْلِ الْجَزِيرَةِ فِي الْفَتْوَى وَالْفِقْهِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: «§مَاتَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ»

يزيد بن الأصم واسمه: عبد عمرو بن عدس بن عبادة بن البكاء بن عامر بن صعصعة، وأمه برزة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر، وبرزة هي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة بنت الحارث: أم بني

§يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ عَمْرِو بْنِ عُدَسِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّهُ بَرْزَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ، وَبَرْزَةُ هِيَ أُخْتُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأُخْتُ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ: أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُخْتُ لُبَابَةَ الصُّغْرَى، وَهِيَ عَصْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ: أُمُّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَخَالَتِهِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ يَنْزِلُ الرَّقَّةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: " بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَأُتِيتُ بِالسَّحُورِ، فَرَأَيْتُ الْفَجْرَ، فَهِبْتُهُ، فَقُلْتُ لَهَا، فَقَالَتْ: مَا يُدْرِيكَ؟ §وَلِّ وَاشْرَبْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: «§مَاتَ يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ»

ثابت بن الحجاج الكلابي وكان ثقة إن شاء الله، روى عنه جعفر بن برقان وغيره

§ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْكِلَابِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَغَيْرُهُ

عدي بن عدي بن عميرة الكندي وكان ثقة إن شاء الله

§عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ §أَنَّ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْجَزِيرَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

عبد الرحمن بن السائب الهلالي ابن أخي ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنها، وكان قليل الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ الْهِلَالِيُّ ابْنُ أَخِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهَا، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

أبو فزارة من أهل الرقة ليس بذاك

§أَبُو فَزَارَةَ مِنْ أَهْلِ الرَّقَّةِ لَيْسَ بِذَاكَ

إبراهيم بن أبي حرة وكان قليل الحديث

§إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ

زيد بن رفيع من أهل نصيبين، وله أحاديث، مات سنة ثلاثين ومائة، في آخر خلافة مروان بن محمد

§زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

سالم الأفطس بن عجلان، مولى محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، قتله عبد الله بن علي أول ما دخلت المسودة الشام، سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان منزله حران، وكان ثقة، كثير الحديث

§سَالِمٌ الْأَفْطَسُ بْنُ عَجْلَانَ، مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَوَّلَ مَا دَخَلَتِ الْمُسَوِّدَةُ الشَّامَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ حُرَّانَ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

عبد الله بن مالك الجزري ويكنى أبا سعيد مولى محمد بن مروان بن الحكم، من أهل حران، وكان من أهل إصطخر، صار إلى حران، وهو ابن عم خصيف لحا، وكان ثقة، كثير الحديث

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ وَيُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ إِصْطَخْرَ، صَارَ إِلَى حَرَّانَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خُصَيْفٍ لَحًّا، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ

زيد بن أبي أنيسة كان يسكن الرها، ومات بها، وهو مولى لغني، وكان ثقة كثير الحديث، فقيها، راوية للعلم، قال محمد بن عمر: مات سنة خمس وعشرين ومائة، قال محمد بن سعيد: وسمعت رجلا من أهل حران يقول: مات - يعني زيدا - سنة تسع عشرة ومائة

§زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ كَانَ يَسْكُنُ الرَّهَا، وَمَاتَ بِهَا، وَهُوَ مَوْلًى لِغَنِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، فَقِيهًا، رَاوِيَةً لِلْعِلْمِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ: وَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ يَقُولُ: مَاتَ - يَعْنِي زَيْدًا - سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

علي بن نديمة وكان ثقة

§عَلِيُّ بْنُ نَدِيمَةَ وَكَانَ ثِقَةً

أَخْبَرَنَا أَبُو رَبَابٍ: الْحَكَمُ بْنُ جُنَادَةَ السُّوَائِيُّ، قَالَ: «§لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْمَدَائِنِ وَهَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ غُلَامَيْنِ -[482]- مِنْ أَبْنَاءِ الْأَكَاسِرَةِ أَحَدُهُمَا نُدَيْمَةُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ نُدَيْمَةَ، وَالْآخَرُ أَبُو زُهَيْرٍ جَدُّ الْمُطَّلِبِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، فَأَعْتَقَهُمَا جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ» ، قَالَ: «وَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ نُدَيْمَةَ بِحَرَّانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ عَلِيُّ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ»

خصيف بن عبد الرحمن ويكنى أبا عون، من أهل حران، مولى لعثمان بن عفان، أو لمعاوية بن أبي سفيان، وكان ثقة، مات سنة سبع وثلاثين ومائة، في أول خلافة أبي جعفر

§خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيُكْنَى أَبَا عَوْنٍ، مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَوْ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ ثِقَةً، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

وأخوه خصاف بن عبد الرحمن وقد روى عنه، أيضا، وكان هو وخصيف يوم ولدا في بطن واحد

§وَأَخُوهُ خَصَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ، أَيْضًا، وَكَانَ هُوَ وَخُصَيْفٌ يَوْمَ وُلِدَا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ

عمرو بن ميمون بن مطران وكان ثقة إن شاء الله، وكان ينزل الرقة، قال محمد بن عمر: مات سنة خمس وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر المنصور

§عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مُطْرَانَ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ يَنْزِلُ الرَّقَّةِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ

جعفر بن برقان الكلابي وكان ثقة صدوقا، له رواية وفقه وفتوى في دهره، وكان كثير الخطأ في حديثه، وكان ينزل الرقة، ومات بها سنة أربع وخمسين ومائة، في خلافة أبي جعفر

§جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ الْكِلَابِيُّ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا، لَهُ رِوَايَةٌ وَفِقْهٌ وَفَتْوَى فِي دَهْرِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْخَطَأِ فِي حَدِيثِهِ، وَكَانَ يَنْزِلُ الرَّقَّةَ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

النضر بن عربي العامري وكان ضعيف الحديث، توفي في خلافة المهدي

§النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ الْعَامِرِيُّ وَكَانَ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

غالب بن عبيد الله الجزري العقيلي كان ضعيفا ليس بذاك، توفي في خلافة أبي جعفر

§غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ الْعُقَيْلِيُّ كَانَ ضَعِيفًا لَيْسَ بِذَاكَ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

عبد الله بن محرر العامري كان ضعيفا ليس بذاك، توفي في خلافة أبي جعفر

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ الْعَامِرِيُّ كَانَ ضَعِيفًا لَيْسَ بِذَاكَ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

موسى بن أعين ويكنى أبا سعيد، مولى لبني أمية، وكان صدوقا، مات بحران سنة سبع وسبعين ومائة، في خلافة هارون

§مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ صَدُوقًا، مَاتَ بِحَرَّانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

سليمان بن عبد الله بن علاثة الكلابي وكان قليل الحديث، وكان ينزل حران، وكان على قضائها

§سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْكِلَابِيُّ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ يَنْزِلُ حَرَّانَ، وَكَانَ عَلَى قَضَائِهَا

محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي ويكنى أبا اليسر، وكان ثقة إن شاء الله، وكان على قضاء المهدي

§مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْكِلَابِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْيُسْرِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ الْمَهْدِيِّ

زياد بن عبد الله بن علاثة الكلابي وكان على خلافة أخيه على القضاء مع المهدي

§زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْكِلَابِيُّ وَكَانَ عَلَى خِلَافَةِ أَخِيهِ عَلَى الْقَضَاءِ مَعَ الْمَهْدِيِّ

بجير بن أبي أنيسة كان يسكن الرها، ومات بها، وكان أحدث من أخيه زيد، وكان ضعيفا، وأصحاب الحديث لا يكتبون حديثه

§بُجَيْرُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ كَانَ يَسْكُنُ الرَّهَا، وَمَاتَ بِهَا، وَكَانَ أَحْدَثَ مِنْ أَخِيهِ زَيْدٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ لَا يَكْتُبُونَ حَدِيثَهُ

أبو المليح واسمه: الحسن بن عمر

§أَبُو الْمَلِيحِ وَاسْمُهُ: الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: «§كَانَ مَوْلِدُ أَبِي الْمَلِيحِ بِالرَّقَّةِ، وَهُوَ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيِّ، وَكَانَ رَاوِيَةً لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ يَصِلُ إِلَى ذَلِكَ رَكْعَةً، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: «§رَأَيْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ»

عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي مولى لهم، ويكنى أبا وهب، وكان ثقة، صدوقا، كثير الحديث، وربما أخطأ، وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري، ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره، ومات بالرقة سنة ثمانين ومائة، في خلافة هارون

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ الْأَسَدِيُّ مَوْلًى لَهُمْ، وَيُكْنَى أَبَا وَهْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً، صَدُوقًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ، وَكَانَ أَحْفَظَ مَنْ رَوَى عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فِي الْفَتْوَى فِي دَهْرِهِ، وَمَاتَ بِالرَّقَّةِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

أبو العطوف واسمه: الجراح بن المنهال، وكان ضعيفا في الحديث

§أَبُو الْعَطُوفِ وَاسْمُهُ: الْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ

مروان بن شجاع ويكنى أبا عمرو، مولى مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، وكان من أهل حران، وكان ثقة، صدوقا، راوية لخصيف، وهو الذي كان يقال له الخصيفي، وكان قدم بغداد مؤدبا مع موسى أمير المؤمنين وولده، ومات ببغداد سنة أربع وثمانين ومائة، في خلافة هارون

§مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، وَكَانَ ثِقَةً، صَدُوقًا، رَاوِيَةً لِخُصَيْفٍ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ الْخُصَيْفِيُّ، وَكَانَ قَدِمَ بَغْدَادَ مُؤَدِّبًا مَعَ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدِهِ، وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

عتاب بن بشير ويكنى أبا الحسن، مولى لبني أمية، وكان يسكن حران، وكان صدوقا، ثقة إن شاء الله، راوية لخصيف، وليس هو بذاك في الحديث، ومات بحران سنة تسعين ومائة، في خلافة هارون

§عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَسْكُنُ حَرَّانَ، وَكَانَ صَدُوقًا، ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَاوِيَةً لِخُصَيْفٍ، وَلَيْسَ هُوَ بِذَاكَ فِي الْحَدِيثِ، وَمَاتَ بِحَرَّانَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

محمد بن سلمة ويكنى أبا عبد الله، مولى لباهلة، وكان يسكن حران وكان صدوقا، ثقة إن شاء الله، وكان له فضل ورواية وفتوى، مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومائة، في خلافة هارون

§مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلًى لِبَاهِلَةَ، وَكَانَ يَسْكُنُ حَرَّانَ وَكَانَ صَدُوقًا، ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَرِوَايَةٌ وَفَتْوَى، مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

أبو قتادة الحراني واسمه: عبد الله بن واقد، مولى لبني حمان، وكان له فضل وعبادة، ولم يكن في الحديث بذاك

§أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، مَوْلًى لِبَنِي حِمَّانَ، وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِذَاكَ

الفيض بن إسحاق ويكنى أبا يزيد، من أهل الرقة، وكان صاحب حديث وخير وغزو، مات بالرقة سنة ست عشرة ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ، مِنْ أَهْلِ الرَّقَّةِ، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ وَخَيْرٍ وَغَزْوٍ، مَاتَ بِالرَّقَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

معمر بن سليمان الرقي النخعي مات في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة، في خلافة هارون

§مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ النَّخَعِيُّ مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

خالد بن حيان ويكنى أبا يزيد الخزاز، وكان ثقة ثبتا، مات بالرقة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ومائة، في خلافة هارون، وكان يوم مات قد دخل في سبعين سنة، ولم يستكملها

§خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ الْخَزَّازُ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، مَاتَ بِالرَّقَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ قَدْ دَخَلَ فِي سَبْعِينَ سَنَةً، وَلَمْ يَسْتَكْمِلْهَا

عبد الله بن جعفر بن غيلان، يكنى أبا عبد الرحمن مولى آل أبي معيط، وكان راوية لأبي المليح، وعبيد الله بن عمرو، وكان ضعيف البصر، يخضب بالحناء، ومات بالرقة لتسع ليال بقين من شعبان سنة عشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق بن هارون

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ غَيْلَانَ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَ رَاوِيَةً لِأَبِي الْمَلِيحِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ ضَعِيفَ الْبَصَرِ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَمَاتَ بِالرَّقَّةِ لِتِسْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن باب لت الحراني ويكنى أبا سعيد، وكان باب لت من أهل طخارستان، من الملوك الكبار، روى عن أبي بكر بن أبي مريم، وصفوان بن عمرو

§يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ بَابِ لَتٍّ الْحَرَّانِيُّ وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ بَابُ لَتٍّ مِنْ أَهْلِ طَخَارِسْتَانَ، مِنَ الْمُلُوكِ الْكِبَارِ، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو

عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني صاحب زهير بن معاوية، ويكنى أبا جعفر، وكان بالموصل

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ صَاحِبُ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، وَكَانَ بِالْمَوْصِلِ

المغيرة بن زياد

§الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادً

المعافى بن عمران بن محمد بن عمران بن نفيل بن جابر بن وهب بن عبيد الله بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن محاسن بن سلمة بن فهم، من الأزد، قال: وكان ثقة، فاضلا، خيرا، صاحب سنة

§الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسِ بْنِ مَحَاسِنِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ فَهْمٍ، مِنَ الْأَزْدِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، فَاضِلًا، خَيِّرًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: " §كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: يُسَمِّي الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ الْيَاقُوتَةَ، وَكَانَ يَفْتَخِرُ أَهْلُ الْمَوْصِلِ بِهِ "

وكان بالعواصم والثغور

§وَكَانَ بِالْعَوَاصِمِ وَالثُّغُورِ

أبو عمرو الأوزاعي واسمه عبد الرحمن بن عمرو، والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم، ولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة مأمونا، صدوقا فاضلا، خيرا، كثير الحديث والعلم والفقه، حجة، وكان مكتبه باليمامة؛ فلذلك سمع من يحيى بن أبي كثير وغيره من مشايخ أهل

§أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، وَالْأَوْزَاعُ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ، وَهُوَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، صَدُوقًا فَاضِلًا، خَيِّرًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، حُجَّةً، وَكَانَ مَكْتَبُهُ بِالْيَمَامَةِ؛ فَلِذَلِكَ سَمِعَ مِنَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَغَيْرِهِ مِنْ مَشَايِخِ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وَكَانَ يَسْكُنُ بَيْرُوتَ، وَبِهَا مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

أبو إسحاق الفزاري واسمه: إبراهيم بن محمد الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، وكان ثقة، فاضلا، صاحب سنة وغزو، كثير الخطأ في حديثه، ومات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومائة، في خلافة هارون

§أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَاسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، فَاضِلًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَغَزْوٍ، كَثِيرَ الْخَطَأِ فِي حَدِيثِهِ، وَمَاتَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من همدان، ويكنى أبا عمرو، وهو من أهل الكوفة، تحول إلى الثغر، فنزل بالحدث، وكان ثقة ثبتا، ومات بالحدث في أول سنة إحدى وتسعين ومائة، في خلافة هارون

§عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ مِنْ هَمْدَانَ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، تَحَوَّلَ إِلَى الثَّغْرِ، فَنَزَلَ بِالْحَدَثِ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، وَمَاتَ بِالْحَدَثِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

مخلد بن الحسين ويكنى أبا محمد، وكان من أهل البصرة، وهو ابن امرأة هشام بن حسان، وكان راوية عنه، وكان ثقة فاضلا، فتحول، فنزل بالمصيصة، ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة، في خلافة هارون

§مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وَكَانَ رَاوِيَةً عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلًا، فَتَحَوَّلَ، فَنَزَلَ بِالْمَصِيصَةِ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

محمد بن كثير ويكنى أبا يوسف، وكان من أهل صنعاء، ونشأ بالشام، ونزل المصيصة، وكان ثقة، روى عن معمر والأوزاعي وغيرهما، ويذكرون أنه اختلط في آخر عمره، ومات في آخر سنة ست عشرة ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا يُوسُفَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، وَنَشَأَ بِالشَّامِ، وَنَزَلَ الْمَصِيصَةِ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَغَيْرِهِمَا، وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

الحجاج بن محمد الأعور ويكنى أبا محمد، مولى لسليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، وكان من أهل بغداد، فتحول إلى المصيصة بعياله، فنزلها سنين كثيرة، ثم رجع إلى بغداد، فمات بها سنة ست ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون، وكان ثقة،

§الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِسُلَيْمَانَ بْنِ مُجَالِدٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الْمَصِيصَةِ بِعِيَالِهِ، فَنَزَلَهَا سِنِينَ كَثِيرَةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ كَانَ تَغَيَّرَ حِينَ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ

محمد بن يوسف الفريابي ويكنى أبا عبد الله، وهو صاحب سفيان الثوري رحمه الله

§مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ صَاحِبُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ

الحنيني المدني واسمه: إسحاق بن إبراهيم

§الْحُنَيْنِيُّ الْمَدَنِيُّ وَاسْمُهُ: إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

آدم بن أبي إياس ويكنى أبا الحسن، وكان من أبناء أهل خراسان، من أهل مرو الروذ، طلب الحديث ببغداد، وسمع من شعبة سماعا كثيرا صحيحا، ثم انتقل فنزل عسقلان، فلم يزل هناك حتى مات بها في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق بن هارون، وهو ابن

§آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ مَرْوِ الرُّوذِ، طَلَبَ الْحَدِيثَ بِبَغْدَادَ، وَسَمِعَ مِنَ شُعْبَةَ سَمَاعًا كَثِيرًا صَحِيحًا، ثُمَّ انْتَقَلَ فَنَزَلَ عَسْقَلَانَ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَكَانَ قَصِيرًا، وَكَانَ وَرَّاقًا

الهيثم بن جميل

§الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ

قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: «§أَفْلَسَ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، تَحَوَّلَ فَنَزَلَ أَنْطَاكِيَّةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا، وَكَانَ ثِقَةً»

علي بن بكار البصري ويكنى أبا الحسن، وكان عالما فقيها، توفي بالمصيصة سنة ثمان ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْبَصْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَكَانَ عَالِمًا فَقِيهًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

حارث بن عطية البصري ويكنى أبا عبد الله، توفي في المصيصة سنة تسع وتسعين ومائة، في خلافة المأمون، وكان عالما

§حَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَصْرِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُوُفِّيَ فِي الْمَصِيصَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَكَانَ عَالِمًا

خلف بن تميم الكوفي وكان عالما، توفي بالمصيصة سنة ثلاث عشرة ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ الْكُوفِيُّ وَكَانَ عَالِمًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

محمد بن عيينة الفزاري ويكنى أبا عبد الله، وكان عالما، توفي بالمصيصة سنة سبع عشرة ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون

§مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْفَزَارِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ عَالِمًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ

أبو عثمان سعيد القارئ الصياد وكان من أهل خراسان، سكن الثغر، وكان فقيها، عالما، زاهدا، توفي بالمصيصة سنة إحدى وعشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق بن هارون

§أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدٌ الْقَارِئُ الصَّيَّادُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، سَكَنَ الثَّغْرَ، وَكَانَ فَقِيهًا، عَالِمًا، زَاهِدًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

أبو الموفق وكان فقيها، وكان ينزل كفربيا، توفي بالمصيصة في سنة عشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق أمير المؤمنين

§أَبُو الْمُوَفَّقِ وَكَانَ فَقِيهًا، وَكَانَ يَنْزِلُ كَفَرْبَيَّا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

أبو المنذر وكان قاضيا بالمصيصة، وكان عالما، فقيها، توفي بالمصيصة سنة اثنتين وعشرين ومائتين، في خلافة المعتصم: أبي إسحاق بن هارون

§أَبُو الْمُنْذِرِ وَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَصِيصَةِ، وَكَانَ عَالِمًا، فَقِيهًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ: أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

منصور بن هارون ويكنى أبا الحسن، وكان عالما، فقيها، توفي بالمصيصة سنة اثنتين وعشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق

§مَنْصُورُ بْنُ هَارُونَ وَيُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، وَكَانَ عَالِمًا، فَقِيهًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ

أبو زكريا الطحان وكان عالما، توفي بالمصيصة سنة خمس وعشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق بن هارون

§أَبُو زَكَرِيَّا الطَّحَّانُ وَكَانَ عَالِمًا، تُوُفِّيَ بِالْمَصِيصَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ

تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ مِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ويكنى أبا عبد الله، أسلم بأرض الحبشة عند النجاشي، ثم قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا في هلال صفر سنة ثمان من الهجرة، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله على غزوة ذات السلاسل،

§عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَسْلَمَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا فِي هِلَالِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَصَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، وَبَعْثَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ إِلَى سُوَاعٍ صَنَمِ هُذَيْلٍ فَهَدَمَهُ، وَبَعْثَهُ أَيْضًا إِلَى جَيْفَرٍ وَعَبْدٍ ابْنَيِ الْجَلَنْدَا وَكَانَا مِنَ الْأَزْدِ بِعُمَانَ يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَمْرٌو بِعُمَانَ، فَخَرَجَ مِنْهَا، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ إِلَى الشَّامِ، فَتَوَلَّى مَا تَوَلَّى مِنْ فَتْحِهَا، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَولَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِلَسْطِينَ وَمَا وَالَاهَا، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَسِيرَ إِلَى مِصْرَ، فَسَارَ إِلَيْهَا فِي الْمُسْلِمِينَ، وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَخَمْسُمِائَةٍ، فَفَتَحَ مِصْرَ، وَولَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِصْرَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَولَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مِصْرَ سِنِينَ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَقَدِمَ عَمْرٌو الْمَدِينَةَ، فَأَقَامَ بِهَا، فَلَمَّا نَشِبَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ بِهَا فِي أَرْضٍ لَهُ بِالسَّبَعِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ، حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَصَارَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ يُظْهِرُ الطَّلَبَ بِدَمِ عُثْمَانَ، وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، ثُمَّ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ مِصْرَ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا وَالِيًا، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا يَوْمَ الْفِطْرِ سَنَةَ

ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَدُفِنَ بِالْمُقَطَّمِ مَقْبَرَةِ أَهْلِ مِصْرَ، وَهُوَ سَفْحُ الْجَبَلِ، وَقَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: «أَجْلِسُونِي» فَأَجْلَسُوهُ، فَأَوْصَى: «إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ قُبِضْتُ فَخُذُوا فِي جَهَازِي، وَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، وَشُدُّوا إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ، وَأَلْحِدُوا لِي، وَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ، وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي» ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بِأَشْيَاءَ فَتَرَكَهَا، وَنَهَيْتَهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَارْتَكَبَهَا، فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» ثَلَاثًا، جَامِعًا يَدَيْهِ مُعْتَصِمًا بِهِمَا حَتَّى قُبِضَ

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «§أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الْفِطْرِ، فَغَدَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى إِذَا بَرَزَ بِهِ وَضَعَهُ فِي الْجَبَّانَةِ حَتَّى انْقَطَعَتِ الْأَزِقَّةُ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْعِيدِ» ، قَالَ: «أَحْسَبُ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ شَهِدَ الْعِيدَ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ»

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم قال محمد بن عمر: أسلم عبد الله بن عمرو قبل أبيه، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان خيرا فاضلا "

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَبْلَ أَبِيهِ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلًا "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، فَأَذِنَ لِي، فَكَتَبْتُهُ» ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو صَحِيفَةً، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «§هَذِهِ الصَّادِقَةُ، فِيهَا -[495]- مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أَحَدٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْفِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ §أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: " §وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ، أَحْمَرُ، عَظِيمُ الْبَطْنِ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ أَبِي: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ وَصَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَقَالَ: «§رَجُلٌ أَحْمَرُ، عَظِيمُ الْبَطْنِ، طَوِيلٌ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقْرَأُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ»

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْبَيْتِ بَعْدَمَا عَمِيَ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو مَعَ أَبِيهِ مُعْتَزِلًا لِأَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُوهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ خَرَجَ مَعَهُ، فَشَهِدَ صِفِّينَ، ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «§مَا لِي وَلِصِفِّينَ، مَا لِي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ» وَخَرَجَ مَعَ أَبِيه إِلَى مِصْرَ، فَلَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مِصْرَ، فَأَقَرَّهُ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَكَانَ يَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ، وَيَأْتِي الشَّامَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ، وَقَدْ كَانَ ابْتَنَى بِهَا دَارًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ، فَدُفِنَ فِي دَارِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ هَكَذَا رَوَى أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْأَشْيَاخِ فِي مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , -[496]- وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، أسلم قديما، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج، فنزل مصر، وكان قاضيا بها لعمرو بن العاص، فلما كان صبيحة يوم وافى الخارجي ليضرب عمرو بن العاص، ولم يخرج عمرو يومئذ، وأمر

§خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَسْلَم قَدِيمًا، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ، فَنَزَلَ مِصْرَ، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةَ يَوْمٍ وَافَى الْخَارِجِيَّ لِيَضْرِبَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَمْرٌو يَوْمَئِذٍ، وَأَمَرَ خَارِجَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ الْخَارِجِيُّ، فَضَرَبَ خَارِجَةَ بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَتَلَهُ، فَأُخِذَ، فَأُدْخِلَ عَلَى عَمْرٍو، وَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتَ عَمْرًا، وَإِنَّمَا ضَرَبْتَ خَارِجَةَ، فَقَالَ: أَرَدْتُ عَمْرًا، وَأَرَادَ اللَّهُ خَارِجَةَ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «§أَنِ افْرِضْ لِكُلِّ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْعَطَاءِ، وَأَبْلِغْ ذَلِكَ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ، وَافْرِضْ لِخَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ فِي الشَّرَفِ لِشَجَاعَتِهِ، وَافْرِضْ لِعُثْمَانَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيِّ فِي الشَّرَفِ لِضِيَافَتِهِ»

عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وكان قد أسلم قديما، وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، ثم افتتن، وخرج من المدينة إلى مكة مرتدا، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح، فجاء عثمان

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ قَدْ أَسْلَم قَدِيمًا، وَكَتَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَحْيَ، ثُمَّ افْتُتِنَ، وَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ مُرْتَدًّا، فَأَهْدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَمَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى -[497]- الله عليه وسلم، فَاسْتَأْمَنَ لَهُ، فَآمَنَهُ، وَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُبَايِعُهُ؟» فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَقَالَ: «الْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» ، وَولَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مِصْرَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَنَزَلَهَا، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، فَلَمْ يَزَلْ وَالِيًا بِهَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ

محمية بن جزء بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد بن مذحج، وكان حليفا لبني سهم، وأسلم محمية بمكة قديما، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، وأول مشاهده المريسيع، وهي غزوة بلمصطلق، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمس وسهمان المسلمين

§مَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُبَيْدِ بْنِ مَذْحِجٍ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي سَهْمٍ، وَأَسْلَمَ مَحْمِيَةُ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْمُرَيْسِيعُ، وَهِيَ غَزْوَةٌ بَلْمُصْطَلِقَ، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْخُمُسِ وَسُهْمَانِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْأَخْمَاسِ بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَنَزَلَهَا

عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل بمصر، وروى عنه المصريون

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ بِمِصْرَ، وَرَوَى عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ عِمَامَةً حَرْقَانِيَّةً، فَسَأَلْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَرْقَانِيَّةِ، فَقَالَ: السَّوْدَاءُ "

عقبة بن عامر بن عبس الجهني، ويكنى أبا عمرو صحب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وندب أبو بكر الناس إلى الشام خرج عقبة بن عامر، فشهد فتوح الشام ومصر، وشهد مع معاوية صفين، ثم تحول إلى مصر، فنزلها، وابتنى بها دارا،

§عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَدَبَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ إِلَى الشَّامِ خَرَجَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَشَهِدَ فُتُوحَ الشَّامِ وَمِصْرَ، وَشَهِدَ مَعَ مُعَاوِيَةَ صِفِّينَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَنَزَلَهَا، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَدُفِنَ بِالْمُقَطَّمِ مَقْبَرَةِ أَهْلِ مِصْرَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدُ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ، وَكَانَ يَقُولُ: «§نُغَيِّرُ أَعْلَاهَا، وَتَأْبَى أُصُولُهَا»

نبيه بن صواب المهري

§نُبَيْهُ بْنُ صَوَابٍ الْمَهْرِيُّ

أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ نُبَيْهَ بْنَ صَوَابِ الْمَهْرِيَّ، - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ، فَأَسْلَمَ، فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اطْلُبُوا لَهُ وَارِثًا مُسْلِمًا» ، فَطَلَبُوا، فَلَمْ يَجِدُوا، فَقَالَ: «ادْفَعُوهُ إِلَى أَقْعَدِ قُضَاعَةَ فِي النَّسَبِ» فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ أَقْعَدُ قُضَاعَةَ فِي النَّسَبِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي الْبُرَكِ بْنِ وَبَرَةَ أَخِي كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي سَلَمَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ

علقمة بن رمثة البلوي من قضاعة

§عَلْقَمَةُ بْنُ رِمْثَةَ الْبَلَوِيُّ مِنْ قُضَاعَةَ

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ الْبَلَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا» قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ إِنْسَانٍ اسْمُهُ عَمْرٌو، ثُمَّ نَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَانِيَةً، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا» ، ثُمَّ نَعَسَ ثَالِثَةً، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا» ، فَقُلْنَا: مَنْ عَمْرٌو يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» قَالُوا: مَا لَهُ؟ قَالَ: " §ذَكَرْتُهُ أَنِّي كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ لِلصَّدَقَةِ جَاءَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَأَجْزَلَ، فَأَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا عَمْرٌو؟ فَيَقُولُ: مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَصَدَقَ عَمْرٌو، إِنَّ لِعَمْرٍو عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا كَثِيرًا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ زُهَيْرٌ: فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ قُلْتُ: أَتَّبِعُ هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ، فَلَمْ أُفَارِقْهُ

أبو زمعة البلوي

§أَبُو زَمْعَةَ الْبَلَوِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ حَسَّانَ بْنِ غَالِبٍ الْمِصْرِيِّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُلَيْلٍ، أَنَّ أَبَا زَمْعَةَ الْبَلَوِيَّ، - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِإِفْرِيقِيَّةَ قَالَ لَهُمْ: «§إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسَوُّوا قَبْرِي»

أبو خراش السلمي

§أَبُو خِرَاشٍ السُّلَمِيُّ

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، أَنَّ عِمْرَانَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَنَسٍ - حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ»

أبو بصرة الغفاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل مصر، ومات بها، ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر

§أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ مِصْرَ، وَمَاتَ بِهَا، وَدُفِنَ بِالْمُقَطَّمِ مَقْبَرَةِ أَهْلِ مِصْرَ

وابنه بصرة بن أبي بصرة صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه

§وَابْنُهُ بَصْرَةُ بْنُ أَبِي بَصْرَةَ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ

وابنه جميل بن بصرة بن أبي بصرة الغفاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا مع أبيه وجده، وروى عنه

§وَابْنُهُ جَمِيلُ بْنُ بَصْرَةَ بْنِ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَيْضًا مَعَ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، وَرَوَى عَنْهُ

أبو بردة صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل مصر

§أَبُو بُرْدَةَ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ مِصْرَ

أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَتِّبٍ، أَوْ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -[501]- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§سَيَخْرُجُ مِنَ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً، لَا يَدْرُسُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ» قَالَ نَافِعٌ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَكُنَّا نَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَالْكَاهِنَانِ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ

عبد الله بن سعد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سكن مصر

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، سَكَنَ مِصْرَ

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ مُؤَ§اكَلَةِ الْحَائِضِ، فَقَالَ: «آكِلْهَا»

قَالَ: وَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِي، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «§مَا تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً»

خرشة بن الحارث

§خَرَشَةُ بْنُ الْحَارِثِ

قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يُقْتَلُ صَبْرًا فَلَا تَحْضُرُوهُ؛ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يُقْتَلُ مَظْلُومًا؛ فَتَنْزِلُ السُّخْطَةُ، فَتُصِيبُكُمْ»

جنادة الأزدي

§جُنَادَةُ الْأَزْدِيُّ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ مِنَ الْأَزْدِ أَنَا ثَامِنُهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ صِيَامٌ، فَدَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الطَّعَامِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا صِيَامٌ، فَقَالَ: «§هَلْ صُمْتُمْ أَمْسِ» ؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا قَالَ: «فَهَلْ تَصُومُونَ غَدًا» ؟ قُلْنَا: لَا قَالَ: «أَفْطِرُوا» ، فَأَفْطَرْنَا، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ؛ لِيُعْلِمَهُمْ أَنَّهُ لَا يَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

سعيد بن يزيد الأزدي

§سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ

أبو سعد الخير الأنماري

§أَبُو سَعْدِ الْخَيْرِ الْأَنْمَارِيُّ

أُخْبِرْتُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زُرَيْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ الْعَامِرِيَّ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَبَا سَعْدِ الْخَيْرِ حَدَّثَهُمْ بِقَرْطَسَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَعُمَّ ذَلِكَ مُهَاجِرَتَنَا، وَيُوفِي ذَلِكَ طَائِفَةً مِنْ أَعْرَابِنَا»

معاذ بن أنس الجهني صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث، وسكن مصر، وهو أبو سهل بن معاذ، الذي روى عنه زبان بن فائد وغيره من الشاميين والمصريين

§مُعَاذُ بْنُ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَسَكَنَ مِصْرَ، وَهُوَ أَبُو سَهْلِ بْنُ مُعَاذٍ، الَّذِي رَوَى عَنْهُ زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الشَّامِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ

أبو اليقظان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أَبُو الْيَقْظَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْيَقْظَانِ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ حُبًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ تَرَوْهُ مِنْ عَامَّةِ مَنْ رَآهُ»

معاوية بن حديج صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وقد لقي عمر بن الخطاب، وروى عنه حديثا في المسح، وكان عثمانيا

§مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَقَدْ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا فِي الْمَسْحِ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حُجَيْرٍ - وَهُوَ أَبُو حُجَيْرٍ - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ - قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: «§مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، وَكَفَّنَهُ، وَاتَّبَعَهُ، وَوَلِيَ جَنَنَهُ رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ»

زياد بن الحارث الصدائي وهو الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فسار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولزم غرزه، فلما كان في السحر قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أذن يا أخا صداء " فأذن، ثم جاء بلال يقيم، فقال رسول الله صلى الله

§زِيَادُ بْنُ الْحَارِثِ الصُّدَائِيُّ وَهُوَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَسَارَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَزِمَ غَرْزَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَذِّنْ يَا أَخَا صُدَاءٍ» فَأَذَّنَ، ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ يُقِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ» ، قَالَ: فَأَقَامَ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَنَزَلَ زِيَادُ بْنُ الْحَارِثِ مِصْرَ، وَرَوَى عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ

مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، من الأنصار، ويكنى أبا معمر

§مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ الصَّامِتِ بْنِ نِيَارِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، مِنَ الْأَنْصَارِ، وَيُكْنَى أَبَا مَعْمَرٍ

حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، قَالَ: «§أَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَنَزَلَهَا، وَكَانَ مَعَ أَهْلِ خَرِبْتَا، وَكَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَأَعَدَّهُ، وَكَانَ لَهُ بِهَا ذِكْرٌ وَنَبَاهَةٌ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

سرق

§سُرَّقٌ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ بِمِصْرَ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى رَجُلٍ، فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: «أَنَا سُرَّقٌ» ، قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُسَمَّى بِهَذَا الِاسْمِ، وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §سَمَّانِي سُرَّقًا، فَلَنْ أَدَعَ ذَاك أَبَدًا» قَالَ: قُلْتُ: وَلِمَ سَمَّاكَ سُرَّقًا؟ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ بِبَعِيرَيْنِ لَهُ يَبِيعُهُمَا، فَابْتَعْتُهُمَا مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: انْطَلِقْ حَتَّى أُعْطِيَكَ، فَدَخَلْتُ بَيْتِي، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ خَلْفٍ لِي، وَقَضَيْتُ بِثَمَنِ الْبَعِيرَيْنِ حَاجَةً لِي، وَتَغَيَّبْتُ حَتَّى -[505]- ظَنَنْتُ أَنَّ الْأَعْرَابِيَّ قَدْ خَرَجَ قَالَ: فَخَرَجْتُ وَالْأَعْرَابِيُّ مُقِيمٌ، فَأَخَذَنِي وَقَدَّمَنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ» قُلْتُ: قَضَيْتُ بِثَمَنِهِمَا حَاجَتِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَاقْضِهِ» ، قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدِي قَالَ: «أَنْتَ سُرَّقٌ اذْهَبْ بِهِ يَا أَعْرَابِيُّ، فَبِعْهُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ حَقَّكَ» قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَسُومُونَهُ بِي، وَيَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ، فَيَقُولُ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: وَمَاذَا تُرِيدُ؟ نُرِيدُ أَنْ نَفْتَدِيَهُ مِنْكَ قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَحْوَجَ إِلَى اللَّهِ مِنِّي، اذْهَبْ، فَقَدْ أَعْتَقْتُكَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ سُرَّقٍ «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَضَى» قَالَ يَزِيدُ: «بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَيَمِينِ الْمُطَالِبِ» ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ

سندر مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: " هو ابن سندر "

§سَنْدَرٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «هُوَ ابْنُ سَنْدَرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِزِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ أَبِي رَوْحٍ عَبْدٌ لَهُ يُدْعَى سَنْدَرٌ، فَرَآهُ يُقَبِّلُ جَارِيَةً لَهُ، فَجَبَّهُ وَخَرَمَ أَنْفَهُ وَأُذُنَيْهِ، فَأَتَى الْعَبْدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَى سَيِّدِهِ، فَوَعَظَهُ، فَقَالَ: «§مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ، وَهُوَ مَوْلَى اللَّهِ وَمَوْلَى رَسُولِهِ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِ بِيَ الْوُلَاةَ قَالَ: «أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ» ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: «احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» فَأَجْرَى عَلَيْهِ الْقُوتَ حَتَّى مَاتَ، وَوَلِيَ عُمَرُ، فَقَالَ: «احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» فَقَالَ: " اخْتَرْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُجْرِيَ عَلَيْكَ -[506]- مَا أَجْرَى أَبُو بَكْرٍ، وَإِنْ شِئْتَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى الْأَمْصَارِ قَالَ: «اكْتُبْ لِي إِلَى مِصْرَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ رِيفٍ» فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ سَنْدَرًا قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ، فَاحْفَظْ فِيهِ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " فَقَطَعَ لَهُ عَمْرٌو بِأَرْضِ مِصْرَ مَعَاشًا، فَعَاشَ فِيهَا مَا عَاشَ، فَلَمَّا مَاتَ قُبِضَتْ فِي مَالِ اللَّهِ، ثُمَّ أَقْطَعَهَا الْأَصْبَغَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا كَانَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مَالٌ خَيْرٌ مِنْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمُنْيَةُ الْأَصْبَغِ الْيَوْمَ مَعْرُوفَةٌ بِمِصْرَ، وَالْمُنَا: مِثْلُ الْبَسَاتِينَ هَاهُنَا

أَخْبَرَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِزِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ سَنْدَرٌ، فَوَجَدَهُ يُقَبِّلُ جَارِيَةً لَهُ، فَجَبَّهُ وَجَدَعَ أَنْفَهُ، فَأَتَى سَنْدَرٌ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى زِنْبَاعٍ، فَقَالَ: «§لَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، فَإِنْ رَضِيتُمْ فَأَمْسِكُوا، وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَبِيعُوا، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ، وَمَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ، وَهُوَ مَوْلَى اللَّهِ وَمَوْلَى رَسُولِهِ» فَأَعْتَقَ سَنْدَرًا، فَقَالَ: أَوْصِ بِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ» فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَجْرَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «نَعَمْ، إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ عِنْدِي أَجْرَيْتُ عَلَيْكَ مَا كَانَ يُجْرِي عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ، وَإِلَّا فَانْظُرْ مَكَانًا تُحِبُّهُ أَكْتُبُ لَكَ كِتَابًا» فَقَالَ سَنْدَرٌ: «مِصْرُ، فَإِنَّهَا أَرْضُ رِيفٍ» فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنِ احْفَظْ فِيهِ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَطَعَ لَهُ أَرْضًا وَاسِعَةً، وَدَارًا، وَجَعَل يَعِيشُ فِيهَا سَنْدَرٌ فِي مَالِ اللَّهِ، فَلَمَّا مَاتَ قُبِضَتْ -[507]- قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: ثُمَّ قَطَعَ بِهَا لِلْأَصْبَغِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدُ، قَالَ عَمْرٌو: فَهِيَ مِنْ أَفْضَلِ مَالٍ لَهُمُ الْيَوْمَ

أَخْبَرَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْدَرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا لِزِنْبَاعِ بْنِ سَلَامَةَ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ، فَخَصَاهُ وَجَدَعَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَغْلَظَ الْقَوْلَ لِزِنْبَاعٍ، وَأَعْتَقَهُ مِنْهُ، وَقَالَ: «§مَنْ مَثَّلَ بِعَبْدِهِ فَهُوَ حُرٌّ» ، فَقَالَ: أَوْصِ بِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ» قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ سَنْدَرٌ كَافِرًا

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ سَنْدَرٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ قَالَ: أَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمًا يَسِيرُ، وَابْنُ سَنْدَرِ مَعَهُمْ، فَكَانَ ابْنُ سَنْدَرٍ وَنَفَرٌ مَعَهُ يَسِيرُونَ بَيْنَ يَدَيْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَأَثَارُوا الْغُبَارَ، فَجَعَلَ عَمْرٌو طَرَفَ عِمَامَتِهِ عَلَى أَنْفِهِ، ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا الْغُبَارَ، فَإِنَّهُ أَوْشَكُ شَيْءٍ دُخُولًا، وَأَبْعَدُهُ خُرُوجًا، وَإِذَا وَقَعَ عَلَى الرَّيَّةِ صَارَ نَسَمَةً، فَقَالَ بَعْضُنَا لِأُولَئِكَ النَّفَرِ: تَنَحَّوْا، فَفَعَلُوا إِلَّا ابْنَ سَنْدَرٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَنَحَّى يَا ابْنَ سَنْدَرٍ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: دَعُوهُ، فَإِنَّ غُبَارَ الْخَصِيِّ لَا يَضُرُّ فَسَمِعَهَا ابْنُ سَنْدَرٍ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَا آذَيْتَنِي "، فَقَالَ عَمْرٌو: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ ابْنُ سَنْدَرٍ: لَقَدْ عَلِمْتَ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُوصِيَ بِي، فَقَالَ: «§أُوصِي بِكَ كُلَّ مُؤْمِنٍ»

أبو فاطمة الأزدي

§أَبُو فَاطِمَةَ الْأَزْدِيُّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ، مَوْلَى الزُّرَقِيِّينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي -[508]- فَاطِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِحَّ وَلَا يَسْقُمَ» ؟ قُلْنَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْ» ، وَعَرَفْنَاهَا فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَالْحَمِيرِ الصَّيَّالَةِ» ؟ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا قَالَ: «أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلَاءٍ، وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ» ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَوَاللَّهِ §إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْمُؤْمِنَ، وَمَا يَبْتَلِيهِ إِلَّا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً مَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ دُونَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ مَا يَبْلُغُ بِهِ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ كَثِيرٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ - وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَكْثِرْ بَعْدِي مِنَ السُّجُودِ، فَإِنَّهُ مَا أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً»

أبو جمعة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان بالشام، ثم تحول إلى مصر، فنزلها، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث

§أَبُو جُمُعَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، كَانَ بِالشَّامِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَنَزَلَهَا، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يُكْنَى أَبَا جُمُعَةَ - حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا جَيِّدًا، تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه -[509]- وسلم يَوْمًا، وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا؟ أَسْلَمْنَا مَعَكَ، وَهَاجَرْنَا مَعَكَ قَالَ: «§بَلَى، قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي، يُؤْمِنُونَ بِي»

أبو سعاد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن مصر

§أَبُو سُعَادٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، سَكَنَ مِصْرَ

عبد الرحمن بن عديس البلوي صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه، وكان فيمن رحل إلى عثمان حين حصر حتى قتل، وكان رأسا فيهم

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَكَانَ فِيمَنْ رَحَلَ إِلَى عُثْمَانَ حِينَ حُصِرَ حَتَّى قُتِلَ، وَكَانَ رَأْسًا فِيهِمْ

أبو الشموس البلوي صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل مصر

§أَبُو الشُّمُوسِ الْبَلَوِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ مِصْرَ

الطبقة الأولى من أهل مصر بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

§الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ أَهْلِ مِصْرَ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي من حمير، ويكنى أبا عبد الله، وكان ثقة، قليل الحديث، روى عن أبي بكر، وعمر، وبلال

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ مِنْ حِمْيَرَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَبِلَالٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيّ، قَالَ: مَا فَاتَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا بِخَمْسِ لَيَالٍ، " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فَقَدِمْتُ عَلَى أَصْحَابِهِ مُتَوَافِرِينَ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: §لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ لَمْ تُعْتِمْ

أبو تميم الجيشاني وكان ثقة، روى عن عمر، وعلي، رضي الله عنهما، ومات قديما سنة سبع أو ثمان وسبعين، في خلافة عبد الملك بن مروان

§أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَمَاتَ قَدِيمًا سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

عبد الله بن زرير الغافقي وكان ثقة، له أحاديث، روى عن عمر، وعلي، رضي الله عنهما، وشهد مع علي عليه السلام صفين، ومات سنة إحدى وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ، رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ صِفِّينَ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

أخو وهب الجيشاني وجيشان من قضاعة، واسم أبي وهب: ديلم بن الهوشع، وكان ثقة، قليل الحديث

§أَخُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ وَجَيْشَانُ مِنْ قُضَاعَةَ، وَاسْمُ أَبِي وَهْبٍ: دَيْلَمُ بْنُ الْهَوْشَعِ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ

عبد الرحمن بن شماسة وكان صالح الحديث

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ وَكَانَ صَالِحَ الْحَدِيثِ

الطبقة الثانية

§الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ

أبو الخير واسمه: مرثد بن عبد الله اليزني، من حمير، وكان ثقة، له فضل وعبادة، مات سنة تسعين، في خلافة الوليد بن عبد الملك

§أَبُو الْخَيْرِ وَاسْمُهُ: مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، مِنْ حِمْيَرَ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ، فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

أبو عبد الرحمن الجبلي من حمير، واسمه: عبد الله بن يزيد، وكان ثقة وقد روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص

§أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَبَلِيُّ مِنْ حِمْيَرَ، وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، وَكَانَ ثِقَةً وَقَدْ رَوَى عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

أبو قيس مولى عمرو بن العاص، وكان ثقة إن شاء الله، وقد روى عن عمرو بن العاص

§أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

وردان مولى عمرو بن العاص، ويكنى: أبا عبيد الله، وقد روي عنه، أيضا، وبه سميت السوق التي بمصر سوق وردان

§وَرْدَانُ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَيُكْنَى: أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، أَيْضًا، وَبِهِ سُمِّيَتِ السُّوقُ الَّتِي بِمِصْرَ سُوقَ وَرْدَانَ

قنبر مولى عمرو بن العاص، وقد روي عنه، أيضا

§قَنْبَرٌ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، أَيْضًا

علي بن رباح اللخمي أما أهل مصر فيقولون: علي بن رباح، وأما أهل العراق فيقولون: علي بن رباح، وكان ثقة، وقد روى عن عمرو بن العاص وغيره

§عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ أَمَّا أَهْلُ مِصْرَ فَيَقُولُونَ: عَلِيُّ بْنُ رَبَّاحٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ فَيَقُولُونَ: عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَغَيْرِهِ

أبو عشانة المعافري واسمه: حي بن يؤمن، له أحاديث، وقد روي عنه، مات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان

§أَبُو عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيُّ وَاسْمُهُ: حَيُّ بْنُ يُؤْمِنَ، لَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

أبو قبيل المعافري واسمه: حي بن هانئ قال: " أذكر قتل عثمان بن عفان " وله أحاديث، وقد روي عنه، وبقي حتى مات سنة سبع وعشرين ومائة، في خلافة مروان بن محمد

§أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ وَاسْمُهُ: حَيُّ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: «أَذْكُرُ قَتْلَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، وَبَقِيَ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

عبد الله بن هبيرة السبائي، له أحاديث، وتوفي في خلافة يزيد بن عبد الملك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، لَهُ أَحَادِيثُ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

شفي بن ماتع الأصمعي من حمير، وله أحاديث، توفي في خلافة هشام بن عبد الملك

§شُفَيُّ بْنُ مَاتِعٍ الْأَصْمَعِيُّ مِنْ حِمْيَرَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

شييم بن بيتان له أحاديث

§شُيَيْمُ بْنُ بَيْتَانَ لَهُ أَحَادِيثُ

مشرح بن هاعان ويكنى أبا مصعب، له أحاديث

§مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ وَيُكْنَى أَبَا مُصْعَبٍ، لَهُ أَحَادِيثُ

أبو الهيثم صاحب أبي سعيد الخدري، واسمه: سليمان بن عمرو بن عبد العتواري

§أَبُو الْهَيْثَمِ صَاحِبُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَاسْمُهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُتْوَارِيِّ

الطبقة الثالثة

§الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ

يزيد بن أبي حبيب يكنى أبا رجاء، مولى لبني عامر بن لؤي من قريش، وكان ثقة كثير الحديث، مات سنة ثمان وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد

§يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ يُكْنَى أَبَا رَجَاءٍ، مَوْلًى لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ

جعفر بن ربيعة بن عبد الله بن شرحبيل ابن حسنة الأزدي حليف بني زهرة بن كلاب، وشرحبيل ابن حسنة أحد أمراء الأجناد على الجيوش لأبي بكر إلى الشام، ومات جعفر بمصر سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان ثقة

§جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ الْأَزْدِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ أَحَدُ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ عَلَى الْجُيُوشِ لِأَبِي بَكْرٍ إِلَى الشَّامِ، وَمَاتَ جَعْفَرٌ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً

عبيد الله بن أبي جعفر مولى بني أمية، وكان ثقة بقية في زمانه، مات سنة خمس أو ست وثلاثين ومائة

§عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ ثِقَةً بَقِيَّةً فِي زَمَانِهِ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

بكر بن سوادة الجذامي وكان ثقة إن شاء الله، توفي في خلافة هشام بن عبد الملك

§بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

عبد الله بن رافع الغافقي من حمير، له أحاديث، وتوفي في خلافة هشام بن عبد الملك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ الْغَافِقِيُّ مِنْ حِمْيَرَ، لَهُ أَحَادِيثُ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

الوليد بن أبي عبدة مولى عمرو بن العاص، له أحاديث

§الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي عَبْدَةَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، لَهُ أَحَادِيثُ

سعيد بن أبي هلال وكان ثقة إن شاء الله

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ

زهرة بن معبد ويكنى: أبا عقيل

§زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ وَيُكْنَى: أَبَا عَقِيلٍ

الطبقة الرابعة

§الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ

عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى للأنصار، وكان ثقة إن شاء الله، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر

§عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى لِلْأَنْصَارِ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

حيوة بن شريح ويكنى أبا يزيد التجيبي، من كندة، وكان ثقة، توفي في خلافة أبي جعفر

§حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ التُّجِيبِيَّ، مِنْ كِنْدَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

موسى بن علي بن رباح اللخمي وكان ثقة إن شاء الله، قال مكي بن إبراهيم: " قدمت مصر سنة أربع وستين ومائة، فقيل لي: مات موسى بن علي بالإسكندرية " وقال محمد بن عمر: " مات موسى بن علي سنة ثلاث وستين ومائة في خلافة المهدي "

§مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: " قَدِمْتُ مِصْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَقِيلَ لِي: مَاتَ مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ " وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «مَاتَ مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ»

سعيد بن أبي أيوب وكان ثقة ثبتا، واسم أبي أيوب: مقلاص

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، وَاسْمُ أَبِي أَيُّوبَ: مِقْلَاصٌ

عبد الرحمن بن شريح كان منكر الحديث، مات سنة سبع وستين ومائة في خلافة المهدي

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ كَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

عياش بن عباس القتباني

§عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ

يحيى بن أيوب الغافقي كان منكر الحديث

§يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ كَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ

الطبقة الخامسة

§الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ

عبد الله بن عقبة بن لهيعة الحضرمي من أنفسهم، ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان ضعيفا، وعنده حديث كثير، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره، وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط، ولم يزل أول أمره وآخره واحدا، ولكن كان يقرأ عليه ما

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَعِنْدَهُ حَدِيثٌ كَثِيرٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ أَحْسَنُ حَالًا فِي رِوَايَتِهِ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ بِآخِرِهِ، وَأَمَّا أَهْلُ مِصْرَ فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ لَمْ يَخْتَلِطْ، وَلَمْ يَزَلْ أَوَّلُ أَمْرِهِ وَآخِرُهُ وَاحِدًا، وَلَكِنْ كَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ فَيَسْكُتُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «وَمَا ذَنْبِي، إِنَّمَا يَجِيئُونَ بِكِتَابٍ يَقْرَءُونَهُ وَيَقُومُونَ، وَلَوْ سَأَلُونِي لَأَخْبَرْتُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِي» -[517]- قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ لَهِيعَةَ بِمِصْرَ يَوْمَ الْأَحَدِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

الليث بن سعد ويكنى أبا الحارث، مولى لقيس، ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين، في خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان ثقة، كثير الحديث صحيحه، وكان قد استقل بالفتوى في زمانه بمصر، وكان سريا من الرجال، نبيلا سخيا، له ضيافة، ومات يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة

§اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ، مَوْلًى لِقَيْسٍ، وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ صَحِيحَهُ، وَكَانَ قَدِ اسْتَقَلَّ بِالْفَتْوَى فِي زَمَانِهِ بِمِصْرَ، وَكَانَ سَرِيًّا مِنَ الرِّجَالِ، نَبِيلَا سَخِيًّا، لَهُ ضِيَافَةٌ، وَمَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

المفضل بن فضالة القيني وكان قاضيا عليهم بمصر، وكان منكر الحديث

§الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ الْقَيْنِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا عَلَيْهِمْ بِمِصْرَ، وَكَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ

رشدين بن سعد القيني وهو رشدين بن أبي رشدين، وكان ضعيفا، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون

§رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْقَيْنِيُّ وَهُوَ رِشْدِينُ بْنُ أَبِي رِشْدِينَ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ

غوث بن سليمان الحضرمي توفي في خلافة المهدي

§غَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ

بكر بن مضر

§بَكْرُ بْنُ مُضَرَ

نافع بن يزيد

§نَافِعُ بْنُ يَزِيدِ

الطبقة السادسة

§الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ

عبد الله بن وهب مولى لقريش، وكان كثير العلم، ثقة فيما قال: حدثنا، وكان يدلس

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، وَكَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ، ثِقَةً فِيمَا قَالَ: حَدَّثَنَا، وَكَانَ يُدَلِّسُ

عبد الله بن صالح الجهني، ويكنى أبا صالح، وكان كاتبا لليث بن سعد وراويته، ومات بمصر يوم عاشوراء في المحرم سنة ثلاث وعشرين ومائتين، في خلافة أبي إسحاق

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْجُهَنِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا صَالِحٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَرَاوِيَتَهُ، وَمَاتَ بِمِصْرَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ

سعيد بن عفير

§سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ

سعيد بن أبي مريم

§سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ

يحيى بن بكير

§يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

عبد الله بن عبد الحكم

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ

عمرو بن خالد صاحب زهير بن معاوية

§عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ صَاحِبُ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ

نعيم بن حماد وكان من أهل خراسان، من أهل مرو، وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامرا، فلم يزل محبوسا بها حتى مات

§نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ طَلَبًا كَثِيرًا بِالْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ، ثُمَّ نَزَلَ مِصْرَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أَشْخَصَ مِنْهَا فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ، فَسُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ فِيهِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَرَادُوهُ عَلَيْهِ، فَحُبِسَ بِسَامَرَّا، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي السِّجْنِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ آخِرُ طَبَقَاتِ أَهْلِ مِصْرَ

ومن كان بأيلة

§وَمَنْ كَانَ بِأَيْلَةَ

طلحة بن عبد الملك الأيلي وكان ثقة روى عنه مالك بن أنس وغيره

§طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيُّ وَكَانَ ثِقَةً رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ

عقيل بن خالد صاحب الزهري، وكان ثقة

§عَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ صَاحِبُ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً

أبو صخر الأيلي واسمه: يزيد بن أبي سمية، وكان صالح الحديث

§أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ وَاسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ، وَكَانَ صَالِحَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: " §كَانَ أَبُو صَخْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلَهُ أَجْمَعَ وَيَبْكِي، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الدَّارِ امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ سَاكِنَةٌ تَبْكِي رَحْمَةً -[520]- لَهُ، فَقَالَ لَيْلَةً فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةَ قَدْ بَكَتْ رَحْمَةً لِي، وَدِينُهَا مُخَالِفٌ لَدِينِي، فَأَنْتَ أَوْلَى بِرَحْمَتِي " قَالَ: «وَكَانَ أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ يُوَافِيَ الْمَوَاسِمَ كُلَّ عَامٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَأَبِي حَازِمٍ، فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمَرَ الْآخِرَةِ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ، ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ بَعْدَ إِلَّا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ»

زريق بن حكم وكان ثقة

§زُرَيْقُ بْنُ حُكْمٍ وَكَانَ ثِقَةً

حسين بن رستم

§حُسَيْنُ بْنُ رُسْتُمَ

يونس بن يزيد الأيلي وكان حلو الحديث كثيره، وليس بحجة، وربما جاء بالشيء المنكر

§يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ وَكَانَ حُلْوَ الْحَدِيثِ كَثِيرَهُ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالشَّيْءِ الْمُنْكَرِ

عبد الجبار بن عمر الأيلي ويكنى أبا الصباح، وكان ثقة، روى عن يزيد بن أبي سمية، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في جر القميص ما قال في جر الإزار، وروى عن عبد الجبار

§عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ الْأَيْلِيُّ وَيُكْنَى أَبَا الصَّبَّاحِ، وَكَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي جَرِّ الْقَمِيصِ مَا قَالَ فِي جَرِّ الْإِزَارِ، وَرَوَى عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ

عبد الله بن المبارك وأبو عبد الرحمن المقرئ، وغيرهما

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَغَيْرُهُمَا

وكان بإفريقية

§وَكَانَ بِإِفْرِيقِيَّةَ

خالد بن أبي عمران من أهل تونس من إفريقية، وكان ثقة إن شاء الله، وكان لا يدلس

§خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَهْلِ تُونُسَ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ لَا يُدَلِّسُ

وكان بالأندلس

§وَكَانَ بِالْأَنْدَلُسِ

معاوية بن صالح الحضرمي وكان قاضيا لهم، وكان ثقة كثير الحديث، حج من دهره حجة واحدة، ومر بالمدينة فلقيه من لقيه بها من أهل العراق، وفي تلك الحجة لقيه عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب العكلي، ومحمد بن عمر الواقدي، وحماد بن خالد الخياط، ومعن بن عيسى

§مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا لَهُمْ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، حَجَّ مِنْ دَهْرِهِ حَجَّةً وَاحِدَةً، وَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ فَلَقِيَهُ مَنْ لَقِيَهُ بِهَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَفِي تِلْكَ الْحَجَّةِ لَقِيَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى

ذكر ما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء

§ذِكْرُ مَا بَايَعَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النِّسَاءَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§بَايَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم النِّسَاءَ وَعَلَى يَدِهِ ثَوْبٌ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §بَايَعَ النِّسَاءَ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §حِينَ بَايَعَ النِّسَاءَ وَضَعَ عَلَى يَدِهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا فَبَايَعَهُنَّ» قَالَ: وَالْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فِي الْبَيْعَةِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا: نُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ» قَالَ: فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ» .

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ أَخْبَرَتْنِي أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ -[6]- فَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ لَا تَسْرِقْنَ وَلَا تَزْنِينَ وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ، ثُمَّ قَالَ: «فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ» فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا فَقُلْنَا: أَلَا تُصَافِحُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ» .

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُصَافِحِ امْرَأَةً قَطُّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَافِحُ النِّسَاءَ وَعَلَى يَدِهِ ثَوْبٌ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ النِّسْوَةَ لَمَّا جِئْنَ يُبَايِعْنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَسَطَ رِدَاءَهُ فَوْقَ يَدِهِ فَبَايَعَهُنَّ مِنْ وَرَاءِ الرِّدَاءِ وَرَجَعَ نِسْوَةٌ لَمْ يُبَايِعْهُنَّ وَخَشِينَ الشَّرْطَ وَبَايَعَ أُخَرَ مِنْ وَرَاءِ الرِّدَاءِ، وَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِنْكُنَّ» وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي §لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَشِيطٍ الْعَامِرِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنُبَايِعَهُ فِي نِسْوَةٍ فَعَرَضَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْرَجَتِ ابْنَةُ عَمٍّ لِي يَدَهَا لِتُصَافِحَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا سِوَارٌ مِنْ ذَهَبٍ وَخَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَهُ وَقَالَ: «§إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَحْمَسَ عَنْ طَارِقٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: «§جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ قَاعِدٌ -[7]- فِي الشَّمْسِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَصْفَرُ قَدْ قَنَّعَ بِهِ رَأْسَهُ فَلَمَّا قَامَ انْتَهَى إِلَى بَعْضِ الْحُجَرِ فَإِذَا سِتُّ نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ وَبَايَعَهُنَّ وَعَلَى يَدِهِ ثَوْبٌ أَصْفَرُ»

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ جَمَعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَجَاءَ حَتَّى قَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُنَّ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُنَّ فَقُلْنَا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «§تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقْنَ وَلَا تَزْنِينَ وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ؟» قَالَ: فَقُلْنَا: نَعَمْ قَالَتْ: فَمَدَّ يَدَهُ مِنْ خَارِجِ الْبَيْتِ وَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» قَالَتْ وَأَمَرَنَا بِالْعِيدَيْنِ أَنْ نَخْرُجَ فِيهِمَا الْعُتَّقُ وَالْحُيَّضُ وَلَا جُمُعَةَ عَلَيْنَا وَنَهَانَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ فَسَأَلْتُ جَدَّتِي عَنْ قَوْلِهِ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قَالَتْ: نَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ قَالَتْ: «§فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا نَعْصِيَهُ فِيهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ لَا نُخَمِّشَ وَجْهًا وَلَا نَشُقَّ جَيْبًا، وَلَا نَنْشُرَ شَعْرًا، وَلَا نَدْعُوَ وَيْلًا»

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ الْأَنْصَارِيِّ صَلْبِيَّةَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا: «§أَلَا تُبَايِعُونِي عَلَى مَا بَايَعَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ؟» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ -[8]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَمَنْ أَصَابَ بَعْدَهُ ذَنْبًا فَنَالَتْهُ عُقُوبَةٌ فَهِيَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ لَمْ تَنَلْهُ بِهِ عُقُوبَةٌ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، قَالَ حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ، أَنَّهَا كَانَتْ فِي النِّسْوَةِ اللَّاتِي أَخَذَ عَلَيْهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَخَذَ وَكَانَتْ مَعَهَا خَالَتُهَا وَرَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غَيْرَ حَدِيثٍ قَالَتْ: وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْمَعْرُوفُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْصِيَكَ فِيهِ؟ قَالَ: «§لَا تَنُحْنَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: «§أَخَذَ عَلَيْنَا فِي الْبَيْعَةِ أَوْ عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ لَا نَنُوحَ فَمَا وَفَّى مِنْهُنَّ غَيْرُ خَمْسٍ أُمُّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ الْعَلَاءِ بِنْتُ أَبِي سَبْرَةَ وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ وَأُمُّ مُعَاذٍ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى»

وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ فَرُّوخَ أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ نُوحٍ قَالَ أَدْرَكْتُ عَجُوزًا لَنَا مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَتْهُ تُبَايِعُهُ قَالَتْ: فَأَخَذَ عَلَيْنَا فِيمَا أَخَذَ أَنْ لَا نَنُحْنَ قَالَتْ عَجُوزٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نَاسًا أَسْعَدُونِي عَلَى مُصَابَةٍ أَصَابَتْنِي وَإِنَّهُمْ أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُسْعِدَهُمُ قَالَ: «§انْطَلِقِي فَأَسْعِدِيهِمْ» فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَبَايَعْتُهُ وَقَالَتْ: هُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، تُبَايِعُهُ فَقَرَأَ عَلَيْهَا هَذِهِ الْآيَةَ، فَلَمَّا قَالَ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قَالَ: «§لَا تَنُوحِي» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي أَفَأُسْعِدُهَا؟ فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا ثُمَّ أَقَرَّتْ فَبَايَعَهَا

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنِي وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْعَةِ عَلَى النِّسَاءِ أَنْ لَا يَشْقُقْنَ جَيْبًا وَلَا يَدْعِينَ وَيْلًا وَلَا يُخَمِّشْنَ وَجْهًا وَلَا يَقُلْنَ هَجْرًا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَذْكُرُ أَنَّ النِّسَاءَ، حِينَ بَايَعْنَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا؟» فَقَالَتْ هِنْدٌ: إِنَّا لَقَائِلُوهَا «وَلَا تَسْرِقْنَ» قَالَتْ هِنْدٌ: قَدْ كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَمَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي فَهُوَ حَلَالٌ لَكِ «وَلَا تَزْنِينَ» قَالَتْ هِنْدٌ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ «وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ» قَالَتْ هِنْدٌ: أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِيهِنَّ هِنْدُ بْنَةُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ يُبَايِعْنَهُ فَلَمَّا أَنْ قَالَ: «§وَلَا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقْنَ» قَالَتْ هِنْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ؟ قَالَ: فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الرُّطَبِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا فِي الْيَابِسِ قَالَ: «وَلَا تَزْنِينَ» قَالَتْ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: «وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ» قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: { «وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ» } [الممتحنة: 12] قَالَ مَيْمُونٌ: وَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلَّا فِي الْمَعْرُوفِ وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ تَعَالَى

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُبَايِعُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ مِمَّا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ لَا تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ قَالَتْ: فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْنَا وَاللَّهِ لَوْ رَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَسَأَلْنَاهُ مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا فَرَجَعْنَا فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: «§أَنْ تُحَابِينَ أَوْ تُهَادِينَ -[10]- بِمَالِهِ غَيْرَهُ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ فِيمَا أَخَذَ أَنْ لَا يَنُحْنَ وَلَا يَقْعُدْنَ مَعَ الرِّجَالِ فِي خَلَاءٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، وَمُبَارَكٌ عَنِ الْحَسَنِ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا بَايَعَ النِّسَاءَ أَخَذَ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُحَدِّثْنَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا مَحْرَمًا»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا ضَابِئُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ فِي وَجَعٍ فَقَالَ «§إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَتْ بَيْعَةُ النِّسَاءِ بَايَعَهُنَّ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يَتَحَدَّثْنَ مَعَ الرِّجَالِ وَهُوَ الَّذِي فِي كِتَابِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ وَعَائِشَةُ إِذَا أَتَيَا مَكَّةَ نَزَلَا عَلَى ابْنَةِ ثَابِتٍ وَكَانَتْ مِنَ النِّسْوَةِ السَّبْعِ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النِّسَاءَ قَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَأَبْنَائِنَا فَمَا يَحِلُّ لَنَا فِي أَمْوَالِهِمْ؟ قَالَ: «§الرُّطَبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: «§مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: كَانَتِ -[11]- الرِّجَالُ تُصَفِّقُ عَلَى يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا بَقِيتُ أَنَا وَأُمُّ مَنِيعٍ نَادَى زَوْجِي غَزِيَّةُ بْنُ عَمْرٍو: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ امْرَأَتَانِ حَضَرَتَا مَعَنَا تُبَايِعَانِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§قَدْ بَايَعْتُهُمَا عَلَى مَا بَايَعْتُكُمْ عَلَيْهِ إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ» قَالَتْ: فَرَجَعْنَا إِلَى رِجَالِنَا فَلَقِينَا رَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِنَا سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو وَأَبَا دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ يُرِيدَانِ أَنْ يَحْضُرَا الْبَيْعَةَ فَوَجَدَا الْقَوْمَ قَدْ بَايَعُوا فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ بَايَعَا أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ وَكَانَ رَأْسُ النُّقَبَاءِ فِي السَّبْعِينَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ حَدَّثَتْنَا نَائِلَةُ الْكُوفِيَّةُ، مَوْلَاةُ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ أُمِّ عَاصِمٍ عَنِ السَّوْدَاءِ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُبَايِعُهُ فَقَالَ: «§اخْتَضِبِي» فَاخْتَضَبْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَبَايَعْتُهُ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ حَدَّثَتْنِي نَائِلَةُ، عَنْ أُمِّ عَاصِمٍ عَنِ السَّوْدَاءِ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأُبَايِعَهُ فَقَالَ: «§انْطَلِقِي فَاخْتَضِبِي ثُمَّ تَعَالَيْ أُبَايِعْكِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ كَانَ نِسَاءٌ قَدْ أَسْلَمْنَ فَدَخَلْنَ عَلَيْهِ فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رِجَالَنَا قَدْ بَايَعُوكَ وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ نُبَايِعَكَ قَالَ: §فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ ثُمَّ أَعْطَاهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً فَكَانَتْ هَذِهِ بَيْعَتَهُنَّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخَذَ عَلَيْنَا {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ} [الممتحنة: 12] الْآيَةَ وَقَالَ: «§إِنِّي لَا أُصَافِحُكُنَّ وَلَكِنْ -[12]- آخُذُ عَلَيْكُنَّ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْكُنَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ عَامِرٍ الْأَشْهَلِيَّةَ تَقُولُ: جِئْتُ أَنَا وَلَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ وَحَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَنَحْنُ مُتَلَفِّعَاتٌ بِمُرُوطِنَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَسَلَّمْتُ وَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ وَنَسَبَ صَاحِبَتِي فَانْتَسَبَتَا فَرَحَّبَ بِنَا ثُمَّ قَالَ: «مَا حَاجَتُكُنَّ؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَا نُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَإِنَّا قَدْ صَدَّقْنَا بِكَ وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكُنَّ لِلْإِسْلَامِ» ثُمَّ قَالَ: «قَدْ بَايَعْتُكُنَّ» قَالَتْ أُمُّ عَامِرٍ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ قَوْلِي لِأَلْفِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ» وَكَانَتْ أُمُّ عَامِرٍ تَقُولُ: إِنَّا أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ عَنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّ عَامِرٍ بِنْتٌ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ وَحَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ وَمِنْ بَنِي ظُفَرَ لَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لَيْلَى وَمَرْيَمُ وَتَمِيمَةُ بَنَاتُ أَبِي سُفْيَانَ أَبِي الْبَنَاتِ قُتِلَ بِأُحُدٍ وَالشُّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَابْنَتُهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ وَطَيْبَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَكْتُبُ إِلَى هُبَيْرَةَ صَاحِبِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} [الممتحنة: 10] فَكَتَبَ إِلَيْهِ §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَالَحَ قُرَيْشًا

يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَنْ جَاءَ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ، فَكَانَ يَرُدُّ الرِّجَالَ، فَلَمَّا هَاجَرَ النِّسَاءُ أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ أَنْ يَرُدَّهُنَّ إِذَا امْتُحِنَّ بِمِحْنَةِ الْإِسْلَامِ وَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ رَاغِبَةً فِيهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَرُدَّ صَدُقَاتِهِنَّ إِلَيْهِمْ إِذَا احْتَبَسْنَ عَنْهُمْ وَأَنْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ مِثْلَ الَّذِي يَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ إِنْ فَعَلُوا، فَقَالَ: وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ، وَهَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ وَصَبَّحَهَا أَخَوَاهَا عُمَارَةُ وَالْوَلِيدُ ابْنَا عُقْبَةَ مِنَ الْغَدِ فَطَلَبَاهَا فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَرُدَّهَا إِلَيْهِمَا فَرَجَعَا إِلَى مَكَّةَ فَأَخْبَرَا قُرَيْشًا فَلَمْ يَبْعَثُوا فِي ذَلِكَ أَحَدًا وَرَضُوا بِأَنْ تُحْبَسَ النِّسَاءُ {وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} [الممتحنة: 11] . فَإِنْ فَاتَ أَحَدًا مِنْهُمْ أَهْلُهُ إِلَى الْكُفَّارِ، فَإِنْ أَتَتْكُمُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ فَأَصَبْتُمْ غَنِيمَةً أَوْ فَيْئًا فَعَوِّضُوهُمْ مِمَّا أَصَبْتُمْ صَدَاقَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَتَتْكُمْ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَأَقَرُّوا بِحُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَبَى الْمُشْرِكُونَ أَنْ يُقِرُّوا بِذَلِكَ وَأَنَّ مَا فَاتَ لِلْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ صَدَاقِ مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِ الْمُشْرِكِينَ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا مِنْ مَالِ الْمُشْرِكِينَ فِي أَيْدِيكُمْ وَلَسْنَا نَعْلَمُ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاتَتْ زَوْجَهَا بِلُحُوقِ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ إِيمَانِهَا وَلَكِنَّهُ حُكْمٌ حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ لِأَمْرٍ إِنْ كَانَ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] . يَعْنِي مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَطَلَّقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُلَيْكَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَطَلَّقَ عُمَرُ أَيْضًا بِنْتَ جَرْوَلٍ الْخُزَاعِيَّةَ فَتَزَوَّجَهَا أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَطَلَّقَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ الْفِهْرِيُّ أُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ يَوْمَئِذٍ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُمِّ الْحَكَمِ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ {فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] قَالَ: «§مَا جَاءَ بِكَ إِلَّا حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهُ وَلَا حُبُّ رَجُلٍ مِنَّا وَلَا فِرَارٌ مِنْ زَوْجِكَ»

تسمية النساء المسلمات والمهاجرات من قريش والأنصاريات المبايعات وغرائب نساء العرب وغيرهم

§تَسْمِيَةُ النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ وَالْمُهَاجِرَاتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِيَّاتِ الْمُبَايِعَاتِ وَغَرَائِبِ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ

ذكر خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ونسبها وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وإسلامها أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن

§ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَنَسَبِهَا وَتَزَوُّجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّاهَا وَإِسْلَامِهَا أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هِيَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ هَرَمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَأُمُّهَا هَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا الْعَرِقَةُ وَهِيَ قِلَابَةُ بِنْتُ سُعَيْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ وَأُمُّهَا الْخُطَيَّا وَهِيَ رَيْطَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا أَحَدٌ قَدْ ذُكِرَتْ لِوَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَلَمْ يُقْضَ بَيْنَهُمَا نِكَاحٌ فَتَزَوَّجَهَا أَبُو هَالَةَ وَاسْمُهُ هِنْدُ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ غُوَيِّ بْنِ جَرْوَةَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ وَكَانَ أَبُو هَالَةَ ذَا شَرَفٍ فِي قَوْمِهِ وَنَزَلَ مَكَّةَ وَحَالَفَ بِهَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَكَانَتْ قُرَيْشٌ

تُزَوِّجُ حَلِيفَهُمْ فَوَلَدَتْ خَدِيجَةُ لِأَبِي هَالَةَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ هِنْدٌ وَهَالَةُ رَجُلٌ أَيْضًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ أَبِي هَالَةَ عَتِيقُ بْنُ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا هِنْدٌ فَتَزَوَّجَهَا صَيْفِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَيُقَالُ لِبَنِي مُحَمَّدٍ هَذَا بَنُو الطَّاهِرَةِ لِمَكَانِ خَدِيجَةَ وَكَانَ لَهُ بَقِيَّةٌ بِالْمَدِينَةِ وَعَقَّبَ فَانْقَرَضُوا وَكَانَتْ خَدِيجَةُ تُدْعَى أُمَّ هِنْدٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ «§أَنَّ خَدِيجَةَ كَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ هِنْدٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَهْلِهِ، قَالُوا: سَأَلْنَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَيُّهُمَا كَانَ أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْ خَدِيجَةُ؟ فَقَالَ: «كَانَتْ خَدِيجَةُ أَسَنَّ مِنْهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً §لَقَدْ حُرِّمَتْ عَلَى عَمَّتِي الصَّلَاةُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ رَسُولُ اللَّهِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَوْلُ حَكِيمٍ حُرِّمَتْ عَلَيْهَا الصَّلَاةُ يَعْنِي حَاضَتْ وَلَكِنَّهُ تَكَلَّمَ بِمَا يَتَكَلَّمَ بِهِ أَهْلُ الْإِسْلَامِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدِينِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْبُحْتُرِيِّ الْخُزَاعِيِّ، وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نِسَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ احْتَفَلْنَ فِي عِيدٍ كَانَ لَهُنَّ فِي رَجَبٍ فَلَمْ يَتْرُكْنَ شَيْئًا مِنْ إِكْبَارِ ذَلِكَ الْعِيدِ إِلَّا أَتَيْنَهُ فَبَيْنَا هُنَّ عُكُوفٌ عِنْدَ وَثَنٍ مُثِّلَ لَهُنَّ كَرَجُلٍ أَوْ فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ حَتَّى صَارَ مِنْهُنَّ قَرِيبًا ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا نِسَاءَ تَيْمَاءَ، §إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي بَلَدِكُنَّ نَبِيٌّ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ، يُبْعَثُ بِرِسَالَةِ اللَّهِ، فَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكُونَ لَهُ زَوْجًا فَلْتَفْعَلْ، فَحَصَبَتْهُ النِّسَاءُ وَقَبَّحْنَهُ وَأَغْلَظْنَ لَهُ، وَأَغَضَّتْ خَدِيجَةُ عَلَى قَوْلِهِ وَلَمْ تَعْرِضْ لَهُ فِيمَا عَرَضَ فِيهِ النِّسَاءُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ -[16]- كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ أُمَيَّةَ، أُخْتِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ سَمِعْتُهَا تَقُولُ: " كَانَتْ خَدِيجَةُ ذَاتَ شَرَفٍ وَمَالٍ كَثِيرٍ وَتِجَارَةٍ تَبْعَثُ إِلَى الشَّأْمِ فَيَكُونُ عِيرُهَا كَعَامَّةِ عِيرِ قُرَيْشٍ وَكَانَتْ تَسْتَأْجِرُ الرِّجَالَ وَتَدْفَعُ الْمَالَ مُضَارَبَةً فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَلَيْسَ لَهُ اسْمٌ بِمَكَّةَ إِلَّا الْأَمِينُ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَى الشَّأْمِ فِي تِجَارَتِهَا مَعَ غُلَامِهَا مَيْسَرَةَ وَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أُعْطِي قَوْمَكَ فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجَ إِلَى سُوقِ بُصْرَى §فَبَاعَ سِلْعَتَهُ الَّتِي أَخْرَجَ وَاشْتَرَى غَيْرَهَا وَقَدِمَ بِهَا فَرَبِحَتْ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ فَأَضْعَفَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضِعْفَ مَا سَمَّتْ لَهُ " قَالَتْ نَفِيسَةُ: فَأَرْسَلَتْنِي إِلَيْهِ دَسِيسًا أَعْرِضُ عَلَيْهِ نِكَاحَهَا فَفَعَلَ وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَمِّهَا عَمْرِو بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَحَضَرَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمُومَتِهِ فَزَوَّجَهُ أَحَدُهُمْ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ فِي هَذَا الْبُضْعِ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ مِنَ الشَّأْمِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَوَلَدَتِ الْقَاسِمَ وَعَبْدَ اللَّهِ وَهُوَ الطَّاهِرُ وَالطَّيِّبُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ وَزَيْنَبَ وَرُقَيَّةَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَفَاطِمَةَ وَكَانَتْ سَلَمَةُ مَوْلَاةُ عُقْبَةَ تُقْبِلُهَا وَكَانَ بَيْنَ كُلِّ وَلَدَيْنِ سَنَةٌ وَكَانَتْ تَسْتَرْضِعُ لَهُمْ وَتُعِدُّ ذَلِكَ قَبْلَ وِلَادِهَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «§أَنَّ عَمَّ خَدِيجَةَ عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِنَّ أَبَاهَا مَاتَ يَوْمَ الْفُجَّارِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا لَيْسَ بَيْنَهُمْ فِيهِ اخْتِلَافٌ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[17]- قَالَ: «§كَانَتْ خَدِيجَةُ يَوْمَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَهْرُهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَكَذَلِكَ كَانَتْ مُهُورُ نِسَائِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَحْنُ نَقُولُ وَمَنْ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ خَدِيجَةَ وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَإِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنْتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ وَهِيَ ابْنَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَكَانَتْ خَدِيجَةُ أَسَنَّ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَوُلِدْتُ أَنَا قَبْلَ الْفِيلِ بِثَلَاثِ عَشْرَةَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ خَدِيجَةُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ خَدِيجَةُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَدِيجَةُ يُصَلِّيَانِ سِرًّا مَا شَاءَ اللَّهُ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْفُرَاتِ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ عُبَيْدَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ عَنْ جَدِّهِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ: جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَ لِأَهْلِي مِنْ ثِيَابِهَا وَعِطْرِهَا فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ فَأَنَا عِنْدَهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَدْ حَلَّقَتِ الشَّمْسُ فَارْتَفَعَتْ إِذْ أَقْبَلَ شَابٌّ حَتَّى دَنَا مِنَ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَهَا إِذْ جَاءَ غُلَامٌ حَتَّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا ثُمَّ رَكَعَ -[18]- الشَّابُّ فَرَكَعَ الْغُلَامُ وَرَكَعَتِ الْمَرْأَةُ ثُمَّ رَفَعَ الشَّابُّ رَأْسَهُ وَرَفَعَ الْغُلَامُ رَأْسَهُ وَرَفَعَتِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا ثُمَّ خَرَّ الشَّابُّ وَخَرَّ الْغُلَامُ سَاجِدًا وَخَرَّتِ الْمَرْأَةُ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا عَبَّاسُ إِنِّي أَرَى أَمْرًا عَظِيمًا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَمْرٌ عَظِيمٌ هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا الشَّابُّ؟ قُلْتُ: لَا مَا أَدْرِي قَالَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا الْغُلَامُ؟ قُلْتُ لَا مَا أَدْرِي قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي، هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قُلْتُ: لَا مَا أَدْرِي قَالَ هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي هَذَا §إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا الَّذِي تَرَى حَدَّثَنَا أَنَّ رَبَّهُ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ فَهُوَ عَلَيْهِ، وَلَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كُلِّهَا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ عَفِيفٌ: فَتَمَنَّيْتُ بَعْدُ أَنِّي كُنْتُ رَابِعَهُمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَا: «§تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: " §تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَخَرَجْنَا بِهَا مِنْ مَنْزِلِهَا حَتَّى دَفَنَّاهَا بِالْحَجُونِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حُفْرَتِهَا وَلَمْ تَكُنْ يَوْمَئِذٍ سُنَّةُ الْجِنَازَةِ الصَّلَاةَ عَلَيْهَا قِيلَ وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا خَالِدٍ قَالَ: قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَوَاتٍ ثَلَاثٍ أَوْ نَحْوِهَا وَبَعْدَ خُرُوجِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الشِّعْبِ بِيَسِيرٍ، قَالَ: وَكَانَتْ أَوَّلَ -[19]- امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَوْلَادُهُ كُلُّهُمْ مِنْهَا غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ مَارِيَةَ وَكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ هِنْدٍ بِوَلَدِهَا مِنْ زَوْجِهَا أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ "

ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ولدتها وقريش تبني البيت وذلك قبل النبوة بخمس سنين

§فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَلَدَتْهَا وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ وَذَلِكَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سِنِينَ

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ انْتَظِرْ بِهَا الْقَضَاءَ» فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَدَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: اخْطُبْ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَهَا فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «§انْتَظِرْ بِهَا الْقَضَاءَ» فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ: رَدَّكَ يَا عُمَرُ ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ عَلِيٍّ قَالُوا لِعَلِيٍّ: اخْطُبْ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ فَذَكَرُوا لَهُ قَرَابَتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَهَا فَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَبَاعَ عَلِيٌّ بَعِيرًا لَهُ وَبَعْضَ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةٍ وَثَمَانِينَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اجْعَلُ ثُلُثَيْنِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الْمَتَاعِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ حُجْرَ بْنَ عَنْبَسٍ قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ قَالَ خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§هِيَ لَكَ يَا عَلِيُّ -[20]- لَسْتَ بِدَجَّالٍ» يَعْنِي لَسْتَ بِكَذَّابٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ وَعَدَ عَلِيًّا بِهَا قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: خَطَبَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُرُكِ فَسَكَتَتْ فَزَوَّجَهَا»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنْتَهُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا لِي مِنْ شَيْءٍ قَالَ: «وَكَيْفَ؟» قَالَ ثُمَّ ذَكَرْتُ صِلَتَهُ وَعَائِدَتَهُ فَخَطَبْتُهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: «وَهَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» . قُلْتُ: لَا قَالَ: «§وَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟» قَالَ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ: «فَأَعْطِهَا إِيَّاهَا» قَالَ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهَا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا تُصْدِقُهَا؟» قَالَ: مَا عِنْدِي مَا أَصْدُقُهَا، قَالَ: «فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ الَّتِي كُنْتُ مَنَحْتُكَ؟» قَالَ: عِنْدِي، قَالَ: «أَصْدِقْهَا إِيَّاهَا» قَالَ: فَأَصْدَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، قَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ ثَمَنُهَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§أَمْهَرَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ بُدْنًا قِيمَتُهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§تَزَوَّجَتْ فَاطِمَةُ عَلَى بُدْنٍ مِنْ حَدِيدٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ فَأَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «قَدِّمْ شَيْئًا» قَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا قَالَ: «§فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟»

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ سَلِيطٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِعَلِيٍّ عِنْدَكَ فَاطِمَةُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§مَا حَاجَةُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ؟» قَالَ: ذَكَرْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَرْحَبًا وَأَهْلًا» لَمْ يَزِدْهُ عَلَيْهِمَا فَخَرَجَ عَلِيٌّ عَلَى أُولَئِكَ الرَّهْطِ مِنَ الْأَنْصَارِ يَنْظُرُونَهُ قَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لِي مَرْحَبًا وَأَهْلًا، قَالُوا: يَكْفِيكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِحْدَاهُمَا أَعْطَاكَ الْأَهْلَ أَعْطَاكَ الْمَرْحَبَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَمَا زَوَّجَهُ قَالَ: «يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَابُدَّ لِلْعَرُوسِ مِنْ وَلِيمَةٍ» ، فَقَالَ سَعْدٌ: عِنْدِي كَبْشٌ وَجَمَعَ لَهُ رَهْطٌ مِنَ الْأَنْصَارِ آصُعًا مِنْ ذُرَةٍ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ الْبِنَاءِ قَالَ: لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِإِنَاءٍ فَتَوَضَّأَ فِيهِ ثُمَّ أَفْرَغَهُ عَلَى عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا» ، قَالَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: شَيْءٌ مِنَ النَّسَبِ عِنْدِي

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أَصْدَقَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ وَجَرْدَ بُرْدٍ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ حِينَ زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ: «§أَعْطِهَا دِرْعَكَ الْحُطَمِيَّةَ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: «§تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ عَلَى إِهَابِ شَاةٍ وَسُحُقِ حِبَرَةٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، «§أَنَّ عَلِيًّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلَى إِهَابِ كَبْشٍ وَجَرْدِ حِبَرَةٍ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ فَبَاعَ بَعِيرًا لَهُ بِثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ -[22]- صلّى الله عليه وسلم: «§اجْعَلُوا ثُلُثَيْنِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «§لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ وَمَا لِي وَلَهَا فِرَاشٌ غَيْرُ جِلْدِ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ النَّاضِحَ بِالنَّهَارِ وَمَا لِي وَلَهَا خَادِمٌ غَيْرُهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§كَانَ صَدَاقُ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنِسَائِهِ خَمْسَ مِائَةِ دِرْهَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنِصْفًا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا فَاطِمَةَ قَالَ: «أَعْطِهَا شَيْئًا» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ: «§فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تَزَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ بَعْدَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ وَبَنَى بِهَا مَرْجِعَهُ مِنْ بَدْرٍ وَفَاطِمَةُ يَوْمَ بَنَى بِهَا عَلِيٌّ بِنْتُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا فَلَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ قَالَ لِعَلِيٍّ: «§اطْلُبْ مَنْزِلًا» فَطَلَبَ عَلِيٌّ مَنْزِلًا فَأَصَابَهُ مُسْتَأْخِرًا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَلِيلًا فَبَنَى بِهَا فِيهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهَا فَقَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحَوِّلَكِ إِلَيَّ» ، فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: فَكَلِّمْ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنِّي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «قَدْ تَحَوَّلَ حَارِثَةُ عَنَّا حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ» فَبَلَغَ ذَلِكَ حَارِثَةَ فَتَحَوَّلَ وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَوِّلُ فَاطِمَةَ إِلَيْكَ وَهَذِهِ مَنَازِلِي وَهِيَ أَسْقَبُ بُيُوتِ بَنِي النَّجَّارِ بِكَ وَإِنَّمَا أَنَا وَمَالِي لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَالُ الَّذِي تَأْخُذُ -[23]- مِنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي تَدَعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ» فَحَوَّلَهَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى بَيْتِ حَارِثَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَ: «جَهَّزْتُ جَدَّتَكَ فَاطِمَةَ إِلَى جَدِّكَ عَلِيٍّ وَمَا كَانَ حَشْوُ فِرَاشِهِمَا وَوَسَائِدِهِمَا إِلَّا اللِّيفُ §وَلَقَدْ أَوَلَمَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ فَمَا كَانَتْ وَلِيمَةٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَفْضَلَ مِنْ وَلِيمَتِهِ رَهَنَ دِرْعَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِشَطْرِ شَعِيرٍ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ عَلِيًّا حِينَ دَخَلَ بِفَاطِمَةَ §كَانَ فِرَاشُهُمَا إِهَابَ كَبْشٍ إِذَا أَرَادَا أَنْ يَنَامَا قَلَبَاهُ عَلَى صُوفَةٍ وَوِسَادَتُهُمَا مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: «§كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ جُرْدٌ حِبَرَةٌ وَإِهَابُ شَاةٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، وَأَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا فَاطِمَةَ كَانَ فِيمَا جُهِّزَتْ بِهِ سَرِيرٌ مَشْرُوطٌ وَوِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَتَوْرٌ مِنْ أَدَمٍ وَقِرْبَةٌ قَالَ وَجَاءُوا بِبَطْحَاءَ فَطَرَحُوهَا فِي الْبَيْتِ قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: «§إِذَا أَتَيْتَ بِهَا فَلَا تَقْرَبَنَّهَا حَتَّى آتِيَكَ» قَالَ: وَكَانَتِ الْيَهُودُ يُؤَخِّرُونَ الرَّجُلَ عَنِ امْرَأَتِهِ قَالَ: فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا قَعَدَا حِينًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَالَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَفْتَحَ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ أُمُّ أَيْمَنَ فَقَالَ: «أَثَمَّ أَخِي؟» ، قَالَتْ: وَكَيْفَ يَكُونُ أَخُوكَ وَقَدْ أَنْكَحْتَهُ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: «فَإِنَّهُ كَذَلِكَ» ثُمَّ قَالَ: «أَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «جِئْتِ تُكْرِمِينَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهَا خَيْرًا وَدَعَا لَهَا، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِهِ إِمَّا فِي تَوْرٍ وَإِمَّا فِي سِوَاهُ قَالَ: فَمَجَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ وَمَسَكَ بِيَدِهِ ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَنَضَحَ -[24]- مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَدْرِهِ وَذِرَاعَيْهِ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَقْبَلَتْ تَعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ فَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لَهَا: «يَا فَاطِمَةُ أَمَا إِنِّي مَا أَلَيْتُ أَنْ أَنْكَحْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ قَالَتْ: زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ §وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى فَاطِمَةَ حَتَّى يَجِيئَهُ وَكَانَتِ الْيَهُودُ يُؤَخِّرُونَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى وَقَفَ بِالْبَابِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَقَالَ: «أَثَمَّ أَخِي؟» فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَخُوكَ؟ قَالَ: «عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» قَالَتْ: وَكَيْفَ يَكُونُ أَخَاكَ وَقَدْ زَوَّجْتَهُ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: «هُوَ ذَاكَ يَا أُمَّ أَيْمَنَ» فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَغَسَلَ فِيهِ يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَضَحَ عَلَى صَدْرِهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ بِغَيْرِ خِمَارٍ تَعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا ثُمَّ نَضَحَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَلَوْتُ أَنْ زَوَّجْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي» ، وَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: وُلِّيتُ جَهَازَهَا فَكَانَ فِيمَا جَهَّزْتُهَا بِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَبَطْحَاءُ مَفْرُوشٌ فِي بَيْتِهَا

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَارِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَخْوَالُهُ الْأَنْصَارُ قَالَ أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النِّسْوَةِ اللَّاتِي أَهْدَيْنَ فَاطِمَةَ إِلَى عَلِيٍّ قَالَتْ: «§أُهْدِيَتْ فِي بُرْدَيْنِ مِنْ بُرُودِ الْأُوَلِ عَلَيْهَا دُمْلُوجَانِ مِنْ فِضَّةٍ مُصَفَّرَانِ بِزَعْفَرَانٍ فَدَخَلْنَا بَيْتَ عَلِيٍّ فَإِذَا إِهَابُ شَاةٍ عَلَى دُكَّانٍ وَوِسَادَةٍ فِيهَا لِيفٌ وَقِرْبَةٌ وَمُنْخُلٌ وَمِنْشَفَةٌ وَقَدَحٌ» .

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ بِبُدْنٍ مِنْ حَدِيدٍ»

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ -[25]- قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ» فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ أَنِ اتَّبَعَهُمَا فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ فَإِذَا عَلِيٌّ مُنْتَبِذٌ مِنْهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَهَابُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ نَضَحَ بِهِ صَدْرَهَا وَصَدْرَهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهَا بِخَمْلَةٍ وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَرَحَائَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ ذَاتَ يَوْمٍ وَاللَّهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى قَدِ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ أَبَاكِ بِسَبْيٍ فَاذْهَبِي فَاسْتَخْدِمِيهِ، فَقَالَتْ: وَأَنَا وَاللَّهِ قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟» قَالَتْ: جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ وَرَجَعَتْ فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ؟ قَالَتْ: اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَأَتَيَاهُ جَمِيعًا فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشْتَكَيْتُ صَدْرِي وَقَالَتْ فَاطِمَةُ قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ وَقَدْ أَتَى اللَّهُ بِسَبْيٍ وَسَعَةٍ فَاخْدُمْنَا، قَالَ: «وَاللَّهِ لَا أُعْطِيكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تُطْوَى بُطُونُهُمْ لَا أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَلَكِنِّي أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ» ، فَرَجَعَا فَأَتَاهُمَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ دَخَلَا فِي قَطِيفَتِهِمَا إِذَا غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا تَكَشَّفَتْ أَقْدَامُهُمَا وَإِذَا غَطَّيَا أَقْدَامَهُمَا تَكَشَّفَتْ رُءُوسُهُمَا فَثَارَا فَقَالَ: «مَكَانَكُمَا. أَلَا أُخْبِرُكُمَا بِخَيْرِ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟» فَقَالَا: بَلَى فَقَالَ: «كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهُنَّ جِبْرِيلُ تُسَبِّحَانِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا وَتَحْمَدَانِ عَشْرًا وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا وَإِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ» ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ عَلَّمَنِيهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ فَقَالَ: قَاتَلَكُمُ اللَّهُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ فِي عَلِيٍّ عَلَى فَاطِمَةَ شِدَّةٌ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَأَشْكُوَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَانْطَلَقَتْ وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ بِأَثَرِهَا فَقَامَ حَيْثُ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا فَشَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ غِلَظَ عَلِيٍّ وَشِدَّتَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ §اسْمَعِي وَاسْتَمِعِي وَاعْقِلِي إِنَّهُ لَا إِمْرَةَ بِامْرَأَةٍ لَا تَأْتِي هَوَى زَوْجِهَا وَهُوَ سَاكِتٌ» قَالَ عَلِيٌّ: فَكَفَفْتُ عَمَّا كُنْتُ أَصْنَعُ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا آتِي شَيْئًا تَكْرَهِينَهُ أَبَدًا

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كَلَامٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَلْقَى لَهُ مِثَالًا فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَاضْطَجَعَتْ مِنْ جَانِبٍ، وَجَاءَ عَلِيٌّ فَاضْطَجَعَ مِنْ جَانِبٍ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِ عَلِيٍّ فَوَضَعَهَا عَلَى سُرَّتِهِ وَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَى سُرَّتِهِ وَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَصْلَحَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ خَرَجَ قَالَ فَقِيلَ لَهُ دَخَلْتَ وَأَنْتَ عَلَى حَالٍ وَخَرَجْتَ وَنَحْنُ نَرَى الْبِشَرَ فِي وَجْهِكَ فَقَالَ: «§وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أَصْلَحْتُ بَيْنَ أَحَبِّ اثْنَيْنِ إِلَيَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ وَهِيَ تَقُولُ: أَنَا أَسَنُّ مِنْكَ , فَقَالَ الْعَبَّاسُ: §أَمَّا أَنْتِ يَا فَاطِمَةُ فَوُلِدْتِ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَوُلِدْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَوَاتٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَزَيْنَبَ بَنِي عَلِيٍّ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ جَالِسَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «§مَرْحَبًا يَا بُنَيَّتِي» فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ فَأَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا -[27]- فَبَكَتْ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ بِحَدِيثٍ ثُمَّ تَبْكِينَ قُلْتُ أَيُّ شَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكِ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِي سِرَّهُ، قَالَتْ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَأْتِينِي كُلَّ عَامٍ فَيُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ مَرَّةً وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي مَرَّتَيْنِ وَلَا أَظُنُّ أَجْلِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» ، وَقَالَ: «أَنْتِ أَسْرَعُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا» ، قَالَتْ: فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قَالَتْ: فَضَحِكْتُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: «§أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا بِخَيْبَرَ مِنَ الشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ ثَلَاثَمِائَةِ وَسْقٍ، الشَّعِيرُ مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةٌ وَثَمَانُونَ وَسْقًا، لِفَاطِمَةَ مِنْ ذَلِكَ مِائَتَا وَسْقٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: " §جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى فَاطِمَةَ حِينَ مَرِضَتْ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْبَابِ فَإِنْ شِئْتِ أَنْ تَأْذَنِي لَهُ، قَالَتْ: وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا وَاعْتَذَرَ إِلَيْهَا وَكَلَّمَهَا فَرَضِيَتْ عَنْهُ ".

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ فُلَانِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلْمَى قَالَتْ: " §مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ عِنْدَنَا فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تُوُفِّيَتْ فِيهِ خَرَجَ عَلِيٌّ قَالَتْ لِي يَا أُمَّهْ , اسْكُبِي لِي غُسْلًا فَسَكَبْتُ لَهَا فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتْ: ائْتِينِي بِثِيَابِي الْجُدُدِ فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ قَالَتْ: اجْعَلِي فِرَاشِي وَسَطَ الْبَيْتِ فَجَعَلْتُهُ فَاضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ وَاسْتَقَبْلَتِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَتْ لِي: يَا أُمَّهْ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ السَّاعَةَ وَقَدِ اغْتَسَلْتُ فَلَا يَكْشِفْنَ أَحَدٌ لِي كَتِفًا، قَالَتْ: فَمَاتَتْ فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا يَكْشِفُ لَهَا أَحَدٌ كَتِفًا فَاحْتَمَلَهَا فَدَفَنَهَا -[28]- بِغُسْلِهَا ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ §غَسَّلَ فَاطِمَةَ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا نُوَّرَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ وَعَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ» أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: سِتَّةَ أَشْهُرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ «§أَنَّ فَاطِمَةَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا وَتُوُفِّيَتْ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوِهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§فَاطِمَةُ أَوَّلُ مَنْ جُعِلَ لَهَا النَّعْشُ عَمِلَتْهُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ وَكَانَتْ قَدْ رَأَتْهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ -[29]- اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: «§صَلَّى الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§نَزَلَ فِي حُفْرَةِ فَاطِمَةَ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَلِيًّا §صَلَّى عَلَى فَاطِمَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§صَلَّى عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْهَا»

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا»

أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§دُفِنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلًا وَدَفَنَهَا عَلِيٌّ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «§دُفِنَتْ فَاطِمَةُ لَيْلًا دَفَنَهَا عَلِيٌّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَلِيًّا §دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَوَكِيعٌ، قَالَا حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: «§دُفِنَتْ فَاطِمَةُ لَيْلًا»

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ §أَنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ عَلِيًّا §دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ §أَنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ لَيْلًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: " سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: " مَتَى دَفَنْتُمْ فَاطِمَةَ؟ فَقَالَ: §دَفَنَّاهَا بِلَيْلٍ بَعْدَ هَدْأَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا؟ قَالَ: عَلِيُّ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ قَبْرَ فَاطِمَةَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُصَلُّونَ إِلَيْهِ عَلَى جَنَائِزِهِمْ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ إِلَّا مَسْجِدُ رُقَيَّةَ يَعْنِي امْرَأَةً عَمَرَتْهُ وَمَا دُفِنَتْ فَاطِمَةُ إِلَّا فِي زَاوِيَةِ دَارِ عَقِيلٍ مِمَّا يَلِي دَارَ الْجَحْشِيِّينَ مُسْتَقْبِلَ خَرْجَةِ بَنِي نَبِيهٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بِالْبَقِيعِ وَبَيْنَ قَبْرِهَا وَبَيْنَ الطَّرِيقِ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: وَجَدْتُ الْمُغِيرَةِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَاقِفًا يَنْتَظِرُنِي بِالْبَقِيعِ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ فَقُلْتُ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هَاشِمٍ هَاهُنَا قَالَ انْتَظَرْتُكَ بَلَغَنِي §أَنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي دَارِ عَقِيلٍ مِمَّا يَلِي دَارَ الْجَحْشِيِّينَ فَأُحِبُّ أَنْ تَبْتَاعَهُ لِي بِمَا بَلَغَ أُدْفَنُ فِيهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ فَجَهَدَ بِالْعَقِيلِيِّينَ فَأَبَوْا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَشُكُّ أَنَّ قَبْرَهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ

زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وكانت أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي قبل النبوة وكانت أول بنات رسول الله صلى

§زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَتْ أَكْبَرَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا ابْنُ خَالَتِهَا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى

بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَكَانَتْ أَوَّلَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُزَوَّجُ، وَأُمُّ أَبِي الْعَاصِ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ خَالَةُ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَوَلَدَتْ زَيْنَبُ لِأَبِي الْعَاصِ عَلِيًّا وَأُمَامَةَ امْرَأَةً فَتُوُفِّيَ عَلِيٌّ وَهُوَ صَغِيرٌ وَبَقِيَتْ أُمَامَةُ فَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ مَوْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ فَأَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ مَعَ أَبِيهَا وَأَبَى أَبُو الْعَاصِ أَنْ يُسْلِمَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ سَعْدٍ، مَوْلًى لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ كَانَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَأَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ فَلَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ قُدِّمَ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ وَبَعَثَتْ مَعَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ وَظَفَارٌ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ وَكَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَدْخَلَتْهَا بِتِلْكَ الْقِلَادَةِ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ حِينَ بَنَى بِهَا فَبَعَثَتْ بِهَا فِي فِدَاءَ زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقِلَادَةَ عَرَفَهَا وَرَقَّ لَهَا وَذَكَرَ خَدِيجَةَ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهَا وَقَالَ: «§إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا إِلَيْهَا مَتَاعَهَا فَعَلْتُمْ» ، قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَطْلَقُوا أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ وَرُدُّوا عَلَى زَيْنَبَ قِلَادَتَهَا وَأَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي الْعَاصِ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهَا إِلَيْهِ فَوَعَدَهُ ذَلِكَ فَفَعَلَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ رِوَايَةِ مَنْ رَوَى أَنَّ زَيْنَبَ هَاجَرَتْ مَعَ أَبِيهَا صلّى الله عليه وسلم -[32]- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ الْخَرَّبُوذِ الْمَكِّيِّ قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِلَى الشَّأْمِ فَذَكَرَ امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] ذَكَرْتُ زَيْنَبَ لَمَّا وَرَّكَتْ إِرَمًا ... فَقُلْتُ سُقْيًا لِشَخْصٍ يَسْكُنُ الْحَرَمَا بِنْتُ الْأَمِينِ جَزَاهَا اللَّهُ صَالِحَةً ... وَكُلُّ بَعْلٍ سَيُثْنِي بِالَّذِي عَلِمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا ذَمَمْنَا صِهْرَ أَبِي الْعَاصِ»

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فَلَمَّا قَامَ فِي الصَّلَاةِ نَادَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ §مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ حَتَّى سَمِعْتُ مِنْهُ الَّذِي سَمِعْتُمْ، أَنَّهُ يُجِيرُ عَلَى النَّاسِ أَدْنَاهُمْ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ مِنَ الشَّأْمِ وَقَدْ أَسْلَمَتِ امْرَأَتُهُ زَيْنَبُ مَعَ أَبِيهَا وَهَاجَرَتْ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا فَرَّقَ بَيْنَهُمَا»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ فَهَاجَرَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ أَسْلَمَ زَوْجُهَا §فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ أُنْزِلَتْ سُورَةُ بَرَاءَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا أَسْلَمَتِ الْمَرْأَةُ قَبْلَ زَوْجِهَا فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيْهَا إِلَّا بِخِطْبَةٍ وَإِسْلَامُهَا تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى -[33]- أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ قَالَ يَزِيدُ: وَمَهْرٍ جَدِيدٍ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَدَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي الْعَاصِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ بِنِكَاحِهَا الْأَوَّلِ وَلَمْ يُحْدِثْ صَدَاقًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ إِلَى الشَّأْمِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ تِلْكَ الْعِيرَ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّأْمِ §فَبَعَثَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي سَبْعِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ فَلَقُوا الْعِيرَ بِنَاحِيَةِ الْعِيصِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْأَثْقَالِ وَأَسَرُوا نَاسًا مِمَّنْ كَانَ فِي الْعِيرِ مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ فَلَمْ يَغْدُ أَنْ جَاءَ الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ بِسَحَرٍ وَهِيَ امْرَأَتُهُ فَاسْتَجَارَهَا فَأَجَارَتْهُ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ قَامَتْ عَلَى بَابِهَا فَنَادَتْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ حَتَّى سَمِعْتُ الَّذِيَ سَمِعْتُمْ: الْمُؤْمِنُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ وَقَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَارَتْ " فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِهِ دَخَلَتْ عَلَيْهِ زَيْنَبُ فَسَأَلَتْهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَى أَبِي الْعَاصِ مَا أَخَذَ مِنْهُ فَفَعَلَ وَأَمَرَهَا أَنْ لَا يَقْرَبَهَا فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ مَا دَامَ مُشْرِكًا وَرَجَعَ أَبُو الْعَاصِ إِلَى مَكَّةَ فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ثُمَّ أَسْلَمَ وَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا مُهَاجِرًا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِذَلِكَ النِّكَاحِ الْأَوَّلِ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى -[34]- الله عليه وسلم بُرْدَ سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مِمَّنْ غَسَّلَ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا وَاجْعَلْنَ فِي الْخَامِسَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ وَإِذَا غَسَلْتُنَّهَا فَأَعْلِمْنَنِي» فَلَمَّا غَسَلْنَاهَا أَعْلَمْنَاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ فَقَالَ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: «§اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ وَاغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِنْ فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» ، قَالَتْ: فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ أَوْ قَالَتْ: حَقْوًا وَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا هَذَا» قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ قَالَتْ: فَضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا وَأَلْقَيْنَا خَلْفَهَا مُقَدَّمَهَا قَالَ إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ: وَحَقْوَهُ إِزَارُهُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[35]- الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ: «§اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ فَقَالَ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ يَعْنِي إِزَارَهُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا غَسَّلْنَا بِنْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ: «§اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ وَسِدْرٍ»

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ أَوِ امْرَأَتَيْنِ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ: «§اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ وَاغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ أَوْ قَالَتْ حَقْوًا وَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: «§اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ مِنْهُنَّ كَافُورًا أَوْ قَالَ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» ، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ وَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» .

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ» قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: وَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: «§لَمَّا غَسَّلْنَا بِنْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ نَاصِيَتَهَا وَقَرْنَيْهَا وَأَلْقَيْنَاهُ خَلْفَهَا»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا غَسَّلْنَا بِنْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ نَغْسِلُهَا: «§ابْدَءُوا بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ»

رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كان تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بعث رسول الله وأنزل الله تبت يدا أبي لهب قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم

§رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ كَانَ تَزَوَّجَهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] قَالَ لَهُ أَبُوهُ أَبُو لَهَبٍ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكَ حَرَامٌ إِنْ لَمْ تُطَلِّقِ ابْنَتَهُ فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا وَأَسْلَمَتْ حِينَ أَسْلَمَتْ أُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هِيَ وَأَخَوَاتُهَا حِينَ بَايَعَهُ النِّسَاءُ وَتَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعْدَ لُوطٍ» . وَكَانَتْ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى قَدْ أَسْقَطَتْ مِنْ عُثْمَانَ سَقْطًا ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ ابْنًا فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ عُثْمَانُ يُكْنَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَبَلَغَ سِنُّهُ سَنَتَيْنِ فَنَقَرَهُ دِيكٌ فِي وَجْهِهِ فَطَمَرَ وَجْهُهُ فَمَاتَ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا بَعْدَ ذَلِكَ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ زَوْجِهَا عُثْمَانَ حِينَ هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ وَمَرِضَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ يَتَجَهَّزُ إِلَى بَدْرٍ فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَتُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ بِبَدْرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ وَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ بَدْرٍ بَشِيرًا فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ حِينَ

سُوِّيَ التُّرَابُ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقْيَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " §الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَى رُقَيَّةَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «دَعْهُنَّ يَا عُمَرُ يَبْكِينَ» ثُمَّ قَالَ: «ابْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْقَلْبِ وَالْعَيْنِ فَمِنَ اللَّهِ وَالرَّحْمَةِ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ» فَقَعَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَجَعَلَتْ تَبْكِي فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عَيْنِهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: الثَّبْتُ عِنْدَنَا مِنْ جَمِيعِ الرِّوَايَةِ أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ بِبَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ دَفْنَهَا وَلَعَلَّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي غَيْرِهَا مِنْ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اللَّاتِي شَهِدَ دَفْنَهُنَّ فَإِنْ كَانَ فِي رُقَيَّةَ وَكَانَ ثَبْتًا فَلَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ وَبُكَاءُ النِّسَاءِ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ

أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بعث رسول الله وأنزل الله تبت يدا أبي لهب قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم

§أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا عُتَيْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] قَالَ لَهُ أَبُوهُ أَبُو لَهَبٍ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكَ حَرَامٌ إِنْ لَمْ تُطَلِّقِ ابْنَتَهُ فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا فَلَمْ تَزَلْ بِمَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَأَسْلَمَتْ حِينَ أَسْلَمَتْ أُمُّهَا وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ مَعَ أَخَوَاتِهَا حِينَ بَايَعَهُ النِّسَاءُ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ حِينَ هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ

وَخَرَجَتْ مَعَ عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ تَزَلْ بِهَا فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلَفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَتْ بِكْرًا وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ مَاتَتْ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا وَمَاتَتْ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لَوْ كُنَّ عَشْرًا لَزَوَّجْتُهُنَّ عُثْمَانَ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ §أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ بُرْدَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حُلَّةً سِيَرَاءَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: «§أَنَا غَسَّلْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَجَعَلْتُ عَلَيْهَا نَعْشًا أُمِّرَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَوَارَيْتُهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: «§غَسَلَهَا نِسَاءٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِنَّ أُمُّ عَطِيَّةَ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا أَبُو طَلْحَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا عَلَى قَبْرِهَا فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهَ تَدْمَعَانِ فَقَالَ: «§فِيكُمْ أَحَدٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟» فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «انْزِلْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: «§صَلَّى عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَلَسَ عَلَى حُفْرَتِهَا وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ»

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جُلُوسٌ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَهِيَ صَبِيَّةٌ قَالَ: «§فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا»

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَهُوَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا»

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ -[40]-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَعَهُ قِلَادَةُ جَزْعٍ فَقَالَ: «§لَأُعْطِيَنَّهَا أَحَبَّكُنَّ إِلَيَّ» فَقُلْنَ يَدْفَعُهَا إِلَى ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ فَدَعَا بِابْنَةِ أَبِي الْعَاصِ مِنْ زَيْنَبَ فَعَقَدَهَا بِيَدِهِ وَكَانَ عَلَى عَيْنِهَا رَمَصٌ فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِلْيَةً فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذَهُ وَإِنَّهُ لَمُعْرِضٌ عَنْهُ فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى ابْنَةِ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ فَقَالَ: «§تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: §كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدِينِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، أَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ قَالَتْ: لِلْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ " إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَطَبَنِي فَقَالَ لَهَا: §تَزَوَّجِينَ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ فَلَوْ جَعَلْتِ ذَلِكَ إِلَيَّ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُكِ " قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: فَجَازَ نِكَاحُهُ.

ذكر عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ عَمَّاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي أخت حمزة بن عبد المطلب لأمه كان تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له صفية رجلا ثم خلف عليها العوام بن خويلد بن

§صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَهِيَ أُخْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّهِ كَانَ تَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْحَارِثُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ صَفِيَّةُ رَجُلًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْعَوَّامَ بْنَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيًّ فَوَلَدَتْ لَهُ الزُّبَيْرَ وَالسَّائِبَ وَعَبْدَ الْكَعْبَةِ وَأَسْلَمَتْ صَفِيَّةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ وَسْقًا بِخَيْبَرَ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ إِذَا خَرَجَ لِقِتَالِ عَدُوِّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ رَفَعَ أَزْوَاجَهُ وَنِسَاءَهُ فِي أُطُمِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَحْصَنِ آطَامِ الْمَدِينَةِ وَتَخَلَّفَ حَسَّانُ يَوْمَ أُحُدٍ فَجَاءَ يَهُودِيُّ فَلَصِقَ بِالْأُطُمِ يَسْتَمِعُ وَيَتَخَبَّرُ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِحَسَّانَ: انْزِلْ إِلَى هَذَا الْيَهُودِيِّ فَاقْتُلْهُ فَكَأَنَّهُ هَابَ ذَلِكَ فَأَخَذَتْ عَمُودًا فَنَزَلَتْ فَخَتَلَتْهُ حَتَّى فَتَحَتِ الْبَابَ قَلِيلًا قَلِيلًا ثُمَّ حَمَلَتْ عَلَيْهِ فَضَرَبَتْهُ بِالْعَمُودِ فَقَتَلَتْهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، §أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَاءَتْ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدِ انْهَزَمَ النَّاسُ وَبِيَدِهَا رُمْحٌ تَضْرِبُ فِي وُجُوهِ النَّاسِ وَتَقُولُ: انْهَزَمْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا زُبَيْرُ الْمَرْأَةَ» ، وَكَانَ حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَرَاهُ وَكَانَتْ أُخْتَهُ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: يَا أُمَّهْ إِلَيْكِ إِلَيْكِ فَقَالَتْ: تَنَحَّ لَا أُمَّ لَكَ فَجَاءَتْ فَنَظَرَتْ -[42]- إِلَى حَمْزَةَ وَقَبْرُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْبَقِيعِ بِفِنَاءِ دَارِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عِنْدَ الْوُضُوءِ وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي، فولدت له طليبا ثم خلف عليها أرطاة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة ثم

§أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، تَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ طُلَيْبًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَرْطَاةُ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ ثُمَّ أَسْلَمَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِمَكَّةَ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ الْأَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمَ الْمَخْزُومِيِّ ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: تَبِعْتُ مُحَمَّدًا وَأَسْلَمْتُ لِلَّهِ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: إِنَّ أَحَقَّ مَنْ وَازَرْتَ وَعَضَدْتَ ابْنَ خَالِكَ وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَقْدِرُ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ لَتَبِعْنَاهُ وَذَبَبْنَا عَنْهُ، فَقَالَ طُلَيْبٌ: فَمَا يَمْنَعُكِ يَا أُمِّي مِنْ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتَّبِعِيهِ فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ ثُمَّ قَالَتْ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ، فَقَالَ طُلَيْبٌ: فَإِنِّي أَسْأَلُكِ بِاللَّهِ إِلَّا أَتَيْتِهِ فَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وَصَدَّقْتِهِ وَشَهِدْتِ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَتْ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ ثُمَّ كَانَتْ تُعْضَدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِلِسَانِهَا وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ دُرَّةَ عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تِجْرَاةَ قَالَتْ: عَرَضَ

أَبُو جَهْلٍ وَعِدَّةٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَآذَوْهُ فَعَمَدَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً شَجَّهُ فَأَخَذُوهُ وَأَوْثَقُوهُ فَقَامَ دُونَهُ أَبُو لَهَبٍ حَتَّى خَلَّاهُ فَقِيلَ لِأَرْوَى أَلَا تَرَيْنَ ابْنَكِ طُلَيْبًا قَدْ صَيَّرَ نَفْسَهُ غَرَضًا دُونَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَتْ: خَيْرُ أَيَّامِهِ يَوْمُ يَذُبُّ عَنِ ابْنِ خَالِهِ وَقَدْ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَقَالُوا: وَلَقَدْ تَبِعْتِ مُحَمَّدًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَخَرَجَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ فَأَخْبَرَهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: عَجَبًا لَكِ وَلِاتِّبَاعِكِ مُحَمَّدًا وَتَرْكِكِ دَيْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ فَقُمْ دُونَ ابْنِ أَخِيكَ وَاعْضُدْهُ وَامْنَعْهُ فَإِنْ يَظْهَرُ أَمْرُهُ فَأَنْتَ بِالْخِيَارِ أَنْ تَدْخُلَ مَعَهُ أَوْ تَكُونَ عَلَى دِينِكَ فَإِنْ يُصِبْ كُنْتَ قَدْ أُعْذِرْتَ فِي ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: وَلَنَا طَاقَةٌ بِالْعَرَبِ قَاطِبَةً جَاءَ بِدِينٍ مُحْدَثٍ قَالَ ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو لَهَبٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَذْكُرُ أَنَّ أَرْوَى قَالَتْ يَوْمَئِذٍ إِنَّ طُلَيْبًا نَصَرَ ابْنَ خَالِهِ آسَاهُ فِي ذِي دَمِهِ وَمَالِهِ

عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له عبد الله وزهيرا وقريبة ثم أسلمت عاتكة بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة وكانت

§عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ تَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَزُهَيْرًا وَقَرِيبَةَ ثُمَّ أَسْلَمَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِمَكَّةَ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ قَدْ رَأَتْ رُؤْيَا أَفْزَعَتْهَا وَعَظُمَتْ فِي صَدْرِهَا فَأَخْبَرَتْ بِهَا أَخَاهَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَالَتْ: اكْتُمْ عَلَيَّ مَا أُحَدِّثُكَ فَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْهَا شَرٌّ وَمُصِيبَةٌ وَكَانَتْ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ قَبْلَ خُرُوجِ قُرَيْشٍ إِلَى بَدْرٍ رَاكِبًا أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ حَتَّى وَقَفَ بِالْأَبْطَحِ ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا آلَ غُدَرَ، انْفِرُوا إِلَى مَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ صَرَخَ بِهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتْ فَأَرَى النَّاسَ

اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ يَتَّبِعُونَهُ إِذْ مَثُلَ بِهِ بَعِيرُهُ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَصَرَخَ بِمِثْلِهَا ثَلَاثًا ثُمَّ مَثُلَ بِهِ بَعِيرُهُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَصَرَخَ بِمِثْلِهَا ثَلَاثًا ثُمَّ أَخَذَ صَخْرَةً مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ فَأَرْسَلَهَا فَأَقْبَلَتْ تَهْوِي حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِأَسْفَلِ الْجَبَلِ ارْفَضَّتْ فَمَا بَقِيَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِ مَكَّةَ وَلَا دَارٌ مِنْ دُورِ مَكَّةَ إِلَّا دَخَلَتْهُ مِنْهَا فَلْذَةٌ وَلَمْ يَدْخُلْ دَارًا وَلَا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِ بَنِي هَاشِمٍ وَلَا بَنِي زُهْرَةَ مِنْ تِلْكِ الصَّخْرَةِ شَيْءٌ، فَقَالَ أَخُوهَا الْعَبَّاسُ: إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا فَخَرَجَ مُغْتَمًّا حَتَّى لَقِيَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا فَذَكَرَهَا لَهُ وَاسْتَكْتَمَهُ فَفَشَا الْحَدِيثَ فِي النَّاسِ فَتَحَدَّثُوا بِرُؤْيَا عَاتِكَةَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَمَا رَضِيتُمْ أَنْ تَنَبَّأَ رِجَالُكُمْ حَتَّى تَنَبَّأَ نِسَاؤُكُمْ زَعَمَتْ عَاتِكَةُ أَنَّهَا رَأَتْ فِي الْمَنَامِ كَذَا وَكَذَا فَسَنَتَرَبَّصُ بِكُمْ ثَلَاثًا فَإِنْ يَكُنْ مَا قَالَتْ حَقًّا وَإِلَّا كَتَبْنَا عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ أَكْذَبُ أَهْلِ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ أَنْتَ أَوْلَى بِالْكَذِبِ وَاللُّؤْمِ مِنَّا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ رُؤْيَا عَاتِكَةَ قَدِمَ ضَمْضَمُ بْنُ عَمْرٍو وَقَدْ بَعَثَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ يَسْتَنْفِرُ قُرَيْشًا إِلَى الْعِيرِ فَدَخَلَ مَكَّةَ فَجَدَعَ أُذُنَيْ بَعِيرِهِ وَشَقَّ قَمِيصَهُ قُبُلًا وَدُبُرًا وَحَوَّلَ رَحْلَهُ وَهُوَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اللَّطِيمَةَ اللَّطِيمَةَ قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ الْغَوْثَ الْغَوْثَ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تُدْرِكُوهَا، فَنَفَرُوا إِلَى عِيرِهِمْ وَمَشَوْا إِلَى أَبِي لَهَبٍ لِيَخْرُجَ مَعَهُمْ فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا أَخْرُجُ وَلَا أَبْعَثُ أَحَدًا، وَمَا مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا إِشْفَاقًا مِنْ رُؤْيَا عَاتِكَةَ، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ رُؤْيَا عَاتِكَةَ أَخْذٌ بِالْيَدِ. وَكَانَ مِنْ عَمَّاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِمَّنْ لَمْ تُدْرِكِ الْإِسْلَامَ

أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، تزوجها في الجاهلية كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له عامرا وأروى وطلحة وأم طلحة فتزوج أروى بنت كريز عفان بن

§أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، تَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَرِيزُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَامِرًا وَأَرْوَى وَطَلْحَةَ وَأُمَّ طَلْحَةَ فَتَزَوَّجَ أَرْوَى بِنْتَ كَرِيزٍ عَفَّانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْوَلِيدَ وَخَالِدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ بَنِي عُقْبَةَ.

برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد وشهد بدرا وهو زوج أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قبل رسول الله

§بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ تَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدُ الْأَسَدِ بْنُ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ وَشَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ خَلَفَ عَلَى بَرَّةَ بَعْدَ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالٍ أَبُو رُهْمِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سَبْرَةَ بْنَ أَبِي رُهْمٍ شَهِدَ بَدْرًا

أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وتزوجها في الجاهلية جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية بن عبد شمس فولدت له عبد الله شهد بدرا وعبيد

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَتَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ جَحْشُ بْنُ -[46]- رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ حَلِيفُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ شَهِدَ بَدْرًا وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَعَبْدًا وَهُوَ أَبُو أَحْمَدَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَمْنَةَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَيْمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَرْبَعِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرِ خَيْبَرَ

ذكر بنات عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ بَنَاتِ عُمُومَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن بهراء وكان حليفا للأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه وكان يقال له المقداد بن

§ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ زَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْرَاءٍ وَكَانَ حَلِيفًا لِلْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيِّ فَتَبَنَّاهُ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَوَلَدَتْ ضُبَاعَةُ لِلْمِقْدَادِ عَبْدَ اللَّهِ وَكَرِيمَةَ وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ فَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَتِيلًا فَقَالَ بِئْسَ ابْنُ الْأُخْتِ أَنْتَ وَكَانَ مَعَ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ فِي خَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا

أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له محمدا وعبد الله وعباسا والحارث وعبد شمس وعبد المطلب وأمية رجلا وأروى الكبرى وأطعم رسول الله صلى الله عليه

§أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ تَزَوَّجَهَا رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَبَّاسًا وَالْحَارِثَ وَعَبْدَ شَمْسٍ وَعَبْدَ الْمُطَّلِبِ -[47]- وَأُمَيَّةَ رَجُلًا وَأَرْوَى الْكُبْرَى وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ الْحَكَمِ فِي خَيْبَرَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا، وَرَوَتْ أُمُّ الْحَكَمِ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

صفية بنت الزبير بن عبد المطلب وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر أربعين وسقا.

§صَفِيَّةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ أَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا.

أم الزبير بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر أربعين وسقا

§أُمُّ الزُّبَيْرِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ أَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا

أم هانئ واسمها فاختة ابنة أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي تزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي ولدت له جعدة بن هبيرة وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر أربعين وسقا.

§أُمُّ هَانِئٍ وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ ابْنَةُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ وَلَدَتْ لَهُ جَعْدَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا.

أم طالب بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي لم يذكرها هشام بن الكلبي في كتاب النسب في أولاد أبي طالب وذكر أنه كان لأبي طالب من البنات أم هانئ وجمانة وريطة ولعل ريطة هي أم طالب كما سماها محمد بن عمر في كتاب طعم النبي صلى الله عليه وسلم

§أُمُّ طَالِبِ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ لَمْ يَذْكُرْهَا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ النَّسَبِ فِي أَوْلَادِ أَبِي طَالِبٍ وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ لِأَبِي طَالِبٍ مِنَ الْبَنَاتِ أُمُّ هَانِئٍ وَجُمَانَةُ وَرَيْطَةُ وَلَعَلَّ رَيْطَةَ هِيَ أُمُّ طَالِبٍ كَمَا سَمَّاهَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِ طُعْمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَطْعَمَ أُمَّ طَالِبِ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فِي خَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا، وَأُمُّ وَلَدِ أَبِي طَالِبٍ كُلُّهُمُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ مَا خَلَا طَلِيقَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.

جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له جعفر بن أبي سفيان وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر ثلاثين وسقا

§جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا

أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها سلمى بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة بن خثعم وأمامة التي اختصم فيها علي وجعفر ابنا أبي طالب بن عبد المطلب وزيد بن حارثة.

§أُمَامَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ خَثْعَمٍ وَأُمَامَةُ الَّتِي اخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ ابْنَا أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ.

أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمها أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية تزوجها الأسود بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله من مخزوم فولدت له زرقاء ولبابة وهم يسكنون بمكة

§أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ الْفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ تَزَوَّجَهَا الْأَسْوَدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ زَرْقَاءَ وَلُبَابَةَ وَهُمْ يَسْكُنُونَ بِمَكَّةَ

هند بنت المقوم بن عبد المطلب وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة بن غزية بن حذيم بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص تزوجها أبو عمرة واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النجار من الأنصار فولدت له عبد الله وعبد الرحمن

§هِنْدُ بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو عَمْرَةَ وَاسْمُهُ بَشِيرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ

أروى بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة بن غزية بن حذيم بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص تزوجها أبو مسروح وهو الحارث بن يعمر بن حيان بن عميرة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن سعد بن بكر بن هوازن وكان حليفا للعباس بن عبد

§أَرْوَى بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو مَسْرُوحٍ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ يَعْمَرَ بْنِ حَيَّانَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مَلَّانَ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ وَكَانَ حَلِيفًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مَسْرُوحٍ

أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة تزوجها مسعود بن معتب الثقفي فولدت له عبد الله بن مسعود ثم تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له عاتكة بنت أبي سفيان

§أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جَعْوَنَةَ تَزَوَّجَهَا مَسْعُودُ بْنُ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ -[50]- ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَاتِكَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ

أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر تزوجها أبو وداعة بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم فولدت له المطلب وأبا سفيان وأم جميل وأم حكيم والربعة بني أبي وداعة

§أَرْوَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ صَبِرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْمُطَّلِبَ وَأَبَا سُفْيَانَ وَأُمَّ جَمِيلٍ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَالرَّبْعَةَ بَنِي أَبِي وَدَاعَةَ.

درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي فولدت له الوليد وأبا الحسن ومسلما ثم قتل يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة بن فروة الكلبي.

§دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ الْوَلِيدَ وَأَبَا الْحَسَنِ وَمُسْلِمًا ثُمَّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا فَخَلَفَ عَلَيْهَا دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ فَرْوَةَ الْكَلْبِيُّ.

عزة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس تزوجها أوفى بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي فولدت له عبيدة وسعيدا وإبراهيم بني أوفى.

§عَزَّةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ وَأُمُّهَا أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ تَزَوَّجَهَا أَوْفَى بْنُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدَةَ وَسَعِيدًا وَإِبْرَاهِيمَ بَنِي أَوْفَى.

خالدة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية تزوجها عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان الثقفي فولدت له

§خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له عليا، وجعفرا، وعقيلا، وطالبا وهو أسنهم وأم هانئ، وجمانة، وريطة بني أبي طالب

§فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ تَزَوَّجَهَا أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيًّا، وَجَعْفَرًا، وعَقِيلًا، وَطَالِبًا وَهُوَ أَسَنُّهُمْ وَأُمَّ هَانِئٍ، وَجُمَانَةَ، وَرَيْطَةَ بَنِي أَبِي طَالِبٍ

رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة بنت كلدة بن عبد الدار بن قصي تزوجها نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له مخرمة بن نوفل

§رُقَيْقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا هَالَةُ بِنْتُ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا نَوْفَلُ بْنُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أُمِّهِ رُقَيْقَةَ بِنْتِ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَتْ: «§كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَمِّي شَيْبَةَ تَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ يَوْمَ دَخَلَ بِهِ عَلَيْنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ فَالْتَزَمْتُهُ، وَخَبَّرْتُ بِهِ أَهْلَنَا وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَسَنُّ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَأَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَانَتْ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى ابْنِهَا مَخْرَمَةَ»

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا أَنَّ رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَهِيَ أُمُّ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ حَذَّرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ قُرَيْشًا قَدِ اجْتَمَعَتْ تُرِيدُ بَيَاتَكَ اللَّيْلَةَ. قَالَ الْمِسْوَرُ: §فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ فِرَاشِهِ وَبَاتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حكينا أمرها وكتبنا نسبها وخبرها وتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها قبل النبوة، وإسلامها وولدها ووفاتها في أول الكتاب، وتزوج رسول الله صلى الله

§خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدْ حَكَيْنَا أَمْرَهَا وَكَتَبْنَا نَسَبَهَا وَخَبَرَهَا وَتَزْوِيجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّاهَا قَبْلَ النُّبُوَّةِ، وَإِسْلَامَهَا وَوَلَدَهَا وَوَفَاتَهَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، وَتَزَوُّجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَهَا

سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الأنصار تزوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي

§سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْأَنْصَارِ تَزَوَّجَهَا السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَأَسْلَمَ زَوْجُهَا السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَرَجَا جَمِيعًا مُهَاجِرِينَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمَ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو مَكَّةَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا بِمَكَّةَ فَلَمَّا حَلَّتْ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَهَا فَقَالَتْ أَمْرِي إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مُرِي رَجُلًا مِنْ قَوْمِكِ يُزَوِّجُكِ» . فَأَمَرَتْ حَاطِبَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ فَزَوَّجَهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ خَدِيجَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ بَعْدَ وَفَاةِ خَدِيجَةَ وَقَبْلَ تَزَوُّجِ عَائِشَةَ وَدَخَلَ بِهَا بِمَكَّةَ وَهَاجَرَ بِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §كَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَدْ أَسَنَّتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا وَقَدْ عَلِمَتْ مَكَانِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ يَسْتَكْثِرُ مِنِّي فَخَافَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا عِنْدَهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي الَّذِي يُصِيبُنِي لِعَائِشَةَ وَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ فَقَبِلَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا "} [النساء: 128] الْآيَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ §أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «§اعْتَدِّي» . فَقَعَدَتْ لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ لَيْلَةً فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِي حُبُّ الرِّجَالِ -[54]- وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي أَزْوَاجِكَ فَارْجِعْنِي قَالَ: فَرَجَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلَاقِهَا فَلَمَّا أَتَاهَا جَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ كِتَابَهُ وَاصْطَفَاكَ عَلَى خَلْقِهِ لِمَ طَلَّقْتَنِي؟ أَلِمَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا فِيَّ؟ قَالَ: «لَا» قَالَتْ: فَإِنِّي أَنْشُدُكَ بِمِثْلِ الْأُولَى أَمَا رَاجَعْتَنِي وَقَدْ كَبِرْتُ وَلَا حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرَاجَعَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي لِعَائِشَةَ حِبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَرَادَ فِرَاقَ سَوْدَةَ فَكَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا بِي عَلَى الْأَزْوَاجِ حِرْصٌ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْعَثَنِيَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَوْجًا لَكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سَوْدَةَ §كَانَتْ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سُمَيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: «§مَا مِنَ النَّاسِ امْرَأَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ إِلَّا أَنَّهَا امْرَأَةٌ فِيهَا حَسَدٌ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " قَالَتْ سَوْدَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: صَلَّيْتُ خَلْفَكَ الْبَارِحَةَ فَرَكَعْتَ بِي حَتَّى أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ قَالَ: §فَضَحِكَ وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الْأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اجْتَمَعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم -[55]- ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا أَسْرَعُ لَحَاقًا بِكَ قَالَ: «§أَطْوَلُكُنَّ يَدَا» فَأَخَذْنَا قَصَبَةً نَذْرَعُهَا فَكَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ أَطْوَلَنَا ذِرَاعًا قَالَتْ: وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَسْرَعَنَا بِهِ لَحَاقًا فَعَرَفْنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّمَا كَانَ طُولُ يَدِهَا الصَّدَقَةَ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَهَلْ فِي سَوْدَةَ وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَهِيَ كَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لُحُوقًا بِهِ وَتُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَبَقِيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فِيمَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَوْدَةَ تُوُفِّيَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبَتُ عِنْدَنَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنِسَائِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ثُمَّ قَالَ: «§هَذِهِ الْحَجَّةُ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَكَانَ كُلُّ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَحْجُجْنَ إِلَّا سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قَالَتَا: لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَتْ سَوْدَةُ: «§حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ فَأَنَا أَقَرُّ فِي بَيْتِي كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَجَعَ مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ: «§هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ» قَالَ صَالِحٌ: وَكَانَتْ سَوْدَةُ تَقُولُ: لَا أَحُجُّ بَعْدَهَا أَبَدًا.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ -[56]- بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتِ: " §اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَهُ وَقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً، يَقُولُ الْقَاسِمُ: وَالثَّبِطَةُ: الثَّقِيلَةُ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ قَبْلَ دَفْعَةِ النَّاسِ وَحُبِسْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا فَدَفَعْنَا بِدَفْعِهِ , قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ فَأَكُونُ أَدْفَعُ بِإِذْنِهِ قَبْلَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ فَأُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمِنًى قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ , فَقَالُوا: لِعَائِشَةَ اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ , إِنَّهَا كَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً ثَبِطَةً فَأَذِنَ لَهَا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ أَفْلَحِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم §أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَنْ تَتَقَدَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً ثَبِطَةً , فَأَذِنَ لَهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُنَا فِي مَجْلِسِهِ فِي الْمَدِينَةِ يَقُولُ: " §أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا , قَالَ: وَيُقَالُ: قَمْحٌ ".

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ بِغَرَارَةٍ مِنْ دَرَاهِمَ , فَقَالَتْ: مَا هَذَهِ؟ قَالُوا: دَرَاهِمُ. قَالَتْ: §فِي الْغِرَارَةِ مِثْلُ التَّمْرِ , يَا جَارِيَةُ بَلِّغِينِي الْقِنْعَ. قَالَ: فَفَرَقَتْهَا

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §كَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ عِنْدَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي سُهَيْلِ -[57]- بْنِ عَمْرٍو فَرَأَتْ فِي الْمَنَامِ كَأَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى وَطِئَ عَلَى عُنُقِهَا , فَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا بِذَلِكَ , فَقَالَ: وَأَبِيكَ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَأَمُوتَنَّ وَلَيَتَزَوَّجَنَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَتْ: حِجْرًا وَسِتْرًا، وَقَالَ: هِشَامٌ: الْحِجْرُ: تَنْفِي عَنْ نَفْسِهَا ذَاكَ , ثُمَّ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ لَيْلَةً أُخْرَى أَنَّ قَمَرًا انْقَضَّ عَلَيْهَا مِنَ السَّمَاءِ وَهِيَ مُضْطَجِعَةٌ , فَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا , فَقَالَ: وَأَبِيكِ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَمْ أَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَمُوتَ وَتَزَوَّجِينَ مِنْ بَعْدِي , فَاشْتَكَى السَّكْرَانُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ , فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ , وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَا: جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَأَنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ فَقَالَ: «§أَجَلْ , كَانَتْ أُمَّ الْعِيَالِ وَرَبَّةَ الْبَيْتِ» قَالَتْ: أَفَلَا أَخْطِبُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «بَلَى , فَإِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ» فَخَطَبْتُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَخَطَبْتُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ فَتَزَوَّجَهَا فَبَنَى بِسَوْدَةَ بِمَكَّةَ وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتَ سِتِّ سِنِينَ , حَتَّى بَنَى بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة

§عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَائِشَةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ كُنْتُ وَعَدْتُ بِهَا أَوْ ذَكَرْتُهَا لِمُطْعَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ لِابْنِهِ جُبَيْرٍ فَدَعْنِي حَتَّى أَسُلَّهَا مِنْهُمْ. فَفَعَلَ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَتْ بِكْرًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ , وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ , وَهَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ , وَأَعْرَسَ بِي فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْمُهَاجَرِ , وَكُنْتُ يَوْمَ دَخَلَ بِي ابْنَةَ تِسْعِ سِنِينَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَإِنِّي لَأَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي , فَمَا دَرَيْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَنِي حَتَّى أَخَذَتْنِي أُمِّي , فَحَبَسَتْنِي فِي الْبَيْتِ عَنِ الْخُرُوجِ , فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي تَزَوَّجْتُ , فَمَا سَأَلْتُهَا حَتَّى كَانَتْ أُمِّي هِيَ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[59]- وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ , وَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ , وَلَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَإِنِّي لَأَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ مَعَ الْجَوَارِي , فَيَدْخُلُ فَيَنْقَمِعْنَ مِنْهُ صَوَاحِبِي , فَيَخْرُجْنَ , فَيَخْرُجُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيُسَرِّبُهُنَّ عَلَيَّ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ , فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ نِسَاؤُهَا فِي شَوَّالٍ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " §خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُهَا مُطْعِمًا لِابْنِهِ جُبَيْرٍ فَدَعْنِي حَتَّى أَسُلَّهَا مِنْهُمْ. فَاسْتَسَلَّهَا مِنْهُمْ , فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ صَبِيَّةٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ , أَيَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ ابْنَةَ أَخِيهِ؟ فَقَالَ: «§إِنَّكَ أَخِي فِي دِينِي» . قَالَ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ عَلَى مَتَاعِ بَيْتٍ قِيمَتُهُ خَمْسُونَ أَوْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ , فَأَتَتْهَا حَاضِنَتُهَا وَهِيَ تَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهَا فَانْطَلَقَتْ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ , فَأَصْلَحَتْهَا وَأَخَذَتْ مَعَهَا حِجَابًا , فَأَدْخَلَتْهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ , وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ , وَكُنْتُ أَلْعَبُ عَلَى الْمَرْجُوحَةِ وَلِي جُمَّةٌ، فَأُتِيتُ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَيْهَا , فَأُخِذْتُ فَهُيِّئْتُ , ثُمَّ أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ , وَأُرِيَ صُورَتِي فِي حَرِيرَةٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ -[60]-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «§وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ , حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ عَائِشَةَ عَلَى بَيْتٍ قِيمَتُهُ خَمْسُونَ أَوْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ دِرْهَمًا»

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ , وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ , وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ أَوْ سَبْعٍ , وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ , وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ , وَدَخَلَ بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ , وَمَاتَ عَنْهَا صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ , وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ وَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ نِسَاؤُهَا فِي شَوَّالٍ» وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: إِنَّمَا كَرِهَ النَّاسُ -[61]- أَنْ يُدْخِلُوا النِّسَاءَ فِي شَوَّالٍ لِطَاعُونٍ وَقَعَ فِي شَوَّالٍ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: وَأَخْبَرَنَا سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِمَكَّةَ فِي دَارِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيِّ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §تَزَوَّجَ بِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ وَدَخَلَ بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ , وَكُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ مَعَ صَوَاحِبِي , فَإِذَا جَاءَ وَهُنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا يَقُولُ لَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَكَانَكُنَّ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكُنَّ يَأْتِينَنِي صَوَاحِبِي يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ , فَيَلْعَبْنَ مَعِي»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ , وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ , وَكَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعٍ»

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§مَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ عُقْدَةَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ , وَجَمَعَهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ , وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَا: «§نَكَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سَنَوَاتٍ أَوْ سَبْعٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَأَنَا أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ , فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟» فَقُلْتُ: خَيْلُ سُلَيْمَانَ , فَضَحِكَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ , وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ: مَتَى بَنَى بِكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بَنَاتِهِ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَيْنَا زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلَاهُ , وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِي بَكْرٍ، يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ، وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ الدِّيلِيَّ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَحْمِلَ أَهْلَهُ أُمِّيَ أُمَّ رُومَانَ وَأَنَا وَأُخْتِيَ أَسْمَاءَ امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجُوا مُصْطَحِبِينَ. فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قُدَيْدٍ اشْتَرَى زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِتِلْكَ الْخَمْسِمِائَةِ ثَلَاثَةَ أَبْعِرَةٍ، ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ مَكَّةَ جَمِيعًا , وَصَادَفُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ بِآلِ أَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجْنَا جَمِيعًا وَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، وَحَمَلَ زَيْدٌ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِأُمِّ رُومَانَ وَأُخْتَيْهِ، وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَاصْطَحَبْنَا جَمِيعًا , حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبِيضِ مِنْ مِنًى -[63]- نَفَرَ بَعِيرِي وَأَنَا فِي مِحَفَّةٍ , مَعِي فِيهَا أُمِّي، فَجَعَلَتْ أُمِّي تَقُولُ: وَابِنْتَاهُ وَاعَرُوسَاهُ حَتَّى أَدْرَكَ بَعِيرُنَا وَقَدْ هَبَطَ مِنْ لِفْتٍ فَسَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ إِنَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ مَعَ عِيَالِ أَبِي بَكْرٍ وَنَزَلَ آلُ رَسُولِ اللَّهِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يَبْنِي الْمَسْجِدَ وَأَبْيَاتَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ فِيهَا أَهْلَهُ، وَمَكَثْنَا أَيَّامًا فِي مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تَبْنِيَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الصَّدَاقُ» . فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّدَاقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْنَا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِي هَذَا الَّذِي أَنَا فِيهِ وَهُوَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ بَابًا فِي الْمَسْجِدِ وِجَاهَ بَابِ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَوْدَةَ فِي أَحَدِ تِلْكَ الْبُيُوتِ الَّتِي إِلَى جَنْبِي. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكُونُ عِنْدَهَا

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَوْمِي لِعَائِشَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ النِّسَاءَ قَدِ اكْتَنِينَ , فَكَنِّنِي. قَالَ: «§تَكَنَّيْ بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " فُضِّلَتْ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِعَشْرٍ , قِيلَ: مَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: §لَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا قَطُّ غَيْرِي، وَلَمْ يَنْكِحِ امْرَأَةً أَبَوَاهَا مُهَاجِرَانِ غَيْرِي، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَرَاءَتِي مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَهُ جِبْرِيلُ بِصُورَتِي مِنَ السَّمَاءِ فِي حَرِيرَةٍ , وَقَالَ: تَزَوَّجْهَا , فَإِنَّهَا امْرَأَتُكَ

، فَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَهُوَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ , وَلَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَكَانَ يُصَلِّي وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَكَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وَهُوَ مَعِي، وَلَمْ يَكُنْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ أَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَقَبَضَ اللَّهُ نَفْسَهُ وَهُوَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَمَاتَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهَا , وَدُفِنَ فِي بَيْتِي " أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: وَذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " §أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى رَجُلًا يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ , فَأَكْشِفُ عَنْهَا , فَإِذَا هِيَ أَنْتِ , فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ , أَلَا تُكَنِّينِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ» أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي الصَّادِقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ الْمُبَرَّأَةُ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ غَيْرُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ

حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ. فَقَالَتْ: «لَسْتُ بِأُمِّكِ، §أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ «§أَنَّهُ كَانَ لَهَا بَنَاتٌ , تَعْنِي اللُّعَبَ , فَكَانَ إِذَا دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم اسْتَتَرَ بِثَوْبِهِ مِنْهَا» قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: لِكَيْ لَا تَمْتَنِعَ

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «§أُعْطِيتُ خِلَالًا مَا أُعْطِيَتْهَا امْرَأَةٌ، مَلَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَأَتَاهُ الْمَلَكُ بِصُورَتِي فِي كَفِّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، وَبَنَى بِي لِتِسْعِ سِنِينَ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ تَرَهُ امْرَأَةٌ غَيْرِي، وَكُنْتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي أَحَبَّ أَصْحَابِهِ إِلَيْهِ، وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِي فَمَرَّضْتُهُ فَقُبِضَ , وَلَمْ يَشْهَدْهُ غَيْرِي وَالْمَلَائِكَةُ»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ سَوْدَةَ، لَمَّا كَبِرَتْ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِي , §فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِي يَوْمِيَ وَيَوْمَهَا» أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عُرَيْبٍ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ فِي عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ , فَقَالَ عَمَّارٌ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: رَجُلٌ يَقَعُ فِي عَائِشَةَ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا , أَتَقَعُ فِي حَبِيبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ إِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى الْغِفَارِيِّينَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ أَزْوَاجُكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «§أَنْتِ مِنْهُنَّ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[66]- قَالَ: «§لَقَدْ أُرِيتُهَا فِي الْجَنَّةِ , لِيُهَوَّنُ بِذَلِكَ عَلَيَّ مَوْتِي , كَأَنِّي أَرَى كَفَّيْهَا» يَعْنِي عَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ , وَيَجِئْنَ صَوَاحِبَاتٌ لِي , فَيَلْعَبْنَ مَعِي , فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ انْقَمَعْنَ مِنْهُ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُدْخِلُهُنَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§عَائِشَةُ زَوْجِي فِي الْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَنَّيْتَ نِسَاءَكَ , فَاكْنِنِي , قَالَ: «§اكْتَنِي بِابْنِ أُخْتِكِ عَبْدِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ , أَلَا تُكَنِّينِي فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ» فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ فَقَالَ: «إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَقَدْ §رَأَيْتُ مَشْيَخَةَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّهُ كَانَ §إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ , الْمُبَرَّأَةُ "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا , وَإِنَّهَا لَتَرْفَعُ جَانِبَ دِرْعِهَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا , وَإِنَّهَا لَتَرْفَعُ جَانِبَ دِرْعِهَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي غِرَارَتَيْنِ يَكُونُ مِائَةَ أَلْفٍ , فَدَعَتْ بِطَبَقٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَائِمَةٌ , فَجَعَلَتْ تَقْسِمُ فِي النَّاسِ، قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي فِطْرِي , فَقَالَتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا اسْتَطَعْتِ فِيمَا أَنْفَقْتِ أَنْ تَشْتَرِي بِدِرْهَمٍ لَحْمًا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَتْ: §لَا تُعَنِّفِينِي , لَوْ كُنْتِ أَذْكَرْتِنِي لَفَعَلْتُ "

أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ عَشْرَةَ آلَافٍ , وَزَادَ عَائِشَةَ أَلْفَيْنِ , وَقَالَ: §إِنَّهَا حَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , " §مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. قَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ: أَبُوهَا "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: " قَالَتِ امْرَأَةٌ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ , قَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ بِأُمِّكِ §إِنَّمَا أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ "

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ , أُتِيتُ بِكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ , قَالَ: فَيُقَالُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ، قَالَ: فَأَقُولُ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: لَقَدْ رَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَاقِفًا فِي حُجْرَتِي هَذِهِ عَلَى فَرَسٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ يُنَاجِيهِ , فَلَمَّا دَخَلَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَنْ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُكَ تُنَاجِيهِ؟ قَالَ: «وَهَلْ رَأَيْتِهِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: «فَبِمَنْ شَبَّهْتِهِ؟» -[68]- قُلْتُ: بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ , قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتِ خَيْرًا كَثِيرًا , ذَاكَ جِبْرِيلُ» . قَالَتْ: فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَالَ: «يَا عَائِشَةُ §هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ» , قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، جَزَاهُ اللَّهُ مِنْ دَخِيلٍ خَيْرًا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ» , فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ وَكِيعٌ: وَزَادَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: بَخٍ بَخٍ. وَزَادَ فِيهِ مُطِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ سَمِعَهُ مِنْهُ , قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ مَرْحَبًا بِهِ زَائِرًا وَدَخِيلًا أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ. أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " كُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: هِيَ حِينَئِذٍ فِي قُبَّةٍ لَهَا تُرْكِيَّةٍ , عَلَيْهَا غِشَاؤُهَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا، وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُعَصْفَرًا وَأَنَا صَبِيٌّ

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ فَتَخْتَارُهُ , قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَانِي نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§إِنِّي سَأَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا , فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي بِهِ حَتَّى تُشَاوِرِي أَبَوَيْكِ» , فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْأَمْرُ؟ قَالَتْ: فَتَلَا عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} [الأحزاب: 28] إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ -[69]- أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 29] قَالَتْ عَائِشَةُ: فِي أَيِّ ذَلِكَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُشَاوِرَ أَبَوَيَّ بَلْ أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , وَأَعْجَبَهُ , وَقَالَ: «سَأَعْرِضُ عَلَى صَوَاحِبِكِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكِ» . قَالَتْ: فَلَا تُخْبِرْهُنَّ بِالَّذِي اخْتَرْتُ فَلَمْ يَفْعَلْ، كَانَ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: قَدِ اخْتَارَتْ عَائِشَةُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمْ نَرَ ذَلِكَ طَلَاقًا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَاللَّهِ لَا تَكْذِبُ عَائِشَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَدًا

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَا يَخْفَى عَلَيَّ حِينَ تَغْضَبِينَ , وَلَا حِينَ تَرْضَيْنَ» , فَقُلْتُ: بِمَ تَعْرِفُ ذَاكَ بِأَبِي أَنْتِ وَأُمِّي؟ قَالَ: " أَمَّا حِينَ تَرْضَيْنَ فَتَقُولِينَ حِينَ تَحْلِفِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ , وَأَمَّا حِينَ تَغْضَبِينَ فَتَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ إِسْحَاقَ الْأَعْمَى، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَاحْتَجَبَتْ مِنِّي , فَقُلْتُ: تَحْتَجِبِينَ مِنِّي وَلَسْتُ أَرَاكِ؟ قَالَتْ: «§إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَانِي فَإِنِّي أَرَاكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: " §أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا، وَيُقَالُ: قَمْحٌ "

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ لِعَائِشَةَ كِسَاءُ خَزٍّ تَلْبَسُهُ فَكَسَتْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ شُمَيْسَةَ أَنَّهَا §دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ مِنْ هَذِهِ السِّيْدِ الصِّفَاقِ، وَدِرْعٌ، وَخِمَارٌ وَنُقْبَةٌ قَدْ لُوِّنَتْ بِشَيْءٍ مِنْ عُصْفُرٍ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ، عَنْ عَمَّتِهَا قَالَتْ: «§كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ يَقُولُ: «§إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ §كَانَتْ تَلْبَسُ الْأَحْمَرَيْنِ الْمُذَهَّبَ وَالْمُعَصْفَرَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ §أَنَّهَا كَانَتْ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: " إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْأَحْمَرَيْنِ الْعُصْفُرَ وَالذَّهَبَ، فَقَالَ: كَذَبُوا، وَاللَّهِ §لَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَاتِ وَتَلْبَسُ خَوَاتِمَ الذَّهَبِ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَنَّ الْقَاسِمَ قَالَ: «§كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ»

حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ دِرْعًا مُضَرَّجًا»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَتْنَا بَكْرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي مُعَصْفَرَةٍ , فَسَأَلَتْهَا عَنِ الْحِنَّاءِ فَقَالَتْ: " §شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ , وَمَاءٌ طَهُورٌ , وَسَأَلَتْهَا عَنِ الْحُفَافِ , فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ كَانَ -[71]- لَكِ زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنَّ تَنْزِعِي مُقْلَتَيكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا , فَافْعَلِي "

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ حَدَّثَتْنَا أُمُّ شَيْبَةَ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثَوْبًا مُعَصْفَرًا»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «§لَابُدَّ لِلْمَرْأَةِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ تُصَلِّي فِيهِنَّ، دِرْعٌ وَجِلْبَابٌ، وَخِمَارٌ , وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَحُلُّ إِزَارَهَا فَتَجَلْبَبُ بِهِ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: «دَخَلَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَعَلَى حَفْصَةَ خِمَارٌ رَقِيقٌ , §فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ وَكَسَتْهَا خِمَارًا كَثِيفًا»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَتْنَا أُمُّ نَصْرٍ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا مُعَاذَةُ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ مِلْحَفًا مُعَصْفَرًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَائِشَةَ طَافَتْ بِالْبَيْتِ وَهِيَ مُنْتَقِبَةٌ»

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثَوْبًا مُضَرَّجًا فَقُلْتُ: وَمَا الْمُضَرَّجُ؟ فَقَالَ: هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْمُوَرَّدَ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَتْنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ عَبَّادٍ الْبَارِقِيَّةُ، عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ دِرْعًا أَحْمَرَ , وَخِمَارًا أَسْوَدَ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُغِيرَةِ، مَوْلَاةُ الْأَنْصَارِ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَرِيرِ , قَالَتْ: «§قَدْ كُنَّا نُكْسَى ثِيَابًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهَا السِّيَرَاءُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ حَرِيرٍ» أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ -[72]- كَانَ عَلَيْهِ كِسَاءُ خَزٍّ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ , وَأَنَّهُ أَلْبَسَهُ عَائِشَةَ فَلَمْ تُؤَخِّرْهُ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، «§أَنَّ عَائِشَةَ كَسَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ كَانَتْ تَلْبَسُهُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر َ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ قَالَ لِعَائِشَةَ: أَلَا نَجْعَلُ لَكِ فَرْوًا نُهْدِيهِ إِلَيْكِ , فَإِنَّهُ أَدْفَأُ تَلْبِسِينَهُ فَقَالَتْ: §إِنِّي لَأَكْرَهُ جُلُودَ الْمَيْتَةِ , فَقَالَ: إِنِّي سَأَقُومُ عَلَيْهِ وَلَا أَجْعَلُهُ لَكِ إِلَّا ذَكِيًّا , فَجَعَلَهُ لَهَا , فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَيْهَا , فَكَانَتْ تَلْبَسُهُ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: " رَأَيْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا خِمَارٌ رَقِيقٌ يَشِفُّ عَنْ جَيْبِهَا , فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ عَلَيْهَا وَقَالَتْ: §أَمَا تَعْلَمِينَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سُورَةِ النُّورِ؟ ثُمَّ دَعَتْ بِخِمَارٍ فَكَسَتْهَا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم §يَخْتَضِبْنَ بِالْحِنَّاءِ وَهُنَّ حُرُمٌ , وَذَلِكَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَيَحْجُجْنَ فِي الْمُعَصْفَرَاتِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْقَاحَةِ سَالَ عَلَى وَجْهِي مِنْ رَأْسِي صُفْرَةٌ مِمَّا جَعَلْتُ فِي رَأْسِي مِنَ الطِّيبِ حِينَ خَرَجْتُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ لَوْنَكِ الْآنَ يَا شُقَيْرَاءُ لَحَسَنٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْجِهَادِ , فَقَالَ: «§جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ -[73]- أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا رَوَتْ عَائِشَةُ الْقَصِيدَةَ سِتِّينَ بَيْتًا وَالْمِائَةَ بَيْتٍ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَحْتَجِبُ مِنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ دُخُولَهُمَا عَلَيْهَا لَحِلٌّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " كَانَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ لَا يَدْخُلَانِ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا إِنَّ §دُخُولَهُمَا عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ لَحِلٌّ لَهُمَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لِأَنَّهُمَا وَلَدُ وَلَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ , فَلَا تَحِلُّ لِوَلَدِهِ , وَلَا لِوَلَدِ وَلَدِهِ مِنَ الذُّكُورِ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا أَبَدًا , لَا هُمْ، وَلَا أَوْلَادِهِمْ وَلَا أَوْلَادِ بَنَاتِهِمْ , وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ دَاخِلًا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَخِيطُ نُقْبَةً لَهَا , فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلَيْسَ قَدْ أَكْثَرَ اللَّهُ الْخَيْرَ؟ قَالَتْ: دَعْنَا مِنْكَ §لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا خَلَقَ لَهُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: «كَانَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا تَعَوَّدَتْ خُلُقًا لَمْ تُحِبَّ أَنْ تَدَعَهُ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثِيَابًا حُمُرًا كَأَنَّهَا شَرَرٌ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ خِمَارًا أَسْوَدَ جَيْشَانِيًّا»

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ نَهَارٍ، قَالَتْ حَدَّثَتْنَا أَمِينَةُ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ مِلْحَفَةً مُوَرَّسَةً , وَخِمَارًا جَيْشَانِيًّا إِلَى السَّوَادِ مَا هُوَ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ -[74]-: «§وَدِدْتُ أَنِّي إِذَا مُتُّ كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «أَوْصَتْ عَائِشَةُ أَنْ §لَا تُتْبِعُوا سَرِيرِيَ بِنَارٍ وَلَا تَجْعَلُوا تَحْتِي قَطِيفَةً حَمْرَاءَ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: «§يَا لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً أُسَبِّحُ وَأَقْضِي مَا عَلَيَّ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَدَرَةً، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ خَلَقَنِي شَيْئًا قَطُّ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ قَالَ: " سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ عَائِشَةَ فَقَالَ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهَا , أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَتْ تَقُولُ: §يَا لَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ حَجَرًا، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَدَرَةً قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ مِنْهَا؟ قَالَ: تَوْبَةٌ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ عِنْدَ وَفَاتِهَا: «§إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَادْفِنُونِي مَعَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ قَبْلَ مَوْتِهَا , فَأَثْنَى عَلَيْهَا قَالَ: §أَبْشِرِي زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ , وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ , فَدَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلَافَهُ فَقَالَتْ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَلَمْ أَكُنْ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ أَحَدًا الْيَوْمَ يُثْنِي عَلَيَّ، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ -[75]- إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «§يَا لَيْتَنِي كُنْتُ وَرَقَةً مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ»

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ عَائِشَةَ §كَانَتْ تَسْرِدُ الصَّوْمَ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: " §كَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا سُئِلَتْ: كَيْفَ أَصْبَحْتِ؟ قَالَتْ: صَالِحَةً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ "

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ , فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا فَقَالَ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ , وَهِيَ تَمُوتُ , فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ لَا حَاجَةَ لِي بِهِ , وَلَا بِتَزْكِيَتِهِ , فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ , إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ , يُسَلِّمُ عَلَيْكِ , وَيُوَدِّعُكِ , قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ , فَأَدْخَلْتُهُ فَلَمَّا أَنْ سَلَّمَ وَجَلَسَ قَالَ: أَبْشِرِي، قَالَتْ: بِمَ؟ قَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الْجَسَدِ , كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ لِيَطْلُبَهَا حِينَ يُصْبِحُ فِي الْمَنْزِلِ , فَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَنْ تَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا , فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سَبَبِكِ , وَمَا أَذِنَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ , جَاءَ بِهَا الرُّوحُ الْأَمِينُ , فَأَصْبَحَ لَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ فِيهِ إِلَّا هِيَ تُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ فِي شَيْءٍ وَجَدَتْ عَلَيْهِ فِيهِ فَقَالَ: «أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , §مَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا -[76]- لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لَاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَائِشَةَ أَوْصَتْ §إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فِي مَرَضِي هَذَا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ عِنْدَ مَوْتِهَا: «§لَا تُدْنُوا مِنِّيَ النَّارَ وَلَا تَحْمِلُونِي عَلَى قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَبَاتًا مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ , وَلَمْ أَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ §إِنْ أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي فَلْيَكْفِيكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ , وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الْأَغْنِيَاءِ , وَلَا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§إِذَا كُفِّنْتُ وَحُنِّطْتُ ثُمَّ دَلَّانِي ذَكْوَانُ فِي حُفْرَتِي وَسَوَّاهَا عَلَيَّ , فَهُوَ حُرٌّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ ثَقِيلَةٌ , فَقَالَ: يَا أُمَّهْ , كَيْفَ تَجِدِينَكِ جُعِلْتُ فِدَاكِ؟ قَالَتْ: §هُوَ وَاللَّهِ الْمَوْتُ , قَالَ: فَلَا إِذًا. فَقَالَتْ: لَا تَدَعْ هَذَا عَلَى حَالٍ، تَعْنِي: الْمِزَاحَ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «أَوْصَتْ عَائِشَةُ §ألَا تُتْبِعُوا سَرِيرِي بِنَارٍ , وَلَا تَجْعَلُوا تَحْتِي قَطِيفَةً حَمْرَاءَ» حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلَانَ قَالَ: مَاتَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْوِتْرِ , -[77]- فَأَمَرَتْ أَنْ تُدْفَنَ مِنْ لَيْلَتِهَا , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَحَضَرُوا , فَلَمْ نَرَ لَيْلَةً أَكْثَرَ نَاسًا مِنْهَا , نَزَلَ أَهْلُ الْعَوَالِي فَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَتْ عَائِشَةُ حُمِلَ مَعَهَا جَرِيدٌ فِي الْخِرَقِ فِيهِ النَّارُ لَيْلًا , وَرَأَيْتُ النِّسَاءَ بِالْبَقِيعِ كَأَنَّهُ عِيدٌ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ بِالْبَقِيعِ وَابْنُ عُمَرَ فِي النَّاسِ لَا يُنْكِرْهُ , وَكَانَ مَرْوَانُ اعْتَمَرَ تِلْكَ السَّنَةَ , فَاسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى عَائِشَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ , وَدُفِنَتْ بَعْدَ الْإِيتَارِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «كُنْتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ فِي قَبْرِ عَائِشَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ §وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ الْوِتْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§نَزَلْتُ فِي قَبْرِ عَائِشَةَ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَتْ عَائِشَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ حُمِلَ مَعَهَا جَرِيدٌ , أَلْقَوْا عَلَيْهَا الْخِرَقَ وَغَمَسُوهَا فِي زَيْتٍ , وَأَشْعَلُوا فِيهَا نَارًا , فَحَمَلُوهَا مَعَهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «§دُفِنَتْ عَائِشَةُ لَيْلًا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ §دَفَنَ عَائِشَةَ لَيْلًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ , وَدُفِنَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا بَعْدَ الْوِتْرِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: لَوْلَا بَعْضُ الْأَمْرِ لَأَقَمْتُ الْمَنَاحَةَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: " قَدِمَ رَجُلٌ , فَسَأَلَهُ أَبِي: كَيْفَ كَانَ وَجْدُ النَّاسِ عَلَى عَائِشَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ فِيهِمْ وَكَانَ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَحْزَنُ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ كَانَتْ أُمَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ حَبِيبٍ، مَوْلَى عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ حَزِنَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حُزْنًا شَدِيدًا , فَبَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَأَتَاهُ بِعَائِشَةَ فِي مَهْدٍ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذِهِ تُذْهِبُ بَعْضَ حُزْنِكَ , وَإِنَّ فِي هَذِهِ خَلَفًا مِنْ خَدِيجَةَ ثُمَّ رَدَّهَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ وَيَقُولُ: «يَا أُمَّ رُومَانَ §اسْتَوْصِي بِعَائِشَةَ خَيْرًا وَاحْفَظِينِي فِيهَا» فَكَانَتْ لِعَائِشَةَ بِذَلِكَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ أَهْلِهَا , وَلَا يَشْعُرُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ فِيهَا , فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَأْتِيهِمْ , وَكَانَ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمًا وَاحِدًا أَنْ يَأْتِيَ إِلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ مُنْذُ أَسْلَمَ إِلَى أَنْ هَاجَرَ , فَيَجِدُ عَائِشَةَ مُتَسَتِّرَةً بِبَابِ دَارِ أَبِي بَكْرٍ تَبْكِي بُكَاءً حَزِينًا , فَسَأَلَهَا , فَشَكَتْ أُمَّهَا , فَذَكَرَتْ أَنَّهَا تُولَعُ بِهَا , فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ , وَدَخَلَ عَلَى أُمِّ رُومَانَ فَقَالَ: «يَا أُمَّ رُومَانَ أَلَمْ أُوصِكِ بِعَائِشَةَ تَحْفَظِينِي فِيهَا» ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّهَا بَلَّغَتِ الصِّدِّيقَ عَنِّي , وَأَغْضَبَتْهُ عَلَيْنَا , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «وَإِنْ فَعَلَتْ» , قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ -[79]-: لَا جَرَمَ , لَا سُؤْتُهَا أَبَدًا. وَكَانَتْ عَائِشَةُ وُلِدَتِ السَّنَةَ الرَّابِعَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ فِي أَوَّلِهَا , وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ فِي شَوَّالٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ , وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ سَوْدَةَ بِشَهْرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ §مَا يَخْفَى عَلَيَّ حِينَ تَغْضَبِينَ عَلَيَّ وَحِينَ تَرْضَيْنَ» قُلْتُ: بِمَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " أَمَّا حِينَ تَرْضَيْنَ , فَتَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَأَمَّا حِينَ تَغْضَبِينَ فَتَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ " قَالَتْ: قُلْتُ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي إِنَّمَا أَهَجُرُ اسْمَكَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا: «يَا عَائِشَةُ §هَذَا جِبْرِيلُ وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ» . قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , وَلَمْ أَرَهُ , كَانَ يَرَى مَا لَا أَرَى أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: أَسْرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةً , ثُمَّ قَالَ لِعَائِشَةَ: «§لَأَنْتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ زُبْدٍ بِتَمْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ، عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ يَوْمًا: دَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَيْنَ كُنْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ؟ قَالَ: «§يَا حُمَيْرَاءُ كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ» فَقُلْتُ: مَا تَشْبَعُ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ؟ قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْكَ , لَوْ أَنَّكَ نَزَلْتَ بِعُدْوَتَيْنِ , إِحْدَاهُمَا لَمْ تُرْعَ , وَالْأُخْرَى قَدْ رُعِيَتَ , أَيُّهُمَا كُنْتَ تَرْعَى؟ قَالَ: «الَّتِي لَمْ تُرْعَ» قُلْتُ: فَأَنَا لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ , كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِكَ قَدْ كَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ , غَيْرِي , قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ قَالَ: " كَانَتْ يَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي يَدِي , يَعْنِي: لَيْلَةَ مَاتَتْ عَائِشَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ §وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَدَدْنَا عَلَى قَبْرِ عَائِشَةَ ثَوْبًا , وَحَمَلْنَا جَرِيدًا فِيهِ خِرَقٌ وَدَفَنَّاهَا لَيْلًا بَعْدَ الْوِتْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «حَضَرْتُ قَبْرَ عَائِشَةَ دَفَنَّاهَا لَيْلًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أَسْتَبُّ أَنَا وَصَفِيَّةُ، فَسَبَبْتُ أَبَاهَا فَسَبَّتْ أَبِي وَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا صَفِيَّةُ §تَسُبِّينَ أَبَا بَكْرٍ يَا صَفِيَّةُ تَسُبِّينَ أَبَا بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ -[81]- الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ: «يَا أَبَا بَكْرٍ §أَلَا تَعْذِرُنِي مِنْ عَائِشَةَ؟» قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَضَرَبَ صَدْرَهَا ضَرْبَةً شَدِيدَةً فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَرَدْتُ هَذَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَائِشَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، إِذَا قَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] §بَكَتْ حَتَّى تَبُلَّ خِمَارَهَا

حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أخت عثمان بن مظعون

§حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§وُلِدَتْ حَفْصَةُ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِخَمْسِ سِنِينَ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «تَزَوَّجَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ وَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ عَنْهَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَقْدَمَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَدْرٍ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ لَقِيَ عُمَرُ عُثْمَانَ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا لِي فِي النِّسَاءِ حَاجَةٌ. فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ فَسَكَتَ فَغَضِبَ -[82]- عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَطَبَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَقِيَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: إِنِّي عَرَضْتُ عَلَى عُثْمَانَ ابْنَتِي فَرَدَّنِي وَعَرَضْتُ عَلَيْكَ فَسَكَتَّ فَلَأَنَا كُنْتُ أَشَدَّ غَضَبًا حِينَ سَكَتَّ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ وَقَدْ رَدَّنِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ذَكَرَ مِنْهَا شَيْئًا وَكَانَ سِرًّا فَكَرِهْتُ أَنْ أُفْشِيَ السِّرَّ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ عُمَرُ: فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ قَالَ: قُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي فَمَكَثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ قَالَ عُمَرُ: فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَمَكَثْتُ لَيَالِيَ §ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا؟ قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلَّا أَنِّي قَدْ كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِي سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ قَبِلْتُهَا

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ بَعْضُ بَنَاتِهِ عِنْدَ عُثْمَانَ فَتُوُفِّيَتْ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَرَآهُ حَزِينًا وَرَأَى مِنْ جَزَعِهِ فَقَالَ لَهُ وَعَرَضَ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَقِيتُ عُثْمَانَ فَرَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَتَنٍ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ وَأَدُلُّ عُثْمَانَ عَلَى خَتَنٍ هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْكَ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ حَفْصَةَ -[83]- وَزَوَّجَ بِنْتًا لَهُ عُثْمَانَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَا: قَالَ عُمَرُ: لَمَّا تُوُفِّيَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ عَرَضْتُ حَفْصَةَ عَلَى عُثْمَانَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ عُثْمَانَ إِنِّي عَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§قَدْ زَوَّجَ اللَّهُ عُثْمَانَ خَيْرًا مِنَ ابْنَتِكَ وَزَوَّجَ ابْنَتَكَ خَيْرًا مِنْ عُثْمَانَ» قَالَا: وَكَانَ عُمَرُ عَرَضَ حَفْصَةَ عَلَى عُثْمَانَ مُتَوَفَّى رُقَيَّةَ بِنْتِ النَّبِيِّ وَعُثْمَانُ يَوْمَئِذٍ يُرِيدُ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عُثْمَانُ عَنْ عُمَرَ لِذَلِكَ فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ حَفْصَةَ وَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَفْصَةَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ شَهْرًا قَبْلَ أُحُدٍ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَيِمَتْ حَفْصَةُ مِنْ زَوْجِهَا وَأَيِمَ عُثْمَانُ مِنْ رُقَيَّةَ قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ بِعُثْمَانَ وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي حَفْصَةَ فَقَدْ فَرَطَتْ عِدَّتُهَا مِنْ فُلَانٍ فَلَمْ يُحْرِ إِلَيْهِ شَيْئًا قَالَ: فَذَهَبَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «§خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ زَوِّجْنِي حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُهُ أُمَّ كُلْثُومٍ أُخْتَهَا» قَالَ: فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ حَفْصَةَ وَزَوَّجَ عُثْمَانَ أُمَّ كُلْثُومٍ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِنَحْوِهِ قَالَ: قَالَ سَعِيدٌ: فَخَارَ اللَّهُ لَهُمَا جَمِيعًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَفْصَةَ خَيْرًا مِنْ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ فَأَتَاهَا خَالَاهَا عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ ابْنَا مَظْعُونٍ فَبَكَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ شِبَعٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَتَجَلْبَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنَّ جِبْرِيلَ صلّى الله عليه وسلم أَتَانِي فَقَالَ لِي أَرْجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَفْصَةَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِمَّا قَالَ: §رَاجَعَ حَفْصَةَ، وَإِمَّا قَالَ: لَا تُطَلِّقْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَئُومٌ قَئُومٌ وَإِنَّهَا مِنْ نِسَائِكَ فِي الْجَنَّةِ "

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا»

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا طَلَّقَ حَفْصَةَ أُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا فَرَاجَعَهَا»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَوْصَى إِلَى حَفْصَةَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَفْصَةَ وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا الشِّفَاءُ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ فَقَالَ: «§عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ بِطَلَاقِ حَفْصَةَ حَتَّى ذَكَرَ بَعْضَ ذَلِكَ فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَقَالَ: §إِنَّ حَفْصَةَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §طَلَّقَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَفْصَةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ حَفْصَةَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ فَرَاجَعَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ فَكَانَ §إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِي أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ فَسَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْهُ شَرْبَةً فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَحْتَالَنَّ لَهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ وَقُلْتُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ «لَا» فَقُولِي لَهُ: مَا هَذَا الرِّيحُ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ فَقُولِي: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكَ وَقُولِيهِ أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ قَالَ: تَقُولُ سَوْدَةُ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِيَهُ بِالَّذِي قُلْتِ لِي وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا مِنْكِ فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ فَمَا هَذَا الرِّيحُ؟ قَالَ: «سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ» قَالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي بِهِ» قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ حَرَّمْنَاهُ. قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي.

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: §مَا مَاتَتْ حَفْصَةُ حَتَّى مَا تُفْطِرُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَفْصَةَ ثَمَانِينَ وَسْقًا شَعِيرًا وَيُقَالُ: قَمْحٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ فَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَامِلُ الْمَدِينَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِآلِ عُمَرَ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ نَعْشًا عَلَى سَرِيرِ حَفْصَةَ وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَتَبِعَهَا مَرْوَانُ إِلَى الْبَقِيعِ وَجَلَسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ دَفْنِهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §رَأَيْتُ مَرْوَانَ بَيْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَبَيْنَ أَبِي سَعِيدٍ أَمَامَ جِنَازَةِ حَفْصَةَ قَالَ: وَرَأَيْتُ مَرْوَانَ حَمَلَ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِهَا مِنْ عِنْدِ دَارِ بَنِي حَزْمٍ إِلَى دَارِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَحَمَلَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ دَارِ الْمُغِيرَةِ إِلَى قَبْرِهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §نَزَلَ فِي قَبْرِ حَفْصَةَ عَبْدُ اللَّهِ وَعَاصِمٌ ابْنَا عُمَرَ وَسَالِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَحَمْزَةُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ سِتِّينَ سَنَةً

أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية واسمه سهيل زاد الركب بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة جدل الطعان بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، تزوجها أبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد

§أُمُّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ وَاسْمُهُ سُهَيْلٌ زَادُ الرَّكْبِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ جِدْلِ الطَّعَّانِ بْنِ فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، تَزَوَّجَهَا

أَبُو سَلَمَةَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهَاجَرَ بِهَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ وَوَلَدَتْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ سَلَمَةَ وَعُمَرَ وَدُرَّةَ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: خَرَجَ أَبِي إِلَى أُحُدٍ فَرَمَاهُ أَبُو سَلَمَةَ الْجُشَمِيُّ فِي عَضُدِهِ بِسَهْمٍ فَمَكَثَ شَهْرًا يُدَاوِي جُرْحَهُ ثُمَّ بَرِئَ الْجَرْحُ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبِي إِلَى قَطَنٍ فِي الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا فَغَابَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ رَجَعَ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَالْجُرْحُ مُنْتَقِضٌ فَمَاتَ مِنْهُ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَاعْتَدَّتْ أُمِّي وَحَلَّتْ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتُوُفِّيَتْ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " §إِذَا أَصَابَتْكِ مُصِيبَةٌ فَقُولِي: اللَّهُمَّ أَعْطِنِي أَجْرَ مُصِيبَتِي وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهَا ". فَعَجَّلَ فَقُلْتُهَا يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ ثُمَّ قُلْتُ: وَمَنْ لِي مِثْلُ أَبِي سَلَمَةَ فَعَجَّلَ اللَّهُ لِيَ الْخُلْفَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَفْزَعُ إِلَى مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ قَوْلِ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] اللَّهُمَّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي هَذِهِ وَعَوِّضْنِي مِنْهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا آجَرَهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَكَانَ قَمِنَا أَنْ يُعَوِّضَهُ اللَّهُ مِنْهَا خَيْرًا مِنْهَا "، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو سَلَمَةَ ذَكَرْتُ الَّذِي حَدَّثَنِي -[88]- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] اللَّهُمَّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَعُضْنِي مِنْهَا خَيْرًا مِنْهَا، ثُمَّ قُلْتُ: إِنِّي أُعَاضُ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: فَقَدْ عَاضَنِي خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ آجَرَنِي فِي مُصِيبَتِي

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِأَبِي سَلَمَةَ: " بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ يَمُوتُ زَوْجُهَا وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ لَمْ تَزَوَّجْ بَعْدَهُ إِلَّا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَكَذَلِكَ إِذَا مَاتَتِ الْمَرْأَةُ وَبَقِيَ الرَّجُلُ بَعْدَهَا. فَتَعَالَ أُعَاهِدْكَ أَلَّا تَتَزَوَّجَ بَعْدِي وَلَا أَتَزَوَّجَ بَعْدَكَ، قَالَ: أَتُطِيعِينِي؟ قُلْتُ: مَا اسْتَأْمَرْتُكَ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيعَكَ، قَالَ: فَإِذَا مُتُّ فَتَزَوَّجِي ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْ أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدِي رَجُلًا خَيْرًا مِنِّي لَا يُحْزِنُهَا وَلَا يُؤْذِيهَا قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَلَبِثْتُ مَا لَبِثْتُ §ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَذَكَرَ الْخِطْبَةَ إِلَى ابْنِ أَخِيهَا أَوْ إِلَى ابْنِهَا وَإِلَى وَلِيِّهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَوْ أَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ بِعِيَالِي، قُلْتُ: ثُمَّ جَاءَ الْغَدَ فَذَكَرَ الْخِطْبَةَ فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَتْ لِوَلِيِّهَا: إِنْ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَزَوِّجْ. فَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَزَوَّجَهَا "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا حَضَرْتُمْ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: عُقْبَى حَسَنَةٌ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: عُقْبَى صَالِحَةٌ - ". قَالَ: قُلْتُ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " §مَنْ أُصِيبِ بِمُصِيبَةٍ فَقَالَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَعْقِبْنِي خَيْرًا مِنْهَا فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ " قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ ثُمَّ قُلْتُهَا، فَأَعْقَبَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صلّى الله عليه وسلم فَتَزَوَّجَهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ يُعَزِّيهَا بِأَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ عُزَّ حُزْنَهَا وَاجْبُرْ مُصِيبَتَهَا وَأَبْدِلْهَا بِهَا خَيْرًا مِنْهَا» . قَالَ: فَعَزَّى اللَّهُ حُزْنَهَا وَجَبَرَ مُصِيبَتَهَا وَأَبْدَلَهَا خَيْرًا مِنْهَا وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، بِمِنًى عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَآجِرْنِي فِيهَا وَأَبْدِلْنِي بِهَا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا "، فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ. فَلَمَّا قُبِضَ قُلْتُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] ، اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَآجِرْنِي فِيهَا وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا فَقُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَمَا زِلْتُ حَتَّى قُلْتُهَا فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَبِرَسُولِهِ أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ وَأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي مُصْبِيَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِيكِ صِبْيَانَكِ وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي غَيْرَى فَسَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ وَأَمَّا -[90]- الْأَوْلِيَاءُ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ إِلَّا سَيَرْضَانِي» ، قَالَ: قَالَتْ: يَا عُمَرُ قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَمَا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلَانَةَ رَحْيَيْنِ وَجَرَّتَيْنِ وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ» قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْتِيهَا فَإِذَا جَاءَ أَخَذَتْ زَيْنَبَ فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِهَا لِتُرْضِعَهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَيِيًّا كَرِيمًا يَسْتَحْيِي فَيَرْجِعُ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا فَفَطِنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِمَا تَصْنَعُ قَالَ: فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَجَاءَ عَمَّارٌ وَكَانَ أَخَاهَا لِأُمِّهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَانْتَشَطَهَا مِنْ حِجْرِهَا وَقَالَ دَعِي هَذِهِ الْمَقْبُوحَةَ الْمَشْقُوحَةَ الَّتِي آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ. فَدَخَلَ فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي الْبَيْتِ يَقُولُ: أَيْنَ زُنَابُ؟ مَا فَعَلَتْ زُنَابُ؟ قَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ فَذَهَبَ بِهَا قَالَ فَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ بِأَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتِ أَنْ أُسَبِّعَ لَكِ سَبَّعْتُ لِلنِّسَاءِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَلَّمَنِي بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِجَابٌ فَخَطَبَ إِلَيَّ نَفْسِي فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا تُرِيدُ إِلَيَّ مَا أَقُولُ هَذَا إِلَّا رَغْبَةً لَكَ عَنْ نَفْسِي إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ أَدْبَرَ مِنِّي سِنِّي وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ وَأَنَا امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَجْمَعُ النِّسَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§فَلَا يَمْنَعُكِ ذَلِكَ، أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ غَيْرَتِكِ فَيُذْهِبُهَا اللَّهُ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ سِنِّكِ فَأَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ أَيْتَامِكِ فَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ» . فَأَذِنْتُ لَهُ فِي نَفْسِي فَتَزَوَّجَنِي فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ وَاعَدْنَا الْبِنَاءَ قُمْتُ مِنَ النَّهَارِ إِلَى رَحَايَ وَثَفَالِي فَوَضَعْتُهُمَا وَقُمْتُ إِلَى فَضْلَةِ شَعِيرٍ لِأَهْلِي فَطَحَنْتُهَا وَفَضْلَةٍ مِنْ شَحْمٍ فَعَصَدْتُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ قُدِّمَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ فَأَصَابَ مِنْهُ وَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ أَصْبَحَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةٌ وَلَكِ عِنْدَهُمْ مَنْزِلَةٌ فَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ تَكُونَ لَيْلَتُكِ هَذِهِ وَيَوْمُكِ هَذَا كَانَ وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُسَبِّعَ لَكِ سَبَّعْتُ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِصَوَاحِبِكِ» ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ افْعَلْ مَا أَحْبَبْتَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا فِيمَا يَقُولُ: «فَمَا يَمْنَعُكِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟» قَالَتْ: فِيَّ خِصَالٌ ثَلَاثٌ أَمَّا أَنَا فَكَبِيرَةٌ وَأَنَا مُطْفَلٌ وَأَنَا غَيُورٌ، فَقَالَ: «§أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَنَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يُذْهِبَهُ عَنْكِ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْكِبَرِ فَأَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ وَالطِّفْلُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ» . فَنَكَحْتُهُ فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا وَلَا يَمَسُّهَا لِأَنَّهَا تُرْضِعُ حَتَّى جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمًا فَقَالَ: هَاتِ هَذِهِ الْجَارِيَةَ الَّتِي شَغَلَتْ أَهْلَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَهَبَ بِهَا فَاسْتَرْضَعَهَا بِقُبَاءَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عَنِ الصِّبْيَةِ أَيْنَ زُنَابُ؟ قَالَتِ امْرَأَةٌ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ قَاعِدَةٌ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ عَمَّارًا ذَهَبَ بِهَا فَاسْتَرْضَعَهَا قَالَ: «فَإِنَّا قَاسِمُونَ غَدًا» . فَجَاءَ الْغَدَ وَكَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً وَإِنِّي إِنْ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنِّي لَمْ أُسَبِّعْ لِامْرَأَةٍ لِي قَبْلَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لَهُنَّ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ حَدَّثَتْنِي خَالَتِي سَكِينَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ فَذَكَرَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَمَا قَسَمَ لَهُ وَمَا فَضَّلَهُ فَمَا زَالَ يَذْكُرُ ذَلِكَ وَيَتَحَامَلُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى أَثَّرَ الْحَصِيرُ فِي يَدِهِ مِمَّا يُحَدِّثُهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ: إِنِّي فِي خِلَالٍ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ وَإِنِّي شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ قَالَتْ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ: «§أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي امْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ فَأَنَا أَسَنُّ مِنْكِ وَلَا يُعَابُ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ أَسَنَّ مِنْهَا وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ فَإِنَّ كُلَّهُمْ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ، وَأَمَّا -[92]- قَوْلُكِ إِنِّي شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ فَإِنِّي أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ ذَلِكَ عَنْكِ» . قَالَتْ: فَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَانْتَقَلَنِي فَأَدْخَلَنِي بَيْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ خُزَيْمَةَ أُمِّ الْمَسَاكِينِ بَعْدَ أَنْ مَاتَتْ فَإِذَا جَرَّةٌ فَاطَّلَعْتُ فِيهَا فَإِذَا فِيهَا شَيْءٌ مِنْ شَعِيرٍ وَإِذَا رَحًى وَبُرْمَةٌ وَقِدْرٌ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا كَعْبٌ مِنْ إِهَالَةٍ قَالَتْ: فَأَخَذْتُ ذَلِكَ الشَّعِيرَ فَطَحَنْتُهُ ثُمَّ عَصَدْتُهُ فِي الْبُرْمَةِ وَأَخَذْتُ الْكَعْبَ مِنَ الْإِهَالَةِ فَأَدَمْتُهُ بِهِ قَالَتْ: فَكَانَ ذَلِكَ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ وَطَعَامَ أَهْلِهِ لَيْلَةَ عُرْسِهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: دَخَلَتْ أَيِّمُ الْعَرَبِ عَلَى سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ أَوَّلَ الْعِشَاءِ عَرُوسًا وَقَامَتْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ تَطْحَنُ يَعْنِي أُمَّ سَلَمَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ إِلَى ابْنِهَا عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ صَغِيرٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ لَهَا حِينَ أَصْبَحَ: «§لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَسَبَّعْتُ عِنْدَهُنَّ، يَعْنِي نِسَاءَهُ وَإِنْ شِئْتِ ثَلَاثًا عِنْدَكِ وَدُرْتُ» ، قَالَتْ: ثَلَاثًا

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا وَقَالَ: «§إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي» قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ مَعْرُوفٌ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ -[93]- الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا وَقَالَ: «§لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي، وَإِلَّا فَإِنَّمَا هِيَ ثَلَاثٌ ثُمَّ أَدُورُ»

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَدُورَ فَأَخَذَتْ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: «مَا شِئْتِ إِنْ شِئْتِ أَنْ أَزِيدَكِ زِدْتُكِ ثُمَّ قَاصَصْتُكِ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§ثَلَاثٌ لِلثَّيِّبِ وَسَبْعٌ لِلْبِكْرِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: " لَمَّا دَخَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ تُرْضِعُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: §هَذِهِ الشَّقْرَاءُ تَمْنَعُ رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَهُ فَأَخَذَهَا فَأَرْضَعَهَا "

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَكَذَّبُوهَا وَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ لِلْحَجِّ فَقَالُوا: أَتَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ؟ فَكَتَبَتْ مَعَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَصَدَّقُوهَا وَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً، قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَخَطَبَنِي فَقُلْتُ: مَا مِثْلِي يُنْكَحُ أَمَّا أَنَا فَلَا وَلَدَ فِيَّ وَأَنَا غَيُورٌ ذَاتَ عِيَالٍ، قَالَ: «§أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَيُذْهِبُهَا اللَّهُ عَنْكِ وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَرَسُولِهِ» ، فَتَزَوَّجَهَا فَجَعَلَ يَأْتِيهَا فَيَقُولُ: «أَيْنَ زُنَابُ؟» حَتَّى جَاءَ عَمَّارٌ فَاخْتَلَجَهَا وَقَالَ: هَذِهِ تَمْنَعُ -[94]- رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَيْنَ زُنَابُ؟» فَقَالَتْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ وَافَقَهَا عِنْدَهَا: أَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي آتِيكُمُ اللَّيْلَةَ» ، قَالَتْ: فَوَضَعْتُ ثِفَالِي وَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جَرَّتِي وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ لَهُ ثُمَّ بَاتَ ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ: «إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: «مَا بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ §إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنَّ لِعَائِشَةَ مِنِّي شُعْبَةٌ مَا نَزَلَهَا مِنِّي أَحَدٌ» ، فَلَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلَتِ الشُّعْبَةُ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ فَعُرِفَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَدْ نَزَلَتْ عِنْدَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ حَزِنْتُ حُزْنًا شَدِيدًا لِمَا ذَكَرُوا لَنَا مِنْ جَمَالِهَا، قَالَتْ: فَتَلَطَّفْتُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا فَرَأَيْتُهَا وَاللَّهِ أَضْعَافَ مَا وُصِفَتْ لِي فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ، قَالَتْ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ وَكَانَتَا يَدًا وَاحِدَةً، فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ إِنْ هَذِهِ إِلَّا الْغَيْرَةُ مَا هِيَ كَمَا يَقُولُونَ فَتَلَطَّفَتْ لَهَا حَفْصَةُ حَتَّى رَأَتْهَا فَقَالَتْ: قَدْ رَأَيْتُهَا وَلَا وَاللَّهِ مَا هِيَ كَمَا تَقُولِينَ وَلَا قَرِيبٌ وَإِنَّهَا لَجَمِيلَةٌ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُهَا بَعْدُ فَكَانَتْ لَعَمْرِي كَمَا قَالَتْ حَفْصَةُ وَلَكِنِّي كُنْتُ غَيْرَى "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ -[95]- إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ وَجَمَعَهَا إِلَيْهِ فِي شَوَّالٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§أَعْرَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ، قَالَ لَهَا: «§إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ أَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ وَحُلَّةً، وَإِنِّي لَا أَرَاهُ إِلَّا قَدْ مَاتَ وَلَا أَرَى الْهَدِيَّةَ الَّتِي أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ إِلَّا سَتُرَدُّ إِلَيَّ فَإِذَا رُدَّتْ إِلَيَّ فَهِيَ لَكِ» ، قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَاتَ النَّجَاشِيُّ وَرُدَّتْ إِلَيْهِ هَدِيَّتُهُ فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً أُوقِيَّةً مِنْ مِسْكٍ وَأَعْطَى سَائِرَهُ أُمَّ سَلَمَةَ وَأَعْطَاهَا الْحُلَّةَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَمَرَ أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ يَوْمَ النَّحْرِ وَكَانَ يَوْمُهَا فَأَحَبَّ أَنْ تُوَافِقَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَمَعَهُ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ وَأُمُّ سَلَمَةَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى هَوْدَجِ صَفِيَّةَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ هَوْدَجُ أُمِّ سَلَمَةَ وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ أُمِّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَحَدَّثُ مَعَ صَفِيَّةَ فَغَارَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدُ أَنَّهَا صَفِيَّةُ فَجَاءَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: تَتَحَدَّثُ مَعَ ابْنَةِ الْيَهُودِيِّ فِي يَوْمِي وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَتْ: ثُمَّ نَدِمَتْ عَلَى

تِلْكَ الْمَقَالَةِ فَكَانَتْ تَسْتَغْفِرُ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى هَذَا الْغَيْرَةُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا أَوْ قَالَ: قَمْحٌ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِالْبَقِيعِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «§صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِالْبَقِيعِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: نَزَلْتُ فِي قَبْرِ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَا وَأَخِي سَلَمَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ الْأَسَدِيُّ فَكَانَ لَهَا يَوْمَ مَاتَتْ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً "

أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، عمة عثمان بن عفان، تزوجها عبيد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية فولدت له حبيبة

§أُمُّ حَبِيبَةَ وَاسْمُهَا رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، عَمَّةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ حَلِيفُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ فَوَلَدَتْ لَهُ حَبِيبَةَ فَكُنِّيَتْ بِهَا فَتَزَوَّجَ حَبِيبَةَ دَاوُدُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ هَاجَرَ بِأُمِّ حَبِيبَةَ مَعَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فَتَنَصَّرَ وَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَتُوُفِّيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَثَبَتَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ عَلَى دِينِهَا الْإِسْلَامِ وَهِجْرَتِهَا، وَكَانَتْ قَدْ خَرَجَتْ بِابْنَتِهَا حَبِيبَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ

جَحْشٍ مَعَهَا فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَرَجَعَتْ بِهَا مَعَهَا إِلَى مَكَّةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ وَلَدَتْ حَبِيبَةَ ابْنَتَهَا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ يَقُولُ: وَلَدَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَتْ مِنْ مَكَّةَ وَهِيَ حَامِلٌ بِهَا فَوَلَدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ زَوْجِي بَأَسْوَأِ صُورَةٍ وَأَشْوَهِهِ، فَفَزِعْتُ فَقُلْتُ: تَغَيَّرَتْ وَاللَّهِ حَالُهُ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ حَيْثُ أَصْبَحَ: يَا أُمَّ حَبِيبَةَ إِنِّي نَظَرْتُ فِي الدِّينِ فَلَمْ أَرَ دِينًا خَيْرًا مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ دِنْتُ بِهَا ثُمَّ دَخَلْتُ فِي دِينِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ قَدْ رَجَعْتُ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا خَيْرٌ لَكَ وَأَخْبَرْتُهُ بِالرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ لَهُ فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا وَأَكَبَّ عَلَى الْخَمْرِ حَتَّى مَاتَ، فَأَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ آتِيًا يَقُولُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَفَزِعْتُ فَأَوَّلْتُهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَتَزَوَّجُنِي، قَالَتْ: فَمَا هُوَ إِلَّا أَنِ انْقَضَتْ عِدَّتِي فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِرَسُولِ النَّجَاشِيِّ عَلَى بَابِي يَسْتَأْذِنُ فَإِذَا جَارِيَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهَا أَبْرَهَةُ كَانَتْ تَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدَهْنِهِ، فَدَخَلَتْ عَلَيَّ فَقَالَتْ: إِنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَكَهُ، فَقَالَتْ: بَشَّرَكِ اللَّهُ بِخَيْرٍ، قَالَتْ: يَقُولُ لَكِ الْمَلِكُ وَكِّلِي مَنْ يُزَوِّجُكِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَوَكَّلَتْهُ وَأَعْطَتْ أَبْرَهَةَ سِوَارَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَخَدَمَتَيْنِ كَانَتَا فِي رِجْلَيْهَا وَخَوَاتِيمَ فِضَّةً كَانَتْ فِي أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا سُرُورًا بِمَا بَشَّرَتْهَا فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ أَمَرَ النَّجَاشِيُّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ هُنَاكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَحَضَرُوا فَخَطَبَ النَّجَاشِيُّ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ -[98]- مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلّى الله عليه وسلم أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَأَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَقَدْ أَصْدَقْتُهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ ثُمَّ سَكَبَ الدَّنَانِيرَ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ فَتَكَلَّمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَأَسْتَنْصِرُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَزَوَّجْتُهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَبَارَكَ اللَّهُ رَسُولَ اللَّهِ وَدَفَعَ الدَّنَانِيرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَبَضَهَا ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَقُومُوا، فَقَالَ: اجْلِسُوا فَإِنَّ سُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ إِذَا تَزَوَّجُوا أَنْ يُؤْكَلَ طَعَامٌ عَلَى التَّزْوِيجِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلُوا ثُمَّ تَفَرَّقُوا، قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيَّ الْمَالُ أَرْسَلْتُ إِلَى أَبْرَهَةَ الَّتِي بَشَّرَتْنِي فَقُلْتُ لَهَا إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُكِ مَا أَعْطَيْتُكِ يَوْمَئِذٍ وَلَا مَالَ بِيَدِي فَهَذِهِ خَمْسُونَ مِثْقَالًا فَخُذِيهَا فَاسْتَعِينِي بِهَا فَأَبَتْ فَأَخْرَجَتْ حُقًّا فِيهِ كُلُّ مَا كُنْتُ أَعْطَيْتُهَا فَرَدَّتْهُ عَلَيَّ وَقَالَتْ عَزَمَ عَلَيَّ الْمَلِكُ أَنْ لَا أَرْزَأَكِ شَيْئًا وَأَنَا الَّتِي أَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدَهْنِهِ، وَقَدِ اتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمْتُ لِلَّهِ وَقَدْ أَمَرَ الْمَلِكُ نِسَاءَهُ أَنْ يَبْعَثْنَ إِلَيْكِ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُنَّ مِنَ الْعِطْرِ، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَتْنِي بِعُودٍ وَوَرْسٍ وَعَنْبَرٍ وَزَبَادٍ كَثِيرٍ فَقَدِمْتُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ يَرَاهُ عَلَيَّ وَعِنْدِي فَلَا يُنْكِرُهُ، ثُمَّ قَالَتْ أَبْرَهَةُ: فَحَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تُقْرِئِي رَسُولَ اللَّهِ مِنِّي السَّلَامَ وَتُعْلِمِيهِ أَنِّي قَدِ اتَّبَعْتُ دِينَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ لَطَفَتْ بِي وَكَانَتِ الَّتِي جَهَّزَتْنِي فَكَانَتْ كُلَّمَا دَخَلَتْ عَلَيَّ تَقُولُ لَا تَنْسَيْ حَاجَتِي إِلَيْكِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَخْبَرْتُهُ كَيْفَ كَانَتِ الْخِطْبَةُ وَمَا فَعَلَتْ بِي أَبْرَهَةُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَقْرَأَتْهُ مِنْهَا السَّلَامَ، فَقَالَ: «§وَعَلَيْهَا السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ -[99]-، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَخَطَبَ عَلَيْهِ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ وَأَصْدَقَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ عِنْدِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَمَا نَرَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَقَّتَ صَدَاقِ النِّسَاءِ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ إِلَّا لِذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَا: كَانَ الَّذِي زَوَّجَهَا وَخَطَبَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَكَانَ لَهَا يَوْمَ قَدِمَ بِهَا الْمَدِينَةَ بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَجَهَّزَهَا إِلَيْهِ صلّى الله عليه وسلم النَّجَاشِيُّ وَبَعَثَ بِهَا مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ نِكَاحُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ، قَالَ: ذَلِكَ الْفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: 7] ، قَالَ: «حِينَ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ الْمَدِينَةَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوَ مَكَّةَ فَكَلَّمَهُ أَنْ يَزِيدَ فِي هُدْنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ فَلَمْ يُقْبِلْ عَلَيْهِ رَسُولُ -[100]- اللَّهِ فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَجْلِسَ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم طَوَتْهُ دُونَهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ §أَرَغِبْتِ بِهَذَا الْفِرَاشِ عَنِّي أَمْ بِي عَنْهُ؟ فَقَالَتْ: بَلْ هُوَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ وَأَنْتَ امْرُؤٌ نَجِسٌ مُشْرِكٌ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ لَقَدْ أَصَابَكِ بَعْدِي شَرٌّ ".

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا مَاتَ أَبُوهَا أَبُو سُفْيَانَ دَعَتْ بِطِيبٍ فَطَلَتْ بِهِ ذِرَاعَيْهَا وَعَارِضَيْهَا ثُمَّ قَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةٌ لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا»

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شَوَّالٍ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهُ §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: " دَعَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهَا فَقَالَتْ: §قَدْ كَانَ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الضَّرَائِرِ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي وَلَكِ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ ذَلِكَ كُلَّهُ وَتَجَاوَزَ وَحَلَّلَكِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: سَرَرْتِنِي سَرَّكِ اللَّهُ وَأَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ "

زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

§زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِمَّنْ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَرْضَاهُ لِنَفْسِي وَأَنَا أَيِّمُ قُرَيْشٍ، قَالَ: «§فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ لَكِ» فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَطْلُبُهُ وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَرُبَّمَا فَقْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّاعَةَ، فَيَقُولُ: «أَيْنَ زَيْدٌ؟» فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَجِدْهُ وَتَقُومُ إِلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَتُهُ فَضْلًا فَأَعْرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْهَا فَقَالَتْ: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْخُلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَدْخُلَ وَإِنَّمَا عَجَّلَتْ زَيْنَبُ أَنْ تَلْبَسَ لَمَّا قِيلَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْبَابِ فَوَثَبَتْ عَجْلَى فَأَعْجَبَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَوَلَّى وَهُوَ يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ مِنْهُ إِلَّا رُبَّمَا أَعْلَنَ: «§سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ» فَجَاءَ زَيْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَتَى مَنْزِلَهُ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَلَا قُلْتِ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ، قَالَتْ: قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَأَبَى، قَالَ: فَسَمِعْتِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: سَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ وَلَا أَفْهَمُهُ وَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ مُصَرِّفِ -[102]- الْقُلُوبِ» فَجَاءَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ مَنْزِلِي فَهَلَّا دَخَلْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّ زَيْنَبَ أَعْجَبَتْكَ فَأُفَارِقُهَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَمَا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَيَأْتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُفَارِقُهَا فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: «احْبِسْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَاعْتَزَلَهَا وَحَلَّتْ يَعْنِي انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ إِلَى أَنْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ غَشْيَةٌ فَسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَنِيهَا مِنَ السَّمَاءِ؟» وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} [الأحزاب: 37] الْقِصَّةَ كُلَّهَا قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا يَبْلُغُنَا مِنْ جَمَالِهَا وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الْأُمُورِ وَأَشْرَفُهَا مَا صُنِعَ لَهَا زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُلْتُ: هِيَ تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَتْ سَلْمَى خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَشْتَدُّ فَتُحَدِّثُهَا بِذَلِكَ فَأَعْطَتْهَا أَوْضَاحًا عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لَمَّا أُخْبِرَتْ زَيْنَبُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهَا سَجَدَتْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ يَقُولُ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ «لَمَّا جَاءَنِي الرَّسُولُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّايَ §جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ صَوْمَ شَهْرَيْنِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ كُنْتُ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَصُومَهُمَا فِي حَضَرٍ وَلَا سَفَرٍ تُصِيبُنِي فِيهِ الْقُرْعَةُ فَلَمَّا أَصَابَتْنِي الْقُرْعَةُ فِي الْمُقَامِ صُمْتُهُمَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ §مَا أَنَا كَأَحَدٍ -[103]- مِنْ نِسَائِكَ لَيْسَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكَ إِلَّا زَوَّجَهَا أَبُوهَا أَوْ أَخُوهَا وَأَهْلُهَا غَيْرِي زَوَّجَنِيكَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: وَذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَرَحَّمَتْ عَلَيْهَا وَذَكَرَتْ بَعْضَ مَا كَانَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: " §إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّهُنَّ زَوَّجَهُنَّ بِالْمُهُورِ وَزَوَّجَهُنَّ الْأَوْلِيَاءُ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ رَسُولَهُ وَأَنْزَلَ فِي الْكِتَابِ يَقْرَأُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] الْآيَةَ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ مُعْجَبَةٌ وَكَانَ يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً صَوَّامَةً قَوَّامَةً صَنْعًا تَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَنَزَلَتْ {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] . قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَيْهَا ذَبَحَ شَاةً

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " §نَزَلَتْ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] ، قَالَ: فَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهْلُكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ". أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَاخَرَ رَجُلًا، فَقَالَ الْأَسَدِيُّ: «هَلْ مِنْكُمُ امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ؟» يَعْنِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: «§مَا أَجِدُ أَحَدًا آمَنَ عِنْدِي أَوْ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْكَ، ائْتِ إِلَى زَيْنَبَ فَاخْطُبْهَا عَلَيَّ» ، قَالَ: فَانْطَلَقَ زَيْدٌ فَأَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا حِينَ عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي وَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَذْكُرُكِ، قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَبْدِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَمْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ أَسَأْتُ وَلَا أَحْسَنْتُ قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ سِنِينَ مَا هُوَ؟ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ مَوْلَاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا وَمَا أَرَى عِنْدَهُ مِنْ غَدَاءٍ فَهَلُمَّ تِلْكَ الْعُكَّةَ فَنَاوَلْتُهَا فَعَمِلْتُ لَهُ حَيْسًا مِنْ عَجْوَةٍ فِي تَوْرٍ مِنْ فَخَارٍ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ وَصَاحِبَتَهُ وَقَالَتْ: اذْهَبْ بِهِ إِلَيْهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ، فَقَالَ: «ضَعْهُ» فَوَضَعْتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ، فَقَالَ لِي: «§ادْعُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا» وَذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ سَمَّاهُمْ فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَهُ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ إِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ يَسِيرٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ فَدَعَوْتُهُمْ، فَقَالَ: «انْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ» فَجَعَلْتُ آتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ هُوَ نَائِمٌ فَأَقُولُ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ لِي: «هَلْ بَقِيَ

فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَانْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الطَّرِيقِ فَادْعُهُمْ» ، قَالَ: فَدَعَوْتُ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْحُجْرَةُ، فَقَالَ: " هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ؟، قُلْتُ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلُمَّ التَّوْرَ» ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ فِيهِ وَغَمَزَهُ، وَقَالَ لِلنَّاسِ: «كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ» ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى التَّمْرِ يَرْبُو أَوْ إِلَى السَّمْنِ كَأَنَّهُ عُيُونٌ تَنْبُعُ حَتَّى أَكَلَ كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ وَمَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ قَدْرُ مَا جِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أُمِّي لِأُعْجِبَهَا مِمَّا رَأَيْتُ، فَقَالَتْ: لَا تَعْجَبْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ لَأَكَلُوا، فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ تَرَاهُمْ بَلَغُوا؟ قَالَ: أَحَدًا وَسَبْعِينَ رَجُلًا وَأَنَا أَشُكُّ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَطْعَمَنَا عَلَيْهَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ حَتَّى امْتَدَّ النَّهَارُ وَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ رَهْطٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَبِعْتُهُ فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ حُجَرَ نِسَائِهِ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِنَّ فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ؟، قَالَ: فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ خَرَجُوا أَوْ أُخْبِرَ فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَقَالَ: «§بِالْبَابِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ» ، وَنَزَلَ الْحِجَابُ وَوَعَظَ الْقَوْمَ بِمَا وُعِظُوا بِهِ

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الْآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ. لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا الْقَوْمَ فَجَاءُوا وَدَخَلُوا وَزَيْنَبُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ وَهُمْ قُعُودٌ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ -[106]- فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] . فَقَامَ الْقَوْمُ وَضُرِبَ الْحِجَابُ ".

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " §كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، قَالَ: فَكَانَ الْقَوْمُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ ثُمَّ جَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} [الأحزاب: 53]

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: «§أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى زَيْنَبَ خُبْزًا وَلَحْمًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " §أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذْ بَنَى بِزَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ فَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ صَبِيحَةَ مَبْنَاهُ فَرَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَيْتِ زَيْنَبَ إِذَا رَجُلَانِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَدْ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجَعَ، عَنْ بَيْتِهِ فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم انْصَرَفَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، قَالَ أَنَسٌ: مَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَوْ أَخْبَرَ فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ "

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: " §أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ لَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، قَالَ أَنَسٌ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ -[107]- فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ وَجَلَسَ مَعَهُ رِجَالٌ بَعْدَمَا قَامَ الْقَوْمُ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى زَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ يَأْتِي بُيُوتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ»

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§مَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ أَوْلَمَ بِشَاةٍ»

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، قَالَتْ: " فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَيَّتُنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَلْتَقُلْ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: بَلْ §شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ لَنْ أَعُودَ لَهُ فَنَزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} [التحريم: 4] يَعْنِي عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] قَوْلُهُ بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: «§أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا قَمْحًا. وَيُقَالُ شَعِيرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ نِسَائِهِ: «§أَطْوَلُكُنَّ بَاعًا أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي» فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ إِلَى الشَّيْءِ وَإِنَّمَا عَنَى رَسُولُ اللَّهِ بِذَلِكَ الصَّدَقَةَ وَكَانَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةً صَنْعًا فَكَانَتْ تَتَصَدَّقُ بِهِ فَكَانَتْ أَسْرَعَ نِسَائِهِ لُحُوقًا بِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ لَقَدْ نَالَتْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لَا يَبْلُغُهُ شَرَفٌ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَهَا نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَنَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَنَا وَنَحْنُ حَوْلَهُ: «§أَسْرَعُكُنَّ بِي لُحُوقًا أَطْوَلُكُنَّ بَاعًا» فَبَشَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسُرْعَةِ لُحُوقِهَا بِهِ وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِأَزْوَاجِهِ: «§يَتَّبِعُنِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا فِي بَيْتِ إِحْدَانَا بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَمُدُّ أَيْدِينَا فِي الْجِدَارِ نَتَطَاوَلُ فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَكَانَتِ امْرَأَةً قَصِيرَةً يَرْحَمُهَا اللَّهُ وَلَمْ تَكُنْ أَطْوَلَنَا فَعَرَفْنَا حِينَئِذٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِنَّمَا أَرَادَ بِطُولِ الْيَدِ الصَّدَقَةَ، قَالَتْ: وَكَانَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةً صَنَاعَ الْيَدِ فَكَانَتْ تَدْبَغُ وَتُخَرِّزُ وَتَتَصَدَّقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَأَلَ النِّسْوَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيُّنَا أَسْرَعُ بِكَ لُحُوقًا؟، قَالَ: «§أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» فَتَذَارَعْنَ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ عَلِمْنَ أَنَّهَا كَانَتْ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا فِي الْخَيْرِ وَالصَّدَقَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: «§إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي وَلَعَلَّ عُمَرَ سَيَبْعَثُ إِلَيَّ بِكَفَنٍ فَإِنْ بَعَثَ بِكَفَنٍ فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إِذَا دَلَّيْتُمُونِي أَنْ تَصَدَّقُوا بَحَقْوِي فَافْعَلُوا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ قَالَ: «§أَوْصَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى سَرِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُجْعَلَ عَلَيْهِ نَعْشٌ وَقَبْلَ ذَلِكَ حُمِلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا مَاتَتْ حُمِلَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَنَعَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ إِلَّا الرَّجُلُ الشَّرِيفُ وَفَرَّقَ سُرُرًا فِي الْمَدِينَةِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَوْتَى»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ أَنَّ زَيْنَبَ §أَوْصَتْ أَنْ لَا تُتْبَعَ بِنَارٍ وَحُفِرَ لَهَا بِالْبَقِيعِ عِنْدَ دَارِ عَقِيلٍ فِيمَا بَيْنَ دَارِ عَقِيلٍ وَدَارِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَنُقِلَ اللَّبَنُ مِنَ السَّمِينَةِ فَوُضِعَ عِنْدَ الْقَبْرِ وَكَانَ يَوْمًا صَائِفًا "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ، قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: " غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ، §غَيْرِي مِنْ أَخَوَاتِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي، قَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ، قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ وَقَالَتْ: صُبُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا ثُمَّ قَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ مِنْ أَهْلِ رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهَا حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ تَحْتَ الثَّوْبِ فَقَالَتْ لَهَا بَرْزَةُ بِنْتُ رَافِعٍ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَقٌّ، فَقَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ فَوَجَدْنَا تَحْتَهُ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ -[110]-: اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكُنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا فَمَاتَتْ " قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لُحُوقًا بِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَلَمْ تَأْخُذُهُ إِلَّا عَامًا وَاحِدًا حُمِلَ إِلَيْهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: §اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكُنِي قَابِلُ هَذَا الْمَالِ فَإِنَّهُ فِتْنَةٌ. ثُمَّ قَسَمَتْهُ فِي أَهْلِ رَحِمِهَا وَفِي أَهْلِ الْحَاجَةِ حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهِ فَبَلَغَ عُمَرَ، فَقَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ يُرَادُ بِهَا خَيْرٌ فَوَقَفَ عَلَى بَابِهَا وَأَرْسَلَ بِالسَّلَامِ وَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَا فَرَّقْتِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ يَسْتَنْفِقُهَا فَسَلَكَتْ بِهَا طَرِيقَ ذَلِكَ الْمَالِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: §لَمَّا حَضَرَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَيْهَا بِخَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنَ الْخَزَائِنِ يَتَخَيَّرُهَا ثَوْبًا ثَوْبًا فَكُفِّنَتْ فِيهَا وَتَصَدَّقَتْ عَنْهَا أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِكَفَنِهَا الَّذِي أَعَدَّتْهُ تُكَفَّنُ فِيهِ قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: ذَهَبَتْ حَمِيدَةً فَقِيدَةً مَفزَعَ الْيَتَامَى وَالْأَرَامِلِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لُحُوقًا بِهِ مَاتَتْ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالُوا لِعُمَرَ: مَنْ يَنْزِلُ فِي قَبْرِهَا؟ قَالَ: مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهَا §وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لُحُوقًا بِهِ فَلَمَّا حُمِلَتْ إِلَى قَبْرِهَا قَامَ عُمَرُ إِلَى قَبْرِهَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " §إِنِّي -[111]- أَرْسَلْتُ إِلَى النِّسْوَةِ، يَعْنِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ مَرِضِتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أَنَّ مَنْ يُمَرِّضُهَا وَيَقُومُ عَلَيْهَا فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ حِينَ قُبِضَتْ: مَنْ يُغَسِّلُهَا وَيُحَنِّطُهَا وَيُكَفِّنُهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ الْوُلُوجُ عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهَا فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. فَاعْتَزِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ. فَنَحَّاهُمْ عَنْ قَبْرِهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: " §صَلَّى عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْقَبْرَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، فَقُلْنَ إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْقَبْرَ وَإِنَّمَا يَدْخُلُ الْقَبْرَ مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا وَهِيَ حَيَّةٌ "

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبٌ، عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ، أَنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَخْرُجُونَ بِهِمْ سَوَاءً فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَمَرَ عُمَرُ مُنَادِيًا فَنَادَى أَلَا لَا يَخْرُجُ عَلَى زَيْنَبَ إِلَّا ذُو رَحِمٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أُرِيكَ شَيْئًا رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ لِنِسَائِهِمْ؟ فَجَعَلَتْ نَعْشًا وَغَشَّتْهُ ثَوْبًا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: «§مَا أَحْسَنَ هَذَا مَا أَسْتَرَ هَذَا» فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُمْ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّ عَامِرًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى أَخْبَرَهُ أَنَّهُ §صَلَّى مَعَ عُمَرَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَوْتًا بَعْدَهُ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَنْ تَأْمُرْنَنِي أَنْ يُدْخِلَهَا قَبْرَهَا؟ قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يَلِي ذَلِكَ. فَأَرْسَلْنَ إِلَيْهِ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا فَيُدْخِلُهَا فِي -[112]- قَبْرِهَا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «صَدَقْنَ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ §فَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهَا فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَقُلْنَ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا، فَقَالَ: صَدَقْنَ " وَزَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِمَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَوْتًا بَعْدَهُ وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ عُمَرُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: " §صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟، قَالُوا: يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا بَنُو أَخِيهَا وَبَنُو أُخْتِهَا "

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُدَيْرٍ يَقُولُ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُقَدِّمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ»

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَقْبَرَةِ وَالنَّاسُ يَحْفِرُونَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَقَالَ: §لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: " مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَفَّارِينَ يَحْفِرُونَ قَبْرَ زَيْنَبَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَقَالَ: §لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§أَمَرَ عُمَرُ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ بِالْبَقِيعِ عَلَى قَبْرِهَا لِشِدَّةِ الْحَرِّ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ بِالْبَقِيعِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَوْمَ مَاتَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فَأَكْثَرُوا فِي الْفُسْطَاطِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: §مَا أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى الشَّرِّ وَأَشْبَهَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، أَنْشَدَ اللَّهُ مَنْ حَضَرَ نَشْدَتِي هَلْ عَلِمْتُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ عَلَى قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فُسْطَاطًا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتُمْ عَائِبًا عَابَهُ؟ قَالُوا: لَا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ جَحْشٍ يَحْمِلُ سَرِيرَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَهُوَ مَكْفُوفٌ وَهُوَ يَبْكِي فَأَسْمَعُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَبَا أَحْمَدَ §تَنَحَّ عَنِ السَّرِيرِ لَا يَعِنْكَ النَّاسُ وَازْدَحَمُوا عَلَى سَرِيرِهَا، فَقَالَ: أَبُو أَحْمَدَ يَا عُمَرُ هَذِهِ الَّتِي نِلْنَا بِهَا كُلَّ خَيْرٍ وَإِنَّ هَذَا يُبَرِّدُ حَرَّ مَا أَجِدُ، فَقَالَ عُمَرُ: الْزَمْ، الْزَمْ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَرَأَيْتُ ثَوْبًا مُدَّ عَلَى قَبْرِهَا وَعُمَرُ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ مَعَهُ أَبُو أَحْمَدَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ وَالْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ فَأَمَّ -[114]- عُمَرُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَأُسَامَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فَنَزَلُوا فِي قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: " سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَتَى §تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ؟، قَالَتْ: مَرْجِعَنَا مِنْ غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ أَوْ بَعْدَهُ بِيَسِيرٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا يُوَافِقُ قَوْلَ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: تَزَوَّجَهَا لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا تَرَكَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا كَانَتْ تَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ وَكَانَتْ مَأْوَى الْمَسَاكِينِ وَتَرَكَتْ مَنْزِلَهَا فَبَاعُوهُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ هُدِمَ الْمَسْجِدُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ جَعَلَتْ تَبْكِي وَتَذْكُرُ زَيْنَبَ وَتَرَحَّمُ عَلَيْهَا فَقِيلَ لِعَائِشَةَ فِي بَعْضِ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: " §كَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً قُلْتُ: يَا خَالَةُ أَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ آثَرَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ أَسْتَكْثِرُهُ وَلَقَدْ كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَأُمُّ سَلَمَةَ لَهُمَا عِنْدَهُ مَكَانٌ وَكَانَتَا أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِيمَا أَحْسِبُ بَعْدِي " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَتْ أُمُّ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ: كَمْ بَلَغَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ؟ فَقَالَتْ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ وَهِيَ بِنْتُ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ قَالَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ ابْنَةُ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية. أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري قال: كانت زينب بنت خزيمة الهلالية تدعى أم المساكين وكانت عند الطفيل بن

§زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ كَانَتْ تُسَمَّى بِذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةُ تُدْعَى أُمَّ الْمَسَاكِينِ وَكَانَتْ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَطَلَّقَهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ أُمُّ الْمَسَاكِينِ تَحْتَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ فَقُتِلَ عَنْهَا بِبَدْرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَا: «§خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةَ أُمَّ الْمَسَاكِينِ فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَيْهِ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَشْهَدَ وَأَصْدَقَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَكَانَ تَزْوِيجُهُ إِيَّاهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ أَحَدٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَتُوُفِّيَتْ فِي آخِرِ شَهْرِ رَبِيعٍ -[116]- الْآخَرِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا وَصَلَّى عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ مَنْ نَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا؟ فَقَالَ: إِخْوَةٌ لَهَا ثَلَاثَةٌ فَقُلْتُ: كَمْ كَانَ سِنُّهَا يَوْمَ مَاتَتْ؟ قَالَ: ثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْهِلَالِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَعْتِقَ هَذِهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «§أَلَا تَفْدِينَ بِهَا بَنِي أَخِيكِ أَوْ بَنِي أُخْتِكِ مِنْ رِعَايَةِ الْغَنَمِ؟»

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق من خزاعة تزوجها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن مالك بن جذيمة فقتل يوم المريسيع

§جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ وَهُوَ الْمُصْطَلِقُ مِنْ خُزَاعَةَ تَزَوَّجَهَا مُسَافِعُ بْنُ صَفْوَانَ ذِي الشَّفْرِ بْنِ سَرْحِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ فَقُتِلَ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَأَخْرَجَ الْخُمُسَ مِنْهُ ثُمَّ قَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ فَأَعْطَى الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ وَالرَّجُلَ سَهْمًا فَوَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ صَفْوَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ ذُو الشَّفَرِ فَقُتِلَ عَنْهَا، فَكَاتَبَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى نَفْسِهَا عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً لَا يَكَادُ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدِي إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْهِ جُوَيْرِيَةُ تَسْأَلُهُ فِي -[117]- كِتَابَتِهَا فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَكَرِهْتُ دُخُولَهَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ سَيِّدِ قَوْمِهِ وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَوَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَكَاتَبَنِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ فَأَعِنِّي فِي فِكَاكِي، فَقَالَ: «أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟» فَقَالَتْ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ: «§أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ» ، قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «قَدْ فَعَلْتُ» وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ فَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَرَقُّونَ فَأَعْتَقُوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ سَبْيِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَبَلَغَ عِتْقُهُمْ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا، فَلَا أَعْلَمُ امْرَأَةً أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، وَذَلِكَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّاءُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «§كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَزَوَّجَهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§مَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى جُوَيْرِيَةَ وَتَزَوَّجَهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَكَ يَفْخَرْنَ عَلَيَّ يَقُلْنَ لَمْ يَتَزَوَّجْكِ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§أَلَمْ أُعَظِّمْ صَدَاقَكِ أَلَمْ أَعْتِقْ أَرْبَعِينَ مِنْ قَوْمِكِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَبْيَضِ، مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَوَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ فِي السَّبْيِ فَجَاءَ أَبُوهَا فَافْتَدَاهَا ثُمَّ أَنْكَحَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدُ» . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، مَوْلَى آلِ الْأَرْقَمَ، عَنْ جَدَّتِهِ -[118]-، مَوْلَاةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ خَرْنِيقِ بِنْتِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «§افْتَدَى يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ نِسَاءُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَكَانُوا يُعَاقِلُونَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم سَبَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَجَاءَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَتِي لَا يُسْبَى مِثْلُهَا فَأَنَا أَكْرَمُ مِنْ ذَاكَ فَخَلِّ سَبِيلَهَا، قَالَ: «§أَرَأَيْتَ إِنْ خَيَّرْنَاهَا أَلَيْسَ قَدْ أَحْسَنَّا؟» قَالَ: بَلَى وَأَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ، قَالَ: فَأَتَاهَا أَبُوهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ خَيَّرَكِ فَلَا تَفْضَحِينَا فَقَالَتْ: فَإِنِّي قَدِ اخْتَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ فَضَحَتْنَا

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَاسْتَنْكَحَهَا وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوكٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ يَمِينِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ قَدْ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُمَرَ، «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَرَبَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ الْحِجَابَ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْمَهَا فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ كَرِهَ أَنْ يُقَالَ خَرَجَ مِنْ -[119]- عِنْدِ بَرَّةَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّ اسْمَهَا كَانَ بَرَّةَ فَغَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ §وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: فَصَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا حِينَ صَلَّى الْفَجْرَ فَجَلَسَ حَتَّى ارْتَفَعَ الضُّحَى ثُمَّ جَاءَ وَهِيَ فِي مُصَلَّاهَا فَقَالَتْ مَازِلْتُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَائِبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " §لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ لَرَجَحْنَ بِمَا قُلْتِ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا: " §أَصُمْتِ أَمْسِ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: «أَفَتُرِيدِينَ الصَّوْمَ غَدًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي إِذًا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: لَهَا أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ: «§أَفَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِيَ غَدًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: «§أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ -[120]- وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا، وَيُقَالُ قَمْحًا» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْبَيْضِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جَدَّتِهِ، وَكَانَتْ مَوْلَاةَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا بِنْتُ عِشْرِينَ سَنَةً» ، قَالَتْ: وَتُوُفِّيَتْ جُوَيْرِيَةُ سَنَةَ خَمْسِينَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ

صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم وأمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سموأل من بني قريظة إخوة النضير، وكانت صفية تزوجها سلام بن

§صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ بْنِ سَعْيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ أَبِي حَبِيبِ بْنِ النَّضِيرِ بْنِ النَّحَّامِ بْنِ يَنْحُومِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ سَبْطِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ سَمَوْأَلٍ أُخْتُ رِفَاعَةَ بْنِ سَمَوْأَلٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ إِخْوَةِ النَّضِيرِ، وَكَانَتْ صَفِيَّةُ تَزَوَّجَهَا سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ الْقُرَظِيُّ ثُمَّ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا كِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ النَّضْرِيُّ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيُّ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ بْنِ طَرِيفٍ الْمُرِّيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ حَنْظَلَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالَتْ: " لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله

عليه وسلم خَيْبَرَ وَغَنَّمَهُ اللَّهُ أَمْوَالَهُمْ سَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَبِنْتَ عَمٍّ لَهَا مِنَ الْقَمُوصِ فَأَمَرَ بِلَالًا يَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى رَحْلِهِ فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَفِيُّ مِنْ كُلِّ غَنِيمَةٍ فَكَانَتْ صَفِيَّةُ مِمَّا اصْطَفَى يَوْمَ خَيْبَرَ وَعَرَضَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُعْتِقَهَا إِنِ اخْتَارَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَتْ: أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَسْلَمَتْ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا مَهْرَهَا وَرَأَى بِوَجْهِهَا أَثَرَ خُضْرَةٍ قَرِيبًا مِنْ عَيْنِهَا، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قَمَرًا أَقْبَلَ مِنْ يَثْرِبَ حَتَّى وَقَعَ فِي حِجْرِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِزَوْجِي كِنَانَةَ، فَقَالَ: «تُحِبِّينَ أَنْ تَكُونِيَ تَحْتَ هَذَا الْمَلِكِ الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْمَدِينَةِ؟» فَضَرَبَ وَجْهِي، وَاعْتَدَتْ حَيْضَةً وَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ وَلَمْ يُعَرِّسْ بِهَا، فَلَمَّا قُرِّبَ الْبَعِيرُ لِرَسُولِ اللَّهِ لِيَخْرُجَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ رِجْلَهُ لِصَفِيَّةَ لِتَضَعَ قَدَمَهَا عَلَى فَخِذِهِ فَأَبَتْ وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ وَسَتَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَحَمَلَهَا وَرَاءَهُ وَجَعَلَ رِدَاءَهُ عَلَى ظَهْرِهَا وَوَجْهِهَا ثُمَّ شَدَّهُ مِنْ تَحْتِ رِجْلِهَا وَتَحَمَّلَ بِهَا وَجَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ نِسَائِهِ فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلٍ يُقَالُ لَهُ ثِبَارُ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْ خَيْبَرَ مَالَ يُرِيدُ أَنْ يُعَرِّسَ بِهَا، فَأَبَتْ عَلَيْهِ فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ بِالصَّهْبَاءِ وَهِيَ عَلَى بَرِيدٍ مِنْ خَيْبَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأُمِّ سُلَيْمٍ: «§عَلَيْكُنَّ صَاحِبَتَكُنَّ فَامْشِطْنَهَا» وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُعَرِّسَ بِهَا هُنَاكَ، قَالَتْ: أُمُّ سُلَيْمٍ وَلَيْسَ مَعَنَا فُسْطَاطٌ وَلَا سُرَادِقَاتٌ، فَأَخَذَتْ كِسَائَيْنِ أَوْ عَبَاءَتَيْنِ فَسَتَرَتْ بَيْنَهُمَا إِلَى شَجَرَةٍ فَمَشَّطَتْهَا وَعَطَّرَتْهَا، قَالَتْ أُمُّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةُ: وَكُنْتُ فِيمَنْ حَضَرُ عُرْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَفِيَّةَ مَشَّطْنَاهَا وَعَطَّرْنَاهَا وَكَانَتْ جَارِيَةً تَأْخُذُ الزِّينَةَ مِنْ أَوْضَإِ مَا يَكُونُ مِنَ النِّسَاءِ وَمَا وَجَدْتُ رَائِحَةَ طِيبٍ كَانَ أَطْيَبَ مِنْ لَيْلَتِئِذٍ وَمَا شَعُرْنَا حَتَّى قِيلَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَقَدْ نَمَّصْنَاهَا وَنَحْنُ تَحْتَ دُومَةٍ وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي إِلَيْهَا فَقَامَتْ

إِلَيْهِ وَبِذَلِكَ أَمَرْنَاهَا فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمَا وَأَعْرَسَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ هُنَاكَ وَبَاتَ عِنْدَهَا وَغَدَوْنَا عَلَيْهَا وَهِيَ تُرِيدُ أَنْ تَغْتَسِلَ فَذَهَبْنَا بِهَا حَتَّى تَوَارَيْنَا مِنَ الْعَسْكَرِ فَقَضَتْ حَاجَتَهَا وَاغْتَسَلَتْ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا رَأَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ أَنَّهُ سُرَّ بِهَا وَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَلَمْ يَزَلْ يَتَحَدَّثُ مَعَهَا وَقَالَ لَهَا: «مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ حِينَ أَرَدْتُ أَنْ أَنْزِلَ الْمَنْزِلَ الْأَوَّلَ فَأَدْخُلَ بِكِ؟» فَقَالَتْ: خَشِيتُ عَلَيْكَ قُرْبَ يَهُودَ فَزَادَهَا ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَوْلَمَ عَلَيْهَا هُنَاكَ وَمَا كَانَتْ وَلِيمَتُهُ إِلَّا الْحَيْسَ وَمَا كَانَتْ قُصَاعُهُمْ إِلَّا الْأَنْطَاعَ فَتَغَدَّى الْقَوْمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ رَاحَ رَسُولُ اللَّهِ فَنَزَلَ بِالْقُصَيْبَةِ وَهِيَ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ مِيلًا

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: «§رَأَيْتُ كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَمَلَكٌ يَسْتُرُنَا بِجَنَاحِهِ» قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهَا رُؤْيَاهَا، وَقَالُوا لَهَا فِي ذَلِكَ قَوْلًا شَدِيدًا

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ §فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ آرُسٍ وَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى تُهَيِّئَهَا وَتَصْنَعَهَا وَتَعْتَدَّ عِنْدَهَا. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَتْ وَلِيمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّمْنَ وَالْأَقِطَ وَالتَّمْرَ، قَالَ: فَفَحَصْتُ الْأَرْضَ أَفَاحِيصَ فَجَعَلَ فِيهَا الْأَنْطَاعَ ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا السَّمْنَ وَالْأَقِطَ وَالتَّمْرَ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ النَّاسُ: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ أَمْ تَسَرَّى بِهَا فَلَمَّا حَمَلَهَا سَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ النَّاسُ وَأَوْضَعَ رَسُولُ اللَّهِ، كَذَلِكَ -[123]- كَانُوا يَصْنَعُونَ فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ وَخَرَّتْ مَعَهُ، وَأَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ يَنْظُرْنَ فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وَفَعَلَ بِهَا وَفَعَلَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَسَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا دَخَلَتْ صَفِيَّةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ لَهَا: " §لَمْ يَزَلْ أَبُوكِ مِنْ أَشَدِّ يَهُودَ لِي عَدَاوَةً حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «اخْتَارِي فَإِنِ اخْتَرْتِ الْإِسْلَامَ أَمْسَكْتُكِ لِنَفْسِي وَإِنِ اخْتَرْتِ الْيَهُودِيَّةَ فَعَسَى أَنْ أُعْتِقَكِ فَتَلْحَقِي بِقَوْمِكِ» ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ هَوَيْتُ الْإِسْلَامَ وَصَدَّقْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوَنِي حَيْثُ صِرْتُ إِلَى رَحْلِكَ وَمَا لِي فِي الْيَهُودِيَّةِ أَرَبٌ وَمَا لِي فِيهَا وَالِدٌ وَلَا أَخٌ، وَخَيَّرْتَنِي الْكُفْرَ وَالْإِسْلَامَ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْعِتْقِ وَأَنْ أَرْجِعَ إِلَى قَوْمِي، قَالَ: فَأَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ وَكَانَتْ أُمُّهَا إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ أَحَدِ بَنِي عَمْرٍو فَلَمْ يُسْمَعِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ذَاكِرًا أَبَاهَا بِحَرْفٍ مِمَّا تَكْرَهُ، وَكَانَتْ تَحْتَ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ فَفَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا كِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ قَالَ: فَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ: رَأَيْنَا فِي السَّبْيِ امْرَأَةً مَا رَأَيْنَا ضَرْبَهَا، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْهَا فَأَعْطَى بِهَا دِحْيَةَ مَا رَضِيَ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّي وَقَالَ: «أَصْلِحِيهَا» , وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ ثُمَّ أَصْبَحَ، فَقَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِ» ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِفَضْلِ السَّوِيقِ وَالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا فَجَعَلُوا حَيْسًا فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مَعَهُ وَيَشْرَبُونَ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى جَنْبِهِمْ فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهَا وَكُنَّا إِذَا رَأَيْنَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ مِمَّا نَهَشُّ إِلَيْهِ فَنَرْفَعُ -[124]- مَطَايَانَا فَرَأَيْنَا جُدُرَهَا فَرَفَعْنَا مَطَايَانَا وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ مَطِيَّتَهُ وَهِيَ خَلْفَهُ فَعَثَرَتْ مَطِيَّتُهُ فَصُرِعَ رَسُولُ اللَّهِ وَصُرِعَتْ، قَالَ: فَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا إِلَيْهَا، قَالَ: فَسَتَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَتَوْهُ، فَقَالَ: «لَمْ أُضَرَّ» ، قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَتَرَاءَيْنَهَا وَيَشْمَتْنَ بِصَرْعَتِهَا.

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَ وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ عَثَرَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ فَصُرِعَ وَصُرِعَتِ الْمَرْأَةُ فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ ضَارَّكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: «§لَا، عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ» ، قَالَ: فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَصَدَ قَصْدَ الْمَرْأَةِ فَنَبَذَ الثَّوْبَ عَلَيْهَا فَقَامَتْ فَشَدَّهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا نَسِيرُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ أَوْ أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: «آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» فَلَمْ نَزَلْ نَقُولُهَا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فُسْطَاطَهُ حَضَرْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§قُومُوا عَنْ أُمِّكُمْ» فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ حَضَرْنَا وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ ثَمَّ قَسْمًا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِي طَرَفِ رِدَائِهِ نَحْوٌ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٌ مِنْ تَمْرِ عَجْوَةٍ، فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ»

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: مَا أَصْدَقَهَا؟، قَالَ: «نَفْسَهَا أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا» .

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ -[125]- بْنُ صُهَيْبٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، قَالَ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ سَأَلَ ثَابِتًا، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مَا مَهْرُهَا؟، قَالَ: نَفْسُهَا.

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْلَمَ حِينَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا كَانَ فِي وَلِيمَتِهِ؟ قَالَ: التَّمْرُ وَالسَّوِيقُ، قَالَ: وَرَأَيْتُ صَفِيَّةَ يَوْمَئِذٍ تَسْقِي النَّاسَ النَّبِيذَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ ذَلِكَ النَّبِيذُ الَّذِي تَسْقِيهِمُ؟ قَالَ: تَمَرَاتٌ نَقَعْتُهُنَّ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ أَوْ قَالَ: بُرْمَةٌ مِنَ الْعَشِيِّ أَوْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا أَصْبَحَتْ صَفِيَّةُ سَقَتْهُ النَّاسَ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا اجْتَلَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم -[126]- صَفِيَّةَ رَأَى عَائِشَةَ مُتْنَقِبَةً فِي وَسَطِ النَّاسِ فَعَرَفَهَا فَأَدْرَكَهَا فَأَخَذَ بِثَوْبِهَا، فَقَالَ: «§يَا شُقَيْرَاءُ كَيْفَ رَأَيْتِ؟» قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُودِيَّةً بَيْنَ يَهُودِيَّاتٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " §لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَفِيَّةَ بَاتَ أَبُو أَيُّوبَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ كَبَّرَ وَمَعَ أَبِي أَيُّوبَ السَّيْفُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَتْ جَارِيَةً حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَكُنْتُ قَتَلْتُ أَبَاهَا وَأَخَاهَا وَزَوْجَهَا فَلَمْ آمَنُهَا عَلَيْكَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ أَنْزَلَهَا فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ فَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الْأَنْصَارِ وَبِجَمَالِهَا فَجِئْنَ يَنْظُرْنَ إِلَيْهَا وَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَنَقِّبَةً حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَعَرَفَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى أَثَرِهَا، فَقَالَ: «§كَيْفَ رَأَيْتِهَا يَا عَائِشَةُ» ، قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُودِيَّةً، قَالَ: «لَا تَقُولِي هَذَا يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ فَحَسُنَ إِسْلَامُهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ حَنْظَلَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةِ قَالَتْ: " §لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ نَدْخُلْ مَنَازِلَنَا حَتَّى دَخَلْنَا مَعَ صَفِيَّةَ مَنْزِلَهَا وَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَدَخَلْنَ عَلَيْهَا مُتَنَكِّرَاتٍ فَرَأَيْتُ أَرْبَعًا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُتَنَقِّبَاتٍ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَحَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَجُوَيْرِيَةَ فَأَسْمَعُ زَيْنَبَ تَقُولُ لِجُوَيْرِيَةَ: يَا بِنْتَ الْحَارِثِ مَا أَرَى هَذِهِ الْجَارِيَةَ إِلَّا سَتَغْلِبُنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: كَلَّا إِنَّهَا مِنْ نِسَاءٍ قَلَّمَا يُحْظَيْنَ عِنْدَ الْأَزْوَاجِ ".

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ -[127]-، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ فَاعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ وَفِي إِبِلِ زَيْنَبَ فَضْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنَّ بَعِيرًا لِصَفِيَّةَ اعْتَلَّ فَلَوْ أَعْطَيْتِهَا بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكِ» ، فَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً لَا يَأْتِيهَا، قَالَتْ: حَتَّى يَئِسْتُ مِنْهُ وَحَوَّلْتُ سَرِيرِي، فَقَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا مُنْتَصَفَ النَّهَارِ إِذَا أَنَا بِظِلِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقْبِلًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: اسْتَبَّتْ عَائِشَةُ وَصَفِيَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِصَفِيَّةَ: «§أَلَا قُلْتِ أَبِي هَارُونَ وَعَمِّي مُوسَى؟» وَذَلِكَ أَنَّ عَائِشَةَ فَخَرَتْ عَلَيْهَا.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§قَدِمَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فِي أُذُنَيْهَا خُرْصَةً مِنْ ذَهَبٍ فَوَهَبَتْ مِنْهُ لِفَاطِمَةَ وَلِنِسَاءٍ مَعَهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَقْسِمُ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ فَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَرَبَ عَلَى صَفِيَّةَ الْحِجَابَ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا، وَيُقَالُ قَمْحًا.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْوَجَعِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نِسَاؤُهُ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: أَمَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي فَغَمَزْنَهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبْصَرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§مَضْمِضْنَ» ، فَيَقُلْنَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟، قَالَ: «مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِصَاحِبَتِكُنَّ، وَاللَّهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ» .

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ قَالَ: " §كُنْتُ أَقُودُ بِصَفِيَّةَ لِتَرُدَّ عَنْ عُثْمَانَ فَلَقِيَهَا الْأَشْتَرُ فَضَرَبَ وَجْهَ بَغْلَتِهَا حَتَّى مَالَتْ فَقَالَتْ: رُدُّونِي لَا يَفْضَحُنِي هَذَا. قَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ وَضَعَتْ خَشَبًا مِنْ مَنْزِلِهَا وَمَنْزِلِ عُثْمَانَ تَنْقُلُ عَلَيْهِ الْمَاءَ وَالطَّعَامَ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ §أَوْصَتْ لِقَرَابَةٍ لَهَا مِنَ الْيَهُودِ.

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " §رَأَيْتُ شَيْخًا فَقَالُوا: هَذَا وَارِثُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فَأَسْلَمَ بَعْدَمَا مَاتَتْ فَلَمْ يَرِثْهَا ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ سَنَةَ خَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، مَوْلَى خُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " §وَرِثَتْ صَفِيَّةُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ بِقِيمَةِ أَرْضٍ وَعَرَضٍ، فَأَوْصَتْ لِابْنِ أُخْتِهَا وَهُوَ يَهُودِيٌّ بِثُلَثِهَا، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَأَبَوْا يُعْطَوْنَهُ حَتَّى كَلَّمَتْ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَأَعْطُوهُ وَصِيَّتَهُ فَأَخَذَ ثُلُثَهَا وَهُوَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَنَيِّفٌ وَكَانَتْ لَهَا دَارٌ تَصَدَّقَتْ بِهَا فِي حَيَاتِهَا ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ آمِنَةَ بِنْتِ أَبِي قَيْسٍ الْغِفَارِيَّةِ قَالَتْ: " §أَنَا إِحْدَى النِّسَاءِ اللَّاتِي زَفَفْنَ صَفِيَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: مَا بَلَغَتْ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يَوْمَ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ". قَالَ: وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَقُبِرَتْ بِالْبَقِيعِ.

ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد، من بني النضير وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم فنسبها بعض الرواة إلى بني قريظة لذلك.

§رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ بْنِ شَمْعُونَ بْنِ زَيْدٍ، مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً رَجُلًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ فَنَسَبَهَا بَعْضُ الرُّوَاةِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِذَلِكَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: «§كَانَتْ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ مُتَزَوِّجَةً رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ فَلَمَّا وَقَعَ السَّبْيُ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ سَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَمَاتَتْ عِنْدَهُ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ وَكَانَتْ عِنْدَ زَوْجٍ لَهَا مُحِبٌّ لَهَا مُكْرَمٌ فَقَالَتْ: لَا أَسْتَخْلِفُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَكَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ فَلَمَّا سُبِيَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عُرِضَ السَّبْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَكُنْتُ فِيمَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِي فَعُزِلْتُ وَكَانَ يَكُونُ لَهُ صَفِيُّ مِنْ كُلِّ غَنِيمَةٍ فَلَمَّا عُزِلَتْ خَارَ اللَّهُ لِي فَأَرْسَلَ بِي إِلَى مَنْزِلِ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ أَيَّامًا حَتَّى قَتَلَ الْأَسْرَى وَفَرَّقَ السَّبْيَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ فَتَحَيَّيْتُ مِنْهُ حَيَاءً فَدَعَانِي فَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «§إِنِ اخْتَرْتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اخْتَارَكِ

رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ» فَقُلْتُ: إِنِّي أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلَمَّا أَسْلَمْتُ أَعْتَقَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَنِي وَأَصْدَقَنِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا كَمَا كَانَ يُصْدِقُ نِسَاءَهُ وَأَعْرَسَ بِي فِي بَيْتِ أُمِّ الْمُنْذِرِ وَكَانَ يَقْسِمُ لِي كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ وَضَرَبَ عَلَيَّ الْحِجَابَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُعْجَبًا بِهَا وَكَانَتْ لَا تَسْأَلُهُ إِلَّا أَعْطَاهَا ذَلِكَ، وَلَقَدْ قِيلَ لَهَا لَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ رَسُولَ اللَّهِ بَنِي قُرَيْظَةَ لَأَعْتَقَهُمْ وَكَانَتْ تَقُولُ: لَمْ يَخْلُ بِي حَتَّى فَرَّقَ السَّبْيَ وَلَقَدْ كَانَ يَخْلُو بِهَا وَيَسْتَكْثِرُ مِنْهَا فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَتْ مَرْجِعَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ وَكَانَ تَزْوِيجُهُ إِيَّاهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «§كَانَتْ رَيْحَانَةُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْه فَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً وَسِيمَةً فَلَمَّا قُتِلَ زَوْجُهَا وَقَعَتْ فِي السَّبْيِ فَكَانَتْ صَفِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَبَيْنَ دِينِهَا فَاخْتَارَتِ الْإِسْلَامَ فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَهَا وَضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ فَغَارَتْ عَلَيْهِ غَيْرَةً شَدِيدَةً فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَهِيَ فِي مَوْضِعِهَا لَمْ تَبْرَحْ فَشَقَّ عَلَيْهَا وَأَكْثَرَتِ الْبُكَاءَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَرَاجَعَهَا فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَتْ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ تُوُفِّيَ صلّى الله عليه وسلم» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَتْ رَيْحَانَةُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً فِي بَنِي قُرَيْظَةَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ حَكِيمٌ فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَهَا وَكَانَتْ مِنْ نِسَائِهِ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهَا الْحِجَابَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " §كَانَتْ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ قُرَظَيَّةً وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَمِينِهِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا فَكَانَتْ فِي أَهْلِهَا -[131]- تَقُولُ: لَا يَرَانِي أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَهَلْ مِنْ وَجْهَيْنِ هِيَ نَضَرِيَّةٌ وَتُوُفِّيَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهَذَا مَا رُوِيَ لَنَا فِي عِتْقِهَا وَتَزْوِيجِهَا وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا وَهُوَ الْأَمْرُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَرْوِي أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ لَمْ يُعْتِقْهَا وَكَانَ يَطَؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ حَتَّى مَاتَتْ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْمُعَاوِيِّ قَالَ: لَمَّا سُبِيَتْ قُرَيْظَةُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِرَيْحَانَةَ إِلَى بَيْتِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ أُمِّ الْمُنْذِرِ فَكَانَتْ عِنْدَهَا حَتَّى حَاضَتْ حَيْضَةً ثُمَّ طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا فَجَاءَتْ أُمُّ الْمُنْذِرِ فَأَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَجَاءَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِ أُمِّ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُعْتِقَكِ وَأَتَزَوَّجَكِ فَعَلْتُ وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ تَكُونِي فِي مِلْكِي» ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُونُ فِي مِلْكِكَ أَخَفُّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ فَكَانَتْ فِي مِلْكِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَطَؤُهَا حَتَّى مَاتَتْ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: " لَمَّا سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَيْحَانَةَ عَرَضَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: أَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنْ أَسْلَمْتِ اخْتَارَكِ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ» . فَأَبَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ سَمِعَ خَفْقَ نَعْلَيْنِ، فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإِسْلَامِ رَيْحَانَةَ» فَجَاءَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَطَؤُهَا بِالْمِلْكِ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا.

ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش ويقال ابن جريش. كان مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوج ميمونة في الجاهلية ثم فارقها فخلف عليها أبو رهم بن عبد

§مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَمَاطَةَ بْنِ جُرَشٍ وَيُقَالُ ابْنُ جُرَيْشٍ. كَانَ مَسْعُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ فَارَقَهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو رُهْمِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ يَلِي أَمْرَهَا وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ وَلَدِهِ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسَرِفَ عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ وَكَانَتْ آخِرَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعٍ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْقَضِيَّةِ بَعَثَ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ وَأَبَا رَافِعٍ إِلَى الْعَبَّاسِ فَزَوَّجَهُ مَيْمُونَةَ فَأَضَلَّا بَعِيرَيْهِمَا فَأَقَامَا أَيَّامًا بِبَطْنِ زَابِغٍ حَتَّى أَدْرَكَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ بِقُدَيْدٍ وَقَدْ ضَمَّا بَعِيرَيْهِمَا فَسَارَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَجَعَلَتْ مَيْمُونَةُ أَمْرَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْزِلَ الْعَبَّاسِ فَخَطَبَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لَمَّا خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ جَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَزَوَّجَاهُ مَيْمُونَةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي شَوَّالٍ وَهُوَ حَلَالٌ عَامَ الْقَضِيَّةِ وَأَعْرَسَ بِهَا بِسَرِفَ وَتُوُفِّيَتْ بِسَرِفَ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " دَخَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ فَسَأَلَتْهَا أَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَقَالَتْ: §لَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَزَوَّجَهَا وَإِنَّهُمَا لَحَلَالَانِ ".

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ أَحَرَامًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ أَمْ حَلَالًا؟ فَدَعَاهُ أَبِي فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ، فَقَالَ: خَطَبَهَا وَهُوَ حَلَالٌ وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلَالٌ وَأَنَا أَسْمَعُ يَزِيدَ يَقُولُ ذَلِكَ ".

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلَالًا وَبَنَى بِهَا حَلَالًا بِسَرِفَ.

أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَزَارَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم -[134]-، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا حَلَالًا وَبَنَى بِهَا حَلَالًا ".

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ مَيْمُونَةَ هَلْ تَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: §تَزَوَّجَهَا وَهُمَا حَلَالَانِ وَدَخَلَ بِهَا وَهُوَ حَلَالٌ ".

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " §كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَطَاءٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَلْ يَتَزَوَّجُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ عَطَاءٌ: مَا حَرَّمَ اللَّهُ النِّكَاحَ مُنْذُ أَحَلَّهُ، قَالَ مَيْمُونٌ: فَقُلْتُ إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَيَّ وَمَيْمُونٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَرْضِ الْجَزِيرَةِ أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلَالًا أَمْ حَرَامًا؟ قَالَ: فَقَالَ مَيْمُونٌ: فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ: تَزَوَّجَهَا وَهُوَ حَلَالٌ وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ خَالَةَ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ. قَالَ عَطَاءٌ: مَا كُنَّا نَأْخُذُ هَذَا إِلَّا عَنْ مَيْمُونَةَ وَكُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ ".

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلَالًا وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَنْكَحَاهُ مَيْمُونَةَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: §تَزَوَّجَهَا حَلَالًا وَبَنَى بِهَا حَلَالًا وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ وَذَاكَ قَبْرُهَا تَحْتَ السَّقِيفَةِ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ -[135]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ حَلَالٌ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: " §قُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: كَذَبَ مُخْبِثَانٌ , اذْهَبْ إِلَيْهِ فَسُبَّهُ , سَأُحَدِّثُكَ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَلَمَّا حَلَّ تَزَوَّجَهَا ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ ثُمَّ دَخَلَ بِهَا بِسَرِفَ بَعْدَمَا رَجَعَ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ مَاتَتْ بِسَرِفَ وَقَبْرُهَا ثَمَّ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ خَالَتَهُ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالَتِي مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§مَلَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدِينِيُّ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، §أَنَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَ: " §قِيلَ لَهَا: إِنَّ مَيْمُونَةَ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَهْرِ خَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَوَلِيَ نِكَاحَهُ إِيَّاهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§كَانَ اسْمُ مَيْمُونَةَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَتْهُ مَيْمُونَةُ، §أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: «§اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ» .

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ عَلَى خُمْرَةٍ وَأَنَا نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ فَيُصِيبُنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا حَائِضٌ» .

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: أَجْنَبْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَةٍ فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلَ مِنْهَا فَقُلْتُ إِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ مِنْهَا، فَقَالَ: «§لَيْسَ عَلَى الْمَاءِ جَنَابَةٌ» .

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ مَيْمُونَةُ وَأُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْمَاءُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ عِنْدِي فَأَغْلَقْتُ دُونَهُ الْبَابَ فَجَاءَ يَسْتَفْتِحُ الْبَابَ فَأَبَيْتُ أَنْ أَفْتَحَ لَهُ، فَقَالَ: «§أَقْسَمْتُ إِلَّا فَتَحْتِهِ لِي» فَقُلْتُ لَهُ: تَذْهَبَ إِلَى أَزْوَاجِكَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ، قَالَ: «مَا فَعَلْتُ وَلَكِنْ وَجَدْتُ حَقْنًا مِنْ بَوْلِي» .

أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ لَا إِزَارَ عَلَيْهَا» .

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، §أَنَّ مَيْمُونَةَ حَلَقَتْ رَأْسَهَا فِي إِحْرَامِهَا فَمَاتَتْ وَرَأْسُهَا مُجَمَّمٌ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ عَنْ جَارِيَةٍ لَهَا، فَقَالَتْ: أَعْتَقْتُهَا. فَقَالَ: «§قَدْ كَانَتْ جَلْدَةً وَلَوْ كُنْتِ وَضَعْتِهَا فِي ذِي قَرَابَتِكِ كَانَ أَمْثَلَ» .

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: تَلَقَّيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ مُقْبِلَةٌ مِنْ مَكَّةَ أَنَا وَابْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا وَقَدْ كُنَّا وَقَعْنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَبَلَغَهَا ذَلِكَ فَأَقْبَلَتْ عَلَى ابْنِ أُخْتِهَا تَلُومُهُ وَتَعْذِلُهُ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَوَعَظَتْنِي مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ثُمَّ قَالَتْ: §أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاقَكَ حَتَّى جَعَلَكَ فِي بَيْتِ نَبِيِّهِ؟ ذَهَبَتْ وَاللَّهِ مَيْمُونَةُ وَرَمَى بِحَبْلِكَ عَلَى غَارِبِكَ أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا لِلَّهِ وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ " -[139]-. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: كَانَ مِسْوَاكُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُنْقَعًا فِي مَاءٍ فَإِنْ شَغَلَهَا عَمَلٌ أَوْ صَلَاةٌ وَإِلَّا أَخَذَتْهُ فَاسْتَاكَتْ بِهِ

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، أَنَّ ذَا قَرَابَةٍ لِمَيْمُونَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَتْ مِنْهُ رِيحَ شَرَابٍ، فَقَالَتْ: §لَئِنْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ فَيَجْلِدُوكَ , أَوْ قَالَتْ يُطَهِّرُوكَ لَا تَدْخُلْ عَلَى بَيْتِي أَبَدًا

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ , عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا أَبْصَرَتْ حَبَّةَ رُمَّانٍ فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَتْهَا وَقَالَتْ: «§إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «بَعَثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَقُودُ بَعِيرَ مَيْمُونَةَ §فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهَا تُهِلُّ حَتَّى رَمَتْ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ الْعَامِرِيُّ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَسَأَلْتُ عُقْبَةَ لِمَ؟ فَقَالَ: أُرَاهُ تَبَتُّلٌ ".

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، وَكَانَ يَكُونُ فِي حَجْرِ مَيْمُونَةَ §أَنَّهُ كَانَ يَرَى مَيْمُونَةَ تُصَلِّي فِي الدِّرْعِ وَالْخِمَارِ وَلَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونٌ قَالَ: سَأَلْتُ صَفِيَّةَ بِنْتَ شَيْبَةَ فَقَالَتْ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ وَبَنَى بِهَا ثُمَّ فِي قُبَّةٍ لَهَا وَمَاتَتْ بِسَرِفَ ثُمَّ دُفِنَتْ فِي مَوْضِعِ قُبَّتِهَا الَّتِي بَنَى بِهَا فِيهَا» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ -[140]- بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: «§دَفَنَّا مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ فِي الظُّلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ وَكَانَتْ يَوْمَ مَاتَتْ مَحْلُوقَةً قَدْ حَلَقَتْ فِي الْحَجِّ فَنَزَلْنَا فِي قَبْرِهَا أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا مَالَ رَأْسُهَا فَأَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا فَانْتَزَعَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَلْقَاهُ وَوَضَعَ تَحْتَ رَأْسِهَا كِذَانَةً يَعْنِي حَجَرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " تُوُفِّيَتْ مَيْمُونَةُ بِسَرِفَ فَخَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَيْهَا، فَقَالَ: §إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوهَا فَإِنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تِسْعُ نِسْوَةٍ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ " وَقَالَ غَيْرُ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ فَحَمَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَجَعَلَ يَقُولُ لِلَّذِينَ يَحْمِلُونَهَا: ارْفُقُوا بِهَا فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ حَتَّى دَفَنَهَا بِسَرِفَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُحَرَّرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: «§حَضَرْتُ قَبْرَ مَيْمُونَةَ فَنَزَلَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ وَصَلَّى عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهِيَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ لَهَا يَوْمَ تُوُفِّيَتْ ثَمَانُونَ أَوْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ سَنَةً وَكَانَتْ جَلِدَةً

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: " §أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا , وَيُقَالُ: قَمْحًا "

ذكر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء فلم يجمعهن ومن فارق منهن وسبب مفارقته إياهن

§ذِكْرُ مَنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ فَلَمْ يَجْمَعْهُنَّ وَمَنْ فَارَقَ مِنْهُنَّ وَسَبَبُ مُفَارَقَتِهِ إِيَّاهُنَّ

الكلابية وقد اختلف علينا باسمها، فقال قائل: هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي وقال قائل: عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر، وقال قائل: العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، وقال قائل: هي سبا بنت

§الْكِلَابِيَّةُ وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا بِاسْمِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيُّ وَقَالَ قَائِلٌ: عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُوَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: الْعَالِيَةُ بِنْتُ ظَبْيَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ سَبَّا بِنْتَ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا كُلَّ مَا سَمِعْنَا مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ تَكُنْ إِلَّا كِلَابِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَاخْتَلَفُوا فِي اسْمِهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كُنَّ جَمِيعًا وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ قِصَّةٌ غَيْرُ قِصَّةِ صَاحِبَتِهَا وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ وَكَتَبْنَا كُلَّ مَا سَمِعْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَطَلَّقَهَا فَكَانَتْ تَلْقَطُ الْبَعْرَ وَتَقُولُ أَنَا الشَّقِيَّةُ وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ الْكِلَابِيَّةَ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَدَنَا مِنْهَا، قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ» -[142]- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ قَدْ دُلِهَتْ وَذَهَبَ عَقْلُهَا، وَتَقُولُ إِذَا اسْتَأْذَنَتْ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ: أَنَا الشَّقِيَّةُ وَتَقُولُ إِنَّمَا خُدِعْتُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ دَخَلَ بِهَا وَلَكِنَّهُ لَمَّا خَيَّرَ نِسَاءَهُ اخْتَارَتْ قَوْمَهَا فَفَارَقَهَا فَكَانَتْ تَلْتَقِطُ الْبَعْرَ وَتَقُولُ أَنَا الشَّقِيَّةُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعِيدٍ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَا: «§إِنَّمَا طَلَّقَهَا رَسُولُ اللَّهِ لِبَيَاضٍ كَانَ بِهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ حُسَيْنِ، عْنِ عَلِيٍّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَكَانَ إِذَا خَرَجَ تَطَلَّعَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ أَزْوَاجُهُ، فَقَالَ: «§إِنَّكُنَّ تَبْغَيْنَ عَلَيْهَا» فَقُلْنَ: نَحْنُ نُرِيكَهَا وَهِيَ تَطَّلِعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «نَعَمْ» فَأَرَيْنَهُ إِيَّاهَا وَهِيَ تَطَّلِعُ فَفَارَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَأَعَاذَهَا وَلَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ غَيْرَهَا وَلَمْ يَتَزَوَّجْ مِنْ كِنْدَةَ غَيْرَ الْجُونِيَّةِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ وَثِيمَةَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ رَهْطِهَا أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ -[143]- نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " §كَانَ فِي نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبَّا بِنْتَ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم §بَعَثَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهَا عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُوَاسِ بْنِ كِلَابٍ فَتَزَوَّجَهَا فَبَلَغَهُ أَنَّ بِهَا بَيَاضًا فَطَلَّقَهَا»

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ الْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ دَهْرًا ثُمَّ طَلَّقَهَا

أسماء بنت النعمان بن أبي الجون بن الأسود بن الحارث بن شراحيل بن الجون بن آكل المرار الكندي

§أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ الْجَوْنِ بْنِ آكِلِ الْمِرَارِ الْكِنْدِيِّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ، قَالَ: قَدِمَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ وَبَنِي أَبِيهِ نَجْدًا مِمَّا يَلِي الشُّرَّبَةَ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُزَوِّجُكَ أَجْمَلَ أَيِّمٍ فِي الْعَرَبِ كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَأَيَّمَتْ وَقَدْ رَغِبَتْ فِيكَ وَحَطَّتْ إِلَيْكَ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُقَصِّرْ بِهَا فِي الْمَهْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§مَا أَصْدَقْتُ أَحَدًا مِنْ نِسَائِي فَوْقَ هَذَا وَلَا أُصْدِقُ أَحَدًا مِنْ بَنَاتِي فَوْقَ هَذَا» ، فَقَالَ النُّعْمَانُ: فَفِيكَ الْأَسَى، قَالَ: فَابْعَثْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى أَهْلِكَ مَنْ يَحْمِلُهُمْ إِلَيْكَ فَأَنَا خَارِجٌ مَعَ رَسُولِكَ فَمُرْسِلٌ أَهْلَكَ مَعَهُ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَهُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ -[144]- فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهَا جَلَسَتْ فِي بَيْتِهَا وَأَذِنَتْ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: إِنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ لَا يَرَاهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَيَسِّرْنِي لِأَمْرِي، قَالَ: حِجَابٌ بَيْنَكِ وَبَيْنَ مَنْ تُكَلَّمِينَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا ذَا مَحْرَمٍ مِنْكِ فَفَعَلَتْ، قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: فَأَقَمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَحَمَّلْتُ مَعِي عَلَى جَمَلٍ ظَعِينَةً فِي مِحَفَّةٍ فَأَقْبَلْتُ بِهَا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَنْزَلْتُهَا فِي بَنِي سَاعِدَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا نِسَاءُ الْحَيِّ فَرَحَّبْنَ بِهَا وَسَهَّلْنَ وَخَرَجْنَ مِنْ عِنْدِهَا فَذَكَرْنَ مِنْ جَمَالِهَا وَشَاعَ بِالْمَدِينَةِ قُدُومُهَا، قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: وَوَجَّهْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَخْبَرْتُهُ وَدَخَلَ عَلَيْهَا دَاخِلٌ مِنَ النِّسَاءِ فَدَأَيْنَ لَهَا لَمَّا بَلَغَهُنَّ مِنْ جَمَالِهَا وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: إِنَّكِ مِنَ الْمُلُوكِ فَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا جَاءَكِ فَاسْتَعِيذِي مِنْهُ فَإِنَّكِ تَحْظَيْنَ عِنْدَهُ وَيَرْغَبُ فِيكِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْجُونِيَّةِ فَحَمَلْتُهَا وَكَانُوا يَكُونُونَ بِنَاحِيَةِ نَجْدٍ حَتَّى نَزَلْتُ بِهَا فِي أُطُمِ بَنِي سَاعِدَةَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى جَاءَهَا فَأَقْعَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ أَهْوَى إِلَيْهَا لِيُقَبِّلَهَا وَكَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ إِذَا اجْتَلَى النِّسَاءَ فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْهَا وَقَالَ لَهَا: «§لَقَدِ اسْتَعَذْتِ مُعَاذًا» وَوَثَبَ عَنْهَا وَأَمَرَنِي فَرَدَّدْتُهَا إِلَى قَوْمِهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: الْجُونِيَّةُ اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقِيلَ لَهَا: هُوَ أَحْظَى لَكِ عِنْدَهُ وَلَمْ تَسْتَعِذْ مِنْهُ امْرَأَةٌ غَيْرُهَا وَإِنَّمَا خُدِعَتْ لِمَا رُئِيَ مِنْ جَمَالِهَا وَهَيْئَتِهَا وَلَقَدْ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ مَنْ حَمَلَهَا عَلَى مَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ -[145]- وَكَيْدُهُنَّ عَظِيمٌ» ، قَالَ: وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: هِيَ أُمَيَّةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكِنْدِيَّةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ: هَلْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُخْتَ الْأَشْعَثَ بْنِ قَيْسٍ قُتَيْلَةَ؟ فَقَالَ: §مَا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَطُّ وَلَا تَزَوَّجَ كِنْدِيَّةً إِلَّا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ، فَمَلَكَهَا فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ نَظَرَ إِلَيْهَا فَطَلَّقَهَا وَلَمْ يَبْنِ بِهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِنْدِيَّةً إِلَّا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ وَلَمْ يَبْنِ بِهَا حَتَّى فَارَقَهَا

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا وَأَشَبِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَزَوَّجُ الْغَرَائِبَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْغَرَائِبِ يُوشِكْنَ أَنْ يَصْرِفْنَ وَجْهَهُ عَنَّا وَكَانَ خَطَبَهَا حِينَ وَفَدَتْ كِنْدَةَ عَلَيْهِ إِلَى أَبِيهَا فَلَمَّا رَآهَا نِسَاءُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَسَدْنَهَا فَقُلْنَ لَهَا: إِنْ أَرَدْتِ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَهُ فَتَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْهُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَلَمَّا دَخَلَ وَأَلْقَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: «§أَمِنَ عَائِذُ اللَّهِ الْحَقِي بِأَهْلِكِ»

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ -[146]- الْجُونِيَّةَ فَأَرْسَلَنِي فَجِئْتُ بِهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ أَوْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ: اخْضِبِيهَا أَنْتِ وَأَنَا أُمَشِّطُهَا فَفَعَلْنَ ثُمَّ قَالَتْ لَهَا إِحْدَاهُمَا: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ مِنَ الْمَرْأَةِ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَنْ تَقُولَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَأَرْخَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ بِكُمِّهِ عَلَى وَجْهِهِ فَاسْتَتَرَ بِهِ وَقَالَ: «§عُذْتِ مُعَاذًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّتَيْنِ يَعْنِي كِرْبَاسَتَيْنِ فَكَانَتْ تَقُولُ ادْعُونِي الشَّقِيَّةَ

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبُو أُسَيْدٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنْ بَلْجُونٍ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَنْزَلْتُهَا بِالشَّوْطِ مِنْ وَرَاءِ ذُبَابٍ فِي أُطُمٍ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ جِئْتُكَ بِأَهْلِكَ، فَخَرَجَ يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ فَلَمَّا أَتَاهَا أَقْعَى وَأَهْوَى لِيُقَبِّلَهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اجْتَلَى النِّسَاءَ أَقْعَى وَقَبَّلَ، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: «§لَقَدْ عُذْتِ مُعَاذًا» . فَأَمَرَنِي أَنْ أَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا فَفَعَلْتُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: لَمَّا طَلَعْتُ بِهَا عَلَى الصِّرْمِ تَصَايَحُوا وَقَالُوا: إِنَّكِ لَغَيْرُ مُبَارَكَةٍ مَا دَهَاكِ، فَقَالَتْ: خُدِعْتُ فَقِيلَ لِي كَيْتُ وَكَيْتُ لِلَّذِي قِيلَ لَهَا، فَقَالَ أَهْلُهَا: لَقَدْ جَعَلْتَنَا فِي الْعَرَبِ شُهْرَةً، فَبَادَرَتْ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ مَا كَانَ فَالَّذِي أَصْنَعُ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: أَقِيمِي فِي بَيْتِكِ وَاحْتَجِبِي إِلَّا مِنْ ذِي مَحْرَمٍ وَلَا يَطْمَعُ فِيكِ طَامِعٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّكِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَقَامَتْ لَا يَطْمَعُ فِيهَا طَامِعٌ وَلَا تُرَى إِلَّا لِذِي مَحْرَمٍ حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عِنْدَ أَهْلِهَا بِنَجْدٍ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ -[147]-، أَنَّهَا مَاتَتْ كَمَدًا

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §خَلَفَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ النُّعْمَانِ الْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ضُرِبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ وَلَا سُمِّيتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَكَفَّ عَنْهَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: تَزَوَّجَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فِي الرِّدَّةِ وَلَمْ يَكُنْ وَقَعَ عَلَيْهَا حِجَابُ رَسُولِ اللَّهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ

قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة

§قُتَيْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ أُخْتُ الْأَشْعَثَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتِّعِ بْنِ كِنْدَةَ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا اسْتَعَاذَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لَا يَسُؤْكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا §أُزَوِّجُكَ مَنْ لَيْسَ دُونَهَا فِي الْجَمَالِ وَالْحَسَبِ؟ قَالَ: «مَنْ؟» ، قَالَ: أُخْتِي قُتَيْلَةُ، قَالَ: «قَدْ تَزَوَّجْتُهَا» ، قَالَ: فَانْصَرَفَ الْأَشْعَثُ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ثُمَّ حَمَلَهَا حَتَّى إِذَا فَصَلَ مِنَ الْيَمَنِ بَلَغَهُ وَفَاةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَرَدَّهَا إِلَى بِلَادِهِ وَارْتَدَّ وَارْتَدَّتْ مَعَهُ فِيمَنِ ارْتَدَّ، فَلِذَلِكَ تَزَوَّجَتْ لِفَسَادِ النِّكَاحِ بِالْارْتِدَادِ وَكَانَ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيُّ

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَقَدْ مَلَكَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهَا قُتَيْلَةُ فَارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَوَجَدَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ ذَلِكَ -[148]- وَجْدًا شَدِيدًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ §إِنَّهَا وَاللَّهِ مَا هِيَ مِنْ أَزْوَاجِهِ مَا خَيَّرَهَا وَلَا حَجَبَهَا وَلَقَدْ بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ بِالْارْتِدَادِ الَّذِي ارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الْغِفَارِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الْأَشْعَثَ كَانَتْ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَأَبُو الْخَصِيبِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ ذَلِكَ وَيَقُولُ: §لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ وَلَا تَزَوَّجَ كِنْدِيَّةً إِلَّا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ مَلَكَهَا وَأُتِيَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا طَلَّقَهَا وَلَمْ يَبْنِ بِهَا.

مليكة بنت كعب الليثي

§مُلَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبٍ اللَّيْثِيُّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: " §تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ وَكَانَتْ تُذْكَرُ بِجَمَالٍ بَارِعٍ فَدَخَلَتْ عَلَيْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ لَهَا: أَمَا تَسْتَحْيِينَ أَنْ تَنْكِحِي قَاتَلَ أَبِيكِ؟ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَطَلَّقَهَا فَجَاءَ قَوْمُهَا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ وَإِنَّهَا لَا رَأْيَ لَهَا وَإِنَّهَا خُدِعَتْ فَارْتَجَعَهَا فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ فَاسْتَأْذَنُوهُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا قَرِيبٌ لَهَا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ فَأَذِنَ لَهُمْ فَتَزَوَّجَهَا الْعُذْرِيُّ وَكَانَ أَبُوهَا قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْخَنْدَمَةِ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مِمَّا يُضَعِّفُ هَذَا الْحَدِيثَ ذِكْرُ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَهَا: أَلَا تَسْتَحْيِينَ، وَعَائِشَةُ لَمْ تَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْجُنْدَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيِّ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ اللَّيْثِيِّ فِي شَهْرِ -[149]- رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَدَخَلَ بِهَا فَمَاتَتْ عِنْدَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ لَمْ يَتَزَوَّجْ كِنَانِيَّةً قَطُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ

بنت جندب بن ضمرة الجندعي

§بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ ضَمْرَةَ الْجُنْدَعِيِّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَكْرٍ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ بِنْتَ جُنْدُبِ بْنِ ضَمْرَةَ الْجُنْدَعِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ: لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِنَانِيَّةً قَطُّ

سبا ويقال سنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف السلمي.

§سَبَّا وَيُقَالُ سَنَّا بِنْتُ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ حَرَامِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَوْفٍ السُّلَمِيِّ.

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ رَهْطِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ سَنَّا بِنْتَ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيَّةَ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ابْنَةً مِنْ جَمَالِهَا وَعَقْلِهَا مَا إِنِّي -[150]- لَأَحْسُدُ النَّاسَ عَلَيْهَا غَيْرَكَ فَهَمَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَوَّجَهَا ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا وَاللَّهِ مَا أَصَابَهَا عِنْدِي مَرَضٌ قَطُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا حَاجَةَ لَنَا فِي ابْنَتِكَ تَجِيئَنَا تَحْمِلُ خَطَايَاهَا لَا خَيْرَ فِي مَالٍ لَا يُرْزَأُ مِنْهُ وَجَسَدٍ لَا يُنَالُ مِنْهُ»

ذكر من خطب النبي صلى الله عليه وسلم من النساء فلم يتم نكاحه ومن وهبت نفسها من النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَنْ خَطَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ فَلَمْ يَتِمَّ نِكَاحُهُ وَمَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا مِنَ النِّسَاءِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ليلى بنت الخطيم وهي أخت قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس

§لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ وَهِيَ أُخْتُ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَتْ لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُولٍ ظَهْرَهُ الشَّمْسَ فَضَرَبْتُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَقَالَ: «§مَنْ هَذَا أَكَلَهُ الْأَسَدُ؟» وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُهَا، فَقَالَتْ: أَنَا ابْنَةُ مُطْعِمِ الطَّيْرِ وَمُبَارِي الرِّيحِ أَنَا لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ جِئْتُكَ لِأَعْرِضَ عَلَيْكَ نَفْسِي تَزَوَّجْنِي، قَالَ: «قَدْ فَعَلْتُ» فَرَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا فَقَالَتْ: قَدْ تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: بِئْسَ مَا صَنَعْتِ أَنْتِ امْرَأَةٌ غَيْرَى وَالنَّبِيُّ صَاحِبُ نِسَاءٍ تَغَارِينَ عَلَيْهِ فَيَدْعُو اللَّهَ عَلَيْكِ فَاسْتَقِيلِيهِ نَفْسَكِ فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقِلْنِي، قَالَ: «قَدْ أَقَلْتُكِ» ، قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرَ، فَوَلَدَتْ لَهُ فَبَيْنَا هِيَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ تَغْتَسِلُ إِذْ وَثَبَ عَلَيْهَا ذِئْبٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلّى الله

عليه وسلم فَأَكَلَ بَعْضَهَا فَأَدْرَكَتْ فَمَاتَتْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ الْخَطِيمِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَوَهَبْنَ نِسَاءٌ أَنْفُسَهُنَّ فَلَمْ يُسْمَعْ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَبِلَ مِنْهُنَّ أَحَدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَتْ لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَبِلَهَا وَكَانَتْ تَرْكَبُ بُعُولَتَهَا رُكُوبًا مُنْكَرًا وَكَانَتْ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَأَجْعَلَنَّ مُحَمَّدًا لَا يَتَزَوَّجُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُ وَلَأَهَبَنَّ نَفْسِي لَهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَمَا رَاعَهُ إِلَّا بِهَا وَاضِعَةً يَدَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا أَكَلَهُ الْأَسَدُ؟» فَقَالَتْ: أَنَا لَيْلَى بِنْتُ سَيِّدِ قَوْمِهَا، قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ، قَالَ: «§قَدْ قَبِلْتُكِ، ارْجِعِي حَتَّى يَأْتِيَكِ أَمْرِي» فَأَتَتْ قَوْمَهَا فَقَالُوا: أَنْتِ امْرَأَةٌ لَيْسَ لَكِ صَبْرٌ عَلَى الضَّرَائِرِ، وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْكِحَ مَا شَاءَ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَكَ النِّسَاءَ وَأَنَا امْرَأَةٌ طَوِيلَةُ اللِّسَانِ وَلَا صَبْرَ لِي عَلَى الضَّرَائِرِ وَاسْتَقَالَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «قَدْ أَقَلْتُكِ»

أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي واسمها فاختة وكان هشام بن الكلبي يقول: اسمها هند وفاختة عندنا أكثر وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

§أُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ وَكَانَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ يَقُولُ: اسْمُهَا هِنْدٌ وَفَاخِتَةُ عِنْدَنَا أَكْثَرُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ -[152]- أُمَّ هَانِئٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَخَطَبَهَا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ فَتَزَوَّجَهَا هُبَيْرَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: يَا عَمُّ زَوَّجْتَ هُبَيْرَةَ وَتَرَكْتَنِي، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْهِمْ وَالْكَرِيمُ يُكَافِئُ الْكَرِيمَ ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ الْإِسْلَامُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هُبَيْرَةَ فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُحِبُّكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ فِي الْإِسْلَامِ وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ وَأَكْرَهُ أَنْ يُؤْذُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْمَطَايَا نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ هَانِئٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي وَحَقُّ الزَّوْجِ عَظِيمٌ فَأَخْشَى إِنْ أَقْبَلْتُ عَلَى زَوْجِي أَنْ أُضَيِّعَ بَعْضَ شَأْنِي وَوَلَدِي وَإِنْ أَقْبَلْتُ عَلَى وَلَدِي أَنْ أُضَيِّعَ حَقَّ الزَّوْجِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ»

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ هَانِئٍ فَخَطَبَهَا إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: كَيْفَ بِهَذَا ضَجِيعًا وَهَذَا رَضِيعًا؟ لِوَلَدَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهَا فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ سُؤْرَهُ فَقَالَتْ: لَقَدْ شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمَةٌ، قَالَ: «فَمَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟» قَالَتْ: مِنْ أَجْلِ سُؤْرِكَ لَمْ أَكُنْ لِأَدَعُهُ لِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَدَرْتُ عَلَيْهِ شَرِبْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَلَوْ أَنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ رَكِبَتِ الْإِبِلَ مَا فَضَّلْتُ عَلَيْهَا أَحَدًا»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: " §خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} [الأحزاب: 50] حَتَّى بَلَغَ {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [الأحزاب: 50] ، قَالَتْ: فَلَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ , لَمْ أُهَاجِرْ مَعَهُ كُنْتُ مَعَ الطُّلَقَاءِ "

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ أُمَّ هَانِئِ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُؤْيِمَةٌ وَبَنِيَّ صِغَارٌ، قَالَ: فَلَمَّا أَدْرَكَ بَنُوهَا عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «§أَمَّا الْآنَ فَلَا» لِأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} [الأحزاب: 50] إِلَى قَوْلِهِ {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [الأحزاب: 50] وَلَمْ تَكُنْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَقَالَ غَيْرُهُ فَوَلَدَتْ لِهُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ جَعْدَةَ وَعَمْرًا وَيُوسُفَ وَهَانِئًا بَنِي هُبَيْرَةَ.

ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

§ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §كَانَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَامِرٍ عِنْدَ هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ فَهَلَكَ عَنْهَا فَوَرَّثَتْهُ مَالًا كَثِيرًا فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ وَكَانَ لَا يُولَدُ لَهُ فَسَأَلَتْهُ الطَّلَاقَ فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَلَمَةَ فَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا هِشَامٌ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَعْظَمِهِ خُلُقًا وَكَانَتْ إِذَا جَلَسَتْ أَخَذَتْ مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا كَثِيرًا وَكَانَتْ تُغَطِّي جَسَدَهَا بِشَعْرِهَا

فَذُكِرَ جَمَالُهَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَهَا إِلَى ابْنِهَا سَلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَهَا، وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّهَا قَدْ كَبِرَتْ فَأَتَاهَا ابْنُهَا، فَقَالَ لَهَا إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم خَطَبَكِ إِلَيَّ، فَقَالَتْ: مَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَهَا، فَقَالَتْ: وَفِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَأْمَرُ ارْجِعْ فَزَوِّجْهُ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ فَسَكَتَ عَنْهُ "

صفية بنت بشامة بن نضلة أخت الأعور بن بشامة العنبري

§صَفِيَّةُ بِنْتُ بِشَّامَةَ بْنِ نَضْلَةَ أُخْتُ الْأَعْوَرِ بْنِ بِشَّامَةَ الْعَنْبَرِيِّ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ بِنْتَ بِشَّامَةَ بْنِ نَضْلَةَ الْعَنْبَرِيِّ وَكَانَ أَصَابَهَا سِبَاءٌ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «§إِنْ شِئْتِ أَنَا وَإِنْ شِئْتِ زَوْجَكِ» ، فَقَالَتْ: بَلْ زَوْجِي فَأَرْسَلَهَا فَلَعَنَتْهَا بَنُو تَمِيمٍ

أم شريك واسمها غزية بنت جابر بن حكيم كان محمد بن عمر يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤي وكان غيره يقول هي دوسية من الأزد أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية وإنها وهبت

§أُمُّ شَرِيكٍ وَاسْمُهَا غَزِيَّةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ حَكِيمٍ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: هِيَ مِنْ بَنِي مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ غَيْرُهُ يَقُولُ هِيَ دَوْسِيَّةٌ مِنَ الْأَزْدِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مُعَيْصِيَّةً وَإِنَّهَا وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ حَتَّى مَاتَتْ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ فِي قَوْلِهِ -[155]- {§تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] قَالَ: " كُلُّ نِسَاءٍ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَعْضَهُنَّ وَأَرْجَأَ بَعْضًا فَلَمْ يَنْكِحْنَ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §الْمَرْأَةُ الَّتِي عَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ أُمُّ شَرِيكٍ الْأَنْصَارِيَّةُ "

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ أُمَّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةَ. أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَزْدِ أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمْ تَهَبْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {§وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] ، قَالَ: «هِيَ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ مِثْلَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ قَالَ: أَسْلَمَ زَوْجُ أُمِّ شَرِيكٍ وَهِيَ غَزِيَّةُ بِنْتُ جَابِرٍ الدَّوْسِيَّةُ مِنَ الْأَزْدِ وَهُوَ أَبُو الْعَكَرِ فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ مَعَ دَوْسٍ حِينَ هَاجَرُوا، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: فَجَاءَنِي أَهْلُ أَبِي الْعَكَرِ فَقَالُوا: لَعَلَّكِ عَلَى دِينِهِ؟ قُلْتُ أَيْ وَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى دِينِهِ، قَالُوا: لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَنُعَذِّبَنَّكِ عَذَابًا شَدِيدًا، فَارْتَحِلُوا بِنَا مِنْ دَارِنَا وَنَحْنُ كُنَّا بِذِي الْخَلَصَةِ وَهُوَ مَوْضِعُنَا فَسَارُوا يُرِيدُونَ مَنْزِلًا وَحَمَلُونِي عَلَى جَمَلٍ ثِفَالٍ شَرِّ رِكَابِهِمْ وَأَغْلَظِهِ يُطْعِمُونِي

الْخُبْزَ بِالْعَسَلِ وَلَا يَسْقُونِي قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَسَخِنَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ قَائِظُونَ فَنَزَلُوا فَضَرَبُوا أَخْبِيَتَهُمْ وَتَرَكُونِي فِي الشَّمْسِ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِي ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَقَالُوا لِي فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: اتْرُكِي مَا أَنْتِ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَمَا دَرَيْتُ مَا يَقُولُونَ إِلَّا الْكَلِمَةَ بَعْدَ الْكَلِمَةِ فَأُشِيرُ بِإِصْبَعِي إِلَى السَّمَاءِ بِالتَّوْحِيدِ، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى ذَلِكَ وَقَدْ بَلَغَنِي الْجَهْدُ إِذْ وَجَدْتُ بَرْدَ دَلْو عَلَى صَدْرِي فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ نَفَسًا وَاحِدًا ثُمَّ انْتُزِعَ مِنِّي فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ مُعَلَّقٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ ثُمَّ دُلِّيَ إِلَيَّ ثَانِيَةً فَشَرِبْتُ مِنْهُ نَفَسًا ثُمَّ رُفِعَ فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ دُلِّيَ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رُوِّيتُ وَأَهْرَقْتُ عَلَى رَأْسِي وَوَجْهِي وَثِيَابِي، قَالَتْ: فَخَرَجُوا فَنَظَرُوا فَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ؟، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ غَيْرِي مَنْ خَالَفَ دِينَهُ، وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مِنْ أَيْنَ هَذَا فَمِنْ عِنْدِ اللَّهِ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ، قَالَتْ: فَانْطَلَقُوا سِرَاعًا إِلَى قِرَبِهِمْ وَأَدْوَاهُمْ فَوَجَدُوهَا مُوكَأَةً لَمْ تُحَلَّ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَبَّكِ هُوَ رَبُّنَا وَأَنَّ الَّذِي رَزَقَكِ مَا رَزَقَكِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بَعْدَ أَنْ فَعَلْنَا بِكِ مَا فَعَلْنَا هُوَ الَّذِي شَرَعَ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا وَهَاجَرُوا جَمِيعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَكَانُوا يَعْرِفُونَ فَضْلِي عَلَيْهِمْ وَمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَيَّ وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ مِنَ الْأَزْدِ، فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ جَمِيلَةً، وَقَدْ أَسَنَّتْ فَقَالَتْ: إِنِّي أَهَبُ نَفْسِي لَكِ وَأَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَيْكَ فَقَبِلَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا فِي امْرَأَةٍ حِينَ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ خَيْرٌ، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: فَأَنَا تِلْكَ فَسَمَّاهَا اللَّهُ مُؤْمِنَةً، فَقَالَ: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 50] فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ اللَّهَ لَيُسْرِعُ لَكِ فِي هَوَاكِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ مَنْ عِنْدَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أُمِّ شَرِيكٍ وَإِنَّ الثَّبْتَ عِنْدَنَا أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ دَوْسٍ مِنَ الْأَزْدِ إِلَّا فِي رِوَايَةِ

مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَقَالَ: رَوَتْ أُمُّ شَرِيكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَادِيثَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ، سَمِعَهَا تَقُولُ: «§أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْوِزْغَانِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ يَذْكُرُ الدَّجَّالَ: «§يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ فِي الْجِبَالِ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ، أَوْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟، قَالَ: «هُمْ قَلِيلٌ» ، أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " هَاجَرَتْ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ فَصَحِبَتْ يَهُودِيًّا فِي الطَّرِيقِ فَأَمْسَتْ صَائِمَةً، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ لِامْرَأَتِهِ: لَئِنْ سَقَيْتِهَا لَأَفْعَلَنَّ، فَبَاتَتْ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ إِذَا هُوَ عَلَى صَدْرِهَا دَلْوٌ مَوْضُوعٌ وَصُفْنٌ فَشَرِبَتْ ثُمَّ بَعَثَتْهُمْ لِلدُّلْجَةِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنِّي لَأَسْمَعُ صَوْتَ امْرَأَةٍ لَقَدْ شَرِبَتْ، فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ أَنْ سَقَتْنِي، قَالَ: وَكَانَتْ لَهَا عُكَّةٌ تُعِيرُهَا مَنْ أَتَاهَا فَاسْتَامَهَا رَجُلٌ، فَقَالَتْ: مَا فِيهَا رُبٌّ، فَنَفَخَتْهَا فَعَلَّقَتْهَا فِي الشَّمْسِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا، قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ: وَمِنْ آيَاتِ اللَّهِ عُكَّةُ أُمِّ شَرِيكٍ، قَالَ: وَالصُّفْنُ مِثْلُ الْجِرَابِ أَوِ الْمِزْوَدِ

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهَا عُكَّةٌ تَهْدِي فِيهَا سَمْنًا لِرَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: فَطَلَبَهَا صِبْيَانُهَا ذَاتَ يَوْمٍ سَمْنًا فَلَمْ يَكُنْ فَقَامَتْ إِلَى الْعُكَّةِ لِتَنْظُرَ فَإِذَا هِيَ تَسِيلُ، قَالَ: فَصَبَّتْ لَهُمْ مِنْهُ فَأَكَلُوا مِنْهُ حِينًا ثُمَّ ذَهَبَتْ تَنْظُرُ مَا بَقِيَ فَصَبَّتْهُ كُلَّهُ فَفَنِيَ ثُمَّ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهَا: «أَصَبَبْتِهِ؟ أَمَا §إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَصُبِّيهِ لَقَامَ لَكِ زَمَانًا»

خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وأمها ضعيفة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس، وكان مرة بن هلال قدم مكة فحالف عبد مناف بن قصي نفسه وتزوج عبد مناف ابنته عاتكة بنت مرة فهي أم هاشم

§خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ وَأُمُّهَا ضَعِيفَةُ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَ مُرَّةُ بْنُ هِلَالٍ قَدِمَ مَكَّةَ فَحَالَفَ عَبْدَ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ نَفْسَهُ وَتَزَوَّجَ عَبْدُ مَنَافٍ ابْنَتَهُ عَاتِكَةَ بِنْتَ مُرَّةَ فَهِيَ أُمُّ هَاشِمٍ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِنَ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَرْجَأَهَا وَكَانَتْ تَخْدُمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَتَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَمَاتَ عَنْهَا " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَأَبُو الْخَصِيبِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، §أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي الْمَنَامِ مَا يَرَى الرَّجُلُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها سلمى بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة من خثعم أخت أسماء بنت عميس هكذا سماها هشام بن محمد بن السائب الكلبي وقال غيره هي عمارة بنت حمزة وقال هشام: عمارة رجل وهو ابن حمزة وبه كان يكنى

§أُمَامَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ مِنْ خَثْعَمٍ أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ هَكَذَا سَمَّاهَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَقَالَ غَيْرُهُ هِيَ عُمَارَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ وَقَالَ هِشَامٌ: عُمَارَةُ رَجُلٌ وَهُوَ ابْنُ حَمْزَةَ وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ -[159]- سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ تَتَوَقَّ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَتَزَوَّجُ إِلَيْنَا، قَالَ: «عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: «§تِلْكَ بِنْتُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُرِيدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ وَإِنَّهُ §يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ»

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ أَلَا تَزَوَّجَ ابْنَةَ عَمِّكَ حَمْزَةَ فَإِنَّهَا، قَالَ سُفْيَانُ: أَجْمَلُ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَحْسَنُ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ §أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ عُمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ كَلَّمَ عَلِيٌّ النَّبِيَّ فَقَالَ: عَلَامَ تَتْرُكُ ابْنَةَ عَمِّنَا يَتِيمَةً بَيْنَ ظَهْرَيِ الْمُشْرِكِينَ فَلَمْ يَنْهَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ إِخْرَاجِهَا فَخَرَجَ بِهَا فَتَكَلَّمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَكَانَ وَصِيُّ حَمْزَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَهُمَا حِينَ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا ابْنَةُ أَخِي فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: الْخَالَةُ وَالِدَةٌ وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا لِمَكَانِ خَالَتِهَا عِنْدِي أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَا أَرَاكُمْ تَخْتَصِمُونَ فِي ابْنَةِ عَمِّي وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهَا نَسَبٌ دُونِي وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا مِنْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا أَحْكُمُ بَيْنَكُمْ أَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَمَوْلَى اللَّهِ وَمَوْلَى رَسُولِهِ , وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَأَخِي وَصَاحِبِي , وَأَمَّا أَنْتَ -[160]- يَا جَعْفَرُ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي , وَأَنْتَ يَا جَعْفَرُ أَوْلَى بِهَا تَحْتَكَ خَالَتُهَا §وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا وَلَا عَلَى عَمَّتِهَا» . فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ جَعْفَرٌ فَحَجَلَ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا يَا جَعْفَرُ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ النَّجَاشِيُّ إِذَا أَرْضَى أَحَدًا قَامَ فَحَجَلَ حَوْلَهُ فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ تَزَوَّجْهَا، فَقَالَ: «ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» . فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هَلْ جَزَيْتَ سَلَمَةَ؟» .

خولة بنت الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب وأمها ابنة خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج الكلبي أخت دحية بن خليفة أخبرنا هشام بن محمد، حدثني الشرقي بن القطامي، أن رسول

§خَوْلَةُ بِنْتُ الْهُذَيْلِ بْنِ هُبَيْرَةَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حُرْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ وَأُمُّهَا ابْنَةُ خَلِيفَةَ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْخَزْرَجِ الْكَلْبِيِّ أُخْتُ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الشَّرْقِيُّ بْنُ الْقَطَّامِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ خَوْلَةَ بِنْتَ الْهُذَيْلِ فَهَلَكَتْ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ وَكَانَتْ رَبِيبَتُهَا خَالَتَهَا خِرْنِقَ بِنْتَ خَلِيفَةَ أُخْتَ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ

شراف بنت خليفة بن فروة أخت دحية بن خليفة الكلبي

§شَرَافُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ فَرْوَةَ أُخْتُ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرْقِيُّ بْنُ الْقَطَّامِيُّ قَالَ: «§لَمَّا هَلَكَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ الْهُذَيْلِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَرَافَ بِنْتَ خَلِيفَةَ أُخْتَ دِحْيَةَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[161]- بْنِ سَابِطٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ فَبَعَثَ عَائِشَةَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «مَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ طَائِلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «§لَقَدْ رَأَيْتِ طَائِلًا لَقَدْ رَأَيْتِ خَالًا بِخَدِّهَا اقْشَعَرَّتْ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْكِ» ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا دُونَكَ سِرٌّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ فَرُدَّ لَمْ يَعُدْ، فَخَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَتْ: أَسْتَأْمِرُ أَبِي فَلَقِيَتْ أَبَاهَا فَأَذِنَ لَهَا فَلَقِيَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَقَدِ الْتَحَفْنَا لِحَافًا غَيْرَكِ»

ذكر مهور نساء النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مُهُورِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §كَانَ صَدَاقُ رَسُولِ اللَّهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا فَذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: الْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ وَالنَّشُّ عِشْرُونَ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§كَانَ صَدَاقُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشَرَ أَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ» .

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَا تُغَالُوا فِي صَدَقَاتِ النِّسَاءِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ تَقْوَى اللَّهِ أَوْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا كَانَ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم أَوْلَاكُمْ بِذَلِكَ مَا أَصْدَقَ نِسَاءَهُ وَلَا بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَهِيَ ثَمَانُونَ وَأَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلَا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ فَوْقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، عَنْ عُمَرَ، مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§مَا نَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلَا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَهِيَ ثَمَانُونَ وَأَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ صَدَاقُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَمِائَةٍ»

ذكر جفنة سعد بن عبادة لمن خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء

§ذِكْرُ جَفْنَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ لِمَنْ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ الْمَرْأَةَ، قَالَ: «§اذْكُرُوا لَهَا جَفْنَةَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ وَعَمْرَو بْنَ يَحْيَى عَنْ جَفْنَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَا: كَانَتْ مَرَّةً بِلَحْمٍ وَمَرَّةً بِسَمْنٍ وَمَرَّةً بِلَبَنٍ يَبْعَثُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

كُلَّمَا دَارَ دَارَتْ مَعَهُ الْجَفْنَةُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِلَّذِي يَخْطُبُ عَلَيْهِ: " اذْكُرْ جَفْنَةَ سَعْدٍ وَلَا يُنْكِرُ جَفْنَةَ سَعْدٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَدُورُ مَعَهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ يَذْكُرُ الْجَفْنَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «§كَانَتِ الْأَنْصَارُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ إِلْطَافَ رَسُولِ اللَّهِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَسَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَعُمَارَةَ بْنَ حَزْمٍ وَأَبُو أَيُّوبَ وَذَلِكَ لِقُرْبِ جِوَارِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , وَكَانَ لَا يَمُرُّ يَوْمٌ إِلَّا وَلِبَعْضِهِمْ هَدِيَّةٌ تَدُورُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ دَارَ وَجَفْنَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ تَدُورُ حَيْثُ دَارَ لَا يُغِبْهَا كُلَّ لَيْلَةٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رُمَيْثَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: كَلَّمَنِي صَوَاحِبِي أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي الْجَانِبِ الشَّأْمِيِّ وَكَانَتْ عَائِشَةُ وَصَفِيَّةُ وَسَوْدَةُ فِي الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: أُمُّ سَلَمَةَ فَكَلَّمَنِي صَوَاحِبِي فَقُلْنَ كَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ النَّاسَ يُهْدُونَ إِلَيْهِ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَنَحْنُ نُحِبُّ مَا تُحِبُّ فَيَصْرِفُونَ إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُمْ حَيْثُ كَانَ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَوَاحِبِي قَدْ أَمَرْنَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ تَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا لَكَ حَيْثُ كُنْتَ وَقُلْنَ إِنَّا نُحِبُّ مَا تُحِبُّ عَائِشَةُ، قَالَتْ: فَلَمْ يُجِبْنِي فَسَأَلْنَنِي فَقُلْتُ: لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا قُلْنَ: فَعَاوِدِيهِ، قَالَتْ: فَعَاوَدْتُهُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ عُدْتُ لَهُ، فَقَالَ: «§لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ فِي لِحَافِ وَاحِدَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَ عَائِشَةَ» -[164]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرْتُ هَذَا مَالِكَ بْنَ أَبِي الرِّجَالِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَمْرَةَ، قَالَ: كَانَ عَامَّةُ النَّاسِ يَتَحَرَّوْنَ يَوْمَ يَصِيرُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى عَائِشَةَ فَيُهْدُونَ إِلَيْهِ وَيُسَرُّ الْأَضْيَافُ بِيَوْمٍ يَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ لِلْهَدَايَا الَّتِي تَصِيرُ إِلَيْهَا

ذكر منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال: سألت مالك بن أبي الرجال أين كان منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟ , فأخبرني عن أبيه عن أمه أنها كانت كلها في الشق الأيسر إذا قمت إلى الصلاة إلى وجه الإمام في وجه المنبر , هذا أبعده ,

§ذِكْرُ مَنَازِلِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَبِي الرِّجَالِ أَيْنَ كَانَ مَنَازِلُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ , فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا كَانَتْ كُلُّهَا فِي الشِّقِّ الْأَيْسَرِ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَى وَجْهِ الْإِمَامِ فِي وَجْهِ الْمِنْبَرِ , هَذَا أَبْعَدُهُ , وَأَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ هَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ اللَّاتِي ذَكَرَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ جَمِيعًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ قَبْلَ أُمِّ سَلَمَةَ فَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ فَأَدْخَلَ أُمَّ سَلَمَةَ فِي بَيْتِهَا وَفِي تِلْكَ السَّنَةِ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ , وَكَانَتْ سَوْدَةُ قَبْلَ عَائِشَةَ فِي النِّكَاحِ وَقَبْلَ هَؤُلَاءِ جَمِيعًا وَقَدِمَ بِهَا وَبِعَائِشَةَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ الْمَدِينَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ قَدِمَتْ فِي السَّفِينَتَيْنِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَصَفِيَّةُ كَانَتْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَكَانَتْ حَفْصَةُ قَبْلَ أُمِّ سَلَمَةَ وَقَبْلَ زَيْنَبَ بِنْتِ خُزَيْمَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ: كَانَتْ بُيُوتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي فِيهَا أَزْوَاجُهُ وَإِنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ أَوْصَتْ بِبَيْتِهَا لِعَائِشَةَ وَإِنَّ أَوْلِيَاءَ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ بَاعُوا بَيْتِهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الشَّأْمِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ أَنْتِ أَحَقُّ بِالشُّفْعَةِ وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِالشِّرَاءِ وَاشْتَرَى مِنْ عَائِشَةَ مَنْزِلَهَا

يَقُولُونَ بِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , وَيُقَالُ: بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَشُرِطَ لَهَا سُكْنَاهَا حَيَاتَهَا وَحُمِلَ إِلَى عَائِشَةَ الْمَالُ فَمَا رَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا حَتَّى قَسَمَتْهُ , وَيُقَالُ اشْتَرَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ عَائِشَةَ بَعَثَ إِلَيْهَا يُقَالُ خَمْسَةُ أَجْمَالٍ بُخْتٍ تَحْمِلُ الْمَالَ فَشُرِطَ لَهَا سُكْنَاهَا حَيَاتَهَا فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى قَسَمَتْ ذَلِكَ. فَقِيلَ لَهَا: لَوْ خَبَّأْتِ لَنَا مِنْهُ دِرْهَمًا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ ذَكَّرْتُمُونِي لَفَعَلْتُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ أَنَّ حَفْصَةَ تَرَكَتْ بَيْتِهَا فَوَرِثَهُ ابْنُ عُمَرَ فَلَمْ يَأْخُذْ لَهُ ثَمَنًا وَهُدِمَ وَأُدْخِلَ فِي الْمَسْجِدِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ وَرَثَةَ أُمِّ سَلَمَةَ بَاعُوا بَيْتَهَا بِمَالٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يُبَعْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَا: «§لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَنَزَلَ فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظُّهْرِ وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَقْدَمَا عَلَيْهِ بِعِيَالِهِ وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ الدُّئِلِيُّ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَهْلَهُ فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِأَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَتَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَرَادَ الْخُرُوجَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ فَحَبَسَهَا زَوْجُهَا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ وَكَانَتْ رُقْيَةُ قَدْ هَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَبْلَ ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَحَمَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ امْرَأَتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَكَانُوا مَعَ عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْلِهِ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِأُمِّ رُومَانَ وَأُخْتَيْهِ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ ابْنَتَيْ

أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَدِمُوا جَمِيعًا الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ يَبْنِي الْمَسْجِدَ وَأَبْيَاتًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ فَأَنْزَلَهُمْ فِي بَيْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ لِعَائِشَةَ بَيْتَهَا الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعَلَ بَابًا فِي الْمَسْجِدِ وِجَاهَ بَابِ عَائِشَةَ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَى الصَّلَاةِ وَكَانَ إِذَا اعْتَكَفَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى عَتَبَةِ عَائِشَةَ فَتَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهِيَ حَائِضٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَتَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ وَأَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اطْلُبْ مَنْزِلًا» ، فَطَلَبَ عَلِيٌّ مَنْزِلًا فَأَصَابَهُ مُسْتَأْخِرًا عَنِ النَّبِيِّ قَلِيلًا فَبَنَى بِهَا فِيهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهَا، قَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحَوِّلَكِ إِلَيَّ» ، فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: فَكَلِّمْ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنِّي تُرِيدُ أَنْ يَتَحَوَّلَ لِي عَنْ مَنْزِلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «قَدْ تَحَوَّلَ حَارِثَةُ عَنَّا حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ» فَبَلَغَ حَارِثَةَ فَتَحَوَّلَ وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَوِّلُ فَاطِمَةَ إِلَيْكَ وَهَذِهِ مَنَازِلِي وَهِيَ أَسْقَبُ بَيْتِ بَنِي النَّجَّارِ بِكَ وَإِنَّمَا أَنَا وَمَالِي لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَلَّذِي تَأْخُذُ مِنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي تَدَعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ» فَحَوَّلَهَا إِلَى بَيْتِ حَارِثَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مَنَازِلُ قُرْبَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَوْلَهُ وَكُلَّمَا أَحْدَثَ رَسُولُ اللَّهِ أَهْلًا تَحَوَّلَ لَهُ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى صَارَتْ مَنَازِلُهُ كُلُّهَا لِرَسُولِ اللَّهِ وَأَزْوَاجِهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَازِلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَزَادَهَا فِي الْمَسْجِدِ كَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ وَلَهَا حُجَرٌ -[167]- مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورٍ بِالطِّينِ عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ إِلَى مَنْزِلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَأَيْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وَحُجْرَتَهَا مِنْ لَبِنٍ فَسَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهَا، فَقَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ دُومَةَ الْجَنْدَلِ بَنَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حُجْرَتَهَا بِلَبِنٍ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَى اللَّبِنِ دَخَلَ عَلَيْهَا أَوَّلَ نِسَائِهِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الْبِنَاءُ؟» فَقَالَتْ: أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَكُفَّ أَبْصَارَ النَّاسِ، فَقَالَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيهِ مَالُ الْمُسْلِمِ الْبُنْيَانُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِمَسَاكِنِ أَزْوَاجِهِ وَأَرْضٍ تَرَكَهَا صَدَقَةً» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ يَقُولُ: وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقْرَأُ يَأْمُرُ بِإِدْخَالِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، قَالَ عَطَاءٌ: فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا يَنْشَأُ نَاشِئٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الْأُفُقِ فَيَرَى مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ فِي حَيَاتِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا يَزْهَدُ النَّاسُ فِي التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ فِيهَا يَعْنِي الدُّنْيَا قَالَ مُعَاذٌ: فَلَمَّا فَرَغَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ، قَالَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ: كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَبْيَاتٍ بِلَبِنٍ لَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ وَكَانَتْ خَمْسَةَ أَبْيَاتٍ مِنْ جَرِيدٍ مُطَيَّنَةٍ لَا حُجَرَ لَهَا عَلَى أَبْوَابِهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ ذُرِعَتِ السِّتْرُ فَوَجَدْتُهُ ثَلَاثَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ وَالْعَظْمُ أَوْ أَدْنَى مِنَ الْعَظْمِ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ -[168]- وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حَتَّى أَخْضَلَ لِحَاهُمُ الدَّمْعُ وَقَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ: لَيْتَهَا تُرِكَتْ فَلَمْ تُهْدَمْ حَتَّى يَقْصُرَ النَّاسُ عَنِ الْبِنَاءِ وَيَرَوْا مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ وَمَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا بِيَدِهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ فِيمَا بَيْنَ الْأُسْطُوَانِ الَّتِي تَلِي حَرْفَيِ الْقَبْرِ الَّتِي تَلِي لِأُخْرَى إِلَى طَرِيقِ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ: هَذَا بَيْتُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي فِيهِ , وَهَذَا الصَّفُّ كُلُّهُ إِلَى بَابِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْيَوْمَ إِلَى رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ , فَهَذِهِ بُيُوتُهُ رَأَيْتُهَا بِالْجَرِيدِ قَدْ طُرَّتْ بِالطِّينِ عَلَيْهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ

ذكر قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نسائه

§ذِكْرُ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ نِسَائِهِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيَعْدِلُ ثُمَّ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ» يَعْنِي الْحُبَّ بِالْقَلْبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُطَافُ بِهِ عَلَى نِسَائِهِ فِي كِسَاءٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَافَتْ فَاطِمَةُ عَلَى نِسَائِهِ تَقُولُ: إِنَّ §رَسُولَ اللَّهِ يَشُقُّ عَلَيْهِ أَنْ يَطُوفَ عَلَيْكُنَّ فَقُلْنَ: هُوَ فِي حِلٍّ فَكَانَ يَكُونُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ -[169]-، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، قَالَ: «§أَيْنَ أَنَا غَدًا؟» قَالُوا: عِنْدَ فُلَانَةَ، قَالَ: «أَيْنَ أَنَا بَعْدَ غَدٍ؟» قَالُوا: عِنْدَ فُلَانَةَ فَعَرَفَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لِأُخْتِنَا عَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §جَعَلَهُ نِسَاؤُهُ فِي حِلٍّ يُؤْثِرُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ فَكَانَ يُؤْثِرُ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَيْسٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يُطَلِّقَ مِنْ نِسَائِهِ فَلَمَّا رَأَيْنَ ذَلِكَ جَعَلْنَهُ فِي حِلٍّ يُؤْثِرُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §إِذَا خَرَجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَتْ سَوْدَةُ قَدْ أَسَنَّتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا وَقَدْ عَلِمَتْ مَكَانَ عَائِشَةَ مِنْهُ فَخَافَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي الَّذِي يُصِيبُنِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ وَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ. فَقَبِلَهُ النَّبِيُّ , وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ {§وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] الْآيَةَ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ -[170]- دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا سَافَرَ يُسْهِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ سَهْمُ غَيْرِي عُرِفَ فِيهِ الْكَرَاهِيَةُ وَمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَطُّ فَدَخَلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِهِ أَوَّلَ مِنِّي يَبْتَدِئُ الْقَسْمَ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ مِنْ عِنْدِي» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْ أَهْلِهِ فَيَضَعُ يَدَهُ وَيُقَبِّلُ كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِنَّ فَإِنْ كَانَ يَوْمُهَا قَعَدَ عِنْدَهَا وَإِلَّا قَامَ فَكَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ يَحْتَبِسُ عِنْدَهَا، فَقُلْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ وَكَانَتَا جَمِيعًا يَدًا وَاحِدَةً: مَا نَرَى رَسُولَ اللَّهِ يَمْكُثُ عِنْدَهَا إِلَّا أَنَّهُ يَخْلُو مَعَهَا تَعْنِيَانِ الْجِمَاعَ، قَالَتْ: وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا حَتَّى بَعَثْنَا مَنْ يَطَّلِعُ لَنَا مَا يَحْبِسُهُ عِنْدَهَا فَإِذَا هُوَ إِذَا صَارَ إِلَيْهَا أَخْرَجَتْ لَهُ عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ فَتَحَتْ لَهُ فَمَهَا فَيَلْعَقُ مِنْهُ لَعْقًا وَكَانَ الْعَسَلُ يُعْجِبُهُ، فَقَالَتَا: مَا مِنْ شَيْءٍ نُكَرِّهُهُ إِلَيْهِ حَتَّى لَا يَلْبَثُ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتَا: لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهُ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُقَالَ لَهُ نَجِدُ مِنْكَ رِيحَ شَيْءٍ فَإِذَا جَاءَكِ فَدَنَا مِنْكِ فَقُولِي أَنَّهُ أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ شَيْءٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ: «§مِنْ عَسَلٍ أَصَبْتُهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ» فَقُولِي لَهُ أَرَى نَحْلَهُ جَرَسَ عُرْفُطًا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَدَنَا مِنْهَا، قَالَتْ: إِنِّي لَأَجِدُ مِنْكَ شَيْئًا مَا أَصَبْتَ؟ فَقَالَ: «عَسَلٌ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى نَحْلَهُ جَرَسَ عُرْفُطًا ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَدَنَا مِنْهَا فَقَالَتْ مِثْلَ الَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ، فَلَمَّا قَالَتَاهُ جَمِيعًا اشْتَدَّ عَلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْعَسَلَ، فَقَالَ: «أَخِّرِيهِ عَنِّي لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» ، فَقَالَتْ: فَكُنْتُ وَاللَّهِ أَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْنَا أَمْرًا عَظِيمًا مَنَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْئًا كَانَ يَشْتَهِيهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ -[171]- {§يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] ، قَالَتْ: كَانَتْ عِنْدِي عُكَّةٌ مِنْ عَسَلٍ أَبْيَضَ يَجْرُسُ نَحْلُهُ الضُّرْوَ فَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَلْعَقُ مِنْهَا وَكَانَ يُحِبُّهُ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ نَحْلُهَا تَجْرُسُ عُرْفُطًا فَحَرَّمَهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: §عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ وَهِيَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَعَائِشَةُ تَمُوتُ تَقُولُ: §رَحِمَكَ اللَّهُ وَغَفَرَ لَكَ كُلَّ ذَنْبٍ وَعَرَّفَنِيكَ فِي الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ فَكَيْفَ كَانَ حَدِيثُ الْعَسَلِ فَإِنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِي بِهِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَهُوَ عَلَى مَا أَخْبَرَتْكِ فَذَكَرَتْ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ فَاسْتَأْذَنَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيْ بُنَيَّةُ أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟» قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «§فَأَحِبِّي هَذِهِ لِعَائِشَةَ» قَالَتْ فَاطِمَةُ: فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُنَّ فَقُلْنَ: مَا أَغْنَيْتِ عَنَّا شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا، فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْسَلَنِي أَزْوَاجُكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ وَقَعَتْ بِي زَيْنَبُ تَسُبُّنِي -[172]- وَطَفِقْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مَتَى يَأْذَنُ لِي فِيهَا فَلَمْ أَزَلْ أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا، فَوَقَعْتُ بِزَيْنَبَ فَلَمْ أَنْشَبْهَا أَنْ أَفْحَمْتُهَا , فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَلَّمْنَهَا أَنْ تَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ فَتَقُولَ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَمَكَثَتْ فَاطِمَةُ أَيَّامًا لَا تَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَتْهَا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنَاصِي عَائِشَةَ إِلَّا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، فَكَلَّمَتْ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: أَنَا أَفْعَلُ، قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «زَيْنَبُ أَرْسَلَتْكِ؟» قَالَتْ فَاطِمَةُ: زَيْنَبُ وَغَيْرُهَا، فَقَالَ: «§أَقْسَمْتُ هِيَ الَّتِي وُلِّيَتْ ذَلِكَ» قَالَتْ: نَعَمْ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ إِلَيْهِنَّ فَأَخْبَرَتْهُنَّ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَغْنَيْتِ عَنَّا شَيْئًا، فَقَالَ النِّسَاءُ لِزَيْنَبَ: اذْهَبِي أَنْتِ، قَالَ: وَذَهَبَتْ زَيْنَبُ حَتَّى اسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَذِهِ زَيْنَبُ فَأْذَنُوا لَهَا» فَقَالَتْ: حَسْبُكَ إِذَا بَرَّقَتْ لَكَ بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ ذِرَاعَيْهَا، اعْدِلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا وَوَقَعَتْ زَيْنَبُ بِعَائِشَةَ فَنَالَتْ مِنْهَا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: كُنَّ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ هُمَا، قَالَ: إِنَّ أُمِّ سَلَمَةَ قَدْ كَانَ لَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْزِلٌ وَمَحَبَّةٌ رَحِمَهُنَّ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُوَسَّعًا لَهُ فِي قَسْمِ أَزْوَاجِهِ يَقْسِمُ بَيْنَهُنَّ كَيْفَ شَاءَ وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللَّهِ {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ} [الأحزاب: 51] إِذَا عَلِمْنَ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§كُنْتُ أَصُبُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنْ نِسَائِهِ جَمِيعًا» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، مَوْلَى ثَابِتٍ عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نِسَائِهِ لَيْلَةَ التِّسْعِ اللَّاتِي تُوُفِّيَ عَنْهُنَّ وَهُنَّ عِنْدَهُ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ، قَالَ لِسَلْمَى: «§صُبِّي لِي غُسْلًا» فَيَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْأُخْرَى. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا يَكْفِيكَ غُسْلٌ وَاحِدٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ»

ذكر حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه

§ذِكْرُ حِجَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §كَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ أَنَسٌ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ دَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا وَبَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَطَالُوا عِنْدَهُ الْقُعُودَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ زَيْنَبَ فَإِذَا هُمْ قُعُودٌ فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا فَضَرَبْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا وَنَزَلَ الْحِجَابُ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§نَزَلَ الْحِجَابُ مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَحَجَبَ نِسَاءَهُ مِنِّي يَوْمَئِذٍ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §نَزَلَ الْحِجَابُ مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: أَهْدَتْ لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَدَعَوْتُ مَنْ لَقِيتُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ عَلَى الطَّعَامِ فَدَعَا فِيهِ وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ فَاسْتَحْيَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ فِي الْبَيْتِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب: 53] " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا نَهَضَ إِلَى بَيْتِهِ بَادَرُوهُ فَأَخَذُوا الْمَجَالِسَ فَلَا يُعْرَفُ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَبْسُطُ يَدَهُ إِلَى الطَّعَامِ اسْتِحْيَاءً مِنْهُمْ فَعُوتِبُوا فِي ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤَذِّنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} [الأحزاب: 53] . قَوْلُهُ نَاظِرِينَ إِنَاهُ , يَعْنِي إِنَاةَ الطَّعَامِ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ -[175]-، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §كَانَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِلَى حَوَائِجِهِنَّ بِالْمَنَاصِعِ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ: احْجُبْ نِسَاءَكَ فَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً فَنَادَاهَا عُمَرُ بِصَوْتِهِ الْأَعْلَى قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَنَافِعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَسَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ خَرَجْنَا لِحَاجَتِنَا عِشَاءً فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً بَائِنَةَ الطُّوَلِ فَنَادَاهَا عُمَرُ إِنَّكِ وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا يَا سَوْدَةُ فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ عَرْقٌ يَأْكُلُ مِنْهُ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§نَزَلَ حِجَابُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمَرَ أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم طَعَامًا فَأَصَابَتْ يَدُهُ بَعْضَ أَيْدِي نِسَاءِ النَّبِيِّ فَأَمَرَ بِالْحِجَابِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قِيلَ مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ يَعْنِي أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كُلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ مِنْ نَسَبٍ أَوْ رَضَاعٍ قِيلَ: فَسَائِرُ النَّاسِ، قَالَ: كُنَّ يُحْجَبْنَ مِنْهُمْ حَتَّى إِنَّهُنَّ لَيُكَلِّمْنَهُمْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَإِنَّمَا كَانَ سِتْرًا وَاحِدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ -[176]-، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم هِيَ وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§احْتَجِبَا مِنْهُ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُ وَلَا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ يَقُولُ: نَزَلَ حِجَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نِسَائِهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ "

ذكر ما كان قبل الحجاب

§ذِكْرُ مَا كَانَ قَبْلَ الْحِجَابِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: " §كَانَ نِسَاءُ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ لِحَاجَتِهِنَّ وَكَانَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَتَعَرَّضُونَ لَهُنَّ فَيُؤْذَيْنَ فَشَكَوْا ذَلِكَ فَقِيلَ ذَلِكَ لِلْمُنَافِقِينَ فَقَالُوا: إِنَّمَا نَفْعَلُهُ بِالْإِمَاءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: {§يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] ، قَالَ: «إِمَاءٌ كُنَّ بِالْمَدِينَةِ يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ السُّفَهَاءُ فَيُؤْذَيْنَ، فَكَانَتِ الْحُرَّةُ تَخْرُجُ فَتُحْسَبُ أَنَّهَا أَمَةٌ فَتُؤْذَى فَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " §كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَتَعَرَّضُ لِنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُؤْذِيهِنَّ , فَإِذَا -[177]- قِيلَ لَهُ قَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُهَا أَمَةً. فَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يُخَالِفْنَ زِيَّ الْإِمَاءِ وَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ , تُخَمِّرُ وَجْهَهَا إِلَّا إِحْدَى عَيْنَيْهَا، يَقُولُ: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] , يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ يُعْرَفْنَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} [الأحزاب: 58] يَقُولُ: «بِغَيْرِ مَا عَمِلُوا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي قَوْلِهِ: {§لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} [الأحزاب: 60] إِلَى قَوْلِهِ {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62] ، قَالَ: " عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ بِأَعْيَانِهِمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} [الأحزاب: 60] ، قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ جَمِيعًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: {§لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ} [الأحزاب: 60] , يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ بِأَعْيَانِهِمْ , {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [الأنفال: 49] , شَكٌّ يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ أَيْضًا.

ذكر من كان يصلح له الدخول على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا معمر، عن الزهري قال: قيل له: من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟ ، فقال: كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل: فسائر الناس، قال: كن يحتجبن منه حتى

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَصْلُحُ لَهُ الدُّخُولُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَ: كُلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ مِنْ نَسَبٍ أَوْ رَضَاعٍ قِيلَ: فَسَائِرُ النَّاسِ، قَالَ: كُنَّ يَحْتَجِبْنَ مِنْهُ حَتَّى إِنَّهُنَّ لَيُكَلِّمْنَهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَرُبَّمَا كَانَ سِتْرًا وَاحِدًا إِلَّا الْمَمْلُوكِينَ وَالْمُكَاتَبِينَ فَإِنَّهُنَّ كُنَّ لَا يَحْتَجِبْنَ مِنْهُمْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَيْدٍ الْمَكِّيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ لَا يَرَيَانِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§إِنَّ رُؤْيَتَهُنَّ لَهُمَا لَحِلٌّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ وَبَلَغَهُ أَنَّ عَائِشَةَ احْتَجَبَتْ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: «§إِنَّ رُؤْيَتَهُ لَهَا لَحِلٌّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لَهُ , وَهُوَ مُكَاتَبٌ لَهَا: يَا أَبَا يَحْيَى عِنْدَكَ مَا فَضَلَ عَلَيْكَ مِنْ كِتَابَتِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَادْفَعْهُ إِلَى ابْنِ أَخِي فَقَدْ أَعَنْتُهُ بِهِ فِي نِكَاحِهِ. فَبَكَى وَقَالَ: لَا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ أَبَدًا. فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ بِكَ أَنْ تَرَانِي فَلَا تَرَانِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا كَانَ عَبْدٌ مُكَاتَبٌ إِحْدَاكُنَّ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابَتِهِ فَاحْتَجِبْنَ مِنْهُ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَعُثَيْمِ بْنِ نِسْطَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، أَنَّ سَالِمَ سَبَلَانَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ كَانَ مُكَاتَبًا لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي نَصْرٍ وَأَنَّهُ كَانَ يَرْحَلُ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَلَا يَحْتَجِبْنَ مِنْهُ وَكُنَّ لَا يَحْتَجِبْنَ مِنَ الْمَمْلُوكِينَ وَالْمُكَاتَبِينَ فَإِذَا أُعْتِقْنَ احْتَجَبْنَ مِنْهُمْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم هِيَ وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§احْتَجِبَا مِنْهُ» . فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُ، قَالَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ -[179]-، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: يَا أُمَّهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: «§أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ وَلَسْتُ أُمَّ نِسَائِكُمْ» ، قَالَ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَنَا أُمُّ الرِّجَالِ مِنْكُمْ وَالنِّسَاءِ

ذكر ما هجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وتخييره إياهن

§ذِكْرُ مَا هَجَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ وَتَخْيِيرِهِ إِيَّاهُنَّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: جَلَسْتُ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَسْأَلُكَ فِيمَ هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ؟ . فَقَالَ جَابِرٌ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَخَذْنَا مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ فَاجْتَمَعْنَا بِبَابِهِ نَتَكَلَّمُ لَيَسْمَعَ كَلَامَنَا وَيَعْلَمَ مَكَانَنَا فَأَطَلْنَا الْوقُوفَ فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: فَقُلْنَا قَدْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَانَكُمْ، وَلَوْ أَرَادَ أَنْ يَأْذَنَ لَكُمْ لَأَذِنَ فَتَفَرَّقُوا لَا تُؤْذُوهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ غَيْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَتَنَحْنَحُ وَيَتَكَلَّمُ وَيَسْتَأْذِنُ حَتَّى أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ عُمَرُ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى خَدِّهِ أَعْرِفُ بِهِ الْكَآبَةَ، فَقُلْتُ: أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا الَّذِي رَابَكَ وَمَا لَقِيَ النَّاسُ بَعْدَكَ مِنْ فَقْدِهِمْ لِرُؤْيَتِكَ؟ , فَقَالَ: «يَا عُمَرُ §يَسْأَلْنَنِي أُولَاءِ مَا لَيْسَ عِنْدِي يَعْنِي نِسَاءَهُ، فَذَاكَ الَّذِي بَلَغَ مِنِّي مَا تَرَى» ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ صَكَكْتُ جَمِيلَةَ بِنْتَ ثَابِتٍ صَكَّةً أَلْصَقْتُ خَدَّهَا مِنْهَا بِالْأَرْضِ لِأَنَّهَا سَأَلَتْنِي مَا لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَأَنْتَ -[180]- يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَوْعِدٍ مِنْ رَبِّكَ وَهُوَ جَاعِلٌ بَعْدَ الْعُسْرِ يَسْرًا، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُكَلِّمُهُ حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ تَحَلَّلَ عَنْهُ بَعْضُ ذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَا يَدَّخِرُ عَنْكُنَّ شَيْئًا فَلَا تَسْأَلْنَهُ مَا لَا يَجِدُ انْظُرِي حَاجَتَكِ فَاطْلُبِيهَا إِلَيَّ وَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ فَذَكَرَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ اتَّبَعَا أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَجَعَلَا يَذْكُرَانِ لَهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَا لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ لَهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ: مَا لَكُمَا وَلِمَا هَاهُنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْلَى بِأَمْرِنَا عَيْنَا وَلَوْ أَرَادَ أَنْ يَنْهَانَا لَنَهَانَا , فَمَنْ نَسْأَلُ إِذَا لَمْ نَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ؟ هَلْ يَدْخُلُ بَيْنَكُمَا وَبَيْنَ أَهْلِيكُمَا أَحَدٌ؟ فَمَا نُكَلِّفُكُمَا هَذَا. فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهَا، فَقَالَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِأُمِّ سَلَمَةَ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا حِينَ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ مَا قَدَرْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِمَا شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ جَابِرٌ لِأَبِي سَعِيدٍ: أَلَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ هَكَذَا؟ , قَالَ: بَلَى وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ، قَالَ جَابِرٌ: فَأَنَا آتِي عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28] , يَعْنِي مُتْعَةَ الطَّلَاقِ وَيَعْنِي بِتَسْرِيحِهِنَّ تَطْلِيقَهُنَّ طَلَاقًا جَمِيلًا , {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ} [الأحزاب: 29] تَخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلَا تَنْكِحْنَ بَعْدَهُ أَحَدًا. فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُخَيِّرَكُنَّ بَيْنَ أَنْ تَخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ وَبَيْنَ أَنْ تَخْتَرْنَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا وَقَدْ بَدَأْتُ بِكِ فَأَنَا أُخَيِّرُكِ» ، قَالَتْ: أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ وَهَلْ بَدَأْتَ بِأَحَدٍ مِنْهُنَّ قَبْلِي؟ , قَالَ: «لَا» ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، فَاكْتُمْ عَلَيَّ وَلَا تُخْبِرْ بِذَاكَ نِسَاءَكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «بَلْ أُخْبِرُهُنَّ» فَأَخْبَرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمِيعًا فَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ , وَكَانَ خِيَارُهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنْ يَخْتَرْنَ الْآخِرَةَ أَوِ الدُّنْيَا، قَالَ: {وَإِنْ كُنْتُنَّ -[181]- تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 29] . فَاخْتَرْنَ أَنْ لَا يَتَزَوَّجَنَّ بَعْدَهُ , ثُمَّ قَالَ: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الأحزاب: 30] , يَعْنِي الزِّنَا {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزاب: 30] , يَعْنِي فِي الْآخِرَةِ {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [الأحزاب: 31] , يَعْنِي تُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , {وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} [الأحزاب: 31] , مُضَاعَفًا لَهَا فِي الْآخِرَةِ، وَكَذَلِكَ الْعَذَابُ {وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 31] , يَقُولُ فُجُورٌ {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 32] , يَقُولُ لَا تَخْرُجْنَ مِنْ بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ , يَعْنِي إِلْقَاءَ الْقِنَاعِ فِعْلَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى وَجْهِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْسِينَهُ عَالِيَةٌ أَصْوَاتُهُنَّ. فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§ضَحِكْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ بَادَرْنَ الْحِجَابَ» ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ؟ , قُلْنَ: أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§كُنَّ عِنْدَهُ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَكْسِينَهُ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ فَذَكَرَ كَذَلِكَ»

ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخييره نساءه

§ذِكْرُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَخْيِيرِهِ نِسَاءَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حَتَّى حَجَّ فَحَجَجْتُ مَعَهُ وَعَدَلَ فَعَدَلْتُ مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ فَبَرَّزَ ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدِهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاعَجَبًا لَكَ يِا ابْنَ عَبَّاسٍ هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ يَسُوقُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا يَحْدُثُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ الْأَنْصَارِ فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَيُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ , فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ. فَقُلْتُ: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ، قَالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: خِبْتِ وَخَسِرْتِ أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ فَيُهْلِكَكِ؟ لَا تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ , وَلَا يَغُرَّكِ -[183]- أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأُ مِنْكِ وَأَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ يُرِيدُ عَائِشَةَ، قَالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تَنَعَّلَ الْخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا، قَالَ: فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا , وَقَالَ: أَنَائِمٌ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ: قُلْتُ: مَا هُوَ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ , قَالَ: لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ. فَقُلْتُ: خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الْفَجْرَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي , فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ أَلَمْ أَكُنْ قَدْ حَدَّثْتُكِ هَذَا؟ طَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: لَا أَدْرِي مَا أَقُولُ هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، قَالَ: فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ فَقُلْتُ لِغُلَامٍ أَسْوَدَ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، قَالَ: فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، قَالَ: ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا إِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي، قَالَ: قَدْ أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ , فَسَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: «لَا» فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ اسْتِئْنَاسًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ: لَوْ رَأَيْتُنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَدِمْنَا عَلَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَتَغَيَّظَتْ عَلَيَّ امْرَأَتِي فَإِذَا هِيَ -[184]- تُرَاجِعُنِي , فَأَنْكَرْتُ ذَاكَ عَلَيْهَا , فَقَالَتْ: أَتُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ إِنَّ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ لَيُرَاجِعْنَهُ وَيَهْجُرْنَهُ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ , فَقُلْتُ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاهُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ , ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتُنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: لَا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ صَاحِبَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْكِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ تَبَسُّمَةً أُخْرَى، قَالَ: فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، قَالَ: فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أُهُبٍ ثَلَاثَةٍ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وَسَّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: «أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ §عَجَّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا» ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: فَاعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً , وَكَانَ قَالَ: «مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا» , وَمِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حَتَّى عَاتَبَهُ اللَّهُ , فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا كُنْتَ أَقْسَمْتَ أَلَّا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهَا لَكَ عَدًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً» . وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، قَالَتْ: عَائِشَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ التَّخْيِيرَ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ مِنْ نِسَائِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلَا عَلَيْكِ أَلَّا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَعْلَمُ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 29] . فَقُلْتُ لَهُ: فَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. ثُمَّ خَيَّرَ -[185]- نِسَاءَهُ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: §لَمَّا اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ فِي مَشْرُبَةٍ جَعَلْتُ أَبْكِي وَيَدْخُلُ عَلَيَّ مَنْ يَدْخُلُ فَيَقُولُ: أَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَأَقُولُ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ حَتَّى جَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَا» , فَكَبَّرَ عُمَرُ تَكْبِيرَةً سَمِعْنَاهَا وَنَحْنُ فِي بُيُوتِنَا فَعَلِمْنَا أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «لَا» فَكَبَّرَ حَتَّى جَاءَنَا الْخَبَرُ بَعْدُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ عَنِ §الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا، قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] ، قَالَ: «عَنَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: خَرَجَتْ حَفْصَةُ مِنْ بَيْتِهَا وَكَانَ يَوْمَ عَائِشَةَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ بِجَارِيَتِهِ وَهِيَ مُخَمَّرٌ وَجْهُهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «§فَاكْتُمِي عَنِّي وَهِيَ حَرَامٌ» . فَانْطَلَقَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا وَبَشَّرَتْهَا بِتَحْرِيمِ الْقِبْطِيَّةِ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: أَمَّا يَوْمِي فَتُعَرِّسُ فِيهِ بِالْقِبْطِيَّةِ وَأَمَّا سَائِرُ نِسَائِكَ فَتُسَلِّمُ لَهُنَّ أَيَّامَهُنَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] لِحَفْصَةَ {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ , إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] , يَعْنِي عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ , {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4] , يَعْنِي حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ , {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} [التحريم: 4] -[186]- الْآيَةَ. فَتَرَكَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . فَأُمِرَ فَكَفَّرَ يَمِينَهُ وَحَبَسَ نِسَاءَهُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: «هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ» ، قَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَقْرَبُهَا» ، قَالَ: فَنَزَلَ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: فَالْحَرَامُ حَلَالٌ فِي الْإِمَاءِ , إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِجَارِيَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ , وَإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقْرَبُكِ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ جَارِيَتَهُ فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَكَفَّرَ يَمِينَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§حَرَّمَهَا تَحْرِيمَةً فَكَانَتْ يَمِينًا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: §آلَى رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَمَتِهِ وَحَرَّمَهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْإِيلَاءِ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ} [التحريم: 2] أَيْمَانِكُمْ وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} . فَالْحَرَامُ هَا هُنَا حَلَالٌ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: خَرَجَتْ حَفْصَةُ مِنْ بَيْتِهَا فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى جَارِيَتِهِ فَجَاءَتْهُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ وَهِيَ مَعَهُ فِي بَيْتِهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَعَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§اسْكُتِي فَلَكِ اللَّهُ لَا أَقْرَبُهَا أَبَدًا وَلَا تَذْكُرِيهِ» ، فَذَهَبَتْ حَفْصَةُ فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] , فَكَانَ

ذَلِكَ التَّحْرِيمُ حَلَالًا , ثُمَّ قَالَ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] , فَكَفَّرَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ يَمِينِهِ حِينَ آلَى , ثُمَّ قَالَ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] , يَعْنِي حَفْصَةَ , {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} [التحريم: 3] , حِينَ أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ , {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} [التحريم: 3] , يَعْنِي حَفْصَةَ لَمَّا أَخْبَرَهُ اللَّهُ {قَالَتْ} [التحريم: 3] , حَفْصَةُ , {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] , يَعْنِي حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ , {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4] , لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ , {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} [التحريم: 4] الْآيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: انْطَلَقَتْ حَفْصَةُ إِلَى أَبِيهَا تُحَدِّثُ عِنْدَهُ وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى مَارِيَةَ فَظَلَّ مَعَهَا فِي بَيْتِ حَفْصَةَ وَضَاجَعَهَا , فَرَجَعَتْ حَفْصَةُ مِنْ عِنْدِ أَبِيهَا وَأَبْصَرَتْهُمَا فَغَارَتْ غَيْرَةً شَدِيدَةً , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَجَ سُرِّيَّتَهُ فَدَخَلَتْ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: قَدْ رَأَيْتُ مَا كَانَ عِنْدَكَ وَقَدْ وَاللَّهِ سُؤْتَنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ: «§فَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُرْضِيَنَّكِ إِنِّي مُسِرٌّ إِلَيْكِ سِرًّا فَأَخْفِيهِ لِي» ، فَقَالَتْ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «أُشْهِدُكِ أَنَّ سُرِّيَّتِي عَلَيَّ حَرَامٌ» . يُرِيدُ بِذَلِكَ رِضَا حَفْصَةَ وَكَانَتْ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ قَدْ تَظَاهَرَتَا عَلَى نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: فَانْطَلَقَتْ حَفْصَةُ فَحَدَّثَتْ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهَا: أَبْشِرِي فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى رَسُولِهِ وَلِيدَتَهُ فَلَمَّا أَخْبَرَتْ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ أَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} , إِلَى قَوْلِهِ {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم: 5]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُوَيْدٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: خَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَارِيَتِهِ مَارِيَةَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ قَاعِدَةٌ عَلَى بَابِهِ , فَقَالَتْ -[188]-: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي؟ , فَقَالَ النَّبِيُّ: «§هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ فَأَمْسِكِي عَنِّي» ، قَالَتْ: لَا أَقْبَلُ دُونَ أَنْ تَحْلِفَ لِي، قَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَمَسُّهَا أَبَدًا» فَكَانَ الْقَاسِمُ يَرَى قَوْلَهُ حَرَامٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: يَا أُمَّ مُحَمَّدٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ؟ , فَقَالَتْ عَمْرَةُ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهُ أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةٌ فِي بَيْتِهَا فَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ بِنَصِيبِهَا وَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَلَمْ تَرْضَ ثُمَّ زَادُوهَا مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ تَرَضْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي لَا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا» ، قَالَتْ: فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ آخَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا أَخْبَرَهُ بِهِ وَلَا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ، قَالَ: فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ خَبَرٌ؟ , فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: نَعَمْ عَظِيمٌ، فَقَالَ عُمَرُ: لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا قَدْ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: رَغِمَ أَنْفُ حَفْصَةَ قَدْ كُنْتُ أَنْهَاهَا أَنْ تُرَاجِعَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ، قَالَتْ: فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ , فَارْتَقَى دَرَجَةً كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ خَشَبٍ وَإِذَا عَلَى الْبَابِ غُلَامٌ حَبَشِيُّ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , أَأَدْخُلُ؟، قَالَتْ: فَقَالَ الْحَبَشِيُّ: بِرَأْسِهِ إِلَى الْبَيْتِ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى عُمَرَ أَنْ لَا، قَالَتْ: فَلَبِثَ سَاعَةً ثُمَّ لَمْ تَقَرَّ نَفْسُهُ فَارْتَقَى مِنَ الدَّرَجَةِ اثْنَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , أَأَدْخُلُ؟ , فَأَدْخَلَ الْحَبَشِيُّ رَأْسَهُ فِي الْبَيْتِ , ثُمَّ قَالَ: ادْخُلْ، قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرُ فَإِذَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ رَاقِدًا تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ إِلَّا الْحَصِيرُ -[189]-، قَالَتْ: وَأَثَّرَ الْحَصِيرُ فِي جَنْبِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟» , قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كِسْرَى وَقَيْصَرُ عَدُوَّا اللَّهِ يَفْتَرِشَانِ الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ وَأَنْتَ نَبِيُّهُ وَصَفِيُّهُ وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْأَرْضِ إِلَّا الْحَصِيرُ وَوِسَادَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهْبَةٌ فِيهَا رِيحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أُولَئِكَ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ» . ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟، قَالَ: «لَا» . فَكَبَّرَ عُمَرُ تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتُ لِحَفْصَةَ لَا يَغُرَّنَّكِ حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ عَائِشَةَ وَحُسْنُهَا أَنْ تُرَاجِعِيهِ بِمَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. فَلَمَّا ذَكَرَ حُسْنَهَا تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ كَرِهْتَ مِنْ حَفْصَةَ شَيْئًا فَطَلِّقْهَا فَأَنْتَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِي وَأَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا عُمَرُ لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ أَبَدًا حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ» ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ مَشْرُبَتِهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ قُلْتُ كَلِمَةً لَمْ أُلْقِ لَهَا بَالًا فَغَضِبْتَ عَلَيَّ , أَلَيْسَ قُلْتَ شَهْرًا؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّمَا الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَطَفَ بِإِبْهَامِهِ فِي الثَّالِثَةِ» . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، نَحْوَ حَدِيثِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حِينَ لَقِيَهُ الْأَنْصَارِيُّ: يَا وَيْحَ حَفْصَةَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، قَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ النَّبِيَّ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَلَا حُسْنُ زَيْنَبَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَتُكَلِّمِنَ رَسُولَ اللَّهِ وَتُرَاجِعْنَهُ فِي شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَاعَجَبَاهُ وَمَا لَكَ وَلِلدُّخُولِ فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ وَنِسَائِهِ أَيْ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُكَلِّمَهُ فَإِنْ حَمَلَ ذَلِكَ كَانَ أَوْلَى بِهِ وَإِنْ نَهَانَا كَانَ أَطْوَعَ عِنْدَنَا مِنْكَ، قَالَ عُمَرُ: فَنَدِمْتُ عَلَى كَلَامِي لِنِسَاءِ النَّبِيِّ بِمَا قُلْتُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، ابْنَا أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ لَحْمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§أَهْدِي لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ» قَالَتْ: فَأَهْدَيْتُ لَهَا فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ: «أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ إِلَّا زِدْتِهَا» ، قَالَتْ: فَزِدْتُهَا حَتَّى زِدْتَهَا ثَلَاثًا فَقُلْتُ لَقَدْ أَقْمَأَتْكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي لَا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ» ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ شَهْرَنَا هَكَذَا» , بِيَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ صَنَعَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَهُ وَقَبَضَ إِحْدَى أَصَابِعَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ذَبْحًا فَأَمَرَنِي فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِنَصِيبِهَا فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ: «§زِيدُوهَا ثَلَاثًا» , كُلَّ ذَلِكَ تَرُدُّهُ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ حِينَ تَرُدُّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ، فَقَالَ: «أَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي وَاللَّهِ لَا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا» . فَاعْتَزَلَ فِي مَشْرُبَةٍ وَكَانَ عُمَرُ مُؤَاخِيًا أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ وَلَا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ , فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ مِنْ خَبَرٍ، فَقَالَ أَوْسٌ: نَعَمْ عَظِيمٌ، قَالَ عُمَرُ: لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ أَنْعَلَ الْخَيْلَ، قَالَ أَوْسٌ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا طَلَّقَ نِسَاءَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَ حَفْصَةَ قَدْ كُنْتُ أَنْهَاهَا أَنْ تُرَاجِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ , إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَحُسْنُ زَيْنَبَ , ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَصَّ مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَةٍ شَهْرًا حِينَ أَفْشَتْ حَفْصَةُ -[191]- إِلَى عَائِشَةَ الَّذِي أَسَرَّ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ قَالَ: «§مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا مَوْجِدَةً عَلَيْهِنَّ» فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَقَالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» ، قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا خَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ بَدَأَ بِعَائِشَةَ وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «§أَعِنِّي عَلَيْهَا» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا وَاللَّهِ لَا يُعِينُكَ عَلَيَّ أَحَدٌ فَأَخْبِرْنِي مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَكِ» فَقَالَتِ: اخْتَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَقَالَتْ: هِيَ عِنْدَكَ أَمَانَةٌ لَا تُخْبِرِ امْرَأَةً مِنْهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَمْ أُرْسَلْ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنِّي أُرْسِلْتُ مُبَشِّرًا فَإِنْ سَأَلْنَنِي أَخْبَرْتُهُنَّ» , ثُمَّ خَيَّرَ حَفْصَةَ فَقَالَتْ: مَاذَا قَالَتْ عَائِشَةُ؟ , فَأَخْبَرَهَا فَقَبِلْنَ جَمِيعًا وَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غَيْرَ الْعَامِرِيَّةِ اخْتَارَتْ قَوْمَهَا , فَكَانَتْ بَعْدُ تَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ. وَكَانَتْ تَلْقُطُ الْبَعْرَ وَتَبِيعُهُ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْأَلُهُنَّ وَتَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: اخْتَرْنَهُ صلّى الله عليه وسلم جَمِيعًا غَيْرَ الْعَامِرِيَّةِ اخْتَارَتْ قَوْمَهَا فَكَانَتْ ذَاهِبَةَ الْعَقْلِ حَتَّى مَاتَتْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§خَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ فَاخْتَرْنَهُ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلَاقًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§خَيَّرَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يُعِدَّ ذَلِكَ طَلَاقًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ -[192]- أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " §قَالَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ: مَا نِسَاءٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَغْلَى مُهُورًا مِنَّا، قَالَ: فَغَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُنَّ فَاعْتَزَلَهُنَّ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ فَخَيَّرَهُنَّ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ طَلَاقًا ".

ذكر ما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القوة على الجماع

§ذِكْرُ مَا أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجِمَاعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كُنْتُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ فِي الْجِمَاعِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْكَفِيتَ فَمَا أُرِيدُهُ مِنْ سَاعَةٍ إِلَّا وَجَدْتُهُ وَهُوَ قِدْرٌ فِيهَا لَحْمٌ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَقِيَنِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَفِيتُ قُوَّةُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§رَأَيْتُ كَأَنِّي أُتِيتُ بِقِدْرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهَا حَتَّى تَضَلَّعْتُ فَمَا أُرِيدُ أَنْ آتِيَ النِّسَاءَ سَاعَةً إِلَّا فَعَلْتُ مُنْذُ أَكَلْتُ مِنْهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: §طَافَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةً عَلَى نِسَائِهِ التِّسْعِ اللَّاتِي تُوُفِّيَ وَهُنَّ عِنْدَهُ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ، قَالَ لِسَلْمَى: «صَبِيُّ لِي غُسْلًا» -[193]-. فَيَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْأُخْرَى. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا يَكْفِيكَ غُسْلٌ وَاحِدٌ؟ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§كُنْتُ أَصُبُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنْ نِسَائِهِ أَجْمَعَ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، مَوْلَى ثَابِتٍ عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ» .

باب الاستتار وغيره

§بَابُ الِاسْتِتَارِ وَغَيْرِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ رَسُولِ اللَّهِ قَطُّ أَوْ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ قَطُّ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَهَذَا الثَّبْتُ وَإِذَا كَانَ هَذَا مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ الْبَيِّنَةِ الثَّابِتَةِ فَلَابُدَّ مِنْ أَنْ يُرَى فَإِنْ كَانَتْ تَعْنِي أَنَّهَا لَمْ تَأْمُلْ ذَلِكَ -[194]- فَهَذَا أَوْجَهُ , وَقَدْ يَرَى الْإِنْسَانُ مَا لَا يُرِيدُ النَّظَرَ إِلَيْهِ وَقَدْ رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ لَا يَرَيَانِ بَأْسًا يَرَاهُ مِنْهَا وَتَرَاهُ مِنْهُ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: أَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ وَإِنْ رَآهُ فَلَا بَأْسَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ وَلَا يَتَجَرَّدَا تَجَرُّدَ الْعِيرَيْنِ»

ذكر من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أحل له جميع النساء

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ حَتَّى أُحِلَّ لَهُ جَمِيعُ النِّسَاءِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " §لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أُحِلَّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ وَهُوَ قَوْلُهُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ "} [الأحزاب: 51]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أُحِلَّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ إِلَّا ذَاتَ مَحْرَمٍ لِقَوْلِهِ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ "} [الأحزاب: 51] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي بَرَدَانُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ -[195]-. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §لَمَّا نَزَلَ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] , قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ اللَّهَ يُسَارِعُ لَكَ فِيمَا تُرِيدُ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَهَذَا الْأَمْرُ الَّذِي رَأَيْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§مَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ»

ذكر من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم حبس على نسائه

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَبَسَ عَلَى نِسَائِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا نَعْلَمُهُ يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فِي قَوْلِهِ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب: 52] ، قَالَ: «§فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَتَزَوَّجْ بَعْدَهُنَّ وَحُبِسْنَ عَلَيْهِ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] قَالَ: " §تَعْزِلُ مَنْ -[196]- تَشَاءُ بِغَيْرِ طَلَاقٍ مِنْ أَزْوَاجِكَ. {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] تَرُدُّهُ إِلَيْكَ، وَلَا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ , فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَتَزَوَّجْ بَعْدَهُنَّ , يَقُولُ لَا نَصْرَانِيَّةً وَلَا يَهُودِيَّةً وَلَا كَافِرَةً وَلَا كُلَّ امْرَأَةٍ , {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ} [الأحزاب: 52] , يَعْنِي الْمُسْلِمَاتِ غَيْرَهُنَّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكَاتِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ أَرَ مَالِكًا يُعْجِبُهُ هَذَا التَّفْسِيرُ مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَعْجَبُ إِلَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: " §هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُطَلِّقَ مِنْ نِسَائِهِ فَلَمَّا رَأَيْنَ ذَلِكَ جَعَلْنَهُ فِي حِلٍّ مِنْ أَنْفُسِهِنَّ يُؤْثِرُ مَنْ يَشَاءُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} [الأحزاب: 50] , حَتَّى بَلَغَ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] , يَقُولُ تَعْزِلُ مَنْ تَشَاءُ , فَعَزَلَ زَيْنَبَ وَأُمَّ حَبِيبَةَ وَصَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَةَ وَمَيْمُونَةَ وَجَعَلَ يَأْتِي حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ قَالَ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] ، قَالَ: تَعْزِلُ مَنْ تَشَاءُ {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51] . ثُمَّ ذَكَرَ {لَا يَحِلُّ} [الأحزاب: 52] لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ , يَعْنِي الْمُشْرِكَاتِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: «§لَمَّا خَشِيَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُفَارِقَهُنَّ قُلْنَ افْرِضْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ. فَأَمَرَهُ اللَّهُ فَأَرْجَأَ خَمْسًا وَآوَى أَرْبَعًا»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ} [الأحزاب: 50] ، قَالَ: «§لَا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ بَعْدَ هَذِهِ الصِّفَةِ»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَمَّى زِيَادًا قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: §أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتْنَ أَكَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ ضَرْبًا مِنَ النِّسَاءِ وَوَصَفَ لَهُ صِفَةً، فَقَالَ: لَا تَحِلُّ -[197]- لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدِ هَذِهِ الصِّفَةِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} [الأحزاب: 52] , يَقُولُ: " §مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنْتُ لَكَ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ مِنْ بَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةٍ مُؤْمِنَةٍ إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ فَأَحَلَّ لَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْهُنَّ، قَوْلُهُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] , جَعَلَهُ مُحَلِّلًا فِي ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَشَاءُ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " §لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكِنْدِيَّةَ وَبَعَثَ فِي الْعَامِرِيَّاتِ وَوَهَبَتْ لَهُ أُمُّ شَرِيكٍ غَزِيَّةَ بِنْتَ جَابِرٍ نَفْسَهَا، قَالَ أَزْوَاجُهُ: لَئِنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ الْغَرَائِبَ مَا لَهُ فِينَا مِنْ حَاجَةٍ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ حَبْسَ النَّبِيِّ عَلَى نِسَائِهِ وَأَحَلَّ لَهُ مِنْ بَنَاتِ الْعَمِّ وَالْعَمَّةِ وَالْخَالِ وَالْخَالَةِ مِمَّنْ هَاجَرَ مَا شَاءَ , وَحَرَّمَ عَلَيْهِ مَا سِوَى ذَلِكَ إِلَّا مَا مَلَكَتِ الْيَمِينُ غَيْرَ الْمَرْأَةِ الْمُؤْمِنَةِ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ أُمُّ شَرِيكٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §إِنَّمَا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُطَلِّقَ بَعْضَهُنَّ فَجَعَلْنَهُ فِي حِلٍّ. فَكَانَ يَأْتِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَعَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ وَعَزَلَ سَائِرَ نِسَائِهِ، قَالَ: {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51] , يَعْنِي نِسَاءَهُ اللَّاتِي عَزَلَ لَا تَسْتَكْثِرْ مِنْهُنَّ. ثُمَّ قَالَ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب: 52] , يَعْنِي بَعْدَ هَؤُلَاءِ التِّسْعِ وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُنَّ الْمُشْرِكَاتِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَوْلُ ثَعْلَبَةَ هَذَا أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ أَبِي رَزِينٍ لِأَنَّ -[198]- الثَّبْتَ عِنْدَنَا أَنَّ آثَرَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَهُ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَزَيْنَبُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي قَوْلِهِ: {§يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزاب: 30] , يَعْنِي فِي الْآخِرَةِ , {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [الأحزاب: 31] , يَعْنِي تُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , {وَتَعْمَلْ صَالِحًا} [الأحزاب: 31] , تَصُومُ وَتُصَلِّي , {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا , يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32] , يَعْنِي الزِّنَا , {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32] , يَعْنِي كَلَامًا ظَاهِرًا لَيْسَ فِيهِ طَمَعٌ لِأَحَدٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {" §فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32] ، قَالَ: «يَعْنِي الزِّنَا» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَحَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32] , «يَعْنِي كَلَامًا لَيْسَ فِيهِ طَمَعٌ لِأَحَدٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§يَعْنِي كَلَامًا يُعْرَفُ ظَاهِرًا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ فَتَمْشِي بَيْنَ الرِّجَالِ فَذَلِكَ تَبَرُّجُ الْجَاهِلِيَّةِ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى "} [الأحزاب: 33]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: «§الْجَاهِلِيَّةُ الْأُولَى بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ -[199]- فِي قَوْلِهِ: {§وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] , «يَعْنِي التَّبَخْتُرَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§الْجَاهِلِيَّةُ الْأُولَى الَّتِي وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ وَالْجَاهِلِيَّةُ الْأُخْرَى الَّتِي وُلِدَ فِيهَا مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

باب تفسير الآيات التي في ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

§بَابُ تَفْسِيرِ الْآيَاتِ الَّتِي فِي ذِكْرِ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ: {§لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، قَالَ: «يَعْنِي أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَتْ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ النَّوَافِلَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ كُلِّهِنَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَذْكُرُ النِّسَاءُ» , فَأَنْزَلَ اللَّهُ {§إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35] إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {§مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] ، قَالَ: «الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " §لَمَّا ذُكِرَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -[200]- صلّى الله عليه وسلم، قَالَتِ النِّسَاءُ: لَوْ كَانَ فِينَا خَيْرٌ لَذُكِرْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] الْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ: {مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35] "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ فِي قَوْلِهِ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] ، قَالَ: " قَالَتِ امْرَأَةٌ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: «§أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ وَلَسْتُ أُمَّ نِسَائِكُمْ» قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: أَنَا أُمُّ الرِّجَالِ مِنْكُمْ وَالنِّسَاءِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " §الْجَاهِلِيَّةُ الْأُولَى الَّتِي وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ صلّى الله عليه وسلم وَكُنَّ النِّسَاءُ يَتَزَيَّنَّ وَيَلْبَسْنَ مَا لَا يُوَارِيهُنَّ وَأَمَّا الْآخِرَةُ فَالَّتِي وُلِدَ فِيهَا مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم وَكَانُوا أَهْلَ ضِيقٍ فِي مَعَايِشِهِمْ فِي مَطْعَمِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ , فَوَعَدَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَفْتَحَ عَلَيْهِ الْأَرْضَ، فَقَالَ: قُلْ لِنِسَائِكَ إِنْ أَرَدْنَكَ أَلَّا يَتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى , {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] يَقُولُ: مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ الْقُرْآنُ، فَقَالَ النِّسَاءُ لِلرِّجَالِ: أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمْتُمْ وَفَعَلْنَا كَمَا فَعَلْتُمْ فَتُذْكَرُونَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا نُذَكَرُ وَكَانَ النَّاسُ يُسَمَّوْنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا هَاجَرُوا سُمُّوا الْمُؤْمِنِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} [الأحزاب: 35] , يَعْنِي الْمُطِيعِينَ وَالْمُطِيعَاتِ , {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} [الأحزاب: 35] , شَهْرَ رَمَضَانَ , {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35] , يَعْنِي مِنَ النِّسَاءِ , {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35] , يَعْنِي ذِكْرَ آلَاءِ اللَّهِ وَذِكْرَ نِعَمِهِ , {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35] . فَلَمَّا خَيَّرَهُنَّ

رَسُولُ اللَّهِ اخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} [الأحزاب: 52] ، قَالَ: مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ التِّسْعِ اللَّاتِي اخْتَرْنَكَ فَقَدْ حُرِّمَ عَلَيْكَ تَزَوُّجُ غَيْرِهِنَّ {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52] إِلَّا التِّسْعَ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدَكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} [الأحزاب: 53] ، قَالَ: " §نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ لِأَنَّهُ قَالَ: إِذَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَا فِي قَوْلِهِ: {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ} [الأحزاب: 54] ، قَالَ: «§أَنْ تَكَلَّمُوا بِهِ فَتَقُولُوا نَتَزَوَّجُ فُلَانَةَ لِبَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوْ تُخْفُوا ذَلِكَ فِي أَنْفُسِكُمْ فَلَا تَنْطِقُوا بِهِ يَعْلَمْهُ اللَّهُ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] قَالَ: «§لَا تَحِلُّ الْهِبَةُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، وَمَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: {§وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} [الأحزاب: 51] قَالَ: «كُنَّ نِسَاءٌ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ لَمْ يَدْخُلْ بِهِنَّ وَلَمْ يَضْرِبْ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ -[202]- اللَّهِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ مِثْلَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الْأَمْرُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، فِي قَوْلِهِ: {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} [الأحزاب: 38] الْآيَةَ، قَالَ: «§يَعْنِي يَتَزَوَّجُ مَا يَشَاءُ مِنَ النِّسَاءِ هَذَا فَرِيضَةٌ وَكَانَ مَنْ كَانَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ هَذَا سُنَّتُهُمْ , قَدْ كَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَلْفُ امْرَأَةٍ سَبْعُ مِائَةِ مَهِيرَةٍ وَثَلَاثُمِائَةِ سُرِّيَّةٍ , وَكَانَ لِدَاوُدَ مِائَةُ امْرَأَةٍ فِيهِنَّ أُمُّ سُلَيْمَانَ امْرَأَةٌ أُورِيَا تَزَوَّجَهَا دَاوُدُ بَعْدَ الْفِتْنَةِ , فَهَذَا أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: " §قَالَتْ يَهُودُ لَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي لَا يَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَلَا وَاللَّهِ مَا لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا النِّسَاءُ , وَحَسَدُوهُ لِكَثْرَةِ نِسَائِهِ وَعَابُوهُ بِذَلِكَ , وَقَالُوا: لَوْ كَانَ نَبِيًّا مَا رَغِبَ فِي النِّسَاءِ، وَكَانَ أَشَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ وَأَخْبَرَهُمْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَسَعَتِهِ عَلَى نَبِيِّهِ، فَقَالَ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54] , يَعْنِي بِالنَّاسِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء: 54] , مَا آتَى اللَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , كَانَتْ لَهُ أَلْفُ امْرَأَةٍ سَبْعُمِائَةِ مَهِيرَةٍ وَثَلَاثُمِائَةِ سُرِّيَّةٍ، وَكَانَتْ لِدَاوُدَ مِائَةُ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ أُورِيَا أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ النَّبِيِّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ الْفِتْنَةِ , فَهَذَا أَكْثَرُ مِمَّا لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، وَهِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً يَعْنِي فِي لَيْلَةٍ، كُلُّ وَاحِدَةٍ -[203]- تَأْتِي بِغُلَامٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ فَلَمْ تَأْتِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشَيْءٍ إِلَّا وَاحِدَةً جَاءَتْ بِشِقِّ غُلَامٍ , وَلَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ دَرَكًا لَهُ فِي حَاجَتِهِ وَلَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، §أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِي فَتَأْتِي كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَمْ يَسْتَثْنِ , وَلَوِ اسْتَثْنَى لَكَانَ. فَطَافَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ فَلَمْ تَحْمَلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ حَمَلَتْ شِقَّ إِنْسَانٍ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَى سُلَيْمَانَ مِنْ تِلْكِ الشِّقَّةِ، قَالَ: وَكَانَ أَوْلَادُهُ يَمُوتُونَ فَجَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُؤَخِّرَ ابْنِي هَذَا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُ، فَقَالَ: لَا وَلَكِنْ أُخْبِرُكَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ , فَجَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ: لِمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْجِنِّ أَيُّكُمْ يَخْبَأُ لِي ابْنِي هَذَا، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَخْبَأُهُ لَكَ فِي الْمَشْرِقِ، قَالَ: مِمَّنْ تَخْبَؤُهُ؟ قَالَ: مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ، قَالَ: قَدْ نَفَذَ بَصَرُهُ , ثُمَّ قَالَ: آخَرُ أَنَا أَخْبَأُهُ فِي الْمَغْرِبِ، قَالَ: وَمِمَّنْ تَخْبَؤُهُ؟ قَالَ: مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ، قَالَ: قَدْ نَفَذَ بَصَرُهُ، قَالَ آخَرُ: أَنَا أَخْبَأُهُ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ، قَالَ: مِمَّنْ تَخْبَؤُهُ؟ قَالَ: مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ، قَالَ: قَدْ نَفَذَ بَصَرُهُ، قَالَ آخَرُ: أَنَا أَخْبَأُهُ لَكَ بَيْنَ مُزْنَتَيْنِ لَا تُرَيَانِ، قَالَ سُلَيْمَانُ: إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَهَذَا. فَلَمَّا جَاءَ أَجَلُهُ نَظَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي الْأَرْضِ فَلَمْ يَرَهُ فِي مَشْرِقِهَا وَلَا فِي مَغْرِبِهَا وَلَا فِي شَيْءٍ مِنَ الْبِحَارِ وَرَآهُ بَيْنَ مُزْنَتَيْنِ فَجَاءَهُ فَأَخَذَهُ فَقَبَضَ رُوحَهُ عَلَى كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} [ص: 34]

ذكر ضرب النساء

§ذِكْرُ ضَرْبِ النِّسَاءِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ وَلَا خَادِمًا وَلَا ضَرَبَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَلَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ مِنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ» . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: «§مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُنَّ قَدْ فَسَدْنَ، قَالَ: «§اضْرِبُوهُنَّ وَلَا يُضْرَبُ إِلَّا شِرَارُكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: كَانَ قَدْ نُهِيَ الرِّجَالُ عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ، ثُمَّ شَكَاهُنَّ الرِّجَالُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ضَرْبِهِنَّ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ قَدْ ضُرِبَتْ , مَا أُحِبُّ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثَائِرًا فَرِيصٌ عَصَبُ رَقَبَتِهِ عَلَى مُرَيْئَتِهِ يُقَاتِلُهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§مَا أُحِبُّ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثَائِرًا فَرِيصٌ عَصَبُ رَقَبَتِهِ عَلَى مُرَيْئَتِهِ يُقَاتِلُهَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَدْ ضَرَبَهَا زَوْجُهَا ضَرْبًا شَدِيدًا , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ , وَقَالَ: «§يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ ثُمَّ يَظَلُّ يُعَانِقُهَا وَلَا يَسْتَحْيِي» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذِئَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§لَا تَضْرِبُوا النِّسَاءَ» ، قَالَ: فَتَرَكُوا ضَرْبَهُنَّ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَبَرَّ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَأْذَنْ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَشْكُو زَوْجَهَا وَلَا يَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ رَيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَلَا تَتَزَوَّجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي نِسَاءِ الْأَنْصَارِ فَإِنَّ فِيهِنَّ جَمَالًا؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§هُنَّ نِسَاءٌ فِيهِنَّ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ وَلَا يَصْبِرْنَ عَلَى الضَّرَائِرِ وَأَنَا صَاحِبُ ضَرَائِرَ وَأَكْرَهُ أَنْ أَسُوءَ قَوْمَهَا فِيهَا» .

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَأْخُذْنَ مِنْ شُعُورِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَهَيْئَةِ الْوَفْرَةَ» .

ذكر حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأزواجه

§ذِكْرُ حَجِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِأَزْوَاجِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: " §لَمَّا حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَّةَ الْوَدَاعِ حَجَّ بِنِسَائِهِ جَمِيعًا فِي حَجَّتِهِ تِلْكَ فِي الْهَوَادِجِ، قَالَتْ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ لَيْلًا وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ بِالْعَرْجِ جَلَسَ بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ , فَجَاءَتْهُ عَائِشَةُ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ الْآخَرِ , وَجَاءَتْ أَسْمَاءُ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ , فَأَقْبَلَ غُلَامُ أَبِي بَكْرٍ مُتَسَرْبِلًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ فَقَالَ: أَضَلَّنِي. فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ بَعِيرٌ وَاحِدٌ يَضِلُّ مِنْكَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: «§أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ وَمَا يَصْنَعُ وَمَا يَنْهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا فِي صِيَامِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ فَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ عَلَى ذَلِكَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ وَهُوَ يَخْطُبُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، §أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّقَدُّمِ مِنْ جَمْعٍ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ , وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً فَأَذِنَ لَهَا , وَحَبَسَ -[207]- نِسَاءَهُ حَتَّى دَفَعْنَ بِدَفْعَتِهِ حِينَ أَصْبَحَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي التَّقَدُّمِ مِنْ جَمْعٍ كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: «§لَقَدْ تَقَدَّمْتُ مَعَ سَوْدَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ , تَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَرَمَيْنَا قَبْلَ الْفَجْرِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: «§بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ فَرَمَوُا الْجَمْرَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §كُنْتُ فِيمَنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَ ضَعَفَةِ أَهْلِهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ , وَأَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ» .

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §قَدَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: أَيْ بَنِيَّ لَا تَرْمُوا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ذَكَرَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَقِيلَ قَدْ حَاضَتْ، فَقَالَ: «§أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟» , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ، قَالَ: «فَلَا إِذًا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ , -[208]- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنِسَائِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «§هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ» ، قَالَ: وَكُنَّ يَحْجُجْنَ كُلُّهُنَّ إِلَّا سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ , قَالَتَا لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِنِسَائِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «§هَذِهِ الْحِجَّةُ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصُرِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَزْوَاجِهِ: «§أَيِّكُنَّ اتَّقَتِ اللَّهَ وَلَمْ تَأْتِ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَلَزِمَتْ ظَهْرَ حَصِيرِهَا فَهِيَ زَوْجَتِي فِي الْآخِرَةِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ: «§قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ فَأَنَا أَقْعُدُ فِي بَيْتِي كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَكَانَتْ قَدْ أَخَذَتْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ عَامَ قَالَ: «هَذِهِ الْحِجَّةُ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصُرِ» ، فَلَمْ تَحُجَّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَتْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: لَمْ تَحُجَّ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ بَعْدَ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ الَّتِي حَجَّتْهَا مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ سَنَةَ عِشْرِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §مَنَعَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -[209]-، قَالَ: «§لَمَّا كَانَتِ الْحِجَّةُ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَهِيَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ , أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنَّهُ فِي الْخُرُوجِ فَأَذِنَ لَهُنَّ , وَأَمَرَ بِجَهَازِهِنَّ فَحُمِلْنَ فِي الْهَوَادِجِ عَلَيْهِنَّ الْأَكْسِيَةُ الْخُضْرُ , وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ , فَكَانَ عُثْمَانُ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَمَامَهُنَّ فَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ وَرَائِهِنَّ فَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ , يَنْزِلْنَ مَعَ عُمَرَ كُلَّ مَنْزِلٍ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§أَرْسَلَنِي عُمَرُ وَعُثْمَانُ بِأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّنَةَ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا عُمَرُ يُحِجُّهُنَّ , فَكَانَ عُثْمَانُ يَسِيرُ أَمَامَهُنَّ فَلَا يَتْرُكُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ وَلَا يَرَاهُنَّ إِلَّا مِنْ مُدِّ الْبَصَرِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَلْفَهُنَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ وَهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ , وَكَانَا يَنْزِلَانِ بِهِنَّ فِي الشِّعَابِ فَيُقِيلَانِهِنَّ فِي الشِّعَبِ وَيَنْزِلَانِ فِي فَيْءِ الشِّعَبِ وَلَا يَتْرُكَانِ أَحَدًا يَمُرُّ عَلَيْهِنَّ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: " §لَمَّا كَانَ عُمَرُ مَنَعَنَا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرَ عَامٍ فَأَذِنَ لَنَا فَحَجَجْنَا مَعَهُ , فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ وَوَلِيَ عُثْمَانُ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَأُمُّ سَلَمَةَ وَمَيْمُونَةُ وَأُمُّ حَبِيبَةَ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ نَسْتَأْذِنَهُ فِي الْحَجِّ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَعَلَ مَا رَأَيْتُنَّ وَأَنَا أَحُجُّ بِكُنَّ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُنَّ تَحُجُّ فَأَنَا أَحُجُّ بِهَا , فَحَجَّ بِنَا عُثْمَانُ جَمِيعًا إِلَّا امْرَأَتَيْنِ مِنَّا زَيْنَبَ تُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَلَمْ يَحُجَّ بِهَا عُمَرُ وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهَا بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكُنَّا نُسْتَرُ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ خُلَيْفٍ قَالَتْ: " رَأَيْتُ عُثْمَانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ حَجًّا بِنِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرَأَيْتُ عَلَى هَوَادِجِهِنَّ الطَّيَالِسَةَ

الْخُضْرَ وَهُنَّ حِجْرَةٌ مِنَ النَّاسِ يَسِيرُ أَمَامَهُنَّ ابْنُ عَفَّانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَصِيحُ إِذَا دَنَا مِنْهُنَّ أَحَدٌ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ , وَابْنُ عَوْفٍ مِنْ وَرَائِهِنَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ , فَنَزَلْنَ بِقُدَيْدٍ قَرِيبًا مِنْ مَنْزِلِي اعْتَزَلْنَ النَّاسَ وَقَدْ سَتَرُوا عَلَيْهِنَّ الشَّجَرَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ وَهُنَّ ثَمَانٍ جَمِيعًا. فَلَمَّا رَأَيْتُهُنَّ نَشَجْتُ فَقُلْنَ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقُلْتُ ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَبَكَيْنَ. وَقُلْتُ: هَذَا مَنْزِلُهُ عَلَيَّ فَعَرَفْنَنِي وَرَحَّبْنَ بِي وَأَجْزَرْتُهُنَّ جَزُورًا وَلَبَنًا فَقَبَضْنَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنِّي §فَوَصَلَتْنِي كُلُّ امْرَأَةٍ بِصِلَةٍ , وَقُلْنَ لِي: إِذَا قَدِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَأَخْرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَطَاءَ فَاقْدَمِي عَلَيْنَا، قَالَتْ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهِنَّ فَأَعْطَتْنِي كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ خَمْسِينَ دِينَارًا وَكَانَ عُثْمَانُ أَخْرَجَ الدِّيوَانَ بِقَدْرِ مَا كَانَ عُمَرُ يُخْرِجُهُ "

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §أَذِنَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يُنَادِي أَلَا لَا يَدْنُوَنَّ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ , وَهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ عَلَى الْإِبِلِ , فَإِذَا نَزَلْنَ أَنْزَلَهُنَّ بِصَدْرِ الشِّعَبِ , وَكَانَ عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِذَنَبِ الشِّعَبِ فَلَمْ يَصْعَدْ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «§رَأَيْتُ نِسَاءَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَجَجْنَ فِي هَوَادِجَ زَمَنَ الْمُغِيرَةِ عَلَيْهَا الطَّيَالِسَةُ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى أَزْوَاجِي الصَّادِقُ الْبَارُّ» , فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُسَافَرُ بِهِنَّ وَيُنْزِلُهُنَّ الشِّعَبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَنْفَذٌ وَيَجْعَلُ عَلَى هَوَادِجِهِنَّ الطَّيَالِسَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُنِيخُ عَلَى الطَّرِيقِ لِإِصْلَاحِ رَحْلٍ -[211]- أَوْ بَعْضِ مَا يُصْلِحُهُ مِنْ جِهَازِهِ فَيَلْحَقُهُ عُثْمَانُ وَهُوَ أَمَامَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَإِنْ كَانَ الطَّرِيقُ سَعَةً أَخَذَ يَمِينَ الطَّرِيقِ أَوْ يَسَارَهُ فَيَبْعَدُ عَنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَجِدْ سَعَةً وَقَفَ نَاحِيَةً حَتَّى يَرْحَلَ الرَّجُلُ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ , وَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلْقَى النَّاسَ مُقْبِلِينَ فِي وَجْهِهِ مِنْ مَكَّةَ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَقُولُ لَهُمْ: §يُمْنَةً أَوْ يُسْرَةً , فَيُنَحِّيهِمْ حَتَّى يَكُونُوا مَدَّ الْبَصَرِ حَتَّى يَمْضِينَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: بَاعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مَالَهُ كَيْدَمَةً مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ , فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ الْمَالُ دَعَانِي وَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ وَفُلَانًا، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ هَذَا الْمَالُ كَمَا تَرَيَانِ وَأَنَا بَادِئٌ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَوَزَنَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ أَلْفَ دِينَارٍ , فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِنَّ جَزَيْنَهُ خَيْرًا وَقُلْنَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا يُحَافِظُ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّادِقُ الْبَارُّ» , يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ فِي أَهْلِ رَحِمِهِ فَمَا قَامَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ إِنَّمَا فَاقَنَا عُرْوَةُ بِدُخُولِهِ عَلَيْكِ كُلَّمَا أَرَادَ، قَالَتْ: وَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ فَاجْلِسْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَسَلْنِي عَمَّا أَحْبَبْتَ فَإِنَّا لَمْ نَجِدْ أَحَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوْصَلَ لَنَا مِنْ أَبِيكَ , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: §لَا يَحْنِي عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّادِقُ الْبَارُّ "، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.

ذكر مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ مَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: «§بَعَثَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ بِمَارِيَةَ وَبِأُخْتِهَا سِيرِينَ وَأَلْفِ مِثْقَالٍ ذَهَبًا وَعِشْرِينَ ثَوْبًا لَيِّنًا وَبَغْلَتِهِ الدُّلْدُلِ وَحِمَارِهِ عُفَيْرٍ وَيُقَالُ يَعْفُورٌ , وَمَعَهُمْ خَصِيٌّ يُقَالُ لَهُ مَأْبُورُ شَيْخٌ كَبِيرٌ كَانَ أَخَا مَارِيَةَ , وَبَعَثَ بِذَلِكَ كُلِّهِ مَعَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ , فَعَرَضَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عَلَى مَارِيَةَ الْإِسْلَامَ وَرَغَّبَهَا فِيهِ , فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمَتْ أُخْتُهَا وَأَقَامَ الْخَصِيُّ عَلَى دِينِهِ حَتَّى أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُعْجَبًا بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَمِيلَةً , فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْعَالِيَةِ فِي الْمَالِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ مَشْرُبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا هُنَاكَ , وَضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ وَكَانَ يَطَؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ , فَلَمَّا حَمَلَتْ وَضَعَتْ هُنَا , وَقَبِلَتْهَا سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ زَوْجُ سَلْمَى فَبَشَّرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِبْرَاهِيمَ فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا , وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ , وَتَنَافَسَتِ الْأَنْصَارُ فِي إِبْرَاهِيمَ , وَأَحَبُّوا أَنْ يُفْرِغُوا مَارِيَةَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ هَوَاهُ فِيهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ إِلَّا دُونَ مَا غِرْتُ عَلَى مَارِيَةَ؛ وَذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ جَمِيلَةً مِنَ النِّسَاءِ جَعْدَةً , وَأُعْجِبَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ أَنْزَلَهَا أَوَّلَ مَا قُدِمَ بِهَا فِي بَيْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ فَكَانَتْ جَارَتَنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ عَامَّةَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ عِنْدَهَا حَتَّى فَرَغْنَا لَهَا فَجَزِعْتُ فَحَوَّلَهَا إِلَى الْعَالِيَةِ فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا هُنَاكَ , -[213]- فَكَانَ ذَلِكَ أَشَدَّ عَلَيْنَا. ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ مِنْهَا الْوَلَدَ وَحَرَمَنَا مِنْهُ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§كَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ سُرِّيَّةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَتِهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: «§هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ» ، وَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَقْرَبُهَا» ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] . قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: فَالْحَرَامُ حَلَالٌ فِي الْإِمَاءِ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِجَارِيَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ , وَإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقْرَبُكِ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ جَارِيَتَهُ فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَكَفَّرَ يَمِينَهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «§حَرَّمَهَا تَحْرِيمًا فَكَانَتْ يَمِينًا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: " §آلَى رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَمَتِهِ وَحَرَّمَهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْإِيلَاءِ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] , وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] الْآيَةَ. فَالْحَرَامُ حَلَالٌ , يَعْنِي فِي الْإِمَاءِ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: خَلَا رَسُولُ اللَّهِ بِجَارِيَتِهِ مَارِيَةَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ قَاعِدَةٌ عَلَى بَابِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ فَأَمْسِكِي عَنِّي» ، قَالَتْ: لَا أَقْبَلُ دُونَ أَنْ تَحْلِفَ لِي، فَقَالَ -[214]-: «وَاللَّهِ لَا أَمَسُّهَا أَبَدًا» . وَكَانَ الْقَاسِمُ يَرَى قَوْلَهُ حَرَامٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ مَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ أَهْدَاهَا الْمُقَوْقَسُ وَأُخْتَهَا سِيرِينَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ إِبْرَاهِيمَ , وَوَهَبَ سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ مَارِيَةُ مِنْ حَفْنَ مِنْ كَوْرَةِ أَنْصَا أَوْ أَنْصِنَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§اسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا» ، قَالَ: وَرَحِمُهُمْ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مِنْهُمْ وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §كَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ سُرِّيَّةً لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَتِهَا , وَكَانَ قِبْطِيُّ يَأْوِي إِلَيْهَا وَيَأْتِيهَا بِالْمَاءِ وَالْحَطَبِ، فَقَالَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ عِلْجٌ يَدْخُلُ عَلَى عِلْجَةٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدَهُ عَلِيٌّ عَلَى نَخْلَةٍ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ فَأَلْقَى الْكِسَاءَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَتَكَشَّفَ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ فَرَجَعَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِذَا أَمَرْتَ أَحَدَنَا بِالْأَمْرِ ثُمَّ رَأَى فِي غَيْرِ ذَلِكَ أَيُرَاجِعُكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى مِنَ الْقِبْطِيِّ، قَالَ: وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ فَاطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى ذَلِكَ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَ ذَلِكَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ فَلَقِيَهُ عَلَى رَأْسِهِ قِدْرَةً مُسْتَعْذِبًا لَهَا مِنَ الْمَاءِ فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ شَهَرَ السَّيْفَ وَعَمَدَ لَهُ فَلَمَّا رَآهُ الْقِبْطِيُّ طَرَحَ الْقِرْبَةَ -[215]- وَرَقَى فِي نَخْلَةٍ وَتَعَرَّى فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ فَأَغْمَدَ عَلِيٌّ سَيْفَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَصَبْتَ إِنَّ الشَّاهِدَ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ»

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَاضِي عَدْنٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ , حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§أَعْتَقَهَا وَلَدُهَا» .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§أَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَإِنَّهَا حُرَّةٌ إِذَا مَاتَ إِلَّا أَنْ يُعْتِقَهَا قَبْلَ مَوْتِهِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّهِ , وَكَانَتْ أُخْتَ مَارِيَةَ يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ فَوَهَبَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمُ وَأَنَا أَصِيحُ وَأُخْتِي مَا يَنْهَانَا , فَلَمَّا مَاتَ نَهَانَا عَنِ الصِّيَاحِ وَغَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ , ثُمَّ رَأَيْتُهُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ إِلَى جَنْبِهِ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْفَضْلُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ النَّاسُ: لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّهَا لَا تَكْسِفُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ» . وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ فُرْجَةً فِي اللَّبِنِ فَأَمَرَ بِهَا -[216]- تُسَدُّ , فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَكِنَّهَا تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُتْقِنَهُ» .

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§أُمِرَتْ أُمُّ وَلَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَارِيَةُ أَنْ تَعْتَدَّ ثَلَاثَ حِيَضٍ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ مَارِيَةَ لَمَّا أَنْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم §اعْتَدَّتْ ثَلَاثَ حِيَضٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَى مَارِيَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ , ثُمَّ كَانَ عُمَرُ يُنْفِقُ عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَتِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ مَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ. فَرُئِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْشُرُ النَّاسَ لِشُهُودِهَا , وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَقَبْرُهَا بِالْبَقِيعِ

ذكر عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري، قال: وحدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا: كانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد

§ذِكْرُ عَدَدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَا: كَانَتْ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ النُّبُوَّةِ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيقِ بْنِ عَابِدٍ الْمَخْزُومِيِّ , فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً فَسَمَّتْهَا هِنْدًا , ثُمَّ خَلَفَ عَلَى خَدِيجَةَ بَعْدَ عَتِيقٍ أَبُو هَالَةَ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ , فَوَلَدَتْ لَهُ رَجُلًا يُدْعَى هِنْدًا ثُمَّ , تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً

وَخَدِيجَةُ ابْنَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ وَالطَّاهِرَ وَهُوَ الْمُطَهَّرُ فَمَاتَا قَبْلَ النُّبُوَّةِ , وَوَلَدَتْ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ زَيْنَبَ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ , وَكَانَتْ أَكْبَرَ بَنَاتِ النَّبِيِّ ثُمَّ رُقَيَّةَ تَزَوَّجَهَا عُتَيْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَتَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ , ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ فَتَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بَعْدَ رُقَيَّةَ ثُمَّ وَلَدَتْ فَاطِمَةَ فَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَتُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَهِيَ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً , فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَهَا سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ الْعَامِرِيَّةَ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو , وَكَانَ قَدْ هَاجَرَ بِهَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ بِهَا , فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ قَدِمَ بِهَا الْمَدِينَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ , ثُمَّ تَزَوَّجَ عَلَى أَثَرِهَا عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِمَكَّةَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ , وَبَنَى بِهَا بِالْمَدِينَةِ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِ وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً , ثُمَّ تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا مَرْجِعَهُ مِنْ بَدْرٍ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا , فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ قَبْلَ أُحُدٍ بِشَهْرَيْنِ ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ ابْنَةَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ , وَلَهَا مِنْهُ عُمَرُ وَسَلَمَةُ وَزَيْنَبُ وَبَرَّةُ فَتُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ عَنْهَا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أُحُدٍ , وَكَانَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ إِيَّاهَا فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ , ثُمَّ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ صَفْوَانُ ذُو الشَّفْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ فَكَانَتْ جُوَيْرِيَةُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا , وَكَانَتِ الْمُرَيْسِيعُ

فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيَّةَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْهَا وَلَدٌ وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ , ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةِ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ تَزَوَّجَ رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَاقَةَ النَّضْرِيَّةَ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ فَتُوُفِّيَ الْحَكَمُ فَتُوُفِّيَتْ رَيْحَانَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ حَيُّ , وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي لَيَالٍ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَوْ لَيَالٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ , ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فِي الْهُدْنَةِ وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , بَعَثَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يُزَوِّجَهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ وَوَلِي يَوْمَئِذٍ تَزْوِيجَهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , ثُمَّ ارْتَدَّ وَتَنَصَّرَ فَمَاتَ هُنَاكَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةَ , ثُمَّ تَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ يَمِينِهِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ فَفَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا كِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ وَلَمْ تَكُنْ وَلَدَتْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا , وَكَانَتْ سُبِيَتْ مِنَ الْقَمُوصِ وَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ بِالصَّهْبَاءِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ , ثُمَّ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَهِيَ سَنَةُ الْقَضِيَّةِ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا , وَتَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّةِ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَفَارَقَهَا فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَتَقُولُ أَنَا الشَّقِيَّةُ , وَيُقَالُ: إِنَّمَا فَارَقَهَا لِبَيَاضٍ كَانَ بِهَا وَكَانَ تَزَوُّجُهُ إِيَّاهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ , وَتَزَوَّجَ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الْجُونِيَّةَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَهِيَ الَّتِي اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ وَكَانَ تَزَوُّجُهُ

إِيَّاهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عِنْدَ أَهْلِهَا بِنَجْدٍ , وَيُنْكِرُونَ كُلَّ مَنْ ذُكِرَ سِوَى هَؤُلَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ غَيْرَهُنَّ يُنْكِرُونَ , قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الْأَشْعَثَ بْنِ قَيْسِ وَيُنْكِرُونَ الْكِنَانِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِمَّنْ ذُكِرَ أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا سِوَى مَنْ سَمَّيْنَا فِي صَدْرِ هَذَا الْحَدِيثِ , وَقَالُوا: إِنَّمَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً , سِتٌّ مِنْهُنَّ قُرَشِيَّاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ بَنِي تَيْمٍ , وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ , وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَمِنَ الْعَرَبِ: زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيَّةُ , وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ , وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْمُصْطَلَقِيَّةُ , وَأَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ الْجُونِيَّةُ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا , وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّةُ , وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةُ أُمُّ الْمَسَاكِينِ , وَتَزَوَّجَ رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدِ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ , وَتَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، §تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً ثُمَّ سَمَّوْا جَمِيعَ مَنْ سَمَّيْنَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ قَالَ: " §تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ -[220]- امْرَأَةً فَسَمَّى الْأَرْبَعَ عَشْرَةَ اللَّوَاتِي فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَذَكَرَ أَبُو مَعْشَرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْجُنْدَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيِّ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ فِي رَمَضَانَ وَدَخَلَ بِهَا وَمَاتَتْ عِنْدَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ اللَّيْثِيَّةَ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَ الْأَرْبَعَ عَشْرَةَ الْمَرْأَةَ اللَّاتِي سَمَّيْنَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ فَفَارَقَ مِنْهُنَّ الْجُونِيَّةَ وَالْكِلَابِيَّةَ , وَمَاتَتْ عِنْدَهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةُ وَرَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ النَّضْرِيَّةِ , وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ تِسْعٍ لَا اخْتِلَافَ فِيهِنَّ وَهُنَّ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ , وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ , وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ , وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ , وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْمُصْطَلَقِيَّةُ , وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ النَّضْرِيَّةُ

ذكر عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ عِدَدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَهُ هَلِ اعْتَدَّ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، §اعْتَدَدْنَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَلِمَ يَعْتَدِدْنَ وَهُنَّ لَا يَحْلُلْنَ لِأَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ وَإِنَّمَا تَكُونُ الْعِدَّةُ لِلِاسْتِبْرَاءِ؟ فَغَضِبَ عُرْوَةُ -[221]- وَقَالَ: لَعَلَّكَ ذَهَبْتَ إِلَى قَوْلِهِ: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب: 32] أَمَّا الْعِدَّةُ فَإِنَّمَا عَمِلْنَ بِالْكِتَابِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: «§حَدُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا وَكُنَّ يَزُورُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا وَلَا يَبِتْنَ، عَنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَقَدْ تَعَطَّلْنَ حَتَّى كَأَنَّهُنَّ رَوَاهِبُ , وَمَا كَانَ يَمُرُّ بِهِنَّ يَوْمٌ أَوِ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ إِلَّا وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يُسْمَعُ نَشِيجُهَا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَلِ اعْتَدَدْنَ؟ فَقَالَ: مَا طَلَّقَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ مَدْخُولًا بِهَا إِلَّا اعْتَدَّتْ ثَلَاثَ حِيَضٍ , ثُمَّ يَقُولُ: §اعْتَدَّتِ الْكِلَابِيَّةُ ثَلَاثَ حِيَضٍ , وَاعْتَدَّتْ سَوْدَةُ حِينَ رَاجَعَهَا فِي أَوَّلِ حَيْضَةٍ قَبْلَ أَنْ تَطْهُرَ , وَاعْتَدَّ نِسَاؤُهُ فِي الْوَفَاةِ بَعْدَهُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ".

تسمية النساء المسلمات المبايعات من قريش وحلفائهم ومواليهم وغرائب نساء العرب

§تَسْمِيَةُ النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ الْمُبَايِعَاتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَحُلَفَائِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَغَرَائِبِ نِسَاءِ الْعَرَبِ

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، وهي ابنة عم زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة جد خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أمها،

§فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ هَرِمَ بْنِ رَوَاحَةَ جَدِّ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِ أُمِّهَا، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ زَوْجَ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ طَالِبًا وعَقِيلًا وَجَعْفَرًا وَعَلِيًّا وَأُمَّ هَانِئٍ وَجُمَانَةَ وَرَيْطَةَ بَنِي أَبِي طَالِبٍ وَأَسْلَمَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ , وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَزُورُهَا وَيَقِيلُ فِي بَيْتِهَا.

رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة ويقال تماضر بنت كلدة بنت عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وكانت عند نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن قصي بن زهرة بن كلاب، فولدت له مخرمة وصفوان وأمية

§رُقَيْقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا هَالَةُ وَيُقَالُ تُمَاضِرُ بِنْتُ كَلَدَةَ بِنْتِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَكَانَتْ عِنْدَ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ مَخْرَمَةَ وَصَفْوَانَ وَأُمَيَّةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُمِّهِ رُقَيْقَةَ بِنْتِ أَبِي صَيْفِيِّ -[223]- بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَتْ: «§لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَمِّي شَيْبَةَ تَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ يَوْمَ دَخَلَ بِهِ عَلَيْنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ فَالْتَزَمْتُهُ وَخَبَّرْتُ بِهِ أَهْلَنَا وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَسَنُّ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَتْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى ابْنِهَا مَخْرَمَةَ يَعْنِي قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَهِيَ أُمُّ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ حَذَّرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ قُرَيْشًا قَدِ اجْتَمَعَتْ تُرِيدُ بَيَاتَكَ اللَّيْلَةَ قَالَ الْمِسْوَرُ: §فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ فِرَاشِهِ وَبَاتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثها من أبيه وخمسة أجمال أوارك وقطعة غنم فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن حين تزوج خديجة بنت خويلد فتزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن فولدت له

§أُمُّ أَيْمَنَ وَاسْمُهَا بَرَكَةُ مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ وَحَاضِنَتُهُ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ وَخَمْسَةَ أَجْمَالٍ أَوَارِكَ وَقِطْعَةٍ غَنَمٍ فَأَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ حِينَ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ فَتَزَوَّجَ عُبَيْدُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أُمَّ أَيْمَنَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَيْمَنَ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقُتِلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ شَهِيدًا , وَكَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ الْكَلْبِيُّ مَوْلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ فَوَهَبَتْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ فَأَعْتَقَهُ وَزَوَّجَهُ أُمَّ أَيْمَنَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأُمِّ أَيْمَنَ: «يَا أُمَّهْ» . وَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا، قَالَ: «§هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي»

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ يَعْنِي حَمَّادَ بْنَ أُسَامَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالْمُنْصَرَفِ دُونَ الرَّوْحَاءِ فَعَطِشَتْ وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَجَهَدَهَا الْعَطَشُ فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السَّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَأَخَذَتْهُ فَشَرِبَتْ مِنْهُ حَتَّى رَوِيَتْ فَكَانَتْ تَقُولُ: §مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ، وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الْهَوَاجِرِ فَمَا عَطِشْتُ بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَصُومُ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ فَمَا أَعْطَشُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلَطِّفُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَتَقُومُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَتَزَوَّجْ أُمَّ أَيْمَنَ» , فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «§غَطِّي قِنَاعَكِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتِ: احْمِلْنِي، قَالَ: «§أَحْمِلُكِ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُطِيقُنِي وَلَا أُرِيدُهُ، فَقَالَ: «لَا أَحْمِلُكِ إِلَّا عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ» , يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُمَازِحُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْزَحُ وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا، وَالْإِبِلُ كُلُّهَا وَلَدُ النُّوقِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَجِيءُ فَتَقُولُ: لَا سَلَامَ فَأَحَلَّ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تَقُولَ سَلَامٌ ".

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَلَامٌ لَا عَلَيْكُمُ. فَرَخَّصَ لَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَقُولَ السَّلَامَ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ قَالَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ: سَبَّتَ اللَّهُ أَقْدَامَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اسْكُتِي يَا أُمَّ أَيْمَنَ فَإِنَّكِ عَسْرَاءُ اللِّسَانِ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يُجْعَلُ لَهُ مِنْ مَالِهِ النَّخَلَاتُ أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى فُتِحَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ فَجَعَلَ يُرَدُّ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرَتْنِي أَنْ آتِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ الَّذِي كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ فَأَعْطَانِيهِنَّ , فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي وَجَعَلَتْ تَقُولُ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعْطِيكَهُنَّ وَقَدْ أَعْطَانِيهِنَّ , أَوْ كَمَا قَالَتْ: فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَكِ كَذَا» , وَتَقُولُ: كَلَّا وَاللَّهِ أَوْ كَالَّذِي قَالَتْ: وَيَقُولُ لَكِ كَذَا الَّذِي أَعْطَاهَا حَسِبَتْ أَنَّهُ قَالَ: عَشْرَةَ أَمْثَالِهِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرَةِ أَمْثَالِهِ أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ حَضَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أُحُدًا وَكَانَتْ تَسْقِي الْمَاءَ وَتُدَاوِي الْجَرْحَى وَشَهِدَتْ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ، مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ فَصَلَّى صَلَاةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ , فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ حِينَ سَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْ أُخَيَّ §أَتَحْسَبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ؟ إِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَعُدْ لِصَلَاتِكَ، قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ الْحَجَّاجُ، قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ ابْنِ أُمِّ أَيْمَنَ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ لَأَحَبَّهُ» فَذَكَرَ حُبَّهُ مَا وَلَدَتْ أُمُّ أَيْمَنَ , وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ , فَقِيلَ لَهَا مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: «§أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ حِينَ مَاتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ؟ فَقَالَتْ: أَيْ وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيَمُوتُ وَلَكِنِّي إِنَّمَا §أَبْكِي عَلَى الْوَحْيِ إِذَا انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السَّمَاءِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، قَالَتْ: «§الْيَوْمَ وَهِيَ الْإِسْلَامُ» قَالَ قَبِيصَةُ فِي حَدِيثِهِ: وَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهَا فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ. قَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا جَاءَ بِحَدِيثِ جَعْفَرٍ ذَكَرَ هَذَا فِيهِ , وَإِذَا جَاءَ بِحَدِيثِ طَارِقٍ ذَكَرَ هَذَا فِيهِ فَكُنَّا نَقُولُ: سُفْيَانُ لَا يَحْفَظُ هَذَا فِي أَيِّ حَدِيثٍ هُوَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: خَاصَمَ ابْنُ أَبِي الْفُرَاتِ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ الْحَسَنَ بْنَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَنَازَعَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْفُرَاتِ فِي كَلَامِهِ يَا ابْنَ بَرَكَةَ يُرِيدُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: اشْهَدُوا وَرَفَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضِي الْمَدِينَةِ أَوْ وَالٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِابْنِ الْفُرَاتِ: مَا أَرَدْتَ إِلَى قَوْلِكَ: يَا ابْنَ بَرَكَةَ؟ قَالَ: سَمَّيْتُهَا بِاسْمِهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا أَرَدْتَ بِهَذَا التَّصْغِيرَ بِهَا وَحَالُهَا مِنَ الْإِسْلَامِ حَالُهَا وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ لَهَا: «يَا أُمَّهْ وَيَا أُمَّ أَيْمَنَ لَا أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ أَقَلْتُكَ» . فَضَرَبَهُ سَبْعِينَ سَوْطًا

سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت من يقول إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب وكانت سلمى امرأة أبي رافع مولى رسول الله وأم أولاده , وهي التي كانت تقبل خديجة بنت خويلد بن أسد في ولادتها إذا ولدت من رسول الله وتعد قبل ذلك ما تحتاج إليه , وهي قبلت

§سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ إِنَّهَا مَوْلَاةُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَتْ سَلْمَى امْرَأَةَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأُمَّ أَوْلَادِهِ , وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُقْبِلُ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ فِي وِلَادَتِهَا إِذَا وَلَدَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَتُعِدُّ قَبْلَ ذَلِكَ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ , وَهِيَ قَبِلَتْ مَارِيَةَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ بِإِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ وَخَرَجَتْ إِلَى زَوْجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَعْلَمَتْهُ أَنَّ مَارِيَةَ وَلَدَتْ غُلَامًا فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ فَبُشِّرَ رَسُولَ اللَّهِ بِهِ فَوَهَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ غُلَامًا. وَقَدْ شَهِدَتْ سَلْمَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خديجة بنت الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأطعمها رسول الله وأختها هندا بخيبر مائة وسق

§خَدِيجَةُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَأُخْتَهَا هِنْدًا بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ

هند بنت الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله , وأطعمها رسول الله وأختها خديجة بخيبر مائة وسق

§هِنْدُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ , وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَأُخْتَهَا خَدِيجَةَ بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ

أم رمثة ويقال أم رميثة بنت عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله وأطعمها رسول الله بخيبر أربعين وسقا تمرا وخمسة أوسق شعير , وهي أم حكيم أبي القعقاع بن حكيم وهو من الأزد حليف لبني المطلب بن عبد مناف بن قصي

§أُمُّ رِمْثَةَ وَيُقَالُ أُمُّ رُمَيْثَةَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِخَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا -[228]- تَمْرًا وَخَمْسَةَ أَوْسُقٍ شَعِيرٍ , وَهِيَ أُمُّ حَكِيمٍ أَبِي الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ وَهُوَ مِنَ الْأَزْدِ حَلِيفٌ لِبَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ

بحينة واسمها عبدة بنت الحارث وهو الأرت بن المطلب بن عبد مناف بن قصي , وأمها أم صيفي بنت الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها مالك رجل من الأزد حليف لهم فولدت له عبد الله ابن بحينة وجبير ابن بحينة وقد صحبها النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت

§بُحَيْنَةُ وَاسْمُهَا عَبْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَهُوَ الْأَرَتُّ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أُمُّ صَيْفِيِّ بِنْتِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا مَالِكٌ رَجُلٌ مِنْ الْأَزْدِ حَلِيفٌ لَهُمْ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ وَجُبَيْرَ ابْنَ بُحَيْنَةَ وَقَدْ صَحِبَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَتْ بُحَيْنَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثِينَ وَسْقًا

هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت هند وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأطعمها رسول الله مع أخيها مسطح بن أثاثة بخيبر ثلاثين وسقا واغتربت هند عند أبي جندب فولدت له ريطة

§هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ مِسْطَحِ بِنْتِ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ مَعَ أَخِيهَا مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ بِخَيْبَرَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا وَاغْتَرَبَتْ هِنْدٌ عِنْدَ أَبِي جُنْدُبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ رَيْطَةَ

أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة تزوجها أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف فولدت له مسطحا من أهل بدر وهندا , وأسلمت أم مسطح فحسن إسلامها وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل

§أُمُّ مِسْطَحِ بِنْتِ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا رَيْطَةُ بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ تَزَوَّجَهَا أُثَاثَةُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مِسْطَحًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَهِنْدًا , وَأَسْلَمَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فَحَسُنَ إِسْلَامُهَا وَكَانَتْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى مِسْطَحٍ حِينَ تَكَلَّمَ مَعَ أَهْلِ الْإِفْكِ فِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي تزوجها عفان بن أبي العاص بن أمية فولدت له عثمان وآمنة ابني عفان , ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدا وأم

§أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا عَفَّانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عُثْمَانَ وَآمِنَةَ ابْنِيَّ عَفَّانَ , ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْوَلِيدَ وَعُمَارَةَ وَخَالِدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَهِنْدًا وَأَسْلَمَتْ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزٍ , وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ ابْنَتِهَا أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ , وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَلَمْ تَزَلْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَتْ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: شَهِدْنَا أُمَّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ مَاتَتْ فَدَفَنَّاهَا بِالْبَقِيعِ فَرَجَعَ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى عُثْمَانُ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَانِبِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمِّي أَوِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمِّي، وَذَلِكَ فِي خِلَافَتِهِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي عَمِّي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ حَمَلَ سَرِيرَ أُمِّهِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ دَارِ غَطِيشٍ فَلَمْ يَزَلْ يَحْمِلُهَا كَذَلِكَ حَتَّى وَضَعَهَا بِمَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ §بَعْدَ أَنْ دَفَنَهَا قَائِمًا عَلَى قَبْرِهَا يَدْعُو لَهَا "

أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أسلمت بمكة وبايعت قبل الهجرة وهي أول من هاجر من النساء بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى

§أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ النِّسَاءِ بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ , وَلَمْ نَعْلَمْ قُرَشِيَّةً خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْهَا مَسْلَمَةً مُهَاجِرَةً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَّا أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عُقْبَةَ خَرَجَتْ مِنْ مَكَّةَ وَحْدَهَا وَصَاحَبَتْ رَجُلًا مِنْ خُزَاعَةَ حَتَّى قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فِي الْهُدْنَةِ هُدْنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ , فَخَرَجَ فِي أَثَرِهَا أَخَوَاهَا الْوَلِيدُ وَعُمَارَةُ ابْنَا عُقْبَةَ فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْغَدِ يَوْمَ قَدِمَتْ فَقَالَا: يَا مُحَمَّدُ فِ لَنَا بِشَرْطِنَا وَمَا عَاهَدْتَنَا عَلَيْهِ. وَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا امْرَأَةٌ وَحَالُ النِّسَاءِ إِلَى الضُّعَفَاءِ مَا قَدْ عَلِمْتَ , فَتَرُدُّنِي إِلَى الْكُفَّارِ يَفْتِنُونِي فِي دِينِي وَلَا صَبْرَ لِي , فَنَقَضَ اللَّهُ الْعَهْدَ فِي النِّسَاءِ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَنْزَلَ فِيهِنَّ الْمِحْنَةَ وَحَكَمَ فِي ذَلِكَ بِحُكْمٍ رَضَوْهُ كُلُّهُمْ. وَفِي أُمِّ كُلْثُومٍ نَزَلَ: {فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} [الممتحنة: 10] , فَامْتَحَنَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَامْتَحَنَ النِّسَاءَ بَعْدَهَا، يَقُولُ: «وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَكُنَّ إِلَّا حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْإِسْلَامُ وَمَا خَرَجْتُنَّ لِزَوْجٍ وَلَا مَالٍ» . فَإِذَا قُلْنَ ذَلِكَ تُرِكْنَ وَحُبِسْنَ فَلَمْ يُرْدَدْنَ إِلَى أَهْلِيهِنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْوَلِيدِ وَعُمَارَةَ ابْنَيْ عُقْبَةَ: «قَدْ نَقَضَ اللَّهُ الْعَهْدَ فِي النِّسَاءِ بِمَا قَدْ عَلِمْتُمَاهُ فَانْصَرِفَا» . وَلَمْ يَكُنْ لِأُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ بِمَكَّةَ زَوْجٌ , فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ الْكَلْبِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ وَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ مُؤْتَةَ فَتَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْنَبَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةٌ فَكَانَتْ تَسْأَلُهُ الطَّلَاقَ فَيَأْبَى عَلَيْهَا حَتَّى ضَرَبَهَا -[231]- الطَّلْقَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ , فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً ثُمَّ خَرَجَتْ فَوَضَعَتْ فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا قَدْ وَضَعَتْ، فَقَالَ: خَدَعَتْنِي خَدَعَهَا اللَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «§سَبَقَ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْطُبْهَا» قَالَ: لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ أَبَدًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ وَحُمَيْدًا , وَمَاتَ عَنْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَتَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَاتَتْ عِنْدَهُ. أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قَدْ شَرَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَنَّهُ مَنْ جَاءَ مِنْ قِبَلِنَا وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا , وَمَنْ جَاءَنَا مِنْ قِبَلِكَ رَدَدْنَا إِلَيْكَ. فَكَانَ يَرُدُّ إِلَيْهِمْ مَنْ جَاءَ مِنْ قِبَلِهِمْ يَدْخُلُ فِي دِينِهِ , فَلَمَّا جَاءَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مُهَاجِرَةً جَاءَ أَخَوَاهَا يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاهَا وَيَرُدَّاهَا إِلَيْهِمْ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفِقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ} [الممتحنة: 10] ، قَالَ: هُوَ الصَّدَاقُ , {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} [الممتحنة: 11] ، قَالَ: هِيَ الْمَرْأَةُ تُسْلِمُ فَيَرُدُّ الْمُسْلِمُونَ صَدَاقَهَا إِلَى الْكُفَّارِ , وَمَا طَلَّقَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ نِسَاءَ الْكُفَّارِ عِنْدَهُمْ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَرُدُّوا صَدَاقَهُنَّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ , فَإِنْ أَمْسَكُوا صَدَاقًا مِنْ صَدَاقِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا فَارَقُوا مِنْ نِسَاءِ الْكُفَّارِ أَمْسَكَ الْمُسْلِمُونَ صَدَاقَ الْمُسْلِمَاتِ اللَّاتِي جِئْنَ مِنْ قِبَلِهِمْ

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §كَانَ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: " §بَيْنَا نَحْنُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ , وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَهِيَ صَبِيَّةٌ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا ".

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا» .

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْعَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ -[233]- اللَّهِ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا» .

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَعَهُ قِلَادَةُ جَزْعٍ، فَقَالَ: «§لَأُعْطِيَنَّهَا أَرْحَمَكُنَّ» فَقُلْنَ يَدْفَعُهَا إِلَى بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَدَعَا بِابْنَةِ أَبِي الْعَاصِ مِنْ زَيْنَبَ فَعَقَدَهَا بِيَدِهِ وَكَانَ عَلَى عَيْنِهَا غَمَصٌ فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: غَمَصٌ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّجَاشِيَّ أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِلْيَةً فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذَهُ وَإِنَّهُ لَمُعْرِضٌ عَنْهُ فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى ابْنَةِ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ، فَقَالَ: «§تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ تَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بَعْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ , فَقُتِلَ عَنْهَا وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا فَخَلَفَ عَلَيْهَا الْمُغِيرَةِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، أَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ قَالَتْ: لِلْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَطَبَنِي، فَقَالَ لَهَا الْمُغِيرَةُ: §أَتُزَوِّجِينَ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ فَلَوْ جَعَلْتِ ذَلِكَ إِلَيَّ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُكِ. قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: فَجَازَ نِكَاحُهُ

أم خالد وهي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس , وأمها همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة , وكان خالد بن سعيد قد هاجر إلى أرض الحبشة ومعه امرأته همينة بنت خلف فولدت له هناك أمة بنت خالد

§أُمُّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهَا هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ , وَكَانَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَدْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ أَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ فَلَمْ تَزَلْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى قَدِمُوا فِي السَّفِينَتَيْنِ وَقَدْ بَلَغَتْ أَمَةُ وَعَقِلَتْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّجَاشِيَّ يَوْمَ خَرَجْنَا يَقُولُ لِأَصْحَابِ السَّفِينَتَيْنِ: أَقْرِئُوا جَمِيعًا رَسُولَ اللَّهِ مِنِّيَ السَّلَامَ ". قَالَتْ أَمَةُ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَقْرَأَ رَسُولَ اللَّهِ مِنَ النَّجَاشِيِّ السَّلَامَ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدٍ قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «§مَنْ تَرَوْنَ أَكْسُو هَذِهِ الْخَمِيصَةَ؟» قَالَتْ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ» ، قَالَتْ: فَأُتِيَ بِي رَسُولَ اللَّهِ أُحْمَلُ فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي بِقَبُولِهَا» , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمٍ فِي الْخَمِيصَةِ أَصْفَرَ أَوْ أَحْمَرَ، فَقَالَ: «هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ» . وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى الْعَلَمِ، قَالَتْ: وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِ الْحَسَنُ قَالَ إِسْحَاقُ: فَحَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي أَنَّهَا رَأَتِ الْخَمِيصَةَ عِنْدَ أُمِّ خَالِدٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ -[235]- وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَلَدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَقُلْتُ لَهَا: أَسَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَقَالَتْ: «§سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتَزَوَّجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَخَالِدًا ابْنَيِ الزُّبَيْرِ فَكَانَ يُقَالُ لِأَمَةَ أُمُّ خَالِدٍ

هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. تزوج هندا حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له أبانا

§هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ. تَزَوَّجَ هِنْدًا حَفْصُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَانًا

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلَالِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: قَالَتْ هِنْدٌ لِأَبِيهَا: §إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ مَلَكْتُ أَمْرِي فَلَا تُزَوِّجْنِي رَجُلًا حَتَّى تَعْرِضَهُ عَلَيَّ، فَقَالَ لَهَا: ذَلِكَ لَكِ ثُمَّ قَالَ لَهَا يَوْمًا: إِنَّهُ قَدْ خَطَبَكِ رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكِ وَلَسْتُ مُسَمِّيًا لَكِ وَاحِدًا مِنْهُمَا حَتَّى أَصِفَهُ لَكِ , أَمَّا الْأَوَّلُ فَفِي الشَّرَفِ الصَّمِيمِ وَالْحَسَبِ الْكَرِيمِ تَخَالِينَ بِهِ هَوْجًا مِنْ غَفْلَتِهِ وَذَلِكَ إِسْجَاحٌ مِنْ شِيمَتِهِ حَسَنُ الصَّحَابَةِ حَسَنُ الْإِجَابَةِ إِنْ تَابَعْتِهِ تَابَعَكِ , وَإِنْ مِلْتِ كَانَ مَعَكِ تَقْضِينَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ وَتَكْتَفِينَ بِرَأْيِكِ فِي ضَعْفِهِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَفِي الْحَسَبِ الْحَسِيبِ وَالرَّأْيِ الْأَرِيبِ بَدْرُ أَرُومَتِهِ وَعِزُّ عَشِيرَتِهِ يُؤَدِّبُ أَهْلَهُ وَلَا يُؤَدِّبُونَهُ إِنِ اتَّبَعُوهُ أَسْهَلَ بِهِمْ وَإِنْ جَانَبُوهُ تَوَعَّرَ بِهِمْ شَدِيدُ الْغَيْرَةِ سَرِيعُ الطِّيَرَةِ شَدِيدُ حِجَابِ الْقُبَّةِ إِنْ حَاجَّ فَغَيْرُ مَنْزُورٍ وَإِنْ نُوزِعَ فَغَيْرُ مَقْهُورٍ قَدْ بَيَّنْتُ لَكِ حَالَهُمَا، قَالَتْ: أَمَّا الْأَوَّلُ فَسَيِّدٌ مِضْيَاعٌ لِكَرِيمَتِهِ

مُوَاتٍ لَهَا فِيمَا عَسَى إِنْ لَمْ تُعْصَمْ أَنْ تَلِينَ بَعْدَ إِبَائِهَا وَتَضِيعُ تَحْتَ جَنَائِهَا إِنْ جَاءَتْ لَهُ بِوَلَدٍ أَحْمَقَتْ وَإِنْ أَنْجَبَتْ فَعَنْ خَطَأِ مَا أَنْجَبَتِ , اطْوِ ذِكْرَ هَذَا عَنِّي فَلَا تُسَمِّهِ لِي، وَأَمَّا الْآخَرُ فَبَعْلُ الْحُرَّةِ الْكَرِيمَةِ إِنِّي لِأَخْلَاقِ هَذَا لَوَامِقَةٌ وَإِنِّي لَهُ لَمُوَافِقَةٌ وَإِنِّي لَآخِذَةٌ بِأَدَبِ الْبَعْلِ مَعَ لُزُومِي قُبَّتِي وَقِلَّةِ تَلَفُّتِي وَإِنَّ السَّلِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَحَرِيُّ أَنْ يَكُونَ الْمُدَافِعَ عَنْ حَرِيمِ عَشِيرَتِهِ الذَّائِدَ عَنْ كَتِيبَتِهَا الْمُحَامِيَ عَنْ حَقِيقَتِهَا الزَّائِنَ لِأَرُومَتِهَا غَيْرَ مُوَاكِلٍ وَلَا زُمَيْلٍ عِنْدَ صَعْصَعَةِ الْحَوَادِثِ , فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ذَاكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، قَالَتْ: فَزَوِّجْهُ وَلَا تُلْقِنِي إِلَيْهِ إِلْقَاءَ الْمُتَسَلِّسِ السَّلِسِ وَلَا تُسِمْهُ سَوْمَ الْمُوَاطِسِ الضَّرِسِ , اسْتَخِرِ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ يُخِرْ لَكَ بِعِلْمِهِ فِي الْقَضَاءِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمَّا بَنَى أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِهِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بَعَثَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بِابْنِهِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ , فَاسْتَعَارَ حُلِيَّهُمْ وَرَهَنَهُمُ الْوَلِيدُ نَفْسَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَذَهَبَ بِالْحُلِيِّ فَغَابَ شَهْرًا ثُمَّ رَدُّوهُ وَافِرًا وَفَكُّوا الرَّهْنَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَنِسَاءٌ مَعَهَا وَأَتَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ بِالْأَبْطَحِ فَبَايَعْنَهُ فَتَكَلَّمَتْ هِنْدٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ الدِّينَ الَّذِي اخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ لِتَنْفَعَنِي رَحِمُكَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي امْرَأَةٌ مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ مُصَدِّقَةٌ بِرَسُولِهِ ثُمَّ كَشَفَتْ عَنْ نِقَابِهَا وَقَالَتْ: أَنَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَرْحَبًا بِكِ» ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ خِبَائِكَ وَلَقَدْ أَصْبَحْتُ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ خِبَائِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَزِيَادَةً» , وَقَرَأَ عَلَيْهِنَّ الْقُرْآنَ وَبَايَعَهُنَّ، فَقَالَتْ هِنْدٌ مِنْ بَيْنِهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُمَاسِحُكَ، فَقَالَ: «§إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّ

قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ مِثْلُ قُولِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَتْ هِنْدٌ جَعَلَتْ تَضْرِبُ صَنَمًا فِي بَيْتِهَا بِالْقَدُومِ حَتَّى فَلَّذَتْهُ فَلْذَةً فَلْذَةً وَهِيَ تَقُولُ: كُنَّا مِنْكَ فِي غُرُورٍ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يُعْطِينِي وَوَلَدِي مَا يَكْفِينِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَقَالَ: «§خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِيهِنَّ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ يُبَايِعْنَهُ فَلَمَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ» ، قَالَتْ هِنْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ؟ قَالَ: فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الرُّطَبِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا فِي الْيَابِسِ، قَالَ: «وَلَا يَزْنِينَ» ، قَالَتْ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: «وَلَا يُقْتَلْنَ أَوْلَادَهُنَّ» ، قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: «وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ» وَقَالَ مَيْمُونٌ: فَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلَّا فِي الْمَعْرُوفِ وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَذْكُرُ أَنَّ النِّسَاءَ جِئْنَ يُبَايِعْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا» , فَقَالَتْ هِنْدٌ: إِنَّا لَقَائِلُوهَا، قَالَ: «فَلَا تَسْرِقْنَ» ، فَقَالَتْ هِنْدٌ: كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَمَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي فَهُوَ حَلَالٌ لَكِ، قَالَ: «وَلَا تَزْنِينَ» ، فَقَالَتْ هِنْدٌ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟، قَالَ: «وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ» ، قَالَتْ هِنْدٌ: أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ.

أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وأمها بنت حارثة بن الأوقص تزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له سالما الأكبر قبل الإسلام

§أُمُّ كْلُثُومِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهَا بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ سَالِمًا الْأَكْبَرَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ

فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور , تزوجها قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي فولدت له الوليد وهشاما وأبيا وآمنة وعتبة ومسلما

§فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , تَزَوَّجَهَا قَرَظَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ الْوَلِيدَ وَهِشَامًا وَأُبَيًّا وَآمِنَةَ وَعُتْبَةَ وَمُسْلِمًا قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَفَاخِتَةَ وَلَدَتْ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، قَالُوا: ثُمَّ زَوَّجَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عُتْبَةَ مِنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " §تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَتْ كَبِيرَةَ الْمَالِ فَقَالَتْ: أَتَزَوَّجُ بِكَ عَلَى أَنْ تَضْمَنَ لِي وَأُنْفِقَ عَلَيْكَ، قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَيْنَ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟، قَالَ: فَدَخَلَ يَوْمًا وَهُوَ بَرِمٌ فَقَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَيْنَ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟، قَالَ: عَلَى يَسَارِكِ إِذَا دَخَلْتِ النَّارَ، قَالَ: فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا وَقَالَتْ: لَا يَجْمَعُ رَأْسِي وَرَأْسَكَ شَيْءٌ، فَأَتَتْ عُثْمَانَ فَبَعَثَ مُعَاوِيَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ لَأُفَرِّقَنَّ بَيْنَهُمَا وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا كُنْتُ لِأُفَرِّقُ بَيْنَ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، قَالَ: فَأَتَيَا وَقَدْ شَدَّا عَلَيْهِمَا أَثْوَابَهُمَا فَأَصْلَحَا أَمْرَهُمَا ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ -[239]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ قَالَ: بَعْثُهُمَا لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: «§إِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا فَاجْمَعَا وَأَنْ تُفَرِّقَا فَفَرِّقَا» ، قَالَ: وَذَلِكَ فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُقَيْلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ نَشَزَتْ عَلَى عَقِيلٍ

رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها أم شراك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود من بني عامر بن لؤي تزوج رملة عثمان بن عفان فولدت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنات عثمان , وكان أبو الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة أسلمت

§رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا أُمُّ شِرَاكِ بِنْتُ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ تَزَوَّجَ رَمْلَةَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَائِشَةَ وَأُمَّ أَبَانَ وَأُمَّ عَمْرٍو بَنَاتَ عُثْمَانَ , وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ مَوْلَى رَمْلَةَ بِنْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَسْلَمَتْ رَمْلَةُ وَبَايَعَتْ

أميمة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفيا بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تزوجها حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له أبا سفيان ثم خلف عليها صفوان بن أمية بن خلف فولدت له عبد

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا صُفَيَّا بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ تَزَوَّجَهَا حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَضْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سُفْيَانَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ

جويرية بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة تزوجها السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي , ثم خلف عليها عبد الرحمن بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس

§جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ تَزَوَّجَهَا السَّائِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ

أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة , تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي، فولدت له عبد الرحمن فكان يقال له: ابن أم الحكم

§أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ , تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمٍ الثَّقَفِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ

هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس تزوجها الحارث بن نوفل بن الحارث فولدت له عبد الله ومحمدا الأكبر وربيعة وعبد الرحمن ورملة وأم الزبير وهي أم المغيرة وظريبة

§هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ وَرَبِيعَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَرَمْلَةَ وَأُمَّ الزُّبَيْرِ وَهِيَ أُمُّ الْمُغِيرَةِ وَظُرَيْبَةَ

صخرة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية تزوجها سعيد بن الأخنس بن شريق الثقفي فولدت له

§صَخْرَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ

ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها لبابة بنت أبي العاص بن أمية , تزوجها عروة بن مسعود الثقفي فولدت له ثم خلف عليها المغيرة بن شعبة الثقفي

§مَيْمُونَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , تَزَوَّجَهَا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ

حمنة بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي , وكان جحش بن رياب حليف حرب بن أمية بن عبد شمس، وكانت حمنة عند مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف الدار فولدت له ابنة وقتل

§حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَكَانَ جَحْشُ بْنُ رِيَابِ حَلِيفَ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَتْ حَمْنَةُ عِنْدَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ الدَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَةً وَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: §قُمْنَ النِّسَاءُ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أُحُدٍ يَسْأَلْنَ النَّاسَ عَنْ أَهْلِيهِنَّ فَلَمْ يُخْبَرْنَ حَتَّى أَتَيْنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَا تَسْأَلُهُ امْرَأَةٌ إِلَّا أَخْبَرَهَا , فَجَاءَتْهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، فَقَالَ: «يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي أَخَاكِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ» ، قَالَتْ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ , ثُمَّ قَالَ: «يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي خَالَكِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» ، قَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ , ثُمَّ قَالَ: «يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي زَوْجَكِ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ» , فَقَالَتْ: يَا حَرْبَاهُ، فَقَالَ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلرَّجُلِ لَشُعْبَةٌ مِنَ الْمَرْأَةِ مَا هِيَ لَهُ شَيْءٌ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «كَيْفَ قُلْتِ عَلَى مُصْعَبٍ مَا لَمْ تَقُولِي عَلَى غَيْرِهِ؟» ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ يُتْمَ وَلَدِهِ، قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ حَضَرَتْ أُحُدًا تَسْقِي الْعَطْشَى وَتُدَاوِي الْجَرْحَى، قَالَ: وَقَدْ أَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي خَيْبَرَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا، قَالَ: وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ السَّجَّادَ وَبِهِ يُكَنَّى طَلْحَةُ وَعِمْرَانَ بْنَ طَلْحَةَ

حبيبة وهي أم حبيب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد , وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وحبيبة وهي المستحاضة وبعض أصحاب الحديث يقلب اسمها فيقول: أم حبيبة وإنما هي أم حبيب واسمها حبيبة.

§حَبِيبَةُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ , وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَحَبِيبَةُ وَهِيَ الْمُسْتَحَاضَةُ وَبَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقْلِبُ اسْمَهَا فَيَقُولُ: أُمُّ حَبِيبَةَ وَإِنَّمَا هِيَ أُمُّ حَبِيبٍ وَاسْمُهَا حَبِيبَةُ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا بْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ، عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنَّمَا هَذَا عِرْقٌ وَلَيْسَتْ بِحَيْضَةٍ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي» ، قَالَتْ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَعْضُهُمْ يَغْلَطُ فَيَرْوِي أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَيَظُنُّ أَنَّ كُنْيَتَهَا أُمُّ حَبِيبَةَ وَالْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا هِيَ حَبِيبَةُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ جَحْشٍ الْمُسْتَحَاضَةُ وَلَمْ تَلِدْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْئًا

أم قيس بنت محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن بكير بن غنم بن دودان بن أسد وهي أخت عكاشة بن محصن من أهل بدر حلفاء حرب بن أمية , وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت قديما بمكة وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها.

§أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ مِحْصَنِ بْنِ حَرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ وَهِيَ أُخْتُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ حُلَفَاءِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَقَدْ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهَا.

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ أَنَّهَا قَالَتْ: «§أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى -[243]- الله عليه وسلم بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَجَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ»

آمنة بنت رقيش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد وهي أخت يزيد بن رقيش من أهل بدر أسلمت قديما بمكة وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها

§آمِنَةُ بِنْتُ رُقَيْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ وَهِيَ أُخْتُ يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهَا

جدامة بنت جندل الأسدية أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهلها أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عمر بن عثمان الجحشي، عن أبيه قال: كان بنو غنم بن دودان بن أسد وهم حلفاء حرب بن أمية أهل إسلام أسلموا بمكة وأوعبوا في الهجرة رجالهم ونساءهم حتى غلقت

§جُدَامَةُ بِنْتُ جَنْدَلٍ الْأَسَدِيَّةُ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ أَهْلِهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ بَنُو غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ وَهُمْ حُلَفَاءُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ أَهْلَ إِسْلَامٍ أَسْلَمُوا بِمَكَّةَ وَأَوْعَبُوا فِي الْهِجْرَةِ رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ حَتَّى غُلِّقَتْ أَبْوَابُهُمْ , فَخَرَجَ مِنَ النِّسَاءِ فِي الْهِجْرَةِ زَيْنَبُ وَحَبِيبَةُ وَحَمْنَةُ بَنَاتُ جَحْشٍ وَجُدَامَةُ بِنْتُ جَنْدَلٍ وَأُمُّ قَيْسِ بِنْتُ مِحْصَنٍ وَآمِنَةُ بِنْتُ رُقَيْشٍ وَأُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ نُبَاتَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ جُذَامَةُ بِنْتُ جَنْدَلٍ تَحْتَ أُنَيْسِ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ عِيُّوقِ بْنِ الْأَوْسِ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا , وَقَدْ رَوَتْ جُذَامَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم -[244]-، عَنْ جُذَامَةَ الْأَسَدِيَّةِ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ» . قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: الْغِيلَةُ أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ.

أم حبيبة بنت نباتة الأسدية أسلمت بمكة وبايعت رسول الله وهاجرت إلى المدينة مع من هاجر من قومها.

§أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ نُبَاتَةَ الْأَسَدِيَّةُ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنْ قَوْمِهَا.

نفيسة بنت أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وأمها منية بنت جابر بن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور، ومنية عمة عتبة بن غزوان بن جابر وهم جميعا حلفاء الحارث بن نوفل

§نَفِيسَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةِ بْنِ تَمِيمٍ وَأُمُّهَا مُنْيَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَمُنْيَةُ عَمَّةُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرٍ وَهُمْ جَمِيعًا حُلَفَاءُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَقَدْ أَسْلَمَتْ نَفِيسَةُ بِنْتُ مُنْيَةَ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ سَعَتْ فِيمَا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ حَتَّى تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِفُ لَهَا ذَلِكَ

الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة

§الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ الْهِجْرَةِ

فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها عبد الله بن جحش بن رياب فولدت له محمد بن عبد الله بن جحش.

§فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنَّمَا ذَلِكَ عَرَقٌ وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ فَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْكِ الْحَيْضَةُ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ فَصَلِّي»

بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم , وأخوها لأمها عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، وكانت بسرة عند المغيرة بن أبي العاص فولدت له معاوية

§بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا سَالِمَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ , وَأَخُوهَا لِأُمِّهَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَتْ بُسْرَةُ عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ الَّذِي قُتِلَ مُنْصَرَفَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أُحُدٍ وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَأُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَقَدْ رَوَتْ بُسْرَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي مَسِّ الذَّكَرِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»

بركة بنت يسار وهي أخت أبي تجراة مولى بني عبد الدار وهم يقولون نحن من أهل اليمن من الأزد حلفاء لبني عبد الدار. أسلمت بركة بمكة قديما , وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي وكان يسار يكنى أبا فكيهة.

§بَرَكَةُ بِنْتُ يَسَارٍ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي تِجْرَاةَ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَهُمْ يَقُولُونَ نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنَ الْأَزْدِ حُلَفَاءُ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ. أَسْلَمَتْ بَرَكَةُ بِمَكَّةَ قَدِيمًا , وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ وَكَانَ يَسَارٌ يُكَنَّى أَبَا فُكَيْهَةَ.

وأختها فكيهة بنت يسار ويكنى أبا فكيهة أسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي

وَأُخْتُهَا §فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ وَيُكَنَّى أَبَا فُكَيْهَةَ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا حَطَّابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيِّ

برة بنت أبي تجراة بن أبي فكيهة واسمه يسار ويقولون إنهم من الأزد حلفاء بني عبد الدار , ولهم فيهم ولادات وقد روت برة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

§بَرَّةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ بْنِ أَبِي فُكَيْهَةَ وَاسْمُهُ يَسَارٌ وَيَقُولُونَ إِنَّهُمْ مِنَ الْأَزْدِ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ , وَلَهُمْ فِيهِمْ وِلَادَاتٌ وَقَدْ رَوَتْ بَرَّةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تِجْرَاةَ قَالَتْ: " §إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ كَرَامَتَهُ وَابْتَدَأَهُ بِالنُّبُوَّةِ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَةٍ أَبْعَدَ حَتَّى لَا يَرَى بَيْتًا وَيُفْضِي إِلَى الشِّعَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ فَلَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا قَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَكَانَ يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفِهِ فَلَا يَرَى شَيْئًا ".

وأختها حبيبة بنت أبي تجراة وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§وَأُخْتَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ وَقَدْ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ قَالَتْ: دَخَلْنَا دَارَ أَبِي حُسَيْنٍ وَمَعِي نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَطُوفُ حَتَّى إِنْ ثَوْبَهُ لَيَدُورُ بِهِ وَهُوَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: «§اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ» .

عاتكة بنت عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب أخت عبد الرحمن بن عوف لأبيه وأمه , وأمهما الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة تزوجها مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فولدت له المسور وصفوان الأكبر والصلت الأكبر وأم صفوان بني

§عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ , وَأُمُّهُمَا الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ تَزَوَّجَهَا مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْمِسْوَرَ وَصَفْوَانَ الْأَكْبَرَ وَالصَّلْتَ الْأَكْبَرَ وَأُمَّ صَفْوَانَ بَنِي مَخْرَمَةَ، أَسْلَمَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفٍ , وَأُمُّهَا الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفٍ وَبَايَعَتَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمها سلمى بنت عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح من خزاعة تزوجها عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة , فولدت له عبد الرحمن شهد بدرا والأسود أسلم وهاجر قبل الفتح، وعاتكة وأمة بني عوف،

§الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ مِنْ خُزَاعَةَ -[248]- تَزَوَّجَهَا عَوْفُ بْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ شَهِدَ بَدْرًا وَالْأَسْوَدَ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَعَاتِكَةَ وَأَمَةَ بَنِي عَوْفٍ، وَأَسْلَمَتِ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفٍ وَابْنَتُهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ وَبَايَعَتَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتِ الشِّفَاءُ أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ وَجَاءَتْ فِيهَا سُنَّةُ الْعَتَاقَةِ عَنِ الْمَيِّتِ وَتُوُفِّيَتْ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُعْتِقُ عَنْ أُمِّي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «نَعَمْ» . فَأَعْتَقَ عَنْهَا

خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمها آمنة بنت نوفل بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة أسلمت خالدة بنت الأسود بالمدينة , وبايعت رسول الله وتزوجها عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة

§خَالِدَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهَا آمِنَةُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ أَسْلَمَتْ خَالِدَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بِالْمَدِينَةِ , وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمَ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [يونس: 31] ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ حَسَنَةِ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: إِحْدَى خَالَاتِكَ، فَقَالَ: «§إِنَّ خَالَاتِي بِهَذِهِ الْأَرْضِ لَغَرَائِبُ وَأَيُّ خَالَاتِي هَذِهِ؟» قَالُوا: خَالِدَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» , وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَمَاتَ أَبُوهَا كَافِرًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَدَخَلَ هَذَا فِي التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الأنعام: 95] , يَعْنِي الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ.

أم فروة بنت أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي زوجها أبو بكر الصديق من الأشعث بن قيس الكندي فولدت له محمدا وإسحاق وإسماعيل وحبابة وقريبة.

§أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ نُقَيْدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ زَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنَ الْأَشْعَثَ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَإِسْحَاقَ وَإِسْمَاعِيلَ وَحُبَابَةَ وَقُرَيْبَةَ.

قريبة بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي تزوجها قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الساعدي فلم تلد له شيئا

§قُرَيْبَةُ بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ نُقَيْدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ السَّاعِدِيُّ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا

أم عامر بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي تزوجها عامر بن أبي وقاص فولدت له ضعيفة

§أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ نُقَيْدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ضَعِيفَةَ

أسماء بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وهي أخت عبد الله بن أبي بكر الصديق لأبيه وأمه أسلمت قديما بمكة , وبايعت رسول الله وهي ذات النطاقين

§أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَسْعَدَ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ , وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَهِيَ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ -[250]- أَخَذَتْ نِطَاقَهَا فَشَقَّتْهُ بِاثْنَيْنِ فَجَعَلَتْ وَاحِدًا لِسُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَالْآخَرَ عِصَامًا لِقِرْبَتِهِ لَيْلَةَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ إِلَى الْغَارِ فَسُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ تَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَعُرْوَةَ وَالْمُنْذِرَ وَعَاصِمًا وَالْمُهَاجِرَ وَخَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَأُمَّ الْحَسَنَ وَعَائِشَةَ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَفَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: " §صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ , فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالْآخَرِ السُّفَرَةَ فَفَعَلَتْ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، §أَنَّ أَهْلَ الشَّأْمِ كَانُوا يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَيَصِيحُونَ بِهِ يِا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا، فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: عَيَّرُوكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَهُوَ وَاللَّهِ حَقٌّ.

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مَالٌ وَلَا مَمْلُوكٌ وَلَا شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْقِيهِ الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، فَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَعَا لِي ثُمَّ قَالَ: «§إِخْ إِخْ» لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَغْيَرِ النَّاسِ، قَالَتْ: فَعَرَفَ رَسُولُ -[251]- اللَّهِ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى , فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ مَعَهُ فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةُ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَانَ شَدِيدًا عَلَيْهَا فَأَتَتْ أَبَاهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: §يَا بُنَيَّةُ اصْبِرِي فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ صَالِحٌ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا فَلَمْ تَزَوَّجْ بَعْدَهُ جُمِعَ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَيْسَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا أَدْخَلَ عَلَيَّ؟ , فَقَالَ: «§ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ وَلَا تُوكِي فَيُوكِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ، كَانَ فِي عُنُقِهَا وَرَمٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَمْسَحَهَا وَيَقُولُ: «§اللَّهُمَّ عَافِهَا مِنْ فُحْشِهِ وَأَذَاهُ» .

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كَانَتْ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَتَقُولُ §بَدَنِي وَمَا يَغْفِرُ اللَّهُ أَكْثَرَ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ -[252]- بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، §أَنَّهَا كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا.

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: " كَانَتْ تَقُولُ لِبَنَاتِهَا وَلِأَهْلِهَا: §أَنْفِقُوا أَوْ أَنْفِقْنَ وَتَصَدَّقْنَ وَلَا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرْتُنَّ الْفَضْلَ لَمْ تُفْضِلْنَ شَيْئًا وَإِنْ تَصَدَّقْتُنَّ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ ".

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: «§لَا تُوكِي فَيُوكِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ» ، وَكَانَتِ امْرَأَةً سَخِيَّةَ النَّفْسِ.

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ أَحَدِ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِهَدَايَا زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا أَوْ تُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِهَا وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ سَلِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§لِتُدْخِلْهَا وَلْتَقْبَلْ هَدِيَّتَهَا» ، قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة: 8] إِلَى قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النور: 50] .

أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا قُومِي اقْعُدِي افْعَلِي.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ فَأَرْسَلَ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِكِسْوَةٍ مِنْ ثِيَابٍ مَرْوِيَّةٍ وَقَوْهِيَّةٍ رِقَاقٍ عَتَاقٍ بَعْدَمَا كُفَّ بَصَرُهَا، قَالَ: فَلَمَسَتْهَا بِيَدِهَا ثُمَّ قَالَتْ: أُفٍّ رُدُّوا عَلَيْهِ كِسْوَتَهُ، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: يَا أُمَّهْ إِنَّهُ لَا يَشِفُّ، قَالَتْ: §إِنَّهَا إِنْ لَمْ تَشِفَّ فَإِنَّهَا تَصِفُ، قَالَ: فَاشْتَرَى لَهَا ثِيَابًا مَرْوِيَّةً وَقَوْهِيَّةً فَقَبِلَتْهَا وَقَالَتْ: مِثْلَ هَذَا فَاكْسُنِي.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ، مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّهُ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ، قَالَ: وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مَعَ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ §إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَدُوِّ لَيَمُرُّ يَسْعَى فَتُصِيبُ قَدَمَهُ عُرْوَةُ أَطْنَابِ خِبَائِي فَيَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ مَيِّتًا مَا أَصَابَهُ السِّلَاحُ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ §اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا زَمَنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِلُّصُوصِ وَكَانُوا قَدِ اسْتَعَرُوا بِالْمَدِينَةِ فَكَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " سُئِلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ؟ , قَالَتْ: لَا §وَلَكِنَّهُمُ كَانُوا يَبْكُونَ "

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «§فَرَضَ عُمَرُ الْأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، §أَنَّ الزُّبَيْرَ طَلَّقَ أَسْمَاءَ فَأَخَذَ عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، §أَنَّ أَسْمَاءَ لَبِسَتِ الْمُعَصْفَرَاتِ الْمُشَبَّعَاتِ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ لَيْسَ فِيهَا زَعْفَرَانٌ.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّهَا قَالَتْ: §مَا رَأَيْتُ أَسْمَاءَ لَبِسَتْ إِلَّا مُعَصْفَرًا حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ وَإِنْ كَانَتْ لَتَلْبَسُ الدِّرْعَ يَقُومُ قِيَامًا مِنَ الْعُصْفُرِ ".

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ -[254]- بِنْتِ الْمُنْذِرِ، §أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ الْمُشْبَعِ يَقُومُ قِيَامًا.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْأَحْنَفِ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ أَسْمَاءَ أَتَتِ الْحَجَّاجَ بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهَا وَمَعَهَا جَوَارِيهَا فَقَالَتْ: أَيْنَ الْحَجَّاجُ؟ . قَالُوا: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا، قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَ فَقُولُوا لَهُ يَأْمُرُ بِهَذِهِ الْعِظَامِ أَنْ تَنْزِلَ وَأَخْبِرُوهُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " §إِنَّ فِي ثَقِيفٍ رَجُلَيْنِ: كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ ".

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ , أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ، فَقَالَتْ لَهُ: كَذَبْتَ كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا وَلَكِنَّ وَاللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنَّهُ §سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ الْآخَرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ وَهُوَ مُبِيرٌ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «§أَوْصَتْ إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُونِي وَكَفِّنُونِي وَحَنِّطُونِي وَلَا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ» .

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، §أَنَّهَا أَوْصَتْ لَا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، هَكَذَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ لِأَهْلِهَا: «§إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَجْمِرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلَا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «§جَمِّرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلَا تُحَنِّطُونِي فَوْقَ أَكْفَانِي» .

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِأَهْلِهَا: «§أَجْمِرُوا ثِيَابِي إِذَا مِتُّ ثُمَّ حَنِّطُونِي وَلَا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ» .

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «§جَمِّرُوا ثِيَابِي عَلَى الْمِشْجَبِ وَحَنِّطُونِي وَلَا تَذَرُوا عَلَى ثِيَابِي شَيْئًا» قَالُوا: وَمَاتَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِلَيَالٍ وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ.

ريطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم وأمها زينب بنت عبد الله بن ساعدة بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة وهي أخت صبيحة بن الحارث , وأسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب

§رَيْطَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَهِيَ أُخْتُ صَبِيحَةَ بْنِ الْحَارِثِ , وَأَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا الْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ مُوسَى وَعَائِشَةَ وَزَيْنَبَ , فَتُوُفِّيَ مُوسَى بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَهَلَكَتْ رَيْطَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بِالطَّرِيقِ وَهِيَ رَاجِعَةٌ.

أميمة بنت رقيقة وهي التي روى عنها محمد بن المنكدر , وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا في بيعته النساء. وهي أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة، وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت خديجة

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ وَهِيَ الَّتِي رَوَى عَنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي بَيْعَتِهِ النِّسَاءَ. وَهِيَ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِجَادِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهَا رُقَيْقَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ أُخْتُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ

زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَاغْتَرَبَتْ أُمَيْمَةُ وَتَزَوَّجَهَا حَبِيبُ بْنُ كُعَيْبِ بْنِ عُتَيْرٍ الثَّقَفِيُّ , فَوَلَدَتْ لَهُ النَّهْدِيَّةَ وَابْنَتَهَا وَأُمَّ عُبَيْسٍ وَزُنَيْرَةَ أَسْلَمْنَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَكُنَّ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ , فَاشْتَرَاهُنَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَأَعْتَقَهُنَّ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ أَبُو قُحَافَةَ: يَا بُنَيَّ انْقَطَعْتَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَفَارَقْتَ قَوْمَكَ وَتَشْتَرِي هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءَ؟ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَهْ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَصْنَعُ. وَكَانَ مَعَ النَّهْدِيَّةِ يَوْمَ اشْتَرَاهَا طَحِينٌ لِسَيِّدَتِهَا تَطْحَنُهُ أَوْ تَدُقُّ لَهَا نَوَى، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: رُدِّي إِلَيْهَا طَحِينَهَا أَوْ نَوَاهَا، فَقَالَتْ: لَا حَتَّى أَعْمَلَهُ لَهَا وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ بَاعَتْهَا وَأَعْتَقَهَا أَبُو بَكْرٍ , وَأُصِيبَتْ زُنَيْرَةُ فِي بَصَرِهَا فَعَمِيَتْ، فَقِيلَ لَهَا: أَصَابَتْكِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ مَا أَصَابَتْنِي وَهَذَا مِنَ اللَّهِ , فَكَشَفَ اللَّهُ عَنْ بَصَرِهَا وَرَدَّهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا بَعْضُ سِحْرِ مُحَمَّدٍ.

جارية بنت عمرو بن مؤمل أسلمت بمكة قديما وكانت ممن يعذب في الله , وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم هو الذي يعذبها ليردها عن الإسلام فيعذبها حتى يفتر ثم يدعها , ويقول: والله ما أدعك إلا سآمة. فتقول: كذلك يفعل بك ربك.

§جَارِيَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مُؤَمَّلٍ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَكَانَتْ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ , وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ هُوَ الَّذِي يُعَذِّبُهَا لِيَرُدَّهَا عَنِ الْإِسْلَامِ فَيُعَذِّبُهَا حَتَّى يَفْتُرَ ثُمَّ يَدَعُهَا , وَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَدَعَكَ إِلَّا سَآمَةً. فَتَقُولُ: كَذَلِكَ يَفْعَلُ بِكَ رَبُّكَ.

بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق

§بَرِيرَةُ مَوْلَاةُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ وَإِنَّ بَنِيهِ وَامْرَأَتَهُ بَاعُونِي وَاشْتَرَطُوا هُمْ وَأُمُّهُمُ الْوَلَاءَ فَمَوْلَى مَنْ أَنَا؟ , فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ دَخَلَتْ عَلَيَّ بَرِيرَةُ وَهِيَ مُكَاتَبَةٌ فَقَالَتِ: اشْتَرِينِي -[257]-، فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَتْ: إِنَّ أَهْلِي لَا يَبِيعُونِي حَتَّى يَشْتَرِطُوا وَلَائِي , فَقُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيكَ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ أَوْ بَلَغَهُ، فَقَالَ: «مَا بَالُ بَرِيرَةَ؟» فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «§اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا وَدَعِيهِمْ فَيَشْتَرِطُونَ مَا شَاءُوا» . فَاشْتَرَيْتُهَا فَأَعْتَقْتُهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ وَلَوِ اشْتَرَطُوا مِائَةَ مَرَّةٍ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَرْوِيهِ يَزْعُمُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ سَاوَمَتْ بَرِيرَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَتْ: إِنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَبِيعُونِي إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . قَالَ هَمَّامٌ: فَسَأَلْتُ نَافِعًا أَحُرًّا كَانَ زَوْجُهَا أَمْ عَبْدًا؟ فَقَالَ: مَا يُدْرِينِي؟

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ فَأُعْتِقَهَا وَإِنَّهُمْ يَشْتَرِطُونَ الْوَلَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَطِيبًا فِي شَأْنِ بَرِيرَةَ حِينَ أَعْتَقَتْهَا عَائِشَةُ وَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا الْوَلَاءَ، فَقَالَ: «§مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطَا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَشَرْطُهُ بَاطِلٌ , وَإِنِ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ فَشَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا فَقَضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: إِنْ مَوَالِيهَا اشْتَرَطُوا الْوَلَاءَ فَقَضَى أَنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ وَخُيِّرَتْ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَعْتَدَّ، قَالَ: فَكُنْتُ أَرَاهُ , يَعْنِي زَوْجَهَا يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ -[258]- الْمَدِينَةِ يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا، قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ بَرِيرَةَ أُعْتِقَتْ وَلَهَا زَوْجٌ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَقَرَّ عِنْدَهُ أَوْ تُفَارِقَهُ , وَإِنَّ بَرِيرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِلَحْمٍ فَقَصَبُوهُ فَقَدَّمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ طَعَامًا بِأُدْمٍ غَيْرِ اللَّحْمِ، فَقَالَ: «أَلَمْ أَرَ عِنْدَكُمْ لَحْمًا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§هُوَ صَدَقَةٌ عَلَى بَرِيرَةَ وَهَدِيَّةٌ لَنَا» , وَإِنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَةِ أَهْلِهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ شَاءَ أَهْلُكِ اشْتَرَيْتُكِ وَنَقَدْتُهُمْ ثَمَنَكِ صَبَّةً وَاحِدَةً فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إِلَى أَهْلِهَا فَقَالَتْ لَهُمْ ذَلِكَ فَقَالُوا: وَلَنَا وَلَاؤُكِ. فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَنَا وَلَاؤُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اشْتَرِيهَا وَلَا يَضُرُّكِ مَا قَالُوا فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .

أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §قُضِيَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ قَضَايَا إِحْدَاهُنَّ أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَرَتْهَا فَأَعْتَقَتْهَا وَكَانَ أَهْلُهَا الَّذِينَ بَاعُوهَا اشْتَرَطُوا وَلَاءَهَا , فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، وَأُخْرَى أَنَّهُ كَانَ لَهَا زَوْجٌ وَهِيَ مَمْلُوكَةٌ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ حِينَ أُعْتِقَتْ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عِنْدَهُ أَوْ تَبْرَأَ مِنْهُ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَبَرِئَتْ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَالثَّالِثَةُ لَا أَدْرِي مَا هِيَ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهَا فَأُعْتِقَهَا، فَقَالَ مَوَالِيهَا: لَا نَبِيعُهَا حَتَّى نَشْتَرِطَ وَلَاءَهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ , أَلَا إِنَّ كُلَّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ -[259]-. الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» ، قَالَ: فَلَمَّا أُعْتِقَتْ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اخْتَارِي» ، قَالَ: وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ، قَالَتْ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ فَأَهْدَتْ لَنَا مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا مِنْهَا هَدِيَّةٌ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَعَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَضَى فِي بَرِيرَةَ أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ أَوَّلُهُنَّ أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَهَا لِلْعِتْقِ فَأَبَى مَوَالِيهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلَاءَهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ الْوَلَاءَ إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» , وَخَيَّرَهَا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَتَعْتَدُّ عِدَّةَ الْحُرَّةِ ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ فَوَجَدَ عِنْدَهَا لَحْمًا، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ هَذَا؟» فَقَالَتْ: بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْنَا بَرِيرَةُ مِنْ شَاةٍ تُصُدِّقَ بِهَا عَلَيْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا مِنْهَا هَدِيَّةٌ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ لِبَرِيرَةَ لَمَّا أُعْتِقَتْ: «§قَدْ أُعْتِقَ بِضْعُكِ مَعَكِ فَاخْتَارِي» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: §كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا مَمْلُوكًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ يُدْعَى مُغِيثًا فَلَمَّا أُعْتِقَتْ خَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى يَرَى الْخِيَارَ لَهَا مِنَ الْمَمْلُوكِ وَلَا يَرَاهُ لَهَا مِنَ الْحُرِّ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيَّرَ بَرِيرَةَ فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِيهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشَيْءٌ وَاجِبٌ عَلَيَّ؟ قَالَ: «§لَا إِنَّمَا أَشْفَعُ لَهُ» . قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ.

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ فَقَالُوا: هَذَا شَيْءٌ تُصُدِّقَ بِهِ -[260]- عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ: «§هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أُعْطِيَتْ بَرِيرَةُ شَاةً مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَهْدَتْهَا إِلَى عَائِشَةَ فَكَأَنَّ عَائِشَةَ كَرِهَتْ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§هُوَ لِبَرِيرَةَ صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ يَوْمَ أُعْتِقَتْ كَانَ عَبْدًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ أَسْوَدَ يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ , وَاللَّهِ لَكَأَنِّي بِهِ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ يَتْبَعُهَا وَدُمُوعُهُ تَتَحَدَّرُ يَتَرَضَّاهَا فَأَبَتْ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " ذَكَرُوا زَوْجَ بَرِيرَةَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: §ذَاكَ مُغِيثٌ عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ قَدْ رَأَيْتُهُ يَبْكِي خَلْفَهَا يَتْبَعُهَا فِي الطُّرُقِ ".

أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§رَأَيْتُهُ عَبْدًا يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ»

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا، قَالَ: «§فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتْبَعُهَا يَبْكِي خَلْفَهَا فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ» . أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَا أَعْلَمُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ يَخْتَلِفُونَ أَنَّهُ عَبْدٌ , يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ يَوْمَ خُيِّرَتْ مَمْلُوكًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ أَسْوَدُ كَأَنِّي بِهِ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ يَتْبَعُهَا وَيَتَرَضَّاهَا وَإِنَّ دُمُوعَ عَيْنَيْهِ لَتَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ , وَهِيَ تَقُولُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيكَ ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ حُرًّا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ -[261]-، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «§كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ يَوْمَ خُيِّرَتْ حُرًّا» .

أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ حُرًّا» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ، §أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ حُرًّا.

فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها حنتمة بنت شيطان , وهو عبد الله بن عمرو بن كعب بن وائلة بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة تزوجها الحارث بن هشام بن المغيرة فولدت له عبد الرحمن بن الحارث وأم حكيم أخبرنا محمد بن عمر،

§فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا حَنْتَمَةُ بِنْتُ شَيْطَانٍ , وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ الْأَحْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ وَأُمَّ حَكِيمٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ

أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخبرنا محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة، مولى آل الزبير، عن عبد الله بن

§أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتْ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ امْرَأَةُ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ

جويرية بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلمت وبايعت وتزوجها عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية , ثم تزوجها أبان بن سعيد بن العاص بن أمية فلم تلد له شيئا، وجويرية هي التي خطبها علي

§جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَتَزَوَّجَهَا عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ , ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا، وَجُوَيْرِيَةُ هِيَ الَّتِي خَطَبَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَجَاءَ بَنُو الْمُغِيرَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَأْمِرُونَهُ فِي ذَلِكَ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ أَنْ يُزَوِّجُوهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي يَسُوءُنِي مَا سَاءَهَا.

الحنفاء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلمت وبايعت وتزوجها سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي , فولدت له هندا ويذكرون أن أسامة بن زيد بن حارثة

§الْحَنْفَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَتَزَوَّجَهَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدًا وَيَذْكُرُونَ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَدْ تَزَوَّجَهَا أَيْضًا.

قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وهي أخت أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها. أسلمت وبايعت وتزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فولدت له عبد الله وأم حكيم وحفصة

§قُرَيْبَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِيهَا. أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَحَفْصَةَ

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي -[263]- مُلَيْكَةَ قَالَ: §تَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قُرَيْبَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ أُخْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ، فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ حَذَّرْتُكَ، قَالَ: فَأَمْرُكِ بِيَدِكِ , فَقَالَتْ: لَا أَخْتَارُ عَلَى ابْنِ الصِّدِّيقِ أَحَدًا فَأَقَامَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَكُنْ طَلَاقًا ".

فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أسلمت وبايعت وهي التي سرقت فقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها

§فَاطِمَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَهِيَ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَطَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَدَهَا

أَخْبَرَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ سَرَقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُلِيًّا، فَاسْتَشْفَعُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِغَيْرِ وَاحِدٍ وَكَلَّمُوا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لِيُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُشَفِّعْهُ فَلَمَّا أَقْبَلَ أُسَامَةُ وَرَآهُ النَّبِيُّ قَالَ: «لَا تُكَلِّمْنِي يَا أُسَامَةُ فَإِنَّ §الْحُدُودَ إِذَا انْتَهَتْ إِلَيَّ فَلَيْسَ لَهَا مَتْرَكٌ لَوْ كَانَتِ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُهَا» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَهَذِهِ رِوَايَةٌ فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ الْأَسْوَدِ وَفِي رِوَايَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أُخْتُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَنَّهَا خَرَجَتْ مِنَ اللَّيْلِ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَوَقَفَتْ بِرَكْبِ نُزُولٍ فَأَخَذَتْ عَيْبَةً لَهُمْ فَأَخَذَهَا الْقَوْمُ فَأَوْثَقُوهَا , فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَعَاذَتْ بِحَقْوَيْ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بِهَا فَافْتَكَّتْ

يَدَاهَا مِنْ حَقْوَيْهَا وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ لَقَطَعْتُهَا , ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ يَدُهَا فَخَرَجَتْ تَقْطُرُ يَدُهَا دَمًا حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَخِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَعَرَفَتْهَا فَآوَتْهَا إِلَيْهَا وَصَنَعَتْ لَهَا طَعَامًا سُخْنًا فَأَقْبَلَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَادَى امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ يَا فُلَانَةُ، هَلْ عَلِمْتِ مَا لَقِيَتْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سُفْيَانَ؟ قَالَتْ: هَا هِيَ هَذِهِ عِنْدِي. فَرَجَعَ أُسَيْدٌ أَدْرَاجَهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ. فَلَمَّا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا قَالَ: اذْهَبُوا بِهَا إِلَى بَنِي عَبْدِ الْعُزَّى فَإِنَّهَا أَشْبَهَتْهُمْ فَزَعَمُوا أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى قَبَضَهَا إِلَيْهِ وَهُوَ خَالُهَا. قَالَ: وَقَدْ كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ غَضِبَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ، وَأُمُّ عَمْرٍو هِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ , فَقَالَ: [البحر الكامل] رُبَّ ابْنَةٍ لِأَبِي سُلَيْمَى جَعْدَةٍ ... سَرَّاقَةٍ لِحَقَائِبِ الرُّكْبَانِ بَاتَتْ تَحُوسُ عِيَابِهِمْ بِيَمِينِهَا ... حَتَّى أَقَرَّتْ غَيْرَ ذَاتِ بَنَانِ

سمية بنت خباط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وهي أم عمار بن ياسر أسلمت قديما بمكة , وكانت ممن يعذب في الله لترجع عن دينها فلم تفعل وصبرت حتى مر بها أبو جهل يوما فطعنها بحربة في قبلها فماتت رحمها الله , وهي أول شهيد في الإسلام

§سُمَيَّةُ بِنْتُ خُبَّاطٍ مَوْلَاةُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَهِيَ أُمُّ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ , وَكَانَتْ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ لِتَرْجِعَ عَنْ دِينِهَا فَلَمْ تَفْعَلْ وَصَبَرَتْ حَتَّى مَرَّ بِهَا أَبُو جَهْلٍ يَوْمًا فَطَعَنَهَا بِحَرْبَةٍ فِي قُبُلِهَا فَمَاتَتْ رَحِمَهَا اللَّهُ , وَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ فِي الْإِسْلَامِ وَكَانَتْ عَجُوزًا كَبِيرَةً ضَعِيفَةً. فَلَمَّا قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: «قَدْ قَتَلَ اللَّهُ قَاتِلَ أُمِّكَ» .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ -[265]-، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الْإِسْلَامِ سُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ أَتَاهَا أَبُو جَهْلٍ فَطَعَنَهَا بِحَرْبَةٍ فِي قُبُلِهَا» .

عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمها أم كرز بنت الحضرمي بن عمار بن مالك بن ربيعة بن لكيز بن مالك بن عوف أسلمت فبايعت وهاجرت

§عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ كُرْزٍ بِنْتُ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ عَمَّارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ أَسْلَمَتْ فَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: كَانَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَجَعَلَ لَهَا طَائِفَةً مِنْ مَالِهِ عَلَى أَنْ لَا تَتَزَوَّجَ بَعْدَهُ , وَمَاتَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عَاتِكَةَ: §إِنَّكِ قَدْ حَرَّمْتِ عَلَيْكِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكِ فَرُدِّي إِلَى أَهْلِهِ الْمَالَ الَّذِي أَخَذْتِهِ وَتَزَوَّجِي. فَفَعَلَتْ فَخَطَبَهَا عُمَرُ فَنَكَحَهَا ".

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَمَاتَ عَنْهَا وَاشْتَرَطَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تَزَوَّجَ بَعْدَهُ , فَتَبَتَّلَتْ وَجَعَلَتْ لَا تَزَوَّجُ وَجَعَلَ الرِّجَالُ يَخْطُبُونَهَا وَجَعَلَتْ تَأْبَى، فَقَالَ عُمَرُ لِوَلِيِّهَا: §اذْكُرْنِي لَهَا فَذَكَرَهُ لَهَا فَأَبَتْ عُمَرَ أَيْضًا، فَقَالَ عُمَرُ: زَوِّجْنِيهَا فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا فَأَتَاهَا عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَعَارَكَهَا حَتَّى غَلَبَهَا عَلَى نَفْسِهَا فَنَكَحَهَا فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أُفٍّ أُفٍّ أُفٍّ أَفَّفَ بِهَا , ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَتَرَكَهَا لَا يَأْتِيهَا فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ مَوْلَاةً لَهَا أَنْ تَعَالَ فَإِنِّي سَأَتَهَيَّأُ لَكَ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ، كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ يُحِبُّهَا فَجَعَلَ لَهَا بَعْضَ أَرْضَيْهِ عَلَى أَنْ لَا تَزَوَّجَ بَعْدَهُ , فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَرْسَلَتْ -[266]- إِلَيْهَا عَائِشَةُ أَنْ §رُدِّي عَلَيْنَا أَرْضَنَا وَكَانَتْ عَاتِكَةُ قَدْ قَالَتْ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: [البحر الطويل] آلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ نَفْسِي حَزِينَةً ... عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا ، قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: [البحر الطويل] آلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي قَرِيرَةً ... عَلَيْكِ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَصْفَرَا ... رُدِّي عَلَيْنَا أَرْضَنَا.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: " جَاءَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ هَلَكَ فَكُنْتَ بَعْدَهُ فَبَعَثْتَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْمُتَبَتِّلَةِ فَنَكَحْتَهَا فَدَخَلَتْ عَلَيْكَ عَرُوسًا بِهَا عَلَى بَابِكَ جُلَّةُ قُرْطٍ وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأُصِيبَ يَوْمَ الطَّائِفِ فَجَعَلَ لَهَا طَائِفَةً مِنْ مَالِهِ عَلَى أَنْ لَا تَنْكِحَ بَعْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: §بِفِيكَ الْحَجَرُ , بَلْ يُبْقِيهِ اللَّهُ وَيُمَتِّعُنَا بِهِ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ عُمَرُ مَكَانَهُ فَأَرْسَلَ إِلَى عَاتِكَةَ إِنَّكِ قَدْ حَرَّمْتِ عَلَى نَفْسِكِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكِ فَرُدِّي الْمَالَ إِلَى أَهْلِهِ وَانْكِحِي فَفَعَلَتْ فَخَطَبَهَا عُمَرُ فَنَكَحَهَا , فَجَاءَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ عَرُوسٌ بِهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُنْعِمْ بِهِ عَيْنًا. فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى جُلَّةِ الْقُرْطِ عَلَى بَابِهِ "

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَّهَا §قَبَّلَتْهُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ يَنْهَهَا.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ §كَانَتْ تُقَبِّلُ رَأْسَ عُمَرَ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ يَنْهَهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ امْرَأَةَ عُمَرَ كَانَتْ تَسْتَأْذِنُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لَهَا إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ: §قَدْ عَرَفْتِ هَوَايَ فِي الْجُلُوسِ. فَتَقُولُ: لَا أَدَعُ اسْتِئْذَانَكَ، وَكَانَ عُمَرُ لَا يَحْبِسُهَا إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ، فَلَقَدْ طُعِنَ عُمَرُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ.

فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وهي أخت عمر بن الخطاب , وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأسلمت هي وزوجها قبل عمر بن الخطاب وقبل دخول

§فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهِيَ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأُمُّهَا حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَأَسْلَمَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا قَبْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمَ هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ وَفِي النَّسَبِ أَنَّ الَّتِي تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَمْلَةُ وَهِيَ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ الْخَطَّابِ

ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمها أم ولد من تنوخ من سبايا العرب أسلمت قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا مع زوجها عامر بن ربيعة العنزي حليف الخطاب بن نفيل وولدت لعامر بن ربيعة وتزوج

§لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ مِنْ تَنُوخٍ مِنْ سَبَايَا الْعَرَبِ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا مَعَ زَوْجِهَا عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيِّ حَلِيفِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ وَوَلَدَتْ لِعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَتَزَوَّجَ وَلَدُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فِي بَنِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ -[268]- بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: مَا قَدِمَتْ ظَعِينَةُ الْمَدِينَةِ أَوَّلَ مِنْ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ قَدِمَتْ مَعِي فِي الْهِجْرَةِ

الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. أسلمت الشفاء قبل الهجرة قديما وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها أبو حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد

§الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. أَسْلَمَتِ الشِّفَاءُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ قَدِيمًا وَبَايَعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَتَزَوَّجَهَا أَبُو حَثْمَةَ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ وَوَلَدَتْ أَيْضًا لِمَرْزُوقِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَبَا حَكِيمِ بْنِ مَرْزُوقٍ وَكَانَ شَرِيفًا وَهَاجَرَتِ الشِّفَاءُ إِلَى الْمَدِينَةِ

رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم وأمها أم عبد الله وهي صرماء بنت الحارث بن عوف بن عمرو بن يربوع بن ناضرة بن غاضرة بن حطيط وهو راعي الشمس أسلمت رملة بمكة قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة

§رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنِ صُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ صَرْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ نَاضِرَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ حُطَيْطٍ وَهُوَ رَاعِي الشَّمْسِ أَسْلَمَتْ رَمْلَةُ بِمَكَّةَ قَدِيمًا قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا الْمُطَّلِبِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُطَّلِبِ.

ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم وأمها من خثعم وتزوجها عمرو بن العاص بن وائل السهمي فولدت له عبد الله بن عمرو

§رَيْطَةَ بِنْتَ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهَا مِنْ خَثْعَمٍ وَتَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتْ رَيْطَةُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَايَعَتْهُ.

زينب بنت عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح

§زَيْنَبُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ قَالَ: " §تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ زَيْنَبَ بِنْتَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهَا زَوَّجَهُ إِيَّاهَا عَمُّهَا قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ فَأَرْغَبَهُمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي الصَّدَاقِ فَقَالَتْ أُمُّ الْجَارِيَةِ لِلْجَارِيَةِ: لَا تُجِيزِي. فَكَرِهَتِ الْجَارِيَةُ النِّكَاحَ وَأَعْلَمَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ هِيَ وَأُمُّهَا فَرَدَّ نِكَاحَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَنَكَحَهَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ". قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ قَالَ: الْمَرْأَةُ الَّتِي طَلَّقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَهِيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آمِنَةُ بِنْتُ عَفَّانَ

التوأمة بنت أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأمها ليلى بنت حبيب بن عمرو بن الحارث من بني تميم من البراجم اغتربت التوأمة عند عاصم بن الجعد الفزاري وولدت له، وكانت التوأمة ولدت هي وأخت لها في بطن فسميت تلك باسم وسميت هذه التوأمة

§التَّوْأَمَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنَ الْبَرَاجِمِ اغْتَرَبَتِ التَّوْأَمَةُ عِنْدَ عَاصِمِ بْنِ الْجَعْدِ الْفَزَارِيِّ وَوَلَدَتْ لَهُ، وَكَانَتِ التَّوْأَمَةُ وُلِدَتْ هِيَ وَأُخْتٌ لَهَا فِي بَطْنٍ فَسُمِّيَتْ تِلْكَ بِاسْمٍ وَسُمِّيَتْ هَذِهِ التَّوْأَمَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، §أَنَّ التَّوْأَمَةَ بِنْتَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ طُلِّقَتِ الْبَتَّةَ فَسَأَلَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَجَعَلَهَا وَاحِدَةً.

سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها فاطمة بنت عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة

§سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا مَعَ زَوْجِهَا أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ أَبِي حُذَيْفَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ فَوَلَدَتْ لَهُ سَلِيطَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا شَمَّاخُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَائِفِ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَامِرَ بْنَ شَمَّاخٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَدْ كَانَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ قَدْ تَبَنَّتْ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُرْضِعَهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَعُدُّ سَالِمًا وَلَدًا وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَأَنَا فَضْلٌ وَيَرَى مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ وَلْيَدْخُلْ عَلَيْكِ» . قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِي بِهَذِهِ الْفُتْيَا. وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ لِتُرْضِعَهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ لِيَدْخُلَ عَلَى عَائِشَةَ فَيَسْمَعَ مِنْهَا فَأَرْضَعَتْهُ رَضْعَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ مَرِضَتْ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «§أَبَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذْنَ بِهَذَا وَقُلْنَ إِنَّمَا هَذِهِ رُخْصَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلٍ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، §أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَدُخُولَهُ عَلَيْهَا فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُرْضِعَهُ فَأَرْضَعَتْهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ بَعْدَمَا شَهِدَ بَدْرًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَحْلُبُ فِي مِسْعَطٍ أَوْ إِنَاءٍ قَدْرَ رَضْعَةٍ فَيَشْرَبُهُ سَالِمٌ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَكَانَ بَعْدُ يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَهِيَ حَاسِرٌ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِسَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلٍ

أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي. أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن

§أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَقَدْ وَلَدَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ لِأَبِي سَبْرَةَ مُحَمَّدًا وَعَبْدَ اللَّهِ.

فاطمة وهي أم جميل بنت المجلل بن عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس أخت أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية. أسلمت فاطمة قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها

§فَاطِمَةُ وَهِيَ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ الْمُجَلِّلِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أُخْتُ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ. أَسْلَمَتْ فَاطِمَةُ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيِّ , وَكَانَ مَعَهُمَا فِي الْهِجْرَةِ ابْنَاهُمَا مُحَمَّدٌ وَالْحَارِثُ ابْنَا حَاطِبٍ.

فاطمة وهي أم قهطم بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها عاتكة بنت أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح من خزاعة أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها سليط بن

§فَاطِمَةُ وَهِيَ أُمُّ قِهْطِمِ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا سَلِيطِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَوَلَدَتْ لَهُ سَلِيطَ بْنَ سَلِيطٍ

عميرة بنت السعدي واسمه عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها مالك بن زمعة بن قيس من بني عامر بن لؤي وهو أخو سودة بنت زمعة زوج رسول الله صلى الله

§عَمِيرَةُ بِنْتُ السَّعْدِيِّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا مَالِكِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَهُوَ أَخُو سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر , وأمها أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وكانت فاطمة بنت قيس تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد

§فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ الْأَكْبَرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ , وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ الْأَحْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، فَطَلَّقَهَا فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ الْعَدَوِيُّ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ مِنْ عُنُقِهِ وَلَكِنِ انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ» , فَنَكَحْتُهُ فَقَالَتْ: لَقَدِ اغْتَبَطْتُ بِنِكَاحِي إِيَّاهُ.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلَهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[274]-، فَقَالَ: «§لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ» وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ثُمَّ قَالَ: «تِلْكَ الْمَرْأَةُ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي» ، قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ خَطَبَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ , وَلَكِنِ انْكِحِي أُسَامَةَ» . فَكَرِهْتُهُ، فَقَالَ: «انْكِحِي أُسَامَةَ» . فَنَكَحَتْهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، §أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ فَطَلَّقَهَا الْبَتَّةَ , وَكَانَ وَكِيلُهُ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تَلْتَمِسُ مِنْهُ النَّفَقَةَ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلَتْ عَلَيَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أُرِيدُ السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ، فَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ §إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ الَّتِي لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ , انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ وَلَا تُفَوِّتِينَا بِنَفْسِكِ» . ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ أُمَّ شَرِيكٍ يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فَانْتَقِلِي إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ» . فَلَمَّا حَلَّ أَجَلُهَا خَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَأُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَعَائِلٌ لَا مَالَ لَهُ , وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ؟» قَالَ: فَكَأَنَّ أَهْلَهَا كَرِهُوا ذَلِكَ فَقَالَتْ: لَا أَنْكَحُ إِلَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: §كُنْتُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَطَلَّقَنِي الْبَتَّةَ فَأَرْسَلْتُ إِلَى أَهْلِهِ أَبْتَغِي النَّفَقَةَ فَقَالُوا: لَيْسَ لَكِ عَلَيْنَا نَفَقَةٌ. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ إِلَى آخِرِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَانُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ -[275]- الْأَوَّلِينَ وَقَالَ فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَإِنْ وَضَعْتِ شَيْئًا مِنْ ثِيَابَكِ لَمْ يَرَ شَيْئًا وَلَمْ يَقُلْ فِيمَنْ خَطَبَهَا وَأُسَامَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ؟ وَقَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: فَنَكَحْتُهُ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْأَحْمَسِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ فُلَانِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوِ الْمُغِيرَةِ بْنِ فُلَانٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَأَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهَا بِطَلَاقِهَا مِنَ الطَّرِيقِ مِنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَى الْيَمَنِ , فَسَأَلَتْ أَهْلَهُ النَّفَقَةَ وَالسُّكْنَى فَأَبَوْا وَقَالُوا: لَمْ يُرْسِلْ إِلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَنَا ابْنَةُ آلِ خَالِدٍ وَإِنَّ زَوْجِي أَرْسَلَ إِلَيَّ بِطَلَاقِي وَإِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَهُ النَّفَقَةَ وَالسُّكْنَى فَأَبَوْا عَلَيَّ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهَا بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ وَكَتَبُوا مِنْهَا كِتَابًا أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَطَلَّقَهَا الْبَتَّةَ فَلَمَّا حَلَّتْ ذَكَرَتْ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَاهَا فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ أَهْلِهِ فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؟» فَكَأَنَّ أَهْلَهَا كَرِهُوا ذَلِكَ فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا مَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَزَوَّجْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: «§طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ أَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَمْ يَجْعَلْ لِي نَفَقَةً» .

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§يَا فَاطِمَةُ اتَّقِي اللَّهَ فَقَدْ عَلِمْتِ فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا» .

تسمية غرائب نساء العرب المسلمات المهاجرات المبايعات

§تَسْمِيَةُ غَرَائِبِ نِسَاءِ الْعَرَبِ الْمُسْلِمَاتِ الْمُهَاجِرَاتِ الْمُبَايِعَاتِ

أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة قال محمد بن سعد: وسمعت من ينسبها غير هذا فيقول أم رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة وكانت أم رومان امرأة

§أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أُذَيْنَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَنْسُبُهَا غَيْرَ هَذَا فَيَقُولُ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَتْ أُمُّ رُومَانَ امْرَأَةَ الْحَارِثِ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ جُرْثُومَةَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَفِيرِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبٍ مِنْ الْأَزْدِ فَوَلَدَتْ لَهُ الطُّفَيْلَ وَقَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ سَخْبَرَةَ مِنْ السَّرَاةِ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ رُومَانَ وَوَلَدُهُ مِنْهَا فَحَالَفَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ثُمَّ مَاتَ الْحَارِثُ بِمَكَّةَ فَتَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ أُمَّ رُومَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَأَسْلَمَتْ أُمُّ رُومَانَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ أَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ وَوَلَدِهِ وَأَهْلِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ قَدِمَ بِهِمْ فِي الْهِجْرَةِ , وَكَانَتْ أُمُّ رُومَانَ امْرَأَةً صَالِحَةً وَتُوُفِّيَتْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ -[277]-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا دُلِّيَتْ أُمُّ رُومَانَ فِي قَبْرِهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أُمِّ رُومَانَ» . وَفِي حَدِيثِ عَفَّانَ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ فِي قَبْرِهَا

أم الفضل وهي لبابة الكبرى ابنة الحارث بن حزن بن البجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر , وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن ذي حليل من

§أُمُّ الْفَضْلِ وَهِيَ لُبَابَةُ الْكُبْرَى ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ الْبُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ , وَأُمُّهَا هِنْدٌ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَمَاطَةَ بْنِ ذِي حُلَيْلٍ مِنْ جُرَشٍ وَهَمَّ إِلَى حِمْيَرَ , وَأُمُّهَا عَائِشَةُ بِنْتُ الْمُحَزِّمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ مِنْ خَثْعَمٍ وَكَانَتْ أُمُّ الْفَضْلِ أَوَّلَ امْرَأَةٍ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ بَعْدَ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَزُورُهَا وَيَقِيلُ فِي بَيْتِهَا وَأَخَوَاتُ أُمِّ الْفَضْلِ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَهِيَ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا , وَلُبَابَةُ الصُّغْرَى وَهِيَ الْعَصْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ وَهِيَ أُمُّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ أُخْتَهَا لِأَبِيهَا، وَعَزَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ أُخْتُهَا لِأَبِيهَا , وَهُزَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ أُخْتُهَا لِأَبِيهَا , وَإِخْوَتُهَا وَأَخَوَاتُهَا لِأُمِّهَا مَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَوْنٌ وَأَسْمَاءُ وَسَلْمَى بَنُو عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَثْعَمٍ , فَتَزَوَّجَ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ الْفَضْلَ وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَمَعْبَدًا وَقُثَمَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمَّ حَبِيبٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهِلَالِيُّ: [البحر الرجز]

مَا وَلَدَتْ نَجِيبَةٌ مِنْ فَحْلِ ... كَسِتَّةٍ مِنْ بَطْنِ أُمِّ الْفَضْلِ ... أَكْرِمْ بِهَا مِنْ كَهْلَةٍ وَكَهْلِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُرَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " وَذُكِرَتْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَأُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ , وَأَخَوَاتُهَا لُبَابَةُ الصُّغْرَى وَهُزَيْلَةُ وَعَزَّةُ وَأَسْمَاءُ وَسَلْمَى ابْنَتَا عُمَيْسٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ الْأَخَوَاتِ لَمُؤْمِنَاتٌ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§عَقَلْتُ أُمِّي وَهِيَ تَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَتْ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَزُورُهَا وَيَأْتِي بَيْتِهَا كَثِيرًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَقُولُ: مَا وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ امْرَأَةٍ وَلَا تَحِلُّ لَهُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ إِلَّا أُمَّ الْفَضْلِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تُفَلِّيهِ وَتُكَحِّلُهُ فَبَيْنَا هِيَ ذَاتَ يَوْمٍ تُكَحِّلُهُ إِذَا قَطَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ عَيْنِهَا عَلَى خَدِّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا لَكِ؟» فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ نَعَاكَ لَنَا فَلَوْ أَوْصَيْتَ بِنَا مَنْ يَكُونُ بَعْدَكَ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِينَا أَوْ فِي غَيْرِنَا، قَالَ: «§إِنَّكُمْ مَقْهُورُونَ مُسْتَضْعَفُونَ بَعْدِي» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ امْرَأَةَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ فِي بَيْتِي، قَالَ: «§خَيْرًا رَأَيْتِ , تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا وَتُرْضِعِينَهُ بِلَبَانِ ابْنِكِ قُثَمٍ» ، قَالَ: فَوَلَدَتِ الْحُسَيْنَ فَكَفَلَتْهُ أُمُّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم -[279]- فَهُوَ يُنْزِيهِ وَيُقَبِّلُهُ إِذْ بَالَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ الْفَضْلِ أَمْسِكِي ابْنِي فَقَدْ بَالَ عَلَيَّ» قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَقَرَصْتُهُ قَرْصَةً بَكَى مِنْهَا وَقُلْتُ آذَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ بُلْتَ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَكَى الصَّبِيُّ، قَالَ: «يَا أُمَّ الْفَضْلِ آذَيْتِنِي فِي بَنِيَّ أَبْكَيْتِهِ» ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَحَدَرَهُ عَلَيْهِ حَدْرًا ثُمَّ قَالَ: «إِذَا كَانَ غُلَامًا فَاحْدُرُوهُ حَدْرًا وَإِذَا كَانَ جَارِيَةً فَاغْسِلُوهُ غَسْلًا» .

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: رَأَتْ أُمُّ الْفَضْلِ أَنَّ فِيَ بَيْتِهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ طَائِفَةً فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: «§هُوَ خَيْرٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا تُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ ابْنِكِ» , فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا فَأَعْطَتْنِيهِ فَأَرْضَعْتُهُ حَتَّى تَحَرَّكَ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ فَضَرَبَتْ بِيَدِهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: «أَوْجَعْتِ ابْنِي أَصْلَحَكِ اللَّهُ أَوْ رَحِمَكِ اللَّهُ» ، فَقُلْتُ: اخْلَعْ إِزَارَكَ وَالْبَسْ ثَوْبًا غَيْرَهُ كَيْمَا أَغْسِلُهُ، فَقَالَ: «إِنَّمَا يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ» .

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَالِمِ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، §أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى النَّبِيِّ يَوْمَ عَرَفَةَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ فَشَرِبَهُ.

لبابة الصغرى وهي العصماء بنت الحارث بن حزن بن البجير بن الهزم بن رويبة بن عبيد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها فاختة بنت عامر بن معتب بن مالك الثقفي تزوجها الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بمكة فولدت له خالد بن الوليد سيف الله , ثم

§لُبَابَةُ الصُّغْرَى وَهِيَ الْعَصْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ الْبُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّهَا فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيِّ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ بِمَكَّةَ فَوَلَدَتْ لَهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ , ثُمَّ أَسْلَمَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هزيلة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة أسلمت بعد الهجرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§هُزَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ أَسْلَمَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عزة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة تزوجها عبد الله بن مالك بن الهزم بن رويبة فولدت له زيادا وعبد الرحمن وبرزة فولدت برزة للأصم البكائي يزيد بن الأصم صاحب عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وفي رواية أخرى أن

§عَزَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ زِيَادًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَبَرْزَةَ فَوَلَدَتْ بَرْزَةُ لِلْأَصَمِّ الْبَكَّائِيِّ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ صَاحِبَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ بَرْزَةَ أُمَّ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ هِيَ أُخْتُ عَزَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ لِأَبِيهَا، وَأُمُّهَا بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيِّ وَأَنَّ عَزَّةَ بِنْتَ الْحَارِثِ كَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِلَابٍ فَوَلَدَتْ فِيهِمْ.

أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتل وهو جماع خثعم، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة من جرش. أخبرنا محمد بن عمر

§أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانِ بْنِ عَفْرَسِ بْنِ أَفْتَلَ وَهُوَ جِمَاعُ خَثْعَمٍ، وَأُمُّهَا هِنْدٌ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَمَاطَةَ مِنْ جُرَشٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: أَسْلَمَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمَ بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرِ بْنِ -[281]- أَبِي طَالِبٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ عَبْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدًا وَعَوْنًا ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا جَعْفَرٌ بِمُؤْتَةَ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَأَبُو حَمْزَةَ أَسْنَدَهُ قَالَا: لَمَّا قَدِمَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، قَالَ لَهَا عُمَرُ: يَا حَبَشِيَّةُ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةَ، فَقَالَتْ: أَيْ لَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقْتَ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا الْبُعَدَاءَ الطُّرَدَاءَ أَمَا وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لَهُ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «§لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ هِجْرَتَانِ» . قَالَ سُفْيَانُ: زَادَ أَبُو حَمْزَةَ يَا حَبَشِيَّةُ، لَيْسَ فِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رِجَالًا يَفْخَرُونَ عَلَيْنَا وَيَزْعُمُونَ أَنَّا لَسْنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§بَلْ لَكُمْ هِجْرَتَانِ هَاجَرْتُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَنَحْنُ مَرْهُونُونَ بِمَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرْتُمْ بَعْدَ ذَلِكَ» . قَالَ عَامِرٌ: قَدِمُوا مِنْ الْحَبَشَةِ لَيَالِي خَيْبَرَ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّا لَسْنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: " §كَذَبَ مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ , لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ: هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ ".

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَشَارَ بِالنَّعْشِ نَعْشِ الْمَرْأَةِ، يَقُولُ رَفَعَهُ، أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ حِينَ جَاءَتْ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ رَأَتِ النَّصَارَى يَصْنَعُونَهُ ثَمَّ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أُمِّ عِيسَى الْجَزَّارِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرِ -[282]- بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَقَدْ هَنَّأْتُ , يَعْنِي دَبَغْتُ أَرْبَعِينَ إِهَابًا مِنْ أُدْمٍ وَعَجَنْتُ عَجِينِي وَأَخَذْتُ بَنِيَّ فَغَسَلْتُ وجُوهَهُمْ وَدَهَنْتُهُمْ , فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا أَسْمَاءُ أَيْنَ بَنُو جَعْفَرٍ؟» , فَجِئْتُ بِهِمْ إِلَيْهِ فَضَمَّهُمْ وَشَمَّهُمْ ثُمَّ ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّهُ بَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ شَيْءٌ؟ قَالَ: «§نَعَمْ قُتِلَ الْيَوْمَ» ، قَالَتْ: فَقُمْتُ أَصِيحُ فَاجْتَمَعَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ، يَقُولُ: «يَا أَسْمَاءُ لَا تَقُولِي هَجْرًا وَلَا تَضْرِبِي صَدْرًا» ، قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ وَهِيَ تَقُولُ وَاعَمَّاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ فَلْتَبْكِ الْبَاكِيَةُ» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَقَدْ شُغِلُوا عَنْ أَنْفُسِهِمُ الْيَوْمَ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «§تَسَلَّمِي ثَلَاثًا ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَتَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ بَعْدَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا أَبُو بَكْرٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَهُمْ يُرِيدُونَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ , وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ §أَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَهَمَّ أَبُو بَكْرٍ بِرَدِّهَا فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ تُحْرِمْ» .

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ §أُمِرَتْ أَنْ تُحْرِمَ وَهِيَ نُفَسَاءُ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِالْبَيْدَاءِ , فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ §لَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ صَلَّى بِهَا , فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَمَرَهَا أَنْ تَسْتَذْفِرَ بِثَوْبٍ ثُمَّ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «§دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ أَبْيَضَ فَرَأَيْتُ يَدَيْ أَسْمَاءَ مَوْشُومَةً» . قَالَ: وَزَادَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ تَذُبُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ.

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَّهُ أَسْمَاءُ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَنْ تُغَسِّلَهُ إِذَا مَاتَ وَعَزَّمَ عَلَيْهَا لَمَا أَفْطَرَتْ لِأَنَّهُ أَقْوَى لَكِ، فَذَكَرَتْ يَمِينَهُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَدَعَتْ بِمَاءٍ فَشَرِبَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُتْبِعُهُ الْيَوْمَ حِنْثًا.

أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ فَإِنْ عَجَزَتْ أَعَانَهَا ابْنُهَا مِنْهُ مُحَمَّدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا وَهْلٌ.

أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تُغَسِّلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعِ اسْتَعَانَتْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ وَكَيْفَ يُعِينُهَا مُحَمَّدٌ ابْنُهَا وَإِنَّمَا وَلَدَتْهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ سَنَةَ عَشْرٍ وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ثَلَاثُ سِنِينَ أَوْ نَحْوُهَا.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ أَسْمَاءُ.

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ امْرَأَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ غَسَّلَتْ أَبَا بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ , ثُمَّ خَرَجَتْ فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَهَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ: §إِنِّي صَائِمَةٌ وَهَذَا يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ غُسْلٍ؟ فَقَالُوا: لَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، حَاجِبِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §غَسَّلَتْهُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ فَسَأَلَتْ عُثْمَانَ هَلْ عَلَيْهَا غُسْلٌ؟ فَقَالَ: لَا , وَعُمَرُ يَسْمَعُ ذَلِكَ فَلَا يُنْكِرُهُ ".

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، §أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ الْأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ -[285]- أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى وَعَوْنًا

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: تَزَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَتَفَاخَرَ ابْنُهَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ , وَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ , فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: اقْضِي بَيْنَهُمَا يَا أَسْمَاءُ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنْ الْعَرَبِ خَيْرًا مِنْ جَعْفَرٍ وَلَا رَأَيْتُ كَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ الَّذِي قُلْتِ لَمَقَتُّكِ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: §إِنَّ ثَلَاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَارٌ ".

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «§كَذَّبَتْكُمْ مِنَ النِّسَاءِ الْحَارِقَةُ فَمَا ثَبَتَتْ مِنْهُمُ امْرَأَةٌ إِلَّا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ»

سلمى بنت عميس بن معد بن تميم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتل وهو جماع خثعم , وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش، أسلمت قديما مع

§سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانِ بْنِ عَفْرَسِ بْنِ أَفْتِلَ وَهُوَ جِمَاعُ خَثْعَمٍ , وَأُمُّهَا هِنْدٌ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَمَاطَةَ بْنِ جُرَشٍ، أَسْلَمَتْ قَدِيمًا مَعَ أُخْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ وَتَزَوَّجَهَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَتَهُ عُمَارَةَ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ بِمَكَّةَ فَأَخْرَجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَرَادَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخْذَهَا إِلَيْهِ فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَجْلِ

أَنَّ خَالَتَهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ عِنْدَهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَرْأَةَ لَا تُنْكَحُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا» , وَقُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِأُحُدٍ شَهِيدًا فَتَأَيَّمَتْ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ فَتَزَوَّجَهَا شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ اللَّيْثِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ فَهُوَ أَخُو ابْنَةِ حَمْزَةَ لِأُمِّهَا وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ وَلَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ.

همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة أسلمت بمكة قديما وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، فولدت له هناك سعيد بن خالد وأمة بنت خالد فتزوج أمة بنت خالد الزبير بن

§هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُلَيْحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ سَعِيدَ بْنَ خَالِدٍ وَأَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ فَتَزَوَّجَ أَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَخَالِدًا ابْنَيِ الزُّبَيْرِ

حرملة بنت عبد بن الأسود بن جذيمة بن أقيش بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة أسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها جهم بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فهلكت حرملة

§حَرْمَلَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ أُقَيْشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُلَيْحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا جَهْمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَهَلَكَتْ حَرْمَلَةُ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَوَلَدَتْ لِجَهْمِ بْنِ قَيْسٍ حُرَيْمَلَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَمْرًا وَكَانَ يُقَالُ أُمُّ حُرَيْمَلَةَ وَأُمُّهَا أَمَةٌ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.

فاطمة بنت صفوان بن محرث بن خمل بن شق أسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية.

§فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِثِ بْنِ خُمْلِ بْنِ شَقٍّ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ.

حسنة أم شرحبيل ابن حسنة وهو ابن عبد الله بن المطاع بن عمرو الكندي أسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع ابنها شرحبيل ابن حسنة

§حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ ابْنِهَا شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ

خرنيق بنت الحصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن خريبة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو من خزاعة أسلمت فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه.

§خِرْنِيقُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ نُهْمِ بْنِ خُرَيْبَةَ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ أَسْلَمَتْ فَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ.

سبيعة بنت الحارث الأسلمية كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها.

§سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةُ كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، §أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَاسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَنْكِحَ فَأَذِنَ لَهَا فَنَكَحَتْ

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: §عَابَ أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ -[288]- عَلَى سُبَيْعَةَ ابْنَةِ الْحَارِثِ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَأَمَرَهَا أَنْ تَزَوَّجَ ".

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حِينَ تَمَارَى هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِغُلَامِهِ كُرَيْبٍ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّ سَلْمَى فَسَلْهَا فَقَالَتْ: §إِنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةَ وَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تَزَوَّجَ وَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ خَطَبَهَا.

أم معبد واسمها عاتكة بنت خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة كانت تحت ابن عمها ويقال له تميم بن عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة وكان

§أُمُّ مَعْبَدٍ وَاسْمُهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُلَيْفِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمِّهَا وَيُقَالُ لَهُ تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ مَنْزِلُهَا بِقُدَيْدٍ وَهِيَ الَّتِي نَزَلَ عِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَغَيْرِهِ قَالُوا: " §مَا شَعَرَتْ قُرَيْشٌ أَيْنَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنْ الْغَارِ فِي آخِرِ لَيْلَةِ الِاثْنَيْنِ فِي السَّحَرِ وَقَالَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ بِقُدَيْدٍ فَسَمِعُوا صَوْتًا مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ يَتْبَعُهُ الْعَبِيدُ وَالصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ وَلَا يُرَى شَخْصُهُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتِي أُمُّ مَعْبَدِ -[289]- هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَاعْتَدَيَا بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَرْصَدِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ قَالَتْ: طَلَعَ عَلَيْنَا أَرْبَعَةٌ عَلَى رَاحِلَتَيْنِ فَنَزَلُوا بِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَاةٍ أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَهَا فَإِذَا هِيَ ذَاتُ دُرٍّ فَأَدْنَيْتُهَا مِنْهُ فَلَمَسَ ضَرْعَهَا، فَقَالَ: «§لَا تَذْبَحِيهَا» . فَأَرْسَلْتُهَا، قَالَتْ: وَجِئْتُ بِأُخْرَى فَذَبَحْتُهَا فَطَحَنَتْ لَهُمْ فَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ قُلْتُ: وَمَنْ مَعَهُ؟ قَالَتْ: ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَمَوْلَى ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَابْنُ أُرَيْقِطٍ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ، قَالَتْ: فَتَغَدَّى رَسُولُ اللَّهِ مِنْهَا وَأَصْحَابُهُ وَسُفْرَتُهُمْ مِنْهَا مَا وَسِعَتْ سُفْرَتَهُمْ وَبَقِيَ عِنْدَنَا لَحْمُهَا أَوْ أَكْثَرُهُ فَبَقِيَتِ الشَّاةُ الَّتِي لَمَسَ رَسُولُ اللَّهِ ضَرْعَهَا عِنْدَنَا حَتَّى كَانَ زَمَانُ الرَّمَادَةِ زَمَانُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانِي عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، قَالَتْ: وَكُنَّا نَحْلُبُهَا صُبُوحًا وَغُبُوقًا وَمَا فِي الْأَرْضِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ وَكَانَتْ أُمُّ مَعْبَدٍ يَوْمَئِذٍ مَسْلَمَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ قَدِمَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ.

أم عبد الله بن مسعود وهي أم عبد بنت عبد ود بن سوي بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر , وأمها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهِيَ أُمُّ عَبْدٍ بِنْتِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ سَوِيِّ بْنِ قُرَيْمِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ , وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، §أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ الْأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لِأُمِّ عَبْدٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ.

ريطة بنت عبد الله امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده وكانت امرأة صناعا فقالت: يا رسول الله إني امرأة ذات صنعة أبيع منها وليس لي ولا لزوجي ولا لولدي شيء. وسألته عن النفقة عليهم، فقال: " لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم ".

§رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُمُّ وَلَدِهِ وَكَانَتِ امْرَأَةً صَنَاعًا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ ذَاتُ صَنْعَةٍ أَبِيعُ مِنْهَا وَلَيْسَ لِي وَلَا لِزَوْجِي وَلَا لِوَلَدِي شَيْءٌ. وَسَأَلْتُهُ عَنِ النَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ» .

زينب بنت أبي معاوية الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود أسلمت وبايعت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الثَّقَفِيَّةُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي زَيْنَبُ الثَّقَفِيَّةُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: «§إِذَا خَرَجْتِ إِلَى الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَلَا تَمَسِّي طِيبًا» .

بنت خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد من بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم أسلمت وأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه

§بِنْتُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ أَسْلَمَتْ وَأَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْفَائِشِيِّ، عَنْ بِنْتِ خَبَّابٍ قَالَتْ: " §خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سَرِيَّةٍ -[291]- فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَعَاهَدُنَا حَتَّى يَحْلُبَ عَنْزًا لَنَا فِي جَفْنَةٍ لَنَا، قَالَتْ: وَكَانَ يَحْلُبُهَا حَتَّى تَطْفَحَ وَتَفِيضَ فَلَمَّا رَجَعَ خَبَّابٌ حَلَبَهَا فَرَجَعَ حِلَابُهَا. قَالَ وَكِيعٌ: نَقَصَ، قَالَتْ: فَقُلْنَا لَهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَحْلُبُهَا حَتَّى تَفِيضَ فَلَمَّا حَلَبْتَهَا رَجَعَ حِلَابُهَا "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ بِنْتِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَتْ: خَرَجَ أَبِي فِي غَزْوَةٍ وَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا إِلَّا شَاةً وَقَالَ: إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَحْلِبُوهَا فَأْتُوا بِهَا أَهْلَ الصُّفَّةِ، قَالَتْ: فَانْطَلَقْنَا بِهَا فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ فَأَخَذَهَا فَاعْتَقَلَهَا فَحَلَبَ ثُمَّ قَالَ: «§ائْتُونِي بِأَعْظَمِ إِنَاءٍ عِنْدَكُمْ» . فَذَهَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ إِلَّا الْجَفْنَةَ الَّتِي نَعْجِنُ فِيهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَحَلَبَ حَتَّى مَلَأَهَا، قَالَ: «اذْهَبُوا فَاشْرَبُوا وَأَمِيهُوا جِيرَانَكُمْ فَإِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَحْلِبُوا فَأْتُونِي بِهَا» . فَكُنَّا نَخْتَلِفُ بِهَا إِلَيْهِ فَأَخْصَبْنَا حَتَّى قَدِمَ أَبِي فَأَخَذَهَا فَاعْتَقَلَهَا فَصَارَتْ إِلَى لَبَنِهَا فَقَالَتْ أُمِّي: أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا شَاتَنَا، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: إِنْ كَانَتْ لَتَحْلِبُ مِلْءَ هَذِهِ الْجَفْنَةِ، قَالَ: وَمَنْ كَانَ يَحْلُبُهَا؟ قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَقَدْ عَدَلْتِنِي بِهِ هُوَ وَاللَّهُ أَعْظَمُ بَرَكَةً يَدًا مِنِّي.

كعيبة بنت سعد الأسلمية بايعت بعد الهجرة وهي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى وكان سعد بن معاذ حين رمي يوم الخندق عندها تداوي جرحه حتى مات وقد شهدت كعيبة يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§كُعَيْبَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الْأَسْلَمِيَّةُ بَايَعَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَهَا خَيْمَةٌ تُدَاوِي الْمَرْضَى وَالْجَرْحَى وَكَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ حِينَ رُمِيَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عِنْدَهَا تُدَاوِي جُرْحَهُ حَتَّى مَاتَ وَقَدْ شَهِدَتْ كُعَيْبَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم مطاع الأسلمية أسلمت بعد الهجرة وبايعت وشهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ مُطَاعٍ الْأَسْلَمِيَّةُ أَسْلَمَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَبَايَعَتْ وَشَهِدَتْ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سنان الأسلمية أسلمت وبايعت بعد الهجرة.

§أُمُّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ ثُبَيْتَةَ ابْنَةِ حَنْظَلَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةِ قَالَتْ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخُرُوجَ إِلَى خَيْبَرَ جِئْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرُجُ مَعَكَ فِي وَجْهِكَ هَذَا أَخْرُزُ السِّقَاءَ وَأُدَاوِي الْمَرِيضَ وَالْجَرِيحَ إِنْ كَانَتْ جِرَاحٌ وَلَا تَكُونُ وَأَبْصُرُ الرَّحْلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§اخْرُجِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَإِنَّ لَكِ صَوَاحِبَ قَدْ كَلَّمْنَنِي وَأَذِنْتُ لَهُنَّ مِنْ قَوْمَكِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ فَإِنْ شِئْتِ فَمَعَ قَوْمِكِ وَإِنْ شِئْتِ فَمَعَنَا» . قُلْتُ: مَعَكَ، قَالَ: «فَكُونِي مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَتِي» ، قَالَتْ: فَكُنْتُ مَعَهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الْحَوْطِيُّ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ زَيْدٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنَا ثُبَيْتَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةِ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَشَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ خَيْبَرَ قَالَتْ: مَا كُنَّا نَخْرُجُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ حَتَّى نُؤْيِسَ مِنَ الْبُعُولَةِ، قَالَتْ: وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ فَنَظَرَ إِلَى يَدَيَّ، فَقَالَ: «§مَا عَلَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تُغَيِّرَ أَظْفَارَهَا وَتَعْضُدَ يَدَهَا وَلَوْ بِسَيْرٍ» .

أمية بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية أسلمت وبايعت بعد الهجرة وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر.

§أُمَيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ الْغِفَارِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَشَهِدَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّ عَلِيٍّ بِنْتِ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أُمَيَّةَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ الْغِفَارِيَّةِ قَالَتْ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَقُلْنَا: إِنَّا نُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى وَجْهِكَ هَذَا تَعْنِي خَيْبَرَ فَنُدَاوِيَ الْجَرْحَى وَنُعِينَ الْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَعْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ» ، قَالَتْ: فَخَرَجْنَا مَعَهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثًا سِنِّي فَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَقِيبَةَ رَحْلِهِ فَنَزَلَ إِلَى الصُّبْحِ، فَأَنَاخَ وَإِذَا أَنَا بِالْحَقِيبَةِ عَلَيْهَا أَثَرُ دَمٍ مِنِّي وَكَانَتْ أَوَّلَ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا فَتَقَبَّضْتُ إِلَى النَّاقَةِ وَاسْتَحْيَيْتُ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ مَا بِي وَرَأَى الدَّمَ، قَالَ: «لَعَلَّكِ نُفِسْتِ» ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَصْلِحِي مِنْ نَفْسِكِ ثُمَّ خُذِي إِنَاءً مِنْ مَاءٍ ثُمَّ اطْرَحِي فِيهِ مِلْحًا ثُمَّ اغْسِلِي مَا أَصَابَ الْحَقِيبَةَ مِنَ الدَّمِ ثُمَّ عُودِي» ، فَفَعَلْتُ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ لَنَا خَيْبَرَ رَضَخَ لَنَا مِنَ الْفَيْءِ وَلَمْ يُسْهِمْ لَنَا وَأَخَذَ هَذِهِ الْقِلَادَةَ الَّتِي تَرَيْنَ فِي عُنُقِي فَأَعْطَانِيهَا وَعَلَّقَهَا بِيَدِهِ فِي عُنُقِي، فَوَاللَّهِ لَا تُفَارِقُنِي أَبَدًا فَكَانَتْ فِي عُنُقِهَا حَتَّى مَاتَتْ وَأَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ مَعَهَا وَكَانَتْ لَا تَطْهُرُ إِلَّا جَعَلَتْ فِي طُهْرِهَا مِلْحًا وَأَوْصَتْ أَنْ يُجْعَلَ فِي غُسْلِهَا مِلْحٌ حِينَ غُسِّلَتْ.

أم حفيد الهلالية أسلمت وبايعت رسول الله بعد الهجرة وهي التي أهدت الضباب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ حُفَيْدٍ الْهِلَالِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ الَّتِي أَهْدَتِ الضِّبَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سنبلة المالكية إخوة أسلم من خزاعة أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة.

§أُمُّ سُنْبُلَةَ الْمَالِكِيَّةُ إِخْوَةُ أَسْلَمَ مِنْ خُزَاعَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نَقْبَلَ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَجَاءَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ الْأَسْلَمِيَّةُ بِلَبَنٍ فَدَخَلَتْ بِهِ عَلَيْنَا فَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ فَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُنْبُلَةَ أَهْدَتْ لَنَا لَبَنًا وَكُنْتَ نَهَيْتَنَا أَنْ نَقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْأَعْرَابِ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " §خُذُوهَا فَإِنَّ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ قَارِيَتِهِمْ إِذَا دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرْنَاهُمْ نَصَرُونَا، صُبِّي يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ، فَصَبَّتْ، فَقَالَ: «نَاوِلِي أَبَا بَكْرٍ» . فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: «صُبِّي» فَصَبَّتْ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ قَالَ: «صُبِّي» فَصَبَّتْ فَنَاوَلَهُ عَائِشَةَ فَشَرِبَتْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَا بَرْدَهَا عَلَى الْكَبِدِ كُنْتَ نَهَيْتَنَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ هَدِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ قَارِيَتِهِمْ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرْنَاهُمْ نَصَرُونَا» .

أم كرز الخزاعية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو يقسم لحوم بدنه فأسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةُ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ يَقْسِمُ لُحُومَ بُدْنِهِ فَأَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي -[295]- رَبَاحٍ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ: «§عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ» .

أم معقل الأسدية أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه.

§أُمُّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ وَإِنَّ جَمَلِي عَجُفَ فَمَا تَأْمُرُنِي؟ . قَالَ: «§اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ فَإِنَّ عَمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً» .

أم صبية خولة بنت قيس الجهنية أسلمت وبايعت بعد الهجرة وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث.

§أُمُّ صُبَيَّةَ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الْجُهَنِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ قَالَتْ: «§اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْوُضُوءِ» . أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ مِثْلَ ذَلِكَ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ، مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: «§قَدِ اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ خَارِجَةُ -[296]- بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيُّ ثُمَّ الرَّبْعِيُّ.

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَكِيثِ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ وَنَافِعٌ ابْنَا سَرْجٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةِ , عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: «§اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُمَّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةَ قَالَتْ: «§اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ فِي الْوُضُوءِ» . قَالَ: وَالْقَوْلُ قَوْلُ مَنْ قَالَ سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ أَبُو النُّعْمَانِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْجُهَنِيَّةِ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَسْمَعُ خِطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا فِي مُؤَخَّرِ النِّسَاءِ وَأَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَنَا فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَوْدَةُ بِنْتُ أَبِي ضُبَيْسٍ الْجُهَنِيُّ، وَقَدْ أَدْرَكَتْ وَبَايَعَتْ وَكَانَتْ لِأَبِي ضُبَيْسٍ صُحْبَةٌ عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: " §كُنَّا نَكُونُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ وَصَدْرٍ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ نِسْوَةً قَدْ تَخَالَلْنَ وَرُبَّمَا غَزَلْنَا وَرُبَّمَا عَالَجَ بَعْضُنَا فِيهِ الْخُوصَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَأَرُدَّنَّكُنَّ حَرَائِرَ فَأَخْرَجَنَا مِنْهُ إِلَّا أَنَّا كُنَّا نَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْوَقْتِ وَكَانَ عُمَرُ يَخْرُجُ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَيَطُوفُ بِدِرَّتِهِ عَلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَعْرِفُ وجُوهَهُمْ وَيَتَفَقَّدُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ هَلْ أَصَابُوا عَشَاءً وَإِلَّا خَرَجَ بِهِمْ فَعَشَّاهُمْ ".

سودة بنت أبي ضبيس الجهنية أسلمت وبايعت بعد الهجرة وكانت لأبيها صحبة.

§سَوْدَةُ بِنْتُ أَبِي ضُبَيْسٍ الْجُهَنِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَكَانَتْ لِأَبِيهَا صُحْبَةٌ.

أميمة ويقال أمامة بنت سفيان بن وهب بن الأشيم من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة , وأمها أم عبد الله وكانت أميمة امرأة أبي سفيان بن حرب بن أمية فأسلمت يوم الفتح وبايعت، ويقال بعد ذلك بقليل.

§أُمَيْمَةُ وَيُقَالُ أُمَامَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ الْأَشْيَمِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَتْ أُمَيْمَةُ امْرَأَةَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ فَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ وَبَايَعَتْ، وَيُقَالُ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ.

برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي وأمها أمة بنت خلف بن وهب بن حذافة بن جمح تزوجها صفوان بن أمية بن خلف الجمحي فولدت له عبد الله الأكبر وهو الطويل قتل مع عبد الله بن الزبير يوم قتل، وولدت أيضا لصفوان هشاما الأكبر وأمية وأم حبيب، أسلمت برزة وبايعت

§بَرْزَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ وَأُمُّهَا أَمَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ تَزَوَّجَهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَهُوَ الطَّوِيلُ قُتِلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ، وَوَلَدَتْ أَيْضًا لِصَفْوَانَ هِشَامًا الْأَكْبَرَ وَأُمَيَّةَ وَأُمَّ حَبِيبٍ، أَسْلَمَتْ بَرْزَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

البغوم بنت المعذل وهو خالد بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن زبان بن عبد ياليل من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وهي أم عبد الله الأصغر بن صفوان بن أمية وصفوان بن صفوان وعمرو بن صفوان أسلمت البغوم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، قال:

§الْبَغُومُ بِنْتُ الْمُعَذَّلِ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْغَرِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَصَفْوَانَ بْنِ صَفْوَانَ وَعَمْرِو بْنِ صَفْوَانَ أَسْلَمَتِ الْبَغُومُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهَا أَسْلَمَتْ قَبْلَ ذَلِكَ يَوْمَ الْفَتْحِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «§لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتِ الْبَغُومُ بِنْتُ الْمُعَذَّلِ مِنْ كِنَانَةَ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَبَايَعَتْهُ» .

أم حكيم بنت طارق الكنانية أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

§أُمِّ حَكِيمِ بِنْتُ طَارِقٍ الْكِنَانِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

قتيلة بنت عمرو بن هلال الكنانية أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع

§قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ هِلَالٍ الْكِنَانِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ

تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل من كلب وأمها جويرية بنت وبرة بن رومانس من بني كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة من كلب

§تُمَاضِرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابِ بْنِ هُبَلٍ مِنْ كَلْبٍ وَأُمُّهَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ وَبَرَةَ بْنِ رُومَانِسِ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ مِنْ كَلْبٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ إِلَى كَلْبٍ وَقَالَ: «§إِنِ اسْتَجَابُوا لَكَ فَتَزَوَّجِ ابْنَةَ مَلِكِهِمْ أَوِ ابْنَةَ سَيِّدِهِمْ» . فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ دَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَاسْتَجَابُوا وَأَقَامَ مَنْ أَقَامَ عَلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ فَتَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرٍو، مَلِكِهِمْ ثُمَّ قَدِمَ بِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيُّ وَلَمْ تَلِدْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ غَيْرَ أَبِي سَلَمَةَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §كَانَ فِي تُمَاضِرَ سُوءُ خُلُقٍ وَكَانَتْ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ فَلَمَّا مَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا شَيْءٌ، فَقَالَ لَهَا: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْتِنِي الطَّلَاقَ لَأُطَلِّقَنَّكِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَأَسْأَلَنَّكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فَأَعْلِمِينِي إِذَا حِضْتِ وَطَهُرْتِ، قَالَ: فَلَمَّا حَاضَتْ وَطَهُرَتْ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُعْلِمُهُ، قَالَ: فَمَرَّ رَسُولُهَا بِبَعْضِ أَهْلِهِ فَظَنَّ أَنَّهُ لِذَلِكَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: أَرْسَلَتْنِي تُمَاضِرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أُعْلِمُهُ أَنَّهَا قَدْ حَاضَتْ ثُمَّ طَهُرَتْ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَقُلْ لَهَا: لَا تَفْعَلِي فَوَاللَّهِ مَا كَانَ لِيَرُدَّ قَسَمَهُ فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا فَقُلْتُ لَهَا فَقَالَتْ: أَنَا وَاللَّهِ لَا أَرُدُّ قَسَمِي أَبَدًا اذْهَبِي إِلَيْهِ فَأَعْلِمِيهِ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَأَعْلَمْتُهُ فَطَلَّقَهَا ".

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، جَدَّتِهِ قَالَتْ: " §لَمَّا طَلَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ امْرَأَتَهُ الْكَلْبِيَّةَ تُمَاضِرَ حَمَّمَهَا جَارِيَةً سَوْدَاءَ، يَقُولُ: مَتِّعْهَا إِيَّاهَا ".

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ كَثِيفٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ §طَلَّقَ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ فَحَمَّمَهَا بِجَارِيَةٍ.

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: «§كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَارِيَةٍ سَوْدَاءَ حَمَّمَهَا إِيَّاهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، §أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَرَّثَ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ طَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ تَطْلِيقَةً وَكَانَتْ آخِرَ طَلَاقِهَا.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ لِتُمَاضِرَ §فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ أُمُّهُ تُمَاضِرُ -[300]- بِنْتُ الْأَصْبَغِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى طَلَّقَهَا

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ تُمَاضِرَ بِنْتِ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةِ حِينَ طَلَّقَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَكَانَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعَ لَيَالٍ ثُمَّ لَمْ تَنْشَبْ حَتَّى طَلَّقَهَا فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنِّسَاءِ: «§إِذَا تَزَوَّجَتْ إِحْدَاكُنَّ فَلَا يَغُرَّنَّكُنَّ السَّبْعُ بَعْدَ مَا صَنَعَ بِيَ الزُّبَيْرُ» .

أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم , وأمها العناق بنت الجبار بن عوف بن أبي حارثة بن زيد بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل تزوجها هشام بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم فولدت له أبا جهل والحارث ابني هشام ثم مات عنها هشام بن المغيرة

§أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرَّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أَبِيرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , وَأُمُّهَا الْعَنَاقُ بِنْتُ الْجَبَّارِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ تَزَوَّجَهَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا جَهْلٍ وَالْحَارِثَ ابْنَيْ هِشَامٍ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَخَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ أَخُوهُ أَبُو رَبِيعَةَ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَيَّاشًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمَّ حُجَيْرٍ بَنِي أَبِي رَبِيعَةَ. أَسْلَمَتْ أَسْمَاءُ وَبَايَعَتْ وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ وَبَقِيَتْ إِلَى خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بَعْدَهَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: دَخَلْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ مُخَرَّبَةَ أُمِّ أَبِي جَهْلٍ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ ابْنُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِعِطْرٍ مِنْ الْيَمَنِ وَكَانَتْ تَبِيعُهُ إِلَى الْأَعْطِيَةِ فَكُنَّا نَشْتَرِي مِنْهَا، فَلَمَّا جَعَلَتْ لِي فِي قَوَارِيرِي وَوَزَنَتْ لِي كَمَا وَزَنَتْ لِصَوَاحِبِي، قَالَتْ: §اكْتُبْنَ لِي عَلَيْكُنَّ -[301]- حَقِّي فَقُلْتُ نَعَمْ: أَكْتُبُ لَهَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: حَلْقَى وَإِنَّكِ لَابْنَةُ قَاتِلِ سَيِّدِهِ، قَالَتْ: قُلْتُ لَا وَلَكِنَّ ابْنَةُ قَاتُلِ عَبْدِهِ، قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَبِيعُكِ شَيْئًا أَبَدًا، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِي مِنْكِ شَيْئًا أَبَدًا فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِطِيبٍ وَلَا عَرَفٍ وَوَاللَّهِ يَا بُنَيَّ مَا شَمِمْتُ عِطْرًا قَطُّ كَانَ أَطْيَبَ مِنْهُ وَلَكِنِّي غَضِبْتُ ".

أسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم , وأمها سلمى بنت زهير بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

§أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرَّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أَبِيرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِيرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ مَعَ زَوْجِهَا عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَالِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشٍ.

أم سباع

§أُمُّ سِبَاعٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ , أَنَّ أُمَّ سِبَاعٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَعُقُّ عَنْ أَوْلَادِنَا؟ فَقَالَ: «§نَعَمْ، عَنِ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً» .

ماوية مولاة حجير بن أبي إهاب وهي التي كان خبيب بن عدي محبوسا في بيتها بمكة حتى تخرج الأشهر الحرم فيقتلوه وكانت تحدث بقصته بعد ثم أسلمت فحسن إسلامها فكانت تقول: والله ما رأيت أحدا خيرا من خبيب لقد اطلعت عليه من صير الباب وإنه لفي الحديد ما أعلم في الأرض

§مَاوِيَّةُ مَوْلَاةُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ وَهِيَ الَّتِي كَانَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ مَحْبُوسًا فِي بَيْتِهَا بِمَكَّةَ حَتَّى تَخْرُجُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ فَيَقْتُلُوهُ وَكَانَتْ تُحَدِّثُ بِقِصَّتِهِ بَعْدُ ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَحَسُنَ إِسْلَامُهَا فَكَانَتْ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ لَقَدِ اطَّلَعْتُ

عَلَيْهِ مِنْ صِيرِ الْبَابِ وَإِنَّهُ لَفِي الْحَدِيدِ مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ حَبَّةَ عِنَبٍ تُؤْكَلُ وَإِنْ فِي يَدِهِ لِقِطْفُ عِنَبٍ مِثْلُ رَأْسِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ مِنْهُ وَمَا هُوَ إِلَّا رِزْقُ اللَّهِ وَكَانَ خُبَيْبٌ يَتَهَجَّدُ بِالْقُرْآنِ فَكَانَ يَسْمَعُهُ النِّسَاءُ فَيَبْكِينَ وَيُرَقِّقْنَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ يَا خُبَيْبُ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَ: لَا إِلَّا أَنْ تَسْقِينِيَ الْعَذْبَ وَلَا تُطْعِمِينِي مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَتُخْبِرِينِي إِذَا أَرَادُوا قَتْلِي. فَلَمَّا انْسَلَخْتِ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ وَأَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ اكْتَرَثَ لِذَلِكَ وَقَالَ: ابْعَثِي إِلَيَّ بِحَدِيدَةٍ أَسْتَصْلِحُ بِهَا، قَالَتْ: فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ بِمُوسَى مَعَ ابْنِي أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: وَكَانَتْ تَحْضُنُهُ وَلَمْ يَكُنِ ابْنَهَا وِلَادَةً، قَالَتْ: فَلَمَّا وَلَّى الْغُلَامُ قُلْتُ: أَدْرَكَ وَاللَّهِ الرَّجُلُ ثَأْرَهُ أَيَّ شَيْءٍ صَنَعْتُ بَعَثْتُ هَذَا الْغُلَامَ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ فَيَقْتُلُهُ وَيَقُولُ رَجُلٌ بِرَجُلٍ فَلَمَّا أَتَاهُ ابْنِي بِالْحَدِيدَةِ تَنَاوَلَهَا مِنْهُ ثُمَّ قَالَ مُمَازِحًا لَهُ: وَأَبِيكَ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ , أَمَا خَشِيَتْ أُمُّكَ غَدْرِي حِينَ بَعَثَتْ مَعَكَ بِحَدِيدَةٍ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ قَتْلِي، قَالَتْ مَاوِيَّةُ: وَأَنَا أَسْمَعُ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا خُبَيْبُ إِنَّمَا ائْتَمَنْتُكَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَعْطَيْتُكَ بِإِلَهِكَ وَلَمْ أُعْطِكَ لِتَقْتُلَ ابْنِي، فَقَالَ خُبَيْبٌ: مَا كُنْتُ لِأَقْتُلَهُ وَمَا نَسْتَحِلُّ فِي دِينِنَا الْغَدْرَ، قَالَتْ: ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ أَنَّهُمْ مُخْرِجُوهُ فَقَاتِلُوهُ بِالْغَدَاةِ، قَالَتْ: فَأَخْرَجُوهُ فِي الْحَدِيدِ حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى التَّنْعِيمِ وَخَرَجَ مَعَهُ الصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ وَالْعَبِيدُ وَجَمَاعَةُ أَهْلِ مَكَّةَ فَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ إِمَّا مَوْتُورٌ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَشَافَى بِالنَّظَرِ مِنْ وِتْرِهِ وَإِمَّا غَيْرُ مَوْتُورٍ فَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى التَّنْعِيمِ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ أُمِرُوا بِخَشَبَةٍ طَوِيلَةٍ فَحُفِرَ لَهَا فَلَمَّا انْتَهَوْا بِخُبَيْبٍ إِلَى خَشَبَتِهِ، قَالَ: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ فَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ؟ قَالُوا: نَعَمْ , فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ أَتَمَّهُمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطَوِّلَ فِيهِمَا، أَخْبَرَنَا بِهَذَا كُلِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ

أم طارق مولاة سعد

§أُمُّ طَارِقٍ مَوْلَاةُ سَعْدٍ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ طَارِقٍ، مَوْلَاةِ سَعْدٍ قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ فَاسْتَأْذَنَ فَسَكَتَ سَعْدٌ ثَلَاثًا فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَنِي سَعْدٌ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَأْذَنَ لَكَ إِلَّا أَنَا أَرَدْنَا أَنْ تَزِيدَنَا، قَالَتْ: فَسَمِعْتُ صَوْتًا عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ وَلَا أَرَى شَيْئًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْتِ؟» قَالَتْ: أَنَا أُمُّ مِلْدَمٍ، قَالَ: «§لَا مَرْحَبًا بِكِ وَلَا أَهْلًا أَتُهْدِينَ إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاذْهَبِي إِلَيْهِمْ» .

أم فروة جدة القاسم بن غنام

§أُمُّ فَرْوَةَ جَدَّةُ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، أَهْلِ بَيْتِهِ وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أُمَّهَاتِي , عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ، وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا» .

ميمونة بنت كردم

§مَيْمُونَةُ بِنْتُ كَرْدَمٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ مِقْسَمٍ -[304]-، عَنْ مَوْلَاتِهِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ قَالَتْ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي فَسَمِعْتُهُ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ، فَقَالَ: «§إِنَّهَا وَثَنٌ أَوْ طَاغِيَةٌ تُعْبَدُ» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَيْثُ نَذَرْتَ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ وَهُوَ ابْنُ ضَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي سَارَةُ بِنْتُ مِقْسَمٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ بِمَكَّةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَبِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ فَسَمِعْتُ الْأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ فَدَنَا مِنْهُ أَبِي فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ فَأَقَرَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَمَا نَسِيتُ طُولَ إِصْبَعِ قَدَمِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي إِنِّي شَهِدْتُ جَيْشَ عِثْرَانَ، قَالَ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ذَلِكَ الْجَيْشَ، فَقَالَ طَارِقُ بْنُ الْمُرَقَّعِ: مَنْ يُعْطِينِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ؟، قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا ثَوَابُهُ؟، قَالَ: أُزَوِّجُهُ أَوَّلَ بِنْتٍ تَكُونُ لِي، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ رُمْحِي ثُمَّ تَرَكْتُهُ حَتَّى وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ وَبَلَغَتْ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ جَهِّزْ لِي أَهْلِي، قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُجَهِّزُهُمْ حَتَّى تُجَدِّدَ لِي صَدَاقًا غَيْرَ ذَلِكَ فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَفْعَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§وَبِقَدْرِ أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ؟» ، قَالَ: قَدْ رَأَتِ الْقَتِيرَ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعْهَا عَنْكَ لَا خَيْرَ لَكَ فِيهَا» ، قَالَ: فَرَاعَنِي ذَلِكَ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَا تَأْثَمُ وَلَا يَأْثَمُ صَاحِبُكَ» ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ: إِنِّي قَدْ نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ عِدَّةً مِنَ الْغَنَمِ، قَالَتْ: لَا أَعْلَمُهُ، قَالَ: إِلَّا خَمْسِينَ شَاةً عَلَى رَأْسِ بُوَانَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ عَلَيْهَا مِنْ هَذِهِ الْأَوْثَانِ شَيْءٌ؟» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَوْفِ لِلَّهِ بِمَا نَذَرْتَ لَهُ» ، قَالَتْ: فَجَمَعَهَا أَبِي فَجَعَلَ يَنْحَرُهَا فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ شَاةٌ فَطَلَبَهَا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَوْفِ عَنِّي نَذْرِي حَتَّى أَخَذَهَا فَذَبَحَهَا.

ميمونة بنت سعيد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

§مَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعِيدٍ مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضِّنِّيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم سُئِلَ، عَنْ رَجُلٍ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ وَهُمَا صَائِمَانِ، قَالَ: «قَدْ أَفْطَرَ» وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَنْ وَلَدِ الزِّنَا، فَقَالَ: «لَا خَيْرَ فِيهِ §إِنَّ نَعْلَيْنِ أُجَاهِدُ بِهِمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنًا» .

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا مَيْمُونَةُ §تَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّهُ لَحَقٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ يَا مَيْمُونَةُ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْغِيبَةُ وَالْبَوْلُ» .

أم الحصين الأحمسية

§أُمُّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أُمِّ الْحُصَيْنِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِنًى قَدِ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ وَإِنَّ عَضَلَةَ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ §اتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ كِتَابَ اللَّهِ» .

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ وَرَاحِلَتِهِ وَحُصَيْنٌ فِي حِجْرِي وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّهَا -[306]- النَّاسُ» وَقَدْ أَدْخَلَ ثَوْبَهُ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ وَأَشَارَ زُهَيْرٌ بِيَدِهِ فَمَدَّهَا: «§اتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِمَنْ كَانَ عَلَيْكُمْ وَإِنْ كَانَ حَبَشِيًّا وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ» .

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ الْحُرَيْثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَيْهِ بُرْدٌ قَدِ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ وَهُوَ يَقُولُ: «§يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ لَكُمْ كِتَابَ اللَّهِ» .

أم جندب الأزدية وهي أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه

§أُمُّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةُ وَهِيَ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، يَذْكُرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا» ، قَالَ: وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَقِيهِ حِجَارَةَ النَّاسِ، قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنِي وَوَاحِدِي، فَقَالَ: «ائْتِينِي بِمَاءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبِيَةِ» فَجَاءَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَتْ: فَشَرِبَ مِنْهُ وَمَجَّ فِيهِ وَقَالَ: «اسْقِي ابْنَكِ وَاسْتَشْفِي اللَّهَ» . فَسَقَتْهُ فَبَرَأَ ابْنُهَا.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جُنْدُبٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ -[307]- اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى بَغْلَتِهِ وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَقِيهِ الْحَصَى رِدْفُهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقِيلَ: هَذَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ §تَكُونُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ إِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» .

أم حكيم بنت وداع الخزاعية أسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث عدة.

§أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ وَدَاعٍ الْخُزَاعِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ عِدَّةً.

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَتْنَا حُبَابَةُ بِنْتُ عَجْلَانَ الْخُزَاعِيَّةُ، عَنْ أُمِّهَا، عَنْ أُمِّ حَفْصِ بِنْتِ جَرِيرٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمِ بِنْتِ وَدَاعٍ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَا جَزَاءُ الْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ؟ قَالَ: «§النَّصِيحَةُ وَالدُّعَاءُ» . وَقَدْ رَوَتْ أَيْضًا أُمُّ حَكِيمٍ، عَنِ النَّبِيِّ أَحَادِيثَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

أم مسلم الأشجعية أسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا

§أُمُّ مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا

أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ -[308]- مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِيَّةِ قَالَتْ: أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي قُبَّةٍ لِي مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «§مَا أَحْسَنَهَا إِنْ لَمْ تَكُنْ مَيْتَةً» فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهَا.

أم كبشة امرأة من قضاعة أسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§أُمُّ كَبْشَةَ امْرَأَةُ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُمِّ كَبْشَةَ امْرَأَةٍ مِنْ قُضَاعَةَ أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَغْزُوَ مَعَهُ، فَقَالَ: «لَا» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُدَاوِي الْجَرِيحَ وَأَقُومُ عَلَى الْمَرِيضِ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اجْلِسِي §لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَغْزُو بِامْرَأَةٍ» .

أم السائب أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت.

§أُمُّ السَّائِبِ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَتْ.

أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ وَهِيَ تُزَفْزِفُ، قَالَ: فَقَالَ: «مَا لَكَ» ، قَالَتْ: الْحُمَّى أَخْزَاهَا اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§مَهْ لَا تُسْبِيهَا فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا الْمُسْلِمِينَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرَ خَبَثَ الْحَدِيدِ» .

قتيلة بنت صيفي الجهنية أسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§قُتَيْلَةُ بِنْتُ صَيْفِيٍّ الْجُهَنِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ قَالَتْ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «وَكَيْفَ؟» قَالَ: يَقُولُ أَحَدُكُمْ: لَا وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّهُ قَدْ قَالَ فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ» ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ لِلَّهِ نِدًّا، قَالَ: «وَكَيْفَ ذَاكَ؟» قَالَ: يَقُولُ أَحَدُكُمْ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ قَدْ قَالَ فَمَنْ قَالَ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتُ»

سلامة بنت الحر أسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§سَلَّامَةُ بِنْتُ الْحُرِّ أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا عَقِيلَةُ، عَنْ سَلَّامَةَ بِنْتِ الْحُرِّ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُومُونَ سَاعَةً لَا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ» .

يسيرة جدة حميضة بنت ياسر أسلمت وبايعت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§يُسَيْرَةُ جَدَّةُ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنِي هَانِئُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا يُسَيْرَةَ وَكَانَتْ إِحْدَى الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ» .

سراء بنت نبهان الغنوية أسلمت وروت عن رسول الله أحاديث.

§سَرَّاءُ بِنْتُ نَبْهَانَ الْغَنَوِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَادِيثَ.

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُوعَاصِمٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَنَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سَرَّاءُ بِنْتُ نَبْهَانَ وَكَانَتْ رَبَّةَ بَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَدْعُونَ الرُّءُوسَ الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «§هَذَا أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ» ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيَّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ» ثُمَّ، قَالَ: «لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمُ بَعْدَ عَامِي هَذَا أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فَلْيُبْلِغْ أَدْنَاكُمْ أَقْصَاكُمْ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ» ، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانَيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا سَاكِنَةُ بِنْتُ -[311]- الْجَعْدِ الْغَنَوِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ سَرَّاءَ بِنْتَ نَبْهَانَ الْغَنَوِيَّةَ تَقُولُ: §كُنْتُ رَبَّةَ بَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ". قَالَ: وَقَدْ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَيْرَ حَدِيثٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

رزينة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث. أخبرنا مسلم بن إبراهيم عن عليلة بنت الكميت العتكية , عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة، عن رزينة، وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه أحاديث في

§رُزَيْنَةُ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْلَمَتْ وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ. أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلِيلَةَ بِنْتِ الْكُمَيْتِ الْعَتَكِيَّةِ , عَنْ أُمِّهَا أَمِينَةَ عَنْ أَمَةِ اللَّهِ بِنْتِ رُزَيْنَةَ، عَنْ رُزَيْنَةَ، وَكَانَتْ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ أَحَادِيثَ فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَفِي الدَّجَّالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

قيلة أم بني أنمار روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا.

§قَيْلَةُ أُمُّ بَنِي أَنْمَارٍ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ شَبِيبٍ الْمَكِّيُّ الْأَسَدِيُّ، مَوْلَى بَنِي أَسَدِ قُرَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ الْقَارِئُ، عَنْ قَيْلَةَ أُمِّ بَنِي أَنْمَارٍ قَالَتْ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَرْوَةِ لِيَحِلَّ فِي عُمْرَةٍ مِنْ عُمْرَةٍ فَجِئْتُ أَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَبِيعُ وَأَشْتَرِي فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ السِّلْعَةَ فَأُعْطِيَ بِهَا أَقَلَّ مِمَّا أُرِيدُ أَنْ آخُذَهَا بِهِ ثُمَّ زِدْتُ ثُمَّ زِدْتُ حَتَّى آخُذَهَا بِالَّذِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَهَا بِهِ وَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ السِّلْعَةَ فَاسْتَمْتُ بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أُرِيدُ أَنْ أَبِيعَهَا بِهِ ثُمَّ نَقَصْتُ ثُمَّ نَقَصْتُ حَتَّى أَبِيعَهَا بِالَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَبِيعَهَا بِهِ -[312]-، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا تَفْعَلِي هَكَذَا يَا قَيْلَةُ وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَشْتَرِيَ شَيْئًا فَأَعْطِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ أَنْ تَأْخُذِيهِ بِهِ أَعْطَيْتِ أَوْ مَنَعْتِ وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي شَيْئًا فَاسْتَامِي الَّذِي تُرِيدِينَ أَنْ تَبِيعِيهِ بِهِ أَعْطَيْتِ أَوْ مَنَعْتِ» .

قيلة بنت مخرمة التميمية وكانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب فولدت له النساء ثم توفي في أول الإسلام فانتزع بناتها منها عمهن أثوب بن أزهر فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله في أول الإسلام فرافقت حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله

§قَيْلَةُ بِنْتُ مَخْرَمَةَ التَّمِيمِيَّةُ وَكَانَتْ تَحْتَ حَبِيبِ بْنِ أَزْهَرَ أَخِي بَنِي جَنَابٍ فَوَلَدَتْ لَهُ النِّسَاءَ ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَانْتَزَعَ بَنَاتِهَا مِنْهَا عَمَّهُنَّ أَثْوَبُ بْنُ أَزْهَرَ فَخَرَجَتْ تَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَرَافَقَتْ حُرَيْثَ بْنَ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيَّ وَافِدَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمِتْ مَعَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَتْهُ وَسَمِعَتْ مِنْهُ وَصَلَّتْ مَعَهُ مَا حَكَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ فِي حَدِيثِ قَيْلَةَ وَكَانَ لِقَيْلَةَ ابْنٌ يُدْعَى حِزَامًا ذَكَرَتْ أَنَّهُ قَاتَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الرَّبَذَةِ ثُمَّ ذَهَبَ يَمْتَارُ مِنْ خَيْبَرَ فَأَصَابَتْهُ حُمَّاهَا فَمَاتَ وَخَلَفَ النِّسَاءَ يَعْنِي الْبَنَاتِ.

عمة العاص بن عمرو الطفاوي روت عن رسول الله حديثا.

§عَمَّةُ الْعَاصِ بْنِ عَمْرٍو الطُّفَاوِيِّ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ حَدِيثًا.

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا تَمَامُ بْنُ بَزِيعٍ أَبُو سَهْلٍ، حَدَّثَنِي الْعَاصُ بْنُ عَمْرٍو الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي، أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِهَا فَقَالَتْ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: «§إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ الْأُذُنَ إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ الْأُذُنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» .

أم ولد شيبة

§أُمُّ وَلَدِ شَيْبَةَ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا تُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا» .

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الْجَهْضَمِيُّ أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عُثْمَانَ أَنَّهَا قَالَتْ: نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَنَا فِي خَوْخَةِ أَبِي حُسَيْنٍ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَدْ رَفَعَ إِزَارَهُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا يُقْطَعُ الْوَادِي إِلَّا شَدًّا» . , السَّعْيُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ.

خليدة بنت قيس بن ثابت بن خالد بن أشجع من بني دهمان تزوجها البراء بن معرور من بني سلمة وهو أحد النقباء فولدت له بشر بن البراء شهد بدرا وهو الذي أكل من الشاة المسمومة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , أسلمت خليدة أم بشر بن البراء وبايعت رسول الله وروت عنه.

§خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَشْجَعَ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ تَزَوَّجَهَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ فَوَلَدَتْ لَهُ بِشْرَ بْنَ الْبَرَاءِ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي أَكَلَ مِنَ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , أَسْلَمَتْ خُلَيْدَةُ أُمُّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أُمِّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَتَعَارَفُ الْمَوْتَى؟ فَقَالَ: «§تَرِبَتْ يَدَاكِ» , وَرُبَّمَا قَالَ: «تَرِبَ جَبِينُكِ النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ طَيْرٌ خَضِرٌ فِي الْجَنَّةِ فَإِنْ كَانَ الطَّيْرُ يَتَعَارَفُونَ فِي رُءُوسِ الشَّجَرِ فَإِنَّهُمْ يَتَعَارَفُونَ» .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ -[314]- مَعْرُورٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: «§أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَتْ: وَرَمَى بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ، فَقَالَ: «رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَنْتَظِرُ أَنْ يُغِيرَ أَوْ يُغَارَ عَلَيْهِ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا بَعْدَهُ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَتْ: وَرَمَى بِيَدِهِ نَحْوَ الْحِجَازِ، فَقَالَ: «رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْلَمُ حَقَّ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ قَدِ اعْتَزَلَ شُرُورَ النَّاسِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ أُمُّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ مَحْمُومٌ فَمَسَّتْهُ فَقَالَتْ: مَا وَجَدْتُ مِثْلَ وَعْكٍ عَلَيْكَ عَلَى أَحَدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ كَذَلِكَ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ مَا يَقُولُ النَّاسُ؟» قَالَتْ: قُلْتُ زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ذَاتُ الْجَنْبِ، فَقَالَ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَيَّ إِنَّمَا هِيَ هُمَزَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَكِنَّهُ مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ أَنَا وَابْنُكِ يَوْمَ خَيْبَرَ، مَا زَالَ يُصِيبُنِي مِنْهَا عِدَادٌ حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانَ انْقِطَاعِ أَبْهَرِيٍّ» ، فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهِيدًا

تسمية نساء الأنصار المسلمات المبايعات من الأوس من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس

§تَسْمِيَةُ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ الْمُسْلِمَاتِ الْمُبَايِعَاتِ مِنْ الْأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها معاذة بنت أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن مالك بن النجار وهم بنو حديلة، والرباب بنت النعمان هي عمة سعد بن معاذ وتزوجت الرباب بنت النعمان زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن كعب وهو

§الرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ بِنْتُ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهُمْ بَنُو حُدَيْلَةَ، وَالرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ هِيَ عَمَّةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَتَزَوَّجَتِ الرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ زُرَارَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ ظُفُرُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , فَوَلَدَتْ لَهُ مُعَاذَ بْنَ زُرَارَةَ وَهُوَ أَبُو أَبِي نَمْلَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ خَلَفَ عَلَى الرَّبَابِ مَعْرُورُ بْنُ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الْاثْنَيْ عَشَرَ وَمَاتَ الْبَرَاءُ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ. فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ. وَأَسْلَمَتِ الرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عقرب بنت معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي أخت سعد بن معاذ لأبيه وأمه تزوجت عقرب يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له رافعا وحواء ابني يزيد

§عِقْرَبُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ -[316]- الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَتْ عِقْرَبُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ رَافِعًا وَحَوَّاءَ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ كُرْزٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَى عِقْرَبَ قَيْسُ بْنُ الْخُطَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ فَوَلَدَتْ لَهُ يَزِيدَ - وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى قَيْسٌ وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ - وَثَابِتًا ابْنَيْ قَيْسٍ وَأَسْلَمَتْ عِقْرَبُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها أم جندب بنت رفاعة بن زنبر بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وهي عمة أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك وتزوجت هند سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له عمرا

§هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ جُنْدُبِ بِنْتِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكٍ وَتَزَوَّجَتْ هِنْدٌ سَعْدَ بْنَ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ سَعْدٍ، وَكَانَتْ هِنْدٌ أَيْضًا عِنْدَ أَوْسِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ أَخِي سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ بْنَ أَوْسٍ شَهِدَ بَدْرًا وَأَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أمامة بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها أم جندب بنت رفاعة بن زنبر بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وهي أيضا عمة أسيد بن حضير تزوجت أمامة شريك بن أنس بن نافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له عبد الله وأم صخر

§أُمَامَةُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ جُنْدُبِ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ وَهِيَ أَيْضًا عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ تَزَوَّجَتْ أُمَامَةُ شَرِيكَ بْنَ أَنَسِ بْنِ نَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمَّ صَخْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمَانَ وَجِيبَةَ وَأَسْلَمَتْ أُمَامَةُ بِنْتُ سِمَاكٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حواء بنت رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل هكذا نسبها محمد بن عمر وسماها في المبايعات ولم نجد لرافع بن امرئ القيس في نسب الأنصار إلا ابنة واحدة اسمها الصعبة وأمها خزيمة بنت عدي بن عبس بن حرام بن جندب من بني عدي بن النجار والصعبة هي أخت أبي الحيسر

§حَوَّاءُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ هَكَذَا نَسَبَهَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَسَمَّاهَا فِي الْمُبَايِعَاتِ وَلَمْ نَجِدْ لِرَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ فِي نَسَبِ الْأَنْصَارِ إِلَّا ابْنَةً وَاحِدَةً اسْمُهَا الصَّعْبَةُ وَأُمُّهَا خُزَيْمَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ عَبْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَالصَّعْبَةُ هِيَ أُخْتُ أَبِي الْحَيْسَرِ أَنَسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ.

أم إياس بنت أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها أم شريك بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة تزوجت أم إياس أبا سعد بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار بن قصي وأسلمت أم إياس وبايعت رسول الله صلى الله

§أُمُّ إِيَاسَ بِنْتُ أَنَسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ شَرِيكِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ تَزَوَّجَتْ أُمُّ إِيَاسَ أَبَا سَعْدِ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ إِيَاسَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحكم وهي ودة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها أم البنين بنت حذيفة بن ربيعة بن سالم بن معاوية بن ضرار بن ذبيان من بني سلامان بن سعد هذيم من قضاعة وهي عمة محمود بن لبيد بن عقبة تزوجت أم الحكم قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف

§أُمُّ الْحَكَمِ وَهِيَ وُدَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ضِرَارِ بْنِ ذُبْيَانَ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَهِيَ عَمَّةُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ تَزَوَّجَتْ أُمُّ الْحَكَمِ قَيْسَ بْنَ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سعد بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها سلمى بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد من بني ساعدة وهي عمة محمود بن لبيد أيضا خلف عليها قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بعد أختها ودة بنت عقبة وأسلمت أم سعد بنت عقبة

§أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ وَهِيَ عَمَّةُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَيْضًا خَلَفَ عَلَيْهَا قَيْسُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بَعْدَ أُخْتِهَا وُدَّةَ بِنْتِ عُقْبَةَ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ عُقْبَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها سلمى بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد من بني ساعدة وهي عمة محمود بن لبيد بن عقبة تزوجت خولة الحارث بن الصمة بن عتيك من بني عمرو بن مبذول من بني مالك بن النجار فولدت له سعدا ثم خلف

§خَوْلَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ وَهِيَ عَمَّةُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ تَزَوَّجَتْ خَوْلَةُ الْحَارِثَ بْنَ الصِّمَّةِ بْنِ عَتِيكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا أَسْلَمَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل تزوجت عميرة منظور بن لبيد بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له الحارث وعثيرة وأسلمت عميرة بنت يزيد

§عَمِيرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ خُزَيْمِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قَلْعِ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَتْ عَمِيرَةُ مَنْظُورَ بْنَ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ وَعُثَيْرَةَ وَأَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عامر الأشهلية واسمها فكيهة ويقال أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل أسلمت أم عامر وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه أحاديث وشهدت معه بعض المشاهد.

§أُمُّ عَامِرٍ الْأَشْهَلِيَّةُ وَاسْمُهَا فُكَيْهَةُ وَيُقَالُ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ خُزَيْمِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قَلْعِ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَامِرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ أَحَادِيثَ وَشَهِدَتْ مَعَهُ بَعْضَ الْمَشَاهِدِ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ عَامِرِ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ قَالَ: وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ , أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِعَرْقٍ §فَتَعَرَّقَهُ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ عَامِرٍ الْأَشْهَلِيَّةَ وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَشْرَفَ عَلَى بُيُوتِنَا، يَقُولُ: «§مَاذَا فِي هَذِهِ الدُّورِ مِنَ الْخَيْرِ هَذِهِ خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ عَامِرٍ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي مَسْجِدِنَا الْمَغْرِبَ فَجِئْتُ مَنْزِلِي فَجِئْتُهُ بِعَرْقٍ وَأَرْغِفَةٍ فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي تَعِشْ، فَقَالَ: لِأَصْحَابِهِ: «§كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ» فَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ وَمَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ أَهْلِ الدَّارِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَرَأَيْتُ بَعْضَ الْعَرْقِ لَمْ تَعَرَّقْهُ وَعَامَّةُ الْخُبْزِ وَإِنَّ الْقَوْمَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا ثُمَّ شَرِبَ مِنْ مَاءٍ عِنْدِي فِي شَجْبٍ ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَخَذْتُ ذَلِكَ الشَّجْبَ فَدَهَنْتُهُ وَطَوَيْتُهُ فَكُنَّا نَسْقِي مِنْهُ الْمَرِيضَ وَنَشْرَبُ مِنْهُ

فِي الْحِينِ رَجَاءَ الْبَرَكَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالشَّجْبُ الْقِرْبَةُ تُخْرَزُ مِنْ أَسْفَلِهَا وَيُقْطَعُ رَأْسُهَا إِذَا خَلَقَتْ شَبَهَ الدَّلْوِ الْعَظِيمِ، قَالَ: وَقَدْ شَهِدَتْ أُمُّ عَامِرٍ الْأَشْهَلِيَّةُ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: «§مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ» .

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: «§أَتَتْ أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ يَزِيدَ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِعَرْقٍ فَتَعَرَّقَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل تزوجت اليمان بن جابر العبسي حليفهم فولدت له حذيفة وسعدا وصفوان ومدلجا وليلى بني اليمان أسلمت الرباب بنت كعب وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§الرَّبَابُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَتِ الْيَمَانَ بْنَ جَابِرٍ الْعَبْسِيَّ حَلِيفَهُمْ فَوَلَدَتْ لَهُ حُذَيْفَةَ وَسَعْدًا وَصَفْوَانَ وَمُدْلِجًا وَلَيْلَى بَنِي الْيَمَانِ أَسْلَمَتِ الرَّبَابُ بِنْتُ كَعْبٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم نيار بنت زيد بن مالك بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل وهي أخت سعد بن زيد الأشهلي، شهد سعد العقبة وبدرا، وهكذا نسب محمد بن عمر أم نيار وسماها في المبايعات ولم نجد لها ذكرا في كتاب نسب الأنصار

§أُمُّ نِيَارِ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ، شَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَهَكَذَا نَسَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أُمَّ نِيَارٍ وَسَمَّاهَا فِي الْمُبَايِعَاتِ وَلَمْ نَجِدْ لَهَا ذِكْرًا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ

أم عمرو بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها سلمى بنت سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وهي أخت سلمة بن سلامة بن وقش لأبيه وأمه شهد العقبة وبدرا وتزوجت أم عمرو بنت سلامة محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة فولدت

§أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَتَزَوَّجَتْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سَلَامَةَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سَلَامَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

نائلة بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها أم عمرو بنت عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم وهي أخت سلمة بن سلامة لأبيه تزوجت نائلة عبد الله بن سماك بن عمرو بن غزية من غسان حليف بني معاوية بن مالك من

§نَائِلَةُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ أَخِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ لِأَبِيهِ تَزَوَّجَتْ نَائِلَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ غَسَّانَ حَلِيفَ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا قَيْسُ بْنُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَهْلًا الشَّهِيدَ يَوْمَ أُحُدٍ أَسْلَمَتْ نَائِلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عقرب بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها سهيمة بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن نمير من بني واقف من الأوس وهي أخت سلمة بن سلامة بن وقش لأبيه وتزوجت عقرب رافع بن يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له أسيدا وأسلمت عقرب وبايعت رسول

§عِقْرَبُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَجْدَةَ بْنِ نُمَيْرٍ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ مِنْ الْأَوْسِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ لِأَبِيهِ وَتَزَوَّجَتْ عِقْرَبُ رَافِعَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَيْدًا وَأَسْلَمَتْ عِقْرَبُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

المحياة بنت سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها أم سهل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أسلمت وبايعت رسول الله في رواية عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري قال محمد بن عمر: هي عبادة بنت أبي نائلة سلكان بن سلامة ولم

§الْمُحَيَّاةُ بِنْتُ سِلْكَانَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ رُومِيِّ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هِيَ عُبَادَةُ بِنْتُ أَبِي نَائِلَةَ سِلْكَانَ بْنِ سَلَامَةَ وَلَمْ يَكُنْ لِسِلْكَانَ بْنِ سَلَامَةَ إِلَّا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ وَاخْتَلَفُوا فِي اسْمِهَا.

أم حنظلة بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها سهيمة بنت عبد الله بن رفاعى بن نجدة من بني نمير من الأوس تزوجها ثعلبة بن أنس بن عدي بن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له وأسلمت أم حنظلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية محمد بن عمر.

§أُمُّ حَنْظَلَةَ بِنْتُ رُومِيِّ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَى بْنِ نَجْدَةَ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ مِنْ الْأَوْسِ تَزَوَّجَهَا ثَعْلَبَةُ بْنُ أَنَسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ حَنْظَلَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

أم سهل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها سهيمة بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن نمير من بني واقف من الأوس تزوجت سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له وأسلمت أم سهل وبايعت رسول الله في رواية محمد بن عمر

§أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ رُومِيِّ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَجْدَةَ بْنِ نُمَيْرٍ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ مِنَ الْأَوْسِ تَزَوَّجَتْ سِلْكَانَ بْنَ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ سَهْلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

أمامة بنت بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وهي أخت عباد بن بشر شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا وتزوج أمامة بنت بشر محمود بن

§أُمَامَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَبِي غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا وَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ بِشْرٍ مَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ بِشْرٍ هِيَ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَعْيَةَ الْهَدْلِيِّ وَالْهَدْلُ إِخْوَةُ قُرَيْظَةَ وَدَعْوَتُهُمْ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: أُمُّ عَلِيِّ بْنُ أَسَدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَعْيَةَ الْهَدْلِيِّ أُمُّ عَلِيِّ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ أُمَامَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

حواء بنت يزيد بن سكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمها عقرب بنت معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وهي أخت رافع بن يزيد شهد بدرا وتزوجها قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر فولدت له ثابتا أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه

§حَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهَا عِقْرَبُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ أُخْتُ رَافِعِ بْنِ يَزِيدَ شَهِدَ بَدْرًا وَتَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ الْخُطَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَابِتًا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ الَّتِي أَوْصَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ قَيْسَ بْنَ الْخُطَيْمِ وَكَانَتْ أَسْلَمَتْ قَدِيمًا وَرَسُولُ اللَّهِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ فَحَسُنَ إِسْلَامُهَا وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَافَى قَيْسُ بْنُ الْخُطَيْمِ ذَا الْمَجَازِ سُوقًا مِنْ أَسْوَاقِ مَكَّةَ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَحَرَصَ عَلَيْهِ، فَقَالَ قَيْسٌ: مَا أَحْسَنَ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ وَإِنَّ الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ وَلَكِنَّ الْحَرْبَ شَغَلَتْنِي

عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ , وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يُلِحُّ عَلَيْهِ وَيُكَنِّيهِ وَيَقُولُ: «يَا أَبَا يَزِيدَ أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ» وَيَرُدُّ عَلَيْهِ قَيْسٌ كَلَامَهُ الْأَوَّلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا أَبَا يَزِيدَ إِنَّ صَاحِبَتَكَ حَوَّاءَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُسِيءُ صُحْبَتَهَا مُذْ فَارَقَتْ دِينَكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَاحْفَظْنِي فِيهَا وَلَا تَعَرَّضْ لَهَا» ، قَالَ: نَعَمْ وَكَرَامَةً أَفْعَلُ مَا أَحْبَبْتَ لَا أَعْرِضُ لَهَا إِلَّا بِخَيْرٍ، وَكَانَ قَيْسٌ يُسِيءُ إِلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ كُلَّ الْإِسَاءَةِ ثُمَّ قَدِمَ قَيْسٌ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: يَا حَوَّاءُ لَقِيتُ صَاحِبَكِ مُحَمَّدًا فَسَأَلَنِي أَنْ أَحْفَظَكِ فِيهِ وَأَنَا وَاللَّهِ وَافٍ لَهُ بِمَا أَعْطَيْتُهُ فَعَلَيْكِ بِشَأْنِكِ فَوَاللَّهِ لَا يَنَالُكِ مِنِّي أَذًى أَبَدًا. فَأَظْهَرَتْ حَوَّاءُ مَا كَانَتْ تُخْفِي مِنَ الْإِسْلَامِ فَلَا يَعْرِضُ لَهَا قَيْسٌ، فَيُكَلَّمُ فِي ذَلِكَ وَيُقَالُ لَهُ يَا أَبَا يَزِيدَ امْرَأَتُكَ تَتَّبِعُ دِينَ مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ قَيْسٌ: قَدْ جَعَلْتُ لِمُحَمَّدٍ أَنْ لَا أَسُوءَهَا وَأَحْفَظَهُ فِيهَا.

أميمة بنت عمرو بن سهل بن معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية محمد بن عمر

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ قَلْعِ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

هند بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم من أهل راتج وعمرو بن جشم هو أخو عبد الأشهل بن جشم أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية محمد بن عمر

§هِنْدُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمٍ مِنْ أَهْلِ رَاتَجٍ وَعَمْرُو بْنُ جُشَمٍ هُوَ أَخُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

مليكة بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم أسلمت وبايعت رسول الله في رواية محمد بن عمر وهي امرأة أبي الهيثم بن التيهان وولدت له

§مُلَيْكَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ وَوَلَدَتْ لَهُ

الصعبة بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية محمد بن عمر

§الصَّعْبَةَ بِنْتَ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمٍ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

أميمة بنت أبي الهيثم مالك بن التيهان بن مالك من بلي قضاعة حليف بني عبد الأشهل بن جشم، وأمها مليكة بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم، أسلمت وبايعت رسول الله في رواية محمد بن عمر

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ أَبِي الْهَيْثَمِ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ بْنِ مَالِكِ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ، وَأُمُّهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمٍ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ

فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة بن اليمان العبسي وهم حلفاء بني عبد الأشهل أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه.

§فَاطِمَةُ بِنْتُ الْيَمَانِ أُخْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْعَبْسِيِّ وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ حُذَيْفَةَ، يُحَدِّثُهُ عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ قَالَتْ: عُدْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي نِسْوَةٍ وَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ وَمَاؤُهُ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ -[326]- فَأَذْهَبَ عَنْكَ هَذَا، فَقَالَ: «§إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنِ امْرَأَةَ، عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ وَكَانَ لَهُ أَخَوَاتٌ قَدْ أَدْرَكْنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَلَيْسَ لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ» قَالَ مَنْصُورٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ، فَقَالَ: قَدْ أَدْرَكْتُهُنَّ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَتَّخِذُ لِكُمِّهَا زِرًّا تُوَارِي خَاتَمَهَا.

ومن نساء بني حارثة بن الخزرج وهو النبيت بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

أمامة بنت خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة أخت رافع بن خديج، هكذا قال: محمد بن عمر

§أُمَامَةُ بِنْتُ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ أُخْتُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، هَكَذَا قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

أمامة بنت رافع أسلمت وبايعت رسول الله وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة من الخزرج تزوجها أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة من الأوس فولدت له ثابتا ومحمدا وأم كلثوم وأم الحسن.

§أُمَامَةُ بِنْتُ رَافِعٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَأُمُّهَا حَلِيمَةُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَابِتًا وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ الْحَسَنِ.

عميرة بنت ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف من بني قوقل من الخزرج حلفاء بني عبد الأشهل تزوجها مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة من الأوس فولدت له زيدا وصرارة وعبد الرحمن

§عَمِيرَةُ بِنْتُ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ مِنْ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَهَا مِرْبَعُ بْنُ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدًا وَصُرَارَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعَبْدَ اللَّهِ قُتِلَا يَوْمَ الْجِسْرِ شَهِيدَيْنِ لَا عَقِبَ لَهُمَا. أَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ليلى بنت نهيك بن يساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمها أم عبد الله بنت أسلم بن حريش بن مجدعة بن حارثة بن الحارث تزوج ليلى سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأسلمت ليلى وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§لَيْلَى بِنْتُ نَهِيكِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ تَزَوَّجَ لَيْلَى سَهْلُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَسْلَمَتْ لَيْلَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ثبيتة بنت الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة تزوجها أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة فولدت له عبد الله وكباثة وعرابة أسلمت ثبيتة بنت الربيع وبايعت رسول الله صلى الله

§ثُبَيْتَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سَهْلَةُ بِنْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا أَوْسُ بْنُ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكُبَاثَةَ وَعِرَابَةَ أَسْلَمَتْ ثُبَيْتَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

جميلة بنت صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة وأمها النوار بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث، وجميلة هي أخت غلبة بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة لأمه وتزوج جميلة عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية من بني

§جَمِيلَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا النَّوَّارُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَجُمَيْلَةُ هِيَ أُخْتُ غَلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ لِأُمِّهِ وَتَزَوَّجَ جَمِيلَةَ عَتِيكُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَسْلَمَتْ جَمِيلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ.

أميمة بنت عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأمها أم عمير بنت عمرو بن عدي من بني حنظلة من بني تميم وتزوج أميمة سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو من ولد مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار. أسلمت أميمة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ عُمَيْرِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَتَزَوَّجَ أُمَيْمَةَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ وَلَدِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. أَسْلَمَتْ أُمَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم عامر بنت سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة واسمها حبانة وأمها سعاد بنت عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة تزوجها أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة فولدت له يزيد. أسلمت أم عامر وبايعت رسول الله في رواية عبد الله بن

§أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ سُلَيْمِ بْنِ ضَبْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَاسْمُهَا حِبَّانَةُ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا أُسَيْدُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ يَزِيدَ. أَسْلَمَتْ أُمُّ عَامِرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ

جميلة بنت سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة تزوجها عبيد السهام بن سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة فولدت له ثابتا أسلمت جميلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§جَمِيلَةُ بِنْتُ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ السِّهَامِ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ ضَبْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَابِتًا أَسْلَمَتْ جَمِيلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عميرة بنت أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وأمها أم الربيع بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة تزوجها يزيد بن أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ثم خلف عليها يزيد بن برذع بن زيد بن عامر بن

§عَمِيرَةُ بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَدِيِّ -[330]- بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ بَرْذَعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ أَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سهل بنت أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وأمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة تزوجها يزيد بن البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة فولدت له مخلدا أسلمت أم سهل وبايعت رسول

§أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا حُجَّةُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ مَخْلَدًا أَسْلَمَتْ أُمُّ سَهْلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أميمة بنت أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وأمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة تزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ بن عفيف، ثم خلف عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد الأسلمي. وأسلمت

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا حُجَّةُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا هِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَفِيفٍ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو سَنْدَرِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ بِجَادٍ الْأَسْلَمِيُّ. وَأَسْلَمَتْ أُمَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وأمها أم عامر بنت سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة تزوجها كباثة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة وأسلمت عميرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَمِيرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ سُلَيْمِ بْنِ ضَبْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا -[331]- كُبَاثَةُ بْنُ أَوْسِ بْنِ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

الوقصاء بنت مسعود بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وأمها كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة وهو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس تزوجها النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة وأسلمت الوقصاء وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§الْوَقْصَاءُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ تَزَوَّجَهَا النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَسْلَمَتِ الْوَقْصَاءُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

النوار بنت قيس بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وبها كان يكنى قيس تزوجها زيد بن نويرة بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة فولدت له عازبا وأسلمت النوار وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§النَّوَّارُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَبِهَا كَانَ يُكَنَّى قَيْسٌ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ نُوَيْرَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَازِبًا وَأَسْلَمَتِ النَّوَّارُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عبد الله بنت عازب بن الحارث بن عامر بن جشم بن مجدعة بن حارثة وهي أخت البراء بن عازب لأبيه وأمه وأمهما أم حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب بن أنس بن زيد من بني مالك بن النجار ويقال بل أمهما أم خالد بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة أسلمت أم عبد

§أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَهِيَ أُخْتُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ أَنَسِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُقَالُ بَلْ أُمُّهُمَا أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عبس بنت مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها أم سهم واسمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وهي أخت محمد ومحمود ابني مسلمة لأبيهما وأمهما وتزوجها أبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن

§أُمُّ عَبْسِ بِنْتُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ سَهْمٍ وَاسْمُهَا خُلَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَهِيَ أُخْتُ مُحَمَّدٍ وَمَحْمُودٍ ابْنَيْ مَسْلَمَةَ لِأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا وَتَزَوَّجَهَا أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ عَبْسٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هند بنت محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة من بني سلمة تزوجها عمرو بن سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأسلمت هند وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§هِنْدُ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم منظور بنت محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة من بني سلمة تزوجها لبيد بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له محمود بن لبيد الفقيه ومنظور بن لبيد وميمونة بنت لبيد وأسلمت أم

§أُمُّ مَنْظُورِ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ الْفَقِيهَ وَمَنْظُورَ بْنَ لَبِيدٍ وَمَيْمُونَةَ بِنْتَ لَبِيدٍ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ مَنْظُورِ بِنْتُ مَحْمُودٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عمرو بنت محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها أمامة بنت بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم تزوجها عبد الله بن محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة فولدت له عمرا وحميدا ثم خلف عليها زيد بن سعد

§أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَحُمَيْدًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا زَيْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَمْرٍو وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الربيع بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت سلمة بن أسلم بن حريش من أهل بدر لأبيه وأمه تزوجها أبو حثمة بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة فولدت له

§أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا أَبُو حَثْمَةَ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَهْلًا وَعَمِيرَةَ وَأُمَّ ضَمْرَةَ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سهيمة بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت سلمة بن أسلم بن حريش من أهل بدر لأبيه وأمه تزوجها محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأسلمت سهيمة وبايعت

§سُهَيْمَةُ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأَسْلَمَتْ سُهَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

لبابة بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت سلمة بن أسلم بن حريش من أهل بدر لأبيه وأمه تزوجها زيد بن سعد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل وأسلمت لبابة وبايعت رسول

§لُبَابَةُ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأَسْلَمَتْ لُبَابَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم عبد الله وهي سلمى بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها أم خالد بنت خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وهي أخت سلمة بن أسلم بن حريش لأبيه، تزوجها نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة، وأسلمت أم عبد الله وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ لِأَبِيهِ، تَزَوَّجَهَا نَهِيكُ بْنُ إِسَافِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

سلامة بنت مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها أدام بنت الجموح بن زيد بن حرام من بني سلمة وهي أخت حويصة ومحيصة والأحوص بني مسعود بن كعب لأبيهم وأمهم وتزوج سلامة مرشدة بن جبر بن مالك بن حويرثة بن حارثة فولدت له وأسلمت سلامة بنت مسعود وبايعت

§سَلَّامَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أَدَامُ بِنْتُ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهِيَ أُخْتُ حُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَالْأَحْوَصِ بَنِي مَسْعُودِ بْنِ كَعْبٍ لِأَبِيهِمْ وَأُمِّهِمْ وَتَزَوَّجَ سَلَّامَةَ مُرْشِدَةُ بْنُ جَبْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُوَيْرِثَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ سَلَّامَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

لبنى بنت قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها أم حبيب بنت قراد بن موهبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة تزوجها أبو ثابت بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة ثم خلف عليها أبو أحمد بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن

§لُبْنَى بِنْتُ قَيْظِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ قُرَادِ بْنِ مَوْهِبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو ثَابِتِ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ قَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ أَسْلَمَتْ لُبْنَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت رافع بن عمرو بن عدي بن مجدعة بن حارثة وأمها أم البراء بنت سلمة بن عرفطة بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف من الأوس وهم بنو السميعة تزوجها جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة فولدت له أبا عبس بن جبر من أهل بدر وأسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه

§لَيْلَى بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْبَرَاءِ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُرْفُطَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ وَهُمْ بَنُو السَّمِيعَةِ تَزَوَّجَهَا جَبْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا عَبْسِ بْنَ جَبْرٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أسماء بنت مرشدة بن جبر بن مالك بن حويرثة بن حارثة وأمها سلامة بنت مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة تزوجها الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل فولدت له ثابتا وأبا جبيرة وأبا بكر وعمر وثبيتة التي تزوجها محمد بن مسلمة وبكرة

§أَسْمَاءُ بِنْتُ مُرْشِدَةَ بْنِ جَبْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُوَيْرِثَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سَلَّامَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا الضَّحَّاكُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَابِتًا وَأَبَا جُبَيْرَةَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَثُبَيْتَةَ الَّتِي تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَبَكْرَةَ وَحَمَادَةَ وَصَفِيَّةَ وَأَسْلَمَتْ أَسْمَاءُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت مرشدة بن جبر بن مالك بن حويرثة بن حارثة وأمها سلامة بنت مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة تزوجها سويد بن النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة وأسلمت عميرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وذكر بعض الأنصار أن

§عَمِيرَةُ بِنْتُ مُرْشِدَةَ بْنِ جَبْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُوَيْرِثَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سَلَّامَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُ الْأَنْصَارِ أَنَّ مُرْشِدَةَ بْنَ جَبْرٍ صَاحِبُ غَرَزِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

أم الضحاك بنت مسعود الحارثية أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا ذكر محمد بن عمر الواقدي ولم أجد لها ذكرا في نسب الأنصار.

§أُمُّ الضَّحَّاكِ بِنْتُ مَسْعُودٍ الْحَارِثِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَتْ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. هَكَذَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَلَمْ أَجِدْ لَهَا ذِكْرًا فِي نَسَبِ الْأَنْصَارِ.

ومن نساء بني ظفر وهو كعب بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس وهو آخر نسب النبيت

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي ظُفُرَ وَهُوَ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَهُوَ آخِرُ نَسَبِ النَّبِيتِ

ليلى بنت الخطيم أخت قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وأمها شرقة الدار بنت هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك من بني عمرو بن عوف تزوجها في الجاهلية مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر فولدت له عمرة وعميرة وتوفي عنها وقدم رسول الله المدينة

§لَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ أُخْتُ قَيْسِ بْنِ الْخُطَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا شَرْقَةٌ الدَّارِ بِنْتُ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرَةَ وَعَمِيرَةَ وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ فَكَانَتْ لَيْلَى أَوَّلَ امْرَأَةٍ بَايَعَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهَا ابْنَتَاهَا وَابْنَتَانِ لِابْنَتَيْهَا وَوَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتِقَالَهُ بَنُو ظُفُرَ فَأَقَالَهَا وَفَارَقَهَا وَكَانَتْ غَيْرَى وَكَانَ يُقَالُ لَهَا أُكْلَةُ الْأَسَدِ.

لبنى بنت الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وأمها وأم قيس بن الخطيم قريبة بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن سلمة تزوجها عبد الله بن نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة فولدت له وأسلمت لبنى وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§لُبْنَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا وَأُمُّ قَيْسِ بْنِ الْخُطَيْمِ قُرَيْبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقُرَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَهِيكِ بْنِ إِسَافِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ لُبْنَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سهل بنت النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر وهي أخت قتادة بن النعمان من أهل بدر لأمه وأبيه وأمها أنيسة بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أسلمت أم سهل وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَهِيَ أُخْتُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَأُمُّهَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ سَهْلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر وأمها عميرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر تزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة بن عفراء من بني مالك بن النجار فولدت له عبيد الله ثم خلف عليها أبو فضالة بن ثابت بن قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك

§حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا عَمِيرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ تَزَوَّجَهَا مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ عَفْرَاءَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو فَضَالَةَ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ خَارِجَةَ أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وأمها ليلى بنت الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر تزوجها محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة فولدت له عبد الله وأسلمت عمرة بنت مسعود مع أمها وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَأَسْلَمَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مَعَ أُمِّهَا وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وأمها ليلى بنت الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر تزوجها قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر فولدت له حبيبة، مبايعة وأم جندب التي تزوجها ثابت بن قيس بن الخطيم. أسلمت عميرة بنت مسعود مع أمها ليلى بنت الخطيم

§عَمِيرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ فَوَلَدَتْ لَهُ حَبِيبَةَ، مُبَايَعَةٌ وَأُمُّ جُنْدُبٍ الَّتِي تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْخُطَيْمِ. أَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مَعَ أُمِّهَا لَيْلَى بِنْتِ الْخُطَيْمِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سهيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام من بني سلمة تزوجها ابن خالها جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام فولدت له عبد الرحمن وأم حبيب وأسلمت سهيمة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سُهَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا ابْنُ خَالِهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمَّ حَبِيبٍ وَأَسْلَمَتْ سُهَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم سلمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام من بني سلمة تزوجها أوس بن مالك بن قيس بن محرث بن الحارث من بني مازن بن النجار فولدت له الحارث أسلمت أم سلمة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا أَوْسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ أَسْلَمَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام من بني سلمة تزوجها سنان بن عمرو بن طلق بن عمرو من بني سلامان بن سعد هذيم حليفهم فولدت له المقنع وأم الحارث أسلمت حبيبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§حَبِيبَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا سِنَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ طَلْقِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ هُذَيْمٍ حَلِيفِهِمْ فَوَلَدَتْ لَهُ الْمُقَنَّعَ وَأُمَّ الْحَارِثِ أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم جندب بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام من بني سلمة تزوجها نصر بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر فولدت له الحارث أسلمت أم جندب بنت مسعود وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ جُنْدُبِ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرَ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا نَصْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفُرَ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ أَسْلَمَتْ أُمُّ جُنْدُبِ بِنْتُ مَسْعُودٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت الحارث بن عبد رزاح بن ظفر وأمها سودة بنت سواد بن الهيثم بن ظفر وهي أخت نصر بن الحارث لأبيه وأمه، شهد بدرا تزوجها عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر أسلمت عميرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية محمد بن عمر.

§عَمِيرَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا سَوْدَةُ بِنْتُ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ وَهِيَ أُخْتُ نَصْرِ بْنِ الْحَارِثِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، شَهِدَ بَدْرًا تَزَوَّجَهَا عَدِيُّ بْنُ حَرَامِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ أَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ.

بشيرة بنت النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر وأمها أم صخر بنت شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل تزوجها سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر فولدت له الربيع وأم الحارث وأسلمت بشيرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§بَشِيرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا أُمُّ صَخْرِ بِنْتُ شَرِيكِ بْنِ أَنَسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ -[341]- تَزَوَّجَهَا سَهْلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ الرَّبِيعَ وَأُمَّ الْحَارِثِ وَأَسْلَمَتْ بَشِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أميمة بنت النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر وأمها أم صخر بنت شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل تزوجها عبيد بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر فولدت له النعمان أسلمت أميمة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا أُمُّ صَخْرِ بِنْتُ شَرِيكِ بْنِ أَنَسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ النُّعْمَانَ أَسْلَمَتْ أُمَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

بشيرة بنت ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر وأمها شميلة بنت الحارث وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر تزوجها أبو نملة بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر. أسلمت بشيرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§بَشِيرَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا شُمَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَهُوَ أُبَيْرِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ تَزَوَّجَهَا أَبُو نَمْلَةَ بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَرِّ بْنِ ظُفَرَ. أَسْلَمَتْ بَشِيرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر وأمها شميلة بنت الحارث وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر. أسلمت عميرة بنت ثابت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَمِيرَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا شُمَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَهُوَ أُبَيْرِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ. أَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ بِنْتُ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عائشة بنت جزى بن عمرو بن عامر بن عبد رزاح بن ظفر تزوجها أبو المنذر يزيد بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد من بني سلمة أخو قطبة بن عامر بن حديدة من أهل بدر فولدت لأبي المنذر المنذر وعبد الرحمن، أسلمت عائشة بنت جزى وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَائِشَةُ بِنْتُ جُزَى بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ تَزَوَّجَهَا أَبُو الْمُنْذِرِ يَزِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَخُو قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَوَلَدَتْ لِأَبِي الْمُنْذِرِ الْمُنْذِرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَسْلَمَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ جُزَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

خليدة بنت الحباب بن جزى بن عمرو بن عامر بن عبد رزاح بن ظفر أمها بنت مدلج بن اليمان بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل تزوجها عبد الله بن سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فلم تلد له شيئا، أسلمت خليدة وبايعت رسول الله صلى الله

§خُلَيْدَةُ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ جُزَى بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ أُمُّهَا بِنْتُ مُدْلِجِ بْنِ الْيَمَانِ بْنِ جَابِرٍ الْعَبْسِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا، أَسْلَمَتْ خُلَيْدَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحارث بنت الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر وأمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة أسلمت أم الحارث وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا سَهْلَةُ بِنْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ الْحَارِثِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عيساء بنت الحارث بن سواد بن الهيثم بن ظفر وأمها قلابة بنت صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة تزوجها أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر فولدت له محمد بن أنس فولد لمحمد بن أنس اثنان وعشرون رجلا وخمس نسوة، وأسلمت عيساء وبايعت رسول الله صلى الله

§عَيْسَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا أَنَسُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَرَامِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَنَسٍ فَوُلِدَ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ -[343]- اثْنَانِ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَخَمْسُ نِسْوَةٍ، وَأَسْلَمَتْ عَيْسَاءُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة وهي أم حبيب بنت معتب بن عبيد بن سواد بن الهيثم بن ظفر تزوجها أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر فولدت له أبا بردة أسلمت حبيبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§حَبِيبَةُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ مُعَتِّبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ تَزَوَّجَهَا أَسِيرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا بُرْدَةَ أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

شميلة بنت الحارث وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر وأمها أثيلة بنت عبد المنذر بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وهي أخت أبي لبابة بن عبد المنذر تزوج شميلة بنت الحارث ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن

§شُمَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَهُوَ أُبَيْرِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا أُثَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ زُبَيْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ تَزَوَّجَ شُمَيْلَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ ثَابِتُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ خَالِدًا وَبَشِيرَةَ أَسْلَمَتْ شُمَيْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

بريدة بنت بشر بن الحارث وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر وأمها أميمة بنت عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة تزوجها عباد بن نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وخلف عليها أخوه أبو معقل بن نهيك بن إساف فولدت له عبد الله ثم خلف عليها أبو

§بُرَيْدَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ أُبَيْرِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ تَزَوَّجَهَا عَبَّادُ بْنُ نَهِيكِ بْنِ إسَافِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَخَلَفَ عَلَيْهَا أَخُوهُ أَبُو مَعْقِلِ بْنُ نَهِيكِ بْنِ إسَافٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو -[344]- بُرْدَةَ بْنِ أَسِيرِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ مُعَتِّبًا أَسْلَمَتْ بُرَيْدَةُ بِنْتُ بِشْرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سماك بنت فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر وهي أخت أنس ومؤنس ابني فضالة وأمهم جميعا سودة بنت سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر أسلمت أم سماك وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سِمَاكِ بِنْتُ فَضَالَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَرَامِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ وَهِيَ أُخْتُ أَنَسٍ وَمُؤْنِسٍ ابْنَيْ فَضَالَةَ وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا سَوْدَةُ بِنْتُ سُوَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ أَسْلَمَتْ أُمُّ سِمَاكٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

الشموس بنت أبي عامر الراهب واسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف وأمها عميق بنت الحارث من بني واقف تزوج الشموس ثابت بن أبي الأقلح واسمه قيس بن عصيمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة فولدت له عصام بن ثابت

§الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَاسْمُهُ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهَا عَمِيقُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ تَزَوَّجَ الشَّمُوسَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي الْأَقْلَحِ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عُصَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عِصَامَ بْنَ ثَابِتٍ شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا وَحَمَتْهُ الدُّبُرَ، وَجُمَيْلَةُ بِنْتُ ثَابِتٍ مُبَايَعَةٌ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ أَسْلَمَتِ الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة بنت أبي عامر الراهب واسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة وأمها سلمى بنت عامر بن حذيفة بن عامر بن عمرو بن جحجبا بن كلفة من بني عمرو بن عوف تزوجها زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي فولدت له أسماء بنت زيد ثم خلف عليها سعد بن خيثمة

§حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَاسْمُهُ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ أَسْمَاءَ بِنْتَ زَيْدٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ وَأَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عصيمة بنت أبي الأقلح واسمه قيس بن عصيمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة وأمها الفارعة بنت صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة، تزوجها عامر بن أبي عامر الراهب وليس له عقب وأسلمت عصيمة بنت أبي الأقلح وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُصَيْمَةُ بِنْتُ أَبِي الْأَقْلَحِ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عُصَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ، تَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَأَسْلَمَتْ عُصَيْمَةُ بِنْتُ أَبِي الْأَقْلَحِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح واسمه قيس بن عصيمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة تزوجها عمر بن الخطاب فولدت له عاصم بن عمر ثم خلف عليها يزيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة فولدت له عبد الرحمن بن يزيد وأسلمت جميلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عُصَيْمَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَأَسْلَمَتْ جَمِيلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الشموس بنت النعمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد وأمها سالمة بنت مطرف بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة فولدت له وأسلمت الشموس بنت النعمان وبايعت رسول الله صلى الله

§الشَّمُوسُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهَا سَالِمَةُ بِنْتُ مُطَرِّفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتِ الشَّمُوسُ بِنْتُ النُّعْمَانِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

تميمة بنت أبي سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد وأمها الشموس بنت النعمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة تزوجها عبد الله بن سهل بن عدي بن زيد بن كعب بن عائشة من بني واقف من الأوس أسلمت تميمة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§تَمِيمَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهَا الشَّمُوسُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَائِشَةَ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ مِنْ الْأَوْسِ أَسْلَمَتْ تَمِيمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت أبي سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد وأمها سلمى بنت عمرو بن يعمر بن عجرة من هذيل تزوجها معاذ بن عامر بن جارية بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة ويقال: تزوجها بكير بن جارية بن عامر بن مجمع وأسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§لَيْلَى بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ يَعْمَرَ بْنِ عُجْرَةَ مِنْ هُذَيْلٍ تَزَوَّجَهَا مُعَاذُ بْنُ عَامِرِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَيُقَالُ: تَزَوَّجَهَا بُكَيْرُ بْنُ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعٍ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عائشة وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: مريم بنت أبي سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد وأمها سلمة بنت عمرو بن يعمر بن عجرة من هذيل تزوجها معاذ بن عامر بن جارية بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَائِشَةُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: مَرْيَمُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهَا سَلَمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ يَعْمَرَ بْنِ عُجْرَةَ مِنْ هُذَيْلٍ تَزَوَّجَهَا مُعَاذُ بْنُ عَامِرِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو وأمها نسيبة بنت فضالة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد تزوجها زيد بن الخطاب بن نفيل فولدت له ثم قتل عنها شهيدا يوم اليمامة فخلف عليها أبو سعيد

§لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زُبَيْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو وَأُمُّهَا نُسَيْبَةُ بِنْتُ فَضَالَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ -[348]- قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا شَهِيدًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَخَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ لُبَابَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نسيبة بنت سماك بن النعمان بن قيس بن عمرو بن أمية بن زيد وأمها بسامة بنت عبد الله بن أمية بن عبيد بن عمرو بن زيد تزوجها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار بن قصي فولدت له ثم خلف عليها بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة وأسلمت نسيبة

§نُسَيْبَةُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهَا بَسَّامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بِجَادُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأَسْلَمَتْ نُسَيْبَةُ وَبَايَعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم

أنيسة بنت ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية وهي أخت عويم بن ساعدة من أهل بدر وأمها عميرة بنت سالم بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك تزوجها عمرو بن سراقة بن حارثة من بني عدي بن النجار وأسلمت أنيسة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ سَاعِدَةَ بْنَ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ وَهِيَ أُخْتُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت عمير بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية وأمها أمامة بنت بكير بن ثعلبة بن جدية بن عامر بن كعب بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج تزوجها بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة وأسلمت عميرة بنت عمير وبايعت رسول الله صلى الله

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُدَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا بِجَادُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ -[349]- الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأَسْلَمَتْ عَمِيرَةُ بِنْتُ عُمَيْرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حفصة وهي أم زرارة بنت حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد أخت الحارث بن حاطب وثعلبة بن حاطب من أهل بدر وأمهم جميعا أمامة بنت صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§حَفْصَةُ وَهِيَ أُمُّ زُرَارَةَ بِنْتُ حَاطِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ أُخْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ وَثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا أُمَامَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ حَوْطِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سعيدة بنت بشير بن عبيد بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§سَعِيدَةُ بِنْتُ بَشِيرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عميرة بنت كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف تزوجها عتبة بن عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية أسلمت عميرة بنت كلثوم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ كُلْثُومِ بْنِ الْهَدْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا عُتْبَةُ بْنُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ أَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ بِنْتُ كُلْثُومٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة وهي عمرة بنت عبيد بن مطروف بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد تزوجها ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة فولدت له لبيدا وعمرة أسلمت عميرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ وَهِيَ عَمْرَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ مَطْرُوفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ تَزَوَّجَهَا ثَعْلَبَةُ بْنُ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ لَبِيدًا وَعَمْرَةَ أَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ

ثبيتة بنت يعار وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهي التي أعتقت سالما فتبناه أبو حذيفة ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§ثُبَيْتَةُ بِنْتُ يَعَارٍ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ الَّتِي أَعْتَقَتْ سَالِمًا فَتَبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

وأختها سلمى بنت يعار ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§وَأُخْتَهَا سَلْمَى بِنْتُ يَعَارٍ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

النوار بنت الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف تزوجها قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة فولدت له وأسلمت النوار وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§النَّوَّارُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا قَيْظِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتِ النَّوَّارُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك تزوجها أبو نملة بن معاذ بن زرارة الظفري فولدت له ثم خلف عليها بشير بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة من الأوس فولدت له أسلمت كبشة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§كَبْشَةُ بِنْتُ حَاطِبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو نَمْلَةَ بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ الظَّفَرِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَشِيرُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثابت بنت جبر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية وأمها هضبة بنت عمرو بن مالك بن سبيع تزوجها عتيك بن الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية أسلمت أم ثابت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهَا هَضْبَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ سُبَيْعٍ تَزَوَّجَهَا عَتِيكُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عمرو بن عوف وأمها من آل أبي فروة من هذيل وهي أخت المنذر بن محمد بن عقبة شهد بدرا وتزوج عميرة عبيد بن نافذ بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة فولدت له فضالة بن عبيد أسلمت عميرة وبايعت

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهَا مِنْ آلِ أَبِي فَرْوَةَ مِنْ هُذَيْلٍ وَهِيَ أُخْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَتَزَوَّجَ عُمَيْرَةَ عُبَيْدُ بْنُ نَافِذِ بْنِ صُهَيْبَةَ بْنَ أَصْرَمِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ أَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نسيبة بنت نيار بن الحارث بن بلال بن أحيحة بن الجلاح تزوجها عقبة بن عتودة بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§نُسَيْبَةُ بِنْتُ نِيَارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ تَزَوَّجَهَا عُقْبَةُ بْنُ عَتْوَدَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

سمية بنت معبد بن بشير بن سهل بن أحيحة بن الجلاح تزوجها عبد الله بن أبي أحمد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§سُمَيَّةُ بِنْتُ مَعْبَدِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

مطيعة بنت النعمان بن مالك بن حذيفة بن عامر بن عمرو بن جحجبا تزوجها الجزء بن مالك بن عامر بن حذيفة فولدت له أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمها عاصية فسماها رسول الله مطيعة.

§مُطِيعَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَحْجَبَا تَزَوَّجَهَا الْجُزْءُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ مُطِيعَةَ.

الفريعة ويقال قريبة بنت قيس بن عمير بن لوذان بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن جشم وهو الذي يقال له بحزج بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف وأمها كبشة بنت عمرو بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الأوس من الجعادرة تزوجها أبو أحمد بن

§الْفُرَيْعَةُ وَيُقَالُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمٍ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بَحْزَجُ بْنُ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جُشَمِ بْنِ وَائِلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ مِنْ الْجَعَادِرَةِ تَزَوَّجَهَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَحْمَدَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبتة بنت جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس وهو البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وأمها من بني عبد الله بن غطفان وهي أخت عبد الله وخوات ابني جبير لأبيهما وأمهما شهدا بدرا أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§حَبْتَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ وَهُوَ الْبَرَكُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ وَخَوَّاتٍ ابْنَيْ جُبَيْرٍ لِأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا شَهِدَا بَدْرًا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم جميل بنت الجلاس بن سويد الشاعر بن صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف تزوجها سالم بن عتبة بن سالم بن سلمة بن أمية بن زيد من بني عمرو أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ الْجُلَاسِ بْنِ سُوَيْدٍ الشَّاعِرِ بْنِ صَامِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ حَوْطِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا سَالِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرٍو أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي خَطْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة وهو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس وأمها ليلى بنت عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة تزوجها عمرو بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس فولدت له أبا حنة من أهل بدر ثم خلف عليها خيثمة بن الحارث بن

§هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا حَنَّةَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا خَيْثَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ مِنْ بَنِي السَّلَمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدَ بْنَ خَيْثَمَةَ وَهُوَ نَقِيبُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا وَأَسْلَمَتْ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة وهو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس وأمها ليلى بنت عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة تزوجها ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة فولدت له خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين وسائر ولده ثم خلف

§كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ ذَا الشَّهَادَتَيْنِ وَسَائِرَ وَلَدِهِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مَسْعُودُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ الْوَقْصَاءَ، مُبَايَعَةٌ وَأَسْلَمَتْ كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة وأمها ليلى بنت عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة تزوجها الحارث بن غياث بن رزاح الخطمي فولدت له ولده كلهم أسلمت ليلى وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§لَيْلَى بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ رَزَاحٍ الْخَطْمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدَهُ كُلَّهُمْ أَسْلَمَتْ لَيْلَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سعدى بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة وأمها ليلى بنت عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة تزوجها صامت بن عدي بن قيس بن زيد بن مالك الأغر من بلحارث فولدت له سويد بن صامت ثم خلف عليها سهل بن الحارث بن جعدبة من بني واقف فولدت له أسلمت سعدى وبايعت رسول الله

§سُعْدَى بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ تَزَوَّجَهَا صَامِتُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرُّ مِنْ بَلْحَارِثِ فَوَلَدَتْ لَهُ سُوَيْدَ بْنَ صَامِتٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَهْلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُعْدُبَةَ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَسْلَمَتْ سُعْدَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

صفية بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة وأمها كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية الخطمة مبايعة وتزوج صفية عبد الرحمن بن أوس بن عمرو الخطمي وأسلمت صفية وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين لأبيه

§صَفِيَّةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَطَمةَ مُبَايِعَةٌ وَتَزَوَّجَ صَفِيَّةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَمْرٍو الْخَطْمِيُّ وَأَسْلَمَتْ صَفِيَّةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ أُخْتُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتِ ذِي الشَّهَادَتَيْنِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ.

مليكة بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة وأمها كبشة بنت أويس بن عدي بن أمية الخطمي تزوجها شتيم بن زيد بن جمحة بن حريش بن لوذان بن خطمة أسلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§مُلَيْكَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ أُوَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَطْمِيِّ تَزَوَّجَهَا شُتَيْمُ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُمَحَةَ بْنِ حَرِيشِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ خَطْمَةَ أَسْلَمَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

رفاعة وهي أم القاسم بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة وأمها كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية الخطمي تزوجها محمود بن وحوح بن الأسلت وأسلمت رفاعة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§رِفَاعَةُ وَهِيَ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَطْمِيِّ تَزَوَّجَهَا مَحْمُودُ بْنُ وَحْوَحِ بْنِ الْأَسْلَتُ وَأَسْلَمَتْ رِفَاعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الرائعة وهي حسنة بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة وأمها كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية أسلمت الرائعة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§الرَّائِعَةُ وَهِيَ حَسَنَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ أَسْلَمَتْ الرَّائِعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمارة بنت حباشة بن جويبر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة وأمها ليلى بنت صحبة من أشجع أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَارَةُ بِنْتُ حَبَاشَةَ بْنِ جُوَيْبِرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ صُحْبَةَ مِنْ أَشْجَعَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة وهي أم القهيد بنت حباشة بن جويبر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة وأمها ليلى بنت صحبة من أشجع تزوجها أوس بن عمرو بن عبيد فولدت له وأسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ وَهِيَ أُمُّ الْقُهَيْدِ بِنْتُ حَبَاشَةَ بْنِ جُوَيْبِرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ صُحْبَةَ مِنْ أَشْجَعَ تَزَوَّجَهَا أَوْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أنيسة بنت رقيم بن الحارث بن عبيد بن لوذان بن خطمة وأمها سلمة بنت عمرو بن غياث بن رزاح تزوجها وحوح بن ثابت بن الفاكه الخطمي أسلمت أنيسة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ رُقَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا سَلَمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ غِيَاثِ بْنِ رَزَاحٍ تَزَوَّجَهَا وَحْوَحُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ الْخَطْمِيُّ أَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نسيبة بنت أبي طلحة واسمه ثابت بن عصيمة بن زيد بن مخلد بن حارثة بن عمرو بن لوذان بن خطمة وأمها أم طلحة بنت مخلد بن زيد بن مخلد الخطمي تزوجها عمير القارئ بن عدي فولدت له أسلمت نسيبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§نُسَيْبَةُ بِنْتُ أَبِي طَلْحَةَ وَاسْمُهُ ثَابِتُ بْنُ عُصَيْمَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ لَوْذَانَ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ طَلْحَةَ بِنْتُ مَخْلَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْخَطْمِيِّ تَزَوَّجَهَا عُمَيْرٌ الْقَارِئُ بْنُ عَدِيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ أَسْلَمَتْ نُسَيْبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن الجعادرة وهم بنو سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس وهم في بني عبد الأشهل

§وَمِنَ الْجَعَادِرَةِ وَهُمْ بَنُو سَعِيدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَهُمْ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ

سلمى بنت زيد بن تيم بن أمية بن بياضة بن خفاف بن سعد بن مرة بن مالك بن الأوس وأمها الرحالة بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج تزوجها عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج أسلمت سلمة وبايعت

§سَلْمَى بِنْتُ زَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ خَفَّافِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهَا الرَّحَّالَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ الْخَزْرَجِ أَسْلَمَتْ سَلَمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني السلم بن امرئ القيس بن مرة بن مالك بن الأوس

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي السَّلَمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ

خيرة بنت أبي أمية بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحناط ويقال النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم تزوجها مكنف بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء نساء الأوس المبايعات.

§خَيْرَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَنَّاطِ وَيُقَالُ النَّحَّاطُ بْنُ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلَمِ تَزَوَّجَهَا مِكْنَفُ بْنُ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. فَهَؤُلَاءِ نِسَاءُ الْأَوْسِ الْمُبَايِعَاتُ.

ومن نساء الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر المبايعات ثم نساء بني الحارث بن الخزرج

§وَمِنْ نِسَاءِ الْخَزْرَجِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْمُبَايِعَاتِ ثُمَّ نِسَاءِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

محبة بنت الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث وأمها هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وهي أخت سعد بن الربيع النقيب من أهل بدر لأبيه وأمه تزوجها أبو الدرداء عامر

§مَحَبَّةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ وَأُمُّهَا هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ النَّقِيبِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَامِرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَائِشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ بِلَالًا وَأَسْلَمَتْ مَحَبَّةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

جميلة بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس وأمها عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النجار ولم يكن لسعد بن الربيع ولد غيرها تزوجها زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له

§جَمِيلَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَلَمْ يَكُنْ لِسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَلَدٌ غَيْرَهَا تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدًا وَخَارِجَةَ وَيَحْيَى وَإِسْمَاعِيلَ وَسُلَيْمَانَ وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمَّ زَيْدٍ وَكَانَتْ جَمِيلَةُ تُدْعَى أُمَّ سَعْدٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَقُولُ: كَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ سَعْدٍ أُمَّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ تَقُولُ: «§أَنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنَةُ -[360]- سَنَتَيْنٍ، وَكَانَتْ أُمِّي تُخْبِرَنِي بَعْدَ أَنْ أَدْرَكْتُ عَنْ أَمْرِهِمْ فِي الْخَنْدَقِ فَهَذِهِ سِنُّهَا قُتِلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأُمُّهَا بِهَا حُبْلَى» . وَقَدْ أَدْخَلَهَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي الْمُبَايِعَاتِ عَلَى حَدَاثَةِ سِنِّهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَعْدِ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ تَقُولُ: " دَخَلَ عَلَيَّ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: §إِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ أَنْ تَكَلَّمِي فِي مِيرَاثِكِ مِنْ أَبِيكِ فَتَكَلَّمِي فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ قَدْ وَرَّثَ الْيَوْمَ الْحَمْلَ، قَالَ: وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهِيَ حَمْلٌ ".

حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر وأمها هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم وأخوها لأمها سعد بن الربيع بن أبي زهير تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له أم كلثوم ثم خلف على حبيبة بعد أبي بكر خبيب بن إساف بن عنبة بن

§حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنُ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ وَأُمُّهَا هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمٍ وَأَخُوهَا لِأُمِّهَا سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَى حَبِيبَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ خُبَيْبُ بْنُ إِسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عُمَرٍو أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

زينب بنت قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر وأمها خولة بنت عمرو بن قيس بن امرئ القيس من بني الحارث بن الخزرج وهي أخت ثابت بن قيس بن شماس خطيب رسول الله لأبيه تزوجت زينب بنت قيس خبيب بن إساف بن عنبة بن عمرو بن خديج فولدت له أنيسة وأسلمت زينب

§زَيْنَبُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ وَأُمُّهَا خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ خَطِيبِ رَسُولِ اللَّهِ لِأَبِيهِ تَزَوَّجَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ قَيْسٍ خُبَيْبَ بْنَ إِسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أُنَيْسَةَ وَأَسْلَمَتْ زَيْنَبُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثابت بنت قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر وأمها خولة بنت عمرو بن قيس بن امرئ القيس من بني الحارث بن الخزرج وهي أخت ثابت بن قيس بن شماس لأبيه، تزوج أم ثابت بنت قيس ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس فولدت له سماكا، أسلمت أم

§أُمُّ ثَابِتٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ وَأُمُّهَا خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ لِأَبِيهِ، تَزَوَّجَ أُمَّ ثَابِتٍ بِنْتَ قَيْسٍ ثَابِتُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ سِمَاكًا، أَسْلَمَتْ أُمُّ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عمرة بنت رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر وأمها كبشة بنت واقد بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج وهي أخت عبد الله بن رواحة بن ثعلبة من أهل بدر لأبيه وأمه تزوج عمرة بنت رواحة بشير بن سعد بن ثعلبة

§عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ رَوَاحَةَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ فَوَلَدَتْ لَهُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْإِطْنَابَةِ أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت سماك بن ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكرها غيره.

§لَيْلَى بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ.

أم أيوب بنت قيس بن سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكرها غيره.

§أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ.

مندوس ويقال سدوس بنت خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكرها غيره.

§مَنْدُوسٌ وَيُقَالُ سَدُوسُ بِنْتُ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ.

أميمة ويقال أبية بنت بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد بن مالك الأغر وأمها عمرة بنت رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس وهي أخت النعمان بن بشير لأبيه وأمه أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمَيْمَةُ وَيُقَالُ أَبِيَّةُ بِنْتُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ وَهِيَ أُخْتُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هزيلة بنت ثابت بن ثعلبة بن جلاس بن زيد بن مالك الأغر تزوجها الحارث بن ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن جلاس ثم خلف عليها أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة ثم خلف عليها عبد الرحمن بن ساعدة بن الأشيم بن جشم بن قيس بن عمرو بن امرئ

§هُزَيْلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُلَاسٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسِيرَةَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خُدَارَةَ ثُمَّ خَلَفَ -[363]- عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ الْأَشْيَمِ بْنِ جُشَمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بِلْحَارِثٍ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أنيسة ويقال نفيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر وأمها أنيسة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة تزوجها السائب بن خلاد بن سويد أسلمت أنيسة بنت ثعلبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُنَيْسَةُ وَيُقَالُ نَفِيسَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ وَأُمُّهَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ تَزَوَّجَهَا السَّائِبُ بْنُ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدٍ أَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت واقد بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وعمرو بن عامر هو ابن الإطنابة الشاعر وأم كبشة: هند بنت رهم بن طريف من طيئ وتزوج كبشة بنت واقد رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن

§كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَعَمْرُو بْنُ عَامِرٍ هُوَ ابْنُ الْإِطْنَابَةِ الشَّاعِرُ وَأُمُّ كَبْشَةَ: هِنْدُ بِنْتُ رُهْمِ بْنِ طَرِيفٍ مِنْ طَيِّئٍ وَتَزَوَّجَ كَبْشَةَ بِنْتَ وَاقِدٍ رَوَاحَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَعَمْرَةَ بِنْتَ رَوَاحَةَ أُمَّ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَى كَبْشَةَ قَيْسُ بْنُ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَأَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وأمها أميمة بنت سحيم بن الأسود بن حرام من بني مالك بن النجار تزوج هزيلة الربيع بن عمرو بن أبي زهير فولدت له سعد بن الربيع ثم خلف على هزيلة خارجة بن زيد بن أبي زهير فولدت له زيد بن خارجة

§هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ سُحَيْمِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَ هُزَيْلَةَ الرَّبِيعُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدَ بْنَ الرَّبِيعِ ثُمَّ خَلَفَ -[364]- عَلَى هُزَيْلَةَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَسْلَمَتْ هُزَيْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أنيسة بنت خبيب بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وأمها زينب بنت قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس تزوجها زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير فولدت له عبد الله ومحمدا وأم كلثوم وأسلمت أنيسة وبايعت رسول الله وحجت معه.

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَحَجَّتْ مَعَهُ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ حَجَّتْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: «§كَانَ رِجَالُنَا يَجِيئُونَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ يَتْبَعُونَ أَفْيَاءَ الْحِيطَانِ أَرْدِيَتُهُمْ عَلَى رُءُوسِهِمْ ثُمَّ يَقِيلُونَ بَعْدَ الْجُمُعَةِ» .

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي أُنَيْسَةَ تَقُولُ: «§كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ مُؤَذِّنَانِ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَذَانِهِمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَصْعَدَ هَذَا وَكُنَّا نَحْبِسُهُ وَنَقُولُ كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ» .

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِيَ أُنَيْسَةَ قَالَتْ: " §كُنَّ جَوَارِي الْحَيِّ يَنْتَهِينَ بِغَنَمِهِنَّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصّديقِ فَيَقُولُ لَهُنَّ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أَحْلُبَ لَكُمْ حَلْبَ ابْنِ عَفْرَاءَ؟ "

أم زيد بنت السكن بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج تزوجها سراقة بن كعب بن عبد العزى بن غزية من بني مالك بن النجار فولدت له زيدا أسلمت أم زيد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمُّ زَيْدٍ بِنْتُ السَّكَنِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدًا أَسْلَمَتْ أُمُّ زَيْدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

قريبة بنت زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج وهي أخت عبد الله بن زيد من أهل بدر وهو الذي أري الأذان في المنام. ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§قُرَيْبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَهُوَ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

كبشة بنت ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن جلاس بن أمية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وأمها سلامة بنت حسن بن عبد الله بن وهب بن بشير بن نصر بن صبح بن مالك بن غطريف بن عبد بن سعد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُلَاسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جُدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا سَلَّامَةُ بِنْتُ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ صُبْحِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غِطْرِيفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ سَعْدٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

معاذة بنت عبد الله بن عمرو بن بزين بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بُزَيْنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جُدَارَةَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحكم ويقال أم حكيم بنت عبد الرحمن بن مسعود بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة تزوجها أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة أسلمت أم الحكم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ الْحَكَمِ وَيُقَالُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسِيرَةَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خُدَارَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسِيرَةَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خُدَارَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ الْحَكَمِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وأمها فاطمة بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وهي أخت عبد الله بن الربيع لأبيه وأمه، شهد العقبة وبدرا، وتزوج نائلة أوس بن خالد بن

§نَائِلَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَتَزَوَّجَ نَائِلَةَ أَوْسُ بْنُ خَالِدِ بْنِ قُرْطِ بْنِ قَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأَسْلَمَتْ نَائِلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

الفريعة بنت مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة , وهي أخت أبي سعيد الخدري سعد بن مالك لأبيه وأمه أمهما أنيسة بنت أبي خارجة وهو عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأخوهما لأمهما قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد

§الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ , وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أُمِّهِمَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ أَبِي خَارِجَةَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأَخُوهُمَا لِأُمِّهِمَا قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرَ تَزَوَّجَتِ الْفُرَيْعَةُ سَهْلَ بْنَ رَافِعِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَهْلُ بْنُ بَشِيرِ -[367]- بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرَ أَسْلَمَتْ الْفُرَيْعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكٍ تُحَدِّثُ أَنَّ زَوْجَهَا قُتِلَ فِي مَكَانٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ يُسَمَّى طَرَفَ الْقُدُومِ وَأَنَّ الْفُرَيْعَةَ ذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ تُرِيدُ أَنْ تَنْتَقِلَ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَى أَهْلِهَا فَذَكَرَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ رَخَّصَ لَهَا فِي ذَلِكَ فَلَمَّا قَامَتْ دَعَاهَا، فَقَالَ لَهَا: «§امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ» .

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: إِنَّ عَمَّتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَخْبَرَتْهُ، عَنْ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ، أُخْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَكَانَتْ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ تَحْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَأَخْبَرَتْهَا فُرَيْعَةُ، §أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَالَتْ فُرَيْعَةُ: " فَخَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهُ أَبَاقٍ فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقُدُومِ فَعَدَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ زَوْجَهَا قُتِلَ وَلَمْ يَتْرُكْهَا فِي نَفَقَةٍ وَلَا مَسْكَنٍ لِلْوَلَدِ، وَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا فَتَلْحَقَ بِإِخْوَتِهَا وَدَارِهَا فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَتْ فُرَيْعَةُ: فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنَ الْحُجْرَةِ أَوْ كُنْتُ فِيهَا دَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَهَا أَنْ تُكَرِّرَ عَلَيْهِ حَدِيثَهَا فَفَعَلَتْ، قَالَتْ: فَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَبْرَحَ مِنْ مَسْكَنِي الَّذِي أَتَانِي فِيهِ وَفَاةُ زَوْجِي حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، قَالَتْ: فَاعْتَدَّتْ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. قَالَتْ فُرَيْعَةُ: إِنَّ عُثْمَانَ سُئِلَ عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَذُكِرْتُ لَهُ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ فَسَأَلَنِي، عَنْ شَأْنِي وَمَاذَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَخْبَرْتُهُ فَأَرْسَلَ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا فَأَمَرَهَا أَنْ لَا تَبْرَحَ بَيْتِهَا حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ عَمَّتَهُ وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ زَوْجَهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهُ حَتَّى أَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقُدُومِ فَقَتَلُوهُ فَلَمَّا جَاءَهَا ذَلِكَ لَحِقَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ جَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ شَاسِعَةٍ وَلَمْ يَتْرُكْنِي فِي مَالٍ أَرِثُهُ مِنْهُ وَلَا مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ وَلَا نَفَقَةٍ وَقَدْ أَحْبَبْتُ إِنْ رَأَيْتُ ذَلِكَ أَنْ أَلْحَقَ بِأَهْلِي وَإِخْوَتِي فَإِنَّهُ أَجْمَعُ لِي فِي بَعْضِ أَمْرِي فَأَذِنَ لَهَا أَنْ تَلْحَقَ بِإِخْوَتِهَا إِنْ أَحَبَّتْ ذَلِكَ فَقَامَتْ فَرِحَةً بِذَلِكَ مَسْرُورَةً حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ إِلَى الْحُجْرَةِ أَوْ إِلَى الْمَسْجِدِ دَعَاهَا أَوْ أَمَرَ بِهَا فَدُعِيَتْ، فَقَالَ: «§رُدِّي حَدِيثَكِ» فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: «امْكُثِي فِي بَيْتِكِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ نَعْيُ زَوْجِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ» .، قَالَتْ: فَاعْتَدَّتْ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ تَسْأَلُهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهَا فِي بَنِي خُدْرَةَ فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ أَبَقُوا حَتَّى إِذَا كَانَ بِطَرَفِ الْقُدُومِ لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي فَإِنَّ زَوْجِي لَمْ يَتْرُكْنِي فِي مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ وَلَا نَفَقَةٍ، قَالَتْ: فَقَالَ: «نَعَمْ» فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ دَعَانِي أَوْ أَمَرَ بِي فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: «§كَيْفَ قُلْتِ؟» فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ ذَكَرْتُ لَهُ مِنْ شَأْنِ زَوْجِي، فَقَالَ: «امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ» .، قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَسَأَلَنِي، عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ.

الرباب بنت حارثة بن سنان بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة تزوجها كليب بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث أسلمت الرباب وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§الرَّبَابُ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ تَزَوَّجَهَا كُلَيْبُ بْنُ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ أَسْلَمَتْ الرَّبَابُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الربيع بنت حارثة بن سنان بن عبيد بن الأبجر ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§الرُّبَيِّعُ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خليدة بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر تزوجها كعب بن عمرو بن الإطنابة ثم خلف عليها عبد الله بن أنس بن سكن بن عتبة بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث أسلمت خليدة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§خُلَيْدَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ تَزَوَّجَهَا كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَنَسِ بْنِ سَكَنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ أَسْلَمَتْ خُلَيْدَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثابت بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة وأمها أم الربيع بنت مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة تزوج كبشة معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له سعد بن معاذ وعمرو بن معاذ وإياسا وأوسا وعقرب وأم حزام بني معاذ بن النعمان وأسلمت

§كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَ كَبْشَةَ مُعَاذُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَعَمْرَو بْنَ مُعَاذٍ وَإِيَاسًا وَأَوْسًا وَعِقْرَبَ وَأُمَّ حِزَامٍ بَنِي مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ وَأَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَاتَتْ بَعْدَ ابْنِهَا سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وأمها أم الربيع بنت مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة تزوجها زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له أبا أمامة أسعد نقيب بني النجار وسعدا ومسعودا ورؤيبة والفريعة بني زرارة بن عدس وأسلمت سعاد

§سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَأُمُّهَا أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا زُرَارَةُ بْنُ عُدُسِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ وَسَعْدًا وَمَسْعُودًا وَرُؤَيْبَةَ وَالْفُرَيْعَةَ بَنِي زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ وَأَسْلَمَتْ سُعَادُ بِنْتُ رَافِعٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحباب واسمها الفريعة بنت الحباب بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر تزوجها مسعود بن خلدة بن عامر بن زريق بن عامر بن الخزرج فولدت له ثم خلف عليها مري بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أسلمت أم الحباب وبايعت رسول الله صلى الله عليه

§أُمُّ الْحُبَابِ وَاسْمُهَا الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ تَزَوَّجَهَا مَسْعُودُ بْنُ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مُرِّيُّ بْنُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ أُمُّ الْحُبَابِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عقرب بنت السكن بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر تزوجها ثابت بن صهيب بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيان بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة أسلمت عقرب وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عِقْرَبُ بِنْتُ السَّكَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ صُهَيْبِ بْنِ كُرْزِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَيَّانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ أَسْلَمَتْ عِقْرَبُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ

مندوس بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وأمها هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت المنذر بن عمرو، شهد العقبة وبدرا وكان نقيبا وقتل يوم بئر معونة شهيدا لأبيه وأمه وتزوج مندوس

§مَنْدُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَكَانَ نَقِيبًا وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَتَزَوَّجَ مَنْدُوسَ مَخْلَدُ بْنُ صَامِتِ بْنِ نِيَارِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ، وَأَسْلَمَتْ مَنْدُوسُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

سلمى بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وأمها هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت المنذر بن عمرو، شهد العقبة وبدرا وكان نقيبا وقتل يوم بئر معونة شهيدا لأبيه وأمه تزوج سلمى عقبة

§سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ -[372]- بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَكَانَ نَقِيبًا وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَ سَلْمَى عُقْبَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ سَلْمَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

الفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وأمها هند بنت الأبر بن وهب بن عمرو بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج تزوجها ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فولدت له حسان بن ثابت

§الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الْأَبَرِّ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَقْشِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الشَّاعِرَ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ أُخْتُ عَمْرٍو وَخَالِدٍ ابْنَيْ خُنَيْسٍ، أَسْلَمَتْ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ خَالِدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم شريك بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وأمها هند بنت الأبر بن وهب بن عمرو بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة تزوج أم شريك أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له الحارث بن أنس وأسلمت أم شريك

§أُمُّ شَرِيكِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الْأَبَرِّ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَقْشِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ تَزَوَّجَ أُمَّ شَرِيكٍ أَنَسُ بْنُ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ بْنَ أَنَسٍ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ شَرِيكٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

مندوس بنت عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة وهي أخت سعد بن عبادة وأمها عمرة الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوج مندوس بنت عبادة سماك بن ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو بن

§مَنْدُوسُ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَأُمُّهَا عَمْرَةُ الثَّالِثَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَ مَنْدُوسَ بِنْتَ عُبَادَةَ سِمَاكُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَابِتًا وَأَسْلَمَتْ مَنْدُوسُ بِنْتُ عُبَادَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة وهي أخت سعد بن عبادة وأمها عمرة الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوج ليلى خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس

§لَيْلَى بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَأُمُّهَا عَمْرَةُ الثَّالِثَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَ لَيْلَى خَلَّادُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ السَّائِبَ بْنَ خَلَّادٍ أَسْلَمَتْ لَيْلَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة تزوجها سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة فولدت له قيس بن سعد وأمامة بنت سعد أسلمت فكيهة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§فُكَيْهَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَأُمَامَةَ بِنْتَ سَعْدٍ أَسْلَمَتْ فُكَيْهَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

غزية بنت سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة وأمها سلمى بنت عازب بن خالد بن الأجش من قضاعة تزوجها سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة فولدت له سعيد بن سعد أسلمت غزية وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§غَزِيَّةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْأَشْرَفِ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَازِبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْأَجَشِّ مِنْ قُضَاعَةَ تَزَوَّجَهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعِيدَ بْنَ سَعْدٍ أَسْلَمَتْ غَزِيَّةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة وهي كبيشة بنت عبد عمرو بن عبيد بن قميئة بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة تزوجها أبو حميد عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة أسلمت كبشة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§كَبْشَةُ وَهِيَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ قُمَيْئَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو حُمَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ أَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وأمها هند بنت عمرو من بني عذرة وهي عمة سهل بن سعد بن سعد بن مالك الساعدي تزوجها مبشر بن الحارث وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر فولدت له رفاعة أسلمت عمرة وبايعت رسول

§عَمْرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عُذْرَةَ وَهِيَ عَمَّةُ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ السَّاعِدِيِّ تَزَوَّجَهَا مُبَشِّرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ أُبَيْرِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ رِفَاعَةَ أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت سعد بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وهي أخت سهل بن سعد الساعدي. ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَمْرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نائلة بنت سعد بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وهي أخت سهل بن سعد الساعدي. ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§نَائِلَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء القواقلة وهم بنو عوف بن الخزرج الكبير

§وَمِنْ نِسَاءِ الْقَوَاقِلَةِ وَهُمْ بَنُو عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ الْكَبِيرِ

قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمها عميرة بنت ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة بن الخزرج تزوجت قرة العين الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن

§قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَتْ قُرَّةُ الْعَيْنِ الصَّامِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَكَانَ نَقِيبًا وَأَوْسًا وَخَوْلَةَ بَنِي الصَّامِتِ وَأَسْلَمَتْ قُرَّةُ الْعَيْنِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

حبيبة بنت مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمها أم زيد بنت نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج تزوجها فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة فولدت له

§حَبِيبَةُ بِنْتُ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

بشرة بنت مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمها أم زيد بنت نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف تزوجها حمزة بن العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد فولدت له

§بُشْرَةُ بِنْتُ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَحُمَيْدًا وَخَدِيجَةَ وَكَلْثَمَ بَنِي حَمْزَةَ أَسْلَمَتْ بُشْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت هزال بن عمرو بن قربوس بن عمرو بن أمية بن لوذان بن سالم بن عوف ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَمْرَةُ بِنْتُ هَزَّالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَرْبُوسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت رئاب بن حنيف بن زياد بن أمية بن زيد بن سالم وأمها أمة الله بنت غنيمة بن عبد الله من بني ضمرة بن بكر تزوجها عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم فولدت له عبد الرحمن بن عتبان ثم خلف عليها عبد الرحمن بن عامر بن النعمان بن زهير بن

§لَيْلَى بِنْتُ رِئَابِ بْنِ حُنَيْفِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَالِمٍ وَأُمُّهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ غُنَيْمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرٍ تَزَوَّجَهَا عِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عِتْبَانَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَاقِفٍ وَهُوَ سَالِمُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ النُّعْمَانَ وَأُمَامَةَ وَأُمَّ حُسَيْنٍ بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُوَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَسْلَمَتْ لَيْلَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت صامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وهي أخت عبادة وأوس ابني الصامت من أهل بدر لأبيهما وأمهما , أمهم قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج

§خَوْلَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ عُبَادَةَ وَأَوْسٍ ابْنَيِ الصَّامِتِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لِأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا , أُمُّهُمْ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزْمَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ مِنْ بَنِي غُصَيْنَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفٌ لَهُمْ فَوَلَدَتْ لَهُ عَامِرًا وَأُمَّ عُثْمَانَ أَسْلَمَتْ خَوْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي أَنَّهَا هِيَ الَّتِي جَادَلَتْ فِي زَوْجِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] , مِنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ. أَخْبَرَنَا يَعْلَى , وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ عَامِرٍ، وَهَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ

أمامة بنت صامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة وأمها الرباب بنت مالك بن عمرو بن عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وهي أخت عبادة بن الصامت لأبيه تزوجها جميع بن مسعود بن عمرو بن أصرم بن عبيد بن سالم بن عوف أسلمت أمامة وبايعت رسول الله صلى الله

§أُمَامَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهَا الرَّبَابُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَزِيزِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ وَهِيَ أُخْتُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ لِأَبِيهِ تَزَوَّجَهَا جَمِيعُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ أَسْلَمَتْ أُمَامَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف تزوجها أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر أخو عبادة بن الصامت وهي المجادلة أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرٍ أَخُو عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهِيَ الْمُجَادَلَةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْسُ بْنُ صَامِتٍ الْوَاقِفِيُّ وَكَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ عَمِّهِ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ وَكَانَ رَجُلًا بِهِ لَمَمٌ زَعَمُوا فَقَالَ لِابْنَةِ عَمِّهِ أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ مَا أَدْرِي مَا مَبْلَغُهُ، ثُمَّ عَمَدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَصَّتْ أَمْرَهَا وَأَمْرَ زَوْجِهَا عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى أَوْسِ بْنِ صَامِتٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَاذَا تَقُولُ ابْنَةُ عَمِّكَ» ، فَقَالَ: صَدَقَتْ قَدْ تَظَهَّرْتُ مِنْهَا وَجَعَلْتُهَا كَظَهْرِ أُمِّي فَمَا تَأْمُرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا تَدْنُ مِنْهَا وَلَا تَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى آذَنَ لَكَ» ، قَالَتْ خَوْلَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَهُ مِنْ شَيْءٍ وَمَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ إِلَّا أَنَا وَكَانَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ سَاعَةً ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي

إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [المجادلة: 1] , إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ مِنْ كَفَّارَةِ الظِّهَارِ. فَقَالَ أَوْسٌ: لَوْلَا خَوْلَةُ هَلَكْتُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مِنْ ظَاهَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حُرِّمَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ آخِرَ الدَّهْرِ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْسُ بْنُ صَامِتٍ وَكَانَ بِهِ لَمَمٌ وَكَانَ يُفِيقُ فَيَعْقِلُ بَعْضَ الْعَقْلِ فَلَاحَى امْرَأَتَهُ خَوْلَةَ بِنْتَ ثَعْلَبَةَ أُخْتَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدَ بْنِ ثَعْلَبَةَ فِي بَعْضِ صَحْوَاتِهِ، فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي ثُمَّ نَدِمَ عَلَى مَا قَالَ: فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حُرِّمْتِ عَلَيَّ قَالَتْ: مَا ذَكَرْتَ طَلَاقًا وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا التَّحْرِيمُ فِينَا قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ فَسَلْهُ عَمَّا صَنَعْتَ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْهُ أَنْ أَسْأَلَهُ، عَنْ هَذَا فَأْتِي أَنْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَسَى أَنْ تُكْسِبِينَا مِنْهُ خَيْرًا تُفَرِّجِينَ بِهِ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ. فَلَبِسَتْ ثِيَابًا ثُمَّ خَرَجَتْ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَوْسًا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ أَبُو وَلَدِي، وَابْنُ عَمِّي، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ وَقَدْ عَرَفْتَ مَا يُصِيبُهُ مِنَ اللَّمَمِ، وَعَجْزِ مَقْدِرَتِهِ، وَضَعْفِ قُوَّتِهِ، وَعِيِّ لِسَانِهِ، وَأَحَقُّ مَنْ عَادَ عَلَيْهِ أَنَا بِشَيْءٍ إِنْ وَجَدْتُهُ وَأَحَقُّ مَنْ عَادَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ إِنْ وَجَدَهُ هُوَ وَقَدْ قَالَ كَلِمَةً وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مَا ذَكَرَ طَلَاقًا، قَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حُرِّمْتِ عَلَيْهِ» فَجَادَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ مِرَارًا ثُمَّ قَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ شِدَّةَ وْجَدِي وَمَا شَقَّ عَلَيَّ مِنْ فِرَاقِهِ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ مَا يَكُونُ لَنَا فِيهِ فَرَجٌ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقَدْ بَكَيْتُ وَبَكَى مَنْ كَانَ مَعَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ رَحْمَةً لَهَا وَرِقَّةً عَلَيْهَا فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ تُكَلِّمُهُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يَغِطُّ فِي رَأْسِهِ وَيَتَرَبَّدُ وَجْهُهُ وَيَجِدُ بَرْدًا فِي ثَنَايَاهُ وَيَعْرَقُ حَتَّى يَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا خَوْلَةُ إِنَّهُ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مَا هُوَ إِلَّا فِيكِ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ خَيْرًا فَإِنِّي لَمْ أَبْغِ -[380]- مِنْ نَبِيِّكَ إِلَّا خَيْرًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسَهَا تَخْرُجُ فَرَقًا مِنْ أَنْ تَنْزِلَ الْفُرْقَةُ فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، فَقَالَ: " يَا خَوْلَةُ، قَالَتْ: لَبَّيْكَ وَنَهَضَتْ قَائِمَةً فَرَحًا بِتَبَسُّمِ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: «قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكِ وَفِيهِ» . ثُمَّ تَلَا عَلَيْهَا: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ , ثُمَّ قَالَ: «مُرِيهِ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً» فَقَالَتْ: وَأَيُّ رَقَبَةٍ وَاللَّهُ مَا يَجِدُ رَقَبَةً وَمَا لَهُ خَادِمٌ غَيْرِي ثُمَّ قَالَ: «مُرِيهِ فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» فَقَالَتْ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ إِنَّهُ لَيَشْرَبُ فِي الْيَوْمِ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ مَعَ ضَعْفِ بَدَنِهِ وَإِنَّمَا هُوَ كَالْخِرْشَافَةِ، قَالَ: «فَمُرِيهِ فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» ، قَالَتْ: وَأَنَّى لَهُ هَذَا وَإِنَّمَا هِيَ وَجْبَةٌ، قَالَ: «فَمُرِيهِ فَلْيَأْتِ أُمَّ الْمُنْذِرِ بِنْتَ قَيْسٍ فَلْيَأْخُذْ مِنْهَا شَطْرَ وَسْقٍ تَمْرًا فَيَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا» فَنَهَضَتْ فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ فَتَجِدُهُ جَالِسًا عَلَى الْبَابِ يَنْتَظِرُهَا، فَقَالَ لَهَا: يَا خَوْلَةُ مَا وَرَاءَكِ؟ قَالَتْ: خَيْرًا وَأَنْتَ دَمِيمٌ قَدْ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تَأْتِيَ أُمَّ الْمُنْذِرِ بِنْتَ قَيْسٍ فَتَأْخُذَ مِنْهَا شَطْرَ وَسْقٍ تَمْرًا فَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَتْ خَوْلَةُ: فَذَهَبَ مِنْ عِنْدِي يَعْدُو حَتَّى جَاءَ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ وَعَهْدِي بِهِ لَا يَحْمِلُ خَمْسَةَ أُصُوعٍ، قَالَتْ: فَجَعَلَ يُطْعِمُ مُدَّيْنِ مِنْ تَمْرٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ.

الفريعة بنت مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمها جميلة بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم وهو ابن سلول تزوجها هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن

§الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ بْنِ مِرْضَخَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمٍ وَهُوَ ابْنُ سَلُولٍ تَزَوَّجَهَا هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَاقِفٍ وَهُوَ سَالِمُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ الْأَوْسِ أَسْلَمَتِ الْفُرَيْعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

جميلة بنت حزيمة بن خزمة بن عدي بن أبي بكر بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ويقال اسمها حبيبة وأمها عميرة بنت عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية بن مالك من بني عمرو بن عوف من الأوس تزوجها عبد الله بن سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل

§جَمِيلَةُ بِنْتُ حُزَيْمَةَ بْنِ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُقَالُ اسْمُهَا حَبِيبَةُ وَأُمُّهَا عَمِيرَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَرَامِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَسْلَمَتْ جَمِيلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم أنس بنت واقد بن عمرو بن زيد بن مرضخة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج تزوجها عمرو بن عتبة بن ثعلبة بن جروة بن عدي بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ أَنَسِ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ مِرْضَخَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جَرْوَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

بزيعة بنت أبي خارجة بن أوس بن السكن بن عدي بن عبيد بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمها مريم بنت عصمة بن زيد بن مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف، تزوجها الوليد بن عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر

§بُزَيْعَةُ بِنْتُ أَبِي خَارِجَةَ بْنِ أَوْسِ بْنِ السَّكَنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِصْمَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ أَسْلَمَتْ بُزَيْعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن بلحبلى، والحبلى سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وإنما سمي الحبلى لعظم بطنه

§وَمِنْ بِلْحُبْلَى، وَالْحُبْلَى سَالِمُ بْنُ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحُبْلَى لِعِظَمِ بَطْنِهِ

أم مالك بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف وهي أخت عبد الله بن أبي بن سلول وسلول امرأة من خزاعة وأمها سلمى بنت مطروف واسمه خالد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس أسلمت أم مالك وبايعت رسول

§أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ وَسَلُولٌ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ مَطْرُوفٍ وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ أَسْلَمَتْ أُمُّ مَالِكٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتَزَوَّجَ أُمَّ مَالِكٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ رِفَاعَةَ وَخَلَّادًا ابْنَيْ رَافِعٍ شَهِدَا بَدْرًا وَجَدُّهَا عُبَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ هُوَ الْمُرَمَّقُ الشَّاعِرُ.

جميلة بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف وأمها خولة بنت المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار من بني مغالة تزوجها حنظلة بن أبي عامر الراهب عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة

§جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنْ بَنِي مَغَالَةَ تَزَوَّجَهَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا

وَوَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بَعْدَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ بْنِ مِرْضَخَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا خُبَيْبُ بْنُ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأَسْلَمَتْ جَمِيلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَأَخُو جَمِيلَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ ابْنَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ هُوَ غَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ.

مليكة بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم وأمها أم خالد بنت عامر بن سنان بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة تزوجها هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف من الأوس أسلمت

§مُلَيْكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ وَاقِفٍ مِنْ الْأَوْسِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

رملة بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم وأمها لبنى بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف تزوجها عصمة بن زيد بن مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف، أسلمت رملة وبايعت

§رَمْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهَا لُبْنَى بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ تَزَوَّجَهَا عِصْمَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، أَسْلَمَتْ رَمْلَةُ وَبَايَعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم.

أم سعد ويقال أم سعيد بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم وأمها لبنى بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف، تزوجها جبير بن ثابت بن الضحاك بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم وهو الحبلى بن غنم بن

§أُمُّ سَعْدٍ وَيُقَالُ أُمُّ سَعِيدِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهَا لُبْنَى بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، تَزَوَّجَهَا جُبَيْرُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ وَهُوَ الْحُبْلَى بْنُ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم وهي أخت أوس بن خولي لأبيه وأمه شهد بدرا وشهد غسل النبي صلى الله عليه وسلم وأمها جميلة بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم أسلمت خولة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§خَوْلَةُ بِنْتُ خَوْلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ وَهِيَ أُخْتُ أَوْسِ بْنِ خَوْلِيٍّ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ شَهِدَ بَدْرًا وَشَهِدَ غُسْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ أَسْلَمَتْ خَوْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

فسحم بنت أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم تزوجها عتبان بن مرة من بني أسد بن خزيمة حليف لبني الحبلى أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§فُسْحُمُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَوْلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ تَزَوَّجَهَا عِتْبَانُ بْنُ مُرَّةَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي الْحُبْلَى أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

زينب بنت سهل بن الصعب بن قيس بن عمرو بن مالك بن سالم الحبلى تزوجها وديعة بن عمرو بن قيس بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§زَيْنَبُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ الصَّعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى تَزَوَّجَهَا وَدِيعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت طباة بن معيص بن جشم بن الهزم بن سالم الحبلى تزوجها وهب بن كلدة من بني عبد الله بن غطفان حليف لبني الحبلى أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§لَيْلَى بِنْتُ طَبَاةَ بْنِ مَعِيصِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى تَزَوَّجَهَا وَهْبُ بْنُ كَلَدَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ حَلِيفٌ لِبَنِي الْحُبْلَى أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ

أنيسة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة وأمها رغيبة بنت ثعلبة بن مالك بن عجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج تزوجها حنظلة بن مالك بن خالد بن كليب بن عامر بن خزمة بن بياضة أسلمت أنيسة وبايعت رسول الله صلى

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهَا رُغَيْبَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا حَنْظَلَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَزْمَةَ بْنِ بَيَاضَةَ أَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حليمة ويقال لها جميلة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة وأمها رغيبة بنت ثعلبة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم تزوجها خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة من الأوس فولدت له رافعا ورفاعة ابني خديج أسلمت وبايعت رسول

§حَلِيمَةُ وَيُقَالُ لَهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهَا رُغَيْبَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ تَزَوَّجَهَا خَدِيجُ بْنُ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ -[386]- مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ رَافِعًا وَرِفَاعَةَ ابْنَيْ خَدِيجٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خالدة بنت عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وأمها هند بنت خالد بن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج تزوجها أبو عبادة سعد بن عثمان بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق بن عامر بن الخزرج، أسلمت خالدة وبايعت رسول الله وهي أخت

§خَالِدَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا أَبُو عُبَادَةَ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ، أَسْلَمَتْ خَالِدَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَهِيَ أُخْتُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو لِأَبِيهِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا

كبشة وهي كبيشة بنت فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وأمها أم ولد، تزوجها عبد الرحمن بن سعد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة، أسلمت كبشة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§كَبْشَةُ وَهِيَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، أَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم شرحبيل بنت فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وأمها أم ولد، تزوجها اليقظان بن عبيد بن عقبة بن عمرو بن عبيد بن عامر بن بياضة، أسلمت أم شرحبيل وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ شُرَحْبِيلَ بِنْتُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، تَزَوَّجَهَا الْيَقْظَانُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، أَسْلَمَتْ أُمُّ شُرَحْبِيلَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

بثينة بنت النعمان بن عمرو بن النعمان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة وأمها حبيبة بنت قيس بن سفيان بن عبد مناف بن الأعجم بن الحارث بن الأدرم بن غالب بن فهر، واسم الأدرم تيم اللات من قريش تزوجها محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد

§بُثَيْنَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْأَعْجَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَدْرَمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَاسْمُ الْأَدْرَمِ تَيْمُ اللَّاتِ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الفارعة بنت عصام بن عامر بن عطية بن بياضة تزوجها عمرو بن النعمان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة أسلمت الفارعة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§الْفَارِعَةُ بِنْتُ عِصَامِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ أَسْلَمَتُ الْفَارِعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أمامة بنت عصام بن عامر بن عطية بن بياضة تزوجها كبشة بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمَامَةُ بِنْتُ عِصَامِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا كَبْشَةُ بْنُ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ. أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أمية بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة تزوجها فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة فولدت له أم سعد بنت فروة. أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمَيَّةُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ سَعْدِ بِنْتَ فَرْوَةَ. أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أنيسة بنت عبد الله بن عمرو بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة تزوجها عباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عامر بن عوف بن الخزرج ثم خلف عليها عمرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن طريف بن الخزرج بن ساعدة أسلمت أنيسة

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا عَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَمْرُو بْنُ أَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ أَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ

أمامة بنت عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وهي أخت أبي عبادة سعد بن عثمان شهد بدرا لأبيه وأمه، وأمه وأم أمامة أم جميل بنت قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها ثابت بن الجذع بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب

§أُمَامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ شَهِدَ بَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَأُمُّهُ وَأُمُّ أُمَامَةَ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ الْجِذْعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم رافع بنت عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وهي أخت أبي عبادة سعد بن عثمان شهد بدرا وأم رافع أم جميل بنت قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق أسلمت أم رافع وبايعت

§أُمُّ رَافِعِ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَأُمُّ رَافِعٍ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا خَلَّادُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ رَافِعٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

فكيهة وهي أم الحكم بنت المطلب بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمها هند بنت العجلان بن غنام بن عامر بن بياضة تزوجها الربيع بن عامر بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ثم خلف عليها عمرو بن خالدة بن مخلد بن عامر بن زريق، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه

§فُكَيْهَةُ وَهِيَ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتِ الْمُطَّلِبِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الْعَجْلَانَ بْنِ غَنَّامِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا الرَّبِيعُ بْنُ عَامِرِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَمْرُو بْنُ خَالِدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة بنت مسعود بن خالدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق وأمها الفارعة بنت الحباب بن الربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج تزوجها عبد الرحمن بن عمرو بن خالدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق أسلمت وبايعت رسول الله

§حَبِيبَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

بهيسة بنت عمرو بن خلدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق وأمها أم الحكم وهي فكيهة بنت المطلب بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، أسلمت بهيسة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§بُهَيْسَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَكَمِ وَهِيَ فُكَيْهَةُ بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، أَسْلَمَتْ بُهَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم قيس بنت حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وهي أخت قيس بن حصن شهد بدرا، ذكر محمد بن عمر أن أم قيس أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَهِيَ أُخْتُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ شَهِدَ بَدْرًا، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سعد بنت قيس بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وأمها خولة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق تزوجها قيس بن عمرو بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ثم خلف عليها مسعود الأكبر ابن عبادة بن أبي عبادة سعد بن عثمان بن خالدة بن مخلد بن عامر

§أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مَسْعُودٌ الْأَكْبَرُ ابْنُ عُبَادَةَ بْنِ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ سَعْدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبة بنت عمرو بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمها حبيبة بنت قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق تزوجها صيفي بن أسود بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§حُبَّةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ تَزَوَّجَهَا صَيْفِيُّ -[391]- بْنُ أَسْوَدَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ. أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق وأمها سلمى بنت أمية بن حارثة بن عمرو بن الخزرج من بني ساعدة تزوجها مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق ثم خلف عليها العجلان بن النعمان بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق أسلمت كبشة وبايعت

§كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْعَجْلَانُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ليلى بنت ربعي بن عامر بن خلدة بن عامر بن زريق تزوجها الطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة ثم خلف عليها صيفي بن رافع بن عنجدة البلوي حليف بني عمرو بن عوف أسلمت ليلى وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§لَيْلَى بِنْتُ رِبْعِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ تَزَوَّجَهَا الطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا صَيْفِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ عَنْجَدَةَ الْبَلَوِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَسْلَمَتْ لَيْلَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سنبلة بنت ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمها سخطى بنت أوس بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم من بني سلمة تزوجها أبو عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق أسلمت سنبلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت معاذ وعائذ ابني ماعص لأبيهما

§سُنْبُلَةُ بِنْتُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا سُخْطَى بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو عُبَادَةَ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ سُنْبُلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ أُخْتُ مُعَاذٍ وَعَائِذٍ ابْنَيْ مَاعِصٍ لِأَبِيهِمَا شَهِدَا بَدْرًا.

أنيسة بنت معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمها أم ثابت بنت عبيد بن وهب بن أشجع تزوجها عامر بن عمرو بن خالدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا أُمُّ ثَابِتِ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ أَشْجَعَ تَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سعد بنت مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمها كبشة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق أسلمت أم سعد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ سَعْدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثابت بنت مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمها كبشة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق، أسلمت أم ثابت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، أَسْلَمَتْ أُمُّ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سهل بنت مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمها كبشة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق أسلمت أم سهل وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ سَهْلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت مالك بن بشر بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن زريق تزوجها زياد بن زيد بن النعمان بن خلدة بن عامر بن زريق أسلمت خولة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§خَوْلَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ بِشْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ تَزَوَّجَهَا زِيَادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ خَوْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ

أنيسة بنت هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة وأمها سلمى بنت طالق بن العكيم بن عبد مناف من بني سليم تزوجها العجلان بن النعمان بن عامر بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق أسلمت وبايعت رسول الله صلى

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَالِقِ بْنِ الْعُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ تَزَوَّجَهَا الْعَجْلَانُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نسيبة بنت رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة وأمها من بني عبد الله بن غطفان تزوجها أبو سعيد بن أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة أسلمت نسيبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§نُسَيْبَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ تَزَوَّجَهَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ أَسْلَمَتْ نُسَيْبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي سَلِمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ

الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد من بني حارثة ثم خلف عليها مسعود بن أوس بن مالك بن سواد من بني ظفر فولدت

§الشَّمُوسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقُرَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا مَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ. أَسْلَمَتِ الشَّمُوسُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ.

هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام فولدت له وأسلمت هند وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت هند خيبر مع

§هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقُرَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ فَوَلَدَتْ لَهُ وَأَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَتْ هِنْدٌ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

لميس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها زيد بن يزيد بن جذام بن سبيع بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة أسلمت لميس وبايعت رسول الله صلى

§لَمِيسُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقُرَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ -[395]- بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جُذَامِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ أَسْلَمَتْ لَمِيسُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عمرو بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها أبو اليسر بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد أسلمت أم عمرو وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقُرَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَمْرِو وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم معاذ بنت عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ مُعَاذِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم حبان بنت عامر بن نابئ بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها فكيهة بنت سكن بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن عدي بن كعب بن سلمة وهي أخت عقبة بن عامر بن نابئ شهد بدرا لأبيه وأمه تزوجها حرام بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن

§أُمُّ حِبَّانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا فُكَيْهَةُ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَابِئٍ شَهِدَ بَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا حَرَامُ بْنُ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ، أَسْلَمَتْ أُمُّ حِبَّانَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

إدام بنت الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها رهم بنت القين بن كعب وتزوج أدام مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة وهي أخت عمرو بن الجموح استشهد يوم أحد لأبيه وأمه أسلمت أدام وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§إِدَامُ بِنْتُ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا رُهْمُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ وَتَزَوَّجَ أَدَامَ مَسْعُودُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَهِيَ أُخْتُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أَسْلَمَتْ أَدَامُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هند بنت عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام من بني سلمة تزوجها محيصة بن مسعود من بني حارثة فولدت له حراما ودحية والربيع بني محيصة أسلمت هند وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ حَرَامًا وَدِحْيَةَ وَالرَّبِيعَ بَنِي مُحَيِّصَةَ أَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حميمة بنت الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت عمير بن الحمام شهد بدرا واستشهد يومئذ وأمها النوار بنت عامر بن نابئ بن زيد بن حرام تزوج حميمة سنان بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة فولدت له مسعودا، أسلمت

§حُمَيْمَةُ بِنْتُ الْحَمَّامِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ عُمَيْرِ بْنِ الْحَمَّامِ شَهِدَ بَدْرًا وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ وَأُمُّهَا النَّوَّارُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ تَزَوَّجَ حُمَيْمَةَ سِنَانُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُرِّي بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ مَسْعُودًا، أَسْلَمَتْ حُمَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت الحباب بن المنذر شهد بدرا لأبيه وأمه وأمهما الشموس بنت حق بن أمية بن حرام من بني سلمة تزوجها عمرو بن خنيس بن لوذان فولدت له المنذر بن عمرو بدري استشهد يوم بئر معونة أسلمت هند

§هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ شَهِدَ بَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأُمُّهُمَا الشَّمُوسُ بِنْتُ حَقِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو بَدْرِيُّ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ أَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم جميل بنت الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء من بني عبيد من بني سلمة تزوجها المنذر بن عمرو بن خنيس نقيب بني ساعدة أسلمت أم جميل وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسٍ نَقِيبُ بَنِي سَاعِدَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثعلبة بنت زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت ثعلبة بن زيد الجذع لأبيه وأمه أمهما أمامة بنت خالد بن مخلد بن عامر بن زريق تزوجها عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد أسلمت وبايعت رسول الله صلى

§أُمُّ ثَعْلَبَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدٍ الْجِذْعِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ أَخِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحارث ويقال أم إياس بنت ثابت بن الجذع وهو ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أمامة بنت عثمان بن خالدة بن مخلد بن عامر بن زريق تزوجها مرداس بن مروان بن الجذع وهو ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن

§أُمُّ الْحَارِثِ وَيُقَالُ أُمُّ إِيَاسَ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْجِذْعِ وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ تَزَوَّجَهَا مِرْدَاسُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْجِذْعِ وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عائشة بنت عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَائِشَةُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

فكيهة بنت السكن بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها الزهرة بنت أوس بن القين بن كعب تزوجها عامر بن نابئ بن زيد بن حرام من بني سلمة أسلمت فكيهة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§فُكَيْهَةُ بِنْتُ السَّكَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا الزَّهْرَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ تَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَسْلَمَتْ فُكَيْهَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

قبيسة بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها نائلة بنت قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها جابر بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة فولدت له عائشة بنت جابر ثم خلف عليها بشر بن

§قُبَيْسَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ -[399]- عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا جَابِرُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَائِشَةَ بِنْتَ جَابِرٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْعَالِيَةَ أَسْلَمَتْ قُبَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها نائلة بنت قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها الحباب بن المنذر بن الجموح فولدت له خشرما والمنذر ابني الحباب أسلمت زينب وبايعت رسول الله صلى

§زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ فَوَلَدَتْ لَهُ خُشْرُمًا وَالْمُنْذِرَ ابْنَيِ الْحُبَابِ أَسْلَمَتْ زَيْنَبُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حميمة بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها نائلة بنت قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها البراء بن معرور ثم خلف عليها زيد بن حارثة الكلبي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت حميمة

§حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْكَلْبِيُّ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْلَمَتْ حُمَيْمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

مليكة بنت عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها بسرة بنت زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن سلمة تزوجها مسعود بن زيد بن سبيع بن خنساء بن عبيد فولدت له أبا جهاد وعبد الرحمن وهزيلة بني مسعود. أسلمت مليكة وبايعت رسول الله

§مُلَيْكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا بُسْرَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ -[400]- سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا مَسْعُودُ بْنُ زَيْدِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا جِهَادٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَهُزَيْلَةَ بَنِي مَسْعُودٍ. أَسْلَمَتْ مُلَيْكَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هند بنت البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها حميمة بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة تزوجها جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود من بني سلمة أسلمت هند وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§هِنْدُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا جَابِرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَسْلَمَتْ هِنْدٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سلافة بنت البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن غنم بن سلمة وأمها حميمة بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة تزوجها أبو قتادة بن ربعي بن بلدمة من بني سلمة فولدت له عبد الله وعبد الرحمن أسلمت سلافة وبايعت رسول

§سُلَافَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْدَمَةَ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَتْ سُلَافَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الرباب بنت البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها حميمة بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة تزوجها معاذ بن الحارث بن سراقة بن خناس من بني سلمة فولدت له سعد بن معاذ. أسلمت الرباب وبايعت رسول

§الرَّبَابُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ خُنَاسٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ. أَسْلَمَتِ الرَّبَابُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت الطفيل بن مالك شهد بدرا لأبيه وأمه أمهما أسماء بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها ثابت بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة أسلمت أم الحارث وبايعت رسول الله

§أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكٍ شَهِدَ بَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ الْحَارِثِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أروى بنت مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت الطفيل بن مالك شهد بدرا لأبيه وأمه أمهما أسماء بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها عمرو بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد فولدت له خالدا وأم منيع ابني عمرو وأسلمت

§أَرْوَى بِنْتُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكٍ شَهِدَ بَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ فَوَلَدَتْ لَهُ خَالِدًا وَأُمَّ مَنِيعٍ ابْنَيْ عَمْرٍو وَأَسْلَمَتْ أَرْوَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحارث بنت النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها خنساء بنت رباب بن النعمان بن سنان بن عبيد تزوجها سواد بن رزن بن زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة وأسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا خَنْسَاءُ بِنْتُ رَبَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ تَزَوَّجَهَا سَوَّادُ بْنُ رَزْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الربيع بنت الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أسماء بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها أبو يحيى عبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد أسلمت الربيع وبايعت رسول الله صلى

§الرُّبَيِّعُ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ أَسْلَمَتِ الرُّبَيِّعُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها ماوية بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها قطبة بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار فولدت له مندوس، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ مَنْدُوسَ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أسماء بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها ماوية بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان فولدت له الربيع أسلمت أسماء وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أَسْمَاءُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا الطُّفَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الرُّبَيِّعَ أَسْلَمَتْ أَسْمَاءُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

إدام بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها ماوية بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها الطفيل بن مالك بن خنساء فولدت له عبد الله والنعمان أسلمت إدام وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§إِدَامُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا الطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَالنُّعْمَانَ أَسْلَمَتْ إِدَامُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أمامة بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها ماوية بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها يزيد بن قيظي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد أسلمت أمامة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمَامَةُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ قَيْظِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ أَسْلَمَتْ أُمَامَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

آمنة بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها ماوية بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة من بني غضب بن جشم بن الخزرج فولدت له أبا سعيد بن أوس بن المعلى أسلمت آمنة وبايعت رسول الله صلى الله

§آمِنَةُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا أَوْسُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سَعِيدِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْمُعَلَّى أَسْلَمَتْ آمِنَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خنساء بنت رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وهي عمة جابر بن عبد الله بن رئاب شهد بدرا تزوجها عامر بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد ثم خلف عليها النعمان بن خنساء بن

§خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أَدَامُ بِنْتُ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ شَهِدَ بَدْرًا تَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا النُّعْمَانُ بْنُ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمٍ أَسْلَمَتْ خَنْسَاءُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم زيد بنت قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أدام بنت القين بن كعب بن سواد تزوجها خالد بن عدي بن عمرو بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد أسلمت أم زيد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أَدَامُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ تَزَوَّجَهَا خَالِدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ زَيْدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثابت بنت حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت مالك بن عامر من بني بياضة تزوجها عبد الله بن الحمير من أشجع حليف بني عبيد من بني سلمة أسلمت أم ثابت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْحُمَيْرِ مِنْ أَشْجَعَ حَلِيفُ بَنِي عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أمامة بنت محرث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها سلمى بنت أبي الدحداحة صاحب العذق المذلل في الجنة وهو أبو الدحداحة بن تميم بن إياس من بني قضاعة حليف بني عمرو بن عوف، تزوج أمامة الربيع بن الطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد

§أُمَامَةُ بِنْتُ مُحَرِّثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ أَبِي الدَّحْدَاحَةِ صَاحِبِ الْعَذْقِ الْمُذَلَّلِ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ أَبُو الدَّحْدَاحَةِ بْنُ تَمِيمِ بْنِ إِيَاسَ مِنْ بَنِي قُضَاعَةَ حَلِيفُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، تَزَوَّجَ أُمَامَةَ الرَّبِيعُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَسْلَمَتْ أُمَامَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عبد الله بنت سواد بن رزن بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم الحارث بنت النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة تزوجها أبو محمد بن معاذ بن أنس بن قيس بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أسلمت أم عبد الله وبايعت

§أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ سَوَّادِ بْنِ رَزْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم رزن بنت سواد بن رزن بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم الحارث بنت النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة، تزوجها يزيد بن الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب من بني سلمة أسلمت أم رزن وبايعت

§أُمُّ رَزْنِ بِنْتُ سَوَّادِ بْنِ رَزْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ رَزْنٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سعاد بنت سلمة بن زهير بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم قيس بنت حرام بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة ومن ولد عضب بن جشم بن الخزرج تزوجها جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد أسلمت سعاد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي

§سُعَادُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ حَرَامِ بْنِ لَوْذَانِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَمِنْ وَلَدِ عَضَبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا جُبَيْرُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ أَسْلَمَتْ سُعَادٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ الَّتِي سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُبَايِعَهَا عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا وَكَانَتْ حَامِلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «أَنْتِ حُرَّةُ الْحَرَائِرِ» .

عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها سعاد بنت سلمة بن زهير بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة فولدت له عبد الله وعبيد الله

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَفَضَالَةَ وَوَهْبًا وَمَعْبَدًا وَخَوْلَةَ وَسُعَادَ وَأَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ وَهِيَ أُمُّ مَعْبَدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَصَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُمِّهِ وَكَانَتْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ: «§لَا تَنْتَبِذُوا التَّمْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا وَانْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ»

سميكة بنت جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة تزوجها النعمان بن جبير بن صخر بن أمية بن خنساء أسلمت سميكة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§سُمَيْكَةُ بِنْتُ جُبَارِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا النُّعْمَانُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ أَسْلَمَتْ سُمَيْكَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عصيمة بنت جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ذكر محمد بن عمر الواقدي أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُصَيْمَةُ بِنْتُ جُبَارِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هزيلة بنت مسعود بن زيد بن سبيع بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها مليكة بنت عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان من بني سلمة تزوجها عبد الله بن أنيس حليف بني سواد أسلمت هزيلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§هُزَيْلَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ حَلِيفُ بَنِي سَوَّادٍ أَسْلَمَتْ هُزَيْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سليم بنت عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أخت أبي اليسر كعب بن عمرو شهد العقبة وبدرا لأبيه وأمه , أمهما نسيبة بنت قيس بن الأسود بن مري من بني سلمة تزوجها نابئ بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة أسلمت أم سليم وبايعت رسول

§أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي الْيَسَرِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ , -[408]- أُمُّهُمَا نُسَيْبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُرِّيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا نَابِئُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم منيع بنت عمرو بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أم شباث وأمها أروى بنت مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة تزوجها أبو شباث خديج بن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر بن الضحيان حليف بني حرام فولدت شباثا ليلة

§أُمُّ مَنِيعِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهِيَ أُمُّ شِبَاثٍ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو شِبَاثٍ خَدِيجُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ أَوْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ الْقَرَاقِرِ بْنِ الضَّحْيَانِ حَلِيفِ بَنِي حَرَامٍ فَوَلَدَتْ شِبَاثًا لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ خَدِيجٌ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ مَنِيعٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَشَهِدَتْ أُمُّ شِبَاثٍ أَيْضًا خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أنيسة بنت عنمة بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها جهيزة بنت القين بن كعب من بني سلمة وهي أخت ثعلبة بن عنمة شهد العقبة وبدرا لأبيه وأمه، تزوج أنيسة عبد الله بن عمرو بن حرام وأسلمت أنيسة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا جُهَيْزَةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهِيَ أُخْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَنَمَةَ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، تَزَوَّجَ أُنَيْسَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَأَسْلَمَتْ أُنَيْسَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم بشر بنت عمرو بن عنمة بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم زيد بنت عامر بن خديج بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها عبد الرحمن بن خراش بن الصمة بن حرام فولدت له ثم خلف عليها عبد الله بن بشير بن

§أُمُّ بِشْرِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَنَمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ حَرَامٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشِيرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ، أَسْلَمَتْ أُمُّ بِشْرٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سخطى بنت أسود بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها حميمة بنت عبيد بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد من بني سلمة تزوجها ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة ثم خلف عليها عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد من ولد غضب

§سُخْطَى بِنْتُ أَسْوَدَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا حُمَيْمَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا مَاعِصُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عُبَيْدُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عمرو بنت عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم سليم بنت عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد من بني سلمة تزوجها قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد أسلمت أم عمرو وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أخت سليم بن عمرو بن حديدة

§أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَمْرٍو وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهِيَ أُخْتُ سُلَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَقَدْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا

أم جميل بنت قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها أم عمرو بنت عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق فولدت له أمامة ثم خلف عليها زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن

§أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَامَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَأُمُّهَا مُبَايَعَةٌ وَجَدَّتُهَا أُمُّ أُمِّهَا مُبَايَعَةٌ.

سخطى بنت قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها نائلة بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل تزوجها الحارث بن سراقة بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة وهي أخت سهل بن قيس شهد بدرا واستشهد يوم أحد لأبيه وأمه وأسلمت

§سُخْطَى بِنْتُ قَيْسِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهِيَ أُخْتُ سَهْلِ بْنِ قَيْسٍ شَهِدَ بَدْرًا وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأَسْلَمَتْ سُخْطَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها نائلة بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل تزوجها زياد بن ثعلبة من بني ساعدة أسلمت عمرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَمْرَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ تَزَوَّجَهَا زِيَادُ بْنُ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

فكيهة بنت السكن بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§فُكَيْهَةُ بِنْتُ السَّكَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن بني أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد

§وَمِنْ بَنِي أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ أَخِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدٍ

الصعبة بنت جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد وأمها هند بنت سهل من جهينة ثم من بني الوقفة وهي أخت معاذ بن جبل لأبيه وأمه تزوجها ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له عبيد بن ثعلبة أسلمت الصعبة وبايعت رسول

§الصَّعْبَةُ بِنْتُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي الْوَقْفَةِ وَهِيَ أُخْتُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا ثَعْلَبَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدَ بْنَ ثَعْلَبَةَ أَسْلَمَتِ الصَّعْبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم عبد الله بنت معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد وأمها أم عمرو بنت خلاد بن عمرو بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد من بني سلمة تزوجها عبد الله بن عامر بن مروان بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام من بني سلمة فولدت

§أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ خَلَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيْ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ آمِنَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَسْلَمَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُعَاذٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني النجار وهم تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ثم من بني مازن بن النجار

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي النَّجَّارِ وَهُمْ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ

أم عمارة وهي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم من بني مازن بن النجار وأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن غضب بن جشم بن الخزرج وهي أخت عبد الله بن كعب شهد بدرا وأخت أبي ليلى عبد الرحمن

§أُمُّ عُمَارَةَ وَهِيَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمٍ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا الرَّبَابُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ شَهِدَ بَدْرًا وَأُخْتُ أَبِي لَيْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ أَحَدِ الْبَكَّائِينَ - لِأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا، وَتَزَوَّجَ أُمَّ عُمَارَةَ بِنْتَ كَعْبٍ زَيْدُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَحَبِيبًا صَحِبَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا غَزِيَّةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ تَمِيمًا وَخَوْلَةَ، أَسْلَمَتْ أُمُّ عُمَارَةَ وَحَضَرَتْ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَشَهِدَتْ أُحُدًا وَالْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ وَحُنَيْنًا وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ وَقُطِعَتْ يَدُهَا، وَسَمِعَتْ مِنَ النَّبِيِّ أَحَادِيثَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: " §قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ: شَهِدَتْ عَقْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَالْبَيْعَةَ لَهُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَبَايَعَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ الْقَوْمِ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ بِنْتُ كَعْبٍ أُحُدًا مَعَ زَوْجِهَا غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو وَابْنَيْهَا وَخَرَجَتْ مَعَهُمْ بِشَنٍّ لَهَا فِي أَوَّلِ

النَّهَارِ تُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَ الْجَرْحَى فَقَاتَلَتْ يَوْمَئِذٍ وَأَبْلَتْ بَلَاءً حَسَنًا وَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ أَوْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، فَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ رَبِيعٍ تَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ حَدِّثِينِي خَبَرَكِ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَتْ: خَرَجْتُ أَوَّلَ النَّهَارِ إِلَى أُحُدٍ وَأَنَا أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ وَمَعِي سِقَاءٌ فِيهِ مَاءٌ فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ وَالدُّوَلَةُ وَالرِّيحُ لِلْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ انْحَزْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَجَعَلْتُ أُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَأَذُبُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ وَأَرْمِي بِالْقَوْسِ حَتَّى خَلَصَتْ إِلَيَّ الْجَرَّاحُ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ عَلَى عَاتِقِهَا جُرْحًا لَهُ غَوْرٌ أَجْوَفُ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ عُمَارَةَ مَنْ أَصَابَكِ هَذَا؟ قَالَتْ: أَقْبَلَ ابْنُ قُمَيْئَةَ وَقَدْ وَلَّى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ يَصِيحُ دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ فَلَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا فَاعْتَرَضَ لَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَنَاسٌ مَعَهُ فَكُنْتُ فِيهِمْ فَضَرَبَنِي هَذِهِ الضَّرْبَةَ وَلَقَدْ ضَرَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ ضَرَبَاتٍ وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ دِرْعَانِ فَكَانَ ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَازِنِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ أُحُدًا تَسْقِي الْمَاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «لَمَقَامُ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ مَقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ» . وَكَانَ يَرَاهَا يَوْمَئِذٍ تُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ وَإِنَّهَا لَحَاجِزَةٌ ثَوْبَهَا عَلَى وَسَطِهَا حَتَّى جُرِحَتْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى ابْنِ قُمَيْئَةَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا عَلَى عَاتِقِهَا وَكَانَ أَعْظَمَ جِرَاحِهَا فَدَاوَتْهُ سَنَةً ثُمَّ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ إِلَى حَمْرَاءَ الْأَسَدِ فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَمَا اسْتَطَاعَتْ مِنْ نَزْفِ الدَّمِ وَلَقَدْ مَكَثْنَا لَيْلَتَنَا نُكَمِّدُ الْجَرَّاحَ حَتَّى أَصْبَحْنَا فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ الْحَمْرَاءِ مَا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى بَيْتِهِ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيِّ يَسْأَلُ عَنْهَا فَرَجَعَ إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ بِسَلَامَتِهَا فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: §قَدْ رَأَيْتُنِي وَانْكَشَفَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -[414]- فَمَا بَقِيَ إِلَّا فِي نُفَيْرٍ مَا يُتِمُّونَ عَشْرَةً وَأَنَا وَابْنَايَ وَزَوْجِي بَيْنَ يَدَيْهِ نَذُبُّ عَنْهُ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ مُنْهَزِمِينَ وَرَآنِي لَا تُرْسَ مَعِي فَرَأَى رَجُلًا مُوَلِّيًا مَعَهُ تُرْسٌ، فَقَالَ لِصَاحِبِ التُّرْسِ: أَلْقِ تُرْسَكَ إِلَى مَنْ يُقَاتِلُ فَأَلْقَى تُرْسَهُ فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُ أَتَتَرَّسُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَإِنَّمَا فَعَلَ بِنَا الْأَفَاعِيلُ أَصْحَابُ الْخَيْلِ لَوْ كَانُوا رَجَّالَةً مِثْلَنَا أَصَبْنَاهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَيُقْبِلُ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ فَضَرَبَنِي وَتَتَرَّسْتُ لَهُ فَلَمْ يَصْنَعْ سَيْفُهُ شَيْئًا وَوَلَّى وَأَضْرِبُ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصِيحُ: " يَا ابْنَ أُمِّ عُمَارَةَ: أُمُّكَ أُمُّكَ "، قَالَتْ: فَعَاوَنَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَوْرَدْتَهُ شَعُوبَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جُرِحْتُ يَوْمَئِذٍ جُرْحًا فِي عَضُدِي الْيُسْرَى ضَرَبَنِي رَجُلٌ كَأَنَّهُ الرَّقْلُ وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَيَّ وَمَضَى عَنِّي وَجَعَلَ الدَّمُ لَا يَرْقَأُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§اعْصِبْ جُرْحَكَ» . فَتُقْبِلُ أُمِّي إِلَيَّ وَمَعَهَا عَصَائِبُ فِي حَقْوَيْهَا قَدْ أَعَدَّتْهَا لِلْجِرَاحِ فَرَبَطَتْ جُرْحِي وَالنَّبِيُّ وَاقِفٌ يَنْظُرُ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَتْ: انْهَضْ بُنَيَّ فَضَارِبِ الْقَوْمَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «وَمَنْ يُطِيقُ مَا تُطِيقِينَ يَا أُمَّ عُمَارَةَ» قَالَتْ: وَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي ضَرَبَ ابْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَذَا ضَارِبُ ابْنِكِ» ، قَالَتْ: فَأَعْتَرِضُ لَهُ فَأَضْرِبُ سَاقَهُ فَبَرَكَ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَتَبَسَّمُ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ وَقَالَ: «اسْتَقَدْتِ يَا أُمَّ عُمَارَةَ» , ثُمَّ أَقْبَلْنَا نَعُلُّهُ بِالسِّلَاحِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ظَفَرَكِ وَأَقَرَّ عَيْنَكِ مِنْ عَدُوِّكِ وَأَرَاكِ ثَأْرَكِ بِعَيْنِكِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ دَنَوْتُ مِنْهُ أَنَا وَأُمِّي نَذُبُّ عَنْهُ، فَقَالَ: ابْنُ أُمِّ عُمَارَةَ؟ "

قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «§ارْمِ» فَرَمَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِحَجَرٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ فَأَصَبْتُ عَيْنَ الْفَرَسِ فَاضْطَرَبَ الْفَرَسُ حَتَّى وَقَعَ هُوَ وَصَاحِبُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى نَضَدْتُ عَلَيْهِ مِنْهَا وَقْرًا وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَنْظُرُ يَتَبَسَّمُ وَنَظَرَ جُرْحَ أُمِّي عَلَى عَاتِقِهَا، فَقَالَ: «أُمُّكَ أُمُّكَ اعْصِبْ جَرْحَهَا بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ مَقَامُ أُمُّكِ خَيْرٌ مِنْ مَقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَمَقَامُ رَبِيبِكَ , يَعْنِي زَوْجَ أُمِّهِ خَيْرٌ مِنْ مَقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ» ، قَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ نُرَافِقَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمُ اجْعَلْهُمْ رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ» فَقَالَتْ: مَا أُبَالِي مَا أَصَابَنِي مِنَ الدُّنْيَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِمُرُوطٍ فَكَانَ فِيهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ وَاسِعٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ هَذَا الْمِرْطِ لِثَمَنِ كَذَا وَكَذَا فَلَوْ أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَى زَوْجَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَذَلِكَ حِدْثَانُ مَا دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: أَبْعَثُ بِهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهَا أُمِّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: «§مَا الْتَفَتُّ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا وَأَنَا أَرَاهَا تُقَاتِلُ دُونِي» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ النَّجَّارِيِّ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ لَيْلَى بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَائِدًا لِي فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ طَفْشِيلَةَ وَخُبْزَ شَعِيرٍ، قَالَتْ: فَأَصَابَ مِنْهُ وَقَالَ: «§تَعَالَى فَكُلِي» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ: «إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي حَتَّى يُفْرَغَ مِنْ طَعَامِهِ» .

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا لَيْلَى، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا -[416]- فَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ صَائِمًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§إِذَا أُكِلَ عِنْدَ الصَّائِمِ الطَّعَامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ» .

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ لَيْلَى تُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِهَا أُمِّ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، مِنْ بَنِي النَّجَّارِ أَنَّهَا حَضَرَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " §الصَّائِمُ تُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَفْرُغُوا أَوْ قَالَ: يَشْبَعُوا ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ، مَوْلًى لِبَنِي الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: جُرِحَتْ أُمُّ عُمَارَةَ بِأُحُدٍ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا وَقُطِعَتْ يَدُهَا بِالْيَمَامَةِ وَجُرِحَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سِوَى يَدِهَا أَحَدَ عَشَرَ جُرْحًا فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ وَبِهَا الْجِرَاحَةُ فَلَقَدْ رُئِيَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتِيهَا يَسْأَلُ عَنْهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ، قَالَ: تَزَوَّجَتْ ثَلَاثَةً كُلُّهُمْ لَهُمْ مِنْهَا وَلَدٌ: غَزِيَّةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَازِنِيُّ لَهَا مِنْهُ تَمِيمُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَتَزَوَّجَتْ زَيْدَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ كَعْبٍ الْمَازِنِيَّ فَلَهَا مِنْهُ حَبِيبٌ الَّذِي قَطَّعَهُ مُسَيْلِمَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ قُتِلَ بِالْحَرَّةِ وَالثَّالِثُ نَسِيتُةُ وَمَاتَ وَلَدُهُ وَلَمْ يُعَقِّبْ

فاطمة بنت منقذ بن عمرو بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمها أم ولد، تزوجها داود بن أبي داود عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول فولدت له. أسلمت فاطمة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§فَاطِمَةُ بِنْتُ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، تَزَوَّجَهَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ عُمَيْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ فَوَلَدَتْ لَهُ. أَسْلَمَتْ فَاطِمَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

زينب بنت الحباب بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مازن بن النجار فولدت له سعيد بن قيس أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§زَيْنَبُ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعِيدَ بْنَ قَيْسٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

جميلة بنت أبي صعصعة واسمه عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمها أنيسة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار تزوجها عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج فولدت له

§جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الرَّبِيعُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدًا وَبُثَيْنَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا خَلْدَةُ بْنُ أَبِي خَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنْ الْخَزْرَجِ أَسْلَمَتْ جَمِيلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

نائلة بنت عبيد بن الحر بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمها رغيبة بنت أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار تزوجها معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن

§نَائِلَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ الْحَرِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا رُغَيْبَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا مَعْمَرُ -[418]- بْنُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَتْ نَائِلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أثيلة بنت الحارث بن ثعلبة بن صخر بن حرام بن أمية بن عامر بن مازن بن النجار وأمها فاطمة بنت زيد مناة بن عمرو بن مازن من غسان أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُثَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَازِنِ مِنْ غَسَّانَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

شقيقة بنت مالك بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار وأمها سهيمة بنت عويمر بن الأشقر بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار تزوجها الحارث بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار فولدت له عبد الله وأم

§شَقِيقَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحْرِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَشْقَرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمَّ عُبَيْدٍ ابْنَيِ الْحَارِثِ أَسْلَمَتْ شَقِيقَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت مالك بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار وأمها سهيمة بنت عويمر بن الأشقر بن خنساء بن مبذول تزوجها ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار ثم خلف عليها الحباب بن الحارث بن عوف بن مبذول بن عمرو بن

§كَبْشَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحْرِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَشْقَرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ تَزَوَّجَهَا ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْحُبَابُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو -[419]- بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ الْحُبَابِ مُبَايَعَةٌ وَأَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الشموس بنت مالك بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار وأمها سهيمة بنت عويمر بن الأشقر بن خنساء بن مبذول أسلمت الشموس وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§الشَّمُوسُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحْرِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَشْقَرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ أَسْلَمَتِ الشَّمُوسُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سليط النجارية وهي أم قيس بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وأمها أم عبد الله بنت شبل بن الحارث بن عوف من السكاسك تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة وهو عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار فولدت له سليطا وفاطمة

§أُمُّ سَلِيطٍ النَّجَّارِيَّةُ وَهِيَ أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ شِبْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ مِنْ السَّكَاسِكِ تَزَوَّجَهَا أَبُو سَلِيطِ بْنُ أَبِي حَارِثَةَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَلِيطًا وَفَاطِمَةَ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ سَلِيطٍ وَبَايَعَتْ وَشَهِدَتْ خَيْبَرَ وَحُنَيْنًا.

ومن نساء بني عدي بن النجار

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ

النوار بنت مالك بن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار تزوجها ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له زيدا ويزيد ابني ثابت

§النَّوَّارُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ -[420]- بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدًا وَيَزِيدَ ابْنَيْ ثَابِتٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عُمَارَةُ بْنُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ مَالِكًا دَرَجَ، أَسْلَمَتِ النَّوَّارُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّارِ بِنْتِ مَالِكٍ أُمِّ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلَى الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ أَلِدَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَأَنَا بِهِ نَسُوءٌ تَعْنِي حَامِلٌ مَطَارِفَ خَزٍّ خُضْرًا وَصُفْرًا وَكِرَارًا وَأَكْسِيَةً مِنْ نَسْجِ الْأَعْرَابِ وَشِقَاقًا مِنْ شَعْرٍ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ النَّوَّارَ أُمَّ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ تَقُولُ: «§كَانَ بَيْتِي أَطْوَلَ بَيْتٍ حَوْلَ الْمَسْجِدِ فَكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ فَوْقَهُ مِنْ أَوَّلِ مَا أَذَّنَ إِلَى أَنْ بَنَى رَسُولُ اللَّهِ مَسْجِدَهُ فَكَانَ يُؤَذِّنُ بَعْدُ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَقَدْ رُفِعَ لَهُ شَيْءٌ فَوْقَ ظَهْرِهِ» أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ قَالَ: زَعَمَ ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَبَّرَ عَلَى أُمِّهِ أَرْبَعًا

أم عبيد بنت سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي أخت حارثة بن سراقة شهد بدرا وقتل يومئذ شهيدا لأبيه وأمه وأمهما أم حارثة الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار تزوجها رافع بن

§أُمُّ عُبَيْدِ بِنْتُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَارِثَةَ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا رَافِعُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَطَنِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا تَمِيمُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ -[421]- بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ عُبَيْدٍ هِيَ وَأُمُّهَا وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أنيسة بنت عمرو وهو أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وهي أخت أبي سليط أسيرة بن عمرو شهد بدرا لأبيه وأمه وأمهما آمنة بنت أوس بن عجرة من بلي حليف بني عوف بن الخزرج تزوجها النعمان بن عامر بن سواد بن ظفر من الأوس فولدت له

§أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو خَارِجَةَ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سَلِيطٍ أُسَيْرَةَ بْنِ عَمْرٍو شَهِدَ بَدْرًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأُمُّهُمَا آمِنَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عُجْرَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفِ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا النُّعْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرَ مِنْ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ قَتَادَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَأُمَّ سَهْلٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مَالِكُ بْنُ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَالْفُرَيْعَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم سهل بنت عمرو وهو أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها آمنة بنت أوس بن عجرة من بلي حليف بني عوف بن الخزرج تزوجها محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو خَارِجَةَ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا آمِنَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عُجْرَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفِ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا مُحْرِزُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم المنذر بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي أخت سليط بن قيس شهد بدرا وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا لأبيه وأمه , أمهما رغيبة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها قيس بن صعصعة بن وهب بن

§أُمُّ الْمُنْذِرِ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ سَلِيطِ بْنِ قَيْسٍ شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ , أُمُّهُمَا رُغَيْبَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْمُنْذِرَ أَسْلَمَتْ أُمُّ الْمُنْذِرِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ: وَهِيَ إِحْدَى خَالَاتِ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ وَمَعَهُ عَلِيٌّ وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ وَلَنَا دَوَالٍ مُعَلَّقَةٌ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْكُلُ مِنْهَا وَأَكَلَ مَعَهُ عَلِيٌّ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: §مَهْلًا فَإِنَّكَ نَاقِهٌ "، قَالَتْ: فَجَلَسَ عَلِيٌّ وَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْهَا وَصَنَعْتُ سِلْقًا وَشَعِيرًا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ لِعَلِيٍّ: «مِنْ هَذَا فَأَصِبْ فَإِنَّهُ أَوْفَقُ لَكَ» .

أم سليم بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ثبيتة بنت سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها سخيلة بنت الصمة بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار تزوجها عبد الله بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار فولدت له

§ثُبَيْتَةُ بِنْتُ سَلِيطِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُخَيْلَةُ بِنْتُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَالِمَةَ وَمَيْمُونَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أسماء بنت محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها أم سهل بنت أبي خارجة عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار تزوجها أبو بشير وهو قيس بن عبيد بن الحر بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن

§أَسْمَاءُ بِنْتُ مُحْرِزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ أَبِي خَارِجَةَ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَشِيرٍ وَهُوَ قَيْسُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْحُرِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ بَشِيرًا وَالْجَعْدَ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كلثم بنت محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها أم سهل بنت أبي خارجة عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أسلمت كلثم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§كُلْثُمُ بِنْتُ مُحْرِزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ أَبِي خَارِجَةَ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ -[424]- بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ كُلْثُمٌ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم حارثة واسمها الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها هند بنت زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار فولدت له حارثة شهد

§أُمُّ حَارِثَةَ وَاسْمُهَا الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا سُرَاقَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ حَارِثَةَ شَهِدَ بَدْرًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا وَأُمَّ عُمَيْرٍ، أَسْلَمَتْ أُمُّ حَارِثَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم حكيم بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها هند بنت زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار فولدت له أبا حكيم وعبد الرحمن

§أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا حَكِيمٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَاسْمُهَا سَهْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ حَكِيمٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي الغميصاء ويقال الرميصاء ويقال اسمها سهلة ويقال رميلة ويقال بل اسمها أنيفة ويقال رميثة وأمها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها

§أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ الْغُمَيْصَاءُ وَيُقَالُ الرُّمَيْصَاءُ وَيُقَالُ اسْمُهَا سَهْلَةُ وَيُقَالُ رُمَيْلَةُ وَيُقَالُ بَلِ اسْمُهَا أُنَيْفَةُ وَيُقَالُ رُمَيْثَةُ وَأُمُّهَا مُلَيْكَةُ -[425]- بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا مَالِكُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَأَبَا عُمَيْرٍ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَشَهِدَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهِيَ حَامِلٌ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَشَهِدَتْ قَبْلَ ذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ تَسْقِي الْعَطْشَى وَتُدَاوِي الْجَرْحَى.

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ «§كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: §شَهِدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ قَدْ حَزَمَتْهُ عَلَى وَسَطِهَا وَإِنَّهَا يَوْمَئِذٍ حَامِلٌ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا يَوْمَ حُنَيْنٍ. قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَّخِذْهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ، وَقَالَ عَفَّانُ: بَعَجْتُ بِهِ بَطْنَهُ، أُقْتَلُ الطُّلَقَاءَ وَأَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمُ انْهَزَمُوا بِكَ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ §إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ".

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا آمَنَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ، قَالَتْ: " §فَجَاءَ أَبُو أَنَسٍ وَكَانَ غَائِبًا، فَقَالَ: أَصَبَوْتِ؟ قَالَتْ: مَا صَبَوْتُ وَلَكِنِّي آمَنْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ، قَالَتْ: فَجَعَلَتْ تُلَقِّنُ أَنَسًا وَتُشِيرُ إِلَيْهِ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قُلْ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهَا أَبُوهُ: لَا تُفْسِدِي عَلَيَّ ابْنِي فَتَقُولُ: إِنِّي لَا أُفْسِدُهُ، قَالَ: فَخَرَجَ مَالِكٌ أَبُو أَنَسٍ فَلَقِيَهُ عَدُوٌّ فَقَتَلَهُ فَلَمَّا بَلَغَهَا قَتْلُهُ، قَالَتْ: لَا جَرَمَ

لَا أَفْطِمُ أَنَسًا حَتَّى يَدَعَ الثَّدْيَ حَيًّا وَلَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى يَأْمُرَنِي أَنَسٌ، فَيَقُولُ: قَدْ قَضَتِ الَّذِي عَلَيْهَا. فَتَرَكَ الثَّدْيَ فَخَطَبَهَا أَبُو طَلْحَةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ فَأَبَتْ فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا فِيمَا تَقُولُ: أَرَأَيْتَ حَجَرًا تَعْبُدُهُ لَا يَضُرُّكَ وَلَا يَنْفَعُكَ أَوْ خَشَبَةً تَأْتِي بِهَا النَّجَّارَ فَيَنْجُرُهَا لَكَ هَلْ يَضُرُّكَ هَلْ يَنْفَعُكَ؟ قَالَ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِهِ الَّذِي قَالَتْ: قَالَ: فَأَتَاهَا، فَقَالَ: لَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي الَّذِي قُلْتِ. وَآمَنَ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَتَزَوَّجُكَ وَلَا آخُذُ مِنْكَ صَدَاقًا غَيْرَهُ "

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ إِنِّي قَدْ آمَنْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ وَشَهِدْتُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ تَابَعْتَنِي تَزَوَّجْتُكَ، قَالَ: فَأَنَا عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتِ عَلَيْهِ فَتَزَوَّجَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ وَكَانَ صَدَاقُهَا الْإِسْلَامَ ".

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ بِنْتَ مِلْحَانَ وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَقُولُ: §لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى يَبْلُغَ أَنَسٌ وَيَجْلِسَ فِي الْمَجَالِسِ فَيَقُولَ جَزَى اللَّهُ أُمِّي عَنِّي خَيْرًا لَقَدْ أَحْسَنَتْ وِلَايَتِي، فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ: فَقَدْ جَلَسَ أَنَسٌ وَتَكَلَّمَ فِي الْمَجَالِسِ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: أَيَّتُهُمَا أَعْطَيْتَنِي تَزَوَّجْتُكَ إِمَّا أَنْ تُتَابِعَنِي عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ أَوْ تَكْتُمَ عَنِّي فَإِنِّي قَدْ آمَنْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَإِنِّي عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ الصَّدَاقُ بَيْنَهُمَا الْإِسْلَامَ ".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: زَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ سُلَيْمٍ فَصَلَّى فِي بَيْتِهَا صَلَاةً تَطَوُّعًا وَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ §إِذَا صَلَّيْتِ الْمَكْتُوبَةَ فَقُولِي سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا ثُمَّ سَلِي اللَّهَ مَا شِئْتِ فَإِنَّهُ يُقَالُ لَكِ نَعَمْ نَعَمْ نَعَمْ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ -[427]- أَنَسٍ قَالَ: " §جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ يَخْطُبُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ مُشْرِكًا. أَمَا تَعْلَمُ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَنَّ آلِهَتَكُمُ الَّتِي تَعْبُدُونَ يَنْحَتُهَا عَبْدُ آلِ فُلَانٍ النَّجَّارُ، وَأَنَّكُمْ لَوْ أَشْعَلْتُمْ فِيهَا نَارًا لَاحْتَرَقَتْ، قَالَ: فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْ ذَلِكَ مَوْقِعًا، قَالَ: وَجَعَلَ لَا يَجِيئُهَا يَوْمًا إِلَّا قَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَاهَا يَوْمًا، فَقَالَ: الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ قَبِلْتُ، قَالَ: فَمَا كَانَ لَهَا مَهْرٌ إِلَّا إِسْلَامُ أَبِي طَلْحَةَ "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: " §يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ إِلَهَكَ الَّذِي تَعْبُدُ إِنَّمَا هُوَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ مِنَ الْأَرْضِ وَإِنَّمَا نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: أَمَا تَسْتَحْيِي تَسْجُدُ لِخَشَبَةٍ تَنْبُتُ مِنَ الْأَرْضِ نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَتْ: فَهَلْ لَكَ أَنْ تَشْهَدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَأُزَوِّجَكَ نَفْسِي لَا أُرِيدُ مِنْكَ صَدَاقًا غَيْرَهُ؟ قَالَ لَهَا: دَعِينِي حَتَّى أَنْظُرَ، قَالَتْ: فَذَهَبَ فَنَظَرَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَتْ: يَا أَنَسُ قُمْ فَزَوِّجْ أَبَا طَلْحَةَ "

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ أَحْيَانًا فَتُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ §فَيُصَلِّي عَلَى بِسَاطٍ لَنَا وَهُوَ حَصِيرٌ يَنْضَحُهُ بِالْمَاءِ» .

أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَارُودُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ أُمَّهُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَتُتْحِفُهُ بِالشَّيْءِ تَصْنَعُهُ لَهُ، قَالَ: أَنَسٌ وَأَخٌ لِي أَصْغَرُ مِنِّي يُكَنَّى أَبَا عُمَيْرٍ فَزَارَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ §مَا شَأْنِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ ابْنَكِ خَاثِرَ النَّفْسِ؟» فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَاتَتْ صَعْوَةٌ لَهُ كَانَ يَلْعَبُ بِهَا، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمْسَحُ بِرَأْسِهِ وَيَقُولُ يَا: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» .

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ يَدْخُلُ بَيْتًا غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: «§إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقِيلُ فِي بَيْتِي فَكُنْتُ أَبْسُطُ لَهُ نِطَعًا فَيَقِيلُ عَلَيْهِ فَيَعْرَقُ فَكُنْتُ آخُذُ سُكًّا فَأَعْجِنُهُ بِعَرَقِهِ» ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ، قَالَ أَيُّوبُ: فَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ مُحَمَّدٍ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ فَوَهَبَ لِي مِنْهُ قَالَ أَيُّوبُ: فَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ مُحَمَّدٍ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ فَوَهَبَ لِي مِنْهُ فَإِنَّهُ عِنْدِي الْآنَ، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ حُنِّطَ بِذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُعْجِبُهُ أَنْ يُحَنَّطَ الْمَيِّتُ بِالسُّكِّ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى نِطَعٍ فَعَرِقَ فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ وَأُمُّ سُلَيْمٍ تَمْسَحُ الْعَرَقَ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ §مَا تَصْنَعِينَ؟» قَالَ: فَقَالَتْ: 20 آخُذُ هَذَا لِلْبَرَكَةِ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْكَ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ بَيْتَهَا وَفِي الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَتَنَاوَلَهَا فَشَرِبَ مِنْ فِيهَا وَهُوَ قَائِمٌ فَأَخَذَتْهَا أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَطَعَتْ فَمَهَا فَأَمْسَكَتْهُ عِنْدَهَا.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، تُحَدِّثُ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَسًا §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِنَّ وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَشَرِبَ قَائِمًا مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى فِيِّ السِّقَاءِ فَقَطَعَتْهُ.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ -[429]- أَنَسٍ §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ بِمِنًى أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ شِقَّ شَعْرِهِ فَحَلَقَ الْحَجَّامُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَجْعَلُهُ فِي سُكِّهَا، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَكَانَ صلّى الله عليه وسلم يَجِيءُ يَقِيلُ عِنْدِي عَلَى نِطْعٍ وَكَانَ مِعْرَاقًا، قَالَتْ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلْتُ أَسْلُتُ الْعَرَقَ فَأَجْعَلُهُ فِي قَارُورَةٍ لِي فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا تَجْعَلِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟» فَقَالَتْ: بَاقِي عَرَقِكَ أُرِيدُ أَنْ أُدَوِّفَ بِهِ طِيبِي.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: «§أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِكُمْ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِكُمْ فَإِنِّي صَائِمٌ» ثُمَّ قَامَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَصَلَّى صَلَاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي خُوَيِّصَةً، قَالَ: «مَا هِيَ؟» قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسُ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ» . فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا، وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَينَةُ أَنَّهُ قَدْ دُفِنَ لِصُلْبِي إِلَى مَقْدَمِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ وَمِائَةً.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§بَعَثَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعِي بِمِكْتَلٍ مِنْ رُطَبٍ فَلَمْ أَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ وَإِذَا هُوَ عِنْدَ مَوْلًى لَهُ خَيَّاطٍ أَوْ غَيْرِهِ يُعَالِجُ صَنْعَةً لَهُ قَدْ صَنَعَ لَهُ ثَرِيدَةً بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ فَدَعَانِي فَلَمَّا رَأَيْتُهُ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ جَعَلْتُ أُدْنِيهِ مِنْهُ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَضَعْتُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَيَقْسِمُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، §أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْ مَعَهُ بِقِنَاعٍ فِيهِ رُطَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَبَضَ قَبْضَةً فَبَعَثَ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ثُمَّ أَكَلَ أَكْلَ رَجُلٍ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ -[430]-: قَالَ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيْ فَإِذَا أَنَا بِالْغُمَيْصَاءِ بِنْتِ مِلْحَانَ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: الرُّمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ ". هَكَذَا قَالَ عَفَّانُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ الْغُمَيْصَاءُ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ لَمْ تَحُجَّ مَعَنَا الْعَامَ؟» قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ لِزَوْجِي نَاضِحَانِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَحَجَّ عَلَيْهِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَتَرَكَهُ يَسْقِي عَلَيْهِ نَخْلَهُ، قَالَ: «§فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ أَوْ شَهْرُ الصَّوْمِ فَاعْتَمِرِي فِيهِ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ مِثْلُ حَجَّةٍ أَوْ تَقْضِي مَكَانَ حَجَّةٍ» .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ وَابْنَهُ حَجَّا عَلَى نَاضِحِهِمَا وَتَرَكَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تُجْزِيكِ مِنْ حَجَّةٍ مَعِي» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِنَّ النَّبِيُّ، فَقَالَ: «يَا أَنْجَشَةُ §رُوَيْدَكِ سَوْقُكِ بِالْقَوَارِيرِ» .

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَيْ أَنْجَشَةُ §رُوَيْدًا سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنْجَشَةَ وَهُوَ يَسُوقُ بِالنَّبِيِّ وَمَعَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ -[431]- وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «§رُوَيْدًا يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ» .

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ لَهُ ابْنٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ فَكَانَ النَّبِيُّ يَسْتَقْبِلُهُ فَيَقُولُ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» وَالنُّغَيْرُ طَائِرٌ، قَالَ: فَمَرِضَ وَأَبُو طَلْحَةَ غَائِبٌ فِي بَعْضِ حِيطَانِهِ فَهَلَكَ الصَّبِيُّ فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَغَسَّلَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ وَسَجَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا وَقَالَتْ: لَا يَكُونُ أَحَدٌ يُخْبِرُ أَبَا طَلْحَةَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخْبِرُهُ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَتَطَيَّبَتْ لَهُ وَتَصَنَّعَتْ لَهُ وَجَاءَتْ بِعَشَاءٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو عُمَيْرٍ، فَقَالَتْ: تَعَشَّهْ فَقَدْ فَرَغَ، فَتَعَشَّى وَأَصَابَ مِنْهَا مَا يُصِيبُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ أَهْلَ بَيْتٍ أَعَارُوا أَهْلَ بَيْتٍ عَارِيَةً فَطَلَبَهَا أَصْحَابُهَا أَيَرُدُّونَهَا أَوْ يَحْبِسُونَهَا؟ فَقَالَ: بَلْ يَرُدُّونَهَا عَلَيْهِمْ، قَالَتْ: فَاحْتَسِبْ أَبَا عُمَيْرٍ، فَانْطَلَقَ كَمَا هُوَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: «§بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا» قَالَ: فَحَمَلْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حَتَّى إِذَا وَضَعْتُهُ وَكَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: اذْهَبْ بِهَذَا الصَّبِيِّ وَهَذَا الْمِكْتَلِ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُحَنِّكُهُ وَيُسَمِّيهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَمَدَّ النَّبِيُّ رِجْلَيْهِ وَأَضْجَعَهُ وَأَخَذَ تَمْرَةً فَلَاكَهَا ثُمَّ مَجَّهَا فِي فِيِّ الصَّبِيِّ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ: «أَبَتِ الْأَنْصَارُ إِلَّا حُبَّ التَّمْرِ» .

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَلَدَتْ أُمِّي أُمَّ سُلَيْمٍ بِنْتَ مِلْحَانَ فَبَعَثَتْ بِهِ مَعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ هَذَا أَخِي بَعَثَتْ بِهِ أُمِّي إِلَيْكِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَمَضَغَ لَهُ تَمْرَةً فَحَنَّكَهُ بِهَا فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§حُبُّ الْأَنْصَارِ لِلتَّمْرِ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا -[432]-: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: ثَقُلَ ابْنٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ وَقَالَتْ: لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَقَدْ يَسَّرَتْ لَهُ عَشَاءَهُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلَامُ أَوِ الصَّبِيُّ؟ قَالَتْ: خَيْرَ مَا كَانَ فَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ فَتَعَشَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ لَهُ الْمَرْأَةُ فَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً فَتَمَتَّعُوا بِهَا فَلَمَّا طُلِبَتْ إِلَيْهِمْ شَقَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: مَا أَنْصَفُوا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ فُلَانًا كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللَّهَ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا رَآهُ، قَالَ: «§بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا» فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَوَلَدَتْ لَيْلًا فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ هِيَ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعَ أَنَسٍ وَأَخَذَتْ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ فَانْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ وَيَ‍سِمُهَا، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى تُحَنِّكَهُ أَنْتَ، قَالَ: «مَعَكَ شَيْءٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهَا فَمَضَغَهُ ثُمَّ جَمَعَهُ بِرِيقِهِ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ، فَقَالَ: «حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ» قَالَ: فَقُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هُوَ عَبْدُ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§وَلِدَ لِأَبِي طَلْحَةَ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُخْبِرُهُ فَسَجَّتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ وَضَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامًا فَأَكَلَ ثُمَّ تَطَيَّبَتْ لَهُ فَأَصَابَ مِنْهَا فَتَلَقَّتْ بِغُلَامٍ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا طَلْحَةَ إِنَّ آلَ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فُلَانٍ عَارِيَةً فَبَعَثُوا إِلَيْهِمْ أَنِ ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِعَارِيَتِنَا فَأَبَوْا أَنْ يَرُدُّوهَا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ -[433]- إِلَى أَهْلِهَا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبَضَهُ , فَاسْتَرْجَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «§بَارَكَ اللَّهُ لَهُمَا فِي لَيْلَتِهِمَا» ، قَالَ: فَتَلَقَّتْ بِغُلَامٍ فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَحَمَلَتْ مَعِي تَمْرًا فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ وَهُوَ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ فَأَخَذَ التَّمَرَاتِ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ فَلَاكَهُنَّ ثُمَّ جَمَعَ لُعَابَهُ ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرُ» . فَحَنَّكَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ نَاشِئٌ أَفْضَلَ مِنْهُ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ يَشْتَكِي فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مِمَّا كَانَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى النَّبِيَّ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «§أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا» فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَبَعَثَتْ مَعَهُ تَمَرَاتٍ فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «أَمَعَكَ شَيْءٌ؟» قُلْتُ: تَمَرَاتٌ فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَمَضَغَهَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ فَجَعَلَ فِي فِيِّ الصَّبِيِّ وَحَنَّكَهُ بِهِ وَسَمَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ.

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمِّ يَحْيَى الْأَنْصَارِيَّةِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ بِثَلَاثِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ يَمْضَغُهَا حَتَّى إِذَا أَمْعَنَ فِي مَضْغِهَا بَزَقَهَا فِي فِيهِ ثُمَّ حَنَّكَهُ بِهَا، قَالَ: فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ فَيَقُولُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرُ» .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى -[434]- بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا تُحَدِّثُوا فِيهِ شَيْئًا حَتَّى أَسْتَيْقِظَ فَلَمَّا أَصْبَحَتْ غَسَلَتْهُ ثُمَّ بَعَثَتْ بِهِ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتِ اذْهَبْ بِأَخِيكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَجِئْتُهُ وَهُوَ قَائِمٌ فِي إِزَارٍ مَعَهُ مِسْحَاةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَا هَذَا يَا أَنَسُ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَخِي أَرْسَلَتْنِي بِهِ أُمِّي إِلَيْكَ، قَالَ: فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ حَنَّكَهُ بِهَا فَتَلَمَّظَهَا الصَّبِيُّ فَضَحِكَ النَّبِيُّ ثُمَّ، قَالَ: «§حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرُ» .

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَنَسٍ تَحْتَ أَبِي طَلْحَةَ فَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلَامًا وَمَرِضَ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَمَاتَ الْغُلَامُ فَسَجَّتْهُ أُمُّهُ فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ لَهَا: مَا فَعَلَ ابْنِي، قَالَتْ: صَالِحٌ فَأَتَتْهُ بِتُحْفَتِهَا الَّتِي كَانَتْ تُتْحِفُهُ فَأَصَابَ مِنْهَا ثُمَّ طَلَبَتْ مِنْهُ مَا تَطْلُبُ الْمَرْأَةُ مِنْ زَوْجِهَا فَأَصَابَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَتْ: مَا رَأَيْتَ مَا صَنَعَ نَاسٌ مِنْ جِيرَتِنَا كَانَتْ عِنْدَهُمْ عَارِيَةٌ فَطَلَبُوهَا فَأَبَوْا أَنْ يَرُدُّوهَا، فَقَالَ: بِئْسَ مَا صَنَعُوا، فَقَالَتْ: هَذَا أَنْتَ كَانَ ابْنُكَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: وَاللَّهِ لَا تَغْلِبِينِي اللَّيْلَةَ عَلَى الصَّبْرِ فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا فِي لَيْلَتِهِمَا» ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا، قَالَ عَبَايَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ لِذَلِكَ الْغُلَامِ سَبْعَةَ بَنِينَ كُلُّهُمْ قَدْ خَتَمَ الْقُرْآنَ.

أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج فولدت

§أُمُّ حَرَامِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ -[435]- بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَوَلَدَتْ لَهُ قَيْسًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ حَرَامٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «§كَانَتْ أُمُّ حَرَامِ بِنْتُ مِلْحَانَ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ»

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامِ بِنْتِ مِلْحَانَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: «§نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ» ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «أَنْتِ مِنْهُمْ» ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ» ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِيَ مِنْهُمْ، قَالَ: «أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ» ، قَالَ: فَغَزَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَوَقَصَتْهَا رَاحِلَتُهَا فَمَاتَتْ، قَالَ عَفَّانُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرَ.

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامِ بِنْتُ مِلْحَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ وَقَالَ: «§قُرِّبَتْ لَهَا بَغْلَةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا فَمَاتَتْ» .

أم عبد الله بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، قال محمد بن عمر: أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم بردة وهي خولة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأمها زينب بنت سفيان بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار تزوجها البراء بن أوس بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار

§أُمُّ بُرْدَةَ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا الْبَرَاءُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ بُرْدَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَهِيَ الَّتِي أَرْضَعَتْ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمها أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب من بني عدي بن النجار تزوجها هشام بن عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك من بني عدي بن النجار أسلمت وبايعت

§خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ خَوْلَةَ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا هِشَامُ بْنُ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسْحَاسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني دينار بن النجار

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ

سعيدة وتكنى أم الرياع بنت عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار وأمها السميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار تزوجها أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم من بني سلمة من الخزرج ثم خلف عليها كعب

§سُعَيْدَةُ وَتُكَنَّى أُمَّ الرِّيَاعِ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ تَزَوَّجَهَا أَبُو الْيَسَرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا كَعْبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَجُمَيْلَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ الرِّيَاعِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَهِيَ أُخْتُ النُّعْمَانِ وَالضَّحَّاكِ ابْنَيْ عَبْدِ عَمْرٍو لِأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا شَهِدَا بَدْرًا.

مندوس بنت قطبة بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار وأمها عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي من بني سلمة تزوجها عمارة بن الحباب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فولدت

§مَنْدُوسُ بِنْتُ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا عَمِيرَةُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ تَزَوَّجَهَا عُمَارَةُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا عَمْرٍو ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عُتْبَةَ وَأُمَّ سَعْدٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلِيطٍ أَسِيرَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ مَرْوَانَ وَأَسْلَمَتْ مَنْدُوسُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

هزيلة بنت سعيد بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار تزوجها شباث بن خديج بن أوس بن القراقر بن الضحيان حليف بني حرام أسلمت هزيلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§هُزَيْلَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ تَزَوَّجَهَا شِبَاثُ بْنُ خَدِيجِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْقُرَاقِرِ بْنِ الضِّحْيَانِ حَلِيفُ بَنِي حَرَامٍ أَسْلَمَتْ هُزَيْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

السميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وأمها سلمى بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار فولدت له النعمان والضحاك شهدا بدرا،

§السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ النُّعْمَانَ وَالضَّحَّاكَ شَهِدَا بَدْرًا، وَقُطْبَةَ قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَأُمُّ الرِّيَاعِ مُبَايَعَةٌ ثُمَّ خَلَفَ عَلَى السُّمَيْرَاءِ الْحَارِثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ، فَوَلَدَتْ لَهُ سَلَمًا شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَأُمُّ الْحَارِثِ مُبَايَعَةٌ وَأَسْلَمَتِ السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسٍ، وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الحارث بنت الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار وأمها السميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار تزوجها عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، فولدت

§أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ غَزِيَّةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْحَارِثُ بْنُ خَزْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سُهَيْمَةَ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْحَارِثِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

ومن نساء بني مالك بن النجار

§وَمِنْ نِسَاءِ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

الفارعة وهي الفريعة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان نقيبا لأبيه وأمه تزوجها قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن

§الْفَارِعَةُ وَهِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ نَقِيبًا لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ قَهْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتِ الْفَارِعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

زغيبة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج تزوجها الغرد وهو خالد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أسلمت زغيبة وبايعت رسول الله صلى

§زُغَيْبَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا الْغَرْدُ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ الْحَسْحَاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ زُغَيْبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة بنت أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف

§حَبِيبَةُ بِنْتُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعُكَيْمِ -[440]- بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ فَجَاءَ بِهِ سَهْلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: سَمِّهِ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ سَهْلًا وَكَنَّاهُ أَبَا أُمَامَةَ أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها عبد الله بن أبي حبيبة بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف زوجها إياه

§كَبْشَةُ بِنْتُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ وَكَانَتْ أَصْغَرَ بَنَاتِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ أَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الفارعة وهي الفريعة بنت أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وكانت أكبر بنات أسعد بن زرارة فلما بلغت خطبها نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة

§الْفَارِعَةُ وَهِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَكَانَتْ أَكْبَرَ بَنَاتِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ فَلَمَّا بَلَغَتْ خَطَبَهَا نُبَيْطُ بْنُ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي زُفَّتْ فِيهَا، قَالَ لَهُمْ: قُولُوا [البحر الهزج] أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ ... فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ ولَوْلَا الْحِنْطَةُ السَّمْرَا ... ءُ لَمْ نَحْلُلْ بِوَادِيكُمْ وَلَوْلَا الذَّهَبُ الْأَحْمَـ ... ـرُ مَا حَلَّتْ جَنَابِيكُمْ

فَدَخَلَتْ عَلَى نُبَيْطٍ فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نُبَيْطٍ فَلَمَّا وَلَدَتْ جَاءَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ عَبْدَ الْمَلِكِ وَبَرَّكَ فِيهِ أَسْلَمَتِ الْفُرَيْعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت مسعود بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها فيما ذكروا امرأة من بني مخزوم من قريش وتزوج عميرة علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول من بني مالك بن النجار أسلمت عميرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا فِيمَا ذَكَرُوا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَتَزَوَّجَ عُمَيْرَةَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَقِفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

سودة بنت حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أم خالد بنت خالد بن يعيش بن قيس بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها عبد الله بن أبي حرام بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن

§سَوْدَةُ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ نَفَعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَرَامِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ سَوْدَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

عمرة بنت حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أم خالد بنت خالد بن يعيش بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن

§عَمْرَةُ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ نَفَعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ -[442]- ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعُكَيْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم هشام بنت حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أم خالد بنت خالد بن يعيش بن قيس بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها عمارة بن الحبحاب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن

§أُمُّ هِشَامِ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ نَفَعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا عُمَارَةُ بْنُ الْحَبْحَابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ هِشَامٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامِ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَنَا وَإِنَّ تَنُّورَنَا وَتَنُّورَهُ وَاحِدٌ سَنَةً أَوْ بَعْضَ سَنَةٍ» .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامِ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: " §لَقَدْ مَكَثْنَا سَنَةً أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ وَإِنَّ تَنُّورَنَا وَتَنُّورَ رَسُولِ اللَّهِ وَاحِدٌ وَمَا أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] إِلَّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ يَقْرَؤُهَا عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ إِذَا خَطَبَهُمْ "، هَكَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: أُمُّ هَاشِمٍ وَهِيَ أُمُّ هِشَامٍ.

جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها الرعاة بنت عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له حارثة بن النعمان شهد بدرا ثم خلف عليها الحباب

§جَعْدَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا الرُّعَاةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا النُّعْمَانُ بْنُ نَفَعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ شَهِدَ بَدْرًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْحُبَابُ بْنُ الْأَرْقَمَ بْنِ عَوْفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ، أَسْلَمَتْ جَعْدَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها الرعاة بنت عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له معاذا ومعوذا وعوفا شهدوا بدرا، أسلمت عفراء

§عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا الرُّعَاةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُعَاذًا وَمُعَوِّذًا وَعَوْفًا شَهِدُوا بَدْرًا، أَسْلَمَتْ عَفْرَاءُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها الرعاة بنت عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عامر بن الخزرج فولدت له معاوية، أسلمت خولة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§خَوْلَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا الرُّعَاةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا صَامِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُعَاوِيَةَ، أَسْلَمَتْ خَوْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

خولة بنت قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهي خويلة وهي أم محمد وأمها الفريعة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجت خولة حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له يعلى وعمارة

§خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ قَهْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ خُوَيْلَةُ وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهَا الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَتْ خَوْلَةُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ يَعْلَى وَعُمَارَةَ وَابْنَتَيْنِ لَهُ لَمْ تُدْرِكَا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ حَمْزَةَ حَنْظَلَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا، أَسْلَمَتْ خَوْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

رغيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار تزوجها رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، أسلمت رغيبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه

§رُغَيْبَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا رَافِعُ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، أَسْلَمَتْ رُغَيْبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم الربيع بنت عبد بن النعمان بن وهب بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها كريم بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عدي من بني مالك بن النجار أسلمت أم الربيع وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا كُرَيْمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

حبيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وأمها عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار.

§حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ.

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " §كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ وَهِيَ إِحْدَى عَمَّاتِي ثُمَّ ذَكَرَ غَيْرَةَ الْأَنْصَارِ فَكَرِهَ أَنْ يَسُوءَهُمْ فِي نِسَائِهِمْ فَتَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. أَسْلَمَتْ حَبِيبَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ , قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَكَانَتْ جَارِيَةً وَإِنَّ ثَابِتًا ضَرَبَهَا فَأَصْبَحَتْ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ فِي الْغَلَسِ تَشْكُوهُ وَقَالَتْ: لَا أَنَا وَلَا ثَابِتٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§خُذْ مِنْهَا مَا أَعْطَيْتَهَا» فَذَكَرَ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْهُ بِمَا أَعْطَاهَا وَقَعَدَتْ عِنْدَ أَهْلِهَا.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِغَلَسٍ فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَآهَا، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: أَنَا حَبِيبَةُ، قَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟» قَالَتْ: لَا أَنَا وَلَا ثَابِتٌ، قَالَ: فَجَاءَ ثَابِتٌ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§خُذْ مِنْهَا» ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كُلُّ مَا أَعْطَانِي فَهُوَ عِنْدِي فَأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَيْهِ وَأَقَامَتْ فِي أَهْلِهَا -[446]-، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ هَمَّ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ لِغَيْرَةِ الْأَنْصَارِ وَكَرِهَ أَنْ يَسُوءَهُمْ فِي نِسَائِهِمْ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَدَخَلَ عَلَيْنَا فِي السِّجْنِ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي حَبِيبَةُ أَنَّهَا كَانَتْ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَ النَّبِيُّ حَتَّى دَخَلَ فَجَلَسَ، فَقَالَ: " §مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَطْفَالٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا جِيءَ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا فَيَقُولُونَ حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَانَا "، فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَلَا أَدْرِي فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ يُقَالُ: ادْخُلُوا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْمَرْأَةِ: أَسَمِعْتِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ حَبِيبَةَ وَلَمْ يَنْسُبْهَا فَلَا نَدْرِي هِيَ بِنْتُ سَهْلٍ هَذِهِ أَوْ غَيْرُهَا

عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أميمة بنت عمرو بن الحارث بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة تزوجها أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له بناته

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ وَقْشِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ بَنَاتَهُ الْفُرَيْعَةَ وَكَبْشَةَ وَحَبِيبَةَ أَسْلَمْنَ وَبَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْلَمَتْ أُمُّهُنَّ عُمَيْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

رملة وتكنى أم ثابت بنت الحارث وهو الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها كبشة بنت ثابت بن النعمان بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن

§رَمْلَةُ وَتُكَنَّى أُمَّ ثَابِتِ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ -[447]- بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، أَسْلَمَتْ رَمْلَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

الربيع بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أم يزيد بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار تزوجها إياس بن البكير من بني ليث فولدت له محمد بن إياس، أسلمت الربيع وبايعت رسول الله

§الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا إِيَاسُ بْنُ الْبُكَيْرِ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسَ، أَسْلَمَتِ الرُّبَيِّعُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حُسَيْنٍ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ عُرْسِي فَقَعَدَ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِي هَذَا وَعِنْدَنَا جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ بِدُفٍّ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: «§أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولَاهُ»

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَتْ: " §قُلْتُ لِزَوْجِي: أَخْتَلِعُ مِنْكَ بِجَمِيعِ مَا أَمْلِكُ، قَالَ: نَعَمْ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ دِرْعِي فَخَاصَمَنِي إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: لَهُ شَرَطُهُ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ ".

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: " §كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ عَمِّي كَلَامٌ أَوْ مُحَاوَرَةٌ وَهُوَ زَوْجُهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: لَكَ كُلُّ شَيْءٍ -[448]- لِي وَفَارِقْنِي، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَتْ: فَأَخَذَ وَاللَّهِ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ لِي حَتَّى فِرَاشِي، قَالَتْ: فَجِئْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ وَقَدْ حُصِرَ، فَقَالَ: الشَّرْطُ أَمْلَكُ خُذْ كُلَّ شَيْءٍ لَهَا حَتَّى عِقَاصَ رَأْسِهَا إِنْ شِئْتَ ".

عميرة بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أم يزيد بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار تزوجها أبو حسن بن عبد عمرو من بني مازن بن النجار فولدت له عمارة وعمرا وسرية بني أبي عمرو

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ يَزِيدُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا أَبُو حَسَنِ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَارَةَ وَعَمْرًا وَسَرِيَّةَ بَنِي أَبِي عَمْرٍو وَأَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت عمارة وعمرو ومعمر بن حزم لأبيهم وأمهم , أمهم جميعا خالدة بنت أبي أنس بن سنان بن وهب بن لوذان من بني ساعدة تزوجها سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك من بني الحارث بن

§عَمْرَةُ بِنْتُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ عُمَارَةَ وَعَمْرٍو وَمَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ لِأَبِيهِمْ وَأُمِّهِمْ , أُمُّهُمْ جَمِيعًا خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي أَنَسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عميرة بنت الربيع بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن مالك بن النجار وأمها أم ولد، أسلمت عميرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عُمَيْرَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ يَسَافِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، أَسْلَمَتْ عُمَيْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة بنت أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد مناف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار وأمها أم أيوب بنت قيس بن سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس من بني الحارث بن الخزرج تزوجها صفوان بن أوس بن جابر بن قرط بن قيس بن وهب بن كعب بن معاوية بن عمرو بن

§عَمْرَةُ بِنْتُ أَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا صَفْوَانُ بْنُ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ قَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ خَالِدَ بْنَ صَفْوَانَ أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمها سخطى بنت حارثة بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة تزوجها عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك من بني مالك بن النجار فولدت له ثعلبة وأبا عمرة وأبا حبيبة بني عمرو ثم خلف عليها

§كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُخْطَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَعْلَبَةَ وَأَبَا عَمْرَةَ وَأَبَا حَبِيبَةَ بَنِي عَمْرٍو ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْحَارِثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ رَمْلَةَ تُكَنَّى أُمَّ ثَابِتٍ مُبَايَعَةٌ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ نَفَعِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، أَسْلَمَتْ كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَهِيَ أُخْتُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ لِأَبِيهِ.

لبنى بنت ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمها سخطى بنت حارثة بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة، أسلمت لبنى وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§لُبْنَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سُخْطَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، أَسْلَمَتْ لُبْنَى وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة الأولى بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمها عميرة بنت عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها زيد بن مالك بن عبد ود بن كعب بن عبد الأشهل فولدت له سعدا شهد بدرا وثابتا ابني زيد،

§عَمْرَةُ الْأُولَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدًا شَهِدَ بَدْرًا وَثَابِتًا ابْنَيْ زَيْدٍ، أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة الثانية بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة وأمها عميرة بنت عمرو بن حرام تزوجها أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم فولدت له أبا محمد واسمه مسعود ثم خلف عليها سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد من بني مالك بن النجار فولدت له عمرا ورغيبة أسلمت

§عَمْرَةُ الثَّانِيَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ تَزَوَّجَهَا أَوْسُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ وَاسْمُهُ مَسْعُودٌ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَهْلُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَرُغَيْبَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة وأمها عميرة بنت عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد مناة تزوجها ثابت بن المنذر بن حرام فولدت له أبا شيخ أبي بن ثابت شهد بدرا وهو أخو حسان بن ثابت لأبيه، أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§عَمْرَةُ الثَّالِثَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا شَيْخٍ أُبَيَّ بْنَ ثَابِتٍ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَخُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ لِأَبِيهِ، أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

عمرة الرابعة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة وأمها عميرة بنت عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد مناة تزوجها عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة من بني ساعدة فولدت له سعد بن عبادة أسلمت عمرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفيت ورسول الله صلى الله

§عَمْرَةُ الرَّابِعَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ تَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَكَانَتْ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَ قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا.

عمرة الخامسة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة وأمها عميرة بنت عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد مناة وهي أم قيس بن عمرو النجاري أسلمت عمرة بنت مسعود وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

§عَمْرَةُ الْخَامِسَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ وَأُمُّهَا عُمَيْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ وَهِيَ أُمُّ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو النَّجَّارِيِّ أَسْلَمَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

ضباعة بنت عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وهي أخت ثعلبة بن عمرو شهد بدرا وأخت أبي عمرو بشير لأمهم، وأم ضباعة عمرة بنت هزال بن عمرو بن قربوس تزوجها عبيد بن عمير بن وهب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار،

§ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُخْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرٍو شَهِدَ بَدْرًا وَأُخْتُ أَبِي عَمْرٍو بَشِيرٍ لِأُمِّهِمْ، وَأُمُّ ضُبَاعَةَ عَمْرَةُ بِنْتُ هَزَّالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَرْبُوسٍ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ، أَسْلَمَتْ ضُبَاعَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم ثابت بنت ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمها كبشة بنت مالك بن قيس بن محارب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار تزوجها العلاء بن عمرو بن الربيع بن الحارث بن عامر بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن

§أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، أَسْلَمَتْ أُمُّ ثَابِتٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سهل ويقال أم ثابت بنت سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمها أميمة بنت عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث تزوجها سنان بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف واسمه كعب بن مالك بن مبذول بن

§أُمُّ سَهْلٍ وَيُقَالُ أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ تَزَوَّجَهَا سِنَانُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَقِفٍ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَسْلَمَتْ أُمُّ سَهْلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ.

أم سعيد وهي كبشة بنت ثابت بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمها معاذة بنت أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن الحارث تزوجها يزيد بن أبي اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد من بني

§أُمُّ سَعِيدٍ وَهِيَ كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ بِنْتُ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي الْيَسَرِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي -[453]- سَلِمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعِيدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمَّ كَثِيرٍ وَأَسْلَمَتْ كَبْشَةُ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم جميل بنت أبي أخزم بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمها بنت خباب بن الأرت تزوجها سعيد بن عبيد بن عمير بن وهب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار فولدت له عبد الله وخالدا وجميلا وعبيدة أسلمت أم جميل وبايعت

§أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ أَبِي أَخْزَمَ بْنِ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا بِنْتُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَخَالِدًا وَجَمِيلًا وَعُبَيْدَةَ أَسْلَمَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سماك وهي دبية بنت ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وأمها إدام بنت عمرو بن معاوية من بني مرة تزوجها يزيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار فولدت له عمارة، أسلمت أم سماك وبايعت رسول الله صلى الله

§أُمُّ سِمَاكٍ وَهِيَ دُبَيَّةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا إِدَامُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي مُرَّةَ تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَارَةَ، أَسْلَمَتْ أُمُّ سِمَاكٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

أم سلمة وهي سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها رغيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث من بني مالك بن النجار تزوجها أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأوس فولدت له سلمة بن أسلم شهد بدرا، أسلمت سعاد وهي

§أُمُّ سَلَمَةَ وَهِيَ سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا رُغَيْبَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا أَسْلَمُ بْنُ حَرِيشِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ -[454]- مِنَ الْأَوْسِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَلَمَةَ بْنَ أَسْلَمَ شَهِدَ بَدْرًا، أَسْلَمَتْ سُعَادٌ وَهِيَ أُمُّ سَلَمَةَ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم خالد بنت خالد بن يعيش بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمها أم ثابت بنت ثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي من بني عدي بن النجار تزوجها حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد من بني مالك بن النجار، فولدت له عبد الله وعبد الرحمن

§أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُمُّ ثَابِتِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ نَفَعِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَوْدَةَ وَعُمْرَةَ وَأُمَّ هِشَامٍ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم سليم بنت خالد بن طعمة بن سحيم بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوجها قيس بن قهد من بني مالك بن النجار فولدت له سليما، أسلمت أم سليم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ سُحَيْمِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سُلَيْمًا، أَسْلَمَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

رقية بنت ثابت بن خالد بن النعمان من بني مالك بن النجار. ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§رُقْيَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ النُّعْمَانِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أم زيد بن عمرو بن حرام بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها صاحبة الجمل، هكذا قال محمد بن عمر.

§أُمُّ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهَا صَاحِبَةُ الْجَمَلِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ.

أم عطية الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزت معه وروت عنه.

§أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَغَزَتْ مَعَهُ وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: «§غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ فَكُنْتُ أَصْنَعُ لَهُمْ طَعَامَهُمْ وَأَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَأُدَاوِي الْجَرْحَى وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى» .

أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا وَاجْعَلْنَ فِي الْخَامِسَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ وَإِذَا غَسَلْتُنَّهَا فَأَعْلِمْنَنِي» فَلَمَّا غَسَّلْنَاهَا أَعْلَمْنَاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ، فَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» .

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ إِحْدَى بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «§اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ وَاغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ -[456]- وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ وَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» ، قَالَتْ: فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ أَوْ حَقْوًا، فَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا هَذَا» قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَتْ: فَضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا وَأَلْقَيْنَا خَلْفَهَا مُقَدَّمُهَا، قَالَ إِسْحَاقُ: حَقْوَهُ إِزَارَهُ.

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، وَجَابِرُ بْنُ صُبْحٍ، عَنْ أُمِّ شَرَاحِيلَ، مَوْلَاةِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: " §كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقِيلُ عِنْدَ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَنْتِفُ إِبْطَهُ بِوَرْسِهِ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

خنساء بنت خذام الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله وروت عنه.

§خَنْسَاءُ بِنْتُ خِذَامٍ الْأَنْصَارِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: تَأَيَّمَتْ خَنْسَاءُ بِنْتُ خِذَامٍ مِنْ زَوْجِهَا فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي تَفَوَّتَ عَلَيَّ فَزَوِّجْنِي وَلَمْ يُشْعِرْنِي، قَالَ: «§لَا نِكَاحَ لَهُ انْكِحِي مَنْ شِئْتِ» ، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ: فَرَدَّ نِكَاحَهُ فَنَكَحَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُجَمِّعٍ، ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَرَدَّ نِكَاحَهُ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: «§مَالِكَ نِكَاحُهَا» .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ قَالَ: " §كَانَتِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا خَنْسَاءُ بِنْتُ خِذَامٍ تَحْتَ أُنَيْسِ بْنِ قَتَادَةَ -[457]- الْأَنْصَارِيِّ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا رَجُلًا فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي أَنْكَحَنِي وَإِنَّ عَمَّ وَلَدِي أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَمْرَهَا إِلَيْهَا ".

أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه.

§أُمُّ وَرَقَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَزُورُهَا وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ حِينَ غَزَا بَدْرًا، قَالَتْ لَهُ تَأْذَنُ لِي فَأَخْرُجَ مَعَكَ أُدَاوِي جَرْحَاكُمْ وَأُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً، قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ مُهْدٍ لَكِ شَهَادَةً» فَكَانَ يُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا حَتَّى غَمَّهَا غُلَامٌ لَهَا وَجَارِيَةٌ لَهَا كَانَتْ دَبَّرَتْهُمَا فَقَتَلَاهَا فِي إِمَارَةِ عُمَرَ فَقِيلَ إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلَامُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلَاهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا فَأُتِيَ بِهِمَا فَصَلَبَهُمَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبَيْنِ بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ عُمَرُ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: «انْطَلِقُوا بِنَا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ» .

تميمة بنت وهب

§تَمِيمَةُ بِنْتُ وَهْبٍ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رِفَاعَةَ بْنَ سَمَوْأَلٍ طَلَّقَ -[458]- امْرَأَتَهُ تَمِيمَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا فَنَكَحَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَاعْتَرَضَ عَنْهَا فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْكِحَهَا فَفَارَقَهَا فَأَرَادَ رِفَاعَةُ أَنْ يَنْكِحَهَا وَهُوَ زَوْجُهَا الْأَوَّلُ الَّذِي كَانَ طَلَّقَهَا فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَنَهَاهُ عَنْ تَزَوُّجِهَا وَقَالَ: «§لَا تَحِلُّ لَكَ حَتَّى تَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ» .

أم مبشر الأنصارية وفي بعض الحديث أم بشير وهي واحدة وكانت امرأة زيد بن حارثة أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه وروى عنها جابر بن عبد الله.

§أُمُّ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيَّةُ وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ أُمُّ بَشِيرٍ وَهِيَ وَاحِدَةٌ وَكَانَتِ امْرَأَةَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُ وَرَوَى عَنْهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي نَخْلٍ لِي، فَقَالَ: «مَنْ غَرَسَهُ مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟» قُلْتُ: مُسْلِمٌ، قَالَ: «§مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ طَائِرٌ أَوْ سَبُعٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ» .

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «§لَا يَدْخُلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ النَّارَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَانْتَهَرَهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " قَدْ قَالَ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا "} [مريم: 72] .

أم العلاء الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله وروت عنه وهي التي قالت: إن الأنصار تنافسوا في المهاجرين حتى اقترعوا عليهم فطار لنا في القرعة عثمان بن مظعون وشهدت أم العلاء مع رسول الله خيبر.

§أُمُّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَرَوَتْ عَنْهُ وَهِيَ الَّتِي قَالَتْ: إِنَّ الْأَنْصَارَ تَنَافَسُوا فِي الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى اقْتَرَعُوا عَلَيْهِمْ فَطَارَ لَنَا فِي الْقُرْعَةِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَشَهِدَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ خَيْبَرَ.

عمة حصين بن محصن

§عَمَّةُ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ فَلَمَّا فَرَغَتْ، قَالَ: «§ذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟» قَالَتْ: مَا آلُوا إِلَّا مَا عَجِزْتُ عَنْهُ، قَالَ: «فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ»

أم بجيد

§أُمُّ بُجَيْدٍ

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ حَدَّثَتْهُ وَهِيَ أُمُّ بُجَيْدٍ، وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَأْتِي عَلَى بَابِي فَمَا أَجِدُ شَيْئًا أُعْطِيَهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنْ لَمْ تَجِدِي شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلَّا ظِلْفًا مُحَرَّقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ» .

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ أُمِّ بُجَيْدٍ قَالَتْ: كَانَ -[460]- رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِينَا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَاتَّخَذَتْ لَهُ سُوَيْقَةً فِي قِعْبَةٍ لِي فَإِذَا جَاءَ سَقَيْتُهُ إِيَّاهُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَأْتِينِي السَّائِلُ فَأَتَزَهَّدُ لَهُ بَعْضَ مَا عِنْدِي، فَقَالَ: «§ضَعِي فِي يَدِ الْمِسْكِينِ وَلَوْ ظِلْفًا مُحَرَّقًا» .

أم هانئ الأنصارية

§أُمُّ هَانِئٍ الْأَنْصَارِيَّةُ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ ذَرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ، تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§النَّسَمُ طَيْرٌ تَعَلَّقَ بِالشَّجَرِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا» .

حواء جدة عمرو بن معاذ الأنصاري

§حَوَّاءُ جَدَّةُ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «§رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْتَرِقٍ» .

تسمية النساء اللواتي لم يروين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروين عن أزواجه وغيرهن

§تَسْمِيَةُ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَرْوِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَيْنَ عَنْ أَزْوَاجِهِ وَغَيْرِهِنَّ

زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم زوج رسول الله تزوجها عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له عبد الرحمن ويزيد ووهبا وأبا

§زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَيَزِيدَ وَوَهْبًا وَأَبَا سَلَمَةَ وَكَبِيرًا وَأَبَا عُبَيْدَةَ وَقُرَيْبَةَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ سَلَمَةَ وَقَدْ كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَرْضَعَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ وَكَانَ اسْمُ زَيْنَبَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ وَرَوَتْ زَيْنَبُ عَنْ أُمِّهَا وَرَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ وَهِيَ أُخْتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ.

أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ سَمَّيْتِ بَرَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ» ، قَالُوا: مَا نُسَمِّيهَا، قَالَ: «سَمُّوهَا زَيْنَبَ» .

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ -[462]- وَطَارِقٌ أَمِيرُ النَّاسِ فَأُتِيَ بِجِنَازَتِهَا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ، قَالَ: فَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " لِأَهْلِهَا §إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جِنَازَتِكُمُ الْآنَ وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ.

أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج تزوجها طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن

§أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تَزَوَّجَهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ زَكَرِيَّاءَ وَيُوسُفَ مَاتَ صَغِيرًا وَعَائِشَةَ بَنِي طَلْحَةَ فَقُتِلَ عَنْهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْرَجَتْ عَائِشَةُ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ فِي عِدَّتِهَا حِينَ قُتِلَ عَنْهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَخْرَجَتْهَا إِلَى مَكَّةَ "

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، §أَنَّ عَائِشَةَ حَجَّتْ بِأُخْتِهَا أُمِّ كُلْثُومٍ فِي عِدَّتِهَا مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ، وَحَدَّثَ بِهَذَا أَيُّوبُ فَقَالَ أَيُّوبُ: إِنَّهَا نَقَلَتْهَا إِلَى بِلَادِهَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بَعْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ الْأَحْوَلَ وَمُوسَى وَأُمَّ حُمَيْدٍ وَأُمَّ عُثْمَانَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أَرْسَلَتْ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى أُمِّ كُلْثُومٍ لِتُرْضِعَهُ لِيَدْخُلَ عَلَيْهَا فَأَرْضَعَتْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَرِضَتْ

أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر ثم خلف على

§أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تَبْلُغْ فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ وَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ عُمَرَ وَرُقَيَّةَ بِنْتَ عُمَرَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بَعْدَ عُمَرُ عَوْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ إِنَّ ابْنَيْهَا مَاتَا عِنْدِي وَإِنِّي لَأَتَخَوَّفُ عَلَى هَذَا الثَّالِثِ فَهَلَكَتْ عِنْدَهُ وَلَمْ تَلِدْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا حَبَسْتُ بَنَاتِي عَلَى بَنِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْكِحْنِيهَا يَا عَلِيُّ فَوَاللَّهِ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ رَجُلٌ يَرْصُدُ مِنْ حُسْنِ صَحَابَتِهَا مَا أَرْصُدُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: قَدْ فَعَلْتُ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى مَجْلِسِ الْمُهَاجِرِينَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ وَكَانُوا يَجْلِسُونَ ثَمَّ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَإِذَا كَانَ الشَّيْءُ يَأْتِي عُمَرُ مِنَ الْآفَاقِ جَاءَهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ ذَلِكَ وَاسْتَشَارَهُمْ فِيهِ فَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: رَفِّئُونِي فَرَفَئُوهُ وَقَالُوا: بِمَنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: بِابْنَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ أَنْشَأَ يُخْبِرُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «§كُلُّ نَسَبٍ وسَبَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا نَسَبِي وَسَبَبِي» وَكُنْتُ قَدْ صَحِبْتُهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَيْضًا

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ §أَنَّ -[464]- عُمَرَ أَمْهَرَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ أَرْبَعِينَ أَلْفًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَغَيْرُهُ لَمَّا خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَلِيٍّ ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا صَبِيَّةٌ، فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا بِكَ ذَلِكَ وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْنَا مَا بِكَ فَأَمَرَ عَلِيٌّ بِهَا فَصُنِعَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِبُرْدٍ فَطَوَاهُ وَقَالَ: انْطَلِقِي بِهَذَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُولِي أَرْسَلَنِي أَبِي يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنْ رَضِيتَ الْبُرْدَ فَأَمْسِكْهُ وَإِنْ سَخِطْتَهُ فَرُدَّهُ فَلَمَّا أَتَتْ عُمَرَ، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ وَفِي أَبِيكِ قَدْ رَضِينَا، قَالَ: فَرَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا فَقَالَتْ: مَا نَشَرَ الْبُرْدَ وَلَا نَظَرَ إِلَّا إِلَيَّ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: مَاتَ زَيْدُ بْنُ عُمَرَ وَأُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيٍّ §فَصَلَّى عَلَيْهِمَا ابْنُ عُمَرَ فَجَعَلَ زَيْدًا مِمَّا يَلِيهِ وَأُمَّ كُلْثُومٍ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا أَرْبَعًا ".

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، §أَنَّهُ صَلَّى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ وَابْنِهَا زَيْدٍ وَجَعَلَهُ مِمَّا يَلِيهِ وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِمِثْلِهِ وَزَادَ فِيهِ: وَخَلْفَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ابْنَا عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، §أَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى زَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْبَعًا وَخَلْفَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَلَوْ عَلِمَ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَزِيدَهُ زَادَهُ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ قَالَ: «§شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ وَزَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَجَعَلَ زَيْدًا فِيمَا يَلِي الْإِمَامَ وَشَهِدَ ذَلِكَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ»

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ -[465]- مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: §شَهِدْتُهُمْ يَوْمَئِذٍ وَصَلَّى عَلَيْهِمَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَكَانَ أَمِيرَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ وَخَلْفَهُ ثَمَانُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم "

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «§وُضِعَتْ جِنَازَةُ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ وَالْإِمَامُ يَوْمَئِذٍ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: §صَلَّى ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَخِيهِ زَيْدٍ وَأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ وَكَانَ سَرِيرُهُمَا سَوَاءً وَكَانَ الرَّجُلُ مِمَّا يَلِي الْإِمَامَ

زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فولدت له عليا وعونا الأكبر وعباسا ومحمدا وأم كلثوم

§زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيًّا وَعَوْنًا الْأَكْبَرَ وَعَبَّاسًا وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِهْرَانَ، §أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ عَلِيٍّ وَتَزَوَّجَ مَعَهَا امْرَأَةَ عَلِيٍّ لَيْلَى بِنْتَ مَسْعُودٍ فَكَانَتَا تَحْتَهُ جَمِيعًا.

فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمها أم ولد تزوجها محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة بنت محمد ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البحتري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له برزة وخالدا ابني

§فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ حُمَيْدَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبُحْتُرِيِّ -[466]- بْنِ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ بَرْزَةَ وَخَالِدًا ابْنَيْ سَعِيدٍ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْمُنْذِرُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُثْمَانَ وَكَبْرَةَ ابْنَيِ الْمُنْذِرِ وَقَدْ بَقِيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ وَرُوِيَ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: قَالَ أَبِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً مُسْلِمَةً أَوْ مُؤْمِنَةً وَقَى اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ» .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيَ يَدَيْهَا مَسَكًا غِلَاظًا فِي كُلِّ يَدٍ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ فِيَ يَدِهَا خَاتَمًا وَفِي عُنُقِهَا خَيْطًا فِيهِ خَرَزٌ، قَالَ: فَسَأَلْتُهَا عَنْهُ فَقَالَتْ: «§إِنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: «§كُنْتُ عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ فَجَاءَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَبِيهَا عِنْدَهَا فَأَخَذَتْ رَمَادًا فَسَفَّتْ فِي وَجْهِهِ» .

أم قثم بنت العباس هكذا جاء في الحديث ولم نجد للعباس بن عبد المطلب ابنة تسمى أم قثم.

§أُمُّ قُثَمِ بِنْتُ الْعَبَّاسِ هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ وَلَمْ نَجِدْ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنَةً تُسَمَّى أُمَّ قُثَمٍ.

أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قُثَمٍ، عَنْ أُمِّ قُثَمِ بِنْتِ عَبَّاسٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ نَلْعَبُ بِأَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ اللُّعْبَةُ؟» فَقَالَتْ: كُنَّا صِيَامًا فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَتَلَهَّى بِهَذِهِ، قَالَ: «أَفَلَا أَبْعَثُ مَنْ يَشْتَرِي لَكُمْ جَوْزًا فَتَلْعَبُونَ بِهِ وَتَتْرُكُونَ هَذِهِ» ، قَالَتْ: بَلَى، قَالَتْ: §فَبَعَثَ مَنْ يَشْتَرِي لَهُمْ جَوْزًا، قَالَ: وَتَرَكُوهَا

عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق تزوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ثم خلف عليها مصعب بن الزبير بن العوام فقتل عنها فخلف عليها عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان التيمي وقد

§عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَقُتِلَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ وَقَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.

عائشة بنت سعد بن أبي وقاص بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمها زبن بنت الحارث بن النعمان بن شراحيل بن جناب من بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وقد روت عائشة بنت سعد عن أبيها سعد وعن عدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عن عائشة

§عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهَا زَبْنُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ جَنَابٍ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَقَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهَا سَعْدٍ وَعَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ رَوَى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ النَّاسُ وَبَقِيَتْ.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: " §أَدْرَكْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكُنْتُ أَكُونُ مَعَهُنَّ فَمَا رَأَيْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ثَوْبًا أَبْيَضَ وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ وَعَلَيَّ الْحُلِيُّ فَلَا يَعِبْنَ ذَلِكَ عَلَيَّ. قِيلَ لَهَا مَا هُوَ؟ قَالَتْ: قَلَائِدُ الذَّهَبِ وَمُزَيْقِيَاتُ الذَّهَبِ فَلَا يَعِبْنَ ذَلِكَ عَلَيَّ ".

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ فَقَالَتْ: «§رَأَيْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِنَّ مُعَصْفَرَاتٌ وَمَا رَأَيْتُ عَلَيْهِنَّ ثَوْبًا أَبْيَضَ قَطُّ وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ فَتُقْعِدُنِي إِحْدَاهُنَّ فِي حِجْرِهَا وَتَدْعُو لِي بِالْبَرَكَةِ وَعَلَيَّ حُلِيُّ الذَّهَبِ» . قَالَ -[468]- أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لَهَا فَمَا كَانَ عَلَيْكِ؟ قَالَتْ: «قَلَائِدُ الذَّهَبِ وَمُزَيْقِيَاتُ الذَّهَبِ» . أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ قَالَتْ: كَانَ لِعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ خَاتَمَانِ مِنْ وَرِقٍ فِي اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الْخِنْصَرِ فَكَانَتْ إِذَا تَوَضَّأَتْ أَجَالَتْهُمَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّهُ رَأَى عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَشَهَدُ الْعَتَمَةَ فِي الْمُعَصْفَرَاتِ الْمُقَدَّمَاتِ مِرَارًا

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي مَرْزُوقٍ يَقُولُ: " §لَقِيتُ امْرَأَةً بِالْمَدِينَةِ مَعَهَا نِسْوَةٌ وَضَوْءُ نَارٍ يَعْنِي: شَمْعَةٌ خَارِجَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهَا فَقَالُوا: هَذِهِ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ "

عائشة بنت قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمها فاطمة بنت سفيان بن الحارث بن أمية بن الفضل بن منقف بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول من خزاعة تزوجها إبراهيم بن محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح فولدت له قدامة

§عَائِشَةُ بِنْتُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مَنْقَفِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولٍ مِنْ خُزَاعَةَ تَزَوَّجَهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ فَوَلَدَتْ لَهُ قُدَامَةَ وَعُثْمَانَ الْعَالِمَ الَّذِي كَانَ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ فِي لِسَانِهِ بَذَاءٌ وَمُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ بَنِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَقَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ قُدَامَةَ عَنْ أَبِيهَا.

حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كانت عائشة أم المؤمنين زوجتها المنذر بن الزبير بن العوام وكان أبوها عبد الرحمن بن أبي بكر غائبا

§حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا قَرِيبَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ كَانَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ زَوَّجَتْهَا -[469]- الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَانَ أَبُوهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ غَائِبًا فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يُجِزْ ذَلِكَ وَرَدَّهُ فَلَمَّا صُيِّرَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ وَقَرِيبَةَ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ الْمُنْذِرِ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ رَوَتْ حَفْصَةُ عَنْ أَبِيهَا وَعَنْ عَمَّتِهَا عَائِشَةَ وَعَنْ خَالَتِهَا أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَمَاعًا.

أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها أم ولد، تزوجها القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق فولدت له عبد الرحمن بن القاسم وأم فروة وهي أم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وأم حكيم وعبدة، وقد روت أسماء

§أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، تَزَوَّجَهَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ وَأُمَّ فَرْوَةَ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأُمُّ حَكِيمٍ وَعَبْدَةَ، وَقَدْ رَوَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ سَفَرٍ فَاشْتَرَيْتُ لَهُ نَمَطًا فِيهِ صُورَةٌ فَسَتَرْتُ بِهِ عَلَى سَهْوَةَ بَيْتِي فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَأَيْتُ كَرَاهِيَةَ السِّتْرِ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ جَبَذَهُ، فَقَالَ: «أَتَسْتُرُونَ الْجِدَارَ» ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُ النَّمَطَ فَقَطَعْتُهُ وِسَادَتَيْنِ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا عَلَى إِحْدَاهُمَا ".

صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي قال: وكانت صفية تدعى أم حجير وأمها أم عثمان وهي برة بنت سفيان بن سعد بن قانف بن الأوقص السلمي تزوجها عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فولدت له وقد روت صفية عن

§صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ قَالَ: وَكَانَتْ صَفِيَّةُ تُدْعَى أُمَّ حُجَيْرٍ وَأُمُّهَا أُمُّ عُثْمَانَ وَهِيَ بَرَّةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَانِفِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[470]- خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَوَلَدَتْ لَهُ وَقَدْ رَوَتْ صَفِيَّةُ عَنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ وَغَيْرِهِنَّ وَرَوَى النَّاسُ عَنْهَا فَأَكْثَرُوا.

زينب بنت المهاجر الأحمسية

§زَيْنَبُ بِنْتُ الْمُهَاجِرِ الْأَحْمَسِيَّةُ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ الْمُهَاجِرِ قَالَتْ: " §خَرَجْتُ حَاجَّةً وَمَعِي امْرَأَةٌ فَضَرَبْتُ عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَنَذَرْتُ أَلَّا أَتَكَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ صَاحِبَتِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُ صَاحِبَتِكِ لَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ؟ قَالَتْ: إِنَّهَا مُصْمِتَةٌ إِنَّهَا نَذَرَتْ أَنْ لَا تَكَلَّمَ، فَقَالَ: تَكَلَّمِي فَإِنَّ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَتْ: فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَئُولٌ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَا يَأْمَنُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ مِنَ الْأَمْرِ بِمَا تَرَى فَحَتَّى مَتَى يَدُومُ لَنَا هَذَا؟ قَالَ: مَا صَلَحَتْ أَئِمَّتُكُمْ، قُلْتُ: وَمَنِ الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَلَيْسَ فِي قَوْمِكِ أَشْرَافٌ يُطَاعُونَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أُولَئِكَ الْأَئِمَّةُ "

مية بنت محرز امرأة من بلحارث بن كعب سمعت من عمر بن الخطاب وكانت من أهل البصرة.

§مَيَّةُ بِنْتُ مُحْرِزٍ امْرَأَةٌ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ سَمِعَتْ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَتْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ -[471]-، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ قَطَنٍ، عَنْ مَيَّةَ بِنْتِ مُحْرِزٍ امْرَأَةٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «§احْجُوا هَذِهِ الدُّرِّيَّةَ وَلَا تَأْكُلُوا أَرْزَاقَهَا وَتَدَعُوا أَرْبَاقَهَا فِي أَعْنَاقِهَا» .

مسيكة أم يوسف بن ماهك روت عن عثمان بن عفان.

§مُسَيْكَةُ أُمُّ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ رَوَتْ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهِ مُسَيْكَةَ §أَنَّ امْرَأَةً زَارَتْ أَهْلَهَا وَهِيَ فِي عِدَّةٍ فَتَمَخَّضَتْ عِنْدَهُمْ فَبَعَثُونِي إِلَى عُثْمَانَ بَعْدَمَا صَلَّى الْعِشَاءَ وَأَخَذَ مَضْجَعَهُ فَوَاللَّهِ مَا حُجِبْتُ عَنْهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانَةَ زَارَتْ أَهْلَهَا وَهِيَ فِي عِدَّةٍ فَهِيَ الْآنَ تُمْخَضُ وَتُطْلَقُ فَمَا تَرَى، قَالَ: فَمُرِيهَا أَنْ تُحْمَلَ إِلَى بَيْتِهَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ.

سهية بنت عمير الشيبانية روت عن عثمان وعلي , وكانت من أهل البصرة.

§سُهَيَّةُ بِنْتُ عُمَيْرٍ الشَّيْبَانِيَّةُ رَوَتْ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ , وَكَانَتْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ زَعَمَ أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَيُّوبَ بَعَثَهُ إِلَى سُهَيَّةَ بِنْتِ عُمَيْرٍ الشَّيْبَانِيَّةِ فَقَالَتْ: §نُعِيَ إِلَيَّ زَوْجِي مِنْ قَنْدَابِيلِ صَيْفِيِّ بْنِ قُسَيْلٍ فَتَزَوَّجْتُ بَعْدَهُ الْعَبَّاسَ بْنَ طَرِيفٍ أَخَا بَنِي قَيْسٍ ثُمَّ إِنَّ زَوْجِيَ الْأَوَّلَ جَاءَ فَارْتَفَعْنَا إِلَى عُثْمَانَ فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: كَيْفَ أَقْضِي بَيْنَكُمْ وَأَنَا عَلَى حَالِي مِنْهُ؟ قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ رَضِينَا بِقَضَائِكَ فَخَيَّرَ الرَّجُلَ الْأَوَّلَ بَيْنَ الصَّدَاقِ أَوِ الْمَرْأَةِ فَاخْتَارَ الصَّدَاقَ، قَالَتْ: فَأَخَذَ مِنِّي أَلْفَيْنِ وَأَخَذَ مِنَ الزَّوْجِ الْآخَرِ أَلْفَيْنِ وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَزَوَّجَتْ فَوَلَدَتْ أَوْلَادًا كَثِيرَةً فَرَدَّهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَوَلَدَهَا عَلَى سَيِّدِهَا وَجَعَلَ لِأَبِيهِمْ أَنْ يَفْتِكَهُمْ إِذَا شَاءَ.

أم حكيم بنت قارظ امرأة عبد الرحمن بن عوف.

§أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ قَارِظٍ امْرَأَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، وَقَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ قَارِظٍ قَالَتْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِنَّهُ قَدْ خَطَبَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ فَزَوِّجْنِي أَيَّهُمْ رَأَيْتَ، قَالَ: §وَتَجْعَلِينَ ذَلِكَ إِلَيَّ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُكِ، قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: فَجَازَ نِكَاحُهُ.

صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية تزوجها عبد الله بن عمر بن الخطاب فولدت له أبا بكر وأبا عبيدة وواقدا وعبد الله وعمر وحفصة

§صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غَيْرَةِ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا بَكْرٍ وَأَبَا عُبَيْدَةَ وَوَاقِدًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُمَرَ وَحَفْصَةَ وَسَوْدَةَ وَكَانَ تَزَوَّجَهَا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ رَوَتْ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ أُخْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «§أَصْدَقَ عَنِّي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَزِدْتُ أَنَا سِرًّا مِائَتَيْنِ» .

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ سُورَةَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَفِيَّةَ تَقُولُ: «§رُبَّمَا ضَرَبَنِي عُمَرُ , حَتَّى يَتَشَبَّكَ وِشَاحِي وَلَقَدْ ضَرَبَنِي مَرَّةً بِالْمِشْجَبِ» .

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «§كَانَتْ صَفِيَّةُ عَجُوزًا فَكَانَتْ تَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَةٍ»

أم سلمة بنت المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وأمها أم الوليد بنت عمير بن رباح بن عوف بن جابر بن سفيان بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط تزوجها عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فولدت له عمر

§أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ وَأُمُّهَا أُمُّ الْوَلِيدِ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ رَبَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطٍ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «§كَانَتْ بِنْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فَأَقَامَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَيْهَا وَهِيَ عَمَّتُهَا حَتَّى جَاءُوا حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَمَرَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَرْمُوا الْجَمْرَةَ ثُمَّ يُفِيضُوا» .

فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم تزوجها ابن عمها حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فولدت له عبد الله وإبراهيم وحسنا وزينب ثم مات عنها فخلف

§فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ تَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمَ وَحَسَنًا وَزَيْنَبَ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ ابْنُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ بِأَمْرِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ وَمُحَمَّدًا وَهُوَ الدِّيبَاجُ سُمِيَّ بِذَلِكَ لِجَمَالِهِ، وَرُقَيَّةَ -[474]- بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَ يُقَالُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْمُطَرِّفُ لِجَمَالِهِ فَمَاتَ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى قَالَ: " §اسْتَعْمَلَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَطَبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ النِّكَاحَ وَلَقَدْ قَعَدْتُ عَلَى بَنِيَّ هَؤُلَاءِ وَجَعَلَتْ تُحَاجِرُهُ وَتَكْرَهُ أَنْ تُبَادِيَهُ لِمَا تَخَافُ مِنْهُ، قَالَ: وَأَلَحَّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لَأَجْلِدَنَّ أَكْبَرَ وَلَدِكِ فِي الْخَمْرِ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ، قَالَ: فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ وَكَانَ عَلَى دِيوَانِ الْمَدِينَةِ ابْنُ هُرْمُزَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَرْتَفِعَ إِلَيْهِ لِلْمُحَاسَبَةِ فَدَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ يَوَدُّهَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ: تُخْبِرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَلْقَى مِنَ ابْنِ الضَّحَّاكِ وَمَا يَعْتَرِضُ بِهِ مِنِّي، قَالَ: وَبَعَثَتْ رَسُولًا بِكِتَابٍ إِلَى يَزِيدَ يَذْكُرُ قَرَابَتَهَا وَرَحِمَهَا وَمَا يَنَالُ ابْنُ الضَّحَّاكِ مِنْهَا وَمَا يَتَوَعَّدُهَا بِهِ فَقَدِمَ ابْنُ هُرْمُزَ فَأَخَبَرَ يَزِيدَ وَقَرَأَ كِتَابَهَا فَنَزَلَ مِنْ أَعْلَى فِرَاشِهِ فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِخَيْزَرَانَةٍ فِي يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَقَدِ اجْتَرَأَ ابْنُ الضَّحَّاكِ مِنْ رَجُلٍ يُسْمِعُنِي صَوْتَهُ فِي الْعَذَابِ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِقِرْطَاسٍ فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالطَّائِفِ: قَدْ وَلَّيْتُكَ الْمَدِينَةَ فَأَغْرِمِ ابْنَ الضَّحَّاكِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَعَذِّبْهُ حَتَّى أَسْمَعُ صَوْتَهُ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي. وَبَلَغَ ابْنَ الضَّحَّاكِ الْخَبَرُ فَهَرَبَ إِلَى الشَّأْمِ فَلَجَأَ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَاسْتَوْهَبَهُ مِنْ يَزِيدَ فَلَمْ يَفْعَلْ وَقَالَ: قَدْ صَنَعَ مَا صَنَعَ وَأَدَعُهُ فَرَدَّهُ إِلَى النَّصْرِيِّ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَغْرَمَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَعَذَّبَهُ وَطَافَ بِهِ فِي جُبَّةٍ مِنْ صُوفٍ ".

، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، حَدَّثَتْهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، §أَنَّهَا كَانَتْ تُسَبِّحُ بِخُيُوطٍ مَعْقُودٍ فِيهَا. قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ غَيْرُ حَدِيثٍ

سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام ابتكرها فولدت له

§سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا الرَّبَابُ بِنْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ بْنِ هُبَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، تَزَوَّجَهَا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ابْتَكَرَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةُ ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ عُثْمَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ قَرِينٌ وَحَكِيمًا وَرَبِيحَةَ فَهَلَكَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَهَلَكَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ كَانَتْ وَلَّتْهُ نَفْسَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَأَقَامَتْ مَعَهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فَكَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى وَالِيهِ بِالْمَدِينَةِ أَنْ فَرِّقْ بَيْنَهُمَا فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَلَكَ عَنْهَا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَتَزَوَّجَهَا الْأَصْبَغُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنِي خَلَفٌ الزُّهْرِيُّ قَالَ: " §مَاتَتْ سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلَى الْمَدِينَةِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ، فَقَالَ: انْتَظِرُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ عَلَيْهَا وَخَرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ فَلَمْ يَدْخُلْ حَتَّى الظُّهْرِ وَخَشَوْا أَنْ تُغَيَّرَ فَاشْتَرَوْا لَهَا كَافُورًا بِثَلَاثِينَ دِينَارًا فَلَمَّا دَخَلَ أَمَرَ شَيْبَةَ بْنَ نَصَّاحٍ فَصَلَّى عَلَيْهَا ".

أم عثمان بنت عبيد الله بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عمران بن كعب وأمها زينب بنت عمر بن الخطاب وجدنا في الحديث أنها روت عن حفصة.

§أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَذَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَجَدْنَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا رَوَتْ عَنْ حَفْصَةَ.

أم محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل روت عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: مر بعض بني سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي.

§أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: مَرَّ بَعْضُ بَنِي سَلِمَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي.

أم محمد بن يزيد بن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها أم حرام بنت سليمان بن ماتع وأمها هند بنت مالك بن عبد بن خولان روت عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: تصلي المرأة في الدرع السابغ والخمار

§أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهَا أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَاتِعٍ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ خَوْلَانَ رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي الدِّرْعِ السَّابِغِ وَالْخِمَارِ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: فِيمَ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قَالَتْ: §فِي الْخِمَارِ وَالدِّرْعِ الَّذِي يُوَارِي ظُهُورَ الْقَدَمَيْنِ ".

أم الحسن البصري روت عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها رأتها تصلي في درع وخمار.

§أُمُّ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا رَأَتْهَا تُصَلِّي فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ.

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ أُمَّ الْحَسَنِ تَقُصُّ عَلَى النِّسَاءِ»

فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها أم ولد، تزوجها هشام بن عروة بن الزبير بن العوام فولدت له عروة ومحمدا، وروت فاطمة بنت المنذر، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر الصديق.

§فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، تَزَوَّجَهَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُرْوَةَ وَمُحَمَّدًا، وَرَوَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.

أم سلمة بنت حذيفة بن اليمان العبسي حليف بني عبد الأشهل روت عن أبيها أنه كان ينهاهم أن يصوموا في اليوم الذي يشك فيه من رمضان.

§أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْعَبْسِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ رَوَتْ عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ كَانَ يَنْهَاهُمْ أَنْ يَصُومُوا فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ.

أم سعد بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج واسم أم سعد جميلة وأمها خلادة بنت أنس بن سنان بن وهب بن لوذان بن عبد ود الساعدي، قتل سعد بن الربيع بأحد وأم سعد حمل فولدتها

§أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَغَرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَاسْمُ أُمِّ سَعْدٍ جَمِيلَةُ وَأُمُّهَا خَلَّادَةُ بِنْتُ أَنَسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ السَّاعِدِيِّ، قُتِلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بِأُحُدٍ وَأُمُّ سَعْدٍ حَمَلٌ فَوَلَدَتْهَا أُمُّهَا بَعْدَ قَتْلِ سَعْدٍ بِأَشْهُرٍ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ سَعْدِ بِنْتُ سَعْدِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعْدًا وَخَارِجَةَ وَسُلَيْمَانَ وَيَحْيَى وَإِسْمَاعِيلَ وَعُثْمَانَ وَأُمَّ زَيْدٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ» . وَكَانَتِ امْرَأَتَهُ.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَتْ: «§رَأَيْتُ أُمَّ سَعْدٍ امْرَأَةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أُمَّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي يَدِهَا مُسَكَّتَا عَاجٍ وَعَلَيْهَا خَاتَمٌ مِنْ عَاجٍ» .

كبشة بنت كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمها صفية من أهل اليمن تزوجها ثابت بن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري من بني سلمة والتي روت ابنتها عنها حميدة بنت عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي كبشة وروى عن حميدة إسحاق بن عبد الله

§كَبْشَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ تَزَوَّجَهَا ثَابِتُ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَالَّتِي رَوَتِ ابْنَتُهَا عَنْهَا حُمَيْدَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ كَبْشَةُ وَرَوَى عَنْ حُمَيْدَةَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهَا كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: زَارَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَدَعَا بِوَضُوءٍ لِيَتَوَضَّأَ فَأُتِيَ بِهِ فَجَاءَتِ الْهِرَّةُ فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ فَشَرِبَتْ ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «§إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ» .

زينب بنت نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمها الفارعة وهي الفريعة بنت سعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها أنس بن مالك.

§زَيْنَبُ بِنْتُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا الْفَارِعَةُ وَهِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ تَزَوَّجَهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ -[479]- نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ امْرَأَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: " أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَهُوَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بِأُمِّي وَخَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمَ عَلَيْهِ حُلِيٌّ ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ §فَحَلَّاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ الرِّعَاثِ، قَالَتْ: فَأَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْحُلِيَّ عِنْدَ أَهْلِي "

زينب بنت كعب بن عجرة روت عن الفريعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد الخدري والفريعة سمعت من النبي، صلى الله عليه وسلم.

§زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَوَتْ عَنِ الْفُرَيْعَةِ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ أُخْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَالْفُرَيْعَةُ سَمِعَتْ مِنَ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم.

أم عمرو بنت خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك من الأوس روت عن عائشة.

§أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْأَوْسِ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ عَمْرِو بِنْتِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ أَتَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ عِنْدَهَا فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتِي أَصَابَهَا مَرَضٌ شَدِيدٌ يُسْقِطُ شَعْرَهَا وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُمَشِّطَهَا وَهِيَ عَرُوسٌ تُهْدَى الْآنَ أَفَأَصِلُ فِي شَعْرِهَا حَتَّى أُمَشِّطَهُ؟ قَالَتْ: لَا §قَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.

أم حفص بنت عبيد بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الأوس روت عن عمها البراء بن عازب.

§أُمُّ حَفْصٍ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ رَوَتْ عَنْ عَمِّهَا الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.

وَأَخْبَرَنَا بَكْرُ -[480]- بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُمِّ حَفْصٍ بِنْتِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمِّهَا الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , قَالَ: «§مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي فَلَا يَكْتَنِي بِكُنْيَتِي» .

حفصة بنت أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار

§حَفْصَةُ بِنْتُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ مَرْيَمَ الْحَنَفِيَّةُ، امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ تَقُولُ: §كَانَ أَبِي يُحَلِّينَا الذَّهَبَ وَيَكْسُونَا الْحَرِيرَ ".

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها سالمة بنت حكيم بن هاشم بن قوالة تزوجها عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك، فولدت له محمد بن عبد الرحمن وهو أبو الرجال

§عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سَالِمَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ قَوَّالَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ نَفَعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ أَبُو الرِّجَالِ وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَمْرَةَ وَرَوَى عَنْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَرَوَتْ عَمْرَةُ عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ وَكَانَتْ عَالِمَةً.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ أَنِ §انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ أَوْ حَدِيثِ عَمْرَةَ فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خَشِيتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ أَهْلِهِ» .

أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَتْ هِيَ وَأَخَوَاتُهَا فِي حِجْرِ عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا. قَالَتْ: «§وَكَانَ لَنَا حُلِيٌّ وَكُنَّا لَا نُرَكِّبُهُ»

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ لِبَنِي أَخٍ لَهَا: " أَعْطُونِي مَوْضِعَ قَبْرِي فِي حَائِطٍ وَلَهُمْ حَائِطٌ يَلِي الْبَقِيعَ فَإِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: «§كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ مَيِّتًا كَكَسْرِهِ حَيًّا»

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَمْرَةُ: انْظُرْ قِطْعَةً مِنْ أَرْضِكَ أُدْفَنُ فِيهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: «§كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا»

هند بنت معقل بن يسار من أهل البصرة روت عن أبيها.

§هِنْدُ بِنْتُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَوَتْ عَنْ أَبِيهَا.

عديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري روت عن أبيها , وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

§عُدَيْسَةُ بِنْتُ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ الْغِفَارِيِّ رَوَتْ عَنْ أَبِيهَا , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ الْغِفَارِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " §جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى أَبِي فَدَعَاهُ إِلَى الْخُرُوجِ مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي وَابْنَ عَمِّكَ أَمَرَنِي إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ وَقَدِ اتَّخَذْتُهُ فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ بِهِ مَعَكَ فَتَرَكَهُ ".

أميمة بنت النجار أدركت أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنهن.

§أُمَيْمَةُ بِنْتُ النَّجَّارِ أَدْرَكَتْ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْهُنَّ.

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حُكَيْمَةُ بِنْتُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ النَّجَّارِ قَالَتْ: «§كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَتَّخِذْنَ عَصَائِبَ فِيهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ فَيَعْصِبْنَ بِهَا رُءُوسَهُنَّ أَسَافِلَ أَشْعَارِهِنَّ عَلَى جِبَاهِهِنَّ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمْنَ ثُمَّ يُحْرِمْنَ كَذَلِكَ فَيُعْرَفْنَ فِيهِ» .

صخيرة بنت جيفر من أهل البصرة دخلت على صفية بنت حيي وروت عنها حديثا، عن النبي صلى الله عليه وسلم في نبيذ الجر.

§صُخَيْرَةُ بِنْتُ جَيْفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَخَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ وَرَوَتْ عَنْهَا حَدِيثًا، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي نَبِيذِ الْجَرِّ.

جمانة بنت المسيب بن نجبة الفزاري تزوجها حذيفة بن اليمان وروت عنه.

§جُمَانَةُ بِنْتُ الْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ الْفَزَارِيِّ تَزَوَّجَهَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَرَوَتْ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ سَبْرَةَ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ، أَنَّ عَمَّتَهُ جُمَانَةَ بِنْتُ الْمُسَيِّبِ كَانَتْ عِنْدَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ §وَكَانَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ فَدَخَلَ مَعَهَا فِي لِحَافِهَا يُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ يَسْتَدْفِئُ بِقُرْبِهَا وَلَا يُقْبِلُ عَلَيْهَا بِوَجْهِهِ.

هند بنت الحارث الفراسية أدركت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وروت عن أم سلمة وسمعت من صفية بنت عبد المطلب وقد روى الزهري عن هند بنت الحارث الفراسية.

§هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ أَدْرَكَتْ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَسَمِعَتْ مِنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ.

نائلة بنت الفرافصة الحنفية روت عن عائشة قالت: أمتنا عائشة في صلاة فقامت وسطنا.

§نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْحَنَفِيَّةُ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَّتْنَا عَائِشَةُ فِي صَلَاةٍ فَقَامَتْ وَسْطَنَا.

ريطة الحنفية روت عن عائشة رضي الله عنها.

§رَيْطَةُ الْحَنَفِيَّةُ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ رَيْطَةَ الْحَنَفِيَّةِ قَالَتْ: «§أَمَّتْنَا عَائِشَةُ فِي الصَّلَاةِ فَقَامَتْ وَسْطَنَا» .

معاذة العدوية بنت عبد الله امرأة صلة بن أشيم وهي من أهل البصرة دخلت على عائشة وروت عنها.

§مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ امْرَأَةُ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ وَهِيَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَرَوَتْ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: «§رَأَيْتُ مُعَاذَةَ مُحْتَبِيَةً وَالنِّسَاءُ حَوْلَهَا» .

الرباب أم الرائح بنت صليع روت عن سلمان بن عامر وروت عنها حفصة بنت سيرين.

§الرَّبَابُ أُمُّ الرَّائِحِ بِنْتُ صُلَيْعٍ رَوَتْ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ وَرَوَتْ عَنْهَا حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ.

حفصة بنت سيرين أخت محمد بن سيرين وهي أم الهذيل روت عن سلمان بن عامر وعن أم عطية الأنصارية وعن أبي العالية. أخبرنا بكار بن محمد من ولد محمد بن سيرين قال: كانت حفصة بنت سيرين أكبر ولد سيرين من الرجال والنساء من ولد صفية وكان ولد صفية محمد ويحيى وحفصة

§حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ أُخْتُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَهِيَ أُمُّ الْهُذَيْلِ رَوَتْ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ وَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ أَكْبَرَ وَلَدِ سِيرِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِنْ وَلَدِ صَفِيَّةَ وَكَانَ وَلَدَ صَفِيَّةَ مُحَمَّدٌ وَيَحْيَى وَحَفْصَةُ وَكَرِيمَةُ وَأُمُّ سُلَيْمٍ

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: " سَأَلَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِأَيِّ شَيْءٍ تُحِبِّينَ أَنْ تَمُوتِي؟ قُلْتُ: بِالطَّاعُونِ، قَالَ: §فَإِنَّهُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ".

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: " كُنَّا فِي جِنَازَةِ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ؟ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، قَالُوا: يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: §أَبِجَرٍّ مِنْ مَاءٍ؟ ".

حجيرة روت عن أم سلمة أنها أمت نسوة وروى عنها عمار الدهني.

§حُجَيْرَةُ رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا أَمَّتْ نِسْوَةً وَرَوَى عَنْهَا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ.

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ حُجَيْرَةَ قَالَتْ: «§أَمَّتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ فَقَامَتْ وَسْطَنَا»

عائشة بنت عجرة أم الحجاج الجدلية

§عَائِشَةُ بِنْتُ عُجْرَةَ أُمُّ الْحَجَّاجِ الْجَدَلِيَّةُ

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أُمِّ الْحَجَّاجِ الْجَدَلِيَّةِ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي سُرَادِقِهَا فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ فَجَاءَ الْأَشْتَرُ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَقُولِينَ فِي قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ؟ يَعْنِي عُثْمَانَ فَقَالَتْ: «§مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ آمُرَ بِسَفْكِ دَمِ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ» . وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ

الصهباء بنت كريم

§الصَّهْبَاءُ بِنْتُ كَرِيمٍ

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الصَّهْبَاءِ بِنْتِ كَرِيمٍ قَالَتْ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا لِلرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا؟ قَالَتْ: §كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْجِمَاعَ "

أم موسى روت عن علي، وروى عنها المغيرة الضبي.

§أُمُّ مُوسَى رَوَتْ عَنْ عَلِيٍّ، وَرَوَى عَنْهَا الْمُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ.

أم خداش روت عن علي.

§أُمُّ خِدَاشٍ رَوَتْ عَنْ عَلِيٍّ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أُمِّ خِدَاشٍ، قَالَتْ: «§رَأَيْتُ عَلِيًّا يَصْطَبِغُ بَخَلِّ خَمْرٍ»

أم ذرة أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة، عن عائشة في المال الذي بعث إليها ابن الزبير فقسمته

§أُمُّ ذَرَّةَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ فِي الْمَالِ الَّذِي بَعَثَ إِلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَسَمَتْهُ

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ ذَرَّةَ، §أَنَّهَا كَانَتْ تُغَلِّفُ رَأْسَ عَائِشَةَ بِالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ فِي إِحْرَامِهَا.

أم بكرة الأسلمية

§أُمُّ بَكْرَةَ الْأَسْلَمِيَّةُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُهْمَانَ، مَوْلَى أَسْلَمَ، عَنْ أُمِّ بَكْرَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ فَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ فَنَدِمَتْ وَنَدِمَ فَجَاءَ عُثْمَانُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «§هِيَ تَطْلِيقَةٌ إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمَّيْتَ فَهُوَ مَا سَمَّيْتَ فَرَاجَعَهَا»

أم طلق

§أُمُّ طَلْقٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الرُّومِيِّ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ طَلْقٍ بَيْتَهَا فَإِذَا سَقْفُ بَيْتِهَا قَصِيرٌ فَقُلْتُ: مَا أَقْصَرَ سَقْفَ بَيْتِكِ يَا أُمَّ طَلْقٍ؟ قَالَتْ: إِنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ §لَا تُطِيلُوا بِنَاءَكُمْ فَإِنَّ شَرَّ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ تُطِيلُونَ بِنَاءَكُمْ "

أم شبيب العبدية من أهل البصرة روت عن عائشة رضي الله عنها.

§أُمُّ شَبِيبٍ الْعَبْدِيَّةُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ شَبِيبٍ قَالَتْ: سَأَلْنَا عَائِشَةَ عَنْ تَسْوِيدِ الشَّعْرِ، فَقَالَتْ: §لَوَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي شَيْئًا فَسَوَّدْتُ بِهِ شَعْرِي ".

العالية بنت أيفع بن شراحيل امرأة أبي إسحاق السبيعي دخلت على عائشة وسألتها وسمعت منها.

§الْعَالِيَةُ بِنْتُ أَيْفَعَ بْنِ شَرَاحِيلَ امْرَأَةُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَسَأَلَتْهَا وَسَمِعَتْ مِنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أُمِّهِ الْعَالِيَةِ بِنْتِ أَيْفَعَ بْنِ شَرَاحِيلَ، أَنَّهَا حَجَّتْ مَعَ أُمِّ مُحِبَّةَ فَدَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمَتَا عَلَيْهَا وَسَأَلَتَاهَا وَسَمِعَتَا مِنْهَا، قَالَتْ: وَرَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ دِرْعًا مُوَرَّدًا وَخِمَارًا جَيْشَانِيًّا فَلَمَّا أَرَدْنَ الْخُرُوجَ، قَالَتْ لَهُنَّ: §حَرَامٌ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ أَنْ تُصْغِيَ لِزَوْجِهَا.

امرأة أبي السفر روت عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

§امْرَأَةُ أَبِي السَّفَرِ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ امْرَأَتِهِ قَالَتْ: «سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ §الْمُشْطَةِ فِي الرَّأْسِ لِلْمَرْأَةِ يَكُونُ فِيهَا الْخَمْرُ فَنَهَتْنِي أَشَدَّ النَّهْيِ» .

أم محبة سألت ابن عباس وسمعت منه وروى عنها أبو إسحاق السبيعي

§أُمُّ مُحِبَّةَ سَأَلَتْ ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَمِعَتْ مِنْهُ وَرَوَى عَنْهَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ

عائذة امرأة من بني أسد سمعت من عبد الله بن مسعود وروت عنه حديثا من حديث أبي أسامة، عن سفيان الثوري.

§عَائِذَةُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ سَمِعَتْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَرَوَتْ عَنْهُ حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.

قَالَ: أَخْبَرَنِي وَاصِلٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِذَةُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَأَثْنَى عَلَيْهَا خَيْرًا، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: وَهُوَ يُوطِئُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يَعْنِي يَتَخَطَّاهُنَّ، يَقُولُ: «أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ §مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ مِنِ امْرَأَةٍ أَوْ رَجُلٍ. أَلَا فَالسَّمْتُ الْأَوَّلُ. أَلَا فَالسَّمْتُ الْأَوَّلُ، فَإِنَّا الْيَوْمَ عَلَى الْفِطْرَةِ»

عمرة بنت الطبيخ روت عن علي رضي الله عنه.

§عَمْرَةُ بِنْتُ الطَّبِّيخِ رَوَتْ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ الطَّبِّيخِ قَالَتْ: " انْطَلَقْتُ مَعَ جَارِيَةٍ لَنَا إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْنَا جَرِيثَةً فِي زَبِيلٍ قَدْ خَرَجَ رَأْسُهَا وَذَنَبُهَا مِنَ الزَّبِيلِ فَمَرَّ عَلِيٌّ، فَقَالَ: بِكَمْ هَذِهِ؟ §إِنَّ هَذَا لَكَثِيرٌ طَيِّبٌ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعِيَالُ ".

مريم بنت طارق روت عن عائشة رضي الله عنها.

§مَرْيَمُ بِنْتُ طَارِقٍ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فِي حَجَّةٍ حَجَجْتُهَا فِي نِسْوَةٍ مِنْ نِسَاءِ -[489]- الْأَنْصَارِ فَجَعَلْنَ يَسْأَلْنَهَا عَنِ الظُّرُوفِ الَّتِي يُنْتَبَذُ فِيهَا، فَقَالَتْ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ، §لَتَسْأَلْنَنِي عَنْ ظُرُوفٍ مَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاتَّقِينَ اللَّهَ، وَمَا أَسْكَرَ إِحْدَاكُنَّ فَلْتَجْتَنِبْهُ، وَإِنْ أَسْكَرَهَا مَاءُ حُبِّهَا فَلْتَجْتَنِبْهُ، فَإِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " قَالَ: وَالْحَدِيثُ طَوِيلٌ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ: أَمَا إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ وَمَرْيَمُ بِنْتُ طَارِقٍ حَيَّةٌ

جسرة بنت دجاجة العامرية من أهل الكوفة. روت عن أبي ذر سماعا عن عائشة.

§جَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ الْعَامِرِيَّةُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. رَوَتْ عَنْ أَبِي ذَرٍّ سَمَاعًا عَنْ عَائِشَةَ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ قُدَامَةَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ الْعَامِرِيَّةِ، §أَنَّهَا اعْتَمَرَتْ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ عُمْرَةً وَرَأَتْ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ.

ليلى بنت سعد رأت عائشة وروت عنها.

§لَيْلَى بِنْتُ سَعْدٍ رَأَتْ عَائِشَةَ وَرَوَتْ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي لَيْلَى بِنْتُ سَعْدٍ، §أَنَّهَا رَأَتْ عَائِشَةَ تُصَلِّي فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ وَإِزَارٍ مُؤْتَزِرَةً بِهِ

بركة أم محمد بن السائب بن بركة المكي روت عن عائشة وروى عن بركة ابنها محمد بن السائب.

§بَرَكَةُ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ الْمَكِّيِّ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ وَرَوَى عَنْ بَرَكَةَ ابْنُهَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ.

عمرة بنت قيس العدوية من أهل البصرة دخلت على عائشة وسألتها وسمعت منها وروت عنها.

§عَمْرَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الْعَدَوِيَّةُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَسَأَلَتْهَا وَسَمِعَتْ مِنْهَا وَرَوَتْ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ، حَدَّثَتْنَا عَمْرَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الْعَدَوِيَّةُ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْفِرَارِ مِنَ الطَّاعُونِ فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الْفِرَارُ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ» .

ظبية بنت المعلل روت عن عائشة، رضي الله عنها.

§ظَبْيَةُ بِنْتُ الْمُعَلَّلِ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ ظَبْيَةَ بِنْتِ الْمُعَلَّلِ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَجَاءَ سَائِلٌ فَأَعْطَتْهُ حَبَّةً مِنْ عِنَبٍ ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَيْنَا فَقَالَتْ: «§إِنِّي أَرَاكُنَّ تَعْجَبْنَ مِنْ هَذَا إِنَّ فِي هَذَا مَثَاقِيلُ ذَرٍّ كَثِيرَةٌ» .

دقرة أم عبد الرحمن بن أذينة لقيت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وسمعت منها وروت عنها.

§دِقْرَةُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ لَقِيَتْ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَسَمِعَتْ مِنْهَا وَرَوَتْ عَنْهَا.

أم علقمة مولاة عائشة روت عن عائشة وروى عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة أحاديث صالحة.

§أُمُّ عَلْقَمَةَ مَوْلَاةُ عَائِشَةَ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ وَرَوَى عَنْهَا ابْنُهَا عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ أَحَادِيثَ صَالِحَةً.

كبشة بنت أبي مريم روت عن أم سلمة، رضي الله عنها.

§كَبْشَةَ بِنْتُ أَبِي مَرْيَمَ رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ رَيْطَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّهُمْ سَأَلُوا أُمَّ سَلَمَةَ عَنِ الْأَشْرِبَةِ، فَقَالَتْ: أُحَدِّثُكُنَّ بِمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهُ أَهْلَهُ §كَانَ يَنْهَانَا عَنْ خَلْطِ التَّمْرِ بِالزَّبِيبِ وَأَنْ نَعْجُمَ النَّوَى طَبْخًا

صافية روت عن صفية بنت حيي، رضي الله عنها.

§صَافِيَةُ رَوَتْ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ صَافِيَةَ، سَمِعَهَا وَهِيَ تَقُولُ: §رَأَيْتُ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ صَلَّتْ أَرْبَعًا قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ وَصَلَّتِ الْجُمُعَةَ مَعَ الْإِمَامِ رَكْعَتَيْنِ ".

أم حبيب بنت ذؤيب بن قيس المزنية روت عن ابن أخي صفية عن صفية بنت حيي.

§أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ ذُؤَيْبِ بْنِ قَيْسٍ الْمُزَنِيَّةُ رَوَتْ عَنِ ابْنِ أَخِي صَفِيَّةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبِ بِنْتِ ذُؤَيْبِ بْنِ قَيْسٍ الْمُزَنِيَّةِ، وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَسْلَمَ ثُمَّ كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَخٍ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: §فَوَهَبَتْ لَنَا أُمُّ حَبِيبٍ صَاعًا حَدَّثَتْنَا عَنِ ابْنِ أَخِ صَفِيَّةَ عَنْ صَفِيَّةَ أَنَّهُ صَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أَنَسٌ: فَجَرَّبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُدًّا وَنِصْفًا بِمُدِّ هِشَامٍ.

طفيلة مولاة الوليد بن عبد الله بن جميع روت عن عائشة، رضي الله عنها وروى عنها الوليد بن عبد الله بن جميع.

§طُفَيْلَةُ مَوْلَاةُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَوَى عَنْهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ.

أم عيسى بن عبد الرحمن السلمي روت عن عائشة، رضي الله عنها وروى عنها عيسى بن عبد الرحمن السلمي.

§أُمُّ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَوَى عَنْهَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.

ابنة رقيقة أم عبد ربه بن الحكم روت عن أمها , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§ابْنَةُ رُقَيْقَةَ أُمُّ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ رَوَتْ عَنْ أُمِّهَا , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمِّي ابْنَةُ رُقَيْقَةَ، أَنَّ أُمَّهَا، أَخْبَرَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا حِينَ جَاءَ الطَّائِفَ يَبْتَغِي النَّصْرَ فَسَقَتْهُ سَوِيقًا فَقَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَعْبُدِي طَاغِيَتَهُمْ وَلَا تُصَلِّي لَهَا» ، قَالَتْ: إِذًا يَقْتُلُونِي، قَالَ: " فَإِذَا قَالُوا لَكِ ذَلِكَ فَقُولِي: رَبِّي رَبُّ هَذِهِ الطَّاغِيَةِ وَإِذَا صَلَّيْتِ فَوَلِّيهَا ظَهْرَكِ " ثُمَّ خَرَجَ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَتْ: فَأَخْبَرَنِي أَخَوَايَ سُفْيَانُ وَوَهْبٌ ابْنَا قَيْسِ بْنِ أَبَانَ قَالَا فَلَمَّا أَسْلَمَتْ ثَقِيفٌ خَرَجُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلَتْ أُمُّكُمَا؟» قُلْنَا مَاتَتْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَرَكْتَهَا، قَالَ: «لَقَدْ أَسْلَمَتْ أُمُّكُمَا إِذًا» .

تملك امرأة من أهل الكوفة قد روت عن أم سلمة وروى عنها أبو إسحاق السبيعي.

§تَمْلِكُ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَدْ رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَرَوَى عَنْهَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ تَمْلِكَ، أَنَّهَا سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: §إِذَا وَضَعْتِ السِّكِّينَ فِي الْخُبْزِ فَاذْكُرِي اسْمَ اللَّهِ وَكُلِي.

غزيلة روت عن عائشة، رضي الله عنها.

§غُزَيْلَةُ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ غُزَيْلَةَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: فَدَخَلَتْ أَمَةٌ شَابَّةٌ وَعَلَيْهَا وِشَاحَانِ، قَالَ قَابُوسُ: مِنْ هَذِهِ السُّيُورِ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَأْمُرِينَ هَذِهِ تَسْتَتِرُ؟ قَالَتْ: §إِنَّهَا لَمْ تَحِضْ بَعْدُ وَلَا بَذَاءَ بَعْدَ الْحَيْضِ وَإِنَّهَا أَمَةٌ وَحَدَّثَتْهُ أَنَّهَا عَائِشَةُ.

صفية بنت زياد روت عن ميمونة.

§صَفِيَّةُ بِنْتُ زِيَادٍ رَوَتْ عَنْ مَيْمُونَةَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ زِيَادٍ قَالَتْ: " رَأَتْنِي مَيْمُونَةُ وَأَنَا أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الْحَيْضَةِ، قَالَتْ: مَا كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا إِنَّمَا كُنَّا نَحُتُّهُ حَتًّا، قَالَتْ: وَسَمِعْتُ مَيْمُونَةَ تَقُولُ §لَا بَأْسَ بِعَرَقِ الْحَائِضِ ".

قمير امرأة مسروق روت عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

§قَمِيرُ امْرَأَةُ مَسْرُوقٍ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم.

كبشة بنت الحارث امرأة شريح.

§كَبْشَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ امْرَأَةُ شُرَيْحٍ.

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ، وَجَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، §أَنَّهُ طَلَّقَ كَبْشَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَمَتَّعَهَا بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ

أم إسماعيل بنت أبي خالد وأخته سكينة دخلتا على عائشة وسمعتا منها.

§أُمُّ إِسْمَاعِيلَ بِنْتُ أَبِي خَالِدٍ وَأُخْتُهُ سَكِينَةُ دَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ وَسَمِعَتَا مِنْهَا.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَأُخْتِهِ، أَنَّهُمَا دَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ: أَيَحِلُّ لِي أَنْ أُغَطِّيَ وَجْهِي وَأَنَا مُحْرِمَةٌ؟ §فَرَفَعَتْ خِمَارَهَا عَنْ صَدْرِهَا حَتَّى جَعَلَتْهُ فَوْقَ رَأْسِهَا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَأُخْتِهِ سَكِينَةَ §أَنَّهُمَا رَأَتَا عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ مُوَرَّدٌ وَخِمَارٌ أَسْوَدُ.

زينب امرأة قيس بن أبي حازم روت عن عائشة، رضي الله عنها وروى عنها قيس بن أبي حازم زوجها.

§زَيْنَبُ امْرَأَةُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَوَى عَنْهَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ زَوْجُهَا.

جدة صالح بن حيان روت عن صفية بنت حيي.

§جَدَّةُ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ رَوَتْ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ.

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: " §مَا كَانَ يَوْمٌ بِأَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ يَوْمٍ يَقَعُ الْجَرَادُ بِالْمَدِينَةِ تَأْمُرُنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ أَنْ أَقْلِيهِ لَهَا بِالزَّيْتِ فَتَأْكُلَهُ.

الرباب جدة عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف

§الرَّبَابُ جَدَّةُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ الرَّبَابِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ قَالَ: " §يَا جَارِيَةُ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ، قَالَتْ: لَسْتُ أُصَلِّي، قَالَ: إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ فَنَاوَلَتْهُ فَقَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُهُ عَلَى الْمِشْجَبِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ لَمْ يَتَنَاوَلْهُ ".

سلمى بنت كعب الأسدية روت عن عائشة أم المؤمنين حديثا في اللقطة من حديث عبيد الله بن موسى بن إسرائيل.

§سَلْمَى بِنْتُ كَعْبٍ الْأَسَدِيَّةُ رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثًا فِي اللُّقَطَةِ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ إِسْرَائِيلَ.

أم كلثوم امرأة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب

§أُمُّ كُلْثُومٍ امْرَأَةُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ امْرَأَةِ سَالِمٍ ثِيَابًا مُعَصْفَرَةً»

أم قيس جدة عمرو بن ميمون بن مهران روت عن مسروق.

§أُمُّ قَيْسٍ جَدَّةُ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ رَوَتْ عَنْ مَسْرُوقٍ.

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ: مَرَرْتُ عَلَى مَسْرُوقٍ بِالسِّلْسِلَةِ وَمَعِي سِتُّونَ ثَوْرًا تَحْمِلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقَالَ: مَا أَنْتِ؟ قُلْتُ: مُكَاتَبَةٌ، قَالَ: §خَلُّوا سَبِيلَهَا فَلَيْسَ فِي مَالِ الْمُكَاتَبِ زَكَاةٌ ".

فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر.

§فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.

أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ صَاحِبَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَكَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: أَرْسَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَيَّ بِدَرَجٍ فِيهِ كُرْسُفَةُ قُطْنٍ فِيهَا كَالصُّفْرَةِ تَسْأَلُهَا هَلْ تَرَى إِذَا لَمْ تَرَ الْمَرْأَةُ مِنَ الْحَيْضَةِ إِلَّا هَذَا أَنْ قَدْ طَهُرَتْ، فَقَالَتْ: لَا §حَتَّى تَرَى الْبَيَاضَ خَالِصًا ".

ندبة مولاة ابن عباس روت عن عروة، قال يعلى بن عبيد حدثنا عثمان بن الحكم عن ندبة مولاة ابن عباس أن عروة بن الزبير كان إذا خرج إلى الحج وخرج بأهله أمرهم أن يشترطوا.

§نَدْبَةُ مَوْلَاةُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَتْ عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ نُدْبَةَ مَوْلَاةِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْحَجِّ وَخَرَجَ بِأَهْلِهِ أَمَرَهُمْ أَنْ يَشْتَرِطُوا.

ميمونة بنت عبد الله بن معقل بن مقرن المزني روت عن أبيها حديثا من حديث أبي أسامة. قال محمد بن سعد: لم أسمعه منه عن عبد الله بن الوليد قال: حدثتني ميمونة بنت عبد الله بن معقل أن أباها سئل عن نقيع الزبيب فكرهه.

§مَيْمُونَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ رَوَتْ عَنْ أَبِيهَا حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ أَنَّ أَبَاهَا سُئِلَ عَنْ نَقِيعِ الزَّبِيبِ فَكَرِهَهُ.

أم ثور روى عنها جابر الجعفي وروت عن زوجها بشر أنه سأل ابن عباس في كم تصلي المرأة.

§أُمُّ ثَوْرٍ رَوَى عَنْهَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَرَوَتْ عَنْ زَوْجِهَا بِشْرٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي كَمْ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ.

هنيدة امرأة إبراهيم النخعي روى عنها شعيب بن الحبحاب.

§هُنَيْدَةُ امْرَأَةُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ رَوَى عَنْهَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ.

مليكة خالة النعمان بن قيس التي روى عنها محمد بن فضيل بن غزوان , روى عنها النعمان بن قيس أنها سألت عبيدة عن النذر.

§مُلَيْكَةُ خَالَةُ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ الَّتِي رَوَى عَنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ , رَوَى عَنْهَا النُّعْمَانُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ عُبَيْدَةَ عَنِ النَّذْرِ.

حجة بنت قرط وابنتها

§حَجَّةُ بِنْتُ قُرْطٍ وَابْنَتُهَا

رقيقة بنت عبد الرحمن أخبرنا أسباط بن محمد بن موسى بن عبيدة الربذي قال: حدثتني رقيقة بنت عبد الرحمن عن أمها حجة بنت قرط قالت: ألقي المقام من السماء

§رُقَيْقَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي رُقَيْقَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهَا حَجَّةَ بِنْتِ قُرْطٍ قَالَتْ: أُلْقِيَ الْمَقَامُ مِنَ السَّمَاءِ آخر طبقات النساء، وهو آخر كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد كاتب الواقدي، رحمهما الله تعالى، والحمد لله وحده وصلاته وسلامه على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وتابعيه وحزبه.

§1/1