الضياء اللامع من صحيح الكتب الستة وصحيح الجامع

محمد نصر الدين محمد عويضة

المقدمة

المقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي، واشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار شهادةٌ أدخرها ليومٍ تذهل فيه العقول وتشخص فيه الأبصار شهادةٌ أرجو بها النجاةَ من دار البوار وأؤمل بها جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، هو الأولُ فليس قبله شيء والآخرُ فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء، ليس كمثلهِ شيء وهو السميع البصير وأشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى المختار الماحي لظلام الشرك بثواقب الأنوار صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه البررة الأطهار صلاةً تدوم بتعاقب الليل والنهار. (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). ... [آل عمران ـ102] (يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاً) [النساء/ 1] (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب 70 - 71] أما بعد [*] لما كان زادُ الداعيةِ إلى الله - بعد تقوى الله - أن يكونَ على علمٍ صحيح مرتكزٍ على الكتاب والسنةِ الصحيحةِ حيث يستمدُ من نورهما نوراً ومن ضيائهماً لمعانًا ليضئ له الطريق في الدعوةِ إلى الله على بصيرة امتثالا لقوله تعالى: (قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة: يوسف - الآية: 108]

[*] ولما كان الكتاب والسنة لطالب العلم كالجناحين للطائر يتمسك بهما ويعض عليهما بالنواجذ لأن ذلك سبيل النجاةِ من الضلال لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ثبت في صحيح الجامع عن أبى هريرة رضي الله عنه (تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض) ولأنه يجب على طالب العلم أن يتمسك بالوحيين كليهما (الكتاب والسنة) وليس الكتاب فقط لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ثبت فى صحيح أبي داوود عن المقدام ابن معد يكرب رضي الله عنه (ألا وإني أوتيتُ القرآنَ ومثلَه معه) ولأن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرم الله بنص السنة الصحيحة كما في الحديث الآتي: (حديث المقدام ابن معد يكرب رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يوشك الرجل متكئاً على أريكته يُحَدَثُ بحديثٍ من حديثٍ فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه وما وجدنا فيه من حرامٍ حرمناه، ألا وإن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرم الله) ، ولذا كان السلف الصالح يدعون إلى التمسك بالوحيين كليهما ويضللون من يتمسك بالكتاب فقط , قال أبو قلابة: إذا رأيت رجل يقول هات الكتاب ودعنا من السنة فاعلم أنه ضال. وقال الإمام احمد رحمه الله: دين النبي محمدٍ أخبارُ ... نعم المطيةُ للفتى الآثارُ لا ترغبَنَّ عن الحديثِ وأهله ... فالرأيُ ليلٌ والحديثُ نهارُ وقال الشافعي رحمه الله كُلُ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ ... إلا الحديثِ وعلم الفقه في الدين العلمُ ما كان فيه قال حدثنا ... وما سوى ذاك وسواسِ الشياطين لهذه الأسبابِ مجتمعة رأيت أن أقدم هذا الجهدَ المُقل المسمى (الضِيَاءُ اللامِعُ من صحيحِ الكتبِ الستةِ وصحيحِ الجامع) عساه أن يكون عوناً بعد الله تعالى لكل طالب علم في فروع العلم المختلفة مبتدأً بالأهم فالمهم فأبدأ بأحاديث التوحيد لأن التوحيد مُقَدَّمٌ على العمل والأصلُ الذي يترتبُ عليه غيره إذ لا ينفع مع الشركِ عمل، ثم أحاديث الفقه لأن الفقه هو أول ما يجب على العبد أن يتعلمه من دينه بعد التوحيد لأنه لا يتحقق للعبد متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عباداته ومعاملاته إلا عن طريق الفقه، ثم أنتقل إلى أحاديث الفضائل ليتحلى بها طالب العلم ثم أعقبها

أحاديث الرذائل ليتخلى عنها فيكون هذا الكتاب عوناً بعد الله تعالى للداعيةُ إلى الله في كل ما يحتاجه من أدلة من السنة الصحيحة في فروع العلم ُمَرتَبَة حسب أهميتها مما يُؤهله إلى الدعوة إلى الله على بصيرة. عملي في هذا الكتاب: (1) إيراد صفوة الأحاديث الصحيحة من الكتب الستة وصحيح الجامع مرتبة على كتب العلم حسب الأهم فالمهم من العلوم الشرعية فأبدأ بالتوحيد ثم الفقه ثم الفضائل، راجياً الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب عوناً لطالب العلم _ بعد الله تعالى _ في الحصول على بُغْيَتِه من الحديث الصحيح في شتى أبواب العلم. (2) أنني لا أورد حديثاً إلا عزوته إلى بعض الكتب الصحيحة على المنهج الآتي: ما كان في الصحيحين أو أحدهما أكتفي بذلك، وما لم يكن في الصحيحين أو أحدهما أعزوه إلى صحيح السنن الأربعة إن كان موجوداً بها كلها، وإن كان موجوداً في بعضها فإنني أعزوه إلى كتابين فقط منهم وإن كان موجوداً في ثلاث، وإن كان موجوداُ في كتاب واحد منهم أعزوه إليه، وهكذا تجدني أقدم الكتب الستة على غيرها لأنها عماد طالب العلم في الحديث - بعد الله تعالى -، وما لم يكن في الكتب الستة فإنني أعزو الحديث إلى غيرها من الكتب الصحيحة ولا سيما صحيح الجامع، ونادراً ما أذكر صحيح الأدب المفرد أو السلسلة الصحيحة، (فيكون أغلب الأحاديث الصحيحة التي أذكرها من الكتب الستة وصحيح الجامع) كما أنك تجدني أيها القارئ الكريم أُحِيلُ في تصحيح الحديث وتضعيفه على العلامةِ الضياءِ اللامعِ الشيخ الألباني حفظه الله، ونحن حينما نحيل على الشيخ الألباني فإننا - ولاشك - نحيلُُ على مَلِيٍّ لأنه كوكبُ نظائره وزهرةُ إخوانه في هذا الشأن في زماننا هذا العالم الجليل الذي وسَّع دائرةَ الاستفادةِ من السنة بتقديمه مشروع (تقريب السنة بين يدي الأمة) ذلك المشروع الذي بذل فيه أكثر من أربعين عاما، ومن أراد أن يعرف هذه الفائدة العظيمة فلينظر على سبيل المثال إلى السنن الأربعة التي ظلَّت مئات السنين محدودة الفائدة جداً حيث كانت الاستفادة منها مقتصرة على من كان له باع في تصحيح الحديث وتضعيفه ولكن بعد تقديم الشيخ الألباني لصحيح السنن الأربعة اتسعت دائرة الاستفادة حتى تعم كل طالب عالمٍ أراد أن يستفيد، وهذا ولا شك فائدة عظيمة جداً عند من نور الله بصيرته وأراد الإنصاف، ومن المؤسف في زماننا هذا أن نرى بعض طلبة العلم ممن لا يُقًامُ لهم وزناً في العلم يتطاولون

على الشيخ الألباني ويجترئون عليه ويترقبون له الهفوات ويتصيدون له الأخطاء ويلتمسون العثرات ليشهروا به وهذا - ولا شك - يدل على فسادِ النية وسوء الطوية وسقامةِ الضمائر ولؤم السرائر ويدل كذلك على أن قلبه أخلى من جوف البعير، إذ لو تعلم العلم لعلم أن من أدب العلم التوادَ فيه، ولقد كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يأخذ بركاب زيد ابن ثابت - رضي الله عنه - ويقول هكذا أًمِرْنا أن نفعل بالعلماء، وكان الشافعي رحمه الله يقول لعبد الله ابن الإمام أحمد: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل يوم عند السحر، ولا أدري كيف سوَّلت لهم أنفسهم أن يتطاولوا على عالم صاحب حديث رسول الله أكثر من نصف قرن ولا أدري كيف يتطاولون على العَالِم والكتاب والسنة طافحين بما يدل على احترام أهل العلم وتوقيرهم، ألا فليحذر طالب العلم من أن يكون سيئ الخلق ناطحاً للسحاب يترقب للعالم الهفوات ويلتمس العثرات ليشهر به فإن ذلك ينقصُ من مقدار التقوى عنده مما يكون سبباً في حرمانه من العلم، بل ينبغي لطالب العلم أن يكون كريمَ الطباع حميدَ السجايا مهذبَ الأخلاق سليمَ الصدر مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر إذا تكلم غنم وإذا سكت سلم وينبغي له أن يعرف أن العالم مع جلالته وعظم قدره قد يخطأ في اجتهاده فإن لكل جوادٍ كبوة ولكل عالم هفوة وسبحان من له الكمال، فلا يكن خطأ العالم سبب لانتقاصك لحقه أو فرصة للنيلِ منه، وليكن نصب عينيك أن العالم مثابٌ على اجتهاده سواء أصاب أم أخطأ وحسبُك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الثابت في الصحيحين عن عبد الله ابن عمرو - رضي الله عنهما -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر.، ثم عليك بعد ذلك أن تترك العالم هو الذي يحكم على العالم و أخرج من بين النسور ولا تناطح السحاب. هذا والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم وسبباً لنيلِ جناتِ النعيم وأن يعصمني وقارئه من الشيطان الرجيم، وما كان في هذا الكتاب من صوابٍ فمن الواحد المنان، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، والله برئ منه وأنا راجعٌ عنه بإذن الله، فنسأل الله أن يحملنا على فضله ولا يحملنا على عدله إنه سبحانه على من يشاءُ قدير وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. أبو رحمة / محمد نصر الدين محمد عويضة المدرس بالجامعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة فرع مدركة ورهاط وهدى الشام 10/ 9/1417 هجرية

كتاب التوحيد

{ ... كتاب التوحيد} باب: التوحيد أول ما يجب أن يتعلمه العبد من دينه قال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنّهُ لاَ إِلََهَ إِلا اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) (محمد / 19) (حديث ا بن عباس في الصحيحين) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ ابن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسَ صلواتٍ في كل يومٍ وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتُردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوةَ المظلومِ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان) (حديثُ جندب ابن عبد الله صحيح ابن ماجة) قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن فتيانٌ حزَاوِرَة، فتعلمنا الإيمانَ قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآنَ فازددنا به إيمانا. باب: من أنواع التوحيد توحيد الربوبيةِ قال تعالى (ألا له الخلقُ والأمر) {الأعراف / 54}

باب: من أنواع التوحيد توحيد الألوهية

والأمرُ هنا معناه التدبير. و قال تعالى (لله ملك السموات والأرض) {المائدة / 17} (حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي). باب: من أنواع التوحيد توحيد الألوهية قال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلََهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلََهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران /18) وقال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنّهُ لاَ إِلََهَ إِلا اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) (محمد / 19) (حديثُ عُبَادةَ ابن الصامت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شهدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ له وأن محمداً عبدُ الله ورسولُه وأن عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه والجنةُ حقٌ والنارُ حقٌ أدخله الله الجنةَ على ما كان من العمل. باب: من أنواع التوحيد توحيد الأسماء والصفات (حديث ابن مسعود في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِ اسمٌ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدٌ من خلقك أن تجعل

باب: أصحاب التوحيد يفوزون بخيري الدنيا والآخرة

القرآن العظيم ربيع قلوبي ونورَ بصري وجلاء حزني وذهاب همِّي إلا أذهب الله همَّه وأبدله مكانه فرجاً. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. باب: أصحابُ التوحيدِ يفوزون بخيري الدنيا والآخرة قال تعالى: (الّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوَاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلََئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مّهْتَدُونَ) (الأنعام /82) وقال تعالى: (قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلََهُكُمْ إِلََهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا) (الكهف /110) (حديثُ ابن مسعودٍ في الصحيحين) قال لما نزلت: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. شق ذلك على المسلمين وقالوا أينا لم يظلم نفسه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تُشركْ بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم. لا يقبلُ الله تعالى العملَ إلا من الموحدين قال تعالى: (قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلََهُكُمْ إِلََهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ. (حديثُ أبي هريرةَ صحيح مسلم): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاءِ عن الشرك، من عمل عملاً أشركَ فيه معي غيري تركته وشركه. (حديثُ جندب ابن عبد الله في الصحيحين): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من سمَّعَ سمَّعَ الله به ومن يُرائي يُرائي الله به.

باب: أصحاب التوحيد يفوزون بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -

(حديثُ أبي أُمامة صحيح النسائي): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله تعالى لا يقبلُ من العملِ إلا ما كان خالصاً وابتُغيَ به وَجهُهُ. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار. باب: أصحابُ التوحيدِ يفوزون بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - (حديثُ أبي هريرة في الصحيحين): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكلِ نبيٍ دعوةٌ مستجابةٌ فتعجَّلَ كل نبيٍ دعوته، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعةٌ لأُمتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ إن شاء الله من مات من أمتي لا يشركْ بالله شيئاً. (حديثُ أبي هريرة صحيح البخاري): قال. قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ لقد ظننتُ يا أبا هريرةَ أن لا يسأ لني عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ منك لما رأيتُ من حرصكَ على الحديث، أسعدُ الناسِ بشفاعتي يوم القيامةِ من قال لا إ له إ لا الله خالصاً من قِبِلِ نفسه. باب: أصحابُ التوحيد لا يخلدون في النار

باب: تكفير الذنوب لأصحاب التوحيد

(حديثُ أنس في الصحيحين): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاذَ رَدِيفه على الرحل، قال يا معاذ: قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال:، يا معاذ، قال لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً) قال: ما من أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار، قال يا رسول الله أفلا أخبرُ به الناسَ فيستبشرون؟ قال: إذاً يتكلوا. وأخبر بها معاذ ٌ عند موته تأثما ً. (حديثُ أبي ذرٍ في الصحيحين): قال أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبٌ أبيض وهو نائم ثم أتيتهُ وقد استيقظ فقال: ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا أدخله الله الجنة. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق على رغمِ أنفِ أبي ذر. (حديثُ أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزنُ شُعيرةِ من خير، ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزن بُرةٍ من خير، ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزنِ ذَرةٍ من خير. (حديثُ أبي سعيدٍ صحيح الترمذي): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرجُ من النارِ من كان في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ من إيمان. باب: تكفيرُ الذنوب لأصحاب التوحيد (حديثُ عُبَادةَ ابن الصامت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شهدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ له وأن محمداً عبدُ الله ورسولُه وأن عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه والجنةُ حقٌ والنارُ حقٌ أدخله الله الجنةَ على ما كان من العمل. (حديثُ أنس صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يَقُولُ: "قالَ الله تَبَارَكَ وتعَالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً".

باب: حق الله على العباد وحق العباد على الله

باب: حقُ الله على العبادِ وحقُ العبادِ على الله (حديثُ معاذ ابن جبل في الصحيحين) قال: كنتُ رَدِيفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمارٍ يُقَالُ له عُفَيْر، فقال لي يا معاذ: أتدري ما حقُ اللهِ على العبادِ وما حقُ العبادِ على الله؟ قلتُ الله ورسوله أعلم. قال فإن حق الله على العبادِ أن يعبدوه ولا يشرِكوا به شيئاً، وحقُ العبادِ على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً، قلتُ يا رسولَ الله أفلا أبشِّرْ به الناس؟ قال لا تبشرْهم فيتكلوا. باب: من التوحيدِ أن تشهدَ أن عيسى عبدُ اللهِ ورسوله قال الله تعالى: (إِنّ مَثَلَ عِيسَىَ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [آل عمران /59] (حديثُ عُبَادةَ ابن الصامت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شهدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ له وأن محمداً عبدُ الله ورسولُه وأن عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه والجنةُ حقٌ والنارُ حقٌ أدخله الله الجنةَ على ما كان من العمل. باب: من حقَّق التوحيدَ دخلَ الجنةَ بغيرِ حساب (حديثُ ابن عباس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عُرِضت عليَّ الأمم فجعل يمرُ النبي معه الرجل والنبيُ معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد، ورأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فرجوتُ أن تكون أمتي فقِيل هذا موسى وقومه، ثم قِيل ليَ انظر هكذا وهكذا فرأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فقِيل هؤلاء أمتُك ومع هؤلاءِ سبعون ألفاً يدخلون الجنةَ بغيرِ حساب فتفرَّقَ الناسُ ولم يبينْ لهم، فتذاكرَ أصحابُ النبيِ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا نحن وُلدنا في الشرك ولكن هؤلاء أبناؤنا، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال {هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم

باب: أصحاب التوحيد لا يخلدون في النار

يتوكلون} فقام عُكَّاشةُ ابن مِحصن فقال: أمنهم أنا يا رسولَ الله؟ قال: أنت منهم، فقام آخر فقال أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عُكَّاشة. (حديث أَبَي أُمَامَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" وعدني رَبِّىأَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ ". باب: أصحاب التوحيد لا يُخَلَدون في النار (حديثُ أبي ذرٍ الثابت في الصحيحين) قال أتيتُ النبيَ - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبٌ أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنةَ، قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رَغمِ أنفِ أبي ذر. (حديثُ أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرجُ من النار من قال لاإله إلا الله وفي قلبه وزنُ شُعَيْرَةٍ من خير، ويخرجُ من النارِ من قال لاإله إلا الله وفي قلبه وزنُ بُرَةٍ من خير ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرةٍ من خير. (حديثُ أبي سعيدٍ في صحيحِ الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يخرجُ من النارِ من كان في قلبه مِثقالُ ذرةٍ من إيمان. باب: التطيرُ يُنافي التوحيد (حديثُ أبي هريرةَ في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عدوى ولا طِيَرَة ولا هامةُ ولا صفر وفرَّ من المجذومِ فرارك من الأسد.

باب: لماذا نخاف من الشرك

باب: لماذا نخافُ من الشِرْك قال تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَىَ إِثْماً عَظِيماً) [سورة: النساء (النساء / 48) وقال تعالى) إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة / 72) وقال تعالى (وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر / 65) وقال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ اجْعَلْ هََذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيّ أَن نّعْبُدَ الأصْنَامَ) (إبراهيم / 35) (حديثُ ابن عباس في صحيحِ الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الشركُ في أمتي أخفى من دبيبِ النملِ على الصفا. (حديث أبي سعيد في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ ". قالوا: بلي. قال: " الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يري من نظر رجل. (حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء. باب: حكم من تعلق تميمةً لرفعِ البلاءِ أو دفعه (حديثُ عقبة ابن عمر في السلسلةِ الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من تعلَّق تميمةً فقد أشرك. (حديث ابن مسعود في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الرُقى والتمائمَ والتِوَلَةَ شرك. (حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ ".

باب: حكم الرقى

(حديث رُوَيْفِع بن ثابت رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رُوَيْفِع لعل الحياة ستطول بك بعدي فأخبر الناس أنه من عقد لحيته أو تقلد وترا أو استنجى برجيعِ دابة أو عظم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم منه بريء. باب: حكم الرُقَى (حديث عوف ابن مالك في صحيحِ مسلم) قال كُنا نَرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ قال: أعرضوا عليَّ رُقاكم لابأس بالرُقى ما لم يكن شركاً. (حديث عائشةَ في الصحيحين) قالت كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى مريضاً أو أُتِيَ به إليه قال: أذْهِب البأس ربِ الناس اشفِ أنت الشافي لاشفاء إلا شفاءك شفاءاً لايُغادرُ سقماً. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول للمريض: بسم الله تُرْبةُ أرضنا بريقةِ بعضنا يُشفى سقِيمنا بإذن ربنا. (حديث أبي سعيد في صحيح مسلم) أن جبريل عليه السلام أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا محمدُ أشتكيت؟ قال نعم، قال بسم الله أرقيك من كل شئٍ يُؤذيك ومن شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك بسم الله أرقيك. (حديث ابن مسعود في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الرُقى والتمائمَ والتِوَلَةَ شرك. باب: من تبرك بحجرٍ أو شجرٍ ونحوه قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّىَ، وَمَنَاةَ الثّالِثَةَ الاُخْرَىَ) (النجم/ 19،20) (حديث أبي واقدٍ في صحيح الترمذي) قال خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حُنين ونحن حُدثاء عهدٍ بكفر وللمشركين سِدْرَةٌ يعكفون عندها وينُطون بها أسلحتهم يُقال لها ذاتُ أنواط، فمررنا بسدرةٍ فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله أكبر- إنها السُنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون، لتركبُن سنن من قبلكم.

حكم التولة

حكم التِّوَلة (حديث ابن مسعود صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك. باب ما جاء في الذبحِ لغير الله قال تعالى: (قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ) [سورة: الأنعام / 162] (حديث علي في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى مُحِْدثاً، ولعن الله من غيَّرَ مَناطَ الأرض. باب: لا يُذبح بمكان كان يُذبحُ فيه لغيرِ الله (حديث ثابت ابن الضحاك في صحيح أبي داوود) قال نذر رجلٌ أن ينحر إبلاً ببوانة فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل كان فيها وثنٌ من أوثانِ الجاهليةِ يُعبد؟ قال لا، قال: فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قال لا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوفِ بنذرك فإنه لا وفاءَ لنذرٍ في معصيةِ الله ولا فيما لا يملكُ ابن آدم. باب: حكم النذرِ لغيرِ الله قال تعالى: (وَمَآ أَنفَقْتُمْ مّن نّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مّن نّذْرٍ فَإِنّ اللّهَ يَعْلَمُهُ) [سورة: البقرة / 270] قال تعالى: (يُوفُونَ بِالنّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرّهُ مُسْتَطِيراً) [سورة: الإنسان / 7] (حديث عائشة في صحيحِ البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نذر أن يطيع الله فلْيُطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه.

باب: حكم الاستعاذة بغير الله

باب: حكم الاستعاذة بغير الله قال تعالى قال تعالى: (وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة: فصلت - الآية: 36] قال تعالى: (وَأَنّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الْجِنّ فَزَادوهُمْ رَهَقاً) [سورة: الجن / 6] (حديث خولة بنت حكيمٍ السُلَمِية في صحيح مسلم) أن النبي ... - صلى الله عليه وسلم - قال: من نزل منزلاً فقال أعوذُ بكلماتِ الله التاماتِ من شر ما خلق لم يضره شئٌ حتى يرتحل من منزله ذلك. (حديث ابن عباس في صحيح البخاري) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ الحسنَ والحسين ويقول كان أبا كما يُعَوِّذُ بهما إسماعيلَ وإسحاق {أعوذُ بكلمات الله التامة من شر كلِ شيطانٍ وهامة ومن كلِ عينٍ لامة} باب: حكم دعاء غير الله قال تعالى: (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّه إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 117] (حديث النعمان ابن بشير في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدعاء هو العبادة. باب: حكم الاستغاثة بغير الله قال تعالى: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنّكَ إِذاً مّنَ الظّالِمِينَ) [سورة: يونس / 106]

باب: جواز التوسل بالإيمان بالله وبرسوله

قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: يونس / 107] قال تعالى: (إِنّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنّ الّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُواْ عِندَ اللّهِ الرّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة: العنكبوت / 17] قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلّ مِمّن يَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَن لاّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) [سورة: الأحقاف 5، 6] قال تعالى: (أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الأرْضِ أَإِلََهٌ مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ) [سورة: النمل / 62] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) قال قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُنزل عليه (وأنذر عشيرتك الأقربين) فقال: يا معشرَ قريشٍ - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من اتلله شيئاً، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفيةُ عمةُ رسولِ الله لا اغني عنكِ من الله شيئاً، ويا فاطمةُ بنتِ محمدٍ سليني من مالي ما شئتِ لا أغني عنكِ من الله شيئاً. (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: على كل مسلمٍ صدقة، قالوا يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدَّق. قالوا فإن لم يجد؟ قال: يُعينُ ذا الحاجةِ الملهوفِ فإنه له صدقة. قالوا فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروفِ وليُمسك عن الشرِ فإنه له صدقة. باب: جواز التوسل بالإيمانِ بالله وبرسوله (حديث بُريدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحدُ الصمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كفواً أحد فقال: لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب وإذا سُئِلَ به أعطى.

باب: جواز التوسل بالأعمال الصالحة

باب: جواز التوسل بالأعمال الصالحة (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل، فانحطت عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه. فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت أخرج فأرعى، ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب، فآتي أبواي فيشربان، ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي، فاحتبست ليلة، فجئت فإذا هما نائمان، قال: فكرهت أن أوقظهما، والصبية يتضاغون عند رجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما، حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، قال: ففرج عنهم. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار، فسعيت حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركتها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا فرجة، قال: ففرج عنهم الثلثين. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته، وأبى ذلك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، حتى اشتريت منه بقرا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد الله أعطيني حقي، فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: فقلت: ما أستهزئ بك ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، فكشف عنهم). باب: جواز التوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - يوم كان حياً (حديث عطاء ابن أبي رباح في الصحيحين) قال: قال لي ابن عباس رضيَ الله عنهما ألا أُريك امرأةً من أهل الجنة؟ قلتُ بلى، قال هذه المرأةُ السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إني أُصرع

باب: الشفاعة

وإني أتكشف فادعُ الله لي. قال إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله أن يُعافيكِ فقالت أصبر، فقالت إني أتكشف فادعُ الله لي ألا أتكشف فدعا لها. باب: الشفاعة قال تعالى: (وَكَمْ مّن مّلَكٍ فِي السّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىَ) (النجم / 26) (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكل نبيٍ دعوةٌ لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته و إني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا. (حديثُ أبي هريرة صحيح البخاري): قال. قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ لقد ظننتُ يا أبا هريرةَ أن لا يسأ لني عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ منك لما رأيتُ من حرصكَ على الحديث، أسعدُ الناسِ بشفاعتي يوم القيامةِ من قال لا إ له إ لا الله خالصاً من قِبِلِ نفسه. (حديث أنس في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمتي. [*] أولاً الشفاعة العظمى: قال تعالى: (وَمِنَ الْلّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لّكَ عَسَىَ أَن يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقَاماً مّحْمُوداً) (الإسراء / 79) (حديث جابر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة. (حديث ابن عمر في صحيح البخاري) قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.

رابعا: خروج أقوام من النار برحمة الله بدون شفاعة الشافعين

(حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل. [*] ثانياً شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في استفتاح باب الجنة: (حديث أنس في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الناس تبعاً. (حديث أنس في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: آتي باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. [*] ثالثاً: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في إخراج الموحدين من النار: (حديث أنس في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرج قومٌ من النار بعد ما مسهم منها سفعٌ فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين. (حديث أبي سعيد في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان. رابعاً: خروج أقوامٌ من النار برحمة الله تعالى بدون شفاعة الشافعين:

خامسا: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تخفيف عذاب أبي طالب:

(حديث أبي سعيدٍ في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار: بقيت شفاعتي فيقبضُ قبضةً من النار فيخرج أقواماً قد امتحشوا فيُلقون في نهرٍ بأفواه الجنة يُقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل. [*] خامساً: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تخفيف عذاب أبي طالب: (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر عنده عمه 0فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه - يعني أبا طالب -. باب: أسعد الناس بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه. باب: هداية التوفيق بيد الله تعالى وحده (حديث سعيد ابن المسيَّب عن أبيه الثابت في الصحيحين) قال لما حضرت أبا طالبٍ الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عم قل لا إله إلا الله كلمةً أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغبُ عن ملةِ عبد المطلب؟، فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعيدُ له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملةِ عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما والله لأستغفرنَّ لك ما لم أُنه عنك فأنزل الله تعالى: (مَا كَانَ لِلنّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوَاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوَاْ أُوْلِي قُرْبَىَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [سورة: التوبة - الآية: 113]

التحذير من الغلو في الصالحين وأنه سبب كفر بني آدم

التحذير من الغلو في الصالحين وأنه سبب كفر بني آدم قال تعالى يقول: (يَأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاّ الْحَقّ) [النساء/171] (حديث ابن عباس في صحيح البخاري) في قوله تعالى وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً، قال هذه أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عُبدت. (حديث عمر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تطروني لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله و رسوله. (حديث عبد الله ابن الشخير في صحيح أبي داوود) قال انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا أنت سيدنا فقال: السيد الله تبارك وتعالى، قلنا وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان. (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي النسائي و ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: غداة العقبة وهو على ناقته اُلقُطْ لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخَذْف، فجعل ينفضُهُنَّ في كفه ويقولُ (أمثال هؤلاء فارْموا) ثم قال (يا أيها الناس إياكم والغلوَّ في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هلك المتنطعون، قالها ثلاثاً. باب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند القبر

باب: لا تجعلوا قبري عيدا

(حديث عائشة في الصحيحين) أن أم سلمة ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوْا على قبره مسجداً وصوَّروا فيه تلك الصور أولئك شرارُ الخلق عند الله يوم القيامة. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه الذي مات فيه لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا. باب: لا تجعلوا قبري عيداً (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تجعلوا بيوتكم قبورا و لا تجعلوا قبري عيدا و صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم. باب: لا يجوز شدِّ الرحال إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد الأقصى. باب: ما جاء في أن بعض هذه الأمة يعبدُ الأوثان قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاءِ أَهْدَىَ مِنَ الّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً) [سورة: النساء / 51] (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضَبٍ لسلكتموه قالوا: اليهود و النصارى؟ قال: فمن؟.

باب ما جاء في السحر

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقوم الساعة حتى تضطرب ألياتُ نساءِ دوسٍ على ذي الخلصة، وذي الخلصةِ طاغيةُ دَوسٍ التي كانوا يعبدون في الجاهلية. (حديث ثوبان رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. باب ما جاء في السحر قال تعالى: (وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلََكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [البقرة 102] (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُحِر حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وأنه قال لها ذات يومٍ: أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال ما وجع الرجل؟ قال مطبوب، قال من طبَّه؟ قال لبيد ابن الأعصم في مشطٍ ومشاطةٍ وفي جف طلع ذكر من بئر زَرْوَان. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

باب: من أنواع السحر

باب: من أنواع السحر (حديث ابن عباس في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اقتبس شعبةً من النجوم فقد اقتبس شعبةً من السحر زاد ما زاد. (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أنبئكم ما العَضَةُ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي: (إن من البيان لسحرا). باب: إن العيافة والطرْق والطِيرَةَ من الجبت (حديث أبو عبد الله الهلالي في صحيح ابن حبان) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العيافة والطرْق والطِيرَةَ من الجبت. باب: حكم من أتى كاهنا (حديث صفية بنت أبي عُبيد في صحيح مسلم) عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.

باب: حكم النشرة

باب: حكم النُشرة (حديث جابر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سئل عن النُشرة قال هي من عمل الشيطان. باب: حكم التطير قال تعالى: (أَلآ إِنّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلََكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [سورة: الأعراف / 131] قال تعالى: (قَالُواْ طَائِرُكُم مّعَكُمْ أَإِن ذُكّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مّسْرِفُونَ) [يس / 19] (حديثُ أبي هريرةَ في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عدوى ولا طِيَرَة ولا هامةُ ولا صفر وفرَّ من المجذومِ فرارك من الأسد. (حديثُ ابن مسعود في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال الطِيَرَة شرك - ثلاثاً - وما منا إلا 000 ولكن يُذْهبه الله بالتوكل. (حديثُ عبد الله ابن عمرو في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من ردَّتْه الطِيَرَةُ عن حاجته فقد أشرك. قلتُ فما كفارةُ ذلك؟ قال: أن تقول اللهم لاخيرَ إلا خيْرُك ولا طَيرَ إلا طَيْرُك ولا إله غيرُك. باب: حكم الاستسقاء بالنجوم قال تعالى: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ) [الواقعة / 82] (حديث أبي موسى في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم والنياحة. (حديث زيد بن خالد الجُهني في الصحيحين) قال صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثرِ سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر فأما من

باب: مقامات الإيمان

قال: مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب و أما من قال: مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي و مؤمن بالكواكب. باب: مقامات الإيمان قال تعالى: (أُولََئِكَ الّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىَ رَبّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُوراً) [سورة: الإسراء - الآية: 57] (حديث ابن مسعود في صحيح البخاري) قال [أُولََئِكَ الّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىَ رَبّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. باب: إفراد محبة العبودية بالله سبحانه قال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [سورة: البقرة - الآية: 165] قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبّ إِلَيْكُمْ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة / 24] باب: تقديم محبة رسوله على المال والولد والناس أجمعين (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار.

باب: الحب في الله أوثق عرى الإيمان

(حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". (حديث عمر في صحيح البخاري) أن عمر رضي الله عنه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنك لأحب إلى من كل شيء إلا من نفسي. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. قال: الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الآن يا عمر " باب: الحب في الله أوثق عرى الإيمان (حديث أبي أمامة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحب لله و أبغض لله و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان. (حديث ابن عباس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله عز و جل. فصلٌ: في الخوف قال تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الأنفال / 2] و قال تعالى: (إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ) [آل عمران / 175] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها. (حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل، توضع في أخمص قدميه جمرة، يغلي منها دماغه، ما يرى أن أحداً أشدَّ منه عذاباً وإنه لأهونهم عذابا. (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا). قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين.

(حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حِقْوَيْه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تدرون ما هذا؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم، قال هذا حجر ُرِمىَ به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوى في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها فسمعتم وَجْبَتَها. (حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ أَلاَ إِنّ سِلْعَةَ الله غَالِيَةٌ أَلاَ إِنّ سِلْعَةَ الله الْجَنّةُ". (حديث جابر رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى و جبريل كالحِلْسِ البَالِي من خشية الله تعالى. (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تحشرون حفاة عراة غُرْلاً). قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: (الأمر أشد من أن يهمهم ذاك). (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، قال: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةَ مثل ذلك، ثم يُرسل الله المَلَك فينفُخُ فيه الروح ويُؤْمَرُ بأربعِ كلمات: بكتب رزقه وأجله وعملهِ وشقي أو سعيد، فوالله إن أحدكم

فصل: في الرجاء

ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها). (حديث شداد بن أوس رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: و عزتي و جلالي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمعُ عبادي و إن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمعُ عبادي. فصلٌ: في الرجاء قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ) [الأعراف / 156] قال تعالى: (قُلْ يَعِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رّحْمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [الزمر / 53] (حديثُ عُبَادةَ ابن الصامت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شهدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ له وأن محمداً عبدُ الله ورسولُه وأن عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه والجنةُ حقٌ والنارُ حقٌ أدخله الله الجنةَ على ما كان من العمل. (حديثُ أنس صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يَقُولُ: "قالَ الله تَبَارَكَ وتعَالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً". (حديثُ أنس في الصحيحين): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاذَ رَدِيفه على الرحل، قال يا معاذ: قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال:، يا معاذ، قال لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً) قال: ما من أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار، قال يا رسول الله أفلا أخبرُ به الناسَ فيستبشرون؟ قال: إذاً يتكلوا. وأخبر بها معاذ ٌ عند موته تأثما ً. (حديثُ معاذ ابن جبل في الصحيحين) قال: كنتُ رَدِيفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمارٍ يُقَالُ له عُفَيْر، فقال لي يا معاذ: أتدري ما حقُ اللهِ على العبادِ وما حقُ العبادِ على الله؟ قلتُ الله ورسوله

أعلم. قال فإن حق الله على العبادِ أن يعبدوه ولا يشرِكوا به شيئاً، وحقُ العبادِ على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً، قلتُ يا رسولَ الله أفلا أبشِّرْ به الناس؟ قال لا تبشرْهم فيتكلوا. (حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي). (حديث أَنَسٍ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) "أَنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ على شَاب وهُوَ في المَوْتِ فقَالَ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قالَ والله يا رسولَ الله إنّي أرْجُو الله وإنّي أَخَافُ ذُنُوبِي. فقَالَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْد في مِثْلِ هَذَا المَوْطِنِ إلاّ أَعْطَاهُ الله مَا يَرْجُو، وآمَنَهُ مِمّا يَخَافُ". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار). (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين):أن أناسا من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. ونزل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وَلَجَاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي

باب: في الجمع بين الخوف والرجاء

رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}. (حديث أبي موسى رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار. (حديث أبي موسى رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. باب: في الجمع بين الخوف والرجاء قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ) [الأنبياء / 90] و قال تعالى: (تَتَجَافَىَ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [السجدة / 16] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار). (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. (حديث ابن مسعود في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).

باب: التوكل على الله تعالى

(حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الكبائر: الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله. باب: التوكل على الله تعالى قال تعالى: (الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران /173، 174] قال تعالى: (وَتَوَكّلْ عَلَى الْحَيّ الّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبّحْ) [الفرقان / 58] قال تعالى: (وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [إبراهيم / 11] قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق / 3] (حديثُ ابن عباس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عُرِضت عليَّ الأمم فجعل يمرُ النبي معه الرجل والنبيُ معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد، ورأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فرجوتُ أن تكون أمتي فقِيل هذا موسى وقومه، ثم قِيل ليَ انظر هكذا وهكذا فرأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فقِيل هؤلاء أمتُك ومع هؤلاءِ سبعون ألفاً يدخلون الجنةَ بغيرِ حساب فتفرَّقَ الناسُ ولم يبينْ لهم، فتذاكرَ أصحابُ النبيِ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا نحن وُلدنا في الشرك ولكن هؤلاء أبناؤنا، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال {هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون} فقام عُكَّاشةُ ابن مِحصن فقال: أمنهم أنا يا رسولَ الله؟ قال: أنت منهم، فقام آخر فقال أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عُكَّاشة. (حديثُ جابر في صحيح البخاري) قال كان رسولُ الله يُعلمُنا الاستخارة في الأمورِ كلها كالسورةِ من القرآن، إذا همَّ أحدكم بالأمرِ فليركع ركعتين من غيرِ الفريضةِ ثم يقول: اللهم إني أستخِيرُك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدرُ ولا أقدرُ وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علاَّمُ الغيوب، اللهم إن كنت تعلمُ أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري _ أو قال عاجل أمري وآجله _ فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمرَ شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفْه عني واصرفني عنه ثم ارضِني به، ويُسَمِّي حاجته.

باب: الإيمان نصف صبر ونصف شكر

(حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {حسبنا الله ونعم الوكيل}. قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}. (حديث عُمَرَ بنِ الْخَطّابِ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَوْ أَنّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكّلُونَ عَلَى الله حَقّ تَوَكّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطّيْرُ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً ". (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اعقِلْهَا وَتَوَكَلْ. باب: الإيمان نصف صبر ونصف شكر قال تعالى: (إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم / 5] (حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. فصل: ما جاء في الصبر قال تعالى: (وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) [البقرة / 155] قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران /200] قال تعالى: (إِنّمَا يُوَفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر / 10] قال تعالى: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [الشورى / 43] (حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين

فصل: ما جاء في الشكر

السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو مُوبِقها. (حديث أَبِي سَعِيدٍ الثابت في الصحيحين) أَنّ نَاساً مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوارسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَاهُمْ، ثُمّ سَألُوه فَأَعْطاهُمْ، حتى نَفِد ما عنده فقال: َ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يستعفف يُعِفّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبّرْ يُصَبّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أحَدٌ عطاءاً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصّبْرِ) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري فقالت إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - يريد بعينيه - ثم صبر عوضته منهما الجنة. (حديث عطاء ابن أبي رباح الثابت في الصحيحين) قال: قال لي ابن عباس رضيَ الله عنهما ألا أُريك امرأةً من أهل الجنة؟ قلتُ بلى، قال هذه المرأةُ السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إني أُصرع وإني أتكشف فادعُ الله لي. قال إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله أن يُعافيكِ فقالت أصبر، فقالت إني أتكشف فادعُ الله لي ألا أتكشف فدعا لها. فصل: ما جاء في الشكر قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم / 7] قال تعالى: (وَاشْكُرُواْ للّهِ إِن كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة / 172] قال تعالى: (وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر / 7] حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلتُ له لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، فقال أفلا أحبُ أن أكونَ عبدا شكوراً)

(حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها. (حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل - أو قال البقر، هو شك في ذلك: أن الأبرص والأقرع: قال أحدهما الإبل، وقال الأخر البقر - فأعطي ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب، وأعطي شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملا، وقال يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلغ عليه في سفري. فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد

باب: ما جاء في الرياء والسمعة وإرادة العبد بعمله الدنيا

الله بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخدته لله، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك). باب: ما جاء في الرياء والسمعة وإرادة العبد بعمله الدنيا قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنّ وَالأذَىَ كَالّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النّاسِ) [البقرة / 264] قال تعالى: (يُرَآءُونَ النّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاّ قَلِيلاً) [النساء / 142] قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلََئِكَ الّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ إِلاّ النّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [هود /15، 16] قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا) [الكهف / 110] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: " أنا أغني الشركاء عن الشرك، ومن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشِركَه ". (حديث جندب بن عبد الله في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سمَّع سمَّع الله به ومن يرائي يرائي الله به. ) حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تعلم علما مما. يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. (حديث جابر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء و لا لتخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار. (حديث جابر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء و لا لتخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى

باب: من أطاع العلماء في تحريم ما أحل الله

استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار. (حديث أبي أمامة في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغيَ به وجهه. (حديث أبي سعيد في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ ". قالوا: بلي. قال: " الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يري من نظر رجل. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تعس عبد الدينار، و عبد الدرهم، و عبد الخميصة،، إن أُعطِيَ؛ رضي، وإن لم يُعط، سخط، تعس وأنتكس، وإذا شيك فلا انتقش. طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعثٌ رأسُه، مغبَّرةٌ قدماه، إن كان في الحراسة، كان في الحراسة، وإن كان في الساقة، كان في الساقة، إن أستأذن، لم يؤذن له، وأن شفع، لم يشفع " باب: من أطاع العلماء في تحريم ما أحل الله قال ابن عباس رضي الله عنهما: يُوشكُ أن تُنَزَل عليكم حجارةٌ من السماء، أقولُ قال رسول الله وتقولون قال أبو بكرٍ وعمر. (حديث عدي بن حاتم في صحيح الترمذي) أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هذه الآية: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا أله إلا هو سبحانه عما يشركون) [التوبة: 31]، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: " أليس

باب كفر النعمة

يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ ". فقلت: بلي. قال: " فتلك عبادتهم. باب كفر النعمة قال تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) [النحل / 83] قال تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) [النحل / 83] (حديث زيد بن خالد الجُهني في الصحيحين) قال صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثرِ سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب و أما من قال: مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي و مؤمن بالكواكب. باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله. باب: من سب الدهر فقد آذى الله تعالى (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيديَ الأمرُ أقلب الليل والنهار. باب: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان

باب: النهي عن سب الريح

(حديث حذيفة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقولوا: ما شاء الله و شاء فلان و لكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان. (حديث ابن عباس في السلسلة الصحيحة) أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله وشئت فقال: أجعلتني لله نداً، بل ما شاء الله وحده. باب: النهي عن سب الريح (حديث أبي بن كعب في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به. باب: التسمي بقاضي القضاة ونحوه (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمى ملك الأملاك). باب: احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك (حديث أبي شريح رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أنه كان يُكَنَّى أبا الحكم فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم، فقال إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحسن هذا، فما لك من الولد قال: شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قلت شريح قال فأنت أبو شريح.

باب: لا يقال السلام على الله

باب: لا يقال السلام على الله (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلانٍ وفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو. باب: لا يقال اللهم اغفر لي إن شئت (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له). باب: لا يقل عبدي أمتي (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي). (حديث المعرور رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه، وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألناه عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلا، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (أعيرته بأمه). ثم قال: (إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم).

باب: لا يرد من سأل بالله

باب: لا يُرد من سأل بالله (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استعاذكم بالله فأعيذوه و من سألكم بالله فأعطوه و من دعاكم فأجيبوه و من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. (حديث ابن عباس رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: شر الناس الذي يُسْأَل بالله ثم لا يعطي. (حديث ابن عباس رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه. باب: ما جاء في لو قال تعالى: (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ مّا قُتِلْنَا هَاهُنَا) [آل عمران/ 154] قال تعالى: (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) [آل عمران / 168] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما يعمل) (حديث يسار بن عُبيد الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا بأس بالغنى لمن اتقى و الصحة لمن اتقى خير من الغنى و طيب النفس من النعيم.

باب ما جاء في منكري القدر

(حديث أبي كبشة الأنماري الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَحسنِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الأجرِ سَوَاءٌ، وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبِطُ في مَالِهِ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فهو بِأَسوءِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الوزر سَوَاءٌ. باب ما جاء في منكري القدر (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ... ثم استدل بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. (حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني. (حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ " (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت (يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر).

باب ما جاء في المصورين

باب ما جاء في المصورين (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرَّة، أو: ليخلقوا حبَّة، أو شعيرة). (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون). (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم). (حديث سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما: إذ أتاه رجل فقال: يا أبا عباس، إني إنسان، إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعته يقول: (من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا). فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه، فقال: ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح. (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه، وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور). (حديث أبي طلحة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل). (حديث أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: قال لي علي بن أبي طالب * ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع

باب قوله تعالى (واحفظوا أيمانكم)

فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن ومر بالكلب فليخرج. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة. باب قوله تعالى (وَاحْفَظُوَاْ أَيْمَانَكُمْ) قال تعالى: (وَاحْفَظُوَاْ أَيْمَانَكُمْ) [المائدة / 89] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة). (حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس). (حديث أبي أمامة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن قضيبا من أراك. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق). (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله. (حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فكفِّر عن يمينك وأت الذي هو خير). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والله، لأن يلجَّ أحدكم بيمينه في أهله آثمٌ له عند الله من أن يعطي كفَّارته التي افترض الله عليه).

باب ما جاء في الإقسام على الله

(حديث أبي ذر رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار قال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خيرُ الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته). باب ما جاء في الإقسام على الله (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال رسول الله: (يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره). (حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علىَّ أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك) باب: حماية جناب التوحيد وسد طرق الشرك (حديث عبد الله بن الشخير في صحيح أبي داود) قال: " انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: أنت سيدنا. فقال: " السيد الله تبارك وتعالى ". قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً. فقال: " قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان. (حديث عمر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله و رسوله.

باب ما جاء في قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره)

(حديث ثابت ابن الضحاك في صحيح أبي داوود) قال نذر رجلٌ أن ينحر إبلاً ببوانة فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل كان فيها وثنٌ من أوثانِ الجاهليةِ يُعبد؟ قال لا، قال: فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قال لا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوفِ بنذرك فإنه لا وفاءَ لنذرٍ في معصيةِ الله ولا فيما لا يملكُ ابن آدم. (حديث أبي واقدٍ في صحيح الترمذي) قال خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حُنين ونحن حُدثاء عهدٍ بكفر وللمشركين سِدْرَةٌ يعكفون عندها وينُطون بها أسلحتهم يُقال لها ذاتُ أنواط، فمررنا بسدرةٍ فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله أكبر- إنها السُنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوإسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون، لتركبُن سنن من قبلكم. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد. باب ما جاء في قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد: أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض). باب أطفال المؤمنين في الجنة

باب ما قيل في أولاد المشركين

(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) قالت * دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم و سارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة. (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: لما مات إبراهيم عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن له مرضعاً في الجنة). باب ما قيل في أولاد المشركين (حديث ابن عباس رضي الله عنهم الثابت في الصحيحين) قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: الله، إذ خلقهم، أعلم بما كانوا عاملين). (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أطفال المشركين خدم أهل الجنة. باب: لا يُستشفعُ بالله على خلقه (حديث جبير بن مطعم لأبي داود بإسنادٍ حسن عنده كما قال الذهبي) قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نُهِكَتْ الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله لِلَّهِ فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال ويحك أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه.

كتاب العقيدة

{ ... كتاب العقيدة} باب أركان الإيمان قال تعالى: (آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة / 285] قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً) [النساء / 136] (حديث عمر بن الخطاب في صحيح مسلم) قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن إمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.

باب الإيمان يزيد وينقص

باب الإيمان يزيد وينقص قال تعالى: (وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مّن يَقُولُ أَيّكُمْ زَادَتْهُ هََذِهِ إِيمَاناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىَ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة /124، 125] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن. باب ليس كل مسلمٍ مؤمن قال تعالى: (قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنّا قُل لّمْ تُؤْمِنُواْ وَلََكِن قُولُوَاْ أَسْلَمْنَا وَلَمّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات / 14] (حديث عمر بن الخطاب في صحيح مسلم) قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن إمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة

باب تفاضل أهل الإيمان

العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا زَنَى العَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الاْيمَانُ فَكَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ كَالظُّلّةِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ عَادَ إِلَيْهِ الإيمان". (حديثُ أبي ذرٍ في الصحيحين): قال أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبٌ أبيض وهو نائم ثم أتيتهُ وقد استيقظ فقال: ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا أدخله الله الجنة. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق على رغمِ أنفِ أبي ذر. باب تفاضل أهل الإيمان قال تعالى: (ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [فاطر / 32] قال تعالى: (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُوْلََئِكَ الْمُقَرّبُونَ) [الواقعة /8: 11] قال تعالى: (فَأَمّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنّاتُ نَعِيمٍ * وَأَمّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلاَمٌ لّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذّبِينَ الضّآلّينَ * فَنُزُلٌ مّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) [الواقعة /88: 94] (حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بينا أنا نائم، رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك،

باب: الفاسق الملي ناقص الإيمان وتقبل توبته قبل الغرغرة

وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره). قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: (الدين). (حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. باب: الفاسق المِلي ناقص الإيمان وتقبل توبته قبل الغرغرة قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوَاْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىَ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات / 6] قال تعالى: (وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىَ الاُخْرَىَ فَقَاتِلُواْ الّتِي تَبْغِي حَتّىَ تَفِيَءَ إِلَىَ أَمْرِ اللّهِ) [الحجرات / 9] قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرّ بِالْحُرّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالاُنثَىَ بِالاُنْثَىَ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ) [البقرة / 178] (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر). (حديث ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الله يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ". باب: العاصي من أهل التوحيد لا يخلد في النار لقوله تعالى: (إن اللَّهَ لا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: الآية48). (حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عُصابة من أصحابه (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن

الجمع بين النفي والإثبات في وصفه سبحانه

أصاب من ذلك شيئاً فستره الله، فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه).فبايعناه على ذلك. (حديثُ أنس في الصحيحين): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاذَ رَدِيفه على الرحل، قال يا معاذ: قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال:، يا معاذ، قال لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً) قال: ما من أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار، قال يا رسول الله أفلا أخبرُ به الناسَ فيستبشرون؟ قال: إذاً يتكلوا. وأخبر بها معاذ ٌ عند موته تأثما ً. (حديثُ أبي ذرٍ في الصحيحين): قال أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبٌ أبيض وهو نائم ثم أتيتهُ وقد استيقظ فقال: ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا أدخله الله الجنة. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال وإن زنى وإن سرق على رغمِ أنفِ أبي ذر. (حديثُ أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزنُ شُعيرةِ من خير، ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزن بُرةٍ من خير، ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزنِ ذَرةٍ من خير. (حديثُ أبي سعيدٍ صحيح الترمذي): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرجُ من النارِ من كان في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ من إيمان. الجمع بين النفي والإثبات في وصفه سبحانه قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ) [سورة الإخلاص] (حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن رجلا سمع رجلا يقرأ: {قل هو الله أحد}. يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن).

باب: الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته

(حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) {إذا زلزلت} تعدل نصف القرآن و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن و {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. قال تعالى: (اللّهُ لاَ إِلََهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ) [البقرة / 255] (حديث أبي بن كعب في صحيح مسلم) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا المنذر أتدري أيُ آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال فضرب في صدري وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر. (حديث أبي أمامة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. باب: الجمع بين عُلُوه وقُربه وأزليته وأبديته قال تعالى: (هُوَ الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد / 3] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: اللهم رب السماوات و الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر باب: إحاطةُ علمه بجميع المخلوقات

باب: إثبات السمع والبصر

قال تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرّحِيمُ الْغَفُورُ) [سبأ/ 2] قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ) [الأنعام / 59] قال تعالى: (لّتَعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنّ اللّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَيْءٍ عِلْمَا) [الطلاق / 12] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير). باب: إثبات السمع والبصر قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى / 11] (حديث أبي موسى في الصحيحين) قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبطُ في وادٍ إلا رفعنا صوتنا بالتكبير فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً بصيرا، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمةً هي من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله. باب: إثبات المشيئة والإرادة قال تعالى: (وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً) [الكهف / 39] قال تعالى: (وَلَوْ شَآءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلََكِنّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [البقرة /253] قال تعالى: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنّمَا يَصّعّدُ فِي السّمَآءِ) [الأنعام / 125]

باب: إثبات محبة الله لأوليائه على ما يليق بجلاله

(حديث أنس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله إذا أحب عبداً استعمله، قالوا كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت. (حديث أَنَسٍ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ في الدُّنْيَا وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". باب: إثبات محبة الله لأوليائه على ما يليق بجلاله قال تعالى: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة / 195] قال تعالى: (ً فَأَتِمّوَاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىَ مُدّتِهِمْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتّقِينَ) [التوبة / ا4] قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [آل عمران / 31] قال تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ) [المائدة / 54] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته. (حديث أبي هريرة الأشعري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. (حديث قتادة بن النعمان الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء. (حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

باب: إثبات صفة المغفرة والرحمة لله تعالى

يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه). فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له، فبصق في عينيه، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم). باب: إثبات صفة المغفرة والرحمة لله تعالى قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَالّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلََئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [البقرة / 218] قال تعالى: (فَإِنْ فَآءُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [البقرة /226] قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ) [الأعراف / 156] قال تعالى: (كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ ٌ) [الأنعام / 54] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي). (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}. (حديثُ أنس صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يَقُولُ: "قالَ الله تَبَارَكَ وتعَالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً".

باب: إثبات رضا الله تعالى وغضبه وكراهيته وسخطه

باب: إثبات رضا الله تعالى وغضبه وكراهيته وسخطه قال تعالى: (رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة / 119] قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مّتَعَمّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء / 93] قال تعالى: (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأعَدّواْ لَهُ عُدّةً وَلََكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ) [التوبة / 46] قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنّهُمُ اتّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ اللّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) [محمد / 28] (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي). (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في الصحيحين) قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله حرم عليكم: عقوق الأمهات ووأد البنات، ومنع وهات. وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها. باب: إثبات الوجه لله تعالى قال تعالى: (وَيَبْقَىَ وَجْهُ رَبّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن / 27] قال تعالى: (كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ) [القصص / 88] (حديث جابر رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ

باب: إثبات اليدين لله تعالى

بوجهك). قال: {أو من تحت أرجلكم}. قال: (أعوذ بوجهك). {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أهون، أو: هذا أيسر). (حديث ابن عباس رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه. باب: إثبات اليدين لله تعالى قال تعالى: (قَالَ يَإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) [ص / 75] قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) [المائدة / 64] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله عز وجل: أَنْفِق يا بن آدم أُنْفِق عليك، وقال: يد الله ملائ لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع). (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد: أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. باب: إثبات العينين لله تعالى قال تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ فَإِنّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ)

باب: إن ربكم حيي كريم

[الطور / 48] قال تعالى: (قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىَ) [طه / 46] (حديث أبي موسى في الصحيحين) قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبطُ في وادٍ إلا رفعنا صوتنا بالتكبير فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً بصيرا، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمةً هي من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله. باب: إن ربكم حييٌ كريم (حديث سلمان في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا. باب: إن ربكم حييٌ ستير (حديث يعلى في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله حَييٌ سِتير يحبُ الحياءَ والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر. باب: وصف الله بالعزة قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزّةَ فَلِلّهِ الْعِزّةُ جَمِيعاً) [فاطر / 10] قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزّتِكَ لاُغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِينَ) [ص / 82] (حديث أبي سعيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن إبليس لعنه الله قال وعزتك وجلالك لا أبرح أُغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا ابرح أغفر لهم ما استغفروني.

باب: إثبات صفة القدرة

باب: إثبات صفة القدرة قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ إِنّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) [فاطر / 44] قال تعالى: (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة / 109] (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلا قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). باب: نفي المثل عن الله تعالى قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى / 11] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله: (كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، أما تكذيبه إياي أن يقول: إني لن أعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي أن يقول: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد. {لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد}). باب: نفي الشريك عن الله تعالى قال تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي لَمْ يَتّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لّهُ وَلِيّ مّنَ الذّلّ وَكَبّرْهُ تَكْبِيراً) [الإسراء / 111] قال تعالى: (فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة / 22]

باب: إثبات علو الله تعالى على مخلوقاته

(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت النبي: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: (أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك). قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك). قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تزاني بحليلة جارك). قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. باب: إثبات عُلُو الله تعالى على مخلوقاته قال تعالى: (هُوَ الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد/ 3] قال تعالى: (أَأَمِنتُمْ مّن فِي السّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) [الملك / 16] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: اللهم رب السماوات و الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. (حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء). (حديث معاوية ابن الحكم رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، قال من أنا؟ قالت أنت رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة. باب استواء الله تعالى على عرشه

باب إثبات معية الله تعالى

قال تعالى: (الرّحْمََنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىَ) [طه / 5] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله عز وجل: أَنْفِق يا بن آدم أُنْفِق عليك، وقال: يد الله ملائ لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع). باب إثبات معية الله تعالى قال تعالى: (مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) [الحديد / 4] قال تعالى: (قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىَ) [طه / 46] قال تعالى: (إِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَواْ وّالّذِينَ هُم مّحْسِنُونَ) [النحل / 128] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملٍ خيرٌ منهم، وإن تقَّرب إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعا و إن أتاني مشيا أتيته هَرْوَلَةً. باب إثبات الكلام لله تعالى قال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) [النساء / 87] قال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء / 122] قال تعالى: (وَكَلّمَ اللّهُ مُوسَىَ تَكْلِيماً) [النساء / 164] (حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال: (يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، ولكنَّ عذاب الله شديد). فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج

تنزيل القرآن من الله تعالى

ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرُقْمة في ذراع الحمار). (حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة). تنزيل القرآن من الله تعالى قال تعالى: (وَهََذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) [الأنعام / 155] قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [ص / 29] (حديث زَيْدِ بنِ أَرقمَ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمسّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلّوا بَعْدِي أحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الاَخَرِ كِتَابُ اللّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السّمَاء إلى الأَرْضِ وعِتْرَتِي أَهْل بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرّقَا حتّى يَرِدَا عَلَيّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفونِي فِيهمَا". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض) إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نّاضِرَةٌ * إِلَىَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة /22، 23] قال تعالى: (لّلّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَىَ وَزِيَادَةٌ) [يونس / 26] (حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: (أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته،

إثبات نزول الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا

فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا). ثم قال: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} [طه/ 130] (حديث صُهَيْبٍ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في قَوْلِهِ {لِلّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنّةِ الْجَنّةَ، نَادَى مُنَادٍ إِنّ لَكُمْ عِنْدَ الله مَوْعِداً، قَالُوا أَلَمْ يُبَيّضْ وُجُوهَنَا وَيُنَجّينَا مِنَ النّارِ وَيُدْخِلْنَا الْجَنّةَ؟ قَالُوا بَلَى، فَينكشفُ الْحِجَابُ، قالَ: فَوَالله مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئاً أَحَبّ إِلَيْهِمْ مِنَ النظَرِ إِلَيْهِ". إثبات نزول الله تعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. إثبات صفتي الفرح والضحك لله تعالى (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره قد أضله بأرض فلاة. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد. إثبات صفة العجب لله تعالى قال تعالى: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ) [الصافات / 12]

إثبات القدم لله تعالى

(حديث عقبة بن عامر في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة و يصلي فيقول الله عز و جل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن و يقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي و أدخلته الجنة. إثبات القدم لله تعالى (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تحاجت النار و الجنة فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين و المتجبرين و قالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس و سقطهم؟ فقال الله عز و جل للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي و قال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي و لكل منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله قدمه عليها فتقول: قطٍ قط فهنالك تمتلئ و ينزوي بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا و أما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا. إثبات صفة القرب لله تعالى قال تعالى: (وَإذا سَالَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاني قَرِيبٌ أجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَان) [البقرة / 186] (حديث أبي موسى في الصحيحين) قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبطُ في وادٍ إلا رفعنا صوتنا بالتكبير فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً بصيرا، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمةً هي من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله. باب: ما يدخل في الإيمان باليوم الآخر

فصل: في سؤال الملكين

[*] فصل: في سؤال الملكين: (حديث البراء في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العبد إذا سُئل في قبره يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد ورسوله فذلك قوله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة). (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العبد إذا وضع في قبره و تولى عنه أصحابه حتى أنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله و رسوله فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا، و أما المنافق و الكافر فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال له: لا دريت و لا تليت ثم يضرب بمطارق من حديد ضربةً فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين. (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر و للآخر النكير فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك و إن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض: التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. فصل: في عذاب القبر ونعيمه لقوله تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّا وَعَشِيّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ادْخِلُوا آل فِرْعَوْنَ اشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر/46]

وقوله تعالى في المؤمنين: (إن الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ألا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَابْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت/30] (حديث أبي أيوب رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا، فقال: (يهود تعذب في قبورها). (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال: (نعم، عذاب القبر حق). قالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر. (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة، ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم). فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؟ قال: (إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف). (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر و للآخر النكير فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك و إن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض: التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في السلسة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر.

فصل: القيامة الكبرى وما يجري فيها

[*] فصل: القيامة الكبرى وما يجري فيها: (1) تعاد الأرواح إلى الأجساد ويُحشر الناس حفاة عراة غُرْلا: قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ إِلاّ مَن شَآءَ اللّهُ ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىَ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر / 68] قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَإِذَا هُم مّنَ الأجْدَاثِ إِلَىَ رَبّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُواْ يَوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس /51، 52] (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تحشرون حفاة عراة غرلا. قالت عائشة: الرجال والنساءُ ينظرُ بعضهم إلى بعض فقال: الأمرُ أشدُ من أن يهمهم ذلك. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تحشرون حفاة عراة غرلا، ثم قرأ: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. فأول من يكسى إبراهيم، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: أصحابي، فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد. إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}). (2) دنو الشمس من الخلق بمقدار ميل: (حديث المقداد ب الأسود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تدنوا الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه و منهم من يكون إلى ركبتيه و منهم من يكون إلى حِقْوَيه و منهم من يلجمه العرق إلجاما، وأشار إلى فيه. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا يلجمهم حتى يبلغ آذانهم. (3) نصبُ الموازين:

الأعمال توزن:

قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىَ بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء / 47] قال تعالى: (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلََئِكَ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنّمَ خَالِدُونَ) [المؤمنون /103، 104] (حديث أنس في صحيح الترمذي) قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشفع لي يوم القيامة فقال: [أنا فاعل] قلت يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال: اطلبني أولُ ما تطلبني عند الصراط. قلت فإن لم ألقك عند الصراط؟ قال: فاطلبني عند الميزان. قلت فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: فاطلبني عند الحوض فإني لا أُخطئ هذه الثلاث المواطن. [*] الأعمال تُوزن: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم. [*] صحائف الأعمال تُوزن: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يُصاحُ برجلٍ من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة و تسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله تبارك و تعالى: هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا يا رب فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب ثم يقول: ألك عذر ألك حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة و إنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة. [*] العامِل نَفْسُه يُوزن:

(4) نشر الدواوين:

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال اقرءوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) (4) نشرُ الدواوين: قال الله تعالى: (وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامة كِتَابا يَلْقَاهُ مَنْشُورا*اقْرَأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبا) [الإسراء /13،14) وقال تعالى: (فَأما مَنْ أوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابا يَسِيرا *وَيَنْقَلِبُ إلى أهلهِ مَسْرُورا *وَأما مَنْ أوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * وَيَصْلَى سَعِيرا) [الانشقاق/12:7] وقال تعالى: (وَأما مَنْ أوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أوتَ كِتَابِيَهْ) [الحاقة/25] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أن يعمل حسنةً فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها بعشرِ أمثالها إلى سبعمائةِ ضعف. (حديث أبي قتادة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمله وهو صحيحٌ مقيم. [*] ما عمله الإنسان من الحسنات يكتب في صحائف الأعمال: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أن يعمل حسنةً فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها بعشرِ أمثالها إلى سبعمائةِ ضعف. (حديث أبي قتادة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمله وهو صحيحٌ مقيم. [*] ما همَّ به الإنسان من الحسنات ثم منعه مانع يكتب في صحائف الأعمال:

ما نواه الإنسان من الحسنات يكتب في صحائف الأعمال

(حديث أبي قتادة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمله وهو صحيحٌ مقيم. [*] ما نواه الإنسان من الحسنات يكتب في صحائف الأعمال: قال تعالى: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً) [النساء / 100] [*] يكتب في صحائف الأعمال من السيئات ما عمله الإنسان وما همَّ به وما نواه: قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية/ 15] (حديث أبي بكرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه. (حديث أبي كبشة الأنماري في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: *عبدٌ رزقه الله مالاً وعلماً: فهو يتقي في ماله ربه ويصلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقه فهذا بأحسن المنازل عند الله. *ورجلٌ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً: فهو يقول لو أن لي مالاً لعملتُ بعمل فلان، فهو بنيته وهما في الأجر سواء *ورجلٌ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً: فهو يخبِطُ في ماله لا يتقي فيه ربه ولا يصلُ فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأسوأ المنازل عند الله. *ورجلٌ لم يرزقه الله مالاً ولا علما: فهو يقول لو أن لي مالاً لعملتُ بعمل فلان، فهو بنيته وهما في الوزر سواء. (5) حساب الخلائق:

أول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الصلاة

(حديث أبي برزة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن علمه ما فعل فيه. [*] الفرق بين محاسبة المؤمن و محاسبة الكافر: (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، يقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه و رأى في نفسه أنه قد هلك قال: سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم; و أما المنافق والكافر فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. [*]: (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله و إن فسدت فسد سائر عمله. [*] أول ما يقضي بين الناس في الدماء: (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء. [*] من الناس من يدخل الجنة بلا حساب: (حديثُ ابن عباس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عُرِضت عليَّ الأمم فجعل يمرُ النبي معه الرجل والنبيُ معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد، ورأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فرجوتُ أن تكون أمتي فقِيل هذا موسى وقومه، ثم قِيل ليَ انظر هكذا وهكذا فرأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فقِيل هؤلاء أمتُك ومع هؤلاءِ سبعون ألفاً يدخلون الجنةَ بغيرِ حساب فتفرَّقَ الناسُ ولم يبينْ لهم، فتذاكرَ أصحابُ النبيِ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا نحن وُلدنا في الشرك ولكن هؤلاء أبناؤنا، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال {هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون} فقام عُكَّاشةُ ابن مِحصن فقال: أمنهم أنا يا رسولَ الله؟ قال: أنت منهم، فقام آخر فقال أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عُكَّاشة.

الحساب اليسير هو العرض ومن نوقش الحساب عذب:

[*] الحساب اليسير هو العرض ومن نوقش الحساب عُذِّّب: (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس أحدٌ يحاسب ُ يوم القيامة إلا هلك. فقلت يا رسول الله: أليس قد قال الله (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما ذلك العرض وليس أحدٌ يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذِّب. (6) الحوض المورود للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حوضي مسيرة شهر و زواياه سواء و ماؤه أبيض من اللبن و ريحه أطيب من المسك و كيزانه كنجوم السماء من يشرب منه فلا يظمأ أبدا. (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن في حوضي من الأباريق بعدد نجوم السماء. (حديث حارثة بن وهب في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حوضي كما بين المدينة و صنعاء. [*] الحوض موجودٌ الآن: (حديث عقبة بن عامر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... إني بين أيديكم فَرَط لكم و أنا عليكم شهيد و إن موعدكم الحوض و إني لأنظر إليه من مقامي هذا، و إني لست أخشى عليكم أن تشركوا و لكني أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوها. [*] لكل نبي حوض يرده المؤمنون من أمته: (حديث سَمُرَةَ بن جندب رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنّ لِكُلّ نَبِيٍ حَوْضاً وَإِنّهُمْ يَتَبَاهَونَ أَيّهُمْ أَكْثَرُ وارِدَةً وَإِنّي أَرْجُوا أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً". (7) الصِرَاط: [*] يُضرب الصِراط بين ظهري جهنم:

يجوز الناس الصراط على قدر أعمالهم

(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم يؤتى بالجسر فيُجعل بين ظهري جهنم). قلنا: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: (مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة، تكون بنجد، يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلَّم وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً. [*] يجوز الناس الصراط على قدر أعمالهم: (حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم يؤتى بالجسر فيُجعل بين ظهري جهنم). قلنا: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: (مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة، تكون بنجد، يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلَّم وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً. [*] من جاز الصراط وقف على قنطرة بين الجنة والنار: (حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقصُ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذِّبوا ونقوا أُذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عِرْضه أو شيء فليتحَلَلْه منه اليوم قبل أن لايكون ديناراً ولا درهما، إن كان له حسناتٌ أُخِذَ منه بقدرِ مظلمته وإن لم تكن له حسنات أُخِذَ من سيئاته فَحُمِلت عليه). (8) لواء الحمد: (حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أَنَا سَيّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيّ يَوْمَئِذٍ، آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إلاّ تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوّلُ مَنْ تَنْشَقّ عَنْهُ الأرْضُ وَلاَ فَخْرَ".

الإيمان بالجنة والنار

الإيمان بالجنة والنار قال تعالى: (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتّقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشّرِ الّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رّزْقاً قَالُواْ هََذَا الّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مّطَهّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة - 24، 25] قال تعالى: (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىَ * عِندَهَا جَنّةُ الْمَأْوَىَ) [النجم 14، 15] (حديث عبادة بن الصامت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عيسى عبده و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه و أن الجنة حق و النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل. [*] الجنة والنار موجودان الآن: قال تعالى: (وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 133] و قال تعالى في النار (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتّقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 24] (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداةِ و العشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة. (حديث عمران بن حُصَين في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء و اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا أنا بامرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتك فوليت مدبرا.

الجنة والنار لا يفنيان أبدا

[*] الجنة والنار لا يفنيان أبداً: قال تعالى: (وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة: التوبة - الآية: 100] و قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاّ طَرِيقَ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً) [النساء /168، 169] (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يؤتى بالموت كهيئة كبشٍ أملح فينادي منادٍ: يا أهل الجنة لِلَّهِ فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار لِلَّهِ فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه، فيذبح ثم يقول: يا أهل الجنة خلودٌ فلا موت ويا أهل النار خلودٌ فلا موت ثم قرأ قوله تعالى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) [سورة: مريم - الآية: 39]. الشفاعة قال تعالى: (وَكَمْ مّن مّلَكٍ فِي السّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىَ) (النجم / 26) (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكل نبيٍ دعوةٌ لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته و إني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا. (حديثُ أبي هريرة صحيح البخاري): قال. قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ لقد ظننتُ يا أبا هريرةَ أن لا يسأ لني عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ منك لما رأيتُ من حرصكَ على الحديث، أسعدُ الناسِ بشفاعتي يوم القيامةِ من قال لا إ له إ لا الله خالصاً من قِبِلِ نفسه.

أولا الشفاعة العظمى:

(حديث أنس في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمتي. [*] أولاً الشفاعة العظمى: قال تعالى: (وَمِنَ الْلّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لّكَ عَسَىَ أَن يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقَاماً مّحْمُوداً) (الإسراء / 79) (حديث جابر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة. (حديث ابن عمر في صحيح البخاري) قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود. (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل. [*] ثانياً شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في استفتاح باب الجنة:

رابعا خروج أقوام من النار برحمة الله بدون شفاعة الشافعين

(حديث أنس في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الناس تبعاً. (حديث أنس في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: آتي باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. [*] ثالثاً: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في إخراج الموحدين من النار: (حديث أنس في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرج قومٌ من النار بعد ما مسهم منها سفعٌ فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين. (حديث أبي سعيد في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان. رابعاً: خروج أقوامٌ من النار برحمة الله تعالى بدون شفاعة الشافعين: (حديث أبي سعيدٍ في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار: بقيت شفاعتي فيقبضُ قبضةً من النار فيخرج أقواماً قد امتحشوا فيُلقون في نهرٍ بأفواه الجنة يُقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل. [*] خامساً: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تخفيف عذاب أبي طالب: (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر عنده عمه 0فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه - يعني أبا طالب -. أسعد الناس بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه.

باب: الإيمان بالقدر

باب: الإيمان بالقدر قال تعالى: (إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر / 49] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت (يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان. (حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا غلام لِلَّهِ إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام و جفت الصحف. (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ... ثم استدل بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. (حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني. (حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ "

أركان الإيمان بالقدر الأربعة

(حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي ... - صلى الله عليه وسلم - قال: القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم. أركان الإيمان بالقدر الأربعة [*] الركن الأول: الإيمان بعلم الله السابق القديم الأزلي الأبدي: قال تعالى: (لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرّةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ) [سبأ / 3] قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ) [الأنعام / 59] (حديث عمران بن حُصين رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قلت: يا رسول الله، فيما يعمل العاملون؟ قال: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له). (حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا. (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) قالت * دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم. [*] الركن الثاني: الإيمان بكتابة علمه الأزلي في اللوح المحفوظ: قال تعالى: (وَكُلّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيَ إِمَامٍ مّبِينٍ) [يس / 12] قال تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ) [الحج / 70] (حديث علي رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: (ما منكم من أحد، إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة). قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟

الركن الثالث: الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة

قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية. (حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا غلام لِلَّهِ إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام و جفت الصحف. (حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، قال: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةَ مثل ذلك، ثم يُرسل الله المَلَك فينفُخُ فيه الروح ويُؤْمَرُ بأربعِ كلمات: بكتب رزقه وأجله وعملهِ وشقي أو سعيد، فوالله إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها). (حديث عبادة بن الصامت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال: يا رب و ما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة من مات على غير هذا فليس مني. [*] الركن الثالث: الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة:

الركن الرابع: الخلق

قال تعالى: (إِنّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [يس / 82] قال الله تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير: 28، 29] وقال تعالى: (ولو شاء ربك ما فعلوه) [الأنعام: 112] وقال تعالى: (ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) ... [البقرة: 253] وقال تعالى: (ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها) [الأنعام:13] وقال تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة) [هود 118] (حديث ثوبان رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. (حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل معنا التراب، وهو يقول: (والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا صمنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبِّت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا). [*] الركن الرابع: الخلق: قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2] قال تعالى: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف / 54] (حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم

باب: منهج أهل السنة والجماعة

الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي). { ... باب: منهج أهل السنة والجماعة} أولا: إتباع آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - ظاهرا وباطنا: قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ فإِن تَوَلّوْاْ فَإِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران 31، 32] (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى. ثانياً: إتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار: قال تعالى: (وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة: التوبة - الآية: 100] ثالثاً: إتباع وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في التمسك بسنته الخلفاء الراشدون المهديين: (حديث العرباض بن سارية في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة. (حديث أبي سعيد في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو انفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه). (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته. رابعاً: أنهم يعظمون الكتاب والسنة:

قال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) [سورة: النساء - الآية: 87] و قال تعالى: (مِنَ اللّهِ قِيلاً) [سورة: النساء - الآية: 122] (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض. (حديث المقدام بن معد يكرب في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوشك الجل متكئأً على أريكته يُحدَّث بحديثٍ من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا , وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرَّم الله. (حديث المقدام بن معد يكرب في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ألا وإني أُوتيت القرآن ومثله معه. (حديث زيدٍ بن ثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نضَّر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه و رب حامل فقه ليس بفقيه. خامساً: يؤثرون كلام الله تعالى على كلام غيره ولهذا سموا بأهل الكتاب ويقدمون كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - على كلام غيره ولهذا سموا بأهل السنة: (حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي قال كان إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم و مساكم ثم يقول: أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة. سادساً: أنهم مجتمعون على الحق لعلمهم أن الجماعة رحمة و الفرقة عذاب: (حديث النعمان بن بشير في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الجماعة رحمة و الفرقة عذاب. سابعاً: أنهم يزنون أقوال الناس وأعمالهم بالأصول الثلاثة الكتاب والسنة والإجماع، فالكتاب هو القرآن، والسنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أو فعله أو إقراره قال تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة: النساء - الآية: 59]

(حديث ابن عمر في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله لا يجمع أمتي أو أمة محمد على ضلالة. ثامناً: أن الناس عندهم في الولاء والبلاء ثلاثة أقسام: * من كان مؤمناً مستقيماً: يوالونه موالة تامة * من كان كفاراً أثيماً يعادونه معادةً تامة * من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً يوالونه بقدر ما عنده من العمل الصالح ويعادونه بقدر ما عنده من السيئات. تاسعاً: الكف عما شجر من الصحابة ويعتقدون أن كل واحدٍ منهم مجتهدٌ مثاب، وخطؤه يغفره الوهاب: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران و إذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد. عاشراً: يتولون أزواجه ويترضون عنهن ويؤمنون أنهن أزواجه في الآخرة، وأنهن أفضل نساء هذه الأمة؛ لمكانتهن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وأنهن أمهات المؤمنين في الاحترام والتوقير: قال تعالى: (النّبِيّ أَوْلَىَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمّهَاتُهُم) [سورة: الأحزاب - الآية: 6] و قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوَاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً) [سورة: الأحزاب - الآية: 53] ويعتقدون تحريم نكاحهن، وأنهن مبرآت من كل سوء ويتبرؤون ممن آذاهن أو سبهن ويحرمون الطعن فيهن وقذفهن ولذلك يكفر من قذف واحدة منهن؛ ولان ذلك يستلزم نقص النبي - صلى الله عليه وسلم - وتدنيس. و قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوَاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً) [سورة: الأحزاب - الآية: 53] الحادي عشر: احترام وتوقير أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - امتثالاً لوصيته بذلك. (حديث زيد بن أرقم في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

(حديث ابن عمر في صحيح البخاري) أن أبا بكرٍ رضي الله تعالى عنه قال: ارقبوا محمداً في أهل بيته. [أي احفظوه فيهم] الثاني عشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة. (حديث أبي سعيد في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان. الثالث عشر: النصح لولاة الأمور وإقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد معهم، أبرارا كانوا أو فجارا والتزام السمع والطاعة لهم ما لم يأمروا بمعصية الله. (حديث تميم بن أوس الداري في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدين النصيحة. قالوا لمن يا رسول اللّه؟ قال: للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم. الرابع عشر: النصح لجميع الأمة وبث المحبة والألفة والتعاون بين المسلمين. مطبقين في ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) [وهو ثابت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري] وقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي) [وهو ثابت في الصحيحين عن النعمان بن بشير]. الخامس عشر: الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كالصدق والبر والإحسان إلى الخلق، والشكر عند النعم، والصبر على البلاء، وحسن الجوار والصحبة، وغير ذلك من الأخلاق المحمودة شرعا وعرفا تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. (حديث النواس ابن سمعان في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس. (حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) قال لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق. (حديث أبي الدر داء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق، فإن الله يُبْغِضُ الفاحشَ البذيء. (حديث عائشة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم. السادس عشر: النهي عن مساوئ الأخلاق، كالكذب والعقوق والإساءة إلى الخلق، والتسخط من القضاء، والكفر بالنعمة، والإساءة إلى الجيران والأصحاب، وغير ذلك من الأخلاق المذمومة شرعا أو عرفا.

كتاب الطهارة

{كتاب الفقه} كتاب الطهارة [*] الأشياء التي تثبت نجاستها بالدليل: [1] بول الآدمي وغائطه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوه وهر يقوا على بوله سَجلاً من ماء أو ذنوباَ من ماء فإنما بعثتم مُيسرين ولم تبعثوا مُعسرين) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي قال إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور) [2] المذي والودي: (حديث علي متفق عليه) قال كنت رجلاَ مذاءاَ، وكنت أستحي أن أسال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته فأمرت المقداد بن ألأسود فسأله فقال {يغسل ذكره ويتوضأ} (حديث ابن عباس الثابت في صحيح أبي داود) قال: المني والودي والمذي أما المني فهو الذي منه الغسل، وأما الودي والمذي فقال اغسل ذكرك أو مذاكريك وتوضأ وضوءك للصلاة) [3] روث ما لا يؤكل لحمه:

تطهر النجاسة بحسب ما جاء الدليل بكيفية تطهيرها

(حديث ابن مسعود الثابت في صحيح البخاري) قال أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أجمار، فوجدت حجرين ولم أجد ثالثا، فأتيته بروْثة فأخذهما وألقى الروْثة وقال {هذا رجس أو ركس} [4] دم الحيض: (حديث أسماء الثابت في الصحيحين) قالت جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع؟ قال تحته ثم تقرضه بالماء وتنضحُه وتصلي فيه) [5] لُعاب الكلب: (حديث عبد الله بن المغَفََّل الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات و عفروه الثامنة بالتراب. [6] الميتة: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال {إذا دبغ الإهاب فقد طهر. [*] ويستثنى من كون الميتة نجسة أشياء: 1) ميتة السمك والجراد: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أحلت لكم ميتتان و دمان أما الميتتان: فالحوت و الجراد و أما الدمان: فالكبد و الطحال. 2) ميتة ما لا دم له سائل: كالذباب والنمل والنحل ونحو ذلك (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد ى جناحيه داء و في الآخر شفاء. تُطَّهر النجاسة بحسب ما جاء الدليل بكيفية تطهيرها [1] تطهير جلد الميتة بالدباغ: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال {إذا دُبغ الإهاب فقد طهر}.

(حديث ميمونة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد شاة ميتة أعطيتها ميمونة فقال هل انتفعتم بها قالوا إنها ميتة قال إ نما حرم أكلها) [2] تطهير الإناء إذا ولغ فيه الكلب: (حديث عبد الله بن المغفل الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات و عفروه الثامنة بالتراب. تطهير الثوب إذا أصابه دم الحيض: (حديث أسماء الثابت في الصحيحين) قالت: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع، قال تحتُه ثم تقرضه بالماء و تنضحُهُ وتصلي فيه) [4] تطهير ذيل ثوب المرأة: (حديث أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أنها سألت أم سلمة فقالت إني امرأة أَطيَل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - {يطهره ما بعده} [5] تطهير الثوب من بول الصبي الرضيع: (لحديث أبي السمح الثابت في صحيحي أبي داوود و ا لنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يَغسل من بول الجارية و يَرشَ من بول الغلام) [6] تطهير أسفل النعل: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما، فإن رأى خبثاً فليمسه بالأرض ثم ليصل فيهما) [7] تطهير الأرض: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوه وهر يقوا على بوله سجلاَ من ماء أو ذنوباَ من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا مُعسرين) [8] تطهير الثوب من المذي: (حديث سهل بن حنيف الثابت في صحيح أبي داوود) قال: كنت ألقى من المذي شدة وعناء و كنت أكثر من الاغتسال فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إنما يجزيك من ذلك الوضوء، فقلت

باب المياه

يا رسول الله كيف ما يصيب ثوبي منه؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفاَ من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه) باب المياه [*] أقسام المياه: أقسام المياه على الصحيح قسمان: [1] طهور: قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً طَهُوراً) [سورة: الفرقان - الآية: 48] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير و بين القراءة إسكاتة هنيهة، فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتُك بين التكبير و القراءة ما تقول؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاييَ كما باعدت بين المشرق و المغرب، اللهم نقني من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطايي َبالماء و الثلج و البَرد) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يا رسول الله إنا نركب البحر و نحملُ معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {هو الطهور ماؤه الحل ميتته} (حديث أبي سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتوضأ من بئر بُضاعة، وهو بئر يُطرحُ فيه الحيض ولحم الكلاب والنتنُ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - {الماء طهور لا ينجسه شيء} [2] الماء المتنجس: وهو الماء الذي لاقى النجاسة وتغير ريحه و طعمه أو لونه إجماعاً) {تنبيه}: الماء المستعمل طهور لأن المؤمن طاهر ويمسُّ الماء الطاهر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، قال فانخنست منه فاغتسلت ثم جئت، قال أين كنت يا أبا هريرة؟

باب: سنن الفطرة

قال كنت جنباً فكرهت أن أجالسك و أنا على غير طهارة، فقال: {سبحان الله إن المؤمن لا ينجس} (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - و حانت صلاة العصر فالتمس الناس الوَضوء فلم يجدوه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوَضوء، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الإناء يَدَهُ، وأمر الناس أن يتوضئوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم) إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث) إزالة النجاسة بالماء أو غيره كالاستجمار والتراب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا وطئ أحدكم بنعليه الأذى فإن التراب له طهور.) (حديث أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أنها سألت أم سلمة فقالت: إني امرأة أُطيل زيلي وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - {يطهره ما بعده} حكم الوضوء بفضل وَضوء المرأة: (حديث الحكم بن عمرو ـ وهو الأقرع ـ الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرجل بفضل طَهور المرأة) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) ... قال: كان الرجال و النساء في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضؤن جميعاً) باب: سنن الفطرة

[*] السواك من سنن الفطرة: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عشر من الفطرة: قص الشارب و إعفاء اللحية و السواك و استنشاق الماء و قص الأظفار و غسل البراجم و نتف الإبط و حلق العانة و انتقاص الماء، و نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. (حديث عائشة الثابت في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. (حديث علي الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن. (حديث حذيفة الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك. (حديث عائشة الثابت في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل البيت بدأ بالسواك) [*] الختان من سنن الفطرة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... خمس من الفطرة: الختان و الاستحداد و قص الشارب و تقليم الأظفار و نتف الإبط. (حديث عُثيم بن كُليب عن جده الثابت في صحيح أبي داوود) أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أسلمت قال: القِ عنك شعر الكفر و اختتن)

(حديث أم عطية الثابت في صحيح أبي داوود) أن امرأة كانت تُختتن بالمدينة فقال - صلى الله عليه وسلم - {لا تُنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة و أحب للبعل} (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين عاماً بالقدوم) [*] الاستحداد من سنن الفطرة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خمس من الفطرة: الختان و الاستحداد و نتف الإبط وتقليم الأظافر و قص الشارب). [*] نتف الإبط و تقليم الأظافر وقص الشارب من سنن الفطرة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خمس من الفطرة: الختان و الاستحداد و نتف الإبط و تقليم الأظفار و قص الشارب. (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) قال: وُقِّتَ لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة) (حديث زيد بن أرقم الثابت في صحيحي الترمذي و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لم يأخذ من شاربه فليس منا) [*] من سنن الفطرة ألا ينتف الشيب: (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أنه كان يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه و لحيته، قال: ولم يختضب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان الشيب في عنفقته وفي الصدغين وفي الرأس نبذٌ) نبذٌ: أي شيءٌ قليل (حديث كعب بن مرة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة. (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم) [*] من سنن الفطرة تغيير الشيب بالحناء و اجتناب السواد: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم.

(حديث أبي ذر الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أحسن ما غُير به الشيب: الحناء و الكَتَمُ) والكَتَمُ: نبات يجعل الصبغة أسوداً مائلاً إلى الحُمرة) (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: أُتيَ بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {غيِّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد} (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة) [*] من سنن الفطرة إكرام الشعر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان له شعر فليكرمه) (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مربوعاً بعيداً ما بين المنكبين له شعرٌ يبلغُ شحمة أُذنيه، رأيته في حلةٍ حمراء، ولم أرى شيئاً قط أحسن منه) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضربُ شعره منكبيه) (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفَّرِقُون روؤسهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يُؤمر به، فسدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناصيته ثم فرَّق بعد. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مُغتسله. (حديث عبد الله بن المغفل الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجُل إلا غِباً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَزْع. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى صبياً قد حلق بعض رأسه وترك بعضه فنهاهم وقال: احلقوه كله أو اتركوه كله.

[*] من سنن الفطرة إعفاء اللحية وحَفِّ الشارب: (ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خالفوا المشركين ووفروا اللحى و أحفوا الشوارب. (حديث زيد ابن أرقم الثابت في صحيحي الترمذي و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لم يأخذ من شاربه فليس منا. [*] من سنن الفطرة غسل البراجم: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عشر من الفطرة: قص الشارب و إعفاء اللحية و السواك و استنشاق الماء و قص الأظفار و غسل البراجم و نتف الإبط و حلق العانة و انتقاص الماء، و نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. [*] من سنن الفطرة انتقاص الماء: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عشر من الفطرة: قص الشارب و إعفاء اللحية و السواك و استنشاق الماء و قص الأظفار و غسل البراجم و نتف الإبط و حلق العانة و انتقاص الماء، ونسيتَ العاشرة إلا أن تكون المضمضة. [*] من سنن الفطرة التَطيب ولا سيما المسك فإنه أطيب الطيب: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يردُ الطِيب. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عُرض عليه ريحانة فلا يردها فإنه خفيف المحمل طيبُ الرائحة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طِيبُ الرجال ما ظهر ريحه و خَفِيَ لونه، وطيبُ النساء ما ظهر لونه وخَفِي ريحُهُ. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزعفر الرجل. (حديث معاذ الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم و التنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين.

باب قضاء الحاجة

باب قضاء الحاجة (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه. (حديث سلمان الفارسي الثابت في صحيح مسلم) أنه قِيل له: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة، قال نعم. نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، وألا نستنجي باليمين، وألا يستنجى أحدُنا بأقل من ثلاثة أحجار أو يستنجى برجيعٍ أو عظم. آداب قضاء الحاجة: [1] يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول: بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث. (حديث علي الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ستر ما بين الجن و عورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخُبثِ والخبائث) [2] يستحب إذا خرج أن يقول: غفرانك) (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من الخلاء قال (غفرانك) [3] يُستحب له أن يُقدم رجله ا ليسرى في الدخول و اليمنى في الخروج: (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: كانت يدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى. [4] يستنجي بيساره:

(حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء و إذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه و لا يتمسح بيمينه. (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: كانت يدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى. [5] لا يجوز استقبال القبلة ولا استدبارها في الفضاء ويجوز في البنيان: (حديث أبي أيوب الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولِّها ظهره، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: لقد ارتقيتُ يوماً على ظهِر بيتٍ لنا فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبلاً بيت المقدس لحاجته. [6] إذا كان في الفضاء يُستحب أن يبعد حتى لا يراه أحد: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد. [7] يستحب له ألا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد حاجةً لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض. [8] يُكره الكلام: (حديث المهاجر بن قُنفد الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلِّم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال: إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طُهْرٍ أو قال على طهارة. [9] يكره أن يبول في مغتسله: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: نهى رسول الله أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله. [10] يحرُم البول في الماء الراكد: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه. [11] يحرم التخلي في طريق الناس أو في ظلهم:

فصل: الاستجمار و الاستنجاء

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اتقوا اللاعنَيْن قالوا وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم. [12] يجوز البول إلا أن البول قاعداً أفضل لكونه يأمن على نفسه من الرشاش و النجاسة: (حديث حُذيفة الثابت في الصحيحين) قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - سُباطة قومٍ فبال قائماً ثم دعا بماءِ فجئته بماءٍ فتوضأ. (حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي و ابن ماجه) قالت: من حدثكم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال قائماً فلا تُصدقوه، ما كان يبول إلا جالساً) فصل: الاستجمار و الاستنجاء [*] لا يستنجي بعظمٍ ولا رَوث لأنه زاد إخواننا الجن: (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تستنجوا بالروث و لا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن. [*] يُشترط ثلاث مسحات مُنَقِّيات ولو بحجرٍ ذي شُعَب: (حديث سلمان الفارسي الثابت في صحيح مسلم) أنه قيل له علمكم نبيكم كل شيءٍ حتى الخراءةُ؟ قال سلمان: أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائطٍِ أو بول أو نستنجي باليمين أو يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار وأن لا يستنجي برجيعٍ أو عظم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: اتبعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرج لحاجته فكان لا يلتفت، فقال: أبغي أحجاراًَ أستنفِضُ بها ونحوه ولا تأتني بعظمٍ ولا روثٍ فأتيته بأحجارٍ بطرف ثيابي فوضعتها إلى جنبه ثم أعرضتُ عنه، فلما قضى أتبعه بهنَّ. باب الآنية [*] حكم الآكل في آنية الذهب و الفضة:

باب الوضوء

(حديث حُذيفة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحرير و الديباج و الشرب في آنية الذهب و الفضة وقال: هي لهم في الدنيا وهي لهم في الآخرة. (حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شرب في إناء ذهب أو فضة فإنما يُجرجَرُ في بطنه ناراً من جهنم. [*] حكم الأكل في أواني أهل الكتاب: (حديث أبي ثعلبة الثابت في الصحيحين) قال: قلتُ يا رسول الله إنا بأرضِ قومٍ أهل كتاب، أفنأكلُ في آنيتهم , قال: لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها ثم كلوا فيها. باب الوضوء [*] فرائض الوضوء: 1) غسل الوجه: ومنه الفم و الأنف: (لقوله تعالى: يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُواْ وَإِن كُنتُم مّرْضَىَ أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النساء فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلََكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ) {المائدة /6} 2) غسل اليدين: (لقوله تعالى: يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ .. الآية) {المائدة / 6} 3) مسح الرأس ومنه الأُذنان: (لقوله تعالى: وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ .. الآية) {المائدة / 6} (حديث أبي أمامة الثابت في صحيحي الترمذي و ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " الأُذنان من الرأس.

4) غسل الرجلين إلى الكعبين (لقوله تعالى: وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ .. الآية) {المائدة / 6} 5) الترتيب: لأن الله تعالى أدخل الممسوح بين المغسولات، {الممسوح} الرأس، و المغسولات هي: (الوجه و اليدين و الرجلين) ولا نعلم لهذا فائدة غير الترتيب. 6) الموالاة: أي لا يؤخر غسل عضو حتى ينشف الذي قبله: (حديث أنس الثابت في صحيح أبي داوود) أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد توضأ وترك على قدميه مثل موضع الظُفر فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ارجع فأحسن وضوءك. [*] سنن الوضوء: 1) التسمية: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة لمن لا وضوء له و لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. 2) السواك: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. 3) غسل الكفين ثلاثاً: (حديث عمرو بن أبي الحسن الثابت في الصحيحين) أنه سئل عبد الله بن زيد عن وُضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا بتورٍ فتوضأ لهم، فكفأ على يديه فغسلهما ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء فمضمض و استنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفاتٍ من ماء ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه فأدبر بيده وأقبل بها، ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه. 4) التثليث في غسل الأعضاء المغسولات (اليدين والوجه والرجلين) (حديث حُمران مولى عثمان الثابت في الصحيحين) أن عثمان بن عفان: دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل

رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يُحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه. 5) المبالغة في المضمضة و الاستنشاق إلا أن تكون صائماً: (حديث لقيطُ بن صبرة الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. 6) تخليل اللحية: (حديث أنس الثابت في صحيح أبي داوود) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ أخذ كفاً من ماء فجعله تحت حنكهِ و خلل به لحيته وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل. 7) تخليل أصابع اليدين الرجلين: (حديث لقيطُ بن صبره الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال: قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء؟ قال: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. 8) تخليل أصابع الرجلين بخنصر اليد: (حديث المستورد بن شداد الثابت في صحيح أبي داوود) قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ يُخلل أصابع رجليه بخنصره. 9) التيامن: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعْجِّبه التيمن في تنعله وترجله وطَهوره وفي شأنه كله. 10) إطالة الغُرة و التحجيل: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء (فمن استطاع منكم أن يطيل غُرته فليفعل) ... . 11) الدعاء بعد الوضوء:

(حديث عُمر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي قال: - صلى الله عليه وسلم - ما من أحدٍ يتوضأ فيُبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. (حديث عمر الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. 12) الجمع بين المضمضة و الاستنشاق بغرفة واحدة: (حديث عبد الله بن زيد الثابت في الصحيحين) قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مضمض واستنشق من كفٍ واحدة، فعل ذلك ثلاثاً. {تنبيه}: إذا استيقظ الإنسان من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده. [*] نوا قض الوضوء: نواقض الوضوء ما يلي: (1) ما خرج من السبيلين (القُبل والدُبر) من بول أو غائط أو ريح، لقوله تعالى: (أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّنَ الْغَائِطِ) [المائدة / 6] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. قال رجل من حضر موت ما الحدث يا أبي هريرة رضي الله عنه؟ قال فِساء أو ضراط) 2) النوم المستغرق الذي لا يبقى معه إدراك ـ دون النوم اليسير: (حديث علي الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وكاء السَّه العينان فمن نام فليتوضأ. (حديث صفوان بن عسال الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: أُمرنا ألا ننزع خِفافنا إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم)

(حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفقُ رؤوسهم ثم يُصلون ولا يتوضئون. 3) زوال العقل بسكرٍ أو مرض لأن الذهول عند هذه الأسباب يكون أبلغ من النوم، فينتقض الوضوء من باب أولى. 4) مس الفرج من غير حائل ـ إذا كان بشهوة، أما إن كان المسُ بغير شهوة، فلا ينتقض الوضوء: (حديث بُسرة بنت صفوان الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من مس ذكره فليتوضأ. (حديث طَلْقِ بن علي الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: قدمنا على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل كأنه بدوي فقال يا نبي الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ فقال هل هو إلا مضغة منه أو بَضْعهٌ منه. 5) أكل لحم الإبل: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن سَمُرة الثابت في صحيح مسلم) أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أأتوضأ من لحم الغنم؟ قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ، قال أتوضأ من لحم الإبل؟ قال نعم توضأ من لحم الإبل. [*] ما الذي يجب له الوضوء: [*] الذي يجب له الوضوء: 1) الصلاة: لقوله تعالى (قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُواْ وَإِن كُنتُم مّرْضَىَ أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلََكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة: المائدة - الآية: 6] 2) الطواف بالبيت: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الطوافُ حول البيت مثلُ الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير.

[*] ما يُستحبُ له الوضوء: [*] الأشياء التي يُستحبُ لها الوضوء: 1) ذكرْ الله تعالى: (حديث المهاجر بن قنفد الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلَّم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال: إني كرهتُ أن أذكر الله عز وجل إلا على طُهرٍ، أو قال طهارة. 2) النوم: (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوئك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضتُ أمري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلمُ به. 3) الجنب: إذا أراد أن يأكل أو ينام أو يعاود الجماع، (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان جُنباً فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ. 4) قبل الغسل: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة غسل يده ثلاثاً وتوضأ وضوئه للصلاة ثم يُخلل شعره بيده حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاد عليه الماء ثلاث ثم غسل سائر جسده. 5) الوضوء لكل صلاة: (حديث بريده الثابت في صحيح مسلم) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ عند كل صلاة فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خُفيه و صلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر: يا رسول الله إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله، فقال عمدا فعلته يا عمر.

6) من حمل الميت: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من غَسَّلَ الميت فليغتسل، ومن حَمَله فليتوضأ. {مسائل هامة عن الوضوء} [*] النية شرطٌ في جميع العبادات من وضوء وغيره: قوله تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ) (البينة / 5) وقوله تعالى: (قال تعالى: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلََكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقّدتّمُ الأيْمَانَ) (المائدة / 89) (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) [*] يجوز للإنسان أن يغسل بعض أعضاء الوضوء أكثر من بعض: (حديث عمرو بن أبي الحسن الثابت في الصحيحين) أنه سئل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فدعا بتورٍ من ماء، فكفأ على يديه، فغسلهما ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفات من ماء، ثم أدخل يده في الإناء، فغسل وجهه ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه، فأقبل بيده وأدبر بهما ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه. [*] لا يجوز للإنسان أن يغسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاثة: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن الوضوء؟ فأراه الوضوء ثلاثاً ثم قال: هكذا الوضوء فمن زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم.

باب: المسح على الخفين

[*] لمس المرأة بشهوة لا ينقض الوضوء: (حديث عائشة السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبَّلَ امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. قال عروة فقلت لها: ما هي إلا أنتِ فضحكت. [*] من شك هل انتقض وضوءه أم لا فماذا يفعل: (حديث عبد الله بن زيد الثابت في الصحيحين) أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يجدُ الشيء في الصلاة قال: لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً. باب: المسح على الخُفين (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في الصحيحين) قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأهويتُ لأنزعَ خُفَيِّه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين. (حديث عمرو بن أمية الثابت في صحيح البخاري) قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ على عمامته وخُفيَّه. [*] صفة المسح على الخفين: (حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود) قال: لو كان الدينُ بالرأي لكان أسفل الخفِ أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ على ظاهر خُفيه. [*] مدة المسح على الخُفين: (حديث شريح بن هانئ الثابت في صحيح مسلم) قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت عليك بابن أبي طالب فإنه كان يسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألناه فقال جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم. [*] شروط المسح على الخفين: 1) أن يلبس الخفين على وضوء: (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في الصحيحين) قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأهويت لأنزع خُفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما.

المسح على الجوربين

2) أن تكون في مدة المسح وهي ثلاثة أيام بلياليهن المسافر ويوماً وليلة للمقيم (حديث شريح بن هانئ الثابت في صحيح مسلم) قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت عليك بابن أبي طالب فإنه كان يسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألناه فقال جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم. 3) أن يكون الخف طاهر ـ لأنه لو كان الخف غير طاهر ومسح الإنسان عليه لتنجست يده، وهو بذلك يزيد الطين بلة، لأن المقصود الطهارة. [*] ما الذي يُبطل المسح على الخفين: [*] الذي يُبطل المسح على الخفين ما يلي: 1) انقضاء المدة: (حديث شريح بن هانئ الثابت في صحيح مسلم) قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت عليك بابن أبي طالب فإنه كان يسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألناه فقال جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم. 2) الجنابة: (حديث صفوان بن عسال الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: أُمرنا ألا ننزع خِفافنا إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم. 3) نزع الممسوح عليه من الرجلين، لأنه إذا نزعهما ثم لبسهما لم يكن أدخلهما طاهرتين. (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في الصحيحين) قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأهويت لأنزع خُفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما. المسح على الجوربين (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. المسح على العمامة

باب الغسل

(حديث عمرو بن أمية الثابت في صحيح البخاري) قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح على عمامته وخُفيه. {باب الغسل} [*] موجبات الغسل: موجبات الغسل ما يلي: 1) خروج المني في اليقظة أو النوم. لقوله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُواْ) [المائدة / 6] (حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) أن أم سليم قالت يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: إذا رأت الماء. فغططت أم سلمة تعني وجهها، وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ قال نعم. تربت يمينك، فبم يشبهها ولدُها. (حديث علي الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المذي فقال: في المذي الوضوء وفي المني الغسل. (حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) أن أم سليم قالت يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: إذا رأت الماء. فغططت أم سلمة تعني وجهها، وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ قال نعم. تربت يمينك، فبم يشبهها ولدُها. (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قالت: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما؟ قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولم يجد بللاً؟ قال: لاغسل عليه. 1) الجماع: أي تغييب الحشفة في الفرج: هذا هو الذي يوجب الغسل. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل.

(حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة فقد وجب الغسل. 3) الإسلام: (حديث قيس بن عاصم الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرني أن أغتسل بماءٍ وسدر. 4) الموت لغير الشهيد: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلا كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. 5) الحيض والنفاس: دليل الحيض: (حديث فاطمة بنت أبي جيش الثابت في الصحيحين) قالت: يا رسول الله إني امرأة ُاُستحاضُ فلا أطهر أفأدعُ الصلاة قال إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة فإذا ذهبت قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: دخل علىَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال مالك، قلت لوددتُ أني لم أحجُ هذا العام. قال: لعلك نُفسْتِ، قلت نعم. قال: فإن ذلك شيءٌ كتبه الله على بنات آدم فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري. [*] أركان الغسل: 1) النية: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

2) تعميم البدن: لقوله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُواْ) [المائدة / 6] فالمقصود التطهير، ومن عمم بدنه بالغسل مرة واحدة ثبت أنه قد اطَّهر. [*] الأغسال المستحبة: 1) غسل الجمعة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة إذ دخل عليه رجلٌ من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداه عمر: أيةُ ساعةٍ هذه؟ قال إني شُغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعتُ التأذين فلم أزد أن توضأت. فقال: والوضوء أيضاً وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالغسل. (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: غُسل الجمعة واجبٌ على كل محتلم وأن يستنَّ وأن يمسَّ طيباً إن وجد. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حق الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيامٍ يوماً يغسلُ فيه رأسه وجسده. (حديث سمُرة بن جندب الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل. {تنبيه}: في حديث غسل الجمعة واجب على كل محتلم ظاهره وجوب غسل الجمعة و الذي أخرجه من الوجوب إلى الندب هو حديث (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل. 2) الغسل للعيدين ويوم عرفة، لما رواه البيهقي من طريق الشافعي عن زادان قال: سأل رجلا علياً عن الغسل؟ قال: اغتسل كل يومٍ إن شئت، فقال: لا، الغسل الذي هو غسل؟ قال: يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر ويوم الفطر. 3) الاغتسال عند كل جماع:

(حديث أبي رافع الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف ذات ليلةٍ على نسائه يغتسل عند هذه وعند هذه. قال: فقلت يا رسول الله ألا تجعله واحداً؟ قال هذا أذكى وأطيب وأطهر. 4) اغتسال المستحاضة لكل صلاة: (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: إن أم حبيبة استحيضت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرها بالغسل لكل صلاة. (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن امرأة مستحاضة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل لها أنه عِرقٌ عَانِد، فأُمرت أن تؤخر الظهر وتعجِّل العصر وتغتسل لهما غسلاً واحداً، وتؤخر المغرب وتعجِّل العشاء و تغتسل لهما غسلاً واحداً وتغتسل لصلاة الصبح غسلاً واحداً. 5) الاغتسال بعد الإغماء: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: ثَقُلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أصلى الناس؟ قلنا لا وهم ينتظرونك يا رسول الله، فقال ضعوا لي ماء في المخضب قالت: ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا لا وهم ينتظرونك يا رسول الله. فقال ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس؟ فقلنا لا وهم ينتظرونك يا رسول الله ... فذكرت إرساله إلى أبي بكر .. تمام الحديث. 6) الاغتسال من تغسيل الميت: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من غسَّل الميت فليغتسل ومن حمله فليتوضأ. 7) الاغتسال من دفن المشرك: (حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود) أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ أبا طالبٍ مات فقال: {اذهب فواره}، فلما واريته رجعت إليه فقال لي: اغتسل. 8) الغسل للإحرام بالحج أو العمرة: (حديث زيد بن ثابت الثابت في صحيح الترمذي) أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - تجرد لإهلاله واغتسل. 9) الاغتسال لدخول مكة:

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل، ثم يدخل مكة نهاراً ويذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعله. [*] السنة في الغسل: [1] النية: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. [2] غسل يده ثلاثاً: (حديث ميمونة الثابت في الصحيحين) قَالَتْ ... وَضَعْتُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - غُسْلاً، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ، فَصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثلاثاً، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى يساره فَغَسَلَ فَرْجَهُ، فضرب بيده الأرض فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِ رَاعَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ ثَوْباً فَلَمْ يَأْخُذْهُ، فَانْطَلَقَ وَهْوَ يَنْفُضُ يَدَيْه. [3] يتوضأ وضوءاً كاملاً: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) َ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ ثلاثاً، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُخَلِّلُ شَعَرَهُ بِيَدِهِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنه ْ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ، أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ. [4] يخلل شعره بيده حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاثاً: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) َ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ ثلاثاً، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُخَلِّلُ شَعَرَهُ بِيَدِهِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنه ْ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ، أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ. [5] يعم بدنه بالماء: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) َ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ ثلاثاً، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُخَلِّلُ شَعَرَهُ بِيَدِهِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنه ْ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ، أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ. [6] يدلك البدن ليتيقن من وصول الماء إلى جميع البدن لأن المقصود تعميم الماء.

[7] التيمن: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. [8] يغسل قدميه في مكان آخر: (حديث ميمونة الثابت في الصحيحين) قَالَتْ ... وَضَعْتُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - غُسْلاً، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ، فَصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثلاثاً، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى يساره فَغَسَلَ فَرْجَهُ، فضرب بيده الأرض فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ ثَوْباً فَلَمْ يَأْخُذْهُ، فَانْطَلَقَ وَهْوَ يَنْفُضُ يَدَيْه. [*] ما الذي يكفي من الماء للغسل: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد , ويتوضأ بالمُد. [*] الوضوء لمن أراد أن يعاود الجماع: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ. [*] لا يجب على المرأة نقض شعرها عند غسلها من الجنابة: (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) أن امرأة من المسلمين قالت: يا رسول الله إني امرأة أشدُّ ضُفرَ رأسي أفأنقضه للجنابة؟ قال: إنما يكفيكِ أن تحفني عليه ثلاثاً. [*] يجوز للرجل أن يغتسل بحضرة امرأته فقط: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناءٍ واحد، ونحن جنبان. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يُفضي الرجلُ إلى الرجل في الثوب الواحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد. (حديث معاوية بن حيده الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قيل: إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال:

إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها قيل: إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس. [*] يجوز الاغتسال عارياً في الخلوة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض و كان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا: و الله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فجمح موسى في أثره يقول: ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا: و الله ما بموسى من بأس و أخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجلُ جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك. [*] الوضوء للجنب إذا أراد أن يأكل أو ينام: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينام و هو جنب غسل فَرْجَهٌ و توضأ للصلاة. (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أنه سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيرقد أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان جُنباً فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة. [*] كيف يُنظف المني من ثوب الرجل: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كنت أغسلُ الجنابة من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء لفي ثوبه. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: لقد رأيتني وما أزيدُ أن أفركه من ثوب رسول الله. [*] الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة: (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ماءُ الرجل غليظ أبيض، وماء

باب التيمم

المرأة رقيقٌ أصفر، فأيهما سبق كان الشبه. { ... باب التيمم} [*] التيمم من خصائص هذه الأمَّة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر و جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل و أحلت لي الغنائم و لم تحل لأحد قبلي و أعطيت الشفاعة و كان النبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى الناس عامة. [*] دليل مشروعية التيمم: قال تعالى: (وَإِن كُنتُم مّرْضَىَ أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْهُ [المائدة / 6] (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الصعيد الطيب طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليُمِسَّه بشرته فإن ذلك خير. [*] التيمم عن الحدثين الأصغر و الأكبر: قال تعالى: (فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمّمُواْ) ثم قال (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلََكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة / 6] (حديث عمران بن حصين الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا معتزلا لم يصل في القوم فقال يا فلان ما منعك أن تصلي في القوم فقال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء قال عليك بالصعيد فإنه يكفيك. [*] الأسباب المبيحة للتيمم: 1) فقد الماء (لقوله تعالى {فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمّمُواْ} [المائدة / 6] (حديث عمران بن حصين الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا معتزلا لم

يصل في القوم فقال يا فلان ما منعك أن تصلي في القوم فقال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء قال عليك بالصعيد فإنه يكفيك. 2) خوف ضرر من استعماله لمرض في الجسم: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم. 3) شدة البرد: (حديث عمرو بن العاص الثابت في صحيح أبي داوود) قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئا. [*] صفة التيمم: (حديث عمار بن ياسر الثابت في الصحيحين) أنه قال لعمر بن الخطاب أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه. [*] يجوز التيمم بالجدار بنص السنة الصحيحة: (حديث أبي جهم الثابت في الصحيحين) قال: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام. [*] إذا صلى الرجل متيمماً ثم وجد الماء لا يعيد الصلاة: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) قال: خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد

باب الحيض

أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر ثم أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له فقال للذي لم يعد أصبت السنة وأجزأتك صلاتك وقال للذي توضأ وأعاد لك الأجر مرتين. [*] التيمم ضربةً واحدة للوجه والكفين: (حديث عمَّار الثابت في صحيح أبي داوود) سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التيمم فأمرني ضربةً واحدةً للوجه والكفين. {باب الحيض} [*] دم الحيض أسود يعرف: (حديث فاطمة بنت أبي حبيش الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أنها كانت تستحاض فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان دم الحيض فإنه أسود يعرف، فامسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي فإنما هو عرق. [*] أغلبُ الحيض ستة أيام أو سبعة أيام: (حديث حمنة بنت جحش الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها تحيضي في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام ثم اغتسلي وصلي أربعا وعشرين ليلة أو ثلاثا وعشرين ليلة وأيامها فإنَّ ذلك يجزئك. [*] الذي يحرم بالحيض: 1) الصوم والصلاة: (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى أو فطر فمرَّ على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيتُ من ناقصات عقلٍ ودين أذهب للبَّ الرجل الحازم من إحداكن قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال أليس شهادةُ المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن بلى. قال فذلك نقصان من عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم؟ قلن بلى. قال فذلك من نقصان دينها. 2) الوطء في الفرج:

لقوله تعالى: قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىَ يَطْهُرْنَ) [البقرة / 222] (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىَ يَطْهُرْنَ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصنعوا كل شيء إلا النكاح. [أي: إلا الوَطء] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضاً أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أُنزل على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. [*] يجب على الحائض قضاء الصوم فقط دون الصلاة: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كنا نحيض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنا نؤمرُ بقضاء الصوم ولا نؤمرُ بقضاء الصلاة. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن امرأة قالت لها: أتجزي إحدانا صلاتُها إذا طهرت؟ فقالت أحرورية أنت؟ كنا نحيضُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يأمرنا به، أو قالت فلا نفعله. [*] تحريم إتيان الحائض في الفرج: لقوله تعالى: قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىَ يَطْهُرْنَ) [البقرة / 222] (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىَ يَطْهُرْنَ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصنعوا كل شيء إلا النكاح. [أي: إلا الوَطء] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضاً أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أُنزل على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. [*] كفارة من أتى حائضاً:

(حديث ابن عباس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في الذي يأتي امرأته وهي حائض، يتصدق بدينار أو بنصف دينار. [*] ما الذي يحلُ للرجل من زوجته وهي حائض: يحل له كل شيء إلا الوطء في الفرج (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اصنعوا كل شئٍ إلا النكاح. [أي إلا الوطء] (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يملك إربه. [*] لا يجوز جماع المرأة إذا انقطع الدم قبل أن تغتسل: لقوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىَ يَطْهُرْنَ) [البقرة / 222] [*] صفة الغسل من الحيض: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل. قال خذي ِفرصةٍ من مسكٍ فتطهري بها. قالت كيف أتطهر بها؟ قال تطهري بها. قالت كيف؟ قال سبحان الله تطهري بها، فاجتبذتها إليَّ فقلت تتبعي بها أثر الدم. [*] كيف يتعامل الرجل مع زوجته وهي حائض: (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىَ يَطْهُرْنَ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصنعوا كل شيء إلا النكاح. [أي: إلا الوَطء] (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كنت أشربُ وأنا حائض ثم أناوِلُهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضعُ فاهُ على موضِع فيَّ فيشرب، وأتعرَّقُ العَرْقَ وأنا حائض ثم أناوِلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضعُ فاه على موضعِ فيَّ. {العَرْق} عظم أُخذ منه اللحم وبقيت عليه بقية.

فصل: في الاستحاضة

(حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فقال يا عائشة ناوليني الثوب فقلت: إني حائض فقال: إن حيضتك ليست في يدك فناولته. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كنت أُرجِّلُ رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حائض. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُخرجُ رأسَهُ إلىَّ وهو معتكف فأغسله وأنا حائض. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتكئُ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن. (حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) قالت بينا أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجعة في خميلة حضتُ فانسللتُ فأخذتُ ثياب حيضتي فقال: أنُفِستِ؟ قلت نعم. فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. فصل: في الاستحاضة [*] المستحاضة تصلي وتتوضأ لكلِ صلاة: (حديث عائشة متفق عليه) قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني امرأة استحاض فلا أطهر أفأدعُ الصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا: إنما ذلك عِرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ثم توضأي لكل صلاة حتى يجئ ذلك الوقت. [*] الفرق بين دم الحيض والاستحاضة: (حديث فاطمة بنت أبي حبيش الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أنها كانت تستحاض فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان دم الحيض فإنه أسود يعرف، فامسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي فإنما هو عرق. [*] إن لم تستطع التميز تجلس غالب الحيض ستة أيام أو سبع ماذا تصنع: (حديث حمنة بنت جحش الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها تحيضي في

باب النفاس

علم الله ستة أيام أو سبعة أيام ثم اغتسلي وصلي أربعا وعشرين ليلة أو ثلاثا وعشرين ليلة وأيامها فإنَّ ذلك يجزئك. [*] إذا كانت الصفرة والكُدْرَة قبل الطهر فهي حيض: (حديث أم عطية الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: كنا لا نعدُّ الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً. [*] يجوز للمستحاضة أن تجمع بين الصلاتين: (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن امرأة مستحاضة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل لها أنه عِرقٌ عانِد فأمرت أن تؤخر الظهر وتعجّل العصر وتغتسل لهما غسلاً واحداً، وتؤخر المغرب وتعجّل العشاء وتغتسل لهما غسلاً واحداً، وتغتسل لصلاة الصبح غسلاً واحداً. [*] المستحاضة يطأها زوجها: لعموم قوله تعالى: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنّىَ شِئْتُمْ) [البقرة / 223] (حديث عكرمة الثابت في صحيح أبي داوود) قال: كانت أم حبيبة تُستحاض وكان زوجها يغشاها. {أم حبيبة} كانت تحت عبد الرحمن بن عوف. [*] تعتكف المستحاضة ولكن تحترز من تلويث المسجد: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: اعتكَفَتْ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من أزواجه، فكانت ترى الدم والصفرة، والطست تحتها وهي تصلي. {باب النفاس} [*] أكثر مدة للنفاس أربعين يوماً:

كتاب الصلاة

(حديث أم سلمة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت: كانت النفساء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقعد بعد نفاسها أربعين يوماً أو أربعين ليلة وكنا نطلي وجوهنا الوَرْس يعني من الكلف. {الوَرْس} نبتٌ أصفر يصبغ به ويتخذ منه صباغ للوجه. {الكَلَف} بثور صغيرة تكسو الوجه. [*] إذا وضعت ما تم له أربعة أشهر كان الدم نفاساً: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: حدَثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادقُ المصدوق: إنَّ أحدكم يُجمعُ خَلْقُه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقةً مثلُ ذلك ثم يكون في ذلك مضغةً مثلُ ذلك ثم يُرسلُ الله الملك فينفخُ فيه الروح ويؤمَرُ بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيٌ أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إنَّ أحدكم ليعمل بعملِ أهلِ الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وانَّ أحدكم ليعمل بعملِ أهلِ النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعملُ بعمل أهل الجنة فيدخلها. {كتاب الصلاة} [*] فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: فُرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلوات ليلة أُسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمساً ثم نودي يا محمد إنه لا يُبدَّلُ القول لديَّ، وإن لك بهذه الخمس خمسين. [*] منزلة الصلاة في الإسلام: [1] الصلاة أفضلُ الأركان بعد الشهادتين ... : (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج

وصوم رمضان) (حديث ا بن عباس في الصحيحين) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ ابن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسَ صلواتٍ في كل يومٍ وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتُردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوةَ المظلومِ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. (حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد، ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات في اليوم والليلة) فقال: هل علي غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوع). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وصيام رمضان). قال هل علي غيره؟ قال: (لا إلا أن تطوع). قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوع). قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلح إن صدق). [2] الصلاة تغسل الإنسان من الذنوب والمعاصي: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسلُ فيه كلَ يومٍ خمسَ مراتٍ، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثلُ الصلوات الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا. [3] الصلاة تُكفر الذنوب الصغائر: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أصاب من امرأةً قبلة فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فأنزل الله تعالى (وَأَقِمِ الصّلاَةَ طَرَفَيِ النّهَارِ وَزُلَفاً مّنَ الْلّيْلِ إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّيّئَاتِ) فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال: لجميع أمتي كلهم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الصلواتُ الخمس والجمعةُ إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتنبت الكبائر. [4] عظيم الثواب:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العَتمة والصبحِ لأتوهما ولو حبواً. [6] الصلاة إن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل: (حديث أنس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أولُ ما يحاسبُ به العبدُ يوم القيامة الصلاة فإن صلحتُ صلحُ سائرُ العمل و إن فسدت فسدَ سائرُ العمل. [*] حكم تارك الصلاة جحودا: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. (حديث بريدة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. [*] حكم تارك الصلاة تكاسلاً: قال الله تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَىَ إِثْماً عَظِيماً) [سورة: النساء (النساء / 48) (حديث عبادة بن الصامت الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خمسُ صلواتٍ افترضهنَّ الله تعالى، من أحسن وضوءَهُنَّ و صلاهُنَّ لوقتهنَّ و أتم ركوعهنَّ و خشوعهنَّ، كان له على الله عهدٌ أن يغفر له، و من لم يفعل، فليس له على الله عهدٌ إن شاء غفر له و إن شاء عذَّبه. [*] وجوب الصلاة وأنها أحد الأركان الخمسة: قوله تعالى: (قال تعالى: (إِنّ الصّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مّوْقُوتاً) {النساء / 103} (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان. (حديث ا بن عباس في الصحيحين) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ ابن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن

محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسَ صلواتٍ في كل يومٍ وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتُردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوةَ المظلومِ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. (حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد، ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات في اليوم والليلة) فقال: هل علي غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوع). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وصيام رمضان). قال هل علي غيره؟ قال: (لا إلا أن تطوع). قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوع). قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلح إن صدق). [*] إذا أسلم الكافر لا يلزمه قضاء الصلاة التي فاتته قبل إسلامه: قال تعالى: (قُل لِلّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مّا قَدْ سَلَفَِ) [الأنفال / 38] (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أسلم العبدُ فَحسُنَ إسلامه يُكفِّر الله عنه كلَّ سيئةٍ كان زلَفها، و كان بعد ذلك القصاص، الحسنةُ بعشر أمثالها , و السيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها. [*] لا تجب الصلاة على الصبي والمجنون: (حديث علي الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم و عن المجنون حتى يُفيق) [*] تعليم الأولاد الصلاة وهم أولاد سبع سنين: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أولاد سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع. [*] مواقيت الصلاة:

(حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس و كان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر و وقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس و وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق و وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط و وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس. (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمني جبريل عند البيت مرتين فصلى بي الظهر حين زالت الشمس و كانت قدر الشراك و صلى بي العصر حين كان ظله مثله و صلى بي المغرب حين أفطر الصائم و صلى بي العشاء حين غاب الشفق و صلى بي الفجر حين حرم الطعام و الشراب على الصائم فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله و صلى بي العصر حين كان ظله مثليه و صلى بي المغرب حين أفطر الصائم و صلى بي العشاء إلى ثلث الليل و صلى بي الفجر فأسفر ثم التفت إلي و قال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك و الوقت ما بين هذين الوقتين. [*] استحباب تعجيل صلاة الظهر في أول وقتها إذا لم يكن الجو حارا: لقوله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ) [سورة: المائدة - الآية: 48] (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة لوقتها قال قلت ثم أي قال بر الوالدين قال قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية والمغرب إذا وجبت والعشاء أحيانا يؤخرها وأحيانا يعجل كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل وإذا رآهم قد أبطأوا أخر والصبح كانوا أو قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها بِغَلَس. وفي (حديث أبي برزة الأسلمي الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه ويقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة، ويصلي الظهر إذا زالت الشمس ويصلي العصر وأحدنا يذهب إلى أقصى المدينة رجع والشمس حية، ونسيت ما قال في المغرب، وكان لا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل ثم قال إلى نصف الليل. [*] استحباب عدم تعجيل صلاة الظهر في أول وقتها إذا كان الجو حارا:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. [*] وقت الاختيار لصلاة العصر: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وقت الظهر ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ووقت العشاء إلى نصف الليل ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس. [*] وقت الضرورة لصلاة العصر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح و من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر. [*] استحباب تعجيل صلاة المغرب: (حديث سلمة بن الأكوع الثابت في الصحيحين) قال: كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب إذا توارت بالحجاب. [*] استحباب تعجيل العشاء إذا اجتمع الناس: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية والمغرب إذا وجبت والعشاء أحيانا يؤخرها وأحيانا يعجل كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل وإذا رآهم قد أبطأوا أخر والصبح كانوا أو قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها بِغَلَس. [*] استحباب تأخير العشاء إذا أبطأ الناس: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية والمغرب إذا وجبت والعشاء أحيانا يؤخرها

وأحيانا يعجل كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل وإذا رآهم قد أبطأوا أخر والصبح كانوا أو قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها بِغَلَس. [*] استحباب تأخير العشاء إلى نصف الليل إذا ضمن بقاء الناس كالاعتكاف: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعشاء حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقام عمر بن الخطاب فقال الصلاة فخرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه قال لولا أن يشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه. [*] استحباب التبكير في صلاة الصبح بها في أول وقتها: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية والمغرب إذا وجبت والعشاء أحيانا يؤخرها وأحيانا يعجل كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل وإذا رآهم قد أبطأوا أخر والصبح كانوا أو قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها بِغَلَس. [الغَلَس] ظلمة آخر الليل (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر متلفعات بمروطهنَّ لا يعرفهن أحد ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحدٌ من الغَلَس. (حديث رافع بن خديج الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. [*] قال الإمام بن القيم رحمه الله تعالى: المراد بالإسفار: أي يخرج مسفراً، أي يدخل مغلساً ويخرج مسفراً. [*] متى يكون الإنسان مدركاً لوقت الصلاة: يكون الإنسان مدركاً لوقت الصلاة إذا أدرك ركعةً من الصلاة (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أدرك

ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح و من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة. [*] قضاء الفوائت على الترتيب الأولى ثم التي بعدها: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش قال يا رسول الله ما كِدتُ أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - والله ما صليتها، فقمنا إلى بُطحان فتوطأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح النسائي) قال: إن المشركين شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلوات في الخندق فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء. [*] من نسيَ صلاة أو نام عنها: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. [*] مشروعية الجماعة في الصلاة الفائتة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش قال يا رسول الله ما كِدتُ أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - والله ما صليتها، فقمنا إلى بُطحان فتوطأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب. [*] الأوقات التي نُهيَ عن الصلاة فيها: هناك خمسة أوقات نُهيَ عن الصلاة فيها: [1] حين تطلع الشمس

[2] حين تغرب الشمس [3] بعد الفجر حتى تطلع الشمس [4] بعد العصر حتى تغرب الشمس [5] حين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس (حديث عقبة بن عامر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاث ساعات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا حين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس و لا غروبها. (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال شهد عندي رجالٌ مرضيون وأرضاهم عندي عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب. (حديث عمرو بن عبسة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان و حينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تُسَجَّر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان و حينئذ يسجد لها الكفار. [*] المواضع التي لا تصح فيها الصلاة: [1] الحمام والمقبرة: (لحديث أبي سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الأرض كلها مسجد إلا المقبرة و الحمام. و (حديث كنَّاز بن الحصين الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها. و (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد.

باب: الأذان والإقامة

[2] مبارك الإبل: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلوا في مرابض الغنم و لا تصلوا في أعطان الإبل. [*] هل تجوز صلاة الجنازة في المقبرة: [*] إذا كانت الصلاة على القبر جازت: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أسوداً أو امرأةً سوداء كان يقم المسجد فسأل عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا مات فقال - صلى الله عليه وسلم - ألا آذنتموني به، فأتى قبره فصلى عليه. [*] إذا كانت الصلاة إلى القبر فلا يجوز: (حديث كنَّاز بن الحصين الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها. باب: الأذان والإقامة [*] الأذان فرض كفاية: (حديث مالك بن الحُويرث الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا حضرت الصلاةُ فليُؤذِّنْ لكم أحدُكم وليؤمكم أكبركم) [*] فضل الأذان: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا و لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه و لو يعلمون ما في العتَمة و الصبح لأتوهما و لو حبوا. (حديث معاوية الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤذن يغفر له مدى صوته و يشهد له كل رطب و يابس و شاهد الصلاة يكتب له خمس و عشرون صلاة و يكفر عنه ما بينهما. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الإمام ضامن و المؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كلِ مرة ٍ ستون حسنة وبإقامته ثلاثون حسنه. [*] يجب الأذان والإقامة للصلاة المقضية: (حديث مالك بن الحُويرث الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا حضرت الصلاةُ فليُؤذِّنْ لكم أحدُكم وليؤمكم أكبركم) (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح النسائي) قال: إن المشركين شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلواتٍ يوم الخندق فأمر بلال فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء. [*] يسن الأذان والإقامة للمنفرد: (حديث عقبة بن عامر الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة و يصلي فيقول الله عز و جل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن و يقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي و أدخلته الجنة. [*] حكم أخذ الأجرة على الأذان والإقامة: (حديث عثمان بن أبي العاص الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: إن آخر ما عهد إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن اتخذ مؤذناً لا يأخذ على آذانه أجراً. [*] اشتراط الأمانة في المؤذن: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الإمام ضامن و المؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين.

(حديث أبي محذورة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم و حاجتهم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم و سحورهم. [*] المؤذن يلتفت برأسه وعنقه يميناً عند قوله حي على الصلاة وشمالاً عند قوله حي على الفلاح: (حديث أبي جُحَيْفَة الثابت في صحيح الترمذي) قال رأيت بلالاً يؤذن ويدور ويتبع فاه هاهنا وهاهنا وإصبعاه في أذنيه. [*] رفع الصوت بالنداء: (حديث أبي سعيدٍ الثابت في صحيح البخاري) أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة. [*] عدد كلمات الأذان والإقامة: (حديث أبي محذورة الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الأذان تسع عشرة كلمة و الإقامة سبع عشرة كلمة. [*] سبب مشروعية الأذان: (حديث بن عمر الثابت في صحيح البخاري) قال: كان يقول كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم بل بوقا مثل قرن اليهود فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا بلال قم فناد بالصلاة. (حديث عبد الله بن زيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده فقلت يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال وما تصنع به فقلت ندعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك فقلت له بلى قال فقال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله

حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال وتقول إذا أقمت الصلاة الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا اله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت فقال إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك. [*] هل يجوز الأذان للأعمى؟ (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم ثم قال وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت. [*] يستحب جمع المؤذن بين كل تكبيرتين في نفس: (حديث عمر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة. [*] يستحب الترجيع في الأذان: (حديث أبي محذورة الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال قلت يا رسول الله علمني سنة الأذان قال فمسح مقدم رأسي وقال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كان صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.

[*] استحباب التثويب في الأذان في صلاة الصبح: (حديث أبي محذورة الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال قلت يا رسول الله علمني سنة الأذان قال فمسح مقدم رأسي وقال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كان صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. [*] التثويب في الأذان في صلاة الصبح يكون في الأذان الثاني لأنه الأذان الحقيقي: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو ينادي بليل ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم وليس أن يقول الفجر أو الصبح. [*] ما يقال عند سماع الأذان: (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن. (حديث عمر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة. [*] ما يقال بعد الأذان: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجوا أن أكون أنا هو

فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة. (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يسمع النداء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله رضيت بالله ربا و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. [*] استحباب الدعاء بين الأذان والإقامة: (حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يردُ الدعاء بين الأذان والإقامة. [*] الفصل بين الأذان والإقامة: (حديث عبد الله بن المُغَفَّل الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بين كل أذانين صلاة _ ثلاثاً _ لمن شاء. [*] النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان: (حديث أبي الشعثاء الثابت في صحيح مسلم) قال: كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه فخرج رجلٌ حين أذن المؤذن للعصر فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم. [*] إذا تعددت الفوائت يؤذن أذاناً واحداً: (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح النسائي) قال: إن المشركين شغلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلوات يوم الخندق فأمر بلال فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء. [*] الأولى أن يتولى المؤذن الإقامة: (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عمروٍ بن عوفٍ ليصلح بينهم فقام بلال إلى أبي بكرٍ فقال: أتصلي للناس فأقيم.

باب: شروط الصلاة

[*] يؤذن للصلاة عند إرادة فعل الصلاة: (حديث أبي ذر الثابت في الصحيحين) قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فأراد المؤذن أن يؤذن للصلاة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال له أبرد حتى رأينا فيء التلول فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. باب: شروط الصلاة [*] شروط الصلاة هي ما يلي: [3،2،1] الإسلام والتمييز والعقل: [*] دليل اشتراط الإسلام: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسُ صلواتٍ في كل يومٍ و ليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك و كرائم أموالهم و اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب. [*] دليل اشتراط التمييز: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر سنين و فرقوا بينهم في المضاجع. [*] دليل اشتراط العقل: (حديث علي الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم و عن المجنون حتى يُفيق. [4] العلم بدخول الوقت: قال تعالى: (إِنّ الصّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مّوْقُوتاً) [سورة: النساء - الآية: 103]

[5] النية: قال تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ) [سورة: البينة - الآية: 5] (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) [6] استقبال القبلة: قال تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [سورة: البقرة - الآية: 150] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. [7] طهارة الثوب والبدن والمكان الذي يصلي فيه: [*] دليل طهارة الثوب: قال تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ) [سورة: المدثر - الآية: 4] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلع نعليه لما أخبره أن فيهما قذرٌ. [*] دليل طهارة البدن: (حديث بن عباس الثابت في الصحيحين) قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة و أما الآخر فكان لا يستتر من بوله. [*] دليل طهارة المكان: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن أعرابي بال في المجد فتناوله الناس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوه وهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء فإنما بعثتم مُيَسِّرين ولم تبعثوا مُعَسِّرين. [8] الطهارة من الحدثين:

قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُواْ) [سورة: المائدة - الآية: 6] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقبل الله صلاة بغير طهور و لا صدقة من غُلول. [9] ستر العورة: قال تعالى: (يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ) [سورة: الأعراف - الآية: 31] والمراد بالزينة ستر العورة (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقبل الله صلاة حائضٍ إلا بخمار. {تنبيه}:عورة الرجل في الصلاة ما بين السرة والركبة: (حديث عبد الله بن جعفر الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بين السرة والركبة عورة. (حديث جُرهد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: غطِ فخذك فإن الفخذ عورة. أما عورة المرأة في الصلاة: المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها. (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقبل الله صلاة حائضٍ إلا بخمار. [*] ما يجبُ من الثياب في الصلاة وما يُستحب: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فجئت ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد فاشتملت به وصليت إلى جانبه فلما انصرف قال ما السُرى يا جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما فأخبرته بحاجتي فلما فرغت قال ما هذا الاشتمال الذي رأيت قلت كان ثوب يعني ضاق قال فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فاتزر به. (حديث عمرو بن سلمة الثابت في الصحيحين) قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في ثوب واحد مشتملا به في بيت أم سلمة واضعا طرفيه على عاتقيه.

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله تعالى أحق من تزين له. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال قام رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الصلاة في الثوب الواحد فقال أو كلكم يجد ثوبين ثم سأل رجل عمر فقال إذا وسع الله فأوسعوا جمع رجل عليه ثيابه صلى رجل في إزار ورداء في إزار وقميص في إزار وقباء في سراويل ورداء في سراويل وقميص في سراويل وقباء في تبان وقباء في تبان وقميص قال وأحسبه قال في تبان ورداء. [*] يُكره أن يصلي الإنسان في ثوبٍ واحد ليس على عاتقيه منه شيء: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء. [*] لا يجوز السدل في الصلاة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن السدل في الصلاة. [*] يكره اشتمال الصماء: (لحديث أبي سعيد الثابت في صحيح البخاري) قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء. [*] يحرم تغطية الوجه في الصلاة لما فيه من التشبه بالمجوس: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تشبه بقومٍ فهو منهم. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أقل أحوال هذا الحديث التحريم [*] يكره التلثم في الصلاة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن

صفة صلاة النبي

السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه. [*] يكره كف الثياب في الصلاة: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمرت بالسجود على سبعةِ أعظم: الوجه - وأشار بيده إلى أنفه _ واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفتُ الثياب والشعر. [*] يحرم شد الوسط في الصلاة لأن فيه تشبه بالنصارى: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تشبه بقومٍ فهو منهم. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أقل أحوال هذا الحديث التحريم [*] حكم من جرَّ ثوبه خيلاء: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ينظرُ الله إلى من جرَّ إزاره بطراً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر: يا رسول اللّه إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له: إنك لست ممن يفعله خيلاء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار. (حديث أبي ذر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم: المسبل إزاره و المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منه و المنفق سلعته بالحلف الكاذب. صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يلي: [1] استقبال القبلة:

قال تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [سورة: البقرة - الآية: 150] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. {تنبيه}:تفصيل استقبال القبلة: الذي يشاهدها: يجب عليه أن يستقبل عينها، والذي لا يشاهدها يجب علي أن يستقبل جهتها لآن هذا هو المقدور عليه ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وبن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة. [2] أن يرفع يديه حذو منكبيه ثم يكبر تكبيرة الإحرام: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود الترمذي) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مداً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكون حذو مَنْكِبيه ثم يكبر وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع و يفعل ذلك حين يرفع رأسه من الركوع وقول سمع الله لمن حمده، ولا يفعل ذلك في السجود. [وفي رواية للبخاري: وإذا قام من الركعتين رفع يديه] [3] أن يضعَ يدَه اليُمنى على ذِرِاعِهِ اليُسرى فيشدهما على صدره: (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح البخاري) كان النَّاسُ يؤمرون أن يضعَ الرَّجُلُ يدَه اليُمنى على ذِرِاعِهِ اليُسرى في الصَّلاةِ" (حديث طاووس الثابت في صحيح أبي داوود) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره وهو في الصلاة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة اسكاتةً هُنِيََّةً فقلت بأبي وأمي يا رسول الله اسكاتتك بين التكبير والقراءة

ما تقول؟ قال: أقول: "اللَّهُمَّ باعِدْ بيني وبين خَطَايَاي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللَّهُمَّ نقِّني مِن الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنس، اللَّهُمَّ اغسلْ خطاياي بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ". (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك. [5] القراءة في الصلاة: فرض القراءة فاتحة الكتاب فإن لم تزد عليها أجزأت وإن زدت فهو خير (حديث عبادة بن الصامت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: في كلٍ صلاة يُقرأ فما أسمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد عن أم الكتاب أجزأت وإن زِدت فهو خير. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام فقيل لأبي هريرة رضي الله عنه إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد! < الحمد لله رب العالمين >! قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال! < الرحمن الرحيم >! قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال! < مالك يوم الدين >! قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلي عبدي فإذا قال! < إياك نعبد وإياك نستعين >! قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال! < اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين >! قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. * [معنى خداج أي فاسدة] {تنبيه}:يحمل (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة.

{تنبيه}: من لم يحفظ شيئاً من القرآن وأراد أن يصلي يجزئه أن يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. (حديث عبد الله بن أبي أوفى الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. {تنبيه}: ويُسن أن يقرأ بعد الفاتحة سورتين في الركعتين الأوليين بنص السنة الثابتة الصحيحة. (لحديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، و في الركعتين الأخيرتين بفاتحة الكتاب وكان يطول الركعة الأولى ما لا يطول في الثانية، وهكذا في صلاة العصر وهكذا في صلاة الصبح. [6] الركوع ومسائله: صفة الركوع: يضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع مستوياً ظهره. (حديث مصعب بن سعد الثابت في الصحيحين) قال: صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كَفَيَّ ثم وضعتهما بين فخذيَّ فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك. [معنى لم يشخص رأسه: أي لم يرفعه] [معنى ولم يصوبه: أي لم يخفضه] (حديث وابصة الثابت في صحيح الجامع) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر. ما يقال في الركوع: يقال في الركوع سبحان ربي العظيم ويسن أن يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح.

(حديث حذيفة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا وإني نهيت أن اقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. الاطمئنان ركن في الركوع والإخلال به مبطلٌ للصلاة: (حديث حذيفة الثابت في الصحيحين) أنه رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده فلما قضى صلاته قال له حذيفة ما صليت قال وأحسبه قال لو مت مت على غير سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -. (حديث أبي مسعود الأنصاري الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع و السجود. من أدعية الركوع: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح. [7] الرفع من الركوع: يقول [سمع الله لمن حمده]: حال الرفع، لا يقال قبل الرفع ولا يؤخر بعده. ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد. (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من الثنيتين بعد الجلوس.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا و لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. من أدعية الرفع من الركوع: (حديث رِفاعة بن رافعٍ الزُرْقِي الثابت في صحيح البخاري) قال: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال أنا، قال: رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أوَّل. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. *التحذير من الرفع قبل الإمام: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار؟. [8] السجود وما يتعلق به من مسائل: محل التكبير حين يهوي ساجدا [تنبيه] القاعدة: أن جميع تكبيرات الانتقال ما بين الركن الذي تركته إلى الركن الذي انتقلت إليه. (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من الثنيتين بعد الجلوس. لا تشرع في السجود إلا بعد أن يقع الإمام ساجداً:

(حديث البراء رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحداً منا ظهره حتى يقع النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجداً ثم نقع سجوداً بعده. أعضاء السجود سبعة: (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمرت بالسجود على سبعةِ أعظم: الوجه - وأشار بيده إلى أنفه _ واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفتُ الثياب والشعر. تفريج اليدين مع الاعتدال: (حديث عبد الله بن بُحَيْنة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى وسجد فرَّج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب. (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سجدت فضع كفيك وارفع مِرْفقيك. فتح أصابع الرجلين في السجود: (حديث أبي حميد الساعدي الثابت في صحيح النسائي) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أهوى إلى الأرض ساجداً جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه. الذي عليه أكثر أهل العلم أنه يقدم ركبتيه أولاً ثم يديه (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه. السجود على بطون الأصابع: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فالتمسته بيدي فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. يضع وجهه بين كفيه: (حديث أبي إسحاق الثابت في صحيح مسلم) قال: قلت للبراء بن عازب أين يضع وجهه إذا سجد فقال: بين كفيه.

ما يقال في السجود: (حديث حذيفة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا وإني نهيت أن اقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. الاطمئنان ركن في السجود والإخلال به مبطلٌ للصلاة: (حديث حذيفة الثابت في الصحيحين) أنه رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده فلما قضى صلاته قال له حذيفة ما صليت قال وأحسبه قال لو مت مت على غير سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -. (حديث أبي مسعود الأنصاري الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع و السجود. من أدعية السجود: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أقربُ ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. [9] الجلسة بين السجدتين: وهي جلسة ينبغي أن يتوافر فيها الاطمئنان كالركوع والسجود: (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجوده وبين السجدتين قريباً من السواء. جلسة الاستراحة: (حديث مالك بن الحويرث الثابت في صحيح البخاري) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في وتر في صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعداً.

(حديث أبي قِلابة الثابت في صحيح البخاري) قال: جاءنا حديث مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، قال أيوب: فقلت لأبي قِلابة وكيف كانت صلاته؟ قال مثل صلاة شيخنا هذا ـ يعني عمرو بن سلمة ـ قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يُتمُ التكبير وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام. [10] ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى [11] التشهد ومسائله: صفة جلوس التشهد الأول: [الافتراش] وهو أن يجعل رجله اليسرى تحت مقعدته كالفراش وينصب اليمنى. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في كل ركعتين التحيات وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى. [*] صفة جلوس التشهد الأخير: [التورك] (حديث عبد الله بن الزبير الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه السبابة. (حديث عبد الله بن الزبير الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) قال: وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته. صفة اليدين في الجلوس بعد التشهد: يضع يده اليسرى على ركبته اليسرى و يده اليمنى على فخذه اليمنى على الصفة الآتية *يقبض الخنصر والبنصر *يُحلق الإبهام مع الوسطى *يشير بالسبابة (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى وعقد ثلاثاً وخمسين وأشار بالسبابة.

كيفية الإشارة بالسبابة: يحرك إصبعه السبابة عند الدعاء فقط، وعلى هذا فكل كلمة في التشهد يحرك إصبعه، وأي لا تتضمن دعاء فلا يحرك إصبعه فيها.، ويشير عند الشهادة. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، ورفع إصبعه يدعو بها، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها. (حديث عبد الله بن الزبير الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه السبابة. لفظ التشهد الأول: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلانٍ وفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقول إذا جلسنا في الركعتين: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. صيغة الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد الأخير: (حديث كعب بن عُجرة الثابت في الصحيحين) قال: قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

{تنبيه}:من السنة أن تخفي التشهد (حديث ابن مسعود الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: من السنة أن تخفي التشهد. الدعاء بعد التشهد وقبل التسليم: (حديث أبي بكر الصديق الثابت في الصحيحين) أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. (حديث عليٍّ الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال. (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلانٍ وفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو. آداب الدعاء بعد التشهد وقبل التسليم: تحميد الله عز وجل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يدعو بعد بما شاء. (حديث فضالة بن عُبيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجَّل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله عز وجل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يدعو بعد بما شاء.

(حديث ابن مسعود الثابت في صحيح الترمذي) قال كنت أصلي و النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دعوت لنفسي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: سل تُعطه سل تُعطه. (حديث عمر الثابت في صحيح الترمذي موقوفا) قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك - صلى الله عليه وسلم -. [12] التسليم: (حديث عليٍّ الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مِفْتَاحُ الصّلاَةِ الطّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التّسْلِيمُ". كيفية التسليم: اختلاف صيغ التسليم اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد والأفضل فيه أن يأتي بهذا الوجه تارة وبهذا الوجه تارة. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله. (حديث وائل بن حُجر الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله. الأحوط أن نسلم تسليمتين لا تسليمة واحدة: (حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُسلِّم تسليمةً واحدة تلقاء وجهه ثم يميل إلى الشق الأيمن شيئا. [13] الأذكار بعد السلام: الاستغفار ثلاثا وقول اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام. (حديث ثوبان الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ثم قال: اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام. قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

(حديث المغيرة بن شعبة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. *قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. (حديث عبد الله بن الزبير الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من الصلاة قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضلٌ من أموالأٍ يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا أحدثكم بما إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدركم أحدٌ بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين، فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثاً وثلاثين ونحمد ثلاثاً وثلاثين ونكبِّر ثلاثاً وثلاثين فرجعت إليه فقال: تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسع و تسعون و قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَتَانِي اللّيْلَةَ رَبّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى في أَحْسَنِ صُورَةٍ ـ قَالَ أَحْسِبُهُ في المَنَامِ ـ فَقَالَ يَا مُحَمَدُ هَلْ تَدْرِيَ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قَالَ قُلْتُ لا، قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيّ حَتّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيّ أَوْ قَالَ في نَحْرِي

أركان الصلاة

فَعَلِمْتُ مَا فِي السّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ. قَالَ يَا مُحَمّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ نَعَمْ في الكَفّارَاتِ، والكَفّارَاتُ المُكْثُ فِي المَسْجِدِ بَعْدَ الصّلوات، والمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إلى الجَمَاعَاتِ وإسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكارِهِ، ومَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّهُ، وقَالَ يَا مُحَمّدُ إذَا صَلّيْتَ فَقُلْ اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. (حديث أبي أمامة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. (حديث معاذ الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معاذ لِلَّهِ و الله إني لأحبك أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك. (حديث أم سلمة الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: الهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلا. أركان الصلاة أركان الصلاة كما يلي: [1] القيام مع القدرة للفرض: قال تعالى: (وَقُومُواْ للّهِ قَانِتِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 238] (حديث عمران بن حُصين الثابت في الصحيحين) قال: كانت بي بواسير فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب. [2] تكبيرة الإحرام: *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها.

[3] فاتحة الكتاب: (حديث عبادة بن الصامت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خِداج. [4] الركوع: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: الحج - الآية: 77] *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. [5] الاعتدال من الركوع: *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. [6] السجود: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: الحج - الآية: 77] *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى

تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. [7] الرفع من السجود: *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. [8] الاطمئنان في الكل: *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. [9] التشهد الأخير: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلانٍ وفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو. [10] الصلاة على النبي في التشهد الأخير: (حديث كعب بن عُجرة الثابت في الصحيحين) قال: قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

واجبات الصلاة

[11] الترتيب: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: الحج - الآية: 77] الشاهد قوله تعالى {ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ} فدل على الأمر بالركوع قبل السجود وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب إلى الصفا قال [أبدأ بما بدأ به الله] *حديث المسيء في صلاته (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. واجبات الصلاة واجبات الصلاة كما يلي: [3،2،1] تكبيرات الانتقال وقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من الثنيتين بعد الجلوس. [4] التشهد الأوسط (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلانٍ وفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد

سنن الصلاة

صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو. [5] السترة (حديث سهل بن أبي حثمة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته. [*] الواجبات تسقط بالسهو: (حديث عبد الله بن بُحينة الثابت في الصحيحين) وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم العصر فقام من الركعتين لم يجلس فقام الناس معه، حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبًّر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يُسلِّم ثم سلَّم. [*] الأركان لا تسقط بالسهو: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا أقصرت الصلاة ورجل يدعوه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذو اليدين فقال أنسيت أم قصرت فقال لم أنس ولم تقصر قال بلى قد نسيت فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر. سنن الصلاة سنن الصلاة هي ما عدا الشروط والأركان والواجبات، وسنن الصلاة نوعان قولية وفعلية أولاً السنن القولية: [1] دعاء الاستفتاح: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة اسكاتةً هُنِيََّةً فقلت بأبي وأمي يا رسول الله اسكاتتك بين التكبير والقراءة

ما تقول؟ قال: أقول: "اللَّهُمَّ باعِدْ بيني وبين خَطَايَاي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللَّهُمَّ نقِّني مِن الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنس، اللَّهُمَّ اغسلْ خطاياي بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ". (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك. [2] الاستعاذة: قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ) [سورة: النحل - الآية: 98] (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح أبي داوود) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. [3] التأمين: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. [4] القراءة بعد الفاتحة: (لحديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، و في الركعتين الأخيرتين بفاتحة الكتاب وكان يطول الركعة الأولى ما لا يطول في الثانية، وهكذا في صلاة العصر وهكذا في صلاة الصبح. {تنبيه}:يسن القراءة في الركعتين الأخيرتين أحياناً: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية أو قال نصف ذلك وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الأخريين قدر نصف ذلك. [5] التسبيح في الركوع والسجود: (حديث حذيفة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ.

[6] الدعاء في الركوع والسجود: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح. [7] الزيادة في دعاء الرفع من الركوع على قول ربنا ولك الحمد: (حديث رِفاعة بن رافعٍ الزُرْقِي الثابت في صحيح البخاري) قال: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال أنا، قال: رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أوَّل. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. [8] الدعاء بين السجدتين: (حديث حذيفة الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي. ثانياً السنن الفعلية: [1] رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه وعند القيام من التشهد الأوسط. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود الترمذي) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مداً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكون حذو مَنْكِبيه ثم يكبر وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع و يفعل ذلك حين يرفع رأسه من الركوع وقول سمع الله لمن حمده، ولا يفعل ذلك في السجود. [وفي رواية للبخاري: وإذا قام من الركعتين رفع يديه] [2] أن يضعَ يدَه اليُمنى على ذِرِاعِهِ اليُسرى فيشدهما على صدره: (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح البخاري) كان النَّاسُ يؤمرون أن يضعَ الرَّجُلُ يدَه

اليُمنى على ذِرِاعِهِ اليُسرى في الصَّلاةِ" (حديث طاووس الثابت في صحيح أبي داوود) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره وهو في الصلاة. [3] يُسَوَّي ظهره في الركوع حتى لو صب عليه الماء لاستقر، ولا يشخص رأسه ولا يصوبه. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك. [معنى لم يشخص رأسه: أي لم يرفعه] [معنى ولم يصوبه: أي لم يخفضه] (حديث وابصة الثابت في صحيح الجامع) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر. [4] تقديم ركبتيه أولاً ثم يديه في السجود: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه. [5] أن يعتدل في السجود ولا يبسط ذراعيه انبساط الكلب، ويضع كفيه ويرفع مرفقيه وأن يفرج بين يديه. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب. (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سجدت فضع كفيك وارفع مِرْفقيك. (حديث عبد الله بن بُحَيْنة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى وسجد فرَّج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. [6] في الجلوس بين السجدتين يفرش اليسرى وينصب اليمنى: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى. [7] جلسة الاستراحة:

مكروهات الصلاة

(حديث مالك بن الحويرث الثابت في صحيح البخاري) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في وتر في صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعداً. (حديث أبي قِلابة الثابت في صحيح البخاري) قال: جاءنا حديث مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، قال أيوب: فقلت لأبي قِلابة وكيف كانت صلاته؟ قال مثل صلاة شيخنا هذا ـ يعني عمرو بن سلمة ـ قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يُتمُ التكبير وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام. [8] أن يكون صفة جلوس التشهد الأول: [الافتراش] وهو أن يجعل رجله اليسرى تحت مقعدته كالفراش وينصب اليمنى. ، و صفة جلوسه في التشهد الأخير التورك: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في كل ركعتين التحيات وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى. (حديث عبد الله بن الزبير الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه السبابة. (حديث عبد الله بن الزبير الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) قال: وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته. [9] الخشوع: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هل تروْن قبلتي هاهنا، فوالله ما يخفى عليَّ خشوعكم ولا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري. {تنبيه}: هناك فرق بين الخشوع والبكاء، فالخشوع حضور القلب وليس هو البكاء والخشوع من كمال الصلاة فالصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح. (حديث أبي أيوب الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع و لا تكلم بكلام تعتذر منه و اجمع الإياس مما في أيدي الناس. مكروهات الصلاة

مكروهات الصلاة كما يلي: [1] العبث بالثوب أو البدن لغير حاجة (لحديث مُعَيقيب الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الرجل يُسَوِّي التراب حيث يسجد: إن كنت فاعلاً فواحدة. [2] الالتفات لغير حاجة: (لحديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) قالت: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد. [3] رفع البصر إلى السماء: (لحديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ لِلَّهِ لينتهن عن ذلك أو لتُخَطَّفَنَّ أبصارهم. [4] النظر إلى ما يُلهي: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في خميصةٍ لها أعلام فقال: شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية. * أنبجانية: كساء غليظ لا علم له. [5] الاختصار: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصلي الرجل مختصراً. [6] كفَّ الشعر والثوب: (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمرت بالسجود على سبعةِ أعظم: الوجه - وأشار بيده إلى أنفه _ واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفتُ الثياب والشعر. [7] تشبيك الأصابع: (لحديث كعب بن عجرة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة. [8] التثاؤب: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال: ها ضحك منه الشيطان.

[9] السدل وتغطية الوجه: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن السدل في الصلاة. * السدل في الصلاة أن يطرح الإنسان الرداء على كتفيه ولا يرد طرفه على الآخر على كتفيه. {تنبيه}: إذا كان الثوب مما يلبس عادةً هكذا فلا بأس ن ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: إن طُرح القباء على كتفيه من غير إدخال الكمين لا يدخل في السدل. [القباء] مثل الكوت فإنه يُلبس عادةً هكذا. [10] البصاق جهة القبلة أو عن يمينه: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم فلا يبصق أمامه فإنما يناجي الله ما دام في مصلاه و لا عن يمينه فإن عن يمينه ملك و ليبصق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها. [11] يضع يديه فبل ركبتيه: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه. [12] بسط اليدين في السجود: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب. [13] الصلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثين: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة بحضرة طعام ولا وهوي يُدَافِعُه الأخبثين. [14] مسابقة الإمام: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار؟. [15] الركوع دون الصف: (لحديث أبي بكرة الثابت في صحيح البخاري) أنه انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راكع ن فركع قبل أن يصل إلى الصف فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: زادك الله

ما يباح فعله في الصلاة

حرصاً ولا تعد. [16] الصلاة عند مغالبة النوم: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا نعس أحدكم و هو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى و هو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه. ما يباح فعله في الصلاة ما يباح فعله في الصلاة كما يلي: [1] المشي للحاجة: (لحديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت: استفتحت الباب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي تطوعاً والباب على القبلة، فمشى عن يمينه أو عن يساره ففتح الباب ثم رجع إلى مصلاه. [2] حمل الصبي: (لحديث أبي أمامة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأبي العاص بن الربيع، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها. [3] قتل الأسودين الحية و العقرب: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية و العقرب. [4] الالتفات والإشارة المفهمة للحاجة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد، فالتفت إلينا فرآنا قياماً فأشار إلينا فقعدنا. [5] الإشارة برد السلام على من سلم عليه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء يصلي فيه قال فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي قال فقلت لبلال كيف رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي قال يقول هكذا وبسط كفه وبسط جعفر

مبطلات الصلاة

بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق. [6] تسبيح الرجال وتصفيق النساء للأمر يحدث في الصلاة: (حديث سهل بن سعد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: التسبيح للرجال و التصفيق للنساء. [7] الفتح على الإمام: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني. [8] غمز رجل النائم: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. [9] مقاتلة من أراد المرور بين يدي المصلي: (لحديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان. [10] البكاء: (لحديث عبد الله بن الشخير الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فسمعت لصدره أزيزاً كأزيز المرجل من البكاء. مبطلات الصلاة مبطلات الصلاة ما يلي: [1] تيقن الحدث: (لحديث عبد الله بن زيد الثابت في الصحيحين) أنه شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال * لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. [2] ترك ركن من الأركان أو شرطاً من الشروط عمداً بدون عذر: * لحديث المسيء في صلاته:

فضل صلاة التطوع

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام قال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليك السلام ثم قال ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا علمني قال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. (حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد توضأ وترك على قدميه مثل موضع الظفر فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارجع فأحسن وضوءك. [2] الأكل والشرب والضحك عمدا: قال ابن المنذر: أجمع العلماء على أن من أكل أو شرب في صلاة الفرض عامداً عليه الإعادة، ونقل ابن المنذر بطلان الصلاة بالضحك. الشاهد: أن الإجماع حجة (لحديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله لا يجمع أمتي أو أمة محمد على ضلالة. [3] الكلام عمداً لغير مصلحة الصلاة: (لحديث زيد بن أرقم الثابت في الصحيحين) قال: كنا نتكلم في الصلاة يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت (وقوموا لله قانتين) فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام. (حديث معاوية بن الحكم الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح و التكبير و قراءة القرآن. [4] مرور المرأة البالغة أو الحمار أو الكلب الأسود بين يدي المصلي دون موضع سجوده: (حديث أبي ذر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كمؤخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود. فضل صلاة التطوع

أنواع صلاة التطوع

فضل صلاة التطوع كما يلي: [1] لصلاة التطوع منافع عميمة وفوائد عظيمة، فقد شرعها الله تعالى لنا رحمةً بنا لجبر ما عسى أن يكون حصل من نقصٍ في صلاة الفريضة، فإن الإنسان لا يكتب له من صلاته إلا ما عقل منها فقد يكتب له نصف الصلاة أو ربع الصلاة أو عشرها فلهذا شرعت هذه الصلاة لسدِّ الثغر وترقيع الخرق: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر و إن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك. (حديث عمار الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل لينصرف و ما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها. [2] أن النوافل سبب نيل حب الله تعالى وسبباً في أن يكون مقبولاً في الأرض: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. (حديث قتادة بن النعمان الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء. أنواع صلاة التطوع

صلاة التطوع نوعان مقيدة ومطلقة أولاً صلاة التطوع المقيدة: هي السنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها وتنقسم إلى قسمين مؤكدة وغير مؤكدة [1] السنن المؤكدة: اثنتي عشرة ركعة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي قبل الظهر ركعتين و بعدها ركعتين و بعد المغرب ركعتين في بيته و بعد العشاء ركعتين و كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته. (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدع أربعا قبل الظهر و ركعتين قبل الفجر على كل حال. (حديث أم حبيبة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة. (حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر و ركعتين بعده و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل الفجر. فضل السنن الرواتب: فضل السنن الرواتب أن من حافظ عليها بنى الله له بيتا في الجنة بنص السنة الثابتة الصحيحة (حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر و ركعتين بعده و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل الفجر. ما هي آكد السنن الرواتب: آكد السنن الرواتب سنة الفجر (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شيءٍّ من النوافل أشدُّ تعاهداً من ركعتي الفجر. يُسن تخفيف سنة الفجر:

(حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُخفف الركعتين التي قبل الفجر حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب. ماذا يقرأ المصلي سنة الفجر؟ الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة أن الأفضل أنه يصلي أحياناً بالكافرون والإخلاص وأحياناً يقرأ في الأولى (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ وَعِيسَىَ وَمَا أُوتِيَ النّبِيّونَ مِن رّبّهِمْ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 136]، وفي الثانية (قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: 64] لأنه ثبت في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بالكافرون والإخلاص، وثبت أيضاً في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ ب (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) و (قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) وهذا اختلاف تنوع الأفضل فيه أن يأتي بالعبادة على الوجه الأول تارة وعلى الوجه الثاني تارة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا) التي في البقرة، وفي الآخرة منهما وفي الآخرة منها التي في آل عمران (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) من فاته شيء من النوافل لعذر يُسنُّ له قضاء ما فاته: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نسيَ صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة له إلا ذلك. (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نسيَ صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصلها إذا ذكرها.

(حديث أبي زر الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز عن أُمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لم يصلِّ ركعتي الفجر فليصلها بعد ما تطلع الشمس. من فاته شيء من النوافل عمداً لا تصح منه: لأن هذه الرواتب عبادات مؤقتة، والعبادات المؤقتة إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها لا تُقبل منه، لأنه بذلك يكون قد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. سنة الظهر فيها اختلاف تنوع: يجوز أن تصلى أحياناً ركعتين قبله وركعتين بعده، ويجوز أن تصلى أحياناً أربع ركعات قبله وركعتين بعده، ويجوز أن تصلى أحياناً أربع ركعات قبله وأربع ركعات بعده لأن السنة الصحيحة أتت بها جميعاً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الظهر ركعتين وبعده ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين. وأتى في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي قبل الظهر أربع ركعات وبعده ركعتين. (حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتاً في الجنة: أربعاً قبل الظهر و ركعتين بعدها، و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء، و ركعتين قبل الفجر. (حديث أم حبيبة الثابت في صحيح السنة الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها حَرُم على النار. يجوز أن يُصلى أربع ركعات قبل الظهر بدون تسليم: (حديث أبي أيوب الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعٌ قبل الظهر ليس فيهنَّ تسليم تُفتحُ لهنَّ أبواب السماء.

قيام الليل

[2] السنن الغير مؤكدة: السنن الغير مؤكدة: ركعتان أو أربع قبل العصر، (حديث عبد الله بن المغفل الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بين كل أذانين صلاة، ثلاثاً، لمن شاء. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رحم الله رجلاً صلى قبل العصر أربعاً. ركعتان قبل المغرب وركعتان قبل العشاء، (حديث عبد الله بن المغفل الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بين كل أذانين صلاة، ثلاثاً، لمن شاء. [*] [*] [*] [*] ثانياً صلاة التطوع المطلقة: (1) صلاة الليل ومنها الوتر (2) صلاة الضحى (3) سنة الوضوء (4) صلاة الاستخارة (5) صلاة الكسوف (6) صلاة الاستسقاء [*] [*] [*] [*] قيام الليل فضل قيام الليل: قال تعالى: (وَمِنَ الْلّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لّكَ عَسَىَ أَن يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقَاماً مّحْمُوداً) [الإسراء / 79] وقال تعالى: (إِنّ الْمُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبّهُمْ إِنّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات/17:15]

وقال تعالى: (وَعِبَادُ الرّحْمََنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً * وَالّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجّداً وَقِيَاماً) [الفرقان/64،63] قال تعالى: (أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ اللّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الاَخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنّمَا يَتَذَكّرُ أُوْلُو الألْبَابِ) [الزمر/ 9] قال تعالى: (يَأَيّهَا الْمُزّمّلُ * قُمِ الْلّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً * نّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنّ نَاشِئَةَ اللّيْلِ هِيَ أَشَدّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنّ نَاشِئَةَ اللّيْلِ هِيَ أَشَدّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّكَ وَتَبَتّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) (المزمل /8:1) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل) (حديث أبي أمامة الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بقيامِ الليل فإنه دأبٌ الصالحين قبلكم، و قربةٌ إلى ربكم، و منهاةٌ عن الإثم و تكفيرٌ للسيئات، و مطردةٌ للداءِ عن الجسد) (حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. (حديث أم سلمة الثابت في صحيح البخاري) قالت: استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فزعاً يقول: سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن، من يوقظُ صواحبٌ الحجرات، يريد أزواجه لكي يصلين، ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يعقدُ الشيطانُ على قافيةِ رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقد يَضربُ على مكانِ كلِ عُقدة، عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عُقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: ذُكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقيل ما زال نائماً حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة. فقال: بال الشيطانُ في أذنه.

(حديث علي الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرقَهُ وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فقال: ألا تصليان؟ فقلتُ يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع اليَّ شيئاً، ثم سمعته وهو مٌوَلٍّ يضرب فَخِذه وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً. (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... أتاني جبريل فقال: يا محمدُ عِش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارِقُه، و اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، و اعلم أن شرفَ المؤمن قيامُهُ بالليل و عزَّه استغناؤه عن الناس. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبتْ نضح في وجهها الماء، و رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجَها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أيقظ الرجلُ أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات. الثلث الأخير أفضلُ وقت لصلاة الليل: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربنا عز وجل ... كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أحبُ الصيام إلى الله صيام داود عليه السلام، وأحبُ الصلاة إلى الله صلاة داود، و كان داود ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً. [*] آداب قيام الليل: (1) أن ينوي عند نومه قيام الليل، فإن غلبه النوم كُتب له الأجر وكان نومه صدقة عليه، ولم يُعدُّ مفرطاً، (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليه نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه صدقةً عليه. (حديث أبي قتادة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقتها الأخرى. (حديث أبي قتادة الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس في النوم إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسيَ أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد. (2) يدعو بالدعاء الوارد عند استيقاظه بالليل للصلاة: (حديث عبادة بن الصامت الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير، سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن فتوضأ و صلى قُبلت صلاته. (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. {تنبيه}:لا يُشترط في قيام الليل أن يسبق بنوم ولكن الأفضل أن يسبق بنوم. (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أحب الصيام إلى الله صيام داود، و أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، و كان داود ينام نصف الليل و يقوم ثلثه و ينام سدسه، ويصوم يوما و يفطر يوما. (3) يفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين. (4) أن يوقظ أهله لقيام الليل:

(حديث أم سلمة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ من الليل فزعاً فقال: ماذا أُنزل الليلة من الخزائن و: ماذا أُنزل من الفتن، من يُوقظ صواحب الحجرات - لكي يصلين - رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة. (حديث علي الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة فقال ألا تصليان؟ فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليَّ شيئا ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا >! (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أيقظ الرجل أهله فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (5) أن يترك الصلاة ويرقد إذا غلبه النعاس: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذاصلى أحدكم وهو ناعسٌ فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يستغفر فيسب نفسه. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فإذا حبلٌ ممدود بين ساريتين فقال ما هذا؟ قالوا هذا حبلٌ لزينب فإذا فترت تعلقت، قال حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد. (6) أن يطوِّل القيام إن كان يستطيع: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فلم يزل قائماً حتى هممتُ بأمرِ سَوْءٍ، قيل وما هممت؟ قال هممتُ أن أقعد وأذر النبي - صلى الله عليه وسلم -. (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من المقنطرين.

{تنبيه} معنى من المقنطرين: الذين يوفون أجورهم بالقنطار (7) ألا يشق على نفسه وأن يصلي بقدر طاقته فإن خيرُ الأعمال أدومها وإن قل. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خيرُ الأعمال أدومها وإن قل. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألم أُخبر أنك تقوم الليل وتصومُ النهار؟ قال إني أفعلُ ذلك، قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونَفَهَتْ نفسك وإن لنفسك حقاً ولأهلك حقاً فصم وأفطر وقم ونم. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فإذا حبلٌ ممدود بين ساريتين فقال ما هذا؟ قالوا هذا حبلٌ لزينب فإذا فترت تعلقت، قال حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) كانت عندي امرأةٌ من بني أسد فدخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال من هذه؟ قلت فلانة لا تنام من الليل - تذكر من صلاتها - فقال مَهْ؟ عليكم ما تطيقون من الأعمال فإن الله لا يمل الله حتى تملوا. {تنبيه}:مَهْ كلمة نهي وزجر بمعنى ما هذا؟ (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الدين يسر و لن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه فسددوا و قاربوا و أبشروا و استعينوا بالغدوة و الروحة و شيء من الدلجة. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أخبروا كأنهم تقاُّلوها وقالوا: أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم - قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أما أنا أصلي الليل أبداً، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر أبداً، وقال آخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. (حديث أنس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن هذا الدين متينٌ فأوغلوا فيه برفق. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هلك المتنطعون، قالها ثلاثاً.

{تنبيه}:المتنطعون المتعمقون المتشددون في غير موضع التشديد. (حديث حنظلة بن الربيع الأُسيدي الثابت في صحيح مسلم) قال لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر فوالله إنا لنلقى مثل هذا فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات. (8) أن يواظب على القيام ولا ينقطع عنه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قال لي سول الله - صلى الله عليه وسلم - يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل. (9) إذا كان قيام الليل في جماعة يستحب أن يصلي مع الإمام حتى ينصرف: (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة. [*] كيفية صلاة الليل: صلاة الليل مثنى مثنى بنص السنة الثابتة الصحيحة (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن صلاة الليل فقال: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشِيَ أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلى. يجوز صلاة الليل جالساً: (حديث عمران بن حُصين الثابت في الصحيحين) وكان مبسوراً فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: إن صلى قائماً فهو أفضل، وإن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم وإن صلى نائماُ فله نصف أجر القاعد.

(حديث عائشة الثابت في الصحيحين) ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا كبر قرأ جالسا حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع. الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة أن صلاة التطوع عموماً يجوز للإنسان أن يصلي جالساً وإن كان يستطيع القيام ولكن له نصف أجر القائم (حديث عمران بن حُصين الثابت في الصحيحين) وكان مبسوراً فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: إن صلى قائماً فهو أفضل، وإن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم وإن صلى نائماُ فله نصف أجر القاعد. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا كبر قرأ جالسا حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع. {تنبيه}:إذا صلى الإنسان قاعداً لعجزه عن القيام وعليه يُحمل الحديث الأتي: (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو الثابت في صحيح مقيم. {تنبيه}:أما بالنسبة لصلاة الفريضة فلا يجوز للإنسان أن يصلي قاعداً إلا إذا كان لا يستطيع أن يصلي قائما وعليه يحمل الحديث الأتي: (حديث عمران بن حُصين الثابت في الصحيحين) قال: كانت بي بواسير فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة؟ فقال: صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب. و إذا صلى الإنسان قاعداً لعجزه عن القيام وعليه يُحمل الحديث الأتي: (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو الثابت في صحيح مقيم. [*] عدد ركعات قيام الليل: الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة أن الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة:

(حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أنها قالت: ما كان رسول الله النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقالت عائشة فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي. [*] هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواظب على إحدى عشرة ركعة؟ لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يواظب على إحدى عشرة ركعة ولكن كان يصلي بحسب نشاطه سبعٌ وتسعٌ وإحدى عَشْرةَ سوى ركعتي الفجر. (حديث مسروق الثابت في صحيح البخاري) قال: سألت عائشة عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل فقالت: سبعٌ وتسعٌ وإحدى عَشْرةَ سوى ركعتي الفجر. [*] هل يجوز قضاء قيام الليل؟ يجوز قضاء قيام الليل بنص السنة الثابتة الصحيحة: (حديث عمر الثابت في صحيح مسلم): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر و صلاة الظهر كتب كأنما قرأه من الليل. [*] مشروعية قيام رمضان: قيام رمضان آكد من غيره: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [*] مشروعية الجماعة في قيام رمضان: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم قال وذلك في رمضان. (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة.

[*] هل القراءة في صلاة الليل سرية أم جهرية؟ (حديث عبد الله ابن قيس الثابت في صحيح مسلم) قال سألت عائشة رضي الله تعالى عنها كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل، كان يُسِرُّ بالقراءة أم يجهر؟ فقالت: كل ذلك كان يفعله ربما أسرَّ وبما جهر فقلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة. [*] القراءة في صلاة الليل تكون وَسَطَاً: (حديث أبي قتادة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر مررت بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك قال إني أسمعت من ناجيت قال: ارفع قليلا، وقال لعمر مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك فقال إني أوقظ الوسْنَان وأطرد الشيطان قال: اخفض قليلا. [*] من صلى مع الإمام حتى ينصرف: (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة. [*] فضل صلاة الليل في البيت: (حديث زيد بن ثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. (حديث زيد بن ثابت الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة. [*] لا يجوز أن تخص ليلةً معينة بالقيام: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي و لا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم. [*] صلاة الوتر سنة مؤكدة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته حيث توجهت به يومئُ إيماءاً صلاة الليل إلا الفرائض ويوترُ على راحلته.

(حديث طلحة بن عبيد الله الثابت في الصحيحين) قال، جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل نجد ثائرُ الرأس يُعْرَفُ دَويُ صوتهِ ولا يُفْقَه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسألُ عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسُ صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصيام رمضان. فقال هل عليَّ غيره؟ فقال لا إلا أن تطوع. قال: وذكر له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة فقال هل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيدُ على هذا ولا أنقص، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفلح إن صدق. الشاهد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر الرجل بأن فرض الصلوات خمس صلوات فسأله الرجل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. [*] فضل الوتر: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأن معترضةٌ على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونومٍ على وتر. (حديث عليّ الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وِترٌ يحب الوتر. [*] وقت الوتر: (حديث خارجة بن حُذافة الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الوتر جعله الله فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوتروا قبل أن تصبحوا. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كلُ الليل أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهى وِتره إلى السحر. [*] من كانت له صلاة ليل فمتى يصلي الوتر: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً.

(حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله و من طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة و ذلك أفضل. (حديث أبي قتادة الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر متى توتر قال أوتر من أول الليل وقال لعمر متى توتر قال آخر الليل فقال لأبي بكر أخذ هذا بالحذر وقال لعمر أخذ هذا بالقوة. [*] عدد ركعات الليل: أقل الوتر ركعة واحدة (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن صلاة الليل فقال: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشِيَ أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلى. ويجوز الوتر بخمسٍ وبسبع وثلاثٍ وتسع: (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان رسول الله يوتر بخمسٍ وبسبعٍ لا يفصل بينهما بسلامٍ ولا بكلام. (حديث أبي أيوب الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع و من شاء أوتر بخمس و من شاء بثلاث و من شاء أوتر بواحدة. [*] من أوتر بخمسٍ أو بسبع فما هي صفة صلاته: يصلي بتشهدٍ واحدٍ في آخر ركعة: (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان رسول الله يوتر بخمسٍ وبسبعٍ لا يفصل بينهما بسلامٍ ولا بكلام. [*] من أوتر بتسعٍ فما هي صفة صلاته: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه وينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلِّم تسليماً يسمعنا. [*] ما هو أدنى الكمال في الوتر:

أدنى الكمال في الوتر أن يصلي الثلاث بتشهد واحد أخير حتى لا يشبه صلاة المغرب يقرأ في الأولى بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين. (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أنها لما سُئِلت بأي شيءٍ كان يوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان يقرأ في الأولى بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين. [*] من فاته الوتر لعذرٍ يجوز قضاؤه: (حديث أبي ذر الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نام عن وتره أو نسيه فليصلِّه إذا ذكره. [*] من تعمد ترك الوتر حتى خرج وقته فلا يجوز قضاؤه: من تعمد ترك الوتر حتى خرج وقته فلا يجوز قضاؤه لأن الوتر صلاة مؤقتة بوقت (حديث خارجة بن حُذاقة الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الوتر جعله الله فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر. فلا تقبل في غير وقتها إلا لعذر لأنه إذا أتى بها في غير وقتها من غير عذر يكون قد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. [*] لا وتران في ليلة: (حديث طلق بن علي الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا وتران في ليلة. [*] مشروعية القنوت في الوتر: (حديث الحسن بن علي الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهن في الوتر {اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك

لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت} (حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. [*] مشروعية القنوت عند النوازل: لا يُشرع القنوت إلا عند النوازل لأن القنوت دعاء خاص في مكان خاص في عبادةٍ خاصة، وقد ثبت في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقنت عند النوازل ويكون دعاؤه عند النازلة بما يناسب النازلة وليس أن يقول اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً يدعو على رِعْلٍ وذكوان. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سريةً يُقال لهم القراء فأُصيبوا فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وَجَدَ على شيءٍ ما وجد عليهم فقنت شهراً في صلاة الفجر ويقول: إن عُصَيَّة عصوا الله ورسوله. [*] القنوت الذي في الوتر يكون قبل الركوع: (حديث أبي بن كعب الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت في الوتر قبل الركوع. [*] القنوت الذي في الفريضة عند النازلة يكون بعد الركوع: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينيرفع رأسه من الركوع يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد يدعو لرجالٍ فيسميهم بأسمائهم فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف وأخل المشرق يومئذٍ من مُضر مخالفون له. [*] الذكر بعد الوتر: (حديث أبي بن كعب الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا

سلم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس. [*] فضل صلاة الضحى: لصلاة الضحى فضلٌ عظيم وأجرٌ جسيم والسنة طافحةٌ بما يدل على ذلك [1] صلاة الضحى تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة و كل تحميدة صدقة و كل تهليلة صدقة و كل تكبيرة صدقة و أمر بالمعروف صدقة و نهي عن المنكر صدقة و يجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. الشاهد: أن ركعتان من الضحى تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة، وذلك أن لكل إنسان ثلاثمائة وستين مفصل ينبغي عليه أن يتصدق عن كل مفصل من مفاصله التي بلغت ثلاثمائة وستين مفصل شكراً لله تعالى على أن جعل هذه المفاصل تنثني وتريحه في الحركة والقيام والقعود و يجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. [2] أن الضحى من الوصايا الجليلة للنبي - صلى الله عليه وسلم - (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونومٍ على وتر. [3] صلاة الضحى صلاة الأوابين. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الضحى صلاة الأوابين. [4] تكفَّل الله تعالى لمن ركع أربع ركعات من الضحى كفاه آخر النهار من المؤنة وغيرها. (حديث أبي ذر الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تبارك وتعالى: ابن آدم اركع لي أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره. [*] أفضل وقت الضحى: (حديث زيد بن أرقم الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال.

سنة الوضوء

(صلاة الأوابين) بالتشديد أي الرجاعين إلى اللّه بالتوبة والإخلاص في الطاعة وترك متابعة الهوى (حين ترمض الفصال) أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها لشدة الحر فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد حر الرمضاء فتحرق أخفاف الفصال لمماستها وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت إلى الأوابين لأن النفس تركن فيه إلى الدعة والاستراحة فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة رجوع من مراد النفس إلى مرضاة الرب ذكره القاضي. [*] أقل ركعات الضحى ركعتان ويزيد ما شاء: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة و كل تحميدة صدقة و كل تهليلة صدقة و كل تكبيرة صدقة و أمر بالمعروف صدقة و نهي عن المنكر صدقة و يجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. (حديث أم هانئ الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة اغتسل في بيتها فصلى ثمان ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه يُتم الركوع والسجود. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء. [*] يستحب تخفيف صلاة الضحى: (حديث أم هانئ الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة اغتسل في بيتها فصلى ثمان ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه يُتم الركوع والسجود. سنة الوضوء (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال يا بلال حدثني بأرجى عملٍ عملته في الإسلام فإني سمعت دفَّ نعليك بين يدي في الجنة؟ قال ما عملتُ عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ إلا صليت بذلك الطُهور ما كتب لي أن أصلي.

صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة (حديثُ جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال كان رسولُ الله يُعلمُنا الاستخارة في الأمورِ كلها كالسورةِ من القرآن، إذا همَّ أحدكم بالأمرِ فليركع ركعتين من غيرِ الفريضةِ ثم يقول: اللهم إني أستخِيرُك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدرُ ولا أقدرُ وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علاَّمُ الغيوب، اللهم إن كنت تعلمُ أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري _ أو قال عاجل أمري وآجله _ فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمرَ شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفْه عني واصرفني عنه ثم ارضِني به، ويُسَمِّي حاجته. صلاة الكسوف (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) خسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فصلى بالناس فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا، ثم قال يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم كسوف الشمس أربع ركعات في سجدتين الأول الأول أطول. [*] تسن الجماعة في صلاة الكسوف: (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم كسوف الشمس أربع ركعات في سجدتين الأول الأول أطول.

صلاة الاستسقاء

(حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) قال لما كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نُودي أن الصلاة جامعة. [*] تُسن الخطبة بعد صلاة الكسوف: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) خسفت الشمس في عهد رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا، ثم قال يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. [*] وقت صلاة الكسوف ابتداء الكسوف إلى أن ينجلي: (حديث المغيرة ابن شعبة الثابت في الصحيحين) قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا حتى تنجلي. صلاة الاستسقاء (حديث عبد الله بن زيد الثابت في الصحيحين) قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو وحوَّل رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة. [*] الأفضل أن تصلى صلاة الاستسقاء جماعةً: (حديث عبد الله بن زيد الثابت في الصحيحين) قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو وحوَّل رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة. [*] يخرج لصلاة الاستسقاء متواضعاً متخشِّعاً متضرعا: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الترمذي) قال خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - للاستسقاء متذللاً متواضعاً

التوسل بدعاء الصالحين الأحياء

متخشِّعاً متضرعا. [*] يستحب خروج الشيوخ و الضعفاء: يستحب خروج الشيوخ و الضعفاء لأنهم أسرعُ للإجابة وكذا الصبيان المميزون لأنهم لا ذنوب لهم. (حديث سعد ابن أبي وقاص الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟. التوسل بدعاء الصالحين الأحياء (حديث عمر ابن الخطاب الثابت في صحيح البخاري) قال: كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون. [*] يرفع يديه في الدعاء في الاستسقاء: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيءْ من دعائه إلا في الاستسقاء، وكان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه. [*] يجعل ظهر كفيه إلى السماء: (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء. [*] دعاء الاستسقاء: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) قال: أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بواكي فقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل قال فأطبقت عليهم السماء. [*] ما يقول إذا رأى المطر: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيباً نافعاً. (حديث زيد بن خالد الجُهني الثابت في الصحيحين) قال صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة

الصبح بالحديبية على إثرِ سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب و أما من قال: مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي و مؤمن بالكواكب. [*] ما يقول إذا زاد المطر وخِيف منه: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا أن يسقينا قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وما في السماء قزعة قال فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال فمطرنا يومنا ذلك وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرا ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود. [*] يخرج ثوبه ورحله ليصيبه المطر: (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا: لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهدٌ بربه. [*] يجوز الاستسقاء في خطبة الجمعة في المسجد: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا أن يسقينا قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وما في السماء قزعة قال فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال فمطرنا يومنا ذلك وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت

باب: سجود التلاوة

المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرا ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود. [*] ما هي السَّنة (القحط): (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا. باب: سجود التلاوة فضل سجود التلاوة: لسجود التلاوة فضلٌ عظيم وأجرٌ جسيم والسنة طافحةٌ بما يدل على ذلك والسعيد من وفق لكثرة السجود بأنواعه (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله ـ وفي رواية يا ويلي ـ أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة و أمرت بالسجود فأبيت فليَ النار. (حديث ربيعة ابن كعب الأسلمي الثابت في صحيح مسلم) كنت آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضوئه وحاجته فقال لي سلني فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعنى على نفسك بكثرة السجود. [*] مشروعية سجود التلاوة: قال تعالى: (إِنّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الّذِينَ إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا خَرّواْ سُجّداً وَسَبّحُواْ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) [سورة: السجدة - الآية: 15] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجدُ ونسجدُ حتى ما يجدُ أحدنا موضعاً لجبهته. (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا فرأيته بعد ذلك

قتل كافرا. [*] سجود التلاوة سنة: (حديث عمر الثابت في صحيح مسلم) أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة الأخرى قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنا نمرُ بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه. (حديث عبد الله ابن زيد الثابت في الصحيحين) قال: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - والنجم فلم يسجد فيها. [*] مواضع سجود التلاوة في القرآن: مواضع سجود التلاوة في القرآن خمسة عشر موضعا (حديث عمرو ابن العاص الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرأه خمسَ عشرةَ سجدة، منها ثلاثٌ في المفصل وفي الحج سجدتان. الموضع الأول: قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ عِندَ رَبّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 206] الموضع الثاني: قال تعالى: (وَللّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ) [سورة: الرعد - الآية: 15] الموضع الثالث: قال تعالى: (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مِن دَآبّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) [سورة: النحل - الآية: 49] الموضع الرابع: قال تعالى: (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوَاْ إِنّ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ يَخِرّونَ لِلأذْقَانِ سُجّداً) [سورة: الإسراء - الآية: 107] الموضع الخامس: قال تعالى: (أُولََئِكَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مّنَ النّبِيّيْنَ مِن ذُرّيّةِ ءادَمَ وَمِمّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرّيّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرّحْمََنِ خَرّواْ سُجّداً وَبُكِيّاً) [سورة: مريم - الآية: 58] الموضع السادس: قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ وَالشّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشّجَرُ وَالدّوَآبّ وَكَثِيرٌ مّنَ النّاسِ وَكَثِيرٌ حَقّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِن مّكْرِمٍ إِنّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ) [سورة: الحج - الآية: 18]

الموضع السابع: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: الحج - الآية: 77] الموضع الثامن: قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُواْ لِلرّحْمََنِ قَالُواْ وَمَا الرّحْمََنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً) [سورة: الفرقان - الآية: 60] الموضع التاسع: قال تعالى: (أَلاّ يَسْجُدُواْ للّهِ الّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) [سورة: النمل - الآية: 25] الموضع العاشر: قال تعالى: (إِنّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الّذِينَ إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا خَرّواْ سُجّداً وَسَبّحُواْ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) [سورة: السجدة - الآية: 15] * الموضع الحادي عشر: قال تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىَ نِعَاجِهِ وَإِنّ كَثِيراً مّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيَ بَعْضُهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مّا هُمْ وَظَنّ دَاوُودُ أَنّمَا فَتَنّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبّهُ وَخَرّ رَاكِعاً وَأَنَابَ) [سورة: ص - الآية: 24] الموضع الثاني عشر: قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللّيْلُ وَالنّهَارُ وَالشّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُواْ لِلّهِ الّذِي خَلَقَهُنّ إِن كُنتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ) [سورة: فصلت - الآية: 37] * الموضع الثالث عشر: قال تعالى: (فَاسْجُدُواْ لِلّهِ وَاعْبُدُواْ) [سورة: النجم - الآية: 62] الموضع الرابع عشر: قال تعالى: (وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ) [سورة: الانشقاق - الآية: 21] الموضع الخامس عشر: قال تعالى: (كَلاّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب) [سورة: العلق - الآية: 19] [*] ماذا يقول الإنسان في سجود التلاوة: (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن بالليل في السجدة مراراً سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.

باب: سجود الشكر

(حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح. [*] يتبع المأموم الإمام في سجود التلاوة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا و إذا ركع فاركعوا و إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا و لك الحمد و إذا سجد فاسجدوا و إذا صلى قائماً فصلوا قياماً و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون. باب: سجود الشكر يستحب سجود الشكر إذا حلت بالإنسان نعمة أو دفعت عنه نقمة أو جاءه أمرٌ أو بُشر به (حديث أبي بكرة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاءه أمرَ سرورٍ أو بُشِّر به خر ساجدا شكرا لله تعالى. باب: سجود السهو (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيتُ فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتمُ عليه ثم ليسجد سجد تين. [*] ما الذي يشرع له سجود السهو: يشرع سجود السهو في الزيادة والنقص والشك في الفرض والنفل، ويكون على التفصيل الآتي: عند الزيادة يكون سجود السهو بعد التسليم: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمسا فقيل له أزيد في

باب: صلاة الجماعة

الصلاة فقال وما ذاك قال صليت خمسا فسجد سجدتين بعد ما سلم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا أقصرت الصلاة ورجل يدعوه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذو اليدين فقال أنسيت أم قصرت فقال لم أنس ولم تقصر قال بلى قد نسيت فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر. عند النقص يكون سجود السهو قبل التسليم: (حديث عبد الله بن بُحينة الثابت في الصحيحين) وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر فقام من الركعتين لم يجلس، فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يُسلِّم ثم سلَّم. [*] ماذا يفعل عند الشك؟ أولاً يتحرى الصواب وهو الغالب على ظنه وما يترجح عنده فيسجد بعد السلام (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيتُ فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتمُ عليه ثم ليسجد سجد تين. ثانياً إذا لم يترجح شيءٌ عنده يبني على اليقين وهو الأقل ويسجد قبل التسليم (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان. {تنبيه}:إذا كان سجود السهو بعد التسليم يسلم مرة أخرى ثانية بعد سجود السهو: (حديث عمران بن حصين الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ثلاثاً ثم سلَّم فقال الخِرباق إنك صليت ثلاثاً؟ فصلب بهم الركعة الباقية ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم. باب: صلاة الجماعة

[*] فصل: فضل صلاة الجماعة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الرجل في الجماعة تُضَّعفُ على صلاته في بيته و في سوقه خمسا و عشرين درجة و ذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة و حط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صلِّ اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة. (حديث أبي الدرداء الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من ثلاثة في قرية و لا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. [*] استحباب الصلاة في المسجد البعيد: (حديث أبي موسى الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى و الذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام. [*] من غدا إلى المسجد و راح: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من غدا إلى المسجد و راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا و راح. [*] استحباب الصلاة في المسجد الذي فيه جماعة كثيرة: (حديث أبي ابن كعب الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى. [*] مَنْ صلى في رحله ثم أدرك الجماعة:

(حديث أبي ذر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلِّ الصلاة لوقتها فإن أٌُقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصلِّ معهم ولا تقل إني صليت فلا أصلي. (حديث يزيد ابن الأسود الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) صليت مَعَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَةَ الفجر فَلَمّا قَضَى صَلاَتَهُ إذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ لَمْ يُصَلّيَا مَعَهُ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكُمَا أنْ تُصَلّيَا مَعَنَا"؟ فَقَالاَ: يَا رَسُولَ الله قَدْ صَلّيْنَا فِي رِحَالِنَا، قَالَ: "فَلاَ تَفْعَلاَ". إذَا صَلّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلّيا مَعَهُمْ، فَإِنّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ". [*] إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. [*] متى يدرك الإنسان صلاة الجماعة؟ (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة. [*] حكم صلاة الجماعة: قال تعالى: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ مّعَكَ وَلْيَأْخُذُوَاْ أَسْلِحَتَهُمْ) [سورة: النساء - الآية: 102] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شُعلاً من نار فأُحَرِّقُ على من لا يخرجُ إلى الصلاة بعد. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً أعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُرخص له فيصلي في بيته فرخص له، فلما ولى دعاه فقال له: هل تسمع النداء؟ قال نعم، قال فأجب. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح مسلم) قال: لقد رأيتُنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض، وإن كان المريضُ ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة. (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سمع

النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر. [*] شهود النساء للجماعة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهن تفلات. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تمنعوا نساءكم المساجد و بيوتهن خير لهن. [*] صلاة بعض النوافل جماعة: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا أن يسقينا قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وما في السماء قزعة قال فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال فمطرنا يومنا ذلك وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرا ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) خسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس مر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك

أحكام الإمامة

فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا، ثم قال يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم قال وذلك في رمضان. (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة. [*] حكم قراءة المأموم: (حديث عبادة ابن الصامت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج (ثلاثاً) غير تمام. [*] تخفيف الإمام الصلاة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى لنفسه فليطوِّل ما شاء. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة فانصرف الرجل فكأن معاذاً تناول منه فبلغ ا لنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (فتانٌ فتانٌ فتانٌ) أو قال (فاتناً فاتناً فاتناً) وأمر بسورتين من أوسط المفصل. (حديث أبي قتادة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني لأقوم للصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه. أحكام الإمامة

[*] أحق الناس بالإمامة: (حديث أبي مسعود الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا و لا يؤمَنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه و لا يقعد في بيته على تكرمَتِه إلا بإذنه. [*] الإمامة تكليف وليست تشريف: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يصلون لكم فإن أصابوا فلكم و إن أخطئوا فلكم و عليهم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الإمام ضامن و المؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين. [*] المؤذن مؤتمن: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الإمام ضامن و المؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم و سحورهم. (حديث أبي محذورة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم و حاجتهم. [*] صحة إمامة الصبي المميز: (حديث عمر ابن سلمة الثابت في صحيح البخاري) قال: قال أبي جئتكم من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقاً فقال: إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً، قال: فنظروا فلم يكن أحدٌ أكثرُ مني قرآناً فقدموني وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين. [*] صحة إئتمام المفترض بالمتنفل: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة فانصرف الرجل فكأن معاذاً

تناول منه فبلغ ا لنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (فتانٌ فتانٌ فتانٌ) أو قال (فاتناً فاتناً فاتناً) وأمر بسورتين من أوسط المفصل. (حديث أبي ذر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلِّ الصلاة لوقتها فإن أٌُيمت الصلاة وأنت في المسجد فصلِّ معهم ولا تقل إني صليت فلا أصلي. (حديث يزيد ابن الأسود الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) صليت مَعَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَةَ الفجر فَلَمّا قَضَى صَلاَتَهُ إذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ لَمْ يُصَلّيَا مَعَهُ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكُمَا أنْ تُصَلّيَا مَعَنَا"؟ فَقَالاَ: يَا رَسُولَ الله قَدْ صَلّيْنَا فِي رِحَالِنَا، قَالَ: "فَلاَ تَفْعَلاَ". إذَا صَلّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلّيا مَعَهُمْ، فَإِنّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ". [*] صحة إئتمام المسافر بالمقيم والمقيم بالمسافر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا و إذا ركع فاركعوا و إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا و لك الحمد و إذا سجد فاسجدوا و إذا صلى قائماً فصلوا قياماً و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون. [*] جواز ائتمام المأمومين بإمام في مكان مرتفع: (حديث سهل ابن سعد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على المنبر ثم نزل القهقرى فسجد وسجدنا معه ثم عاد حتى فرغ ثم قال: إنما فعلتُ هذا لتأتموا بي ولتعلما صلاتي. [*] صحة إمامة المرأة للمرأة: (حديث أم ورقة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تؤم أهل دارها. [*] لا تصح إمامة المرأة للرجال: (حديث أبي بكرة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خير صفوف الرجال أولها و شرها آخرها و خير صفوف النساء آخرها و شرها أولها. [*] جواز الصلاة خلف الفاسق:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يصلون لكم فإن أصابوا فلكم و إن أخطئوا فلكم و عليهم. (حديث عُبيد الله ابن عدي ابن خيار الثابت في الصحيحين) أنه دخل على عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه وهو محصور فقال: إنك إمامٌ عامة ونزل بك ما نرى ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج، فقال: الصلاة أحسن ما يعمل العبد فإذا أحسن الناس فأحسن معهم وإذا أساؤا فاجتنب إساءتهم. [*] حكم من صلى بالناس وهو لا يحسن قراءة الفاتحة: حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) قال: خرج علينا رسول الله ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال: اقرؤا فكلٌ حسن وسيجئُ أقوامٌ يقيمونه كما يُقام القدحُ يتعجلنه ولا يتأجلونه. [*] إمامة القوم وهم له كارهون: (حديث أبي أُمامة الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع و امرأة باتت و زوجها عليها ساخط و إمام قوم و هم له كارهون. [*] أين يقف الإمام وأين يقف المأمومين: [1] إذا كان المأموم واحداً كان على يمين الإمام (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال بتُ عند خالتي ميمونة ليلةً فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فلما كان في بعض الليل قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ من شَنٍ معلق وضوءأ ً خفيفاً وقام يصلي، فتوضأتُ نحواً مما توضأ ثم جئتُ فقمتُ عن يساره فحوَّلني فجعلني عن يمينه ثم صلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم آتاه المنادي فآذنه بالصلاة فقام معه إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ. [2] إذا كان المأمومون أكثر من واحداً كانوا خلف الإمام: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمتُ أن ويتيم خلفه وأم سُليم خلفنا. [*] المرأة الواحدة تكون صفاً:

(حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمتُ أن ويتيم خلفه وأم سُليم خلفنا. [*] إذا كان المأموم رجلا ًواحداً فلا تصح صلاته خلف الصف إن تعمد ذلك لغير عذر: (حديث وابصة الثابت في صحيح أبي داود) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة. [*] جواز انتقال الإمام إلى مأموم: (حديث سهل ابن سعد الثابت الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال أتصلي بالناس فأقيم قال نعم قال فصلى أبو بكر فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليه - صلى الله عليه وسلم - أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله عز وجل على ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى ثم انصرف فقال يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك قال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالي رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء. [*] التبليغ خلف الإمام: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر وأبو بكر خلفه فإذا كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر أبو بكر يُسمعْنا. [*] مكث الإمام في مصلاه بعد الصلاة: (حديث سَمُرَةَ ابن جندب الثابت الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه. (حديث أم سلمة الثابت في صحيح البخاري) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلَّم قام النساءُ حين يقضي تسليمه ومكث يسيراً قبل أن يقوم، قال ابن شهاب: فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفُذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.

[*] مكث الإمام في مصلاه بعد الصلاة على سبيل الندب: (حديث عقبة ابن الحارث النوفلي الثابت في صحيح البخاري) قال: صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعاً فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج إليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال: ذكرتُ شيئاً من تبرٍ فأمرت بقسمته. [*] المؤذن ينتظر الإمام: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ابن سمُرة الثابت في صحيح أبي داود) قال: كان بلالٌ يؤذن ثم يُمْهِل فإذا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج أقام الصلاة. [*] لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلى فيه المكتوبة: (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلى فيه المكتوبة حتى يتحول. [*] إذا طال الفصل بين الإقامة والدخول في الصلاة لا يلزم إقامة ثانية: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أُقيمت الصلاة وعُدِّلت الصفوف قياماً فخرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب، فقال لنا مكانكم، ثم رجع فاغتسل ثم خرج إلينا ورأسه يقطر فكبَّر فصلينا معه. [*] وجوب تسوية الصفوف: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة. (حديث النعمان ابن بشير الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لتُسوَّنَّ صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم. (حديث أبي مسعود الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو مسعود فأنتم اليوم أشد اختلافا. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أقيموا

الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم لم يقل عيسى بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله. (حديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ومن سدَّ فُرجْةً رفعه الله بها درجة. [*] كيف تسوى الصفوف: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري ن وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. [*] فضل الصف الأول: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العَتمة والصبحِ لأتوهما ولو حبواً. (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله و ملائكته يصلون على الصف الأول. [*] كراهية الصف بين السواري: (حديث معاوية ابن قرة الثابت في صحيح ابن ماجة) قال: كنا نُنهى أن نصفَََّ بين السواري على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونُطردُ عنه طرداً. [*] كراهية التأخر في صفوف الرجال: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تقدموا فأتموا بي و ليأتم بكم من بعدكم و لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خير صفوف الرجال أولها و شرها آخرها و خير صفوف النساء آخرها و شرها أولها. [*] أعذار التخلف عن الجماعة: [1] المرض: فقد مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وتخلف عن الجماعة مع أن بيته كان بجوار المسجد.

(حديث أبي موسى الثابت في الصحيحين) قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس. قال مروا أبا بكر فليصل بالناس، فعادت فقال مُري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف، فأتاه فصلى بالناس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. [2] مدافعة الأخبثين: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة بحضرة طعام و لا و هو يدافعه الأخبثان. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ضرر و لا ضرار. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة بحضرة طعام و لا و هو يدافعه الأخبثان. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا وضع عشاء أحدكم و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء و لا يعجل حتى يفرغ [4] المطر والبرد: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أنه قال لمؤذنه في يوم مطير إذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل حي على الصلاة قل صلوا في بيوتكم فكأن الناس استنكروا قال فعله من هو خير مني إن الجمعة عَزْمَة وإني كرهت أن أحرجكم فتمشون في الطين والدحض. [5] خوف ضياع المال أو خوف ضرر فيه: كما لو صلى جماعة سُرق ماله أو بعضه (حديث ابن عباس الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ضرر و لا ضرار. [6] إذا خاف من حصول ضرر له كما لو كان هناك كلبٌ عقور: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ضرر و لا ضرار. [7] إذا غلبه النعاس بحيث لا يدري ما يقول: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا نعس أحدكم و هو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى و هو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه. [8] تطويل الإمام عما جاءت به السنة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة فانصرف الرجل فكأن معاذاً تناول منه فبلغ ا لنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (فتانٌ فتانٌ فتانٌ) أو قال (فاتناً فاتناً فاتناً) وأمر بسورتين

صلاة أهل الأعذار

من أوسط المفصل. [*] المعذور في ترك صلاة الجماعة يكتب له أجر الجماعة: (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم. صلاة أهل الأعذار المقصود بالأعذار هنا [المرض والسفر والخوف] وهذه الأعذار هي التي تختلف بها الصلاة عند وجودها، واختلاف الصلاة هيئةً أو عدداً بهذه الأعذار من قاعدةٍ عامة في الشريعة الإسلامية هي [نفي المشقة والحرج] قال تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [سورة: البقرة - الآية: 185] و قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ) [سورة: الحج - الآية: 78] [*] أولاً صلاة المريض: (حديث عمران بن حُصين الثابت في الصحيحين) قال: كانت بي بواسير فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه. (حديث عائشة الثابت في صحيح النسائي) قالت: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي متربعاً. [*] ثانياً صلاة المسافر: قال تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِنّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مّبِيناً) [سورة: النساء - الآية: 101] (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: فُرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين ركعتين فأقرت صلاة السفر وزِيد في الحضر. (حديث يعلى ابن أمية الثابت في صحيح مسلم) قال: قلت لعمر بن الخطاب! < فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا! فقد أمن الناس فقال عجبت مما

عجبت منه فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. [*] هل الأفضل في السفر القصر أم الإتمام: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: فُرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين ركعتين فأقرت صلاة السفر وزِيد في الحضر. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. (حديث عمر الثابت في صحيحيالنسائي وابن ماجة) قال عمر: صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان و صلاة المسافر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام ليس بقصر على لسان محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. [*] متى يبدأ المسافر قصر الصلاة: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: صليت الظهر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين. [*] إذا ائتم المسافر بالمقيم فماذا يصنع: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا و إذا ركع فاركعوا و إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا و لك الحمد و إذا سجد فاسجدوا و إذا صلى قائماً فصلوا قياماً و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون. [*] إذا أدرك المسافر ركعةً مع الإمام المقيم يكمِّل الصلاة إتماماً:

(حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) بينما نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال ما شأنكم؟ قالوا استعجلنا إلى الصلاة قال فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا. [*] عدد أيام القصر للمسافر: قال تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوَاْ) [سورة: النساء - الآية: 101] (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قلت أقمتم بمكة شيئا قال أقمنا بها عشرا. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يقصر فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح النسائي) قال أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة خمسة عشر يوماً يصلي ركعتين ركعتين. [*] الجمع بين الصلاتين: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما وإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب. [*] أسباب الجمع بين الصلاتين: [1] السفر: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس

أخر الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما وإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب. [2] المطر: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر قيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال أراد أن لا يحرج أحدا من أمته. [3] الخوف: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر قيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال أراد أن لا يحرج أحدا من أمته. [4] المرض: يجوز الجمع للمريض الذي يلحقه بتركه المشقة لعموم قوله تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [سورة: البقرة - الآية: 185] و قوله تعالى: قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ) [سورة: الحج - الآية: 78] [*] هل الأفضل جمع التقديم أم جمع التأخير؟ الأفضل الأيسر له لأن المقام مقام رخصة والرخصة شرعت تيسيراً للمكلف ورفع الحرج لعموم قوله تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [سورة: البقرة - الآية: 185] و قوله تعالى: قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ) [سورة: الحج - الآية: 78] وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - تدل على هذا فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما 0 (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء. (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما وإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب. [*] ثالثاً صلاة الخوف:

صلاة الجمعة

قال تعالى: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ مّعَكَ وَلْيَأْخُذُوَاْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىَ لَمْ يُصَلّواْ فَلْيُصَلّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مّن مّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مّرْضَىَ أَن تَضَعُوَاْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مّهِيناً) [سورة: النساء - الآية: 102] [*] كيفية صلاة الخوف: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في بعض أيامه التي لقيَ فيها العدو فقامت طائفةٌ معه وطائفةٌ بإزاء العدو، فصلى بالذين معه ركعةً ثم ذهبوا، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة، وقضت الطائفتين ركعةً ركعة. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين موقوفا) قال: فإذا كان خوفٌ هو أشد من ذلك صلوا قياماً على أقدامهم أو ركباناً مستقبلي القبلة وغير مستقبليها. [*] إذا اشتد الخوف جاز تأخير الصلاة عن وقتها: (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح النسائي) قال: إن المشركين شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلواتٍ يوم الخندق فأمر بلالاً فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء. صلاة الجمعة [*] فضل يوم الجمعة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج منها و لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة و من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة و من راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن و من راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة و من راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر. (حديث أوس ابن أوس الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه قبض و فيه النفخة و فيه الصعقة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا يا رسول الله كيف تُعرض عليك وقد أرِمْت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. [*] حكم صلاة الجمعة: أجمع العلماء على أن صلاة الجمعة فرض عين

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا نُودِيَ لِلصّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَىَ ذِكْرِ اللّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة: الجمعة - الآية: 9] (حديث طارق ابن شهاب الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبدا مملوكا أو امرأة أو صبيا أو مريضا. [*] التحذير من التهاون بصلاة الجمعة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لينتهين أقوام عن ودعهم الجُمُعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. (حديث الجعد الضَّمريَّ ـ وكانت له صحبة ـ الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه. (حديث أسامة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين. [*] على من تجب الجمعة: تجب الجمعة على كل مسلم ذكر حر مكلف مستوطن. (حديث طارق ابن شهاب الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبدا مملوكا أو امرأة أو صبيا أو مريضا. (حديث علي الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم و عن المجنون حتى يُفيق. [*] وقت صلاة الجمعة وقت صلاة الظهر: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أنه سُئل متى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الجمعة؟ قال: كان يصلي ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس. [*] العدد الذي تنعقد به الجمعة:

القول الصحيح أن الجمعة تنعقد بثلاثة لقوله تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا نُودِيَ لِلصّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَىَ ذِكْرِ اللّهِ) [سورة: الجمعة - الآية: 9] الشاهد قوله تعالى: [فَاسْعَوْاْ إِلَىَ ذِكْرِ اللّهِ] وهذا جمع وأقل الجمع ثلاثة. (حديث أبي الدرداء الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من ثلاثة في قرية و لا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. [*] خُطبة الجمعة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب خُطبتين وهو قائم يفصلُ بينهما بجلوس. [*] هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في خُطبة الجمعة: [1] أن تكون الخُطبة على المنبر: والمنبر من النبر وهو الارتفاع (حديث سهل ابن سعد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى امرأة من الأنصار أن مُري غلامك النجار يعمل أعوادا أجلس عليها إذا كلمت الناس. [2] أن تكون الخُطبة مكونة من خُطبتين يفصل بينهما بجلوس: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب خُطبتين وهو قائم يفصلُ بينهما بجلوس. [3] إذا صعد المنبر يُسلم على مستمعي الخُطبة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صعد المنبر سلم [4] يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب ... . [5] يخطُب وهو قائم: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب خُطبتين وهو قائم يفصلُ بينهما بجلوس.

[6] يقصد تلقاء وجهه ولا يتجه يميناً ولا شمالاً والمصلين هم الذين يستقبلونه بوجوههم. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح الترمذي) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا. [7] أن يطيل الصلاة ويقصِّر الخُطبة: (حديث عمار ابن ياسر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن طول صلاة الرجل و قصر خطبته مئنة من فقهه. {مئنةٌ من فقهه}: أي علامةٌ من علامات فقهه. [8] يستحب رفع الصوت في الخُطبة (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم. [9] يستفتح الخطبة بخطبة الحاجة: (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح السنن الأربعة) علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة (الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يقرأ ثلاث آيات *يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون >!! < * يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا >!! < * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون >!! < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما >! أن يدعو للمسلمين: للراعي والرعية كأن يقول اللهم وفق الراعي والرعية وأصلح لهم النية ونجهم من كل بلية، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بناصيتهم للبر والتقوى، وذلك لأن في الجمعة ساعة إجابة وهذه الساعة على الصحيح منذ أن يصعد الإمام على المنبر إلى آخر ساعةٍ بعد العصر، فلعل ساعة الإجابة تكون عند دعاء الإمام

(حديث أبي بُردة ابن أبي موسى الثابت في صحيح مسلم) قال: قال لي عبد الله بن عمر * أسمعت أباك يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة. [*] تحريم الكلام أثناء خُطبة الجمعة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قلت لصاحبك و الإمام يخطب يوم الجمعة: أنصت فقد لغوت. (حديث أبي ابن كعب الثابت في صحيح ابن ماجة) قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائم فذكرنا بأيام الله وأبو الدرداء أو أبو ذر يغمزني فقال متى أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلا الآن فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبرني فقال أبي ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له وأخبره بالذي قال أبي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدق أبي. [*] تُدرك الجمعة بإدراك ركعة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة. [*] عدد ركعات الجمعة: (حديث عمر الثابت في صحيحيالنسائي وابن ماجة) قال عمر: صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان و صلاة المسافر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام ليس بقصر على لسان محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. [*] ماذا يقرأ الإمام في ركعتي الجمعة؟ (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقون. (حديث النعمان ابن بشير الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين.

[*] مسألة: ماذا يقرأ في فجر الجمعة؟ (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر ألم تنزيل وهل أتى على الإنسان. [*] السنة التابعة للجمعة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) كان إذا كان بمكة فصلى الجمعة تقدم فصلى ركعتين ثم تقدم فصلى أربعا وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصل في المسجد فقيل له فقال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعاً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الظهر ركعتين وبعده ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين. [*] اجتماع الجمعة والعيد في يومٍ واحد: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مُجَمِّعون. [*] صلاة الجمعة في البيوت عند حدوث المطر: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أنه قال لمؤذنه في يوم مطير إذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل حي على الصلاة قل صلوا في بيوتكم فكأن الناس استنكروا قال فعله من هو خير مني إن الجمعة عَزْمَة وإني كرهت أن أحرجكم فتمشون في الطين والدحض. [*] ماذا يُسَنُّ للجمعة؟ يُسَنُّ للجمعة ما يلي: [1] الغسل: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم

في الخطبة يوم الجمعة إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداه عمر أية ساعة هذه قال إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت فقال والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالغسل. (حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله تعالى الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه و جسده. (حديث سمُرة ابن جندب الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من توضأ يوم الجمعة فبها و نعمت و من اغتسل فالغسل أفضل. [2] التنظيف والتطيب: و التنظيف فيه معنىً زائد على مجرد الاغتسال والمراد به قطع الرائحة الكريهة وأسبابها مثل إزالة الشعور التي أمر الشارع بإزالتها كشعر الإبط والعانة وتقليم الأظفار، وقد وقت النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأشياء ألا تزيد عن أربعين يوماً. (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) قال: وُقِّتَ لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة) (حديث سلمان الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من الطهر و يدَّهن من دُهُنه أو يمسُّ من طِيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى. [3] يلبس أفضلُ ثيابه وأفضلها الأبيض: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيحابن خزيمة) قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - جُبةٌ يلبسها في العيدين ويوم الجمعة. (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله تعالى أحق من تزين له. [4] التبكير يوم الجمعة:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة و من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة و من راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن و من راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة و من راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر. (حديث أوس ابن أوس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اغتسل يوم الجمعة وغسَّل وبكَّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكلِ خُطوةٍ يخطوها أجرُ سنةٍ صيامُها وقيامها. [5] يدنو من الإمام: (حديث أوس ابن أوس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اغتسل يوم الجمعة وغسَّل وبكَّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكلِ خُطوةٍ يخطوها أجرُ سنةٍ صيامُها وقيامها. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخراً فقال: تقدموا فأتموا بي و ليأتم بكم من بعدكم و لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله. [6] أن يمشي ولا يركب (حديث أوس ابن أوس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اغتسل يوم الجمعة وغسَّل وبكَّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكلِ خُطوةٍ يخطوها أجرُ سنةٍ صيامُها وقيامها. (حديث أبي موسى الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى و الذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام. [7] قراءة سورة الكهف: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. [8] يكثر الدعاء لأن فيه ساعة إجابة:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر. [9] استحباب كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة: (حديث أوس ابن أوس الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه قبض و فيه النفخة و فيه الصعقة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا يا رسول الله كيف تُعرض عليك وقد أرِمْت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء. (حديث أنس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الأنبياء أحياءٌ في قبورهم يصلون. [10] لا يتخطى رقاب الناس لأن فيه إيذاءٌ لهم: (حديث عبد الله ابن بُسر الثابت في صحيح أبي داود) قال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - اجلس فقد آذيت. [*] من دخل والإمام يخطب يصلي تحية المسجد: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم الجمعة فقال أصليت يا فلان قال لا قال قم فاركع ركعتين. [*] إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج: (حديث الثابت ابن يزيد الثابت في صحيح مسلم) أن معاوية رضي الله تعالى عنه قال: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بذلك (ألا نصل صلاةٍ بصلاة حتى نتكلم أو نخرج). [*] لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي و لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون

في صوم يصومه أحدكم. [*] الغذاء والقيلولة بعد الجمعة: (حديث سهل ابن سعد الثابت في الصحيحين) قال: ما كنا نَقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة. [*] وقت ساعة الإجابة يوم الجمعة: (حديث أبي بُردة ابن أبي موسى الثابت في صحيح مسلم) قال: قال لي عبد الله بن عمر * أسمعت أباك يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر. [*] هل للجمعة أذانٌ واحد أم أذانان: الأصل أن للجمعة أذانٌ واحد وإن الذي زاد التأذين يوم الجمعة عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه حين كثر أهل المدينة ولم يكن للنبي - صلى الله عليه وسلم - غيرُ مؤذنٍ واحد، (حديث السائب ابن يزيد الثابت في صحيح البخاري) أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه حين كثر أهل المدينة ولم يكن للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذن غير واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام يعني على المنبر. وعلى هذا فإذا احتاج الناس إلى مؤذنين أخذنا بقول عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه لأن قوله سنة متبعة لأنه من الخلفاء الراشدين. (حديث العرباض بن سارية الثابت في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و إن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة. [*] لا يجوز للإنسان أن يقيم غيره ويجلس مكانه في الجمعة ولا غيرها: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه و لكن تفسحوا أو توسعوا.

صلاة العيدين

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جاء أحدكم الجمعة فلا يقيمن أحدا من مقعده ثم يقعد فيه. صلاة العيدين [*] الحكمة من مشروعية العيدين: كان المشركون قد اتخذوا أعياداً زمانية ومكانية فأبطلها الشارع وعوض عنها عيد الفطر وعيد الأضحى شكراً لله تعالى على عبادتين هما: [1] عيد الفطر شكراً لله تعالى على التوفيق لعبادة الصيام [2] وعيد الأضحى شكراً لله تعالى على التوفيق لعبادة الحج. (حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما و قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر و يوم الأضحى. [*] حكم صلاة العيد: صلاة العيد: فرض كفاية لقوله تعالى: (فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ) [سورة: الكوثر - الآية: 2] (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: كنا نُؤمرُ أن نخرج يوم العيد حتى نُخرج البكر من خِدرها حتى نُخرج الحُيَّضَ فيكُنَّ خلف الناس فيُكبر نَّ بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته. [*] وقت صلاة العيد: وقت صلاة العيد وقت صلاة الضحى [أولها حين ترتفع الشمس وآخر وقتها الزوال] (حديث عبد الله ابن بُسر الثابت في صحيح أبي داود) أنه خرج مع الناس في يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر إبطاء الإمام فقال إنا كنا قد فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح. {تنبيه}: معنى [حين التسبيح] أي حين دخل وقت السبحة وهي صلاة النافلة والمقصود صلاة الضحى.

[*] إذا لم يعلم الإنسان بالعيد إلا بعده فماذا يصنع؟ (حديث أبي عمير الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) عن عمومة له من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ركباً جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم أن يفطروا، وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم. [*] ما يُسن في صلاة العيد: [1] يُسنُ أن تكون في صحراء: (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) قال كان النبي ... - صلى الله عليه وسلم - يخرج في الفطر والأضحى إلى المصلى. [2] أن يكون على أحسن هيئةٍ من اللبس والتطيب: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيحابن خزيمة) قال كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - جُبة ً يلبسها في العيدين ويوم الجمعة. [3] يخرج ماشياً: (حديث علي الثابت في صحيح الترمذي) قال: من السنة أن تخرج إلى العيد ماشياً وأن تأكل ماشياً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً. [4] مخالفة الطريق: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم العيد خالف الطريق. [5] يأكل قبل عيد الفطر وبعد عيد الأضحى: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، قال: ويأكلهن وِترا. (حديث بريدة الثابت في صحيح الترمذي) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعم ولا يَطْعم يوم الأضحى حتى يصلي. [6] تأخير خروج الإمام إلى وقت الصلاة:

(حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى فأول شيءٍ يبدأ به الصلاة. [7] خروج النساء لصلاة العيد: (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: كنا نُؤمرُ أن نخرج يوم العيد حتى نُخرج البكر من خِدرها حتى نُخرج الحُيَّضَ فيكُنَّ خلف الناس فيُكبر نَّ بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته. [*] كيفية صلاة العيد: [1] يصلي ركعتين قبل الخطبة ثم يخطب (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال شهدت الفطر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم يصلونها قبل الخطبة ثم يخطب بعد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه حين يجلس بيده ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال فقال {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} الآية ثم قال حين فرغ منها آنتن على ذلك قالت امرأة واحدة منهن لم يجبه غيرها نعم لا يدري حسن من هي قال فتصدقن فبسط بلال ثوبه ثم قال هلم لكن فداء أبي وأمي فيلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال. [2] يصلي الركعتين بغير أذانٍ ولا إقامة: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال لم يكن يُؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. [3] لا يصلي قبل العيد ولا بعده: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ومعه بلال. [4] يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام. (حديث عمرو بن عوفٍ المُزني الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كبّر في العيدين في الأولى سَبْعاً قبل القِراءةِ، وفي الآخرة خَمْساً قبل القِراءة". [5] يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية هل أتاك حديث الغاشية. (حديث النعمان بن بشير الثابت في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين

وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين. [*] حكم الاستماع لخطبة العيد: الاستماع لخطبة العيد سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها. (حديث عبد الله ابن السائب الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد فلما قضى الصلاة قال إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب. [*] يُسن التكبير المطلق في العيدين: ففي عيد الفطر قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 185] وفي عيد الأضحى قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِيَ أَيّامٍ مّعْدُودَاتٍ) [سورة: البقرة - الآية: 203] [*] جواز الفرح والسرور واللهو البريء في العيدين: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك في يوم عيد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: بينا الحبشة يلعبون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بحرابهم دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها فقال: دعهم يا عمر. (حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما و قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر و يوم الأضحى. [*] خروج النساء والحُيَّض لصلاة العيد: (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: كنا نُؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحُيَّض فيكُنَّ خلف الناس فيكبرنَّ بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته.

أفضل المساجد

أفضل المساجد (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على حوضي. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) قال دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى قال فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ثم قال هو مسجدكم هذا (لمسجد المدينة). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الأقصى. [*] فضل مسجد قُباء: (حديث أُسَيْد بن ظُهَيْر الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاةٌ في مسجد قُباء كعمرة. [*] أول مسجد وضع في الأرض: (حديث أبي ذرٍ الثابت في الصحيحين) قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصلِّ فإن الفضل فيه. [*] فضل المساجد:

[1] للمساجد فضلٌ عظيم لما فيها من المنافع العميمة والفوائد العظيمة ولهذا كانت المساجد أحب البقاع إلى الله. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها و أبغض البلاد إلى الله أسواقها. [2] أعد الله تعالى الأجر العظيم لمن بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة. (حديث عثمان ابن عفان الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة. [3] من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا و راح. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا و راح. [4] كثرة الخطا إلى المساجد يكون سبباً في محو الخطايا ورفع الدرجات. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات؟ كثرة الخطا إلى المساجد و إسباغ الوضوء على المكاره و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. [*] آداب المساجد: [1] أن يتوجه إلى المسجد بسكينة ووقار. (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا و ما فاتكم فأتموا. [2] الدعاء عند دخول المسجد وعند الخروج منه: (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. (حديث فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد يقول بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.

[3] تحية المسجد: (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. [4] المحافظة على نظافة المسجد وعدم توسيخه: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البصاق في المسجد خطيئة و كفارتها دفنها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه فإنما يناجي الله تبارك و تعالى ما دام في مصلاه و لا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا و ليبصق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها. [5] غسل المسجد وتنظيفه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أسوداً أو امرأة سوداء كان يقُمُ المسجد أو شابا فسأل عنه أو عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا مات، فقال دلوني على قبره ـ أو قال قبرها ـ فأتى قبره فصلى عليه. [6] عدم إنشاد الضالة وعدم البيع في المسجد: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك و إذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا ردَّ الله عليك. [7] عدم رفع الصوت في المسجد إلا في الموعظة والمصالح الشرعية: (حديث السائب ابن يزيد الثابت في صحيح البخاري) قال: كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال اذهب فأتني بهذين فجئته بهما، قال: من أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

كتاب الجنائز

(حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في الصحيحين) قال تخلف عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرةٍ سفرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: ويلٌ للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثة. [8] الإنشاد في المسجد: يجوز الإنشاد في المسجد إذا فيه حكمة ومن النوع المباح وعليه يحمل: (حديث أبي هر يرة رضي الله تعالى عنه الثابت في الصحيحين) أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال قد كنت انشد وفيه من هو خير منك. {تنبيه} أما إذا كان الشعر فيه هجاء لمسلم أو زيادة مدح أو غيره فلا يجوز وعليه يحمل: (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه ضالة وأن ينشد فيه شعر. [9] لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما رضي الله تعالى عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه و لكن تفسحوا أو توسعوا. {كتاب الجنائز} [*] أدب السنة في المرض والطب (1) جواز التداوي: (حديث أسامة ابن شريك الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أنزل الله داءاً إلا أنزل له شفاء ا (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن عز وجل. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدواء من القدر و قد ينفع بإذن الله تعالى. (2) تحريم التداوي بمحرم: (حديث وائل ابن حُجر الثابت في صحيح مسلم) أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر يصنعها للدواء؟ فقال إنه ليس بدواء ولكنه داء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدواء الخبيث، يعني السم. (3) يجوز للرجل أن يداوي المرأة و يجوز للمرأة أن تداوي الرجل عند الضرورة: (حديث الرُبَيِّع بنت مُعَوِّذٍ الثابت في صحيح البخاري) قالت: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسقي القوم ونخدمهم ونردُ القتلى والجرحى إلى المدينة. (4) تُسَن عيادة المريض: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس. (حديث ثوبان الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خُرفة الجنة حتى يرجع، قيل يا رسول الله وما خُرفة الجنة؟ قال: جناها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا بن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم

استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي. (حديث علي الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح و كان له خريف في الجنة. {تنبيه}: يجوز للمسلم أن يعود الكافر بغرض الدعوة إن رُجِي إسلامه وإلا فلا: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: كان غلامٌ يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه وقال له أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: الحمد لله الذي أخرج من في النار. (5) يستحب الدعاء للمريض: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس طهور إن شاء الله. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتى مريضا أو أتي به قال: أذهب البأس رب الناس اشف و أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما. [*] المرض يكفر الذنوب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يرد الله به خيرا يصب منه. (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قال فقلت ذلك أن لك أجرين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجل ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به - صلى الله عليه وسلم - سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل المؤمن كمثل خامة الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا سكنت اعتدلت و كذلك المؤمن يكفأ بالبلاء و مثل الفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله تعالى إذا شاء.

[*] تذكير المريض بالصبر على المرض وعدم الجزع: (حديث صهيب ابن سنان الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر و كان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - يريد بعينيه - ثم صبر عوضته منهما الجنة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. [*] حكم العلاج بالرقى والأدعية: (حديث عوف ابن مالك الثابت في صحيح مسلم) قال كُنا نَرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ قال: أعرضوا عليَّ رُقاكم لابأس بالرُقى ما لم يكن شركاً. (حديث عائشةَ الثابت في الصحيحين) قالت كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى مريضاً أو أُتِيَ به إليه قال: أذْهِب البأس ربِ الناس اشفِ أنت الشافي لاشفاء إلا شفاءك شفاءاً لايُغادرُ سقماً. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول للمريض: بسم الله تُرْبةُ أرضنا بريقةِ بعضنا يُشفى سقِيمنا بإذن ربنا. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن جبريل عليه السلام أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا محمدُ أشتكيت؟ قال نعم، قال بسم الله أرقيك من كل شيءٍ يُؤذيك ومن شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك بسم الله أرقيك. [*] استحباب ذكر الموت والاستعداد له: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أكثروا ذكر هاذم اللذات. [*] حكم تمني الموت: المسألة على التفصيل الآتي: [1] لا يجوز تمني الموت لضرٍ نزل بالإنسان:

(لحديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. [2] يجوز تمني الموت خوف ذهاب الدين: (لحديث ابن عباس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. [*] فضل طول العمر مع حسن العمل: (حديث أبي بكرة الثابت في صحيح الترمذي) أَنّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ الله أَيّ النّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ مَنْ طَالَ عُمُرهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ. قَالَ فَأَيّ النّاسِ شَرّ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ". [*] معنى استعمال الله للعبد: (حديث أنس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله إذا أحب عبداً استعمله، قالوا كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت. [*] ما يسن عند الاحتضار: [1] استحباب الذكر والدعاء لمن حضر الميت: وذلك لأن الملائكة يؤمنون على ما يقولون (لحديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا - صلى الله عليه وسلم -. و (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه. [2] تلقين الميت لا إله إلا الله:

(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. [تنبيهات]: [1] يستحب تلقين الميت لا إله إلا الله ثلاث مرات لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلم بكلمةٍ أعادها ثلاثاً حتى تُفهم عنه (لحديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلم بكلمةٍ أعادها ثلاثاً حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَم عليهم سلَم عليهم ثلاثا. [2] كما يُكره تلقين الميت لا إله إلا الله أكثر من ثلاث مرات لئلا يضجر لشدة كربه وضيق حاله إلا أن يتكلم بشيءٍ بعد التلقين فيُسن حينئذٍ أن يعاد تلقينه بلا إله إلا الله حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله. (لحديث معاوية الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة. [3] كما يجوز تلقين الكافر لا إله إلا الله وهاك الدليل على ذلك: (حديث سعيد ابن المسيَّب عن أبيه الثابت في الصحيحين) قال لما حضرت أبا طالبٍ الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عم قل لا إله إلا الله كلمةً أشهد لك بها عند الله، فقال ابوجهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أتر غبُ عن ملةِ عبد المطلب؟، فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعيدُ له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملةِ عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما والله لأستغفرنَّ لك ما لم أُنه عنك فأنزل الله تعالى: (مَا كَانَ لِلنّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوَاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوَاْ أُوْلِي قُرْبَىَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [سورة: التوبة - الآية: 113] [3] يُسن تذكير الميت بأخبار الرجاء: وذلك لسببين واضحين هما *الأول: أن تذكير الميت بأخبار الرجاء يحببه في لقاء الله تعالى ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه و من كره لقاء الله كره الله لقاءه. *والثاني: أن تذكير الميت بأخبار الرجاء يجعله حسن الظن بالله تعالى.

(لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله. [4] يُسن تغميض عينه والدعاء له: (لحديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه. [5] يُسن تغطيته بثوبٍ يستر جميع بدنه: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين تُوفيً سُجَى ببُردٍ حَبِرة. [6] أن يُعَجِّلوا بتجهيزه وإخراجه: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه و إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. [7] المبادرة بقضاء دينه فإن نفسُ المؤمن معلقةٌ بدينه حتى يُقضى عنه: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نفسُ المؤمن معلقةٌ بدينه حتى يُقضى عنه. (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه و من أخذها يريد إتلافها أتلفه الله. [تنبيه] من مات من المسلمين وعليه دين استحق أن يُقضى عنه دينه من بيت مال المسلمين ويؤخذ من سهم الغارمين الذي هو أحد مصارف الزكاة الثمانية: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيقول هل ترك لدينه فضلا؟ فإن حدث أنه ترك لدينه وفاءاً صلى وإلا قال للمسلمين صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي من المسلمين وعليه دين فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فهو لورثته. [8] إسراع تنفيذ وصيته: لأن الوصية إن كانت واجبة فلإسراع إبراء الذمة وإن كانت في تطوع فلإسراع الأجر له.

[تنبيهات]: [*] حديث (اقرءوا على موتاكم يس) ضعيف وعلى هذا فلا يسن قراءة يس على المحتضر. [*] قال بعض أهل العلم بأنه يسن توجيه الميت نحو القبلة لأنها أفضل المجالس واستدلوا بحديث (قبلتكم أحياءاً وأمواتا) وحديث (خير مجالسكم ما استقبلتم به القبلة) والحديثان ضعيفان لا يحتج بهما، والذي يظهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يتقصد التوجه نحو الكعبة وكذا الصحابة لم يكونوا يتقصدون التوجه نحو الكعبة على الرغم من أنهم أحرص الناس على الخير وأعلم الناس بما يجيزه الشرع. [*] جواز النظر إلى الميت وتقبيله بعد أن يُدرج في أكفانه: (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات وأبو بكرٍ بالسُّنحِ فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال عمر ـ والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك ـ وليبعثنه الله فليقطعنَّ أيدي رجالٍ وأرجلهم، فجاء أبو بكرٍ فكشف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبَّله فقال بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً ثم خرج فقال: أيها الحالف على رَسْلِك، فلما تكلم جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت وقال: (إِنّكَ مَيّتٌ وَإِنّهُمْ مّيّتُونَ) وقال: (وَمَا مُحَمّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ أَفإِنْ مّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىَ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ) [*] وجوب الصبر والاسترجاع لأهل الميت: قال تعالى: (وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة: البقرة 155،156،157] (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول! < إنا لله وإنا إليه راجعون >! اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(حديث أبي موسى الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك و استرجع فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - يريد بعينيه - ثم صبر عوضته منهما الجنة. (حديث عطاء ابن أبي رباح الثابت في الصحيحين) قال: قال لي ابن عباس رضيَ الله عنهما ألا أُريك امرأةً من أهل الجنة؟ قلتُ بلى، قال هذه المرأةُ السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إني أُصرع وإني أتكشف فادعُ الله لي. قال إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله أن يُعافيكِ فقالت أصبر، فقالت إني أتكشف فادعُ الله لي ألا أتكشف فدعا لها. [تنبيه] الصبر المحمود هو ما كان عند الصدمة الأولى أي عند مفاجأة المصيبة: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري فقالت إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى. [*] استحباب إعلام قرابة الميت وأصحابه بموته: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف أصحابه وكبر عليه أربعاً. [*] جواز البكاء على الميت بشرط أن يخلو من الجزع ولطم الخدود وشق الجيوب ونحوها: (لحديث أنس الثابت في الصحيحين) قال دخلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي

غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه

الله تعالى عنه وأنت يا رسول الله فقال يا بن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال - صلى الله عليه وسلم - إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون. {تنبيه}: ظئرا: أي زوج المرضعة وهو معنى مستعار. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه. (لحديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. (لحديث أبو بردة بن أبي موسى الثابت في الصحيحين) قال وجع أبو موسى وجعا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء ممن برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئ من الصالقة والحالقة والشاقة. (حديث المغيرة ابن شعبة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار من نيح عليه يعذب بما نيح عليه. (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي. غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه [*] أولاً غسل الميت: حكم غسل الميت: غسل الميت فرض الكفاية (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلاً كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيبٍ ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا. أولى الناس بغسل الميت: (لحديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجة) قالت: لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبي - صلى الله عليه وسلم - غير نسائه.

(ولحديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجة) قالت: رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وارأساه فقال بل أنا يا عائشة وارأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك. صفة غسل الميت: (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفيت ابنته فقال لنا اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فنزع من حِقوه إزاره وقال أشعرنها إياه تعني إزاره. (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غسل ابنته ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها. (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت توفيت إحدى بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حِقوه فضفرنا شعرها ثلاثة قرون وألقيناها خلفها. ماذا يراعى في تغسيل المحرم: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلاً كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ... اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا. هل يغسل الشهيد: القول الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة أن المسألة على التفصيل الآتي: [1] شهيد المعركة: الذي قتل بيد الكفار لا يغسل: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. [2] أما القتلى الذين لم في المعركة بأيدي الكفار فقد أطل الشارع عليهم لفظ الشهداء وهؤلاء

يغسلون. فقد غسَّل النبي - صلى الله عليه وسلم - من مات منهم في حياته، والمسلمون غسلوا من بعده عمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم وهم جميعاً شهداء. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ابن عتيك الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدة. {تنبيه}: المطعون من مات بالطاعون والعياذ بالله تعالى، و ذات الجنب قروح تصيب الإنسان داخل جنبه، والمبطون من مات بمرض البطن، والمرأة تموت بجمع أي التي تموت عند الولادة. [*] ثانياً الكفن: حكم تكفين الميت: تكفين الميت فرض كفاية (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلا كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا. (حديث خباب ابن الأرت الثابت في صحيح البخاري) قال هاجرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر. ما يستحب في الكفن: يستحب في الكفن الأمور الآتية: [1] تحسين الكفن:

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه. [2] أن يكون الكفن أبيض: (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم و كفنوا فيها موتاكم و إن من خير أكحالكم الإثمد يجلوا البصر و ينبت الشعر. [3] أن يكون ثلاث لفائف (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. كفن المحرم: (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلا كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيبٍ ولا تخمروا رأسه فإن يبعث يوم القيامة ملبيا. [*] ثالثاً: الصلاة على الميت: حكم الصلاة على الميت: الصلاة على الميت فرض كفاية (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيقول: هل ترك لدينه فضلاً؟ فإن حدِّث أنه ترك لدينه وفاءاً صلى وإلا قال للمسلمين: صلوا على صاحبكم، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن تُوفيََ من المسلمين وعليه دينٌ فعليَّ قضاؤه ومن ترك مالاً فلورثته. فضل الصلاة على الميت: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اتبع جنازة مسلمٍ إيماناً واحتساباً وكان معه حتى يصلي عليها ويُفْرَغ من دفنها فإنه يرجع من الأجرِ بقيراطين كلُ قيراطٍ مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجعُ بقيراط. مقصود الصلاة على الميت:

مقصود الصلاة على الميت الشفاعة فيه (لحديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفَِعوا فيه. (شُفَِعوا فيه): أي قُبلت شفاعتهم صنفان من الناس لا يجب الصلاة عليهما: [1] شهيد المعركة: (لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد ثم يقول: أيهما أكثرُ أخذاً للقرآن فإذا أُشير إلى أحدهما قدّمه في اللحد وقال: أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يُصلى عليهم. [2] الصبي الذي لم يبلغ: (لحديث عائشة الثابت في صحيح أبي داود) مات إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. مقام الإمام من الميت: يقوم الإمام عند رأس الرجل ووسط المرأة (لحديث أنس الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أنه صلى على رجل فقام عند رأسه ثم صلى على امرأةٍ فقام حيال وسط السرير فقال له العلاء بن زياد هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الجنازة مقامك منها ومن الرجل مقامك منه؟ فلما فرغ قال احفظوا. (وحديث سمرة بن جندب الثابت في الصحيحين) صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على امرأة ماتت في نفاسها فقام وَسْطَها. إذا اجتمعت جنائز كثيرة من الرجال والنساء يُجعل الرجال مما يلي الإمام والنساء يلين القبلة: (لحديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح النسائي موقوفاً) أنه صلى على تسع جنائز جميعاً فجُعل الرجال يلون الإمام والنساء يلون القبلة. صفة صلاة الجنازة:

(1) يتقدم الإمام ويكبر أربعا (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال نعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه النجاشي ثم تقدَّم فصفوا خلفه فكبَّر أربعا. (2) يقرأ بعد التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب (حديث طلحة بن عبد الله الثابت في صحيح البخاري) قال: صليت خلف ابن عباس رضيَ الله تعالى عنهما على جنازةٍ فقرأ بفاتحة الكتاب وقال لتعلموا أنها سنة. (3) يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة الإبراهيمية بعد التكبيرة الثانية لنقل الخلف عن السلف من طرقٍ متعددة وعمل المسلمين عليه. والصلاة الإبراهيمية هي (اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد 000إلى قوله إنك حميدٌ مجيد) (4) بعد التكبيرة الثالثة ندعو للميت: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء. (لحديث عوف ابن مالك الثابت في صحيح البخاري) صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت (وحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلىعلى جنازة فقال اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده. (5) بعد التكبيرة الرابعة يقول: اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده (6) ثم يسلم تسليمتين كمثل الصلاة المكتوبة إحداهما عن يمينه والأخرى عن يساره، ويجوز الإقتصار على التسليمة الأولى لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازةٍ فكبر عليها أربعاً وسلم تسليمةٍ واحدة، والحديث حسنه الألباني رحمه الله تعالى في كتاب الجنائز.

الإمام على قاتل نفسه لكن عموم المسلمين يصلون على قاتل نفسه لأنه فعل كبيرة من الكبائر لكنه لم يكفر: (لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ابن سمرة الثابت في صحيح مسلم) قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ قتل نفسه بمشاقص فلم يصلي عليه. [مشاقص] سهام عِراض واحدها مشقص. الصلاة على السقط إذا بلغ أربعة أشهر: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق * إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. لا يجوز الصلاة على الكافر: لقوله تعالى: (وَلاَ تُصَلّ عَلَىَ أَحَدٍ مّنْهُم مّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ) [سورة: التوبة - الآية: 84] وقوله تعالى: (مَا كَانَ لِلنّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوَاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوَاْ أُوْلِي قُرْبَىَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [سورة: التوبة - الآية: 113] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال * لما توفى عبد الله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلى عليه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما خيرني الله فقال! < استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة >! وسأزيده على سبعين قال إنه منافق فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل! < ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره. [*] رابعاً حمل الجنازة والسير بها:

الأمور التي تشرع في حمل الجنازة: (1) الإسراع بها: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: * أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. (2) من اتبع جنازةٍ فإن كان ماشياً فله أن يمشي أمامها أو خلفها أو حيث شاء، أما الراكب فيكون خلف الجنازة. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكرٍ وعمر يمشون أمام الجنازة. (حديث المغيرة ابن شعبة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها. (3) إذا كان الميت أنثى يُستحب أن يوضع على النعش مِكبة مثل الخيمة وهي أعواد مقوسة توضع على النعش ويوضع عليها ستر فتكون مثل القبة وذلك لأنه أستر للمرأة، وقيل أول من فُعل بها هذا فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمرها. الأمور التي تكره في اتباع الجنائز: (1) يكره رفع الصوت عند الجنائز لحديث قيس ابن عباد قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون رفع الصوت عند الجنائز، وهذا الحديث قال عنه الألباني رحمه الله تعالى في كتاب الجنائز أن رجاله ثقات. (2) يكره أن تتبع الجنازة بصوتٍ ولا نار. لقوله - صلى الله عليه وسلم - ولا تتبع الجنازة بصوتٍ ولا نار. وهذا الحديث حسنه الألباني رحمه الله تعالى في كتاب الجنائز. (3) يكره قعود من اتبع الجنازة حتى توضع على الأرض. (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع. (4) يكره اتباع النساء للجنازة. (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: نُهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعزم علينا. يجوز القيام للجنازة وإن لم يكن متبعاً لها:

(حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال مر بنا جنازة فقام لها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقمنا به فقلنا يا رسوال الله إنها جنازة يهودي؟ قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا. [*] قال القرطبي رحمه الله تعالى: مقصود الحديث أن لا يستمر الإنسان على الغفلة عند رؤية الموت لما يشعر ذلك من التساهل بأمر الموت ومن ثمّ استوى كون الميت مسلماً أو غير مسلم. [*] خامساً الدفن: حكم الدفن: أجمع المسلمون أن الدفن فرض كفاية لقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتاً، أَحْيَآءً وَأَمْواتاً) [سورة: المرسلات 25/ 26] ويجب دفن الميت ولو كان كافراً لما ثبت الثابت في صحيح النسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ بن أبي طالب وقد مات أبو طالب (اذهب فواره). الدفن في المقبرة إلا الأنبياء وشهداء المعركة: (1) الأنبياء: فإنه لم يقبر نبيٌ إلإ حيث يموت (لحديث أبي بكرة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لم يقبر نبيٌ إلإ حيث يموت. (2) شهداء المعركة: فإنهم يفتنون في مواطن استشهادهم ولا ينقلون إلى المقابر (لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح النسائي) قال لما كان يوم أحد حُمل القتلى ليدفنوا بالبقيع فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم. الأوقات التي لا يجوز الدفن فيها إلا لضرورة: هناك ثلاث أوقات لا يجوز الدفن فيها إلا لضرورة (لحديث عقبة بن عامر الثابت في صحيح مسلم) قال ثلاث ساعاتٍ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهانا أن نصلي فيهنَّ أو نقبر فيهنَّ موتانا * حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب.

وكذا الدفن بالليل لا يجوز إلا لضرورة: (لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا. (ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبر قد دفن ليلا، فقال: (متى دفن هذا). قالوا: البارحة. قال: (أفلا آذنتموني). قالوا: دفناه في ظلمة الليل، فكرهنا أن نوقظك. فقام فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم، فصلى عليه. استحباب الدفن في الأماكن المقدسة: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر). قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلو كنت ثم لأريتكم قبره، إلى جانب الطريق، عند الكثيب الأحمر). {تنبيه}: ثم أي هناك، الكثيب الأحمر أي الرمل المجتمع الأمور التي تستحب في الدفن: (1) يستحب إعماق القبر لأن فيه إحتراماً للميت لأن في إعماقه منع السباع أن تأكله وفيه أيضاً إحتراماً للحي لأن في إعماق القبر منعاً لخروج الرائحة الكريهة التي تؤذي الحي. (حديث هشام ابن عامر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فقلنا يا رسول الله الحفر علينا لكل إنسان شديد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احفروا وأعمقوا وادفنوا الإثنين والثلاثة في قبر واحد قالوا فمن نقدم يا رسول الله قال قدموا أكثرهم قرآنا قال فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد. (2) يفضل اللحد على الشق: (لحديث ابن عباس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللحد لنا والشقُ لغيرنا. (حديث سعد ابن أبي وقاص الثابت في صحيح مسلم) أنه قال في مرضه الذي مات فيه قال في مرضه الذي هلك فيه: ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(3) السنة إدخال الميت من مؤخرة القبر: (لحديث أبي إسحاق الثابت في صحيح أبي داود) أن عبد الله ابن يزيد أدخل الميت من قِبَلِ رجلي القبر وقال: هذا من السنة. (4) يقول الذي يضعه في لحده (بسم الله وعلى سنة رسول الله) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله وعلى سنة رسول الله. (5) يجوز للزوج أن يتولى دفن زوجته بنفسه: (لحديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجة) قالت * رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وارأساه فقال بل أنا يا عائشة وارأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك. {تنبيه}: لا يشترط لمن تولى الدفن أن يكون من المحارم: (لحديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: شهدنا بنتا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على القبر، قال: فرأيت عيناه تدمعان، قال: فقال: (هل منكم رجل لم يقارف الليلة). فقال أبو طلحة: أنا، قال: (فانزل). قال: فنزل في قبرها. (6) يستحب لمن كان عند القبر أن يحثو من التراب ثلاث حثواتٍ بيديه جميعاً بعد الفراغ من سد اللحد. (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه لابن ماجة) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة ثم أتى الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثاً. وهذا الحديث صححه الألباني رحمه الله تعالى في الإرواء. الأمور التي تستحب بعد الفراغ من الدفن: (1) الاستغفار للميت (لحديث عثمان بن عفان الثابت في صحيح أبي داود) قال * كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل. (2) أن يرفع القبر عن الأرض قليلاً نحو شبر ولا يُسوى بالأرض وذلك لكي يُميز ولا يهان.

(لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيحابن حبان) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رُفِعَ قبره عن الأرض قدر شبر. (3) أن يجعل القبر مسنماً أي مجعولاً كالسنام بحيث يكون وسطه بارزاً على أطرافه (لحديث سفيان التمار الثابت في صحيح البخاري) قال: رأيت قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - مسنماً. (4) أن يُعلَّم القبر بحجرٍ ونحوه (لحديث أنس الثابت في صحيح ابن ماجة) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة. جواز دفن أكثر من رجلٍ في قبرٍ واحد: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحدٍ في الثوب الواحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن فإذا أُشير إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسَّلوا ولم يُصلى عليهم. استحباب الإكثار من ذكر الموت: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ الّلذّاتِ" يَعْنِي المَوْت هل الموت راحة؟ الموت راحة للمؤمن وعذابٌ للكافر (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُرَّ عليه بجنازة، فقال: (مستريح ومستراح منه). قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب). لا يجوز تمني الموت لضرٍ نزل بالإنسان: (حديث نس الثابت في الصحيحين) قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - * لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. يجوز تمني الموت خوف ذهاب الدين:

(حديث ابنِ عَبّاسٍ الثابت في صحيح الترمذي) قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. وقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالىعنه: اللهم قد ضعفت قوتي وكبرت سني وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مُضيعٍ ولا مقصر، فما جاوز ذلك الشهر حتى قبض رضي الله تعالى عنه. هل يجوز لنا أن نكره الموت؟ (حديث عبادة بن الصامت الثابت فب الثابت في الصحيحين) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضره الموت بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه). شدةُ الموت: (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) قالت: ما أغبط أحداً بهون موت بعد الذي رأيت من شدةِ موت النبي - صلى الله عليه وسلم -. الأشياء التي تنفع الميت بعد موته: (1) دعاء المسلم له: قال تعالى: (وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ) [سورة: الحشر - الآية: 10] (حديث أبي الدرداء الثابت في صحيح مسلم) النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل. (2) قضاء الدين: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي نذرت أن تحجَّ، ولم تحج حتى ماتت، أفأحجُّ عنها؟ قال: (نعم، حُجِّي عنها،

أرأيتِ لو كان على أمك دين أكنتِ قاضِيَتَهُ). قالت: نعم، فقال: اقضوا اللهَ الذي له، فإنَّ اللهَ أحقُّ بالوفاء). (3) قضاء النذر عنه: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي نذرت أن تحجَّ، ولم تحج حتى ماتت، أفأحجُّ عنها؟ قال: (نعم، حُجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك دين أكنتِ قاضِيَتَهُ). قالت: نعم، فقال: اقضوا اللهَ الذي له، فإنَّ اللهَ أحقُّ بالوفاء). (4) ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة: قال تعالى: (وَأَن لّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاّ مَا سَعَىَ) [سورة: النجم - الآية: 39] وقد ثبت في السنة الثابتة الصحيحة أن ولد الرجل من كسبه (حديث عائشة الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٌ صالحٌ يدعو له. فضل التعزية: (حديث عمرو بن حزم الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال * ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة. ألفاظ التعزية: التعزية تؤدى بأي لفظٍ يحمل على الصبر ويخفف المصيبة لأن هذا هو مقصودها , مثل أن يقال: أعظم الله أجرك وألهمك صبرك، وأفضل ألفاظها ما ورد في السنة الثابتة الصحيحة (حديث أسامة بن زيد الثابت في الصحيحين) قال: أرسلت ابنةالنبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، إن ابناً لي قُبض فأتنا، فأرسل يُقرئ السلام، ويقول: (إنَّ لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمًّى، فلتصبر ولتحتسب). اجتناب صنع أهل الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء:

(حديث جرير ابن عبد الله الثابت في صحيح ابن ماجة) قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعه الطعام من النياحة. من السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه طعام لأهل الميت: (حديث عبد الله ابن جعفر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: لما جاء نعي جعفر حين قتل قال ابنةالنبي - صلى الله عليه وسلم -: اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمرٌ يشغلهم، أو أتاهم ما يشغلهم. [*] الحداد على الميت: مدة الحداد: (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا، ولا نكتحل، ولا نتطيب، ولا نلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب، وقد رخص لنا عند الطهر، إذا اغتسلت إحدانا من محيضها، في نبذة من كست أظفار، وكنا ننهى عن اتباع الجنائز. (حديث زينب بنت أبي سلمة الثابت في الصحيحين) قالت: دخلت على أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا). ثم دخلت على زينب بنت جحش، حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست، ثم قالت: ما لي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا). [*] زيارة القبور: حكم زيارة القبور: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال * زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت. (حديث بريدة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله زوَّرات القبور. آداب زيارة القبور: (1) إذا وصل إلى المقابر يدعو بالدعاء المأثور (حديث بريدة الثابت في صحيح مسلم) قال * كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت عليك السلام، فقال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت، قلت يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا قال فأي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس. (2) تحقيق المقصود منها وهي تذكرة الموت والاعتبار والاستعداد للموت (3) إذا مر المسلم بقبور الظالمين فعليه أن يبكي ويذكر ما كانوا عليه ويتفكر في عاقبة الظالمين. (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم). (4) الدعاء للأموات: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم): أنها قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. الأمور التي يحرم فعلها عند القبور: (1) يحرم الذبح عند القبور: (حديث أنس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عقر في الإسلام.

{تنبيه}: معنى العقر: أصل العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه لأنهم كانوا إذا مات الميت عقروا عند قبره شاةً أو بعيراً ويقولون إنه كان يعقر للأضياف فيكافيه بمثل صنيعه بعد وفاته. (2) يحرم تجصيص القبر والبناء عليه (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال * نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. (يجصص): تبيضه بالجص وهوالجير المعروف بعد بنيه. (حديث أبي الهياج الأسدي الثابت في صحيح مسلم) قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ألا أبعثك على ما بعثني به رسول الله، ألا تدع صورةً إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته. (3) يحرم الجلوس على القبر: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال * نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - * لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر. وذلك لأن القبر بيت الميت المسلم وحرمته ميتاً كحرمته حياً (لحديث عائشة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كسر عظم الميت ككسره حياً. (4) يحرم أن يكتب على القبر شيئ (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) قال * نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب على القبر شيئ. (5) يحرم الصلاة إليها (حديث كنّاز بن الحصين الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها. والأصل في النهي التحريم (6) يحرم الصلاة عندها ولو بدون استقبال

(حديث أبي سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال * الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة. (7) يحرم بناء المساجد عليها (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه الذي مات فيه: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد، يحذر مما صنعوا. (حديث أبي هريرية الثابت في صحيحيأبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: * لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم. (8) يحرم السفر إليها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد الأقصى (9) يحرم إيقاد السرج عليها لكونه بدعة لا يعرفها السلف الصالح ومن المعلوم شرعا أن كل بدعةٍ ضلالة كما أن فيها إضاعة المال في غير معنى شرعي. (حديث العرباض بن سارية الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة. الشاهد: قوله - صلى الله عليه وسلم -[و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة] (حديث المغيرة بن شعبة الثابت في الصحيحين) قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله حرم عليكم: عقوق الأمهات ووأد البنات، ومنع وهات. وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال). الشاهد: قوله - صلى الله عليه وسلم -[وإضاعة المال] (10) يحرم كسر عظام الميت لأن حرمته ميتاً كحرمته حيا. (لحديث عائشة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كسر عظم الميت ككسره حياً. ضمة القبر:

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضُم ضمةً ثم فرج عنه. (حديث عائشة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنّ للقبر ضغطةً لو كان أحدٌ ناجياً منها نجا سعدُ ابن معاذ. سؤال القبر: (حديث أنس بن مالك الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال * إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا، وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربةً فيصيح صيحةً يسمعها غير الثقلين. (حديث البراء رضي الله عنه بن ع (9) الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال *: (المسلم إذا سئل في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}). (حديث عثمان بن عفان الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال * إِنّ الْقَبْرَ أَوّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الاَخِرَةِ فإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدّ مِنْهُ. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قالَ: قالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا قُبِرَ الْمَيّتُ (أوْ قالَ أَحَدُكُمْ) أتَاهُ مَلَكانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ. يُقَالُ لإحَدِهِما الْمُنْكَرُ وَالاَخَرُ النّكيرُ. فَيَقُولاَنِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هذَا الرّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَأَنّ مُحَمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولاَنِ: قَدْ كُنّا نَعْلَمُ أَنّكَ تَقُولُ هذَا. ثمّ يُفْسَحُ لَهُ في قَبْرِهِ سبْعُونَ ذرَاعاً في سَبْعِينَ. ثُمّ يُنَوّرُ لَهُ فِيهِ. ثُمّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ. فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فأُخْبِرُهُمْ؟ فَيَقُولاَنِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوس الّذِي لاَ يُوقِظُهُ إلا أَحَبّ أَهْلِهِ إلَيْهِ، حَتّى يَبْعَثَهُ الله مِنْ مَضْجَعِهِ ذلِكَ". حكم سب الأموات:

(حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. (حديثأنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وجبت). ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: (وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: (هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض). جواز الثناء على الميت بخير: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيما مسلم، شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة). فقلنا: وثلاثة، قال: (وثلاثة). فقلنا: واثنان، قال: (واثنان). ثم لم نسأله عن الواحد. استحباب طلب الموت في أحد الحرمين: (حديث الثابت في صحيح البخاري) أن عمر رضي الله تعالى عنه قال: اللهم ارزقني شهادةً في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك - صلى الله عليه وسلم -. فقلت أنى هذا؟ فقال: يأتيني الله به إن شاء الله. موت الفجأة أخذة أسف للعاصي: (حديث عبيد الله بن خالد السلمي الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... موت الفجأة أخذةُ أسف. موت الفجأة لا يُعّدُ أخذةُ أسف لغيرِ العاصي: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال * يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال نعم. أجر من مات له ولد: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من مات له ثلاثاً من الولد لم يبلغوا الحِنْثَ كان له حجاباً من النار. (حديث أبي سعيد الخدري الثابت في الصحيحين) قال: قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم -: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار). فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: (واثنين).

أعمار أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَعْمَارُ أُمّتِي مَا بَيْنَ السّتّينَ إلى السَبْعِينَ وَأَقَلّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ". حكم الغسل من تغسيل الميت: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من غسّل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ. فضل من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. المؤمن يموت بعرق الجبين: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمن يموت بعرق الجبين. استعمال العبد الصالح واستدراج العاصي: (حديث أنس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله بِعَبْدٍ إذا أحب عبداً اسْتَعْمَلَهُ، َقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يا رسولَ الله؟ قال: يُوَفّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ المَوْتِ". (حديث عقبة ابن عامر الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيمٌ على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج. أولاد المسلمين في الجنة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرةِ فأبواه يهودَّانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة ُ بهيمةً جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، يقول أبو هريرة: (فِطْرَةَ اللّهِ الّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذَلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ) [سورة: الروم - الآية: 30]

كتاب الزكاة

{كتاب الزكاة} حكم الزكاة الزكاة فرضٌ بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى قال تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ) [البينة / 5] وقال تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرّاكِعِينَ) [البقرة /43] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال دُلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: تعبدُ الله ولا تشرك به شياً، وتقيمُ الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاةَ المفروضة وتصوم رمضان، قال والذي نفسي بيده لا أزيدُ على هذا، فلما ولى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا) (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسُ صلواتٍ في كل يومٍ و ليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك و كرائم أموالهم و اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة المكتوبة ويؤتوا الزكاة المفروضة، فإذا فعلوا ذلك عصموا دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بني الإسلام

منزلة الزكاة في الإسلام

على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان. حديث طلحة بن عبيد الله الثابت في الصحيحين) قال، جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل نجد ثائرُ الرأس يُعْرَفُ دَويُ صوتهِ ولايُفْقَه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسألُ عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسُ صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصيام رمضان. فقال هل عليَّ غيره؟ فقال لا إلا أن تطوع. قال: وذكر له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة فقال هل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيدُ على هذا ولا أنقص، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفلح إن صدق. منزلة الزكاة في الإسلام للزكاة منزلة عظيمة في الإسلام، وقد قُرنت بالصلاة في إثنين وثمانين موضعاً في كتاب الله تعالى، وهي أحدُ أركان الإسلام الخمس، (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان. الترغيب في أداء الزكاة: الكتاب والسنة طافحان بالأدلة الدالة على الترغيب في أداء الزكاة، وهاكمُ قليلُ من كثير وغيضٌ من فيض مما ورد في ذلك. (1) تطهير الإنسان من رذيلة البخل والطمع: قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة /103] (2) جعل الله تعالى الصدقة {سواءَ كانت فرضاً أم تطوعاً} من أخص صفات المحسنين، قال تعالى: (آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبّهُمْ إِنّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)

وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) الذاريات (3) جعل الله تعالى إخراج الزكاة من الصفات الواجب توافرها في المؤمنين لكي يشملهم الله تعالى برحمته: قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلََئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة/ 71] (4) جعل الله تعالى إيتاء الزكاة غاية من غايات التمكين في الأرض، قال تعالى: (الّذِينَ إِنْ مّكّنّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلّهِ عَاقِبَةُ الاُمُورِ) [الحج / 41] (5) نفقة الصدقة مخلوفة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) [*] قال الإمام ابن حجر في الفتح: أن الخلف هو التيسير لليسرى، مستفاداًَ من قوله تعالى: (فَأَمّا مَنْ أَعْطَىَ وَاتّقَىَ [5] وَصَدّقَ بِالْحُسْنَىَ) [6] فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَىَ) [7] الليل) والتيسير لليسرى هو التوفيق لأعمال البر الذي يترتب عليه الثواب في الآخرة، وأن معنى التلف هو التيسير للعسرى مستفاداًَ من قوله تعالى: (وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ) [8] وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ [9] فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ {10} {الليل} (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزا، وتواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً) (6) الصدقة هي الباقية: (حديث عبد الله بن الشخير الثابت في صحيح مسلم) أنه إنتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ (ألهاكم التكاثر) قال: يقول بن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت أو أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت)

(7) حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة فأخبر أن على كل مسلمٍ صدقة على سبيل الإستحباب: (حديث أبي موسى الأشعري الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (على كلِ مسلمٍ صدقة فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدَّق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعملْ بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كلُ ُسُلامى من الناس عليه صدقة، كل يومٍ تطلع فيه الشمس، َيعِدلُ بين الاثنين صدقة، ويعين الرجلُ على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكلُ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميطُ الأذى عن الطريق صدقة) (8) دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الصدقة: (حديث عبد الله بن أبي الأوفى الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: اللهم صلِّ على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى. (9) الصدقة وإن كانت قليلة يترتب عليها الأجرُ الوفير: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تصدَّق بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتىتصيرُ مثلَ الجبل) فلوه: المهر الذي تفطم وشبه به لأنه يزيد زيادة بينة. (حديث عدي بن حاتم الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربُه ليس بينه وبينه ترجُمان، فينظرُ أيمنًّ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة) الترهيب من منع الزكاة: الكتاب والسنة طافحان بالأدلة الدالة على الترهيب من منع الزكاة، وهاكمُ قليلُ من كثير مما ورد في ذلك.

قال تعالى: (وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنّمَ فَتُكْوَىَ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هََذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) (35) /التوبة حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من آتاه الله مالاً فلم يؤدِّ زكاته مُثَّل له ماله شجاعاً أقرع، له زبيبتان، يُطوِّقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - ثم يقول: أنا مالكُ أنا كنزُك). ثم تلا قوله تعالى {وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لّهُمْ بَلْ هُوَ شَرّ لّهُمْ سَيُطَوّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللّهِ مِيرَاثُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران /180] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من صاحب ذهبٍ ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفًّحت له صفائحُ من نارٍ فأحميَ عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهُرهُ كلما بَردَتْ أعيدتْ له، في يومٍٍِ كان مقداره خمسين ألف َسنة حتى يقضى بين العباد فيُرى سبيلُهُ إما إلى الجنة وإما إلى النار. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: لمَّا توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله). فقال: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حقُّ المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر فعرفت أنه الحق. (عناقاً): صغير الماعز. (حديث أبي ذر الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والذي نفسي بيده أو و الذي لا إله غيره أو كما قال: ما من رجلٍ تكون له إبلٌ أو بقرٌ أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتى بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمته تطئوه بأخفافها وتنطحه بقرونها، كلما جازت أخراها رُدَّت عليه أولاها حتى يُقضى بين الناس) من منع الزكاة فماذا نصنع معه؟ (حديث معاوية بن حيدة الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (في كل إبل سائمة، في كل أربعين ابنةُ لبون، لا تُفرق إبلٍ على حسابها، من أعطاها مؤ تجرا

فله أجرها، ومن أبى فإنا آخذوها وشطرماله، عزمةٌ من عَزَماتِ ربِّّنا عز وجل، ليس لآل محمدٍ منها شيء) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة المكتوبة ويؤتوا الزكاة المفروضة، فإذا فعلوا ذلك عصموا دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: لمَّا توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله). فقال: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حقُّ المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدرُ أبي بكر فعرفتُ أنه الحق) على من تجب الزكاة؟ تجب على كل مسلم حُر مالك النصاب، وأن يحول الحول على النصاب، إلا في زكاة الزروع والثمار فإنه تجب الزكاة فيه يوم حصاده، لقوله تعالى: (وَآتُواْ حَقّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) [الأنعام / 141] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس على المسلم صدقةٌ في عبده ولا فرسه) (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس فيما دون خمسةِ أوسقٍ من التمر صدقة، وليس فيما دون خمسِ أواقٍ من الورقِ صدقة، وليس فيما دون خمس ذودٍ من الإبل صدقة) (حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً، فإن كان لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول فنصف دينار، فما زاد فبحساب ذلك، وليس في مالٍ زكاة حتى يحولَ عليه الحول) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (وفي الركاز الخمس) من مات وعليه زكاة تجب في ماله:

لقول الله تعالى في المواريث: قال تعالى: (من بَعْدِ وَصِيّةٍ يُوصَىَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ) 12/النساء) والزكاة دين قائم لله تعالى. (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إنَّ أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال لو كان على أمَّكَ دينٌ أكنت قاضيَّه؟ قال: نعم، قال: فأقضوا الله فالله أحقُ بالقضاء) شرط النية في الزكاة: الزكاة عبادة يشترط لصحتها إخلاص النية لله عز وجل وسلامة القصد من كل شائبة، قال تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ) [البينة / 5] (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكل امرىءٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُهُ إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأةٌ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) (حديث أبي أمامة الثابت في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى لا يقبلْ العملُ إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه) يجب إخراج الزكاة فوراً عند وجوبها: (حديث عقبة ابن الحارث النوفلي الثابت في صحيح البخاري) قال: صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعاً فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج إليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال: ذكرتُ شيئاً من تبرٍ فأمرتُ بقسمته). تعجيل أداء الزكاة قبل وجوبها: (حديث علي الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن العباس سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعجيل صدقته قبل أن تحلُ فرخص له ذلك) الدعاء للمُزَكِي: قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة /103] الشاهد: وصل عليهم: أي أدع لهم

الأموال التي تجب فيها الزكاة

(حديث عبد الله بن أبي الأوفى الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: اللهم صلِّ على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى) الأموال التي تجب فيها الزكاة [*] أولاً زكاة بهيمة الأنعام: (حديث معاوية بن حيدة الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في كلِ إبلٍ سائمة، في كل أربعين ابنة لبون) (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن أبي بكر كتب له: هذه فريضةُ الصدقة، التي فرض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، والتي أمر اللهُ بها رسوله،: (في كلِ أربعٍ وعشرين من الإبل فما دونها، من الغنم، في كل خمسِ شاة، فإذا بلغت خمساً وعشرين إلى خمسِ وثلاثين ففيها بنت مخاضٍ أنثى، فإن لم تكن فابن لبونٍ ذكر، فإذا بلغت ستاً وثلاثين إلى خمسٍ وأربعين ففيها بنت لبون أنثى، فإذا بلغت ستاً وأربعين إلى ستين ففيها حِقة طروقةَ الجمل، فإذا بلغت واحدةً وستين إلى خمسٍ وسبعين ففيها جَذَعة، فإذا بلغت ستاً وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الجمل، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنتُ لبون، وفي كل خمسين حقة، ومن لم يكن معه إلا أربعٌ من الإبل فليس فيها صدقة، إلا أن يشاء ربها، فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن أبا بكر رضي الله عنه: كتب له هذه فريضة الصدقة، التي أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة، وليست عنده جذعة، وعنده حقه، فإنها تقبل منه ويجعلُ معها شاتين إن استيسرتا له، أو عشرين درهما. ومن بلغت عنده صدقة الحقة، وليست عنده الحقة، وعنده الجذعة، فإنها تقبل منه الجذعة، ويعطيه المصدَّق عشرين درهماً أو شاتين).

(حديث معاذ الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر، من كل ثلاثين تبيعاً أو تبيعه، ومن كل أربعين مُسنَّة، ومن كل حالم (يعني محتلم) ديناراً أو عدله من المعافر (ثياب تكون باليمن) (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن أبا بكر رضي الله عنه: كتب له هذه فريضة الصدقة، التي أمر الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (وفي صدقة الغنم: في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة، فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين ففيها شاتان، فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث شياه، فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة، فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاةٍ واحدة، فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربُها.) ما لا يؤخذ في الزكاة: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسُ صلواتٍ في كل يومٍ و ليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك و كرائم أموالهم و اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن أبا بكر رضي الله عنه: كتب له هذه فريضة الصدقة، التي أمر الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (ولا يُخْرجُ في الصدقة هَرِمةٌ، ولا ذاتُ عَوَاٍر، ولا تيسٌ، إلا ما شاء المصدِّق) تحريم الجمعُ و التفريق خشية الصدقة: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن أبا بكر رضي الله عنه: كتب له هذه فريضة الصدقة، التي أمر الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (ولا يُجمعُ بين متفرقٍ ولا يُفرَّقُ بين مجتمعٍ خشية الصدقة، وما كان من خليطين، فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية) ليس في الخيل زكاة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (ليس على المسلم صدقةً في عبده ولا فرسه)

[*] ثانياً: زكاة النقدين الذهب والفضة: نصابُ الذهب: (حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً، فإذا كان لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار، فما زاد فبحساب ذلك، وليس في مالٍ زكاة حتى يحول عليه الحول) نصابُ الفضة: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن أبا بكر رضي الله عنه: كتب له هذه فريضة الصدقة، التي أمر الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (وفي الرَّقة (في مائتي درهم) ربعُ العشر، فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها) زكاة حلي المرأة: (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى في يدي فتخات من ورقٍ فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت صنعتهنَّ أتزينُ لك يا رسول الله، قال: أتؤدين زكاتهن؟ قلت لا، أو ما شاء الله، قال هو حسبك من النار) [*] ثالثاً: زكاة عروض التجارة: قوله تعالى: (وَالّذِينَ فِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ مّعْلُومٌ (24) لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُوم (25) المعارج (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسُ صلواتٍ في كل يومٍ و ليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك و كرائم أموالهم و اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب) [*] رابعاً: زكاة الخارج من الأرض: [1] زكاة الزروع والثمار: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ الأرْضِ) (البقرة / 267)

قال تعالى: (وَهُوَ الّذِيَ أَنشَأَ جَنّاتٍ مّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنّخْلَ وَالزّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزّيْتُونَ وَالرّمّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوَاْ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ) (الأنعام / 141) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فيما سقت السماءُ والعيون أو كان عثرياً، العشر، وما سُقي بالنضح نصف العشر) (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس فيما دون خمسةِ أوسقٍ من التمر صدقة، وليس فيما دون خمس أواقٍ من الورق صدقة، وليس فيما دون خمسِ ذودٍ من الإبل صدقة) الأصناف التي تؤخذ منها الزكاة في زكاة الزروع والثمار: (حديث أبي بُردة في السلسلة الصحيحة) عن أبي موسى ومعاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثهما على اليمن يعلمان الناس أمرَ دينهم فأمرهم أن لا يأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة (الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب) نصاب الزروع والثمار: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فيما سقت السماءُ والعيون أو كان عثرياً، العشر، وما سُقي بالنضح نصف العشر) (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس فيما دون خمسةِ أوسقٍ من التمر صدقة، وليس فيما دون خمسِ أواقٍ من الورقِ صدقة، وليس فيما دون خمس ذودٍ من الإبل صدقة) وقت وجوب زكاة الزروع والثمار: في الثمار (بدو الصلاح {يحمَّر و يصفر} وفي الحبوب (يشتد الحب بحيث أنك إذا غمستها لم تنغمس (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحها، نهى البائع والمبتاع) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمر حتى يزهو، فقلنا لأنس: ما زهوها؟ قال تحمَّرُ وتصفَّرُ، أريت إن منع اللهُ الثمرَ بم تستحلَ مال أخيك)

مصارف الزكاة

(حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع العنب حتى يسود، وعن بيع الحب حتى يشتد) تقدير النصاب في النخيل والأعناب بالخرص دون الكيل: (حديث أبي حميد الساعدي الثابت في صحيح البخاري) قال: (غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك، فلما جاء وادي القرى، إذا امرأةٌ في حديقةٍ لها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (اخرصوا). وخرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرةَ أوسق، فقال لها: (أحصي ما يخرج منها) [2] زكاة الركاز: الركاز (المدفون من كنوز الجاهلية) الذي يؤخذ من غير أن يُطلب بمالٍ كثير أو مؤونة كثيرة، أما ما يُطلب بمالٍ كثير ومؤونة كثيرة فأصيب مرة وأخُطئ مرة فليس بركاز. مقدار الزكاة في الركاز: يجب في الركاز الخمس قليلة وكثيرة، ويجب على الفور فلا يشترط فيه حول ولا نصاب، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (العجماءُ جُرحها جُبار، والبئرُ جُبار، والمعدن جُبار، وفي الركاز الخمس) مصارف الزكاة مصارف الزكاة ثمانية أصناف، حصرها الله في قوله تعالى: (إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة /60) الفرق بين الفقراء والمساكين: (الفقراء) الذين لا يجدون شيئاً، أو يجدون بعض الكفاية (أقل من النصف) (المساكين) يجدون نصف الكفاية أو أكثر من النصف، ودون الكفاية. من هم العاملون عليها؟ هم السُعاة، الذين يوليهم الإمام في جمع الزكاة من أهلها وصرفها إلى مستحقيها، ويدخل فيهم الحفظة لها والرعاة للأنعام والكتبة لديوانها. من هم المؤلفة قلوبهم؟

المؤلفة قلوبهم أقسام: (1) منهم من يُعطى رجاء إسلامه، كما أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفوان بن أمية من غنائم حُنين وقد كان شهدها مشركاً، قال صفوان بن أمية: (فلم يزل يعطيني حتى صار أحبَّ الناس إليَّ بعد أن كان ابغض الناس إليَّ) (الثابت في صحيح مسلم) (2) ومنهم من يُعطى ليحسن إسلامه، ويثبت قلبه، كما أعطى يوم حنين جماعة ليحسن إسلامهم، (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في صحيح مسلم) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إني لأعطي الرجلَ وغيره أحبُّ إليَّ منه خشية أن يكب في النار على وجهه في نار جهنم) (3) ومنهم من يُعطى لما يُرجى من إسلام نُظرَائهِ (4) ومنهم من يُعطى ليجبي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد. المقصود بقوله تعالى: (وَفِي الرّقَابِ): (وَفِي الرّقَابِ) المقصود بهم الرقيق، ويشمل المكاتبون، فيعطى المكاتبون من مال الزكاة ما يكون عوناً لهم بعد الله في فك رقابهم من الرق، ويشمل كذلك (الأرقاء غير المكاتبون) لأنهم داخلون في عموم قوله تعالى: (وَفِي الرّقَابِ) فيُشترون من مال الزكاة ويُعتقون، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاثٌ حقٌ على الله عونه: المجاهدُ في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف) المقصود بقوله تعالى: (وَالْغَارِمِينَ): الغارم هو: من استدان فأصبح مديناً عليه دين، (حديث أبي سعيد الخدري الثابت في صحيح مسلم) قال: أصيب رجل في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمارٍ ابتاعها فكثر دينه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (تصدقوا عليه) فتصدق الناسُ عليه فلم يبلغ ذلك وفاء دينهِ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لغرمائه (خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك) من هو (ابْنِ السّبِيلِ)؟ (ابْنِ السّبِيلِ) هو المسافر المنقطع به السفر، نعطيه من مال الزكاة ما يُوصله إلى بلده حتى لو كان غنياً، ولا نقول له اقترض لأنك غني، بشرط أن يكون سفره في طاعة. يجوز للمُزَكِّي أن يدفع الزكاة لأقاربه الذين لا تلزمه مؤنتهم:

(حديث سلمان بن عامر الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... (الصّدَقَةُ على المسْكِينِ صَدَقَةٌ وهِيَ على ذِي الرّحِمِ ثِنْتَانِ صدَقَةٌ وصِلَةٌ) (حديث زينب امرأة ابن مسعود الثابت في الصحيحين) سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أيجزئُ عني من الصدقة النفقة على زوجي وأيتامٍ في حجري؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، لها أجران أجرُ القرابة وأجرُ الصدقة) لا تدفع الزكاة إلى هاشمي: لا تدفع الزكاة لهاشمي، لأنهم من آل محمداً - صلى الله عليه وسلم -، وآل محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أشرف الناس نسباً فلا يُعطون من الزكاة إكراماً لهم لأن الزكاة أوساخ الناس، (حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنَّ الصدقة لا تنبغي لآل محمدٍ إنما هي أوساخ الناس) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال، (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُؤتى بالتمر عند صِرام النخل، فيجئُ هذا بتمره وهذا بتمره، حتى يصير عنده كوماً من تمر، فجعل الحسنُ والحسين رضي الله عنهما يلعبان بذلك التمر، فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجها من فيه، فقال: (أما علمت أن آل محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يأكلون الصدقة) (صرام النخل) قطعه وقطف الثمر (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النب قال: (إني لأنقلبُ إلى أهلي، فأجدُ التمرة ساقطةً على فراشي، فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها) {تنبيه}: إذا تحولت الصدقة إلى هدية جاز للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأكلها، (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتيَ بلحمٍ تُصدِّق به على بريرة، قال هو عليها صدقة وهو ولنا هدية) لا يجوز للولد أن يدفع زكاته إلى والده لأنه غنيٌ بغناه: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله الثابت في صحيحي ابن ماجه) أن رجلاً قال يا رسول الله إن لي مالا وولدا وإن أبي يريد أن يجتاح مالي فقال: أنت ومالك لأبيك)

ما أدى زكاته فليس بكنز: (حديث خالد بن أسلم الثابت في صحيح البخاري) قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله تعالى: (وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) قال ابن عمر رضي الله عنهما رضي الله عنهما: من كنزها فلم يؤدِّ زكاتها فويلٌ له، إنما كان ذلك قبل أن تُنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال) الصدقة من كسبٍ طيب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تصدَّق بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتىتصيرُ مثلَ الجبل) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنّ الله طَيّبٌ ولاَ يَقْبَلُ إلاّ طَيّباً، وَإِنّ الله أمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، قال تعالى: (يَا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إني بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وَقالَ تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ للّهِ إِن كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ) ثم َذَكَرَ الرّجُلَ يُطِيلُ السّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ يَمُدّ يَدَيه إلَى السّمَاءِ يارب يارب وَمَطْعَمُهُ حَرَامُ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَانّى يُسْتَجَابُ له. إخراج الطيب في الصدقة: قال تعالى: ((لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران / 92) وقوله تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ الأرْضِ وَلاَ تَيَمّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَنِيّ حَمِيدٌ) (البقرة /267) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان أبو طلحة أكثُ الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحبُ أموالهِ إليه بَيْرحَاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب، قال أنس: فلما أُنزلت هذه الآية (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول

الله إن الله تبارك وتعالى يقول: (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) وإن أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرحَاء وإنها صدقة لله أرجو برَّها وزُخّرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخٍ ذلك مالٌ رابح ذلك مالٌ رابح، وقد سمعتُ ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى عمه) جواز إنفاق المال كله في وجوه البر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما يعمل) (حديث عمر بن الخطاب الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: (أمَرَنَا رسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ نَتَصَدّقُ وَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالاً فَقُلْتُ اليَوْمَ أسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إنْ سَبَقْتُهُ يَوْماً، قالَ فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي فقالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَبْقْيْتَ لأهْلِكَ؟ قُلْتُ مِثْلَهُ، وَأَتى أَبُو بَكْرٍ بِكُلّ مَا عِنْدَهُ، فقالَ: يا أبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لأهْلِكَ؟ فقالَ أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ والله لاَ أَسْبِقُهُ إِلى شَيْءٍ أَبَداً) الصدقة حال الصحة أعظم أجراً: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أيُ الصدقةِ أعظمُ أجراً؟ قال: (أن تصدَّق وأنت الثابت في صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأملُ الغنى، ولا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان) المسارعة بالصدقة وكراهية التسويف: (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (التؤدة فكل شيءٍ خير إلا عمل الآخرة) (حديث حارثة بن وهب الخزاعي الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تصدَّقوا، فإنه يأتي عليكم زمانٌ، يمشي الرجلُ بصدقته فلا يجدُ من يقبلُها، يقول الرجل: لو جئت أمس لقبلتُها أما اليومَ فلا حاجةَ لي بها) الصدقة ولو بالشيء القليل:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تصدَّق بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتىتصيرُ مثلَ الجبل) (حديث عدي بن حاتم الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم وينظر أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النارَ تلقاءَ وجهِهِ، فاتقوا النارَ ولو بشقِ تمرة.) من آداب الصدقة أن يتصدق بيمينه وأن يخفيها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (سَبْعَةٌ يُظِلّهُمُ الله في ظِلّهِ يَوْمَ لاَ ظِلّ إِلاّ ظِلّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌ نَشَأَ في ِعِبَادَةِ الله، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلّقٌ في المَسْاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابّا في الله اجْتَمعَا عَلَيه وَتَفَرّقَا عليه، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امرأة ذَاتُ منصبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنّي أَخَافُ الله، وَرَجُلٌ تَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَهُ) (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صدقةُ السر تُطفئُ غضب الرب، وصلةُ الرحم تزيدُ في العمر، وفعلُ المعروف يقي مصارع السوء) الاستعفاف عن المسألة: (حديث حكيم ابن حزام الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخيرُ الصدقةِ عن ظهرِ غنى، ومن يستعفف يُعفَّه الله، ومن يستغن يغنه الله) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على المنبر، وذكر الصدقة و التعفف و المسألة (اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى، فاليدُ العليا هي المنفقة، و اليد السفلى هي السائلة) (حديث أَبِي سَعِيدٍ الثابت في الصحيحين) أَنّ نَاساً مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوارسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَاهُمْ، ثُمّ سَألُوه فَأَعْطاهُمْ، حتى نَفِد ما عنده فقال: َ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يستعفف يُعِفّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبّرْ يُصَبّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أحَدٌ عطاءاً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصّبْرِ)

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حَبْله، فيحتطبَّ على ظهره، خيرٌ له من أن يأتيَ رجلاً فيسألَه، أعطاهُ أو مَنَعه) (حديث المقدام بن معد يكرب الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما أكل أحدٌ طعامٌ قط، خيرٌ من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكلُ من عمل يده) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان زكرياء نجاراً) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس المسكينُ الذي يطوفُ على الناس ترده اللقمةُ واللقمتان والتمرةُ والتمرتان، إنما المسكينُ الذي لا يجدُ غنىً يغنيه ولا يفطنُ به فيتصدق ولا يقومُ فيسأل الناس) وفي رواية (إنما المسكين الذي يتعفف، اقرأوا إن شئتم (لا يَسْأَلُونَ النّاسَ إِلْحَافاً) كراهية المسألة: (حديث ثوبان الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من يكفلْ لي أن لا يسألَ الناس شيئاً وأتكفلُ له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسألُ الناس شيئا) (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليستغن أحدكم عن الناس بقضيب سواك) (حديث ابن مسعود الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدْ فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما بموتٍ عاجلٍ أو غنى عاجل) جواز أخذ المال لمن أُعطيه بشرط أن يكون غير مشرفٍ ولا سائل: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العطاءَ، فأقولُ أعطهِ من هو أفقر مني فقال: (خذه، إذا جاءك من هذا المال شيءٌ، وأنت غير مشرفٍ ولا سائل، فخُذهُ، وما لا، فلا تُتْبعِه نفسك) ذم من سأل الناس تكثراً: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يزالُ الرجلُ يسألُ الناس، حتى يأتي يوم القيامةِ ليس في وجهه مُزْعَةُ لحم)

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر) إعطاء الصدقة للمتعفف: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس المسكينُ الذي يطوفُ على الناس ترده اللقمةُ واللقمتان والتمرةُ والتمرتان، إنما المسكينُ الذي لا يجدُ غنىً يغنيه ولا يفطنُ به فيتصدق ولا يقومُ فيسأل الناس) كراهية الرجوع في الصدقة: (حديث ابن عباس الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس لنا مثلُ السوءِ الذي يعودُ في هِبته كالكلبِ يعودُ في قيئه) كراهية الحرص على الدنيا لأنه يفسد الدين: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يزالُ قلب الكبير شاباً في اثنين: في حُبِ الدنيا وطولِ الأمل) (حديث أنس الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ أحبَّ أن يكون له واديان ولن يملأ جوفُ ابن آدم إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب) (حديث كَعْبِ بنِ مَالِكِ الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلاَعلى غَنَمِ بِأَفْسَدَ لهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرءِ عَلَى الْمَالِ وَالشّرَفِ لِدِيِنِه) القناعة كنز لا يفنى: (حديث عبد الله بن عمر الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قد أفلح من أسلم و رُزق كفافاً و قنَّعه الله بما آتاه) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اللهم ارزق آل محمداً قوتاً) أي شيءٌ يسدُ الرمق. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس الغنى عن كثرةِ العرض ولكن الغنى غنى النفس) (حديث عبيد الله بن محصن الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوتُ يومه فكأنما حيزت له الدنيا) التحريض على الصدقة و الشفاعة فيها:

(حديث أبي موسى الثابت الثابت في الصحيحين) قال، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه طالبُ حاجةٍ أقبل على جُلسائه فقال: (اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب) الصدقة على الأقارب أعظم أجراً: الصدقة على الأقارب أعظم أجراً لأن فيها أجرُ الصدقة و أجر القرابة، (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان أبو طلحة أكثرُ الأنصار بالمدينة ... مالاً من نخل، وكان أحبُ أموالهِ إليه بَيْرحَاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب، قال أنس: فلما أُنزلت هذه الآية (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) وإن أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرحَاء وإنها صدقة لله أرجو برَّها وزُخّرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخٍ ذلك مالٌ رابح ذلك مالٌ رابح، وقد سمعتُ ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى عمه) (حديث أبي مسعود الأنصاري الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أنفق الرجلُ على أهله يحتسبها فهو له صدقة) (حديث ميمونة الثابت الثابت في الصحيحين) أنها أعتقت وليدةً في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لو أعطيتِها أخوالك كان أعظمُ لأجرك) (حديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (دينارٌ أنفقته في سبيل الله، و دينارٌ أنفقته في رقبة، و دينارٌ تصدقت به على المسلمين، و دينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك) (حديث سلمان بن عامر الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... (الصّدَقَةُ على المسْكِينِ صَدَقَةٌ وهِيَ على ذِي الرّحِمِ ثِنْتَانِ صدَقَةٌ وصِلَةٌ)

(حديث زينب امرأة ابن مسعود الثابت في الصحيحين) سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أيجزئُ عني من الصدقة النفقة على زوجي وأيتامٍ في حجري؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، لها أجران أجرُ القرابة وأجرُ الصدقة) صدقة المرأة على زوجها وولدها: (حديث زينب امرأة بن مسعود الثابت الثابت في الصحيحين) قالت: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيجزئ عني من الصدقة النفقة على زوجي وأيتامٍ في حجري؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لها أجران، أجرُ الصدقة وأجرُ القرابة) ثبوت أجر المتصدق إن وقعت في غير أهلها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون تُصدِّق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون تُصدِّق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية؟ لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته. فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون تُصدِّق على غني، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، فأُتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعفَّ عن سرقته، وأما الزانية: فلعلها أن تستعف عن زِناها، وأما الغني: فلعله يعتبرُ، فينفق مما أعطاه الله) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) تحذير لمن يتخوض في مال الله بغير حق سواء في الزكاة أو غيرها: (حديث خولة الأنصارية الثابت الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن ناساً يتخوضون في مالِ الله بغير حقٍ فلهم النارُ يوم القيامة) لا تحل الصدقة للقوي المكتسب: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تحلُ الصدقةُ لغنيٍ ولا لذي مِرةٍ سَوِي) فضل الصدقة الجارية:

زكاة الفطر

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعوا له) زكاة الفطر [*] زكاة الفطر: هي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان، وهي واجبة على كل فردٍ من المسلمين صغيراً أو كبيراُ، ذكراً أو أنثى، حر أو عبد، (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال، فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) حكمة زكاة الفطر: شرعت زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمةً للمسكين، (حديث بن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) فرض رسولُ الله ... - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) شروط وجوب زكاة الفطر: (1) الإسلام: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسُ صلواتٍ في كل يومٍ و ليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك و كرائم أموالهم و اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب. الشاهد: (أن الله قد فرض عليهم صدقةً) و المقصود المسلمين.

(2) أن يكون عنده فضل صاع يوم العيد وليلته عن قوته وقوت عياله وحوائجه الأصلية من مسكن وخادم ودابة وثياب ونحو ذلك، (حديث حكيم ابن حزام الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخيرُ الصدقةِ عن ظهرِ غنى، ومن يستعفف يُعفَّه الله، ومن يستغن يغنه الله) مصرف زكاة الفطر: لا تُدفع زكاة الفطر إلا للمساكين، (حديث بن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) فرض رسولُ الله ... - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) وقت وجوب صدقة الفطر: تجب صدقة الفطر بغروب الشمس ليلة العيد، وذلك لأنها تسمى صدقة الفطر، فتضاف إليه، والفطر من رمضان يتحقق بغروب الشمس ليلة العيد، ويجوز تعجيلها قبل العيد بيومٍ أو يومين، فلقد كان ابن عمر رضي الله عنهما - رضي الله عنه - يؤديها قبل ذلك باليوم و اليومين، ويحرم إخراج صدقة الفطر بعد الصلاة. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال، فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) (حديث بن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) فرض رسولُ الله ... - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) مقدار إخراج صدقة الفطر: صاعاً من طعام (أي من قوت البلد)

صدقة التطوع

(حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) قال، كُنا نخرج في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة الفطر صاعاً من طعام، قال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعير و الزبيب و الأقط و التمر) إخراج زكاة الفطر طعاماً: (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) قال، كُنا نخرج في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة الفطر صاعاً من طعام، قال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعير و الزبيب و الأقط و التمر) (حديث بن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) فرض رسولُ الله ... - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) صدقة التطوع دعا الإسلام إلى الصدقة وحضَّ عليها بأسلوب يستهوي الأفئدة، ويبعث الهمَّات إلى اغتنام الفرص قبل الممات، قال تعالى: (مّثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّئَةُ حَبّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة / 261) قال تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران / 92) قال تعالى: (آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمّا جَعَلَكُم مّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (الحديد / 7) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تصدَّق بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتىتصيرُ مثلَ الجبل)

(حديث عدي بن حاتم الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربُه ليس بينه وبينه ترجُمان، فينظرُ أيمنًّ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة) أنواع الصدقات: ليست الصدقة قاصرة على نوع معين من أنواع البر بل هي عامة في كل معرفة، فإن كل معروفٍ صدقة. (حديث أبي موسى الأشعري الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (على كلِ مسلمٍ صدقة فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدَّق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعملْ بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة) (الملهوف) المستغيث سواء أكان مظلوماً أم عاجزا ً. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي أنواع الصدقات قال: (كلُ ُسلامى من الناس عليه صدقة، كل يومٍ تطلع فيه الشمس، َيعِدلُ بين الاثنين صدقة، ويعين الرجلُ على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكلُ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميطُ الأذى عن الطريق صدقة) (سُلامى) أي المفاصل (حديث أنس الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أيُ الصدقةِ أعظمُ أجراً؟ قال: (أن تصدَّق وأنت الثابت في صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأملُ الغنى، ولا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان) أي وقت أفضل في صدقة التطوع؟ يزيد فضلها في أزمان و أمكنة، بالنسبة للزمان: يزيد فضلها في عشر ذي الحجة،

كتاب الصيام

(حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُ إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهادُ في سبيل الله إلا أحدُ خرج يجاهد بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) وبالنسبة للمكان: يزيد فضلها في الحرمين المكي و المدني لشرف المكان. متى تُسن صدقة التطوع؟ (حديث حكيم ابن حزام الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخيرُ الصدقةِ عن ظهرِ غنى، ومن يستعفف يُعفَّه الله، ومن يستغن يُغنه الله) لا يجوز للإنسان أن يتصدق صدقة تطوع وينقص كفاية من يعول: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح أبي داوود) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) {كتاب الصيام} حكم الصيام: الصيام واجبٌ بالكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ) (البقرة / 183) الشاهد: (كُتب) أي فُرض قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِيَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مّنَ الْهُدَىَ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ فَعِدّةٌ مّنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ

وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة / 185) الشاهد: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) والأصل في الأمر الوجوب، (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان) (حديث طلحة بن عبيد الله الثابت في الصحيحين) قال، جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل نجد ثائرُ الرأس يُعْرَفُ دَويُ صوتهِ ولا يُفْقَه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسألُ عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسُ صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصيام رمضان. فقال هل عليَّ غيره؟ فقال لا إلا أن تطوع. قال: وذكر له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة فقال هل عليَّ غيرُها؟ قال لا إلا أن تطوَّع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيدُ على هذا ولا أنقص، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفلح إن صدق) وأجمعت الأمة على وجوب الصيام، والإجماع حُجة، (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (إن الله لا يجمع أمتي، أو أمة محمدٍ على ضلالة) فضلُ الصيام: (1) الصيام وقاية: يقي من المعاصي في الدنيا ويقي من النار يوم القيامة، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله عز وجل: كلُ عملِ بن آدم له إلا الصيامُ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيامُ جنةُ فإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحدُ أو قاتله فليقل صائمٌ مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه) الشاهد: (والصيامُ جنةُ) أي وقاية، وقاية من المعاصي في الدنيا ووقاية من النار يوم القيامة، (2) الصيام له أجرٌ عظيم: (حديث أبي أمامة الثابت في صحيح النسائي) أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - مُرني بأمرٍ ينفعني الله به،

قال: عليك بالصيام فإنه لا مثل له) (3) الصيام مما يتقى به من النار: (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صام يوماً في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) {تنبيه} المقصود (بسبعين خريفاً) أي سبعين سنة، وإنما خص فصل الخريف عن سائر الفصول لأنه أزكى الفصول لأنه يُجنى فيه الثمار. (4) في الجنة باب خاصٌ للصائمين: (حديث سهل بن سعد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (في الجنة ثمانية أبواب، فيها بابٌ يُسمى الريَّان لا يدخله إلا الصائمون) (5) الصوم من وسائل التعفف لمن لا يستطيع الزواج: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - شبابا لا نجدُ شيئاً فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغضُ للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) (6) الصوم شفاعةٌ مقبولة: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصيامُ و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفَّعان) (فيشفَّعان) أي فتقبل شفاعتهما. فضل صيام رمضان: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدَّم من ذنبه، من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدَّم من ذنبه) فضل شهر رمضان: (1) إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة و غلقت أبواب جهنم: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة و غلقت أبواب جهنم و سلسلت الشياطين)

(2) رمضان شهر الغفران والعتق من النيران: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصلواتُ الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتنب الكبائر) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلّ عَلَيّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ. وَرَغِم أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنّةَ) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا كان أَوّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفّدَتِ الشّيَاطِينُ ومَردَةُ الجِانّ وغُلّقَتْ أَبْوَابُ النِيرانِ فلم يُفْتَحْ منها بابٌ، وفُتّحَتْ أبوابُ الجَنّةِ فلم يُغْلَقْ منها بابٌ ويُنَادِي مُنَادٍ يا بَاغِيَ الخَيْرِ أقْبِل وَيا بَاغِيَ الشّرّ أَقْصِرْ، ولله عُتَقَاء مِنَ النّار وذلك كُلّ لَيْلَةٍ (3) رمضان دورة تدريبية على الصبر، وما أُعطيَ أحد عطاءاً خيراً و أوسع من الصبر، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (شهرُ الصبر وثلاثة أيامٍ من كل شهر صومُ الدهر) متى يجب صيام رمضان: يجب صيام رمضان بواحدة من أمرين: (إما رؤية هلال رمضان، أو إكمال غُرة شعبان ثلاثين) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صُومُوا لِرُؤْيتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيتِهِ فإِن غُبيَ عَلَيْكُم فأكملوا عدة شعبان ثلاثينَ) (غُبيَ) من الغباوة وعدم الفطنة، و المقصود إذا لم يظهر الهلال فأكملوا عدة شعبان ثلاثينَ) النهي عن صيام يوم الشك: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يتقدمنَّ أحدُكم رمضان بصومِ يومٍ أو يومين، إلا أن يكون رجلٌ كان يصوم صومَهُ، فليصم ذلك اليوم) (حديث عمار الثابت في صحيح السنن الأربعة) أنه قال (من صام اليوم الذي يَشكُ فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -) يكفي في رؤية هلال رمضان شاهد واحد:

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) قال (تراءى الناسُ الهلال فأخبرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيتُهُ فصامَهُ وأمر الناسَ بصيامه) يستحب الصيام للصبي دون البلوغ لكن لا يجب عليه: (حديث الربيع بنت مُعَوذٍ الثابت في الصحيحين) قالت: (أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - غداةَ عاشوراء إلى قرى الأنصار، أن من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم، قالت: فكنا نصومُه بعد، ونصوِّمُ صبياننا، ونجعلُ لهم اللعبةَ من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهُ ذلك حتى يكون عند الإفطار) (حديث علي الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم و عن المجنون حتى يُفيق) أركان الصيام: للصوم ركنين متلازمين: (1) النية، لقوله تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ) (البينة / 5) وقوله تعالى: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلََكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقّدتّمُ الأيْمَانَ) (المائدة / 89) (حديث عمر بن الخطاب الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) {تنبيه} في صوم الفرض لابد أن تكون نية الصيام قبل الفجر من كل ليلة من ليالي رمضان. (حديث حفصة الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لم يُجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) (يُجمع) من الإجماع وهو إحكام النية و العزيمة. (أما في صيام التطوع): فتُجزئ نية النهار، (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: (دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ فقال: عندكم طعام؟ قلنا لا، قال: فإني صائم) (2) الإمساك عن الطعام و الشراب و سائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،

لقوله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمّ أَتِمّواْ الصّيَامَ إِلَى الّليْلِ) (البقرة / 187) (حديث عدي بن حاتم الثابت في الصحيحين) قال: لما نزلت (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ) عمدتُ إلى عقالٍ أسود و إلى عقالٍ أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلتُ أنظر في الليل فلا يتبين لي، فغدوتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ له ذلك، فقال: إنما ذلك سوادُ الليل وبياضُ النهار) الذين يُرخص لهم في الفطر وتجب عليهم الفدية فقط: الذين يُرخص لهم في الفطر وتجب عليهم الفدية فقط هم: (الشيخ الكبير، و المرأة العجوز، و المريض الذي لا يُرجى برؤه، و أصحابُ الأعمال الشاقة الذين لا يجدون متسعاً من الرزق غير ما يزاولونه من أعمال، (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) في قوله تعالى: (وَعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) قال: ليست بمنسوخة هي للشيخ الكبير و المرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يومٍ مسكيناً) أما الشيخ الكبير و المرأة الكبيرة فظاهر، وأما المريض الذي لا يُرجى برؤه فلعدم القدرة، لقوله تعالى: (فَاتّقُواْ اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن / 16) الحامل و المرضع إذا أفطرتا فماذا يجب عليهما؟ مسالة: الحامل و المرضع إذا أفطرتا فماذا يجب عليهما؟ الحامل أو المرضع إذا كانت لا تُطيق الصوم، أي لا تستطيعه، أو كانت تستطيعه ولكن تخاف على ولدها: (فلها الفطر مع عدم القضاء) (وعليها الإطعام) دليل ُ الفطر مع عدم القضاء: (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر و الحامل و المرضع الصوم أو الصيام) الشاهد: إن الله وضع الصوم عن الحامل و المرضع مما يدل على أنه لا قضاء إذا أفطرت الحامل أو المرضع، دليل الإطعام:

(حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود) في قوله تعالى: (وَعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) قال: أثبتت للحبلى و المرضع) الشاهد: أن هذه الآية في سورة البقرة (وَعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كانت في بداية فرض الصيام، وكان من يستطيع الصوم مُخير بين أن يصوم و أن يفطر ويُطعم مسكين عن كل يومٍ أفطره، ثم نُسخ هذا الحكم بقوله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة / 185) لكن هذا الحكم أصبح مثبتاً غير منسوخ للحبلى و المرضع بأنهما إذا أفطرتا تطعم مسكيناً عن كل يوم. من يُرخص لهم في الفطر ويجب عليهم القضاء فقط: الذين يُرخص لهم في الفطر ويجب عليهم القضاء هم: (المريض الذي يُرجى برؤه، و المسافر) لقوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مّرِيضاً أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ فَعِدّةٌ مّنْ أَيّامٍ أُخَرَ) (البقرة / 184) هل الصوم في السفر أفضل أم الفطر؟ الأصل في المسألة أنه يجوز الصوم في السفر و الفطر، فقد جاءت السنة بهما جميعاً: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يُعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم) (حديث حمزة بن عمرو الأسلمي الثابت في صحيح مسلم) أنه قال يا رسول الله أجدُ بي قوةً على الصيامِ في السفر فهل عليَّ جُناح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي رخصةٌ من الله فمن أخذ بها فحسنٌ ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) ويبقى النظر: أيهما أفضل في السفر (الصوم أم الفطر) و القول الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة، أن المسألة على التفصيل الآتي: (1) الصوم أفضل لمن قوي عليه ولم يُعرض عن الرخصة، (حديث أبي الدرداء الثابت في الصحيحين) قال خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في يومٍ حارٍ حتى يضعَ الرجلُ يدهُ على رأسه من شدةِ الحر وما فينا صائم غلا ما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن رواحه)

(2) الفطر أفضل لمن لحقه مشقة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه فقال: (ما هذا؟ فقالوا صائم، فقال: ليس من البر الصومُ في السفر) إذا كان المريض يضُرُه الصوم حَرم عليه الصوم: وذلك لوجهين: الوجه الأول: أنه أعرض عن الرخصة، (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) الوجه الثاني: أنه قد يكون سبباً في إهلاك نفسه، والله تعالى يقول: (وَلاَ تَقْتُلُوَاْ أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء /29) [*] آداب الصيام: (1) السحور: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تسحروا فإن في السَحور بركة) {تنبيه} لبركة السحور حثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على السحور ولو بجرعة ماء، (حديث أنس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تسحروا ولو بجرعةِ ماء) وقد رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في السحور من التمر، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (نعم سحور المؤمن التمر) يستحب تأخير السحور: (حديث سهل بن سعد الثابت في الصحيحين) قال: كنت أتسحرُ في أهلي ثم يكون سرعةٌ بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (حديث أبي الدرداء الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاثٌ من أخلاق النبوة: تعجيلُ الإفطار وتأخيرُ السحور ووضع اليمين على الشمال في الصلاة) وإذا سمع النداء و الإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه،

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا سمع أحدكم النداء و الإناءُ في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) (2) تعجيل الفطر: (حديث سهل بن سعد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عجلوا الفطر) (حديث أبي الدرداء الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاثٌ من أخلاق النبوة: تعجيلُ الإفطار وتأخيرُ السحور ووضع اليمين على الشمال في الصلاة) (3) أن يدعو بالدعاء المأثور عند الإفطار: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجرُ إن شاء الله) (4) أن يفطر على رطبات فإن لم تكن فعلى تمرات فإن لم تكن فحسا حسوات من ماء، (حديث انس الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يُفطر قبل أن يُصلي على ُرطبات فإن لم تكن ُرطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات فحسا حسوات من ماء) (5) الكف عن اللغو والرفث ونحوها مما يتنافى مع كون الصوم وقاية من المعاصي، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله عز وجل: كلُ عملِ بن آدم له إلا الصيامُ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيامُ جنةُ فإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحدُ أو قاتله فليقل صائمٌ مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه) الشاهد: (والصيامُ جنةُ) أي وقاية، وقاية من المعاصي في الدنيا ووقاية من النار يوم القيامة، (فلا يرفث) الرفث هنا بمعنى الفاحش من القول، (لا يصخب) أي لا يسفه على أحد، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجةً في أن يدع طعامه وشرابه)

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر) (6) الجود ومُدارسة القرآن: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسُه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة) {تنبيه} شبه جود النبي - صلى الله عليه وسلم - بالريح المرسلة لأن الريح تعم كل من يقابلها، وهكذا كان جود النبي - صلى الله عليه وسلم - يعم كل من يقابله. {تنبيه}: إذا جمعت بين الصيام و القرآن فقد اجتمع لك شفاعتان مقبولتان. (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصيامُ و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفَّعان) (فيشفَّعان) أي فتقبل شفاعتهما. (7) الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله و أيقظ أهله) (8) أن يُفطر صائماً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لأن هذا من الجود , ولعظم أجر من فَطَّر صائماً. (حديث زيد بن خالد الجهني الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) [*] مباحات الصيام: (1) الغسل للتبرد: (حديث أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي الثابت في صحيح أبي داوود) قال: لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبُ على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر) (2) المضمضة و الاستنشاق من غير مبالغة:

(حديث لقيط بن صبره الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء؟ قال أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) (3) القبلة و المباشرة لمن قدر على ضبط نفسه: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه) {تنبيه} معنى المباشرة هنا التقاء الجسد بالجسد و ليس معناه الجماع. (4) أن يُصبح جنباً: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُدركه الفجر وهو جُنب من أهله ثم يغتسل و يصوم) (5) الحجامة: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال: احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم) (6) الوصال إلى السَّحرْ: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر) (7) الاكتحال: (حديث عائشة الثابت في صحيحابن ماجه) قالت، اكتحل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم) {تنبيه} وفي معنى الكحل (القطرة) سواء أوجد طعمها في حلقه أم لا، لأن العين ليست منفذاً إلى الجوف. [*] ما يُفسد الصيام (المفطرات): (1) الأكل و الشرب عمداُ، فإن أكل أو شرب ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان وما استكرهوا عليه) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله و سقاه) (2) القيء عمداً:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ذَرَعه قيء وهو صائم فليس عليه قضاء، وإن استقاء فليقضِ) (3/ 4) الحيض و النفاس، لإجماع العلماء عليه، والإجماع حُجة بلا شك: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لا يجمع أمتي، أو أمة محمد على ضلالة، ويد الله مع الجماعة) (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى أو فطر فمرَّ على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيتُ من ناقصات عقلٍ ودين أذهب للبَّ الرجل الحازم من إحداكن قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال أليس شهادةُ المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن بلى. قال فذلك نقصان من عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم؟ قلن بلى. قال فذلك من نقصان دينها. (5) الجماع، وتجب فيه الكفارة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: بينما نحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت. قال: مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تجدُ رقبة تعتقها؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال لا. فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال لا. قال: فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينا نحن على ذلك أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرقٍ فيه تمر، والعرقُ المكتل، قال: أين السائل؟ فقال أنا، قال: خذ هذا فتصدق به. فقال الرجلُ أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها، يريد الحرتين، أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهل بيتي، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه ثم قال: أطعمه أهلك) (6) من نوى الفطر أفطر، لأن النية ركن من أركان الصيام، وترك الركن يفسد العبادة، مسألة: هل الحقنة الشرجية تُفطِّر لكونها إلى الجوف؟ الصحيح أنها لا تُفطِّر، وإن كانت تصل إلى الجوف، لأن الذي يُفطِّر هو وصول الطعام و الشراب إلى الجوف، و يكون ذلك سبباً للفطر إذا وجد سببين متلازمين: (1) أن يكون طعاماً أو شراباً، (2) أن يصل الطعام أو الشراب إلى الجوف، (قال شيخ الإسلام رحمه الله):

(إن الحقنة لا تفطِّر لأنه لا يطلق عليها اسم الأكل و الشرب، لا لغةً ولا عرفاً، وليس هناك دليل من الكتاب و السنة على أن مناط الحكم وصول الشيء إلى الجوف، فالكتاب و السنة دلَّ على شيء معين وهو الأكل و الشرب) [*] حكم الغيبة و النميمة في الصيام: تحرم الغيبة والنميمة عامةً وفي رمضان خاصةً، لأن الحكمة البارزة من الصيام هو تحصيل مادة التقوى، قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ) (البقرة / 183) (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةً في أن يدع طعامه وشرابه) [*] متى فِطرُ الصائم: يفطر الصائم بمجرد غروب الشمس: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أقبل الليلُ من هاهُنا وأدبر النهرُ من هاهُنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) [*] من غلب على ظنه غروب الشمس ثم تبين غير ذلك: (حديث أسماء الثابت في الصحيحين) قالت: أفطرنا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ غيمٍ ثم طلعت الشمسُ. قيل لهشام: فأمروا بالقضاء؟. قال: لا بد من قضاء) الشاهد: أنهم بنوا على غلبة الظن لا على تحقيق، بدليل أن الشمس طلعت بعد فطرهم. [*] حكم الوصال في الصوم: القول الصحيح الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة أن الوصال حرام، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم فقال له رجلٌ من المسلمين إنك تواصل يا رسول الله، قال: وأيكم مثلي إني أبيتُ يطعمني ربي ويسقيني، فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا) (الشاهد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... واصل بهم كالتنكيل لهم.

{تنبيه}: الوصال المُحَرَم: ألا يفطر بين اليومين. لكن يجوز الوصال إلى السحر. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر) [*] قضاء رمضان: لا يجب قضاء رمضان على الفور بعد زوال العذر المانع من صيامه: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيعُ أن أقضيه إلا في شعبان الشغل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو برسول الله. من مات وعليه صوم صام عنه وليه: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (من مات وعليه صوم صام عنه وليه) (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟. قال: (نعم، فدينُ الله أحقُ أن يقضى) القضاء في أيام الشتاء: (حديث عامر بن مسعود الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الغنيمةُ الباردة الصوم في الشتاء) [*] صيام التطوع: فضل صيام التطوع: (1) الصيام له أجرٌ عظيم: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله عز وجل: كلُ عملِ بن آدم له إلا الصيامُ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيامُ جنةُ فإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحدُ أو قاتله فليقل صائمٌ مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه) (2) الصوم لا مثل له:

(حديث أبي أمامة الثابت في صحيح النسائي) أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - مُرني بأمرٍ ينفعني الله به، قال: عليك بالصيام فإنه لا مثل له) (3) الصيام مما يتقى به من النار: (حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صام يوماً في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) (4) في الجنة باب خاصٌ للصائمين: (حديث سهل بن سعد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (في الجنة ثمانية أبواب، فيها بابٌ يُسمى الريَّان لا يدخله إلا الصائمون) (5) الصوم من وسائل التعفف لمن لا يستطيع الزواج: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - شبابا لا نجدُ شيئاً فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغضُ للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) (5) الصوم شفاعةٌ مقبولة: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصيامُ و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفَّعان) (فيشفَّعان) أي فتقبل شفاعتهما. الأيام التي رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صيامها: (1) أحب الصيام إلى الله صيامُ داود - عليه السلام -: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود - عليه السلام - وأحب الصيام إلى الله صيام داود - عليه السلام - و كان داودُ ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما) (2) أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) (3) صوم يوم عاشوراء:

(حديث أبي قتادة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صومُ يوم عرفة يُكفِّر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنةً ماضية) {تنبيه} قصة صوم عاشوراء: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يومٌ صالح، نجى الله فيه موسى و بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. فقال - صلى الله عليه وسلم - أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه) (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّّ التاسع) {تنبيه}: حديث أحمد (صوموا يوماً قبله ويوماً بعده) ضعيف، فيكون الأكمل صوم التاسع والعاشر فقط. (4) صوم أكثر شعبان: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقولُ لا يفطر، ويُفطر حتى نقولُ لا يصوم، وما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... استكمل صيام شهرٍ قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان) (6) صيام ستة أيام من شوال: (حديث أبي أيوب الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستٍ من شوال كان كصيام الدهر) (6) صيام الإثنين و الخميس: (حديثأبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تُعرضُ الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحبُ أن يُعرض عملي وأنا صائم) (7) صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أوصاني خليلي بثلاثٍ لا أدعهنَّ حتى أموت، صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهر، وصلاةُ الضحى ونومٌ على وتر) (8) صوم عشر ذي الحجة:

(حديث هنيدة بن خالد الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم يوم عاشوراء، وتسعاً من ذي الحجة، وثلاثة أيامٍ من كل شهر، أول اثنين من الشهر و الخميسين) جواز فطر الصائم المتطوع: (لحديث أم هانئ الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصائمُ المتطوع أمينُ نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر) حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: يا رسول الله أهدى لنا حيسٌ فقال: أرينه فلقد أصبحتُ صائماً فأكل) من كان صائماً تطوعاً فدعي إلى طعام: من كان صائماً تطوعاً ثم دعي إلى طعام إلى طعام لا يلزمه الفطر، ولكنه أمين نفسه وأمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دُعيَ أحدكم إلى طعامٍ وهو صائم، فليقل إني صائم) الأيام الثلاثة التي حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على صيامها من كل شهر: ورد في السنة الثابتة الصحيحة أن الثلاثة أيام هي: ثلاثة عشر، و أربعة عشر، و خمسة عشر، وورد أنها أول اثنين و الخميسين من الشهر، و الأمر في هذا واسع، (حديث ملحان القيسي الثابت في صحيح أبي داوود) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصوم البيضَ ثلاثة عشر و أربعة عشر و خمسَ عشر وقال: هنَّ كهيئة الدهر) (حديث هنيدة بن خالد الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوم يوم عاشوراء، وتسعاً من ذي الحجة، وثلاثة أيامٍ من كل شهر، أول اثنين من الشهر و الخميسين) الأيام المنهي عن صيامها: (1) النهي عن صيام يومي الفطر والأضحى: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) قال: (هذان يومان نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيامهما، يوم فطركم من صيامكم، واليوم الآخرُ يوم تأكلون فيه من نسككم)

(2) النهي عن صوم عرفة للحاج: (حديث أم الفضل بنت الحارث الثابت في الصحيحين) أن ناساً تماروا عندها يومَ عرفه في صومِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال بعضهم صائم، وقال بعضهم ليس بصائم، فأرسلتُ إليه بقدحٍ كبيرٍ وهو واقف على بعيره فشربه) (3) النهي عن صوم أيام التشريق غلا لمن يجد الهدي: حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) قالت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لم يُرخص في أيام التشريق أن يُصمن غلا لمن لم يجد الهدي) (حديث عقبة بن عامر الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يومُ عرفه ويوم النحر وأيام التشريق، عيدُنا أهلَ الإسلام وهي أيامُ أكلٍ وشرب) (4) النهي عن صومِ يومِ الشك: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يتقدمنَّ أحدُكم رمضان بصومِ يومٍ أو يومين، إلا أن يكون رجلٌ كان يصوم صومَهُ، فليصم ذلك اليوم) (حديث عمار الثابت في صحيح السنن الأربعة) أنه قال (من صام اليوم الذي يَُشكُ فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -) (5) النهي عن صوم يوم الجمعة منفرداً: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يصومُ أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده) (حديث جويرية بنت الحارث الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تخصوا ليلةَ الجمعة بقيامٍ من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيامٍ من بين الأيام إلا أن يكون في صومٍ يصومه أحدكم) (6) النهي عن صوم يوم السبت منفرداً: (حديث عبد الله بن بُسر عن أخته الصماء الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاءَ عنبة أو عودَ شجرٍ فليمضغه) (7) النهي عن صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم تكن له عادة:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يتقدمنَّ أحدُكم رمضان بصومِ يومٍ أو يومين، إلا أن يكون رجلٌ كان يصوم صومَهُ، فليصم ذلك اليوم) (الشاهد: (إلا أن يكون رجلٌ كان يصوم صومَهُ، فليصم ذلك اليوم) فيه دليل على أن من كان له عادة كالاثنين و الخميس، فليصمهما وإن وافق يوم الشك وإن كان من النصف الأخير لشعبان. (8) النهي عن صيام يوم الشك إلا لمن كان له عادة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يتقدمنَّ أحدُكم رمضان بصومِ يومٍ أو يومين، إلا أن يكون رجلٌ كان يصوم صومَهُ، فليصم ذلك اليوم) (حديث عمار الثابت في صحيح السنن الأربعة) أنه قال (من صام اليوم الذي يَشكُ فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -) (9) النهي عن صوم الدهر: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صام من صام الأبد) (10) النهي عن صيام المرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحلُ للمرأة أن تصومَ وزوجُها شاهدٌ إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، وما أنفقت نفقةً من غير إذنه فإنه يؤدَّى إليه شطره) [*] هديُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في العشرِ الأواخر من رمضان: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله و أيقظ أهله) (شدَّ مئزره) أي اعتزل النساء [*] ليلة القدر: فضل ليلة القدر: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر:

قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)) القدر / 3) وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قيامها يترتب عليه غفران الذنب، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من يقم ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) في أي الليالي تكون ليلة القدر؟ القول الصحيح الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان، وأرجاها في الوتر من العشر الأواخر، وأشدَّها رجاءاً أن تكون ليلة سبعٍ وعشرين: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) (حديث أبيَّ بن كعب الثابت في صحيح مسلم) أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان، يحلفُ ما يستثني والله إني لأعلمُ أيُ ليلةٍ هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها، هي ليلةُ سبعٍ وعشرين وأمارتُها أن تطلع الشمسُ في صبيحة يومها بيضاءَ لا شعاعَ فيها) (حديث معاوية الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليلة القدر ليلةُ سبعٍ وعشرين) الدعاء المستحب في ليلة القدر: (حديث عائشة الثابت في صحيح الترمذي) قالت: (قُلْتُ يا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةٍ القَدْرِ مَاذا أقُولُ فِيهَا؟ قالَ: قُولِي اللّهُمّ إِنّكَ عَفُوّ تُحِبُ العَفْوَ فاعْفُ عَنّي) [*] الإعتكاف: حكم الإعتكاف: الإعتكاف مسنون كل وقت في كل مسجد وليس خاصاً بالمساجد الثلاثة، وهو ثابت بالكتاب و السنة و الإجماع، دليل الكتاب: (قال تعالى: (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) (البقرة / 187)

دليل السنة: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان ثم اعتكف أزواجه من بعده) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً) من نذر أن يعتكف وجب عليه يوف بنذره: من نذر أي نوع من أنواع الطاعات فعليه أن يوفي بنذره: (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصيه) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن عمر - رضي الله عنه - قال يا رسول الله إني نذرتُ في الجاهلية أن أعتكف ليلةً في المسجد الحرام، قال: أوفِ بنذرك) لا اعتكاف إلا في مسجدٍ جامع: (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: (السنة على المعتكف أن لا يعودَ مريضاً ولا يشهدُ جنازةً ولا يمسَّ امرأةً ولا يباشرها ولا يخرج لحاجةٍ إلا لما لا بد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجدٍ جامع) هل المرأة تعتكف؟ (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان ثم اعتكف أزواجه من بعده) {تنبيه}: لكن اعتكاف المرأة مشروط بعدم الفتنة، فإن حصلت الفتنة فلا يجوز اعتكافها، لأن درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة، (لحديث أسامة بن زيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما تركتُ بعدي فتنةً أضرُ على الرجال من النساء) وعلى هذا فإن كان في إعتكاف المرأة فتنة فإنها لا تُمكَّنَ من هذا، كما يوجد في المسجد الحرام حيث لا يوجد مكانُ خاصٌ بالنساء، فإذا اعتكفت المرأةُ فإنه لابد لها أن تنام إما ليلاً أو نهاراً ونومها بين الرجال يمرون عليها فيه فتنةٌ عظيمة.

من نذر أن يصلي في بيت المقدس فهل يجوز له أن يصلي في البيت الحرام؟ (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن رجلاً قال يوم الفتح يا رسول الله إني نذرتُ لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين. قال: (صل ها هنا) ثم أعاد عليه فقال: (صل ها هنا) ثم أعاد عليه فقال شأنك إذاً) (هاهنا) أي في المسجد الحرام ما يُباح للمعتكف: (1) خروجه لتوديع أهله، كما حصل من صفية رضي الله عنها حينما زارت النبي - صلى الله عليه وسلم - في معتكفه فقام معها يقلبها إلى بيتها. حديث صفية الثابت في الصحيحين) أنها جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يقْلبُها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمةَ مرَّ رجلان من الأنصار فسلَّما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - على رِسلكُمَا إنما هي صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله وكبُرَ عليهما فقال - صلى الله عليه وسلم - إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شيئاً) (2) غسل شعره وترجليله، حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُخرج رأسه إليَّ وهو معتكف فأغسله وأنا حائض) (3) ويباح له أن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه مع المحافظة على نظافة المسجد. ما يكره للمعتكف: (1) يكره للمعتكف أن يشغل نفسه بما لا يعنيه من قولٍ أو عمل، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي و ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه) (2) ويكره كذلك الإمساك عن الكلام ظناً منه أن ذلك مما يقرب إلى الله تعالى، (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مُره فليتكلم وليستظلُ وليقعد، وليتم صومه)

(حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يُتمَ بعد احتلام ولا صُماتُ يوم إلى الليل) ما يُبطل الإعتكاف: (1) الخروج لغير حاجة عمداً وإن قل، فإنه يفوت المكث فيه وهو ركن من أركانه: (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) قالت: (السنة على المعتكف أن لا يعودَ مريضاً ولا يشهدُ جنازةً ولا يمسَّ امرأةً ولا يباشرها ولا يخرج لحاجةٍ إلا لما لا بد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجدٍ جامع) (2) الردَّة، لمنافتها للعبادة: قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر / 65) قال تعالى: (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ) (البقرة / 187) قضاء الإعتكاف: من شرع في الإعتكاف متطوعاً ثم قطعه استحب له قضاؤه: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكفُ في العشر الأواخرِ من رمضان، فكنتُ أضربُ له خباءاً، فيصلي الصبح ثم يدخله، فاستأذنت حفصةُ عائشة أن تضرب خباءاً فأذنت لها، فضربت خباءاً، فلما رأته زينبُ بنت جحش ضربت خباءاً آخر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى الأخبية، فقال: (ما هذا) فأُخبر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (آلبرَّ تُروَّن بهنَّ) فترك الاعتكافُ ذلك الشهر، ثم اعتكف عشراً من شوال) [*] صلاة التراويح: فضل من قام رمضان: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فضل قيام الليل: (1) صلاة الليل أفضل صلاة بعد صلاة الفريضة:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل) (2) صلاة الليل من علامات شكر العبد لربه: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلتُ له لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، فقال أفلا أحبُ أن أكونَ عبدا شكوراً) (3) صلاة الليل مما يُستعدُ به من الحسنات: (حديث أم سلمة الثابت في صحيح البخاري) قالت: استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فزعاً يقول: سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن، من يوقظُ صواحبٌ الحجرات، يريد أزواجه لكي يصلين، ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة) (4) صلاة الليل دأبُ الصالحين قبلكم وقربةٌ إلى ربكم: (حديث أبي أمامة الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بقيامِ الليل فإنه دأبٌ الصالحين قبلكم، و قربةٌ إلى ربكم، و منهاةٌ عن الإثم و تكفيرٌ للسيئات، و مطردةٌ للداءِ عن الجسد) (5) قيام الليل سبب النشاط: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يعقدُ الشيطانُ على قافيةِ رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقد يَضربُ على مكانِ كلِ عُقدة، عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عُقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) (6) كره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينام الرجل الليل كله: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: ذُكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقيل ما زال نائماً حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة. فقال: بال الشيطانُ في أذنه) (7) ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الإمام علي - رضي الله عنه - وابنته فاطمة رضي الله عنها بصلاة الليل لحرصه عليهما، (حديث علي الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرقَهُ وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فقال: ألا تصليان؟ فقلتُ يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك

ولم يرجع اليَّ شيئاً، ثم سمعته وهو مٌوَلٍّ يضرب فَخِذه وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) (8) قيام الليل من الأسباب التي تنجي من الغفلة: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من المقنطرين) (9) قيام الليل من أسباب دخول الجنة: (حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) (10) قيام الليل شرفُ المؤمن، (حديث سهل بن سعد الثابت الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... أتاني جبريل فقال: يا محمدُ عِش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارِقُه، و اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، و اعلم أن شرفَ المؤمن قيامُهُ بالليل و عزَّه استغناؤه عن الناس) (11) حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على التعاون بين الزوجين على قيام الليل: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبتْ نضح في وجهها الماء، و رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجَها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أيقظ الرجلُ أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات. آداب قيام الليل: (1) أن ينوي عند نومه قيام الليل، فإن غلبه النوم كُتب له الأجر وكان نومه صدقة عليه، ولم يُعدُّ مفرطاً: (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليه نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه صدقةً عليه)

(حديث أبي قتادة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقتها الأخرى) (حديث أبي قتادة الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسيَ أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد) (2) أن يدعو بالدعاء الوارد عند استيقاظه بالليل للصلاة: (حديث عبادة بن الصامت الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير، سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن فتوضأ و صلى قُبلت صلاته) (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) {تنبيه}: لا يُشترط في قيام الليل أن يسبق بنوم ولكن الأفضل أن يسبق بنوم، ولهذا كان أحبُ صلاة الليل إلى الله صلاة داود - عليه السلام - وكانت تُسبق بنوم، (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أحب الصيام إلى الله صيام داود، و أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، و كان داود ينام نصف الليل و يقوم ثلثه و ينام سدسه، ويصوم يوما و يفطر يوما) (3) أن يفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين) (4) أن يوقظ أهله لقيام الليل:

(حديث أم سلمة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ من الليل فزعاً فقال: ماذا أُنزل الليلة من الخزائن و: ماذا أُنزل من الفتن، من يُوقظ صواحب الحجرات - لكي يصلين، رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة) (حديث علي الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة فقال ألا تصليان؟ فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليَّ شيئا ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أيقظ الرجل أهله فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات) (5) أن يترك الصلاة ويرقد إذا غلبه النعاس: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذاصلى أحدكم وهو ناعسٌ فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يستغفر فيسب نفسه) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فإذا حبلٌ ممدود بين ساريتين فقال ما هذا؟ قالوا هذا حبلٌ لزينب فإذا فترت تعلقت، قال حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد) (6) أن يطوِّل القيام إن كان يستطيع: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فلم يزل قائماً حتى هممتُ بأمرِ سَوْءٍ، قيل وما هممت؟ قال هممتُ أن أقعد وأذر النبي - صلى الله عليه وسلم -) (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من المقنطرين)

{تنبيه} معنى من المقنطرين: الذين يوفون أجورهم بالقنطار. (7) أن يواظب على القيام ولا ينقطع عنه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قال لي سول الله - صلى الله عليه وسلم - يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) (8) إذا كان قيام الليل في جماعة يستحب أن يصلي مع الإمام حتى ينصرف: (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة) كيفية صلاة الليل: صلاة الليل مثنى مثنى بنص السنة الصحيحة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن صلاة الليل فقال: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشِيَ أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلى ( (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صلاة الليل و النهار مثنى مثنى) جواز صلاة الليل جالساً: (حديث عمران بن حُصين الثابت في صحيح البخاري) وكان مبسوراً فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: إن صلى قائماً فهو أفضل، وإن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم وإن صلى نائماُ فله نصف أجر القاعد) (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا كبر قرأ جالسا حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع) {تنبيه}: إذا صلى الإنسان قاعداً لعجزه عن القيام جاز ذلك ويُكتب له الأجر كاملاً وعليه يُحمل: (حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو الثابت في صحيح مقيم)

عدد ركعات قيام الليل: الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة: (حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن الثابت في الصحيحين) قال: سألتُ عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فقالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدُ في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهنَّ وطولهنَّ ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهنَّ وطولهنَّ ثم يصلي ثلاثاً، فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال يا عائشةُ إن عينيَّ تنامان ولا ينامُ قلبي) (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر) هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواظب على إحدى عشرة ركعة؟ القولُ الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يواظب على إحدى عشرة ركعة ولكن كان يصلي بحسب نشاطه، سبع وتسع وإحدى عشرة ولكن لا يزيد عن إحدى عشر: (حديث مسروق الثابت في صحيح البخاري) قال: سألت عائشة عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل فقالت: سبعٌ وتسعٌ وإحدى عَشْرةَ سوى ركعتي الفجر. قضاء قيام الليل: (حديث عمر الثابت في صحيح مسلم): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر و صلاة الظهر كتب كأنما قرأه من الليل) مشروعية قيام رمضان: قيام رمضان آكد من غيره أي أشدُ تأكيداً من غيره: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) مشروعية الجماعة في قيام رمضان: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم

كتاب الحج

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم قال وذلك في رمضان) (حديث عبد الرحمن بن عبد القارئ الثابت في صحيح البخاري) قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله) (حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة) { ... كتاب الحج} [*] فضل الحج: (1) الحج من أفضل الأعمال: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل أي العمل أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسوله، قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال: حجٌ مبرور) (2) أن الحج جهاد: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد، قال: جهادكُنَّ الحج) حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهادَ أفضلُ العمل، أفلا نجاهد؟ قال: لا. لكُنَّ أفضلُ الجهاد حجٌ مبرور)

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان) (4) غفران الذنوب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العمرةُ إلى العمرة كفارةُ لما بينهما، والحجُ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) (حديث ابن مسعود الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الغازي في سبيل الله والحاج و المعتمر، وفدُ الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) الحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة: قال تعالى: (وَللّهِ عَلَى النّاسِ حِجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنّ الله غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران / 97) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان) الحج يجب مرةً واحدة في العمر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجُّوا فقال رجل أكلَّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم بكثرةِ سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيءٍ فدعوه)

(حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن الأقرعُ بن حابس سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: الحجُ في كل سنةٍ أو مرةٍ واحدة، قال: بل مرةً واحدةً فمن زاد فهو تطوُّع) الحج يجب على الفور لمن يستطيع: (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة. سداد الديون أولى من الحج والعمرة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو أن عندي مثلَ أحدٍ ذهباٍ ما يسرني أن لا يمَّر عليَّ ثلاث وعندي منه شيءٌ إلا شيءٌ أرْصُدُه لدين) استحباب التقشف في الحج: (حديث ثمامة بن عبد الله بن أنس الثابت في صحيح البخاري) قال حج أنس على رحلٍ ولم يكن شحيحاً وحدَّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حج على رحلٍ وكانت زاملتُهُ) (حديث أنس الثابت في صحيحابن ماجه) قال: حج النبي - صلى الله عليه وسلم - على رحلٍ وقطيفة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال: اللهم حجةٌ لا رياء فيها ولا سمعه) من مات وعليه حج فريضة وجب على وليه أن يحج عنه: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن امرأة من جهينه جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي نذرت أن تحجَّ، ولم تحج حتى ماتت، أفأحجُ عنها؟ قال: (نعم، حُجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمكِ دينٌ أكنتِ قاضيتَهُ؟ اقضوا الله، فالله أحقُ بالوفاء) الحج عن الغير: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) كان الفضلُ رَديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءت امرأةٌ من خثعم، فجعل الفضلُ ينظرُ إليها وتنظرُ إليه، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصرفُ وجه الفضلِ إلى الشق الآخر، فقالت يا رسول الله: إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟. قال: نعم، وذلك في حجة الوداع) يشترط لمن يحج عن غيره أن يكون قد حجَّ حجة الإسلام:

(حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمه، قال: من شبرمه؟ قال: أخٌ لي، أو قريبٌ لي، قال: حججت عن نفسك؟ قال لا. قال: حجَّ عن نفسك ثم حجَّ عن شبرمه) جواز حجُ الصبي: (حديث السائب بن يزيد الثابت في صحيح البخاري) قال: حُجَّ بي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن سبع سنين) (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (لقي ركباً بالروْحاَءِ فقال: من القوم؟ قالوا المسلمون، فقالوا من أنت؟ قال رسولُ الله فرفعت إليه امرأةٌ صبياً فقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر) الركوب في الحج أفضل من المشي: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى شيخاً يُهادي بين ابنيه، قال: ما بال هذا؟ قالوا: نذر أن يمشي. قال: (إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني وأمره أن يركب) الحج من مال حرام لا يجزئ لأن الله تعالى طيباً لا يقبلُ إلا طيباً: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ثم ذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، ومأكله حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) التكسب في الحج: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: (كانت عُكاظَ ومَجنَّةُ وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزل: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ} في موسم الحج) المواقيت المكانية:

(حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَّتَ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهلِ الشام الجُحفة، ولأهل نجد قرْنَ المنازل، ولأهل اليمن يلملم، (هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غيرهنَّ ممن أراد الحج والعمرة) ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهلُ مكة من مكة) (حديث عائشة الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَّتَ لأهل العراقِ ذاتُ عرق. ميقات أهل مكة في الحج هو (مكة): (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَّتَ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهلِ الشام الجُحفة، ولأهل نجد قرْنَ المنازل، ولأهل اليمن يلملم، (هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غيرهنَّ ممن أراد الحج والعمرة) ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهلُ مكة من مكة) [*] الإحرام: ما يُسَنُّ عند الإحرام: (1) الغسل ولو لحائض أو نفساء: (حديث زيد بن ثابت الثابت في صحيح الترمذي) أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - تجرد لإهلاله و اغتسل) الشاهد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر النفساء بالغسل مع أن اغتسالها لا تستبيح به الصلاة ولا غيرها مما يشترط له الطهارة، مما دل على استحباب الغُسل للإحرام، (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الحائضُ والنفساء إذا أتتا على الوقت تغتسلان وتحرْمان، وتقضيان المناسك كلَّها غيرَ الطواف بالبيت.) (2) الطيب في بدنه قبل الإحرام: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كنت أُطيبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه قبل أن يُحرم، ولحلِّه قبل أن يطوف بالبيت) (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كأني أنظرُ إلى وبيصِ الطيبِ في مفْرقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم) (3) التجرد من الثياب المخيطة:

(حديث زيد بن ثابت الثابت في صحيح الترمذي) أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - تجرد لإهلاله و اغتسل) (4) لبس الإزار و الرداء: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعد ما ترجَّل وادَّهنَ ولبس إزاره وردائه هو وأصحابه) (5) أن يكون الإزار و الرداء أبيض: (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البسوا من ثيابكم البياض فإنها خيرُ لباسكم وكفنوا فيها موتاكم، وإنَّ خيرَ أكحالكم الإثمد، يجلو البصر، وينبتُ الشعر) {تنبيه} المحرم إذا لم يجد الإزار فليلبس السراويل، وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال: (المحرم إذا لم يجد الإزار فليلبس السراويل، وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين) (6) التلبية: (حديث عبد الله بن عمر الثابت في صحيح البخاري) قال: أن تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) قالت: إني لأعلم كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك) (7) رفع الصوت بالتلبية: (حديث السائب بن يزيد الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (آتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال أو التلبية) (8) التحميد و التسبيح و التكبير قبل الإهلال: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه، بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب راحلته حتى استوت به على البيداء، (حمد الله وسبَّحَ وكبَّرَ) ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما، فلما قدمنا، أمر الناسَ فحلُّوا، حتى كان يومُ التروية أهلوا بالحج. قال: ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدناتٍ بيده قياماً، وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بالمدينة كبشين أملحين)

(9) الصلاة في وادي العقيق لمن مرَّ به: (حديث عمر الثابت في صحيح البخاري) قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي العقيق يقول: (أتاني الليلة آتِ من ربي فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك وقلْ (عمرةٌ في حجة) أنواع الأنساك ثلاثة: (إفراد / وتمتع / قران): حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجةِ الوداع، فمنا من أهلَّ بعمرة، ومنا من أهلَّ بحجةٍ وعمرة، ومنا من أهل بالحج، فأما من أهلّ بالحج، أو جمع الحج والعمرة، لم يحلوا حتى كان ويوم النحر) (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه، بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب راحلته حتى استوت به على البيداء، (حمد الله وسبَّحَ وكبَّرَ) ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما، فلما قدمنا، أمر الناسَ فحلُّوا، حتى كان يومُ التروية أهلوا بالحج. قال: ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدناتٍ بيده قياماً، وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بالمدينة كبشين أملحين) حديث حفصة الثابت في الصحيحين) أنها قالت: (يا رسول الله، ما شأن الناس حلوا بعمرة، ولم تحللْ أنت من عمرتك؟ قال: (إني لبدتُ رأسي، وقلدتُ هديي، فلا أحل حتى أنحر) (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (دخلتِ العمرةُ في الحج إلى يوم القيامة) التمتع أفضلُ لمن لم يسق الهدي، فإن ساق الهدي فالقران أفضل: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه، بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب راحلته حتى استوت به على البيداء، (حمد الله وسبَّحَ وكبَّرَ) ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما، فلما قدمنا، أمر الناسَ فحلُّوا، حتى كان يومُ التروية أهلوا بالحج. قال: ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدناتٍ بيده قياماً، وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بالمدينة كبشين أملحين) (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما أهديت، ولولا أن معيَ الهدي لأحللتُ) (حديث حفصة الثابت في الصحيحين) أنها قالت: يا رسول الله، ما شأن الناس حلوا بعمرة، ولم تحللْ أنت من عمرتك؟ قال: (إني لبدتُ رأسي، وقلدتُ هديي، فلا أحل حتى أنحر)

فسخ الحج إلى عمرة: يجوز فسخ الحج إلى عمرة ليصيرُ الإنسان متمتعاً، وهو الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه. (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه، بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب راحلته حتى استوت به على البيداء، (حمد الله وسبَّحَ وكبَّرَ) ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما، فلما قدمنا، أمر الناسَ فحلُّوا، حتى كان يومُ التروية أهلوا بالحج. قال: ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدناتٍ بيده قياماً، وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بالمدينة كبشين أملحين) من دخل في نسك وجب عليه الإتمام: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: (خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فأهللنا بعمرة، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كان معه هدي فليُهلَّ بالحج مع العمرة، ثم لا يحلَّ حتى يحلَّ منهما جميعا. فقدمت مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (انقضي رأسك، وامتشطي، وأهلِّي بالحج، ودعي العمرة). ففعلتُ، فلما قضينا الحج، أرسلني النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم، فاعتمرت، فقال: (هذه مكان عمرتك) قالت: فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت، وبين الصفا والمروة ثم حلُّوا، ثم طافوا طوافاً واحداً بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافاً واحداً) جواز اشتراط المحرم التحلل لعذر المرض: حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: (دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ُضباعةَ بنت الزبير، فقال لها: لعلكِ أردت الحج؟ قالت: والله لا أجدُني إلا وجعةً فقال لها: حجِّي واشترطي وقولي: (اللهم محلِّي حيث حبستني) وكانت تحت المقدادِ بن الأسود) [*] التلبية: تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حديث عبد الله بن عمر الثابت في صحيح البخاري) قال: أن تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) من السنة رفع الصوت بالتلبية:

(حديث السائب بن يزيد الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (آتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال أو التلبية) متى يلبي المحرم؟ يلبي المحرم إذا استوى على راحلته: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه، بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب راحلته حتى استوت به على البيداء، (حمد الله وسبَّحَ وكبَّرَ) ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما، فلما قدمنا، أمر الناسَ فحلُّوا، حتى كان يومُ التروية أهلوا بالحج. قال: ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدناتٍ بيده قياماً، وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بالمدينة كبشين أملحين) يستحب التحميد و التكبير و التسبيح قبل الإهلال: (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه، بالمدينة الظهر أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب راحلته حتى استوت به على البيداء، (حمد الله وسبَّحَ وكبَّرَ) ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناسُ بهما، فلما قدمنا، أمر الناسَ فحلُّوا، حتى كان يومُ التروية أهلوا بالحج. قال: ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدناتٍ بيده قياماً، وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بالمدينة كبشين أملحين) فضل التلبية: (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيحابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من ملبٍّ يلبي إلا لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجرٍ أو شجرٍ أو مدر حتى تنقطعُ الأرضُ من ها هنا وها هنا) وقت التلبية من وقت الإحرام إلى رمي جمرة العقبة: (حديث الفضل ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبَّى حتى رمى جمرة العقبة) [*] محظورات الإحرام: (1) لبس المخيط: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رجلاً قال يا رسول الله ما يلبس المُحرمُ من الثياب؟ قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا يلبس القُمُصَ، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا

البرانس، ولا الخفاف، إلا أحدٌ لا يجدُ نعلين، فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئٌ مسَّه زعفران، أو وَرْس) (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المُحرمُ إذا لم يجدْ الإزار فليلبس السراويل، وإذا لم يجدْ النعلين فليلبس الخفين) (2) تغطية وجه المرأة بالنقاب، ويديها بالقفاز: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تنتقب المرأةُ المحرمة ولا تلبس القفازين) (3) تغطية رأس الرجل بعمامة أو نحوها: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رجلاً قال يا رسول الله ما يلبس المُحرمُ من الثياب؟ قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا يلبس القُمُصَ، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف، إلا أحدٌ لا يجدُ نعلين، فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئٌ مسَّه زعفران، أو وَرْس) (4) الطيب: (لحديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق (ولا تلبسوا من الثياب شيئٌ مسَّه زعفران، أو وَرْس) و (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رجلاً كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسُّوه بطيب، ولا تخمروا رأسه، فإنه يُبعثُ يوم القيامة ملبياً) (5) إزالة الشعر بالحلق أو التقصير أو غير ذلك: لقوله تعالى: (وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتّىَ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلّهُ) (البقرة / 196) {تنبيه} ويجوز له إزالة الشعر إذا تأذى ببقائه وفيه الفدية، لقوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مّن رّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) (البقرة / 196) (حديث كعب بن عجرة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لعلك آذاك هوامُ رأسك؟ قال نعم يا رسول الله، فقال: (احلق رأسك , وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسك بشاة)

(6) تقليم الأظافر: أجمع العلماء على حرمة قلم الظفر للمحرم، و الإجماع دليل بلا شك. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لا يجمع أمتي، أو أمة محمد على ضلالة، ويد الله مع الجماعة) (7) الجماع ودواعيه، وهو أشدُ المحظورات إثماً وأعظمها أثراً في النسك، ويحصل الإجماع بإيلاج الحشفة في القُبل، وهو محرمٌ بنص القرآن، لقوله تعالى: (الْحَجّ أَشْهُرٌ مّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الْحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ) (البقرة / 197) و الرفث: هو الجماع (8/ 9) إقتراف المعاصي و الجدال: لقوله تعالى: (الْحَجّ أَشْهُرٌ مّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الْحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ) (البقرة / 197) (10/ 11) الخِطبة وعقد النكاح: (حديث عثمان الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا ينكح المحرمُ ولا يُنكح ولا يخطب) (12) التعرض لصيد البرِ (بقتل أو ذبح أو إشارة أو دلالة): لقوله تعالى: (وَحُرّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (المائدة / 96) ولقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الثابت في الصحيحين لما سألوه عن الأتان التي صادها أبو قتادة وكان حلالاً وهم محرمون (أمنكم أجدٌ أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها؟ قالوا لا، قال: فكلوا) (13) الأكل مما صِيد من أجله: (حديث الصعب بن جثامة الثابت في الصحيحين) أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حماراً وحشياً وهو بلأبواء، فرده عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: (إنَّا لم نرده عليك إلا أنَّا حُرم) حكم من ارتكب محظوراً من محضورات الإحرام:

من كان له عذرٌ واحتاج إلى ارتكاب محظوراً من محظورات الإحرام غير الوطء (كحلق الشعر و لبس المخيط ونحو ذلك، لزمه أن يذبح شاة أو يطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع أو صوم ثلاثة أيام، وهو مخير بين هذه الأمور الثلاثة، (حديث كعب بن عجرة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لعلك آذاك هوامُ رأسك؟ قال نعم يا رسول الله، فقال: (احلق رأسك , وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسك بشاة) (ولا يبطل الحج أو العمرة بارتكاب شيء من المحظورات سوى الجماع) من فعل شيئاً من المحظورات ناسياً أو مكرهاً لا يأثم وليس فيه دية: (لحديث أبي ذر الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) [*] الإحصار: الإحصار: هو كل ما يمنع الإنسان من نسكه من عدو أو غيره، كضياع النفقة و المرض وغيره. الدم الواجب بالإحصار: المحصر إذا لم يشترط، عليه دم بالإحصار وعليه القضاء من العام المقبل، لأن من دخل في النسك وجب عليه الإتمام. لقوله تعالى: (وَأَتِمّواْ الْحَجّ وَالْعُمْرَةَ للّهِ) (البقرة / 196) الدليل على الدم للمحصر قوله تعالى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) (البقرة / 196) (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال قد أُحصر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحلق رأسهُ، وجامع نساءَهُ، ونحر هديَهُ، حتى اعتمر عاماً قابلاً) على المحصر حلق: (لحديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) قال قد أُحصر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحلق رأسهُ، وجامع نساءَهُ، ونحر هديَهُ، حتى اعتمر عاماً قابلاً) [*] جزاء الصيد: قال تعالى: (يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مّتَعَمّداً فَجَزَآءٌ مّثْلُ

مَا قَتَلَ مِنَ النّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مّنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) [المائدة / 95] الضبع صيد: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضبع؟ فقال: هو صيد ويجعل فيه كبشٌ إذا صاده المحرم) تحريم صيد الحرم: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوم افتتح مكة لا هجرة ولكن جهادٌ ونية وإذا استنفرتم فانفروا، فإن هذا بلدٌ حرمَّ الله يوم خلق السماوات والأرض وهو حرامٌ بحرمةِ الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحلَّ القتالُ فيه لأحدٍ قبلي وإنه لم يحلَّ لي إلا ساعةً من نهار، فهو حرامٌ بحرمةِ الله إلى يوم القيامة، لا يعضدُ شوكهُ ولا يُنفَّرُ صيدهُ ولا يلتقطُ لقطته إلا من عرَّفها، ولا يختلى خلاها، قال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه كان لقينهم ولبيوتهم؟ قال: إلا الإذخر) لا يجوز قطع شجر الحرم المكي: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوم افتتح مكة لا هجرة ولكن جهادٌ ونية وإذا استنفرتم فانفروا، فإن هذا بلدٌ حرمَّ الله يوم خلق السماوات والأرض وهو حرامٌ بحرمةِ الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحلَّ القتالُ فيه لأحدٍ قبلي وإنه لم يحلَّ لي إلا ساعةً من نهار، فهو حرامٌ بحرمةِ الله إلى يوم القيامة، لا يعضدُ شوكهُ ولا يُنفَّرُ صيدهُ ولا يلتقطُ لقطته إلا من عرَّفها، ولا يختلى خلاها، قال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه كان لقينهم ولبيوتهم؟ قال: إلا الإذخر) تحريم صيد حرم المدينة: (حديث عبد الله بن زيد الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أنَّ إبراهيم حرَّم مكة ودعا لها، وإني حرَّمت المدينة كما حرَّم إبراهيمُ مكة، ودعوتُ لها في مُدَّها وصاعِها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: لو رأيتُ الظبَّاء بالمدينة ترتع ما ذعرتُها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما بين لابتيها حرام)

(حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المدينةُ حرمٌ من عَيْرٍ إلى ثور، من أحدث فيها حدثاً فعليه لعنةُ الله و الملائكةِ و الناس أجمعين) يباح حشيش حرم المدينة للعلف: (حديث علي الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المدينةُ حرمٌ من عَيْرٍ إلى ثور، (لا يُختلي خلاها ولا ينفر صيدُها) ولا يصلح أن يُقطع منها شجرة إلا أن يعلفَ رجلٌ بعيره) هل مكة أفضل من المدينة؟ مكة أفضل من المدينة ولا شك: (حديث عبد الله بن عدي بن حمراء الثابت في صحيحي الترمذي و ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والله إنك لخيرُ أرضِ الله، و أحبُ أرضِ الله إليَّ، ولولا أني أُخرجتُ منك ما خرجتُ) وكذا الحرم المكي أفضل من الحرم المدني: (لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه) فضل المدينة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أُمرتُ بقريةٍ تأكلُ القرى، يقولون يثرب وهي المدينة، تنفى الناس كما ينفى الكيرُ خبث الحديد) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (على أنقاب المدينة ملائكةٌ لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلتَ بمكة من البركة) (حديث زيد بن ثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النارُ خبث الفضة) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الإيمان ليأرزُ إلى المدينة كما تأرزُ الحيةُ إلى جحرها)

(حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقبٌ إلا عليه الملائكة يحرسونها، ثم ترجُفُ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجَفات، فيُخرجُ الله كُلَّ كافرٍ ومنافق) (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أو وضع راحلته، و إن كان على دابة حركها من حبها) فضل الصبر على لأواء المدينة و شدتها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يصبرُ على لأواءِ المدينة وشدتها أحدٌ إلا كنتُ له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة) الترغيب في سكنى المدينة: (حديث سفيان بن أبي زهيرالثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يفتح اليمن فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، و تفتحُ الشام فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، و تفتحُ العراق فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير ٌ لهم لو كانوا يعلمون) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يصبرُ على لأواءِ المدينة وشدتها أحدٌ إلا كنتُ له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة) كراهية أن تُعْرَى المدينة: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تُعرى المدينة، فقال: ألا تحتسبون آثاركم) التحذير من الكيد لأهلِ المدينة: (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في الصحيحين) أن النبي قال: (لا يكيدُ أهل المدينة أحدٌ إلا إنماع كما ينماعُ الملح في الماء) فضل مسجد قباء: (حديث أُسيد بن ظُهير الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) النبي ? يقول: (صلاةٌ في مسجد قباء كعمرة) أركان الحج: (1) الإحرام:

الإحرام ركن من أركان الحج: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) لقوله تعالى: (فَإِذَآ أَفَضْتُم مّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) (البقرة /198) (2) الوقوف بعرفة: لقوله تعالى: (فَإِذَآ أَفَضْتُم مّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) (البقرة /198) وهذا يدل على أن الوقوف بعرفة أمرٌ مسلمٌ به. (حديث عبد الرحمن بن يعمر الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... قال: (الحَجّ عَرَفَةُ. مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَقَدْ أدْرَكَ الحَجّ، أيامُ مِنًى ثَلاَثَةٌ فَمَنْ تَعَجّلَ في يَوْمَيْنِ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ ومَنْ تَأَخّرَ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ) (3) طواف الإفاضة: لقوله تعالى: (ثُمّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطّوّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج / 29) (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن صفية بنت حيي، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حاضت، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أحابستنا هي؟ قالوا: إنها قد أفاضت. قال: فلا إذاً) (4) سعي الحج: (حديث أحمد الذي صححه الألباني في الإرواء) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي) (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أنها قالت: لعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا و المروة) (حديث عروة الثابت في الصحيحين) قال: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: (إِنّ الصّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطّوّفَ بِهِمَا) فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئسما قلت يا ابن

أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه، كانت: لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا، يهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلل، فكان من أهلَّ يتحرج أن يطوَّف بالصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}. الآية، قالت عائشة رضي الله عنها: فقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) وجوب المبيت بمنى ليالي منى: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخَّصَ للعباس بن عبد المطلب أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته) (حديث عاصم بن عدي الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: (رَخّصَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِرعَاءِ الإبِلِ في البَيْتُوتَةِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمَ النّحْرِ ثُمّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النّحْرِ فَيَرْمُونَهُ في أحَدهِمَا) وجوب طواف الوداع: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: أُمر الناسُ أن يكون آخر عهدهم بالبيتِ إلا أنه خُفف عن الحائض) كيف يدخل الحاج مكة: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها و خرج من أسفلها) يُسن دخول المسجد الحرام من باب أبي شيبة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة ارتفاع الضحى وأناخ راحلته عند باب أبي شيبة ثم دخل. يُسن الاضطباع في طواف القدوم: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح أبي داوود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اضطبع فاستلم وكبر ثم رمل ثلاثة أطواف وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا من قريش مشوا ثم يطلعون عليهم يرملون تقول قريش كأنهم الغزلان قال بن عباس فكانت سنة. الحكمة من الاضطباع إظهار القوة والنشاط:

(حديث ابن عباس الثابت في صحيح أبي داوود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اضطبع فاستلم وكبر ثم رمل ثلاثة أطواف وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا من قريش مشوا ثم يطلعون عليهم يرملون تقول قريش كأنهم الغزلان قال بن عباس فكانت سنة. [*] كيفية الطواف: (1) يحاذي الحجر الأسود بكلِ بدنه ثم يبدأ الطواف. والحجر الأسود هو الذي في الركن الشرقي الجنوبي من الكعبة، ويوصف بالأسود لسواده، (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نَزَلَ الحَجَرُ الأسْوَدُ مِنَ الجَنّةِ وهُوَ أشَدّ بيَاضاً مِنَ اللّبَنِ فَسوّدَتْهُ خَطايا بَنيِ آدَمَ". (2) يستلم الحجر الأسود أن يمسحه بيده لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -. (لحديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: لم ار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسّ إلا اليمانيين. (3) يقبل الحجر لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقبله ** (لحديث عمر الثابت في الصحيحين) أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله وقال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك" فأفاد ـ رضي الله عنه ـ عنه بهذا أن تقبيله تعبُّد لله واتباع للرسول - صلى الله عليه وسلم -. (4) فإن شق عليه تقبيل الحجر فإن عليه ان يستلم الحجر بيدة _ أي يمسح الحجر بيده_ ثم يُقبَّل يده (لحديث نافع الثابت في الصحيحين) قال رأيت ابن عمر رضي الله عنهما استلم الحجر بيده ثم قبّل يده وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله. (5) إذا لم يستطع إستلام الحجر الأسود ولا تقبيله فيكفي أن يشير إليه بيده لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -. (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيءٍ كان عنده وكبّر. (6) عند استقبال الحجر الأسود يُكبّر: (لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيءٍ كان عنده وكبّر. (7) ويجعل البيت عن يساره"، أي: إذا طاف، يجعل البيت عن يساره لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف هكذا أي جعل البيت عن يساره، وقال: "لتأخذوا عني مناسككم" (8) ويطوف سبعاً يرمل في هذا الطواف ثلاثاً ثم يمشي أربعاً

(لحديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) عنهما قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وفد وهنتهم حمى يثرب، وأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: (لحديث ابن عبد الله ابن السائب الثابت في صحيح أبي داود) قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ما بين الركنين "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" لا يصح الطواف على جدار الحجر: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجَدْرِ أَمِنَ البيت هو؟ قال: (نعم). قلت: فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: (إن قومك قصَّرت بهم النفقة). قلت: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: (فعل ذاكِ قومكِ ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، لولا أن قومك حديث عهد بالجاهليَّة فأخاف أن تنكر قلوبهم، أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه في الأرض). لا يطوف بالبيت عريان: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين يوم النحر، نؤذن بمنى: ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا، فأمره أن يؤذن بـ "براءة". قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. ركوب الطائف: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيءٍ كان عنده وكبّر. (حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) قالت: شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أشتكي، قال: (طوفي من وراء الناس وأنت راكبة). فطفت، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى جنب البيت، يقرأ بالطور وكتاب مسطور. الكلام في الطواف:

(حديث ابنِ عَبّاسٍ الثابت في صحيح الترمذي) "أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: الطّوافُ حَوْلَ البَيْتِ مِثْلُ الصّلاَةِ إلاّ أنكُمْ تَتَكَلّمُونَ فيهِ فَمنْ تَكَلّمَ فِيهِ فَلاَ يَتَكَلّمنّ إلاّ بِخَيْرٍ". (حديث ابنِ عَبّاسٍ الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان، ربط يده إلى إنسان، بسير أو بخيط أو بشيء غير ذلك، فقطعه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده، ثم قال: (قده بيده). الطواف سبعة أشواط كاملة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة سبعا، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. ركعتا الطواف: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص (قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) الشرب من ماء زمزم: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري):أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء - لكانت عينا معينا). أي عيناً تجري (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الجامع):أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير ماءٍ على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعامٌ من الطعم وشفاءٌ من السُّقم. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة):أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ماء زمزم لما شُرب له. حمل ماء زمزم: (حديث عائِشَةَ الثابت في صحيح الترمذي) "أنّهَا كانَتْ تَحْمِلُ مِنْ مَاءِ زَمْزَم وتُخْبِرُ أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَحْمِلُهُ". الدعاء عند الملتزم: (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيح الجامع):أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلزق صدره ووجهه بالملتزم. السعي بين الصفا والمروة:

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ! < واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى >! فجعل المقام بينه وبين البيت فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ! < إن الصفا والمروة من شعائر الله >! أبدأ بما بدأ الله به. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة سبعا، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. يوم التروية: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس فأجاز حتى أتى عرفة. التوجه إلى عرفات: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس فأجاز حتى أتى عرفة. إلى متى يظل الحاج بنمرة؟ (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس فأجاز حتى أتى عرفة فوج القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرُحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصلِّ بينهما. الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس:

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص. وقت الإجزاء في الوقوف بعرفة: (حديث عبدِ الرحمَنِ بنِ يَعْمَر الثابت في صحيح السنن الأربعة) َ "أنّ نَاساً مِنْ أهْلِ نَجْدٍ أتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ بعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى: الحَجّ عَرَفَةُ. مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَقَدْ أدْرَكَ الحَجّ، أيامُ مِنًى ثَلاَثَةٌ فَمَنْ تَعَجّلَ في يَوْمَيْنِ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ ومَنْ تَأَخّرَ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ. يستحب الإكثار من الدعاء يوم عرفة: (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيح الترمذي) أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فضل يوم عرفة: (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيح الترمذي) أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: قال * ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثا غبرا. قصر الخطبة وتعجيل الصلاة يوم عرفة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن الحجاج عام نزل بابن الزبير رضي الله عنهما، سأل عبد الله بن عمر كيف تصنعُ في الموقف يوم عرفة؟ فقال سالم: إن كنت تريد السنة فهجِّر بالصلاة يوم عرفة. فقال عبد الله: صدق. التوجه من عرفة إلى مزدلفة: السنة أن يدفع بسكينة:

(حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أنه دفع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه زجراً شديداً، وضرباً بلإبل، فأشار بسوطه إليهم، وقال: (أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البرَّ ليس بالإيضاع). يسن للحاج أن يجمع بين المغرب و العشاء بمزدلفة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب و العشاء بأذانٍ واحدٍ وإقامتين و لم يسبح بينهما شيئاً. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحجُ بعد حجتي هذه. وجوب المبيت بمزدلفة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب و العشاء بأذانٍ واحدٍ وإقامتين و لم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذانٍ وإقامةٍ ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبَّره وهلَّله فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحجُ بعد حجتي هذه. الرخصة للضعفة أن يدفعوا من مزدلفة بعد نصف الليل: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: نزلنا بالمزدلفة، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سودةُ، أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة بطيئة، فأذن لها، فدفعت قبل حطمة الناس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا بدفعه، فلأن أكون استأذنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذنت سودة، أحبُّ إلي من مفروحٍ به. (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: أنه ممن قدَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة في ضعفة أهله. ماذا يصنع الحاج عند المشعر الحرام: يذكر الله تعالى امتثالاً لقوله تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رّبّكُمْ فَإِذَآ أَفَضْتُم مّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنْتُمْ مّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضّآلّينَ) (البقرة / 198)

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب و العشاء بأذانٍ واحدٍ وإقامتين و لم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذانٍ وإقامةٍ ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبَّره وهلَّله فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً. متى يدفع الحاج من مزدلفة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس) يصنع الحاج إذا دفع من مزدلفة؟ (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس، حتى أتى بطنُ مُحَسِّرٍ فحرك قليلاً) ماذا يصنع الحاج بعد وادي مُحسِّر؟ (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس، حتى أتى بطنُ مُحَسِّرٍ فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصياتٍ يُكبر مع كل حصاةٍ منها، كلُ حصاةٍ مثل حصى الخذف. [*] أعمال يوم النحر: إذا وصل الحاج إلى منى يوم النحر فإنه يبدأ: بالرمي / ثم النحر / ثم الحلق / ثم طواف الفاضة وسعي الحج إن لم يكن سعاه مع طواف القدوم. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس، حتى أتى بطنُ مُحَسِّرٍ فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصياتٍ يُكبر مع كل حصاةٍ منها، كلُ حصاةٍ مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت. أولاً رمي الجمرات:

وقت رمي الجمرات: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمرة يوم النحر ضحىً، وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس. و أما من كان من الضعفة أو مصاحباً لهم كالمحرم و السائق وكان قد دفع من مزدلفة بعد منتصف الليل فإنه يرمي جمرة العقبة بليل، (حديث أسماء الثابت في صحيح أبي داود) أنها رمت الجمرة، قلت إنما رمينا الجمرة بليل. قالت: إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من أين يأخذ الحاج الحصاة ليرمي بها الجمرة؟ (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي النسائي و ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: غداة العقبة وهو على ناقته اُلقُطْ لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخَذْف، فجعل ينفضُهُنَّ في كفه ويقولُ (أمثال هؤلاء فارْموا) ثم قال (يا أيها الناس إياكم والغلوَّ في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. ما هي عدد الحصيات التي ترمى بها جمرة العقبة؟ (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس، حتى أتى بطنُ مُحَسِّرٍ فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصياتٍ يُكبر مع كل حصاةٍ منها، كلُ حصاةٍ مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر. ثانياً النحر: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس، حتى أتى بطنُ مُحَسِّرٍ فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصياتٍ يُكبر مع كل حصاةٍ منها، كلُ حصاةٍ مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر. ثالثاً: الحلق أو التقصير: قال تعالى: (مُحَلّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصّرِينَ) (الفتح / 27)

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال: اللهم أغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال: اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال: وللمقصرين. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلق رأسه في حجة الوداع. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس على النساءِ حلق إنما على النساءِ تقصير. رابعاً طواف الإفاضة: قال تعالى: (قال تعالى: (ثُمّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطّوّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج / 29) (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: فدفع قبل أن تطلعَ الشمس، حتى أتى بطنُ مُحَسِّرٍ فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصياتٍ يُكبر مع كل حصاةٍ منها، كلُ حصاةٍ مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر. يُسن الشرب من ماء زمزم بعد طواف الإفاضة: يُسن الشرب من ماء زمزم بعد طواف الإفاضة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك، و ينوي في ذلك الخير كتعلم العلم، وسعة العلم و الرزق، وحفظ الكتب الستة و الفقه، وغير ذلك، لأن ماء زمزم لما شُرب له، و يستحضر عند شربه أنه طعام طعم و شفاء سقم. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ماءُ زمزم لما شرب له. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ماءُ زمزم طعامُ طعم. (حديث ابن عباس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم.

لا يشرع الرمل في طواف الإفاضة: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يَرْمُل في السبع الذي أفاض فيه. حكم التقديم والتأخير بين أعمال يوم النحر: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسأل يوم النحر فيقول: لا حرج، فسأل رجلٌ فقال: حلقتُ قبل أن أذبح، قال: اذبح ولا حرج، قال رميت بعد ما أمسيت، فقال: لا حرج. (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له في الذبح و الحلق و التقديم و التأخير فقال: لا حرج. أيام منى: وقت الرمي في أيام منى بعد زوال الشمس: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمرة يوم النحر ضحىً، وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس. جواز تأخير الرمي إلى الليل: (ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل يوم النحر بمنى، فيقول: (لا حرج). فسأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح، قال: (اذبح ولا حرج). وقال: رميت بعدما أمسيت، فقال: (لا حرج). صفة الرمي في أيام منى: (حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يسهل، فيقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلا، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل، ويقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلا، ويدعو ويرفع يديه، ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف، فيقول: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. الرخصة في ترك المبيت بمنى: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال استأذن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن يبيت بمكة، ليالي منى، من أجل سقايته، فأذن له.

العمرة

(حديث عاصم بن عَدِي الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: "رَخّصَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِرعَاءِ الإبِلِ في البَيْتُوتَةِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمَ النّحْرِ ثُمّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النّحْرِ فَيَرْمُونَهُ في أحَدهِمَا. طواف الوداع: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) قال: أُمر الناسُ أن يكون آخر عهدهم بالبيتِ إلا أنه خُفف عن الحائض) العمرة فضل العمرة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العمرةُ إلى العمرة كفارةُ لما بينهما، والحجُ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) (حديث ابن مسعود الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة) (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الغازي في سبيل الله والحاج و المعتمر، وفدُ الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) وجوب العمرة: (حديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجه) قالت قلت * يا رسول الله على النساء جهاد قال نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة وقت العمرة: وقت العمرة: جميع أيام السنة إلا أنها في رمضان أفضل من غيره لأنها في رمضان تعدل حجة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فإن عمرةً في رمضان تعدل حجة معي. استحباب تكرار العمرة:

كتاب الجهاد

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العمرةُ إلى العمرة كفارةُ لما بينهما، والحجُ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) (حديث ابن مسعود الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة) {كتاب الجهاد} فضل الجهاد في الإسلام: (1) َفَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً بنص القرآن الكريم: قال تعالى: (لاّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَىَ وَفَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) [سورة: النساء - الآية: 95] (2) وعد الله تعالى لمن قتل في سبيله أن يدخله الجنة وليس هناك فوز يعدل الجنة كما هو معلوم شرعاً وعقلاً وبداهةً. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل). (حديث عبد الرحمن بن جبرالثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما أُغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار). (3) ليس هناك عملٌ يعدل الجهاد في سبيل الله تعالى بنص السنة الصحيحة:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: (لا أجده). قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر). قال: ومن يستطيع ذلك. قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليَسْتَنُ في طِوَلِه، فيكتب له حسنات. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل كَلْمٍ يُكْلَمْهُ المسلم في سبيل الله تعالى يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنت تُفَجَّرُ َدما و اللون لون الدم و العَرْفُ عَرْفُ مسك. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإن شِبْعَهُ وَرِيهَ ورَوَثَه وبَوله في ميزانه يوم القيامة). (4) بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها. (5) بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الدعاء عند البأس والقتال مستجاب. (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء و عند البأس حين يلحم بعضهم بعضا. (6) بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ترك الجهاد يكون سبباً في حصول الذل والعياذ بالله. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. منزلة الجهاد في الإسلام: (حديث معاذ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الاْسْلاَمُ، وَعُمودُهُ الصّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ في سبيل الله. فضل الشهادة في سبيل الله:

(حديث مسروق الثابت في صحيح مسلم) قال: سألنا عبد الله هو بن مسعود عن هذه الآية! < ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون >! قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُرِكوا. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما أحد يدخل الجنة، يحب أن يرجع إلى الدنيا، وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة). (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: أصيب الحارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع، فقال: (ويحك، أو هبلت، أو جنة واحدة هي، إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس). (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتل وأسلم؟ قال: (أسلم ثم قاتل). فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله: (عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيرا). (حديث المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"للشّهِيدِ عندَ الله سِتّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ في أَوّلِ دُفْعَةٍ ويرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنّةِ، ويُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ منها خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا وما فيها، ويُزَوّجُ اثْنَتَيْنِ وسْبعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ (الْعِينِ)، وَيُشَفّعُ في سَبْعِينَ مِنْ أقَارِبِهِ". (حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين.

(حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "ما يَجِدُ الشّهِيدُ مِنْ مَسّ القَتْلِ إلاّ كَمَا يَجِدُ أحَدُكُمْ مِنْ مَسّ القَرْصَةِ". أفضل الشهداء: (حديث نعيم بن همار الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة يضحك إليهم ربك فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه. من سأل الله الشهادة بصدق: (حديث سهل بن حنيف الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه. آداب القتال: (حديث بريدة الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: وُجِدت امرأة في بعض مغازي النبي مقتولة، فأنكر رسول الله قتل النساء والصبيان. فضل النفقة في الجهاد في سبيل الله: (حديث زيد بن خالد الثابت الجُهَنِّي في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جَهَّز غازيا في سبيل الله فقد غزا و من خلف غازيا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا. حُرْمة نساء المجاهدين:

(حديث بريدة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حُرْمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم و ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وُقِفَ له يوم القيامة يأخذُ من عمله ما شاء فما ظنكم؟ فضل الرباط في سبيل الله: قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: 200] (حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن رسول الله قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها). (حديث فضالة بن عبيد الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة و يُؤمَّن من فُتَّاِن القبر. الجهاد تطوعاً لا يكون بإذن الوالدين: (حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى النبي فاستأذنه في الجهاد، فقال: (أحي والداك). قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد). يُشترط أن يكون الإنسان بالغاً لكي يجب عليه القتال: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: عُرِضتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يُجِزني. ثم عُرِضتُ عليه يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرة، فأجازني. وأما شرط العقل فللحديث الآتي: (حديث علىَ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُفِعَ القَلَمُ عنْ ثَلاَثةٍ، عنْ النّائِمِ حتّى يَسْتَيقِظَ، وعنْ الصّبيّ حَتّى يحتلم، وعنْ المجنون حتّى يُفيق" وجوب القتال على الرجال دون النساء: (حديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجة) قالت: قلت يا رسول الله على النساء جهاد قال نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة.

تقسيم الغنائم؟ قال تعالى: {{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}} [الأنفال: 41] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قسم رسول الله يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما. قال: فسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم. تحريم الغُلول وأنه من كبائر الذنوب: قال تعالى: {{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} [آل عمران: 161]، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قام فينا النبي فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره، قال: (لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، على رقبته فرس لها حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير لها رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، أو على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغتك). فهو إذاً من الكبائر، وإن كان شيئاً قليلاً فإنها تكون سبباً في دخول الغل النار والعياذ بالله. (حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كان على ثقل النبي رجل يقال له كَركَرة فمات، فقال رسول الله: (هو في النار). فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها. تحريم قتل المستأمن: (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة و إن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما. (حديث ا بن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الغادر يُْنْصَبُ له لواء يوم القيامة يُقال: هذه غَدْرَةُ فلان بن فلان.

كتاب النكاح

{كتاب النكاح} حكم النكاح: قال تعالى: {{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}} [الرعد: 38]، وقال: {{وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ}} [النور: 32]، وقال ـ عزّ وجل ـ: {{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}} [النساء: 3] * (حديث أبي ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معشر الشباب لِلَّهِ من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي، يسألون عن عبادة النبي، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا نغزو مع رسول الله وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا: {يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين}.* (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في الصحيحين) يقول: رد رسول الله على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا. (حديث سعيد بن جبير الثابت في صحيح البخاري) قال: قال لي ابن عباس: هل تزوجت؟ قلت: لا، قال: فتزوج، فأن خير هذه الأمة أكثرها نساء.

(حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:* الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. فضل النكاح: (حديث أبي ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معشر الشباب لِلَّهِ من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي، يسألون عن عبادة النبي، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا نغزو مع رسول الله وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا: {يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين}.* (حديث أبي ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معشر الشباب لِلَّهِ من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي، يسألون عن عبادة النبي، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).

(حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا نغزو مع رسول الله وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا: {يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين}.* (حديث معقل بن يسار الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"ثَلاَثَةٌ حَقّ على الله عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ في سَبِيلِ الله، والمُكَاتَبُ الّذِي يُرِيدُ الأدَاءَ، والنّاكِحُ الّذِي يُرِيدُ العَفَافَ". أسس اختيار المرأة: (حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة من السعادة و ثلاثة من الشقاء فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك و تغيب عنها فتأمنها على نفسها و مالك و الدابة تكون و طيئة فتلحقك بأصحابك و الدار تكون واسعة كثيرة المرافق و من الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك و تحمل لسانها عليك و إن غبت عنها لم تأمنها على نفسها و مالك و الدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك و إن تركتها لم تلحقك بأصحابك و الدار تكون ضيقة قليلة المرافق. (حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا: المرأة الصالحة ". فالمرأة الصالحة في هذا الزمان وفي كل زمان كنز ينبغي أن تَكِد في البحث عنه حتى تجده (حديث أبي أمامة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قلب شاكِر ولِسان ذاكر وزوجة صالحه تعينك علي أمر دُنياك ودينك خير ما اكتنز الناس " (حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير النساء من تسرك إذا أبصرت و تطيعك إذا أمرت و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع بنات، فتزوجت امرأة ثيبا فقال لي رسول الله: (تزوجت يا جابر). فقلت: نعم، فقال: (ابكرا أم ثيبا). قلت: بل ثيبا، قال: (فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، تضاحكها وتضاحكك).

قال: فقلت له: إن عبد الله هلك، وترك بنات، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: (بارك الله لك، أو قال: خيرا). (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) قالت: قلت يا رسول الله، أرايت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: (في التي لم يرتع منها). تعني أن رسول الله لم يتزوج بكرا غيرها. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحاما و أعذب أفواها و أقل خبا و أرضى باليسير. أسس اختيار الزوج: (حديث سهل بن سعد الثابت في الصحيحين) قال: أتت النبي امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله، فقال: (ما لي في النساء من حاجة). فقال رجل: زوجنيها، قال: (أعطيها ثوبا). قال: لا أجد، قال: (أعطها ولو خاتما من حديد). فاعتل له، فقال: (ما معك من القرآن). قال: كذا وكذا، قال: (فقد زوجتكها بما معك من القرآن). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي) قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا خَطَبَ إلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ، فَزَوّجُوهُ. إلاّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسَادٌ عَرِيضٌ". (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: جاءت امرأة إلى رسول الله تعرض عليه نفسها، قالت يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءك، واسوأتاه واسوأتاه، قال هي خير منك، رغبت في النبي فعرضت عليه نفسها. (حديث ا بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله، فتوفي بالمدينة، فقال عمر ابن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي، إلا

أني كنت علمت أن رسول الله قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله، ولو تركها رسول الله قبلتها. [*] الخِطبة: النظر إلى المخطوبة: (حديث الْمُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أَنّهُ خَطَبَ امْرَأَةً، فقَالَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنْظُرْ إِلَيْهَا فإِنّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال * كنت عند النبي فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله أنظرت إليها قال لا قال فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل قال فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها. استحباب القصد في الكلام حال الخطبة: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي: (إن من البيان لسحرا). لا يخطب أحدكم على خطبة على خطبة أخيه: [*] عقد النكاح: يستحب الخطبة بين يدي العقد بخطبة الحاجة: (لحديث ابن مسعود الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة أن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله! < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون >!! < يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا >!! < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته

ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون >!! < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. التهنئة بالزواج: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير. لا تنكح البكر حتى تستأذن: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تنكح البكر حتى تستأذن، ولا تنكح الأيِّم حتى تستأمر"، قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت. (حديث خنساء بنت خدام الأنصارية الثابت في صحيح البخاري) أن أباها زوجها وهي ثيِّب فكرهت ذلك، فأتت النبي فردَّ نكاحها. لا نكاح إلا بولي: (حديث عائشة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا نكاح إلا بولي و شاهدي عدل. (حديث عَائِشَةَ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أيّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إذْنِ وَلِيّهَا، فَنِكاحُهَا بَاطِلٌ. فَنِكاحُهَا بَاطِلٌ. فَنِكاحُهَا بَاطِلٌ. فإنْ دَخَلَ بهَا فَلَهَا المَهْرُ بِمَا اسْتَحَلّ مِنْ فَرْجِهَا. فإنِ اشْتَجَرُوا، فالسّلْطَانُ وَلِيّ مَنْ لاَ وَلِيّ لَهُ". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تزوج المرأة المرأة و لا تزوج المرأة نفسها. يحرُمُ من الرَّضاع ما يحرُمُ من النسب: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يحرُمُ من الرَّضاع ما يحرُمُ من النسب. الرضاع الذي يثبت به التحريم: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشْرَ رضعات يُحِّرمنَّ، ثم نُسخن بخمسٍ معلومات، فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي مما يقرأ من القرآن.

(حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحرم الإملاجةُ ولا الإملاجتان) (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تُحِّرم المصَّة ولا المصَّتان) (حديث أم سلمة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يُحِّرم من الرضاعة إلا ما فتَّقَ الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام. لا يُجمعُ بين المرأةِ و عمتها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يُجمعُ بين المرأةِ و عمتها و لا بين المرأةِ و خالتها. [*] الأنكحة الفاسدة: نكاح الشغار: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشغار. والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته، ليس بينهما صداق. نكاح المحلل: (حديث عليّ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله المحلِّل والمحلَّل له. (حديث عقبة بن عامر الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بالتيس المستعار قالوا بلى يا رسول الله قال هو المحلل، لعن الله المحلِّل والمحلَّل له. نكاح المتعة: (حديث عليّ رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل الحمر الأنسية. الشروط في النكاح: (حديث عقبة ابن عامر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج" (حديث عمرو ابن عوفٍ المُزَني الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً.

(حديث عقبة ابن عامر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج" (حديث عمرو ابن عوفٍ المُزَني الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مائة شرط، شرط الله أحق وأوثق. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى رسول الله أن يبيع حاضر لباد، ولا تناجشوا، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها). [*] الحقوق الزوجية: جعل الله تعالى لكلٍ من الزوجين حقوقاً وواجبات تجاه الآخر حتى تديم المودة والرحمة بينهما، وجمع هذه الحقوق في قوله تعالى: (وَلَهُنّ مِثْلُ الّذِي عَلَيْهِنّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) [سورة: البقرة - الآية: 228] (حديث عَمْروِ بنِ الأحْوَصِ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"ألاَ واسْتَوْصُوا بالنّسَاءِ خَيراً، فإنّمَا هُنّ عَوانٌ عِنْدَكمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنّ شَيْئاً غَيْرَ ذلِكَ، إلاّ أَنّ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهجُرُوهُنّ في المضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرّحٍ. فَإنْ أطَعْنكُمُ فَلاَ تَبْغُوا علَيْهِنّ سَبِيلاً. أَلاَ إنّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُم حَقّاً. ولِنسَائِكمْ عَلَيْكُمْ حَقاً. فَأَمّا حَقكّمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلاَ يُوطِئنَ فُرُشكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ ولاَ يَأْذَنّ في بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ. ألاَ وحَقهُنّ عَلَيْكُمْ أنْ تُحسِنُوا إِلَيْهِنّ فِي كِسْوَتِهِنّ وطَعَامِهِن". [*] حقوق الزوجة: العشرة بالمعروف: لقوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنّ فَعَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [سورة: النساء - الآية: 19] (حديث عائشة الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأهلي.

النفقة على الزوجة: (حديث معاوية ابن حيدة الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) قال قلت * يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذ طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت. (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. التلطف مع الزوجة ومداعبتها: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أنها: كانت مع النبي في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال هذه بتلك. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل شيء ليس من ذكر الله لهو و لعب إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته و تأديب الرجل فرسه و مشي الرجل بين الغرضين و تعليم الرجل السباحة. لا يفرك مؤمن مؤمنه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضي منها آخر. الصبر على المرأة وتحمل الأذى منها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه قال: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ان المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها. من السنة أن يعين الزوج زوجته في أمر الدنيا والآخرة:

(حديث الأسود بن يزيد الثابت في صحيح البخاري) قال: سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - صنع في البيت؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي يصلي وأنا راقدة، معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. حفظ المرأة وصيانتها: (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته). (حديث أنس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته. من حق المرأة على الرجل ألا يفشي سرها: (حديث أبي سعيد الخدري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. (حديث أسماء بنت يزيد الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عسى رجل يحدث بما يكون بينه و بين أهله أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها و بين زوجها فلا تفعلوا فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها و الناس ينظرون. من حق المرأة على الرجل أن يعدل بينها وبين ضرتها: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كانت له امرأتان فمال إلا إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. والله تعالى يقول: (وَلَن تَسْتَطِيعُوَاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً) [النساء/ 129]

{تنبيه}: المقصود بالعدل: التسوية في حقوقهن التي يمكن للزوج التسوية فيها بينهن؛ من القَسْم والنفقة والكسوة، فيعدل بينهن في المأكول والمشروب والملبوس والسكنى والبيتوتة، وفي تهيئة مسكن لكل واحدة منهن على حدة، لكنه لا يطالب بالعدل فيما لا يملك كميل القلب والمحبة ونحوها، لقوله تعالى {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} (النساء: 129)، ولذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين نسائه- أي المبيت- فيعدل ويقول (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) رواه ابن حبان. لو تبرعت إحدى الزوجات بيومها إلى أخرى فهل يجوز ذلك: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتُهنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسمُ لكل امرأةٍ منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة، تبتغي بذلك رضا رسول الله. (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) خَشيَت سودةُ أن يطلقها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (لاَ تُطَلّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَفَعَلَ فَنَزَلَتْ {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصّلْحُ خَيْرٌ}) وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد السفر أقرع بين زوجاته فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتُهنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسمُ لكل امرأةٍ منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة، تبتغي بذلك رضا رسول الله. من حق المرأة على الرجل أن يتعاهدها بالهدايا التي تجلب المحبة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تهادوا تحابوا. عِظَمِ حق الزوج: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه.

(حديث معاذ الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه و عشاؤه حتى يفرغ منه. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لَوْ كُنْتُ آمراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأِحَدٍ، لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا". (حديث مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لاَ تُؤْذِي امْرَأةٌ زَوْجَهَا فِي الدّنْيَا. إِلاّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لاَ تُؤْذِيهِ، قَاتَلَكِ الله، فَإِنّمَا هُوَ عِنْدَك دَخِيلٌ يُوشِكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها. (حديث حصين بن محصن الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال انظري أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك و نارك. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع و امرأة عصت زوجها حتى ترجع. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ينظر الله إلى امرأةٍ لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه. [*] حقوق الزوج: من حق الرجل على المرأة أن تطيعه في غير معصية: قال تعالى: (فَالصّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) [سورة: النساء - الآية: 34]

(حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير النساء من تسرك إذا أبصرت و تطيعك إذا أمرت و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. (حديث حصين بن محصن الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: انظري أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك و نارك. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع و امرأة عصت زوجها حتى ترجع. {تنبيه} هذه الطاعة للزوج مشروطة بما ليس فيه معصية لله عز وجل، فإنه ... إن أمرها بما فيه معصية لله عز وجل فلا طاعة له في هذا الأمر. (لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف). (حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) من حق الرجل على المرأة أن تحفظ غيبته في نفسها وماله: قال تعالى: (فَالصّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) [سورة: النساء - الآية: 34] (حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير النساء من تسرك إذا أبصرت و تطيعك إذا أمرت و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك. {تنبيه}: ومن حفظها لغيبته أن لا تكلم رجلاً أجنبياً إلا بإذنه (حديث عمرو ابن العاص رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. من حق الرجل على المرأة أن ترعى ماله وولده وتحافظ عليها: (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول

عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). ومن حق الرجل على المرأة أن تتزين له وأن تبتسم في وجهه ولا تعبس في وجهه حتى تصل إلى النتيجة المرجوة [تسرك إذا أبصرت] (حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير النساء من تسرك إذا أبصرت و تطيعك إذا أمرت و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك. ومن حق الرجل على المرأة أن لا تأذن في بيته إلا بإذنه: (حديث أبي الأحْوَصِ الجُشَمِّي الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بالنّسَاءِ خَيْراً، فإِنّمَا هُنّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهِنّ شَيْئاً غَيْرَ ذَلِكَ إِلاّ أَنْ يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنّ في المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنّ سَبِيلاً. أَلاَ وَإِنّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّا، فأَمّا حَقّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلاَ يُوْطِئْنَ فُرُشَكُمْ من تَكْرَهُونَ، وَلا يَأْذَنّ في بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ. أَلاَ وَإِنّ حَقّهُنّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهنّ في كِسْوَتِهِنّ وَطَعَامِهِنّ". ومن حق الرجل على المرأة أن تحفظ ماله ولا تنفق من ماله إلا بإذنه: (حديث عبد الله بن سلام الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير النساء من تسرك إذا أبصرت و تطيعك إذا أمرت و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك. ومن حق الرجل على المرأة أن لا تصوم تطوعاً إلا بإذنه: (حديث هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه، ولا تأذن في بيته إلا بأذنه، وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدي إليه شطره). ومن حقه عليها ألا تمنع نفسها منه متى طلبه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها.

ومن حقه عليها أن لا تسأل الطلاق من غير بأس: (حديث ثَوْبَانَ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيّمَا امْرَأةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاَقاً مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنّة". ومن حقه عليها أن لا تصف امرأةً أجنبية له حتى لا تقع في قلبه: (حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تباشرُ المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظرُ إليها) [*] الخلافات الزوجية: والشياطين تسعى بكل ما أوتيتْ من حيل للإفساد والتفريق بين الأزواج: (حديث جابر رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة: أعظمهم فتنة يجيء أحدهم، فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا. ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فَرَّقَتُ بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نِعْمَ أنتَ، فيلتزمه. وسائل علاج الخلافات الزوجية: التروي والحِكْمَة: (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت. ضبط اللسان: (حديث عقبة بن عامر في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك. (حديث أبي سعيدٍ في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا.

(حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. (حديث سهل بن سعد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة. (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق , وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال الفم والفرج. (حديث معاذ في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال قلت يا رسول الله أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال لقد سألتني عن عظيم و إنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا و تقيم الصلاة المكتوبة و تؤتي الزكاة المفروضة و تصوم رمضان و تحج البيت ; ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة و الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار و صلاة الرجل في جوف الليل ; ألا أخبرك برأس الأمر وعموده و ذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام و عموده الصلاة و ذروة سنامه الجهاد ; ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ كف عليك هذا - و أشار إلى لسانه - قال: يا نبي الله لِلَّهِ و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ لِلَّهِ و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. علاج نشوز المرأة: قال تعالى: (وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنّ فَعِظُوهُنّ وَاهْجُرُوهُنّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنّ سَبِيلاً إِنّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) [سورة: النساء - الآية: 34] (حديث عبد الله بن زمعة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم). (حديث عبد الله بن أبي أوفى الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله). (حديث أم سلمة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حلف أن لا يدخل على بعض أهله شهرا، فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا عليهن أو راح، فقيل له: يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهرا؟. فقال: (إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما).

[*] آداب الجماع: تُسن التسمية عند الجماع: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو أن أحدكم إذا أتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقدَّر بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضره شيطانٌ أبداً) يُكره النزع قبل فراغها، أي قبل أن تُنزل لأنه يحرمها من كمال الإستمتاع، وربما يحصل لها ضرراً إذا كان الماء متهيأ للخروج ثم ينزع الرجل قبل إنزالها، و النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا ضرر ولا ضرار) {تنبيه} أما حديث (ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها) فهو ضعيف. أن يتعاهد الجماع في بعض الأيام وليس كل يوم: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: زُر غِباً تزدد حُباً) يحرم التحدث بجماع أهله عند أصحابه: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. ويجوز له أن يجمع بين وطء نسائه في غسل واحد: (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - يدور على نسائه في الساعة الواحدة، من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة، وفي رواية تسع نسوة، قال: قلت لأنس: أو كان يُطيقُه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين. إذا أراد أن يعاود الجماع يُستحب له أن يتوضأ: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ. [*] الأمور التي تُباح في الجماع: ويباح للرجل في جماع زوجته جسد امرأته كله- إلا الدبر- مقبلة أو مدبرة، لقوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) [البقرة: 223].

(حديث جابر بن عبد الله الثابت في الصحيحين) * أن يهود كانت تقول إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول قال فأنزلت (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) تحريم الدبر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضاً أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أُنزل على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. وعن ابن مسعود- رضي الله عنه-: أن رجلاً قال له: آتي امرأتي أنى شئت، وحيث شئت، وكيف شئت؟ قال: نعم، فنظر له رجل فقال له: إنه يريد الدبر! قال عبد الله: محاش النساء عليكم حرام. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ملعون من أتى امرأته في دبرها. جواز التجرد من الثياب عند الجماع: (حديث عائشة- رضي الله عنها- الثابت في الصحيحين) أنها قالت: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من جنابة". (حديث معاوية بن حيده رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قيل: إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها قيل: إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس. {تنبيه}:وأما ما روى عنه صلى الله عليه وسلم في أنه قال: (إذا أتى أحدكم أهله، فليلقى على عجزه وعجزها شيئاً، ولا يتجردا تجرد العيرين)). فمنكر، ولا يصح في المنع حديث. يستحب الوضوء لمن جامع امرأته، وأراد أن يعاودها قبل أن يغتسل: (حديث حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود، فليتوضأ). طواف الرجل على نسائه بغسل واحد:

(لحديث أنس- رضى الله عنه- الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه بغسل واحد. {تنبيه}: وأما ما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال- في الغسل عند كل مرة يجامع ((هذا أزكى وأطهر)). فلا حجة فيه لضعفه، ولمخالفته الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في طوافه على نسائه بغسل واحد كما في الحديث الآتي: (حديث عائشة- رضى الله عنها-:الثابت في صحيح البخاري) قالت: كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوف على نسائه ثم يصبح محرماً ينضخ طيباً. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل. تحريم إتيان المرأة وهي حائض: لقوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} [البقرة: 222]. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضاً أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أُنزل على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. (حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اصنعوا كل شئٍ إلا النكاح. [أي إلا الوطء] كفارة من أتى حائضاً: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في الذي يأتي امرأته وهي حائض، يتصدق بدينار أو بنصف دينار. ما الذي يحلُ للرجل من زوجته وهي حائض؟ يجوز للرجل من زوجته وهي حائض كل جسدها إلا الفرج: (لحديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اصنعوا كل شئٍ إلا النكاح. [أي

إلا الوطء] (حديث عائشة- رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها، ثم يباشرها. قالت: وأيكم يملك إربه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه. جواز جماع المستحاضة: (لحديث فاطمة بنت أبي جيش الثابت في الصحيحين) قالت: يا رسول الله إني امرأة ُاُستحاضُ فلا أطهر أفأدعُ الصلاة قال إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة فإذا ذهبت قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي. تحريم نشر أسرار الاستمتاع بين الزوجين إلا لمصلحة شرعية: (لحديث أبي سعيد الخدري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يملك إربه. القسم بين الزوجات: يجب على الزوج أن يساوي بين زوجاته في القسم، لقوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء / 19] وليس من المعروف أن يقسْم لهذه ليلة و لهذه ليلتين، وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الميل إلى إحدى الزوجات عن الأخرى، (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة و شقُه مائل) (شقُه مائل) أي أحدى جنبيه و طرفه مائل أي مفلوج، والله تعالى يقول: (وَلَن تَسْتَطِيعُوَاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً) [النساء/ 129] و المراد بالعدل هنا: في القسم و الإنفاق لا في المحبة لأنها مما لا يملكه) لو تبرعت إحدى الزوجات بيومها إلى أخرى يجوز ذلك:

الإيلاء

(حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتُهنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسمُ لكل امرأةٍ منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة، تبتغي بذلك رضا رسول الله. (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) خَشيَت سودةُ أن يطلقها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (لاَ تُطَلّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَفَعَلَ فَنَزَلَتْ {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصّلْحُ خَيْرٌ}) لا يجوز أن يسافر بإحداهن بدون قرعة: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتُهنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسمُ لكل امرأةٍ منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة، تبتغي بذلك رضا رسول الله. إن تزوج الرجل بكر وعنده زوجات كيف يقسم؟ (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعا وقسم، وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاث ثم قسم. إذا تزوج ثيباً و عنده زوجات كيف يقسم؟ (حديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعا وقسم، وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاث ثم قسم. (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تزوجها أقام عندها ثلاثا وقال: ليس بك على أهلكِ هَوَان، إن شئتِ سبَّعتُ لكِ، وإن سبَّعتُ لكِ سَّبعتُ لنسائي. الإيلاء قال تعالى: (لّلّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نّسَآئِهِمْ تَرَبّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآءُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُواْ الطّلاَقَ فَإِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة 227:226]

الظهار

(حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حلف لا يدخلُ على بعض أهله شهراً، فلما مضى تسعةٌ وعشرون يوماً غداً عليهن أوراح، فقيل له: يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهراً، قال: إن الشهر يكونُ تسعةً وعشرين يوماً. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أنه كان يقول في الإيلاء الذي سمى الله: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق كما أمر الله عز وجل. الظِهَار دليل الكتاب: أن الله تعالى سماه [مُنكَراً مّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً] قال تعالى: (الّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مّن نّسَآئِهِمْ مّا هُنّ أُمّهَاتِهِمْ إِنْ أُمّهَاتُهُمْ إِلاّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنّ اللّهَ لَعَفُوّ غَفُورٌ) [سورة: المجادلة - الآية: 2] ودليل السنة: (حديث بن عباس الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن رجلا ظاهر من امرأته فغشيها قبل أن يكفر فأتى النبي فذكر ذلك له فقال ما حملك على ذلك فقال يا رسول الله رأيت بياض حجليها في القمر فلم أملك نفسي أن وقعت عليها فضحك رسول الله وأمره ألا يقربها حتى يكفر. (حجليها): أي خلخالها كفارة الظهار: قال تعالى: (وَالّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نّسَآئِهِمْ ثُمّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسّا فَمَن لّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المجادلة 3،4] (حديث سَلْمَانَ بنَ صَخْرٍ الأنْصَارِيّ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أنه جَعَلَ امْرَأَتَهُ عَلَيْهِ كَظَهْرِ أُمّهِ حَتّى يَمْضِيَ رَمَضَانُ. فَلَمّا مَضَى نِصْفٌ مِنْ رَمَضَانَ وَقَعَ عَلَيْهَا لَيْلاً. فَأَتى رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ. فقَالَ لَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "أَعْتِقْ رَقَبَة" قالَ: لاَ أَجِدُهَا. قالَ "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ" قالَ: لاَ أسْتَطِيعُ. قالَ: "أطِعمْ سِتّينَ مِسْكِيناً" قالَ: لاَ أَجِدُ. فقَالَ رسولُ

كتاب الطلاق

الله - صلى الله عليه وسلم - لِفَرْوَةَ بنِ عَمْروٍ "أعْطِهِ ذَلِكَ الْعَرَقَ (وهُوَ مِكْتَلٌ يأخُذُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعاً أوْ سِتّةَ عَشَرَ صَاعاً) إطْعَامَ سِتّينَ مِسْكِيناً". {كتاب الطلاق} لا يجوز الطلاق قبل النكاح: لقوله تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمّ طَلّقْتُمُوهُنّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسّوهُنّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنّ مِنْ عِدّةٍ تَعْتَدّونَهَا فَمَتّعُوهُنّ وَسَرّحُوهُنّ سَرَاحاً جَمِيلاً) [سورة: الأحزاب - الآية: 49] (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا نَذْرَ لاِبنِ آدمَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ، ولاَ عِتْقَ لَهُ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ، ولاَ طَلاَقَ لَهُ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ". (حديث عليّ الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا طلاق قبل النكاح. لا يقع طلاق المكره: (حديث أبي ذر الغفاري الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. لا طلاق في إغلاق: (حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق. وقوع طلاق الهازل: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ثلاث جِدهُنَّ جِد وهَزْلِهُن جِد النكاح والطلاق والرجعة. الطلاق بالكناية يحتاج إلى نية: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن ابنة الجون، لما أدخلت على رسول الله ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك فقال لها: (لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك).

(حديث كعب ابن مالك الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليه أن اعتزل امرأتك، فقال: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا، بل اعتزلها فلا تقربنها. فقال لامرأته: الحقي بأهلك. الطلاق السُني: (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنه طلق امرأته وهي حائض، على رسول الله وسلم، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله عن ذلك، فقال رسول الله: (مره فليرجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء). (حديث بن عمر الثابت في صحيح مسلم) أنه طلق امرأته وهى حائض فذكر ذلك عمر للنبي فقال مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا. حكم الطلاق البدعي: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. المطلقة ثلاثاً لا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره زواجاً صحيحاً يجامعها فيه: (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن امرأة رفاعة القرظي جاءت إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، أن رفاعة طلقني فبت طلاقي، وأني نكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، وإنما معه مثل الهدبة، قال رسول الله: (لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته). (حديث عائشة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العُسَيْلةَ الجماع. لعن الله المحلِّل والمحلَّل له: (حديث عليّ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله المحلِّل والمحلَّل له. (حديث عقبة بن عامر الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بالتيس المستعار قالوا بلى يا رسول الله قال هو المحلل، لعن الله المحلِّل والمحلَّل له. الصحيح أن الطلاق الثلاث لا يقع لأنه طلاقاً بدعياً: لأن الله تعالى يقول (فَطَلّقُوهُنّ لِعِدّتِهِنّ) [سورة: الطلاق - الآية: 1]

(حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. أما ما حصل من عمر رضي الله تعالى عنه فهو اجتهادٌ منه غايته أن يكون سائغاً لمصلحةٍ رآها. (حديث بن عباس الثابت في صحيح مسلم) قال * كان الطلاق على عهد رسول الله وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة فقال عمر بن الخطاب إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم. لو شك الرجل في الطلاق ها طلق واحدةً أم اثنين ماذا يفعل؟ (حديث عبد الله ابن زيد الثابت في الصحيحين) أنه شكا إلى رسول الله: الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ فقال: (لا ينفتل - أو: لا ينصرف - حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا). (حديث علي الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة و الكذب ريبة. [*] باب الرجعة: قال تعالى: (وَبُعُولَتُهُنّ أَحَقّ بِرَدّهِنّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوَاْ إِصْلاَحاً) [سورة: البقرة - الآية: 228] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما متفق عليه) ... أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عمر بن الخطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء. (حديث عمر الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: طلق حفصة ثم راجعها. الإشهاد على الطلاق والرجعة: لقوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنّ فَأَمْسِكُوهُنّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مّنكُمْ) [سورة: الطلاق - الآية: 2]

الخلع:

(حديث عمران بن حصين الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أنه سئل عن الرجل يطلق امرأته ثم يقع بها ولم يشهد على طلاقها ولا على رجعتها فقال طلقت لغير سنة وراجعت لغير سنة أشهد على طلاقها وعلى رجعتها ولا تعد. الرجعية زوجة بنص كتاب الله تعالى: لقوله تعالى: (وَبُعُولَتُهُنّ أَحَقّ بِرَدّهِنّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوَاْ إِصْلاَحاً) [سورة: البقرة - الآية: 228] [*] الخُلْع: جواز الخُلْع إن كان لسبب شرعي: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس، ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله: (أتردين عليه حديقته). قالت: نعم، قال رسول الله: (اقبل الحديقة وطلقها تطليقة). تحريم سؤال المرأة زوجها الطلاق من غيرِ بأس: (حديث ثَوْبَانَ الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيّمَا امْرَأةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاَقاً مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنّة". (حديث ثوبان الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المختلعات هن المنافقات. عدة المختلعة حيضة بنص السنة الصحيحة: (حديث بن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - عدتها حيضة. [*] أحكام العِدَة: حُكْمُ العِدَة: العدة واجبة لقوله تعالى: (وَالْمُطَلّقَاتُ يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ) [سورة: البقرة - الآية: 228]

(حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) قالت: أُمرت بريرة أن تعتد بثلاث حِيَض. عدة المدخول بها: إذا كانت حاملاً فعدتها وضع الحمل: لقوله تعالى: (وَأُوْلاَتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق / 4] (حديث المسور بن مخرمه الثابت في الصحيحين) أن سُبيعة الأسلمية نُفست بعد وفاة زوجها بليالٍ فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنته أن تُنكح فُنكحت. عدة المُتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً فعدتها وضع الحمل: لقوله تعالى: (وَأُوْلاَتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق / 4] (حديث المسور بن مخرمه الثابت في الصحيحين) أن سُبيعة الأسلمية نُفست بعد وفاة زوجها بليالٍ فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنته أن تُنكح فُنكحت. عدة المُتوفى عنها زوجها إذا كانت غير حاملٍ فعدتها أربعة أشهر و عشراً: لقوله تعالى: (وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) [البقرة /234] عدة الحائل (غير الحامل) ذاتُ الحيض ثلاث حيض: لقوله تعالى: (وَالْمُطَلّقَاتُ يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ) [البقرة / 228] عدةُ الآيسة وكذا الصغيرة التي لا تحيض، ثلاثة أشهر: (الآيسة: الكبيرة التي يئست من المحيض) لقوله تعالى: (وَاللاّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نّسَآئِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدّتُهُنّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاّتِي لَمْ يَحِضْنَ) [الطلاق / 4] عِدةُ غير المدخول بها: إذا كانت فرقة حياة، فلا عدة عليها: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمّ طَلّقْتُمُوهُنّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسّوهُنّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنّ مِنْ عِدّةٍ تَعْتَدّونَهَا فَمَتّعُوهُنّ وَسَرّحُوهُنّ سَرَاحاً جَمِيلاً) [الأحزاب / 49]

الإحداد

وإن كانت فرقة ممات: فعليها عدة المتوفى عنها زوجها، لعموم قوله تعالى: (وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) [البقرة /234] (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح السنن الأربعة) أنه قال في رجلٍ تزوج امراةً فمات ولم يدخل، ولم يفرض لها، لها الصداق وعليها العدة ولها الميراث. لزوم المعتدة بيت الزوجية: قال تعالى: (يَأيّهَا النّبِيّ إِذَا طَلّقْتُمُ النّسَآءَ فَطَلّقُوهُنّ لِعِدّتِهِنّ وَأَحْصُواْ الْعِدّةَ وَاتّقُواْ اللّهَ رَبّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنّ مِن بُيُوتِهِنّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلّ اللّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) [الطلاق / 1] (حديث فُريْعة بنت مالك الثابت في صحيح السنن الأربعة) أَنّ زَوْجَهَا خَرَجَ في طَلَبِ أعْبدٍ لَهُ فَقَتَلُوهُ. قَالتْ: فَسَأَلتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أرْجعَ إِلَى أهْلِي. فَإِنّ زَوْجِي لَمْ يَتْركْ لِي مَسْكَناً وَلاَ نَفَقة. فقَالَ "نَعَمْ". فلما كُنْتُ في الْحُجْرَةِ نَادَانِي فقالَ: امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتّى يَبْلُغَ الكِتَابُ أجَلَهُ. قَالتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشْراً. قَالتْ: فقَضَى به بعد ذلك عُثمَانُ. [*] الإحداد: الإحداد هو: ترك الزينة و الطيب، ولبس الحُلي ولبس الملون من الثياب و الخضاب و الكحل، و الإحداد يجب على المتوفى عنها زوجها حتى تنقضي عدتها: (حديث أم عطية الثابت في الصحيحين) قالت: كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا، ولا نكتحل، ولا نتطيب، ولا نلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب، وقد رخص لنا عند الطهر، إذا اغتسلت إحدانا من محيضها، في نُبْذة من كست أظفار، وكنا ننهى عن اتباع الجنائز. [*] نفقة المعتدة: المطلقة طلاقاً رجعياً يجب لها النفقة ما دامت في العدة لأنها زوجة: لقوله تعالى: (وَبُعُولَتُهُنّ أَحَقّ بِرَدّهِنّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوَاْ إِصْلاَحاً) [البقرة / 228]

الإستبراء

المطلقة طلاقاً بائناً، سواء كان بينونة صغرى أم كبرى، فلا نفقة لها ولا سكنى إلا إذا كانت حاملاً فينفق عليها حتى تضع حملها. (حديث فاطمة بنت قيس الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما النفقة و السكنى للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرَّجعة. [*] الإستبراء: الإستبراء شرعا: تربصُ يقصد منه العلم ببراءة رحم ملك يمين. (حديث رُوْيْفع الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يحل لامرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسقي ماءَهُ زرعَ غيره. (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا توطأ حامل حتى تضع و لا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة. [*] أحكام الحضانة: الحضانة شرعا: هو حفظ الطفل عما يضره، و القيام بمصالحه. المرأة أحقُ به إلى سبع سنين، مالم تُنكح: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح أبي داوود) أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاءً وثديي له سقاءاً وحجري له حواء وإن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني، فقال لها رسول الله أنت أحق به ما لم تَنْكحي. إذا بلغ الطفل سبع سنين خُيَّر بين أبويه فأيهما اختار ذهب به: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن زوجي يريد أن يذهب بابني فقال: ياغلام هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيد أيهما شئت فأخذ بيد أمه فانطلقت به. أحكام الرَّضاع: حكم الرضاع: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يحرُمُ من الرَّضاع ما يحرُمُ من النسب. التحريم بخمس رضعات في الحولين أي في زمن الفطام:

كتاب اللعان

(2) أن تكون الخمس رضعات في الحولين أي في زمن الفطام: لقوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمّ الرّضَاعَةَ) [البقرة /233] (حديث أم سلمة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يُحِّرم من الرضاعة إلا ما فتَّقَ الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام. (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشْرَ رضعات يُحِّرمنَّ، ثم نُسخن بخمسٍ معلومات، فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي مما يقرأ من القرآن. حَدُّ الرضعة: (حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تُحِّرم المصَّة ولا المصَّتان) (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الرضاعة من المجاعة. يثبت الرضاع بشهادة امرأة واحدة فقط: (حديث عقبة بن الحارث الثابت في صحيح البخاري) أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب: قال: فجاءت أمة فقالت: قد أرضعتكما، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف وقد قيل، ففارقها عقبة فنكحت زوجاً غيره. {كتاب اللعان} مشروعية اللعان: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي بشريك ابن سحماء، فقال النبي: (البينة أو حد في ظهرك). فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي يقول: (البينة وإلا حد في ظهرك). فقال

هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرىء ظهري من الحد، فنزل جبريل عليه السلام وأنزل عليه قوله تعالى: (وَالّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ) (وَالْخَامِسَةُ أَنّ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ) (وَالْخَامِسَةَ أَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ) فانصرف النبي فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي يقول: (إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب). ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة. قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت، حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لاأفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي: (أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء). فجاءت به كذلك، فقال النبي: (لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأن). يسن في اللعان أن يأمر القاضي من يضع يده على فم الزوج أو الزوجة عند الخامسة و يقول إنها موجبة: (حديث ابن عباس الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلاً حين أمر المتلاعنين أن يتلاعنا أن يضع يده على فيه عند الخامسة يقول إنها موجبة. فرقة اللعان فرقة مؤبدة: تصبح محرمة عليه تحريماً مؤبداً لا تحل له أبداً، لا بعد زوج ولا بدون زوج. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاعن بين رجلٍ و امرأة فانتفى من ولدها ففرَّق بينهما وألحق الولد بالمرأة. من لاعن زوجته فلا يجوز له أن يسترد الصداق: (حديث ابن عمرالثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمتلاعنين: (حسابكما على الله، أحدكما كاذب، لا سبيل لك عليها). قال: مالي؟ قال: (لا مال لك، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعد لك). هل يجوز للرجل أن ينتفي من ولده لمجرد أن لونه مختلف عن لونه أو شكله مختلف عن شكله؟ لا يجوز ذلك مطلقاً، فلعل ذلك نَزَعة عِرْق.

كتاب البيوع

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاماً أسود، فقال: (هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: (ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: (هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: (فأنى ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق، قال: (فلعل ابنك هذا نزعه عرق) (أورق) أي لونه بياض في سواد، وهو أطيبُ الإبل لحماً ما يلحق من النسب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الولدُ للفراش و للعاهر الحجر. {كتاب البيوع} استحباب الحث على المكاسب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حَبْله، فيحتطبَّ على ظهره، خيرٌ له من أن يأتيَ رجلاً فيسألَه، أعطاهُ أو مَنَعه) (حديث المقدام بن معد يكرب الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما أكل أحدٌ طعامٌ قط، خيرٌ من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكلُ من عمل يده) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان زكرياء نجاراً) لا بأس بالغنى لمن اتقى: (حديث يسار بن عُبيد الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا بأس بالغنى لمن اتقى و الصحة لمن اتقى خير من الغنى و طيب النفس من النعي.

(حديث أبي كبشة الأنماري الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَحسنِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الأجرِ سَوَاءٌ، وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبِطُ في مَالِهِ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فهو بِأَسوءِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الوزر سَوَاءٌ. الحث على الاقتصاد في طلب الرزق: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيها الناس اتقوا الله و أجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها و إن أبطأ عنها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب خذوا ما حل و دعوا ما حرُم. (حديث أبي الدرداء الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الرزق أشد طلبا للعبد من أجله. (حديث عبيد الله ابن محصن الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها. (حديث عمرو بن العاص الثابت في صحيحالأدب المفرد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم المال الصالح للمرء الصالح. (حديث يسار بن عُبيد الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا بأس بالغنى لمن اتقى و الصحة لمن اتقى خير من الغنى و طيب النفس من النعيم. الحث على الصدق في البيع والتحذير من الكذب: (حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما). الحث على الصدقة لمن عمل تاجرا:

(حديث عن قيس بن أبي غرزةالثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معشر التجار لِلَّهِ إن الشيطان و الإثم يحضران البيع فشوبوا بيعكم بالصدقة. استحباب التبكير في طلب الرزق: (حديث صخر الغامدي الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم في أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله. وجوب العلم بأحكام البيع والشراء لمن أراد أن يشتغل بهما: كان الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب يطوف بالسوق ويضربُ بعض التجار بالدُّرة ويقول (لا يبعْ في سوقنا إلا من يفقه وإلا أ: ل الربا شاء أم أبى) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام). (حديث أبي بكرالثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به. (حديث النعمان بن بشير الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه و دينه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا و إن لكل ملك حمى ألا و إن حمى الله تعالى في أرضه محارمه ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال! < يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم >! وقال! < يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم >! ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. الحث على السماحة في البيع والشراء:

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن رسول الله قال: (رحم الله رجلا، سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى). فضل إنظار المعسر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه). فضل الإقالة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أقال مسلما أقاله الله عثرته. تحريم الغش: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس منا. ما يقول إذا دخل السوق: (حديث بن عمر الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتا في الجنة. جواز البيع: قال تعالى: {{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}} [البقرة: 275]. وأما السنة " (حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما).

إنما البيع عن تراض: قال تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}} [النساء: 29] (حديث أبي سعيد الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:: "إنما البيع عن تراضٍ" النهي عن بيع الغرر: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر. لا يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه: (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى أن يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه. قلت لابن عباس: كيف ذاك؟. قال: ذاك دراهم بدراهم، والطعام مرجأ. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه). قال ابن عباس: ولا أحسب كل شيء إلا مثله. (حديث حكيم بن حزام الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال * يا رسول الله يأتيني الرجل فيريد مني البيع ليس عندي أفأبتاعه له من السوق فقال لا تبع ما ليس عندك. الشروط في البيع: (حديث عمرو ابن عوفٍ المُزَني الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. (حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مائة شرط، شرط الله أحق وأوثق. لا يحل سلف وبيع: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا بيع ما ليس عندك" الاختلاف بين البائع والمشتري:

(حديث ابن مسعود الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينه والبيع قائم بعينه فالقول ما قال البائع أو يترادان البيع. البيعان بالخيار ما لم يتفرقا: (حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما). يحرُم الفرقة من المجلس خشية الاستقالة: (حديث عبد الله ابن عمرو الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الْبَيّعَانِ بالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرّقَا، إلاّ أنْ تَكُونَ صَفقَةَ خِيَارٍ. ولاَ يَحِلّ لَهُ أَنْ يُفَارِقَ صَاحِبَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَقِيلَهُ". خيار الشرط: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا، أو يكون البيع خيارا). خيار العيب: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها: إن شاء أمسك، وإن شاء ردها وصاع تمر). تحريم النجش: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى عن النجش. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا). النهي عن تلقي الركبان: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تلقوا الجلب فمن تلقى فاشترى منه شيئا فصاحبه بالخيار إذا أتى السوق. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: كنا نتلقى الركبان، فنشتري منهم الطعام، فنهانا النبي أن نبيعه حتى يبلغ به سوق الطعام.

باب الربا والصرف

باب الربا والصرف تحريم الربا: قال تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}} [البقرة: 278، 279]، (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: لعن رسول الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه. (الربا سبعون حوباً) حوباً: أي إثما (حديث عبد الله بن حنظلةالثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: درهم ربا يأكله الرجل و هو يعلم أشد عند الله من ستة و ثلاثين زنية. الأشياء الربوية: (حديث أبي سعيد الخدري الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي فيه سواء. لا يجوز بيع الرطب بالتمر أصحاب العرايا: (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال: سمعت رسول الله يسأل عن شراء التمر بالرطب فقال رسول الله أينقص الرطب إذا يبس؟ قالوا نعم فنهىعن ذلك.

بيع الأصول والثمار

(حديث رافع بن خديج الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن رسول الله نهى عن المزابنة، بيع الثمر بالتمر، إلا أصحاب العرايا، فإنه أذن لهم. لا يجوز بيع ربوي بجنسه ومع أحدهما من غير جنسه: (حديث فضالة بن عبيد الثابت في صحيح مسلم) قال: اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي فقال لا تباع حتى تفصل. بيع الأصول والثمار ماحكم من من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر؟ (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع و إن ابتاع عبدا و له مال فماله للذي باعه إلا أن يشترط المبتاع. لا يجوز بيع الثمر قبل بدو صلاحه: (حديث بن عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمبتاع. ما هو صلاح الثمر؟ (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي: نهى عن بيع ثمر التمر حتى يزهو. فقلنا لأنس: ما زهوها؟. قال: تحمر وتصفر، أرأيت إن منع الله الثمرة بم تستحل مال أخيك. (حديث أنس الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى عن بيع العنب حتى يسود وعن بيع الحب حتى يشتد. باب السَلم

باب القرض

حكم السَّلَمِ: قال تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ}} [البقرة: 282] (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قدم النبي المدينة وهم يسلفون بالتمر السنتين والثلاث، فقال: (من أسلف في شيء ففي كيل معلوم، إلى أجل معلوم). باب القرض فضل الإقراض: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. (حديث ابن مسعود الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة. يجب على من اقترض دينا أن ينوي الأداء: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله). يجب على من اقترض دينا أن يحسن القضاء: :كان لرجل على النبي سن من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: (أعطوه). فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سنا فوقها، فقال: (أعطوه). فقال: أوفيتني أوفى الله بك، قال النبي: (إن خياركم أحسنكم قضاء). يجب على من اقترض دينا أن يدعو لمن أقرضه:

(حديث عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي الثابت في صحيح ابن ماجة) أن ... النبي - صلى الله عليه وسلم - استلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين ألفا فلما قدم قضاها إياه ثم قال له النبي بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الوفاء والحمد. يجب على من اقترض دينا ألا يماطل وهو يقدر على السداد: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع. (حديث الشريد بن سويد الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لي الواجد يحل عرضه و عقوبته. يجب على صاحب الدين حُسْن المطالبة: (حديث عائشة الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من طالب حقا فليطلبه في عفافٍ وافٍ أو غير وافٍ. يجب على صاحب الدين إنظار المعسر: قال تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 280] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَنْ أنْظَرَمُعْسِراً أوْ وَضَعَ لَهُ، أظَلّهُ الله يَوْمَ القِيامَةِ تحْتَ ظِلّ عرشِهِ، يَوْمَ لاَ ظِلّ إلاّ ظِلّهُ". [*] كيف نتصرف مع المُفْلس: إن وجد ماله بعينه ولم يكن قبض منه شيئاً فهو أحقُ به، وإن كان قبض منه شيئاً فالمالُ أُسوة الغرماء. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أدرك ماله بعينه عند رجل، أو إنسان، قد أفلس فهو أحق به من غيره).

باب الرهن

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما رجل باع سلعة فأدرك سلعته بعينها عند رجل وقد أفلس ولم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له وإن كان قبض من ثمنها شيئا فهو أسوة للغرماء. باب الرهن حكم الرهن: قال تعالى: {{وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ}} [البقرة: 283]. وأما السُّنة (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الظهر يُركب بنفقته إذا كان مرهوناً، ولبن الدَّرِّ يشرب بنفقته إذا كان مرهوناً، وعلى الذي يركب ويشرب النفقة". (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى طعاما من يهودي إلى أجل، ورهنه درعا من حديد. باب: الضمان (حديث أبي أمامة الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الزعيم غارم. (حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي أتي بجنازة ليصلي عليها، فقال: (هل عليه من دين). قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجنازة أخرى، فقال: (هل عليه من دين). قالوا: نعم، قال: (صلوا على صاحبكم). قال أبو قتادة: علي دينه يا رسول الله، فصلى عليه. باب: الحوالة

باب الصلح

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع. باب الصلح (حديث عَمْرِو بنِ عَوْفٍ المُزْنِيّ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ. إلاّ صُلْحاً حَرّمَ حَلاَلاً أوْ أحَلّ حَرَاماً. والمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إلاّ شَرْطاً حَرّمَ حَلاَلاً أوْ أحَلّ حَرَاماً". باب الوكالة قال الله ـ تعالى ـ عن أصحاب الكهف لما استيقظوا من نومهم: {{فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}} [الكهف: 19] وقال الله ـ تعالى ـ عن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال لهارون: {{اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}} [الأعراف: 142] (حديث علي رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يقوم على بدنه، وأن يقسم بدنه كلها، لحومها وجلودها وجلالها، ولا يعطي في جزارتها شيئا. باب الشركة جواز الشركة: قال تعالى: {{فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}} [النساء: 12]،

باب المساقاة

(حديث السائب الثابت في صحيح ابن ماجة) أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك كنت لا تداريني ولا تماريني. باب المساقاة (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى رسول الله خيبر لليهود: أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قالت الأنصار للنبي: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: (لا). فقالوا: تكفوننا المؤونة، ونشرككم في الثمرة، قالوا: سمعنا وأطعنا. باب الإجارة قال تعالى: {{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}} [القصص: 26] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة). بَابُ السَّبْقِ (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أنها: كانت مع النبي في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال هذه بتلك. جواز المسابقة على الحيوان بلا عِوض إلا في إبل وخيل وسهام:

باب: العارية

(حديث بن عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل التي أضمرت: من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل. باب: العارية (حديث صفوان بن يعلى الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) قال: قال لي رسول الله * إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا قال فقلت يا رسول الله أعارية مضمونة أو عارية مؤداة قال بل مؤداة. (حديث عمرو ابن عوفٍ المُزَني الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. باب الغصب قال تعالى: {{وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ *}} [البقرة] وقال الله تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}} [النساء: 29] (حديث حنيفة الرقاشي الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه" (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه، خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين).

باب الوديعة

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. لا يجوز الإنتفاع بالمغصوب ويجب عليه ردَّه: (حديث يزيد بن سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لاَ يأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ لاَعِباً أو جَادّا، فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدّهَا إِلَيْهِ". (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). يجب على الإنسان أن يدافع عن نفسه وماله إذا قصده آخر لقتاله وأخذ ماله: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "لا تعطه"، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله"، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار"، قال: وإن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد". (لحديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قتل دون ماله فهو شهيد. باب الشفعة مشروعية الشفعة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: قضى النبي بالشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، وصرفت الطرق، فلا شفعة. الجار له حق الشفعة إذا كان بينهما حقٌ مشترك من طريق أو ماء أو غيره:

باب إحياء الموات

(حديث سمرة ابن جندب الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بنِ عَبْدِ الله الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَنْ كانَ لَهُ شَرِيكٌ في حَائِطٍ، فَلاَ يَبِيعُ نَصِيبَهُ مِنْ ذلِكَ حَتّى يَعْرِضَهُ على شَرِيكهِ". باب الوديعة الوديعة بالنسبة للمودَع سُنَّة بشرط أن يكون قادراً على حفظها وصيانتها والعناية بها: قوله تعالى: {{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}} [البقرة: 195] و (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. هل على المودَع ضمان؟ (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أُودِعَ وديعةً فلا ضمان عليه. باب إحياء الموات (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق).

باب اللقطة

(حديث سمرة بن جندب الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحاط حائطا على أرض فهي له. للإمام أن يقطع مَوَات لمن يحييها: (حديث وائل بن حُجر الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقطعه أرضا بحضرموت. باب اللقطة (حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله فسأله عن اللقطة، فقال: (اعرف عفاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها). قال: فضالة الغنم؟ قال: (هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال: فضالة الإبل؟ قال: (ما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها). لا يجوز تعريف اللقطة في المساجد: (حديث عبد اله بن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه ضالة وأن ينشد فيه شعر ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أوْ يبْتَاعُ في الْمَسْجِدِ، فَقُولُوا: لاَ أَرْبَحَ الله تِجَارَتَكَ. وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالّة فَقُولوا: لا ردّ الله عَلَيْكَ". تُعْريف اللقطة سنة: (حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله فسأله عن اللقطة، فقال: (اعرف عفاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها). قال: فضالة الغنم؟ قال: (هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال: فضالة الإبل؟ قال: (ما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها). إثم من لم يُعَرِّف اللقطة:

باب الوقف

(حديث زيد بن خالد الجهني الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها. (حديث عامرا الشعبي الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من وجد دابة قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها فسيبوها فأخذها فأحياها فهي له. امتلاك اللقطة بعد أن يعرفها سنة: (حديث عياض بن حمار الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من وجد لقطة فليشهد ذا عدل أو ذوي عدل ولا يكتم ولا يغيب فإن وجد صاحبها فليردها عليه وإلا فهو مال الله عز وجل يؤتيه من يشاء. حكم لقطة مكة: الصحيح أن لقطة مكة لا تحل إلا لمنشد يريد أن يعرِّفها مدى الدهر (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قال رسول الله يوم فتح مكة: (لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا). وقال يوم فتح مكة: (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه). فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم، قال: (إلا الإذخر). حكم لقطة الحاج: (حديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:نهى عن لقطة الحاج. باب الوقف (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخيبر، فأتى النبي يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله، إني أصبت أرضا بخيبر، لم أصب مالاً قط أنفسُ عندي منه، فما تأمر به؟ قال: (إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها). قال: فتصدق بها عمر: أنه لا يُباع ولا يُوهب ولا يُورث، وتصدق بها في الفقراء، وفي القربى، وفي

باب الهبة والعطية

الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير مُتَمَوِّل. (غير مُتَمَوِّل): أي غير متملك لأي شيءٍ من رقابها. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، أحب ماله إليه بَيْرُحَاء، مستقبلة المسجد، وكان النبي يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس فلما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. قام أبو طلحة فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وأن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله، فقال: (بخ، ذلك مال رابح، أو رايح - شك ابن مسلمة - وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن يجعلها في الأقربين). قال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفي بني عمه. بَابُ الهِبَةِ وَالعَطِيَّةِ (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرْسَن شاة). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تهادوا تحابوا. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عن النبي قال: (لو دعيت إلى ذراع، أو كُراع، لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كُراع لقبلت). (حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:كان يقبل الهدية و يثيب عليها. حكم هدايا العمال: هدايا العمال غُلول:

(حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: استعمل النبي رجلا من الأزد، يقال له ابن اللتبية، على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي. قال: (فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه، فينظر يهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاه تيعر، ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه: (اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت). ثلاثا. (حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هدايا العمال غلول. (حديث بريدة الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول. العمرى والرقبى: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (العمرى جائزة). (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: قضى النبي بالعمرى، أنها لمن وهبت له. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما رجل أعمر عمرى له ولعقبه فإنها للذي أعطيها لا ترجع إلى الذي أعطاها لأنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها فإنه من أعمر عمرى فهي للذي أعمرها حيا وميتا ولعقبه (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العمرى جائزة لأهلها والرقبى جائزة لأهلها. لا يجوز لأحدٍ أن أَنْ يُعْطِيَ عَطِيّةً ثُمّ يَرْجِعُ فِيهَا إِلاّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ: (حديث ابنِ عَبّاسٍ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَحِلّ لِلرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيّةً ثُمّ يَرْجِعُ فِيهَا إِلاّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الّذِي يُعْطِي الْعَطِيّةَ ثُمّ يَرْجِعُ فِيهَا كَمَثَلِ الْكلْبِ أَكَلَ حتى إذا شَبِع قَاءَ ثُمّ عَاد في قَيْئِهِ".

كتاب الوصايا

(حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه. لا يجوز للإنسان شراء هبته: (حديث عمر رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أنه قال: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي فقال: (لا تشتره، ولا تعد في صدقتك، وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه). وجوب العدل في الهبة التي توهب للأبناء: (حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله، فأتى رسول الله فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، قال: (أعطيت سائر ولدك مثل هذا). قال: لا، قال: (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم). قال: فرجع فرد عطيته. كتاب الوصايا فلا وصية لوارث: (حديث أبا أمامة الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله عز وجل قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ولا تنفق المرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها فقيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذاك أفضل أموالنا ثم قال العارية مؤداة والمنحة مردودة والدين مقضي والزعيم غارم. وجوب الوصية: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما حق امرئ مسلم، له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده). من ترك مالاً قليلاً لا تسن له الوصية:

كتاب الفرائض

(لحديث سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة"، وصاحب المال القليل إذا أوصى فإنه ربما يجعل ورثته عالة على الناس. لا تجوز الوصية بأكثر من الثلث: (حديث سعد بن أبي وقاص الثابت في الصحيحين) قال: قلت يارسول الله أنا ذو مالٍ ولايرثني إلاابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قال: قلت: فالشطر؟ قال: (لا). قلت: الثلث؟ قال: (الثلث كبير، إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك). لا تستحقُ الوصية إلا بعد موت المُوصِي وبعد سداد الديون: (حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ الثابت في صحيح ابن ماجة) أن قال:"إن النبي قضى بالدين قبل الوصية" وأنتم تقرؤنها {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}. كتاب الفرائض (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر"، (حديث أبي موسى رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أنه سئل عن ابنة وابنة ابن وأخت، فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود فسيتابعني، فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى فقال: لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم. (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مولى القوم أنفسهم). (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ابن أخت القوم من أنفسهم).

كتاب العتق

(حديث سعد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من ادَّعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام). فذكرته لأبي بكرة فقال: وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر). شروط إرث الحمل: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا استهل المولود ورث. كِتَابُ العِتْقِ فضل العتق: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيما رجل أعتق امرأ مسلما، استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يجزى ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. (حديث أبي موسى الأشعري الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة يطؤها، فأدبها فأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران). (حديث كعب بن مرة الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزئ كل عظم منه بكل عظم منه ومن أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزئ بكل عظمين منهما عظم منه. يفضل في العتق أن يكون المعتوق ذكرا:

(حديث كعب بن مرة الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزئ كل عظم منه بكل عظم منه ومن أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزئ بكل عظمين منهما عظم منه. من أعتق شركا له في عبد: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أعتق شركا له في عبد، فكان له مال يبلغ ثمن العبد، قوم العبد قيمة عدل، فأعطى شركاءه حصصهم، وعتق عليه، وإلا فقد عتق منه ما عتق). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أعتق نصيبا، أو شقيصا، في مملوك، فخلاصه عليه في ماله، إن كان له مال، وإلا قوم عليه، فاستسعي به غير مشقوق عليه). من ملك ذا رحم محرم فهو حر: (حديث سمرة بن جندب الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر. يصح تعليق العِتق بموت: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: باع النبي - صلى الله عليه وسلم - المُدَبَّر. عتق الحياة أعظم أجراً من عتق التدبير: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: (أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان). فالعتق بالتدبير أقل أجراً من العتق في حال الحياة. حكم المكاتبة: قال تعالى: {{وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}} [النور: 33] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاَثَةٌ حَقّ على الله عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ في سَبِيلِ الله، والمُكَاتَبُ الّذِي يُرِيدُ الأدَاءَ، والنّاكِحُ

كتاب الجنايات

الّذِي يُرِيدُ العَفَافَ". حكم أمهات الأولاد: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله الثابت في صحيح أبي داوود) قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله وأبي بكر فلما كان عمر نهانا فانتهينا. كتاب الجنايات القتل العمد: قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مّتَعَمّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [سورة: النساء - الآية: 93] القتل الخطأ: قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاّ خَطَئاً) [سورة: النساء - الآية: 92] القتل شبه العمد: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى النبي، فقضى أن دية جنينها غرَّة، عبد أو وليدة، وقضى أن دية المرأة على عاقلتها. (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل العمد ولا يقتل صاحبه وذلك أن ينزو الشيطان بين الناس فتكون دماء في عميا في غير ضغينة ولا حمل سلاح. لا قصاص إلا في العمد: قال تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى}} [البقرة: 178]، وقال تعالى: {{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ ب (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا

تكسر ثنيتها، فقال رسول الله: (يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره). حكم قتل النفس عمدا بغير حق: قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مّتَعَمّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [سورة: النساء - الآية: 93] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا: يا رسول الله: وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة). (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت النبي: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: (أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك). قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك). قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تزاني بحليلة جارك). قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أول ما يقضى بين الناس في الدماء). (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دماً حراماً). (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري موقوفا) قال: إن من ورطات الأمور، التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حلِّه. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي قال: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطَّلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه).

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح التلرمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لَوْ أنّ أَهْلَ السّماءِ وَأهْلَ الأرْضِ اشْتَرَكُوا في دَمِ مُؤْمِنٍ لأكبّهُمْ الله فِي النّارِ". (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: أن غلاما قُتل غيلة، فقال عمر: لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم. لا يسقط حق المقتول في الآخرة بمجرد توبة القاتل: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كانت له مظلمة لأخيه من عِرْضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لايكون ديناراً ولا درهما، إن كان له حسنات أُخِذَ منه بقدرِ مظلمته وإن لم تكن له حسنات أُخِذَ من سيئاته فَحُمِلت عليه). تحريم قتل الإنسان نفسه: (حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله: (كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عن النبي قال: (من تردَّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلَّداً فيها أبداً). قاتل نفسه لا يخلد في النار إلا إذا استحل قتل نفسه: لقوله تعالى: (إن اللَّهَ لا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: الآية48). (حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عُصابة من أصحابه (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله، فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه).فبايعناه على ذلك. لا يقتل مسلم بكافر:

(حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقتل مسلم بكافر. لاَ يُقْتَلُ الوَالِدُ بِالْوَلَدِ: حديث ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لاَ تُقَامُ الْحَدُودُ فِي الْمسَاجِدِ وَلاَ يُقْتَلُ الوَالِدُ بِالْوَلَدِ". القصاص: (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين، قيل: من فعل هذا بك، أفلان، أفلان؟ حتى سمي اليهودي، فأومت برأسها، فأخذ اليهودي فاعترف، فأمر به النبي فرض رأسه بين حجرين. (حديث رافع بن خديج رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) قال: أصبح رجل من الأنصار مقتولا بخيبر فانطلق أولياؤه إلى النبي فذكروا ذلك له فقال لكم شاهدان يشهدان على قتل صاحبكم قالوا يا رسول الله لم يكن ثم أحد من المسلمين وإنما هم يهود وقد يجترئون على أعظم من هذا قال فاختاروا منهم خمسين فاستحلفوهم فأبوا فوداه النبي من عنده. العَفْوِ عَنِ القِصَاصِ: قوله تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}} [البقرة: 178] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يقاد وإما أن يُفدى" إن عفا بعض مستحقي القصاص سقط القصاص: لقوله تعالى: {{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}} [البقرة: 178] (ولحديث زيد ابن وهب في الإرواء وهو صحيح) أن عمر رضي الله عنه رُفع إليه رجلٌ قتل رجلاً فأراد أولياء المقتول قتله، فقالت أخت المقتول _ وهي امرأة القاتل _ قد عفوت عن حصتي من زوجي، فقال عمر: عُتِق الرجل من القتل. العفو أفضل من القصاص:

كتاب الديات

لقوله تعالى: (وَأَن تَعْفُوَاْ أَقْرَبُ لِلتّقْوَىَ) [سورة: البقرة - الآية: 237] (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) قال: ما رأيت النبي رفع إليه شيء فيه قصاص إلا أمر فيه بالعفو. الْقِصَاصَ فِيمَا دُونَ النَّفْسِ (في الأطراف والجروح): لقوله تعالى: {{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}} [المائدة: 45]. (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال رسول الله: (يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره). كِتَابُ الدِّيَاتِ وجوب الدية: قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مّسَلّمَةٌ إِلَىَ أَهْلِهِ إِلاّ أَن يَصّدّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوّ لّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مّسَلّمَةٌ إِلَىَ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّؤْمِنَةً فَمَن لّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [سورة: النساء - الآية: 92] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يقاد وإما أن يُفدى" دية القاتل العمد عليه وليس على عاقلته: قال تعالى يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [سورة: فاطر - الآية: 18] دية القاتل شبه العمد والخطأ على عاقلته:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى النبي، فقضى أن دية جنينها غرَّة، عبد أو وليدة، وقضى أن دية المرأة على عاقلتها. دية القتل العمد مغلظة: (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قتل متعمد دفع إلى أولياء المقتول فإن شاءوا قتلوا و إن شاءوا أخذوا الدية و هي ثلاثون حقة و ثلاثون جذعة و أربعون خلفة و ما صولحوا عليه فهو لهم. دية القتل شبه العمد مغلظة مثل العمد: (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل العمد ولا يقتل صاحبه وذلك أن ينزو الشيطان بين الناس فتكون دماء في عميا في غير ضغينة ولا حمل سلاح. دية الخطأ مخففة: (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قُتِلَ خطأً فديته مائة من الإبل ثلاثون بنت مخاض و ثلاثون بنت لبون و ثلاثون حقة و عشرة بني لبون. دِيَاتِ الأَعْضَاءِ: (حديث أب عمر رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في الأنف الدية إذا استوفى جدعه مائة من الإبل و في اليد خمسون و في الرجل خمسون و في العين خمسون و في الآمة ثلث النفس و في الجائفة ثلث النفس و في المنقلة خمس عشرة و في الموضحة خمس و في السن خمس و في كل إصبع من هنالك عشر. دية الشجاج وكسر العظام: (حديث أب عمر رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في الأنف الدية إذا استوفى جدعه مائة من الإبل و في اليد خمسون و في الرجل خمسون و في العين خمسون و في الآمة ثلث النفس و في الجائفة ثلث النفس و في المنقلة خمس عشرة و في الموضحة خمس و في السن خمس و في كل إصبع من هنالك عشر. دية الذمي:

باب القسامة

(حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين. دية الجنين: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى النبي، فقضى أن دية جنينها غرَّة، عبد أو وليدة، وقضى أن دية المرأة على عاقلتها. دية المكاتب: (حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي والنسائي) قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المكاتب يُودِى بقدر ما أدى من مكاتبته دية الحر وما بقي دية العبد. باب القسامة مشروعية القسامة: (حديث سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن عبد الله بن سهل ومُحَيِّصَة بن مسعود خرجا إلى خيبر، فأتى مُحَيِّصَة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه، فأتى يهود فقال: أنتم قتلتموه فقالوا: لا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتحلفون وتستحقون دمَ صاحبكم؟). قالوا: وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: (تبرئكم يهود بخمسين يمينا). فقالوا: كيف نأخذ أيمان قوم كفار؟ فودَّاه بمائةٍ من الإبل. كتاب الحدود إقامة الحدود واجبة: قال تعالى: (وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوَاْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائدة / 38]

وقال تعالى: {{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأَفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}} [النور: 2] وقال تعالى في قطاع الطريق: {{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ}} [المائدة: 33] (حديث عمر رضي الله عنه الثابت في الصحيحين موقوفا) قال: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان، حتى يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله، ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن، إذا قامت البيِّنة، أو كان الحمل أو الاعتراف. (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) أن قريشاً أهمَّتهم المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم رسول الله، ومن يجترئ عليه إلا أسامة، حِبُّ رسول الله، فكلَّم رسول الله، فقال: (أتشفع في حد من حدود الله). ثم قام فخطب، قال: (يا أيها الناس، إنما ضل من كان قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها). (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله و ليتب إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله. الحكمة من تشريع الحدود: (حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عن النبي قال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا).

(حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه). فبايعناه على ذلك. فضل إقامة الحدود: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي النسائي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا. (حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عن النبي قال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا). (حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه). فبايعناه على ذلك. استحباب أن يستر مرتكب ما يوجب الحد على نفسه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها فمن ألمَّ بشيءٍ منها فليستتر بستر الله و ليتُبْ إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله. الذي يُقيم الحد هو الإمام أو نائبة (والإمام هو الرئيس الأعلى للدولة): (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (واغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها). لا تُقام الحدود في المساجد:

(لحديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقام الحدود في المساجد و لا يقتل الوالد بالولد. حد الزنا: قال تعالى: (الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة: النور - الآية: 2] (حديث زيد بن خالد الجُهَني رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرُ فيمن زنى ولم يحصن بجلد مائة، وتغريب عام. (حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة و نفي سنة و الثيب بالثيب جلد مائة و الرجم. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي ... - صلى الله عليه وسلم - قال: (واغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أتى رجل رسول الله وهو في المسجد، فناداه فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات، فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاه النبي فقال: (أبك جنون). قال: لا، قال: (فهل أحصنت). قال: نعم، فقال النبي: (اذهبوا به فارجموه). (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه، وكان أفقه منه، فقال: اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي؟ قال: (قل). قال: إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالاً من أهل العلم، فأخبروني: أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأته الرجم. فقال النبي: (والذي نفسي بيده لأقضينَّ بينكما بكتاب الله جل ذكره، المائة شاة والخادم ردّ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها). فغدا عليها فاعترفت فرجمها. (حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن امرأة من جهينة أتت نبي الله وهي حبلى من الزنى فقالت يا نبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله وليها

فقال أحسن إليها فإذا وضعت فائتني بها ففعل فأمر بها نبي الله فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى. حد الرقيق: قوله تعالى: {{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}} [النساء: 25] لا تجتمعُ العقوبة والتعيير: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا زنت الأمة فتبيَّن زناها، فليجلدها ولا يُثَرِّب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يُثَرِّب، ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر). معنى [لا يُثَرِّب]: أي لا يُعَيِّر (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أتي النبي بسكران، فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده ومنا من يضربه بنعله ومنا من يضربه بثوبه، فلما انصرف قال رجل: ما له أخزاه الله، فقال رسول الله: (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم). حكم من زنى بذات محرم: (حديث البراء رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: لقيت عمي ومعه راية فقلت له أين تريد قال بعثني رسول الله إلى رجل نكح امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله. حدُّ اللواط والعياذ بالله: (حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به. مشروعية اللعان: (حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي بشريك ابن سحماء، فقال النبي: (البينة أو حد في ظهرك). فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي يقول: (البينة وإلا حد في ظهرك). فقال

هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرىء ظهري من الحد، فنزل جبريل عليه السلام وأنزل عليه قوله تعالى: (وَالّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ) (وَالْخَامِسَةُ أَنّ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ) (وَالْخَامِسَةَ أَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ) فانصرف النبي فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي يقول: (إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب). ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة. قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت، حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لاأفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي: (أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء). فجاءت به كذلك، فقال النبي: (لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأن). حَدِّ القَذْفِ: (وَالّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة: النور - الآية: 4] يقول الله ـ عزّ وجل ـ: {{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *}} [النور:23] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا: يا رسول الله: وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). [*] حَدُّ المُسْكِرِ: تحريم الخمر: قال تعالى: (يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنّمَا يُرِيدُ الشّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مّنتَهُونَ) [سورة: المائدة - الآيتان 90: 91]

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر و العاق و الديوث الذي يُقرُّ في أهلهِ الخبث. (حديث أبي الدرداء رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قال * أوصاني خليلي لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الخمر أم الفواحش و أكبر الكبائر من شربها وقع على أمه و خالته و عمته. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل مسكر حرام إن على الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار. (حديث بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يقبل الله لَهُ صَلاَة أرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فإنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلْ الله لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ تابَ الله عَلَيهِ فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صبحاً فإن تاب تاب الله عليه. فإنْ عَادَ الرابعة لَمْ يَقْبَل الله لَهُ صَلاَةُ أرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ لَمْ يَتُبْ الله عَلَيْهِ وسقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ. قِيلَ يا أبَا عَبْدِ الرحمَنِ ومَا نَهْرُ الْخَبَالِ؟ قالَ: نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أهْلِ النّارِ". ما هو السُكْر؟ (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي يقول: أما بعد، أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل.

تحريم الخمر؟ قال تعالى: (يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنّمَا يُرِيدُ الشّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مّنتَهُونَ) [سورة: المائدة - الآيتان 90: 91] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر و العاق و الديوث الذي يُقرُّ في أهلهِ الخبث. (حديث أبي الدرداء رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قال * أوصاني خليلي لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الخمر أم الفواحش و أكبر الكبائر من شربها وقع على أمه و خالته و عمته. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل مسكر حرام إن على الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار. (حديث بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يقبل الله لَهُ صَلاَة أرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فإنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلْ الله لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ تابَ الله عَلَيهِ فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صبحاً فإن تاب تاب الله عليه. فإنْ عَادَ الرابعة لَمْ يَقْبَل الله لَهُ صَلاَةُ أرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ لَمْ يَتُبْ الله

عَلَيْهِ وسقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ. قِيلَ يا أبَا عَبْدِ الرحمَنِ ومَا نَهْرُ الْخَبَالِ؟ قالَ: نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أهْلِ النّارِ". لا فرق بين قليل الخمر وكثيره: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام. التحذير من تسمية الخمر بغير اسمها: (حديث حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها. حدُّ شارب الخمر: (حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله وإمرة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر، فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا، حتى كان آخر إمرة عمر، فجلد أربعين، حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين. (حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه. لا يباح الخمر للتداوي: (حديث طارق بن سويد الجعفي رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أنه سأل النبي عن الخمر فنهاه أو كره أن يصنعها فقال إنما أصنعها للدواء فقال إنه ليس بدواء ولكنه داء. حَدُّ السَّرِقَةِ: قال تعالى: (وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوَاْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة: المائدة - الآية: 38] (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده). (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا. (حديث بن عمر رضي الله عنهما عنها الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع في مجنٍّ ثمنه ثلاثة دراهم.

ليس على مُنْتَهِبٍ قطع: (لحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما رضي الله عنهما الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس على خائنٍ ولا مُنْتَهِبٍ ولا مُخْتَلِسٍ قطع" حَدِّ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ: قال تعالى: {{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ}} [المائدة: 33]. (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قدم أناس من عكل أو عرينة، فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، فلما صحوا، قتلوا راعي النبي، واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار، فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم، وألقوا في الحرة، يستسقون فلا يسقون. قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله. حكم الصائل: (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "لا تعطه"، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله"، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار"، قال: وإن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد". (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قتل دون ماله فهو شهيد. (حديث سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ رضي الله عنه الثابت في في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَينهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دمهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، ومن قتل دون أهله فهو شَهِيدٌ. هل يجب الدفاع عن النفس في الفتنة؟ (حديث خالد بن عرفطة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ستكون أحداث و فتنة و فرقة و اختلاف فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل. (حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته.

باب التعزير

بَابُ التَّعْزِير مشروعية التعذير: (حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع. (حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه. قد يصل التعزير إلى القتل: (حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه. بابُ حُكْمِ الْمُرْتَدِّ (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من بدَّل دينه فاقتلوه). (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة). يُستتاب المرتد قبل قتله فإن تاب قُبِل منه ورجع إلى الإسلام: قال تعالى: (قُلْ يَعِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رّحْمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: الزمر - الآية: 53]

كتاب الأطعمة

قال تعالى: (إِنّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) [سورة: النساء - * إِلاّ الّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للّهِ فَأُوْلََئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [سورة: النساء - الآيتان 145: 146] (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بماعملنا في الجاهلية؟ قال: (من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر). (حديث ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَُقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ". كتاب الأطعمة الأصل في الأطعمة الحِل: قال تعالى: {{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}} [البقرة: 29] الحيوانات البحرية كلُّها حلال: لقول الله تعالى: {{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}} [المائدة: 96]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: صيد البحر، ما أُخذ حيّاً، وطعامه ما أُخذ ميتاً، يعني ما ألقاه البحر مثلاً، أو طفا على ظهره ميتاً. الحيوانات البرية مباحة إلا أنواع حرمها الشرع منها ما يلي: (1) الحُمر الأهلية: (لحديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ الثابت في الصحيحين) قال: أمر النبي يوم خيبر أبا طلحة فنادى: "إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس" (2) َمَا لَهُ نَابٌ من السِّباع يَفْتَرِسُ بِهِ: ومعنى "يفترس به" أي: يصطاد به، فينهش به الصيد ويأكله

(حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: نهى رسول الله عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير. (3) كل ذي مخلب من الطير يصيد به: (حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: نهى رسول الله عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير. (4) ما أمر الشارع بقتله: (حديث عائشة رضي الله عنها رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (خمس فواسق، يقتلن في الحرم، الفأرة، والعقرب، والحديا، والغراب، والكلب العقور). (5) ما نهى الشارع عن قتله: وهذا أيضاً ظاهر التحريم لأنه لا يمكن التوصلُ إلى أكله إلا عن طريق قتله (حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصّرد. (6) ما يأكل الجِيّف: (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن ركوب الجلالة. (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) قال * نهى رسول الله عن أكل الجلالة وألبانها. (7) كل حيوان تَوَلَّد من مأكول وغيره كالبغل: لأنه اختلط مباح بحرام على وجه لا يتميز أحدهما عن الآخر فكان حراماً؛ إذ لا يمكن اجتناب الحرام حينئذٍ إلاَّ باجتناب الحلال، واجتناب الحرام واجب، فكان اجتناب الحلال واجباً. (8) لا يحل نجس كالميتة والدم والخنزير: قال الله تعالى: {{قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}} [الأنعام: 145] (9) الذي لم يُذكر اسم الله عليه: قال تعالى: (وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنّهُ لَفِسْقٌ) [سورة: الأنعام - الآية: 121]

(10) ما يلحق بالميتة: وهو ما قطع من البهيمة وهي حية: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما قطع من البهيمة وهي حية فهي ميتة. (11) يحرم الطعام إذا كان ضاراً: قال الله تعالى: {{وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}} [البقرة: 195]، وقال عزّ وجل: {{وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}} [النساء: 29] (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ضرر ولا ضرار" [*] جواز أكل لحم الخيل: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ـ رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لحوم الحُمُر، وأذِنَ في لحوم الخيل" (حديث أسماء ـ رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) قالت: "نحرنا فرساً في عهد النبي ونحن في المدينة فأكلناه" [*] جواز أكل بَهِيمَةِ الأَْنْعَامِ: قال الله تعالى: {{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}} [المائدة: 1]. وقال عزّ وجل: {{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}} [الأنعام:143]. جواز أكل َالدَّجَاجِ: (حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: رأيت النبي يأكل دجاجاً. جواز أكل الضب:

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الضب لست آكله ولا أحرِّمه). (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: أهدت أم حفيد، خالة ابن عباس، إلى النبي أقطا وسمنا وأضبا، فأكل النبي من الأقط والسمن، وترك الضب تقذرا، قال ابن عباس: فأكل على مائدة رسول الله، ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله. جواز أكل الْحُمُرِ الوحْشِيَّة: (حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حماراً وحشياً وهو بلأبواء، فرده عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: (إنَّا لم نرده عليك إلا أنَّا حُرم) جواز أكل الأرنب: (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أنفجنا أرنبا بمر الظهران، فسعى القوم فلغبوا، فأخذتها، فجئتُ بها أبا طلحة فذبحها، فبعث بوركيها إلى رسول الله: فَقَبِلَها. جواز أكل الجراد: (حديث عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: غزونا مع النبي سبع غزوات أو ستاً، كنا نأكل معه الجراد. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أحلت لكم ميتتان و دمان أما الميتتان: فالحوت و الجراد و أما الدمان: فالكبد و الطحال. مَنِ َمَنْ مَرَّ بِثَمَرِ بُسْتَانٍ فِي شَجَرَةٍ فله أن يأكل منه: (حديث ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ دَخَلَ حَائِطاً فَلْيَأكُلْ ولاَ يَتّخِذْ خُبْنَةً". حكم الضيافة: حكم الضيافة واجب، وإكرام الضيف ـ أيضاً ـ واجب، وهو أمر زائد على مطلق الضيافة: قال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىَ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ) [الذاريات: 24:27]

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. {تنبيه}: وليس من السنة التكلف للضيف فإن هذا مما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه (حديث سلمان في صحيح الجامع) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التكلف للضيف. مدة الضيافة الواجبة يومُ وليلة: (حديث أبي شريح في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يومٌ وليلة، والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوِي عنده حتى يُحْرِجه. باب آداب الطعام: (1) ذكر الله تعالى عند الطعام: (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مَنْ أَطْعَمه الله طعاماً فليقل اللهمّ بَارِك فيه وأَطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ. وَمَنْ سَقَاهُ الله لَبَناً فَلْيَقُلْ: اللّهُمّ بارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ. وَقالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِىءُ مَكانَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ غَيْرَ اللّبَنِ". (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء. (2) أن يقول بسم الله قبل البدء في الطعام وأن يحمد الله تعالى بعد الطعام: (حديث عمر بن أبي سلمى رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله: (يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك). فما زالت تلك طعمتي بعد. (حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا أكل أحدكم طعاما فليقل باسم الله فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله على أوله و آخره.

(حديث ابن عباس في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه و من سقاه الله لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و زدنا منه فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام و الشراب إلا اللبن. (حديث أبي أمامة في صحيح البخاري) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي كفانا وأرْوَانا غير مَكْفيٍّ ولا مكفور. (حديث معاذ بن أنس الجُهَنِي في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقَنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. (3) إذا أُتِيَ بطعامٍ ولم يدري أذُكِر اسم الله عليه أم لا فليُسَمِّ هو ويأكل: (حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ الثابت في الصحيحين) أن قوماً قالوا: يا رسول الله، إن قوماً يأتوننا باللحم، لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال: "سَمُّوا أنتم وكلُوا" (3) أن يأكل باليمين: (حديث عمر بن أبي سلمى رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله: (يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك). فما زالت تلك طعمتي بعد. (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. (5) أن يأكل بثلاث أصابع: (حديث كعب بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: كان رسول الله يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها. (6) لعق الأصابع والصحفة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أيِّه البركة. (7) إذا سقطت اللقمة منه فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان:

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة. (8) غسل اليدين بعد الطعام: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نام وفي يده غّمْرٌ ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه. (غّمْرٌ): الدسم والزهومة من اللحم. (9) النهي عن الشبع: (حديث مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَا مَلأَ آدَمِىٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِوَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ " (حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قَالَ تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ " كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعاً فِى الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". (حديث معاذ رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلاً كان يأكل أكلاً كثيراً، فأسلم، فكان يأكل أكلاً قليلاً، فذُكر ذلك للنبي فقال: (إن المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء). (10) النهي عن القران بين التمرتين حتى يستأذن أصحابه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: نهى النبي أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعا حتى يستأذن أصحابه. {تنبيه}: السبب في ذلك لأن ذلك يكون سبباً في الطمع وسوء الخلق. (11) التواضع في الأكل:

(حديث أبي جُحَيفة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إني لا آكل متكئاً). {تنبيه}: والسبب في ذلك أن الإتكاء حال الأكل من صفات المتكبرين والعياذ بالله. (حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) قال: أهديت للنبي شاة فجثى رسول الله على ركبتيه يأكل فقال أعرابي ما هذه الجلسة فقال إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا. (12) كَرَاهِيَةِ الأَكْلِ مِنْ وَسَطِ الطّعَام: (حديث ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ وَسَطَ الطّعَامِ فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ وَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ". (13) جواز الأكلُ قائما: (حديث ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال: "كُنّا نَأَكُلُ على عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَمْشِي، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ". {تنبيه}: وعلى هذا فيُحمل الحديث الآتي على كراهية التنزيه (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يشربن أحد منكم قائما فمن نسي فليستقئ. (14) لا يعيب الطعام إن اشتهاه أكله وإلا تركه. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: ما عاب النبي طعاماً قطُّ، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. (15) استحباب الإجتماع على الطعام: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: طعام الإثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: طعام الواحد يكفي الإثنين وطعام الإثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية.

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي. آداب الدعوة إلى الطعام: (1) أن ينوي إكرام الضيف تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يستحضر في ذهنه النصوص الواردة في ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا: فيكرم الضيف، ويقدم له الأكل،، وقد سبقنا إليها إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ، كما قال الله تعالى: {{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}} [الذاريات:24]، أي: الذين أكرمهم إبراهيم، ولا يمتنع أن يقال: والذين أكرمهم الله ـ عزّ وجل ـ بكونهم ملائكة. الشاهد: قوله تعالى [فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ] قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره: قوله تعالى: [فما لبث أن جاء] التقدير: فما لبث عن أن جاء، أي ما أبطأ عن مجيئه بعجل [بِعِجْلٍ حَنِيذٍ] أي مشوي.، وقال رحمه الله تعالى: في هذه الآية من أدب الضيف أن يعجل قراه، فيقدم الموجود الميسر في الحال، ثم يتبعه بغيره إن كان له جدة، ولا يتكلف ما يضر به. والضيافة من مكارم الأخلاق، ومن آداب الإسلام، ومن خلق النبيين والصالحين. وإبراهيم أول من أضاف الضيف. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. {تنبيه}: وليس من السنة التكلف للضيف فإن هذا مما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه (حديث سلمان في صحيح الجامع) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التكلف للضيف. (2) يجب على المدعو أن يلبي الدعوة لأنها من حق المسلم على أخيه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس).

(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليأكل و إن كان صائما فليدع بالبركة. (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها. (3) الدعاء لصاحب الطعام: (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة. (حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال * نزل رسول الله على أبي قال فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى قال شعبة هو ظني وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى بين الإصبعين ثم أتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه قال فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع الله لنا فقال اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم. (4) ألا تدعو إلى طعامك إلا تقي: (حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي. (5) على الضيف إذا قُدِّم إليه طعام أن لا يسأل عنه: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من طعامه فليأكل و لا يسأل عنه و إن سقاه من شرابه فليشرب و لا يسأل عنه. (6) على الضيف أنه إذا رأى منكراً رجع: (حديث علي رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قال * صنعت طعاما فدعوت رسول الله فجاء فرأى في البيت تصاوير فرجع. [*] فضائل بعض الأطعمة:

فضل الدُبَّاء: (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن خياطا دعا رسول الله لطعام صنعه، قال أنس ابن مالك: فذهبت مع رسول الله إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله خبزا ومرقا، فيه دباء وقديد، فرأيت النبي يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ. فضل التمر: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع أهله قالها مرتين أو ثلاثا. فضل تمر المدينة: (حديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من اصطبح بسبع تمراتٍ عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر). فضل الكمأة: (حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين). فضل الخل: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: أخذ رسول الله بيدي ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال ما من آدم فقالوا لا إلا شيء من خل قال فإن الخل نعم الأُدم قال جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله. فضل زيت الزيتون: (حديث عُمَرَ بن الْخَطّابِ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كُلُوا من الزّيْتَ وَادّهِنُوا بِهِ فَإِنّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ". فضل لحم الظهر: (حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بلحم الظهر فإنه من أطيبه.

باب الأشربة

النهي عن الثوم إلا مطبوخا: (حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن أكل الثوم إلا مطبوخا. مراعاة صفة الأطعمة عند الجمع بينها: (حديث عبد الله بن جعفر الثابت في الصحيحين) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل الرطب بالقثاء. (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) قالت: أرادت أمي أن تسمنني لدخولي على رسول الله فلم أقبل عليها بشيء مما تريد حتى أطعمتني القثاء بالرطب فسمنت عليه كأحسن السمن. (حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَأْكُلُ البِطّيخَ بالرّطَبِ". فضل الحلوى والعسل: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي يحب الحلوى والعسل. [*] باب الأشربة: آداب الشرب: (1) أن لا يتنفس في الإناء: (حديث أبي قتادة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه، ولا يتمسح بيمينه). (2) التنفس خارج الإناء: (حديث أبى سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبِن القدحَ عن فِيك ثم تنفس. (3) السنة في الشرب اليمن فالأيمن: (حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أنها حلبت لرسول الله شاة داجن، وهي في دار أنس بن مالك، وشيب لبنها بماء من البئر التي في دار أنس، فأعطى

رسول الله القدح فشرب منه، حتى إذا نزع القدح من فيه، وعلى يساره أبو بكر، وعن يمينه أعرابي، فقال عمر، وخاف أن يعطيه الأعرابي: أعط أبا بكر يا رسول الله عندك، فأعطاه الأعرابي الذي على يمينه، ثم قال: (الأيمن فالأيمن). (حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أتي رسول الله بقدح فشرب، وعن يمينه غلام هو أحدث القوم، والأشياخ عن يساره، قال: (يا غلام، أتأذن لي أن أعطي الأشياخ). فقال: ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحدا يا رسول الله، فأعطاه إياه. (1) أن لا يتنفس في الإناء: (حديث أبي قتادة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه، ولا يتمسح بيمينه). (2) التنفس خارج الإناء: (حديث أبى سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبِن القدحَ عن فِيك ثم تنفس. (3) السنة في الشرب اليمن فالأيمن: (حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أنها حلبت لرسول الله شاة داجن، وهي في دار أنس بن مالك، وشيب لبنها بماء من البئر التي في دار أنس، فأعطى رسول الله القدح فشرب منه، حتى إذا نزع القدح من فيه، وعلى يساره أبو بكر، وعن يمينه أعرابي، فقال عمر، وخاف أن يعطيه الأعرابي: أعط أبا بكر يا رسول الله عندك، فأعطاه الأعرابي الذي على يمينه، ثم قال: (الأيمن فالأيمن). (حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: أتي رسول الله بقدح فشرب، وعن يمينه غلام هو أحدث القوم، والأشياخ عن يساره، قال: (يا غلام، أتأذن لي أن أعطي الأشياخ). فقال: ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحدا يا رسول الله، فأعطاه إياه. (4) النهي عن الشرب من فم القربة أو السقاء: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى رسول الله عن الشرب من فم القِربةْ أو السقاء. (5) النهي عن اختناث الأسقية:

(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى عن اختناث الأسقية. (6) يَحرُم الشرب في آنية الذهب و الفضة: (حديث حُذيفة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحرير و الديباج و الشرب في آنية الذهب و الفضة وقال: هي لهم في الدنيا وهي لهم في الآخرة. (حديث أم سلمة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شرب في إناء ذهب أو فضة فإنما يُجرجَرُ في بطنه ناراً من جهنم. (7) تغطية الأسقية: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (8) من السنة أن يكون ساقي القوم آخرهم شربا: (حديث أبي قتادة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ساقي القوم آخرهم شربا. (9) يُفضَل الشراب الحلو البارد: (حديث عائَشةَ رضي الله عنها الثابت في صحيح الترمذي) قالت: "كانَ أحَبّ الشّرَابِ إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الحُلْوَ الْبَارِدَ". حكم الشرب قائما: القول الصحيح الذي دلت عليه السنة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة هو جواز الشرب قائما وعليه يُحمل الآتي: (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: سقيت رسول الله من زمزم، فشرب وهو قائم. (حديث ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) قال: "كُنّا نَأَكُلُ على عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَمْشِي، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ". {تنبيه}: وعلى هذا فيُحمل الحديث الآتي على الكراهة: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

باب الذكاة:

لا يشربن أحد منكم قائما فمن نسي فليستقئ. لا يجوز انتباذ التمر والزبيب معا لأن كلاً منهما من جنس ما يُسْكِر: (حديث أبي قتادة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُجمع بين التمر والزَّهْوِ، والتمر والزبيب، ولْيُنْبَذْ كل واحد منهما على حدة. حكم الأكل أو الشرب في أواني أهل الكتاب: (حديث أبي ثعلبة الثابت في الصحيحين) قال: قلتُ يا رسول الله إنا بأرضِ قومٍ أهل كتاب، أفنأكلُ في آنيتهم، قال: لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها ثم كلوا فيها. [*] بابُ الذَّكَاةِ: كل حيوان مباح يشترط لحلِّه الذكاة، إلا حيوان البحر، والجراد: قوله تعالى: {{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ}} [المائدة: 3] (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أحلت لكم ميتتان و دمان أما الميتتان: فالحوت و الجراد و أما الدمان: فالكبد و الطحال. ذبيحة اليهود والنصارى حلال: لقوله تعالى: {{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}} [المائدة: 5] ، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في تفسير الآية: طعامهم ذبائحهم، وهذا أمر معلوم. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها، فقيل: ألا نقتلها؟ قال: (لا). فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله. جواز الذبح بحجر: (حديث كعب بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن امرأة ذبحت شاة بحجر، فسئل النبي عن ذلك، فأمر بأكلها. لا يجوزالذبح بالسن أو الظفر؟

(حديث رافع بن خديج رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكر اسم الله فكل، ليس السن والظفر، وسأحدثك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمُدَى الحبشة). وأصبنا نَهْبَ إبل وغنم، فندَّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله: (إنَّ لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فإذا غلبكم منها شيء فافعلوا به هكذا). ذكاة ما عُجِز عنه من الصيد، والنعم المتوحشة، والواقعة في بئر، ونحوها بجرحه في أي موضع كان من بدنه: (حديث رافع بن خديج رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكر اسم الله فكل، ليس السن والظفر، وسأحدثك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمُدَى الحبشة). وأصبنا نَهْبَ إبل وغنم، فندَّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله: (إنَّ لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فإذا غلبكم منها شيء فافعلوا به هكذا). الواقعة في بئر كيف نذكيها؟ (حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله، فإن وجدته قُتل فكل إلا أن تجده قد وقع في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أم سهمك. اشتراط التسمية في الذكاة: قال تعالى: {{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ}} [الأنعام:118]، وقوله تعالى: {{وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}} [الأنعام: 119]، وقوله عزّ وجل: {{وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}} [الأنعام: 121]. (حديث رافع بن خديج رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكر اسم الله فكل، ليس السن والظفر، وسأحدثك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمُدَى الحبشة). وأصبنا نَهْبَ إبل وغنم، فندَّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله: (إنَّ لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فإذا غلبكم منها شيء فافعلوا به هكذا). يشترط للذبح أن يكون الذبح مأذوناً فيه شرعاً:

(حديث الصعب بن جثامة الثابت في الصحيحين) أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حماراً وحشياً وهو بلأبواء، فرده عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: (إنَّا لم نرده عليك إلا أنَّا حُرم) من شروط الذكاة الشرعية ألا يذبح لغير الله: فإن ذبح لغير الله فهي حرام، لا تحل، حتى وإن سمى الله، بأن ذبح لصنم، أو لسلطان، أو لرئيس، أو لولي، أو لأي أحد، ذبحاً يتقرب إليه به، ويعظمه به، فإن الذبيحة حرام قال تعالى: {{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ}} [المائدة: 3] يعني على الأصنام، فما ذبح عليها فهو حرام. (حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من غير المنار. يحرُم الذبح بآلة كالَّة لما فيه من تعذيب الحيوان: (حديث شداد بن أوس رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته. السنة في نحر الإبل أن تنحر قائمة معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها: (حديث عبد الرحمن بن سابط رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها. ذكاة الجنين: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ذكاة الجنين ذكاة أمه. يستحب أن توجه الذبيحة نحو القبلة: (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) قال: ذبح النبي يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين فلما وجههما قال إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين إن

باب الأضحية:

صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك عن محمد وأمته باسم الله والله أكبر ثم ذبح. السلخ الذي على السنة: (حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة): أن رسول الله مر بغلام يسلخ شاة فقال له رسول الله تنح حتى أريك فأدخل رسول الله يده بين الجلد واللحم فدَحَسَ بها حتى توارت إلى الإبط وقال يا غلام هكذا فاسلخ ثم مضى وصلى للناس ولم يتوضأ. [*] بَابُ الأُضْحِيَة: الأُضْحِيَة سنة: (حديث أم سلمة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من رأى هلال ذي الحجة وأراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان له سعة و لم يضح فلا يقربن مصلانا. يضحي الإنسان عنه وعن أهل بيته وتجزئ الشاة في ذلك: (حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان الرّجلُ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يُضَحّي بالشّاةِ عنهُ وعن أهلِ بَيْتِهِ فيأكلُون ويُطْعِمونَ. النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى عنه وعن آله وعن أمته: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتى به ليضحى به فقال لها يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به. من شروط الأضحية تكون من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم): قال تعالى: (لّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ فِيَ أَيّامٍ مّعْلُومَاتٍ عَلَىَ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ) [سورة: الحج: 28]

ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن يضح إلا من بهيمة الأنعام، ومن عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله فهو مردود. (لحديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. من شروط الأضحية أن تبلغ السن المحدد شرعا: وهي (جذعة من الضأن): وهو ما له ستة أشهر (وثني مما سواه): وهو سنة للماعز، وسنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل. (حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن. من شروط الأضحية أن تبلغ السن المحدد شرعا: (حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعٌ لا تجوز في الأضاحي العَوْرَاءُ بَيِِّنُ عَوَرُهَا والمريضةُ بَيِِّنُ مرضُها والعرجَاءُ بَيِِّنُ ظلعُها والكسيرُ التي لا تُنقي. من شروط الأضحية أن تكون في وقت الذبح: أي بعد صلاة عيد الأضحى كما بينت ذلك السنة الصحيحة (حديث البراء رضي الله عنه رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم النحر فقال: (إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنَّتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدَّمه لأهله، ليس من النُّسُك في شيء). فقام أبو بُردة بن نِيَار، وقد ذبح، فقال: إن عندي جَذعة. فقال: (اذبحها ولن تجزي عن أحد بعدك). البدنة أو البقرة تُجزئ عن سبعة: (حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) قال: نحرنا مع رسول الله عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة. تُجزئ العضباء في الضحية إلا أنها مكروهة على الصحيح: العضباء: هي التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها، وهي تجزئ في الأضحية إلا أنها مكروهة على الصحيح

باب العقيقة:

(حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) قال: "أمَرَنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالأذُنَ. كيف تُوَزَع الأُضحية: يُسَنُ في الأُضحية أن تُقسم أثلاثا (يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث) والدليل على أنه يأكل منها ويتصدق قوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ) [سورة: الحج: 28] (حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث منى، فرخص لنا النبي قال: (كلوا وتزودوا). والدليل على إهداء الثلث: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تهادوا تحابوا. من رأى هلال ذي الحجة وأراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي. (حديث أم سلمة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من رأى هلال ذي الحجة وأراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي. استحباب ذبح الأضحية بنفسه: (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: ضحَّى النبي بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمَّى وكبَّر، ووضع رجله على صفاحهما. بَابُ العقيقة: حكم العقيقة: العقيقة: واجبة على القادر (حديث سلمان بن عامر الضَّبيُّ رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى. (حديث سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع وَيُحْلَقُ رأسُه ويُسمى. مقدار ما يُذبح عن المولود: يذبح عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة

(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عن الغلام شاتان متكافئتان و عن الجارية شاة. إذا وُلد له غلام ولم يستطع إلا ذبح شاة واحدة فهل يجزئ ذلك؟ (عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عقّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الْحَسَنِ بشاةٍ وقال يا فاطمةُ احْلِقِي رأْسَهُ وتَصَدّقِي بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضّةً، قال فَوَزَنَتْهُ، فكانَ وَزْنَهُ دِرْهَماً أو بعضَ دِرْهَمٍ". متى تُذبح العقيقة؟ (حديث سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع وَيُحْلَقُ رأسُه ويُسمى. (حديث بريدة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشرة أو لإحدى و عشرين. ما يُستحبُ في حق المولود: (1) تحنيكه بتمرة: (حديث أبي موسى الاشعري رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: ولد لي غلام، فأتيت به النبي فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي، وكان أكبر ولد أبي موسى. (2) أن يُعَقَّ عنه يوم السابع وَيُحْلَقُ رأسُه ويُسمى: (حديث سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع وَيُحْلَقُ رأسُه ويُسمى. (3) التصدق بزنة شعره فضة: (عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عقّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الْحَسَنِ بشاةٍ وقال يا فاطمةُ احْلِقِي رأْسَهُ وتَصَدّقِي بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضّةً، قال فَوَزَنَتْهُ، فكانَ وَزْنَهُ دِرْهَماً أو بعضَ دِرْهَمٍ". (4) اختيار اسمٌ حسنٌ له، وأفضلها عبد الله وعبد الرحمن، واستحباب التسمية بأسماء الأنبياء:

باب الصيد:

(حديث بن عمر رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن. (حديث أبي وهب الجُشَمِّي رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهَمّام وأقبحها حرب ومُرَّة. بَابُ الصَّيْد: جواز الصَّيْد إذا كان يُصطاد للحاجة إليه والأكل: قال تعالى: (وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ) [سورة: المائدة: 2] و قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلّ لَهُمْ قُلْ أُحِلّ لَكُمُ الطّيّبَاتُ وَمَا عَلّمْتُمْ مّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [سورة: المائدة - الأية: 4] (حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت النبي عن المِعْرِاض، فقال: (إذا أصاب بِحَدِّه فَكُل، وإذا أصاب بِعَرَضِه فقُتِل عدي بن حاتم رضي الله عنه فلا تأكل). فقلت: أرسل كلبي؟ قال: إذا أرسلت كلبك وسمَيْت فَكُل، قلت فإن أكل؟ قال: فلا تأكل فإنه لم يُمسك عليك إنما أمسك على نفسه، قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر؟ قال: (فلا تأكل، فإنك سمَّيت على كلبك ولم تسم على الآخر). كراهية الصَّيْد إذا كان يصطاد على سبيل اللهو والعبث، وليس بحاجة إلى الأكل: (حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن. جواز صيد أهل الكتاب: ؛ لقوله تعالى: {{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}} [المائدة: 5]، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في تفسير الآية: طعامهم ذبائحهم. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها، فقيل: ألا نقتلها؟ قال: (لا). فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله. من شروط الصيد قصد التذكية للصائد:

(حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) يشترط في آلة الصيد أن تكون محددة غير سن ولا ظفر: (حديث رافع بن خديج رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكر اسم الله فكل، ليس السن والظفر، وسأحدثك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمُدَى الحبشة). وأصبنا نَهْبَ إبل وغنم، فندَّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله: (إنَّ لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فإذا غلبكم منها شيء فافعلوا به هكذا). يشترط في الجارحة أن تكون مُعَلَّمَة: قال تعالى: {{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ}} [المائدة: 4] (حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت النبي عن المِعْرِاض، فقال: (إذا أصاب بِحَدِّه فَكُل، وإذا أصاب بِعَرَضِه فقُتِل عدي بن حاتم رضي الله عنه فلا تأكل). فقلت: أرسل كلبي؟ قال: إذا أرسلت كلبك وسمَيْت فَكُل، قلت فإن أكل؟ قال: فلا تأكل فإنه لم يُمسك عليك إنما أمسك على نفسه، قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر؟ قال: (فلا تأكل، فإنك سمَّيت على كلبك ولم تسم على الآخر). يشترط لصحة الصيد التسمية عند إرسال السهم أو الجارحة: (حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت النبي عن المِعْرِاض، فقال: (إذا أصاب بِحَدِّه فَكُل، وإذا أصاب بِعَرَضِه فقُتِل عدي بن حاتم رضي الله عنه فلا تأكل). فقلت: أرسل كلبي؟ قال: إذا أرسلت كلبك وسمَيْت فَكُل، قلت فإن أكل؟ قال: فلا تأكل فإنه لم يُمسك عليك إنما أمسك على نفسه، قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر؟ قال: (فلا تأكل، فإنك سمَّيت على كلبك ولم تسم على الآخر). لو قتل الصيد بثقل الآلة وليس بحدها فإن الصيد لا يحل: (حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت النبي عن المِعْرِاض، فقال: (إذا أصاب بِحَدِّه فَكُل، وإذا أصاب بِعَرَضِه فقُتِل عدي بن حاتم رضي الله عنه فلا تأكل). فقلت: أرسل كلبي؟ قال: إذا أرسلت كلبك وسمَيْت فَكُل، قلت فإن أكل؟ قال: فلا

كتاب الأيمان

تأكل فإنه لم يُمسك عليك إنما أمسك على نفسه، قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر؟ قال: (فلا تأكل، فإنك سمَّيت على كلبك ولم تسم على الآخر). إذا رُمي الصيد بسهم ثم وقع في الماء: (حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله، فإن وجدته قُتل فكل إلا أن تجده قد وقع في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أم سهمك. كِتَابُ الأَيْمَانِ النهي عن إكثار اليمين: لقول الله تعالى: {{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}} [المائدة: 89]. قال بعض العلماء في تفسيرها: أي: لا تكثروا الأيمان، ولا شك أن هذا أولى، وأسلم للإنسان، وأبرأ لذمته. تكون اليمين واجبة إذا كان المقصود بها إثبات الحق: قال الله تبارك وتعالى: {{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}} [يونس: 53]. وقال تعالى: {{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}} [سبأ: 3] وقال تعالى: {{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}} [التغابن: 7] اليمين اللغو الذي يجري على لسانه بغير قصد: قوله تعالى: {{لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُّمُ الأَيْمَانَ}} [المائدة: 89] (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:: أنزلت هذه الآية: {لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم}. في قول الرجل: لا والله، وبلى والله. اليمين الغموس هي التي يحلف صاحبها على فعل ماضٍ كاذباً عالماً، ليقتطع بها مال امرئ مسلم، وسُمِّيت بذلك لأنها تغمس صاحبها في النار. (عبد الله بن عمرو رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس). (حديث أبي أمامة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن قضيبا من أراك. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله و قتل النفس بغير حق و بهت المؤمن والفرار من الزحف و يمين صابرة يقتطع بها مالاً بغير حق. تحريم الحلف بغير الله: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه، فقال: (ألا، إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله، أو ليصمت). قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: "لئن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً" (حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك. من حلف بالأمانة فليس منا: (حديث بريدة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف بالأمانة فليس منا. من حنث مكرهاً فلا كفارة عليه: قال تعالى: {{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}} [النحل:106] (حديث أبي ذر الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. من حنث ناسيا فلا كفارة عليه: قال تعالى: (رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا) [سورة: البقرة - الآية: 286] (حديث أبي ذر الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا إليه. من حنث جاهلا فلا كفارة عليه:

لعموم قوله تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلََكِن مّا تَعَمّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً) [سورة: الأحزاب: 5] ولأن الجهل أخو النسيان في الكتاب والسنة قال تعالى: (رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا) [سورة: البقرة - الآية: 286] (حديث أبي ذر الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا إليه. وجوب الكفارة على اليمين المنعقدة: قوله تعالى: {{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}} [المائدة: 89]. (حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فكفِّر عن يمينك وأت الذي هو خير). الحلف بغير الله لا تجب به كفارة: لأنه يمين غير شرعي: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" الاستثناء في الحلف: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فلا حنث عليه" (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال سليمان بن داود عليهما السلام، لأطوفن الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال لك الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فأطاف بهن، ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان.) قال النبي: (لو قال إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته). حكم الحنث في اليمين: الأصل حفظ اليمين امتثالاً لقوله تعالى: {{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}} [المائدة: 89]، أي: اجعلوها محكمة محفوظة، ولا تحنثوا فيها.

أما إذا كان الحنث خيراً فقد فالأفضل أن يحنث ويُكَفِّر عن يمينه ويأت الذي هو خير، ولا يُصِر على اليمين. (لحديث لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فكفِّر عن يمينك وائت الذي هو خير" (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والله، لأن يلجَّ أحدكم بيمينه في أهله آثمٌ له عند الله من أن يعطي كفَّارته التي افترض الله عليه). [آثمٌ له]: أي أشد إثما [*] حكم إبرار القسم: إبرار المقسِم من حقوق المسلم على المسلم إذا لم يكن فيه ضررٌ عليه: (حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإبرار القسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإفشاء السلام ونهانا عن خواتيم أو عن تختم بالذهب وعن شرب بالفضة وعن المياثر وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج. أما إذا كان في ذلك ضرر عليك فإن ذلك لا يلزمك: كما لو قال أقسم عليك بالله العلي العظيم أن تخبرني كم مالك؟ وكم عيالك؟ وكيف معاشرتك لأهلك؟ إذا حَرَّم الإنسان شيئاً حلالاً بقصد الامتناع فلا يحرم: قال تعالى: {{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *} {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}} [التحريم: 1، 2] (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) قالت: كان رسول الله يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا).

اليمين على نية المستحلف: (حديث عمر الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) وما أعظم هذا الحديث. (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اليمين على نية المستحلف. من حلف له بالله فليرض: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق، فقال له: أسرقت؟ قال: كلا، والله الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله، وكذبت عيني). (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق و من حلف له بالله فليرض و من لم يرض بالله فليس من الله. [*] الإقسام على الله: جواز الإقسام على الله صادرٍ عن حُسنِ ظنٍ بالله تعالى: (حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال رسول الله: (يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره). إن كان الإقسام على الله صادرٍ عن عُجْبٍ بالنفس وتكبرٍ على عباد الله فإن ذلك محبطٌ للعمل: (حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علىَّ أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك)

باب النذر

الاقتراع بين من أرادوا أن يحلفوا: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض على قوم اليمين، فأسرعوا، فأمر أن يسهم بينهم في اليمين: أيهم يحلف. باب النذر النذر المعلق مكروه: (حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: نهى النبي عن النذر وقال: إنه لا يرد شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل. من نذر أن يطيع الله فليطعه: قال تعالى: (ثُمّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطّوّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [سورة: الحج - الأية: 29] وقد مدح الله تعالى الموفين بالنذر فقال تعالى: (يُوفُونَ بِالنّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرّهُ مُسْتَطِيراً) [الإنسان / 7] ثم إن الله تعالى عاقب الذين لم يوفوا بالنذر بالنفاق قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصّدّقَنّ وَلَنَكُونَنّ مِنَ الصّالِحِينَ* فَلَمّآ آتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلّواْ وّهُمْ مّعْرِضُونَ) [التوبة /76،75] (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. لا نذر في معصية: (حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. (حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا نذر في معصية و كفارته كفارة يمين. النذر المباح لا ينعقد ولا يجب به شيء:

كتاب القضاء

(حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي رأى شيخا يهادي بين ابنيه، قال: (ما بال هذا). قالوا. نذر أن يمشي. قال: (إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني). وأمره أن يركب. (حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله، وأمرتني أن أستفتي لها النبي فاستفتيته، فقال عليه السلام: (لتمش ولتركب. (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: بينا النبي يخطب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم. فقال النبي: (مره فليتكلم وليستظل وليقعد، وليتم صومه. من نذر ثم عجز عن الوفاء لم يجب عليه الوفاء: قال تعالى: (فَاتّقُواْ اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [سورة: التغابن /16] (حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كفارة النذر كفارة يمين. مات وعليه نذر قضاه عنه وليه: (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: استفتى سعد بن عبادة الأنصاري رسول الله في نذر كان على أمه، توفيت قبل أن تقضيه، فقال رسول الله: اقضه عنها. لا نذر فيما لا يملك: (حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله. (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا نذر فيما لا يملك ولا عتق فيما لا يملك ولا طلاق فيما لا يملك. كِتَابُ القَضَاءِ

خطر القضاء: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين. (حديث بريدة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: القضاة ثلاثة اثنان في النار و واحد في الجنة: رجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة و رجل قضى للناس على جهل فهو في النار و رجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار. (حديث عبد الله بن أبي أوفىرضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الله مع القاضي ما لم يجر فإن جار تخلى عنه و لزمه الشيطان. المرأة لا تكون قاضياً: (حديث أبي بكرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. وَيَحْرُمُ الْقَضَاءُ والقاضي غَضْبَانُ كثيرا: (حديث أبي بكرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَقْضِيَّن أحد بين اثنين وهو غضبان" يحرم على القاضي أخذ الرشوة: والرشوة هي اقتطاع حق الغير: (حديث عبد اله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله الراشي و المرتشي. يحرم على القاضي قبول الهدية: (حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هدايا العمال غُلول. البينة على المدعي و اليمين على المدعى عليه: (حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال و أموالهم و لكن اليمين على المدعى عليه. (حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البينة على المدعي و اليمين على المدعى عليه. تحذير المتخاصمين من اللحن في القول:

(حديث أم سلمة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار). (حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة. (حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني لم أؤمر أن أنقب على قلوب الناس و لا أشق بطونهم. فضل الشهادة: (حديث أبي بكرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " فذكر الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: "ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور"، وكررها حتى قالوا: ليته سكت.

كتاب الفضائل

{كتاب الفضائل} باب فضل العلم قال تعالى: " فاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " [النحل/ 43] و قال تعالى: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم " [آل عمران / 18] و قال تعالى: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [محمد/19] (حديث جابر في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فإنما شفاء العي السؤال. العلم نور يبصر به المرء حقائق الأمور، وليس البصر بصر العين، ولكن بصر القلوب: قال تعالى: " أ فمن يعلم أنَّما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى " [الرعد/19]. وقال تعالى: ويرى الذين أوتوا العلم الذي أُنزل إليك من ربك هو الحق " [سبأ /6] (حديث حذيفة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودا عُودا، فَأَيّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْل الصّفَا، فَلاَ تَضُرّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادا كَالْكُوزِ مُجَخّيا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرا، إِلاّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ. العلم يورث الخشية: قال الله تعالى: " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [فاطر/28] وقال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [الإسراء /107 - 109]

العلماء هم ورثة الأنبياء: وهم أهل الذكر، الذين أمر الناس بسؤالهم عن عدم العلم قال الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " [النحل/43] (حديث أبي الدرداء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا من إلى الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض حتى الحيتان في البحر و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر. منزلة طالب العلم: (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره " (حديث أبي هريرة في صحيح ابن ماجة) أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلما. (حديث أبي أمامة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. ولم يجعل الله الغبطة إلا في أمرين: بذل المال، وبذل العلم: (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما يعمل) {تنبيه}: المقصود بالحسد هنا [الغبطة] لأن الحسد لا يحل في اثنتين ولا ثلاث. لا ينقطع عمل العالم بموته، بخلاف غيره ممن يعيش ويموت: عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "

بالعلم يعظم أجر المؤمن، ويصحح نيته، فيحسن عمله: (حديث أبي كبشة الأنماري في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَحسنِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الأجرِ سَوَاءٌ، وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبِطُ في مَالِهِ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فهو بِأَسوءِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الوزر سَوَاءٌ والشاهد هنا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل العلم الحقيقي هو العلم الذي يبصر المرء بحقائق الأمور، فصاحب المال إذا لم يتحلَ بالعلم فإنَّه سيسيء التصرف فيه، فتجده ينفقه على شهوات نفسه، ولا يعرف شكر هذه النعمة، ولذلك استحق أن يكون بِأَسوءِ المنازل، والعياذ بالله. وجعل العالم يعرف قدر المال الحقيقي، فيم ينفق؟ فبعلمه نوى نية صالحة فصار بأحسن المنازل، وإن لم ينفق. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين: (حديث معاوية في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما أنا قاسم و الله يعطي و لن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز و جل. من سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة. (حديث أبي الدرداء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا من إلى الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض حتى الحيتان في البحر و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر. طلبة العلم هم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

(حديث أبي سعيد في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبا بوصية رسول الله و أقنوهم. قلت للحكم: ما أقنوهم؟ قال: علموهم. أهل العلم هم أنضر الناس وجوهًا: (حديث زيد بن ثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه و رب حامل فقه ليس بفقيه. معنى نضَّر الله: الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة العلم يترتب عليه الأجر الوفير لدلالة الناس على الخير: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا. أثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - على من أقبل على العلم تعلماً وتعليماً: (حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل ما بعثني الله به من الهدى و العلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير و كانت منها أخاذات أمسكت الماء فنفع الله بها الناس شربوا منها و سقوا وزرعوا و أصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله و نفعه ما بعثني الله به فعلم و علم و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به. طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم: (حديث أنس في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم. التناوب على سماع العلم: (حديث بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الثابت في الصحيحين) عن عمر قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينزل يومًا، وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك.

حرص النساء على تعلم الضروري من دينها: (حديث عائشة في الصحيحين) أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل. قال خذي ِفرصةٍ من مسكٍ فتطهري بها. قالت كيف أتطهر بها؟ قال تطهري بها. قالت كيف؟ قال سبحان الله تطهري بها. فاجتبذتها إليَّ فقلت تتبعي بها أثر الدم. [*] آداب طالب العلم في نفسه: من آداب طالب العلم إخلاص النية لله سبحانه وتعالى: قال تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ) [البينة / 5] وتدبر في (حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. (حديثُ أبي هريرةَ صحيح مسلم): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاءِ عن الشرك، من عمل عملاً أشركَ فيه معي غيري تركته وشركه (حديثُ جندب ابن عبد الله في الصحيحين): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من سمَّعَ سمَّعَ الله به ومن يُرائي يُرائي الله به. (حديثُ أبي أُمامة صحيح النسائي): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله تعالى لا يقبلُ من العملِ إلا ما كان خالصاً وابتُغيَ به وَجهُهُ ) حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. (حديث جابر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء و لا لتخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار. من آداب طالب العلم عدم الاسترسال في التنعم والرفاهية: (حديث أبي أمامة في صحيح بن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البذاذة من الإيمان. (حديث معاذ في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياك و التنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين.

من آداب طالب العلم أن يحرص على حِلَقِ العلم ولو بالتناوب مع زميلٍ له عند ضيقِ الوقت: (حديث عمر في صحيح البخاري) قال: وكان رجلاً من الأنصار إذا غاب عن رسول الله وشهدته أتيته بما يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. من آداب طالب العلم التحلي بالتواضع: (حديث عِياضِ بن حمار في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغي أحد على أحد (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. (حديث أنس في الصحيحين) أنه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. (حديث الأسود بن يزيد في صحيح البخاري) قال سُئلت عائشةُ رضي الله تعالى عنها ما كان يصنع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، قال أصحابه وأنت؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط َ لأهل مكة. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو دُعِيتُ إلى ذراعٍ أو كُرَاعٍ لأجبت و لو أُهْدِيَ إليَّ ذراعٍ أو كُرَاعٍ لقبلت ... . (حديث أنس في صحيح البخاري) قال: كانت ناقةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسمى العضباء وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابي على قَعُودٍ له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين فقالوا: سُبقت العضباء لِلَّهِ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن حقا على الله تعالى أن لا يرفع شيئا من أمر الدنيا إلا وضعه. {تنبيه}: وكلما زاد تواضع طالب العلم زاد مقدار الحكمة عنده وتعلم العلم ومتى تكبر قلَّت حكمته ومنع العلم (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته و إذا تكبر قيل للملك: دع حكمته. من آداب طالب العلم أن يكون علمه مرتكزاً على الكتاب والسنة الصحيحة:

(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. (حديث المقدام بن معد يكرب في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله معه. (حديث المقدام ابن معد يكرب في صحيحي أبي داوود وزالترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوشِكُ الرجلُ متكئاً على أريكته يُحدثُ بحديثٍ من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا وإن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله. من آداب طالب العلم أن يتبع سنة الخلفاء الراشدين المهدين: (حديث العرباض بن سارية في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة. من آداب طالب العلم أن يتعهد الناس بالموعظة خلال الأيام: (حديث أبن مسعودٍ في الصحيحين) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظةِ خلال الأيام كراهة السآمة علينا. من آداب طالب العلم أن يعظَ الناس بما يستطيع ولو آية: (حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بلغوا عني و لو آية و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. من آداب طالب العلم أن يتعلم قسطاً من البلاغة لاستمالة القلوب: (حديث أبي موسى في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أُعطيت الكلام وجوامعه وخواتمه. {تنبيه}: وليحذر طالب العلم من الإفراط في البلاغة والتقعر في الكلام فإن ذلك مذموم (حديث عبد الله ابن عمرو في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يُبْغِضُ البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخللَ الباقرةِ بلسانها.

معنى يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها: أن يتشدق بلسانه ويتقعر في الكلام ويتكلف الفصاحة فيلف الكلام لفاً كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفاً. من آداب طالب العلم أن يتجنب الجدل العقيم الذي لا طائل من ورائه: (حديث أبي أمامة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا قوله تعالى (بل هم قومٌ خَصِمون) (حديث أبي أمامة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن أبغض الرجال عند الله الألدُ الخَصِم. من آداب طالب العلم أن يكتب ما يتعلمه ليرجع إلى الكتابة كلما أُشكل عليه شيء: (حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح أبي داود) قال كنت أكتب كلَ شيء أسمعُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريد حفظه فنهتني قريشٌ وقالت: أتكتبُ كلَ شيء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرٌ يتكلم في الغضب والرضا فأمسكتُ عن الكتاب وذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال ك اكتب فوالدي نفسي بيده ما يخرجُ منه إلا حق. من آداب طالب العلم أن لا يتجرأ على الفتيا: (حديث أبي هريرة صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أُُفْتِيَ بغير علم كان إثمه على من أفتاه و من أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه. من آداب طالب العلم أن لا يمنعه هيبة الناس أن يقول بحقٍ إذا علمه: (حديث أبي سعيد في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يمنعنَّ رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحقٍ إذا علمه أو شهده أو سمعه. من آداب طالب العلم أن يحذر قرين السوء: (حديث أبي سعيد الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي. حديث أبي هريرة الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. من آداب طالب العلم تعاهد المحفوظات من وقت إلى آخر:

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها، أمسكها، وإن أطلقها، ذهبت. [*] آداب العالم: من آداب العالم أن لا يكتم العلم: (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار. من آداب العالم أن يرحب بطلبة العلم لوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بهم: (حديث أبي سعيد في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبا بوصية رسول الله و أقنوهم. *معنى أقنوهم: أي علموهم من آداب العالم أن يصبر عليهم في تعليم العلم وأن يغرس في قلوبهم شجرة الصبر: (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يُوَقَّه. من آداب العالم أن يكرر كلامه ويبينه أثناء التعليم حتى يفهم الجميع فإن العقول تتفاوت: (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه و إذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا. من آداب العالم أن يجعل كلامه فصلاً بين المعنى يفهمه كل من يسمعه: (حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت كان كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلا يفهمه كل من سمعه. من آداب العالم أن يكون في كلامه ترتيل وتمهل ليتمكن السامع من سماعه: (حديث جابر في صحيح أبي داود) قال كان في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترتيل أو ترسيل. من آداب العالم أن لا يكثر الكلام في الموضوع الواحد لأن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً: (حديث أبي سعيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى. (حديث عائشة في صحيح مسلم) قالت كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحدِّث بحديثٍ لو عاده العادُّ لأحصاه. من آداب العالم أن يضرب لهم الأمثال أثناء شرحه لهم ليقرِّب المعنى لهم:

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يومٍ خمساً، ما تقولُ ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا. من آداب العالم أن لا يتسرع في الفتوى ولا يكن همُّه خلاص السائل وليكن همُّه خلاص نفسه فإن السلامة لا يعدلها شيء: (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه و من أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه. من آداب العالم أن يطبق العلم حتى ينجو من مقت الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) {الصف/3،2} (حديث أسامة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلقُ أقتا به فيدور حولها كما يدور الحمار حول الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ويحك، مالك كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه. (حديث جندب ابن عبد الله في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مثل العالم الذي يعلم الناس الخير و ينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس و يحرق نفسه. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون و يقرءون كتاب الله و لا يعملون به. من آداب العالم أن يجعل يوماً لموعظة النساء تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -: (حديث أبي سعيد في الصحيحين) قال قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك فوعدهنَّ يوماً لقيهنَّ فيه فوعظهنَّ وأمرهنَّ فكان فيما قال لهن: ما منكنَّ امرأةٌ تقدم ثلاثةً من ولدها إلا كان لها حجابٌ من النار فقالت امرأةٌ واثنين قال واثنين.

{تنبيه}: ينبغي للعالم أن يعظ النساء إذا لم يوجد من النساء من تكفيه مؤنة ذلك فإن وجد من النساء من تكفيه مؤنة ذلك فهو أفضل لأنه بذلك يكون قد حصل المقصود وهو الوعظ للنساء ويكون قد جنب نفسه الفتنة بالنساء التي هي أضر فتنةٍ على الرجال (حديث أسامة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. من آداب العالم أن لا يدخل على الأمراء حتى يسلم منهم ويسلموا منه: (حديث ابن عباس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من سكن البادية جفا و من اتبع الصيد غفل و من أتى السلطان افتتن. (حديث رجلٍ من سليم في صحيح لجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إياكم و أبواب السلطان فإنه قد أصبح صعبا هبوطا. [*] فضل بعض العلوم التي يجب على طالب العلم أن يتحلى بها: فضل علم التوحيد: قال تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) {محمد/19} (حديث ابن عباس في الصحيحين) قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ ابن جبل حين بعثه إلى اليمن إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم و ليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك و كرائم أموالهم و اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب. فضلُ علم القرآن: (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب و طعمها طيب و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها و طعمها حلو و مثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر و مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر.

(حديث عقبة ابن عامر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين زهراوين في غير إثم و لا قطع رحم فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين و ثلاث خير له من ثلاث و أربع خير له من أربع و من أعدادهن من الإبل. (حديث ابن مسعودٍ في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول: {ألم} حرف و لكن: ألف حرف و لام حرف و ميم حرف. (حديث ابن عباس في صحيحي الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال {إذا زلزلت} تعدل نصف القرآن و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن و {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الذي يقرأ القرآن وهو حافظٌ له مع السفرةِ الكرامِ البررة والذي يقرأ القرآن ويتعاهده وهو عليه شديد فله أجران. (حديث جابر في صحيح أبي داود) قال: خرج علينا رسول الله ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال: اقرؤا فكلٌ حسن وسيجئُ أقوامٌ يقيمونه كما يُقام القدحُ يتعجلونه ولا يتأجلونه. (حديث عمر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضعُ به آخرين. (حديث عبد الله بن عمرو في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يقال لصاحب القرآن: اقرأ و ارق و رتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها. (حديث عبد اله بن عمرو في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيُشَفَّعان. * معنى فيشفَّعان: أي فتقبل شفاعتهما (حديث عثمان في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما

أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل و رجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الذي يقرأ القرآن وهو حافظٌ له مع السفرةِ الكرامِ البررة والذي يقرأ القرآن ويتعاهده وهو عليه شديد فله أجران. (حديث أنس في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أهل القرآن أهل الله وخاصته. (حديث أبي مسعودٍ الأنصاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا و لا يؤمنَّ الرجلُ الرجلَ في أهله و لا في سلطانه و لا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه. (حديث ابن عباس في صحيح البخاري موقوفاً) قال: كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله تعالى عنه كهولاً كانوا أم شباناً. (حديث أبي موسى في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم و حامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه و إكرام ذي السلطان المقسط. (حديث جابر في صحيح البخاري) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحدٍ في الثوب الواحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن فإذا أُشير إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسَّلوا ولم يُصلى عليهم. [*] آداب قراءة القرآن: من آداب قراءة القرآن ينظف فاه بالسواك فإنه مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب: (حديث عائشة في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب. يستحب للقارئ أن يقرأ وهو جالس مستحضراً عظمةَ من يناجيه خاشعاً متذللاً بين يدي الله تعالى، ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً في فراشه أو غير ذلك من الأحوال جاز: قال تعالى: (إنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وقعودا وعلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرض ربنا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {آل عمران/191،190}

(حديث عائشة في صحيح مسلم) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحواله. ويجب على القارئ إذا أراد الشروع في القراءة أن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم لقوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فاستعذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) {النحل/98} ينبغي له أن يحافظ على قراءة البسملة في أولِ كل سورة سوى سورة براءة: إذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر وطرد الشواغل عن ذهنه: قال تعالى أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لوجدوا فيه اخْتِلاَفًا كَثِيراً {النساء/82} وقال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) {محمد /24} وقال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) {ص/29} {تنبيه}: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهتم اهتماماً بالغاً بتدبر القرآن وكان أحياناً لا يزال يردد آيةً حتى يصبح (حديث أبي ذر في صحيحي النسائي وابن ماجة) قال قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بآيةٍ يرددها حتى أصبح، والآية قال تعالى: (إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة / 118] البكاء عند قراءة القرآن فإن ذلك سمة عباد الله الصالحين: قال تعالى (وَيَخِرّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) {الإسراء /109} وقال تعالى (إِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرّحْمََنِ خَرّواْ سُجّداً وَبُكِيّاً) {مريم/58} استحباب ترتيل القرآن: امتثالاً لقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) {المزمل /4} (حديث عبد الله بن المغفل في الصحيحين) قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورةَ الفتح فرجَّع في قراءته) (حديث أم سلمة في صحيح الترمذي) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقطع قراءته آية آية: {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف: {الرحمن الرحيم} ثم يقف. يكره الإفراط في السرعة في قراءة القرآن لأنها لا تسمح بالتدبر:

(حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن رجلاً قال له لقد قرأت المفصل في ركعة فقال هذا كهزِ الشعر إن قوماً يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. *المقصود بقوله (كهذ الشعر): كانت عادتهم في إنشاد الشعر السرعة المفرطة يستحب له أن لا يمرُّ بآية رحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا استجار: (حديث حذيفة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ركعة، لا يمر بآيةِ رحمةٍ إلا سأل ولا بآيةِ عذاب إلا استجار. استحباب قراءة القرآن مجتمعين: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده. كراهية الاختلاف في كتاب الله تعالى: (حديث جندب ابن عبد الله في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا (حديث ابن مسعود في صحيح البخاري) قال سمعت رجلاً قرأ آيةً سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كلاكما محسن، لا تختلفوا فإنه من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا. استحباب الجهر بالقراءة إذا لم يخف على نفسه الرياء والعجب: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به استحباب الإسرار بالقراءة إذا خاف على نفسه الرياء والعجب: (حديث عقبة بن عامر في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة و المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة. استحباب تحسين الصوت بالقرآن: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن.

(حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: لقد أُتيت مزماراً من مزامير آل داود. (حديث البراء في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال زينوا القرآن. (حديث البراء في الصحيحين) قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في العشاء (والتين والزيتون) فما سمعت أحداً أحسن صوتً منه. {تنبيه}: بينت السنة الصحيحة أن أحسن الناس صوتاً بالقرآن هو الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله (حديث جابر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله. يستحب طلب القراءة الطيبة من إنسان حسن الصوت: (حديث ابن مسعود في لصحيحين) قال، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله: أقرأ عليك وعليك أُنزل، قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. تحريم الجدال في القرآن بغير حق: (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المراء في القرآن كفر. استحباب دعاء ختم القرآن: (حديث عمران بن حصين في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس. [*] آدابُ حملة القرآن: ويجب على حامل القرآن أن يحافظ على تلاوته ويتعاهده باستمرار حتى لا ينساه: (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تعاهدوا القرآن فالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من الإبل من عقلها. معنى تفصياً: أي تفلتاً (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بئسما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت و كيت بل هو نُسِيَ، واستذكروا القرآن فأنه أشدُّ تفصِّياً من صدور الرجال من النَّعم في عُقُلها. معنى بل نُسِيَ: أي عوقب بالنسيان لتفريطه فاستذكار القرآن ويجب عليه أن يجاهد نفسه في مراجعة القرآن حتى يشربه كشرب اللبن:

(حديث عقبة ابن عامر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن. جواز ختم القرآن في يومٍ وليلة لصدور ذلك عن عثمان رضي الله عنه: (حديث العرباض بن سارية في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة. نفي الفقه لا نفي الثواب من قرأ القرآن في أقل من ثلاث: (حديث عبد الله بن عمرو الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث. ينبغي لحامل القرآن أن يعتني بقراءة القرآن بالليل أكثر من النهار، وذلك لكونها أجمع للقلب وأثبت للحفظ لقوله تعالى: (إِنّ نَاشِئَةَ اللّيْلِ هِيَ أَشَدّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً) [المزمل / 6] يجب على حامل القرآن أن لا يسافر بالمصحف إلى أرض العدو حتى لا يناله بسوء أو امتهان _ قسم الله ظهر من أعان على امتهان القرآن بشطر كلمة. (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. [*] فضائل بعض السور: فضل سورة الفاتحة: (حديث أبي سعيد المعلي في صحيح البخاري) قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أعلمك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنَّك أعظمُ سورةٍ في القرآن، قال: الحمد لله رب العلمين هي السبعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. فضل سورة البقرة: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطا ن. فضل آية الكرسي:

(حديث أبي بن كعب في صحيح مسلم) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا المنذر أتدري أيُ آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال فضرب في صدري وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر. (حديث أبي أمامة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. فضل خواتيم سورة البقرة: (حديث أبي مسعودٍ الأنصاري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه. (حديث حذيفة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أُعطيتُ الآيات من آخر سورة البقرة من كنزٍ تحت العرش لم يعطها نبيٌ قبلي. فضلُ سورتي البقرة وآل عمران: (حديث أبي أمامة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين: البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة. فضلُ سورة هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون: (حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: شيبتني هود و الواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت ... . فضلُ سورة الكهف: (حديث أبي الدر داء في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. (حديث أبي سعيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. (حديث أبي سعيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه و بين البيت العتيق. فضلُ سورتي السجدة والملك:

(حديث جابر في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك. (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ? إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غُفر له: تبارك الذي بيده الملك. (حديث ابن مسعود في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. فضلُ سورة الزلزلة: (حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال {إذا زلزلت} تعدل نصف القرآن و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن و {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. فضلُ سورة الكافرون: (حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) {إذا زلزلت} تعدل نصف القرآن و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن و {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. (حديث فروة بن نوفل في صحيح الترمذي) أن أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أويتُ إلى فراشي فقال: اقرأ {قل يا أيها الكافرون} عند منامك فإنها براءة من الشرك. فضلُ المُعَوِّذات: (حديث عبد الله بن خبيب في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {قل هو الله أحد} و المعوذتين حين تمسي و حين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. فضلُ سورة الإخلاص: (حديث أبي سعيدٍ الخدري في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. (حديث معاذ بن أنس الجهني في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة. [*] فضلُ علم السنة:

(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض. (حديث المقدام بن معد يكرب في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يوشك الجل متكئأً على أريكته يُحدَّث بحديثٍ من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا وإن ماحرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله. (حديث المقدام بن معد يكرب في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ألا وإني أُوتيت القرآن ومثله معه. (حديث زيدٍ بن ثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نضَّر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه و رب حامل فقه ليس بفقيه. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. فضلُ علم الفقه: (حديث معاوية في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما أنا قاسم و الله يعطي و لن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز و جل. فضلُ علم الهدي والآداب: (حديث ابن عباس في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السمتُ الصالح والهدي الصالح و الاقتصاد جزء من خمسةٍ و عشرين جزءا من النبوة. معنى السمت الصالح: حسن الهيئةِ في الدين معنى الهدي الصالح: الأدب [*] وهاك بعض الآداب التي يجب على طالب العلم أن يتحلى بها: أهمية ضبط اللسان: (حديث عقبة بن عامر في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك.

(حديث أبي سعيدٍ في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. (حديث سهل بن سعد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة. (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق , وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال الفم والفرج. (حديث معاذ في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال قلت يا رسول الله أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال لقد سألتني عن عظيم و إنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا و تقيم الصلاة المكتوبة و تؤتي الزكاة المفروضة و تصوم رمضان و تحج البيت ; ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة و الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار و صلاة الرجل في جوف الليل ; ألا أخبرك برأس الأمر وعموده و ذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام و عموده الصلاة و ذروة سنامه الجهاد ; ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ كف عليك هذا - و أشار إلى لسانه - قال: يا نبي الله لِلَّهِ و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ لِلَّهِ و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. *معنى مِلاك ذلك: قِوامه أي ما يقوم به كله (حديث ابن مسعود في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء. التحلي بفضيلة حسن الخلق: قال تعالى مثنياً على نبيه - صلى الله عليه وسلم -: (وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [سورة: القلم - الآية: 4] (حديث أنس في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقاً.

(حديث أنس في الصحيحين) قال لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أخذ أبو طلحة بيدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إن أنساً غلامٌ كيسٌ فليخدمك، قال: فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشيءٍ صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا. (حديث النواس ابن سمعان في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس. (حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) قال لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق. (حديث أبي الدر داء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق، فإن الله يُبْغِضُ الفاحشَ البذيء. (حديث عائشة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم. (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يُدخل الناس النار؟ فقال الفم والفرج. (حديث جابر في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا و إن من أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون. *معنى الثرثارون: كثيري الكلام *معنى المتشدقون: الذي يتشدَّقُ على الناس في الكلام ويبذو عليهم (حديث أبي أمامة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. ترويض النفس على حسن الخلق، فإنه من يتحر الخير يعطه:

(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يُوّقَّه. (حديث شداد بن أوس في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن تصدق الله يصدقك. يمكن اكتساب حسن الخلق عن طريق مصاحبة أهل الخير والصلاح: (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المرء على دين أخيه فلينظر أحدكم من يخالل. (حديث أبي سعيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي. ويمكن اكتساب حسن الخلق أيضاً بالتضرع إلى الله تعالى بأن يمنَّ عليك بهذه النعمة: (حديث ابن مسعود في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي. التحلي بفضيلة السَمْتِ الصالح: (حديث ابن عباس في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السمت الصالح والهدي الصالح والاقتصاد جزء من خمسةٍ و عشرين جزءا من النبوة. التحلي بفضيلتي الحِلمِ والأناة: (حديث ابن عباس في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لأشج عبد القيس: إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم و الأناة. (حديث سعد بن أبي وقاص في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: التأني من الله والعجلة من الشيطان. التحلي بفضيلة الرفق: (حديث جرير ابن عبد الله في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يُحرم الرفق يُحرم الخير. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه ولا ينزعُ من شيءٍ إلا شانه. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا عائشة إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.

التحلي بفضيلة احتمال الأذى: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن رجلاً قال يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني وأُحسِن إليهم ويُسِيئون إليَّ وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهِمُ الملَّ و لا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. التحلي بفضيلة العفو والإعراض عن الجاهلين: قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [سورة: الأعراف - الآية: 199] و قال تعالى: (فَاصْفَحِ الصّفْحَ الْجَمِيلَ) [سورة: الحجر - الآية: 85] و قال تعالى: (وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: النور - الآية: 22] و قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 134] و قال تعالى: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: الشورى - الآية: 43] (حديث عائشة في الصحيحين) أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل أتى عليك يومٌ كان أشد من أحد؟ لقد لقيت من قومك ما لقيت، و كان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت و أنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا و أنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع كلام قومك لك و ما ردوا عليك و قد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد لِلَّهِ فقال ذلك فما شئت إن شئت أطبق عليهم الأخشبين قلت: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. معنى الأخشبين الجبلان المحيطان بمكة، والأخشب الجبل الغليظ (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. (حديثا ابن مسعود في الصحيحين) قال: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبياً ضربه قومُهُ فأدمَوه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. التحلي بالصمت وقلةِ الكلام:

(حديث عبد الله بن عمرو في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صمت نجا. (حديث جابر بن سمرة في صحيح الترمذي) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويل الصمت قليل الضحك. (حديث عائشة في صحيح مسلم) قالت كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحدِّث بحديثٍ لو عدَّه العادُّ لأحصاه. (حديث أنس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رحم الله امرءاً تكلم فغنم أو سكت فسلم. التحلي بالصدق: قال تعالى (يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصّادِقِينَ) (التوبة /119) والصدق يهدي إلى البر الذي هو جوامع الخير، والبر يهدي إلى الجنة (حديث ابن مسعودٍ في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. تحلية اللسان بقراءة القرآن وحفظه: (حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم و لا قطع رحم فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين و ثلاث خير له من ثلاث و أربع خير له من أربع و من أعدادهن من الإبل. (حديث ابن مسعودٍ في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول: {ألم} حرف و لكن: ألف حرف و لام حرف و ميم حرف. *والقرآن يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة (حديث عمر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين (حديث عبد الله بن عمرو في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يقال لصاحب القرآن: اقرأ و ارق و رتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.

تحلية اللسان بالذكر

(حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل الذي يقرأ القرآن و هو حافظٌ له مع السفرة الكرام البررة ومثلُ الذي يقرأ القرآن ويتعاهده و هو عليه شديد فله أجران. (حديث أبي أمامة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين: البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة. (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفَّعان. تحلية اللسان بالذكر: قال تعالى (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ اللّهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الأحزاب:41، 42] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ? ... إن لله ملائكة يطوفون في الطرقات يلتمسون الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجاتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم و هو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ فيقولون: يسبحونك و يكبرونك و يحمدونك و يمجدونك فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا و الله ما رأوك فيقول: كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة و أشد لك تمجيدا و أكثر لك تسبيحا فيقول: فما يسألوني؟ فيقولون: يسألونك الجنة فيقول: و هل رأوها؟ فيقولون: لا و الله يا رب ما رأوها فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا و أشد لها طلبا و أعظم فيها رغبة قال: فمم يتعوذون؟ فيقولون: من النار فيقول الله: هل رأوها؟ فيقولون: لا و الله يا رب ما رأوها فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا و أشد لها مخافة فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة لِلَّهِ فيقول: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. (حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت.

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملٍ خيرٌ منهم، وإن تقَّرب إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعا و إن أتاني مشيا أتيته هَرْوَلَةً. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سبق المُفَرِدون، قالوا وما المفردون؟ قال الذاكرين الله كثيراً والذاكرات. (حديث عائشة في صحيح مسلم) قالت: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - الله يذكر الله على كلِ أحيانه. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده. (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثلِ جيفةِ حمار و كان لهم حسرة. (حديث أبي الدر داء في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خيرٌ لكم من إنفاق الذهب و الورق و خيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟ قالوا بلى، قال: ذكر الله. ذكر الاستيقاظ من النوم: (حديث حذيفة في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور. الذكر عند لبس الثوب: (حديث معاذ بن أنس الجُهَني في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. ذكر لبس الثوب الجديد:

(حديث أبي سعيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره و خير ما صنع له و أعوذ بك من شره و شر ما صنع له. الدعاء لمن لبس ثوباً جديدا: (حديث ابن عمر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على عمر قميصاً أبيضاً فقال: ثوبك هذا غسيلٌ أم جديد؟ قال لا بل غسيل، قال: البس جديدا و عش حميدا و مت شهيدا. الذكر عند دخول الخلاء: (حديث علي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ستر ما بين أعين الجن و عورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله. (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخُبُثُ و الخبائث. الذكر بعد الخروج من الخلاء: (حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك. الذكر قبل الوضوء: (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاةَ لمن لا وضوء له و لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. الذكر بعد الفراغ من الوضوء: (حديث عمر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ? ما من أحدٍ يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. (حديث عمر صحيحي أبي داوود الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. الذكر عند الخروج من المنزل:

(حديث أنس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله فيقال له: حسبك قد هديت و كفيت و وقيت فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي و كفي و وقي؟. (حديث أم سلمة في صحيح السنن الأربعة) قالت: ما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيتي قط إلا رفع طَرْفَه إلى السماء فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أَضلَ أو أُضل أو أَزلَّ أو أُزلَّ أو أَظلم أو أُظلم أو أَجهل أو يُجْهَلَ عليَّ. الذكر عند دخول المنزل: (حديث أبي موسى الأشعري في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج و خير المخرج باسم الله ولجنا و باسم الله خرجنا و على الله ربنا توكلنا ثم يسلم على أهله. الذكر عند دخول المسجد: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم و قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان حُفِظ مني سائر اليوم. (حديث فاطمة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد قال: بسم الله و السلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك و إذا خرج قال: بسم الله و السلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك. ذكر الخروج من المسجد: (حديث فاطمة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد قال: بسم الله و السلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك و إذا خرج قال: بسم الله و السلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك. أذكار الأذان:

(حديث أبي سعيد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن (حديث معاوية في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ: حي على الصلاة حي على الفلاح قال: لا حول و لا قوة إلا بالله. (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة. (حديث سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من قال حين يسمع النداء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله رضيت بالله ربا و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. (حديث جابر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفا عتي يوم القيامة. (حديث أنس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا يُرَدُ الدعاء بين الأذان والإقامة. [*] الأذكار داخل الصلاة: دعاء الاستفتاح: (حديث أبي سعيد في صحيح السنن الأربعة) قال: ... كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتةً هُنَيهةَ فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد. ذكر الركوع:

(حديث عائشة في الصحيحين) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: سبُّوحٌ قدوسٌ ربُ الملائكة والروح. ذكر الرفع من الركوع: (حديث رفاعةَ بن رافعٍ الزُرقي في صحيح البخاري) قال كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجلٌ وراءه ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال أنا، قال: رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول. (حديث أبي سعيدٍ في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملئ السموات والأرض وما بينهما وملئ ما شيءت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحقُ ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ذكر السجود: (حديث عائشة في الصحيحين) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: سبُّوحٌ قدوسٌ ربُ الملائكة والروح. الذكر بين السجد تين: (حديث حذيفة في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجد تين رب اغفر لي رب اغفر لي. (حديث ابن عباس في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجد تين اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني. الذكر بعد التشهد الأخير وقبل التسليم:

(حديث أبي بكرٍ الصديق في الصحيحين) أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمني دعاءاً أدعو به في صلاتي قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. (حديث عليٍ في صحيح مسلم) قال كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدَّمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. أذكار ختام الصلاة: (حديث معاذ في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معاذ لِلَّهِ و الله إني لأحبك أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك. (حديث عقبة بن عامر في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ المُعَوِّذات دبر كل صلاة. (حديث عبد الله بن الزبير في صحيح مسلم) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من الصلاة قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضلُ وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسع و تسعون و قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر. (حديث المغيرة في الصحيحين) كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفعُ ذا الجد منك الجد. أذكار الصباح والمساء: (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله , ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل

شيء قدير، ربِّ أسألك خيرَ ما في هذه الليلة وخيرَ ما بعدها وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشرِ ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر، وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: أصبحنا وأصبح الملك لله. (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نحيا و بك نموت و إليك المصير و إذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا و بك أصبحنا و بك نحيا و بك نموت و إليك النشور. (حديث شداد بن أوس في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سيدُ الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة و من قالها من الليل و هو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. (حديث عبد الله بن خُبيب في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قل (قل هو الله أحد والمُعَوِّذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كلِ شيء) (حديث عثمان في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب و كتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير بعد ما يصلي الغداة عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل، وإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك وكن له حجاباً من الشيطان حتى يصبح ... .

(حديث عبد الرحمن بن أبزى في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أصبح و إذا أمسى قال: أصبحنا على فطرة الإسلام و كلمة الإخلاص و دين نبينا محمد و ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما و ما كان من المشركين (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال: سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يصبح و حين يمسي: سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) قال لم يكن رسول - صلى الله عليه وسلم - الله يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح { ... اللهم إني أسألك العفو و العافية الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي و أهلي و مالي، اللهم استر عوراتي و آمن روعاتي و احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و أعوذ بك أن اغتال من تحتي. (حديث أبي الدر داء في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفا عتي يوم القيامة. (حديث أبي بكرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري اللهم إني أعوذ بك من الكفر و الفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) قال جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ما لقيت من عقربٍ لدغتني البارحة، قال: أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك. (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يمسي ثلاث مرات {أعوذ بكلمات الله التامات ون شر ما خلق} لم يضره حَمَة تلك الليلة} *معنى حَمة: أي ذوات السموم (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن أبي بكرٍ رضي الله تعالى عنه قال يا رسول الله مُرْني بكلماتٍ أقولهن إذا أصبحت و'ذا أمسيت، قال قل اللهم فاطر السموات و

الأرض عالم الغيب و الشهادة رب كل شيء و مليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي و من شر الشيطان و شركه قلها إذا أصبحت و إذا أمسيت و إذا أخذت مضجعك. {تنبيه}: ويستحب في أذكار الصباح أن يديم الذكر حتى تطلع الشمس فيُكتب له أجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ بإذن الله تعالى. (حديث أنس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةٍ و عمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامة. {تنبيه}: وبعد أن يؤدي ذكر الله تعالى تجده - صلى الله عليه وسلم - يتقلب في نعمة ذكر الله تعالى في حركاته وسكناته وفي كل أحواله، فإذا أراد تناول الطعام ذكر الله وإذا ذهب للسوق ذكر الله وإذا رأى ما يحب ذكر الله وإذا رأى ما يكره ذكر الله وحال الكرب له ذكرٌ لله وإذا رأى مبتلى ذكر الله. وإليك غيضٌ من فيض مما ورد في السنة الصحيحة من هذه الأذكار. [*] ذكر الطعام: الذكر قبل تناول الطعام: (حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا أكل أحدكم طعاما فليقل باسم الله فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله على أوله و آخره. (حديث ابن عباس في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه و من سقاه الله لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و زدنا منه فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام و الشراب إلا اللبن. الذكر بعد الفراغ من الطعام: (حديث أبي أمامة في صحيح البخاري) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي كفانا وأرْوَانا غير مَكْفيٍّ ولا مكفور. (حديث معاذ بن أنس الجُهَنِي في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقَنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. ذكر ركوب الدابة:

(حديث علي بن ربيعة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال شهدت علي بن أبي طالب أتي بدابةٍ ليركبها، فلما وضع رجله على الركاب قال بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: الحمد لله ثلاثاً، الله أكبر ثلاثاً، سبحانك إني ظلمتُ نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك.، فقلت من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع كما صنعتُ ثم ضحك. ذكر السوق: (حديث ابن عمر في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يُحيي ويُميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئةٍ وبنى له بيتاً في الجنة. الذكر إذا كان مسافراً وودَّع المقيم: (حديث أبي هريرة في صحيح ابن ماجة) قال ودعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. ذكر المقيم للمسافر: (حديث ابن عمر في صحيح ابن ماجة) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أشخص السرايا يقول للشاخص: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. ذكر المسافر: (حديث ابن عمر في صحيح مسلم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال لِلَّهِ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون >! اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون الذكر إذا رأى الإنسان ما يحب:

(حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال. الذكر إذا رأى الإنسان ما يكره: (حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال. الذكر عند الكرب: (حديث ابن عباس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. الذكر عند الهم والحزن: (حديث أنس في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل و ضلع الدين و غلبة الرجال (حديث ابن مسعود في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِ اسمٌ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدٌ من خلقك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبي ونورَ بصري وجلاء حزني وذهاب همِّي إلا أذهب الله همَّه وأبدله مكانه فرجاً. الذكر لمن رأى مبتلى: (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي ... عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء. الذكر لمن رأى الهلال: (حديث طلحة ابن عُبيد الله في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا باليمن و الإيمان و السلامة و الإسلام ربي و ربك الله. كفارة المجلس: (حديث ابن مسعود في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كفارة المجلس أن يقول العبد: سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك و أتوب إليك.

(حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك. ذكر سداد الدين: (حديث علي في صحيح الترمذي) "أَنّ مُكَاتِباً جاءَهُ فقالَ إنّي قَدْ عَجْزِتُ عنْ كِتَابَتِي فَأَعِنّي، قالَ أَلاَ أُعَلّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلّمَنِيهِنّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْناً أَدّاهُ الله عَنْكَ. قالَ قُلْ اللّهُمّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَاغْنِني بِفَضْلِكَ عمن سِوَاكَ". الأذكار قبل النوم: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) قال: * كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. (حديث حذيفة في الصحيحين) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتتا وإليه النشور. (حديث البراء في الصحيحين) قال، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوئك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة و رهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة و اجعلهن آخر ما تتكلم به. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم ليضطجع على شقه الأيمن ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي و بك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها و إن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.

(حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات. (حديث علي في الصحيحين) أن فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى - وبلغها أنه قد جاءه رقيق - فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته عائشة، قال فجاء وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم له فقال على مكانكما فقعد بيني وبيننا حتى وجدت برد قدمه على بطني فقال ألا أدلكما على خيرٍ مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما - أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبِّرا أربعاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم. (حديث حفصة في صحيح أبي داود) قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خَدِّه ثم يقول: اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادك. ذكر الفزع من النوم: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا فزع أحدكم من النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه و عقابه و شر عباده و من همزات الشياطين و أن يحضرون فإنها لن تضره. الذكر لمن تضَوَّر من الليل: (حديث عائشة في صحيح الجامع) قالت كان إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار. *معنى تّضَوَّر: أي تلوى وتقلب ظهراً لبطن الذكر لمن تعارَّ من الليل: (حديث عبادة بن الصامت) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ و صلى قبلت صلاته. *معنى: تعارَّ أي استيقظ الذكر لمن قام من الليل يتهجد:

(حديث ابن عباس في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تهجد من الليل قال: اللهم لك الحمد أنت قيمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق، والنبيون والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدِّم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. ذكر التهجد: (حديث الحسن بن علي في صحيح السنن الأربعة) قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر {اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت} (حديث علي في صحيح أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. الذكر إذا صعد شرفاً أو هبط في واد: (حديث أبي موسى في الصحيحين) قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبطُ في وادٍ إلا رفعنا صوتنا بالتكبير فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً بصيرا، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمةً هي من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله. تحلية اللسان بالاستغفار: قال تعالى: (وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: المزمل - الآية: 20] وتارةٌ يمدح أهله كقوله تعالى (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) [سورة: آل عمران - الآية: 17] وتارة يذكر الله تعالى أنه يغفر لمن يستغفره كقوله تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوَءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رّحِيماً) [سورة: النساء - الآية: 110] (حديث الأغرِّ المُزني في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا أيها الناس لِلَّهِ توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة.

تحلية اللسان بالدعاء

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. (حديث عبد الله بن بُسر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال طوبى لمن وُجد في صحيفته استغفارا كثيرا. (حديث أنس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً". (حديث أبي سعيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن إبليس لعنه الله قال وعزتك وجلالك لا أبرح أُغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا ابرح أغفر لهم ما استغفروني. (حديث شداد بن أوس في صحيح البخاري) سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة و من قالها من الليل و هو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. تحلية اللسان بالدعاء: قال تعالى: (وَقَالَ رَبّكُمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ) [سورة: غافر - الآية: 60] وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 186] وقال تعالى: (ادْعُواْ رَبّكُمْ تَضَرّعاً وَخُفْيَةً إِنّهُ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ) [سورة: الأعراف - الآية: 55] (حديث النعمان بن بشير في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدعاء هو العبادة، ثم تلا قوله تعالى: (وَقَالَ رَبّكُمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ)

(حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من لم يسال الله يغضب عليه. (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء. (حديث سلمان في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا. (حديث سلمان في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا يرد القضاء إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر. (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا و إما أن يدخر له في الآخرة ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل. [*] آداب الدعاء: من آداب الدعاء أن يدعو الله وهو موقنٌ بالإجابة: (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاه. من آداب الدعاء أن يعزم مسألته فإن الله تعالى يفعل ما يشاء لا مكره له: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ? لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شيءت اللهم ارحمني إن شيءت اللهم ارزقني إن شيءت و ليعزم المسألة فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له. من آداب الدعاء أن يعظم الرغبة فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. من آداب الدعاء أن لا يعجل: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يستجاب أحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستَجِبْ لي.

من آداب الدعاء أن يترصد للدعاء الأوقات الشريفة: وإليك بعض ما ورد في هذه الأوقات: فضل يوم عرفة: (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. (حديث أبي قتادة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في يوم عرفة: أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والمستقبلة. فضل رمضان: (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة. فضل يوم الجمعة: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها فضل ساعة السحر: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. فضل الدعاء بين الآذان والإقامة: (حديث أنس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يُردُ الدعاء بين الآذان والإقامة. فضل الدعاء في السجود: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أقربُ ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. من آداب الدعاء أن يدعو بصوتٍ بين المخافتة والجهر:

(حديث أبي موسى في الصحيحين) قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبطُ في وادٍ إلا رفعنا صوتنا بالتكبير فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً بصيرا، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمةً هي من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله. من آداب الدعاء أن يفتتح الدعاء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: (حديث فضالة ابن عُبيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله تعالى و الثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء. (حديث عمر في صحيح الترمذي موقوفاً) قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء إلى السماء حتى تصلي على نبيك - صلى الله عليه وسلم -. من آداب الدعاء أن أن يطيب مطعمه: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فقال تعالى (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. من آداب الدعاء أن يرفع يديه ويستقبل القبلة لأنها أشرف الجهات: (حديث سلمان في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا. (حديث ابن عباس في صحيح أبي داوود موقوفاً) قال: المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما والاستغفار أن تشير بأُصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعا. من آداب الدعاء أن يدعو الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى: (حديث أنس في صحيح السنن الأربعة) قال سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.

(حديث بريدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. من آداب الدعاء أن يدعو بالجوامع من الدعاء تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -: (حديث عائشة في صحيح أبي داود) قالت كان رسول الله يستحب الجوامع من الدعاء وَيَدَعُ ما سوى ذلك. [*] نموذج للدعاء من القرآن الكريم: اللهم اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ) {الفاتحة/6،7} رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) {البقرة/286} رَبّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لّدُنْكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ {آل عمران/8} ربّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيَ أَمْرِنَا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) {آل عمران/ 147} رَبّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصّلاَةِ وَمِن ذُرّيَتِي رَبّنَا وَتَقَبّلْ دُعَآءِ، رَبّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) {إبراهيم / 40، 41} رَبّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذَابَ جَهَنّمَ إِنّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) {الفرقان/66،65} رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرّيّاتِنَا قُرّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاماً {الفرقان/74} رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ) {{الحشر / 10} [*] نموذج للدعاء من السنة:

(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و اجعل الموت راحة لي من كل شر. (حديث الحسن بن علي في صحيح السنن الأربعة) قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر {اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت} (حديث علي في صحيح أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. (حديث ابن عمر في صحيح مسلم) قال كان رسول الله يقول اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحوِّل عافيتك وفُجاءة نقمتك وجميع خلقك. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من جَهْدِ البلاء ودَرَكِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتةِ الأعداء. (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. (حديث علي في صحيح مسلم) قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم إني أسألك الهدى والسداد. (حديث أنس في الصحيحين) قال كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - (اللهم آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار. (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم مُصَرِّفَ القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك. (حديث أنس في الصحيحين) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل و ضلع الدين و غلبة الرجال. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شرِ ما عملت ومن شرِ ما لم أعمل.

(حديث زيد ابن أرقم في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها. (حديث زياد ابن علاقة عن عمه قُطبة ابن مالك في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء. (حديث شَكَل ابن حُمَيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال قلت يا رسول الله علمني دعاءاً، قال: قل اللهم إني أعوذ بك من شرِّ بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيِّي. (حديث أنس في صحيح أبي داوود) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئِ الأسقام. (حديث أبي البسر في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من التردي و الهدم و الغرق و الحرق و أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت و أعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا و أعوذ بك أن أموت لديغا (حديث هريرة في صحيحي أبي د اود والنسائي) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع و أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة. (حديث ابن عمر في صحيح الترمذي) قال قلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلسٍ حتى يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك و من اليقين ما تُهوِّنُ به علينا مصيبات الدنيا و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا و اجعل ثأرنا على من ظلمنا و انصرنا على من عادانا و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا تسلط علينا من لا يرحمنا. (حديث عمار ابن ياسر في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذا الدعاء اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة و أسألك كلمة الحق في الرضا و الغضب و أسألك القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و قرة عين لا تنقطع و أسألك الرضا بالقضاء و أسألك برد العيش بعد الموت و أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة مهتدين.

تحلية اللسان بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -

(حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) أن رسول الله علمها هذا الدعاء اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك و نبيك و أعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك و نبيك اللهم إني أسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول أو عمل و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني وزدني علماَ. (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) قال لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العفو و العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و أهلي و مالي، اللهم استر عورتي و آمن روعتي و احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و أعوذ بك أن اغتال من تحتي. (حديث ابن مسعود في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِ اسمٌ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدٌ من خلقك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبي ونورَ بصري وجلاء حزني وذهاب همِّي إلا أذهب الله همَّه وأبدله مكانه فرجاً. {تنبيه}: يستحب للمسلم أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات فإنه من كنوز الحسنات (حديث عبادة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمنٍ حسنة. [*] تحلية اللسان بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال تعالى: (إِنّ اللّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النّبِيّ يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ صَلّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [الأحزاب / 56] (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي

تحلية اللسان بالكلمة الطيبة والإصلاح بين الناس

الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة. (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى عليَّ أو سأل ليَ الوسيلة حقت عليه شفا عتي يوم القيامة. (حديث زيد ابن طلحة التيمي لأحمد وصححه الألباني) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتاني آتٍ من ربي فقال ما من عبدٍ يصلي عليك صلاةً إلا صلى الله عليه بها عشراً، فقام إليه رجلٌ فقال يا رسول الله نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت.، قال ألا أجعل ثلثي دعائي؟ قال: إن شئت، قال: ألا أجعل دعائي كله؟ قال: إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة. (حديث ابن عباس في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ك من نسيَ الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة. (حديث علي في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البخيلُ الذي من ذكرت عنده فلم يصلي عليّ. (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي و رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له و رغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة. (حديث عمر في صحيح الترمذي موقوفاً) قال: إن الدعاء موقوفٌ بين السماء والأرض حتى تصلي على نبيك - صلى الله عليه وسلم -. [*] تحلية اللسان بالكلمة الطيبة والإصلاح بين الناس: قال تعالى: (لاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نّجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء / 114) وقال تعالى: (فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ) (الأنفال / 1) وقال تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات / 10) (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة و يعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع له

التحلي بفضيلة الرفق

عليها متاعه صدقة و الكلمة الطيبة صدقة و كل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة و يميط الأذى عن الطريق صدقة. (حديث أم كلثوم بنت عقبة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. زاد مسلم (ولم أسمعه يُرَخَّص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها) (حديث أبي الدر داء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة؟ إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة. التحلي بفضيلة الرفق: (حديث جرير ابن عبد الله في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يُحرمُ الرفقُ يُحرمُ الخير. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزَعُ من شيء إلا شانه. (حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي على الرفيق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه. (حديث عائشة في الصحيحين) قالت: إن اليهود لما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا السامُ عليك فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: السامُ عليكم ولعنكم وغضب عليكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف _أو الفحش _ قالت أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أو لم تسمعي ما قلت، رددتُ عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجابُ لهم في. التحلي بفضيلة التواضع وخفض الجناح: قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة: الشعراء - الآية: 215] وقال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة: المائدة - الآية: 54] (حديث عِياضِ بن حمار في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغي أحد على أحد

التحلي بفضيلة الحياء

(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. (حديث أنس في الصحيحين) أنه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. (حديث الأسود بن يزيد في صحيح البخاري) قال سُئلت عائشةُ رضي الله تعالى عنها ما كان يصنع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، قال أصحابه وأنت؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط َ لأهل مكة. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو دُعِيتُ إلى ذراعٍ أو كُرَاعٍ لأجبت و لو أُهْدِيَ إليَّ ذراعٍ أو كُرَاعٍ لقبلت ... . (حديث أنس في صحيح البخاري) قال: كانت ناقةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسمى العضباء وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابي على قَعُودٍ له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين فقالوا: سُبقت العضباء لِلَّهِ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن حقا على الله تعالى أن لا يرفع شيئا من أمر الدنيا إلا وضعه. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد مَلك فإذا تواضع قيل للمَلك ارفع حكمته و إذا تكبر قيل للملك: دَعْ حكمته. التحلي بفضيلة الحياء: (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على رجلٍ وهو يعظُ أخاه في الحياء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَعْه فإن الحياء من الإيمان. (حديث عمران ابن حصين في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الحياءُ لا يأتي إلا بخير. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الإيمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان. (حديث أبي سعيد في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه. (حديث أبي مسعودٍ الأنصاري في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

التحلي بفضيلة الجود والسخاء والإنفاق في وجوه الخير

(حديث ابن عمر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الحياء و الإيمان قرنا جميعا فإذا رُفِعَ أحدهما رفع الآخر. أفضلُ الحياء أن تستحي من الله حق الحياء: (حديث ابن مسعود في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: استحيوا من الله تعالى حق الحياء، قلنا يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس و ما وعى والبطن و ما حوى وتذكر الموت و البِلى و من أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء. التحلي بفضيلة الجود والسخاء والإنفاق في وجوه الخير: قال تعالى: (وَمَآ أَنفَقْتُمْ مّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ) [سورة: سبأ - الآية: 39] و قال تعالى: (وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 272] (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يُعَلِمُها (حديث عدي ابن حاتم في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اتق النارَ ولو بشقِ تمرة. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى [أنفق يا ابن آدم أُنفق عليك. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خَلَفَاً و يقول الآخر: اللهم أعط مُمْسِكَاً تَلَفّا. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً. (حديث عبد الله ابن عمرو في الصحيحين) أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الإسلامُ خير؟ قال: تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

التحلي بفضيلة الإيثار

(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. (حديث أبي كبشة الأنماري في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَحسنِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الأجرِ سَوَاءٌ، وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبِطُ في مَالِهِ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فهو بِأَسوءِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الوزر سَوَاءٌ. (حديث عبد الله ابن الشخير في صحيح مسلم) أنه انتهي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ (أَلْهَاكُمُ التّكّاثُرُ) قال: قال يقول بن آدم مالي مالي. وهل لك يا بن آدم من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت أو أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من تصدق بعدل تمرةٍ من كسب طيب و لا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يُرَبِيها له كما يربي أحدكم فَلَوَّه حتى تكون مثل الجبل. الفَلُّو: المهر وهو صغير الحصان، واختير في التشبيه لأنه يزيد زيادةً بينة بسرعة. (حديث ابن عباس في الصحيحين) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، و كان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيُدارسه القران فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة التحلي بفضيلة الإيثار: قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة: الحشر - الآية: 9] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود، فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى الأخرى فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال: من يضيف هذا الليلة رحمة الله.؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فانطلق

التحلي بفضيلة المواساة في السنة والمجاعة:

به إلى رحله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني. قال: فعليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه قال: فقعدوا وأكل الضيف. فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله عز وجل من صنيعكم. " التحلي بفضيلة المواساة في السَنَةِ والمجاعة: (حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جعلوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني و أنا منهم. *معنى أرملوا: أي فرغ زادهم أو قارب الفراغ. (حديث أبي سعيد في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له و من كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حقَّ لأحدٍ منا في فضل. (حديث محمد بن المنكدر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه دينا تقضي له حاجة تنفس له كربة. التحلي بفضيلة إقراض القرض والتجاوز عن المعسر: (حديث ابن مسعود في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رجل يداين الناس فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا الله فتجاوز الله عنه. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يسرَّ على مسلمٍ يسرَّ الله عليه في الدنيا والآخرة. (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. التحلي بإيثار الخمول وعدم الشهرة: (حديث سعد ابن أبي وقاص في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يحب العبد التقي النقي.

التحلي بفضيلة مجاهدة النفس والهوى

(حديث الزبير في صحيح الجامع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استطاع منكم أن يكون له خبءٌ من عمل صالح فليفعل. (حديث معاذ في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود. التحلي بفضيلة مجاهدة النفس والهوى: قال تعالى: (وَالّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: العنكبوت - الآية: 69] (حديث أبي ذرٍ في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه و هواه. التحلي بفضيلة بر الوالدين: قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَىَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىَ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [سورة: النساء - الآية: 36] وقال تعالى: (وَوَصّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمّهُ وَهْناً عَلَىَ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيّ الْمَصِيرُ) [سورة: لقمان - الآية: 14] و قال تعالى: (وَقَضَىَ رَبّكَ أَلاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمّا يَبْلُغَنّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لّهُمَآ أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [سورة: الإسراء - الآية: 23] (حديث ابن مسعود في الصحيحين) قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها قال: ثم أي؟ قال ثم بر الوالدين قال ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك.

(حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال نعم: قال: ففيهما فجاهد. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل ومن يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة. (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: كانت تحتي امرأة وكنت أُحبُّها، وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فأبيت، فأتى عمرُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - طلقها. (حديث أبي الدرداء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن رجلاً أتاه فقال: إن لي امرأةً وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رضا الرب في رضا الوالد و سخط الرب في سخط الوالد. (حديث أسماء في الصحيحين) قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستفتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: نعم صلي أمك ". بر الوالدين بعد موتهما بالدعاء لهما وصلة وُدهما: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. (حديث ابن عمر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أبر البر أن يصل الرجل وُدَّ أبيه. اجتناب عقوق الوالدين فإنه داءٌ وبيل:

التحلي بفضيلة صلة الرحم

(حديث أبي بكرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله و عقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال ألا و قول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. (حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه: يلعن أبا الرجل فيلعن أباه و يلعن أمه فيلعن أمه. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي و العقوق. التحلي بفضيلة صلة الرحم: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم أما تَرْضَيْنَ أن أصلَ من وصلك و أقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب قال: فذلك لك ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اقرؤوا إن شئتم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ وَتُقَطّعُوَاْ أَرْحَامَكُمْ) [سورة: محمد - الآية: 22]. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الرحم شجنة من الرحمن قال الله: من وصلك وصلته و من قطعك قطعته. (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سَرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه و أن يُنْسأُ له في أثره فليصل رحمه. ليس الواصل بالمكافئ: (حديث ابن عمر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الواصل بالمكافئ و لكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني وأُحسنُ إليهم ويُسيئون إلي وأحلُمُ عنهم ويجهلون علي فقال - صلى الله عليه وسلم - لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهمُ المَلَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك مراتب صلة الرحم:

التحلي بفضيلة الإحسان إلى الجار وعدم إيذائه

(حديث معاوية في صحيحي أبي داوود والترمذي) ... قال: قلت يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب. (حديث البراء في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الخالة بمنزلة الأم. (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ابن أخت القوم من أنفسهم. التحذير من قطيعة الرحم فإنه من قبائح الذنوب وفواحش العيوب: قال تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ وَتُقَطّعُوَاْ أَرْحَامَكُمْ) [سورة: محمد - الآية: 22]. (حديث جُبَيْر بن مطعم في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة قاطع. التحلي بفضيلة الإحسان إلى الجار وعدم إيذائه: قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَىَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىَ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [سورة: النساء - الآية: 36] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل: يا رسول الله ومن؟ قال: الذي لا يأمن جارة بوائقة " (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيُوَرِثُه. من إكرام الجار تعاهده بالهدايا ولو بالشيء القليل: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا نساء المسلمات لِلَّهِ لا تحقرن جارة لجارتها و لو فِرْسَن شاة.

التحلي بفضيلة إكرام الضيف

(حديث عائشة في صحيح البخاري) قالت: قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي، قال: إلى أقربهما منك باباً" ومن إكرام الجار ألا يمنع جارٌ جاره أن يغرز خشبةً في جداره: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يمنع جارٌ جاره أن يغرز خشبةً في جداره " ثم يقول أبو هريرة مالي أراكم عنها معرضين، والله لأرمينَّ بها بين أكتافكم. ومن إكرام الجار أن يتفقد حاله فقد يكون جائعاً وأنت لا تدري: (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما آمن بي من بات شبعان و جاره جائع إلى جنبه و هو يعلم به. التحلي بفضيلة إكرام الضيف: قال تعالى: (وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىَ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [سورة: هود - الآية: 69] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و ومن من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. (حديث أبي شريح في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يومٌ وليلة، والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوِي عنده حتى يُحْرِجه. (حديث سلمان في صحيح الجامع) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التكلف للضيف. [*] التحلي بآداب الصحبة والأخوة و معاشرة الخلق: من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن يألف و يؤلف: (حديث جابر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمن يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف و خير الناس أنفعهم للناس. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اختيار الصحبة الصالحة: (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل.

(حديث أبي سعيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي. (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيَك وإما أن تبتاع منه وإما تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق التحذير من الحرص على المال لأنه يفسد الدين: (حديث كعب بن مالك في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسدَ لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن يعيش بين إخوانه بالمودة والرحمة: (حديث النعمان بن بشير في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى. (حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. الأمور التي تجلب المحبة في قلوب العباد هي ما يلي: الإيمان والعمل الصالح: قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمََنُ وُدّاً) [سورة: مريم - الآية: 96] قوله تعالى [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا]: أي حباً في قلوب عباده. (حديث أبي هريرة الأشعري في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق إفشاء السلام:

(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: و الذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق لا يتناجى يتناجى رجلان دون الآخر حتى يختلطوا بالناس: (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق تعاهد الإخوان بالهدايا فإنها تجلب المحبة: (حديث عائشة في صحيح البخاري) قالت كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ... يقبل الهدية و يثيب عليها. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن لا يتناجى رجلان دون الآخر: (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الإحسان والعفو عن الناس: قال تعالى: (الّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السّرّآءِ وَالضّرّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 134] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق دفع السيئة بالحسنة: ، قال تعالى: (وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ) [سورة: فصلت /34،35] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني وأُحسنُ إليهم ويُسيئون إلي وأحلُمُ عنهم ويجهلون علي فقال - صلى الله عليه وسلم - لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهمُ المَلَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق إخبار الناس بمحبتهم:

(حديث المقدام بن معد يكرب في صحيح أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن يشفع لأخيه لقضاء حاجته: (حديث أبي موسى في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: اشفعوا تؤجروا و يقضي الله على لسان نبيه ما أحب. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الزهد فيما عند الناس: قال تعالى: (وَلاَ تَمُدّنّ عَيْنَيْكَ إِلَىَ مَا مَتّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ) [سورة: طه - الآية: 131] (حديث سهل بن سعد الثابت في صحيح ابن ماجة) قال أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقال يا رسول الله: دلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق مراعاة أحاسيس الناس ومشاعرهم: (حديث الصعب بن جثامة الليثي في الصحيحين) أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودَّان فردَّه عليه فلما رأى ما في وجهه قال إنَّا لم نرده عليك إلا أنَّا حرم. {تنبيه}: ومن ذلك أنه لا يواجه الناس بالعتاب مراعاة لأحاسيس الناس ومشاعرهم تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. (حديث عائشة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ و لكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا و كذا. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق إدخال السرور على المسلم: (حديث محمد بن المنكدر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه دينا تقضي له حاجة تنفس له كربة. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الإنصاف لأخيك: (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يَبْصُرُ أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذعَ في عينه.

من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن لا تتبع عيوب أخيك: (حديث معاوية في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. من آداب الصحبة الإصلاح بين الناس: قال تعالى: (لاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نّجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء / 114) وقال تعالى: (فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ) (الأنفال / 1) وقال تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات / 10) (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة و يعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة و الكلمة الطيبة صدقة و كل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة و يميط الأذى عن الطريق صدقة. (حديث أم كلثوم بنت عقبة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. (حديث أبي الدر داء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة؟ إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق طلاقة الوجه عند اللقاء: (حديث أبي ذر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن يَرُدَّ عن عِرض أخيه: (حديث أبي الدرداء في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. (حديث أسماء بنت يزيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق التعاون على البر والتقوى:

قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ) [سورة: المائدة - الآية: 2] (حديث ابن مسعود في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدال على الخير كفاعله. (حديث زيد بن خالد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا و من خلف غازيا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق بذل النصيحة: قال تعالى (وَالْعَصْرِ إِنّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصّبْرِ) [العصر: من 1: 3] (حديث تميم ابن أوس الداريِّ الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدين النصيحة قالوا: لمن يا رسول اللّه قال: للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم. (حديث جرير بن عبد الله في الصحيحين) قال بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكفُّ عليه ضيعته و يحُوطُه من ورائه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق رحمة الصغير وتوقير الكبير: (حديث أنس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا. (حديث أبي موسى في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم و حامل القرآن غير الغالي فيه و الجافي عنه و إكرام ذي السلطان المقسط. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية: (حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يخلون رجلٌ بامرأةٍ إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة فاكتتبت في غزوة كذا وكذا قال: ارجع فحج مع امرأتك) (حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان"

(حديث عقبة بن عامر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم و الدخول على النساء قالوا: يا رسول اللّه أرأيت الحمو قال: الحمو الموت. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق ألا تُكَلَمُ النساء إلا بإذن أزواجهن: (حديث عمرو بن العاص في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق عدم مصافحة النساء: (حديث أميمة بنت رقيقة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني لا أصافح النساء. (حديث معقل بن يسار في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمِخْيَطٍ من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الحرص على مجالسة الصالحين: (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيَك وإما أن تبتاع منه وإما تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة. (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل. (حديث أبي سعيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر: (حديث أنس في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق قضاء حوائج المسلمين وخدمتهم:

(حديث محمد بن المنكدر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه دينا تقضي له حاجة تنفس له كربة. (حديث جابر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير الناس أنفعهم للناس. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الساعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار. (حديث سهل بن سعد في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بأُصبعيه بالسبابة والوسطى. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق صنع المعروف: (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الآفات و الهلكات و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق شكر المعروف: (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الحب في الله تعالى: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يقول الله تعالى أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظله. (حديث أبي أُمامة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحب لله و أبغض لله و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان. (حديث ابن عباس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله عز و جل.

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل و شاب نشأ في عبادة الله و رجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال: إني أخاف الله و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. (حديث عمر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية [ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون]. (حديث أبي موسى في الصحيحين) قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يحب القومَ ولما يلحقُ بهم قال: ... المرء مع من أحب. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق مراعاة آداب المجلس إذا جلس مع القوم: ومنها ما يلي: (1) يجلس حيث ينتهي: (حديث جابر بن سمُرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: كنا إذا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلسُ أحدنا حيث ينتهي. (2) السلام إذا انتهى إلى المجلس وإذا أراد أن يقوم (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليُسلِّم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى أحق من الثانية. {تنبيه}: يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم و يجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم. (حديث علي في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم و يجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم.

3) لا يَجْلَس بين رجلين إلا بإذنهما: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يُجْلَس بين رجلين إلا بإذنهما. (4) جواز قيام الرجل لأخيه احتراماً: (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فجاء، فقال: قوموا إلى سيدكم _ أو قال خيركم - فقعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال هؤلاء نزلوا على حكمك. قال فإني أحكم أن تُقْتَلَ مقاتلتهم وتُسْبَى ذراريهم فقال - صلى الله عليه وسلم - لقد حكمت بماحكم به الملك. {تنبيه}: أما قيام الرجل للرجل على سبيل التعظيم فحرامٌ قطعاً (حديث معاوية في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سرَّه أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار. معنى [يتمثل]: أي ينتصب الجالسون له تعظيماً من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق مراعاة آداب الاستئذان: ومنها ما يلي: 1) إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر و يقول السلام عليكم السلام. (حديث عبد الله بن بسر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر و يقول: السلام عليكم السلام عليكم. 2) أن يكون عنده أمانة حال الاستئذان فلا يتطلع لكي يري أي شيءٍ من عورات المسلمين فإنما جعل الاستئذان من أجل البصر. (حديث سهل بن سعد في الصحيحين) قال: اطَّلع رجلٌ من جحرٍ في حجرِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - مِدْرى يحكُ به رأسه فقال: لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر.

3) أن يستأذن ثلاثاً فإن لم يؤذن له فليرجع. (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع. 4) أن يوضح المستأذن اسمه فلا يقل [أنا] (حديث جابر في الصحيحين) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دَيْنٍ كان عليّ، فدققت الباب فقال من ذا؟ قلت: أنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: أنا أنا لِلَّهِ كأنه كرهها. 5) إذا أُذن له فليقل [السلام عليكم أأدخل] (حديث كِلْدَةَ بن الحنبل في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قد دخلت عليه ولم أسلم فقال: ارجع فقل السلام عليكم أأدخل. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق غض البصر: قال تعالى: (قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَىَ لَهُمْ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [سورة: النور - الآية: 30] (حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري. (حديث ابن عباس في الصحيحين) قال كان الفضلُ رَدِيْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدمت امرأةٌ من خثعم، فجعل الفضلُ ينظرُ إليها وتنظرُ إليه، وجعل رسول الله يصرفُ وجه الفضل إلى الشقِ الآخر، فقالت يا رسول الله: إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت شيخاً كبيراً لا يثبتُ على الراحلة، أفأحجُ عنه؟ قال نعم. وذلك في حجة الوداع. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر و الأذنان زناهما الاستماع و اللسان زناه الكلام و اليد زناها البطش و الرجل زناها الخطا و القلب يهوى و يتمنى و يصدق ذلك الفرج أو يكذبه. (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم و الجلوس في الطرقات، قالوا يا رسول الله مل لنا منها بدٌ إنها مجالسنا نتحدثُ فيها، قال فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما هو حقُ الطريق؟ قال: غض البصر و كف الأذى و رد السلام و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

(حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان منكن يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رءوسهم كراهة أن يرين من عورات الرجال. (حديث جرير بن عبد الله البجلي في صحيح مسلم) قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري. (حديث بُريدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي يا علي لا تتبع النظرةَ النظرة فإن لك الأولى وليس لك الآخرة. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق أداء الأمانة وتحريم المماطلة: قال تعالى: (إِنّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدّواْ الأمَانَاتِ إِلَىَ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنّ اللّهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [سورة: النساء - الآية: 58] (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك" (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مطل الغني ظلم فإذا أُتبع أحدكم على مليء فليتبع. (حديث الشريد بن سُويد في صحيح السنة الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليُّ الواجدِ يُحِلُ عِرْضِهِ و عُقُوبَتَه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق مشورة أهل الصلاح: (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المستشارُ مُؤتَمَن. (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من أُفْتِىَ بغير علمٍ كان إثْمُه على من أفتاه و من أشار على أخيه بأمرٍ يعلمُ أن الرشدَ في غيرهِ فقد خانَه. (حديث معاوية في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، و من التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب العصبية فإنها هلاكٌ مُحَقَّق:

قال تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِينَ) [سورة: آل عمران - الآية: 159] و قال تعالى: (وَالّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبّهِمْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىَ بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [سورة: الشورى - الآية: 38] (حديث ابن مسعود في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعيرِ الذي تردى فهو يُنْزَعُ بِذَنَبِه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب الغش والخداع للمسلمين: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حمل علينا السلاح فليس منا و من غشنا فليس منا. (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النَّجَش. (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس منا من خَبَّبَ امرأةً على زوجها أو عبداً على سيده. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب الغدر للمسلمين: (حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خَصْلَةٌ منهن كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: إذا ائتُمن خان و إذا حدَّث كذب و إذا عاهد غدر و إذا خاصَم فجر. (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة، يُقالُ هذه غَدْرَةُ فلانٍ بن فلان. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: ثلاثةٌ أنا خَصْمُهُم يوم القيامة: رجلٌ أعطى بي ثم غدر و رجلٌ باع حراً فأكل ثمنه و رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه و لم يُعْطِهِ أجره. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب ظلم العباد: قال تعالى: (مَا لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ) [سورة: غافر - الآية: 18] (حديث ا بن عباس في الصحيحين) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ ابن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن

محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسَ صلواتٍ في كل يومٍ وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتُردُ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوةَ المظلومِ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. (حديث خزيمة بن ثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحْمَلُ على الغمام يقول الله: و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين. (حديث ابن عمر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: دعوة المظلوم مستجابة و إن كان فاجرا ففجوره على نفسه. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي و العقوق. (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الظلم ظلماتٌ يوم القيامة. (حديث أبي ذرٍ في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: يا عبادي لِلَّهِ إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي لِلَّهِ كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي لِلَّهِ كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي لِلَّهِ كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لِلَّهِ إنكم تخطئون بالليل و النهار و أنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي لِلَّهِ إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لِلَّهِ لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لِلَّهِ لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لِلَّهِ لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي لِلَّهِ إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه.

(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ و صيام و زكاة و يأتي وقد شتم هذا و قذف هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا فيُعطِى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناتُه قبل أن يُقضَى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار. (حديث ابن عمر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين. (حديث أبي موسى في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى لَيملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل يا رسول الله: أنصره إن كان مظلوماً أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره. (حديث أبي بكر الصديق في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه. (حديث أبي سفيان في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوي و هو غير متعتع. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب مجالس الظالمين: (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسفُ بأولهم و آخرهم، قال قلت يا رسول الله لِلَّهِ كيف يُخسفُ بأولهم و آخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يُخسفُ بأولهم و آخرهم ثم يبعثون على نياتهم. (حديث أبي بكر الصديق في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب إيذاء المسلمين:

قال تعالى: (وَالّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مّبِيناً) [سورة: الأحزاب - الآية: 58] (حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجالٌ معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ رءوسهنَّ كأسنمةِ البُخْتِ المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها و إن ريحَها لتوجد من مسيرة كذا و كذا. (حديث ابن عباس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ضرر و لا ضرار. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يشرْ أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب التباغض والتقاطع والتدابر: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تُفتحُ أبواب الجنة يوم الاثنين و يوم الخميس فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب الحسد: قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً) [سورة: النساء - الآية: 54] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحاسدوا و لا تناجشوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا يبع بعضكم على بيع بعض و كونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخْذُلُه و لا يَحْقره التقوى هاهنا - و أشار إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه. (حديث الزبير بن العوام في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: دَبَّ إليكم داءُ الأممِ من قبلِكم: الحسدُ و البغضاء، والبُغْضةُ هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقةَ الدين، و

الذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يُثّبتُ ذلك أفشوا السلام بينكم. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب احتقار المسلمين: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىَ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مّن نّسَآءٍ عَسَىَ أَن يَكُنّ خَيْراً مّنْهُنّ وَلاَ تَلْمِزُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ وَمَن لّمْ يَتُبْ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) [سورة: الحجرات - الآية: 11] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحاسدوا و لا تناجشوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا يبع بعضكم على بيع بعض و كونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخْذُلُه و لا يَحْقره التقوى هاهنا - و أشار إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه. (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بَطَرُ الحقِ و غَمطُ الناس. (حديث جندب بن عبد الله في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان لِلَّهِ فقال الله تعالى من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان لِلَّهِ إني قد غفرت له وأحبطتُ عملك. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق اجتناب التجسس على المسلمين: قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظّنّ إِنّ بَعْضَ الظّنّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رّحِيمٌ) [سورة: الحجرات - الآية: 12] (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق عدم تتبع عورات المسلمين وزلاتهم: (حديث معاوية في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا قال العبد هلك الناس فهو أهلَكهم.

(حديث أبي برزة الأسلمي في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه لِلَّهِ لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فمن يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، و من يتبع الله عورته يفضحه في بيته. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ مّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: 110] و قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلََئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة: التوبة - الآية: 71] و قال تعالى: (فَلَماّ نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُوَءِ وَأَخَذْنَا الّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 165] (حديث أبي سعيد في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان. خطر التقاعس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى: (لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [سورة: المائدة /78، 79] (حديث أبي بكر الصديق في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه. (حديث حذيفة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لتأمُرنّ بالمعروف و لتنهَوْنَّ عن المنكر أو يبعث الله عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لهم. تغليظ عقوبة من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وخالف قوله فعله: قال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [سورة: البقرة - الآية: 44]

(حديث أسامة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يؤتى بالعالم يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور حولها كما يدور الحمار حول الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ويحك ما لك كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتيت ليلة أسري بي على قوم تُقْرَضُ شفاهُهم بمقاريضَ من نار كلما قُرِضَتْ وَفَتْ فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون و يقرءون كتاب الله و لا يعملون به. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق لا يسألُ إلا الله تعالى: (حديث ابن عباس في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا غلام لِلَّهِ إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام و جفت الصحف. الشاهد: قوله - صلى الله عليه وسلم -[إذا سألت فاسأل الله] (حديث ثوبان في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان أنا، فكان لا يسأل الناس شيئاً. (حديث ابن مسعود في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته و من أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الاقتصاد في العزلة والمخالطة: (حديث أبي سعيد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قيل يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: رجلٌ يجاهد بنفسه وماله ورجلٌ في شعبٍ من الشعاب يعبد الله ويدعُ الناس من شره. (حديث عقبة ابن عامر في صحيح الترمذي) قال قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: أملك عليك لسانك ولْيسعك بيتُك وابكِ على خطيئتك. (حديث ابن عمر في صحيح الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المؤمنُ الذي يُخالطُ الناسَ و يصبرُ على أذاهُم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالطُ الناس و لا يصبرُ على أذاهم.

من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق يذكر نفسه وغيره أن الجزاء من جنس العمل: (حديث أبي صِرْمَةَ في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ضَارَّ أضرَ الله به و من شاقَّ شاقَّ الله عليه. (حديث جابر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من امرئ يخذُل امرءاً مسلما في موطن يُنْتَقَصُ فيه من عِرْضِهِ و يُنْتَهَكُ فيه من حُرْمَتِهِ إلا خَذَلَه الله تعالى في مَوْطِنٍ يُحِبُ فيه نُصْرتِه و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. (حديث المستورد رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل برجل مسلم أكله فإن الله يطعمه مثلها من جهنم ومن كسي ثوبا برجل مسلم فإن الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة. من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق الإحسان إلى من يعمل تحت يديه: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه و دُخَانه فليجلسه معه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكله أو أكلتين. (حديث أنس في الصحيحين) قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ي رسول الله إن أنساً غلامٌ كيسٌ فليخدمك، قال فخدمته في الحضر، فوالله ما قال لي لشيءِ صنعته لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيءٍ لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا. (حديث المعرور في الصحيحين) قال لقيتُ أبا ذرٍ بالرَّبذة وعليه حُلة وعلى غُلامه حُلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببتُ رجلاً فعيّرته بأُمه فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا ذر لِلَّهِ إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خَوَلكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فّلْيُطْعِمْه مما يأكل ولْيُلبِسْه مما يلبس ولا تُكَلفوهم ما يغلبهم، فإذا كلفتموهم فأعينوهم. (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) قال: كنت أضربُ غلاماً لي فسمعتُ من خلفي صوتاً: اعلم أبا مسعود للهُ أقدر عليك منك عليه، فالتفتُ فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت ي رسول الله هو حرٌ لوجه الله فقال: أما لو لم تفعل للفحتك النار.

التحلي بآداب اللباس

[*] التحلي بآداب اللباس: (1) وجوب ستر العورة: قال تعالى: (يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوَاْ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ) [سورة: الأعراف - الآية: 31] (حديث ابن عباس في صحيح مسلم) قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عُريانة وتقول: من يعيرني تِطوافاً؟ تجعله على فرجها. وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فنزلت هذه الآية: "خذوا زينتكم عند كل مسجد". (حديث معاوية بن حيدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قيل: إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها قيل: إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس. (حديث يعلى في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله حَييٌ سِتير يحبُ الحياءَ والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر. (حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من امرأة تضَعُ ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت السترَ بينها و بين الله. (2) استحباب لبس الثياب الطيبة الجميلة: (حديث أنس في الصحيحين) قال: كان أحب الثياب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحِبَرَة. [الحِبَرَة] بُرْدٌ يماني من قطن، وكانت أفضلَ الثياب عندهم. (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بَطَرُ الحقِ وغَمْطِ الناس. (3) استحباب التواضع في الثياب: (حديث عائشة في الصحيحين) أنها أخرجت كساءاً وإزاراً غليظاً فقالت: قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذين. (حديث أبي أُمامةَ في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البذاذةُ من الإيمان.

(4) اجتناب ثياب الشهرة: (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لبس ثوبَ شُهْرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مَذَلةٍ ثم يُلْهِبُ فيه النار. (5) ذم التنعم: (حديث معاذ في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياك و التنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. (6) تحريم إسبال الثياب: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بَطَرا. * (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جر ثوبه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر: يا رسول اللّه إن أحد شِقَي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال له: إنك لست ذلك خيلاء. (حديث أبي ذرٍ في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم، فقرأها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاث مرات فقال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول اللّه قال: المسبل إزاره و المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منه و المنفق سلعته بالحلف الكاذب. (حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار. (7) تحريم التبختر في الثياب: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينما رجل يمشي في حُلةٍ تُعْجِبْه نَفْسُه مُرَّجِلٍ رأسَه إذ خسف الله به فهو يتجلجلُ في الأرض إلى يوم القيامة. (8) تحريم الحرير على الرجال: (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه في الآخرة. (9) إباحة الأعلام من الحرير:

(حديث عمر في الصحيحين) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس الحرير إلا موضع أُصبعين أو ثلاث أو أربع. (10) إباحة لبس الحرير للتداوي: (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخَّص لعبد الرحمن بن عوفٍ والزبير في قميصٍ من حرير من حِكةٍ كانت بهما. (11) تحريم الثوب المصبوغ بالعُصفر: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ ثوبين مُعَصْفَرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها، قلت أغسلها؟ قال: لا أحرقها. (12) تحريم ثياب الكفار: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ ثوبين مُعَصْفَرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها، قلت أغسلها؟ قال: لا أحرقها. (حديث ابن عمر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تشبه بقوم فهو منهم (13): استحباب لبس القميص: (حديث أم سلمة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت: رضي الله تعالى عنها: كان أحب الثياب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - القميص. (14) دعاء لبس الجديد: (حديث أبي سعيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال: كان إذا استجد ثوبا سمَّاه باسمه قميصا أو عمامة ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره و خير ما صنع له و أعوذ بك من شره و شر ما صنع له. (حديث معاذ بن أنس الجُهَنِي في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رَزَقَنِيه من غير حول مني و لا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا و رَزَقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. (15) لبس العمامة: (حديث جابر في صحيح الترمذي) قال دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وعليه عمامةٌ سوداء. (حديث ابن عمر في صحيح الترمذي) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أعتم سدَلَ عِمامته بين كتفيه.

(16) آداب لبس النعل: [1] إذا انتعل فليبدأ باليمين و إذا انتزع فليبدأ بالشمال. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين و إذا انتزع فليبدأ بالشمال لتكون اليمنى أولهما تُنْعَل و آخِرْهُما تُنْزَع. [2] لا يمش في نعلٍ واحد لِيُحْفِهما جميعا أو ليُنْعِلْهُما جميعا. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يمش أحدكم في نعلٍ واحد لِيُحْفِهما جميعا أو ليُنْعِلْهُما جميعا. [3] أن لا ينتعل الرجل و هو قائم. (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينتعل الرجل و هو قائم. [4] الإكثار من النعال (حديث جابر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أكثروا من هذه النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل. (17) آداب لبس النساء: فصل الخطاب في آداب لبس النساء يكون في ارتياد الحجاب الشرعي الذي فرضه الله تعالى عليهن ستراُ لهنّ وحفاظاً عليهنّ. وإليك بعض فضائل الحجاب الشرعي: (1) الحجاب طاعةٌ لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أوجب الله تعالى طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -: قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً مّبِيناً) [سورة: الأحزاب - الآية: 36] وقد أمر الله تعالى بالحجاب فقال تعالى: (وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنّ أَوْ آبَآئِهِنّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنّ أَوْ أَبْنَآئِهِنّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنّ أَوْ إِخْوَانِهِنّ أَوْ بَنِيَ إِخْوَانِهِنّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنّ أَوْ نِسَآئِهِنّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنّ أَوِ التّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرّجَالِ أَوِ الطّفْلِ الّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىَ عَوْرَاتِ النّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنّ لِيُعْلَمَ مَا

يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنّ وَتُوبُوَاْ إِلَى اللّهِ جَمِيعاً أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: النور - الآية: 31] (2) الحجاب إيمان: لأن الله تعالى لم يخاطب به إلا المؤمنات لقوله تعالى (وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ) [سورة: النور - الآية: 31] وقال تعالى: (يَأَيّهَا النّبِيّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلاَبِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً) [سورة: الأحزاب - الآية: 59] (3) الحجاب طهارة: قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ ً) [سورة: الأحزاب - الآية: 53] ثبت ذلك في الصحيحين عنه أنه قال وافق ربي عز وجل في ثلات قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي "وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو حجبتهن فأنزل الله آية الحجاب وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لما تمالأن عليه في الغيرة "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن "فنزلت كذلك. (4) الحجاب عفة: لقوله تعالى يَأَيّهَا النّبِيّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلاَبِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً) [سورة: الأحزاب - الآية: 59] (5) الحجاب ستر: قال تعالى: (يَابَنِيَ آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلّهُمْ يَذّكّرُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 26]

شروطٌ الحجاب الشرعي ثمانية هي: [الشرط الأول] استيعاب جميع البدن حتى الوجه على الراجح قال تعالى: (يَأَيّهَا النّبِيّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلاَبِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً) [سورة: الأحزاب - الآية: 59] (حديث ابن مسعود في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: يا رسول اللّه فكيف تصنع النساء بذيولهن قال: يرخين شبراً قالت: إذن تنكشف أقدامهن قال: فترخيه ذراعاً لا يزدن عليه. [الشرط الثاني] أن لا يكون زينةً في نفسه لقوله تعالى: (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ) [النور /31] [الشرط الثالث]: أن يكون صفيقاً لا يشف: وذلك لأن الستر لا يتحقق إلا بالصفيق، أما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنةً وزينة (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجالٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، و نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ رءوسهُن كأسنمةِ البُخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا. [الشرط الرابع]: أن يكون فضفاضاً لا يصف. (حديث أسامة بن زيد في المسند) قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُبطيةً كثيفةً مما أهداها له دحيةُ الكلبي فكسوتها امرأتي فقال: ما لك لم تلبس القُبطية؟ قلت كسوتها امرأتي. فقال: مُرْها فلتجعل تحتها غِلاله فإني أخافُ أن تصف حجم عِظامها. [الشرط الخامس أن لا يكون مبخراً]: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة.

(حديث أبي موسى في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية و كل عين زانية. [الشرط السادس أن لا يشبه لبس الرجل]: (حديث ابن عباس في صحيح البخاري) قال لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. [الشرط السابع أن لا يشبه لبس الكافرات]: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ ثوبين مُعَصْفَرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها، قلت أغسلها؟ قال: لا أحرقها. (حديث ابن عمر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تشبه بقوم فهو منهم. [الشرط الثامن أن لا يكون لبس شهرة]: (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لبس ثوبَ شُهْرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مَذَلةٍ ثم يُلْهِبُ فيه النار. [*] مساوئ التبرج والعياذ بالله: (1) التبرج من صفات أهل النار: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجالٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، و نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ رءوسهُن كأسنمةِ البُخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا. الشاهد قوله - صلى الله عليه وسلم -[و نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ رءوسهُن كأسنمةِ البُخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا] (2) التبرج جاهليةٌ منتنة: قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَلاَ تَبَرّجْنَ تَبَرّجَ الْجَاهِلِيّةِ الاُولَىَ) [سورة: الأحزاب - الآية: 33] (3) التبرج معصيةٌ لله ورسوله:

التحلي بآداب الزينة

(حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول اللّه؟ من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى. (4) التبرج هلاكٌ مُحَقق بنص السنة الصحيحة: (حديث فضالة بن عبيد في صحيح الأدب المفرد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثةٌ لا تسأل عنهم: رجلٌ فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصياً، وأمةٌ أوعبدٌ أبق فمات، وامرأةٌ غاب عنها زوجها فتبرجَّت بعده، فلا تسأل عنهم. [*] التحلي بآداب الزينة: ومن هذه الآداب ما يلي: إكرام الشعر بتسريحه ودهنه وتنظيفه: (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان له شعر فليكرمه. النهي عن الترجل إلا غباً: (حديث عبد الله بن المُغَفَّل في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل إلا غباً. (نهى عن الترجل) أي التمشط أي تسريح الشعر (إلا غباً) أي يوماً بعد يوم فلا يكره بل يسن فالمراد النهي عن المواظبة عليه والاهتمام به لأنه مبالغة في التزيين لأن ذلك من فعل المتنعمين (حديث معاذ في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياك و التنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. إباحة الضفائر: (حديث أم هانئ في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة وله أربع غدائر أي ضفائر.

النهي عن القزع: والقزع هو السحاب المتفرق، والمقصود به حلق بعض الشعر وترك بعضه بحيث يشبه السحاب المتفرق (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القَزْع. (حديث ابن عمر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى صبياً حُلِق بعض رأسه وترك بعضاً فنهى عن ذلك وقال: احلقوه كُله أو اتركوه كله. النهي عن نتف الشيب: (حديث عبد الله بن عمرو في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم يوم القيامة. (حديث كعب بن مُره في صحيحي الترمذي والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة. استحباب تغيير الشيب بالحناء والكَتَم: (حديث أبي ذر في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب: الحناء و الكََََتَم (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم. تحريم الخِضاب بالسواد: (حديث جابر في صحيح مسلم) قال أُتيَ بأبي قُحافة يوم الفتح ورأسه ولحيته كالثغامةِ بياضاً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - غيروا هذا بشيء و اجتنبوا السواد. (حديث ابن عباس في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة. تحريم اتخاذ النساء قُصة ً من شعر: (حديث معاوية في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم - يعني قُصةً من شعر. تحريم الوصل والوشم والنمص للنساء:

(حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة. استحباب الطيب: (حديث أنس في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يرد الطيب. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المَحمِل طيب الريح. (حديث أبي سعيد في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المسكُ أطيب الطيب. {تنبيه}: يجدر بنا هنا أن نبين الفرق بين طيب الرجل وطيب المرأة (حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: طِيب الرجال ما ظهر ريحُه و خَفِيَ لونُه و طِيبُ النساءِ ما ظهر لونُه و خَفِيَ ريحُه. النهي عن المبالغة في التطيب: (حديث أنس في الصحيحين) قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتزعفر الرجل. والتزعفر: هو التلطخ بالزعفران. تحريم الطيب الذي تخرج رائحته للنساء خارج البيت: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. (حديث أبي موسى في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية و كل عين زانية. تحريم خاتم الذهب للرجال: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن خاتم الذهب. (حديث أبي موسى في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حُرِّمَ لباسُ الحريرِ و الذهب على ذكور أمتي و أحل لإناثهم. إباحة خاتم الفضة: (حديث أنس في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان خاتمه من فضة فصه منه. يوضع خاتم الفضة تارةً في اليد اليمنى وتارةً في اليد اليسرى:

التحلي بإقراء السلام على المؤمنين

(حديث أنس في صحيح مسلم) قال كان خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى. (حديث عليّ في صحيح النسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس خاتمه في يمينه. {تنبيه}: ورد النهي عن التختم في الوسطى والتي تليها: (حديث عليّ في صحيح مسلم) قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتختم في هذه أو هذه، فأومأ إلى الوسطى والتي تليها. الاقتصاد في الفراش فلا يُتخذ للزينة بغير حاجة: (حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فراش للرجل و فراش لامرأته و الثالث للضيف و الرابع للشيطان. لا يُتخذ الجرس في الدواب للزينة: (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب و لا جرس. التحلي بإقراء السلام على المؤمنين: (حديث عبد الله ابن عمرو في الصحيحين) أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أيُ الإسلام خير؟ قال: تُطعم الطعام وتُقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: و الذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم (حديث عبد الله ابن سلام في صحيح الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيها الناس أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. (حديث أنس في صحيح الأدب المفرد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض فأفشوا السلام بينكم. (حديث أبي هريرة في صحيح الأدب المفرد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبخل الناس من بخل بالسلام وإن أعجز الناس من عجز بالدعاء.

آداب السلام

(حديث هانئ ابن يزيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من موجبات المغفرة بذلَ السلام وحسنَ الكلام. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن ليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس. (حديث عمران ابن حصين في صحيحي أبي داوود والترمذي) قال جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال السلام عليكم فقال - صلى الله عليه وسلم -: عشر حسنات، وجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال: عشرون، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون. آداب السلام: للسلام آدابٌ ينبغي على الإنسان أن يتحلى بها منها ما يلي: 1) رد السلام بتحيةٍ أحسن مثلها أو مثلها امتثالاً لقوله تعالى (وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدّوهَآ) (النساء / 86) 2) يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير. 3) من السنة التسليم على الصبيان: (حديث أنس في الصحيحين) أنه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. 4) ويجوز السلام على مجموعة من النساء: (حديث أسماء بنت يزيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت: مرّ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - في نسوة ٍ فسلَّم علينا. {تنبيه}: إذا كانت المرأة واحدة فالأولى ألا يسلم عليها مخافة الفتنة ولا سيما إن كانت شابة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه ما ترك بعده فتنة أضر على الرجال من النساء (حديث أسامة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما تركتُ بعدي فتنةً أضرُ على الرجال من النساء. 5) إذا اصطحب رجلان مسلمان فحال بينهما شجرٌ فليسلم أحدهما على الآخر:

التحلي بشكر المعروف

(حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه. 6) لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تبدءوا اليهود و لا النصارى بالسلام و إذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه. التحلي بالمصافحة من الرجل للرجل: (حديث البراء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. (حديث معقل ابن يسار في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. (حديث أميمة بنت رقيقة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني لا أصافح النساء. التحلي بشكر المعروف: (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من استعاذكم بالله فأعيذوه و من سألكم بالله فأعطوه و من دعاكم فأجيبوه و من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. (حديث أبي هريرة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لا يشكرُ الناس لا يشكرُ الله. التخلي عن الرزائل التخلي عن رذيلة كثرة الكلام: (حديث جابر في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا و إن من أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون.

التخلي عن رذيلة التحدث بكل ما سمع

التخلي عن رذيلة التحدث بكل ما سمع: (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع (حديث ابن مسعود في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بئس مطية الرجل زعموا. (حديث المعيرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال. التخلي عن الكذب: (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. (حديث ابن عمر في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفرى الفِرى أن يُريَ الرجل عينيه ما لم تريا. (حديث عائشة في صحيح الجامع) قالت: كان أبغض الخلق إليه الكذب. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان. (حديث عبد الله ابن عمرو في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعٌ من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر و إذا خاصم فجر. تحريم الكذب في الرؤيا: (حديث ابن عباس في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تحلَّم بحُلمٍ لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قومٍ وهم له كارهون صُبَّ في أُذنيه الآنكُ يوم القيامة، ومن صور صورةً عُذِّب وكُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ. تحريم الكذب لإضحاك القوم: (حديث معاوية ابن حيدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ويلٌ للذي يُحَدِّثُ فيكذبُ ليضحك به القوم ويلٌ له ويلٌ له.

جواز المعاريض

{تنبيه}: ويجوز الكذب في ثلاثة أمور هي: الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها. (حديث أم كلثوم بنت عقبة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. زاد مسلم (ولم أسمعه يُرَخَّص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها) جواز المعاريض: (حديث عمران ابن حُصين في صحيح الأدب المفرد موقوفاً) قال إن في المعاريض لمندوحةٌ عن الكذب. معنى مندوحة: سعة التخلي عن الغناء والاحتراز منه: قال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّخِذَهَا هُزُواً أُوْلََئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ) [لقمان / 6] (حديث أبي أمامة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تبيعوا القينات و لا تشتروهن و لا تعلموهن و لا خير في تجارة فيهن و ثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية {و من الناس من يشتري لهو الحديث} الآية. (حديث أبي مالك الأشعري في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف. (حديث عمران ابن حُصَين في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في هذه الأمة خسف و مسخ و قذف فقال رجلٌ من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذلك؟ إذا ظهرت القيان و المعازف و شربت الخمور. معنى القيان: أي المغنيات التخلي والاحتراز من الشعر المحرم:

وهو ما كان فيه مدحٌ بالباطل أو ذمُ قومٍ بالباطل أو قول زورٍ أو بهتان، وعليه يحمل قوله تعالى: (وَالشّعَرَآءُ يَتّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ224،أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ فِي كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ) [الشعراء / 226:224] ومنه الهجاء بغير حق: (حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أعظم الناس عند الله فرية: لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها و رجل انتفى من أبيه و زنى أمه. حكم الشعر: مما يُجدر ذكره في هذا المقام أن الشعر ليس كله مذموم ولا محرم بل هو بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام بنص السنة الصحيحة (حديث عائشة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام و قبيحه كقبيح الكلام. أولاً النوع الجائز منه: هو ما يكون فيه مدحٌ للإسلام والمسلمين ونصرة الحق وأهله، وعليه تحمل الأحاديث الآتية (حديث أبي ابن كعب في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من الشعرِ حكمة. وقد يكون الشعر من الجهاد باللسان. (حديث أنس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم. (حديث أنس في صحيحي الترمذي والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه وهو يقول خلوا بني الكفارِ عن سبيله ... اليومَ نضربكم علي تنزيله ضرباً يَزِيلُ الهامَ عن مَقِيله ... ويذهلُ الخليلُ عن خليله فقال عمر: يا ابن رواحة لِلَّهِ بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله عز وجل تقول الشعر لِلَّهِ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خلِّ عنه يا عمر فلهي أسرعُ فيهم من نضح النَّبل.

التخلي عن رذيلة الغيبة

{تنبيه}: هذا النوع من الشعر المحمود يجب على طالب العلم أن يراعي فيه أن لا يشغل وقته كله أو معظمه بحيث يشغله عن الكتاب والسنة والعلوم الشرعية، فلو حصل ذلك لكان محرماً. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا. الشاهد من الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عبَّر بالامتلاء، فنبه أنك أيها الإنسان لو ملئت جوفك قيحاً خيرٌ لك من أن تملأه شعراً، وعلى هذا فيؤخذ من الشعر بقدر الحاجة فقط. ثانياً النوع المحرم: وهو ما كان فيه مدحٌ بالباطل أو ذمُ قومٍ بالباطل أو قول زورٍ أو بهتان، وعليه يحمل قوله تعالى: (وَالشّعَرَآءُ يَتّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ224،أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ فِي كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ) [الشعراء / 226:224] ومنه الهجاء بغير حق: (حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أعظم الناس عند الله فرية: لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها و رجل انتفى من أبيه و زنى أمه. التخلي عن رذيلة الغيبة: قال تعالى: (وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رّحِيمٌ) [الحجرات / 12] (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه فقد بهته. (حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حبكَ من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال: لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَت بماء البحر لمزجته. *معنى مزجته: أي خالطته مخالطةً شديدةً يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا من الزجر.

(حديث سعيد ابن زيد في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربى الربا الاستطالة في عِرض المسلم بغير حق. (حديث أبي برزة في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه لِلَّهِ لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم، فمن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته. {تنبيه}: في الحديث تحذير من الغيبة والوعيد لمن يتبع عورات المسلمين وكسف مساويهم أن يتبع الله عورته ويكشف مساويه على قاعدة الجزاء من جنس العمل. (حديث أنس في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما عرج بي ربي عز و جل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجههم و صدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم. معنى يخمشون: يخدشون (حديث المستورد ابن شداد في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم و من اكتسى برجل مسلم ثوبا فإن الله يكسوه مثله من جهنم و من قام برجل مسلم مقام سمعة و رياء فإن الله يقوم به مقام سمعة و رياء يوم القيامة. ما يصنع من سمع غيبة أخيه؟ (حديث أبي في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من ردَّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. (حديث أسماء بنت يزيد في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ?من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار. (حديث جابر في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. الأمور التي يجوز فيها الغيبة:

قال النووي رحمه الله تعالى: تباح الغيبة لغرضٍ صحيحٍ شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها، وهي ستة أسباب: (1) التظلم: فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولايةٌ أو قدرة على إنصافه من ظالمه فيقول ظلمني فلانٌ بكذا. (حديث عائشة في الصحيحين) قالت: قالت هند بنت عتبة يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف (2) الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجو قدرته فلان يعمل كذا فازجره عنه أو نحو ذلك. (حديث زيد ابن أرقم في الصحيحين) قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} من حوله وقال {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل قالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في {إذا جاءك المنافقون} فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم (3) الاستفتاء: بأن يقول للمفتي ظلمني فلان بكذا، فهل له ذلك وما الطريق في دفع ظلمه عني. (حديث عائشة في الصحيحين) قالت: قالت هند بنت عتبة يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف (4) تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه: منها جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائزٌ بإجماع المسلمين للحاجة. ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو معاملته أو مجاورته أو غير ذلك، ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة لأن المستشار مؤتمن بنص السنة الصحيحة (حديث أبي هريرة في صحيح أبي داوود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المستشار مؤتمن.

التخلي عن رذيلة النميمة

ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد على مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم فعليه أن ينصحه ببيان حاله قاصدا النصيحة. ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها لعدم أهليته أو لفسقه فيذكره لمن له عليه ولاية ليستدل به على حاله فلا يغتر به ويلزم الاستقامة (حديث عائشة في الصحيحين) قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو بن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام قلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام قال أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه. (5) أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته فيجوز ذكره بما يجاهر به ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر. (حديث فاطمة بنت قيس في صحيح مسلم) قالت: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت إن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطبا ني فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له. (6) التعريف: فإذا كان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والقصير والأعمى ونحوها جاز تعريفه به ويحرم ذكره به تنقصاً ولو أمكن تعريفه بغيرها كان أولى. التخلي عن رذيلة النميمة: قال تعالى: (هَمّازٍ مّشّآءِ بِنَمِيمٍ، مّنّاعٍ لّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) [القلم /12،11) (حديث حذيفة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة قتَّات. *معنى قتات: أي نمَّام (حديث ابن عباس في الصحيحين) قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أنبئكم ما العَضَةُ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس. التخلي عن رذيلة ذي الوجهين: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

الاحتراز من فحش القول وبذاءة اللسان

(حديث عمار ابن ياسر في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار. (حديث أبي هريرة في صحيح الأدب المفرد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أميناً. الاحتراز من فحش القول وبذاءة اللسان: (حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح البخاري) قال لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أخيركم أحسنكم خلقا. (حديث عائشة في الصحيحين) قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو بن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام قلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام قال أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه. (حديث ابن مسعود في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء. التخلي عن رزيلة الغضب: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصني. قال لا تغضب. فردد مراراً قال: لا تغضب. (حديث أبي الدرداء في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تغضب ولك الجنة. (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الشديد بالصُرعة و إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. (حديث معاذ ابن أنس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كظم غيظا و هو قادر على أن يُنْفِذَه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور ما شاء. {تنبيه}: أن كظم الغيظ يمكن اكتسابه بترويض النفس فلا ينبغي للإنسان أن يستوطئ العجز ولا أن يقول أنني جُبلت على ذلك فإنه من يتحرى الخير يُعطه ومن يتق الشر يُوَقَّه بنص السنة الصحيحة

(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يُوّقَّه. كيفية علاج الغضب: هناك عدة أدوية نافعةٌ بإذن الله تعالى لعلاج الغضب منها: (1) الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى: (وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة: الأعراف - الآية: 200] (حديث سليمان بن صرد في الصحيحين) قال: استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبَّاً قد احمر وجهه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (2) تغيير الحالة التي كان عليها الغضبان: (حديث أبي ذرٍ في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع. (3) استحضار ما ورد في ثواب كظم الغيظ: (حديث معاذ بن أنس الجُهَنِّي في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء. (4) أن يسكت: (حديث ابن عباس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا غضب أحدكم فليسكت. (5) أن يُروِّض نفسه على الحلم والأناة وكظم الغيظ فإنه من يتحرى الخير يعطه ومن يتقِ الشر يُوَقَّه. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه. يستحب الغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى لأن ذلك من تعظيم حرمات الله تعالى: قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَاتِ اللّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ عِندَ رَبّهِ) [سورة: الحج - الآية: 30]

التخلي عن رذيلة السباب

(حديث أبي مسعودٍ الأنصاري في الصحيحين) قال، قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّل بنا فلان فما رأيت رسول الله أشد غضباً من يومئذٍ فقال يا أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة. (حديث عائشة في الصحيحين) قالت: ما خير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله بها. التخلي عن رذيلة السباب: (حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما يعتدِ المظلوم. معنى (فعلى البادئ منهما ما يعتدِ المظلوم) أي إثم السباب الواقع بيت الاثنين يقع على البادئ منهم ما لم يتجاوز المظلوم قدر الانتصار. (حديث ابن عمر في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سبَّك رجلٌ بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه فيكون أجر ذلك لك و وباله عليه. النهي عن سب الديك: (حديث زيد ابن خالد في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة. النهي عن سب الشيطان: (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تسبوا الشيطان و تعوذوا بالله من شره. (حديث أبي المليح في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت و يقول: بقوتي صرعته و لكن قل: باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب. التخلي عن آفة التكلم فيما لا يعنيه:

التخلي عن آفة كثرة المزاح

(حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حسن إسلامِ المرء تركُهُ ما لا يعنيه. التخلي عن آفة كثرة المزاح: {تنبيه}: يجوز للإنسان أن يمزح إن لم يكن كثيراً بشرط أن يكون مزحه صدقاً فإن فيه إجماماً للقلوب وتفريجاً للكروب. (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال: إني لا أقول إلا حقاً. (حديث معاوية ابن حيدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ويلٌ للذي يُحَدِّثُ فيكذبُ ليضحك به القوم ويلٌ له ويلٌ له. {تنبيه}: ومما يجب اجتنابه في المزح أن لا يأخذ متاع أخيه على سبيل المزاح، وكذلك يحرم عليه أن يروِّع أخيه على سبيل المزح. (حديث يزيد ابن سعيد في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعباً و لا جاداً و من أخذ عصا أخيه فليرُدَّها. (حديث عبد الرحمن ابن أبي ليلى في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يحلُ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلماً. التخلي عن رذيلة شهادة الزور: قال تعالى: (فَاجْتَنِبُواْ الرّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ الزّورِ) [سورة: الحج - الآية: 30] قال تعالى: (وَالّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزّورَ وَإِذَا مَرّواْ بِاللّغْوِ مَرّوا كِراماً) [سورة: الفرقان - الآية: 72] (حديث أبي بكرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله و عقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. حفظ اللسان من قذف المحصنات والعياذ بالله: قال تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ

التخلي عن الجدال العقيم

غَفُورٌ رَّحِيمٌ، وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) {النور: من 6:4} و قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) {النور: 23، 24} (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اجتنبوا السبع الموبقات: قالوا يا رسول الله وما هنَّ؟ قال: الشرك بالله و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات. التخلي عن الجدال العقيم: (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبغض الرجال إلى الله: الألدُّ الخَصِم. ((حديث أبي أمامة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل. (حديث أبي أمامة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. التخلي عن شهوة الخصومة: قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ ِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ {البقرة 206:204} (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبغض الرجال إلى الله: الألدُّ الخَصِم. معنى الألدُّ: شديد اللدودة أي الجدال معنى الخَصِم: شديد الخصومة {تنبيه}: ويجب على المسلم أن يتجنب الخصومة بينه وبين أخيه لأن هذا هو هدف الشيطان وبغيته عليه لعنة الله، فالشيطان عليه لعائن الله المتتابعة تترى من غير انفصال يُحَرِّش بين الناس ويوقع بينهم الخصومات والعياذ بالله.

حفظ اللسان من الحلف بغير الله

(حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب وركن في التحريش بينهم. معنى أيس: أي يأس حفظ اللسان من الحلف بغير الله: (حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت. (حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف بغير الله فقد أشرك. حفظ اللسان عن الحلف بالأمانة: (حديث بريدة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال: من حلف بالأمانة فليس منا. حفظ اللسان عن الحلف باللات والعزى: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف باللات والعزى فليقر لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه تعالَ أقامرك فليتصدق. (حديث بريدة في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف فقال إني برئٌ من الإسلام! فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً. حفظ اللسان عن الحلف بالله كذباً: (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض و عنقه مثنيِّة تحت العرش و هو يقول: سبحانك ما أعظمك! فيرد عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا. حفظ اللسان عن اليمين الغموس: (حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الكبائر: الإشراك بالله و عقوق الوالدين و قتل النفس و اليمين الغموس. (حديث أبي أمامة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار و حرم عليه الجنة و إن كان قضيبا من أراك. حفظ اللسان من المدح المذموم:

(حديث أبي موسى في الصحيحين) ... قال: أثنى رجلٌ على رجلٍ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ويلك! قطعت عنق صاحبك، مراراً، ثم قال: من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل: أحْسِبُ فلانا و الله حسيبه و لا أزكي على الله أحدا أحسِبه كذا و كذا إن كان يعلم ذلك منه. (حديث المقداد في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجههم التراب. (حديث معاوية في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم والتمادحَ فإنه الذبح. حكم المدح: المسألة على التفصيل الآتي: أولاً: إذا كان المدح فيه مبالغة أو كان الممدوح ممن يُخشى عليه العُجب كُرِره مدْحُه في وجهه كراهةً شديدةً وعليه تُحملُ الأحاديث الآتية: (حديث أبي موسى في الصحيحين) ... قال: أثنى رجلٌ على رجلٍ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ويلك! قطعت عنق صاحبك، مراراً، ثم قال: من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل: أحْسِبُ فلانا و الله حسيبه و لا أزكي على الله أحدا أحسِبه كذا و كذا إن كان يعلم ذلك منه. (حديث المقداد في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجههم التراب. (حديث معاوية في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم والتمادحَ فإنه الذبح. ثانياً: إذا كان الممدوح لا يُخاف عليه العجب ولا يخشى عليه من الاغترار فإنه يجوز مدحه مع عدم المبالغة لأنه من عرف نفسه لم يضره المدح كما قال بعض السلف، وعليه تُحملُ الأحاديث الآتية: (حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عُبيدة. (حديث سعد في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إيه يا ابن الخطاب! و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا آخر. (حديث بريدة في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الشيطان ليخافُ منك يا عمر.

حفظ اللسان من اللعن

{تنبيه}: ويستحب لمن زُكِيَ أن يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما يقولون. (حديث عدي ابن أَرْطأة في صحيح الأدب المفرد) قال كان الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا زُكِيَ قال: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما يقولون. حفظ اللسان من اللعن: (حديث ثابت بن الضحاك في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن المؤمن كقتله. (حديث أبي الدرداء في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة. (حديث ابن مسعود في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء. (حديث عمران ابن حصين في صحيح مسلم) قال بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ، فضجِرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة. {تنبيه}: يجوز لعن أصحاب المعاصي والكفار عموماً بدون تعيين أحدٍ بعينه قال تعالى: (أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ) [سورة: هود - الآية: 18] (حديث علي في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله من لعن والديه و لعن الله من ذبح لغير الله و لعن الله من آوى محدثا و لعن الله من غير منار الأرض. (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد. (حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه وقال هم فيه سواء. حفظ اللسان من إخلاف الوعد: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان.

التخلي عن رزيلة الكبر والعياذ بالله

(حديث عبد الله ابن عمرو في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر و إذا خاصم فجر. التخلي عن رزيلة الكبر والعياذ بالله: قال تعالى: (تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ) [سورة: القصص - الآية: 83] وقال تعالى: (وَلاَ تُصَعّرْ خَدّكَ لِلنّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [سورة: لقمان - الآية: 18] (حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبُه حسنا و نعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بَطَرُ الحقِ و غمطُ الناس. بَطَرُ الحقِ: التكبر على الحق وعدم قبوله غمطُ الناس: احتقارهم وازدرائهم (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بَطَرا. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و لهم عذاب أليم: شيخ زان و ملك كذاب و عائل مستكبر. (حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: العزُ إزاري والكبرياءُ ردائي فمن نازعني عذبته. الاحتراز من رذيلة العجب والعياذ بالله: (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينما رجل يمشي في حلةٍ تُعْجِبْه نفْسُه ... مُرَّجِلٌ رأسَه يختالُ في مِشْيته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجَلْجَلُ في الأرض إلى يوم القيامة. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الفقر و الغنى و ثلاث مهلكات: هوى متبع و شح مطاع و إعجاب المرء بنفسه.

التخلي من رذيلة البخل والعياذ بالله

(حديث معاوية في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سرَّه أن يتمثل له الرجال قياماً، فليتبوأ مقعده من النار. التخلي من رذيلة البخل والعياذ بالله: قال تعالى: (وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ، وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ، فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ) [سورة: الليل - الآية: 10] و قال تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة: التغابن - الآية: 16] (حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة و اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم و حملهم على أن سفكوا دماءهم و استحلوا محارمهم (حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا و يقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا. (حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الفقر و الغنى و ثلاث مهلكات: هوى متبع و شح مطاع و إعجاب المرء بنفسه. (حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في جوف عبد أبدا و لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب عبد أبدا. الاحتراز من رذيلة الحرص والطمع: (حديث كعب بن مالك في صحيح الترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسدَ لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه. {تنبيه}: من أجل ذلك نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحرص على المال وأمر بالاقتصاد فيه وعدم الانكباب عليه واليقين بأن نفساً لن تموت وحتى تستوفي رزقها و إن أبطأ عنها وأن الرزق (حديث جابر في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيها الناس اتقوا الله و أجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها و إن أبطأ عنها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب خذوا ما حل و دعوا ما حرُم. (حديث أبي الدرداء في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الرزق أشد طلبا للعبد من أجله.

(حديث عبيد الله ابن محصن في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها. {تنبيه}: ويجوز الاستكثار من المال الحلال ما لم ينكب الإنسان عليه مع صلاح النية من إعطاء حق الله تعالى فيه وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين. (حديث عمرو بن العاص في صحيح الأدب المفرد) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم المال الصالح للمرء الصالح. (حديث يسار بن عُبيد في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا بأس بالغنى لمن اتقى و الصحة لمن اتقى خير من الغنى و طيب النفس من النعيم. (حديث أبي كبشة الأنماري في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَحسنِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الأجرِسَوَاءٌ، وَرجلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبِطُ في مَالِهِ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فهو بِأَسوءِ الْمَنَازِلِ عند الله وَرجلٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ وهما في الوزر سَوَاءٌ. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك {تم بحمد الله تعالى ومنته}

§1/1