الصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال

ابن بشكوال

الجزء الأول

الجزء الأول حرف الألف من اسمه أحمد أحمد بن عمر بن أبي الشعري الورَّاق المقرىء: قرطبي، يكنى: أبا بكر، كان أهل قرطبة يأخذون عنه، ويقرءون عليه القرآن قبل دخول أبي الحسن الأنطاكي الأندلس، ويعتمدون عليه. وكان يروي عن أبي عمر محمد بن أحمد الدمشقي، وعن أبي يعقوب النهر جوري، وغيرهما. وكان يكتب المصاحف وينقطها، وكان الناس يتنافسون في ابتياعها لصحتها، وحسن ضبطها وخطها. وتوفي: بعد سنة خمسين وثلاث مائة. ذكره أبو عمروٍ المقرىء. وحدث عنه أبو عمر أحمد بن حسين الطبني. أحمد بن محمد بن فرج: من أهل جيان، يكنى: أبا عمر، يعرف بالنسبة إلى جده. كانت له رواية عن قاسم بن أصبغ، والحسن بن سعدٍ. وكان علم اللغة والشعر أغلب عليه. وألف: كتاب الحدائق عارض به: كتاب الزهرة لابن داود الأصبهاني، ولحقته محنة لكلمة عامية نطق بها نقلت عنه، فنيل بمركوهٍ في بدنه، وسجن بجيان في سجنها، وأقام في السجن أعواما سبعة أو أزيد منها. وكانت له أشعارٌ ورسائل في محبسه إلى الخليفة الحكم بن عبد الرحمن الناصر، كانت لا تصل إليه فيما يذكر. فلما توفي الحكم نفذ كتاب بإطلاقه، فلما علم بذلك فزع فمات إلى يسير. وكان أهل الطلب يدخلون إليه في السجن، ويقرءون عليه اللغة وغيرها. نقلته من خط أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه. وكانت وفاة الحكم يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ست وستين وثلاث مائة.

أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون المديوني الزاهد الراوية. من أهل مدينة الفرج، يكنى أبا عمر. روى ببلدة عن وهب بن مسرة وأكثر عنه، وسمع بطليطلة: من عبد الرحمن بن عيسى ابن مدراجٍ، وغيره. ورحل إلى المشرق وروى عن أبي الفضل محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، والحسن بن رشيق المصري، وأبي محمد بن الورد، وأبي الحسن محمد بن عبد الله ابن زكرياء بن حيوية النيسابوري، وأبي علي الأسيوطي، وأبي حفص الجرجيري. سمع الناس عنه، وكان: خيرا، فاضلا، زاهدا ثقة فيما رواه. ومن روايته عن وهب بن مسرة، قال: دخلت على محمد بن وضاح بين المغرب والعشاء مودعا، فقلت له: أوصني رحمك الله. فقال: أوصيك بتقوى الله عز وجل وبر الوالدين، وحزبك من القرآن فلا تنسه، وفر من الناس فإن الحسد بين اثنين والواحد من هذا سليم. قال: وأخبرنا وهب بن مسرة قال: قال ابن المبارك: إذا أخذت عن الشيخ سبعة أحاديث فلا تبال بموته. وأخبرنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله: أخبرنا أبو القاسم حاتم بن محمد، قال: أخبرنا أبو محمد بن ذنين، قال: أخبرنا أبو عمر أحمد بن خلف المديوني قال: حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله ابن زكريا النيسابوري، قال: قال أبو عبد الرحمن النسائي: ما نعلم في عصر ابن المبارك رجلا: أجل من ابن المبارك، ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه. روى عنه الصاحبان أبو إسحاق بن شنظير، وأبو جعفر بن ميمون. وأبو محمد عبد الله بن ذنين. وقالوا جميعا: توفي في سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مائة. قال أبو محمد: يوم الخميس في المحرم وهو ابن ثمانٍ وأربعين سنة، وصلى عليه أبو بكر أحمد بن موسى. وقال الصاحبان: في صفر من العام.

قال أبو محمد: وكان ممن ترجى بركة دعائه، وقد رأيت له براهين كثيرة، وحدث عنه أيضاً أبو عمر الطلمنكي المقرىء، والمنذر بن المنذر الكناني، وأبو محمد ابن أبيض. أحمد بن موسى بن ينق: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا بكر، إلتزم السماع على وهب بن مسرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة، فسمع منه معظم ما عنده، وسمع من غيره أيضا. وكان رجلا صالحا، ثقة في روايته. حدث عنه الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر، وأبو محمد بن ذنين. وقالوا: توفي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وقال أبو محمد: توفي في يوم الخميس، وصلى عليه يوم الجمعة لثمانية أيام مضت من ذي القعدة وهو ابن أربع وسبعين سنة. وقال الصاحبان: لثلاث خلون من ذي القعدة. وقالوا جميعاً: ولد سنة ستٍ وثلاث مائة. أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر بن حيي بن عبد الملك العبسي: من أهل إشبيلية، يكنى أبا عمر. روى بقرطبة عن محمد بن لبابة، وأحمد بن خالدٍ، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد ابن بقي، وابن الأغبس وغيرهم. وسمع بإلبيرة: من محمد بن فطيس، وأحمد بن منصور وغيرهما. وبسرقسطة من ثابت بن حزم وغيره. ورحل إلى المشرق صدر سنة تسع عشرة، فأخذ عن أبي جعفر العقيلي، وابن الأعرابي، وعبد الرحمن بن يزيد المقرىء، وإسحاق بن إبراهيم النهر جوري، وأبي جعفر الطحاوي، وغيرهم كثير جمعهم في برنامج له حفيل. وانصرف إلى الأندلس سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وكان: من أهل الخير والفضل، والتصاون والانقباض. وله تأليف في الفقه سماه: الاقتصاد، وتأليف في الزهد سماه: الاستبصار. وكان متفننا.

توفي في صفر من سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة. ومولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وطلب العلم من أول سنة عشر وثلاث مائة. أحمد بن أبان بن سيد صاحب الشرطة بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي علي البغدادي، وسعيد بن جابر الإشبيلي وغيرهما. وحدث بكتاب: الكامل عن سعيد بن جابر، وعنه أخذه أبو القاسم بن الإفليلي، وأخذ عن أبي علي كتاب: النوادر له، وغير ذلك. وكان: معتنيا بالآداب واللغات وروايتهما. متقدما في معرفتهما وإتقانهما. قال ابن حيان: قرأت بخط القاضي أبي الوليد بن الفرضي، ونقلته منه، قال: توفي أبو القاسم بن سيد صاحب الشرطة: سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. ولم يذكره أبو الوليد في تاريخه. أحمد بن محمد بن داود التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي الحسن مؤمل بن يحيى بن مهدي، وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاث مائة. أحمد بن سهل بن محسن الأنصاري المقرىء: من أهل طليلطة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن الحداد. له رحلة إلى المشرق، روى فيها عن القاضي جعفر بن الحسن قاضي المدينة، وعن أبي بكر الأذفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وعبد الباقي بن الحسن، وأبي الحسن زياد بن عبد الرحمن القروي، وغيرهم. حدث عنه الصاحبان، وقالا: توفي: في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة. قال أبو محمد بن ذنين: وولد سنة وثلاث وثلاثة مائة وذكره أيضاً أبو عمرو المقرىء: وقال: كان خيرا فاضلا، ضابطا لحرف نافع وهو فيه تصنيف.

أحمد بن محمد بن سليمان بن خديج الأنصاري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. كان مختصاً بالمقرىء أبي عبد الله بن النعمان القروي، عنه أخذ القراءة وطرقها، وأحسن ضبطها، وكانت قراءته تشبه قراءة شيخه ابن النعمان المذكور. وكان راوية للحديث، دارسا للفقه، مناظرا فيه، صالحا عفيفا، كثير التلاوة للقرآن. مقبلا على ما يعنيه، شديد الانقباض عن الناس. وكان: لا يأكل اللحم، ولا يسيغه إلا أن يكون لحم حوت خاصة ويغبه كثيرا. وتوفي كهلا في حدود خمسين أو نحوها، أحسب ذلك سنة تسعين وثلاث مائة ولا أحقه، ذكر ذلك القبشي رحمه الله. أحمد بن سعيد البكري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن عجب. روى عن أبي إبراهيم ونظرائه، وتفقه عند أبي بكر بن زرب، وتوفي قبل التسعين وثلاث مائة. ولا أعلمه حدث. وله ابن من أهل هذا الشأن اسمه عبد الرحمن، وسيأتي في موضعه إن شاء الله. ذكره محمد بن عتاب الفقيه، ونقلته من خطه. أحمد بن عبد الله بن محمد بن بكر بن المنتصر بن بكر العامري الأندلسي: نزل دمشق، يكنى: أبا بكر. حدث عن أبي الحسن علي بن محمد الجلاء، وعن أحمد بن عطاء الروذباري، وأبي تراب علي بن محمد النحوي، وغيرهم. لقيه الصاحبان في رحلتهما بأيلة، وسمعا منه في نحو الثمانين والثلاث مائة. أحمد بن محمد بن الحسن المعافري: من أهل طليطلة. يحدث عن أبي عيسى الليثي وغيره.

حدث عنه الصاحبان وقالا: سنة ثلاثٍ أو أربع وتسعين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل الأنصاري الخراز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن أبي عبد الله محمد بن عيسى، وعن أبي عبد الملك بن أبي دليم، وقاسم وغيرهم. حدث عنه الخولاني، وقال: كان شيخا صالحا ورعا، منقبضا عن الناس. وكان جارا لقاسم بن أصبغ البياني، بمسجد نفيس، بالربض الغربي بقرطبة. أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران بن طاهر القيسي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر. روى عن أبيه، ووهب بن مسرة وقاسم بن أصبغ، وابن مسور وغيرهم، وكان من بيت علم وفضل، ودين ونباهة. وذكر خالد بن سعد قال: حدثت عن شيوخ بني قاسم بن هلال: أنهم كانوا لا توقد نارٌ في بيوتهم ليلة يليرٍ، ولا يطبخ عندهم شيء. حدث عنه أبو إسحاق وقال: مولده في جمادى الأولى سنة ستٍ وعشرين وثلاث مائة، وكان سكناه بمقبرة أم سلمة مكان سلفه، رحمهم الله. أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي، يعرف: بابن الباجي، من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر. ذكره الخولاني، وقال: كان من أهل العلم، متقدما في الفهم، عارفا بالحديث ووجوهه، إماما مشهورا بذلك. نشأ في العلم ومات عليه، لم ترعيني مثله في المحدثين: وقارا وسمتاً.

سمع: من أبيه أبي محمد جميع روايته ومن غيره. ورحل إلى المشرق مع ابنه أبي عبد الله ولقيا شيوخا جلة هنالك وكتبا كثيرا، وحجا وانصرف جميعا وبقيا بإشبيلية زمانا، واستقضى أبو عمر بها، ولم تطل مدته فيها. ثم رحل أبو عمر إلى قرطبة مستوطنا لها، مبجلا فيها، سمعنا عليه كثيرا في جماعة من أصحابنا. وكان: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي: بقرطبة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه أبو العباس بن ذكوان القاضي، ودفن بمقبرة قريش على مقربة من دار الفقيه المشاور ابن حيي وشهدت جنازته في حفلٍ عظيم من وجوه الناس وكبرائهم رحمنا الله وإياهم. قال عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب: مشتبه النسبة له وقد ذكر أبا عمر هذا فقال: كتبت عنه وكتب عني، وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وقال: كان يحفظ: غريبي الحديث لأبي عبيد، وابن قتيبة حفظا حسنا، وشاوره القاضي ابن أبي الفوارس وهو ابن ثمان عشرة سنة ببلدة إشبيلية، وجمع له أبوه علوم الأرض فلم يحتج إلى أحدٍ. إلا أنه رحل متأخرا ولقي في رحلته أبا بكر بن إسماعيل، وأبا العلاء بن ماهان، وأبا محمد الضراب وغيرهم. وقال: كان إمام عصره، وفقيه زمانه لم أر بالأندلس مثله. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن الحذاء وقال: دخل قرطبة وجلس في مسجد ابن طوريل بالربض الغربي. وكان: فقيها جليلا في مذهب مالك، ورث العلم والفضل رحمه الله. أحمد بن موفق بن نمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم بن أحمد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.

روى بقرطبة: عن محمد بن هشام بن الليث وأبي عمر بن الشامة، وأحمد بن سعيد ابن حزم، وأحمد بن مطرف، وزكرياء بن يحيى بن برطالٍ، ووهب بن مسرة، وأبي إبراهيم وغيرهم كثير. ورحل إلى المشرق وحج سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، وأخذ عن أبي بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي، ومحمد بن نافع الخزاعي، وأبي بكر الآجري، وعن الحسن بن رشيق، وحمزة الكناني وجماعة سواهم. وكان: من أهل الخير والمعرفة بالأدب، وتولى: الصلاة والخطبة بجامع الزهراء. قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. قال ابن شنظير: ومولده لسبع ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان الأزدي الزيات: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن وهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعدٍ. روى عنه الخولاني وقال: وكان من أهل الفضل والصلاح والاستقامة على الخير والسنة. وكان: ممن صحب أحمد بن سعيد في توجهه معه إلى ضيعته، وممن يأنس به لحاله ونبله. وكان قد نيف على الثمانين سنة رحمه الله. أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه بن نوفل الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر. روى عن أبي جعفر التميمي، وأبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي زيد عبد الرحمن ابن بكر بن حماد، وأبي بكر بن القوطية، وأبي عمر يوسف بن محمد بن عمروس الأستجي الكبير، والصغير أيضا يوسف بن محمد بن عمروس.

روى عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: سكناه بمقبرة مومرة عند مسجد رحلة الشتاء والصيف. ومولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي بعد سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. أحمد بن عبد الله بن حيون: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي عمر أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي بكر بن القوطية وغيرهما. حدث عنه أبو بكر محمد بن موسى الغراب البطليوسي. أحمد بن هشام بن أمية بن بكير الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عنه الخولاني وقالا: كان فاضلا من أهل القرآن والعلم مع الصلاح والفهم. لقي جماعة من الشيوخ المتقدمين المسندين منهم: أبو محمد قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وأبو عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وأبو بكر الدينوري، ورحل إلى المشرق وصحب هناك أبا محمد بن أسدٍ، وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج. وانصرف إلى الأندلس والتزم الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والجهاد والرباط في الثغور كثيراً. وكان مع هذا مستوطناً بقرية اختبانة من عمل قبرة ويأتينا إلى قرطبة، توجهنا إليه في العشر الآخر من ذي الحجة سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة في جماعة فيهم عمي أبو بكر، وأبو الوليد بن الفرضي وابنه مصعب وأنا في جملتهم وبقينا عنده نحو ثمانية أيام، وسمعنا عليه كثيرا من روايته. قال الحميدي: توفي سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمداني، يعرف بابن الهندي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.

روى عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وأبي إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أبي دليم. وأبي علي البغداذي ونظرائهم. قال ابن عفيفٍ: وكان حافظا للفقه، وحافظا لأخبار أهل الأندلس، بصيرا بعقد الوثائق وله فيها ديوان كبير نفع الله المسلمين به. قال ابن مفرج: قرأت على أبي عمر ديوانه في الوثائق ثلاث مرات، وأخذته عنه على نحو تأليفه له فإنه ألف أولاً ديوناً مختصراً من ستة أجزاءٍ فقرأتها عليهن ثم ضاعفه وزاد فيه شروطا وفصولا وتنبيها فقرأت ذلك عليه أيضا، ثم ألفه ثالثة واحتفل فيه وشحنه بالخبر، والحكم، والأمثال، والنوادر، والشعر، والفوائد والحجج فأتى الديوان كبيرا، واخترع في علم الوثائق فنونا، وألفاظا، وفصولا وأصولا، وعقدا عجيبة فكتبت ذلك كله وقرأته عليه. وكان: طويل اللسان، حسن البيان، كثير الحديث، بصيرا بالحجة، تنتجعه الخصوم فيما يحاولونه، ويرده الناس في مهماتهم فيستريحون معه، ويشاورونه فيما عن لهم. وكان: وسيما حسن الخلق والخلق، وكان إذا حدث بين وأصاب القول فيه وشرحه بأدب صحيح، ولسانٍ فصيح، وخاصم يوما عند صاحب الشرطة والصلاة إبراهيم بن محمد الشرفي فنكل وعجز عن حجته. فقال له الشرفي: ما أعجب أمرك أبا عمر؟ أنت ذكي لغيرك، بكى في أمرك. فقال: كذلك يبين الله آياته للناس. وأنشد متمثلا: صرت كأني ذبالةٌ نصفت ... تضيء للناس وهي تحترق البيت للعباس بن الأحنف. ولاعن زوجه بالمسجد الجامع بقرطبة بحكم ابن الشرفي في سنة ثمان وثمانين

وثلاث مائة فعوتب في ذلك وقيل له: مثلك يفعل هذا؟! فقال: أردت إحياء سنة. قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان. وقرأت بخط ابن شنظير قال: مولده لعشرٍ بقين من المحرم سنة عشرين وثلاث مائة. وسكناه فوق الرقاقين ويصلى بمسجد النخيلة. أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وجود عليه حرف نافع برواية ورش وقالون، وسمع منه كثيرا من كتبه، وأقرأ زمانا في مسجده إلى أن توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. ذكره أبو عمرو. قال ابن أبيض: سكناه بمقبرة أبي العباس الوزير بزقاق الشبلاري. أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان بن أيوب الأصبحي، يعرف بابن مسلمة ومسلمة جده لأمه: من أهل قرطبة، يكنى: أبا سعيد وأصله من قبرة. روى عن أبي علي البغداذي وغيره، وكانت له رواية وعناية، وكان: من أهل الضبط والتقييد لما روى. وعني باللغة والآداب والأخبار. وتوفي سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. أو سنة أربع مائة. ومولده سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. قرأت ذلك بخط محمد بن عتاب الفقيه رحمه الله. وحدث عنه الصاحبان. ومحمد بن أبيض وغيرهم. أحمد بن محمد بن عبادل من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. كانت له رحلة وعناية بالعلم، وكان ثقة فاضلا، روى عنه القاضي يونس بن عبد الله. وأبو عمر النمري. كذا عنده في المتن بخطه وقد حلق عليه، وكتب خارجه بالحمرة. ذكره ابن الفرضي.

أحمد بن حكم بن محمد العاملي، يعرف: بابن اللبان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. كان: واسع العلم، مشهور الطلب للرواية، وولي الشورى بقرطبة بعد أخيه يحيى، ثم استقضاه محمد بن أبي عامر بحاضرة طليطلة فمات وهو يتولاه رحمه الله. ذكره القبشي. أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك الأموي الأديب الموثق: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، ومنذر القاضي، وأحمد بن سعيد بن حزم، وروى عن أبيه أفلح بن حبيب. وكانت له رحلة إلى الشرق. ذكره الخولاني وقال: كان من أهل العلم، قديم الطلب للعلم. سمع من الشيوخ وتكرر عليهم، وكتب عنهم قديما، وأنشدني كثيرا من الشعر نفسه، لأنه كان من أهل الأدب البارع، متقدما في ذلك، وكان يعقد الشروط ملتزما لذلك في داره. قال: وحكي لي أنه شاهد حين سماعه من وهب بن مسرة في المسجد الجامع فوقع لغط وكلام في المجلس بين أصحابه، وارتفع الصوت بينهم، وكان أحدهم يعرف بالبثرلي فأنكر عليهم ذلك بعض القومة حتى أخذ إليهم الدرة، وكان أبو بكر ابن هذيل الشاعر الأديب بالحضرة فقال في ذلك على البديهة: إن وهب بن مسرة ... بين أهل العلم دره كان في مجلسه اليو ... م على العلم معره إذ علا القيم رأ ... س البثرلي بدره وكان أبو عمر هذا بالحضرة فأنشدنيها له من حفظه، واورد على الحكاية رحمه الله. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض وقال: مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاث مائة.

أحمد بن محمد بن عبد الوارث: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن أبي عبد الله العاصي، وابن أبي الحباب، والطوطا لقي غيرهم. ذكره الحميدي، وقال: كان من أهل الأدب والفضل. أخبرني أبو محمد علي بن أحمد أنه كان معلمه. قال: وأخبرني أنه رأى حيى بن مالك بن عائذ وهو شيخٌ كبير يتهادى إلى المسجد، وقد دخل والصلاة تقام قال: فسمعته ينشد بأعلى صوته: يا رب: لا تسلبني حبها أبدا ... ويرحم الله عبدا قال: آمينا قال: فلم أشك أنه يريد الصلاة. أحمد بن مطرف بن هاني الجهني المكتب: من أهل قرطبة: يكنى: أبا عمر. ذكره الخولاني وقال: كان على هدىٍ وسنةٍ، مجانبا لأهل البدع، فاضلا صالحا وسيما، حافظا مجودا للقرآن، حسن اللفظ به جدا. وكان: من أصحاب أبي الحسن الأنطاكي المقرىء، مقدما فيه عندهم رحمه الله. وقتل بجبل قنليشٍ شهيداً في سنة أربع مائة. ودفن بمقبرة مومرة، وحضره جمع من المسلمين لا يحصى. أحمد بن رشيد بن أحمد البجاني الخراز: من بجانة، يكنى: أبا القاسم. يروي عن محمد بن فرج، وعمر بن يوسف، وخزز بن معصب، وأحمد بن جابر بن عبيدة وغيرهم. حدث عنه الصاحبان بالإجازة، وأخذ عنه أيضاً أبو عمرو المقرىء وقال: كان فقيها. أحمد بن عيسى بن سليمان بن عبد الواحد بن مهنى بن عبد الرحمن ابن خيار بن عبد الله الأشجعي، يعرف: بابن أبي هلال: من أهل بجانة، يكنى: أبا قاسم: روى عن أبي القاسم أحمد بن جابر بن عبيدة، وعن سعيد بن فحلون، وله رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي إسحاق التمار، وعتيق بن موسى وغيرهما. حدث عنه الصاحبان، وسمع هو أيضا منهما وقالا: كان رجلا صالحا قدم طليطلة مجاهداً. ومولده

سنة ثلاث أو أربع أو خمس وثلاثين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا أبو عمر الطلمنكي وقال: كان رجلا صالحا. وحكم بن محمد الجذامي، وتوفى: في نحو الأربع ماية. أحمد بن عبد الله بن أيوب سليمان بن أحمد بن عبد الله بن محمد الذهبي الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. وكان عم أبيه الفقيه اللؤلؤي. له رحلة إلى المشرق مع أبي زيد العطار، وسمعا بمكة: على شيوخها، وسمعا بالقيروان: من زياد بن يونس، وابن مسرور وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده في جمادى الأخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. كان: سكناه عند مسجد فخر، وهو إمام مسجد السيدة، وله اختصار حسن في تفسير القرآن للطبري. أحمد بن حبرون بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عمر. ذكره الحميدي، وقال: كان من أهل العلم والجلالة. كان في الدولة العامرية. ذكره أبو محمد بن حزم. أحمد بن نصر بن عبد الله البكري: من أهل قرطبة كان مستوطنا منها بالربض الغربي بمحجة بير ابن عبد الحميد يكنى أبا عمر. يحدث عن خلف بن القاسم وغيره. وكان: رجلا صالحا، حدث عنه أبو حفص الزهراوي. أحمد بن سعيد بن سليمان الصوفي: قرطبي، يكنى: أبا بكر. روى عن محمد بن أحمد بن خالد وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا وتوفي: سنة سبعٍ وتسعين وثلاث مائة.

أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبي الحباب النحوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن أبي علي البغداذي ولزمه، وكانت له منه خاصة، وعن أبي محمد عبد الله ابن محمد بن قاسم الثغري القاضي. روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء. وقال: كان من جلة شيوخ الأدب، عالما باللغة والأخبار، حافظا ضابطا لها، وكان فيه صلاح وخير، وكان ينسب إلى غفلةٍ إلا أنه كان ثقة ضابطا رحمه الله. قال أبو عمر: وتوفي ليلة الجمعة ودفن في يومها منسلخ المحرم من سنة أربع مائة. قال ابن حيان: ودفن في مقبرة الرصافة، وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان وقد قارب التسعين سنة. وكان: في غفلته آية من آيات ربه تعالى هي عند الناس مشهورة، مع تفننه في ضروب علم اللسان، إذا فاوهته في ذلك وجدته يقظا، عالما، حافظا صحيح الرواية، جيد الضبط لكتبه، متقد الذهن، شديد الحفظ للغة، بصيرا بالعربية، حسن الإيراد لما يحمله، وهو كان معلم المظفر عبد الملك بن أبي عامر. ونسبه في مصمودة من البرابرة رحمه الله. أحمد بن بريل المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء بقرطبة وجود بمصر أيضا وسمع الحديث. وكان: أحد القراء المجودين الحفاظ من أهل الحجا والفضل، وقتل بعقبة البقر صدر شوال سنة أربع مائة مع المقرىء ابن الغماز وكان صاحبه. أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي، يعرف: بابن ميمون: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر صاحب أبي إسحاق بن شنظير ونظيره في الجمع والإكثار

والملازمة معا والسماع جميعا. روى بطليطلة عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أمية، وأبي محمد عبد الله بن فتح ابن معروف، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وعبد الله بن عبد الوارث، وشكور ابن حبيب، وأبي غالب تمام بن عبد الله، وعبدوس بن محمد بن إبراهيم الخشني الخشني وجماعة سواهم من أهلها ومن القادمين عليها. وسمع بقرطبة مع صاحبه أبي إسحاق: من أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله ابن مفرج، وخلف بن محمد الخولاني، وعباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن أبي دليم، وخطاب بن مسلمة بن بترى، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي الحسن الأنطاكي، وخلف بن القاسم وجماعة كثيرة سواهم يطول ذكرهم. ورحل إلى المشرق سنة ثمانين وثلاث مائة مع صاحبه أبي إسحاق فحج معه وسمع بمكة: من أبي الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، وأبي يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني، وأبي الحسن على بن عبد الله بن جهضم، وأبي القاسم السقطي وغيرهم. وسمع بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم: من قاضيها أبي الحسين يحيى بن محمد الحسني الحنفي، وأبي علي الحسن بن محمد المقرىء، وأبي محمد الزيدي وغيرهم. وسمع بوادي القرى: من أبي جعفر أحمد بن علي بن مصعب، وبمدين: من أبي بكر السوسي الصوفي، وبآيلة: من أبي بكر بن المنتصر، وبالقلزم من أبي عبيد الله بن غسان القاضي. وبمصر: من أبي عدي عبد العزيز بن علي المقرىء، وأبي بكر بن إسماعيل، وأبي القاسم الجوهري، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي بكر الأذفوي، وأبي العلاء ابن ماهان، وعبد الغنى بن سعيد وغيرهم.

وبإطرابلس: من أبي جعفر المؤدب أحمد بن الحسين، وبالقيروان: من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد البكري يعرف بابن الصقلي، وأبي بكر عزرة، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وبالمسلية: من أبي القاسم سوار بن كيسان، ثم انصرف إلى طليطلة واستوطنها ورحل الناس إليه بها والتزم في الفهمين منها. قال ابن مطاهر: وكان من أهل العلم والفهم، راوية للحديث، حافظا لرأى مالك وأصحابه، حسن الفطنة، دقيق الذهن في جميع العلوم، وكانت له أخلاقٌ كريمة، وآدابٌ حسنة. وكان: يحسن ما يحاوله قولا وعملا، محمودا محبوبا مع الفضل والزهد الفائق والورع، وكان يأخذ بنفسه مأخذ الأبدال، وكان من أهل الخير والطهارة، منقبضا عما ينبسط فيه الناس من طلب الحرمة، مقبلا على طريقة الآخرة، منفردا بلا أهلٍ ولا ولد. قال: وسمعت جماهر بن عبد الرحمن يقول: إن وقت وقوع النار في أسواق طليطلة واحترقت كانت دار أحمد بن محمد هذا في الفرائين فاحترقت الدار إلا البيت التي كانت فيه كتب أحمد، وكان ذلك الوقت في الرباط، وعجب الناس من ذلك، وكانوا يقصدون البيت وينظرون إليه. وكان قد جمع من الكتب كثيرا في كل فن، وكانت جلها بخط يده، وكانت منتخبة مضبوطة صحاحا، أمهات لا يدع فيها شبهة مهملة، وقل ما يجوز عليه فيها خطأ ولا وهم، وكان لا يزال يتتبع ما يجده في كتبه من السقط والخلل بزيادة في اللفظ أو نقصان منه فيصلحه حيث ما وجده ويعيده إلى الصواب. وكانت كتبه وكتب صاحبه إبراهيم بن محمد أصح كتب بطليطلة. وتوفي: يوم الاثنين لثمان بقين من شعبان سنة أربع مائة، ودفن بحومة باب شاقرة

بربض طليطلة. زاد غيره وصلى عليه صاحبه أبو إسحاق بن شنظير، وكان مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة. أحمد بن عبد الملك بن هاشم الإشبيلي، المعروف: بابن المكوي، يكنى: أبا عمر. كبير المفتين بقرطبة الذي انتهت إليه رياسة العلم بها أيام الجماعة. صحب أبا إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفقيه وتفقه عنده وعند غيره من فقهاء وقته، حافظا للفقه مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، وكان بصيرا بأقوالهم، واتفاقهم، واختلافهم. من أهل المتانة في دينه، والصلابة في رأيه، والبعد عن هوى نفسه، لا يداهن السلطان، ولا يميل معه بهوادةٍ، ولا يدع صدقه في الحق إذا ضايقه. وكان القريب والبعيد عنده في الحق سواء. ودعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فأبي من ذلك واعتذر واستعفى عنه ولم يجب إليه البتة. وجمع للحكم أمير المؤمنين كتابا حفيلا في رأى مالك سماه: كتاب الاستيعاب من ماية جزء، وكان جمعه له مع أبي بكر محمد بن عبيد الله القرشي المعيطي ورفع إلى الحكم فسر بذلك ووصلهما وقدمهما إلى الشورى في أيام القاضي محمد ابن إسحاق بن السليم، فانتفع الناس به ووثقوه في أمورهم ولجؤا إليه في مهماتهم، ولم يزل معظما عندهم، عالي الذكر فيهم إلى أن توفي فجأة ليلة السبت، ودفن يوم السبت لصلاة العصر لسبع خلون من جمادى الأولى من سنة إحدى وأربع مائة ودفن بمقبره قريش، وكانت جنازته عظيمة الحفل، وشهدها واضح حاجب هشام بن الحكم وصلى عليه القاضي أبو بكر بن وافدٍ، وغسله أبو عمر بن عفيف. وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ذكره ابن عفيف، والقبشي، وابن حيان. وسمع أبو محمد بن الشقاق الفقيه تلميذه يوم دفنه على قبره يقول: رحمك الله أبا عمر فقد فضحت الفقهاء بقوة حفظك في حياتك، ولتفضحنهم بعد مماتك، أشهد

أني ما رأيت أحدا حفظ السنة كحفظك، ولا علم من وجوهها كعلمك. أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحباب بن الجسور الأموي مولى لهم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. وكناه ابن شنظير أبا عمير وضبطه. روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، والحبيب بن أحمد، ومحمد بن رفاعة القلاس، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم، ومنذر القاضي، وخالد بن سعد، وأحمد بن الفضل الدينوري وغيرهم. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، والصاحبان، وأبو عبد الله الخولاني وقال: كان من أهل العلم، ومتقدما في الفهم، يعقد الوثائق لمن قصده، وفي المحافل لمن أنذره، حافظا للحديث والرأي، عارفا بأسماء الرجال، قديم الطلب. وذكره الحميدي وذكر نسبه وقال: محدث مكثر. قال أبو محمد بن حزم: وهو أول شيخ سمعت منه قبل الأربع مائة. ومات في منزله ببلاط مغيث بقرطبة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة. وقرأت وفاته أيضا على نحو ما ذكره بخط أبي عبد الله بن عتاب الفقيه وقال: كانت وفاته في الطاعون، وكان كاتب القاضي منذر بن سعيد ومخلفه في السوق. وكان خيرا فاضلا أديبا شاعرا. قال ابن شنظير ومولده سنة تسع عشرة أو ستة وعشرين وثلاث مائة. ذكر ذلك عن ابن الجسور. وقرأت بخط أبي عمر أحمد بن محمد هذا. قال: أخبرني بعض أصحابنا وهو أبو القاسم البغداذي جاري، قال، حدثني أبو القاسم أصبغ بن سعيد الحجاري الفقيه، قال: حدثني ابن لبابة الفقيه قال: سمعت العتبي يقول: حدثني سحنون بن سعيد أنه رأى عبد الرحمن بن القاسم في النوم فقال له: ما فعل بك ربك، فقال، وجدت عنده

ما أحببت، فقال له: فأي أعمالك وجدت أفضل؟ قال: تلاوة القرآن قال: فقلت له: فالمسائل؟ فكان يشير بأصبعه يلشيها. قال: فكنت أسأله عن ابن وهب فيقول لي: هو في عليين. أحمد بن محمد بن وسيم: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر. كان: من المشاهير في العلم فقيها متفننا، شاعرا لغويا نحويا. وكانت له أسمعة عن أبيه عن جده، وكانت تقرأ عليه كتب الحديث فإذا مر القارىء بذكر الجنة والنار بكى. وغزا مع محمد بن تمام إلى مكادة فلما انهزموا هرب إلى قرطبة فاتبعه أهل طليطلة في ولاية واضح وظفروا به فصلبوه فقال حينئذٍ: كان ذلك في الكتاب مسطوراً. وجعل يقرأ سورة يس وهو في الخشبة ويقول لرامي النبل: نكب عن وجهي حتى سقط من الخشبة ووافق دماغه حجرٌ فمات. وكان الذين تولوا منه ذلك من أهل طليطلة بنو عبيد الله وغيرهم. اختصرته من كلام ابن مطاهر. قال ابن حيان في تاريخه صلب ابن وسيم في رجب سنة إحدى وأربع مائة. أحمد بن خلف بن أحمد الأغلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بالعطار. روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وتوفي بقرطبة سنة إحدى وأربع مائة، وصلى عليه ابن وافدٍ القاضي: ذكره ابن مرير. أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. وهو والد أبي محمد بن حزم.

ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والأدب والخير، وكان له في البلاغة يدٌ قوية: قال وأنشدنا أبو محمد قال: أنشدني أبي في بعض وصاياه لي: إذا شئت أن تحيى غنيا فلا تكن ... على حالةٍ إلا رضيت بدونها قال ابن حيان: وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مائة، وصلى عليه ابن وافد. أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي بن يوسف المعافري التاجر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم، ويعرف: بابن الرسان. روى عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، كتب عنه النصائح وغير ذلك. ورحل إلى المشرق وحج ولقي حمزة بن محمد الكناني الحافظ بمصر وأجاز له، وأبا الحسن أحمد ابن عتبة الرازي، وابن رشيق، وابن أبي رافع، وابن حيوية، وأبا العلاء بن ماهان روى عنه صحيح مسلم، وغيرهم. روى عنه الخولاني وقال فيه: رجل صالح على هدى وسنة. وكان: يحسن الفرائض، وألف فيها كتابا حسنا، وكانت عنده غرائب وفوائد جمة عوال. قال ابن شنظير: وكان سكناه بحوانيت الريحاني، ويصلى بمسجد أبي عبيدة، ومولده في ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلاث مائة. روى عنه القاضي يونس بن عبد الله، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، ومحمد بن عتاب الفقيه. وقرأت بخطه: أن أبا القاسم هذا توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربع مائة مختفياً بعد طلبٍ شديدٍ بسبب مالٍ طلب منه ودفن بمقبرة نجم. وقرأت بخط قاسم بن إبراهيم الخزرجي. أنه توفي في ذي القعدة من العام، وأنه حضر جنازته بمقبرة نجم. وقرأت بخط أحمد بن الوليد: أنه توفي في استهلال ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربع مائة ودفن بمقبرة نجم بقرب النخلة التي بها. وصلى عليه أبو مروان بن أطرباشة.

أحمد بن محمد بن مبشر: من أهل قرطبة، يكنى أبا العباس. كان: من أهل المعرفة والخير من عباد الله الصالحين، استقضاه المهدي في مدته بحاضرة جيان، ثم استعفى عن ذلك. وتوفي مع أبي القاسم بن الرسان المتقدم ذكره قبل هذا في يوم واحد: ودفن بالربض، وكان يؤذن بمسجده ويقيم. أحمد بن محمد بن مسعود: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: باب الجباب. كانت له عناية بالعلم قتلته البربر يوم دخولهم قرطبة يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربع مائة. أحمد بن عبد الله: من أهل قرطبة: يكنى: أبا عمر. ويعرف: بالقنازعي. ذكره ابن مرير وقال: توفي: سنة أربعٍ وأربعٍ مائة. أحمد بن محمد القيسي الجراوي: سكن إشبيلية، يكنى: أبا عمر. أخذ القراءة عرضا عن أبي الطيب بن غلبون. قرأ عليه بالحروف وسمع منه مصنفاته، أقرأ الناس بإشبيلية زمانا إلى أن خرج من الأندلس في الفتنة وقصد مصر وتصدر للإقراء في جامعها. وتوفي: سنة سبع وأربع مائة. ذكره أبو عمرو. أحمد بن محمد بن أبي الحصن الجدلي: أندلسي بجاني، يكنى: أبا القاسم. أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد السامري وسمع منه. وكان: ذا ضبطٍ للقراءة، وذا أدب وعلم، أقرأ الناس ببلده وبها توفي سنة خمسٍ وأربع مائة. ذكره أبو عمرو المقرىء.

أحمد بن محمد بن فتحون الأموي: من أهل طليطلة. سمع: من محمد بن إبراهيم الخشني وغيره، وكان نبيلا وتوفي: سنة سبع وأربع مائة، ذكره ابن مطاهر. أحمد بن محمد بن حيون القرشي المقرىء، يكنى: أبا بكر. له رحلة إلى المشرق وأخذ فيها عن أبي الطيب بن غلبون المقرىء وغيره. أخذ الناس عنه. وكان: من أصحاب أبي العباس الأقليشي المقرىء وفي قعدده. أحمد بن محمد بن هشام الإيادي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أبي بكر المطوعي، وأبي الحسن علي بن بندار القزويني وغيرهما. وكان: صاحبا للفقيه أبي عبد الله بن شق الليل، وكانت له عناية بالحديث وجمعه. وقد روى عنه القاضي محمد بن إسماعيل بن فورتش لقيه بالثغر وصحبه به. وقد رأيت إجازته له بخطه ولجماعةٍ معه فيهم: أبو حفص بن كريب وغيره في سنة سبعٍ وأربع مائة. وكان: مقيما بالثغر، وحدث عنه أيضا يونس بن عبد الله القاضي رحمه الله. أحمد بن عبد الله بن معلى بن سليمان الكلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن أبي عيسى الليثي، وعبد الله بن إسماعيل وغيرهما. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق رحمه الله. أحمد بن وهب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. قرأت بخط أبي بكر محمد بن عبد الله بن أبيض قال: حكى لي أبو عمر أحمد ابن وهب. عن جده لأمه أبي محمد عبد الله بن محمد بن بلال الأزدي قال: كنا نختلف إلى إبراهيم بن محمد بن بازٍ إلى المنية فنقرأ عليه وهو يزرع والقفيفة في ذراعه وهو

يزرع ونحن نقرأ عليه. فبينا نحن كذلك إذ جاءه فرانق من عند السلطان فناوله كتابه ففكه وقرأه، ثم استمده مدة وكتب، ثم طوى الكتاب وسجاه وناوله الفرانق. قال: فسألناه وقلنا له: رأيناك لم تستمد إلا مدة واحدة؟ فقال لنا: كتب إلي يقول: ما خير الخير، وما شر الشر؟ فكتبت إليه: خير الخير الصبر، وشر الشر شرب الخمر. أحمد بن علي بن مهلب الجبلي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس. له رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن جماعة منهم: حمزة بن محمد الكناني الحافظ. سمع منه مع أبي القاسم بن الرسان وحضرا معا مجلس حمزة يوم إملائه لحديث السجلات والبطاقة، وحضرا موت الرجل الذي مات عند سماعه للحديث، وذكرا معا القصة بطولها. حدث بها القاضي يونس بن عبد الله، عن أبي العباس المذكور في بعض تواليفه، وحدث عنه أيضا بغير ذلك من روايته. وقرأت بخطه: أخبرني أبو العباس قال: لما حججت ومررت بالمدينة للزيادة مررت في سفري ذلك بخربة فدخلتها، فبينا أنا مستلق فيها إذ نظرت تلقاء وجهي في حائط القبلة إلى شيء مكتوب فإذا هو: أنت ذو غفلةٍ وقلبك ساهي ... قد دنا الموت والذنوب كما هي أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. كان فقيها أديبا عفيفا ذا بيتٍ نبيه ووجاهةٍ بقرطبة. وكان في عداد المفتين بها، وأول من قدمه إلى الشورى المهدي، وكان كثيرا ما يقول: رحم الله مالكا حيث يقول: من عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. قال ابن حيان: حكى لي من سمعه يقول: إن طول منار المسجد الجامع بقرطبة

أربعون ذراعا أو أزيد قليلا بذراع العمل. قال: وتوفي في ضيعته بإلبيرة في صفر سنة عشر وأربع مائة. ودفن هنالك. ذكره ابن حيان ونقلته من خطه رحمه الله. أحمد بن أبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيدي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. كان: من أهل الأدب والفضل واستقضى بإشبيلية بعد أبيه، وكان شاعرا. قال أبو محمد بن حزم: وكان شديد العجب. ذكره الحميدي. أحمد بن حامد بن عبيدون: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر. روى عن جماعةٍ من شيوخ المشرق منهم: أبو القاسم السقطي، وأبو الحسن ابن جهضم، وأبو الطيب بن غلبون وغيرهم. وكان صاحبا لهشام بن هلال. وذكره الطلمنكي رحمه الله في أصحابه وقال: كان رجلا صالحا. حدث عنه أبو بكر الخولاني، ويونس بن عبد الله القاضي، وكناه أبا عمر. من أهل ربض الرصافة وهو المعروف بابن سمجون. أحمد بن خلف بن أحمد المعافري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن القلباجة. روى عن عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني. وكان: من أهل العلم والدين والفضل. وكان يحفظ موطأ مالك. ذكره ابن مطاهر. أحمد بن عمر بن عبد الله بن منطور الحضرمي، يعرف: بابن عصفور الخطيب بجامع إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد الباجي كثيرا من روايته. حدث عنه الخولاني وقال: كان فاضلا صالحا عاقلا زاهدا في الدنيا، من أهل العلم والأدب والفهم، وقال: أنشدني كثيرا من أشعاره في رثاء قرطبة وغير ذلك. وكان شاعرا مبطوعا. وروى عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه. ذكر ذلك الحميدي.

وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب أنه توفي في شهر رمضان سنة عشرٍ وأربع مائة، وذكر أن أهل إشبيلية أرادوا هذا الشيخ على أن يتولى أحكامهم فعزم على الخروج عن بلدهم حتى سكتوا عنه. وكان مولده سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مائة. أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرج بن عيسى اللخمي المقرىء الأقليشي: سكن قرطبة، يكنى: أبا العباس. روى بقرطبة: عن أبي عمر أحمد بن الجسور وغيره. ورحل إلى المشرق ودخل بغداذ وسمع بها: من أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة البزاز، وأبي حفص عمر ابن إبراهيم الكتاني وغيرهما. ولقي بمصر أبا الطيب بن غلبون المقرىء وأخذ عنه كتبه وطاهر بن غلبون. أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن قراءة عليه قال: قرأت على أبي علي الغساني أخبركم أبو عمر بن عبد البر قال: نا أحمد بن قاسم المقرىء، قال: نا ابن حبابة ببغداذ، نا أبو القاسم البغوي، نا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: قال لي شعبة: كل من كتبت عنه حديثاً فأناله عبد. وألف أبو العباس هذا كتبا في معاني القراآت أخذها الناس عنه، وانتقل في الفتنة إلى طليطلة وأقرأ الناس بها إلى أن توفي في رجب سنة عشرٍ وأربع مائة. ذكر وفاته أبو عمر. وقرأت بخط ابن شنظير قال: مولده في صفر سنة ثلاث وستين وثلاث مائة. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، والصاحبان، وأبو عبد الله بن السلم، والخولاني وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، مجودا للقرآن قائما بالروايات فيه. وكان ملتزما في مسجد الغازي بقرطبة لإقراء الناس عن شيوخ لقيهم بالمشرق. أحمد بن محمد بن عبد الله بن هاني اللخمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.

سمع: من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى القلاس. وكان فقيها حافظا كتب عنه وحدث. وتوفي في حياة أبيه، وكانت وفاة أبيه سنة عشرٍ وأربع مائة. أحمد بن أضحى: من أهل إلبيرة. روى عن أبي عمر الطلمنكي. وكان: من أهل العلم والفضل، واستقضى بغرناطة، وتوفي بعد العشر والأربع مائة. ذكره ابن مدير. أحمد بن مختار، بن سهر الرعيني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. كان حسن القيام على المسائل، حافظا لها، وتوفي في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربع مائة. أحمد بن محمد بن بطال بن وهب التميمي: من أهل لورقة، يكنى: أبا القاسم. رحل مع أبيه إلى المشرق، ولقي أبا بكر الآجري في رحلته. وروى أيضا عن أبيه وغيره. وكان معتنيا بالعلم، مشاورا ببلده، وتوفي في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة. أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبد الله بن عبدوس بن ذكوان الأموي: قاضي الجماعة بقرطبة وخطيبها، وآخر القضاة بها بعهد الجماعة، يكنى: أبا العباس. قلده قضاء الجماعة بقرطبة محمد بن أبي عامر بعهد الخليفة هشام بن الحكم يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة نقل إلى القضاء من خطة الرد. وكان قد تصرف في عمل القضاء بفحص البلوط إلى أن تقلد خطة الرد مكان والده عبد الله بن هرثمة فلم يزل حاكما بخطة الرد، مشاورا في الأحكام إلى أن

ولي القضاء بقرطبة في التاريخ المذكور. وتقلد بعد ذلك خطة الصلاة مكان ابن الشرفي لليلة بقيت من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وثلاث مائة، فلم يزل يتقلدهما معا إلى أن صرف عنهما يوم الخميس لثلاث خلون من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وتولى ذلك أبو المطرف بن فطيس. ثم عزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان إلى قضاء قرطبة والصلاة معا فلم يزل يتقلدهما معا إلى أن صرف عنهما يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وأربع مائة وامتحن محنته المشهور عند الناس. فدعي بعد ذلك إلى القضاء بقرطبة فلم يجب إليه البتة، ولم يقطع السلطان أمرا دونه إلى أن مات في حاله تلك، وهو عظيم أهل الأندلس قاطبة، وأعلاهم محلا، وأوفرهم جاها فدفن صلاة العصر من يوم الأحد لتسع بقين من رجب سنة ثلاث عشرة وأربع مائة بمقبرة بني العباس، ولم يتخلف عنه كبير أحدٍ من الخاصة والعامة. وشهده الخليفة يحيى بن علي بن حمود، فقدم للصلاة عليه أخاه أبا حاتمٍ. وكان: مولده في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة، فكانت مدته في القضاء في الدولتين سبع سنين وستة أشهر وتسعة أيام. ذكر ذلك كله ابن حيان واختصرته من كلامه واحتفاله. أحمد بن محمد بن أحمد الأديب الفرضي، يعرف: بابن الطنيزي: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عنه الخولاني وقال: كان يؤدب بالحساب، نبيلا فيه بارعا. وله تأليف حسن في الفرائض والحجب على قول زيد بن ثابت، ومذهب مالك بن أنس رضي الله عنهما. قرأته عليه وأخذته عنه في صفر من سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وكذلك تأليفه الثاني في الفرائض على الاختصار في التاريخ. وأجاز لي جميع تواليفه، ورحل إلى المرية في التاريخ المذكور وبها توفي رحمه الله.

قال ابن خزرج توفي سنة ست عشرة أو سبع عشرة وأربع مائة وهو ابن ست وسبعين سنة. أحمد بن سعدي بن محمد بن سعدي الإشبيلي أصله منها، يكنى: أبا عمر. رحل إلى المشرق في حدود الثمانين والثلاث مائة فلقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان، وأبا بكرٍ محمد بن عبد الله الأبهر بالعراق وغيرهما. ذكره الحميدي وقال فيه: فقيه محدث فاضل. حدث عنه الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو محمد بن الوليد، وأبو عبد الله ابن عابدٍ وقال: لقيته بمصر سنة إحدى وثمانين منصرفة من العراق، وكتب إلي باجازة ما راوه من المهدية سنة عشرٍ وأربع مائة. وأبو القاسم حاتم بن محمد قال: لقيته بالمهدية، وكان قد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى حياته وفارقته حيا، وتوفي بعدي بالمهدية. قال الطبني: أراني أبو بكر أحمد بن محمد القرشي الزاهد قبر ابن سعدي الزاهد بمقبرة المنستير رحمه الله. أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى: من أهل إشبيلية سكن مصر، يكنى: أبا العباس. رحل إلى المشرق وروى بها عن أبي بكرٍ أحمد بن محمد بن أبي الموت، ومحمد بن جعفر بن دران المعروف بغندر وغيرهما، واستوطن مصر وحدث بها. وكان: مكثرا، خرج عنه أبو نصر عبيد الله بن سعيد الحافظ أجزءا كثيرة عن عدة مشايخ. روى عنه بمصر أبو عبد الله القضاعي المصري، والقاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الخبال وأثنى عليه وقال: أخبرنا أبو العباس هذا، قال: نا غندر قال: أنشدنا محمد بن أيوب بن حبيب لهلال ابن العلاء الرقي:

أحن إلى لقائك غير أني ... أجلك عن عتابٍ في كتاب وإن سبقت بنا أيدي المنايا ... فكمن من عاتبٍ تحت التراب وقد روينا هذه القطعة أكمل من غير هذا الطريق. كتب إلينا القاضي أبو علي الصدفي بخطه قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي البغداذي، قال: أنشدنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله المقرىء قال: أنشدنا بكر بن شاذان، قال: أنشدنا جعفر بن محمد بن نصير الخواص، قال: أنشدنا أبو رواحة الأنصاري لهلال بن العلاء: أحن إلى عتابك غير أني ... أجلك عن عتابٍ في كتاب ونحن إن التقينا قبل موتٍ ... شفيت عليك قلبي بالعتاب وإن سبقت بنا دأب المنايا ... فكم من عاتب تحت التراب كتبت ولو وددت هوى وشوقا ... إليك لكنت سطرا في الكتاب قال أبو إسحاق الحبال: وتوفي في اليوم الثالث عشر من صفر سنة خمس عشرة وأربع مائة بالفسطاط. ذكر ذلك الحميدي. أحمد بن مطرف، يعرف: بابن الحطاب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي الطيب ابن غلبون. وسمع: من أحمد بن ثابت التغلبي، وأبا أحمد السامري، وأبا حفص بن عراك. خرج في الفتنة إلى الثغر، ثم انتقل إلى جزيرة ميورفة فتوفي بها يوم الأحد لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ست عشرة وأربع مائة. وتوفي وهو ابن خمس وسبعين سنة. ذكره أبو عمرو. أحمد بن محمد بن وليد بن إبراهيم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.

روى بها عن أبي محمد بن أسد كثيرا، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي الحسن علي بن معاذ البجاني، ومحمد بن خليفة، وابن الرسان، وابن ضيفون وغيرهم كثيرا. وكانت له عنايةٌ بالعلم وسماعه من الشيوخ وتقييده عنهم. وله كتاب جمع فيه أسمعته ورواياته، وكان مكثرا في الرواية ولا أعلمه حدث. أحمد بن سعيد بن كوثر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى أبا عمر. كان فقيها متفننا، كريم النفس أخذ عن جماعةٍ من علماء بلده، وأجاز له جماعة من شيوخ قرطبة مع أبيه، ذكره ابن مطاهر وقال: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن البيروله، قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عون أنه قال: كنت آتي إليه من قلعة رباح وغيري من المشرق، وكنا نيفا على أربعين تلميذا، فكنا ندخل في داره في شهر نونبر، ودجنبر، وينير في مجلس قد فرش بسط الصوف مبطنات، والحيطان باللبود من كل حول، ووسائد الصوف، وفي وسطه كانون في طوله قامة الإنسان مملوءا فحما يأخذ دفئه كل من في المجلس، فإذا فرغ الحديث أمسكهم جميعا وقدمت الموائد عليها ثرائد من بلحوم الخرفان بالريفق العذب، وأياماً ثرائد اللبن بالسمن أو الزبد فتأكل تلك الثرائد حتى نشبع منها، ويقدم بعد ذلك لونا واحدا ونحن قد روينا من ذلك الطعام، فكنا ننطلق قرب الظهر مع قصر النهار ولا نتعشى حتى نصبح إلى ذلك الطعام الثلاثة الأشهر، فكان ذلك منه كرما وجودا وفخرا لم يسبقه أحد من فقهاء طليطلة إلى تلك المكرمة. وولي أحكام طليطلة مع يعيش بن محمد ثم استثقله ودبر على قتله. فذكر أن الداخل عليه ليقتله ألفاه وهو يقرأ في المصحف فشعر أنه يريد قتله فقال له:

قد علمت الذي تريد فاصنع ما أمرت فقتله. وأشيع في الناس أنه مرض ومات رحمه الله. وذكر ابن حيان: أنه مات متعقلاً بشنترين مسموماً سنة ثلاث وأربع مائة. أحمد بن محمد بن عافية الأندلسي الرباحي ساكن مصر. روى عن محمد بن أحمد بن الوشاء كثيرا من روايته، وعن ابن غلبون المقرىء، وأبي محمد بن الضراب وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وذكره عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب مشتبه النسبة من تأليفه، وقال: سمع منا وسمعنا منه. أحمد بن عباس بن أصبغ بن عبد العزيز الهمداني، يعرف: بالحجاري من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس. روى عن أبي عيسى الليثي، وابن الخراز، وابن عون الله، وابن مفرج ونظرائهم ثم رحل إلى المشرق واستوطن مكة المكرمة وصار من جلة شيوخها. ذكره أبو بكر الحسن بن محمد القبشي وقال: كانت له عنايةٌ بالعلم. سمع معنا على جماعة من شيوخنا قال: وهو الآن حيٌّ بمكة. ولم يبلغنا أنه مات. قال ذلك في سنة تسع عشرة وأربع مائة. وقد حدث عنه سعيد بن أحمد بن الحريري لقيه بمكة حرسها الله، وحاتم بن محمد. أحمد بن برد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص. قال الحميدي: كان ذا حظ وافر من الأدب والبلاغة، والشعر، رئيسا مقدما في الدولة العامرية وبعدها. قال أبو محمد على بن أحمد: مات سنة ثمان عشرة وأربع مائة. أحمد بن محمد بن عفيف بن عبد الله بن مريول بن جراح بن حاتم الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر. بدأ بالسماع في آخر عام تسعة وخمسين وثلاث مائة، واستوسع في الرواية والجمع والتقييد والإكثار من طلب العلم.

روى عن أبي زكريا يحيى بن هلال بن فطرٍ، ومحمد بن عبيدون بن فهد، ومحمد ابن أحمد بن مسور، وعبد الله بن نصر، ويحيى بن مالك بن عائذ، وعلي بن محمد الأنطاكي، وابن مفرج، وابن عون الله، وأحمد بن خالد التاجر وغيرهم، وأجازوا له ما رووه. وعني بالفقه وعقد الوثائق والشروط فحذقها، وشهر بتبريزه فيها، ثم شارف كثيرا من العلوم فأخذ بأوفر نصيبٍ منها، ومال إلى الزهد ومطالعة الأثر والوعظ فكان يعط الناس بمسجده بحوانيت الريحاني بقرطبة، ويعلم القرآن فيه. وكان يقصده أهل الصلاح والتوبة والإنابة، ويلوذون به فيعظهم ويذكرهم ويخوفهم العقاب، ويدلهم على الخير. وكان رقيق القلب، غزير الدمع، حسن المحادثة مليح الموانسة، جميل الأخلاق، حسن اللقاء. وكان: يغسل الموتى ويجيد غسلهم وتجهيزهم. وقد جمع في معنى ذلك كتابا حفيلا، وجمع أيضا كتابا حسنا في آداب المعلمين خمسة أجزاء، وصنف في أخبار القضاة والفقهاء بقرطبة كتابا مختصرا، وقد نقلنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه. وتولى عقد الوثائق لمحمد المهدي أيام تولية للملك بقرطبة، فلما وقعت الفتنة خرج عن قرطبة فيمن خرج عنها وقصد المرية فأكرمه خيران الصقلبي صاحبها، وأدنى مكانته، وعرف فضله وأمانته فقلده قضاء لورقة فخرج إليها وألقى عصاه بها، والتزم الصلاة والخطبة بجامعها، ولم يزل حسن السيرة فيهم، محمودا لديهم محببا إليهم إلى أن توفى ضحوة يوم الأحد لست عشرة ليلة خلت لربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة، وصلى عليه الرجل الصالح حبيب بن سيد الجذامي. قال ابن شنظير: ومولده في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مائة.

حدث عنه الصاحبان، وحاتم بن محمد، وأبو العباس العذري، وأبو بكر المصحفي وطاهر بن هشام وغيرهم. ذكر بعض ما تقدم ذكره القبشي. أحمد بن عبد القادر بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الأموي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر. أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء، وأبي القاسم حكم بن محمد بن هشام القرشي القيرواني، ومحمد بن أحمد بن الخراز الغروي، ومحمد بن حارث الخشني. وسمع: من أبي علي البغداذي يسيرا. وكان: له حظٌ صالح من علم النحو واللغة والشعر، وله كتابٌ في القراءآت السبع سماه التحقيق في سفرين، وتأليف آخر في الوثائق وعللها سماه المحتوى في خمسة عشر جزءا. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: توفي في عقب سنة عشرين وأربع مائة. وكانت فيه فكاهة تخل به. أحمد بن محمد بن دراج القسطلي: منسوب إلى قسطلة دراج، يكنى أبا عمر. ذكره الحميدي وقال: هو معدود في جملة العلماء، والمقدمين من الشعراء، والمذكورين من البلغاء، وشعره كثير مجموع يدل على علمه. وله طريقة في البلاغة والرسائل يستدل بها على اتساعه وقوته. قال: سمعت أبا محمد علي بن أحمد وكان عالما بنقد الشعر يقول: لو قلت إنه إنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد. وقال مرة أخرى: لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب، والمتنبي. مات قريباً من العشرين والأربع مائة. هذا قول الحميدي. قال غيره وتوفي: سنة إحدى وعشرين وأربع مائة ومولده في المحرم سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة.

أحمد بن قاسم بن أيوب القيسي: من أهل بجانة. كانت له عناية بالعلم، ورحلة إلى المشرق حج فيها. وروى بها وتوفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. أحمد بن عبد الله بن بدر مولى أمير المؤمنين المستنصر بالله رحمه الله: من أهل قرطبة، يكنى أبا مروان. روى عن أبي عمر بن أبي الحباب، وأبي بكر بن هذيل. وكان: نحويا، لغويا، شاعرا عروضيا. وتوفي سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة. حدث عنه أبو مروان الطبني وذكر خبره ووفاته. أحمد بن عبد الله بن شاكر الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وإبراهيم بن محمد بن حسين، وأحمد بن محمد ابن ميمون وغيرهم وكان معلما بالقرآن. توفي: سنة أربعٍ وعشرين وأربع مائة. وصلى عليه أبو الحسن بن بقي القاضي. ذكره ابن مطاهر. أحمد بن أدهم بن محمد بن عمر بن أدهم: من أهل جيان سكن إشبيلية.؟ يكنى: أبا بكر. له رواية واسعة عن جده محمد بن عمر بن أدهم وغيره من شيوخ الأندلس. وكان: من أهل العلم والتصاون والثقة. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: أجاز لي روايته سنة خمسٍ وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة. أحمد بن يحيى بن حارث الأموي: من أهل طليطلة، يكنى أبا عمر. روى ببلدة عن عبدوس بن محمد وغيره. وكان: ميله إلى الحديث، والزهد، والرقائق، وكان ثقة، وكان له مجلس في الجامع يعظ الناس فيه ذكره.

أحمد بن موسى بن أحمد بن سعيد اليحصبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن الوتد. يحدث عن أبيه موسى بن أحمد الفقيه بكتاب الشروط من تأليفه. حدث به عن أحمد هذا القاضي أبو عمر بن سميق القرطبي، وكان: أحمد بن موسى هذا في عداد المفتين بقرطبة، قدمه لذلك المعتد بالله هشام بن محمد في مدته. وتوفي بعد العشرين وأربع مائة. وكان أبو عبد الله محمد بن فرج الفقيه يذكره ويخبر أنه كان من جيرانه. قال ابن حيان توفي في أول ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وأربع مائة. أحمد بن سليمان بن محمد بن أبي سليمان: قاضي وشقة، يكنى: أبا بكر. روى بالمشرق عن أبي القاسم بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي، وأبي ذر عبد الرحمن بن أحمد الهروي وغيرهما، حدث عنه أبو بكر محمد بن هشام المصحفي وسمع منه وأثنى عليه. أحمد بن عبد الله الغافقي المعروف، بالصفار: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. كان: مقدما في علم الحساب والعدد، أخذ الناس عنه ذلك، وكانت له رواية عن القاضي ابن مفرجٍ وغيره. وقد ذكره أبو عمر بن مهدي في شيوخه. وتوفي منسلخ سنة ستٍ وعشرين وأربع مائة، ذكر وفاته ابن حيان. أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن حزم: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر. روى عن عباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيلي وغيرهما. ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والفضل، وتولى الحكم بالجانب الغربي بقرطبة في أيام محمد المهدي. حكى ذلك عن أبي محمد بن حزم وهو من بني عمه.

وذكره أبو محمد بن خزرج وقال: كان شيخا جليلا من أهل الوقار والتصاون وتوفي بإشبيلية سنة سبع وعشرين وأربع مائة، ومولده سنة ستين وثلاث مائة. أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل الأموي المكتب: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. سمع ببلده: من أبي محمد الباجي وغيره، وصحب أبا الحسن الأنطاكي المقرىء وغيره، وكانت له عناية قديمة بطلب العلم. وكان: له حظ في العبارة وعقد الوثائق. وتوفي في رجب سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف: بابن الحجال: من أهل قادس، يكنى: أبا عمر. سمع بقرطبة، ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر الداودي، وأكثر عنه وعن غيره. وكان كثير الانقباض والتصاون. وتوفي بإشبيلية سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. ومولده في حدود سنة ثمانٍ وستين وثلاث مائة، حدث عنه ابن خزرج ووصفه بما ذكرته. أحمد بن محمد بن عيسى بن إسماعيل بن محمد بن عيسى البلوي، من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر، ويعرف: بابن الميراثي. محدث حافظ. روى بقرطبة عن أبي عثمان سعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم البزاز وغيرهما. ورحل إلى المشرق ولقي أبا القاسم السقطي بمكة، وأبا الحسن بن جهضم، وأبا يعقوب بن الدخيل ونظراءهم بمكة. ولقي بمصر أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبا الفتح بن سيبخت وأبا مسلم الكاتب، وابن الوشاء وغيرهم.

ولما رأى عبد الغنى حذقه واجتهاده ونبله سماه غندراً تشبيهاً لمحد بن جعفر غندر المحدث. وانصرف إلى الأندلس وروى عنه الناس بها. حدث عنه الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي. وذكره أيضا أبو محمد بن خزرج في شيوخه وأثنى عليه، وقال: توفي في حدود سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة. وكان مولده سنة خمسٍ وستين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن عبد الله بن خيرة اللخمي: من أهل إشبيلية: يكنى: أبا عمرو. روى ببلدة عن أبي محمد الباجي وغيره. وسمع بقرطبة من شيوخها. وكان: من أهل العلم والعناية والتصاون والخير. صحيح الكتب، سليم النقل، حسن الخط وتوفي في حدود سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. أحمد بن يحيى بن عيسى الإلبيري الأصولي: سكن غرناطة، يكنى: أبا عمر. روى عنه أبو المطرف الشعبي وقال: لقيته بغرناطة سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة. وذكر عنه أنه كان متكلما، دقيق النظر، عارفا بالاعتقادات على مذاهب أهل السنة. وذكر أنه قرأ عليه جملة من تواليفه. وذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. وكان: أديبا شاعرا، وكان يعرف: بابن المحتسب قديما، ثم عرف: بابن عيسى. أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى بن محمد بن قزلمان المعافري المقرىء الطلمنكي أصله منها، يكنى: أبا عمر. سكن قرطبة وروى بها عن أبي جعفر أحمد بن عون الله وأكثر عنه، وعن أبي

عبد الله بن مفرج القاضي، وعن أبي محمد الباجي، وأبي القاسم خلف بن محمد الخولاني، وأبي الحسن الأنطاكي، المقرىء، وأبي بكر الزبيدي، وعباس بن أصبغ وغيرهم من علماء قرطبة وسائر بلاد الأندلس. ورحل إلى المشرق فحج ولقي بمكة: أبا الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، وأبا حفص عمر بن محمد بن عراك، وأبا الحسن بن جهضم وغيرهم. ولقي بالمدينة: أبا الحسن يحيى بن الحسين المطلبي، ولقي بمصر: أبا بكر محمد بن علي الأذفوي، وأبا الطيب بن غلبون المقرىء، وأبا بكر بن إسماعيل، وأبا القاسم الجوهري، وأبا العلاء ابن ماهان وغيرهم، ولقي بذمياط: أبا بكر محمد بن يحيى بن عمار فسمع منه بعض كتب ابن المنذر. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد الفقيه، وأبا جعفر بن دحمون وغيرهما. وانصرف إلى الأندلس بعلم كثيرٍ، وكان: أحمد الأئمة في علم القرآن العظيم قراءته وإعرابه، وأحكامه، وناسخه، ومنسوخه، ومعانيه. وجمع كتبا حسانا كثيرة النفع على مذاهب أهل السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فيها فهمه، وكانت له عناية كاملة بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة برجاله وحملته. حافظا للسنن، جامعا لها، إلماما فيها، عارفا بأصول الديانات، مظهرا للكرامات، قديم الطلب للعلم، مقدما في المعرفة والفهم، على هدى وسنة وإستقامةٍ. وكان: سيفا مجردا، على أهل الأهواء والبدع، قامعا لهم، غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله تعالى. سكن قرطبة، وأقرأ الناس بها محتسبا، وأسمعهم الحديث، والتزم الإمامة بمسجد متعة منها، ثم خرج إلى الثغر فتجول فيه، وانتفع الناس بعلمه، وقصد طلمنكة بلده في آخر عمره فتوفي فيها بعد طول التجول والاغتراب. أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد الحجاري عن أبيه قال: خرج علينا أبو عمر الطلمنكي يوما ونحن نقرأ عليه فقال: اقرءوا وأكثروا فإني لا أتجاوز

هذا العام. فقلنا له: ولم يرحمك الله؟ فقال: رأيت البارحة في منامي منشدا ينشدني: اغتنموا البر بشيخ ثوى ... ترحمه السوقة والصيد قد ختم العمر بعيد مضى ... ليس له من بعده عيد قال: فتوفي في ذلك العام. قال حاتم بن محمد: توفي رحمة الله سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. زاد غيره في ذي الحجة. قال أبو عمرو: وكان مولده سنة أربعين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد القيسي، يعرف: بالسبتي. سكنها أي سبتة وأصله من إشبيلية، يكنى أبا بكر. رحل إلى سبتة سنة سبعين وثلاث مائة، وحج بعد سنة سبعين مع القاضي أبي عبد الله بن الحذاء وغيره، وسمع بالمشرق: من أبي محمد بن أبي زيد، والداودي، وابن خيران، وعطية بن سعيد وغيرهم. وسمع بقرطبة: من ابن مفرج القاضي وغيره. وبإشبيلية من أهلها. وكان: من أهل الزهد والانقباض، والعناية بالعلم. ثم عاد إلى إشبيلية فسكنها ورحل إلى سبتة وتوفي بها سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. وله ثمانون سنة ذكره ابن خزرج. أحمد بن محمد بن سعيد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر، ويعرف: بابن الفراء. روى بقرطبة: عن أبي عمر الإشبيلي، وابن العطار، والقنازعي. قرأ عليه القرآن بقراءآت وعلى غيره. وخرج في أول الفتنة فسكن إشبيلية وسمع بها من سلمة بن سعيد الأستجي وغيره. وكان: من أهل الخير والفضل، وكان بغسل الموتى.

سمع منه: أبو محمد بن خزرج وقال: خرج عنا إلى المشرق فحج، ثم سار إلى بيت المقدس فتوفي بها رحمة الله. أحمد بن إبراهيم بن هشام التميمي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر. سمع: من أحمد بن وسيم وغيره. وكان: معظما عند الخاصة والعامة. وتوفي في عشر الثلاثين والأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. أحمد بن محمد بن الليث: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. كان متصرفا في عدة علوم، وكان الأغلب عليه علم الأدب والخبر. روى بقرطبة عن جلة من العلماء. ذكره ابن خزرج وقال: كتبت عنه حكاياتٍ كثيرة مع ابنه الليث صاحبنا ومولده سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس بن أبي عمرو: من أهل مرشانة سكن قرطبة، يكنى: أبا عمرو. روى عن أبيه وعمه، وعن أبي محمد الباجي وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وجاور بمكة أعواما وأخذ بها عن أبي القاسم عبيد الله ابن محمد السقطي، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وأخذ عن أبي سعدٍ الواعظ كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم من تأليفه، وكان: قد أجاز له أبو بكر الآجري وكتب إليه بالإجازة سنة ثمانٍ وخمسين وثلاث مائة من مكة، ولقي أيضا أبا العباس الكرجي، وأبا بكر إسماعيل بن عزرة وغيرهم. حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في بعض تصانيفه، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو مروان الطبني، وأبو عبد الله محمد بن فرج، وأبو عبد الله الخولاني وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، قديم الخير، على سنة واستقامة، بقية علم، وبيته فهم وصلاح رحمهم الله. وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: كان من أهل العلم والفضل، والبصر

بالعقود وعللها. قال: وتوفي بقرطبة سنة ثلاثين وأربع مائة. وكذلك قال الطبني وزاد في جمادى الآخرة. قال ابن خزرج وهو ابن خمس وسبعين سنة. أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن أبيه قاسم بن محمد، عن جده قاسم بن أصبغ جميع ما رواه. ذكره الحميدي وقال فيه: محدثٌ من أهل بيت حديث: أنشدني أبو محمد بن حزم قال: أنشدني أبو عمرو البياتي: إذا القرشي لم يشبه قريشا ... بفعلهم الذي بذ الفعالا فتيسٌ من تيوس بني تميم ... بذي العبلات أحسن منه حالا حدث عنه الطبني وقال: توفي سنة ثلاثين وأربع مائة. زاد ابن حيان: في صدر رجب وقال: كان عفيفا، طاهرا شديد الانقباض، وكان قد تعطل قبل موته بمدة بعلة فالج لحقته. أحمد بن محمد بن خالد بن أحمد بن مهدي الكلاعي المقرىء: من أهل قرطبة يكنى: أبا عمر. روى عن أبي المطرف القنازعي، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن بنوش ومكي بن أبي طالب المقرىء وأكثر عنه واختص به، وأبي علي الحداد، وأبي عبد الله ابن عابد، وأبي القاسم الخزرجي، وأبي المطرف بن جرج، وأبي محمد بن الشقاق، وابن نباتٍ وغيرهم. وعني بلقاء الشيوخ وتقييد العلم وجمعه وروايته ونقله. وقد نقلت في كتابي هذا من كلامه على شيوخه الذين لقيهم ما أوردته عنه ونقلته من خطه، وكان مقرئا فاضلاً ورعاً، عالماً بالقراءات ووجوهها، ضابطا لها. وألف كتبا كثيرة في معناها. وقرأت عليه كتاب: تسمية رجاله بخط بعض أصحابه.

توفي أبو عمر بن مهدي رحمه الله يوم السبت وقت الزوال لعشر خلون لذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة أم سلمة، وصلى عليه مكي المقرىء، ومولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة في أيام المظفر عبد الملك ابن أبي عامر رحمه الله. قال لي ابن عتاب: كان إمام مسجد الإسكندراني. أحمد بن أيوب بن أبي الربيع الإلبيري الواعظ: من أهل إلبيرة سكن قرطبة، يكنى: أبا العباس. روى ببلده عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره. وسمع أيضا: من أبي أيوب سليمان بن بطال البطليموسي كتاب: الدليل إلى طاعة الجليل من تأليفه. وكتاب: أدب المهموم من تأليفه أيضا. وسمع أيضا من أبي سعيد الجعفري، وسلمة بن سعيد الأستجي، ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الحسن القابسي بالقيروان، وأحمد بن نصر الداودي وغيرهما. وكان رجلا فاضلا، واعظا سنيا، ورعا أديبا شاعرا، وكان له مجلس بالمسجد الجامع بقرطبة يعظ الناس فيه في غاية الحفل، وكان الناس يبكرون إليه ويزدحمون عليه، ونفع الله المسلمين به. قال ابن حيان: توفي فجأة لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودفن بالربض، وكان في جنازته حفل عظيم لم يعهد مثله، وحزن الناس لفقده حزنا شديدا، وواظبوا قبره أياما تباعا يلوذون به ويتبركون به عفى الله عنه. قال ابن خزرج ومولده في حدود سنة ستين وثلاث مائة. أحمد بن سعيد بن دينال الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وابن مفرج، وأبي محمد القلعي

وأبي عبد الله بن الخراز. وأخذ عن أبي عمر الهندي وثائقه النسخة الكبرى سمعها عليه مرات، واختصرها أبو القاسم هذا في خمسة عشر جزءا، وكان بعقدها بصيرا. ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة، ولقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان فأخذ عنه مختصره في المدونة وغير ذلك من تواليفه. وكان: رجلا صالحا ثقة حليما، وعنى بالعلم والرواية. روى عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم مع الفهم معدوداً من أصحاب أبي محمد بن الشقاق، وأبي محمد بن دحون وصديقا لهما. قال ابن حيان: توفي أبا القاسم هذا في صدر جمادى الأولى سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، وقد نيف على التسعين. مولده سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن ملاس الفزاري. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. له رحلةٌ إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن بن جهضم، وأبا جعفر الداودي وأخذ عنهما وعن غيرهما. وسمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم. وكان: متفننا في العلم، بصيرا بالوثائق مع الفضل والتقدم في الخبر. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، ومولده سنة سبعين وثلاث مائة. أحمد بن ثابت بن أبي الجهم الواسطي: منسوبٌ إلى واسط قبرة. سكن قرطبة، يكنى أبا عمر. روى عن أبي محمد الأصيلي، وكان يتولى القراءة عليه. حدث عنه أبو عبد الله ابن عتاب ووصفه بالخير والصلاح. قال ابن حيان: توفي الواسطي في صدر جمادى الآخرة سنة سبعٍ وثلاثين

وأربعمائة. وذكر أنه أم بمسجد بنفسج مدة من ستين سنة، وكف بصره. أحمد بن صارم النحوي الباجي، يكنى: أبا عمر. كان: من أهل المعرفة الكاملة، والضبط والإتقان وجودة الخط. عني بالكتب الأدب واللغة وأخذ ذلك عن أبي نصرٍ هارون بن موسى المجريطي وقيد عنه كثيرا، واختص به وقد حدث وأخذ الناس عنه. أحمد بن حية الأنصاري: من أهل طليطلة. روى عن أبي إسحاق، وأبي جعفر، وأحمد بن حارث. وكان فاضلا متواضعا كثير الحفظ للقرآن توفي: في شعبان سنة تسعٍ وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الله. حدث عن أبيه مخلد بن عبد الرحمن برواية سلفه. سمع منه ابنه القاضي محمد بن أحمد. لا أعلمه بغير هذا. وسألت عنه حفيده الشيخ المفتي أبا القاسم أحمد بن محمد بن أحمد وقال: لا أعرفه بأكثر من هذا، ولا أعلم تاريخ وفاته. وقال لي: كان في غاية من الانقباض والتصاون. أحمد بن عبد الله بن محمد التجيبي، يعرف: بابن المشاط. من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر. أخذ عن أبي عبد الله بن الفخار، وكان ثقة من أهل الزهد، والورع، والصلاح. وكانت العبادة قد غلبت عليه. ذكره ابن مطاهر. أحمد بن إسماعيل بن دليم القاضي الجزيري، من جزيرة ميورقة، يكنى: أبا عمر.

سمع محمد بن أحمد بن الخلاص، وأبا عبد الله بن العطار. ذكره الحميدي وقال: سمعنا منه قبل الأربعين والأربع مائة. ومن روايته عن ابن الخلاص قال: نا محمد بن القاسم، قال: حدثني محمد بن زبان، عن الحارث بن مسكين، عن أبي القاسم، عن مالك، قال: قال رجلٌ لعبد الله بن عمر: إني قتلت نفسا فهل لي من توبةٍ؟ فقال: أكثر من شرب الماء البارد. أحمد بن محمد بن يوسف بن بدر الصدفي الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر سمع: من إبراهيم بن محمد بن حسين وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد وغيرهما. وكان من خيار المسلمين وأفاضلهم، وكان له وردٌ من الليل لم يتركه إلى أن توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وأربع مائة ذكره ط. أحمد بن قاسم النحوي، المعروف: بابن الأديب: من أهل قرطبة من مقبرة كلع. سكن المرية، يكنى: أبا عمر. كان من أهل العناية بالعلم والأدب، وكف بصره في حداثة السن، وتوفي بالمرية ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت لذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة. ودفن بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء في الشريعة، وصلى عليه القاضي أبو الوليد الزبيدي. أحمد بن قاسم بن محمد بن يوسف التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن ارفع رأسه. روى عن الخشني محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن ذنين وغيرهما. وكان حافظا للفقه رأسا فيه شاعرا مطبوعا، بصيرا بالحديث وعلله، عارفا بعقد الشروط، وكانت له حلقة في الجامع. وتوفي ليلة عاشوراء سنة ثلاث وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر: قال: وسمعت الناس يوم جنازته يقولون: اليوم مات العلم. أحمد بن أبي الربيع المقرىء: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر.

كان: من أهل القراءآت والآثار. قرأ على أبي أحمد السامري وجماعة سواه، وتصدر للإقراء. وتوفي بالمرية سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. أحمد بن سعيد بن أحمد بن الحديدي التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا العباس. روى: عن أبيه، وعن أبي محمد بن عباس، وحماد بن عمار، والتبريزي، وله رحلة إلى المشرق حج فيها، وله أخلاق كريمة. توفي سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره: ط. أحمد بن رشيق التغلبي مولى لهم: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر. قرأ القرآن على أبي القاسم أحمد بن أبي الحصن الجدلي، وسمع على المهلب بن أبي صفرة، وجلس إلى أبي الوليد بن ميغل، وشوور في المرية، ونوظر عليه في الفقه وكان له حافظا. سمع منه أبو إسحاق بن وردون، وأثنى عليه. وتوفي سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. أحمد بن مهلب بن سعيد البهراني. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر. روى ببلده عن أبي محمد الباجي وغيره، وبقرطبة عن الأنطاكي، وابن مفرج، وأبي بكر الزبيدي وغيرهم. وكان: من أهل الذكاء وقدم العناية بطلب العلم. وتوفي في صفر سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة وقد استكمل ستا وتسعين سنة. ومولده في صفر سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مائة. ذكره. ابن خزرج. أحمد بن خلف بن عبد الله اللخمي النحوي الضرير: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى، أبا عمر. أخذ عن أبي نصر الأديب ونظرائه، وكان إماما في العربية والآداب، وله شعر حسن

وكان: من أهل الحفظ والذكاء. ذكره ابن خزرج وقال: أخبرني أن مولده سنة إحدى وثمانين. يعني: وثلاث مائة. وتوفي بحصن طلياطة في جمادى الآخرى سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة.

الجزء الثاني

الجزء الثاني بقية الألف من اسمه أحمد أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صاعد بن وثيق بن عثمان التغلبي قاضي طليطلة، يكنى: أبا الوليد. استقضاه المأمون يحيى بن ذي النون بطليطلة بعد أبي عمر بن الجذاء، وكان أصله من قرطبة وروى بها عن أبي المطرف بن فطيس، والقنازعي وغيرهما، وكان مجتهدا في قضائه متحريا، صليبا في الحق، صارما في أموره كلها، متبركا بالصالحين راغبا في لقائهم. توفي قاضيا لخمسٍ بقين من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وأربع مائة. ذكر بعضه ابن مطاهرٍ. وكان مولده خمس وثمانين وثلاث مائة. أحمد بن يوسف بن حماد الصدفي، يعرف: بابن العواد، من أهل طليلطة، يكنى: أبا بكر. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن شنظير وصاحبه أبي جعفر وجماعة كثيرة سواهم، وكان حسن الضبط لما رآه، وكانت كتبه كلها مسموعه على الشيوخ، وكان معلما بالقرآن من أهل الخير والورع والثقة. حدث عنه أبو بكر جماهر ابن عبد الرحمن، وأبو محمد الشارفي، وأبو جعفر بن مطاهر، وأبو الحسين بن الألبيري، وتوفي سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة ذكره: ط. أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق بن محمد بن عمر بن واص بن حرب ابن اليسر بن محمد بن علي كذا ذكر نسبه رحمه الله وذكر أن أصلهم من دمشق من إقليم الغدير يكنى: أبا عمر. من أهل قرطبة سكن طليطلة.

روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، والقاضي أبي بكر بن وافد، وأبي عبد الله الحذاء، وأبي أيوب بن عمرون، وأبي محمد ابن بنوش، وأبي بكر التجيبي، وأبي علي الحداد، وابن أبي زمنين، والقنازعي، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني وجماعة كثيرة سواهم. وسمع بطليطلة من أبي محمد بن عباس الخصيب، وأبي المطرف ابن أبي جوشن وحكم بن منذر، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم. وخرج عن قرطبة في الفتنة وقصد طليطلة فسكنها وولاه أبو محمد بن الحذاء أيام قضائه بها أحكام القضاء بطلبيرة فسار فيهم بأحسن سيرة، وأقوم طريقة، وعدل في القضية. وعني بالحديث وكتبه وسماعه وروايته وجمعه. وكان: من أهل النباهة. واليقظة والمشاركة في عدة علوم، وكان أديبا حليما وقورا، وكان قد نظر في الطب وطالع منه كثيراً وعنى به، وكان من المجتهدين بالقرآن كان له منه حزب بالليل وحزب بالنهار، وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلا لصلاةٍ أو لحاجةٍ. وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل، ولا يخالط الناس، ولا يداخلهم. وكان كثيرا ما ينشد في مجالسه متمثلا: لله أيام الشباب وعصره ... لو يستعار جديده فيعار ما كان أقصر ليله ونهاره ... وكذاك أيام السرور قصار وقرأت بخط أبي الحسن الإلبيري المقرىء وقد ذكر أبا عمر بن سميق هذا في شيوخه فقال: كان رحمه الله رجلا صالحا، حسن الخلق، كثير التواضع. محبا في أهل السنة. متبعا لآثارهم، متحليا بآدابهم وأخبارهم. وولى: قضاء طلبيرة فحمدت سيرته،

وشكرت طريقته، وكان يختلف إلى غلةٍ كانت له بحومة المترب يعمرها بالعمل ليعيش منها. قال: وتذاكرت معه يوما من آداب عيادة المرضى، وتناشدنا قول الناظم في ذلك: حكم العيادة يومٌ بين يومين ... واقعد قليلا كمثل اللحظ بالعين لا تبرمن عليلا في مساءلةٍ ... يكفيك من ذاك تسأله بحرفين يعني قول العائد للعليل كيف أنت، شفاك الله. وأنشدني لنفسه معارضا لهذا الشعر: إذا لقيت عليلا ... فاقعد لديه قليلا ولا تطول عليه ... وقل مقالا جميلا وقم بفضلك عنه ... تكن حكيما نبيلا وكان مليح الخبر، طريف الحكاية، مولده لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله بطليطلة في حدود الخمسين وأربع مائة، ودفن بالقرق، وصلى عليه أبو محمد بن عفيف، وكانت وفاة ابن عفيف، وكانت وفاة ابن عفيف في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. أحمد بن عبد الله بن مفرج الأموي المكتب، يعرف: بابن التيابي، يكنى: أبا عمر. أخذ عن جماعة من علماء قرطبة وسكن إشبيلية. حدث عنه ابن خزرج وقال: توفي في رجب سنة خمسين وأربع مائة. وله بضعٌ وثمانون سنة. أحمد بن محمد بن عمر الصدفي الزاهد، يعرف: بابن أبي جنادة، من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر. سمع: من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد.

ورحل حاجا، وكان: من أهل العلم، والعمل وترك الدنيا، صواما قواما، منقبضا، عن الناس، فارا بدينه، ملازما لثغور المسلمين، وكان كثيرا ما يوكد في الرواية، ولا يرى لأحدٍ النظر في مسألة ولا حديث حتى يروي ذلك. وكان حسن الضبط لكتبه، متحريا لم يبح لأحدٍ أن يسمع منه، ولا روى لأحد شيئا من كتبه. وتوفي في شوال من سنة خمسين وأربع مائة، وصلى عليه تمام بن عفيف وفرغ من جنازته وحانت صلاة العصر وصلاها الناس بأذان وإقامة وحضر المأمون. من كتاب ابن مطاهر. أحمد بن خصيب بن أحمد الأنصاري: من أهل قرطبة بها نشأ، ثم سكن القيروان، وأخذ عن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي بن أبي طالب العابر أكثر روايته وتواليفه وعن غيره. وكان له علم بعبارة الرؤيا، ثم استوطن دانية. وتوفي بعد ذلك بقلعة حماد من بلاد العدوة في حدود سنة خمسين وأربع مائة وهو ابن اثنتين وستين سنة أو نحوها. ذكره ابن خزرج وروى عنه. أحمد بن حصين: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر. كان فقيها على مذهب مالك، معتنيا بالآثار وكتب منها بخطه كثيرا. وصحب أبا الوليد بن ميقل، والمهلب بن أبي صفرة، وأبا أحمد بن الحوات وغيرهم. ودعى إلى القضاء فأبى من ذلك. وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة. وهو ابن خمس وسبعين عاما. ذكره ابن مدير.

أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى أبا جعفر. هو من جلة علمائها، من أهل البراعة والفهم والرياسة في العلم، متفننا، عالما بالحديث وعلله، وبالفرائض والحساب واللغة والاعراب والتفسير، وعقد الشروط. وله فيها كتاب حسن سماه: المقنع. روى عن أبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد ابن عباس وغيرهما. وكان كلفا بجمع المال. وتوفي في صفر سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة، ومولده سنة ستٍ وأربع مائة. ذكره: ط أحمد بن محمد بن حزب الله: من أهل بلنسية، يكنى: أبا الحسن. كان مفتيا ببلده، عالما بالشروط، وذاكرا للفقه. وتوفي سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مدير: أحمد بن سعيد بن محمد بن أبي الفياض: أصله من أستجة وسكن المرية، يكنى: أبا بكر. سمع بأستجة من يوسف بن عمروس، وبالمرية من أبي عم الطلمنكي، وأبي عمر ابن عفيف، والمهلب بن أبي صفرة وغيرهم. وله تأليف في الخبر والتاريخ. وتوفي سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة وقد خانق الثمانين في سنة ذكره ابن مدير. أحمد بن الحسين بن حي بن عبد الملك بن حي التجيبي: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى: أبا عمر. كانت له عناية بالعلم وسماع من الشيوخ، وكان حسن الإيراد للأخبار، فصيح

اللسان، ذا نباهة وجلالة. وتوفي بسرقسطة في شهر رمضان سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة. ومولده سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه، وكانت له رواية عن أبي محمد بن نامي وغيره. وقد نظر في الأحكام بقرطبة في الفتنة ثم صرف عنها: أحمد بن محمد بن مغيث الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر. رحل إلى المشرق وروى عن أبي ذر عبد الرحمن بن أحمد الهروي وأجاز له، وسمع من أبي بكر محمد بن علي الغازي المطوعي وغيرهما. وجلب كتبا صحاحا، رويت عنه، وكتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب بإجازة ما رواه. وكان يحفظ صحيح البخاري ويعرف رجاله ويحضر الشورى ويذكر في الحديث كثيرا. وكان ثقة كثير الصدقة، وكان يفضل الفقر على الغنا. وتوفي في منسلخ شهر رمضان سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة، وصلى عليه القاضي أبو زيد الحشاء. ذكر بعضه ابن مطاهر. أحمد بن إبراهيم بن أسود الغساني: من أهل المرية وحاكمها، يكنى: أبا القاسم. رحل إلى المشرق سنة خمسٍ وأربع مائة وحج ولقي جماعة من العلماء. وتوفي سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال، يعرف: بابن القطان من أهل قرطبة وزعيم المفتين بها، يكنى: أبا عمر. روى عن أبي بكر التجيبي، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقاق، وأبي محمد بن دحون وناظر عندهما، وكان بذ أهل زمانه بالأندلس علما وحفظا، واستنباطا، وبرع الناس طرا بمعرفة المسائل واختلاف العلماء من أهل المذاهب وغيرهم، والطبع في الفتاوى، والنفوذ في علم الوثائق والأحكام. وصدمته ريحٌ فخرج

من قرطبة يريد حامة المرية فتوفي بكورة باغه، ودفن بها ليلة الاثنين لسبعٍ بقين من ذي القعدة سنة ستين وأربع مائة. ذكره ابن حيان. ومولده سنة تسعين وثلاث مائة. وذلك أنه وجد بخط أبيه في سنة أربع مائة: تم لابني أحمد عشرة أعوام. وقدمه المستظهر للشورى سنة أربع عشرة وأربع مائة على يدي قاضيه عبد الرحمن بن بشرٍ. أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود الجذامي البزلياني، يكنى: أبا عمر. كان مخلفا للقضاة بإلبيرة وبجانة، وصحب أبا بكر بن زرب وابن مفرج، والزبيدي، وابن أبي زمنيين ونظراءهم. وكان: من أهل العلم والفضل. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: توفي مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وستين وأربع مائة. ومولده سنة ستين وثلاث ومائة. أحمد بن جسر المقرىء المالقي، يكنى: أبا عمر. روى عن عبد الرحمن بن مؤمل بن عصام المقرىء. قرأ عليه محمد بن سليمان الأديب شيخنا رحمه الله. أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود التميمي، يعرف: بابن الحذاء، من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. روى عن أبيه أكثر روايته وندبه صغيرا إلى طلب العلم والسماع من الشيوخ والجلة في وقته كأبي محمد بن أسدٍ، وعبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأبي القاسم الوهراني وغيرهم. فحصل له بذلك سماع عال أدرك به درجة أبيه، وكان ابتداء سماعه سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة أو نحوها. وجلا عن وطنه إذ وقعت الفتنة، وافترقت الجماعة فسكن مدينة سرقسطة

والمرية، وتقلد أحكام القضاء بمدينة طليطلة ثم بدانية، ثم انصرف في آخر عمره إلى قرطبة فكان متصرفا بين مدينة إشبيلية وقرطبة إلى أن توفي. قال أبو علي: سمعت أبا عمر بن الحذاء يقول: كتبت بخطى مختصر العين في أربعين يوما بمدينة المرية. قال: وكان أبو عمر أحسن الناس خلقا، وأوطأهم كنفا، وأطلقهم برا وبشرا، وأبدرهم إلى قضاء حوائج إخوانه. وقال لي أبو عمر: ولدت يوم الجمعة نصف الساعة الثانية منه لسبع بقين من شعبان من سنة ثمانين وثلاث مائةٍ. وتوفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة سبعٍ وستين وأربع مائة بإشبيلية ذكره أبو علي الغساني. قال غيره: وتوفي عشي يوم الخميس لعشرٍ خلون لربيع الآخر، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الفخارين، وكان يوم جنازته غيثٌ عظيم، وصلى عليه الزاهد أبو الأصبغ البشتري ومشى في جنازته المعتمد على الله محمد بن عبادٍ راجلا. وأخبرني عن أبي عمر هذا جماعة من شيوخنا رحمهم الله. أحمد بن عبد الله بن أحم التميمي، يعرف: بابن طالبٍ من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الإفليلي وأكثر عنه. وعن أبي عمروٍ عثمان بن أبي بكر السفاقسي، وعن أبي عمر أحمد بن محمد بن الحذاء القاضي وغيرهم. روى عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث وسألته عنه فقال: كان ثقة دينا، فاضلا، ورعا متواضعا، كثير الصلاة، مجاورا للمسجد الجامع يلتزم الصلاة فيه. وقال لي: كنت أختلف إليه لأقرأ عليه من كتب الأدب هنالك فدخلت معه يوما إلى الجامع في أول الوقت فقال لي: اذهب إلى موضعي فانتظرني فإن علي

قضاء حاجةٍ. قال: فتواري عني وأنا أنظر إليه أبداً فدخل موضعا خفيا من الجامع وتوارى فيه وهو يحسب أن عيني ليست واقعة عليه، فرأيته يكثر الركوع والسجود، لا يفتر عن ذلك إلى أن قرب وقت الصلاة فخرج إلى موضع انتظاري له. فقلت له يا سيدي: عسى انقضت الحاجة؟ قال: انقضت إن شاء الله اقرأ. قال لي أبو الحسن: وحضر معنا سماع صحيح البخاري على أبي عمر بن الحذاء قال لي: وتوفي رحمه الله بقرطبة في أيام المأمون يحيى بن ذي النون سنة سبع وستين وأربع مائة، ودفن بصحن مسجد غزلان السيدة داخل المدينة. وهو أوصى أن يدفن به. أحمد بن محمد بن أسود الغساني: من أهل المرية، يكنى: أبا عمر. كان فقيها فاضلا معتنيا بالعلم. وتوفي سنة تسع وستين وأربع مائة ذكره ابن مدير. أحمد بن سعيد بن غالب الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن اللورانكي. كان: من أهل الأدب والفرائض واللغة، دربا بالفتيا، مشاورا في الأحكام، فقيها في المسائل، مشاركا في شرح الحديث والتفسير. وكان متواضعا وتوفي في شوال سنة تسع وستين وأربع مائة، وصلى عليه عبد الرحمن بن مغيث ذكره: ط. أحمد بن الفضل بن عميرة: من أهل المرية. روى عن أبي الوليد بن ميقل، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عمر بن عبد البر. وكان: من أهل والفضل. وتوفي في سنة تسع وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير

أحمد بن عثمان بن سعيد الأموي ولد أبي عمرو المقرىء الحافظ سكن دانية وأصله من قرطبة، يكنى: أبا العباس. روى عن أبيه وعن غيره، وأقرأ الناس القرآن بالروايات. وتوفي في يوم الاثنين لثمانٍ خلون من رجب سنة إحدى وسبعين وأربع مائة. قرأت وفاته بخط أبي الحسن المقرىء، وأخذ عنه أبو القاسم بن مدير. أحمد بن يحيى بن يحيى: من أهل بجانة ومن كبار فقهائها، وكان يستفتي في الحلال والحرام، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. ذكره ابن مدير. أحمد بن محمد بن رزق الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر. أخذ عن أبي عمر بن القطان الفقيه وتفقه عنده، وعن أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، ورحل إلى أبي عمر بن عبد البر فسمع منه. وروى عن أبي العباس العذري، وأجاز له عبد الحق بن محمد الفقيه الصقلي ما رواه وألفه. وكان فقيها، حافظا للرأي، مقدما فيه، ذاكرا للمسائل، بصيرا بالنوازل، عارفا بالفتوى، صدرا فيمن يستفتي. وكان مدار طلبة الفقه بقرطبة عليه في المناظرة، والمدارسة، والتفقه عنده. ونفع الله به كل من أخذ عنه، وكان فاضلا، دينا، متواضعا حليما، عفيفا على هدى واستقامة. أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا وصفوه بالعلم والفضل. وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيثٍ فقال: كان أذكى من رأيت في علم المسائل، وألينهم كلمة، وأكثرهم حرصا على التعليم، وأنفعهم لطالب فرع على مشاركةٍ له في علم الحديث. قال لي القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله: توفي شيخناً أبو جعفر

ابن رزق فجأة ليلة الاثنين لخمس بقين من شوال سنة سبعٍ وسبعين وأربع مائة، ودفن بالربض. وكان مولده سنة سبعٍ وعشرين وأربع مائة. وقرأت بخط أبي الحسن قال: أخبرني بعض الطلبة من الغرباء أنه سمعه في سجوده في صلاة العشاء ليلة موته يقول: اللهم أمتني موتة هينة. فكان ذلك رحمه الله. أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمران بن منيب ابن زغيبة بن قطبة العذري. كذا قرأت نسبه بخطه. يعرف: بابن الدلائي من أهل المرية، يكنى: أبا العباس. رحل إلى المشرق مع أبويه سنة سبعٍ وأربع مائة، ووصلوا إلى بيت الله الحرام في شهر رمضان سنة ثمانٍ وجاورا به أعواما جمة، وانصرف عن مكة سنة ست عشرة فسمع بالحجاز سماعا كثيرا من أبي العباس الرازي، وأبي الحسن بن جهضم وأبي بكر محمد بن نوح الأصبهاني، وعلى بن بندار القزويني، وصحب الشيخ الحافظ أبا ذرٍ عبد بن أحمد الهروي وسمع منه صحيح البخاري مرات، وسمع من جماعة غيرهم من المحدثين من أهل العراق وخرسان والشامات الواردين على مكة أهل الرواية والعلم ولم يكن له بمصر سماع. وكتب بالأندلس عن أبي علي البجاني، وأبي عمر، بن عفيفٍ والقاضي يونس بن عبد الله، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي عمرٍ السفاقسي، وأبي محمد بن حزم وغيرهم. وكان معتنيا بالحديث ونقله وروايته وضبطه مع ثقته وجلالة قدره وعلو إسناده.

سمع الناس منه كثيرا، وحدث عنه من كبار العلماء أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد ابن حزم، وأبو الوليد الوقشي، وطاهر بن مفوز، وأبو علي الغساني وجماعة من كبار شيوخنا. قال أبو علي: أخبرني أبو العباس أن مولده في ذي القعدة ليلة السبت لأربع خلون منه سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة، وتوفي رحمه الله في آخر شعبان سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة. ودفن بمقبرة الحوض بالمرية، وصلى عليه ابنه أنس بتقديم المعتصم بالله محمد بن معن. أحمد بن مسعود بن مفرج بن صنعون بن سفيان: من أهل مدينة شلب وكبير المفتين بها، يكنى: أبا عمر. روى عن أبيه وتفقه عنده. وسمع من أبي محمد الشنتجالي، وأبي الحسن الباجي صحيح مسلم. وأخذ أيضا عن أبي عبد الله بن منظور، وكان حافظاً للرأي ونوظر عليه وسمع مه استقضى بعد أبيه ببلده. وتوفي سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة ومولده سنة أربع مائة. أحمد بن محمد بن أيوب بن عدل: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي محمد بن عباس، وأبي القاسم وليد بن العربي، والقاضي سليمان بن عمرو، وأبي الحسن التبريزي وغيرهم. وتولى الصلاة والخطبة بجامع طليطلة. وكان حسن الإيراد لخطبه، وكان من أهل الصلاح والدين والعفاف. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.

أحمد بن محمد بن فرج الأنصاري يعرف: بابن رميلة من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس. كان معتنيا بالعلم، وصحبة الشيوخ وله شعر حسن في الزهد. وكان كثير الصدقة وفعل المعروف. قال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله: كان أبو العباس هذا من أهل العلم والورع والفضل والدين، واستشهد بالزلاقة مقبلا غير مدبر سنة تسع وسبعين وأربع مائة. أحمد بن يوسف بن أصبغ بن خضر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر. سمع: من أبيه يوسف بن أصبغ، وعبد الرحمن بن محمد بن عباس. وكان يبصر الحديث بصرا جيدا، والفرائض، والتفسير. وشوور في الأحكام وكانت إلى رحلةٌ إلى المشرق حج فيها، وكان ثقة رضا. وولي القضاء بطليطلة ثم حرف عنه. وتوفي بقرطبة سنة ثمانين وأربع مائة. ذكره: ط. ووجد على قبره بمقبرة أم سلمة أنه توفي في شعبان سنة تسعٍ وسبعين وأربع مائة. أحمد بن عبد الله بن عيسى الأموي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا جعفر. كان فقيها حافظا للرأي. واستقضاه المقتدر بالله بمدينة سالم وتوفي سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة. أحمد بن مضر، يعرف بابن إسماعيل. أبو طاهر النحوي: من أهل سرقسطة مات بمصر وله تواليف وشعر.

أحمد بن بشرى الأموي: من أهل طليطلة. روى عن محمد بن أحمد بن بدر، وفرج بن أبي الحكم، وعبد الله بن موسى، وكان فهماً نبيلاً وقورا، ً عاقلا منقبضا، انتقل من طليطلة إلى سرقسطة وبقي بها إلى أن توفي سنة خمس وثمانين وأربع مائة. ذكر: ط. أحمد بن وليد، يعرف: بابن بحر: من أهل أشونة: يكنى: أبا عمر. كان معتنيا بالعلم، وعقد الوثائق، واستقضى بجيان، وتوفي بأشونة سنة ستٍ وثمانين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. أحمد بن العجيفي العبدري: من أهل يابسة، يكنى: أبا العباس. حدث عن أبي عمران الفاسي، وأبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وغيرهما. وذكر أنه كان بالقيروان فقال رجل: أنا خير البرية، فلبب وهمت به العامة فحمل إلى الشيخ أبي عمران رحمه الله فسكن العامة ثم قال له: كيف قلت؟ فأعاد عليه ما قال. فقال له: أأنت مؤمن، أو قال مسلم؟ قال: نعم. قال: تصوم وتصلي وتفعل الخير؟ قال: نعم. قال: اذهب بسلام. قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أولئك هم خير البرية " فانفض الناس عنه. لقيه القاضي أبو علي ابن سكرة بيابسة وروى عنه بها. أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر. روى عن خاله أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم

ابن عبد السلام الحافظ، وأبي محمد قاسم بن هلال، وأبي محمد الشارقي وأبي محمد جعفر بن عبد الله، وأبي عمر بن مغيث، والقاضي يوسف بن خضر، والقاضي محمد بن خلف وجماعة كثيرة سواهم. وعني بسماع العلم ولقاء الشيوخ والأخذ عنهم. وكان له بصر بالمسائل، وميل إلى الأثر وتقييد الخبر. وله كتاب في تاريخ فقهاء طليطلة وقضاتها أخبرنا به الحاكم أبو الحسن ابن بقي وغيره عنه، وقد نقلنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه. وكان ثقة فيما رواه ونقله. وتوفي بطليطلة في أيام النصارى دمرهم الله سنة تسع وثمانين وأربع مائة. أحمد بن إبراهيم بن قزمان من أهل طليطلة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي بكر بن الغراب، وأبي عمرو السفاقسي وذكر أنه سمعه يقول: روي عن النبي عليه السلام أنه قال: " إذا كلمكم رجلٌ من غير أن يسلم فلا تكلموه فربما كان إبليس. أو قال: فإنه إبليس " شك أبو بكر. قال: وسمعت أبا عمرو أيضا يقول: روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن إبليس مسيح العين أعور ". حدث عنه أبو الحسن الإلبيري المقرىء، ونقلت جميعه من خطه. أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الباجي. سكن سرقسطة وغيرها وأصله من قرطبة يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه معظم روايته وتواليفه، وخلف أباه في حلقته بعد وفاته، وأخذ عنه أصحاب أبيه بعده، وأخذ بقرطبة عن حاتم بن محمد، والعقيلي وابن حيان.

وكان فاضلا دينا من أفهم الناس وأعلمهم. وله تواليف حسان تدل على حذقه ونبله. أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالنباهة والجلالة. ورحل إلى المشرق وحج، وتوفي بجدة بعد منصرفه من الحج رحمه الله في سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مائة. أحمد بن حسين بن شقير: من أهل جيان، يكنى: أبا جعفر. تفقه عند الفقيه أبي جعفر بن رزق، وولي الشورى ببلده. وكان له حظ من علم القرآن والأدب والشروط. وتوفي في سنة تسعين وأربع مائة، قرأت بخط أبي الوليد صاحبنا بعضه. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى الكناني، يعرف: بالببيرس. من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس. روى عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي، وأبي مروان بن سراج، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة المقرىء، وخلف بن رزق الإمام، وأبي الحسن العبسي وغيرهم. وكان قد برع أهل بلده في معرفة النحو، واللغة، والآداب، والأخبار، والأشعار مع نفاذ في القراءآت ومشاركةٍ في الحديث والفقه والأصول. وبذ أهل زمانه في الحفظ والإتقان والتقييد والضبط مع خير وانقباص، وحسن خلق، ولين جانب. وتوفي رحمه الله سنة خمس وتسعين وأربع مائة. قال لي ذلك المقرىء عبد الجليل ابن عبد العزيز رحمه الله. أحمد بن مروان بن قيصر الأموي: يعرف بابن اليمنالش، من أهل المرية، يكنى: أبا عمر. أخذ عن المهلب بن أبي صفرة وغيره، وفاق في الزهد والورع أهل وقته، وكان

العمل أملك به. وتوفي في صفر سنة ستٍ وتسعين وأربع مائة. ومولده يوم منى سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب الغساني، يعرف: بابن القليعي من أهل غرناطة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن القطان، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي زكريا القليعي، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وكان ثقة صدوقا أخذ الناس عنه، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. أحمد بن خلف الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. أخذ عن أبي عبد الله الطرفي المقرىء وجود عليه القرآن، وسمع: من أبي القاسم حاتم بن محمد. وكان معلم كتابٍ، وصاحب صلاةٍ، حافظا للقرآن مع خير وانقباض. روى عنه شيخنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج. وتوفي رحمه الله فيها. أخبرني به ابنه سنة تسعٍ وتسعين وأربع مائة. أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشارقي الواعظ، يكنى: أبا العباس. سمع بالمشرق من كريمة المروزية، والقاضي أبي بكر بن صدقة، وأبي الليث السمرقندي، ودرس على أبي إسحاق الشيراري. ودخل العراق، وفارس، والأهواز، ومصر ثم انصرف إلى الأندلس وسكن سبتة، وفاس وغيرهما مدة وسمع منه بعض الناس، وكان رجلا صالحا، دينا، كثير الذكر والعمل والبكاء، وكان يجلس للوعظ وغيره. توفي بشرق الأندلس في نحو خمس مائة. كتبه لي القاضي أبو الفضل بن عياضٍ بخطه.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون الخولاني: من أهل إشبيلية وأصله من قرطبة، يكنى: أبا عبد الله ولد الراوية أبي عبد الله الخولاني. روى عن أبيه كثيرا من روايته، وسمع معه من جماعة من شيوخه منهم: أبو عمرو عثمان بن أحمد القيشطيالي، وأبو عبد الله بن الأحدب، وأبو ممد الشنتجيالي، وعلي بن حموية الشيرازي وغيرهم. وأجاز له من كبار الشيوخ القاضي يونس بن عبد الله، وأبو عمر الطلمنكي، وابن نبات، وأبو عمرو المرشاني، وأبو عمرو المقرىء، وأبو عمران الفاسي، وأبو ذرٍ الهروي، والسفاقسي، ومكي المقرىء وجماعة سواهم. وعدة من أجاز له أربعون شيخا. وكان شيخا فاضلا، عفيفا منقبضا من بيته علم ودين وفضل، ولم يكن عنده كبير علم أكثر من روايته عن هؤلاء الجلة، ولا كانت عنده أيضا أصول يلجأ إليها ويعول عليها، وقد أخذ عنه جماعة من شيوخنا وكبار أصحابنا. قال لي أبو الوليد بن الدباغ صاحبنا غير مرة. ولد أبو عبد الله هذا في سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وتوفي رحمه الله في سنة ثمانٍ وخمس مائة. زادني غيره في شعبان من العام. أحمد بن عثمان بن مكحول: سكن المرية، يكنى: أبا العباس. روى ببطليوس قديما عن أبي بكر بن الغراب وغيره. ورحل إلى المشرق سنة إحدى وخمسين وأربع مائة فحج وأخذ عن كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي، وعن أبي عبد الله القضاعي كتاب الشهاب والعدد من تأليفه، ومن أبي الحسن طاهر بن باب شاذ وغيرهم. وكان شيخا فاضلا، حدث وتوفي في شعبان سنة ثلاث عشرة وخمس مائة.

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق الخزرجي المقرىء: من أهل قرطبة يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي القاسم الخزرجي المقرىء، وعن أبي عبد الله الطرفي المقرىء ونظرائهما وقرأ على مكي بن أبي طالب أحزابا من القرآن، وأقرأ الناس القرآن مدة طويلة وعمر وأسن وجالسته وأنا صغير السن وتوفي رحمه الله في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وخمس مائة ومولده سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن سفيان. أخذ عن أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه وناظر عنده، وسمع من حاتم بن محد كثيرا، ومن محمد بن فرج الفقيه. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة. وشوور في الأحكام وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمسمائة ومولده سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. أحمد بن إبراهيم بن محمد، يعرف: بابن أبي ليلى: من أهل مرسية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي الوليد هشام بن أحمد بن وضاح المرسي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري وغيرهم. وكانت عنده معرفة بالأحكام، وعقد الشروط. كتب إلينا بأجازة ما رواه بخطه، واستقضى بشلب، وتوفي بها فجأة سنة أربع عشرة وخمس مائة. قال لي ابن الدباغ: ومولده سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة. أحمد بن عبد الله بن شانج المطرز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر.

روى عن القاضي سراج بن عبد الله وابنه أبي مروان عبد الله بن سراج وصحبه مدة من أربعين عاما. وكان: من أهل المعرفة والآداب واللغات ومعاني الأشعار، حافظا لها معتنيا بها، ذاكرا لها. كتب بخطه علما كثيرا، ولم يكن بالضابط لما كتب على أدبه، ومعرفته ولا أعلمه حدث إلا بيسير على وجه المذاكرة. وكان عسر الأخذ، نكد الخلق، وتوفي في سنة أربع عشر وخمس مائة. أحمد بن عبد الرحمن بن جحدر الأنصاري: من أهل شاطبة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي عبد الله محمد بن سعدون القروي، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن المقرىء وغيرهم. وكان حافظا للفقه، بصيرا بالفتوى ثقة ضابطا. واستقضى ببلده. وتوفي مصروفا عن القضاء سنة خمس عشرة وخمس مائة. أحمد بن سعيد بن خالد بن بشتغير اللخمي: من أهل لورقة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي العباس العذري، وأبي عثمان طاهر بن هشام وأبي محمد المأموني، وأبي عبد الله بن المرابط، وأبي إسحاق بن وردون، وأبي بكر بن صاحب الأحباس وأبي عبد الله بن سعدون، وأبي الحسن بن الخشاب، وأبي بكر بن نعمة العابر. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي، وأبو الوليد الباجي. وكان واسع الرواية، كثير السماع من الشيوخ ثقة في روايته عاليا في إسناده، أخذ عنه جماعة من أصحابنا وكتب إلينا بإجازة ما رواه. وتوفي رحمة الله سنة ست عشرة وخمس مائة. أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري: من أهل دانية، يكنى: أبا العباس.

روى عن أبي داود المقرىء، وأبي علي الغساني، وأبي محمد بن العسال وغيرهم. وله رحلة لقي فيها أبا مروان الحمداني وجماعة، وله تصنيف، وولي الشورى بدانية وامتنع من ولاية قضائها، وكانت له عناية بالحديث ولقاء الرجال والجمع. وحدث. وتوفي في نحو العشرين وخمس مائة. أحمد بن علي بن غزلون الأموي: من أهل تطيلة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وهو معدود في كبار أصحابه. وكان: من أهل الحفظ والمعرفة والذكاء، وقد أخذ عنه أصحابنا. وتوفي بالعدوة في نحو عشرين وخمس مائة. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف بن سعد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد.

روى عن القاضي بقرطبة سراج بن عبد الله، وأبي عمر بن القطان، وأبي عبد الله ابن عتاب، وأبي مروان بن مالك، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن الحذاء القاضي، وأبي مروان الطنبي، والقاضي أبي بكر بن منظور، وأبي القاسم بن عبد الوهاب المقرىء، وأبي مروان بن سراج، وأبي مروان بن حيان. وأجاز له أبو محمد بن الوليد الأندلسي نزيل مصر مع أبيه، وأبو عمر بن عبد البر. وكان رحمة الله شيخا سريا أديباُ نحويا لغويا، كاتبا بليغا، كثير السماع من الشيوخ والاختلاف إليهم والتكرر عليهم ولم تكن له أصول. وكان حسن الخلق، جيد العقل، كامل المروة، جميل العشرة، بارا بإخوانه وأصحابه. وقد سمع منه جماعة أصحابنا، وبعض شيوخنا، واختلف إليه كثيرا وسمعت منه معظم ما عنده، وأجاز لي ما رواه غير مرة بخطه. قرأت على أبي الوليد قال: قرأت على أبي مروان الطنبي، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عمر الحراني بمصر، قال: أملى علينا حمزة بن محمد الكناني، قال: أخبرنا محمد بن عون الكوفي، قال: نا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثني أخي محمد، قال: قال علي بن الفضيل لأبيه يا أبت: ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال يا بني: وتدري بما حلا؟ قال: لا. قال: لأنهم أرادوا به الله تعالى. وتوفي شيخنا أبو الوليد رحمه الله يوم الجمعة ودفن يوم السبت بعد صلاة العصر بمقبرة أم سلمة آخر يوم من صفر من سنة عشرين وخمس مائة. شهدت جنازته وصلى عليه أبو القاسم بن بقي. وقال لي غير مرة: مولدي يوم عيد الأضحى سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور القيسي: من أهل إشبيلية وقاضيها، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه: وسمع من ابن عم أبيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور،

واستقضى ببلده مدة، ثم صرف عن القضاء، لقيته بإشبيلية وأخذت عنه وجالسته. وتوفي سنة عشرين وخمس مائة. ومولده سنة ستٍ وثلاثين وأربع مائة. شهدت جنازته وصلى عليه أبو القاسم بن بقي. أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدي، التغلبي قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. أخذ عن أبيه وتفقه عنده، وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني، وأبي القاسم بن مدير المقرىء وغيرهم، وتقلد القضاء بقرطبة مرتين. وكان نافذا في أحكامه، جزلا في أفعاله، وهو من بيته علم ودين وفضل وجلالة، ولم يزل يتولى القضاء بقرطبة إلى أن توفي عشي يوم الأربعاء ودفن عشي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو عبد الله. وكانت وفاته من علة خدر طاولته إلى أن قضى نحبه منها في التاريخ المذكور ومولده سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي، يعرف: با بن القصير من أهل غرناطة، يكنى: أبا الحسن. روى عن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل، وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي، وأبي عبد الله بن فرج، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان فقيها، حافظا حاذقا، شوور ببلده واستقضى بغير موضع. وتوفي رحمه الله في صدر ذي الحجة من سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.

سمع: من أبيه بعض ما عنده، وسمع بإشبيلية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور القيسي، وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه وانتفع بصحبته وأخذ عنه بعض روايته، وكتب إليه أبو العباس العذري المحدث بإجازة ما رواه عن شيوخه، وشوور في الأحكام بقرطبة فصار صدرا في المفتين بها لسنه وتقدمه، وهو من بيته علم ونباهة، وفضلٍ وصيانةٍ، وكان ذاكرا للمسائل والنوازل، دربا بالفتوى، بصيرا بعقد الشروط وعللها، مقدما في معرفتها، أخذ الناس عنه واختلفت إليه وأخذت عنه بعض ما عنده، وأجاز لي بخطه غير مرة. أخبرنا شيخنا أبو القاسم بقراءتي عليه غير مرة، وقرأته أيضا على أخيه الحاكم أبي الحسن، قالا: أنا أبونا القاضي محمد بن أحمد، عن أبيه أحمد وعمه أبي الحسن عبد الرحمن، قالا: أنا أبونا مخلد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أحمد بن بقي قال: أخبرني أسلم بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال: لما وضعت مسندي جاءني عبيد الله بن يحيى وأخوه إسحاق فقالا لي: بلغنا أنك وضعت مسندا قدمت لأبي المصعب الزهري، وابن بكير وأخرت أبانا؟ فقال أبو عبد الرحمن: أما تقديمي لأبي المصعب فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قدموا قريشا ولا تقدموها " وأما تقديمي لابن بكير فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كبره كبره " يريد السن ومع أنه سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة ولم يسمعه أبوكما إلا مرة واحدة. قال: فخرجا من عندي ولم يعودا إلي بعد ذلك وخرجا إلى حد العداوة. وسألت شيخنا أبا القاسم عن مولده فقال: ولدت في شعبان سنة ستٍ وأربعين. أحمد بن محمد بن عبد العزيز اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا جعفر. صحب أبا علي حسين بن محمد الغساني، واختص به وأخذ عنه معظم ما عنده، وكان أبو علي يصفه بالمعرفة والذكاء ورفع بذكره، وأخذ أيضا عن أبي الحجاج الأعلم الأديب وأبي مروان بن سراج، وأبي بكر المصحفي وغيرهم.

وكان: من أهل المعرفة بالحديث، وأسماء رجاله ورواته، منسوبا إلى فهمه، مقدما في إتقانه وضبطه مع التقدم في اللغة والأدب والأخبار ومعرفة أيام الناس. سمع الناس منه، وأخذت عنه وجالسته قديما. وتوفي رحمه الله ليلة الجمعة، ودفن عشي يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة بقرطبة. أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي: من أهل المرية، يكنى: أبا العباس، ويعرف: بابن العريف. روى عن أبي خالد يزيد مولى المعتصم، وأبي بكر عمر بن أحمد بن رزق، وأبي محمد عبد القادر بن محمد القروي، وأبي القاسم خلف بن محمد بن العربي. وسمع من جماعة من شيوخنا، وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلم وعناية بالقراءآت وجمع الروايات واهتمام بطرقها وحملتها، وقد استجاز مني تأليفي هذا وكتبه عني، وكتبت إليه بإجازته مع سائر ما عندي، واستجزته أنا أيضا فيما عنده فكتب لي بخطه ولم ألقه، وخاطبني مرات. وكان متناهيا في الفضل والدين، منقطعا إلى الخير، وكان العباد وأهل الزهد في الدنيا يقصدونه ويألفونه فيحمدون صحبته، وسعي به إلى السلطان فأمر بإشخاصه إلى حضرة مراكش فوصلها وتوفي بها ليلة الجمعة صدر الليل، ودفن يوم الجمعة الثالث والعشرين من صفر من سنة ستٍ وثلاثين وخمس مائة. واحتفل الناس لجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه وظهرت له كرامات. أحمد بن محمد بن عمر التميمي يعرف: با بن ورد: من أهل المرية، يكنى: أبا القاسم. كان فقيها، حافظا، عالما متفننا. أخذ العلم عن أبي علي الغساني، وأبي محمد بن العسال وغيرهما، وناظر عند الفقهيين أبوي الوليد بن رشد، وابن العواد وشهر بالعلم والحفظ والإتقان والتفنن في العلوم. أخذ الناس عنه، واستقضى بغير موضع من المدن الكبار، وكتب إلينا بمولده

مع إجازة ما رواه عن شيوخه بخطه. وقال: ولدت ليلة الثلاثاء لثلاثٍ بقين من جمادى الآخرة من سنة خمس وستين وأربع مائة، وتوفي رحمه الله: ببلده في شهر رمضان المعظم من سنة أربعين وخمس مائة. أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري: من أهل غرناطة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبيه وأبي علي الصدفي ومن جماعة من شيوخنا. وكان: من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم، كثير العناية بالعلم. من أهل الرواية والدراية، وخطب ببلده. وتوفي رحمه الله: سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري الحافظ، يكنى: أبا جعفر ويعرف: بالبطروجي. أخذ عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي وغيرهم. وكان: من أهل الحفظ للفقه والحديث، والرجال والتواريخ والمولد والوفاة، مقدما في معرفة ذلك وحفظه على أهل عصره. وتوفي رحمه الله ودفن صبيحة يوم السبت لثلاث بقين من محرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. وصلى عليه أبو مروان بن مسرة بمقبرة ابن عباس. أحمد بن بقاء بن مروان بن نميل اليحصبي: من أهل شنتمرية نزل مرسية، يكنى: أبا جعفر.

روى عن أبي علي بن سكرة كثيرا، وعن غيره من شيوخنا، وكان له اعتناء بالحديث وكتبه ورواته ونقله. وتوفي رحمه الله: سنة أربع وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه. صلى ابنه عليه أبو الحسن، وكان الجمع في جنازته كثيرا. أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد قاضي قرطبة، يكنى: أبا القاسم. أخذ عن أبيه كثيراً ولازمه طويلا. ً وسمع من شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيره. وأجاز له أبو عبد الله بن فرج، وأبو علي الغساني وغيرهما، وكان خيرا فاضلا عاقلا ظهر بنفسه وبأبوته محببا إلى الناس، طالبا للسلامة منهم، بارا بهم. وتوفي رحمه الله يوم الجمعة ودفن يوم السبت الرابع عشر من رمضان من سنة ثلاث وستين وخمس مائة، ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه. وكان مولده في سنة سمع وثمانين وأربع مائة.

ومن الغرباء القادمين من المشرق على الأندلس

ومن الغرباء القادمين من المشرق على الأندلس ممن اسمه أحمد أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التميمي التاهري البزاز، يكنى: أبا الفضل. قدم قرطبة صغيرا وروى بها عن قاسم بن أصبغ، وأبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن معاوية القرشي، ومحمد بن عيسى بن رفاعة وغيرهم. ذكره الخولاني وقال: كان شيخا، صالحا، زاهدا في الدنيا، منقبضا عن الناس، مائلا إلى الخمول. وقرأت بخط أبي إسحاق بن شنظير مولد أبي الفضل هذا وخبره ووفاته فقال: مولده يوم الثلاثاء عند انصداع الفجر في أول ربيع الأول سنة تسعٍ وثلاث مائة. وولد بتاهرت وأتى مع أبيه إلى قرطبة وهو ابن ثمان سنين، وكان سكناه بقرطبة بمسجد مسرور واسماعه في مسجد سريج. وكان أبوه محدثا. قال أبو الفضل: بدأت بطلب العلم سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وأنا ابن خمسٍ وعشرين سنة. ودخلت الأندلس سنة سبع عشرة وثلاث مائة وأنا ابن ثمانية أعوام. وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. أحمد بن زكريا بن عبد الكريم بن علية المصري، يعرف: بابن فارة زرنيخ، يكنى: أبا العباس. سمع بمصر من أبي الحسن بن حيوية النيسابوري وجماعة سواه. وحكى أبو القاسم خلف بن قاسم الحافظ أنه سمع معه هناك على الشيوخ، وقدم قرطبة وسكن بغدير

ثعلبة. وكانت صلاته بمسجد مكرم، وقد حدث عنه عبد الرحمن بن يوسف الدفا، وأبو بكر بن أبيض وقال: مولده بمصر في صفر من سنة أربعين وثلاث مائة. أحمد بن عبد الله بن موسى الكتامي: من أهل أصيلا، يعرف: بابن العجوز. من أهل الفقه والشعر، ودخل الأندلس. سمع: من وهب بن مسرة الحجاري وغيره، وبيته في العلم مشهور في المغرب أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياد، وكتبه لي بخطه. تولى الله كرامته. أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغاني المقرىء، يكنى: أبا العباس. قدم الأندلس سنة ستٍ وسبعين وثلاث مائة. وقدم إلى الإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن، ثم عتب عليه فأقصاه، ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه على يدي قاضيه أبي بكر بن وافد، ولم يطل أمده. وكان: من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم، وكان في حفظه آية من آيات الله تعالى، وكان بحرا من بحور العلم، وكان لا نظير له في علم القرآن قراءاته وإعرابه، وأحكامه، وناسخه ومنسوخه. وله كتابٌ حسن في أحكام القرآن نحا فيه نحوا حسنا وهو على مذهب مالك رحمه الله. روى بمصر عن أبي الطيب بن غلبون، وأبي بكر الأذفوي وغيرهما. قال ابن حيان توفي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة مع أبي عمر الإشبيلي في عام واحد. قال أبو عمرو: ومولده بباغا في سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. أحمد بن علي بن هاشم المقرىء المصري، يكنى: أبا العباس. قدم الأندلس ودخل سرقسطة مجاهداً سنة عشرين وأربع مائة وأقام بها شهورا، وكان رجلا ساكنا عفيفا فيه بعض الغفلة. ذكره أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيت لاختلاف القراء وأخبارهم. وانصرف إلى مصر واتصل بنا موته فيها بعد أعوام رحمه الله. يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرىء المعروف بالحمامي. سمع منه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذاء وغيرهما، وتوفي بمصر عقب شوال سنة خمسٍ وأربعين وأربع مائة. ذكر ذلك أبو محمد بن خزرج وقال: بلغني أن مولده سنة سبعين يعني: وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن يحيى القرشي الأموي الزاهد، يعرف: بابن الصقلي سكن القيروان. ذكره ابن خزرج وقال: كان منقطعا في الصلاح والفضل. قديم العناية بطلب العلم بالأندلس وغيرها. من شيوخه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو جعفر الداودي، وأبو الحسن ابن القابسي، أبو عبد الله محمد بن خراسان النحوي، وعتيق بن إبراهيم وجماعة سواهم. وذكر أنه أجاز له سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. قال: وبلغني أنه ولد سنة ستين وثلاث مائة. أحمد بن عمار بن أبي العباس المهدوي المقرىء: يكنى: أبا العباس.

قدم الأندلس وأصله من المهدية من بلاد القيروان. روى عن أبي الحسن القابسي وغيره. وقرأ القرآن على أبي عبد الله بن سفيان المقرىء، ودخل الأندلس في حدود الثلاثين والأربع مائة أو نحوها. وكان عالماً بالقراءآت والآداب، متقدما فيهما وألف كتبا كثيرة النفع أخذها عنه أبو الوليد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرىء وغيرهما من أهل الأندلس. أحمد بن سليمان بن أحمد الكتامي: يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن أبي الربيع: من أهل طنجة:

من اسمه إبراهيم

سكن الأندلس وله رحلة إلى المشرق، وأخذ القراءة عن أبي أحمد السامري، وأبي بكر الأذفون، وابن غلبون أبي الطيب. وأقرأ الناس ببجانة، والمرية وعمر عمرا طويلا إلى أن قارب التسعين. وتوفي قبل الأربعين، وأربع مائة. أحمد بن الصندير العراقي، يكنى: أبا سالم. كان من أهل الأدب والشعر. وروى شعر المعري عنه، وله فيه شرح، وله مع الحصري مناقضات. ودخل الأندلس وكان عند بني طاهر ومدح الرؤساء. من اسمه إبراهيم إبراهيم بن سعيد بن سالم بن أبي عصام القلعي: من قلعة عبد السلام. يروي عن محمد بن القاسم بن مسعدة، وعن عبد الرحمن بن مدراج وغيرهما، روى عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طيلطلة مجاهداً وتوفي في التسعين والثلاث مائة. إبراهيم بن إسحاق الأموي، المعروف: بابن أبي زرد: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن وهب بن عيسى، وأبي بكر بن وسيم وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في رمضان سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. إبراهيم بن مبشر بن شريف البكري: أندلسي، يكنى: أبا إسحاق. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وكان يقرىء في دكانه قرب المسجد الجامع بقرطبة، وينقط المصاحف، ويعلم المبتدئين. وتوفي سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. احتجم وكان ذا جسم ففار دمه ولم ينقطع حتى مات رحمه الله. ذكره أبو عمرو.

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحضرمي، يعرف: بابن الشرفي صاحب الشرطة والمواريث، والصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة، ويكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، وأبي عيسى الليثي، وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم، مقدما في الفهم، من أهل الرواية والدراية. صحب الشيوخ، وتكرر عليهم وسمع منهم. وكان متسننا على هدي وسمت حسنٍ. حسن القراءة للكتب، يستوعب قراءة كتاب من حينه له ونفاذه. وكان مجلسه محتفلا بوجوه الناس وطلبة العلم. وكان ذكيا نبيلا حافظا حسن الإيراد للأخبار. وتصرف في الخطط الرفيعة واستقر في آخر ذلك على ما تقدم ذكرنا منها. ولم يزل يتولاها إلى أن فلج ومنع الكلام فكان لا يتكلم بلفظةٍ غير لا إله إلا الله خاصة، ولا يكتب بيده غير بسم الله الرحمن الرحيم حرم الكلام والكتاب. وكان من أقدر الناس عليهما فأصبح في الناس موعظة. وتوفي في يوم الأحد لعشر خلون من شعبان سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. ذكره الخلالاني. وروى عنه. وذكر وفاته ابن مفرج. إبراهيم بن محمد بن سعيد القيسي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا إسحاق ويعرف: بابن أبي القراميد. روى عن أبيه وغيره، وتوفي سنة سبع وتسعين وثلاث مائة. إبراهيم بن شاكر بن خطاب بن شاكر بن خطاب اللحاي اللجام: من أهل قرطبة، يكنى، أبا إسحاق. روى عن أبي عمر أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي محمد بن عثمان ونظرائهما. وكان رجلا صالحا ورعا، قديم الخير والانقباض عن الناس. حافظا للحديث وأسماء الرجال عارفا بهم. ذكره الخولاني. وروى عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه وقال:

كان رجلا صالحا وإن كان أحد في عصره من الأبدال فيوشك أن يكون هو منهم. وذكر وضاح بن محمد السرقسطي: أن أبا إسحاق هذا توفي بسرقسطة ودفن حذاء قبر أبي العاص السالمي. إبراهيم بن حبيب بن يحيى بن أحمد بن حبيب الكلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. كان: من أهل الرواية وممن كتب عنه. حدث عنه ابن أبيض وذكر أنه كان صاحبه وقال: مولده آخر سنة سبع وأربعين وثلاث مائة. إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق صاحب أبي جعفر بن ميمون المتقدم الذكر. كانا معا كفرسي رهان في العناية الكاملة بالعلم والبحث على الرواية والتقييد لها والضبط لمشكلها. سمعا معا بطليطلة على من أدركاه من علمائها، ورحلا معا إلى قرطبة فأخذا عن أهلها ومشيختها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس، ثم رحلا إلى المشرق وسمعا بها على جماعة من محدثيها تقدم ذكر جميعهم في باب صاحبه أحمد بن محمد بن ميمون وكانا لا يفترقان. وكان السماع عليهما معا، وإجازتهما بخطيهما لمن سألهمها ذلك معا. وكان أبو إسحاق هذا زاهدا فاضلا، ناسكا صواما قواما، ورعا كثير التلاوة للقرآن. وكان يغلب عليه علم الحديث والتمييز له، والمعرفة بطرقه والرواية والتقييد. شهر بالعلم والطلب والجمع والإكثار والبحث والاجتهاد والثقة. وكان سنيا منافرا لأهل البدع والأهواء لا يسلم على أحد منهم، كثير العمل. ما رؤى أزهد منه في الدنيا، ولا أوقر مجلسا منه كان لا يذكر فيه شيء من أمور الدنيا إلا العلم. وكان وقورا متهيبا في مجلسه لا يقدم أحد أن يتحدث فيه بين يديه ولا يضحك. وكان الناس في مجلسه سواء. وكانت له ولصاحبه أبي جعفر حلقة في المسجد الجامع يقرأ عليهما فيها كتب الزهد، والرقائق، والكرامات. ورحل الناس إليهما من الآفاق.

ولما توفي أحمد بن محمد بن ميمون صاحبه انفرد هو في المجلس إلى أن جاء يوما أبو محمد بن عفيف الشيخ صالح وهو في الحلقة فقال له: كنت أرى البارحة في النوم أحمد بن محمد صاحبك وكنت أقول له: ما فعل بك ربك؟ فكان يقول لي: ما فعل معي إلا خيرا بعد عتاب. فلما سمع إبراهيم قول أحمد ترك ما كان فيه وقصد إلى منزله باكيا على نفسه ومكث يسيرا. وتوفي سنة إحدى وأربع مائة، ودفن بربض طليطلة، ذكره ابن مطاهر وقال: كنت أقصد قبره مع أبي بكر أحمد بن يوسف فإذا حل به قال: السلام عليك يا معلم الخير، ثم يقرأ قُلْ هو الله أحد، إلى آخرها عشر مرات فيعطيه أجرها. فكلمته في ذلك فقال لي: عهد إلي بذلك إلى أيام حياته رحمه الله. وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن وثيق: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد ابن شنظير يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة سنة غزاة الحكم أمير المؤمنين وسنة وفاة أبي إبراهيم صاحب النصائح. وتوفي رحمه الله ليلة الأضحى وهي ليلة الخميس من سنة اثنتين وأربع مائة. وصلى عليه أخوه أبو بكر. وهذا أصح من الذي ذكره ابن مطاهر في وفاة أبي إسحاق أنها سنة إحدى وأربع مائة. إبراهيم بن عبد الله بن عباس بن عبد الله بن النعمان بن أبي قابوس: من أهل إشبيلية وصاحب الصلاة فيها، يكنى: أبا إسحاق. روى عن جماعة من علماء بلده، وحج سنة خمس وثمانين وثلاث مائة. وعني بالعلم، وحدث عنه جماعة منهم: أبو حفص الهوزني، والزهراوي، وأبو محمد بن

خزرج وقال: توفي يوم الاثنين أو يوم من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. إبراهيم بن فتح، يعرف. بابن الإمام: من أهل الثغر، يكنى: أبا إسحاق. رحل وحج، وكان معتنيا بالعلم ونقله. وسمع في رحلته ممن لقيه، وكان فاضلا وتوفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. إبراهيم بن محمد بن شنظير الأموي. من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق. كانت له عناية وطلب وسماع ودين وفضل، وكان يبصر الحديث وعلله، وكان يسمع كتب الزهد والكرامات. وقد اختصر المدونة، والمستخرجة، وكان يحفظهما ظاهراًن ويلقي المسائل من غير أن يمسك كتابا، ولا يقدم مسألة ولا يؤخرها. وكان قد شرب البلاذر ذكره: ط. إبراهيم بن ثابت بن أخطل: من أهل أقليش، سكن مصر، يكنى: أبا إسحاق. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن طاهر بن غلبون، وعن أبي القاسم عبد الجبار ابن أحمد. وسمع: من عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ومحمد بن أحمد الكاتب وغيرهما. ودخل مصر بعد سنة تسعين وثلاث مائة، واستوطنها وأقرأ الناس بها من بعد موت عبد الجبار بن أحمد. أقرأ في مجلسه إلى أن توفي سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ذكره أبو عمرو. إبراهيم بن عبد الله بن موسى الغافقي المقرىء: من أهل إشبيلية وصاحب الصلاة بجامعها، يكنى: أبا إسحاق.

قرأ القرآن على ابن الحذاء المقرىء، وأبي عمر الجراوي وغيرهما. وكان غاية في الفضل، ومتقدم في الخير. ذكره ابن خزرج، وقال: توفي سنة خمس وعشرين وأربع مائة. وهو ابن خمسٍ وسبعين سنة. وكان قد كف بصره. إبراهيم بن محمد بن وثيق: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن شنظير وصاحبه أبي جعفر بن ميمون، وكتب عنهما وعن غيرهما، وعني بالعلم وروايته وجمعه. وكان ثقة فيما رواه ونقلة. إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا إسحاق. وهو خال أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن خزرج وحدث عنه ابن أخته أبو القاسم المذكور بما رواه. إبراهيم بن محمد بن زكريا بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري، المعروف: بابن الإفليلي. من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. قال الطنبي: أخبرني أن إفليلا قرية من قرى الشام كأن هذا النسب إليها. روى عن أبيه، وأبي عيسى الليثي. وأبي محمد القلعي، وأبي زكريا بن عائذٍ، وأبي عمر بن الحباب، وأبي بكر الزبيدي، وأبي القاسم أحمد بن أبي أبان بن سعيد وغيرهم. وولي الوزارة للمستكفي بالله. وكان حافظا للأشعار واللغة، قائما عليهما، عظيم السلطان على شعر حبيب الطائي، وأبي الطيب المتنبي كثير العناية بهما خاصة على عنايته الوكيدة لسائر كتبه. وكان ذاكرا للأخبار وأيام الناس. وكان عنده من أشعار أهل أهل بلده قطعة صالحة وكان أشد الناس انتقاء للكلام ومعرفة برائعه. وعني بكتبٍ جمة كالغريب المصنف، والألفاظ وغيرهما. وكان صادق اللهجة، حسن الغيب، صافي الضمير، حسن المحاضرة، مكرما لجليسه. لقي جماعة من أهل

العلم والأدب. وجماعة من مشاهير المحدثين. ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله في آخر الساعة الحادية عشرة وأول الساعة الثانية عشر من يوم السبت الثالث عشر من ذي القعدة من سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر في صحن مسجد خرب عند باب عامر. وصلى عليه محمد بن جهور بن محمد بن جهور. ذكره أبو علي الغساني ونقلته من خطه، وروى عنه أبو مروان الطبني وابن سراج. إبراهيم بن عمارة: من أهل بجانة، يكنى: أبا إسحاق. رحل إلى المشرق سنة خمس وأربع مائة ولقي العلماء. وكان: من أهل العناية بالعلم ومذكورا بالفهم، واستقضى بالمرية. وتوفي في سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. إبراهيم بن محمد بن أشج الفهمي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي محمد القشاري، ويوسف بن أصبغ بن خضر. وكان متفننا في العلوم، وكان يبصر اللغة والغريبة والفرائض والحساب، وشوور في الأحكام. وتوفي في شعبان من سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وصلى عليه أحمد بن مغيث وحضر جنازته المأمون. إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن حمزة البلوي: من أهل مالقة، يكنى أبا إسحاق. كان صهرا لأبي عمر الطلمنكي سمع منه كثيرا من روايته، وكان له اعتناء بالعلم وتوفي بقرطبة سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. وزاد ابن حيان أنه توفي في ذي القعدة من العام، وأنه كان مقدما في علم العبارة، وذكر أنه كان سبط أبي عمر الطلمنكي، والذي ذكره ابن مدير أنه صهره

وهم منه، وسليمان والده هو صهر الطلمنكي وسيأتي ذكره في حرف السين. إبراهيم بن محمد بن أبي عمرو: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي محمد بن ذنين، وخلف بن أحمد وغيرهما. وكان: من أهل الصلاح والخير، وقورا عاقلا. توفي في صفر سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. إبراهيم بن خلف بن معاذٍ الغساني، يعرف: بابن القصير. روى عن المهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد بن ميغل وغيرهما، وكان ممن يجلس إليه وتوفي سنة خمسٍ وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. إبراهيم بن جعفر الزهري، يعرف بابن الأشيري: من أهل سرقسطة، يكنى أبا إسحاق. كان فقيها عالما، حافظا للرأي، واختصر كتاب أبي محمد بن أبي زيد في المدونة رحمه الله. وله رحلةٌ إلى الشرق ولقي فيها طاهر بن غلبون وأحذ عنه. وتوفي في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة ومولده سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حسين بن أسد التميمي الحماني السعدي، يعرف: بابن الطبني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه، وشاركه فيمن لقيه منهم. وكان عالما بالطب. قال الحميدي: هو من أهل بيت أدب وشعر ورياسة وجلالة. قال لي شيخنا أبو الحسن ابن مغيث: أدركت هذا الشيخ وجالسته: وتوفي أول ليلة من سنة إحدى وستين وأربع مائة.

وكان صديقا لأبي محمد بن حزم، قال أبو علي: ومولده سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وكان والده يحيى صاحب مواريث الخاصة. إبراهيم بن محمد الأزدي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي القاسم الخزرجي، وأبي العباس أحمد ابن عمار المهدوي. وأقرأ الناس بقرطبة مكان أبي القاسم بن عبد الوهاب بعد موته مدة ستة أشهر وتوفي بعده سنة اثنتين وستين وأربع مائة. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أسود الغساني: من أهل بجانة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي القاسم الوهراني، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد بن ميقل وغيرهم. وكان: من أهل العناية بالعلم، مشهورا بالصلاح والفهم متواضعاً، وتوفي سنة سبع وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. إبراهيم بن دخنيل المقرىء: من أهل وشقة سكن سرقسطة، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقرىء وغيره وأقرأ القرآن بجامع سرقسطة، وعلم العربية. وكان رجلا فاضلا جيد التعليم حسن الفهم أخبرنا عنه غير واحدٍ من شيوخنا وتوفي بسرقسطة في حدود السبعين والأربع مائة. إبراهيم بن سعيد بن عثمان بن وردون النميري: من أهل المرية، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي القاسم الوهراني، وأبي عبد الله بن محمود، وأبي حفص عمر بن يوسف

وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم والرواية. أخذ الناس عنه كثيرا، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا واستقضى بالمرية وتوفي في شعبان سنة سبعين وأربع مائة، وهو ابن إحدى وثمانين سنة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير. إبراهيم بن أيمن من أهل إشبيلية، يكنى أبا إسحاق. روى عن الخليل بن أحمد، ومحمد بن عبد الواحد الزبيدي. روى عنه أحمد بن عمر العذري، وذكر أنه أنشده عن البستي: النار آخر دينارٍ نطقتبه ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري والمرء بينهما إن كان متفقراً ... معذب القلب بين الهم والنار ذكره الحميدي. وقال ابن مدير: وتوفي بعد الستين وأربع مائة وله أزيد من سبعين عاما. إبراهيم بن مخلد: من أهل مالقة، يكنى: أبا إسحاق. روي عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره، وسمع بشاطبة من أبي عمر بن عبد البر، وكان أديبا خطيبا فصيحا. توفي في عشر السبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. إبراهيم بن يحيى بن موسى بن سعيد الكلاعي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا إسحاق، ويعرف: بابن العطار. سمع: من أبي محمد الشنتجالي وغيره، ورحل إلى المشرق وحج وكتب عن جماعة من المحدثين. منهم: أبو زكريا البخاري بمصر، وسمع بتنيس. من أبي منصور عبد المحسن بن محمد التاجر البغذاذي، وأبي الطاهر إبراهيم بن أبي حامد وغيرهم. أخبرني عنه أبو بحر الأسدي شيخنا وأثنى عليه ووصفه بالنباهة والثقة والجلالة وقال: لقيته بالجزائر سنة إحدى وتسعين وأربع مائة. وذكر أن أصله من قرطبة من الربض الغربي.

إبراهيم بن محمد بن سليمان بن فتحون: من أهل أقليش وقاضيها، يكنى: أبا إسحاق. رحل إلى المشرق وحج وسمع بمكة: من كريمة المروزية وغيرها. وسمع بمصر: من أبي إسحاق الحبال، وأبي نصر الشيرازي، وأبي الحسن محمد بن مكي بن عثمان الأزدي وغيرهم. وكان سماعه منهم مع أبي عبد الله الحميدي سنة خمسين وأربع مائة. وعني بالحديث ونقله وروايته وجمعه، وكان خطيبا محسنا واستقضى بأقليش بلده، ثم أعفى عنه، ثم دعي بعد ذلك إلى أحكام وبذي فأبى، وعزم عليه في ذلك وجاءه أهل وبذي وباتوا ليلتهم بأقليش. وتوفي أبو إسحاق صبيحة تلك الليلة رحمه الله. وكان رجلا فاضلا ولا أعلمه حدث. إبراهيم بن خلف بن معاوية العبدري المقرىء، يعرف بالشلوني، يكنى: أبا إسحاق. كان: من جلة أصحاب أبي عمروٍ المقرىء وشيوخهم. وكان حسن الخط صحيح النقل، جليل القدر. توفي بمالقة سنة ثلاثٍ وستين وأربع مائة ذكره ابن مدير. إبراهيم بن محمد الأنصاري المقرىء الضرير: يعرف بالمنقوني. سكن قرطبة وأصله من طليطلة، يكنى: أبا إسحاق. أخذ عن أبي عبد الله المغامي المقرىء وجود عليه القرآن، وسمع الحديث على أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن الحجري، وكان يقرى القرآن بالروايات ويضبطها ويجودها. وكان ثقة فاضلا عفيفا منقبضا مقبلا على ما يعنيه وقد أخذ عنه بعض شيوخنا وأصحابنا. قال لنا قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله: سمعت أبا إسحاق هذا

يقول: سمعت جماهر بن عبد الرحمن يقول: العلم دراية، ورواية، وخبرٌ، وحكاية. وتوفى أبو إسحاق هذا عقب شعبان سنة سبع عشرة وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. وكان إمام مسجد طرفة بالمدينة إبراهيم بن محمد بن خيرة: من أهل قونكة سكن قرطبة؛ يكنى: أبا إسحاق روى ببلده عن قاضيها أبي عبد الله محمد بن خلف بن السقاط؛ سمع منه صحيح البخاري وأخذ بقرطبة عن أبي علي الغساني كثيرا، وعن أبي عبد الله محمد بن فرج، وحازم بن محمد، وكان حافظا للحديث. وتوفى في شوال سنة سبعة عشرة وخمس مائة. وهو من شيوخنا. إبراهيم بن أبي الفتح الخفاجي: من: جزيرة شقر تجاوز الثمانين وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة. وهو حامل لواء الشعر بالأندلس والإمام فيه غير مدافع، فإنه سلك فيه طريق الحلاوة والجزالة، وقد صارت قصائده...... وقد جمع ذلك في جزء فائق على حروف المعجم...... تفقه على الشيخ الفقيه الأجل القاضي أبي يوسف بن.... صحيح، حدثني به عنه قراءة منه عليه، ثم سمعت منه جميعه وذلك بمدينة شاطبة. وله مقطعات يروونها الرقاع، وتزان بسماعها الأسماع. ومن قوله يصف البحر: ولجة تفز وأم تعشق إبراهيم بن محمد بن ثابتٍ: من أهل ماردة سكن قرطبة؛ يكنى: أبا إسحاق.

ومن الغرباء

روى عن صهره أبي على كثيرا، وتفقه عند أبي القاسم أصبغ بن محمد وغيره، وكان فقيها حافظا متيقظا، أخذ الناس عنه في آخر عمره. وتوفى رحمه الله: في محرم سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن سعيد، يعرف: بابن الأمين. صاحبنا؛ يكنى: أبا إسحاق من أهل قرطبة وأصله من طليطلة. روى عن جماعة من شيوخنا وأكثر عنهم. وكان: منجلة المحدثين وكبار المسندين، والأدباء المتفنين من أهل الدراية والرواية والثقة والضبط والإتقان. أخذت عنه وأخذ عنى. وتوفى رحمه الله: بليلة في شهر جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وخمس مائة. ومولده سنة تسعٍ وثمانين وأربع مائة. وكان من الدين بمكان ومن الغرباء إبراهيم بن محمد بن جعفر بن هارون بن محمد الأزدي الأطرابلسي البرقي. قدم الأندلس روى عنه أبو إسحاق بن شنظير. وقرأت بخطه قال: ولد بأطرابلس، وسكن برقة وهو سايح. ذكر أن سنه ابن إحدى وأربعين سنة، ذكر ذلك في النصف من صفر إحدى وتسعين وثلاث مائة. صحب منصور بن عياش، وحكى عنه برهانا. إبراهيم بن قاسم الإطرابلسي: من الغرب. دخل الأندلس، روى عنه أبو محمد على بن أحمد حكى ذلك الحميدي. وقد أخذ عنه القاضي

يونس بن عبد الله واسند عنه قصة في التسبيب عن ابن ما شاء الله القابسي العابد. إبراهيم بن أبي العيش بن يربوع القيسي السبتي، يكنى: أبا إسحاق. تسمع بالأندلس: من أبي محمد الباجي وغيره، وأخذ بغير الأندلس عن جماعة. وكان فقيها. ذكره أبو محمد بن خزرج وروى عنه وقال: بلغني أنه توفي سنة ثلاثين وأربع مائة وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وكتب إلى القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين، وأن حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم أخبره بذلك. إبراهيم بن بكر الموصلي. قدم الأندلس ودخل إشبيلية وحدث بها عن أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي بكتابه: في الضعفاء والمتروكين. وقد حدث به أبو عمر بن عبد البر، عن إسماعيل ابن عبد الرحمن القرشي، عن إبراهيم بن بكر، عن أبي الفتح الموصلي. إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي، يعرف: بابن الفاسي: من أهل سبتة، يكنى: أبا إسحاق. كان: من أهل العلم والفضل والزهد والتقشف. سمع مروان بن سمجون، وقرأ على أبي محمد بن سهل المقرىء، وصحب القاضي أبا الأصبغ بن سهل وكتب له مدة قضائه بالأندلس وبالعداوة، وكان مقدما في علم الشروط والأحكام، مشاركا في علم الأصول والأدب. وتوفي رحمه الله في ثامن جمادى من سنة ثلاث عشرة وخمس مائة. أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض.

من اسمه اسماعيل

من اسمه إسماعيل إسماعيل بن محمد بن سعيد بن خلف الأموي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم المظفر بن أحمد بن محمد النحوي وغيره. حدث عنه أبو إسحاق ابن شنظير وصاحبه أبو جعفر وقالا: مولده سنة ثلاث مائة، وتوفي سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مائة. إسماعيل بن يونس الموري: من قلعة أيوب، يكنى: أبا القاسم. حدث عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم الثغري وغيره. حدث عنه أبو عمروٍ المقرىء، وأبو حفص بن كريب وغيرهما. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي: قاضي إشبيلية، يكنى: أبا الوليد. روى بقرطبة عن أبي محمد الأصيلي، وبإشبيلية عن أبي محمد الباجي. وصحب أبا عمر بن عبد البر في السماع قديما على بعض شيوخه معتنيا بالعلم، وتوفي بإشبيلية ودفن يوم الأحد لخمس خلون من ربيع الآخر سنة عشرٍ وأربع مائة وله خمسة وستون عاماً. ذكر: ابن مدير. إسماعيل بن بدر بن محمد الأنصاري الأديب الفرضي، يعرف: بابن الغنام: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي بكر بن محمد بن معاوية القرشي، والقاضي منذر بن سعيد، وأبي عيسى الليثي، وأبي جعفر التميمي، وابن الخراز القروي، وابن مفرج القاضي. حدث عنه الخولاني وقال: كان رجلا صالحا سالما متسننا مهندسا مطبوعا. وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وأبو محمد بن خزرج وأثنى عليه وقال: توفي عندنا يعني: بإشبيلية سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وقد قارب في سنه التسعين سنة رحمه الله.

إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد بن إسماعيل بن حارث الداخل بالأندلس: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه، وعن خاله أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان، وعن أبي أيوب سليمان ابن إبراهيم الزاهد الغافقي وغيرهم. ودخل قرطبة في أيام المظفر عبد الملك بن أبي عامر وأخذ عن شيوخها. ورحل إلى المشرق سنة عشر وأربع مائة. وحج سنة إحدى عشرة وجاور بمكة، وكتب العلم عن جماعة من العلماء بالمشرق وانصرف إلى بلده آخر سنة اثنتي عشرة. وكان: من أهل العلم والعمل والزهد في الدنيا مشاركا في عدة علوم. وكان يغلب يغلب عليه منها معرفة الحديث وأسماء رجاله، ووضع كتابا سماه الانتقاء في أربعة أسفار ذكر فيه أسماء شيوخه وعددهم مائة وسبعون رجلا دونهم فيه وأضاف إلى كل رجل منهم ما انتقاه من حديثه. ذكر ذلك كله ابنه عبد الله وقال: توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وكان مولده لعشر بقين من صفر سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. إسماعيل بن محمد بن مؤمن الحضرمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: روى ببلده وبقرطبة عن جماعةٍ. ورحل إلى المشرق وحج سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاث مائة. وقرأ القرآن على طاهر بن عبد المنعم المقرىء، وأخذ عن أبي الحسن القابسي، وأبي سعيد البراذعي وغيرهم. وكان متفننا في العلوم جامعا لها. وتوفي في صفر سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وقد نيف على السبعين رحمه الله.

إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي الحارث التجيبي: من أهل طليطلة. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني وغيره. وكان رجلا صالحاً، وتوفي سنة أربع وأربعين وأربع مائة. ذكره: ط. إسماعيل بن حمزة القرشي الحسني: من أهل مالقة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي محمد الأصيلي وغيره. وكان: من كبار الأدباء. روى عنه غانم الأديب وغيره. إسماعيل بن حمزة بن زكريا الأزدي ما لقي غير الأول يكنى: أبا الطاهر. روى عن الأصيل، ومحمد بن موهب القبري. حدث عنه أيضا غانم الأديب وأبو المطرف الشعبي وهو من أهل سبتة بها ولد. وكان مائلا إلى علم أصول الديانات. ذا عناية بذلك. نبهني على ذلك القاضي أبو الفضل وكتب به إلي صحيفة أن يذكر في الغرباء. إسماعيل بن أحمد الحجازي: ذكره الحميدي وقال: أخبرني أبو محمد القيسي أنه قدم عليه القيروان، وكان فاضلا من أهل العلم والحديث. وذكر أنه سمع منه كتاب محمد بن حارث في مشايخ القيروان وكتب عنه ولم يحفظ إسناده فيه. إسماعيل بن سيده والد أبي الحسن بن سيده: من أهل مرسيه. لقي أبا بكر الزبيدي وأخذ عنه مختصر العين. وكان من النحاة ومن أهل المعرفة والذكاء. كان أعمى، وتوفي بمرسية بعد الأربع مائة بمدة. إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران المالكي المقرىء الأندلسي: يكنى: أبا الطاهر.

ومن الغرباء

روى عن أبي القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي كثيرا من روايته. وروى أيضا عن غيره، واستوطن مصر وحدث بها وسمع منه جماهر بن عبد الرحمن الفقيه بعض روايته سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مائة. إسماعيل بن أبي الفتح: من أهل قلعة أيوب، يكنى: أبا القاسم. كان فقيه جهته من أهل العلم والتقدم في الفتوى، وتوفي في نحو خمس مائة أفادينه ابن عياض. ومن الغرباء إسماعيل بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أحمد القرشي الزمعي، ثم العامري المصري، يكنى: أبا محمد. قدم الأندلس من مصر في ذي القعدة من سنة ست وخمسين وثلاث مائة وكانت له رواية عن أبي إسحاق بن شعبان الفقيه، وأبي الحسن محمد بن العباس الحلبي وغيرهما وروايته واسعة هنالك. وكان: من أهل الدين والتصاون والعناية بالعلم ثقة مأمون. حدث عنه أبو عرم بن عبد البر وأثنى عليه والخولاني وقال: قرأت بخطه أنه ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاث مائة. قال ابن خزرج: وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجأة سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وحدث عنه أيضا يونس بن عبد الله القاضي في كتاب التسلي من تأليفه، وفي كتاب التسبيب له أيضا فقال: أخبرنا العامري أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: أنا ابن أبي الشريف بمصر، قال: أخبرنا محمد بن زغبة قال: قال لنا يونس

من اسمه أصبغ

ابن عبد الأعلى: كان أبو زرارة يدعوا فيقول: اللهم إني أسألك صحة في تقوى، وطول عمر في حسن عملٍ، ورزقا واسعا لا تعدبني عليه. قال: فبلغ أبو زرارة نحو مائة سنة. إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر المصري البزاز الأديب، يكنى: أبا علي. قدم الأندلس تاجراً سنة ثلاثين وأربع مائة. وكان قد دخل العراق، واليمن، وخراسان وغيرها. ولقي الأبهري وغيره. واستكثر بالرواية عن العلماء. وكان علم العربية واللغة أغلب عليه. وكان: من أهل الدين والفضل قائلا للشعر. ذكره ابن خزرج وقال: ولد في حدود سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. إسماعيل بن عمر القرشي العمري، يكنى: أبا الطاهر. قدم الأندلس عند الأربعين والأربع مائة، وأخذ بقرطبة عن أبي عبد الله ابن عتاب، وأبي عمر بن القطان. وأخذ بالمرية عن أبي إسحاق بن وردون. وتوفي في نحو الخمس والسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. من اسمه أصبغ أصبغ بن عبد العزيز بن أصبغ بن عبد العزيز الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه، ومسلمة بن القاسم، وقاسم بن محمد بن قاسم. حدث عنه الصاحبان وقالا: أخبرنا أنه ابن خمس وثمانين سنة. ذكر ذلك في رجب سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة.

أصبغ بن إبراهيم بن أصبغ اللخمي: من أهل قرطبة. روى عن إسماعيل بن إسحاق الطحان، وابن عون الله، وابن مفرج القاضي وغيرهم. وكان رجلا صالحا، راوية للعلم. من روايته عن إسماعيل بن إسحاق قال: حدثني خالد بن سعد، قال: كان غاز بن قيس ها هنا مؤدبا. يعني: للأمراء. ثم مضى إلى المشرق فسمع من مالك. وكان يحفظ الموطأ ظاهرا. قال خالدٌ: وسمعت ابن لبابة غير مرة يذكران المعلمين اجتمعوا إلى غاز بن قيس فقالوا يا سيدنا: افتنا في الحذقة. فقال لهم: الحذقة واجبة. حدث عنه أبو حفص الزهراوي وأثنى عليه. وتوفي ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. أصبغ بن عبد الله بن محمد بن عبد الله البلوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى بالمشرق عن أبي الحسن بن رشيق وابن أبي زيد وغيرهما. وسمع بقرطبة من أحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد وغيرهما. ذكره ابن أبيض ورورى عنه. وحدث عنه أيضا يونس بن عبد الله في بعض تصانيفه. أصبغ بن الفرج بن فارس الطائي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. كان: من أهل اليقظة والنباهة، حافظا للفقه ورأى مالك مشاورا فيه، بصيرا بعقد الوثائق. رحل وحج وروى العلم وأخذ عن أبي الحسن بن جهضم المكي، وعبد الغني بن سعيد وأجاز له أحمد بن نصر الداودي. وسمع بقرطبة: من أبي محمد بن عبد المؤمن، وابن عون الله وغيرهما. وكان:

من الحفاظ النبلاء، وجلة أهل الشورى أكرم الناس عناية، وأوفاهم ذمة، وأرعاهم لحق، بارا بإخوانه، حسن اللقاء لهم، عالي الهمة، شريف النفس. ولما حج اعترض القافلة لصوص العرب في أرض الحجاز فناضل عن الرفقة ودافع عنها واحتمت به، ولم يرزأهم بسببه شيء. وأستقضى ببطليوس فأحسن السيرة، وخطبهم ووعظهم، وكان فيهم وفي إخوانه مودودا محمودا. وتوفي رحمه الله سنة أربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه ابن ذكوان. ذكر خبره كله ابن مفرج ونقلته من خطه إلا ما فيه من ذكر الشيوخ الذين أخذ عنهم. وقال ابن حيان توفي في المحرم سنة سبع وتسعين وثلاثين مائة. وقال ابن معمر: يوم الاثنين لعشر خلون منه. أصبغ بن عيسى بن أصبغ بن عيسى اليحصبي، يعرف: بالعبدري: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد الباجي وغيره، وعني بالعلم قديما وتكرر على الشيوخ بإشبيلية وسمع منهم وكتب عنهم مع الفهم. وكان عاقدا للشروط محسنا لها، بارعا دينا حدث عنه الخولاني ووصفه بما ذكرته وقال: أنشدني كثيرا من أشعاره رحمه الله. وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: توفي سنة ثمان عشرة وأربع مائة. ومولده سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. أصبغ بن سعيد بن أصبغ، يعرف: بابن مهني، من أهل قرطبة، روى عن أحمد بن فتح التاجر. وكان صهرا لأبي محمد الأصيلي، وكان فاضلا ذكره ابن مدير وقال: كان يضرب على خط الأصيلي. وتوفي سنة إحدى وأربع مائة. أصبغ بن راشد بن أصبغ اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم

رحل إلى القيروان وتفقه على أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي وسمع منهما ومن غيرهما. وكان فقيها محدثا. ذكره الحميدي وقال: سمعت منه. وتوفي قريبا من الأربعين وأربع مائة. أصبغ بن سيدٍ من أهل إشبيلية، يكنى: أبا الحسن لقيه الحميدي وقال فيه شاعر أديب. وقد رأيته قبل الخمسين وأربع مائة. ومات قريبا من ذلك. أصبغ بن محمد بن أصبغ الأزدي كبير المفتين بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد كثيرا، وتفقه عند الفقيه أبي جعفر بن رزق، وانتفع بصحبته، وأخذ عن أبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني وأجاز له أبو عمر ابن عبد البر، وأبو العباس العذري، والقاضي أبو عمر بن الحذاء ما رووه. وكان: من جلة العلماء، وكبار الفقهاء، حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، بصيرا بالفتوى، مقدما في الشورى، عارفا بالشروط وعللها، مدققا لمعانيها لا يجاريه في ذلك أحد من أصحابه. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة. وكان حافظا للقرآن العظيم، كثير التلاوة له، مجودا لحروفه، حسن الصوت به، فاضلا متصاونا عالي الهمة، عزيز النفس. حدث وسمع الناس منه وناظروا عليه. ولزم داره في آخر عمره لسعاية لحقته فحرم الناس منفعة علمه. وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء أول يوم من صفر سنة خمس وخمس مائة. أخبرني بوفاته ابنه القاضي أبو عبد الله محمد بن أصبغ، ومولده سنة خمس وأربعين وأربع مائة.

من اسمه أمية

من اسمه أمية أمية بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأسلمي، يعرف: بابن الشيخ. من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الملك. روى عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: كتبنا عنه أحاديث. أمية بن عبد الله الهمداني الميروقي منها، يكنى: أبا عبد الملك. رحل إلى المشرق، ولقي بمكة الأسيوطي صاحب النسائي، وبمصر أبا إسحاق بن شعبان، وابن رشيق وكتب عنهم، وكان حجة سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. وكان ذا فضل وعفاف وستر طاهر. توفي رحمه الله: بميروقة ليلة السبت لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. ومولده سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة. ذكره أبو عمرو المقرىء. أمية بن يوسف بن أسباط: من أهل قرطبة. صحب أبا عبد الله بن العطار وتفقه عنده وحكى عنه: أنه حضر عنده مجلس مناظرته فسأله بعض أغبياء التلاميذ عن مسألة سهو في الصلاة أوجب عليها فيها سجدتي السهو بعد السلام فقال له السائل: فإن أصبغ بن الفرج لم ير علي فيها سجوداً. فرد عليه ابن العطار بسرعة: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ. ذكره الحسن بن محمد. وحكى هذا عن أمية حسب ما تقدم ذكره.

من اسمه إسحاق: إسحاق بن مسلمة الفهري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا إبراهيم. سمع: من جماعة من علماء الأندلس ورحل إلى المشرق ولقي أبا الحسن الهمداني وابن مناس وغيرهما. ذكره ابن مطاهر. وقال غيره: وتوفي في شهر رجب سنة تسع وستين وأربع مائة وسنه نحو التسعين وكان مشاورا ببلده. إسحاق بن إبراهيم بن وهب: من أهل مالقة. روى عنه معوذ بن داود وسمع منه. إسحاق بن أبي إبراهيم: من أهل سرقسطة. روى بها عن جماعة من أهلها. وتوفي قريباً من الأربعين والأربع مائة: ذكره والذي قبله ابن مدير.

ومن الغرباء

ومن الغرباء إسحاق بن الحسن بن علي بن أحمد بن مهدي الخراساني البزار، يكنى: أبا تمام. قدم الأندلس وحدث عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني. وعن أبي نصر البلخي وغيرهما. وكان رجلا صالحا عاقلا من أهل السنة سالما من المذاهب المهجورة، وعلى استقامة في طريقته وسيرته. عني بالحديث وكتب عن الشيوخ في بلده وفي طريقه إلى أن دخل الأندلس على سبيل التجارة. ذكره الخولاني وقال: أنشدني أبو تمام هذا قال: أنشدني أبو نصر محمد بن عبد الجليل البلخي قال: أنشدني الأديب البارع قال: إن مأمون بن آدم نقش على باب داره هذين البيتين: إن كنت صاحب علم أو أخا أدب ... أو فيك فائدةٌ فانزل ولا ترم وإن تكن صورة لا فيك فائدةٌ ... ولا مؤانسة فارحل ولا تقم إسحاق بن الوليد بن موسى بن إسحاق بن إبراهيم بن عبدوس القروي، يكنى: أبا يعقوب. قدم الأندلس وكان يحدث عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وغيره، وكان رجلا صالحا مالكي المذهب له علم بالحديث وبصر بالرجال، وتوسط في علم الرأي: ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: لقيته بإشبيلية وأجاز لي. وذكر لنا أن مولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. إسحاق بن إبراهيم القيرواني، يعرف: بالفصولي، يكنى: أبا يعقوب. يحدث عن أبي القاسم الواعظ القيرواني وغيره، حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله رحمه الله.

من اسمه أيوب

من اسمه أيوب أيوب بن عمر البكري صاحب خطة الرد بقرطبة والقاضي ببلدة لبلة. كان ذا علم وفضل وشرف وعفة ومروءة. ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة ولقي جماعة من العلماء. وكان شديدا في أحكامه. وتوفي في شهر رمضان من سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. ودفن بمقبرة الربض وحضره جمع من الناس فأتبعوه ثناء حسنا جميلا. ذكره ابن حيان. أيوب بن أحمد بن محمد بن أيوب بن وليد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا سليمان. روى عن أبي محمد بن عثمان، وأبي الحسن بن بقي، وأبي محمد الباجي، وابن القوطية، وأبي عيسى وغيرهم كثيرا. ومولده يوم الأحد يوم منى سنة خمسٍ وثلاثين وثلاث مائة. حدث عنه ابن أبيض وكان من أصحابه. ومن الغرباء أيوب بن نصر بن علي بن المبارك الشامي المقدسي، يكنى: أبا العلاء. قدم الأندلس تاجرا سنة أربع وعشرين وأربع مائة. وكانت له رواية بالشام وغيرها. وكان شافعي المذهب، ثقة حافظا. ذكره ابن خزرج وقال: ذكر لنا أن مولده سنة اثنتين وثلاث مائة.

ومن تفاريق الأسماء

ومن تفاريق الأسماء أدهم بن أحمد بن أدهم مولى بني مروان: من أهل جيان سكن قرطبة، يكنى: أبا بكر. تولى القضاء بالمرية لخيران أميرها. وكان صليبا في حكمه، قويا في فهمه وأدبه ورجع قرطبة بعد مغيبه عنها مدة. وتوفي بها في عقب ذي القعدة سنة تسع وعشرين وأربع مائة، ودفن بمقبرة الربض العتيقة وشهده جمع الناس. ذكره ابن حيان. أيمن بن خالد بن أيمن الأنصاري: من أهل بطليوس، يكنى: أبا سعيد. يروى عن أبي عبد الله بن ثباتٍ، ومكي المقرىء وغيرهما. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: توفي سنة اثنتين وثلاثين يعني: وأربع مائة. ومولده سنة خمسٍ وتسعين يعني: وثلاث مائة. أبان بن عبد العزيز بن أبان اليحصبي: من أهل قرطبة. روى عن خلف بن القاسم الحافظ كثيرا من روايته وعن غيره من نظرائه. وكان صاحبا للقاضي أبي المطرف بن فطيس في السماع من الشيوخ. وتوفي رحمه الله ودفن يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة في سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة، وهو ابن سبعٍ وأربعين سنة ودفن بمقبرة ابن عباس. أغلب بن عبد الله المقرىء: من أهل طليطلة. أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل بن عبد الله النحاس، وعن محمد بن سعيد الأنماطي وضبط عنهما حرف نافع رواية عثمان بن سعيد ورش، ودون عنهما في كتابه. ذكره أبو عمرو.

أفلح بن حبيب بن عبد الملك الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا يحيى. له رحلة إلى المشرق وحج فيها سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. حدث عنه ابنه أبو عمر أحمد بن أفلح بجميع روايته. ذكر ذلك أبو بكر بن أبيض.

حرف الباء

حرف الباء من اسمه بكر بكر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الرعيني، يعرف: بابن المشاط من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر. وكان مخلفا لأخيه أبي الطرف على الأحكام. وكان من أهل المعرفة واليقظة ذكره القبشي. بكر بن سعيد: من أهل قرطبة. روى عن أبي زكريا بن عائذ وغيره. وكان صاحبا لأبي الوليد بن الفرضي. بكر بن عيسى بن سعيد بن أحمد بن علاء بن أشعث الكندي الزاهد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر. روى عن مكي المقرىء، ومحمد بن عتاب وغيرهما. ذكره أبو علي الغساني وقال: هو شيخي ومعلمي وأحد من أنعم الله علي بصحبته، اختلفت إليه نحو خمسة أعوام في تعلم الفقه والأدب، لم تر عيني قط مثله نسكا وزهدا وصيانة لنفسه وانقباضا عن جميع أهل الدنيا، من رآه فكأنما رأى السلف الصالح من الصحابة والتابعي. وتوفي رحمه الله: في رجب سنة أربع وخمسين وأربع مائة. بكر بن محمد بن أبي سعيد بن عزيز اليحصبي الينشتي منها، يكنى أبا بكر.

من اسمه بقى

روى عن أبي الوليد القوشي، وأبي عبد الله بن السقاط، والعذري، وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة والذكاء والنبل. وتوفي نحو سنة عشرة وخمس مائة. أخبرني بأمره الفقيه أبو مروان بن مسرة. وذكر لي أنه من قرابته. من اسمه بقى بقى بن نمر بن بقى القيسي، يكنى: أبا عبد الله. روى عن محمد بن سعيد الحضرمي. حدث عنه أبو محمد بن الأحدب الإشبيلي. بقى بن قاسم بن عبد الرؤوف: نزل أوريولة، يكنى: أبا خالد. أخذ عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، والأستاذ أبي القاسم الخزرجي وغيرهما. قرأ عليه غير واحد، قرأته بخط أبي الوليد صاحبنا. بقى بن مخلد أبو عبد الرحم: من حفاظ المحدثين وأئمة الدين، والزهاد الصالحين. رحل إلى المشرق فروى عن الأئمة وأعلام السنة منهم: الإمام أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. وأحمد بن إبراهيم الدورقي وجماعات أعلام يزيدون على المأتين، وكتب المصنفات الكبار، والمنثور الكثير وبالغ في الجمع والروايات. ورجع إلى الأندلس فملأها علما جما. وألف كتبا حسانا تدل على احتفاله واستكثاره. قال لنا علي بن أحمد: فمن مصنفات أبي عبد الرحمن بقى بن مخلد كتابه في تفسير القرآن فهو الكتاب الذي أقطع قطعا لا استثناء فيه أنه لم يؤلف في الإسلام مثله،

ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره. ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم فروي فيه على ألف وثلاث مائة صاحب، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام، فهو مصنف ومسند. وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله فيه في الحديث وجودة شيوخه، فإنه روى عن مائتي رجل وأربع مائة رجل ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام مشاهير. ومنها: مصنفه في فتاوي الصحابة والتابعين ومن دونهم الذي أربى فيه على مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، ومصنف عبد الرزاق بن همام، ومصنف سعيد بن منصور وغيرهما. ونظم علما كثيرا لم يقع في شيء من هذا فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل، قواعد للإسلام لا نظير لها. وكان متخيرا لا يقلد أحدا، وكان ذا خاصة من أحمد ابن حنبل وجاريا في مضمار أبي عبد الله البخاري، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبي عبد الرحمن النسائي رحمة الله عليهم. هذا آخر كلام أبي محمد. قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: إن بقي بن مخلد مات بالأندلس سنة ستٍ وسبعين ومائتين. وقال أبو الحسن الدارقطني في المختلف أنه مات سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه بين الظهر والعصر بمقبرة ابن عباس. ومولده في رمضان سنة إحدى وثلاثين رحمه الله. وقد تقدم في اسم محمد بن سعيد بالإسناد الذي لا شك في صحته أن الأمير عبد الله ابن محمد شاور الفقهاء وفيهم بقى بن مخلد في قتل الزنديق، فصح كونه حيا في أيام عبد الله، وكانت ولايته في سنة خمسٍ وسبعين ومائتين وتمادت إلى الثلاث مائة. هكذا أخبرنا أبو محمد فيما جمعه من ذكر أوقات الأمراء بالأندلس، وهذا شاهد لصحة قول أبي سعيد والله أعلم. روى عن بقى بن مخلد جماعة منهم: أسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن القاسم

ابن محمد، والحسن بن سعد بن إدريس بن رزين الكتامي من أهل المغرب، وعلي بن عبد القادر بن أبي شيبة الأندلسي، وعبد الله بن يونس المرادي وكان مختصا به مكثرا عنه، وعنه انتشرت كتبه الكبار ولعله آخر من حدث منه من أصحابه. أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري إجازة وصلت إلينا منه، وقرأته بخط أبي بكر أحمد بن على الحافظ فيما حدث به عنه قال: سمعت عبد الرحمن بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى بقي بن مخلد فقالت: إن ابني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة، ولا أقدر على بيعها، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فإنه ليس لي ليل ولا نهار، ولا نوم ولا قرار. فقال: نعم انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله. قال: وأطرق الشيخ وحرك شفتيه. قال: فلبثنا مدة فجاءت المرأة ومعها ابنها فأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالما وله حديث يحدثك به. فقال الشاب: كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم يخرجنا إلى الصحراء للخدمة ثم يردنا وعلينا قيودنا. فبينما نحن نجيء من العمل مع صاحبنا الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ: فنهض إلي الذي كان يحفظني وصاح علي وقال: كسرت القيد؟ فقلت لا، إلا أنه سقط من رجلي. قال: فتحير وأحضر صاحبه وأحضر الحداد وقيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي وتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي ألك والدة؟ قال: قلت نعم. قالوا: وافق دعاؤها الإجابة وقالوا: أطلقك الله فلا يمكننا تتمييدك فزودوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين.

أفراد البراء بن عبد الملك الباجي، يكنى: أبا عمر. من أهل الأدب والفضل. روى عن ثابت الجرجاني. روى عنه أبو محمد بن حزم. ذكره الحميدي. بيبش بن خلف الأنصاري: من أهل مدينة سالم. روى عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقرىء، وأبي محمد بن عبد الله بن سعيد وغيرهما. كان عنده علم وخير وقد حدث وأخذ عنه.

حرف التاء

حرف التاء من اسمه تمام تمام بن غالب بن عمر اللغوي، المعروف: بابن التياني من أهل قرطبة سكن مرسية، يكنى أبا غالب. روى عن أبيه غالب بن عمر، وأبي بكر الزبيدي، وعبد الوارث بن سفيان وغيرهم. ذكره الحميدي، وقال: كان إماما في اللغة، وثقةً في إيرادها مذكور بالديانة والعفة والورع. وله كتاب في اللغة لم يؤلف مثله اختصارا وإكثارا. وله قصة تدل على فضله مضافا إلى علمه. قال: أخبرنا أبو محمد بن حزم، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بابن الفرضي: أن الأمير أبا الجيش مجاهد بن عبد الله العامري وجه إلى أبي غالب أيام غلبته على مرسيه وأبو غالب ساكن بها ألف دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب: مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد فرد الدنانير وأبا من ذلك ولم يفتح في هذا بابا البتة وقال: والله لو بذلت لي الدنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، فإني لم أجمعه له خاصة، لكن لكل طالب عامة. فاعجب لهمة هذا لرئيس وعلوها. واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها.

ومن الغرباء

قال ابن حيان: وكان أبو غال هذا مقدما في علم اللسان أجمعه مسلمة له اللغة، شارعا مع ذلك في أفانيين من المعرفة، وله كتاب جامع في اللغة سماه تلقيح العين. جم الإفادة. وكان بقية مشيخة أهل اللغة الضابطين لحروفها، الحازقين لمقاييسها، وكان ثقة صدوقا عفيفا. وتوفي: بالمرية في إحدى الجمادين من سنة ستٍ وثلاثين وأربع مائة. تمام بن عفيف بن تمام الصدفي الواعظ الزاهد: من أهل طليطلة: يكنى: أبا محمد. أخذ عن عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وشهر بالزهد والورع والصلاح والعفاف. وكان يعظ الناس ويحضهم على الخير ويندبهم إليه، ويدلهم عليه. وكان متقللاً في الدنيا راضيا في قوته باليسير. وكان يلبس الصوف ويجتهد في أفعال البر كلها، ويعلم الناس أمر دينهم وما يلزمهم ويخوفهم ويجتهد في نصحهم. وكان يقول إذا سئل عن من لا يحسن العربية: إذا أعربتم أعمالكم، ما ضركم كلامكم. توفي رحمه الله: في ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. ومن الغرباء في هذا الباب تمام بن الحارث بن أسد بن عفير البصري، يكنى: أبا سهل. قدم بالأندلس مع ابنه سهل تاجرين سنة عشرين وأربع مائة. له رواية عن شيوخ البصرة وغيرهم. وكان ثقة فاضلا على مذهب أبي حنيفة. ذكره أبو محمد ابن خزرج. لقيه بإشبيلية وروى عنه وقال: أخبرنا أن مولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.

حرف الثاء

حرف الثاء من اسمه ثابت ثابت بن محمد بن وهب بن عياش الأموي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وابن السليم، وابن القوطية، وابن الحارث، ويحيى بن مجاهد، وأبي نصر مولى الخشني الزاهد. وببلده من أبي محمدٍ الباجي وجماعة سواه. وكان: من أهل الطهارة والعفاف، والثقة والجهاد في سبيل الله. وكان حافظا للأخبار، حسن الفهم، ذكره ابن خزرج وقال: أخبرني أنه ولد في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي بإشبيلية في شعبان سنة ستٍ وعشرين وأربع مائة. ثابت بن ثابت البرذلوري: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن عبد الوهاب بن علي الفقيه المالكي، وعن أبي بكر محمد بن علي بن الإمام وغيرهما. حدث عنه أبو حفص بن كريب، وأبو محمد الشارقي. ثابت بن عبد الله بن ثابت بن سعيد بن ثابت بن قاسم بن ثابت بن حزم ابن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان العوفي: من أهل سرقسطة وقاضيها، يكنى: أبا الحسن.

روى عن أبيه عن سلفه. وقد أخذ عنه ببلده. وخرج عن وطنه حين تغلب العدو عليه. وتوفي بقرطبة في سنة أربع عشرة وخمس مائة. وكان نبيه البيت والحسب، يفاخر أهل الأندلس بأوائل سلفه لعلمهم وفضلهم رحمهم الله. ومن الغرباء ثابت بن محمد الجرجاني العدوي، يكنى: أبا الفتوح. قال الحميدي: قدم الأندلس سنة ستٍ وأربع مائة وجال في أقطار الأندلس وبلغ إلى ثغورها، ولقي ملوكها. وكان إماما في العربية متمكنا في علم الأدب مذكورا فيها بالتقدم في علم المنطق. دخل بغداذ فأقام بها في الطلب، وأملى بالأندلس كتابا في شرح الجمل لأبي القاسم الزجاجي. قال الخولاني: روى أبو الفتوح هذا عن أبي الحسن علي بن الحارث، وأبي أحمد عبد السلام البصري، وأبي عثمان بن جني، وأبي الحسن علي بن عيسى الربعي. وروى كثيرا من الآداب واللغات. وقرأت بخط أبي بكر المصحفي: قتل أبو الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني رحمه الله ليلة السبت لليلتين بقيتا من المحرم من سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. قتله باديس ابن حبوس أمير صنهاجة لتهمةٍ لحقته عنده في القيام عليه مع ابن عمه يدير بن حباسة. قال ابن خزرج وبلغني أن مولده سنة خمسين وثلاث مائة. ثابت الفقيه الصقلي: دخل الأندلس وقد أخذ بصقلية عن عبد الحق بن هارون الفقيه وغيره. وقد أخذ عنه بالأندلس.

الجزء الثالث

الجزء الثالث حرف الجيم من اسمه جعفر جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان اللغوي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا مروان، ويعرف بابن الغاسلة. روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وابن عون الله، وابن مفرج، والمعيطي، والزبيدي وغيرهم. وكان بارعا في الأدب واللغة ومعاني الشعر والخبر. ذا حظٍ من علم السنة. وتوفي سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. ذكره أبو محمد بن خزرج وروى عنه. جعفر بن أبي علي إسماعيل بن القاسم بن عيذون البغداذي: سكن قرطبة. روى عن أبيه وكان أديبا شاعرا. ذكره الحميدي، وقد أخذ عنه أبو الوليد ابن الفرضي. جعفر بن محمد بن ربيع المعافري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد عبد الله بن إسماعيل بن حرب، وأبي جعفر بن عون الله، ومحمد بن خليفة ونظرائهم. ورحل إلى المشرق وحدث هنالك وقد ذكر عنه أبو بكر الخطيب في كتاب جمع الرواة عن مالك قصة اجتماع مالك مع سفيان بن عيينة وهي طويلة. حدث بها

الخطيب عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكرياء النسوي بدمشق، عن جعفر هذا، عن أبي محمد بن حرب بسنده. وذكر القصة إلى آخرها. جعفر بن يوسف الكاتب: قرطبي روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي وغيره أشعارا وأخبارا. روى عنه أبو محمد بن حزم. حكى ذلك الحميدي. جعفر بن عبد الله بن أحمد التجيبي: من أهل قرطبة من ساكني ربض الرصافة بها. سكن طليطلة واستوطنها، يكنى أبا أحمد. روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي، تلا عليه القرآن وسمع منه الحديث ثلاثة أعوام سنة إحدى عشرة، واثنتي عشرة، وثلاث عشرة، وقرأ الأدب على أبي محمد قاسم بن محمد القرشي المروانين وعلي أبي العاص حكم بن منذر بن سعيد وجالسهما بمدينة طليطلة. وأخذ بها أيضا عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم. وكان ثقة فيما رواه، فاضلاً منقبضاً. سمع الناس منه ولقيه أبو علي الغساني بطليطلة وأخذ عنه بها. وأخبرنا عنه من شيوخنا محمد بن أحمد الحاك وقال لي غير مرة: قتل أبو أحمد هذا في داره بطليطلة ظلما ليلة عيد الأضحى سنة خمس وسبعين وأربع مائة. ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة. جعفر بن مفرج بن عبد الله الحضرمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا أحمد. كان متقدما في علم الطب، مطبوعا فيه وذا علم بالحساب وفنونه. من شيوخه في الحساب مسلمة المرجيطي وغيره. وروى الطب عن أبيه. ذكره ابن خزرج وقال: مولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة.

ومن الغرباء

جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي اللغوي: من أهل قرطبة، يكنى، أبا عبد الله. روى عن أبيه محمد بن مكي، ولزم أبا مروان عبد الملك بن سراج الحافظ واختص به وانتفع بصحبته وقال لي: صحبته مدة من خمسة عشر عاما أو نحوها، وأخذت عنه معظم ما عنده، وأجاز له أبو علي الغساني ما رواه. وأخذ عن أبي القاسم خلف ابن رزق الإمام. وكان عالما بالآداب واللغات ذاكرا لهما، متفننا لما قيده منهما ضابطا لجميعها، عني بذلك العناية التامة، وجمع من ذلك كتبا كثيرة. وهو من بيته علمٍ ونباهة وفضل وجلالة. اختلفت إليه وقرأت عليه وسمعت منه وأجاز لي ما رواه وعني به بخطه. وسألته عن مولده فقال لي: ولدت بعد الخمسين والأربع مائة بيسير. وتوفي الوزير أبو عبد الله بن مكي رحمه الله ليلة الخميس، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الجمعة لتسع بقين من محرم سنة خمس وثلاثين وخمس مائة. ودفن بالربض. ومن الغرباء جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني وأصله منها وبها ولد سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وخرج عنها عند اشتداد فتنة العرب عليها سنة سبع وأربعين وأربع مائة إلى الأندلس، واستوطن برجة من ناحية المرية، يكنى: أبا الفضل. وله رواية عن أبيه، وأخذ عنه ديوان شعره، وعن القاضي أبي عبد الله بن المرابط وأبي الوليد الوقشي، وأبي سعيد الوراق وغيرهم.

من اسمه جهور

وكان: من جلة الأدباء، وكبار الشعراء. وكان شاعر وقته غير مدافع وطال عمره وأخذ الناس عنه وله تواليف حسان في الأمثال والأخبار والآداب والأشعار، وكتب إلينا بإجازة ما رواه وصنفه بخطه. وتوفي رحمه الله عصر يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. من اسمه جهور جهور بن عون الإشبيلي منها، يكنى: أبا بكر. صحب أبا عمر الخراز الزاهد وأخذ عنه. وسمع بقرطبة: من أبي جعفر عون الله وغيرهن وقد حدث عن جهور هذا القاضي يونس بن عبد الله ووصفه بالثقة وقال: هو من أصحابنا. جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن الغافر ابن أبي عبدة رئيس قرطبة: يكنى: أبا الحزم. روى عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمداني، وأبي محمد الأصيلي، والقاضي أبي عبد الله بن مفرج، وأبي القاسم خلف بن القاسم، وأبي يحيى زكريا بن الأشج وغيرهم، وسمع منهم وأخذ العلم عنهم. وقد أحذ عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه فقال: نا ثقة من الشيوخ الأكابر وهو يعني أبا الحزم هذا. ثم صار تدبير أهل قرطبة إلى أبي الحزم هذا فانفرد بالرياسة فيها إلى أن توفي يوم الخميس لسبعٍ بقين أبو الوليد محمد بن جهور متولي الأمر بعده، وكانت سنة يوم وفاته إحدى وسبعين سنة، كان مولده أول المحرم سنة أربع وستين وثلاث مائة.

جهور بن إبراهيم بن محمد بن خلف التجيبي: من ساكني مورور، يكنى: أبا الحزم. رحل إلى مكة وحج، ولقي أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وسمع منه صحيح مسلم وأخذ عن غيره هنالك أيضا. لقيته بإشبيلية وأجاز لي لفظا ما رواه. وكان رجلا فاضلا منقبضا مقبلا على ما يعنيه. وتولى الصلاة بموضعه وأخذ عنه بعض أصحابنا. وتوفي رحمه الله ببلده سنة ستٍ وعشرين وخمس مائة.

ومن تفاريق الأسماء

ومن تفاريق الأسماء جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر الحجري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي محمد بن عبد الله بن ذنين، وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي عبد الله محمد بن مغلس، ومحمد بن عمر بن الفخار، وأبي بكر بن زهر، وأبي بكر بن خلف بن أحمد، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء. وأبي محمد القشاري وغيرهم كثيرا. ورحل إلى المشرق حاجاً سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة فحج ولقي بمكة: كريمة المروزية، وسعد بن علي الزنجاني وغيرهما. ولقي بمصر: أبا عبد الله القضاعي فسمع منه كتاب الشهاب من تأليفه، وكتاب مسند الشهاب، وكتاب الفوائد للقضاعي أيضاً. وسمع من أبي زكريا البخاري، ومن أبي نصر الشيرازي، وأبي إسحاق الحبال، وأبي عبد الله محمد بن عبد الولي الأندلسي وغيرهم كثيرا. ولقي بالأسكندرية: أبا على حسين بن معافى وغيره. وسمع الناس منه هنالك. وكان حافظا للفقه على مالك، عارفا بالفتوى وعقد الشروط وعللها، مشاورا في الأحكام، عالما بالنوازل والمسائل، سريع الجواب إذا سئل فيهما. وكان حسن الخلق، كثير التواضع. وكانت العامة تجله وتعظمه وكان سنيا فاضلا، وكان قصير القامة جدا. أخبرنا عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وأثنى عليه. قال ابن مطاهر: توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ستٍ وستين وأربع مائة وهو ابن ثمانين سنة. وصلى عليه يحيى بن سعيد بن الحديدي. ولما خرج بنعشه ازدحم الناس عليه حتى صار النعش في أكفهم إلى أن وصل

إلى قبره، مكفنا في حبرة، ونادى منادٍ بين يديه: لا ينال الشفاعة إلا من أحب السنة والجماعة. وقرأت بخطه قال: سمعت أبا نصر أحمد بن الحسين الشيرازي الواعظ بمصر يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الصفار بشيراز يقول: لما مات أبو العباس أحمد بن منصور الحافظ جاء رجل إلى والدي فقال: رأيت البارحة في المنام أبا العباس أحمد بن منصور وهو واقفٌ في المحراب في جامع شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكللٌ بالجوهر. فقلت له ما فعل الله بك؟ قال. غفر لي، وأكرمني، وتوجني، وأدخلني الجنة. فقلت: بماذا؟ فقال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جابر بن أحمد بن خلف الجذامي من أهل رية، يكنى: أبا الحسن. سمع بقرطبة: من أبي القاسم حاتم بن محمد، والقاضي أبي القاسم سراج بن عبد الله، وأبي مروان الطبني، وأبي عبد الله بن بقى القاضي وغيرهم. وتفقه عند الفقيه أبي عمر القطان. قال لي شيخنا أبو القاسم بن بقى: كان جابر هذا من أهل المعرفة والذكاء والنباهة، وكان يجلس للوثائق بجوفي المسجد الجامع بقرطبة، ثم صار إلى بطليوس وأخذ الناس عنه وبها توفي رحمه الله. قال ابن مدير: توفي عند الثمانين وأربع مائة. جراح بن موسى بن عبد الرحمن الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبيدة. روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي عبد الله بن المحتسب وغيرهما. وكان أديبا فاضلا حافظا، حاذقا، يعلم العربية واللغة والشعر. وكان فاضلا مقبلا على ما يعنيه. وتوفي: في صفر سنة سبع وخمس مائة.

حرف الحاء

حرف الحاء من اسمه حسن الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق التغلبي: من أهل جيان، يكنى: أبا علي. حدث عن وهب بن مسرة سمع منه وأجاز له، وعن أبي عمر أحمد بن زكرياء بن ابن الشامة، وعن أبي عون الله وغيرهم. وكان: من قرية باغة التغلبيين. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مرابطا، وكان رجلا صالحا وأملى علينا حكايات من حفظه وأجاز لنا وقال لنا: ولدت سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله: آخر يوم من عشر ذي الحجة سنة تسعين وثلاث مائة. الحسن بن إبراهيم الرباحي، يكنى: أبا علي. روى عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء وغيره. حدث عنه الصاحبان. الحسن بن إسماعيل المعروف بابن خيزران: من أهل مرسية، يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي بكر بن معاوية القرشي وغيره. حدث عنه أبو عبد الله بن عابد وقال: لقيته بتدمير سنة تسع وأربع مائة. وذكر أنه استقضى بالجزائر أعمال ابن مجاهد وسماه الحسين بن إسماعيل وهو الصواب إن شاء الله. الحسن بن حفص، يكنى: أبا علي الأندلسي. حدث في الغربة عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله المفلحي لقيه بالأهواز.

حدث عنه بنيسابور أبو بكر بن منصور بن خلف المغربي نزيل نيسابور. ذكر ذلك الحميدي رحمه الله. الحسن بن أيوب الأنصاري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بالحداد. روى عن أبي عيسى الليثين وأبي علي البغداذي، وأحمد بن نابت التغلبي، ومحمد ابن عبيدون وغيرهم. وتفقه عند القاضي أبي بكر بن زرب وجمع مسائلة في أربعة أجزاء. روى عنه جماعة من كبار العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان من أهل العلم بالمسائل والحديث، مقدما في الشورى على جميع أصحابه لسنه. راوية للحديث واللغات، وافر الحظ من الأدب، حسن الشعر في الزهد والرثاء وشبهه، ذا دين وفضل. ولد في المحرم سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي ودفن ضحوة يوم السبت خلف باب القنطرة في رمضان سنة خمس وعشرين وأربع مائة. الحسن بن بكر بن عريب القيسي السماد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. صحب أبا محمد الأصيلي وأخذ عنه، وأبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي وغيرهما. وكان وراقا. كتب علما كثيرا، وسمع الحديث فاتسع ولم يزل يطلب العلم إلا أن توفي يوم الثلاثاء لأربع بقين من صفر من سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. ومولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان. الحسن بن محمد بن مفرج بن حماد بن الحسين المعافري، يعرف: بالقبشي: من أهل قرطبة، يكنى أبا بكر. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد القلعي،

وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وعباس بن أصبغ، والقاضي عبد الرحمن بن فطيس، وابن الهندي وغيرهم كثيرا. وعني بالحديث وروايته عن الشيوخ وسماعه منهم وتقييد أخبارهم. وجمع كتابا سماه بكتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء، والقضاة والفقهاء وقد نقلت منه في كتابي هذا ما نسبته إليه، ونقلته من خطه. وقرأت بخطه في آخره: ابتدأت بالاحتفال في أخبرا الخلفاء والقضاة والفقهاء، رحمنا الله وإياهم في المحرم سنة سبع عشرة وأربع مائة بمرسية في دار بني صفوان بربض بني خطاب قرب المسجد الجامع فتم بحمد الله وعونه للنصف من المحرم من سنة عشرين وأربع مائة. وتوفي بعد الثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة. ذكر مولده ابن خزرج وروى عنه. حسن بن محمد بن ذكوان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا علي. استقضاه أبو الوليد محمد بن جهور بقرطبة، ورقاه إليها من أحكام الشرطة والسوق ولم يكن عنده كبير علم، وإنما كانت أثرة آثره بها، ثم صرفه عن أحكام القضاء لأشياء ظهر منه. وبقي كذلك معطلا في داره. محرجا عليه الخروج منه إلا إلى المسجد خاصة إلى أن توفي عشي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن خازم، وكانت سنه بضعا وثمانين سنة، وكانت مدة عمله في القضاء أربع سنين وأحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما. الحسن بن مالك: من أهل بجانة، يكنى: أبا علي. كان: من أهل الجلالة والصلاح والخطابة وتوفي سنة ستٍ وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. الحسن بن محمد بن الحسن النباهي: من أهل مالقة، يكنى: أبا علي.

أستقضى بغرناطة. وكان: من أهل النباهة والجلالة وتوفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. الحسن بن عبيد الله الحضرمي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا علي. روى عن أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرىء ووجه به إلى غرناطة وأقرأ الناس بها، ثم ولى القضاء بها، ثم عزل عنه، وأقرأ الناس بالمسجد الجامع منها إلى أن توفي سنة ستٍ وثمانين وأربع مائة. أخبرنا عنه أبو الحسن علي بن أحمد المقرىء. الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم: من أهل بطليوس، يكنى: أبا الحزم. أخذ ببلده عن أبي بكر محمد بن موسى بن الغراب كثيرا، وعن غيره من الشيوخ. وكان مقدما في علم اللغة والأدب والشعر. وله شرح في كتاب أدب الكتاب لابن قتيبة أخذ الناس عنه، وقد أسند عنه أبو علي الغساني في غير موضع من كتبه ورأيت ذلك بخطه. الحسن بن علي بن محمد الطائي: من أهل مرسية، يكنى: أبا بكر، ويعرف: بالفقيه الشاعر لغلبة الشعر عليه. روى عن أبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن القطان، وأبي محمد بن المأموني، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي العباس العذري، وابن بدر، وابن مغيث، وابن ارفع رأسه وغيرهم. وجالس أبا الوليد بن ميقل ولم يسمع منه شيئا، وكان مشاركا في علوم، قائلا للشعر، وله كتاب في النحو سماه المقنع في شرح كتاب ابن جني وغير ذلك من تواليفه. وتوفي في رمضان سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتي عشرة وأربع مائة. الحسن بن عمر بن الحسن الهوزني: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.

ومن الغرباء

روى عن أبيه، وأبي محمد عبد الله بن علي الباجي، وأبي عبد الله بن منظور والقاضي أبي بكر بن منظور وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج وسمع بالمهدية: من أبي بكر عبد الله ابن محمد القرشي، وبالإسكندرية: من أبي عبد الله محمد بن منصور الحضرمي، ومن أبي القاسم مهدي بن يوسف الوراق، وبمصر: من أبي عبد الله محمد بن بركات، وأجاز له أبو محمد بن الوليد، وأبو عمر بن عبد البر. وكان: فقيها مشاورا ببلده، عاليا في رواية، ذاكراً للأخبار والحكايات، حسن الايراد بها. رحل الناس إليه وسمعوا منه. وتوفي رحمه الله في ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وخمس مائة. ومولده سنة خمس وثلاثين وأربع مائة. الحسن بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن غلوز الغافقي: من أهل ميورقة يكنى: أبا علي. دخل بغداذ وأخذ بها عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي الحسن ابن أيوب، وأبي الفوارس الزينبي وغيرهم. سمعت شيخنا القاضي أبا بكر ابن العربي بصفه بالنبل والذكاء، والدين والفضل والعفاف. ويذكر أنه صحبه هنالك. وقد حدث وأخذ الناس عنه. ومن الغرباء الحسن بن علي الفاسي، يكنى: أبا علي. ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والفضل مع العقيدة الخالصة، والنية الجميلة، لم يزل يطلب ويختلف إلى العلماء محتسبا حتى مات. قال أبو محمد علي بن أحمد: قلت له يوماً يا با علي: متى تنقضي قراءتك على الشيخ؟ وأنا حينئذ أريد

من اسمه حسين

سماع كتاب آخر من ذلك الشيخ. فقال لي: إذا انقضى أجلي. فاستسحنتها منه. وكان رحمه الله ناهيك به سروا، ودينا، وعقلا، وورعا، وتهذيبا، وحسن خلق. من اسمه حسين الحسين بن أبي العافية الجنجيالي. قدم طليلطة مرابطا، يكنى: أبا علي. حدث عن أبي المطرف بن مدراج وغيره. وكان شيخا صالحا. حدث عنه الصاحبان وقالا. توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. الحسين بن حي بن عبد الملك بن حي بن عبد الرحمن بن حي التجيبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الله، ويعرف: بالحزقة وأمه بنت الحسن بن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن أبي عيسى الليثي، وابن القوطية، وأحمد بن نابت التغلبي، ومحمد بن أحمد بن خالد وغيرهم. وشاوره القاضي محمد بن يبقى بن زرب فصار صدرا في المفتين بقرطبة. وكان حافظا للمسائل على مذهب مالك، ذاكرا لأصولها. ورحل إلى المشرق سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة وحج ثلاث حجاتٍ وأخذ عن أبي بكر الآجري كثيرا من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام، وولي خطة الوثائق السلطانية في صدر دولة المظفر عبد الملك بن أبي عامرٍ، واستقضى بباجه، واشكنية، ثم بمدينة سالم، ثم بجيان. وكان بارا بمن قصده أو جالسه، كريم العناية بمن استعان به أو ترسل بسببه. له في ذلك أخبار مشهورة. وكان حرج الصدر. وتوفي في صدر الفتنة البربرية يوم الخميس لثمانٍ خلون من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة بعد اختفاء ومحنة عظيمة نالته.

ودفن بمقبرة قريش. وكان مولده سنة ستٍ وثلاثين وثلاث مائة. وكان قصير القامة جدا. الحسين بن إسماعيل بن الفضل العتقي: من أهل مرسية. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا محمد بن أبي زيد وغيره، وأبا الحسن طاهر ابن غلبون. وكان عالما بالأخبار والإعراب والأشعار. وتوفي في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة ذكره ابن مدير. الحسين بن عاصم: من أهل العلم والأدب. له كتاب المآثر العامرية في سير المنصور محمد بن أبي عامر وغزواته وأوقاتها. ذكره أبو محمد علي بن أحمد. حكاه الحميدي. حسين بن عبد الله بن حسين بن يعقوب: من أهل بجانة، يكنى: أبا علي. روى عن أبي عثمان سعيد بن فحلون وغيره. روى عنه الخولاني وقال: كان قديم الطلب، وكثير السماع. من أهل العلم والتقدم في الفهم وأسن وعمر طويلا وقارب مائة سنه، واحتيج إليه وتكرر عليه. وروى عنه أيضا أبو عبد الله بن عابد، وأبو العباس العذري، وأبو بكر المصحفي وغيرهم. ومولده سنة ستٍ وعشرين وثلاث مائة، وتوفي سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير. حسين بن محمد بن غسان: من أهل إلبيرة، يكنى: أبا علي. روى عن ابن أبي زمنيين وغيره. روى الناس عنه كثيرا. وتوفي في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. حسين بن عيسى بن حسين الكلبي: قاضي مالقة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بحسون.

روى بالمشرق عن أبي الحسن علي بن إبراهيم النحوي الحوفي، وأبي ذر الهروي وغيرهما. وكان فقيه مالقة وكبيرها، وأصله من جراوة. وكان أبو ذر إذا سئل بحضرته أحال عليه في الجواب حدث عنه أبو المطرف الشعبي، وأبو عبد الله بن خليفة وغيرهما. وتوفي في صدر سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مائة. قال الشعبي: وكان فقيها في المسائل حافظا لها، عالما بأصولها ونظائرها ما رأيت مثله في علمه بها. الحسين بن محمد بن مبشر الأنصاري المقرىء: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بابن الإمام. أخذ القراءة عن أبي عمرو المقرىء، وأبي علي الإلبيري، وأبي علي البغداذي وغيرهم. ورحل إلى المشرق وروى عن أبي ذر الهروي، وإسماعيل الحداد المقرىء وغيرهما، وأقرأ الناس القرآن. وكان: خيرا فاضلا. وتوفي سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة. حسين بن محمد بن أحمد الغساني: رئيس المحدثين بقرطبة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بالجياني وليس منها إنما نزلها أبوه في الفتنة، وأصلهم من الزهراء. روى عن أبي العاص حكم بن محمد الجذامي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي شاكر القبري، وأبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن الحذاء القاضي، وأبي مروان الطبني، والقاضي سراج بن عبد الله، وابنه أبي مروان، وأبي

الوليد الباجي، وأبي العباس العذري وجماعة غيرهم يكثر تعدادهم سمع منهم وكتب الحديث عنهم. وكان: من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء المسندين. وعني بالحديث وكتبه وروايته، وضبطه. وكان حسن الخط جيد الضبط، وكان له بصر باللغة والإعراب، ومعرفة بالغريب والشعر والأنساب وجمع من ذلك كله ما لم يجمعه أحد في وقته. ورحل الناس إليه وعولوا في الرواية عليه، وجلس لذلك بالمسجد الجامع بقرطبة وسمع منه أعلام قرطبة وكبارها وفقهاؤها وجلتها. وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ووصفوه بالجلالة والحفظ والنباهة، والتواضع والتصاون. وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: كان من أكمل من رأيت علما بالحديث ومعرفة بطرقه، وحفظاً لرجاله، عانا كتب اللغة، وأكثر من رواية الأشعار، وجمع من سعة الرواية ما لم يجمعه أحدٌ أدركناه. وصحح من الكتب ما لم يصححه غيره من الحفاظ. كتبه حجة بالغة، وجمع كتاباً في رجال الصحيحين سماه: بتقييد المهمل وتمييز المشكل، وهو كتابٌ حسنٌ مفيدٌ أخذه الناس عنه وسمعناه على القاضي أبي عبد الله بن الحاج عنه. قرأت بخط أبي علي رحمه الله في كتابه: أنا حكم بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق، قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد البغداذي الوراق، قال: سمعت ابن الأصم، يقول: سمعت أبي يقول إذا رأى أصحاب الحديث: أهلا وسهلا بالذين أحبهم ... واودهم في الله ذي الالآء أهلا بقوم صالحين ذوي تقى ... غر الوجوه وزين كل ملاء يا طالبي علم النبي محمدٍ ... ما أنتم وسواكم بسواء

وتوفي أبو علي رحمه الله ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. ودفن يوم الجمعة بمقبرة الربض عند الشريعة القديمة. ومولده في المحرم سنة سبع وعشرين وأربع مائة. وكان قد لزم داره قبل موته بمدة لزمانة لحقته. حسين بن محمد بن فيرة بن حيون بن سكرة الصدفي: من أهل سرقسطة سكن مرسية، يكنى: أبا علي. روى بسرقسطة عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبي محمد عبد الله ابن محمد بن إسماعيل وغيرهما. وسمع ببلنسية: من أبي العباس العذري، وسمع بالمرية: من أبي عبد الله محمد بن سعدون القروي، وأبي عبد الله بن المرابط وغيرهما. ورحل إلى المشرق أول محرم سنة إحدى وثمانين وأربع مائة في البحر وحج من عامه، ولقي بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري إمام الحرمين، وأبا بكر الطرطوشي وغيرهما، ثم صار إلى البصرة فلقي بها أبا يعلى المالكي، وأبا العباس الجرجاني، وأبا القاسم ابن شعبة وغيرهم. وخرج إلى بغداذ فسمع بواسط من أبي المعالي محمد بن عبد السلام الأصبهاني وغيره. ودخل بغداذ يوم الأحد السادس عشرة من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين فأطال الإقامة بها خمس سنين كاملة. وسمع بها من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون مسند بغداذ، ومن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي محمد رزق الله ابن عبد الوهاب التميمي، وأبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وأبي عبد الله الحميدي وتفقه عند الفقيه أبي بكر الشاشي وغيره. وسمع: من جماعة سواهم من رجال بغداذ ومن القادمين عليها أيام كونه بها، ثم رحل عنها في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين فسمع بدمشق: من أبي الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي، وأبي الفرج سهب بن بشر الإسفرايني وغيرهما. وسمع بمصر: من القاضي أبي الحسن علي بن الحسين الخلعي، وأبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي

وأجاز له بها أبو إسحاق الحبال مسند مصر في وقته ومكثرها. وسمع بالأسكندرية: من أبي القاسم مهدي بن يونس الوراق، ومن أبي القاسم شعيب بن سعيد وغيرهما. ووصل إلى الأندلس في صفر من سنة تسعين وأربع مائة وقصد مرسية فاستوطنها وقعد يحدث الناس بجامعها ورحل الناس من البلدان إليه وكثر سماعهم عليه. وكان عالما بالحديث وطرقه، عارفا بعلله وأسماء رجاله ونقلته، يبصر المعدلين منهم والمجرحين، وكان حسن الخط، جيد الضبط، وكتب بخطه علما كثيرا وقيده. وكان حافظا لمصنفات الحديث، قائما عليها، ذاكرا لمتونها وأسانيدها ورواتها، وكتب منها صحيح البخاري في سفر، وصحيح مسلم في سفر. وكان قائما على الكتابين مع مصنف أبي عيسى الترمذي. وكان فاضلا دينا متواضعا حليما وقورا، عاملا عالما. واستقضى بمرسية ثم استعفى عن القضاء فأعفى وأقبل على نشر العلم وبثه وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة، وهو أجل من كتب إلينا من شيوخنا ممن لم ألقه. أخبرنا القاضي أبو علي هذا مكاتبة بخطه وقرأته على القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الناقد قالا: أنشدنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ببغداد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري لنفسه: قل لمن أنكر الحديث وأضحى ... عائبا أهله ومن يدعيه أبعلمٍ تقول هذا أبن لي ... أم بجهلٍ فالجهل خلق السفيه أيعاب الذين هم حفظوا الدي ... ن من الترهات والتمويه وإلى قولهم وما قد رووه ... راجعٌ كل عالم وفقيه واستشهد القاضي أبو علي رحمه الله في وقعة قتندة بثغر الأندلس يوم الخميس لستٍ بقين من ربيع الأول من سنة أربع عشرة وخمس مائة. وهو يومئذ من أبناء الستين رحمه الله وغفر له.

ومن الغرباء

ومن الغرباء حسين بن محمد بن سلمون المسيلي، يكنى: أبا علي. أصله من العدوة وولاه سليمان بن حكم أمير البرابرة الشورى بقرطبة. وكان حسن التفقه، وقد نوظر عليه في المسائل، وكان لا يحسن سواها، وكان عفيفاً متواضعاً وتوفي في آخر شوال سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة، ودفن بمقبرة العباس، وصلى عليه القاضي المصروف أبو بكر بن ذكوان. الحسين بن الحسن بن أحمد بن الفتح الدمياطي الواعظ، يكنى: أبا عبد الله. قدم الأندلس وحدث بطليطلة عن أبي إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبي بكر الخطيب وغيرهما. ثم صار إلى بطليوس ولقيه بها أبو علي الغساني وأخذ عنه سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة، وأخبرنا عنه غير واحد ممن لقيناه. وقرأت بخطه: أنا أبو الحسن سهل بن محمد بن الحسن الصوفي الأديب، قال: نا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا العباس محمد بن الحسن بن الخشاب يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول: كان أبو حاتم العطار البصري إذا رأى الصوفية وعليهم المرقعات والفوط يقول: يا سادتي: نشرتم أعلامكم، وضربتم طبولكم، فيا ليت شعري عند اللقاء أي رجال تكونون. حكم من اسمه حكم حكم بن محمد بن حكم بن زكرياء بن قاسم الأموي الأطروش: من أهل قرطبة، يكنى: أبا العاصي. روى بالمشرق عن ابن النحاس النحوي، وابن حيوية، ومؤمل، وأبي قتيبة، وابن خروف، وابن أبي الموت وغيرهم. روى عنه جماعة من كبار المحدثين منهم: أبو عمرو المقرىء، والصاحبان وقالا: مولده في رجب لخمس عشرة ليلة خلت منه من سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة، وتوفي في نحو الأربع مائة. حكم بن محمد بن إسماعيل بن داود القيسي السالمي: من ساكني سرقسطة، يكنى: أبا العاصي.

روى بالمشرق عن أبي محمد بن الحسن بن رشيق العدل وغيره. وسمع من جماعة من رجال الأندلس. وكان زاهدا ورعا، وكان يتولى الصلاة بجامع سرقسطة. حدث عنه الصاحبان، ووضاح بن محمد السرقسطي وذكر أنه توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. حكم بن منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الله بن نجيح من أهل قرطبة، يكنى: أبا العاصي. وهو ولد القاضي الجماعة منذر ابن سعيد. روى عن أبيه، وعن أبي علي البغدادي وغيرهما. ورحل إلى المشرق وأخذ بمكة عن أبي يعقوب بن الدخيل وغيره. روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن سميق والبشكلاري وغيرهم. قال أبو علي: سمعت أبا أحمد جعفر بن عبد الله يقول: كان حكم بن منذر من أهل المعرفة والذكاء، متقد الذهن، طود علم في الأدب لا يجاري. وسكن طليلطة مدة وتوفي بمدينة سالم في نحو سنة عشرين وأربع مائة. ذكر وفاته ابن مدير. وأنشدني أبو بحر الأسدي قال: أنشدني أبو عمر النمري، قال: أنشدني حكم ابن منذر لنفسه: وكنتم أخلاءي الذين أعدهم ... لصرف زمانٍ إن ألم بداهيه فأخلفتم ظني بكم فقليتكم ... فنفسي عنكم آخر الدهر ساليه

حكم بن أحمد بن عيسى البهراني الطالقي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا العاصي. روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغيره. ورحل إلى المشرق وحج سنة تسع وأربع مائة وأخذ عن أبي الحسن بن جهضم والطرسوسي وغيرهما. وتوفي: سنة ست وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة خمسٍ وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. حكم بن محمد بن حكم بن محمد الجذامي، يعرف: بابن إفرانك: من أهل قرطبة، يكنى: أبا العاصي. روى بقرطبة عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمداني، وأبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ، وعبد الله بن إسماعيل بن حرب، وعبد الله بن محمد بن نصر الحديثي، وأبي محمد أسد، وأبي الفضل أحمد بن قاسم البزاز، وهاشم بن يحيى البطليوسي، وأبي عمر الإشبيلي الفقيه، وأبي عبد الله بن العطار في آخرين. ولقي بطليطلة عبدوس بن محمد وغيره من رجال الثغر. ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وحج ولقي بمكة: أبا القاسم السقطي المكي، وأبا الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، وأبا يعقوب بن الدخيل وأخذ عنهم. وكتب بمصر: عن أبي بكر بن البنا، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن النحاس. وقرأ القرآن على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله ابن غلبون المقرىء، ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد الفقيه فأخذ عنه وأجازه، وأبا جعفر أحمد بن ثابت بن دحمون. وروى عن حكم هذا جماعة من كبار المحدثين منهم: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلا صالحا، ثقة فيما نقل مسندا، وعلت روايته لتأخر وفاته. وكان رجلا صليبا في السنة، متشددا على أهل البدع، عفيفا ورعا

حامد

صبورا على القل، طيب الطعمة متين الديانة، رافضا للدنيا، مهينا لأهلها، منقبضا عن السلطان، لا يأتيهم زائراً ولا شاهداً. يتعيش من بضيعة حل ليده يضارب له بها ثقات إخوانه المسافرين في وجهٍ ما. وتوفي رحمه الله: صدر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وأربع مائة عن سنٍ عالية بضع وتسعين سنة. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه صاحب أحكام القضاء بقرطبة يحيى بن محمد بن زرب. وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، قال. أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن خلف أنه رأى على نعش حكم بن محمد هذا يوم دفنه طيورا لم تعهد بعد كانت ترفرف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن وورى في لحده، كالذي رؤى على نعش أبي عبد الله بن الفخار رحمهما الله. حامد من اسمه حامد حامد بن محمد بن حامد بن دراج القيسي: صاحب الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان المقرىء، وعن القاضي أبي بكر ابن السليم وروى عن غيرهما. روى عنه أبو عمر بن مهدي المقرئ وقال: كان خيرا فاضلا كثير الرِّواية. في الحديث: توفى يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت لشوال سنة ست وأربع مائة. ودفن بمقبرة الربض وصلى عليه صاحب الصلاة يونس ابن عبد الله.

من أسمه حجاج

حامد بن الفرج الطائي: من أهل قرطبة. هو أخو أصبغ بن الفرج الفقيه. كان: من الصالحين المتقشفين القانتين المتبتلين المتقين ممن شهر بالخير والعلم والفضل، وقوام الدين وتلاوة القرآن وصاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة. من أهل العفاف والطهارة، مقبول الشهادة، برا صدوقا يتبرك بلقائه، وينتفع بدعائه. وتوفي بعد أخيه أصبغ بنحو خمسة أعوام. وكانت وفاة أصبغ سنة أربع مائة. ذكره ابن مفرج ونقلته من خطه. حامد بن ناهض الأموي: من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا شاكر. روى ببلده عن أبي بكر محمد بن الغراب، وأبي محمد الشنتجيالي وغيرهما. وكان فقيها حافظا للرأي ذاكرا له، دينا فاضلا. واستقضى ببلده. وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير. من اسمه حجاج حجاج بن يوسف بن حجاج اللخمي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا محمد. ويعرف: بابن الزاهد. روى ببلده عن أبي محمد الباجي، وبقرطبة: عن أبي بكر بن السليم، وابن زرب، والأنطاكي، وابن القوطية، والزبيدي. وكان قديم الطلب لفنون العلم مقدما في الفهم وقول الشعر. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وقد ناهز الثمانين. حجاج بن محمد بن عبد الملك بن حجاج اللخمي المرليشبي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الوليد.

من اسمه حيان

له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي الحسن القابسي، والداودي، والبراذعي وغيرهم بالمشرق والأندلس. وكان معتنيا بطلب العلم والبحث عن رواياته واكتساب كتبه. وتوفي في شعبان سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وله نيف وستون سنة ذكرهما معا أبو محمد بن خزرج. حجاج بن قاسم بن محمد بن هشام الرعيني؛ يعرف: بابن الموني من أهل المرية؛ يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا بكر، المطوعي، وأبا ذر الهروي وروى عنهما. حدث عنه من شيوخنا أبو علي بن سكرة، وأبو جعفر بن المتغير وغيرهم، وكان مشاورا بالمرية، ثم صار إلى سبتة وسكنها. توفي في سنة ثمانين وأربع مائة وهو ابن خمسة وسبعين عاما. ذكر وفاته ابن مدير. وذكر لي القاضي أبو الفضل بن عياض وكتبه إلي بخطه أنه توفي سنة إحدى وثمانين وأربع مائة وقال: رأيت السماع عليه بسبتة في هذا العام. وذكر أن أصله من سبتة. من اسمه حيان حيان الزاهد: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. كان رجلا صالحا زاهدا، ورعا خاشعا متبتلا، ثقة في دينه وعقله من أصحاب أبي بكر بن مجاهد، وممن نفع الله المسلمين به. وتوفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. فكان جمعه عظيم ودفن بمقبرة قريش. حيان بن خلف بن حسين بن حيان بن محمد بن حيان بن وهب بن حيان مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان - كذا قرأت نسبه وولاءه بخطه -: من أهل قرطبة وصاحب تاريخها؛ يكنى: أبا مروان.

ذكره أبو علي الغساني في شيوخه وقال: كان عالي السن، قوي المعرفة مستبحرا في اللآداب بارعا فيها، صاحب لواء التاريخ بالأندلس، أفصح الناس فيه، وأحسنهم نظما له. لزم الشيخ أبا عمر بن أبي الحباب النحوي صاحب أبي علي البغدادي، ولزم أبا العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغداذي وأخذ عنه كتابه المسمى بالفصوص، وسمع الحديث علي أبي حفص عمر بن حسين بن نابل وغيره. قال أبو علي: سمعت أبا مروان بن حيان يقول: التهنية بعد ثلاثٍ استخفافٌ بالمودة، والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة. وتوفي ليلة الأحد لثلاثٍ بقين من ربيع الأول سنة تسعٍ وستين وأربع مائة، ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة الربض. وموله سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. ذكر ذلك أبو علي الغساني ووصفه بالصدق فيما حكاه في تاريخه. وقرأت بخط أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عون قال: كان أبو مروان بن حيان فصيحا في كلامه، بليغا فيما يكتبه بيده، وكان لا يعتمد كذبا فيما يحكيه في تاريخه من القصص والأخبار. قال: ورأيته في النوم بعد وفاته مقبلا إلي، فقمت إليه وسلم علي وتبسم في سلامه وقلت له: ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي. فقلت له فالتاريخ الذي صنعت ندمت عليه؟ فقال: أما والله لقد ندمت عليه، إلا أن الله عز وجل بلطفه عفى عني وغفر لي.

ومن تفاريق الأسماء

ومن تفاريق الأسماء حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر بن غره سان مولى الإمام هشام بن عبد الرحمن بن معاوية؛ المعروف: بالشطجيري الشاعر الأديب: من أهل قرطبة؛ يكنى أبا: عبد الله. روى عن أبي علي البغداذي، وقاسم بن أصبغ. وروى عن ثابت بن قاسم بن ثابت كتاب الدلائل في شرح غريب الحديث، وأخذ أيضا عن أبي بكر بن القوطية وغيره ودون شعر يحيى بن حكم الغزال ورتبه على الحروف. ذكره أبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده في شوال سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وروي عنه أيضاً أبو عمر المقرىء، وقاسم بن هلال قال ابن عتاب: وخرج من قرطبة سنة أربع وأبع مائة. وهو ابن ثمانين سنة. حيون بن خطاب بن محمد: من أهل تطيلة؛ يكنى: أبا الوليد. يروي عن أبي العاصي حكم بن إبراهيم المرادي، وأبي محمد بن أرفع رأسه، وسهل بن إبراهيم الأستجي، وأبي محمد الأصيلي، وابن الهندي، وابن العطار وغيرهم كثيرا ورحل إلى المشرق وحج ولقي الداودي، والقابسي، والبراذعي وغيرهم وله كتاب جمع فيه رجال رجاله الذين لقيهم. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن سمعان الثغري وغيره.

حنظلة بن عبد الرحمن بن حنظلة الأموي؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي حفص عمر بن محمد الجمحي وغيره. حدث عنه الصاحبان. وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. حسان بن مالك بن أبي عبدة: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبدة. روى عن أبي بكر الزبيدي، وأبي عثمان بن القزاز وغيرهما. وكانت من جلة الأدباء وعلمائهم. روى عنه أبو مروان الطبني، وقال: توفي في شوال سنة ست عشرة وأربع مائة. حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم بن سليمان ابن عبد الرحمن بن صالح الأطروش: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. ذكره أبو محمد بن حزم وقال: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرواية، ضابطاً لما قيد. روى عن أبي محمد الباجي، وابن عائذ، وابن مفرج فأكثر. شديد الانقباض لا أدي أحدا سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها، فما شارك قط فيها بمحضر ولا بيد ولا بلسان، مع ذكائه وحزمه وقيامه بكل ما يتولى. حسن الخط قويا على النسخ ينسخ من نهاره نيفا وعشرين ورقة، حسن الشعر، حسن الخلق، فكه المحادثة، ولي قضاء يابرة وشنترين والأشبونة وسائر الغرب أيام المظفر وأخيه. ودولة المهدي وسليمان والمؤيد. وتوفي رحمه الله بقرطبة. في رجب سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. ودفن بالربض وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله، وكان مولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة. حماد بن عمار بن هاشم الزاهد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عيسى الليثي وغيره، وكانت له رحلة إلى المشرق حج فيها ولقي

بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد الفقيه وروى عنه، وأبا القاسم الجوهري وغيرهما. وكان رجلا صالحا زاهدا ورعا شهر بالخير والصلاح وإجابة الدعوة. وكان الناس يقصدون إليه ويستنفرونه الدعاء ويتبركون بلقائه ورؤيته. ودعاه علي بن حمود إلى قضاء قرطبة فصرف الرسول على عقبيه وانتهره. ولم يعرض له علي بعد ذلك. وخرج إلى طليلطة فاستوطنها إلى أن توفي بها سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. وكان قد ينف على مائة عام. حدث عنه حاتم بن محمد وغيره. ذكر تاريخ وفاته وبعض خبره ابن مطاهر. وقال ابن حيان توفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة. حمد بن حمدون بن عمر القيسي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا شاكر. ذكره الحميدي وقال فيه: له حظ من الأدب والشعر. يروى عن القنازعي. قرأنا عليه وسمعته ينشد في صفة قلم العالم: قلمٌ حدُّ شباه ... لكتاب العلم خاص طائع لله جل الل ... هـ للشيطان عاص كلما خط سطورا ... بمعاني العلم غاص ومات بعد الثلاثين والأربع مئة. حمزة بن سعيد بن عبد الملك: من أهل غرناطة، يكنى: أبا الحسن. روى الحديث وأمعن فيه. وكان: من أهل الفقه والنفوذ في الكلام عليه. وتوفي يوم الأحد منتصف جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وأربع مائة. حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي، يعرف: بابن الطرابلسي: من أهل قرطبة وأصله من طرابلس الشام، يكنى: أبا القاسم.

روى بقرطبة عن أبي حفص عمر بن حسين بن نابل، وأبي بكر التجيبي، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، ومحمد بن عمر بن الفخار، وأبي عمر الطلمنكي، وحماد الزاهد، وأبي محمد بن الشقاق الفقيه وجماعةٍ سواهم. ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربع مائة فبقي بالقيروان عند أبي الحسن القابسي الفقيه ولازمه في السماع والرواية حتى سمع عليه أكثر روايته إلى أن توفي الشيخ أبو الحسن في جمادى الأول سنة ثلاث، فرحل إلى مكة حرسها الله بقية عامه وحج فيه ولقي أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقي وكان أحد المسندين الثقات فقرأ عليه وأجاز له، ولقي أبا سعيد السجري راوي كتاب مسلم فحمله عنه، وأبا بكر بن عزرة فأخذ عنه وأجازه. ثم انصرف إلى القيروان سنة أربع ولم يكتب بمصر عن أحد شيئا فبقي بالقيروان في مقابلة كتبه، وانتساخ سماعاته من أصول الشيخ أبي الحسن وأخذها عن أبي عبد الله محمد بن مناس القروي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن مسمار، وأخذ عن أبي عبد الله محمد ابن سفيان المقرىء كتابه الهادي في القراءات، وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه. ثم انصرف إلى الأندلس وقد جمع علما كثيرا، وسكن طليلطة مدة وروى بها عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد بن ذنين، وأبي مغلس وغيرهم. ولقي بها أبا الحسن علي بن إبراهيم التبريزي وسمع عليه تفسير القرآن للنقاش. وسمع ببجانة من أبي القاسم الوهراني وغيره. قال أبو علي: كان أبو القاسم هذا ممن عني بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي وكتب أكثر كتبه بخطه وتأنق فيها. وكان حسن الخط.

وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: شيخٌ جليل فاضلٌ نشأ في طلب العلم وتقييد الآثار واجتهد في النقل والتصحيح، وكانت كتبه في نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه والصبر على ذلك مع كبرة السن، وانهداد القوة. أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى من ذلك، وكان في عداد المشاورين بها. قرأت على شيخنا أبي محمد بن عتاب قال: قرأت على أبي القاسم حاتم ابن محمد قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد القابسي بمنزله بالقيروان سنة اثنتين وأربع مائة قال: أخبرني حمزة بن محمد الكناني بمصر وقد اجتمع عنده الطلبة يسأله كل واحدٍ منهم برغبته في دواوين أرادوا أخذها عنه فقال: اجتمع قومٌ من الطلبة بباب قتيبة بن سعيد فسأله بعضهم أن يسمعه من الحديث، وبعضهم من الفقه وأكثر كل واحدٍ منهم برغبته، وألح عليه الرحالون، وكان روى كثيرا ولقي رجالا فتبسم ثم قال: تسألني أم ... صبي حملا يمشي رويدا ... ويكون أولا مهلا خليلي ... فكلانا مبتلى قال أبو علي: قال لنا أبو القاسم حاتم بن محمد: كنا عند أبي الحسن علي بن محمد ابن خلف القابسي في نحو من ثمانين رجلا من طلبة العلم من أهل القيروان والأندلس وغيرهم من المغاربة في علية له. فصعد إلينا الشيخ وقد شق عليه الصعود فقام قائما وتنفس الصعداء. وقال: والله لقد قطعتم أبهر. فقال له رجل من أصحابنا الأندلسيين من أهل الثغر من مدينة وشقة: نسأل الله تعالى أن يحبسك علينا أيها الشيخ ولو ثلاثين سنة. فقال ثلاثون كثيرا ثم أنشدنا:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبالك يسأم فقلنا له: أصلحك الله وانتهيت إلى الثمانين: فقال: زدتها بشهرين أو نحوهما وثم توفي إلى شهرين أو ثلاثة رحمه الله. قال أبو علي: وتوفي أبو القاسم رحمه الله عشي يوم الأحد لعشر مضين من ذي القعدة سنة تسع وستين وأربع مائة. وصلى عليه أبو الأصبغ عيسى بن خيرة صاحبنا. قال: وأخبرني رحمه الله قال: قرأت بخط جدي عبد الرحمن بن حاتم: ولد حفيدي حاتم في النصف من شعبان من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة. حمداد بن قاسم بن حمداد العتقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه وغيره. وكان أديباً بارعاً له شعرٌ حسنٌ ومعرفة ذكره القبشي في كتابه.

حرف الخاء

؟ حرف الخاء من اسمه خلف خلف بن صالح بن عمران بن صالح التميمي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر. يحدث عن عبد الرحمن بن عيسى وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي ليلة الاثنين لسبع خلون من عشر ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة. خلف بن إسحاق: من أهل طليلطة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي القاسم إسحاق بن أحمد الزبيدي المكي وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: ولد سنة ثلاث مائة، أو ثلاث وثلاث مائة، وتوفي سنة ثمانين أو إحدى وثمانين وثلاث مائة. خلف بن يوسف بن نصر، يعرف: بالمغيلي: من أهل طلبيرة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي عمر أحمد بن عبد الله بن سعيد صاحب الوردة، ومحمد بن هشام الليث، وأخذ عن أبي عبد الله بن عيشون مختصره في الفقه، وغير ذلك. حدث عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: توفي في شعبان سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. خلف بن سليمان، يعرف بابن الحجام: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. قرأ القرآن علي أبي الحسن الأنطاكي المقرىء بحرف نافع برواية ورش، وقالون عنه، واتقن الروايتين وأقرأ الناس بهما. وكان يكتب المصاحف وينقطها. أخذ ذلك

عن الأنطاكي. وتوفي سنة سبع وتسعين وثلاث مائة. ذكره أبو عمرو. خلف بن أمية: من أهل مالقة، يكنى: أبا سعيد. حدث بحديثه أبو عمر بن عفيف. كذا بخطه في المتن وقد حوق عليه وصوب كما علمت. خلف بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن زبارة بن عجلان الكلبي من ذرية الأبرش الكلبي وزير عبد الملك بن مروان السباك المحتسب، ويعرف: بابن المرابط، ويعرف: بابن المبرقع كذا ذكره ابن شنظير. وهو من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. رحل إلى المشرق مرتين ولقي أبا سعيد بن الأعرابي بمكة. الأولى: سنة اثنتين وثلاثين. والثانية: سنة تسع وثلاثين وأخذ عنه وأجاز له ما رواه. وأجاز له أيضا أبو القاسم محمد بن إسحاق جميع روايته، وابن الورد، والخزاعي أبو الحسن، وعبد الملك ابن محمد المرواني قاضي المدينة، وأبو محمد بن مسرور، وابن رشيق، وابن حيوية، وحمزة الكناني، وابن السكن، وأبو بكر الآجري، وبكير الحداد، وابن المفسر، وغيرهم. وذكر أنهم أجازوا له ما رووه. قرأت هذا كله بخط أبي إسحاق بن شنظير وذكر أنه أخبره بذلك. وقال: مولده آخر يوم من جمادى الآخر سنة تسع وثلاث مائة. وتوفي في نحو الأربع مائة. وحدث عنه أيضا أبو حفص الزهراوي وقال: يعرف بابن الصائغ. خلف بن مروان بن أمية ين حيوة، المعروف: بالصخري ينسب إلى صخرة حيوة بلدة بغربي الأندلس. سكن قرطبة، يكنى: أبا القاسم. كان: من أهل العلم والمعرفة والعفاف، والصيانة، وأخذ بقرطبة عن شيوخها ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة فقضي فرضه وأخذ عن جماعة،

وقلده المهدي محمد بن هشام الشورى بقرطبة، وكان قبل ذلك قد استقضاه المظفر عبد الملك بن أبي عامر بطليطلة بإرشاد ابن ذكوان إليه. فعدل وعف وفارقهم مستعفيا فخلف عمله فيهم سيرة محمودة، وخرج عن قرطبة فارا من الفتنة فهلك ببلده يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة إحدى وأربع مئة. خلف بن سلمة بن سليمان بن خميس: من أهل قرطبة، يكنى أبا القاسم. روى عن عباس بن أصبغ، وابن مفرج وغيرهما. وحدث وأخذ عنه. وكان أحد العدول وقتلته البربر يوم دخولهم قرطبة في شوال سنة ثلاثٍ وأربع مئة. ودفن بمقبرة ابن عباس. خلف بن يحيى بن غيث الفهري: من أهل طليطلة سكن قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج كثيرا، وعن أحمد بن مطرف، وأحمد ابن سعيد بن حزم، ومسلمة بن القاسم، وأبي بكر بن معاوية، وأبي ميمونة، وأبي إبراهيم، وابن عيشون، وابن السليم وغيرهم. وكان شيخا فاضلا خيرا عالما بما روى. وكان سكناه بالنشارين وهو إمام مسجد إليهم. وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب قال: سمعت أبي يحكي أنه كان يقوم في مسجده في رمضان بتسعة أشفاع على مذهب مالك، ويخم فيه ثلاث ختمات. الأولى: ليلة عشر. والثانية: ليلة عشرين. والثالثة: ليلة تسعٍ وعشرين. وذكره الخولاني وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، قديم الخير والانقباض عن الناس، كثير الرواية: لقي جماعة من الشيوخ وسمع منهم وكتب عنهم. أنا أبو محمد بن عتاب قراءة عليه غير مرة، قال: أنا أبي، قال: نا أبو القاسم

خلف بن يحيى، قال: نا عبد الرحمن بن عيسى قال: نا ابن أيمن، قال: نا مالك ابن علي القرشي، قال: نا خالد بن سليمان، عن ابن كنانة، قال: قلت لمالك بن أنس: أصولك في موطئك ممن أخذتها؟ فقال: من ربيعة كما أخذها من سعيد بن المسيب. قال ابن شنظير: ومولده سنة ثمانٍ وعشرين وثلاث مائة، قال ابن عتاب: وتوفي في صفر سنة خمس وأربع مائة. وقال قاسم الخزرجي: توفي يوم الجمعة منتصف صفر من العام المؤرخ. وقرأت بخط ابنه محمد بن خلف: توفي والدي رضي الله عنه ليلة السبت والأذان قد اندفع بالعشاء الآخرة لأربع عشرة خلون من صفر سنة خمسٍ وأربع مئة رحمه الله. خلف بن سعيد الحجري: من أهل قرطبة، يكنى، أبا القاسم، ويعرف: بابن أبي البراطيل. روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي وسمع منه. حدث عنه أبو عمر بن سميق القاضي. خلف بن علي بن وهب اليحصبي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. له رحلة إلى المشرق سمع فيها من ابن الوشا وغيره. روى عنه الخولاني وقال: عني بأخبار القرآن وغير ذلك من فنون العلم وكتب بخطه كثيرا. خلف بن هاني: من أهل قلسانة. له رحلة إلى المشرق روى فيها عن محمد بن الحسن الأبار وغيره. حدث عنه عباس ابن أحمد الباجي. ذكره ابن شق الليل.

خلف بن عثمان، يعرف: بابن اللجام. قرطبي من أصحاب أبي محمد الأصيلي. ذكره أبو محمد بن حزم حكي ذلك الحميدي. خلف بن أحمد بن هشام العبدري: من أهل سرقسطة وقاضيها، يكنى: أبا الحزم. له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي الطيب الحريري، وزياد بن يونس وغيرهما. وسمع ببلده من حكم بن إبراهيم المرادي. حدث عنه أبو عمرو المقرىء، وأبو حفص ابن كريب. خلف بن سعيد بن أحمد بن محمد الأزدي، يعرف: بابن المنفوخ من أهل قرطبة، سكن إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد الباجي وغيره. وروى عنه أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه، والخولاني أيضا وقال: كان رجلا منقبضا قديم الخير. له رحلة إلى المشرق، وانصرف وتنسك وتقشف، وكان مشاورا بإشبيلية، وتوفي بعد ثلاث وأربع مئة. خلف بن محمد بن جامع: قرطبي، يكنى: أبا القاسم. روى بالمشرق عن جعفر بن محمد بن الفضل البغداذي وغيره. حدث عنه أبو بكر محمد بن الأبيض وقال: لا بأس به. خلف بن عباس الزهراوي، يكنى: أبا القاسم. ذكره الحميدي وقال: كان: من أهل الفضل والدين والعلم، وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة محذوف الفضول سماه: كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه وقال. ولئن قلنا أنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع لنصدقن. مات بالأندلس بعد الأربع مئة. وذكره ابن سميق في شيوخه.

خلف المقرىء: مولى جعفر الفتى، من ساكني طلبيرة، يكنى: أبا القاسم. له رحلة إلى المشرق وسمع فيها: من أبي محمد بن أبي زيد القيروان، وسمع منه ولازمه سنين عدة، وأقام بالمشرق سبعة عشرة عاما، وحج ثلاث حجج وقرأ القرآن بمصر على أبي الطيب بن غلبون المقرىء، ودخل بغداذ، والبصرة، والكوفة. قرأت خبره كله بخط أبي بكر المصحفي وذكر أنه لقيه بطلبيرة وقال: كان رجلا صالحا، متبتلا دائم الصيام دهره عابدا. وكان يسكن المسجد ويقرأ عليه، ويحاول عجن خبزه وقوته بيده. وكان قصيرا مفرط القصر. وكان فقيها يقظا، وذكر أنه أخذ عنه سنة ثمان وأربع مئة. خلف بن بقى التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا بكر. سمع: من أبي المطرف مدياج وغيره، وتولى أحكام السوق ببلده. وكان يجلس لها بالجامع، ثم عزل عنها. وكان صليبا في الحق. خلف بن غصن بن علي الطائي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا سعيد. أحذ القراءة عن أبي الطيب بن غلبون وهو الذي لقنة القرآن، وعن أبي حفص ابن عراك. أقرأ الناس بقرطبة وغيرها. وكان أميا ولم يكن بالضابط للأداء ولا بالحافظ للحروف. وكان خيرا فاضلا. توفي: بجزيرة ميورقة ليلة الاثنين مستهل المحرم سنة سبع عشرة وأربع مئة. ذكره أبو عمرو، وقد قارب السبعين سنة. خلف بن عيسى بن سعيد الخير بن أبي درهم بن وليد بن ينفع بن عبد الله

التجيبي كذا نسبه الحميدي: وهو من أهل وشقة وقاضيها، يكنى: أبا الحزم. روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن القوطية، وأبي زكرياء بن فطة وغيرهم. وله رحلة إلى المشرق قبل سنة سبعين وثلاث مائة. كتب فيها عن الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد وغيرهما. حدث عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: كان فاضل جهته وعاقلها. وقال ابن مدير: وتوفي سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. زاد غيره في شهر رمضان. وكان مولده سنة ست وقيل ثمانٍ وثلاثين وثلاث مائة. خلف: مولى جعفر الفتى المقرىء، يعرف بابن الجعفري، سكن قرطبة يكنى: أبا سعيد. روى بقرطبة عن أبي جعفر بن عون الله وغيره. ورحل إلى المشرق وسمع بمكة: من أبي القاسم السقطي وغيره، وبمصر: من أبي بكر الأذفوي، وأبي القاسم الجوهري، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وبالقيروان: من أبي محمد بن أبي زيد وغيره. ذكره الخولاني وقال: كان: من أهل القرآن والعلم، نبيلا من أهل الفهم، مائلا إلى الزهد والانقباض، وحدث عنه أبو عبد الله بن عتاب وقال: كان خيراً فاضلاً منقضباً عن الناس، وخرج عن قرطبة في الفتنة وقصد طرطوشة، وتوفي بها سنة خمس وعشرين وأربع مائة. كذا قال ابن عتاب سنة خمس وعشرين. وقال أبو عمرو المقرىء: توفي في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربع مائة. خلف بن أحمد بن خلف الأنصاري، يعرف بالرحوي، من أهل طليطلة، يكنى: أبا بكر. رحل إلى المشرق وروى عن أبي محمد بن أبي زيد وغيره، وكان رجلا فاضلا ورعاً، دعي إلى قضاء طليطلة، يكنى: أبا بكر.

رحل إلى المشرق وروى عن أبي محمد بن أبي زيد وغيره، وكان رجلا فاضلا ورعا، دعي إلى قضاء طليطلة فأبى وهرب من ذلك. وكان كثير الصدقة. أخرج طائفة من حمامه تحبيسا على أن يبتاع من الغلة خيلا يجاهد عليها في سبيل الله. كان عارفا بالأحكام، ناهضا عالما بالمسائل. كان أكثر دهره صائما. وكان له حظ من قبل الليل. ذكره أبو المطرف بن البيرولة ووصفه بما ذكرته. وحدث عنه أيضا أبو القاسم حاتم بن محمد الطرابلس، وأبو الوليد الباجي، وأبو المطرف بن سلمة وغيرهم. وتوفي بعد سنة عشرين وأربع مائة. خلف بن مسلمة بن عبد الغفور: من أهل أقليش وقاضيها، يكنى: أبا القاسم. روى بقرطبة عن أبي عمر بن الهندي، وأبي عبد الله بن العطار، وأخذ عنهما كتاب الوثائق من تأليفهما، وجمع كتاباً سماه بالاستغناء في الفقه. رواه عنه زكرياء ابن غالب القاضي وغيره. خلف بن هاني، يكنى: أبا القاسم. حدث بطرطوشة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري. سمع منه القاضي أبو المطرف عبد الرحمن بن عبد الله بن حجاب المعافري. خلف بن مسعود بن أبي سرور: من أهل إقليش، يكنى، أبا القاسم. روى بقرطبة عن شيوخها، وسمع من أبي محمد الباجي، حدث عنه القاضي محمد ابن خلف بن السقاط.

خلف بن عثمان بن مفرج: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا سعيد. كانت له رحلة إلى المشرق حج فيها. وكان خيرا فاضلا مشاورا في الأحكام ببلده. وتوفي في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وأربع مئة. خلف: مولى يوسف بن بهلول يعرف بالبربلي. سكن بلنسية، يكنى: أبا القاسم. كان فقيها حافظا للمسائل. وله مختصر في المدونة حسن. جمع فيه أقوال أصحاب مالك وهو كثير الفائدة. وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البربلي. وكانت له رواية عن أبي عمر المكوي، وابن العطار وأخذ عن أبي محمد الأصيلي يسيرا، وكان مقدما في علم الوثائق. وتوفي سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة وقد نيف على السبعين. قرأت وفاته في كتاب ابن حدير. وقرأت بخط بعض أصحابنا: أنه توفي ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء لخمس بقين من ربيع الآخر عام ثلاث وأربعين وثلاث مائة. خلف بن فتح بن نادر يارد اليابري: سكن قرطبة يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد عبد الله بن سعيد بن الشقاق، والقاضي حمام بن أحمد ونظرائهما. وكان: عالما بالأدب واللغة مقدما في معرفتهما مع الخير والدين والتعاون. وتوفي رحمه الله يوم السبت لثلاثٍ بقين من ذي الحجة من سنة أربع وثلاثين وأربع مائة.

خلف بن يوسف المقرىء البربشتري منها، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي عمرو المقرىء وأجاز له. وكان: خيرا فاضلا من أهل الحديث والقرآن والبراعة والفهم. وتوفي لعشر خلون من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربع مئة في الطاعون. ذكره أبو داود المقرىء. خلف بن محمد بن باز القيسي القرطبي الوراق: سكن إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي عمر بن الهندي، وابن العطار، وابن الطحان، وابن القزاز اللغوي وغيرهم. وكان من أهل العناية بالعلم والبصر بالوثائق وعللها. روى عنه ابن خزرج. قال: وتوفي سنة سبع وثلاثين وأربع مئة وقد قارب السبعين سنة. خلف بن مروان بن أحمد التميمي الوراق الدقاق القرطبي، يكنى: أبا القاسم. سكن إشبيلية، وكان من أهل الذكاء والحفظ للأخبار مع حظٍ صالح من الفقه، طلب العلم قديما بقرطبة وأدرك ابن زرب القاضي، وابن عون الله، وابن مفرج، والزبيدي، والأصيلي، وخلف بن قاسم واستكثر عنه ونظرأهم. وحج قديما مع أبي الوليد بن الفرضي جاره فاشتركا في السماع على جلةٍ من الشيوخ بالمشرق منهم: الأذفوي والسامري، وابن غلبون، وابن أبي زيد، إلا أن أبا القاسم انفرد بشيوخ القرآن عن أبي الوليد لطلبه ذلك دونه. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في حدود سنة أربعين وأربع مئة. وقد استوفى ستا وثمانين سنة. خلف بن أحمد بن بطال البكري: من أهل بلنسية، يكنى: أبا القاسم.

روى عن أبي عبد الله بن الفخار، والقاضي أبي عبد الرحمن بن حجاف وأبي بكر محمد بن يحيى الزاهد وغيرهم. حدث عنه أبو داو المقرىء، وشيخنا أبو بحر الأسدي. وذكره أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: لقيته بإشبيلية سنة أربع وخمسين وأربع مئة. وكان: فقيها أصوليا من أهل النظر والاحتجاج لمذهب مالك واستقضى ببعض نواحي بلنسية ومولده حدود سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. ودخل إفريقية سنة ثلاثٍ وعشرين وأربع مئة، وتردد بالمشرق نحو أربعة أعوام طالبا للعلم وحج سنة اثنتين وخمسين وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي، وأبي علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وغيرهما، وله مؤلفات حسان وذكر. أجاز له روايته وتأليفه سنة أربع وخمسين وأربع مئة. خلف بن أحمد بن جعفر الجراوي: من أهل المرية، يكنى: أبا القاسم. روى بالمشرق عن أبي ذر الهروي، وأبي عمران الفاسي وغيرهما. أخبرنا عنه أبو جعفر أحمد بن سعيد في كتابه إلينا وغيره من شيوخنا. وكان: معتنياً بالعلم راوية له. وتولى الخطبة بالمرية، ثم اقعد عنها، وتوفي سنة خمسٍ وسبعين وأربع مئة وهو ابن ثمانين عاما. ذكر بعض خبره ووفاته ابن مدير: خلف بن إبراهيم بن محمد القيسي المقرىء الطليطلي. سكن دانية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي عمرو المقرىء، وعن أبي الوليد الباجي وغيرهما. وأقرأ الناس القرآن وسمع منه بعض شيوخنا. وتوفي رحمه الله يوم الاثنين عقب ربيع الأول سنة سبع وسبعين وأربع مئة. خلف بن رزق الأموي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.

أخذ عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، وأبي بكر مسلم بن أحمد الأديب وغيرهما. ورحل إلى المشرق وحج ولقي بمصر أبا محمد بن الوليد فأجاز له ما رواه. وكان: رجلا صالحا، متواضعا دينا ورعا، أديبا نحويا لغويا. وكان إماما بمسجد الزجاجين بقرطبة، وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة، وكان يقرىء القرآن، ويعلم العربية، وكان حسن التلقين، جيد التعليم ونفع الله به. وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا ووصفوه بما ذكرته. وقرأت بخط أبي العباس الكناني الأديب: توفي أبا القاسم خلف بن رزق رحمه الله يوم الخميس لستٍ خلون من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وأربع مئة، ودفن عشية يوم الجمعة في مقبرة الربض العتيقة. وصلى عليه ابنه عبد الرحمن، وكان مولده سنة سبع وأربع مئة. خلف بن عمر بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي ابن أخي القاضي أبي الوليد الباجي: سكن قرطبة، يكنى: أبا القاسم. أخذ عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وروى عن عمه، وأبي العباس العذري، وأبي محمد بن فورتش وغيرهم. أخبرنا عنه القاضي أبو علي بن سكرة وقال: أخبرنا أبو القاسم هذا، قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الوارث قال: أنشدنا أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرىء لنفسه: نور البلاد وزين ال ... أنام صحب الحديث لولاهم ما علمنا ... ضلال كل خبيث

ولا عرفنا صحيحا ... من السقيم الرثيث فنحن فيما لديهم ... نسعى بكد حثيث لكي نفوز بذخرٍ ... من ربنا مبثوث خلف بن محمد بن خلفٍ، يعرف: بالقروذي، من أهل سرقسطة وصاحب أحكامها، يكنى: أبا الحزم. روى عن القاضي أبي الحزم بن أبي درهم ما عنده، وأخبرنا عنه القاضيان أبو علي ابن سكرة، وأبو عبد الله بن أبي الخير رحمهما الله. وتوفي بسرقسطة في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة. خلف بن عبد الله بن سعيد بن عباس بن مدير الأزدي الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. وأصله من أشونة. روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا، وأبي العباس العذري، وأبي الوليد الباجي، وأبي شاكر القبري، وابن سعدون القروي، وأبي العباس أحمد بن أبي عمرو المقرىء وغيرهم. وسكن المرية مدة ثم صار إلى قرطبة فاستوطنها وأقرأ الناس بها وسمع منه جماعة من أهلها. وكان ثقة فيما رواه. وتوفي رحمه الله بقرطبة يوم الجمعة ودفن بعد صلاة الظهر من يوم السبت لسبعٍ بقين من شهر رمضان المعظم سنة خمسٍ وتسعين وأربع مائة. ودفن بمقبرة الربض ومولده سنة سبعٍ وعشرين وأربعمائة. خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون: من أهل أوريولة، يكنى: أبا القاسم.

روى عن أبيه، وأبي الوليد الباجي، وأبي الحسن طاهر بن مفوز وغيرهم. وكان فقيها أديبا شاعرا مفلقا، واستقضى بشاطبة ودانية. وله كتاب في الشروط، أنا عنه ابنه أبو بكر محمد بن خلف، وزياد بن محمد. وتوفي سنة خمس وخمسمائة لليلتين خلتا من ذي القعدة، وكان فاضلا دينا يصوم الدهر وينقبض عن الناس. خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد المقرىء، يعرف: بابن الحصار الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن صهره أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرىء، وعن أبي عبد الله محمد بن عابد، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الرحمن العقيلي. وأبي مروان بن سراج، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر ما رواه. ورحل إلى المشرق فحج وسمع بمكة: من أبي معشر الطبري المقرىء، وقرأ عليه القراءآت، ولقي بها كريمة المروزية وأخذ عنها. ولقي بمصر: أبا الحسن نصر بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي وأبا عبد الله محمد بن عبد الولي الأندلسي، وأبا الحسن طاهر بن باب شاذ النحوي. ولقي بصقيلة: أبا بكر ابن بنت العروق المقرىء، وجالس عبد الحق بن هارون الفقيه بصقيلة، ثم انصرف إلى الأندلس فقدم إلى الإقراء والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة، ثم ولي الصلاة به. وطال عمره وكانت الرحلة في وقته إليه، ومدار الإقراء عليه. وكان: ثقة صدوقا حسن الخطبة، بليغ الموعظة، فصيح اللسان، حسن البيان، جميل المنظر والملبس، مليح الخبز، فكه المجلس، أدركته وسمعت خطبه في الجمع والأعياد: ولم آخذ عنه شيئاً. وتوفي المقرىء أبو القاسم رحمه الله يوم الثلاثاء السادس عشر من صفر من سنة إحدى عشرة وخمس مائة. ودفن عشية يوم الأربعاء بالربض، وكانت جنازته مشهورة، وصلى عليه ابنه أبو بكر ومولده سنة سبع وعشرين وأربع مائة.

خلف بن محمد الأنصاري: يعرف: بالسراج من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد وأكثر عنه. وكان رجلا صالحا، ورعا يشار إليه بالصلاح وإجابة الدعوة. وكان الناس يقصدونه ويتبركون بلقائه ودعائه. وقد سمع منه بعض كتب الزهد. وتوفي رحمه الله ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان سنة خمس مائة: أخبرني بوفاته أحمد بن عبد الرحمن الفقيه. خلف بن محمد بن خلف الأنصاري، يعرف: بابن العربي من أهل المرية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي العباس أحمد بن عمر العذري، وأبي بكر صاحب الأحباس. وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان معتنيا بالآثار، جامعا لها كتب بخطه علما كثيرا ورواه. وكان حسن الضبط أخذ الناس عنه بعض ما رواه. وكان شيخا أديبا، وكان يقرض الشعر وربما أجاد. وكان يذكر أنه لقي أبا عمرو المقرىء وأخذ عنه يسيرا. وتوفي سنة ثمانٍ وخمسمائة. وكان مولده في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. خلف بن محمد بن عبد الله بن صواب اللخمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن القاضي بقرطبة سراج بن عبد الله، وأبي عبد الله الطرفي المقرىء، وأبي محمد بن شعيب المقرىء، وأبي مروان الطبني، وأبي محمد بن البشكلاري وغيرهم كثيرا. وكان: رجلا فاضلا ثقة فيما رواه، قديم الطلب للعلم، متكرراً على على الشيوخ. عني بلقائهم والأخد عنهم. وكان عارفاً بالقراءآت ورواياتها وطرقها. وكتب بخطه علما كثيرا ورواه.

قرأت عليه وأجاز لي ما رواه وسمع منه بعض شيوخنا وجلة أصحابنا وكف بصره في آخر عمره، وعمر وأسن، ولم ألق في شيوخنا أسن منه، وتوفي رحمه الله يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء بعد صلاة العصر لثلاث خلون من جمادى الأول سنة أربع عشرة وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة، وصلى عليه قاضي الجماعة أبو الوليد ابن رشد رحمه الله. وكان مولده ضحوة يوم الخميس لثلاثٍ بقين من المحرم سنة أربع وعشرين وأربع مائة. خلف بن سعيد بن خير الزاهد: من أهل طليطلة سكن قرطبة، يكنى: أبا القاسم. قرأ القرآن على أبي عبد الله المغامي، وأدب به، وأخذ أيضا عن أبي بكر عبد الصمد بن سعدون الركاني، وكان رجلا صالحا ورعا متواضعا متقللا من الدنيا، يشار إليه بالصلاح وإجابة الدعوة. وكان الناس يتبركون بلقائه ودعائه. وكان حسن الخلق كثير التواضع. وكان صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة، وتوفي رحمه الله يوم الاثنين ودفن عشي يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة أبو القاسم بن حمدين، وكانت جنازته في غاية من الحفل ما انصرفنا منها إلى مع المغرب لكثرة من شهدها من الناس. خلف بن محمد بن غفول الشاطبي من أهلها، يكنى: أبا القاسم. كان: من أصحاب طاهر بن مفوز المختصين به، وسمع من غيره، وانتقل إلى فاس فسكنها إلى أن توفي بها بعد سنة عشرين وخمسمائة. وقد سمع منه قوم هناك. خلف بن عمر بن عيسى الحضرمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج، وتفقه عند أبي الوليد هشام

ومن الغرباء

ابن أحمد الفقيه، وأخذ عن جماعةٍ من شيوخنا وصحبنا عندهم. وكان: من العلماء المتفنين المشاركين في العلوم، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية. وتوفي رحمه الله في رجب من سنة أربع وعشرين وخمس مئة. خلف بن يوسف بن فرتون الشنتريني منها، يعرف: بابن الأبرش، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي بكر عاصم بن أيوب، وأبي الحسين بن سراج، وأبي علي الغساني وأبي محمد بن عتاب وجالسنا عنده. وكان: عالما بالآداب واللغات مقدما، في معرفتهما واتقانهما مع الفضل والدين والخير والتواضع والانقباض. وتوفي بقرطبة في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة. ومن الغرباء خلف بن علي بن ناصر بن منصور البلوي السبتي الزاهد، قدم الأندلس من سبتة، يكنى: أبا محمد، وقيل أبا سعيد. روى بالمشرق عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه، وعن أبي محمد عبد الملك بن الحسن الصقلي وغيرهما. وكان: زاهدا متبتلا سائحا في الأرض، لا يأوي إلى الوطن، راوية للعلم، حسن الخط، ضابطا لما كتب. قدم قرطبة وسكن مسجد متعة وتعبد فيه، وكان الصلحاء والزهاد يقصدونه هنالك. وسمع منه جماعة من علماء قرطبة وغيرها. منهم: أبو عمر الطلمنكي، والصاحبان، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو عمر بن عفيف وغيرهم. قال الحسن بن محمد: وتوفي أبو محمد السبتي بإلبيرة صدر الفتنة البربرية سنة

من اسمه خصيب

أربع مئة. وكان قد خرج إلى نية الرجوع إلى مكة والفرار من الفتنة فأدركه أجله رحمه الله. خلف بن مسعود الجراوي المالقي، يعرف: بابن أمينة، يكنى: أبا سعيد. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده بمليلة، أجاز لنا مختصر النحوي للمدونة. قال ابن حيان: وكان قدم قرطبة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة فحمل عنه بها علم كثير. وكان له من القاضي ابن ذكوان خاصة. وأغرى به العامة فأضجعوه وذبحوه حين ثورة الأندلس بالبرابرة عند قيام المهدي، وقتل العامة البرابرة سنة أربع مئة. وقيل بل شدخوا رأسه بالحجارة. وأنه سألهم أن يمهلوه حتى يصلى ركعتين ففعلوا رحمة الله. وكان ذلك بمالقة. وإنما ذكرته في الغرباء لأن الصاحبين ذكرا مولده بمليلة. من اسمه خصيب الخصيب بن محمد بن خصيب بن الخزاعي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا الربيع.

من اسمه خالد

كان فقيها عالما مشاورا ببلده وبه توفي رحمه الله. خصيب بن موسى: من أهل شاطبة، يكنى، أبا تليد. حدث عن القاسم بن مسعدة، وقد أخذ الناس عنه، وهو جد شيخنا أبي عمران ابن أبي تليد. من اسمه خالد خالد بن أحمد بن خالد بن هشام: من أهل قرطبة، يكنى: أبا زيد، ويعرف: بابن أبي زيد. كان: من أهل الرواية والأدب والشعر والخير، حسن الدين صدوقا، واستقضى ببعض الكور ذكره ابن خزرج وروى عنه وقال: توفي في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربع مئة. ومولده في المحرم سنة ستٍ وسبعين وثلاث مائة. خالد بن أيمن الأنصاري: من أهل بطليوس، يكنى: أبا بكر. روى عن جماعة من شيوخ قرطبة وطليطلة. وكان: ذا عناية بطلب العلم قديما والتفنن فيه. وكان: متقدما في علم الخبر والمثل. ذكره ابن الخزرج وقال: مولده حدود سنة ستين وثلاث مائة. ورحل إلى بطليوس حدود سنة أربع وثلاثين وأربع مائة. خالد بن محمد بن عبد الله بن زين الأديب: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا الوليد. كان: عالما بالعربية وفنونها، وفنون الحساب، ومعاني الأشعار الجاهلية وغيرها

ومن شيوخنا ابن صاحب الأحباس النحوي، وابن الصفار الحسابي وجماعة سواهما في غير ما فنٍ. وقتل ببطليوس غدرا في حدود سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة. وسنه خمسون سنة أو نحوها. ذكره ابن خزرج. خالد بن إسماعيل بن بيطير. يحدث عن أبي محمد الشنتجيالي وغيره. أجاز لابن مطاهر ما رواه عام خمسة وخمسين وأربع مئة.

ومن تفاريق الأسماء

ومن تفاريق الأسماء خازم بن محمد بن خازم المخزومي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. روى عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، وأبي عبد الله بن عابد، وأبي عمرو السفاقسي، وحاتم بن محمد، وأبي محمد الشنتجيالي، وأبي القاسم بن الإفليلي، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي مروان الطبني وغيرهم. وكان: قديم الطلب، وافر الأدب وهو كان الأغلب عليه. وله تصرف في اللغة وقول الشعر. سمع الناس منه ولم يكن بالضابط لما رواه، وكان يخلط في روايته وأسمعته وقفت على ذلك وقرأته في غير موضع بخطه، ورأيته قد اضطرب في أشياء من روايته. وسألت شيخنا أبا الحسن بن مغيث فقال لي: كان أبو عبد الله بن فرج الفقيه، وأبو مروان بن سراج يتكلمان فيه ويضعفانه، وتوفي رحمه الله ودفن ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة من سنة ستٍ وتسعين وأربع مئة. وكان مولده سنة عشر وأربع مئة. خليص بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله العبدري: من أهل بلنسية، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عمر بن عبد البروا كثر عنه فيما زعم. وقرأت بخطه أنه روى أيضا عن أبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، وأبي الوليد الوقشي، وأبي المطرف ابن جحاف. وكتب بخطه علما كثيرا، ولم يكن بالضابط لما كتب وسمع منه جماعة من أصحابنا وسمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب. وتوفي رحمه الله سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.

ومن الغرباء

الخضر بن عبد الرحمن بن سعيد بن علي بن يبقى بن غاز بن إبراهيم القيسي المقرىء: من أهل المرية، يكنى: أبا عمر. روى عن أبي داود المقرىء، وأبي عمران موسى بن سليمان المقرىء. وأبي علي الغساني، وأبي الحسن بن شفيع وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة والنبل والذكاء واليقظة والإتقان لما يحمله، وكتب للقضاة ببلده، وكان دينا فاضلا. وتوفي رحمه الله ليلة الأحد ودفن يوم الأحد الخامس من ربيع الأول سنة أربعين وخمسمائة. وكان مولده في شعبان سنة ثلاثٍ وسبعين وأربع مئة. كتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه رحمه الله. ومن الغرباء الخليل بن أحمد بن عبد الله بن أحمد البستي الشافعي، يكنى: أبا سعيد. قدم الأندلس من العراق في سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة. روى عن أبي محمد ابن النحاس بمصر، وعن أبي سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبي حامد الاسفراني، وابن القصار، وأبي القاسم الجوهري. ذكره الخولاني وقال: كان أديبا نبيلا، وكان ثبتا صدوقا رحمه الله. وحدث عنه أيضا أبو العباس العذري وقال: أنا الخليل، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: نا أبو بكر هلال بن محمد بن أخي هلال قال: نا محمد ابن زكرياء الغلابي، قال: نا العباس بن بكارٍ قال: نا أبو بكر الهذلي قال: سمعت الزهير يتمثل بهذين البيتين: النفس هاربةٌ والموت يطلبها ... وكل عثرة رجل عندها زلل والمرء يسعى بما يسعى لوارثه ... والقبر وارث ما يسعى له الرجل

وذكره أبو محمد بن خزرج وقال: كان شافعي المذهب، وله تصرفٌ في علوم كثيرة مع صدقه وصحة عقله وثقوب فهمه، وروايته واسعة، ومولده سنة ستين وثلاث مائة. خليفة بن تامصلت بن يحيى البرغواطي، يكنى: أبا القاسم. قدم قرطبة سنة سبع وستين وأربع مئة في أيام المأمون يحيى بن ذي النون. وذكر أنه روى عن أبي عبد الله محمد بن عبد الجبار الطرسوسي، عن أبيه كتابه في القراءات. وأنه روى أيضا عن أبي العباس المهدوي، وقد أخذ عنه أبو محمد بن شعيب المقرىء وغيره.

حرف الدال

حرف الدال من اسمه داود داود بن خالد الخولاني، يكنى: أبا سليمان. من أهل مالقة، حدث عن أبي محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأصيلي بصحيح البخاري، وعن أبي القاسم أحمد بن أبان بن سعيد، حدث عنه الأديب أبو محمد غانم ابن وليد وقال: كان داود هذا من أهل الأدب. ومن الغرباء داود بن إبراهيم بن يوسف بن كثير الأصبهاني، يكنى: أبا سليمان. كان: من أهل العلم وعلى مذهب داود وأصحابه. كثير الرواية عن الشيوخ. ذكره ابن خزرج وقال: أجاز بخطه في شعبان سنة خمس وعشرين وأربع مئة بإشبيلية وكتبت عنه بعض ما رواه اسم مفرد دراج الفتى الصقلبي: من أهل قرطبة. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وكان في عداد أصحابه، وكان: من أهل النسك والحج والعناية بالعلم. وأمر السلطان بإخراجه عن قرطبة لسعاية لحقته، وتوفي بالمشرق.

حرف الذال

حرف الذال أفراد ذوالة بن حفص بن عمر ابن عبد الملك بن عمر بن مروان بن أبي العاصي القرشي، يكنى: أبا عبد الملك، من أهل قرطبة. ذكره القاضي أبو عبد الله بن مفرج في كتاب الرواة من قريش وقال: روى عن بقى بن مخلد، ومحمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، ومطرف بن قيس وعبيد الله بن يحيى. وكان يضعف في روايتهن ولد سنة سبع وخمسين ومائتين. وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. ذو النون الرجل الصالح: من أهل تاكرنا. كان ناسكا فاضلا، زاهدا. لقي معوذ بن داود وجرى على طريقته وسنته وهديه، وكانت وفاته بعد الخمسين والأربع مائة. ذكره ابن مدير.

حرف الراء

حرف الراء أفراد رائق الفتى الصليبي: قرطبي، يكنى: أبا الحسن. له رحلةٌ إلى المشرق وروى فيها عن أبي محمد بن عبد الله بن الحسن المطرز وغيره. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن عبد السلم الحافظ، وأبو عثمان سعيد بن يوسف القلعي وغيرهما. رشيق مولى العم أبي عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن محمد أمير المؤمنين: ومن أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. رحل إلى المشرق وحج سنة ستٍ وخمسين وثلاث مائة، ولقي أبا محمد الحسن ابن رشيق بمصر فسمع منه وأجاز له، وابن حيوية النيسابوري، وحمزة الكناني، وأبا العباس ابن عتبة الرازي وأجازوا له جميع رواياتهم. وقال كل من لقي أبا القاسم. ابن الرسان في سفرته الأولى فما سمع عليهم فهو له سماع. وكانت صلاته بقرطبة بمسجد ابن أبي عيسى القاضي، وسكناه عند دور بني عبد الجبار. قرأت هذا كله بخط أبي إسحاق بن شنظير وروى عنه. رفاعة بن الفرج بن أحمد القرشي، يكنى: أبا الوليد، ويعرف: بابن الصديني وهو من أهل قرطبة. كان واسع الرواية حدث عن أحمد بن سعيد بن حزم وغيره. حدث عنه حفيده أبو بكر محمد بن سعيد بن رفاعة شيخ ابن خزرج. وتوفي رفاعة سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. وهو ابن تسعين سنة أو نحوها.

راشد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن راشد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الملك. له رحلة إلى المشرق وكتب فيها عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد المكي، وأبي القاسم السقطي، وأبي جعفر الداودي، وأبي الفضل بن أبي عمران المقرىء وغيرهم. وكان صاحبا لأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون في السماع هنالك من الشيوخ، وكان سكناً راشد هذا بزقاق الكبير، وصلاته بمسجد الليث. وهو ابن أخت القاضي أبي بكر بن وافد، وقد تولى معه خطة الرد أياما في الفتنة، واستشهد بعد منحة خاله ابن وافد وقد خرج فارا عن قرطبة يريد الخوف فذبح بالطريق سنة أربع وأربع مئة. وكان: من أهل العناية بالعلم والجمع له. وحدث عنه ابن أبيض. ربيع بن أحمد بن ربيع: قرطبي. سمع: من أبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ وغيره من نظرائهن وعني بالحديث وروايته، وكان حسن الخط وتوفي بعد الأربع مئة. رافع بن نصر بن رافع بن غربيب: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا الحسن. حدث عنه القاضي موسى بن خلف بن أبي درهم. وكان رافع هذا ممن شهد على أبي عمر الطلمنكي رحمه الله بخلاف السنة غفر الله له. وكان فقيها حافظا. وتوفي سنة خمس وثلاثين وأربع مئة. رزين بن معاوية بن عمار العبدري الأندلسي: سرقطي، يكنى: أبا الحسن.

جاوز بمكة شرفها الله أعواما، وحدث بها عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي وغيره. وكان رجلا فاضلا عالما بالحديث وغيره، وله فيه تواليف حسان. كتب إلينا قاضي الحرمين أبو المظفر محمد بن علي بن الحسين الطبري بخطه من مكة يخبرنا عنه. وتوفي رحمه الله في صدر سنة أربع وعشرين وخمس مئة.

حرف الزاء

حرف الزاء من اسمه زياد زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد بن أحمد بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد وهو الداخل بالأندلس كذا قرأت نسبه بخط ابن شنظير ووصله بعد هذا إلى آدم صلى الله عليه وسلم. اختصرته لطوله. وهو: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيهن وأبي محمد الباجي وأجازا له. وأصلهم من الشام. ومنزل بني زياد بها برقعة بقرب قبر إبراهيم عليه السلام، وقريب من غزة. ويقال أيضا أن اسمها حمه. روى عن زياد هذا أبو عبد الله بن عتاب، وأبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاث مائة. قال ابن حيان: وتوفي في صدر صفر سنة ثلاثين وأربع مئة وسنه خمس وثمانون سنة، ودفن بمقبرة أم سلمة، وتولى القضاء في الفتنة في بعض الكور، وكان ألثغا ولم يكن عنده كبير علم. زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذامي الأديب الشاعر: يكنى: أبا مروان. كان بارعا في الآداب كلها بليغا، راوية للأخبار، حسن الشعر، روضة من رياض الأدب. وله تواليف في الاعتقادات. وشروح لبعض الأشعار، وله كتاب منار السراج في الرد على القبري، ورد على منذر القاضي بأرجوزة مطولة، وأخذ بقرطبة

عن شيوخها. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة ثلاثين وأربع مئة. وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وأشهر. زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد الأنصاري الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، وصاحب صلاة الفريضة به، يكنى: أبا عبد الله. روى عن القاضي يونس بن عبد الله وغيره. ورحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي محمد بن الوليد وأجاز له أبو ذر الهروي وغيره من علماء المشرق ما رووه، وكان رجلا فاضلا، دينا متصاونا ناسكا، خطيبا بليغا، محسنا محببا إلى الناس، رفيع المنزلة عندهم، معظما لدى سلطانهم، جامعا لكل فضيلة يشارك في أشياء من العلم حسنة. وكان حسن الخلق وافر العقل. أخبرني بعض شيوخي قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه يقول: ما رأيت أعقل من زياد بن عبد الله، كنت داخلا معه يوما من جنازةٍ من الربض فقلت له: يزعم هؤلاء المعدلون أن هذه الشمس مقرها في السماء الرابعة. فقال: أين ما كانت انتفعنا بها. ولم يزدني على ذلك قال: فعجبت من عقله. وكانت له معرفة بهذا الشان وهو أخذ قبلة الشريعة الحديثة الآن بقرطبة على نهرها الأعظم. وتوفي زيادٌ هذا في شهر رمضان المعظم من سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، ودفن بمقبرة أم سلمة، وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. نقلت مولده ووفاته من خط أبي طالب المرواني، وكان قد لقيه وجالسه. وقال ابنه عبد الله: توفي في شعبان من العام. وأخبرنا عنه أيضا شيخنا أبو الحسن بن مغيث وقال: كان قديم الاعتكاف بجامع قرطبة، كثير العمارة له ومن أهل الخير الصحيح والفضل التام. وكان أسمت من لقيته وأعقلهم. كان ممن يمتثل هدية وسمته. وذكر أنه أجاز له ما رواه وألفه من الخطب والرسائل رحمه الله.

من اسمه زكرياء

زياد بن عبد الله بن وردون: من أهل المرية، يكنى: أبا خالد. حدث عنه القاضي أبو علي بن سكرة وغيره وكانت له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أب ذر الهروي وغيره. زياد بن محمد بن أحمد بن سليمان التجيبي: من أهل أوريولة، يكنى: أبا عمرو. سمع من القاضي أبي علي الصدفي كثيرا، ومن أبي محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز الخطيب، وأبي عمران بن أبي تليد وغيرهم من رجال المشرق، وسمع بقرطبة: من جماعةٍ من شيوخنا وصحبنا عندهم. وكان معتنيا بالحديث وروايته. كثير الجمع له، عني بلقاء الشيوخ والسماع منهم، ولقي منهم عالما كثيرا، وكانت له مشاركة في القراءآت والأدب، وقد أخذ عني وأخذت عنه. وتوفي رحمه الله ببلده في صدر ذي الحجة سنة ستٍ وعشرين وخمس مئة. من اسمه زكرياء زكرياء بن خالد بن زكرياء بن سماك بن خالد بن الجراح بن عبد الله الضنني بالنون كذا أملاه وقال: - هو نسبٌ في قضاعة - وهو من أهل وادي آش سكن المرية، ويعرف: بابن صاحب الصلاة، يكنى: أبا يحيى.

روى عن سعيد بن فحلون، وقاسم بن أصبغ: ذكره أبو عمر بن الجذاء، وقال: هو صحيح الرواية عن سعيد بن فحلون. ولد في المحرم سنة سبع عشرة وثلاث مائة، وتوفي آخر سنة أربع أو في أو سنة خمسٍ وأربع مائة. وحدث عنه أيضا أبو عمر الطلمنكي وغيره. زكرياء بن يحيى بن أفلح التميمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا يحيى، ويعرف بابن العنان. يروى عن ابن مفرج وغيره. ذكره الخولاني وقال: كان صاحبنا في السماع وله عناية بالعلم والحديث. وكانت فيه صحة رحمه الله. وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم لخزرجي وقال: توفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربع مئة. زكريا بن غالب الفهري: قاضي تملاك، يكنى: أبا يحيى. روى عن أبي محمد بن ذنين، وأبي القاسم خلف بن عبد الغفور، وأبي عبد الله ابن الفخار وغيرهم. ورحل إلى المشرق وسمع من ابن أبي ذرٍ عبد بن أحمد الهروي وأجاز له ما رواه. وكان رجلا دينا مواظبا على الصلوات في الجامع. وقدم طليطلة واستوطنها وأخبرنا عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وأثنى عليه. قال ابن مطاهرٍ: وتوفي سنة ستٍ وستين وأربع مئة.

أفراد

أفراد زياد الله بن علي بن الحسين التميمي الطبني: سكن قرطبة، يكنى: أبا مضر. كان: من أهل العلم بالآداب، واللغات، والأشعار. كثير الغرائب. روى عنه ابنه أبو مروان عبد الملك وقال: أخبرني أن مولده في شعبان من سنة ستٍ وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله لعشر خلون من ربيع الأول سنة خمس عشرة وأربع مئة. ومن الغرباء زيد بن حبيب بن سلامة القضاعي الإسكندراني: يكنى: أبا عمرو. دخل الأندلس سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة. وكانت عنده رواية واسعة عن شيوخ مصر والشام، والحجاز واليمن. وله كتاب الفوائد من عوالي حديثه. وكان شافعي المذهب. ذكر ذلك كله أبو محمد بن خزرج وقال: ذكر لنا أنه حج ثمان حجات، وأن مولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. نهاية الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الرابع بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تسليماً. حرف السين من اسمه سليمان سليمان بن أحمد بن يوسف بن سليمان بن عبد الله بن وهب بن حبيب بن مطر المري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا أيوب. روى عن ابن فحلون، وأبي بكر بن أبي حجيرة وأجاز له أحمد بن سعيد، وأبو القاسم أحمد بن محمد بن مسور جميع روايتهما. وكتب للقاضي أبي بكر بن زرب، وابن برطال القاضي أيضا. ومولده في رجب سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة. ذكره ابن شنطير وروى عنه. وتوفي رحمه الله: يوم الأربعاء بالعشي، ودفن يوم الخميس لسبع بقين من شهر صفر سنة ست وتسعين وثلاث مائة. ودفن بمقبرة متعة وصلى عليه أحمد بن محمد بن يحيى بن زكرياء التميمي. قرأت ذلك بخط أحمد بن محمد بن وليد. وكان من أصحابه.

سليمان بن هشام بن وليد بن كليب المقرئ، المعروف: بابن الغماز؛ يكنى: أبا الربيع، وأبا أيوب. سكن قرطبة وأخذ بها عن أبي الحسن الأنطاكي، وروى بالمشرق عن أبي الطيب ابن غلبون المقرىء، وأبي بكر الأذفوي وأكثر عنهما وعن غيرهما. ذكره أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيت بالقراءات، وأكثرهم ملازمة للإقراء بالليل والنهار. وكان أطيب من لقيت صوتا بالقرآن. وذكره أبو عمرو وقال: كان ذا ضبط وحفظ للحروف، وحسن اللفظ بالقرآن، وقد أخذ عنه أبو عمرو رحمه الله. قال ابن حيان: حكى لي أبو محمد بن الحسين، عن الربيع هذا أنه قال: حججت على شدة فقر فوردت زمزم، وقد رويت الحديث في مائها أنه لما شرب له. فكرعت حتى تضلعت، ثم دعوت الله فأخلصلت وقلت: اللهم إني مصدق ما أداه رسولك الأمين في بركة هذا الشرب المعين من أنه لما شرب له. فقد شربت، اللهم بنية الدعاء واثقا باستجابتك. وإني أسألك غني فقري في دعة وأسماء اسمي فيما انتحله، بحقيقة، ثم الشهادة في سبيلك، والزلفي بها لديك. قال: فما أبعدت أن تعرفت الاستجابة في الثنتين وإني لمنتظر الثالثة. أما القرآن فما أحسب أن بأرضي أعلم به مني، وأما الغنى فقد نلت منه حاجتي وقد كان نوه به سليمان بن الحكم المستعين وأجلسه للإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة، وأصاب ثراء ورفعة وأرجو ألا يحرمني الله الثالثة مع نفاري عنها. فخرج مع سليمان يقيم له صلاته على رسمه مع من قبله من الأمراء فأصيب في وجهه معه في الهزيمة بعقبة البقر في صدر شوال سنة أربع مائة رحمه الله. سليمان بن إبراهيم بن سليمان الغافقي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا أيوب، ويعرف: بالروح بونه.

أخذ قديما عن جماعة من علماء بلده. وكان رجلا صالحا، حدث عنه إسماعيل بن محمد بن خزرج وكان جده لأمه. سليمان بن عبد الغافر بن بنج مال الأموي القريشي الزاهد: سكن قرطبة، يكنى: أبا أيوب. كان: من أهل الزهد والتقلل في الدنيا، وخاتمة الزهاد والصلحاء. وكان: من أهل الاجتهاد والورع، وكان يلبس الصوف ويستشعره ويمشي حافيا، ولا يقبل من أحد شيئا، وكان معروفا بإجابة الدعوة، وبكى من خشية الله حتى كف بصره وكان كثير الذكر للموت، وكان كثيرا ما يقول إذا سئل عن حاله. كيف تكون حالة من الدنيا داره، وإبليس جاره، ومن تكتب أعماله وأخباره. وكان يحمل هذا الكلام عن بعض من لقيه من الصالحين. وكان كثير الدعاء لخاصة المسلمين وعامتهم، مجتهدا في ذلك. وكان مولده رحمه الله سنة إحدى وثلاث مائة. توفي رحمه الله: في ذي القعدة سنة أربع مائة وهو ابن ثمان وتسعين سنة أو نحوها. ذكر هذا كله القاضي يونس بن عبد الله، وذكر أن اسمه سليمان، وذكر غيره أن اسمه محمد. وما ذكره يونس رحمه الله أثبت إن شاء الله. قال ابن حيان: توفي أبو أيوب يوم الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة أربع مئة، ودفن يوم الاثنين بعده بمقبرة الربض بعد صلاة العصر وشهده جمع عظيم لم ير بعده مثله إذ كان آخر العباد بقرطبة. وشهده الخليفة محمد بن هشام المهدي في جميع رجال المملكة وهو الذي صلى عليه. وقتل المهدي بعده بتسعة عشر يوما رحمه الله. سليمان بن بيطير بن سليمان بن ربيع بن بيطير بن يزيد بن خالد الكلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا أيوب.

روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن القوطية وغيرهم. وقال الخولاني كان رجلا صالحا فاضلا حافظا للمسائل. عني بالعلم قديما وقيده، وله اختصار حسن في ثمانية أبي زيد من ثمانية أجزاء. قال ابن شنظير: ومولده سنة ست وثلاثين مائة بقرية دامش من إقليم لورة عن عمل الزهراء. وسكن قرطبة بسويقة القومس. وهو إمام مسجد سعيد بن عامر. وقرأت بخط شيخنا أبي محمد بن عتاب توفي أبو أيوب سليمان بن بيطير بمالقة سنة أربع وأربع مائة. سليمان بن محمد بن بطال البطليوسي منها: يكنى: أبا أيوب. ذكره الخولاني وقال: كان: من أهل العلم، مقدما في الفهم مع الأدب البارع له تأليف سماه بكتاب المقنع في أصول الأحكام لا يستغني عنه الحكام فقيه أديب شاعر مفلق. وكان بعض من اختبره يعرفه بالمتلمس، فلما أسن ترك ذلك ومال إلى الزهد والانقباض وانتقل إلى إلبيرة وسكنها إلى أن مات. قال أبو علي الغساني: وأبو أيوب هذا من كبار العلماء، ومن جلة النبلاء الشعراء، وهو الملقب: بالعين جودي. ولقب بذلك لكثرة ما كان يردد في أشعاره: يا عين جودي. قرأ بقرطبة وكان صديقا لأبي عبد الله بن أبي زمنين رحمه الله، وهو بطليوسي الأصل وبها ولد، وانقطع عقبه وبيته وتوفي رحمه الله: سنة أربع مائة أو نحوها فيما ذكره أبو عمر بن عبد البر وهو من شيوخه. سليمان بن خلف بن سليمان بن عمرون بن عبد ربه بن ديسم بن قيس: من أهل قرطبة، يكنى: أبا أيوب ويعرف: بابن نفيل، ونفيل لقبه، ويعرف أيضا بابن عمرون.

روى عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي عيسى الليثي، وأحمد بن مطرف، وإسماعيل بن بدر، وابن عون الله، وابن مفرج، وأبي علي الغساني، سمع عليه كتاب النوادر من تأليفه وغير ذلك وأجاز له، وغيرهم من علماء قرطبة. قال أبو عبد الله بن عتاب: هو خير فاضل ولي القضاء في بعض الكور أحسبها أستجة. قال ابن شنظير ومولد أبي أيوب هذا في المحرم يوم الخميس سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وسكناه بالخندق بربض الزجاجلة وصلاته بمسجد منطر. قال ابن حيان: ودفن بمقبرة أم سلمة بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء لتسع خلون من شعبان سنة ثمانٍ وأربع مائة في دولة على بن حمود. سليمان بن إبراهيم بن أبي سعد بن يزيد بن أبي يزيد بن سليمان بن أبي جعفر التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا الربيع. سمع: من أبي عبد الله بن سفيان المقرىء كتاب: الهادي في القراءآت السبع من تأليفه، وسمع أيضا من عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وكان: من أهل الذكاء، محسناً للقراءآت مع الفضل والصلاح. توفي: في رمضان سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. ذكر بعضه ابن مطاهر. وحدث عنه أبو عمر بن سميق. سليمان بن محمد، المعروف: بابن الشيخ: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الربيع. روى: عن أبي عيسى الليثي، ومخلد بن بقى وغيرهما. روى عنه أبو الحسن الإلبيري المقرىء. وقال: كان رجلا، صالحا، حليما لم تشك أنك إذا لقيته وخبرته أنه مجاب الدعوة. وكان خطاطا بارع الخط في المصاحف وأفني عمره في كتابتها من أول نشأته بقرطبة إلى أن مات بطليطلة في عشر الأربعين والأربع مئة. وقال: أخبرني أنه ولد سنة سبع وأربعين وثلاث مائة.

سليمان بن عمر بن محمد الأموي، يعرف: بابن صبيبة من أهل طليطلة، يكنى: أبا الربيع. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن شنظير، وصاحبه أبي جعفر، وكانت له رحلة إلى المشرق لقي فيها ابن الوشا وغيره، ثم انصرف فكان مقرئا للقرآن في المسجد الجامع، وكان ابن يعيش يستخلفه على القضاء وكان يدعى بالقاضي. وكان: من أهل الطهارة والأحوال المحمودة وتوفي سنة أربعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. وذكره عبد الرحمن بن محمد بن البيرولة وقال: كان شيخا وقورا حليماً خيراً عاقلاً. كان يقرىء القرآن بجامع طليطلة وولاه ابن يعيش القضاء، وكان نحويا شاعرا خطاطا. سليمان بن إبراهيم بن هلال القيسي: من أهل طليلطة، يكنى: أبا الربيع. كان رجلا صالحا زاهدا عالما بأمور دينه، تاليا للقرآن، مشاركا في التفسير والحديث، ورعا فرق جميع ماله وانقطع إلى الله عز وجل ولزم الثغور وتوفي بحصن غرماج. وذكر أن النصارى يقصدونه ويتبركون بقبره رحمه الله. ذكره ابن مطاهر. سليمان بن إبراهيم بن حمزة البلوي: من أهل مالقة، يكنى: أبا أيوب. كان مجودا للقرآن، عالما بكثير من معانيه، متصرفا في فنون من العربية، حسن الفهم، خيرا فاضلا، وكان زوجا لابنة أبي عمر الطلمنكي، وروى عنه كثيرا من رواياته وتواليفه. وروى عن حسون القاضي وغيره من شيوخ مالقة. وكان محسنا في العبارة، مطبوعا فيها، ذكره ابن خزرج وقال: توفي بقرطبة في نحو سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة.

سليمان بن منخل النفزي: من أهل شاطبة يكنى: أبا الربيع. صحب أبا عمر بن عبد البر. وكان فقيها خطيبا وتوفي سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة، ذكره ابن مدير. سليمان بن أحمد بن محمد الأندلسي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا الربيع. روى عن عبد العزيز بن أحمد بن مغلس القيسي وغيره. وحدث ببغداذ حكى ذلك الحميدي وأخذ عنه بها. سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي الباجي المالكي الحافظ: من أهل قرطبة سكن شرق الأندلس يكنى: أبا الوليد. روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، وأبي سعيد الجعفري وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة ستٍ وعشرين وأربع مئة أو نحوها فأقام بمكة مع أبي ذر الهروي ثلاث أعوام وحج فيها أربع حجج، وكان يسكن معه بالسراة ويتصرف له في جميع حوائجه. ثم رحل إلى بغداذ فأقام فيها ثلاثة أعوام بتدريس الفقه، ويكتب الحديث ولقي فيها جلة من الفقهاء كأبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري رئيس الشافعية، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشافعي الشيرازي، والقاضي أبي عبد الله الحسن بن علي الصيمري

إمام الحنفية. وأقام بالموصل مع أبي جعفر السمناني عاما كاملا يدرس عليه الفقه. وكان مقامه بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاما. ومن شيوخه المحدثين أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبو الحسن العتيقي، وأبو النجيب الأرموي الحافظ، وأبو الفتح الطناجيري، وأبو علي العطار، وأبو الحسن بن زوج الحرة، وأبو بكر الخطيب وغيرهم. وروى عنه أيضا أبو بكر الخطيب قال: أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي لنفسه: إذا كنت أعلم علما يقينا ... بأن جميع حياتي كساعه فلم لا أكون ضنينا بها ... وأجعلها في صلاحٍ وطاعه وأخبرني بعض أصحابنا قال: سمعت أبا علي بن سكرة الحافظ يقول: وقد ذكر شيخه أبا الوليد هذا فقال: ما رأيت مثله، وما رأيت على سمته، وهيئته وتوقير مجلسه. وقال: هو أحد أئمة المسلمين. قال: وأخبرنا القاضي أبو الوليد قال: كان يحضر مجلس سليمان بن حرب رحمه الله ثلاثة آلاف رجل للسماع منه. وكان له مستملٍ كان صوته أخفض من الرعد. فقيل له: ارفع صوتك لأنا لا نسمع. فقال سليمان بن حرب: إن علو الإسناد لمن زينة الحياة الدنيا. وابتدأ يحدث فقال: حدثنا حماد بن زيد. قال القاضي أبو علي: وغير الباجي يقول: إن سليمان بن حرب كان يحضره أربعون ألف رجل. قال أبو الوليد: وسمعت أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول: لو صحت الإجازة لبطلت الرحلة. قال أبو علي الغساني: سمعت أبا الوليد يقول: مولدي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربع مئة.

وقرأت بخط القاضي محمد بن أبي الخير شيخنا رحمه الله قال: توفي القاضي أبو الوليد رحمه الله بالمرية ليلة الخميس بين العشائين وهي ليلة تسعة عشر خالية من رجب، ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر سنة أربع وسبعين وأربع مئة. ودفن بالرباط على ضفة البحر وصلى عليه ابنه أبو القاسم. قال: وولد يوم الثلاثاء في النصف من ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربع مئة بمدينة بطليوس. وقد أخذ عنه أبو عمر بن عبد البر النمري. سليمان بن حارث بن هارون الفهمي: من أهل سرقسطة يكنى: أبا الربيع. رحل إلى المشرق وحج ولقي عبد الحق الفقيه وغيره. حدث عنه القاضي أبو علي الصدفي وقال فيه: رجل صالح من الأبدال. وتوفي بالأسكندرية سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وأربع مئة. سليمان بن يحيى بن عثمان بن أبي الدنيا: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسن. رحل إلى المشرق حاجا فلقي أبا محمد عبد الحق بن هارون الفقيه الصقلي وصحبه بمكة ومصر وأخذ عنه كثيرا. وكان أحد العدول بقرطبة، وأجاز لشيخنا أبي الحسن ابن مغيث ما رواه بخطه في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مئة. ورأيت خطه بذلك. سليمان بن ربيع القيسي: من أهل غرناطة، يكنى: أبا الربيع. روى عن أبي المطراف بن هانىء وغيره. حدث عنه الشيخ أبو بكر بن عيطة وغيره. وكان: من أهل الانقباض والصلاح والعفاف، والزهد في الدنيا. وولي الفتيا ببلده وزهد فيها لاشتغاله بما يعنيه رحمه الله.

سليمان بن أبي القاسم نجاح: مولى أمير المؤمنين هشام المؤيد بالله: سكن دانية وبلنسية، يكنى: أبا داود. روى عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقرىء وأكثر عنه وهو أثبت الناس به، وعن أبي عمر بن عبد البر، وأبي العباس العذري، وأبي عبد الله بن سعدون القروي، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الوليد الباجي وغيرهم. وكان: من جلة المقرئين وعلمائهم وفضلائهم وخيارهم. عالماً بالقراءآت ورواياتها وطرقها حسن الضبط لها. وكان دينا فاضلا ثقة فيما رواه، وله تواليفٌ كثيرة في معاني القرآن وغيره. وكان حسن الخط جيد الضبط روى الناس عنه كثيرا. وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا ووصفوه بالعلم والفضل والدين. وقرأت بخطه: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرىء، قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد الربعي بالقيروان، قال: حدثني زياد بن يونس السدري قال: قال عيسى بن مسكين: الإجازة قوية وهي رأس مال كبير. وجائز له أن يقول حدثني فلان. وسمعته من لفظ المقرىء أبي الحسن عبد الجليل بن محمد قال: سمعته من لفظ أبي داود، قال سمعته من أبي عمرو مثله. وقرأت بخط شيخنا أبي عبد الله بن أبي الخير: توفي أبو داود سليمان بن بحاح يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر، ودفن يوم الخميس لصلاة العصر بمدينة بلنسية واحتفل الناس لجنازته وتزاحموا على نعشه وذلك في رمضان لست عشرة ليلة خلت منه سنة ستٍ وتسعين وأربع مئة. وكان مولده سنة ثلاث عشرة وأربع مئة.

سليمان بن عبد الملك بن روبيل بن إبراهيم بن عبد الله العبدري: من أهل بلنسية يكنى: أبا الربيع. سمع من قاضيها أبي الحسين بن واجب، ومن أبي عبد الله بن نابت، وأبي محمد بن السيد وجماعة سواهم من رجال المشرق. وسمع بقرطبة: من شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيره. وعني بالقراءآت وطرقها وضبطها وبلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وجمع الأصول واقتنائها، وكتب بخطه كثيرا وتولى الأحكام بغير موضع. وتوفي بإشبيلية صدر شعبان من سنة ثلاثين وخمسمائة. وكان مولده فيما أخبرني به سنة ست وأربع مئة. وكان قد أخذ معنا على غير واحد من شيوخنا. نقلته من خط شيخنا على ظهر الجزء، وهذا موضع وضعه ممن يحب إن شئت رحمه الله. سليمان بن سماعة بن مروان بن سماعة بن محمد بن الفرج بن عبد الله الطليطلي منها، يكنى: أبا الربيع. ذكره أبو علي الغساني ونقلته من خطه. وقال: هو شيخٌ من أهل الأدب، اجتمعت به ببطليوس، وبقرطبة. وقد سمع على الشيخ أبي مروان بن سراج غيريب المصنف.

ومن الغرباء

ومن الغرباء سليمان بن محمد المؤذن القيرواني، يكنى: أبا الربيع. حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في غير موضع من كتبه بحكايات أوردها عنه وأثنى عليه. وقرأت بخطه كانت وفاة أبي الربيع المؤذن بقرطبة سنة خمسٍ وسبعين وثلاث مائة. وهو ابن مائة سنة وأربعة أعوام. سليمان بن أحمد الطنجي منها. له رحلة إلى المشرق وتحققٌ بعلم القراءآت وأستاذ فيها. شارك أبا الطبيب بن غلبون المقرىء وقرأ معه على شيوخ عدة. وقدم الأندلس فأقام بالمرية وقرىء عليه، وانتفع به دهرا ومات بها عن سن عالية. ذكره الحميدي وقال: أخبرت عنه أنه كان يقول: زدت على المائة سنين ذكرها، وكانت وفاته قبل الأربعين وأربع مائة. سليمان بن محمد المهري الصقلي: من أهل العلم والأدب والشعر. قدم الأندلس بعد الأربعين والأربع مئة. ذكره الحميدي وقال: أنا عنه بعض أصحابنا بالأندلس قال: كان بسوسة إفريقية رجلٌ أديب شاعر، وكان يهوى غلاما جميلا من غلمانها، وكان كلفا به، وكان الغلام يتجنى عليه ويعرض عنه. قال: فبينا هو ذات ليلة يشرب وحده على ما أخبر عن نفسه وقد غلب عليه غالبٌ من السكر إذ خطر بباله أن يأخذ قبس نار ويحرق عليه داره لتجنيه عليه. فقام من حينه وأخذ قبسا فجعله عند باب الغلام فاشتعل نارا، واتفق أن رءاه بعض الجيران فبادروا النار بالإطفاء فلما أصبحوا نهضوا إلى القاضي فأعلموه، فأحضره القاضي وقال له: لأي شيء أحرقت باب هذا؟ فأنشأ يقول:

من اسمه سعيد

لما تمادى على بعادي ... وأضرم النار في فؤادي ولم أجد من هواه بدا ... ولا معينا على السهاد حملت نفسي على وقوفي ... ببابه حملة الجواد فطار من بعض نار قلبي ... أقل في الوصف من زناد فأحرق الباب دون علمي ... ولم يكن ذاك عن مرادي قال: فاستطرفه القاضي وتحمل عنه ما أفسد وأخذ عليه ألا يعود وخلي سبيله أو كما قال. من اسمه سعيد سعيد بن نصر بن عمر بن خلفون: من أهل أستجة، يكنى: أبا عثمان. سمع بقرطبة: من قاسم بن أصبغ وغيره. ورحل إلى المشرق ودخل بغداذ فسمع: من أبي علي بن الصواف، وإسماعيل الصفار، وأبي بكر أحمد بن كامل ابن شجرة. وله سماع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومن جماعة كثيرة وكان صاحبا لأبي عبد الله بن مفرج هنالك. وكان حافظا للحديث. وتوفي ببخاري يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمسين وثلاث مائة. ذكره غنجار في تاريخ بخاري. سعيد بن عثمان بن أبي سعيد: من أهل بطليوس. سمع بقرطبة من: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وغيرهما. وكان له بصر بالحساب والعربية ومعرفة الشعر، وتقلد قضاء بطليوس، ولم تحمد ولايته، وتقلد الشرطة. ثم صرف عن ذلك. وتوفي مخمولاً سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان.

سعيد بن عمر: من أهل مدينة الفرج. روى عن وهب بن مسرة وغيره. وسمع بقرطبة من أبي بكر بن الأحمر وغيره. حدث عن الصاحبان وقالا: توفي في نيف وثمانين وثلاث مائة بالمشرق. ومولده سنة سبع عشرة وثلاث مائة. وحدث عنه أيضًا أبو محمد بن ذنين. سعيد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد الجبار المرادي: من أهل مكادة، يكنى: أبا عثمان. روى عن وهب بن مسرة، وعبد الرحمن بن عيسى وغيرهما. وتوفي يوم الجمعة لخمس بقين من ذي القعدة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. حدث عنه الصاحبان. وكان رجلاً فاضلاً. سعيد بن عثمان بن أبي سعيد بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن يوسف ابن سعيد البربري اللغوي، يعرف بابن القزاز، ويلقب بلحية الذبل: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، ووهب بن مسرة وسعيد بن جابر الإشبيلي، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، ومحمد بن عيسى ابن رفاعة، وأحمد بن بشر بن الأغبس، وسعيد بن فحلون، والحبيب بن أحمد، وابن عبد البر صاحب التاريخ، وأبي عمر بن الشامة. وإسماعيل بن بدر، وأبي علي البغداذي وأبي محمد بن عثمان، وخالد بن سعد، وأجاز له جميعهم جميع ما رووه. وقرأت هذا كله بخط أبي إسحاق بن شنظير وقال: مولده سنة خمس عشرة وثلاث مائة. قال أبو عمر بن عبد البر: كان أبو عثمان هذا كاتبا لابن يعلى، وتوفي سنة أربع أو خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. وذكره الخولاني وقال: كان من أهل الأدب

البارع مقدما فيه لغويا قال: وتذاكرنا يوما الهرم وكبر السن وكان قد ضعف وأسن وقارب الثمانين سنة فأنشدها لبعضهم: أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ... كأنما كان شبابي قرضا إذا هممت للقيام نهضا ... حنوت ظهري وادعمت أرضا قال أبو بكر: محمد بن موسى بن فتح يعرف بابن الغراب: دخلت يوما على أبي عثمان بن القزاز وهو يعلق فقلت له: رأيت الساعة في توجهي إليك القاضي والوزراء والحكام والعدول قد نهضوا بجمعهم إلى حيازة الجنة المعروفة بربنالش وهبها هشام للمظفر بن أبي عامر. قال: فقال لي ابن القزاز: إن هشاما لضعيف. هذه الجنة المذكورة هي أول أصل اتخذه عبد الرحمن بن معاوية، وكان فيها نخلة أدركتها بسنى، ومنها توالدت كل نخلة بالأندلس قال: وفي ذلك يقول عبد الرحمن ابن معاوية وقد تنزه إليها فرأى تلك النخلة فحن: يا نخل أنت غريبةٌ مثلي ... في الغرب نائية عن الأصل فابكي وهل تبكي مكممة ... عجماء لم تطبع على ختل لو أنها تبكي إذا لبكت ... ماء الفرات ومنبت النخل لكنها ذهلت وأذهلني بع ... ض بني العباس عن أهلي وكان أبو عثمان لهذا حافظا للغة والعربية، حسن القيام بها، ضابطا لكتبه، متقنا في نقله. وله كتابٌ في الرد على صاعد بن الحسن اللغوي البغداذي ضيف

محمد بن أبي عامر مناكير كتابه في النوادر والغريب المسمى بالفصوص، وأكثر التحامل عليه فيه. وكانت له عناية بالحديث ورواية عالية عن قاسم بن أصبغ وغيره. وكان ثقة. وكان: من أجل أصحاب أبي علي البغداذي، ومن طريقه صحت اللغة بالأندلس بعد أبي علي، ومن طريق ابن أبي الحباب، وأبي بكر الزبيدي. وفقد أبو عثمان في وقعة قنتيش ولم يوجد حيا ولا ميتا يوم السبت للنصف من ربيع الأول سنة أربعمائة. كذا ذكر ابن حيان وغيره. والذي ذكره أبو عمر بن عبد البر في وفاة هذا الشيخ وهمٌ منه رحمه الله. سعيد بن نصر بن أبي الفتح مولى أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد رحمه الله: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دحيم، وابن الأحمر، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن مسور وغيرهم. قال الخولاني: كان من أهل الرواية والاجتهاد والدراية بطلب العلم والحديث وتجويد الكتب والمقابلة بها وتصحيحها. يلجأ إليه فيها ويعارض بها. قال: وتوفي أبو عثمان يوم السبت في ذي الحجة بعد الأضحى بيومين سنة خمسٍ وثلاث مائة. قال أبو عمر بن الحذاء: كان شيخا فاضلا، عالما بالآداب، حسن الضبط لروايته، مقيدا لكتبه، ثقةً في قاسم بن أصبغ وغيره. ولد في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاث مائة. وتوفي يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. سعيد بن يوسف بن يونس الأموي: من أهل قلعة أيوب، يكنى: أبا عثمان. له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي بكر محمد بن عمار الدمياطي، وأبي إسحاق

إبراهيم بن أبي غالب المصري، وأبي حفص بن عراكٍ، وأبي محمد بن الضراب، وأبي بكر بن إسماعيل، وأبي القاسم بن خيران، وأبي محمد بن النحاس وغيرهم. حدث عنه الصاحبان، وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وقال: توفي في عقب ذي الحجة سنة سبع وتسعين وثلاث مائة. سعيد بن محمد بن سيد أبيه بن مسعود الأموي البلدي: من بلدة من عمل رية، يكنى: أبا عثمان. رحل إلى المشرق سنة خمسين وثلاث مائة وحج سنة إحدى وخمسين، ولقي أبا بكر محمد بن الحسين الآجري وقرأ عليه جملة من تواليفه، وأبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي وقرأ عليه فضائل الكعبة من تأليفه، وأقام بمكة نحو العام. وسمع بمصر: من أبي بكر بن أبي طنة، والحسن بن رشيق، ومحمد بن القاسم ابن شعبان، وحمزة بن محمد وغيرهم. وقال: سكنت مصر نحوا من سبعة أعوام. ولقي بالقيروان على بن مسرورٍ، وأبو العباس تميم بن محمد وغيرهما. ذكره الخولاني وقال: كان رجلا صالحا، متبتلا متقشفا، يلبس الصوف. وكان كثير الرباط والجهاد في الثغور. قال: وأجاز لنا جميع روايته في شوال سنة سبع وتسعين وثلاث مائة. وقال غيره: مولده في عقب سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. وهو: والد الحافظ أبي عمرو المقرىء. حدث عنه ابنه أبو عمرو بحكايات عن شيوخه. سيعد بن سيد بن سعيد الحاطبي: من أهل إشبيلية من ولد حاطب ابن أبي بلتعة، يكنى: أبا عثمان.

ذكره أبو عمر بن عبد البر في شيوخه وقال: انتقيت عليه جزءا من حديثه عن شيوخه الباجي أبي محمد وغيره. قرىء عَلَى أَبِي بَحْرٍ الأَسَدِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: قرىء عَلَى أَبِي عُمَرَ النَّمَرِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَيِّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ لُبَابَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُصْعَبِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ ". سعيد بن محسن الغاسل: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. كان معدودا من المشاورين بقرطبة وتقلد القضاء بمدينة سالم وغيرها. وكان يغسل موتى أولي النباهة، وكان مواظبا على الجهاد. وتوفي يوم الاثنين لعشر بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة. وصلى عليه ابن وافد. ذكره ابن حيان. سعيد بن غياث الإشبيلي منها. سمع: من أبي محمد الباجي وغيره، وكان صاحبا لأبي الوليد بن الفرضي، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وأربعة مئة. سعيد بن منذر بن سعيد وهو من ولد قاضي الجماعة منذر بن سعيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن أبيه وغيره. وكان خطيبا بليغا ذكيا نبيها قتل يوم تغلب البرابرة على قرطبة يوم الاثنين لستٍ خلون من شوال سنة ثلاثٍ وأربع مئة. سعيد بن محمد بن عبد البر بن وهب الثقفي: من أهل سرقسطة: يكنى: أبا عثمان.

أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر محمد بن عبد الله الأنماطي وسمع من حمزة بن محمد، ومؤمل بن يحيى، وابن أبي طنة وغيرهم. ذكره أبو عمرو المقرىء وقال: لقيته بالثغر سنة اثنتين وأربع مئة وسمعته يقول: أصلي من الطائف من ثقيف وحججت سنة تسع وأربعين وثلاث مائة، وقرأت على أبي بكر المعافري بمصر، وكان أبو الطيب بن غلبون يقرأ علينا وهو شابٌ سنة اثنتين وخمسين وسنة ثلاثٍ. وكان خيرا فاضلا يذهب في الأداء مذهب القدماء من مشيخة المصريين. وتوفي بسرقسطة سنة أربع وأربع مئة. سعيد بن أحمد بن محمد، يعرف: بابن التركي من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأحمد بن سعيد بن حزم، وتوفي: بإشبيلية سنة أربع وأربع مئة. ذكره ابن عتاب. سعيد بن أحمد بن خالد بن عبد الله الجذامي ولد الرواية أحمد بن خالد التاجر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. رحل مع أبيه إلى المشرق وسمع معه سماعا كثيرا. ذكره ابن شنظير وقال: مولده سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة. سعيد بن محمد المعافري اللغوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان، ويعرف بابن الحداد. أخذ عن أبي بكر بن القوطية وهو الذي بسط كتابه في الأفعال وزاد فيه. وتوفي بعد الأربع مائة شهيدا في بعض الوقائع. سعيد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن عيسى بن زهير الكلبي: سكن إشبيلية، يكنى: أبا عثمان. روى عن وهب بن مسرة، وأبي بكر بن الأحمر، وأحمد بن مطرف. وكان:

رجلا صالحا، زاهدا في الدنيا مائلا إلى الآخرة. من أهل الفضل والصلاح والخير، واسع الرواية، كثير العناية بالعلم وبمعاني الزهد. وكان: من ساكني إشبيلية. روى الناس عنه بها، وشهر بالخير، مولده في ذي القعدة سنة سبع عشرة وثلاث مائة. وتوفي وقد نيف على الثمانين سنة في العمر. ذكره الخولاني وذكر أنه أجاز له سنة ثمانٍ وتسعين وثلاث مائة. سعيد بن عثمان بن حسان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن شيوخ قرطبة. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق. سعيد بن أحمد بن سعيد بن كوثر الأنصاري: من أهل طليلطة، يكنى: أبا عثمان. روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد وغيرهما. وكانت فتيا طيلطلة تدور عليه وعلى محمد بن يعيش. وكان نظيره في العلم والرواية. وكان: من أهل الفطنة والدهاء والثروة. أخذ الناس عنه وتوفي في نحو الأربع مائة. سعيد بن عبد الله الكناني الزاهد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن خطاب بن مسلمة بن بتري، وأبي العباس بن بشر، وشكور بن خبيب. وكان رجلا فاضلا صالحا زاهدا. حدث عنه أبو محمد بن الوليد يزيل مصر وقال: كان يعلم القرآن بقرطبة في مسجد النخيل. وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال: توفي سنة ثمان وأربع مائة. وقال ابن حيان: توفي ليلة السبت الثالثة عشر من شهر رمضان سنة سبع وأربع مائة. سعيد بن رشيق الزاهد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله الخراز، وأبي محمد الباجي، وأبي عبد الله ابن مفرج، وأبي جعفر بن عون الله، وسهل بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن أبي دليم. ورحل إلى المشرق وحج مع أبي عبد الله بن عابد سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.

حدث عنه أبو عبد الله بن عتاب وقال: كانت لأبي عثمان رواية كثيرة. ودراية إلا أنه أغلق على نفسه باب الرواية والاجتماع إليه، وإنما كان لمن قصده مفردا وعلم صحة مقصده، واعتزل الناس وأقبل على العبادة. قرأت عليه بمسجد أبي علاقة منفردا إذا لم يكن يجتمع إليه. وأجاز لي جميع روايته، وقد حدث عنه أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرىء في بعض تواليفه. قال ابن حيان: توفي الفقيه الناسك الرواية أبو عثمان بن رشيق ليلة الأحد ودفن بمقبرة الربض يوم الأحد لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة عشر وأربع مائة. وصلى عليه أبو العباس بن ذكوان وهو يومئذ معتزل لخطة القضاء في إمارة القاسم ابن حمود. سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح بن وليد بن حسين: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. يروي عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي عون الله، وابن مفرج، وتميم بن محمد. وأبي بكر محمد بن أحمد بن خالد، ومحمد بن يحيى الخراز، وأحمد بن خالد التاجر وغيرهم. قال أبو عبد الله بن عتاب: كان رحمه الله فاضلا عاقلا ضابطا لما رواه، عالما بما يحدث به، عولت عليه في الرواية لضبطه ومعرفته. وكان إمام الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة وقال: سمعت أبا عثمان يقول: لم ألق أضبط من أبي محمد بن عبد الله بن محمد بن عثمان لما روى، ولا أصح كتبا منه سمعته يقول: اليوم لي أخدم هذه الكتب وأعانيها ستون سنة. وكذلك كان أبو عثمان ابن سلمة، كانت كتبه غاية في الصحة. ونهاية في الضبط، وتوفي رحمه الله سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي بن حمود، ومولده سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.

سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري الأديب الخطيب بجزيرة قبتور وغيرها، يكنى: أبا عثمان. روى عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء، وأبي زكرياء. العائذي، وأبي بكر الزبيدي وغيرهم. وسمع: من أبي علي البغداذي يسيرا وهو صغير، وكان شيخا صالحا من أئمة أهل القرآن، عالما بمعانية وقراءاته، وعالما بفنون العربية، متقدما في ذلك كله، حافظا فيها ثبتا، وكان طريف الحكايات والأخبار. ذكره الخولاني، وابن خزرج وقال: توفي في حدود سنة عشرين وأربع مائة. سعيد بن سليمان الهمداني، أندلسي، يعرف: بنافع، يكنى: أبا عثمان. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وضبط عنه حرف نافع بن أبي نعيم، وأقرأ به، وكان: من أهل العلم بالقرآن والعربية، ومن أهل الضبط والإتقان والستر الظاهر. وتوفي بساحل الأندلس بمدينة دانية يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادة الأولى سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. ذكره أبو عمرو المقرىء. سعيد بن معاوية بن عبد الجبار بن عباس الأموي النحوي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عثمان. ذكره ابن خزرج وقال: كان يعلم اللغة والعربية والأشعار، ويؤخذ ذلك عنه. أخذ ذلك عن أبي العريف وغيره. وتوفي في صفر سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وهو ابن أربع وستين سنة. سعيد بن عيسى بن ديسم الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. ذكره الخولاني وقال. كان صاحبنا في السماع عند شيوخنا بقرطبة، وكتب وعني

بالعلم. وكان: ثبتا صدوقا، كثير السماع من الناس واللقاء لهم. روى عن أبي يحيى زكريا بن الأشج وغيره. وذكره أيضا ابن خزرج وأثنى عليه وقال: توفي لستٍ خلون لربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. سعيد بن رزين بن خلف الأموي، من أهل طليطلة، يعرف: بابن دحية، ويكنى: أبا عثمان. روى عن أبي عمر أحمد بن خلف المذبوني وغيره. ذكره أبو بكر بن أبيض في شيوخه وأثنى عليه وحدث عنه. سعيد بن علي بن يعيش بن أحمد الأموي الحجاري منها، ويكنى: أبا عثمان. حدث عنه بن أبيض وقال: كان من أهل السنة والخير قوى فيهما ومولده سنة ست عشرة وثلاث مائة. سعيد بن عثمان: من أهل مكادة، يكنى: أبا عثمان. روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين، وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد وغيرهما. وكان معتنيا بالحديث وسماعه وتقييده. وحدث ورأيت السماع عليه مقيدا في كتابه سنة إحدى وعشرين وأربع مائة بطلمنكة في جامعها. سعيد بن سعيد الشنتجيالي، يكنى: أبا عثمان. يحدث عن أبي المطرف بن مدراج، وابن مفرج وغيرهما. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن نبات رحمه الله. سعيد بن عثمان بن الرحمن الثغري: يكنى: أبا عثمان.

روى عن سعيد بن يمن وغيره. حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وكان صاحبه في السماع عند الصاحبين أبي إسحاق، وأبي جعفر. سعيد بن عيسى بن أبي عثمان، يعرف بالجنجيلي، يكنى: أبا عثمان. سكن طليطلة. روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج، وكان حافظا للمسائل، عارفا بالوثائق مقدما فيها. ذكره ابن مطاهر. سعيد بن أحمد بن يحيى بن زكرياء المرادي الشقاق: من إشبيلية، يكنى: أبا عثمان. كان: من أهل الذكاء والفهم والطلب القديم بقرطبة وإشبيلية. سمع: من أبي محمد الباجي، وابن عبادة، وابن الخراز، والرباحي، ومسلمة بن القاسم، وابن السليم وغيرهم، وكان حافظا للتواريخ وأخبار الناس. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة خمسٍ وعشرين وأربع مائة، وقد جاوز التسعين رحمه الله. سعيد بن يحيى بن محمد بن سلمة التنوخي الإمام بالمسجد الجامع بإشبيلية، يكنى: أبا عثمان. روى عن ابن أبي زمنين، وأبي أيوب الروح بونه وغيرهما. وله تواليف في القراءآت وغيرها. وكان من خيار المسلمين وفضلائهم وعقلائهم وأعلامهم. مجوداً للقرآن حافظاً لقراءآته. قوي الفهم في الفقه وغيره. وتوفي سنة ست وعشرين وأربع مائة. وعمره نحو السبعين عاما رحمه الله. ذكره ابن خزرج وروى عنه. سعيد بن أحمد بن يحيى بن سعيد بن الحديدي التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا الطيب. روى عن أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل، وناظر علي محمد بن الفخار وجمع كتبا لا تحصى.

وكان معظما عند الخاصة والعامة. ورحل إلى المشرق وحج ولقي جماعة من العلماء. وسمع بمكة: من أبي القاسم سليمان بن علي الجيلة المالكي، وأبي بكر أحمد بن عباس بن أصبغ، ولقي بمصر: أبا محمد بن عبد الغني بن سعيد وغيره. وسمع بالقيروان: من أبي الحسن القابسي سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وكان أهل المشرق يقولون: ما مر علينا قط مثله. حدث عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وغيره. وقال ابن مطاهر: وتوفي يوم الاثنين لخمس خلون من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. سعيد بن إدريس بن يحيى السلمي المقرىء: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عثمان. رحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الطيب بن غلبون المقرىء بمصر، وكانت له عنده حظوة ومنزلة وسمع تواليفه منه. ولقي أبا بكر الأذفوي وأخذ عنه، وسمع من عبد العزيز ابن عبد الله الشعيري كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري عنه، وانصرف إلى الأندلس وقد برع واستفاد من علم القرآن كثيرا. وكان قوى الحفظ، حسن اللفظ به مجودا له، مطبوع الصوت معدوم القرين. وكان إماما للمؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبة إلى أن وقعت الفتنة وخرج إلى إشبيلية وسكنها إلى أن توفي بها سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وهو ابن سبع وثمانين سنة، ذكر بعض خبره ووفاته أبو عمرو المقرىء، وسائره عن الخولاني. وذكره ابن خزرج وقال: توفي في ذي الحجة سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة وكان مولده سنة تسع وأربعين وثلاث مائة وقد استكمل الثمانين.

سعيد بن صخر بن سعيد بن صخر بن حبيب الأنماري المرشاني، يكنى: أبا عثمان. كان من أهل الخير والفضل مع صحة العقل وقوة الفهم، واعتنى بطلب العلم قديما فروى عن أبيه أبي عمر كثيرا وعن غيره. وكان مشاركا في علوم كثيرة، حافظا للأخبار، ولأحوال المتقدمين. ذكره ابن خزرج. سعيد بن عبد الله بن دحيم الأزدي القريشي النحوي: سكن إشبيلية، يكنى: أبا عثمان. كان عالما بالنحو إماما في كتاب سيبويه، ذا حظ وافر من علم اللغة وشروح الأشعار وضروب الآداب والأخبار. شيوخه في ذلك أبو نصر هارون بن موسى، ومحمد ابن عاصم، وابن أبي الحباب، ومحمد بن خطاب وغيرهم. ذكره ابن خزرج وتوفي يوم السبت لتسع خلون من شوال سنة تسع وعشرين وأربع مائة. سعيد بن هارون بن سعيد: من أهل مرسية، يكنى: أبا عثمان، يعرف: بابن صاحب الصلاة. روى عن أبي عمر الطلمنكي وغيره. وتوفي عند الثلاثين والأربع مائة. ذكره المقرىء. سعيد بن عثمان البنا الشيخ الصالح الملتزم في الفهمين، يكنى: أبا عثمان. سمع بمكة: من أبي بكر محمد بن الحسين الآجري وقال: سمعته يقول: من قبّل يد سلطان فكأنما سجد لغير الله عز وجل. ولقي أيضا أبا جعفر بن عون الله وأخذ عنه وقال: قلت لأبي جعفر أوصني يرحمك الله. فقال لي: أوصيك بتقوى

الله، ولزوم الذكر، والعزلة من الناس. ولم يزل أبو عثمان هذا مرابطا بالفهمين إلى أن مات رحمه الله. سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الهذلي: أبو عثمان، يعرف: بابن الربيبة: من أهل إشبيلية. كان: من أهل النفاذ في الحديث والرأي، قوى الفهم، محسنا لنظم الوثائق، بصيرا بعللها، مشاركا في غير ذلك من العلوم. روى عن أبي محمد الباجي، وأبي عمر بن الخراز، وأبي بكر الزبيدي، وابن عون الله، وابن مفرج، وأبي الحسن الأنطاكي، وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. ومولده سنة اثنتين وخمسين سنة وثلاث مائة. سعيد بن محمد بن جعفر الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عثمان. روى عن محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شنظير وصاحبه أبي جعفر. وكان فاضلا عفيفا، دينا ثقة، منقبضا كثير الصلاة والصيام. وكان قد نبذ الدنيا وأقبل على العبادة. وتوفي: في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. ذكره ابن مطاهر. سعيد بن محمد بن عبد الله بن قرة: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان. كان أديبا، عالما بالأدب واللغة، وقد ذكره أبو مروان الطبني في شيوخه الذين أخذ عنهم الأدب. سعيد بن عياش بن الهيثم القضاعي المالكي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمرو.

رحل إلى المشرق وحج وكتب عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، وأبي القاسم منصور بن النعمان بن منصور وجماعة غيرهما. وسكن مصر وحدث بها وسمع منه أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن الفقيه في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. سعيد بن عبيدة بن طلحة العبسي صاحب الصلاة بإشبيلية، يكنى: أبا عثمان. كان: من أهل الذكاء والثقة، صحب أبا بكر الزبيدي وروى عنه كثيرا وعن غيره، ولقي بالمشرق جماعة من العلماء وكان توجهه إلى المشرق سنة ثمان عشرة وحج سنة عشرين وانصرف إلى إشبيلية عقب سنة إحدى وعشرين. وتوفي: في شعبان سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. ومولده سنة خمسٍ وستين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. سعيد بن عيسى الأصفر: من ساكني طليطلة، يكنى: أبا عثمان. كان عالماً بالنحو واللغة والأشعار ومشاركة في المنطق وكتب الأخبار. وله شرحٌ في كتاب الجمل يسير. توفي في نحو الستين وأربعمائة. سعيد بن يحيى بن سعيد الحديدي التجيبي: من أهل طليطلة يكنى: أبا الطيب. كان: من أهل العلم والذكاء والفهم، وتولى القضاء بطليطلة بتقديم المأمون يحيى بن ذي النون. وكان حسن السيرة، جميل الأخلاق، دربا بالأحكام ثقة فيها مبلو السداد، ولم يزل يتولاها مدة المأمون إلى أن توفي. وامتحن أبو الطيب هذا وقتل أبوه وسجن هو بسجن وبذي فمكث فيه إلى أن توفي. وكان قد عهد أن يدفن بكبلة وأن يكتب في حجر وأن يوضع على قبره: " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قرحٌ مثلهن وتلك الأيام نداولها بين الناس " فامتثل ذلك. وكانت وفاته يوم الجمعة ودفن ذلك اليوم في شوال سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ذكر ذلك ابن مطاهر.

من اسمه سلمة

سعيد بن خلف بن جعد الكلابي: من أهل غرناطة، يكنى: أبا عثمان. يحدث عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الناشي وغيره. حدث عنه الشيخ أبو بكر بن عطية رحمه الله. سعيد بن محمد بن سعيد الجمحي المقرىء: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا الحسن. ويعرف بابن قوطة. له رحلة قرأ فيها على جماعة. منهم: عبد الباقي بن فارس المقرىء وغيره. وأخذ أيضا عن أبي الوليد الباجي، وأقرأ الناس القرآن ببلده، وأخذ عنه غير واحد من شيوخنا، وتوفي بطرسونة من الثغر سنة ثمانٍ أو تسعٍ وخمسمائة. من اسمه سلمة سلمة بن سعيد بن سلمة بن حفص بن عمر بن يحيى بن سعيد بن مطرف ابن بردٍ الأنصاري. من أهل أستجة. سكن قرطبة بمقبرة الكلاعي منها، يكنى: أبا القاسم. رحل إلى المشرق وحج وأقام بالمشرق ثلاثا وعشرين سنة، وأدب في بعض أحياء العرب. ولقي أبا بكر محمد بن الحسين الآجري وسمع منه بعض مصنفاته وأجاز له أيضا حمزة بن محمد الكناني، والحسن بن رشيق، وابن مسرور الدباغ، والحسن بن شعبان، وابن رشدين وغيرهم. ولقي أيضا أبا الحسن الدارقطني وأخذ عنه، وأبا محمد بن أبي زيد الفقيه وكان: رجلاً فاضلاً ثقةً فيما رواه، راوية العلم. حدث وسمع الناس منه كثيرا، ذكره الخولاني وقال: كان حافظا للحديث يملي من صدره يشبه المتقدمين من المحدثين، وكانت روايته واسعة، وعنايته ظاهرة، ثقة فيما نقل وضبط.

وحدث عنه أيضاً أبو عمرو المقرىء، وأبو حفص الزهراوي، وأبو عمر بن عبد البر. وأبو إسحاق بن شنظير، وقرأت بخطه نسب سلمة هذا ورجاله الذين لقيهم وقال: مولده سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. قال أبو عبد الله بن عتاب: وتوفي آخر سنة ستٍ وأربع مائة وأول سنة سبع بإشبيلية، وقد لحقته خصاصة أدته إلى كشف الوجه دون الحافٍ رحمه الله. قال ابن أبيض: وكان شافعي المذهب رحمه الله. وقرأت بخط أبي مروان الطبني قال: أخبرني أبو حفص الزهراوي، قال: ساق سلمة بن سعيد شيخنا من المشرق ثمانية عشر حملا مشدودة من كتبٍ. وسافر من أستجة إلى المشرق واتخذ مصر موئلا، واضطرب في المشرق سنين كثيرة جد الجمع في الآفاق كتب العلم، فكلما اجتمع من ذلك مقدار صالح نهض به إلى مصر، ثم انزعج بالجميع إلى الأندلس. وكانت في كل فن من العلم ولم يتم ذلك إلا بمالٍ كثير حمله إلى المشرق. سلمة بن سليمان المكتب: من أهل طليطلة، يكنى: أبا القاسم. حدث عن عبدوس بن محمد وغيره. وكان شيخا صالحا. حدث عنه محمد بن عبد السلام الحافظ. سلمة بن أمية بن وديع التجيي الإمام. أصله من شنترة من الغرب. سكن إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. رحل إلى المشرق سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاث مائة. ولقي أبا محمد بن أبي زيد، وأبا الطيب بن غلبون وابنا طاهرا، وابن الأذفوي، والسامري وغيرهم. وأسرته الروم في منصرفه من المشرق فبقي عندهم إلى أن أنقذه الله بعد سنين. وكان ثقة فاضلا. ذكره ابن خزرج وقال: توفي بإشبيلية في صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. ومولده سنة خمسٍ وستين وثلاث مائة.

من اسمه سراج

سلمة بن سعد الله النحوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي بكر الزبيدي، ومحمد بن يحيى الرباحي، ومحمد بن أصبغ النحوي، وكان مشهورا بمعرفة الأدب. أخذ عنه أبو محمد قاسم بن إبراهيم الخزرجي كثيراً. من اسمه سراج سراج بن سراج بن محمد بن سراج: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الزناد. وهو: ابن عم القاضي سراج بن عبد الله. روى عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيره. حدث عنه أبو حفص عمر ابن كريب السرقسطي لقيه بها وقال: كان فقيها حاذقا. وذكره ابن خزرج وقال: كان: من أهل العلم قديم الاعتناء به، ثقة صدوقا. وذكر أنه أجاز له مع أبيه سنة سبع عشرة وأربعمائة. وكان مقيما بسرقسطة. وتوفي في محرم سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وكان مولده سنة أربع وستين وثلاث مائة. سراج بن عبد الله بن محمد بن سراجٍ مولى بني مروان: قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. سمع من أبي عبد الله بن إبراهيم الأصيلي صحيح البخاري وفاته منه يسيرٌ أجازه له. وسمعه أيضا من القاضي أبي عبد الله محمد بن زكرياء المعروف. بابن برطال، وسمع من أبي محمد مسلمة بن محمد بن بتري، والقاضي أبي مطرف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس وغيرهم. وتولى القضاء بقرطبة في صفر سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة إلى أن توفي فلم تنع عليه سقطة، ولا حفظت له زلة. وكان: مشاوراً في الأحكام قبل. وكان شيخا

صالحا، عفيفا حليما على منهاج السلف المتقدم. وكان: طيب الطعمة وتوفي رحمه الله في النصف من شوال سنة ست وخمسين وأربعمائة. وانتهى عمره ستاً وثمانين سنة. ذكره أبو علي الغساني. وأخبرنا عن القاضي سراج جماعةٌ من شيوخنا رحمهم الله. وسمعت أبا الحسن ابن بقى الحاكم رحمه الله يقول: ما رأيت مثل سراج بن عبد الله في فضله وحلمه رحمه الله. سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسين. روى عن أبيه كثيرا، وعن أبي عبد الله محمد بن الفقيه وغيرهما. كانت له عناية كاملة بكتب الآداب واللغات والتقييد لها، والضبط لمشكلها مع الحفظ والإتقان لما جمعه منها. أخذ الناس عنه كثيراً وكان: حسن الخلق، كامل المروة. من بيته علم ونباهة وفضل وجلالة. أنشد أبو القاسم خلف بن محمد صاحبنا رحمه الله، قال: أنشدنا أبو الحسين سراج لنفسه: بث الصنائع لا تحفل بموقعها ... من آملٍ شكر الإحسان أو كفرا فالغيث ليس يبالي أين ما انسكبت ... منه الغمائم تربا كان أو حجرا وتوفي الوزير أبو الحسن ضحى يوم الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسمائة. ودفن بالربض يوم الثلاثاء بعدهن ومولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

من اسمه سيد

من اسمه سيد سيد بن أبان بن سيد الخولاني: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عامر. سمع: من أبي محمد الباجي، وابن الخراز وغيرهما. وسمع بالمشرق: أبي محمد بن أبي زيد وغيره. وكان شيخا فاضلا متقدما في الفهم والحفظ، لم تحفظ له زلة قط في حدائته ذكر ذلك كله ابن خزرج وقال: توفي سنة أربعين وأربعمائة بعد أن كف بصره وهو ابن سبعٍ وثمانين سنة أشهر. سيد بن أحمد بن محمد الغافقي نزل شاطبة، يكنى: أبا سعيد. سمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر المكوي. وكان من أهل التقييد والأدب. أخذ عنه أبو القاسم بن مدير مصنف البخاري وقال: توفي سيد هذا سنة أربع وخمسين وأربعمائة. سيد بن حمزة حاجب: من أهل مالقة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي عمر بن الهندي وغيره حدث عنه أبو المطرف الشعبي وسمع منه سنة ستٍ وعشرين وأربعمائة.

ومن تفاريق الأسماء

ومن تفاريق الأسماء حرف السين سهل بن أحمد بن سهل اللخمي، يعرف: بابن الدراج: من أهل قرطبة يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي علي الحسن بن الخضر الأسيوطي بمكة وغيره. توفي سنة إحدى وأربعمائة، ودفن بمقبرة قريِ. ذكره ابن عتاب وحدث عنه قاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال: كان من خيرا المسلمين. سوار سوار بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن سوار بن دحون بن سلمان بن دحون بن سوار سوار وهو الداخل بالأندلس وكنيته أبو سويد من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. كان: من أهل العلم والذكاء والفهم حافظا للمسائل، عارفا بعقد الشروط، حافظا لأخبار قرطبة وسير ملوكها المروانيين. وكان حليما وقورا متوددا إلى الناس، طالبا للسلامة منهم، حسن الخط، فصيح اللسان حسن البيان وتوفي رحمه الله: عقب جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة العباس وكانت سنه خمسا وسبعين سنة. ذكره ابن حيان. وقرأت بخط أمه فاطمة ابنة عمر بن عبد الرحمن: مولده في ربيع الأول من سنة تسعٍ وستين وثلاث مائة. سعدون بن محمد بن أيوب الزهري: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا الفتح، وأصله من قرية بنطر شنتمرية من مدائن الغرب. رحل إلى المشرق وحج بعد سنة أربع مئة، ولقي أبا الحسن بن جهضم،

وأبا الحسن القابسي، وأبا محمد بن النحاس، وأبا عبد الله بن سفيان، وروى عنهم، ثم رجع إلى سكني إشبيلية. وكان متناهيا في الفضل، ذا علم بالرأي ومشاركا في غيره، قوي الفهم، حافظا للأخبار. ثم رحل ثانية إلى المشرق ووصل إلى مكة وجاور بها إلى أن توفي في حدود سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وقد قارب الثمانين. ذكره ابن خزرج وروى عنه. سماك بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن فايد الجذامي الواعظ سكن إشبيلية يكنى: أبا سعيد. كان شيخا فاضلا صدوقا ذا رواية عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي أيوب الروح بونه وغيرهما. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في عقب ربيع الأول سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. ومولده سنة سبعين وثلاث مائة. سفيان بن القاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان بن عسي بن عبد الكبير ابن سعيد الأسدي سكن قرطبة وأصله من مرباطر من شرق الأندلس يكنى: أبا بحر. روى عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ، وأبي العباس العذري وأكثر عنه وعن أبي الفتح، وأبي الليث نصر بن الحسن السمرقندي، وأبي الوليد الباجي، وطاهر بن مفوز، والقاضي أبي الوليد هشام بن أحمد الكناني واختص به، وأبي عبد الله محمد ابن سعدون القروي، وأبي إسحاق الكلاعي، وأبي داود المقرىء، وأجاز له أبو الحزم عيسى بن أبي ذر الهروي وغيره. وكان: من جلة العلماء وكبار الأدباء، ضابطا لكتبه، صدوقا في روايته. حسن الخط جيد التقييد. من أهل الرواية والدراية. سمع الناس منه كثيرا. وحدث عنه جماعةٌ، من شيوخنا، وكبار أصحابنا، واختلفت إليه وقرأت عليه وسمعت منه كثيرا من روايته، وأجاز لي بخطه سائرها غير مرة.

وقرأت عليه من حفظي أخبرك أَبُو الْعَبَّاسِ الْعُذْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الْهَرَوِيُّ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَكِّيُّ، قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ الرُّوَاسِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى فِي الظُّلْمَةِ كَمَا يَرَى فِي الضَّوْءِ ". فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو بَحْرٍ وَقَالَ: نَعَمْ. وأنشدنا أبو بحر في مرضه الذي مات منه، قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن معاوية ابن أبي البشر المخزومي، قال: أنشدنا أبو عبد الله الحميدي، قال: أنشدني أبو الشجاع الهذلي في مدح كتاب الشهاب: إن الشهاب شهابٌ يستضاء به ... في العلم والحلم والآداب والحكم سقى القضاعي غيثٌ كلما بقيت ... هذي المصابيح في الأوراق والكلم وتوفي شيخنا أبو بحر رحمه الله ليلة الأربعاء أول الليل لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة عشرين وخمسمائة. ودفن يوم الأربعاء بعد العصر بالربض وصلى عليه أبو القاسم بن بقى. وكان مولده سنة أربعين وأربعمائة. سعيد بن خلف بن سعيد: من أهل قرطبة، يكنى أبا الحسن. روى عن أبي الأصبغ بن خيرة المقرىء وجماعة كثيرة سواه. وكان مقرئا فاضلا متفننا في المعارف طلب العلم عمره كله، وصحب الشيوخ قديماً وحديثاً. وكان حسن الصحبة وكريم العشرة، كثير المبرة بإخوانه، وتوفي رحمه الله في ربيع الأول من سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. ودفن بمسجد داخل مدينة قرطبة.

ومن الغرباء في هذا الباب

ومن الغرباء في هذا الباب سالم بن علي بن ثابت بن أبي يزيد الغساني اليماني: يكنى: أبا يزيد. قدم الأندلس مع أبيه تاجرا سنة ست عشرة وأربعمائة. وكان: من خيار المسلمين على طريقة قويمة من المتسننين حنبلي المذهب. وكان ذا رواية واسعة عن شيوخ بلده وغيرهم. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: أخبرنا أن مولده سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة. وأنه ابتدأ بالسماع من العلماء سنة ستين وثلاث مائة. سرواس بن حمود الصنهاجي، يكنى: أبا محمد. سكن طليطلة وحدث بها عن أبي ميمونة دراس بن إسماعيل. وكان: من أصحابه، وكان معلما بالقرآن. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. ومن الكنى في هذا الباب أبو سلمة الزاهدي: الإمام بمسجد عين طار بقرطبة. كان قديم الزهد والتقشف، وكان ممن فتن بمحمد المهدي وأسر معه التدبير فحان بأيدي البرابرة عند تغلبهم قرطبة وذبحوه في منزله يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربعمائة. ذكره ابن حيان.

أبو سهل بن سليم بن نجدة الفهري المقرىء. من قلعة رباح، سكن طليطلة يقال اسمه نجدة. روى عن أبي عمرو المقرىء، وأبي محمد بن عباس، وأبي محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي وغيرهما. وأقرأ الناس القرآن إلى أن توفي بطليطلة، وكان فاضلا نبيلا ضرير البصر. وتوفي: بعد سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

حرف الشين

حرف الشين أفراد شعيب بن سعيد العبدري: من أهل طرطوشة سكن الإسكندرية يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمرو السفاسقي، وأبي محمد الشنتجالي، وأبي حفص الزنجاني، وأبي زكرياء البخاري، وأبي محمد عبد الحق بن هارون وغيرهم. لقيه القاضي أبو علي ابن سكرة بالأسكندرية وأجاز له، وحدث عنه أيضا أبو الحسن العبسي المقرىء. شاكر بن خيرة العامري، مولى لهم، يكنى: أبا حامد. نشأ بشاطبة وعني بالقراءآت والآثار، وقرأ على أبي عمرو المقرىء. وتوفي بعد السبعين والأربعمائة. ذكره ابن مدير. شاكر بن محمد بن شاكر: من أهل طليطلة، يكنى: أبا الوليد. أخذ عن أبي محمد بن عباس الخطيب كثيرا من روايته، ومن أبي إسحاق بن شنظير وغيرهما وقد أخذ عنه. شريح بن محمد بن شريح بن أحمد بن شريح الرعيني المقرىء: من أهل إشبيلية وخطيبها، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبيه كثيرا، من روايته، وعن أبي إسحاق بن شنظير، وعن أبي عبد الله بن منظور، وأبي الحسن علي بن محمد الباجي، وأبي محمد بن خزرج. وأجاز له أبو محمد بن حزم وأبو مروان بن سراج، وأبو علي الغساني وغيرهم.

وكان: من جلة المقرئين، معدودا في الأدباء والمحدثين، خطيبا بليغا، حافظا محسنا فاضلا، حسن الخط، واسع الخلق، سمع الناس منه كثيرا ورحلوا إليه واستقضى ببلده ثم صرف عن القضاء. لقيته بإشبيلية سنة ست عشرة وخمسمائة فأخذت عنه وأجاز لي، ثم سمعت عليه بعد ذلك بأعوام بعض ما عنده. وقال لي مولدي في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. وتوفي رحمه الله عقب جمادى الأول من سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة ببلده بإشبيلية.

حرف الصاد

حرف الصاد من اسمه صالح صالح بن عبد الله الأموي القسام: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد عبد الله بن تمام بن أزهر الفرضي تواليفه في الفرائض والحساب وكان عالما بالفرائض والحساب، مقدما في معرفة ذلك حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق. صالح بن عمر بن محمد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. سمع: من أبي عبد الله بن مفرج وغيره، وله رحلة إلى المشرق مع أبي عبد الله ابن عابد في سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة حج فيها. ولقي بمصر: أبا بكر أحمد ابن محمد بن إسماعيل وغيره. وبالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد الفقيه وغيره. وكان معتنيا بالعلم وروايته، وكان حسن الخط، جيد التقييد ولا أعلمه حدث. قال ابن حيان: وتوفي في منسلخ ربيع الأول سنة سبعٍ وتسعين وثلاث مائة ودفن بمقبرة فرانك بالرصافة في جمع عظيم وكان ناسكا. صالح بن علي الوشقي. سمع: من أبي ذر الهروي، وأبي الحسن بن فهر. وكان معتنيا بالأثر. وكان أبو العباس العذري بطيب ذكره. حكى ذلك ابن مدير

من اسمه صاعد

من اسمه صاعد صاعد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صاعد التغلبي: قاضي طليطلة، يكنى: أبا القاسم وأصله من قرطبة. روى عن أبي محمد بن حزم، والفتح بن القاسم، وأبي الوليد الوقشي وغيرهم. واستقضاه المأمون يحيى بن ذي النون بطليطلة، وكان متحريا في أموره، واختار القضاء باليمين مع الشاهد الواحد في الحقوق، وبالشهادة على الخط، وقضى بذلك أيام نظره. وكان: من أهل المعرفة والذكاء، والرواية، والدراية، ولد بالمرية في سنة عشرين وأربعمائة. وتوفي بطليطلة وهو قاضيها في شوال سنة اثنتين وستين وأربع مئة. وصلى عليه يحيى بن سعيد بن الحديدي. ذكر بعضه ابن مطاهر. ومن الغرباء صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغداذي اللغوي، يكنى: أبا العلاء. روى عن القاضي أبي سعيد بن الحسن بن عبد الله السيرافي، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي سليمان الخطابي وغيرهم. ذكره الحميدي، وقال: ورد من المشرق إلى الأندلس في أيام هشام بن الحكم وولاية المنصور محمد بن أبي عامر في حدود الثمانين والثلاث مائة، وأظن أصله من ديار

أفراد

الموصل، دخل بغداذ وكان عالما باللغة والآداب والأخبار، سريع الجواب، حسن الشعر، طيب المعاشرة، فكه المجالسة ممتعا، فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والإفضال عليه. وكان مع ذلك محسنا للسؤال. حاذقا في استخراج الأموال، طيبا بلطائف الشكر. خرج من الأندلس في الفتنة وقصد صقلية فمات بها قريباً من سنة عشرة وأربع مائة انتهى كلام الحميدي. قال ابن حيان: وجمع أبو العلاء للمنصور محمد بن أبي عامر كتابا سماه الفصوص في الآداب والأشعار والأخبار وكان ابتداؤه له في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، وأكلمه في شهر رمضان من العام وأثابه عليه بخمسة آلاف دينار دراهم في دفعة، وأمره أن يسمعه الناس بالمسجد الجامع بالزاهرة في عقب سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مائة، واحتشد هـ من جماعة أهل الأدب ووجوه الناس أمة. قال ابن حيان: وقرأته عليه منفردا في داره سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. وذكره الخولاني وقال: أنه أجاز له ما رواه وألفه. قال أبو محمد بن حزم: توفي صاعد رحمه الله بصقلية في سنة سبع عشرة وأربع مائة. قلت: وكان صاعد هذا يتهم بالكذب وقلة الصدق فيما يورده عفى الله عنه. أفراد صادق بن خلف بن صادق بن لبيال الأنصاري. من أهل طليطلة سكن برغش يكنى: أبا الحسن. روى بطليطلة عن أبي بكر أحمد بن يوسف العواد، وعن أبي محمد القاسم بن هلال وغيرهما. ورحل إلى المشرق وحج ودخل بيت المقدس وأخذ عن نصر بن إبراهيم المقدسي

حرف الضاد

وأكثر عنه. وكان سماعه منه في سنة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وأخذ أيضا عن أبي الخطاب العلاء بن حزم وسمع منه في البحر في انصرافهما إلى الأندلس. وكتب بخطه علما كثيرا ورواه. وكان: رجلا فاضلا دينا. متواضعا، عفيفا. محافظا على أعمال البر. حدث بيسير وكان ثقة في روايته. ذاكرني به أبو الحسن المعدل وأثنى عليه ووضعه لي بالخير والصلاح وتوفي بعد سنة سبعين وأربع مائة. حرف الضاد اسم مفرد الضحاك بن سعيد: ثغري ممن قرأ على أبي عمر المقرىء الطلمنكي وأخذ عنه سنة ثمان وعشرين وأربع مئة ذكره أبو القاسم المقرىء.

حرف الطاء

حرف الطاء من اسمه طاهر طاهر بن عبد الله بن أحمد القيسي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا الحسن. صحب معوذ بن داود الزاهد زمأنا وروى عنه كثيرا. وعن صخر بن سعيد المرشاني وغيرهما. وحج سنة ثلاث عشرة وروى بالمشرق عن أبي محمد النحاس، وأبي الحسن بن فهر، والمسدد بن أحمد. وقرآ القرآن على القنطري المقرىء. وكان طاهرا هذا فاضلا صواما قواما، حسن العقل. وتوفي في شعبان سنة خمسين وأربع مئة. ذكره ابن خزرج. طاهر بن هشام بن طاهر الأزدي: من أهل المرية، يكنى: أبا عثمان. روى عن أبي القاسم المهلب بن أبي صفرة وغيره. ورحل إلى المشرق وأخذ عن أبي ذر الهروي، وأبي عمران الفاسي، وأبي بكر المطوعي وغيرهم. وكان مفتيا بالمرية، أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا رحمهم الله. وقال ابن مدير وتوفي سنة سبع وسبعين وأربع مئة وله ستٌ وثمانون عاما رحمه الله. طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري: من أهل شاطبة، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ وأكثر عنه واختص به وهو أثبت الناس فيه، وسمع من أبي العباس العذري، وأبي الوليد الباجي، وأبي شاكر الخطيب،

حرف الظاء

وأبي الفتح السمرقندي، وأبي بكر بن صاحب الأحباس، وسمع بقرطبة: من أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيان وغيرهما. وكان: من أهل العلم مقدما في المعرفة والفهم، عني بالحديث العناية الكاملة وشهر بحفظه وإتقانه، وكان منسوبا إلى فهمه ومعرفته. وكان حسن الخط جيد الضبط مع مع الفضل والصلاح والورع والانقباض والتواضع والزهد. وله شعرٌ حسنٌ منه قوله: عدة الدين عندنا كلمات ... أربع من كلام خير البريه اتق المشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملن بنيه وتوفي رحمه الله يوم الأحد لأربع خلون من شعبان سنة أربع وثمانين وأربع مئة. ومولده في شوال سنة سبع وعشرين وأربع مئة. حرف الظاء فارغ

حرف العين

حرف العين من اسمه عبد الله عبد الله بن محمد بن مغيث بن عبد الله الأنصاري: من أشراف قرطبة، يكنى: أبا محمد. وهو والد قاضي الجماعة أبي الوليد بن الصفار. روى عن خالد بن سعدٍ، ومحمد بن أحمد الإشبيلي الزاهد. وأحمد بن سعيد بن حزم، وإسماعيل بن بدر وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة والنباهة، والذكاء واليقظة، والحذق والفهم، ومن أهل الأدب البارع والشعر الرائق، والكتابة البليغة مع الدين والفضل والنسك والعبادة والتواضع. وزهد في الدنيا في آخر عمره وجمع كتابا في شعر الخلفاء من بني أمية، وله كتاب التوابين من تأليفه وهو حسن، وكان أثيرا عند الخليفة الحكم رحمه الله. وقرأت بخط القاضي ابنه: توفي أبي رحمه الله ونضر وجهه في صدر شوال من سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. وكان مولده في ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومأتين. قال يونس: سمعت أبي رحمه الله يقول: أوثق عملي في نفسي ملامة صدري، إني آوي إلى فراشي ولا يأوي إلى صدري غائلة لمسلم. نفعه الله بذلك. عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري والد الحافظ أبي عمر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. سمع: من أحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن دحيم بن خليل، وأبي بكر بن الأحمر، ومحمد بن أحمد بن قاسم بن هلال وغيرهم، ولزم أبا إبراهيم

إسحاق بن إبراهيم الفقيه وتفقه عنده وقرأ عليه المدونة وغيرها. ولم يسمع أبو عمر من أبيه شيئا لصغره. وكان يحدث كثيرا عن كتاب أبيه فيقول: وجدت في سماع أبي بخطه، وقد جوز البخاري أن يحدث الرجل عن كتاب أبيه بتيقن أنه بخطه دون خط غيره. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمانين وثلاث مائة. ومولده سنة ثلاثين وثلاث مائة ذكره مولده ووفاته ابنه أبو عمر رحمه الله. عبد الله بن عبد الله بن ثابت بن عبد الله الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. سمع: من محمد بن عبد الله بن عيشون، ووهب بن عيسى وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. ومولده سنة ستٍ وثلاث مائة. عبد الله بن محمد بن صالح بن عمران التميمي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: كان صاحبنا في السماع. وتوفي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. عبد الله بن إسحاق بن الحسن بن عبد الله المعافري: من أهل قرطبة يكنى: أبا بكر. روى عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأبي إبراهيم، وابن الأحمر، وأبي عيسى الليثي، ومحمد بن حارث وغيرهم كثير. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا وأجاز لنا بخطه في عقب رجب سنة تسع وثمانين وثلاث مائة.

عبد الله بن يوسف بن أبي زيد الأموي البلوطي، يكنى: أبا محمد. يحدث عن أبي حفص بن جزي، وأحمد بن يحيى بن الشامة، ومسلمة بن قاسم، وأحمد بن مطرف، وابن حزم، وأبي إبراهيم، وابن مدراج وغيرهم. حدث عنه الصاحبان وذكرا أنه أجاز لهما في عقب جمادى الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. عبد الله بن سعيد المجريطي منها، يكنى: أبا محمد. روى بقرطبة: عن محمد بن سعيد الخضري وغيره. وسمع بطليطلة: من أبي محمد بن غلبون القاضي، وأبي عبد الله محمد بن عمر. وحدث عنه الصاحبان وقالا: كان صاحبنا في السماع عند شيوخنا. وتوفي بالمشرق سنة تسعين أو إحدى وتسعين وثلاثٍ مائة. عبد الله بن أحمد بن مالك: من أهل سرقسطة وإمام الجامع بها، يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق حدث فيها عن الحسن بن رشيق وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. عبد الله مولى محمد بن إسماعيل القرشي، يكنى: أبا محمد. قدم طليطلة وأخذ بها عن أبي غالب وغيره. وله رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي الطيب الحريري، وعمر بن المؤمل وغيرهما. حدث عنه الصاحبان أبو إسحاق وأبو جعفر رحمهما الله. عبد الله بن بشام بن خلف بن عقبة الكلبي: من أهل تطيلة، يكنى: أبا محمد. له رحلة سمع فيها من الحسن بن رشيق وغيره. حدث عنه من أهل بلده أبو بكر يحيى بن زكرياء الزهري.

عبد الله بن أبان بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن بن دينار بن وافد بن رجاء بن عامر بن مالك الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. كذا نقلت نسبه من خط أبي إسحاق بن شنظير. وقال عبد الرحمن: جده هو صاحب المدنية، وعيسى بن دينار أخو عبد الرحمن ابن دينار، وكان عبد الرحمن أصغر سنا من عيسى وأقدم رحلة، وأصلهم من الشام. وكان سكني عبد الله هذا بالزقاق الكبير بقرطبة في دور آبائه وأجداده. روى عن وهب بن مسرة، وعن أبيه أبان بن عيسى بن دينار، وابن الأحمر، وأبي إبراهيم، وأحمد بن العطار، وأجاز له كل واحد منهم ما رواه. قرأت هذا كله بخط ابن شنظير وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة، ومولده يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وثلاث مائة. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني الطليطلي: سكن قرطبة، يكنى: أبا محمد. سمع بقرطبة: من قاسم بن أصبغ وغيره، وصحب القاضي منذر بن سعيد. ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة. فسمع من أبي علي بن السكن بمصر، وأبي محمد بن الورد، وأبي العباس السكري، وابن فراس، وحمزة الكناني وغيرهم. وكانت رحلته وسماعه مع أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، ورغب إليه إذ قدم الأندلس أن يحدث فقال: لا أحدث ما دام صاحباي حيين، فلما ماتا جلس للسماع فأخذ الناس عنه. أخبرني أبو الحسن بن مغيث رحمه الله قال: قال القاضي أبو عمر بن الحذاء: كان أبو محمد هذا شيخا فاضلا، رفيع القدر، عالي الذكر، عالما بالأدب واللغة ومعاني الأشعار

ذاكرا للأخبار والحكايات، حسن الإيراد لها وقورا، ما رأيت أضبط لكتبه وروايته منه، ولا أشد تحفظا بها ورعاية لها. وكان لا يعير كتابا إلا لمن تيقن أمانته ودينه حفظا للرواية. وكانت له رواية كثيرة عن قاسم بن أصبغ وغيره بالأندلس قبل رحلته إلى المشرق ولم يكن قيدها ولا كتبها فلم يقدر عليه أحد من الناس أن يقرأ عليه في كتب أصحابه ولا في كتب شيوخه. وكان يقول: هذه الكتب قد تعاورتها الأيدي بعد أربابها فلا استحل أن أروي فيها. وذكره الخولاني وقال: كان شيخا ذكيا، حافظا لغويا. من أهل العلم متقدما في الفهم. رحل إلى المشرق ولقي جلة من الناس. وسمع منهم وكتب عنهم بمكة وبمصر وبالشام. وكان قد تولى قراءة الفتوحات قديما لفصاحته وصدقه ونفاذه. وكان أسن ونيف على الثمانين بثلاثة أعوام وصحبه الذهن إلى أن مات رحمه الله. وقال الحسن بن محمد: كان السلطان قد تخير أبا محمد بن أسد لقراءة الكتب الواردة عليه بالفتوح بالمسجد الجامع بقرطبة على الناس لفصاحته، وجودة بيانه، وجهارة صوتهن وحسن إيراده. فتولى له ذلك مدة قوته ونشاطه، فلما بدن وتثاقل استعفاه من ذلك فأعفاه ونصب سواه. فكان يندر في نفسه بعد عند ذكر الولاية والعزل فيقول: ما وليت لبني أمية ولاية قط غير قراءة كتب الفتوح على المنبر، فكنت أنصب فيه، وأتحمل الكلفة دون رزق ولا صلة، ولقد كسلت منذ أعفيت عنها وخامرني ذل العزلة. وذكره ابن حيان وقال: كان حسن الحديث، فصيح اللسان، حلو الإشارة، غزير الإفادة، حاضر الجواب، حار النادرة. وأخباره كثيرة. وكان يستحسن الضرب في المصحف التماس البركة في دليل الاستخارة. يحكي عنه بعض أصحابه قال: أردت الركوب في البحر في بعض الأسفار على تكره من نفسي ففزعت إلى الضرب

في المصحف عقب تقريب بنافلةٍ وتقديم استخارة، فوقعت يدي على قوله تعالى: " وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رهوا إنهم جندٌ مغرقون " الآية فتخلفت عن ركوبه وركبه قوم فغرقوا بأجمعهم. وحدث عنه من كبار العلماء أبو الوليد بن الفرضي، والقاضي أبو المطرف بن فطيس، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء، والخولاني، والقبشي وغيرهم كثيرا. قال ابن الحذاء: ولد سنة عشرٍ وثلاث مائة. وتوفي يوم الاثنين لسبعٍ بقين من ذي الحجة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. زاد ابن حيان: ودفن بمقبرة متعة وصلى عليه القاضي أبو العباس بن ذكوان وأوصى أن يكفن في ثلاث أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة رحمه الله. عبد الله بن محمد بن نصر الأسلمي من ولد بريدة بن الحصيب الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعرف: بابن الحديثي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن جماعةٍ من علماء قرطبة، وسمع الناس منه كثيرا من روايته. وكان ثقة فيما رواه وعني به. وتوفي ليلة الأربعاء عقب جمادى الآخرة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. ذكر وفاته ابن حيان وحدث عنه الصاحبان، وحكم بن محمد الجذامي وغيرهم. عبد الله بن محمد بن خلف بن عطية الأزدي يعرف: بابن أبي رجاء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عنه أبو بكر محمد بن أبيض وقال: كان سكناه بزقاق الشبلاري وهو إمام مسجد غلاب. ومولده سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. عبد الله بن سليمان بن وليد بن طالب بن عبيدة الجذامي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد.

روى عن أحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد، وإسماعيل بن بدر، ووهب ابن مسرة، وأبي بكر الدينوري، وأبي بكر اللؤلؤي وأجازوا له ما رووه. حدث عنه أبو إسحاق بن شنظير وقرأت بخطه: أن مولده سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وقال: سكناه بالقناطير وهو إمام مسجد القلاسين. عبد الله بن محمد لب بن صالح بن ميمون بن حرب الأموي الحجاري المقرىء: سكن قرطبة، يكنى: أبا محمد، ويعرف: بالريولة. رحل إلى المشرق، وروى عن الحسن بن رشيق وأجاز له ما رواه وسمع عليه مسند ابن أبي شيبة حدثه به عن أبي العلاء الوكيعي، عن ابن أبي شيبة. وروى عن أبي بحر محمد الشيرازي، حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل الفضل والخير، مجودا للقرآن، حسن الصوت به. وروى عنه أبو إسحاق وقال: مولده سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، وسكناه بمقبرة قريش وهو إمام مسجد ابن حيوية. عبد الله بن عبيد الله بن وجيه بن عبد الله الكلاعي الشقندي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. كان: من أهل العناية والرواية. حدث عنه الصاحبان وهشام بن محمد بن هلال وأخوه قاسم وغيرهم. عبد الله بن محمد بن نزار: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. كان جار عباس بن أصبغ، وكان كثير المجالسة له. وأخذ أيضا عن أبي إبراهيم الفقيه وأبي محمد عثمان: حدث عنه الصاحبان. عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض بن محبوب بن ثابت الأموي النحوي من أهل طليطلة سكن قرطبة واستوطنها يكنى: أبا محمد.

وروى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم، وعباس بن أصبغ، وأبي الحسن علي بن مصلح، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد بن حرب وأبي غالب تمام بن عبد الله وغيرهم كثير. وأجاز له أبو العباس تميم بن محمد بن تميم القيرواني، وأبو الحسن زياد بن عبد الرحمن اللؤلؤي القيرواني، ومحمد بن القاسم ابن مسعدة الحجاري، وأبو ميمونة، والصديني الفاسيان وغيرهم. وعني بالحديث وجمعه وتقييده وضبطه، وكان أديبا حافظا نبيلا سمع الناس منه وجمع كتابا في الرد على محمد بن عبد الله بن مسرة أكثر فيه من الحديث والشواهد وهو كتاب كبير حفيل. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق، وحكم بن محمد، وأبو إسحاق وصاحبه أبو جعفر وقالا: مولده في شعبان سنة تسعٍ وعشرين وثلاث مائة، وسكناه بمقبرة أبي العباس الوزير بزقاق دحيم، وصلاته بمسجد الأمير هشام بن عبد الرحمن: وتوفي رحمه الله سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. أو سنة أربع مئة. ذكر ذلك الصاحبان: عبد الله بن أحمد بن قند اللغوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد، ويعرف: بالطليطلي. أخذ عن أبي محمد الأصيلي الحافظ وأكثر عنه وشهر بمجالسته وحضور مناظرته وعن أبي عبد الله بن عتبة النحوي، وتصرف في الأحكام. وكان: من أهل البراعة والمعرفة والنفاذ في الفقه والحديث والافتنان في ضروب العلم والتحقيق من بينها بعلم الغريب. وحفظ اللغة. وتوفي في الوقعة التي كانت بين سليمان بن حكم والمهدي بعقبة البقر سنة أربع مئة. وكان: من أصحاب سليمان وممن رفع مكانه وأدناه ذكره ابن حيان.

عبد الله بن سعيد بن محمد بن بتري: صاحب الشرطة بقرطبة، والمتولي لبنيان الزيادة بالمسجد الجامع بقرطبة عن عهد محمد بن أبي عامر: وكان: من أهل الأدب والفهم والحلم والكرم. توفي لأربع خلون من ذي القعدة من سنة إحدى وأربع مئة. ذكره ابن حيان. عبد الله بن محمد بن إدريس بن عبيد الله بن إدريس بن عبيد الله ابن يحيى بن عبد الله بن خالد السلمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي محمد عبد الله بن قاسم القلعي وغيره. ذكره الخولاني ورى عنه. عبد الله بن سلام الصنهاجي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم وغيره وكان رجلا صالحا زاهداً وتوفي سنة اثنتين وأربع مئة. ذكره ابن عتاب، وقرأته بخطه ومنه نقلته. وحدث عنه قاسم ابن إبراهيم الخزرجي: عبد الله بن القاضي محمد بن إسحاق بن السليم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد. كان في عداد المشاورين بقرطبة من تقديم سليمان بن حكم. وكان قليل العلم نبيه البيت. وتوفي لأربع خلون من ذي القعدة من سنة اثنتي وأربع مئة. وصلى عليه ابن وافد ذكره ابن حيان. عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سفيان، واسمه عبد ربه الغافقي: من من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه وغيره. وحدث. وقرأت بخط محمد بن عتاب الفقيه أنه توفي في رجب سنة ثلاث وأربع مئة. حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله. وقرأت ذلك

بخطه، والصاحبان والزهراوي، والخولاني، وقاسم بن هلال وعبد الرحمن بن يوسف الرفا وغيرهم كثير. عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي الحافظ، يعرف: بابن الفرضي. من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد. وهو صاحب تاريخ علماء الأندلس الذي وصلناه بكتابنا هذا. روى بقرطبة عن أبي جعفر أحمد بن عون الله، والقاضي أبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد عبد الله بن قاسم بن سليمان الثغري، وأبي محمد بن أسد، وخلف بن قاسم، وأبي أيوب سليمان بن حسن بن الطويل، وأبي بكر عباس بن أصبغ، وأبي عمر ابن عبد البصير، وأبي زكرياء يحيى بن مالك بن عائذ، وأبي محمد بن حرب وجماعة كثيرة سواهم يكثر تعدادهم. ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة فحج وأخذ بمكة عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل المكي، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم وغيرهما، وأخذ بمصر: عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البنا، وأبي بكر الخطيب، وأبي الفتح بن سيبخت، وأبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم. وأخذ بالقيروان: عن أبي محمد بن أبي زيدٍ الفقيه، وأبي جعفر أحمد بن دحمون، وأحمد ابن نصر الداودي وغيرهم. ثم انصرف إلى قرطبة وقد جمع علما كثيرا في فنون العلم فصنف كتابه في تاريخ علماء الأندلس، وبلغ فيه النهاية والغاية من الحفل والإتقان. وجمع كتابا حفيلا في أخبار شعراء الأندلس، وجمع في المؤتلف والمختلف كتابا حسنا، وفي مشتبه النسبة. كذلك، إلى غير ذلك من جمعه وتصنيفه. حدث عند أبو عمر بن عبد البر الحافظ وقال: كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث، وعلم الرجال. وله تواليف حسان، وكان صاحبي ونظيري. أخذت معه

عن أكثر شيوخه، وأدرك من الشيوخ ما لم أدركه أنا. كان بيني وبينه في السن نحو من خمس عشرة سنة، صحبته قديما وحديثا. وكان حسن الصحبة والمعاشرة، حسن اللقاء قتلته البربر في سنة الفتنة وبقي في داره ثلاثة أيام مقتولا، وحضرت جنازته عفا الله عنه. وحدث عنه أيضا أبو عبد الله الخولاني وقال: كان من أهل العلم، جليلا ومقدما في الآداب، نبيلا مشهورا بذلك. سمع بالأندلس ورحل إلى الشيوخ في البلدان وسمع منهم، وكتب عنهم. ثم توجه إلى المشرق فطلب الحديث، وعني بالعلم وكان قائما به نافذا فيه. أخبرنا أبو بحر سفيان بن العاصي الأسدي في منزله قال: قرأت على أبي عمر ابن عبد البر النمري، قال أنشدنا أبو الوليد بن الفرضي لنفسه: أسير الخطايا عند بابك واقف ... على وجلٍ مما به أنت عارف يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها ... ويرجوك فيها فهو راج وخائف ومن ذا الذي يرجوا سواك ويتقي ... ومالك في فصل القضاء مخالف فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي ... إذا نشرت يوم الحساب الصحائف وكن مؤنسي في ظلمة القبر عندما ... يصد ذووا ودي ويجفو الموالف لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي ... أرجى لإسرافي فإني لتالف قال أبو مروان بن حيان: كان ممن قتل يوم فتح قرطبة وذلك يوم الاثنين لستٍ خلون من شوال سنة ثلاثٍ وأربع مئة الفيقه الراوية الأديب الفصيح أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي أصيب هذا اليوم. وورى متغيرا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة بمقبرة مومرة إلى أيام من قتله.

ولم ير مثله بقرطبة من سعة الرواية وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال والافتنان في العلوم إلى الأدب البارع والفصاحة المطبوعة. قل ما كان يلحن في جميع كلامه من غير حوشية مع حضور الشاهد والمثل. مولده في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وثمانين فحج وأخذ عن شيوخ عدة فتوسع جدا. وكان جماعا للكتب فجمع منها أكثر ما جمعه أحدٌ من عظماء البلد. وتقلد قراءة الكتب بعهد العامرية، واستقضاه محمد المهدي بكورة بلنسية. وكان: حسن الشعر والبلاغة والخط، وأخباره كثيرة رحمة الله. أخبرني القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله الحافظ غير مرة قال: أنا أبو بكر محمد ابن طرخان ببغداذ قال: أنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: نا أبو محمد علي بن أحمد الحافظ، قال: أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة وسألت الله تعال: الشهادة، ثم انحرفت وفكرت: في هول القتل، فندمت وهممت أن أرجع: فاستقيل الله ذلك، فاستحييت. قال أبو محمد: فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه، فسمعه يقول بصوت ضعيف: لا يلكم أحدٌ في سبيل الله: والله أعلم بمن يكلم في سبيله. إلا جاء يوم القيامة: وجرحه يثعب دما، اللون: لون الدم، والريح: ريح المسك. كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك. قال: ثم قضى نحبه على أثر ذلك رحمه الله، وهذا الحديث في الصحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن عمرو بن محمد الناقد، وأبي خيثمة زهير بن حرب، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن بن مغيث، وأخبرني به غير مرة مشافهة قال: وجدت بخط أبي محمد بن حزم أنه قتل في الدخلة وبقي في مصرعه حتى تغير، وكفنه ابنه في نطع. قال الحميدي: أنشدني أبو محمد بن أبي عمر اليزيدي الحافظ، قال أنشدني أبو بكر محمد بن إسحاق المهلبي لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن الفرضي قالها في طريقه إلى المشرق، وكتب بها إلى أهلهن وكان قد رحل في طلب العلم وتغرب وألف في المؤتلف والمختلف وغيره. وتوفي في حدود الأربع مائة مقتولا مظلوما في الفتن: مضت لي شهورٌ منذ غبتم ثلاثة ... وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا ومالي حياةٌ بعدكم أستلذها ... ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا ولم يسلني طول التنائي هواكم ... بلى زادني شوقا وجدد لي ذكرى يمثلكم لي طول شوقي إليكم ... ويدنيكم حتى أناجيكم سرا سأستعتب الدهر المفرق بيننا ... وهل نافعي أن صرت استعتب الدهرا أعلل نفسي بالمنى في لقائكم ... واستسهل البر الذي جبت والبحرا ويؤنسني طي المراحل دونكم ... أروح على أرضٍ وأغدو على أخرى وتالله ما فارقتكم عن قلي لكم ... ولكنها الأقدار تجري كما تجري رعتكم من الرحمن عينٌ بصيرةٌ ... ولا كشفت أيدي الردى عنكم سترا قال الحميدي: وأنشدني له أبو محمد علي بن أحمد الفقيه:

إن الذي أصبحت طوع يمينه ... إن لم يكن قمرا فليس بدونه ذلي له في الحب من سلطانه ... وسقام جسمي من سقام جفونه قال أبو الوليد: أنا أبو الحسن جهضم بمكة، قال: نا أبو بكر أحمد بن علي، قال: نا أحمد بن مروان، قال: نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: ما الناس إلا من قال حدثنا وأخبرنا وسائر الناس لا خير فيهم، ولقد التفت المعتصم إلى أبي فقال له: كلم ابن دؤاد فأعرض عنه أبي بوجهه وقال: كيف أكلم من لم أره على باب عالمٍ قط. أخبرناه أبو محمد بن عتاب سماعا عن أبي عمر النمري إجازة منه له، قال أنا أبو الوليد فذكر الحكاية إلى آخرها. آخر الجزء الرابع: والحمد لله حق حمده، وصلى الله عل محمد نبيه وعبده.

الجزء الخامس

الجزء الخامس بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما. عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون الخولاني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي القاسم مسلمة بن القاسم، وأبي عمر أحمد بن هلال العطار، وأبي جعفر أحمد بن عون الله، وأبي بكر الدينوري المطوعي وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة وسمع بمصر: من عتيق بن موسى موطأ ابن بكير، ومن أب محمد إسماعيل الضراب، ومن أبي بكر بن إسماعيل، ومن ابن سدرة وغيرهم. وسمع بالقيروان: من أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر دحمون ومن جماعة سواهم يكثر تعدادهم. وكتب بخطه أزيد من ألفي ورقة، وكان حسن الخط نفعه الله بذلك. وانصرف إلى الأندلس في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة وشهد عيد الأضحى بقرطبة وكان تردد هناك نحو العامين. وكان مولده سنة ثلاثين وثلاث مائة. وتوفي في صدر شوال سنة ثلاث وأربع مائة. حدث عنه ابنه أبو عبد الله محمد ابن عبد الله وذكر من خبره ما ذكرته. عبد الله بن سعيد بن خيرون بن محارب، يعرف: بابن المحتشم من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد.

رحل إلى المشرق وأجاز له الحسن بن رشيق، وأبو علي بن شعبان، وأبو الطيب الحريري، وهبة الله ما رواه كل واحد منهم. وحدثه هبة الله بالمدونة عن جبلة بن حمود عن سحنون. وقرأت بخط ابن شنظير قال: مولده سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. وسكناه بمقبرة أبي العباس الوزير وبابه بزقاق زرعة، وصلاته بمسجد الأمير. قال ابن حيان: وتوفي بالمطبق منكوبا في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربع مئة، وأسلم إلى أهله في قيوده ودفن بمقبرة ابن عباس. عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. صحب أبا محمد الأصيلي واختص بن وسكن معه بربض الرصافة بجوفي قرطبة. وسمع أيضا من عبد الوارث بن سفيان وغيره. وكان: من أهل النباهة والجلالة والمعرفة باللغة والأدب. وشوور بقرطبة وتوفي بالبيرة سنة خمس وأربع مئة. وسيق إلى قرطبة فدفن بها رحمه الله: يوم الاثنين لست خلون من ربيع الآخر من العام المؤرخ. وكان مولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة وكان يخضب بالسواد. عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن جهور: من أهل قرطبة. كان: من أهل الأدب والبيت الجليل والنباهة. ذكره أبو محمد علي بن أحمد بن حزم وروى عنه. عبد الله بن أحمد بن بتري، يكنى: أبا مهدي. روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي. حدث عنه أبو الوليد هشام ابن سعيد الخير بن فتحون. ذكره والذي قبله الحميدي. عبد الله بن محمد العبدري: من أهل أذنة، يكنى: أبا محمد.

له رحلة إلى المشرق دخل فيها بغداد وسمع بها ممن لقيه من الشيوخ وقد كتب عنه أبو عمرو المقرىء وذكر أنه كان من أصحابه. عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد النحوي، يعرف: بابن الأسلمي. من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا محمد. روى عن الحسن بن رشيق أجاز له مع المنذر بن المنذر. ومن تأليفه كتاب: تفقيه الطالبين ثلاث أجزاء. وكتاب: الإرشاد إلى إصابة الصواب في الأشربة. حدث عنه أبو عبد الله بن شق الليل وقال: قدم علينا طليطلة مجاهدا. قال غيره: وكان: من أهل العلم بالعربية واللغة متحققا بها، بارعا فيهما مع وقار مجلس ونزاهة نفس. وكان قد شرع في شرح كتاب الواضح للزبيدي فبلغ منه نحو النصف، وتوفي قبل إكماله. وله كلامٌ على أصول النحو، ومعرفة بالحديث ورواية له ومشاركة في الفقه، وكلام في الاعتقادات. وكان: من أهل الحفظ والذكاء. ذكر عنه أنه كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يوما رحمه الله. عبد الله بن سعيد بن أحمد الأزدي: من أهل أستجة، يكنى: أبا محمد. روى بالمشرق عن عطية بن سعيد وغيره، حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في بعض كتبه. وقرأت ذلك بخطه رحمه الله. عبد الله بن محمد بن ربيع بن صالح بن مسلمة بن بنوش التميمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد.

روى عن أبي بكر بن الأحمر القرشي، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأبي عبد الله بن مفرج القاضي، وأبي حفص الخولاني، وأبي محمد بن عثمان الأسدي، وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، وأبي عبد الله بن الخراز، والقاضي منذر ابن سعيد، وأبي علي البغداذي وغيرهم. ورحل إلى المشرق مع أبي عبد الله بن عابد سنة إحدى وثمانين فحج ولقي بمكة: أبا الفضل الهروي وغيره. وكتب بمصر: عن أبي بكر بن إسماعيل المهندس. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد وغيره. ثم انصرف إلى الأندلس فروى عنه جماعة من علمائها وكان ثقة ثبتا، دينا فاضلا. أخبرني أبو الحسن بن مغيث، قال: أخبرني: أبو محمد بن شعيب المقرىء، قال: أخبرني أبو عبد الرحمن العقيلي، قال: رأيت أبا محمد بن بنوش يصلي بمسجد أبي عبدة صلاة نافلة فسقط رداؤه عن منكبيه فما التفت إليه ولا اشتغل به لكثرة إقباله على صلاته وشغل باله بها. وقال لي أبو الحسن بن مغيث: واستقضى أبو محمد هذا بمالقة، وكذلك قال ابن حزم، ثم وجدت بخط أبي محمد بن خزرج أنه استقضى بشذونة والجزيرة بتقديم المهدي في مدته الأولى. وذكره الخولاني في رجاله الذين لقيهم فقال: كان من أهل العلم والحديث مع العدالة. وله عناية قديمة مشهورة معلومة، لقي جماعة من الشيوخ الرواة للعلم وكتب عنهم وسمع منهم. وحدث عنه أيضا أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وأبو محمد بن حزم، وأبو مروان الطبني، وأبو عمر بن مهدي المقرىء وقال: كان أبو محمد نضر الله وجهه كثير الرواية مقيد لها، عالي الدرجة فيها، ثقة مأمونا، ذا دين وفضل. ولد في النصف

من شعبان سنة ثلاثين وثلاث مائة وتوفي - غفر الله له ذنبه - يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأول سنة خمس عشرة وأربع مئة. ودفن صبيحة يوم الجمعة برحبة غزيرة. عند دار ابن شهيد ولم يخرج به إلى المقبرة لشدة خوف البرابرة في ذلك الوقت نفعه الله بذلك. عبد الله بن أحمد بن عثمان، يعرف بابن القشاري. من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن جماعة من علماء بلده. وكان دينا تقيا ثقة في روايته، ورعا قليل التصنع. وكان الغالب عليه الرأي، وكان شاعرا مشاورا في الأحكام وتولى الصلاة والخطبة بجامع طليطلة. وكان يعقد الوثائق دون أجرة. وكان يبدأ في المناظرة بذكر الله عز وجل، والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يورد الحديث والحديثين والثلاثة والموعظة. ثم يبدأ بطرح المسائل من غير الكتاب الذي كانوا يناظرون عليه فيه. ذكر ذلك ابن مطاهر. وقرأت بخط أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن: توفي شيخنا الفقيه المالكي أبو محمد ليلة السبت لليلتين خلتا لشعبان الذي من سنة سبع عشرة وأربع مائة، وصلى عليه أبو الطيب بن الحديدي. عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري: قاضي بلنسية، يكنى: أبا عبد الرحمن، ويلقب بحيدرة. روى بقرطبة: عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن السليم، وأبي بكر ابن القوطية وغيرهم.

وكان: من العلماء الجلة، ومن ذوي العناية القديمة ثقة فاضلا. ذكره ابن خزرج وقال بلغني أنه توفي ببلنسية قاضيا سنة سبع عشرة وأربع مئة، وله بضع وثمانون سنة. وقرأت بخط بعض الشيوخ: أنه توفي في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مئة وحدث عنه أبو محمد بن حزم وقال: هو من أفضل قاض رأيته دينا وعقلا وتصاونا مع حظه الوافر من العلم. عبد الله بن محمد بن سليمان، يعرف: بابن الحاج. من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي الربيع بن الغماز المقرىء. حدث عنه أبو عمر بن مهدي وقال: كان حافظا لكتاب الله تعالى، مجودا له مع حلاوة صوته وطبعه. وكان إذ أحيا في الجامع لا يتمالك كل من سمعه من البكاء وما ذاك إلا لسريرة حسنة وتقى كان بينه وبين خالقه والله أعلم. وكان معه أدب وإحسان للأعمال العجيبة في الزهد والشعر. وكان يقول شعرا حسنا، وكان كثير الرواية للحديث أدرك شيوخا جلة وأخذ عنهم، وكان له تأليفٌ في الزهد كبيرٌ وغير ذلك. وكان من قديم مشفقا لاشتغاله عن الطلوع إلى المشرق وحج بين الله الحرام، متعلق النفس بذلك حتى دنا الوقت وحركة القدر فخرج فلما وصل إلى القيروان لحقته المنية سنة تسع عشرة وأربع مئة. نفعه الله بما كان ينوبه. إنه على كل شيء قدير. عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر القرشي النحوي: من أهل قرطبة، استوطن سرقسطة، يكنى: أبا محمد. وهو من جلة أصحاب أبي عمر بن أبي الحباب وغيره.

وكان صحيح النقل، حسن الخط، مليح التقييد والضبط، استوطن مدينة سرقسطة وقرأ بها العربية. وكان يعرف بها بالقرشي ويفاخر بخطه. عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين بن عاصم بن عبد الملك بن إدريس بن بهلول بن أزراق بن عبد الله بن محمد الصدفي كذا قرأت نسبه بخطه: وهو من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى ببلده عن أبيه عبد الرحمن بن عثمان، وعن عبدوس بن محمد، وأبي عبد الله ابن عيشون، وعبد الله بن معروف، وشكور بن خبيب، وفتح بن إبراهيم، وتمام بن عبد الله، وأبي محمد بن أمية وغيرهم. وسمع بقرطبة: من أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، وخلف بن قاسم وغيرهم كثير. وكتب بمدينة الفرج عن أبي بكر أحمد بن موسى بن ينق، وأبي عمر أحمد بن خلف الزاهد، وأبي عبد الله محمد بن خلف بن سعيد، وأبي زكرياء يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة وغيرهم. وكتب عن جماعة من سائر رجال الثغر. ورحل إلى المشرق مع أبيه سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة فحج ولقي بمكة أبا القاسم عبيد الله بن محمد السقطي البغدادي، وأبا الطيب بن غلبون المقرىء، وأبا إسحاق التمار، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن عبيد الوشا، وأبا محمد بن عبد الغني بن سعيد الحافظ وغيرهم. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد الفقيه فسمع منه جملة من تواليفه، وأجاز له سائرها، وأبا جعفر أحمد بن دحمون بن ثابت وغيرهما. ثم انصرف إلى طليطلة بلده فروي عنه أهلها ورحل الناس إليه من البلدان. وكان خيرا فاضلا، زاهدا عابدا، مجتهدا دينا، متواضعا ورعا، سنيا عالما عاملا، ويقال إنه كان مجاب الدعوة. وكان الأغلب عليه الرواية والتقييد وقراءة الآثار والعمل بها. وكانت جل كتبه قد نسخها بيده، وكان في روايته موثوقا متحريا صدوقا.

وكان قد التزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان يتولى ذلك بنفسه ولا تأخذه في الله لومة لائم. وألف في هذا المعنى ديوأنا وهو: كتاب الأمر والنهي. وكان مهيبا مطاعا محبوبا من جميع الناس لم يختلف اثنان في فضله، وكان الناس يتبركون بلقائه. وكان مواظبا على الصلاة بالجامع، ولقد خرج إليه في بعض الليالي لصلاة العشاء حافيا في ليلة مطر. وكان يقرأ خلف الإمام فيما جهر فيه. وذكر أنه كان يحصى ما كان يسوقه من كرمه ولو كان عنقودا واحدا لإحصاء الزكاة. وكان يتولى عمل عنب كرمه بنفسه. وسمع عن بعض أصحابه الذين يختلفون إليه أنه يروي ديوان كذا بسندٍ قريب. فقال له: أريد أن أسمعه منك. فأحضر الديوان وصار الشيخ بين يديه وسمعه منه. ذكر ذلك كله ابن مطاهر وقال: توفي: سنة أربع وعشرين وأربع مئة. وما رىء على جنازة بطليطلة ما رىء على جنازته من ازدحام الناس عليه وتبركهم به رحمه الله. وقال أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن البيروله: كان أبو محمد بن ذنين هذا شيخا فاضلا، ورعا صليبا في الدين، كثير الصدقة يبايع الناس إذا ابتاع أعطى دراهم طيبة لا دلسة فيها ولا زائفة، وإذا بايع اشترط مثل ذلك، وإذا خدع فيها وردت عليه صرها في خرقة ثم واسط بها القنطرة وألقاها في غدير الوادي ويقول: هي أفضل من الصدقة بمثلها لو أنها طيبة، لقطع الردى والغش من أيدي المسلمين. كانت جل بضاعته قراءة كتب الزهد وروايتها وشيء من كتب الحديث، ولم يكن له بالمسائل كبير العلم. عبد الله بن سعيد بن عبد الله الأموي، يعرف: بابن الشقاق. من أهل قرطبة وكبير المفتين بها، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي، وعن أبي عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي واختص به. وعن أبي محمد الأصيلي وغيرهم. قال ابن مهدي:

كان أبو محمد هذا فقيها جليلا، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقد الوثائق، وحاز الرياسة بقرطبة في الشورى والفتيان وولي القضاء الكور والرد بقرطبة والوزارة. وكان يقرىء الناس بالقراءآت السبع ويضبطها ضبطا عجيبا. أخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان المقرىء وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة، وكان بصيرا بالحساب والفرض والنحو مقدما في ذلك أجمع إلا أن الفقه والفتيا فيه وعقد الوثائق كان أغلب عليه نفعه الله بذلك. ولد أبو محمد هذا سنة ست وأربعين وثلاث مائة. قال ابن حيان: وتوفي رحمه الله ودفن عشى يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر رمضان سنة ستٍ وعشرين وأربع مئة. وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله بمقبرة أم سلمة. وكانت سنة إحدى وثمانين سنة وشهرين. وزعموا أن سبب موته: أن عينه، رمدت فأشير عليه بالفصد ففصد والوقت حمارة القيظ فانهدت قوته، وفنيت رطوبته، وتكسع في علته ثلاثا ثم قضى نحبه رحمه الله. عبد الله بن محمد بن معدان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. صاحب الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة، وكاتب القاضي يونس بن عبد الله ومن قبله، وأمينهم على تنفيذ الوصايا. وكان يعقد الشروط، وكان عفيفا سمع الأخلاق، مطلق البشر يقبل الهدية ويأبى الرشوة. وتوفي يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وأربع مئة. وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله وهو يومئذ أسن منه وشهده جمع الناس. ذكره ابن حيان. عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رضا الكاتب: من أهل يابره من الغرب وهو من رهط الأخطل الشاعر يكنى: أبا محمد.

كان: من أهل الأدب البارع والشعر الحسن وبلاغة اللسان، والتصرف في العلوم، أخذ عن أبي بكر الزبيدي، وابن القوطية، وابن أبي الحباب وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: توفي بإشبيلية في عقب ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مئة، ومولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. عبد الله بن يحيى بن أحمد الأموي، يعرف: بابن دحون، من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. أخذ عن أبي بكر بن زرب، وأبي عمر الإشبيلي وغيرهما من جلة العلماء. وكان: من جلة الفقهاء وكبارهم، عارفا بالفتوى، حافظا للرأي على مذهب مالك وأصحابه، عارفا بالشروط وعللها، بصيرا بالأحكام مشاورا فيها. وكان صاحبا للفقيه أبي محمد بن الشقاق ومختصا بصحبته، وعمر وأسن وانتفع الناس بعلمه ومعرفته. قال لي أبو الحسن ابن مغيث: توفي أبو محمد بن دحون في سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة. زاد غيره في المحرم ليلة الجمعة لست خلون منه وصلى عليه مكي المقرىء. عبد الله بن بكر بن قاسم القضاعي: من أهل طليطلة يكنى: أبا محمد. روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد، وعبد الرحمن ابن ذنين، والتبريزي وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة سبع وأربع مئة. وأخذ بمكة عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وأبي ذر الهروي. وسمع بمصر: من أبي محمد بن النحاس وغيره. وأخذ بالقيروان: عن أبي عبد الله بن مناس وغيره. وكان: من الرواة الثقات الأخيار، وكان مع ذلك ورعا فاضلا عفيفا خيرا منقبضا متعاونا سالم الصدر، وكان لا يبيح لأحد أن يسمعه شيئا مما رواه لالتزامه الانقباض وتوفي: سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة. ذكر بعضه ابن مطاهر. عبد الله بن سعيد بن أبي عوف العاملي الرباحي. قدم طليطلة واستوطنها.

وكان: قد سمع من ابن أبي زمنين وغيره. ورحل حاجا فسمع من ابن أبي زيد وغيره. وكان: فاضلا دينا ورعا معقلا مداوما على صلاة الجماعة يصلى الصبح عند طلوع الفجر، يفتح له باب المسجد لصلاة الصبح، ويغلق وراءه بعد صلاة العشاء. وكان إذا قرأ الحديث أو قرىء عليه يبكي، وكان يرابط في رمضان بحصن ولمش. قال ابن مطاهر: توفي سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة. عبد الله بن عبيد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد العزيز ابن عمرو بن عثمان بن محمد بن خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبان بن عامر بن أمية ابن عبد شمس المعيطي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الرحمن روى عن أبي محمد الباجي وغيره. وكان: من أهل النبل والذكاء والشرف، وبويع له بالخلافة بشرق الأندلس وخطب له على المنابر الشرقية، ثم خلع وصار في آخر عمره إلى كتامة وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة. وحكى ابن حيان: أن أبا محمد الباجي قال له ذات يوم: كأني بك يا قريشي قد أثرت فتنة، وتقلدت إمارة، إلا أني أراك قليل المتعة بها فاستعذ بالله من شر ما أنت لاق. فوجم المعيطي مما قاله وقال له: من أين يقول الشيخ أيده الله هذا، ويعلم الله بعدي عنه؟ فقال: من أصح طريق. فقال له: كنت أراك في نومي منامي توقد نارا حطبها زرجون لم تلبث أن خمدت فأولتها فتنة تقوم بها سريعة الخمود. وكذلك أحسب أمرك يكون فيها والله أعلم. قال: فاظهر المعيطي الاستعاذة من ذلك، وضرب الدهر من ضرباته إلى أن كان

من أمر المعيطي ما ذكرناه. فصحت رؤيا الشيخ فيه بعد أربعين سنة. وكان سبب هذا أن مجاهدا صاحب دانية قدم هذا المعيطي أن يكون أمير المؤمنين بعملهن فبقي مدة يسيرة ثم خلعه مجاهد عن إمرة المؤمنين ونفاه من عمله وسار بأرض كتامة لا يرفع للدنيا رأسا. عبد الله بن أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب المعافري الطلمنكي منها، يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه كثيرا من روايته وصحبه كثيرا، وسمع أيضا مع أبيه من جماعة من شيوخه، وقد أخذ عنه الناس، وحدث عنه أبو الحسن علي بن عبد الله الإلبيري المقرىء وغيره. عبد الله بن يوسف بن نامي بن يوسف بن أبيض الرهوني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي بكر عباس بن أصبغ، وأبي عبد الله محمد ابن خليفة، وخلف بن القاسم، وأحمد بن فتح الرسان، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. ذكره ابن مهدي، وقال: كان رجلا صالحا خيرا فاضلا لا يقف بباب أحد، ولا يزول عن تأديبه بمسجد أبي خالد بالمدينة. وكان مجودا للقرآن، قديم الطلب، حسن الخلق شديد الانقباض، جيد العقل، خاشعا كثير البكاء، متحريا فيما يسمع محتفظا به، ورعا في دينه. وقرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب. ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة. قال أبو مروان الطبني: وتوفي رحمه الله يوم الثلاثاء لتسع خلون من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وأربع مئة. واختلط في آخر عمره فترك الأخذ عنه. ذكر ذلك ابن حيان. عبد الله بن محمد بن زياد الأنصاري، من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. وهو والد زياد بن عبد الله الخطيب.

كان من أهل الخير والصلاح والصيانة. ومن أهل الكتابة والنباهة والبلاغة. وله في الترسيل كتاب سماه البغية وهو جمع حسن. ثم تخلى عما كان سبيله من الكتابة، ولزم النسك والعبادة، ورفض الدنيا إلى أن توفي ودفن عشي يوم الجمعة لأربع بقين من شهر رمضان المعظم من سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. ودفن بمقبرة أم سلمة. وكان قد اختلط في آخره عمره. ومولده سنة ستين وثلاث مائة. وكان جارا لأبي محمد بن نامي المتقدم قبله ومهاجرا له لا يصلي وراءه في مسجده. ذكره ابن حيان. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القيسي، المعروف. بابن الجيار. من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. له رواية عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي عبد الله بن الفخار، ومكي المقرىء، وأبي القاسم الوهراني، وحامد بن محمد المقرىء وغيرهم. وكتب بخطه علما ورواه. وعني بالشروط وجلس لعقدها بين الناس بجوفي الجامع. ذكره ابن حيان بصحبة السلطان والدخول فيما لا يعنيه فتكره إلى أهل قطبة وخرج عنهم إلى مالقة وسكنها إلى أن توفي بها في آخر ربيع الأول من سنة ست وثلاثين وأربع مئة. عبد الله بن سعيد بن لباج الأموي الشنتجيالي الطويل الجوار بمكة شرفها الله. سكن قرطبة وغيرها، يكنى أبا محمد. سمع بقرطبة قبل رحلته من أبي محمد بن بتري، وأبي عمر الطلمنكي، ورحل إلى المشرق سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة فسمع بمكة: من أبي القاسم القسطي، وأبي الحسن أحمد بن فراس

العبقسي، وأبي الحسن بن جهضم. وصحب بها أبا ذرٍ عبد بن أحمد الهروي الحافظ، واختص به وأكثر عنه. ولقي أبا سعيد السجزي فسمع عنه صحيح مسلم، ولقي با سعد الواعظ صاحب كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم فسمع منه كتابه هذا، وأبا الحسين يحيى بن نجاح صاحب كتاب سبل الخيرات فحمله عنه. وجماعة سواهم سمع منهم، وكتب الحديث عنهم، وسمع بمصر: من أبي محمد بن الوليد وغيره. قال أبو المطرف عبد الرحمن بن الطيطلي: كان أبو محمد هذا خيرا عاقلا، حليما جوادا، زاهدا متبتلا، منقطعا إلى ربه منفردا به. رحل إلى مكة وجاور بها أعواما. حكي عنه أنه كان يسرد الصوم فإذا أراد أن يغوط خرج من الحرم إلى الحل فقضى حاجته ثم انصرف إلى الحرم تعظيما له. رضي الله عنه. وقرأت بخط شيخنا أبي محمد بن عتاب قال: قرأت بخط أبي القاسم حاتم بن محمد: أخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي المجاور: أن أبا بكر الجلاء أقام بالحرم أربعين عاما لم يقض فيه حاجة الإنسان تعظيما للحرم. وقرأت بخط أبي الحسن الإلبيري المقرىء قال: كان أبو محمد هذا فاضلا، ورعا كريما لم تكن للدنيا عنده قيمة ولا قدر، وكان كثيرا ما يكتحل بالإثمد ويجلس للسماع متحببا، وربما عقد حبوته بطرف ردائه. وقرأت بخط ابن حيان قال: كان أبو محمج يوالي الاكتحال بالأثمد ويحض عليه فقل ما يرى إلا محشو العين به. ويقول كثيرا لا تمنعوا العين قوتها فتمنعكم ضوءها. وقرأت بخط أبي مروان الطبني: رحل أبو محمد الشنتجيالي رحمه الله سنة إحدى

وتسعين وثلاث مائة إلى المشرق وحج رحمه حجة الفريضة عن نفسه وأتبعها خمسا وثلاثين حجة، وزار مع كل حجة زورتين فكملت له اثنتان وسبعون زورة. ورجع إلا الأندلس في سنة ثلاثين وأربع مئة. ولحق بقرطبة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت للحرم سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة. فقرىء عليه مسند مسلم بن الحجاج الصحيح في نحو جمعة بجامع قرطبة في موعدين طويلين حفيلين كل يوم موعد غدوة، وموعد عشية. وخرج عن قرطبة يوم الثلاثاء لستٍ خلون لصفر بعده بنية الرباط بنواحي الغرب فتصرف في مغيبه عن قرطبة فيما خرج له إلى أن قدم قرطبة القدمة الثانية في عقب جمادى الأول سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة، وتصرف قليلا وبه وهن السفر واعتل في دار بعض إخوان إلى أن توفي بها ليلة السبت لأربع خلون من رجب من سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة. ودفن رضي الله عنه يوم السبت المذكور بالربض بقبلي قرطبة عند قبر أصبغ بن مالك رحمه الله في يوم غزير الغيث دائم المطر. وصلى عليه الحاكم أبو علي بن ذكوان. عبد الله بن محمد بن ثوابة اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق أخذ فيها بمكة عن أبي ذر الهروي وغيره، وله سماع قديم ببلده. وتوفي لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وقد قارب المائة. ذكره ابن خزرج. عبد الله بن خلوف بن موسى الزواغي يعرف: بابن أبي العظام: من أهل بجانة صاحب صلاة الفريضة وأحكام الجهة بها: يكنى: أبا محمد. كان: من أهل التلاوة والاجتهاد في العبادة من عباد الله الصالحين. توفي ليلة الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة. ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر، وصلى عليه القاسم أبو الوليد الزبيدي. عبد الله بن هارون الأصبحي: من أهل لاردة، يكنى: أبا محمد.

ذكره الحميدي وقال: فقيه أديب شاعر زاهد متصاون من أهل العلم. ذكره لي أبو الحسن علي بن أحمد العائذي وأنشد له أشعارا أنشده إياها ومنها: كم من أخٍ قد كنت أحسب شهده ... حتى بلوت المر من أخلاقه كالملح يحسب سكرا في لونه ... ومجسه ويحول عند مذاقه عبد الله بن أحمد بن خلف المعافري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبيه، وعن يعيش بن محمد، وكان يبصر الوثائق ويعقدها ولا يأخذ عليها أجرا، وكانت فيه شراسةٌ وسوء خلق، استشهد سنة ثلاثٍ وأربعين وأربع مئة. ذكره ابن مطاهر. عبد الله بن عثمان بن مروان العمري البطليوسي، يكنى: أبا محمد. ذكره الحميدي وقال فيه: نحوي فقيهٌ شاعر قرأت عليه الأدب مات قريباً من سنة أربعين وأربع مئة. قال: ومما أنشدني لنفسه رحمه الله: عرفت مكانتي: فسببت عرضي ... ولو أني عرفتكم سببت ولكن لم أجد لكم سموا ... إلى أكرومةٍ فلذا سكت عبد الله بن محمد بن عبد الله الجدلي: صاحب الصلاة بجامع المرية والخطبة، يعرف: بابن الزفت، يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن القابسي، وأخذ عنه صحيح البخاري، وأبا الحسن ابن فراس. وكان صاحبا لحاتم بن محمد هنالك. وكان رجلا فاضلا. وتوفي ليلة الاثنين لستٍ بقين من جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين وأربع مئة. ودفن يوم الاثنين بعد صلاة العصر في الشريعة القديمة وصلى عليه القاضي أبو الوليد الزبيدي وكان مولده سنة تسع وستين وثلاث مائة.

عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود الجذامي المعروف: بالبزلياني. سكن إشبيلية، يكنى: أبا محمد. كان: من أهل الأدب والشعر والترسيل، واللغة والخبر متفننا في العلم. أخذ الأدب عن أبي الفتوح الجرجاني وجماعة سواه. وكان ثقة صدوقاً. ذكره أبو محمد ابن خزرج وروى عنه كثيرا وقال: توفي بإشبيلية سنة خمسٍ وأربعين وأربع مئة ومولده في صفر سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصار: من أهل قرمونة، من قرية منها يقال لها شتيقش - سكن مصر واستوطنها - يكنى: أبا محمد. سمع بقرطبة قديما من أبي القاسم إسماعيل بن إسحاق الطحان وغيره. ورحل إلى المشرق سنة أربع وثمانين وثلاث مائة فأخذ في طريقه بالقيروان: عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه، وأبي الحسن القابسي، وأبي جعفر أحمد بن دحمون بن ثابت وغيرهم. وحج وأخذ بمكة: عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي كثيرا، وعن أبي العباس أحمد بن بندار الرازي، وأبي الحسن بن صخر القاضي وغيرهم. واستوطن مصر وحدث عن جماعة من أهلها وحدث بها، وكان ثقة فيما رواه، ثبتا دينا فاضلا، حافظا للرأي. مالكي المذهب وطال عمره. وروى عنه جماعة من علماء الأندلس، وخرج من مصر إلى الشام في ربيع سبع وأربعين وأربع مئة. وتوفي بالشام في شهر رمضان من سنة ثمان وأربعين وأربع مئة. قرأت ذلك بخط أبي مروان الطبني. قال غيره: ومولده سنة ستين وثلاث مائة. عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هشام، يعرف: بابن المكوي: من

أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. وهو ولد أبي عمر الإشبيلي الفقيه كبير المفتين بقرطبة أيام الجماعة. له سماع من أبي محمد بن أسد: سمع منه صحيح البخاري، وسمع من أبي القاسم الوهراني وغيرهما. واستقضاه أبو الحزم بن جهور بقرطبة بعد أبي بكر بن ذكوان، ولم يكن من القضاء في وردٍ، ولا صدرٍ لقلة علمه ومعرفته، وإنما كانت أثرة آثره بها لا حقيقة، ثم صرفه ابنه أبو الوليد محمد بن جهور عن ذلك يوم الاثنين لثلاثٍ بقين من شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وأربع مئة. وبقي خاملا معطلا وركبته علة ذبول صعبة تردد فيها إلى أن توفي من علته تلك فدفن بمقبرة أم سلمة عشي يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى من سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مئة بالصيلم المشهورة بالأندلس فشهده جمع الناس واثنوا عليه بالعفة والصيانة. وكان سنة السبعين أو دونها، وكانت مدة عمله في القضاء ثلاث سنين وشهرين واثني عشر يوما. عبد الله بن عبد الرحمن بن معافى: من أهل شاطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عبد الله بن الفخار، وأبي القاسم البريلي، وأبي عمر بن عبد البر. وله رحلة إلى المشرق حج فيها وصحب العلماء. أخذ الناس عنه وتوفي: سنة أربع وخمسين وأربع مئة وله ثلاثة وخمسون عاماً ذكره المقرىء. قال غيره: توفي ابن معافي لثلاث بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة. ومولده عام خمسة وتسعين وثلاث مائة. وتولى غسله والصلاة عليه أبو محمد بن مفوز الزاهد. عبد الله بن سعيد بن أحمد بن هشام الرعيني سكن إشبيلية ويعرف: بابن المأموني. كان شيخا صالحا من أهل التلاوة، وله حظ صالح من العلم وسماع من عدة من الشيوخ بالمشرق وغيره. منهم: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد اللبيدي ونظراؤه. وكتب

عنه ابن خزرج وقال: أجاز لي ما رواه في ربيع الأول من سنة أربع وخمسين وأربع مئة. عبد الله بن موسى بن سعيد الأنصاري، يعرف بالشارقي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن القاضي بقرطبة يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن دحون، وأبي علي الحداد، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عمر بن سميق، وأبي محمد الشنتجيالي، وأبي عمرو السفاسقي، وأبي محمد بن عباس الخطيب وجماعة سواهم. ورحل إلى المشرق وحج وسمع في رحلته من أبي إسحاق الشيرازي الفقيه وغيره وانصرف إلى طليطلة واستوطنها. وكان: من خيار المسلمين وممن انقطع إلى الله عز وجل ورفض الدنيا، ونجرد إلى أعمال الآخرة مجتهدا في ذلك بلا أهل ولا ولد. لم يباشر محرما إلى أن مات على أقوم طريقةٍ. وكان حسن الإدراك جيد التلقين، حصيف العقل، نقي القريحة مع الصلاة الطويلة والصيام الدائم، ولزوم المسجد الجامع. كانت له فيه مجالس كثيرة يعلم الناس أمر وضوءهم وصلاتهم وجميع ما افترض الله عليهم. وكان حسن الخلق صابرا لمن حفي عليه، متواضعا، بذ الهيئة، دمثا طاهرا قريبا من الناس، قليل المال، صابرا قانعا راضيا باليسير من المطعم والملبس، وأشير عليه بأن يفرض له في الجامع فأبى من ذلك. وكان آخر عمره قد عزم على الرحلة إلى الحج، فأرسل فيه القاضي أبو زيد بن الحشا وقال له: تقدمت لك رحلةٌ؟ فقال: نعم. وقد حجبت إن شاء الله. فقال له: هذه نافلة ولا سبيل لك إلى ذلك، والذي أنت فيه آكدٌ. ومنعه عن الخروج من طليطلة فمكث فيها إن أن توفي سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة. ذكره ابن مطاهر

زاد غيره: كانت وفاته منسلخ شوال من العام واحتفل الناس لجنازته. عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري ولد الحافظ أبي عمر بن عبد البر سكن مع أبيه بلنسية وغيرها يكنى: أبا محمد وأصله من قرطبة. روى عن أبيه، وعن أبي سعيد الجعفري، وأبي العباس المهدوي وغيرهم. ذكره الحميدي وقال: كان: من أهل الأدب البارع، والبلاغة الرائعة، والتقدم في العلم والذكاء. مات بعد الخمسين وأربع مئة. وقد دون الناس رسائله، وأنشدني له بعض أهل بلادنا. لا تكثرن تأملا ... واحبس عليك عنان طرفك فلربما أرسلته ... فرماك في ميدان حتفك قال لي بعض أصحابنا توفي: سنة ثمانٍ وخمسين وأربع مئة. وصلى عليه القطيني الزاهد. عبد الله بن سيد العبدري، يعرف: بابن سرحان، من أهل مرسية، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي الوليد بن ميقل وغيره. وكان يتقن عقد الشروط ويعرف عللها. وله كتابٌ فيها سماه المفيد قد عول الناس عليه وله كتاب حسن في شرحه. روى عنه أبو عبد الله محمد بن يحيى التدميري وغيره. عبد الله بن سليمان المعافري، يعرف بابن المؤذن: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمر الطلمنكي وغيره. وكان: من أهل العلم والفضل والخير، وكان الأغلب عليه الحديث والآثار والآداب والقراءات. وكان كثير الكتب جلها بخطه.

وكان يلتزم بيته. وكان لا يخرج منه إلا في يوم جمعة لصلاته أو لباديته. وكان صرورة لم يتزوج قط ولا تسري. سمع الناس منه. وتوفي: سنة ستين وأربع مئة. ذكره ابن مطاهر. عبد الله بن سعيد بن هارون: من أهل مرسية، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمر الطلمنكي، وأبي الوليد بن ميقل وغيرهما. وكان خطيبا بالمسجد الجامع. وتوفي: سنة إحدى وستين وأربع مئة. ذكر وفاته ابن مدير. عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي، يعرف: بالبشكلاري - وبشكلار قرية من قرى جيان سكن قرطبة -، يكنى: أبا محمد. روى بقرطبة عن أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل، وأبي عثمان بن القزاز وأحمد بن فتح الرسان وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن حيوة، وأبي القاسم الوهراني، وأبي بكر التجيبي، وخلف بن يحيى الطليطلي، وأبي عمرو السفاسقي وغيرهم. وكان ثقة فيما رواه، ثبتا فيه، شافعي المذهب. قال لي أبو محمد بن عتاب: كان أبو محمد هذا إماما بمسجد يوسف بن بسيل برحبة ابن درهمين. روى عنه أبو علي الغساني وغيره من جلة الشيوخ. وأخبرنا عنه أبو القاسم بن صواب بجميع ما رواه أجاز له ذلك بخطه. وتوفي رحمه الله ودفن يوم السبت السادس عشر من شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربع مئة. ودفن بالربض وصلى عليه أبو عبد الرحمن العقيلي. وكان مولده سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وكان شيخا صالحا. ذكره ابن حيان. عبد الله بن فتوح بن موسى بن أبي الفتح بن عبد الواحد الفهري: من أهل البونت، يكنى: أبا محمد. كان: من أهل المعرفة والحفظ والعلم والفهم. وله كتاب حسنٌ في الوثائق

والأحكام. وهو كتابٌ مفيد، واختصر أيضا المستخرجة وغيرها. وكانت عنده رواية عن أبيه وغيره. وتوفي لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين وأربع مئة. عبد الله بن محمد بن عباس، يعرف: بابن الدباغ: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، وأبي علي الحداد، وأبي عبد الله ابن عابد. وسمع من أبي عبد الله بن عتاب كثيرا. وكان مشاورا في الأحكام بقرطبة. دينا فاضلا، ورعا. وكان صاحبا للفقيه أبي عبد الله بن فرج، ومفتيا معه، وتوفي يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وستين وأربع مئة فيما أخبرني أبو جعفر الفقيه، ثم قرأته بخط ابن سهل القاضي. عبد الله بن محمد بن جماهر الحجري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبيه وعن أبي عبد الله بن الفخار وغيرهما. ورحل حاجا فروى عن أبي ذر وغيره. وكان له حظ وافر من الفرائض والحساب وأفتي الناس. وتوفي: سنة ثلاثٍ وستين وأربع مئة. ذكره ابن مطاهر. عبد الله بن علي بن أبي الأزهر الغافقي: طليطلي سكن المرية، يكنى: أبا بكر.

رحل وحج ولقي أبا ذر الهروي، وأبا بكر المطوعي وغيرهما. وكان: من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم. أخذ الناس عنه واختار أن يتسمى بعبد، وأن يزيل اسمه من اسم خالقه جل وعز تشبيها بأبي ذر عبد بن أحمد شيخه ولم يكن ذاك صوابا من فعله. وتوفي رحمه الله: سنة ثلاثٍ وستين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الله بن محمد بن حزم بن حرب التيمي الأندلسي: أصله من قلعة رباح فيما أخبرني به أبو الحسن بن مغيث. سكن مصر، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي القاسم. ورحل إلى المشرق وحج ولقي بمصر: أبا محمد عبد الله بن الوليد الأندلسي، وروى عن أبي القاسم عبد الملك بن الحسن القيني وجماعة من رجال المشرق. لقيه هنالك أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن وروى عنه. وذكر أن أصله من طليطلة، وكانت له عنايةٌ ورواية، وكان عنده أدبٌ وحلاوة. وكان مشاركا لمن قدم عليه من الأندلس، كثير المبرة بهم قاضيا لحوائجهم. قال لي شيخنا أبو الحسن بن مغيث: سمعت المقرىء أبا القاسم خلف بن إبراهيم يثني على أبي محمد هذا ويرفع بذكره وقال سمعته بمصر ينشد: بصري فاتكٌ وطرفي عفيفٌ ... عن حلالٍ وعن حرامٍ ضعيف فوحق القرآن أنى لعفٌ ... غير أني للغانيات ألوف وكانت وفاته بمصر في نحو الستين والأربع مئة. عبد الله بن طريف بن سعد: من أهل قرطبة، وهو والد شيخنا أبي الوليد بن طريف. روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، وعن القاضي سراج بن عبد الله، وأبي مروان الطبني وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر ابن الحذاء وغيرهم. وكانت له رحلة إلى المشرق وحج فيها ولقي أبا محمد بن الوليد بمصر فأخذ عنه سنة أربعين وأربع مئة. واستجازه لابنه أبي الوليد شيخنا فأجازه.

وكان كثير السماع على الشيوخ والتكرر عليهم والاختلاف إليهم. وتوفي بشلطيش رحمه الله سمعت ابنه يذكر ذلك. عبد الله بن أحمد، يعرف: بابن النباهي من أهل مالقة، يكنى: أبا محمد. أخذ عن أبي القاسم بن الإفليلي كثيرا وكان عالما بالآداب واللغات والأشعار. وله ردٌ على أبي محمد بن حزم فيما انتقده على ابن الإفليلي في شرحه لشعر المتنبي. أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن سليمان الأديب شيخنا رحمه الله. عبد الله بن محمد المعيطي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. صحب أبا عبد الله بن عتاب واختص به، وأخذ عن غيره. وأجاز له أبو ذر الهروي ما رواه. وكان رجلا فاضلا دينا، شهر بالخير والفضل والدين. وكان مشاركا للناس في حوائجهم ومهماتهم. وتوفي في شهر رمضان سنة تسعٍ وستين وأربع مئة. عبد الله بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري: من أهل شاطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا، ثم زهد فيه لصحبته السلطان، وعن أبي بكر بن صاحب الأحباس، وأبي تمام القطيني، وأبي العباس العذري وغيرهم. وكان: من أهل العلم والفهم والصلاح والورع والزهد مشهورا بذلك كله، وتوفي: سنة خمسٍ وسبعين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الله بن محمد بن أحمد بن عامر الحميري: من أهل إشبيلية.

روى عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الباجي. وكان فقيها مشاورا ببلده. وتوفي: سنة ستٍ وسبعين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد بن إسماعيل بن الحارث الداخل بالأندلس. لخمي الأندلس، يكنى: أبا محمد بن أهل إشبيلية. روى عن أبيه، وأبي عبد الله الباجي، وأبي عمر المرشاني، وأبي الفتوح الجرجاني، وأبي عبد الله الخولاني، وأبي عمر بن عبد البر، والتبريزي، وأبي بكر الميراثي، وأبي بكر زهر، واليناقي وغيرهم كثير. وعدة شيوخه الذين أخذ عنهم مائتان وخمسة وستون رجلا وامرأتان بالأندلس. وكتب إليه جماعة منهم من المشرق، وكانت له عناية كاملة بالعلم وتقييده وروايته وجمعه. وكان من جلة الفقهاء في وقته مشاورا في الأحكام بحضرته، ثقة في روايته، سمع الناس منه كثيرا. وقد حدث عنه أبو الحسن العبسي المقرىء وغيره. وأخبرنا عنه من شيوخنا أبو محمد بن يربوع، وأبو الحسن شريح بن محمد وغيرهما. وقد نقلنا من كلامه على أسماء شيوخه في هذا الجمع كثيرا مما نسبتاه إليه. قال ابن مدير: وتوفي رحمه الله سنة ثمان وسبعين وأربع مئة بإشبيلية، زاد غيره في شوال من العام، ومولده فيما قرأته بخطه في جمادى الأولى سنة سبعٍ وأربع مئة. عبد الله بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي الباجي اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا محمد. روى عن جده محمد بن أحمد الباجي. وكان فقيها فاضلا. أخبرنا عنه بعض شيوخنا. وتوفي في رمضان سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. ذكر وفاته ابن مدير.

عبد الله بن محمد بن عمر، يعرف: بابن الأديب، من أهل طليطلة: يكنى: أبا محمد. روى عن الصاحبين أبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر ميمون، وعبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وأبي المطرف بن ذنين، وابنه عبد الله، وأبي بكر بن الرحوي، وأبي عبد الله بن الفخار، وأبي عمر يوسف بن خضر وغيرهم، وسمع علي أبي القاسم البراذعي كتابه في اختصار المدونة. وعمر أبو محمد هذا عمرا كثيرا، وسمع الناس منه. وأخبرنا عنه بعض شيوخنا بما رواه. وتوفي رحمه الله في عشر الثمانين والأربع مئة. عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي: يعرف، بابن العسال من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو المقرىء، وأبي محمد بن عباس، وأبي عمر بن عبد البر، وابن شق الليل، وابن ارفع رأسه. وأخذ عن أبيه فرج بن غزلون، والقاضي أبي زيد الحشا وغيرهم. وكان متفننا فصيحا لسنا، وكان الأغلب عليه حفظ الحديث والانحاء واللغة والآداب. وكان عارفا بالتفسير، شاعرا مفلقا، وكان سنيا، وكان له مجلس حفلٍ يقرأ عليه في التفسير. وكان يتكلم عليه وينص من حفظه أحاديث كثيرة. وكان منقبضا، متصاوناً يلزم بيته. ذكره ابن مطاهر. أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا. وتوفي: سنة سبع وثمانين وأربع مئة وقد نيف على الثمانين رحمه الله. وكان قد استقضى بطلبيرة بعد أبي الوليد الوقشي قديما. عبد الله بن سهل بن يوسف الأنصاري: من أهل مرسية، يكنى: أبا محمد. أخذ عن أبي عمرو المقرىء، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد مكي بن أبي طالب: ورحل إلى المشرق وأخذ بالقيروان عن أبي عبد الله محمد بن سفيان، وأبي عبد الله محمد ابن سليمان الأبي.

وكان: ضابطا للقراءات وطرقها، عارفا بها. أخذ الناس عنه. وسمعت شيخنا أبا بحر يعظمه ويذكر أنه أخذ عنه. وتوفي رحمه الله برندة من نظر قرطبة سنة ثمانين وأربع مئة. عبد الله بن أبي المطرف: من أهل بجانة، يكنى: أبا محمد. ويعرف، بابن قبال. كان: من أهل العلم والحج والدراية والصلاح والرواية. وتوفي: سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الله بن عمر بن محمد، المعروف: بابن الخراز: من أهل بطليوس، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه ورحل إليه، وأخذ عن أبي بكر ابن الغراب. وكان: من أهل العلم والمعرفة والفهم والمشاركة في فنون العلم. وكان عينا من عيون بلده في العمل والفضل معظما عندهم. وسمعت شيخنا أبا محمد بن عتاب يذكر أنه صحبه عند أبيه، ويصفه بالنبل والذكاء والمعرفة. وتوفي رحمه الله في السجن ببلده سنة سبع وثمانين وأربع مئة. عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري: من أهل شلطيش. سكن قرطبة، يكنى: أبا عبيد. روى عن أبي مروان بن حيان، وأبي بكر المصحفي، وأبي العباس العذري سمع منه بالمرية، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر الحافظ وغيره. وكان: من أهل اللغة والآداب الواسعة والمعرفة بمعاني الأشعار والغريب والأنساب والأخبار متقنا لما قيده، ضابطا لما كتبه، جميل الكتب متهيماً بها، كان يمسكها

في سبابي الشرب وغيرها إكراما لها وصيانة. وجمع كتابا في أعلام نبوة نبينا عليه السلام. أخذه الناس عنه إلى غير ذلك من تواليفه، وتوفي رحمه الله في شوال سنة سبع وثمانين وأربع مئة. ودفن بمقبرة أم سلمة. عبد الله بن حيان بن فرحون بن علم بن عبد الله بن موسى بن مالك بن حمدون بن حيان الأنصاري الأروشي. سكن بلنسية، يكنى: أبا محمد. سمع من أبي عمر بن عبد البر كثيرا، وأبي عمرو عثمان بن أبي بكر السفاسقي، وأبي القاسم الإفليلي، وأبي الفضل البغداذي وغيرهم. وكانت له همةٌ عالية في اقتناء الكتب وجمعها. جمع من ذلك شيئا عظيما وتوفي في النصف من شوال سنة سبع وثمانين وأربع مئة. ذكره: أبو محمد الرشاطي وكتب به إلي. عبد الله بن محمد بن أحمد بن العرب المعافري: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا محمد. وهو والد شيخنا القاضي الإمام أبي بكر بن العربي. سمع ببلده: من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور، ومن القاضي أبي بكر بن ابن منظور، وأبي محمد بن خزرج. وسمع بقرطبة: من أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وأبي مروان عبد الملك بن سراج، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر ما رواه. ورحل إلى المشرق مع ابنه أبي بكر في صدر سنة خمسٍ وثمانين وحج وسمع بالشام، والعراق، والحجاز، ومصر، من شيوخ عدة. وشارك ابنه في السماع هنالك، وكتب بخطه علما كثيرا ورواه.

وكان: من أهل الآداب الواسعة، واللغة، والبراعة، والذكاء والتقدم في معرفة الخبر والشعر والافتنان بالعلوم وبجمعها. وكان: من أهل الكتابة، والبلاغة، والفصاحة واليقظة، ذا صيانة وجلالة. وتوفي منصرفا عن المشرق بمصر في محرم سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة. ومولده سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن فورتش: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبيه، وعن أبي محمد الباجي وأجاز له أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمرو السفاقسي، وأبو الفتح السمرقندي. وكان وقورا مهيبا عاقلا فاضلا. ونوظر عليه في المسائل. قال أبو علي بن سكرة: كان أفهم من يحضر عنده. واستقضى ببلده، وكان محمود السيرة في قضائه. وكان مولده سنة أربع وعشرين وأربع مئة. وتوفي في صفر من سنة خمس وتسعين وأربع مئة. عبد الله بن إسماعيل: إشبيلي، يكنى: أبا محمد. كان: من أهل العلم التام، والحفظ بالحديث والفقه. وكان يميل في فقهه إلى النظر واتباع الحديث من أهل التقشف. خرج إلى المغرب فسكنه مدة، وولي قضاء اغمات، ثم نقل إلى قضاء الحضرة فتقلدها إلى أن توفي سنة سبع وتسعين وأربع مئة. وكان مشكور السيرة، حسن المخاطبة. كثيرا ما كان يقول لمن يحكم عليه بالسجن للأعوان: خذوا بيد سيدي إلى السجن. وله تصنيفان في شرح المدونة، ومختصر ابن أبي زيد ملئت علما. أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض.

عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف بن بشير بن سعيد القاضي بن محمد القاضي بن سعيد بن شراحبيل المعافري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عبد الله بن عابد، وحكم بن محمد، وحاتم بن محمد، وأبي عمر بن الحذاء وغيرهم. وكان معتنياً بتقيد العلم وسماعه من الشيوخ. سمع الناس منه بعض ما رواه. وذكر طاهر بن مفوز أنه صحبه وقال: كان حسن الطريقة، ذا سمت وهدى صالح. له اعتناء بالعلم، وهو ذكر نسبه على نحو ما تقدم. وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن المقرىء: توفي أبو محمد بن بشير ليلة الخميس أول الليل لثلاثٍ بقين من المحرم من سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مئة. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه ابنه عبد الله، وكان مولده سنة أربع عشرة وأربع مئة. عبد الله بن سعيد بن حكم المقتلي الزاهد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. قرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء. وكان آخر من بقي ممن قرأ عليه، وكان رحمه الله أحد الزهاد العباد الفضلاء الصلحاء الذين يتبرك برؤيتهم ودعائهم وأخبرني القاضي محمد بن أحمد بن الحاج رحمه الله غير مرة قال: حدثني أبو محمد هذا، قال: كنت عند أبي عمر أحمد بن محمد بن عيسى القطان الفقيه فأتى إليه رجل فقال: إني أريد أن أسألك فحسن لي خلقك! فقال: قل. فقال: ما أفضل ما أدعوا الله به؟ فقال له: في الستر في الدنيا، وأن يميتك على الإسلام. وتوفي رحمه الله سنة اثنتين وخمسمائة.

عبد الله بن يحيى التجيبي من أهل إقليش، يكنى: أبا محمد. ويعرف بابن الوحشي. أخذ بطليطلة عن أبي عبد الله المغامي المقرىء القراءات. وسمع بها أيضا من أبي بكر محمد بن جماهر، وأبي بكرٍ خازم بن محمد وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة والنبل والذكاء. وله كتاب حسن في شرح الشهاب يدل على احتفال في معرفته، واختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك إلى غير ذلك من مجموعاته. وتولى أحكام بلده إقليش في آخر عمره وأقام به مدة يسيرة. وتوفي به سنة اثنتين وخمسمائة. عبد الله بن محمد بن دري التجيبي، المعروف: بالركلي من أهل ركلة عمل سرقسطة سكن شاطبة. يكنى: أبا محمد. روى عن أبي الوليد الباجي، وأبي مروان بن حيان، وأبي زيد عبد الرحمن ابن سهل بن محمد وغيرهم. وكان: من أهل الأدب قديم الطلب سمع منه أصحابنا ووثقوه وتوفي: سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. عبد الله بن مالك الأصبحي: من أهل بطليوس، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي بكر محمد بن موسى بن الغراب، وأبي محمد عبد الله بن عمر ابن الخراز وغيرهما. وكان ثقة فيما رواه، فاضلا عفيفا، منقبضا وعمر وأسن وأخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي في حدود العشرين وخمسمائة، ومولده سنة سبع وعشرين وأربع مئة. عبد الله بن إدريس المقرىء: سرقسطي، يكنى: أبا محمد.

كان: من أهل الأداء والضبط. أخذ ببلده عن عبد الوهاب بن حكم، وسمع أبا علي بن سكرة، وسكن سبتة وتصدر في جامعها للإقراء. وتوفي سنة خمس عشرة وخمسمائة. أفادنيه القاضي أبو الفضل. وذكر أنه قرأ القرآن عليه. عبد الله بن محمد بن السيد النحوي: من أهل بطليوس، يكنى أبا محمد سكن بلنسية. روى عن أخيه علي بن محمد، وأبي بكر عاصم بن أيوب الأديب، وعن أبي سعيد الوراق، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان عالما بالآداب واللغات مستبحرا فيهما، مقدما في معرفتهما واتقانهما، يجتمع الناس إليه ويقرؤون عليه، ويقتبسون منه. وكان حسن التعليم، جيد التلقين، ثقة ضابطا، وألف كتبا حسأنا منها: كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، وكتاب التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة. وكتابا في شرح الموطأ. إلى غير ذلك من تواليفه. كتب إلينا بجميع ما رواه وألفه غير مرة. وأنشدنا أبو الطاهر محمد بن يوسف صاحبنا قال: أنشدني أبو محمد بن السيد لنفسه: أخو العلم حيٌ خالدٌ بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم وذو الجهل ميتٌ وهو ماشٍ على الثرى ... يظن من الأحياء وهو عديم قرأتهما عليه بجامع قرطبة. وتوفي رحمه الله منتصف رجب الفرد من سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. ومولده سنة أربع وأربعين وأربع مئة. عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع بن سليمان: من أهل إشبيلية. سكن قرطبة وأصله من شنتمرية من الغرب يكنى: أبا محمد.

روى ببلده عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور. سمع منه: صحيح البخاري عن أبي ذر، وسمع من أبي محمد بن خزرج كثيرا من روايته، وسمع بقرطبة: من أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني، وكتب إليه أبو العباس العذري بإجازة ما رواه. وكان حافظا للحديث وعلله، عارفا بأسماء رجاله ونقلته، يبصر المعدلين منهم والمجرحين، ضابطا لما كتبه، ثقة فيما رواه. وكتب بخطه علما كثيرا، وصحب أبا علي الغساني كثيرا واختص به وانتفع بصحبته، وكان أبو علي يكرمه ويفضله، ويعرف حقه، ويصفه بالمعرفة والذكاء. وجمع أبو محمد هذا كتبا حسأنا منها. كتاب الإقليد في بيان الأسانيد، وكتاب تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد المؤطأ، وكتاب: لسان البيان عما في كتاب أبي نصر الكلاباذي من الإغفال والنقصان. وكتاب: المنهاج في رجال مسلم ابن الحجاج وغير ذلك ناولنا بعضها وقرأنا عليه مجالس من حديثه، وأجاز لنا بخطه ما رواه وعني به. وتوفي رحمه الله يوم السبت، ودفن أثر صلاة العصر من يوم الأحد التاسع من صفر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. ودفن بمقبرة الربض وصلى عليه القاضي محمد بن أصبغ. ومولده سنة أربعٍ وأربعين وأربع مئة فيما أخبرني. عبد الله بن موسى بن عبد الله بن موسى: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي الحسن العبسي المقرىء، وأبي عبد الله محمد بن فرج فيما ذكر لي، وأبي علي الغساني وخازم بن محمد. وسمع من جماعة من شيوخنا وعني بالحديث عناية كاملة. وكان متفننا في عدة علوم مع الحفظ والإتقان. وتوفي في صفر سنة ستٍ وعشرين وخمسمائة. ودفن بالربض.

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الخشني، يعرف: بابن أبي جعفر، يكنى: أبا محمد من أهل مرسية. روى بقرطبة عن أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه وتفقه عنده، وسمع من أبي القاسم حاتم بن محمد كتاب الملخص وحده. وروى عن أبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله محمد بن سعدون القروي. وروى بطليطلة: عن أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن سلمة. ورحل إلى المشرق فحج وسمع صحيح مسلم بن الحجاج من أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري. وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، مقدما فيه على جميع أهل وقته، بصيرا بالفتوى، مقدما في الشورى، عارفا بالتفسير، ذاكرا له. يؤخذ عنه الحديث، ويتكلم في بعض معانيه، وانتفع طلاب العلم بصحبته وعلمه، وشهر بالعلم والفضل. وكان رفيعا عند أهل بلده، معظما فيهم، كثير الصدقة والذكر لله تعالى. كتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه رحمه الله لثلاث خلون من شهر رمضان سنة عشرين وخمسمائة بمرسية ومولده سنة سبع وأربعين وأربع مئة. عبد الله بن محمد بن أيوب الفهري: من أهل شاطبة، يكنى: أبا محمد. سمع: من أبي الحسن طاهر بن مفوز، ومن أبي الحسن علي بن أحمد بن الروشي المقرىء وسمع من جماعة من الشيوخ بشرق الأندلس وبقرطبة إذ قدمها علينا وحدثنا بحديثٍ مسلسل سمعناه منه عن أبي الحسن طاهر بن مفوز. وأخذ عنه الناس في كل بلد قدمه. وتوفي رحمه الله بشاطبة في شهر شعبان سنة ثلاثين وخمسمائة. أخبرني بوفاته أبو جعفر بن بقا صاحبنا، وذكر لي أنه شاهدها أي جنازته.

عبد الله بن عيسى الشيباني من أهل قلنة حيز سرقطة، يكنى: أبا محمد. محدث حافظ متقن. كان يحفظ صحيح البخاري، وسنن أبي داود عن ظهر قلبٍ فيما بلغني وله اتساعٌ في علم اللسان، وحفظ اللغة وأخذ نفسه باستظهار صحيح مسلم. وله عليه تأليف حسن لم يكلمله. وتوفي ببلنسية عام ثلاثين وخمسمائة. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد النقري، يعرف: بالمرسي. وأصله منها سمع: بسبتة من أبي محمد حجاج بن محمد قاسم صحيح البخاري، عن أبي ذر الهروي، وأخذ عن جماعة سواه: وكان رجلا صالحا، كثير الذكر لله تعالى. وخطب بسبتة مدة. وكتب إلي القاضي أبو الفضل بن عياض بخطه يوثقه ويثني عليه. أخذ الناس عنه وسمعت منه بعض ما عنده وسألته عن مولده فقال: ولدت سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مئة. وتوفي رحمه الله بقرطبة ودفن عشي يوم الثلاثاء لثمان بقين من ربيع الآخر من سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة ودفن بالربض. عبد الله بن أحمد بن عمر القيسي، يعرف: بالوصيدي، من أهل مالقة يكنى: أبا محمد. روى عن الشعبي، وابن خليفة، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي وغيرهم وكان: من أهل العلم والمعرفة والفهم، واستقضى ببلده مدة حمد فيها. وتوفي رحمه الله: سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وكان قد كف بصره. ومولده سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة. عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي، يعرف: بالرشاطي، من أهل المرية، يكنى: أبا محمد.

ومن الغرباء في هذا الاسم

روى عن أبو علي الغساني والصدفي سمع منهما كثيرا، وكانت له عنايةٌ كثيرةٌ بالحديث، والرجال، والرواة، والتواريخ، وله كتابٌ حسنٌ سماه بكتاب اقتباس الأنوار والتماس الأزهار: في أنساب الصحابة ورواة الآثار. أخذه الناس عنه وكتب إلينا بإجازته مع سائر ما رواه. ومولده صبيحة يوم السبت لثمانٍ خلون من جمادى الآخرة سنة ستٍ وستين وأربع مئة. وتوفي رحمه الله نحو سنة أربعين وخمسمائة. ومن الغرباء في هذا الاسم عبد اله بن بكر بن المثنى السهمي المدني: يكنى: أبا العباس: روى عن أبي بكر الآجري، والحسن بن رشيق، وابن الورد وغيرهم. وكان رجلا صالحا، ذا رواية واسعة وطلب قويم مع أبيه بكر بن المثنى. ذكره ابن خزرج وقال: قدم علينا إشبيلية تاجرا وأخذنا عنه في سنة ست عشرة وأربع مئة. وأخبرنا أن مولده سنة سبعٍ وثلاثين وثلاث مائة. عبد الله بن الحسن بن الرحمن بن شجاع المروزي، يكنى: أبا بكر كان فاضلاً ديناً حنبلي المذهب متفنفا واسع الرواية. قديم الطلب، وكان عالما بالعربية على مذهب الكوفيين. وله تأليفٌ في النحو على مذهبهم سماه الابتداء، وله كتابٌ مختصرٌ من علم أبي حنيفة في سبعة أجزاء واسمه المغنى. ذكر ذلك كله ابن خزرج وقال: نبهنا عليه أبو بكر بن الميراثي فسمعنا منه أو جاز لنا في صفر سنة أربع وعشرين وأربع مئة. وأخبرنا أن مولده سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مائة، وكان متمتعاً بذهنه وجميع جوارحه.

عبد الله بن يوسف بن طلحة بن عمرون الوهراني، يكنى: أبا محمد. قدم الأندلس تاجراً سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وسكن إشبيلية وقت السيل الكبير في ذلك العام. وكان: من الثقات له روايةٌ واسعة عن شيوخ إفريقية أبي محمد ابن أبي زيد ونظرائه. وكان له علم بالحساب والطب، وكان نافذا فيها. حدث عنه ابن خزرج وقال لنا: إنه قد قارب الثمانين في سنة. عبد الله بن إبراهيم بن العوام الأندلسي. استوطن مصر وأصله من مدينة بلغي، وهو ذو عناية بالعلم مع خيره وفضله. قال ابن خزرج: أجاز لي في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وأربع مئة. عبد الله بن حمو أصله من المسيلة، يكنى: أبا محمد. كانت له معرفة بالأصول والفروع، واستوطن المرية وقرىء عليه بها. وتوفي: سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. وكتب إلي القاضي أبو الفضل بن عياض بخطه يذكر: أن عبد الله هذا من أهل سبتة، وأنه استقضى بها، ثم فر منها إلى المرية، وذكر أنه له رواية عن أبي إسحاق بن يربوع وغيره. عبد الله بن إبراهيم بن جحاج الكتامي السبتي، يكنى: أبا محمد. كان: من أهل الحفظ والمعرفة بالفقه وعلم التوحيد والاعتقاد. ويقال انه شرب البلاذر للحفظ فانتفع به وأورثه حدة في خلقه، وسكن شرق الأندلس.

وكان القاضي أبو الوليد الباجي يستخلفه إذا سافر على تدريس أصحابه. ثم رحل إلى المشرق وحج سنة خمسين. وتوفي في حدود السبعين وأربع مئة. أفادنيه القاضي أبو الفضل. عبد الله بن خليفة بن أبي عرجون تلمساني، يكنى: أبا محمد فقيه حافظ للفقه، محقق فيه. وسمع من أبي علي الغساني وغيره. وكان يميل إلى الحديث ويحفظ كثيرا منه، وقد أخذ عنه واستقضى بغير موضع من العدوة والأندلس وتوفي ببلده سنة أربع وثلاثين، وخمسمائة. عبد الله بن حمود بن هلوب بن داود بن سليمان، يكنى: أبا محمد. طنجي فقيه موضعه وأصله من تاهرت. أخذ بقرطبة قديما عن أبي محمد الأصيلي، وابن الهندي، وطبقتها، وله شعر في مناسك الحج. كتب به إلى أبو الفضل. عبد الله بن غالب بن تمام بن محمد الهمداني: من أهل سبتة، يكنى: أبا محمد. رحل إلى الأندلس فسمع: من أبي محمد الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي وغيرهما. ورحل إلى المشرق فصحب أبا محمد بن أبي زيد وتفقه عنده. وسمع أيضا بمصر من أبي بكر إسماعيل وابن الوشا. وكان: من أهل الفقه التام، والأدب البارع، والشعر الجيد، والعلم الواسع ممن جمع لدراية والرواية. قال القاضي أبو الفضل: توفي رحمه الله فيما وجدته بخط جدي لامي يوم الاثنين لثلاثٍ بقين من صفر من سنة أربع وثلاثين وأربع مئة.

من اسمه عبيد الله

عبد الله بن علي ويقال: يعلى بن محمد بن عبيد المعافري: من أهل سبتة، يكنى: أبا محمد. سمع من ابن سهل: ومروان بن سمجون، وأخذ بالأندلس عن غانم الأديب وغيره. وكان: من أهل الفقه والوثائق، والنحو والبلاغة مقدما في ذلك. وكتب للقضاة بسبتة. وتوفي ليلة الجمعة منسلخ رجب سنة ستٍ وثمانين وأربع مئة. وهو خال القاضي أبي الفضل بن عياض. من اسمه عبيد الله عبيد الله بن فرح الطوطالقي النحوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. روى عن أبي علي البغداذي، وأبي عبد الله الرباحي، وابن القوطية ونظرائهم، وتحقق بالأدب واللغة وعني بذلك كله. وألف كتابا متقنا في اختصار المدونة استحسنه القاضي أبو بكر بن زرب: ذكر ذلك ابن عابد. قال ابن الفرضي: وتوفي يوم الاثنين للنصف من رجب سنة ستٍ وثمانين وثلاث مائة. ودفن بصبيحة يوم الثلاثاء بمقبرة مومرة. قال ابن حيان: وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى، يعرف: بابن الزامر، من أهل قرطبة.

قال ابن مفرج والقبشي: سمع معنا على كثي من الشيوخ. وكان طويل اللسان، جهير الصوت كثير الكلام. عبيد الله بن محمد بن قاسم الكزني منها، يكنى: أبا مروان. له رواية عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيه وغيره. حدث عنه أبو عمر ابن عبد البر وقال: كان من ثقات الناس وعقلائهم رحمه الله. عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن الوليد المعيطي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. كان رحمه الله عالما حافظا، فاضلا ورعا، كثير الصدقة في بيت فقه وعبادةٍ. بشر قبل وفاته بخير. وتوفي يوم الخميس لسبع بقين من ذي القعدة من سنة إحدى وأربع مئة ودفن بالربض، وصلى عليه عمه الفقيه عبيد الله بن عبد الله بتقديم القاضي بن وافد، وكانت سنة ثلاثا وأربعين سنة. ذكره ابن حيان. عبيد الله بن سلمة بن حزم اليحصبي: من أهل قرطبة. سكن الثغر، يكنى: أبا مروان. له رحلة إلى المشرق وحج فيها وكتب عن أبي بكر بن عزرة وغيره. قال أبو عمرو المقرىء: أخذ القراءة عن عبد الله بن عطية، والمظفر بن أحمد بن برهام، وعلي بن محمد ابن بشر، وعبد المنعم بن عبيد الله. وسمع جماعة وكتب عنهم. وكتبت أنا عنه، وهو الذي علمني عامة القرآن. وكان خيرا فاضلا صدوقا. قال: أنشدنا أبو مروان من كتابه لعبد الله بن المبارك:

قد أرحنا واسترحنا ... من عدوٍ ورواح واتصالٍ بلئيمٍ ... أو كريمٍ ذي سماح بعفافٍ وكفافٍ ... وقنوعٍ وصلاح وجعلنا اليأس مف ... تاحا لأبواب النجاح توفي عبيد الله في الثغر في الفتنة فيما بلغني سنة خمس وأربع مئة. ذكره أبو عمرو المقرىء. عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي: من أهل قرطبة يكنى: أبا بكر. روى عن الأصيلي، وأبي عمر الإشبيلي، وعباس بن أصبغ، وهاشم بن يحيى وغيرهم وكان عالما بمذاهب المالكيين، قائما بالحجج عنهم، ثابت الفهم، حسن الاستنباط، وكان قد برع في الأدب. وله: تأليف في أوقات الصلوات على مذاهب العلماء، حدث عنه ابن خزرج وذكره بما تقدم ذكره وقال: توفي لثمان بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وأربع مئة. وقد ناهز الثمانين، ومولده سنة خمس وستين وثلاث مائة. عبيد الله بن يوسف بن ملحان: من أهل شاطبة. كان خيرا فقيها رفيعا عند أهل بلدهن وتولى القضاء عندهم. وتوفي عند الثلاثين والأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبيد الله بن عثمان بن عبيد الله اللخمي البرجاني: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا مروان. كان: من أهل العلم بمعاني القرآن وقراآته. ومن أهل النحو والأدب وممن يقول الشعر الحسن، بليغ اللسان والقلم، حسن الخط، موصوفا بصحة العقل وثقوب الفهم.

وكان له حظٌ صالح من الفقه، وأخذ عن أبي إسحاق بن الروح بونة وغيره بإشبيلية وقرطبة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. عبيد الله بن محمد بن مالك: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر، وأبي بكر بن مغيث وغيرهم. وأجاز له أبو ذر الهروي ما رواه. وكان حافظا للمسائل والحديث، ومعاني القرآن وتفاسيره، عالما بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار والمذهب، متواضعا عفا كثير الورع مجاهدا يقيم عيشه من مويل كان له بحصن أبليه أو المهدومة من سماق وشيءٍ من عنب وتين، يصير إليها في كل عصير فيجمع ماله في تلك الصويعة ويسوقه إلى قرطبة ويبتاع به قوتاً. وكان متبذلاً في لباسه، متواضعا في أموره كلها. أخبرني أبو طالب المرواني قال: أخبرني محمد بن فرج الفقه قال: جلست يوما إلى ابن مالك فقال لي: ما تمسك من الكتب؟ فقلت له: معاني القرآن للنحاس. فقال: افتح منه أي مكان شئت. فنشرته فنظرت في أول صفح منه فقال: أعرضني فيه فقرأه ظاهرا ما شاء من ذلك نسقا كأنما يقرأه في كفه. ثم قال لي: خذ مكأنا آخر ففعل كذلك. ثم قال لي: خذ مكأنا ثالثا ففعل مثل ذلك. فعجبت من قوة حفظه وعلمه. ولأبي مروان بن مالك مختصر حسنٌ في الفقه حكم له فيه بالبراعة. وله كتاب ساطع البرهان في سفر قرأناه على أبي الوليد بن طريف. قال: قرأته على مؤلفه مرات. وتوفي رحمه اله يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأول من سنة ستين وأربع مئة. ودفن بمقبرة كلع. نقلت بعض خبره ووفاته من خط المرواني.

وزاد ابن حيان: أنه صلى عليه أبو عبد الرحمن العقيلي. وأن مولد ابن مالك كان في سنة أربع مئة. عبيد الله بن القاسم بن خلف بن هاني. قاضي طرطوشة يكنى: أبا مروان. أجاز لأبي جعفر بن مطاهر ما رواه سنة سبع وستين وأربع مئة. وأخذ عنه من شيوخنا القاضي أبو الحسن بن واجب. عبيد الله بن محمد بن أدهم: من أهل قرطبة وقاضي الجماعة بها، يكن: أبا بكر. استقضاه المعتمد على الله محمد بن عباد بقرطبة يوم الجمعة لخمس بقين من صفر من سنة ثمان وستين وأربع مئة. وكان: من أهل الصرامة في تنفيذ الحق، مظهر أله، مقصيا للباطل وحزبه، قامعا لأهله، لا يخاف في الله لومة لائم. جامد اليد عن أموال الناس، قليل الرغبة فيما عندهم نزها متصاونا. وكان قد نظر قبل ذلك في أحكام المظالم بقرطبة وشوور في الأحكام بها، وناظر عند الفقيه أبي عمر بن القطان وأخذ الحديث عن أبي القاسم حاتم بن محمد وغيره. ولم يزل يتولى القضاء بقرطبة إلى أن هلك على أحسن أحواله. فكانت وفاته يوم الثلاثاء ودفن عشي يوم الأربعاء لاثني عشرة ليلة بقيت من شعبان من سنة ستٍ وثمانين وأربع مئة. ودفن بمسجد الضيافة بمقبرة أم سلمة. وصلى عليه كاتبه عبد الصمد الفقيه. قال لي ابن مكي: ومولده سنة ست عشرة وأربع مئة. عبيد الله بن عبد العزيز بن البرا بن محمد بن مهاجر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. روى عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء الإفليلي وغيره. وكان: من

من الغرباء في هذا الاسم

أهل الأدب واللغة معتنيا بذلك، وكان عارفا بعقد الشروط، وكان يجلس لعقدها بين الناس. أخبرنا عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث. وتوفي رحمه الله يوم دفن القاضي عبيد الله بن أدهم المتقدم الذكر قبله سنة ستٍ وثمانين وأربع مئة. من الغرباء في هذا الاسم عبيد الله بن سعد بن علي بن مهران الدمشقي، يكنى: أبا الفضل. ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: قدم علينا بإشبيلية تاجرا سنة ست عشرة وأربع مئة. وكان: من أهل العلم والفضل وروايته واسعة عن جماعة من العلماء بالحجاز، والعراق، ومصر، والشام. وذكر أن مولده سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة. من اسمه عبد الرحمن عبد الرحمن بن عثمان بن عفان القشيري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف، وأصله من جيان. روى عن قاسم بن أصبغ، وأحمد بن ثابت التغلبي وغيرهما.

ورحل إلى المشرق وحج سنة خمس وخمسين وثلاث مائة وروى هنالك. وكان رجلا صالحا زاهدا، منقبضا ثقة فيما رواه. سمع الناس منه كثيرا من روايته. وحدث عنه أبو عمرو المقرىء، ومكي المقرىء، وأبو إسحاق بن شنظير، وصاحبه أبو جعفر. وقرأت بخط أبي إسحاق قال: مولده في شوال سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. وتوفي: سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. وكان سكناه بقوته راشه بموضع الفخارين. وقال ابن حيان: توفي في ذي الحجى من سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. ودفن بمقبرة حلال بينها وبين مقبرة اليهود الطريق السالك بحوفي قرطبة. عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن يحيى العطار: من أهل قرطبة، يكنى: أبا زيد. روى بقرطبة عن أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وأبي بكر بن الأحمر، وعبد الله ابن يوسف بن أبي العطاف وأحمد بن مطرف وأبي عيسى، ورحل إلى المشرق وسمع: من الحسن بن الخضر الأسيوطي، وحمزة الكناني، وابن حفص الجحمي، وبكير بن الحداد، وعلي بن مسرور الدباغ وغيرهم. سمع الناس منه كثيرا. وكان ثقة في روايته كثير السماع من الشيوخ. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وأكثر عنه، وأبو إسحاق بن شنظير، وقرأت بخطه قال: مولده في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. وكان سكناه بغدير ثعلبة، وصلاته بمسجد مكرم. عبد الرحمن بن أحمد بن أصبغ بن محمد بن زكرياء بن وليد بن عبد الرحمن

ابن عبد الله بن زيد بن ميكايل مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. لقي أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني وروى عنه. وحدث عنه عبد الرحمن ابن يوسف الرفا، وأسند عنه أحاديث أخذها عنه سنة ست وتسعين وثلاث مائة. منها. ما حدثه عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ. قَالَ: نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ السَّمِيعِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: نا عَدِيُّ بْنُ الفضل، عن مسعر بن عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أبيه، مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسِنُوا الصَّلاةَ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَاهُ ابْنُ عَتَّابٍ، أنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الرعيني، المعروف بابن المشاط من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. أخذ القراآت عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء. وكان حسن الصوت بالقرآن، وسمع من خلف بن قاسم وغيره. قال الحسن: كان من أهل العلم، والفهم، والمعرفة، واليقظة والذكاء، والكيس والحركة، والسعي للدارين الأولى والأخرى، حافظا للقرآن حسن الصوت به مجودا لتلاوته، حسن الخط مدلا بقلمه. نال السؤدد بأدبه وفطنته، واتصل بالمنصور محمد بن أبي عامر فأدناه وقر به، وولي الشورى في أيام القاضي أبي بكر ابن زرب، وولاه ابن أبي عامر أحكام الشرطة وخطة الوثائق السلطانية وقضاء أستجة وأشونة، وقرمونة، ومورور، وتاكرتا جمعهن له، ثم صرفه عنهن وولاه أحكام الحسبة المدعوة عندنا بولاية السوق، وقضاء جيان، ثم قضاء بلنسية وأعمالها. وقلده نظم التاريخ في أيامه فجمع فيه كتاب الباهر الذي أهلكه النهب في نكبة آل عامر، فانحل نظامه، وطمس رسمه، وكان منقذا للحق في أحكامه، معتنيا بأمور إخوانه، مشاركا لهم، ساعيا في مصالحهم.

توفي (رحمه الله) سنة سبع وتسعين وثلاث مائة في أيام المظفر عبد الملك بن أبي عامر، ودفن في مقبرة بني العباس. زاد غيره في جمادى الآخرة من العام. وكان موته فجأة وصلى عليه والده الشيخ الثكلان محمد بن أحمد المشاط، وبقي بعده نحو سنتين ولحق به. اختصرته من كلام الحسن بن محمد. عبد الرحمن بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة بن معاوية بن المؤمن القرشي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا سليمان. رحل إلى المشرق وتجول هناك، وسكن مصر مدة طويلة مستوطنا بها وصحب بها جلة الشيوخ، وشهر بالصلاح مع التبتل، وعنى بأخبار القرآن؛ وسمع الحديث بها، وتكرر على الشيوخ. وكان: من أهل الأدب والفهم معرفا بالخير والانقباض. ثم انصرف إلى الأندلس وسكن أخرا إشبيلية. حدث عنه أبو عبد الله الخولني وذكر من خبره ما ذكرته وقال: أجاز لي جميع روايته بخط يده سنة ثمانٍ وتسعين وثلاث مائة. عبد الرحمن بن محمد بن وليد بن إبراهيم الأموي. من أهل قرطبة؛ يكنى أبو الوليد. يحدث عن ابن معاذٍ البجاني، وأبي عمر بن عبد الرحيم، وعباس بن أصبغ، وخلف بن قاسم وغيرهم. حدث عنه أبو إسحاق بن شنظير وقال. سكناه بقرب دور بني هاشم ويصلي بمسجد الصيني. وكانت له عناية ٌ بالحديث. وقرأت في أصل سماعه من أبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ، قال: نا أبو محمد عبد اله ابن جعفر بن الورد، قال: نا يوسف بن موسى، قال: نا عبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: سمعت عبد الله بن سليمان، قال: كان بكر بن خنيس إذا حدث يقول: اكتبوا في أواخر كتبكم إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله من المتقين. عبد الرحمن بن زيادة الله بن علي التميمي الطبني. سكن قرطبة؛ يكنى أبا الحسن.

كان له فضل وأدب وزهد ونسك. وروى الحديث قال ذلك: أخوه أبو مروان وذكر أنه توفي: سنة إحدى وأربع مئة. وكان مولده سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مائة. عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطين بن أصبغ بن فطيس بن سليمان واسم فطيس بن سليمان عثمان. وفطيس لقب له واسم في ولده، كذا ذكر أبو عمر ابن عبد البر قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي جعفر أحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي الحسن الأنطاكي المقرىء، وأبي زكرياء بن عائذ، وأبي محمد بن عبد الله بن القاسم القلعي، وأبي محمد الباجي، وأبي محمد الأصيلي، وأبي القاسم خلف بن القاسم، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد بن عبد المؤمن، ورشيد بن محمد وغيرهم كثير. وكتب إليه من أهل المشرق: أبو يعقوب بن الدخيل من مكة، وأبو الحسن ابن رشيق من مصر، وأبو القاسم الجوهري وغيرهما. وكتب إليه من أهل بغداذ: أبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو بكر الأبهري. وكتب إليه من أهل القيروان: أبو محمد بن أبي زيد الفقيه، وأبو أحمد بن نصر الداودي وغيرهما. وحدث عن جماعة كثيرة سوى من تقدم ذكره من رجال الأندلس ومن القادمين عليها. سمع الحديث منهم وكتبه عنهم، وتكرر عليهم، ووالي الاختلاف إليهم. وكان: من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء والمسندين. حافظا للحديث وعلله، منسوبا إلى فهمه وإتقانه، عارفا بأسماء رجاله ونقلته، يبصر المعدلين منهم والمجرحين، وله مشاركة في سائر العلوم، وتقدم في معرفة الآثار والسير والأخبار وعناية كاملة بتقييد السنن والأحاديث المشهورة والحكايات المسندة، جامعا لها، مجتهدا في سماعها وروايتها. وكان حسن الخط، جيد الضبط، جمع من الكتب في أنواع العلم ما لم يجمعه أحدٌ من أهل عصره بالأندلس مع سعة الرواية والحفظ والدراية. وكان يملي الحديث من حفظه في مسجده، ومستمل بين يديه على ما يفعله كبار المحدثين بالمشرق والناس يكتبون عنه.

أخبرني جماعة من أبي علي الغساني قال: سمعت القاضي أبا القاسم سراج ابن عبد الله يقول: شهدت مجلس القاضي أبي المطرف بن فطيس وهو يملي على الناس الحديث ومستملٍ بين يديه، وكان له ستة وراقين ينسخون له دائما، وكان قد رتب لهم على ذلك راتبا معلوما، وكان متى علم بكتابٍ حسنٍ عند أحد من الناس طلبه للابتياع منه وبالغ في ثمنه. فإن قدر على ابتياعه وإلا انتسخه منه ورده عليه. أخبرني حفيده أبو سليمان أنه سمع عمه وغير واحد من سلفه يحكون أن أهل قرطبة اجتمعوا لبيع كتب جده هذا مدة عام كامل في مسجده في الفتنة في الغلاء، وأنه اجتمع فيها من الثمن أربعون ألف دينار قاسمية. وأخبرنا أيضا: أن القاضي جده كان لا يعير كتابا من أصوله البتة، وكان إذا سأله أحد ذلك وألحف عليه أعطاه للناسخ فنسخه وقابله ودفعه إلى المستعير فإن صرفه وإلا تركه عنده. وتقلد قضاء الجماعة بقرطبة يوم الخميس ثلاثٍ خلون من ذي الحجة من سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. مقروناً بولاية صلاة الجمعية والخطبة مضافا ذلك كله إلى خطته العليا في الوزارة، فاستقل بالعمل، وتولى الخطابة ولم يستقصر في شيء من عمله، وذلك في أيام المظفر عبد الملك بن أبي عامر قيم الدولة، ثم صرف ابن فطيس عن القضاء والصلاة يوم السبت لخمس خلون من شهر رمضان المعظم سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وكانت ولايته للقضاء، والصلاة تسعة أشهر ويومين. وكان مشهورا في أحكامه بالصلابة في الحق، ونصرة المظلوم، وقمع الظالم، وإعزاز الحكومة. له بذلك في الناس أخبارٌ مأثورة. حدث عنه من كبار العلماء أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن عائذ، والصاحبان وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عمر بن سميق، والطلمنكي، وحاتم بن محمد، وأبو عمر الحذاء، والخولاني، وأبو حفص الزهراوي وغيرهم. وجمع كتبا حسأنا منها: كتاب القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن في نحو مائة جزء ونيف. وكتاب

المصابيح في فضائل الصحابة مائة جزء، وفضائل التابعين لهم بإحسان مائة جزء وخمسون جزءا، والناسخ والمنسوخ ثلاثون جزءا، وكتاب الإخوة من المحدثين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين أربعون جزءاً، وأعلام النبوة ودلالات الرسالة عشرة أسفار، وكرامات الصالحين ومعجزاتهم ثلاثون جزءاً، ومسند حديث محمد بن فطس خمسون جزءاً، ومسند قاسم بن أصبغ العوالي ستون جزءاً. والكلام على الإجازة والمناولة عدة أجزاء. وغير ذلك من تواليفه. نقلت تسميتها من خط يده، وكانت كتبه في مجلس جدواته بالخضرة، وسمكه وسطحه والبرطل أمامه والبسط الذي فيه، والنمارق كلها حضرٌ. قال أبو مروان بن حيان: توفي الوزير القاضي الراوية أبو المطرف بن فطيس صدر الفتنة البربرية يوم الثلاثاء للنصف من ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مئة، ودفن في اليوم المذكور بتربة سلفه على باب منازلهم وقرب مسجدهم، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله محمد. وكان مولده سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة. وذكره أبو عمر بن الحذاء في كتاب رواياته فقال: الوزير القاضي أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس قاضي الجماعة بقرطبة، وكان قبل القضاء صاحب المظالم، وكان عدلا شديدا في أحكامه، وكان عالما بالحديث والتقييد له واسع الرواية. كتب الحديث عمره كله، وكان: من أبناء الدنيا فلما ولي القضاء غير زيه وترك زي الوزراء، وعاد إلى أخصر زي الفقهاء رحمه الله. أملي علينا مجالس من حديثه من حفظه، وأجاز لي جميع رواياته. وقال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب. رأيت بخط القاضي أبي المطرف بن فطيس حديثا ذكر أنه رحل فيه وحده إلى بعض كور الأندلس حتى سمعه من الشيخ الذي رواه وانصرف. ثم قرأت بعد ذلك بخط ابن فطيس على ظهر حديث سفيان بن عيينة رواية ابن المقرىء عنه: رحلت في حديث سفيان إلى أبي سعيد يعني عثمان بن سعيد بن الدراج: إلى إلبيرة فسمعته منه وانصرفت وسمعناه منه في رجب سنة سبعين وثلاث مائة.

عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين بن عاصم بن إدريس بن بهلول ابن أزراق بن عبد الله بن محمد الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج، وأبي القاسم مسلمة بن القاسم، وأبي العباس بن تميم بن محمد وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة فحج ولقي بمكة: أبا القاسم السقطي، وأبا الطاهر العجيفي، ولقي بمصر: أبا بكر بن إسماعيل، وأبا الطيب بن غلبون، وأبا إسحاق التمار وغيرهم. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر بن دحمون وغيرهما. وكان له سماع كثير وعنايةٌ بالحديث، وشهر بالعلم والعمل والفضل والتعفف والورع وكانت تقرأ عليه كتب الزهد والرقائق، وكان يعظ الناس بها ويذكرهم، وكان قد نسخ أكثر كتبه بخطه. وكان ثبتا في روايته، متحريا فيها، وكان الناس يرحلون إليه لسعة روايته وثقته وفضله. ومن تواليفه كتاب عشرة النساء في عدة أجزاء، وكتاب المناسك، وكتاب الأمراض وغير ذلك. روى عنه ابنه عبد الله وجماعة سواه. قال ابنه: ولد سنة سبع وعشرين وثلاث مائة، وتوفي رحمه الله في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربع مئة وهو ابن تسع وسبعين سنة. عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد البكري، يعرف: بابن عجب. من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. كان أحد الحفاظ للمسائل المستبحرين في الرأي، وكان في عداد المشاورين بقرطبة، وتوفي لليلتين خلتا من المحرم سنة أربع وأربع مئة، ودفن بمقبرة كلع وصلى عليه حمادٌ الزاهد. ذكره ابن حيان.

عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد: من أهل مجريط، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مدراج، وعبدوس بن محمد، وأبي بكر الزبيدي، وأبي عمر بن الهندي، وأبي عبد الله بن العطار، وأبي عبد الله بن أبي زمنين وغيرهم. وكان ثقة فيما رواه، فاضلا، دينا، عفيفا، متواضعا. قال ابنه يوسف بن عبد الرحمن: توفي أبي رحمه الله في صفر سنة سبع وأربع مئة، وهو ابن سبعٍ وسبعين سنة. عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف بن عبد الرحمن المعافري قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف. وأصله من باغة. استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية يوم عرفة سنة اثنتين وأربع مئة. وكان: من أفاضل الرجال أولي النباهة، وكان قد عمل بالقضاء على عدة كور بالأندلس، وكان محمود السيرة جميل الطريقة، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وكان قليل الفقه فلم يزل يتولى القضاء على سداد واستقامة وهو يواصل الاستعفاء ويلح فيه إلى أن أعفاه السلطان فعزله عن القضاء يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ثلاثٍ وأربع مئة. وانصرف عن العمل محمود السيرة لم تتعلق به لائمةٌ، كان عدلا في أحكامه، سمحا في أخلاقه، جيد المعاشرة لإخوانه، بارا بالناس، محبوبا منهم، مسعفا لهم في حوائجهم، طالبا للسلامة من جميعهم، قنوعا قليل الرغبة، واسع الكف بالعطية والصدقة، شديد الاحتمال للأذى، قد بذ في ذلك على مراجيح الحلماء. وكانت مدة نظره في القضاء بقرطبة سبعة أشهر وثلاثة عشر يوما. ولما وصل كتابه بالعزل اشتد سروره، وأعلن شكر الله عليه، وأبرز في الوقت مديا من قمح فتصدق به، ودخل بيته فعاود طريقته من الزهد والانقباض إلى أن مضى لسبيله مستورا.

وكانت وفاته يوم الاثنين للنصف من صفر من سنة سبع وأربع مئة. فكان مشهودا من الناس، مثنيا عليه. ودفن بمقبرة الربض قرب القاضي ابن وافد، وصلى عليه الشيخ أبو العباس بن ذكوان. وكان مولده صدر سنة ستٍ وثلاثين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان واخنصرت ما ذكره فيه. قال: وذكر ابن مفرج أنه كانت له رحلة حج فيها ولقي وروى فالله أعلم. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن سهل بن عبد الرحمن ابن قاسم بن مروان بن خالد بن عبيد التجيبي، يعرف: بابن حوبيل. من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي محمد عبد الله بن يوسف بن أبي العطاف، وأحمد بن مطرف، وأبي جعفر تميم بن محمد، وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي، وأبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي عبد الله محمد بن حارث الخشني. وأجاز له جميعهم. وروى أيضا عن أبي عيسى الليثي، وعن أبي بكر إسماعيل بن بدر، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، والقاضي أبي بكر بن السليم وغيرهم. وصحب القاضي أبا بكر بن زرب وتفقه معه، وجمع مسائله في سفر. روى عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وقال: أبو بكر هذا أحد العدول والشيوخ بقرطبة وكبيرهم. له روايةٌ عن جماعة ودراية وعدالة بينة ظاهرة. عليه كان مدار النساء المحتجبات ذوات القدر والحجاب، وكان له في ذلك تلطفٌ وحسن توصل قال: أخبرني القاضي أبو المطرف بن بشر قال: أتيت له الشهادة على أم ابني عبد الرحمن فلما جلس دعا ابني وكان صغيرا فأجلسه وأنسه، فلما خرجت

واشهدته قال له: من لهذه؟ فقال له الصبي: أمي. فكتب شهادته فكان القاضي يعجبه فعله. وقال الحسن: كان فقيها. مشاورا بصيرا بعقد الوثائق، مشهور العدالة المبرزة بقرطبة وممن عني بالعلم وشهر بالحفظ. وكان مسندا للناس في حوائجهم، يمشي معهم يومه كله لا يكاد يقضي لنفسه معهم حاجة، وقدمه القاضي أبو المطرف بن فطيس أيام قضائه بقرطبة إلى الشورى سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة فنفع الله به. وكان سكناه بالقرق بمنية جعفر، وصلاته بمسجد ابن وضاح. قال ابن عتاب: وتوفي رحمه الله يوم الأحد وقت الظهر لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر من سنة تسع وأربع مئة. ودفن يوم الاثنين بعد صلاة العصر وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان. ومولده ليلة الجمعة لسبع خلون من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. عبد الرحمن بن أبان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. روى عن محمد بن يحيى بن عبد العزيز بن الخراز وغيره. وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره. عبد الرحمن بن أحمد بن نصر بن خالد، يعرف بابن الكبيش. من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. كان في عداد المشاورين بقرطبة، واستقضى بإشبيلية في الفتنة. وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وأربع مئة. ذكره ابن حيان.

عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر الهمداني الوهراني، ويعرف: بابن الخراز. من أهل بجانة، يكنى: أبا القاسم. روى بالمشرق عن أبي محمد عمر بن شبوبة المروزي، وعن أبي محمد الحسن بن رشيق المصري، وعن أبي بكر محمد بن صالح الأبهري الفقيه، وعن أبي الفيض أحمد ابن محمد المروزي، وتميم بن محمد القروي وغيرهم. قال أبو عمر بن الحذاء: كان رجلا صالحا منقبضا، داره ببجانة قرب دار ابن أبي الحصن، كان معاشه من ثياب كل يبتاعها ببجانة ويقصرها ويحملها إلى قرطبة فتباع له ويبتاع في ثمنها ما يصلح لبجانة، ويجلب كتبه فتقرأ عليه في خلال ذلك. وكان يرد قرطبة كل عام إلى أن وقعت الفتنة، فإذا سكنت الحال سكن داره ببجانة وإن خاف صار بالمرية فكان على ذلك متنقلا إلى أن مات رحمه الله سنة إحدى عشرة وأربع مئة. وقال قاسم بن إبراهيم الخزرجي: توفي رحمه الله في ربيع الأول من سنة إحدى عشرة وأربع مئة بالمرية. قال ابن شنظير: ومولده سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة. وذكره الخولاني وقال فيه: رجلٌ صالحٌ صاحب سنة. وحدث عنه أيضا أبو عمر ابن عبد البر، وأبو عبد الله بن عابد وأبو القاسم حاتم بن محمد، والقاضي أبو عمر بن سميق، وأبو حفص الزهراوي وغيرهم.

أخبرنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله قال: أنا أبو القاسم حاتم بن محمد ونقلته من خطه قال: أملي علينا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني رضي الله عنه قال: لما وصلت إلى مدينة مرو من مدائن خراسان سمعت الجامع الصحيح على محمد بن عمر بن شبوية المروزي فسمعنا عن شيخ بها يروي الحديث فأتيناه لنروي عنه أيضا. وكان اسمه علي بن محمد الترابي يعرف به، فوجدنا معه كتابا غير بين فوجدناه يقرأ في المصحف وعند أصحاب الحديث أن من لا يستظهر القرآن عن ظهر قلب فهو ناقص. وكان الرجل إماما في الحديث. فقلنا له: مثلك يقرأ في المصحف؟ فقال: ليس في أصحاب الحديث أحفظ مني للقرآن، وذلك أني أصلي به الأشفاع في كل عام وأنا إمام قومي، فلما كبر سني ضعف بصري فتركت القراءة في المصحف، وكان ابن أخي يقودني إلى المسجد أصلي بالناس الفريضة، فنمت ذات ليلة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا علي: لم تركت القراءة في المصحف، فقلت يا رسول الله: ذهب بصري. فقال لي ارجع إلى القراءة في المصحف يرد الله عليك بصرك. فقمت فتوضأت وصليت وكانت ليلة طويلة من ليالي الشتاء فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا علي:؛ أقرأ في المصحف يرد الله عليك بصرك ففكرت في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رآني في النوم فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي " فلما أصبحت غدوت إلى المسجد وابن أخي يقودني ولا أرى شيئا فصليت بقومي الفريضة ثم انصرفت إلى منزلي فقلت لهم: أعطوني المصحف. فقا لي أهلي: وما تريد من المصحف؟ قلت لهم: انظر فيه: فأخذت المصحف وفتحته وأخذت في القراءة ظاهرا وأنا أفتح المصحف ورقة ورقة فما طلع النهار إلا وأنا أقرأ في المصحف وأرى حروفه أجمع، ثم تماديت في القراءة إلى الظهر، فلم يأت الظهر إلا وأنا أرى كما كنت أرى وأنا أحدث فهذا شأني.

عبد الرحمن بن سلمة الكناني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أحمد بن خليل القاضي وغيره. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق، وأبو محمد بن حزم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة، قال: حدثنا أحمد بن خليل، قال: نا خالد بن سعد، قال: وحدثني عثمان بن عبد الرحمن بن أبي زيد وكان صدوقا قال: نا إبراهيم ابن نصر، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: أثبت الناس في مالكٍ ابن وهب. قال خالد: قلت لأحمد بن خالد: من أثبت الناس عندك في مالك.؟ قال: ابن وهب. قال خالد: نا أحمد بن خالد، قال: نا يحيى بن عمر، قال: نا الحارث بن مسكين، قال: نا ابن وهب قال: قال مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين يسئل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء. قال الحميدي: أخبرناه أبو محمد بن حزم، عن عبد الرحمن بن سلمة فذكره. عبد الرحمن بن محمد، يعرف: بابن الزفات: من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. روى عن جماعة من علماء أهل قرطبة، ورحل إلى المشرق وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد وغيره. وقد حدث وأخذ الناس عنه. عبد الرحمن بن يوسف بن نصر الرفا: من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي محمد عبد الله بن إسماعيل بن حرب، وخلف بن القاسم الحافظ، وأبي إسحاق بن حارث، وأبي عمر بن عبد البصير، وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم.

وكتب إليه من أهل المشرق أبو يعقوب بن الدخيل، وأبو القاسم السقطي وغيرهما. وعني بالحديث ونقله، وروايته وضبطه، وكتب بخطه علما كثيرا ورواه. وكان حسن الخط، جيد الضبط، ثقة فيما رواه وقيده. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو حفص الزهراوي وغيرهم وقرأت بخطه: نا خلف بن القاسم، قال: نا أبو بكر بن الحداد، قال: نا أبو عبد الرحمن السجزي، قال: نا عبيد الله القواريري، قال: مات جارٌ لنا وكان وراقا فرأيته في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: كنت إذا كتبت النبي كتبت صلى الله عليه وسلم. آخر الجزء الخامس والحمد لله حق حمده. وصلى على محمد وآله

الجزء السادس

الجزء السادس بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم محمد وعلى آله. عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الأنصاري، المعروف: بالقنازعي من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي محمد بن عثمان، وأبي عبد الله بن الخراز، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر بن السليم القاضي، وأحمد بن خالد التاجر، وأبي محمد الباجي، وأبي بكر بن القوطية، وأبي المغيرة خطاب بن مسلمة والزبيدي وغيرهم. وقرأ القرآن وجوده علي أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي المقرىء، وأبي عبد الله بن النعمان، وأبي القاسم أصبغ بن تمام الخراز. ورحل إلى المشرق سنة سبع وستين وثلاث مائة فسمع بالقيروان: علي أبي بكر هبة الله بن محمد بن أبي عقبة التميمي المدونة وأجاز له: ولقي بمصر: أبا محمد الحسن ابن رشيق العدل فأكثر عنه وأجاز له وذكر عنه أنه روى عن سبع مائة محدث. ولقي بها أيضا أبا الحسن بن شعبان، وأبا علي المطرز، وأبا القاسم عمر بن المؤمل الطرسوس، وأبا الطيب أحمد بن سليمان الحريري، وأبا بكر بن إسماعيل البنا، وأبا القاسم هاشم بن أبي خليفة، وعبد الواحد بن أحمد بن قتيبة وغيرهم.

ورحل من مصر إلى مكة فحج ولقي بها: أبا أحمد الحسن بن علي النيسابوري، وأبا يعقوب يوسف بن إبراهيم الجرجاني، ثم انصرف إلى القيروان فسمع علي أبي محمد ابن أبي زيد جملة من تواليفه وأجاز له سائرها. وأجاز له أبو بكر الأبهري ولم يلقه. وقدم قرطبة سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة بعلم كثير، وأقبل على الزهد والانقباض، وإقراء القرآن وتعليمه، ونشر العلم وثبته. وكان عالما عاملا وفقيها حافظا متيقظا دينا، ورعا، فاضلا، متصاونا، متقشفا، متقللا من الدنيا. راضيا منها باليسير، قليل ذات اليد، يواسي على ذلك من انتابه من أهل الحاجة، دؤبا على العلم، كثير الصلاة والصوم، متهجدا بالقرآن، عالما بتفسيره وأحكامه وحلاله، وحرامه. بصيرا بالحديث، حافظا للرأي، عارفا بعقد الشروط وعللها. وله فيها كتابٌ مختصرٌ حسن، وجمع أيضا في تفسير الموطأ كتابا حسنا مفيدا ضمنه ما نقله يحيى بن يحيى في موطأه ويحيى بن بكير أيضا في موطأه، واختصر تفسير ابن سلام في القرآن، وكان له بصر بالأعراب واللغة، والآداب. وكان حسن الأخلاق جميل اللقاء، مقبلاً على ما يعنيه ويقر به من خالقه تعالى. قال الحسن بن محمد: ولما ولي علي بن حمود الخلافة بقرطبة أشار عليه قاضيه أبو المطرف بن بشر بتقديم القنازعي إلى الشورى وقدر أنه لا يجرء على رد ابن حمود لهيبته حرصا منه على نفع المسلمين به، فعمل ابن حمود برأيه وأنفذ إليه بذلك كتابا من عنده صرف به رسوله على عقبه وانتهره، ولم يفكر في ابن حمود وسطوته وقال له: غر السلطان اعزه الله مني وأعطى العشوة من عملي. أنا إلى وقتي هذا ما أقوم بمعرفة ما يجب علي فضلاً عن أن أستفتي في غيري. وأنشد متمثلا: وإن بقومٍ سودوك لفاقة ... إلى سيدٍ لو يظفرون بسيد فأعرض عنه ابن حمود وأوجب عذره. وقال أبو عبد الله بن عتاب: أبو المطرف القنازعي منسوبٌ إلى صنعته خير

فاضل، له رواية بالمشرق والأندلس، وقدمه القاضي أبو المطرف بن بشر إلى الشورى فلم يلتفت إلى ذلك ولا اشتغل به. واستحضره للمشاورة مع من كان يشاور حينئذ فأبى واعتذر وانصرف، وكان يقرىء القرآن رحمه الله. وقرأت بخط أبي عمر بن مهدي المقرىء قال: كان القنازعي رحمه الله من أهل العلم بالحديث والفقه، متكلما على الموطأ، مجودا للقرآن. وكان يقرىء به مع زهده ورفضه للدنيا، وشدة ورعه، توفي ليلة الخميس آخر الليل في رجب لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. ودفن عشية يوم الخميس بمقبرة ابن عباس على قرب من يحيى بن يحيى، وصلى عليه القاضي عبد الرحمن بن بشر وكان لجنازته حفل عظيم نفعه الله بذلك. قال غيره ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة. عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الأديب المعروف: بابن شبراق: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد الباجي وغيره، وذكره الخولاني وقال: كان نبيلا، شاعرا مفلقا، وصحبته وأنشدني كثيراً من أشعاره، وأجاز لي جميع ما رواه، والكتاب الذي ألفه في الأخبار والغرائب. وذكره الحميدي وقال: يكنى: أبا المطرف. وكان أبو محمد - يعني ابن حزم - يقول: ابن شبلاق باللام. ومنهم من يقول: شبراق بالراء، أديب شاعر مشهورٌ كثير الشعر قديم. كان في أيام محمد بن أبي عامر وله مع أبي عمر يوسف بن هارون الرمادي مخاطبات بالشعر. عمر طويلا وعاش إلى دولة بني حمود. حدثني أبو محمد بن حزم، قال: حدثني قاسم بن محمد، قال: حدثني ابن شبلاق

قال: رأيت في النوم كأني في مقبرة ذات أزاهير ونواوير وفيها قبرٌ وحواليه الريحان الكثير وقوم يشربون. فكنت أقول لهم: والله ما زجرتكم الموعظة، ولا وقرتم المقبرة. قال: فكانوا يقولون: وما عرفت قبر من هو؟ فكنت أقول لهم: لا. قال: فقالوا لي: هذا قبر أبي علي الحكمي الحسن بن هانئ. قال: فكنت أولى فيقولون: والله لا تبرح أو ترثيه فكنت أقول: جادك يا قبر نشاص الغمام ... وعاد بالعفو عليك السلام ففيك أضحى الظرف مستودعا ... واستترت عنا عيون الكلام وقرأت بخط ابن عتاب أنه توفي سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. عبد الرحمن بن منخل المعافري: يكنى: أبا بكر. سكن طليطلة. له رحلة إلى المشرق سمع فيها: من أبي الطيب بن غلبون المقرىء وغيره في سنة سبعٍ وستين وثلاث مائة. حدث عنه حاتم بن محمد لقيه بطليطلة وسمع منه بها سنة ثمان عشرة وأربع مئة. عبد الرحمن بن عبد الواحد بن داود الجذامي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا المطرف.

روى عن أبي محمد الباجي وغيره. وكان شيخا صالحا من أهل الفهم متفقها ذا رواية واسعة، وتوفي في شوال سنة ثمان عشرة وأربع مئة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غوية قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف. ويعرف بابن الحصار. روى عن أبيه وصحب أبا عمر الإشبيلي وتفقه عنده، وأخذ أيضا عن أبي محمد الأصيلي وغيره. وقرأت بخط أبي القاسم عبد العزيز بن محمد بن عتاب قال: كان أبي يحله من الفقه بمحمل كبير، ومن علم الشروط والوثائق بمنزلة عالية، ومرتبة سامية، ويصفه بالعلم البارع، والفضل والدين واليقظة والذكاء والتفنن في العلوم، ويرفع به ترفيعاً عظيماً، ويذهب بن كل مذهب ويقول: إنه آخر القضاة والجلة من العلماء. ولاه علي بن حمود القضاء في صدر سنة سبع وأربع مئة، فسار بأحسن سيرة، وأقوم طريقة فلم يزل قاضيا مدة إمرة علي بن حمود إلى أن توفي، وولي الخلافة بعده أخوه القاسم بن حمود فأقره على القضاء وجمع له معه الصلاة والخطبة فلم يزل ذلك إلى آخر سنة تسع عشرة وأربع مئة عزله المعتمد بسعايات ومطالبات. روى عنه أبو عبد الله بن عتاب، وقال: كان لا يفتح على نفسه باب رواية، ولا مدارسة لا قبل القضاء ولا بعده. صحبته عشرين عاماً وذهب في أول ولايته لي التكلم على الموطإ قرآته في أربعة نفر أنا أحدهم. فلما عرف ذلك أتاه جماعة يرغبون حضور المجلس فلم يجب أحد ذلك. وقال: كان يجتمع عنده مع شيوخ الفتوى في ذلك فيشاور في المسألة فيختلفون فيها ويخالفون مذهبه فلا يزال بحاجهم ويستظهر عليهم بالروايات والكتب حتى ينصرفوا ويقولوا بقوله.

سمعت شيخنا أبا محمد بن عتاب رحمه الله يقول: سمعت أبي رحمه يحكي مرارا قال: كنت أرى القاضي ابن بشر في المنام بعد موته في هيئته التي كنت أعهده فيها وهو مقبل من داره بالربض الشرقية، فكنت أسلم عليه، وكنت أدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعما صار إليه؟ فكان يقول لي: إلى خير. ويشير بيده بعد شدة. فكنت أقول له: وما يذكر من فضل العلم. فكان يقول لي: ليس هذا العلم، يشير إلى علم الرأي، ويذهب إلى أن الذي انتفع به من ذلك ما كان عنده من علم كتاب الله جل ثناؤه، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حيان: كانت مدة عمل ابن بشر في القضاء اثنتي عشرة سنة وعشرة أشهر وأربعة أيام. وتوفي رحمه الله ودفن السبت للنصف من شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده الخليفة هشام بن محمد شانئه كالشامت بتقديمه إياه، يبدو السرور في وجهه، وقل متاعه بالحياة بعده. وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله، وكان الجمع في جنازته كثيرا، والحزن لفقده شديداً. وكانت علته من قرصة طلعت بين كتفيه قضى نحبه منها، فلم يأت بعده مثله في الكمال لمعاني القضاء. وكان مولده أول سنة أربع وستين وثلاث مائة بعد أبي الحزم جهور بشهر واحد. عبد الرحمن بن محمد بن معمر اللغوي صاحب التاريخ في الدولة العامرية إلى آخرها، يكنى: أبا الوليد. كان واسع الأدب والمعرفة. وتوفي بالجزائر الشرقية في شوال سنة ثلاثٍ وعشرين وأربع مئة. ذكره ابن حيان. عبد الرحمن بن أحمد بن أشج: من أهل قرطبة، يكنى: أبا زيد،، روى عن أبي عمر أحمد بن عبد الله المعروف. بابن العنان، وعن القاضي أبي عبد الله

ابن مفرج، وأبي جعفر بن عون الله وغيرهم. روى عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب وذكر أنه كان صاحبه في السماع من بعض الشيوخ. قال ابن حيان: كان من أهل الاستقامة والعدالة والمسارعة في قضاء حاجات إخوانه، وكان قليل العلم. وتوفي رحمه الله ودفن يوم الجمعة لثلاث بقين من رجب من سنة تسع وعشرين وأربع مئة بمقبرة العباس يوم دفن القاضي يونس بن عبد الله، وصلى عليه صديقه مكي المقرىء بعد أن صلى على القاضي يونس رحمه الله. عبد الرحمن بن عبد الله بن خالص الأموي: من أهل طليطلة، يكنى أبا محمد. له رحلةٌ إلى المشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وغيره. وكان: من أهل الخير والصلاح. حدث عنه أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن وغيره. عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن موسى الغافقي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم. ذكره ابن خزرج وقال: كان في غاية التجويد للتلاوة، حافظا للقراءات، وحج في حداثة سنه فلقي بالمشرق جماعة فقرأ عليهم ورى عنهم وقدم إشبيلية فأقرأ ثم عاد إلى المشرق سنة إحدى وعشرين، ووقف سنة اثنتين وعشرين وانصرف فوصل إلى إشبيلية سنة ثلاثٍ وعشرين وقرأ في تلك الرحلة على جماعة من المقرئين كالقنطري وابن سفيان وغيرهما. وتوفي: سنة أربع وثلاثين وأربع مئة. عبد الرحمن بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسن. يروي عن أبيه مخلد بن عبد الرحمن سماعا، وعن جده عبد الرحمن إجازة، وأخذ عن

أبي بكر بن زرب كتاب الخصال من تأليفه، وعن أبي الهندي. وتولى القضاء بطليطلة مرتين. الأولى: بتقديم ابن أبي عامر، والثانية: بتقديم الظافر إسماعيل ابن ذي النون، وكان دربا بالقضاء، حسن الخط، كثير الحكايات. ثم صرف عن القضاء وانصرف إلى بلده قرطبة فقلده أبو الوليد محمد جهور بعد مدة أحكام الشرطة والسوق بقرطبة فلم يزل متقلدا لها، جميل السيرة فيها إلى أن طرق فجأة يوم الثلاثاء للنصف من ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وأربع مئة. أسكت على وضوءه فثبت ميتا ودفن عشي يوم الأربعاء بعده بمقبرة العباس، وشهده جمع من الناس. ومولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. ذكر تاريخ وفاته وبعض خبره ابن حيان. وحدث عنه الطبني وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن عباس بن جوشق بن إبراهيم بن شعيب بن خالد الأنصاري: يعرف: بابن الحصار. من أهل طليطلة وصاحب الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بها، يكنى: أبا محمد. روى ببلده عن أبي الفرج عبدوس بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عمرو ابن عيشون، وتمام بن عبد الله، وأبي محمد بن أمية القاضي، وشكور بن حبيب وغيرهم كثير من رجال طليطلة ومن القادمين عليها من غير أهلها ومن أهل ثغورها، وسمع بقرطبة: من أبي جعفر بن عون الله وأحمد بن خالد التاجر، وأبي عبد الله ابن مفرج ومحمد بن خليفة، وخلف بن قاسم، وأحمد بن فتح الرسان وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج وهو حديث السن، وروى هنالك يسيرا، واستجاز له الصاحبان جماعة ممن لقياه بالمشرق في رحلتهما. وعني بالرواية والجمع لها، والإكثار منها، فكان واحد عصره فيها، وكانت الرحلة في وقته إليه، وكانت الرواية أغلب عليه من الدراية. وكان ثقة فيهما صدوقاً فيما رواه فيهما. وكان حسن الخط، جيد

الضبط، وكانت أكثر كتبه بخطه. وكان صبورا على النسخ. ذكر عنه أنه نسخ مختصر ابن عبيد وعارضه في يوم واحد، وأنه كتب بمدة واحدة خمسة عشر سطرا. ذكر ذلك ابن مطاهر وقال: أخبرني من أثق به أنه رآه في مرضه الذي توفي فيه فسأله عن حاله فتمثل: لو كان موتٌ يشتري ... لكنت له شاريا وقرأت بخط ابن أبيض قال: مولده في النصف من رمضان ليلة الثلاثاء سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. حدث عنه من الكبار حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوقشي، وجماهر بن عبد الرحمن وأبو عمر بن سميق، وأبو الحسن بن الإلبيري المقرىء ووصفه بالدين والخير، والفضل والحلم والوقار وحسن النقل. وذكر أنه ضعف في آخر عمره عن الإمامة فتركها ولزم داره إلى أن توفي رحمه الله سنة ثمانٍ وثلاثين وأربع مئة. قرأت ذلك بخط أبي الحسن المذكور. وأفادنيه بعض جلة أصحابنا ولم يذكر هذه الوفاة ابن مطاهر في تاريخه، وقد كانت من شرطه ولا سيما أنه لحق هذا الشيخ بسنه. عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد، يعرف: بابن الشرفي. من أهل قرطبة وهو ولد الحاكم أبي إسحاق بن الشرفي. روى عن أبيه وتولى القضاء بعدة كور بعهد العامرية، ثم تولى في الفتنة الحكم بميروقة وغيرها. ثم انصرف إلى قرطبة وتوفي بها خاملا في صدر شعبان سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة. وقد أنافت سنه على السبعين رحمه الله. عبد الرحمن بن سعيد بن جرج - سكن قرطبة وأصله من إلبيرة - يكنى: أبا المطرف.

روى ببلده عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره. ورحل إلى المشرق وحج سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. وأخذ بالقيروان عن أبي الحسن علي بن أبي بكر القابسي، وأبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهما. وولي الشورى بقرطبة وروى عنه جماعة من علمائها منهم أبو عمر بن مهدي المقرىء. وقرأت بخطه قال: كان أبو المطرف هذا من أهل الخير والحج والعقل الجيد حافظا للمسائل له حظٌ من علم النحو. وكان كثير الصلاة والذكر لله تعالى، عاملا بعلمه، حسن الخلق وكان يحفظ الملخص للقابسي ظاهرا. قال ابن حيان: هلك بقرطبة آخر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين وأربع مئة ودفن بمقبرة الربض. وشهده جمع الناس، وصلى عليه بباب الجامع لانقطاع القنطرة وعبر بنعشه في قارب رحمه الله. قال: ومولده سنة ثمانٍ وستين وثلاث مائة. عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن عون الله بن حدير: من أهل قرطبة. رحل إلى المشرق سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة ولقي أبا الطيب بن غلبون المقرىء وقرأ عليه بمصر، ولقي بمكة: الدينوري. وبالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. ثم انصرف إلى الأندلس فكان أحد العدول. وكان فاضلا ناسكا، ورعا، زاهدا، صدوقا من بيت علم وشرف. وقد جربت له دعوات مسحابات. وكان إماما بمسجد عبد الله البلنسي، وتوفي يوم السبت لعشر بقين لجمادى الأول سنة إحدى وأربعين وأربع مئة. ودفن بمقبرة أم سلمة عن سن عالية ثلاث وثمانين سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام. ذكره ابن حيان.

عبد الرحمن بن محمد بن أسد: من أهل طليلطة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي إسحاق بن شنظير وصاحبه أبي جعفر، وله رحلة إلى المشرق كتب فيها عن جماعة من العلماء. وكان: من أهل العلم والدين والفضل، وعني بسماع العلم والطلب. وكان: من أهل التفنن في العلوم، فاضلا جوادا متواضعا وتوفي في شعبان من سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. ذكره ابن مطاهر. عبد الرحمن بن أحمد بن العاصي، يعرف: بابن المطورة: من أهل قرطبة. كان في عداد المشاورين بها. وكان قد سمع من أبي عبد الله بن العطار كتابه في الشروط وأخذه الناس عنه. وكان تفقه عند أبي محمد بن دحون الفقيه واختصبه وتوفي ودفن يوم الخميس لستٍ بقين من رجب سنة أربع وأربعين وأربع مئة. ذكر وفاته ابن حيان. عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. رحل إلى المشرق في جمادى الأول سنة ثمانين وثلاث مائة وحج أربع حجج. قال أبو علي الغساني سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو أحمد عبد الله ابن الحسن بن حسنون السمري تلميذ أبي بكر بن مجاهد، وأبو الطيب بن غلبون، وأبو بكر محمد بن علي الأذفوي، ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم. ومن أهل الأدب: أبو مسلم الكاتب وهو آخر من حدث عن أبي بكر بن الأنباري، وأبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي، وأبو أسامة اللغوي. قال أبو القاسم: لقيت هؤلاء كلهم بمصر، ولقيت غيرهم بمكة، وبيت المقدس، والرقة البيضاء من أعمال العراقيين، ونصيبين. ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد، وأبا الحسن القابسي، والصقلي، ومحرزا

العابد وجماعة سواهم. وقرأ الأندلس علي أبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي وتجول بالمشرق نحوا من عشرين عاما. واقرأ القرآن بجامع عمرو بن العاصي. وقدم الأندلس في سنة أربع مئة فاقرأ الناس القرآن بقرطبة في مسجده زمأنا، ثم نقله القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث إلى الجامع بقرطبة فواظب فيه على الإقراء، وأم في الفريضة إلى أن توفي رحمه الله في شهر المحرم لسبع أو لستٍ بقين منه صخوة يوم الخميس ودفن عشي يوم الجمعة بمقبرة بني العباس من سنة ستٍ وأربعين وأربع مئة. وكان موته فجأة من غير علةٍ دارت عليه رحمه الله ونضر وجهه. وقال أبو عمر بن مهدي: كان أبو القاسم رحمه الله من أهل العلم بالقراءات، حافظا للخلف بين القراء، مجودا للقرآن، بصيرا بالعربية مع الحج والخير والأحوال المستحسنة. وكان يؤم بمسجد فائق بالربض الشرقي، ويقرىء فيه، ثم في مسجد أبي علاقة بقرب باب الحديد، ثم أجلس للإقراء بجامع قرطبة. وكان مدة مقامه هناك يعني بالمشرق أحد وعشرون عاما طلب فيها العلم وجود القرآن نفعه الله بذلك. عبد الرحمن بن مسلمة بن عبد الملك بن الوليد القرشي المالقي: سكن إشبيلية، يكنى: أبا المطرف. كان مقدما في الفهم، بصيرا بعلوم كثيرة من علوم القرآن، والأصول، والحديث والفقه، وفنون العربية، والحساب، والطب، والعبارة. قد أخذ من كل علمٍ بحظٍ وافر مع حفظه للأخبار والأشعار. روضة لجليسه. وكان قديم الطلب لذلك كله ببلده. وبقرطبة وبغيرهما. فمن شيوخه بقرطبة الأصيلي، وأبي عمر الإشبيلي، وابن الهندي، وعباس بن أصبغ وأبو نصر، وخلف بن قاسم وغيرهم.

ذكره ابن خزرج وقال: توفي في شوال سنة ستٍ وأربعين وأربع مئة. ومولده فيما أخبره سنة تسع وستين وثلاث مائة. عبد الرحمن بن أحمد بن خلف: من أهل طليطلة، يعرف: بابن الحوات، ويكنى: أبا أحمد. له رحلةٌ إلى المشرق حج فيها ولقي أبا بكر المطوعي وغيره. ذكره الحميدي وقال: كان إماما مختارا يتكلم في الفقه والاعتقادات بالحجة القوية، قوي النظر، ذكي الذهن، سريع الجواب، مليح اللسان، وله تواليفٌ فيما تحقق به. وله مع ذلك في الأدب والشعر بضاعةٌ قوية. لقيته بالمرية وأنشدني كثيرا من شعره ومنه: ولما غدو بالغيد فوق جمالهم ... طفقت أنادي لا أطيق بهم همساً عسى عيسى من أهوى تجود بوقفةٍ ... ولو كوقوف العين لاحظت الشمسا فإن تلفت نفسي بعد وداعهم ... فغير غريبٍ ميتةٌ في الهوى يأسا قال: ومات بعد خروجي من الأندلس قريبا من سنة خمس وأربع مئة فيما بلغني. قال غيره: توفي بالمرية في المحرم سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مئة. وقد أوفى على الخمسين. عبد الرحمن بن أحمد بن زكرياء، يعرف: بابن زاها. من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. سمع: من عبدوس بن محمد، ومن الخشني محمد بن إبراهيم. وكان نبيلا فصيحا أنيس المجلس، كثير المثل والحكايات. وكان آخر عمره قد لزم داره. وكان يسمع عليه فيها. وكان يقرأ في كل يوم في المصحف قبل السماع عليه. وتوفي في صفر سنة تسعٍ وأربعين وأربع مئة. ذكره. ط.

عبد الرحمن بن إسماعيل بن عامر بن جوشق: من أهل طيلطلة، يكنى: أبا المطرف. روى عن عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وفتح بن إبراهيم وغيرهم كثيرا. وسمع بقرطبة: من خلف بن القاسم، وأبي زيد العطار، وأبي المطرف القنازعي، وأبي علي الحداد، وابن الرسان، وابن الصفار، وابن نبات وغيرهم كثيرا، وكان معتنيا بالآثار وجمعها ورواياتها ونقلها وسماعها من الشيوخ. وكان: من أهل الإكثار في ذلك والاحتفال. وكتب بخطه علما كثيرا. وكان ثقة فاضلا وذكر عنه أنه كان يختلف إلى عبدوس بن محمد بثياب الخز. فقال له: إن كنت تحب أن تختلف إلي بثياب الكتان وإلا فلا تأتيني فامتثل قوله. حدث عنه الطبني والزهراوي وتوفي رحمه الله بعد سنة خمسين وأربع مئة. عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك الغساني: من أهل بجانة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد وغيره. وكان فصيحا لغوياً متفننا بالعلم. توفي: سنة أربع وخمسين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الرحمن بن خلف بن حكم، يعرف: بابن البنا، ويعرف: بالطنلية: من أهل قرطبة، يكنى: أبا المطرف. قال أبو علي الغساني: قرأت عليه القرآت ختمات كثيرة. وكان قد صحب أبا المطرف القنازعي، ومكي المقرىء وجماعة من الفقهاء والمقرئين. توفي لثلاث عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة أربع وخمسين وأربع مئة. ودفن بالربض. عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد بن هاني: من أهل غرناطة، يكنى: أبا المطرف.

روى عن أبي عبد الله محمد بن أبي زمنين وغيره. حدث وأخذ الناس عنه. وكان من جلة الفقهاء في وقته مشاورا بحضرته. عبد الرحمن بن سوار بن أحمد بن سوار. قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف: روى عن أبي القاسم بن دينال، وأبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهما. واستقضاه المعتمد على الله بقرطبة بعد ابن منظور يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع وستين وأربع مئة. فتولى القضاء بنفس عزيزة، وأخلاق واسعة كريمة. وكان: من أهل الذكاء واليقظة والنباهة، والمعرفة، والصلابة في الأحكام مع الدين والفضل والتواضع. ولم يأخذ على عمله في القضاء أجرا، واستمر على سيرته المحمودة إلى أن توفي يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت لذي القعدة من سنة أربع وستين عام ولايته فدفن ضحى يوم الأربعاء بمقبرة العباس وشهده جميع الناس وأثنوا عليه خيرا، وكانت مدة عمله في القضاء أربعة أشهر تنقص يومين. قال لي ابن مكي: ومولده سنة اثنتي عشرة وأربع مئة. عبد الرحمن بن محمد بن عيسى، يعرف: بابن البيروله. من أهل طليطلة، يكنى: أبا المطرف. سمع: من محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي بكر خلف بن أحمد، وأبي بكر بن زهر، وأبي محمد بن ذنين، وأبي الحسن بن بقي، والتبريزي، وأبي عمر بن سميق وغيرهم كثيرا. وكان: من أهل النباهة والفصاحة، كثير الحكايات، وكان آخر عمره قد جلس للناس وسمع منه. وكان واعظا متواضعا، حسن الخلق، صحيح المذهب سالم الصدر. وتوفي في أول شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وأربع مئة. وصلى عليه يحيى بن سعيد بن الحديدي. ذكره ابن مطاهر.

عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي: من أهل غرناطة، يكنى: أبا زيد. روى عن أبيه غالب بن تمام وغيره. حدث عنه ابنه أبو بكر غالب بن عبد الرحمن شيخنا رحمه الله. عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن عقبة الكلبي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا زيد. كان فقيها عالما، زاهدا ورعا، لم يمسح على الخفين قط. وكان يفتي بالمسح، وأراد المقتدر بالله أن يوليه الأحكام بسرقسطة فأبى عليه وحلف ألا يقبلها فأعفاه منها. وتوفي في المحرم سنة ثمانٍ وستين وأربع مئة. عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن فورتش: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا المطرف. كان فقيها أديبا، دينا عاقلا من أخط الناس. وكان فصيح اللسان، عارفا بعقد الشروط، وكتب لابن عمه القاضي محمد بن إسماعيل. وتوفي رحمه الله سنة ثمان وستين وأربع مئة. عبد الرحمن بن لب بن أبي عيسى بن مطرف بن ذي النون: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمر الطلمنكي. حدث عنه أبو الحسن بن الإلبيري المقرىء. عبد الرحمن بن محمد بن طاهر: من أهل مرسية، يكنى: أبا زيد. روى ببلده عن أبي الوليد بن ميقل، وبقرطبة: عن أبي القاسم بن الإفليلي، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن القطان، وأبي القاسم حاتم بن محمد. ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن أبي ذر الهروي، وكريمة المروزية وغيرهما. وكان فقيها مشاورا

ببلده. وتوفي: سنة تسعٍ وستين وأربع مئة، وهو ابن اثنيتين وستين سنة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير. عبد الرحمن بن أبي الطبيب: من أهل المرية، يكنى: أبا القاسم. صحب أبا بكر بن صاحب الأحباس وعليه عول. وكان مكثرا من الآداب، وقعد للأخد عنه وتوفي في سنة سبعين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عباس بن شعيب المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى القراءات عن أبي محمد مكي بن أبي طالب وعليه اعتمد. وسمع: من أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب وغيرهم. وكان: من جلة المقرئين وخيارهم، عارفا بالقراءات، ضابطا لها، مجودا لحروفها مع الخير والعفاف والدين والفضل. أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة. ومولده سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثلاث مائة. الشك من ابن شعيب. قال لي ذلك: أبو جعفر الفقيه. عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري: من أهل بلنسية وقاضيها، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي القاسم خلف بن هاني الطرطوشي وغيره. وسمع منه أبو بحر الأسدي شيخنا. وحدث عنه ببغداد أبو الفتح وأبو الليث السمرقندي، وتوفي في سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة. وقد نيف على الثمانين. ومولده سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. قرأت مولده ووفاته بخط النميري. عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن: يعرف: بابن الحشا، قاضي طليطلة، وأصله من قرطبة: يكنى: أبا زيد.

روى بالمشرق عن أبي ذر الهروي بمكة، وأبي الحسن محمد بن علي بن صخر، وأحمد بن علي الكسائي، وعبد الحق بن هارون الصقلي، وعبد الله بن يونس التونسي. وروى بمصر، عن أبي القاسم عبد الملك بن الحسن القمي، وأبي الحسن علي بن إبراهيم الحوفي، وأبي الفضل مسلم بن علي، وبالقيروان: عن أبي عمران الفاسي الفقيه، ومحمد بن عباس الخواص، ومحمد بن منصور جيكان وغيرهم. وسمع بقرطبة: من القاضي يونس بن عبد الله، وأبي المطرف القنازعي، وأبي محمد بن دحون، وبدانية: من أبي عمر بن عبد البر، وأبي عمرو المقرىء، وأبي الوليد بن فتحون، وأبي عمرو السفاسقي وغيرهم. وكان: من أهل العلم والنباهة والفهم، ومن بيته علم وفضل. استقضاه المأمون بن يحيى بن ذي النون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد في الخمسين والأربع مئة، وحمده أهل طليطلة في أحكامه وحسن سيرته. ثم صرف عنها في سنة ستين وصار إلى طرطوشة واستقضى بها. ثم صرف واستقضى بدانية إلى أن توفي بها سنة ثلاثٍ وسبعين وأربع مئة ذكر تاريخ وفاته ابن مدير: وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرىء قال: سألت القاضي أبا زيد عن سنه؟ فقال: لا أعرفك بسني، لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت شيخي عبد الله بن عبد الوهاب الأصبهاني عن سنه فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت شيخي أحمد بن إبراهيم بن الصحاب عن سنه. فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت المزني عن سنه فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت الشافعي عن سنه. فقال ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت مالك بن أنس عن سنه. فقال لي: ليس من المروة أن أخبرك بسني. إذا أخبر الرجل عن سنه، إن كان كبيرا استهرم، وإن كان صغيرا استحقر. عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي الوليد: من أهل شاطبة، يكنى: أبا المطرف.

روى عن أبي عبد الله بن الفخار، وأبي بكر بن زهر. وسمع: من أبي عمر ابن عبد البر كثيرا، وكان معتنيا بالعلم. وتوفي سنة خمس وسبعين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. وقال ابن أبو عمران: وتوفي سنة أربع وسبعين وأربع مئة. عبد الرحمن قاسم بن ما شاء الله المرادي: من أهل طليلطة، يكنى: أبا القاسم. سمع: من أبي محمد بن عباس، وأبي عمرو السفاقسي وغيرهما. وكان حافظا للمسائل والرأي، مجتهدا في الطلب. وكان: من أهل الدماثة والطهارة، وقورا حسن السمت. وتوفي في رجب سنة ست وسبعين وأربع مئة. ذكره ابن مطاهر. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن العاصي الفهمي: من أهل قرطبة. سكن المرية، يكنى: أبا زيد. كان: من أهل العناية بالآداب. ورحل إلى المغرب الأقصى فتوفي فيه سنة سبع وسبعين وأربع مئة. ذكره ابن مدير. عبد الرحمن بن محمد بن سلمة الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي بكر بن مغيث، وحماد الزاهدي، وأبي عمر الطلمنكي، وحماد التبريزي، والمنذري، وأبي بكر بن زهر وغيرهم. وكان حافظا للمسائل دريا بالفتوى، وقورا وسيما، حسن الهيئة، قليل التصنع، مواظبا على الصلاة في الجامع. وسمع الناس عليه ونوظر عليه في الفقه. وكان ثقة فيما رواه. وكان الرأي الغالب عليه. ولم يكن عنده ضبط ولا تقييد، ولا حسن خط وامتحن في آخر عمره مع أهل بلده وسار إلى بطليوس فتوفي بها فجأة في عقب صفر من سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مئة. ومولده سنة إحدى وأربع مئة.

عبد الرحمن بن عبد الله بن أسد الجهني من أهل طليلطة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي محمد العشاري، وابن يعيش، ومحمد بن مغيث وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن أبي ذر الهروي وغيره. وكان ثقة فيما رواه. مسندا لما جمعه: وشوور في الأحكام، وكان متواضعا وعمر وأسن، وتوفي ببلده رحمه الله في عشر الثمانين والأربع مئة. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الصنهاجي: من أهل قرطبة، يعرف: بابن اللبان. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، وأبي عمر بن مهدي، وأبي المطرف ابن جرج، وأبي عبد الله محمد بن عتاب واختص به. وكان: من أهل النباهة والمعرفة، واليقظة كامل الأدوات، حسن الخط. وقد كتب للقاضي أبي بكر بن أدهم. وتوفي رحمه الله في نحو الثمانين وأربع مئة. وسمعت شيخنا أبا محمد بن عتاب يرفع بذكره كثيرا. عبد الرحمن بن سهل بن محمد بن: ثغري: يكنى: أبا محمد. أخذ بمصر عن أبي الحسن علي بن بقا وغيره. وبمكة: عن كريمة المروزية وغيرها في سنة خمسين وأربع مئة. حدث عنه أبو محمد الركلي بكتاب الغوامض لعبد الغنى ابن سعيد. عبد الرحمن بن زياد: من إقليلم جليانه. رحل إلى المرية ولقي أبا عمر بن رشيق وغيره. وولي أحكام وادي آش وتوفي سنة إحدى وثمانين وأربع مئة وله خمس وستون سنة. ذكره ابن مدير. عبد الرحمن بن محمد بن يونس بن أفلح النحوي: من أهل رية، يكنى: أبا الحسن، ويعرف: بالقلبق. أخذ عن أبي عثمان الأصفر، وأبي تمام القطيني. وأخذ الناس عنه. وكان عالما بالآداب وتوفي بإشبيلية في حدود سنة تسعين وأربع مئة.

عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عيسى بن رجاء الحجري، يعرف: بالشمنتاني. وشمنتان من ناحية جيان. سكن المرية، يكنى أبا بكر. كان دينا فاضلا، ورعا عاقلا، متواضعا متحريا واستقضى بالمرية زمأنا، فكان محمودا في قضائه، ثم زال عن الخطة وانقبض عن الناس. أخبرنا غير واحد من شيوخنا. وتوفي رحمه الله لخمسٍ بقين من ذي الحجة سنة ستٍ وثمانين وأربع مائة. ودفن بمقبرة الحوض بالمرية. عبد الرحمن بن قاسم الشعبي: من أهل مالقة، يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي العباس أحمد بن أبي الربيع الإلبيري، وقاسم بن محمد المأموني، وأبي الطاهر إسماعيل بن حمزة، والقاضي يونس بن عبد الله إجازة وغيرهم. وكان فقيها ذاكرا للمسائل، وشوور ببلده في الأحكام. سمع الناس منه وعمر وأسن، وشهر بالعلم والفضل. وتوفي في رجب لعشر خلون منه سنة سبعٍ وتسعين وأربع مئة، ومولده سنة اثنتين وأربع مئة. وكان بينه وبين أبي عبد الله محمد فرج الفقيه في الوفاة نحوا من ستة أيام عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله التجيبي: يعرف: بابن المشاط. من أهل طليلطة، يكنى: أبا الحسن. روى عن جماعة من علماء بلده منهم: أحمد بن مغيث، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو محمد الشارفي وغيرهم. وكان من أهل العلم، مقدما في الفهم، حافظا ذكيا، لغويا أديبا شاعرا محسنا، متيقظا وجمع كتبا في غير ما فن من العلم. أخبرني عنه أبو الحسن بن مغيث وذكر لي أنه لقيه وأخذ عنه وقال: تردد في الأحكم بناحية إشبيلية، ثم صرف عنها وقصد مالقة فسكنها إلى أن توفي بها في نحو الخمسمائة. ثم قرأت بخط بعض الشيوخ: أنه توفي ليلة الجمعة لسبع ليال خلت لشهر رمضان المعظم من سنة خمسمائة وشهده جمعٌ عظيم بمالقة رحمه الله.

عبد الرحمن بن خلف بن مسعود الكناني، من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسن. ويعرف: بابن الزيتوني. روى عن حكم بن محمد، ومحمد بن عتاب، وأبي عمر بن القطان وغيرهم. وكان معتنيا بالسماع والرواية عن الشيوخ والأخذ عنهم. وكان يعظ الناس في مسجده ويذكرهم. وكان فاضلا دينا ثقة فيما رواه وعني به. وقد أخذ عنه بعض أصحابنا، وتوفي رحمه الله سنة إحدى وخمسمائة. قال لي ذلك: أبو جعفر أحمد ابن عبد الرحمن. عبد الرحمن بن محمد العبسي، يعرف: بابن الطوج، يكنى: أبا محمد. من أصحاب أبي عمر بن عبد البر المتحققين به. وكان رجلا صالحا وتوفي سنة سبع وخمسمائة. وكان الحفل في جنازته عظيما قل ما رؤى مثله. عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت الأموي الخطيب بالمسجد الجامع بشاطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا من روايته، وعن أبي العباس العذري. وكان رجلا فاضلا، زاهدا ورعا منقبضا شهر بالخير والصلاح. سمع منه جماعة من أصحابنا ورحلوا إليه واعتمدوا عليه، ووصفوه بما ذكرناه من حاله. وذكروا أنه امتنع من الإجازة لهم. وقال لي بعضهم: توفي سنة تسع وخمسمائة، ومولده سنة ست وأربعين وأربع مئة. وقال لي أبو الوليد صاحبنا وأملاه علي: قال لي أبو محمد الخطيب هذا: زارنا أبو عمر ابن عبد البر في منزلنا فأنشد وأنا صبي صغير فحفظته من لفظه: ليس المزار على قدر الوداد ولو ... كان كفيين كنا لا نزال معا. عبد الرحمن بن شاطر: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا زيد. كان ذا فضل وأدبٍ وافرٍ وشعر ثم انخمل وانزوى ولزم الانقباض. ومن شعره

ما أنشدناه بعض أصحابنا قال: أنشدنا القاضي أبو علي بن سكرة قال: أنشدنا أبو زيد لنفسه: ولائمة لي إذ رأتني مشمرا ... أهرول في سبل الصبى خالع العذر تقول تنبه ويك من رقدة الصبى ... فقد دب صبح الشيب في غسق الشعر فقلت لها كفى عن العتب واعلمي ... بأن ألذ النوم إغفاة الفجر عبد الرحمن بن عبد الله بن منتيل الأنصاري: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا زيد. وهو صهر القاضي أبي علي بن سكرة، وقد أخذ عنه أبو علي تبركا به. روى عن القاضي محمد بن إسماعيل بن فورتش وغيره. وكان رجلا صالحا، ورعا دينا، منقبضا مقبلا على ما يعنيه ويقر به من ربه عز وجل. وكان ممن يتبرك بلقائه والأخذ عنه. واختبرت إجابة دعوته وقد سمع الناس منه. وكان خطيبا ببلده، أديبا شاعرا، وأنشدنا بعض أصحابنا قال: أنشدنا القاضي أبو علي لأبي زيد هذا: سأقطع عن نفسي علائق جمة ... واشغل بالتلقين نفسي وباليا وأجعله أنسي وشغلي وهمتي ... وموضع سري والحبيب المناجيا وكتب إلى صهره أبي علي رحمه الله: كتبت لأيام تجد وتلعب ... ويصدقني دهري ونفسي تكذب وفي كل يوم يفقد المرء بعضه ... ولا بد أن الكل منه سيذهب وتوفي أبو زيد هذا في صدر سنة خمس عشرة وخمس مئة. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبيه، وعن القاضي سراج بن عبد الله، وأبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وسمع بطليطلة من أبي جعفر بن مطاهر تاريخه في فقهاء طليلطة، وأجاز له

أبو العباس العذري ما رواه، وتولى الأحكام بقرطبة مدة طويلة. وكان دربا بها لتقدمه فيها، سالم الجهة فيها تولاه منها منفذا لها، من بيته علم ودين وفضل سمعنا منه وأجاز لنا بخطه ولم تكن عنده أصول وتوفي رحمه الله عشي يوم الخميس، ودفن عشي يوم الجمعة منتصف ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده جمعٌ كثيرٌ وصلى عليه أخوه أبو القاسم وقال لي: مولدي في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة. ثم وجدت مولده بخط أبيه رحمه الله قال: ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة من العام المؤرخ. عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. هو آخر الشيوخ الجلة الأكابر بالأندلس في علو الإسناد وسعة الرواية. روى عن أبيه وأكثر عنه، وسمع منه معظم ما عنده. وهو كان الممسك لكتب أبيه للقارئين عليه، فكثرت لذلك روايته عنه وسمع: من أبي القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي كثيرا من روايته وأجاز له سائرها، وأجاز له جماعة من الشيوخ المتقدمين. منهم: أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرىء. وأبو عبد الله محمد بن عابد وأبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي، وأبو عمرو السفاقسي، وأبو حفص الزهراوي وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء والقاضي أبو عبد الله بن شماخ النافقي، وأبو عمر بن مغيث، وأبو زكرياء القليعي وغيرهم: وأجاز له أبو مروان بن حيان المؤرخ كتاب الفصوص لصاعد عن مؤلفه صاعد. وقرأ القرآن بالسبع على أبي محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن شعيب المقرىء وجوده عليه، وكثر اختلافه إليه. وكان حافظا للقرآن العظيم، كثير التلاوة له عارفا برواياته وطرقه، واقفا على كثير من تفسيره وغريبه ومعاينه، مع حظٍ وافر من اللغة والعربية. وتفقه عند أبيه وشوور في الأحكام بعد بقية عمره. وكان صدرا فيمن يستفتي لسنه وتقدمه.

وكان: من أهل الفضل، والحلم والتواضع، وكتب بخطه علما كثيرا في غير ما نوع من العلم. وجمع كتابا حفيلا في الزهد والرقائق سماه: شفاء الصدور وهو كتاب كبيرٌ إلى غير ذلك من أوضاعه سمع الناس منه كثيرا، وكانت الرحلة في وقته إليه، ومدار أصحاب الحديث عليه لثقته وجلالته وعلو إسناده وصحة كتبه. وكان صابرا على القعود للناس، مواظبا على الاستماع، يجلس لهم يومه كله وبين العشائين. وطال عمره. وسمع منه الآباء والأبناء، والكبار والصغار. وكثر أخذ الناس عنه وانتفاعهم به. أخبرني ثقة من الشيوخ قال: جلست يوما إلى أبي القاسم بن خير الرجل الصالح بالمسجد الجامع بقرطبة، وهو كان إمام الفريضة به فقال لي: كنت أرى البارحة أبا محمد بن عتاب في النوم وكأن وجهه مثل دارة القمر تضيء للناس حسنا فكنت أقول بما صار له هذا! فكان يقال لي: بكثرة انتفاع المسلمين به وصبره لهم. أو كلاما هذا معناه. اختلفت إليه فقرأت عليه، وسمعت معظم ما عنده وأجاز لي بخطه سائر ما رواه غير مرة. وسألته عن مولده فقال لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة وصحبته إلى أن توفي رحمه الله ظهر يوم السبت ودفن ظهر يوم الأحد الخامس من جمادى الأولى من سنة عشرين وخمسمائة. ودفن بمقبرة الربض قبلي قرطبة عند الشريعة القديمة واتبعه الناس ثناء حسنا وصلى عليه ابن أخيه أبو القاسم محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عتاب. وكان أبو القاسم هذا فاضلاً، ديناً، متصاونا. ً سمع معنا على عمه كثيرا من روايته واختص به. وتوفي رحمه الله ودفن صبيحة يوم الأحد الخامس من جمادى الآخرة من سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، ودفن مع سلفه وصلى عليه صهره القاضي أبو عبد الله بن أصبغ بوصيته بذلك إليه واتبعه الناس ثناء جميلا، وكان أهلا لذلك رحمه الله. عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف الأموي: من أهل طليطلة سكن قرطبة، يكنى أبا الحسن: ويعرف بابن عفف. وهو جده لأمه.

سمع ببلده من أبي محمد القاسم بن محمد بن هلال، وأبي بكر جماهر بن عبد الرحمن، وأبي محمد عبد نب موسى الشارفي وغيرهم. وأجاز له أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه جميع ما رواه. وكان رحمه الله شيخا فاضلا، عفيفا شهر بالخير والصلاح قديما وحديثا. وكان مختصا بالشهادة مشهور العدالة، وكان يعظ الناس في مسجده، وكانت العامة تعظمه. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة، سمع الناس منه وروينا عنه وأجاز لنا ولم يكن بالضابط لما رواه. وكان كثير الوهم في الأسانيد عفى الله عنه. توفي رحمه الله غداة يوم الجمعة ودفن إثر صلاة العصر من يوم السبت الثاني عشر من جمادى الآخرة من سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه القاضي أبو عبد الله بن الحاج، وسألته عن مولده فقال لي: ولدت إما سنة سبع أو ثمان وثلاثين وأربع مئة. الشك منه رحمه الله. عبد الرحمن بن سعيد بن شماخ: من أهل طلبيرة، يكنى: أبا الحسن. روى ببلده عن أبي الوليد مرزوق بن فتح، وأبي عبد الله المغامي وغيرهما. وكانت عنده معرفة وذكاء ونباهة، وتوفي رحمه الله في شوال سنة عشرين وخمسمائة. عبد الرحمن بن سعيد بن هارون الفهمي المقرىء: من أهل سرقسطة، سكن قرطبة، يكنى: أبا المطرف، ويعرف بابن الوراق. روى عن أبي عبد الله المغامي المقرىء، وعن عميه أبي الربيع سليمان بن حارثٍ، وأبي علي الحسن بن مبشر، وأبي داود المقرى وغيرهم. وسمع: من أبي الوليد الباجي بعض روايته وتواليفه. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وعبد الحق بن هارون الصقلي، وأقرأ الناس بالمسجد الجامع بقرطبة وتولى الصلاة فيه. وكان ثقة فيما رواه وعني به. أخذ الناس عنه وأجاز لنا ما رواه بخطه. وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء الخامس من صفر من سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة. ودفن بباب القنطرة وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. عبد الرحمن بن أحمد، يعرف: بابن الجبان، من أهل قرطبة وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بها، يكنى: أبا زيد. روى عن أبي محمد عبد الله بن بشير المعافري وغيره، وكتب بخطه علما ورواه. وكان: من أهل الخيرة والفضل، والتواضع والصلاح، والإقبال على ما يعنيه ويقربه من خالقه عز وجل، منقبضا عن الناس، غير مختلطٍ بهم. وكان خاتمة الفضلاء بقرطبة الذين يتبرك برؤيتهم ودعائهم. وتوفي رحمه الله ليلة الخميس ودفن عشي يوم الخميس السادس من صفر من سنة

اثنتين وعشرين وخمسمائة. ودفن بالربض، وصلى عليه محمد ابن جمهون بوصيته بذلك إليه، وكانت جنازته في غاية الحفل. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن موسى الجهني، يعرف: بالبياسي. من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي جعفر بن رزق، وأبي علي الغساني. وأجاز له القاضي أبو عمر بن الحذاء ما رواه، وتردد في أحكام الكور، ثم ولي خطة الأحكام بقرطبة، وكان محمودا فيها، مأمونا عليها، بصيرا بها لتقدمه فيها، ذا دينٍ وفضل، كامل المروة، عالي الهمة، عطر الرائحة، حسن الملبس، جامد اليد، مخزون اللسان، ولم يزل يتولى الأحكام بقرطبة إلى أن توفي ليلة الاثنين ودفن عشي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر رمضان المعظم من سنة خمس وعشرين وخمسمائة. ودفن بالربض قبلي قرطبة، وصلى عليه القاضي محمد بن أصبغ وبلغني أن مولده سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة.

عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان الأنصاري: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا الحكم. كانت له رواية عن جماعة بالأندلس وأجاز له جماعة من علماء المشرق وقد أخذ الناس عنه وأخذت عنه وأخذ عني كثيرا، وكان: من أهل المعرفة، والذكاء، واليقظة وسكن قرطبة وتوفي بها يوم الجمعة بعد العصر السابع عشر من رمضان المعظم من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. ودفن بمقبرة ابن عباس. عبد الرحمن بن أحمد بن خلف بن رضا المقرىء الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، وصاحب صلاة الفريضة به، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم بن مدير القراءات. وسمع: من أبي عبد الله محمد بن فرج الموطأ. ومن أبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي يسيرا، وصحب أبا الوليد مالك ابن عبد الله العتبي الأديب واختص به. وكان واسع المعرفة، كامل الأدوات، كثير الرواية. وشوور في الأحكام بقرطبة. وكان محمودا في جميع ما تولاه، رفيع القدر، عالي الذكر. وتوفي في ضحوة يوم الثلاثاء، ودفن صبيحة يوم الأربعاء لعشر خلون من جمادى الآخرة من سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة. وكان مولده فيما أخبرني سنة سبعين وأربع مئة عام وفاة أبيه رحمه الله. وكان تركه حملا. وروى أبوه عن محمد بن عتاب كثيرا وعن غيره من العلماء. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن قزمان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. سمع: من أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي وغيرهم. وصحب القاضي أبا الوليد بن رشد وتفقه عند. وكان: من كبار العلماء

ومن الغرباء

وجله الفقهاء مقدما في الأدباء والنبهاء. أخذ الناس عنه. وتوفي بأشونة يوم الاثنين مستهل ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة. ودفن بها وهو آخر من حدث عمن تقدم ذكره من الشيوخ رحمهم الله. وكان مولده سنة تسعٍ وسبعين وأربع مئة. ومن الغرباء عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد خالد بن خالد بن يزيد السنبري الأزدي العتكي المصري الصواف النسابة، يكنى: أبا القاسم. قدم الأندلس من مصر سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. وروى عن أبي علي بن السكن، وأبي العلاء بن ماهان، وأبي بكر بن إسماعيل، وأبي الطاهر الذهلي، وأبي علي الحسن بن شعبان، وأبي بكر الأذفوي، وموسى بن حنيف وغيرهم. حدث عنه أبو عمر بن الحذاء وقال: كان رجلا أديبا، حلوا حافظا للحديث، وأسماء الرجال والأخبار، وله أشعار حسان في كل فن. وكان معاشه من التجارة، وكان مقارضا لأبي بكر بن إسماعيل المهندس. قال أبو عمر بن الحذاء: أنه تفقه بالأندلس وأثنى عليه، وكان قد عرفه بمصر وسكن قرطبة إلى أن وقعت الفتنة وخرج عن الأندلس ومات بمصر. وذكره الخولاني وقال: لقيته وكان أديبا نبيلا ذكيا شاعرا مطبوعا. وذكر أن مولده بمصر ليلة الجمعة مستهل شعبان سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة. قال: ابن حيان، وتوفي بمصر سنة عشرة وأربع مئة. عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن مجاهد الرقي، يكنى: أبا عمر.

من اسمه عبد الملك

قدم الأندلس سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة. وكان حنفي المذهب، واسع الرواية عن شيوخ العراق الجلية من أهل مذهبه وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: ذكر لنا في التاريخ أنه قد نيف على السبعين. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أحمد الكتامي، يعرف: بابن العجوز: من أهل سبتة، ومن جلة فقهائها، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه وحجاج بن المأموني وغيرهما، وكان يميل إلى الحجة والنظر. وولي قضاء الجزيرة الخضراء مدة. ثم سلا. وهو فقيه من فقيه أفادني خبره القاضي أبو الفضل ابن عياض وخطه لي بيده وقال: حدثني عن أبيه محمد بن أبيه عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحيم، عن أبي محمد بن زيد، عن أبي بكر بن اللباد: أن محمد بن عبدوس الفقيه صلى الصبح بوضوء العتمة ثلاثين سنة. خمس عشرة من دراسة، وخمس عشرة من عبادة. وتوفي بفاس من بعد سنة عشرة وخمسمائة. من اسمه عبد الملك عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. روى عن قاسم بن أصبغ، وأبي الحزم وهب بن مسرة الحجاري وغيرهما. ذكره أبو عبد الله بن عابد في شيوخه فقال: الوزير العالي القدر، معدن الدراية والرواية أبو مروان عبد الملك بن أحمد بن شهيد. كان أوحد الناس بالتقدم في علم الخبر والتاريخ، واللغة والأشعار، وسائر ما يحاضر به الملوك. مع سعة روايته للحديث والآثار وهو مؤلف كتاب التاريخ الكبير في الأخبار على توالي السنين. بدأ به من عام الجماعة سنة أربعين، وانتهى إلى أخبار زمانه المنتظمة بوفاته رحمه الله. وهو أزيد من مائة سفر.

كانت صحبتي له رحمه الله نحو عشرة أعوام أو فوقها إذا كان مجاورا لنا بنية المغيرة ولما استقرب المنصور رحمه الله لقاءه أمر بإسكانه في منية النعمان بالناحية المذكورة. أجاز لي جميع روايته عن أبي الحزم وهب بن مسرة الحجاري، عن ابن وضاج. قال ابن حيان: وجدت بخط أبي الوليد بن الفرضي. توفي الوزير أبو مروان عبد الملك بن شهيد ليلة الأحد ودفن يوم الأحد بعده لأربع خلون من ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة. وكانت منيته من ذبحة أصابته. قال ابن حيان: وكانت سنه يوم توفي السبعين. وكان له بالإنذار بها رؤيا عجيبة وذلك: أنه أري في منامه صدر نشأته أنه كان يبلغ سبعين ديناراً ذهباً بعدها عدا كلما بلغ منها واحدا تبعه بآخر إلى أن تمت السبعون، فقصت له على أخذق معبر كان في الوقت فأولها عمرا عدد كل ما بلغ منها، أعجبت عبد الملك في حال الشباب ثم ساءته لما دنى منها فجعل يشكك نفسه في عدد تلك الدنانير ويقول لنا: أحسبها كانت أكثر مما سبق إلي فيلبس أمرهاه عليه طالب رضاه، إلى أن غافصته المنية بعد استكمالها بشهورٍ فجزع للموت جزعا عظيما، وله تاريخ جامع للأخبار جم الفائدة. قال الحميدي: ومن شعر أبي مروان: أقصرت عن شأوي فعاديتني ... أقصر فليس الجهل من شاني إن كان قد أغناك ما تحتوي ... بخلا فإن الجود أغناني عبد الملك بن إدريس الأزدي، المعروف: بابن الجزيري سكن قرطبة، يكنى: أبا مروان. ذكره الحميدي وقال فيه: عالمٌ أديب، شاعرٌ، كثير الشعر، غزير الماده معدود في أكابر البلغاء من ذوي البديهة. وله في ذلك رسائل وأشعار مروية. قال ابن حيان: وتوفي بالمطبق في سخطة المظفر عبد الملك بن أبي عامر في ذي القعدة،

سنة أربع وتسعين وثلاثة مائة. وهو يومئذ في أحد غزواته ولم يخلف مثله كتابه وخطابة وبلاغة وشعرا، وفهما ومعرفة وبه ختم بلغاء كتاب الأندلس رحمه الله. عبد الملك بن مروان بن أحمد بن شهيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي القاسم خلف بن القاسم كثيرا، وعن أبي محمد القلعي، وهاشم بن يحيى وغيرهم. وكانت له عناية بالحديث وكتبه. وكان حسن الخط، واسع الأدب والمعرفة وتولى الأحكام بقرطبة، وكان محمودا في أحكامه. وحدث وسمع منه، وأخذ عنه أبو محمد قاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال: توفي في رجب سنة ثمانٍ وأربع مئة. زاد ابن حيان ودفن بالربض عشى يوم السبت لليلتين بقيتا من رجب وصلى عليه حماد الزاهدي بوصيته إليه. عبد الملك بن طريف: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. أخذ عن أبي بكر بن القوطية وغيره. وكان حسن التصرف في اللغة، أصلٌ في تثقيفها وله كتابٌ حسنٌ: في الأفعال، هو كثيرٌ بأيدي الناس. وتوفي في نحو الأربع مئة. عبد الملك بن أسد بن عبد الملك اللخمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. له رواية عن أبي جعفر بن عون الله وغيره من شيوخ قرطبة. وكان يعقد الشروط بمسجد أبي لواو، ويعرف بمسجد الزيتونة، وهو كان الإمام فيه عند مقبرة متعة. حدث عنه ابن شنظير وقال مولده سنة ثلاثين وثلاث مائة. بشذونة، وحدث عنه أبو عمر الطلمنكي المقرىء وقال في بعض تواليفه: حدثنا عبد الملك بن أسد صاحبنا فذكر عنه حديثا متصلا. عبد الملك بن عيسى بن عبد الملك بن نوح بن عيسى بن عبد الملك

بن سليمان بن عيسى بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. روى عن أحمد بن نابت التغلبي، وابن الخراز الغروي. ذكره ابن شنظير وقال: مولده ببلاط مغيث سنة خمسٍ وعشرين وثلاث مائة. عبد الملك بن محمد بن وثيق. من أهل طليطلة، يكنى: أبا مروان سمع: من أبي إسحاق بن شنظير وصاحبه أبي جعفر ميمون. وناظر على ابن الفخار. وكان: من أهل الحفظ. والزهد، والورع. وتوفي في ربيع الآخر سنة عشرة وأربع مئة. ذكره ط. وكان مولده في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. عبد الملك بن أيمن الأموي، من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. سمع: من أبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله وابن مفرج ونظرائهم. ورحل إلى المشرق وحج ولقي بها جماعة يكثر تعدادهم. منهم: أبو محمد عبد الغنى ابن سعيد الحافظ، وأبو عبد الله بن الوشا ونظرائهما. حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم والورع مع الفهم، وكان صدوقا ثبتا. وذكره أبو محمد بن خزرج وقال: كان من أهل الفضل والورع صليبا في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم. وتوفي سنة سبع عشرة وأربع مئة. عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العبسي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا مروان. كان من أهل الفضل والورع، متصرفا في العلوم، روايته واسعة عن أبيه أبي عمر وحارث بن مسلمة، وأبي محمد الباجي وغيرهم. وسمع بقرطبة: من محمد بن معاوية القرشي ونظرائه.

ذكره ابن خزرج وقال: أجاز لي في شوال سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. وتوفي بعدها بأشهر وله ثمانون سنة. عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن هاشم الأموي، يعرف: بابن المكوي من أهل قرطبة، وأصله من إشبيلية من قرية نوح نظر طلياطة. كان: من أهل الطهارة والعفاف، ذا حظٍ صالح من علم الفقه، عاقدا للوثائق. روى عن عمه الفقيه أبي عمر وتفقه عنده. وكان حافظا لأغراضه، واقفا على مذاهبه، عالما بأخباره. ذكره ابن خزرج وقال: لا أعلمه روى عن غير عمه، ومولده سنة ثلاثٍ وستين وثلاث مائة. وتوفي سنة خمس وعشرين وأربع مئة. عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز الأموي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا الوليد، ويعرف بابن القوطية. كان متصرفا في العلوم من الفقه والعربية، والحساب. محسنا لعقد الوثائق بصيرا بعللها، راوية للأخبار. حافظا للآداب، وروايته للعلوم واسعة وشيوخه كثير بقرطبة وإشبيلية. روى عن عمه أبي بكر، وابن السليم القاضي، وأبان بن السراج ونظرائهم. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وكان أول سماعه سنة ستٍ وخمسين وثلاث مائة بقرطبة. عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الأصبغ القرشي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان، ويعرف: بابن المش. روى عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم مقدما في الفهم، قديم الخير والفضل له تأليف حسن في الفقه والسنن، أجاز لي جميعه مع سائر روايته. وذكره أبو عمر بن مهدي، وقال: كان نبيلا شديد الحفظ، كثير الدراسة مع الديانة والفضل والتواضع

والأحوال العجيبة نفعه الله، وذكر أنه قرأ عليه كتابا ألفه في مناسك الحج، وكتابا في أصول العلم تسعة أجزاء. وقال: أخبرني أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. قال ابن حيان: وتوفي بإشبيلية سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة. وحدث عنه أيضا ابن خزرج وقال: روى عن القاضي ابن زرب، وابن مفرج كثيرا، وخلف ابن القاسم. وجرى بينه وبين الأصيلي شيء فلم يعد إلى مجلسه. وله تواليف في الاعتقادات وغيرها. عبد الملك بن سليمان الخولاني: يكنى: أبا مروان. محدث سمع بالأندلس، وإفريقية ومصر، ومكة. ذكره الحميدي وقال: سمعنا منه بالأندلس الكثير ومات بها قبيل الأربعين وأربع مئة بجزيرة ميورقة، وكان شيخا صالحا. عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين بن محمد بن أسد التميمي. ثم الحماني من بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم الطبني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. من بيت علم ونباهة. وأدب وخير وصلاح. وأصلهم من طبنة من عمل إفريقية. روى بقرطبة: عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي المطرف القنازعي، والقاضي أبي محمد بن بنوش، وأبي عبد الله بن عابد، وأبي عبد الله بن نبات، وأبي القاسم بن الإفليلي، وأبي عمرو المرشاني، وأبي محمد مكي المقرىء، وأبي محمد بن حزم وغيرهم. وكانت له رحلتان إلى المشرق كتب فيهما عن جماعة من أهل العلم بمكة، ومصر،

والقيروان. وكتب عن القاضي أبي الحسن بن صخر المكي، وأبي القاسم بن بندار الشيرازي، وأبي زكرياء البخاري، وأبي محمد بن الوليد، وأبي إسحاق الحبال وجماعة كثيرة سواهم. قال أبو علي: وكانت له عنايةٌ تامة في تقييد العلم والحديث، وبرع مع ذلك في علم الأدب والشعر. وذكره الحميدي فقال: هو من أهل بيت جلالة من أهل الحديث والأدب، إمام في اللغة، شاعر وله سماع بالأندلس وقد رأيته بالمرية في آخر حجة حجها وقال: أخبرني أبو الحسن العائذي أن أبا مروان الطبني لما رجع إلى قرطبة أملى فاجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير فلما رأى كثرتهم أنشد: إني إذا احتوشتني ألف محبرةٍ ... يكتبن حدثني طورا وأخبرني نادت بعقوتي الأقلام معلنة ... هذي المفاخر لا قعبان من لبن قال الحميدي: ثم أنشدني هذين البيتين الإمام أبو محمد التميمي ببغداد، قال: أنشدنا بعض شيوخنا لأبي بكر الخوارزمي: إني إذا حضرتني ألف محبرة ... يقول أنشدني شيخي وأخبرني نادت بإقليمي الأقلام ناطقة ... هذي المكارم لا قعبان من لبن

قال أبو علي: أنشدني ابن أبي مروان الطبني لأبيه عبد الملك بن زيادة الله يذكر كتاب العين وبغلة له سماها النعامة: حسبي كتاب العين علق صنة ... ومن النعامة لا أريد بديلا هذي تقرب كل بعدٍ شاسع ... والعين يهدي للعقول عقولا وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن بن مغيث: قال: أنشدني أبو مضر زيادة الله ابن عبد الملك التميمي، قال: خاطبني أبي من مصر عند كونه بها في رحلته: يأهل الأندلس ما عندكم أدبٌ ... بالمشرق الأدب النفاح بالطيب يدعى الشباب شيوخا في مجالسهم ... والشيخ عندكم يدعي بتلقيب قال أبو علي: ولد شيخنا أبو مروان في الساعة الثامنة من يوم الثلاثاء، وهو اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وتوفي: سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة. كذا قال أبو علي سنة ستٍ وخمسين وهووهم منه، وإنما توفي في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين مقتولا في داره رحمه الله. كذا ذكر ابن سهل في أحكامه وهو الأثبت إن شاء الله تعالى. وكذا ذكره ابن حيان وقال: لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وصلى عليه ابن عمه أبو بكر إبراهيم بن يحيى الطبني. عبد الملك بن أحمد بن سعدان: من أهل كزنة، يكنى: أبا مروان. روى عن أبي المطرف القنازعي، وعبد الرحمن بن وافد القاضي. ثم رحل وحج ولقي عبد الوهاب القاضي المالكي، ثم قفل وتوفي قريبا من الخمسين والأربع مئة ذكره ابن مدير. وقرأت في بعض الكتب أنه توفي بغافق سنة خمسٍ وأربعين وأربع مئة.

عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج: مولى بني أمية، من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان. إمام اللغة بالأندلس غير مدافع. روى عن أبيه، والقاضي يونس بن عبد الله، وعن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الإفليلي، وأبي سهل الحراني، وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء، وأبي محمد الشنتجيالي، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي مروان بن حيان وغيرهم. قال أبو علي: هو أكثر من لقيته علما بضروب الآداب، ومعاني القرآن، والحديث وقرأ عليه أبو علي كثيرا من كتب اللغة، والأدب، والغريب وقيد ذلك كله عنه، وكانت الرحلة في وقته إليه، ومدار أصحاب الآداب واللغات عليه، وكان وقور المجلس لا يجسر أحدٌ على الكلام فيه لمهابته وعلو مكانته. قال لنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج رحمه الله: كان شيخنا أبو مروان بن سراج يقول: حدثنا، وأخبرنا، واحد. ويحتج بقول الله تعالى: " يومئذ تحدث أخبارها ". فجعل الحديث والخبر واحدا. وذكر شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: كان أبو مروان من بيت خير وفضل من مشاهير الموالي بالأندلس، عندهم عن الخلفاء آثار كريمة قديمة. كان جدهم سراج من موالي بني أمية على ما حكاه أهل النسب، إلا أن أبا مروان قال لي غير مرة أنهم من العرب من كلب بن وبرة أصابهم سباءٌ والله أعلم بما قال. اختلفت إليه كثيرا، ولازمته طويلا، وكان واسع المعرفة، حافل الرواية، بحر علم، عالما بالتفاسير، ومعاني القرآن ومعاني الحديث، أحفظ الناس للسان العرب، وأصدقهم فيما يحمله، وأقومهم بالعربية والأشعار، والأخبار، والأنساب، والأيام. عنده يسقط

حفظ الحافظ، ودونه يكون علم العلماء فاق الناس في وقتهن وكان حسنة من حسنات الزمان، وبقية من الأشراف والأعيان. قال أبو علي: سمعته غير مرة يقول: مولدي لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع مئة. قال لي الوزير أبو عبد الله بن مكي: وتوفي رحمه الله ليلة عرفة سنة تسع وثمانين وأربع مئة. ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو الحسين سراج بن عبد الملك رحمهما الله. عبد الملك بن عبد العزيز بن فيرة بن وهب بن غردي: من أهل مرسية، وأصله من شنتمرية، يكنى: أبا مروان. سمع: من أبي علي الغساني وغيره. وله رحلة إلى المشرق حج فيها ودخل بغداذ، ودمشق وغيرهما. وروى هنالك يسيرا وقد أخذ عنه شيخه أبو علي بعض ما عنده. وسمع منه أيضا جماعة من أصحابنا، وكان حافظا للرأي، ذاكرا للمسائل وذلك كان الأغلب عليه مع خير وصلاح. كتب إلينا بإجازة ما واه بخطه. وقال لنا بعض أصحابنا: وتوفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة. ومولده سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة. عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن محمد ابن علي بن شريعة اللخمي، يعرف: بابن الباجي. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا مروان. روى عن أبيه، وعن عميه أبي عبد الله محمد، وأبي عمر أحمد، وابن عمه أبي محمد عبد الله بن علي بن محمد، وكان: من أهل الحفظ للمسائل، متقدما في معرفتها، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، واستقضى ببلده مرتين. وكان: من أهل الصرامة والنفوذ في أحكامه، ثم صرف عن القضاء، وناظر الناس عليه، وحدث وكف بصره

وتوفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وكان مولده سنة سبع وأربعين وأربع مئة. عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري والدي رحمت الله عليه، يكنى: أبا مروان. أخذ القراءات عن القاضي أبي زكرياء يحيى بن حبيب وغيره. وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه كثيرا ولازمه طويلا. وأخذ عن جماعة سواهما من شيوخنا وغيرهم. وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، عارفا بالشروط وعللها. حسن العقد لها، مقدما في معرفتها وإتقانها، وكان كثير التلاوة للقرآن العظيم ليلا نهارا ويختمه كل يوم جمعة. وتوفي رحمه الله صبيحة يوم الأحد، ودفن عشي يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الآخرة من سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمسمائة. ودفن عند باب مسجده بطرف الربض الشرقي، وحضره جمع عظيم من الناس. عبد الملك بن مسرة بن فرج بن خلف بن عزيز اليحصبي: من أهل قرطبة، وأصله من شنتمرية من شرق الأندلس ومن مفاخرها وأعلامها، يكنى: أبا مروان. أخذ عن أبي عبد الله محمد بن فرج الموطأ سماعا، وأخذ عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم واختص بالقاضي أبي الوليد بن رشد وتفقه معه. وصحب أبا بكر بن مفوز فانتفع به في معرفة الحديث والرجال والضبط. وكان ممن جمع الله له الحديث والفقه مع الأدب البارع، والخط الحسن، والفضل والدين والورع والتواضع والهدى الصالح. وكان على منهاج السلف المتقدم، أخذ الناس عنه. وكان أهلا لذلك العلو ذكره، ورفعة قدره. وتوفي رحمه الله ودفن يوم الخميس بعد العصر لثمان بقين من رمضان من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

ومن الغرباء

ومن الغرباء عبد الملك بن محمد بن نصر بن صفوان الشامي الحمصي: يكنى: أبا الوليد. قدم الأندلس تاجرا سنة أربع عشرة وأربع مئة. وكانت له روايةٌ واسعةٌ بالحجاز والعراق، ولقي ابن شعبان القرطبي وغيره. وأخذ عنه. وكان فاضلا متسننا حافظا. ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: كان أول سماعه للعلم سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. وقال لنا في التاريخ المتقدم أنه ابن ثلاث وسبعين سنة. من اسمه عبد العزيز عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يعرف: بابن غرسية. من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا القاسم. روى ببلده عن محمد بن فتح الحجاري، وعن محمد بن عبد الرحمن الزيادي وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: كان رجلا صالحا وتوفي: سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وثلاث مائة. عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن جهور بن بخت، يعرف: بالغراب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ.

روى عن أبي بكر القرشي، وأحمد بن سعيد بن حزم وغيرهما. روى عنه أبو عمر ابن عبد البر وأبو عبد الله الخولاني وقال: كان من أهل الهيات والحرص على الروايات طالبا للعلم. من أهل الفهم والمعرفة بالأخبار للغاية الجلة من الناس، وكان حسن الإيراد للأخبار. قال ابن عبد البر: وتوفي في صدر ذي الحجة سنة ثلاثٍ وأربع مئة. عبد العزيز بن أحمد اليحصبي الأديب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ ويعرف: بالأخفش. روى عن القاضي أبي عبد الله بن مفرج. وأبي زكرياء بن عائذ، وأبي عبد الله ابن الخراز ونظرائهم. حدث عنه الخولاني وقال: تأدبت عنده وتكرر معنا على بعض من أدركنا من الشيوخ ولم يزل طالبا. سمعنا معه على القاضي أبي عبد الله بن الحذاء، وعلي أبي الوليد ابن الفرضي، وعلي المقرىء مكي بن أبي طالب. وقال: أبا أبو الأصبغ، قال أنا أبو زكرياء يحيى بن مالك العائذي قال: أنا أبو علي الحسن بن الخضر الأسيوطي، قال: سمعت أبا علي الحسن بن محمد الطرسوسي يقول سمعت أبا بكر العابد بالمصيصة يقول: هذه الأعمار رؤس أموال يعطيها الله العباد فيتجرون فيها، فمن رابح فيها وخاسرٍ، وأنا قد أعطيت منها رأس مال كبير فليت شعري أرابحٌ أنا أم خاسرٌ؟ والله ما اتكالي إلا على سعة رحمة الله العفو العفور. قال: وقال لنا أبو الأصبغ: وقد قلت في هذا الكلام موزونا: أرى عمر الأنام كرأس مال ... سعوا فيه لربحٍ أو خسارة فمنهم من يروح بغير ربحٍ ... ومنهم من له فضل التجاره وتوفي في نحو الأربع مئة. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر. عبد العزيز بن أحمد بن لب الأنصاري الحجاري منها، يكنى: أبا محمد.

روى عن وهب بن مسرة، وأبي إبراهيم، وابن الأحمر واللولولي وأبي ميمونة. ومحمد بن فتح الحجاري. حدث عنه الخولاني، وأبو عبد الله بن عبد السلم الحافظ وذكر أنه أجاز لهما ما رواه. عبد العزيز بن أحمد بن أبي الحباب النحوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبيه أبي عمر بن أبي الحباب كثيرا من روايته، ولم يكن بالضابط لها. وتوفي ودفن ضحوة يوم الأربعاء لعشر خلون من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربع مئة. ذكره ابن حيان وحدث عنه أبو عمر بن سميق. عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن المعلم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. يروي عن أبيه. ذكره أبو محمد بن حزم وروى عنه. وكان أديبا شاعرا حكي ذلك الحميدي. عبد العزيز بن أحمد بن السيد بن مغلس القيسي: أندلسي. ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم باللغة العربية، مشارا إليه فيها. رحل من الأندلس واستوطن مصر فمات بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأربع مئة. قرأ اللغة على أبي العلاء صاعد بن الحسن الربعي بالمغرب، وعلى أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرراذ النجرمي بمصر. روى لنا عنه أبو الربيع سليمان بن محمد بن أحمد الأندلسي السرقسطي ببغداذ.

عبد العزيز بن زيادة الله بن علي التميمي الطبني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ. سمع: من القاضي يونس بن عبد الله كثيرا ومن غيره. وكان له فضل وسخاء وتوفي سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة. ذكره أبو مروان أخوه. عبد العزيز بن محمد بن عيسى بن فطيس: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. سمع على أبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ كثيرا من روايته، وكتب منها: أجزاء بخطه. وكان منقبضا عن الناس، عفيفا توفي في آخر ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مئة. ودفن مع سلفه بتربتهم على أبواب منازلهم. عبد العزيز بن مسعود اليابري: سكن قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ. له سماع كثير على القاضي يونس بن عبد الله، واستكتبه علي تقييد أحكامه وأقره على ذلك من تلاه من القضاة بقرطبة. وكان في عداد المشاورين بقرطبة. وتوفي: في شعبان لستٍ خلون منه سنة ستٍ وأربعين وأربع مئة. ودفن بمقبرة أم سلمة وهو جد شيخنا أبي الوليد بن طريف لأمه فيما أخبرني به. عبد العزيز بن هشام بن عبد العزيز بن دريد الأسدي، يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبيه، وأبي الوليد الزبيدي. وكان: من أهل المعرفة بالأدب. أخذ عنه الأديب محمد بن سليمان النفري شيخنا. وتوفي سنة ثلاثٍ وسبعين وأربع مئة بالمرية وأصله من البراجلة. ذكره ابن مدير.

عبد العزيز بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي الباجي. من أهل إشبيلية يكنى أبا الأصبغ. روى عن جده محمد بن أحمد صاحب الوثائق جميع روايته. ويروي محمد هذا عن جده عبد الله بن محمد الراوية. أخبرنا عن عبد العزيز هذا أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وذكر أنه قدم عليهم طليطلة رسلا وأنه أجاز له، وأراني خطه بالإجازة تاريخها غرة جمادى الأولى سنة ثمانٍ وخمسين وأربع مئة. قال ابن مدير وتوفي: سنة ثلاثٍ وسبعين وأربع مئة وكان الغالب عليه الأدب. وولي خطه الرد ببلده إشبيلية رحمه الله. عبد العزيز بن محمد بن سعد: من أهل بلنسية، يعرف: بابن القدرة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي عمر بن عبد البر وغيره. وكان فقيها مشاورا ببلده. حدث عنه شيخنا أبو بحر الأسدي، وأبو علي بن سكرة وغيرهما. وتوفي سنة أربع وثمانين وأربع مئة. عبد العزيز بن محمد بن عتاب بن محسن: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه كثيرا من روايته، وأجاز له سائرها. وسمع من أبي القاسم حاتم ابن محمد الطرابلسي كثيرا من روايته، وأجاز له أبو حفص الزهراوي، وأبو عمر ابن الحذاء، وابن شماخ القاضي، وأبو بكر المصحفي ومعاوية بن محمد العقيلي وغيرهم وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، بصيرا بالفتوى، صدرا في الشورى، عارفا بعقد الوثائق وعللها، مقدما فيها. وكانت له عناية بالحديث ونقله وروايته وتقييده. وكان حسن الخط، جيد الضبط ولا أعلمه حدث إلا بيسير لقصر سنه.

وكان رحمه الله فاضلا، متصاونا، وقورا، مسمتا، مهيبا، معظما عند الخاصة والعامة كريم العناية بمن اختلف إليه وتكرر عليه، قاضيا لحوائجهم مبادرا إلى رغباتهم، نهاضا بتكاليفهم، حافظا لعهدهم وصفه لنا بهذا غير واحد ممن لقيه وجالسه. وتوفي رحمه الله فجأة ليلة السبت ودفن يوم السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأول سنة إحدى وتسعين وأربع مئة ودفن بالربض وصلى عليه أخوه أبو محمد، ومولده فيما أخبرني به ابنه أبو القاسم سنة أربعين وأربع مئة. عبد العزيز بن عبد الله بن الغازي، من أهل شاطبة، يكنى: أبا الأصبغ. أجاز له أبو عمر بن عبد البر. وسمع: من أبي الحسن طاهر بن مفوز، ومن أبي الوليد هشام بن أحمد الكناني وغيرهم. وحدث بالمرية وتوفي بها سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة. حدث عنه من المشاهير أبو الحسن علي بن أحمد الجذامي، وأبو عبد الله محمد بن حسن الحافظ، وهو أخبر بوفاته. عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حزمون: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي جعفر بن رزق الفقيه وناظر عليه، وعن أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه وأجاز له أبو العباس العذري. وكان فقيها مشاورا في الأحكام بقرطبة، صدرا، في المفتين بها، حافظا للرأي، بصيرا بالفتيا. وناظر الناس عليه في الفقه وانتفع به في معرفته وعلمه. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة وتوفي رحمه الله في شعبان سنة ثمان وخمسمائة. ومولده سنة أربعين وأربع مئة.

عبد العزيز بن عبد الملك بن شعيع المقرىء من أهل المرية، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عمر بن عبد البر وسمع منه، وعن أبي تمام القطيني المقرىء وأبي القاسم خلف بن إبراهيم المقرىء الطليطلي، وأبي محمد عبد الله بن سهل المقرىء وغيرهم. وأقرأ الناس القرآن بجامع المرية صانه الله. وكان شيخا صالحا مجودا للقرآن، حسن الصوت به، وسمع الناس منه بعض روايته. وسمعت صاحبنا أبا عبد الله القطان رحمه الله يثني عليه ويصحح سماعه من أبي عمر بن عبد البر. وقد أخذ عنه بعض أصحابنا، وتكلم بعضهم فيه وأنكر سماعه من ابن عبد البر. وتوفي رحمه الله بالمرية في شعبان سنة أربع عشرة وخمسمائة ومولده قبل الثلاثين وأربع مئة. عبد العزيز بن محمد بن معاوية الأنصاري، يعرف بالدروقي الأطروش يكنى: أبا محمد. سكن قرطبة. روى عن أبي بكر محمد بن مفوز، وأبي علي حسين بن محمد الصدفي، وأبي عبد الله الخولاني. وسمع من جماعة من شيوخنا بقرطبة وغيرها. وكان معتنيا بالحديث وكتبه وتقييده وجمعه. وكان حافظا له، عارفا بعلله وطرقه وصحيحه وسقيمه وأسماء رجاله ونقلته، مقدما في جميع ذلك على أهل وقتة. وجمع كتبا في معنى ذلك كله. سمعنا منه وأجاز لنا بلفظه ما رواه وجمعه وكان حرج الصدر، نكد الخلق. وتوفي رحمه الله في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وخمسمائة. عبد العزيز بن الحسن الحضرمي: من أهل ميوروقة سكن قرطبة، يكنى أبا الأصبغ. سمع: من أبي العباس صحيح مسلم، وأجاز له، وسمع من أبي عبد الله ابن سعدون، ومن أبي بكر المرادي وغيرهم. وسمع من أبي الحسن اللخمي كتاب التبصرة من تأليفه. وقد أخذنا عنه وتوفي رحمه الله سنة ستٍ وعشرين وخمسمائة. عبد العزيز بن خلف بن عبد الله بن مدير الأزدي من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.

ومن الغرباء

روى عن أبيه وأبي الوليد الباجي، والعذري، وابن سعدون وغيرهم وكان: من أهل المعرفة والعلم، والذكاء والفهم أخذ الناس عنه، وتوفي رحمه الله باركش سنة أربع وأربعين وخمسمائة. عبد العزيز بن علي بن عيسى الغافقي، يعرف: بالشقوري منها. سكن قرطبة، يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبي علي بن سكرة وجماعة من شيوخنا، وكان فقيها، حافظا للفقه، مقدما فيه، عارفا بالشروط، متفننا في المعارف. وكتب للقضاة بقرطبة. وكان ثقة فاضلا عالما. توفي رحمه الله بقرطبة يوم عيد الفطر ودفن في الثاني منه سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وكان مولده سنة سبع وثمانين وأربع مئة وكان من كبار أصحابنا وجلتهم رحمهم الله. ومن الغرباء عبد العزيز بن الحسين بن سليمان بن الهيثم بن حبيب الزجاج. قدم الأندلس مع أبيه الحسين بن سليمان في نحو العشرين والثلاث مائة وكان حدثا متزهدا من غلمان أحمد بن عمران البغدادي. وكانت عنده كتبٌ في الزهد منها: كتاب النجاة إلى الطريق لمحمد بن المبارك الصوري وغير ذلك. ذكره الحكم المستنصر بالله وقال: كتب لي هذه الكتب بخطه. وقرأت هذا بخط الحكم رحمه الله. عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خواست الفارسي البغداذي المعمر سكن بأندة من أهل الأندلس، يكنى: أبا القاسم. روى بالمشرق عن أبي بكر محمد بن عبد الرزاق التمار، وعن إسماعيل الصفار، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وأبي عمر الزاهد غلام ثعلب، والنجاد وغيرهم.

روى عنه أبو الوليد بن الفرضي وذكر أنه لقيه بمدينة التراب في ربيع الأول سنة أربع مئة. وفي هذا التاريخ كان ابن الفرضي قاضيا ببلنسية. قال أبو عمرو المقرىء: وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربع مئة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، ودخل بالأندلس تاجراً سنة خمسين وثلاث مائة: قال حكم بن محمد: وقال لي: ولدت في رجب سنة عشرين وثلاث مائة. عبد العزيز بن علي الشهرزوري، يكنى: أبا عبد الله. قدم الأندلس سنة ستٍ وعشرين وأربع مئة. وكان شيخا جليلا آخذا من كل علم بأوفر نصيب، وكانت علوم القرآن وتعبير الرؤيا أغلب عليه. روى عن أبي زيد المروزي، وأبي إسحاق القرطبي، وأبي بكر الأبهري، وأبي بكر الباقلاني، وأبي تمام صاحب الأصول، وأبي بكر الأذفوي، وأبي أحمد السامري، والحسن بن رشيق، والدارقطني، وابن الورد. ودخل دانية وركب البحر منصرفا منها إلى المشرق فقتلته الروم في البحر سنة سبع وعشرين وأربع مئة. وقد قارب المائة سنة. ذكره أبو محمد الخزرجي وذكر أنه أجاز له ما رواه بخطه بدانية في التاريخ المتقدم. عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي غالب المقرىء، يكنى: أبا القاسم. روى بمكة عن القاضي أبي الحسن بن صخر. فوائده، وعن أبي القاسم بن بندار الشيرازي وغيرهما. حدث عنه جماعة من شيوخنا منهم: أبو الحسن علي بن أحمد المقرىء وقال: كان شيخا جليلا وله رواياتٌ عاليةٌ وسماع قديم. قدم علينا غرناطة وكتب إلى أبو علي الغساني يقول: أنه قدم عليكم رجلٌ صالحٌ عنده روايات فخذ عنه ولا يفوتنك. وتوفي في ذي القعدة سنة خمسٍ وتسعين وأربع مئة. قال لي ذلك النميري.

عبد العزيز التونسي الزاهد؛ يكنى: أبا محمد. أخذ عن أبي عمران الفاسي الفقيه، وأبي إسحاق التونسي وغيرهما. ومال إلى الزهد والتقشف. وسكن مالقة وغيرها من بلاد الأندلس، واستقر أخيرا بأغمات، ودرس الناس الفقه عليه، ثم تركه لما رآهم نالوا بذلك الخطط والعمالات وقال: صرنا بتعليمنا لهم كبائع السلاح من اللصوص. وكان ورعا متقللا من الدنيا، هاربا عن أهلها. وتوفي رحمه الله بأغمات سنة ستٍ وثمانين وأربع مائة. أفادنيه القاضي أبو الفضل وكتبه لي بخطه. من اسمه عبد الصمد: عبد الصمد بن موسى بن هذيل بن محمد بن تاجيت البكري: قاضي الجماعة بقرطبة؛ يكنى: أبا جعفر. روي عن أبيه، وعن أبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهما. وناظر عند أبي عمر بن القطان الفقيه، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر وتقلد القضاء بقرطبة بعد أبي بكر ابن أدهم. وكان قبل ذلك مشاورا في الأحكام بقرطبة. وكان له حظٌ من الفقه ومعرفة جيدة بالشروط، وله فيها مختصر حسن بأيدي الناس. وكان من أهل الفضل والمشاركة وحفظ العهد. وكان يؤم الناس في مسجده ويلتزم الأذان فيه. واستمر على ذلك مدة قضائه. وكان وقورا مسمتا متصاوتا من بيته علم ونباهة وفضل وجلالة، ثم صرف عن القضاء ولزم بيته إلى أن هلك على أجمل أحواله يوم الأربعاء أول يوم من ربيع الآخر من سنة خمسٍ وتسعين وأربع مئة من غير علة دارت عليه. ودفن يوم الأربعاء بمقبرة ابن عباس مع سلفه وصلى عليه ابنه أبو الحسن وبلغ من السن نحو السبعين عاماً. وكان مولده سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة.

عبد الصمد بن سعدون الصدفي، المعروف: بالركاني. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. روى بطليطلة عن أبي محمد بن هلال وغيره. وله رحلة إلى المشرق حج فيها، وسمع من أبي محمد بن الوليد، وأبي العباس أحمد بن نفيس المقرىء، وأبي نصر الشيرازي وغيرهم. وكان شيخا صالحا يعلم القرآن. وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرىء، قال: أخبرني عبد الصمد هذا وكتبه لي بخطه، قال: أخبرنا أحمد بن نفيس المقرىء بمصر سنة أربع وأربعين وأربع مئة: أن ذا النون بن إبراهيم الأخميمي كان يسافر في كل عام إلى بيت المقدس من مصر فوجده مرة بالرملة رجلا يبيع التمر فقال له: كيف تبيع التمر؟. فقال: بكذا. وكذا. قال له ذو النون: اجعل لي كذا فقبض منه الثمن. ثم دفع إليه البائع الكيل وقال له: كل لنفسك كما وزنت أنا لنفسي. فلما كان العام الثاني جاء إلى ذلك الرجل فقال له: كيف تبيع التمر؟ قال: بكذا. وكذا. قال: اجعل لي في كذا. فدفع الرجل الميزان إلى ذي النون وقال له زن لنفسك. فقال ذو النون: سبحان الله جئتك في العام الخالي فدفعت إلي الكيل، وجئتك في العام فدفعت إلي الميزان ما هذا، من أين فعلت هذا؟!. فقال: أنا نجد في التوراة أن العبد إذا بلغ أربعين عاما ومضت عليه سنة ولم يزدد فيها خيرا فلا خير فيه فقلت له أمسلمٌ أنت؟ قال: لا. وقال: هو يهودي. فقال ذو النون: سبحان الله هذا يهودي يعمل بالتوراة ويتعظ بها وأنا لا أتعظ بالقرآن. فكان ذلك سبب توبة ذي النون وانقطاعه إلى الله عز وجل. وهذا الحديث حَدَّثَنَاهُ أَبُو محمد بن عتاب عن أبيه، قال: أنا أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أنا ابْنُ مفرج، قال: أنا علي بن جعفر الرازي، قال: أنا علي بن جعفر الرازي، قال: أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ

من اسمه عبد الجبار

الأنصاري الحافظ بمصر، قال: أنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: نا عبد الله ابن مالك السعدي، قال: نا سفيان بن جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سَنَةً فَلَمْ يَغْلِبْ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّهِ فَلْيَتَجَهَّزْ إِلَى النَّارِ " وتوفي عبد الصمد هذا رحمه الله بعد سنة خمس وسبعين وأربع مئة. عبد الصمد بن أبي الفتح بن محمد العبدري. سكن قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عمر أحمد بن محمد بن القطان الفقيه وناظر عنده، وشاوره القاضي أبو بكر بن أدهم واستكتبه على تقييد أحكامه. وكان: من أهل العلم والفهم والذكاء، واليقظة والمعرفة. وتوفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. أخبرني بوفاته أبو جعفر الفقيه. وكان مولده سنة سبع وعشرين وأربع مئة. من اسمه عبد الجبار عبد الجبار بن غالب العبدري الأندلسي المالكي، يكنى: أبا العباس. حدث عنه أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن وقال: لقيته بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقرأت عليه جزءا من حديثه عن شيوخه. عبد الجبار بن عبد الله بن سليمان بن سيد بن أبي قحافة الأنصاري: من أهل المرية، وأصله من بطليوس، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي العباس العذري، وأبي عمر بن عبد البر وغيرهما وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا ووصفوه بالحفظ والمعرفة، والنباهة. ثم رحل إلى مكة لأداء الفريضة فزهد في الدنيا. وصار إلى رعي الإبل، وتوفي بمكة رحمه الله.

من اسمه عبد الوهاب

عبد الجبار بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ ابن المطرف بن الأمير عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد عبد الرحمن الداخل. القرشي المرواني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا طالب. روى عن عبد الله بن فرج الفقيه، وأبي جعفر بن رزق، وأبي القاسم خلف ابن رزق، وأبي عبيد البكري وغيرهم. وجمع كتابا حفيلا في التاريخ سماه بكتاب عيون الإمامة ونواظر السياسة. أجازه لنا وما رواه بخطه، وقد نقلنا منه مواضع في هذا الجمع. وكان من أهل المعرفة بالآداب، واللغة، والعربية، والشعر، ذكيا نبيها، وتوفي في شهر رمضان المعظم من سنة ست عشرة وخمسمائة وأنا بإشبيلية. وكان مولده فيما قرأته بخطة في سنة خمسين وأربع مئة. من اسمه عبد الوهاب عبد الوهاب بن منذر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عاصم. كان ناسكاً عفيفاً منبضاً عن الناس، كثير الصلاة، مذكرا بالله تعالى. وكان قد نظر في شيء من الكلام فاتهم بالإعتزال ونسب إلى مذهب ابن مسرة الجبلي وانحرف عن الفقهاء المالكيين فتكلموا فيه. وكان يؤم بمسجد بدر داخل المدينة. وتوفي في آخر ربيع الأول من سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة ذكره ابن حيان. عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم. من أهل قرطبة، يكنى: أبا المغيرة. له سماع من أبي القاسم الوهراني وغيره. وكان حسن الخط، ذكره الحميدي

وقال: هو من المقدمين في الآداب والشعر والبلاغة، وهو ابن عم أبي محمد بن حزم والد أبي الخطاب وشعره كثير مجموع. وأنشدني له غير واحد من أصحابنا: لما رأيت الهلال منطويا ... في غرة الفجر قارن الزهره شبهته والعيان يشهد لي ... بصولجانٍ أوفى لضرب كره قال ابن حيان: وتوفي بعسكر ابن ذي النون صاحب طليطلة مستهل صفر من سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة. ودفن بطليطلة رحمه الله. عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب، بن عبد القدوس الأنصاري كذا قرأت نسبه بخطه الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا القاسم. وأصله من أشونة ورحل إلى المشرق فحج وسمع بمكة: من أبي بكر محمد بن علي المطوعي وغيره. وسمع بدمشق: من أبي الحسن السمسار وقرأ بها القراءات على أبي علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي، وسمع بحران: من أبي القاسم الزيدي الشريف. وبمصر: من أبي الحسن الحوفي، ومن أبي العباس بن نفيس، وبميافارقين: من أبي عبد الله محمد بن أحمد الفاسي وغير هؤلاء. وكان: من جلة المقرئين، ومن الخطباء الحفاظ المجودين، عارفا بالقراءات وطرقها، حسن الضبط لها، وكانت الرحلة في وقته إليه، وتوفي رحمه الله في ذي القعدة لليلتين خلتا من الشهر سنة اثنتين وستين وأربع مئة. ودفن بمقبرة ابن عباس ومولده سنة ثلاث وأربع مئة. عبد الوهاب بن محمد بن حكم المقرىء: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا جعفر من أصحاب أبي عبد الله المغافي المقرىء. أخذ الناس عنه. ذكره يوسف بن عبد العزيز صاحبنا.

عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد العزيز الصدفي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. سمع: من جماعة من شيوخ قرطبة، ولقي أبا بكر المرادي فأخذ عنه، وتفقه عند أبي الوليد هشام بن أحمد الفقيه، وأبي الوليد بن رشد القاضي. وكان مواظبا لمجلسه. وكان حافظا للفقه، ذاكرا للمسائل والفرائض والأصول كثير العناية بالعلم والجمع له، مع خير وانقباض. وتوفي رحمه الله في عشر ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وخمس مائة. ودفن بالربض وصلي عليه القاضي أبو عبد الله بن الحاج.

ومن الأسماء المفردة

ومن الأسماء المفردة عبد الوارث بن سفيان بن جبرون بن سليمان، يعرف: بالحبيب. من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. بدأ بالطلب على قاسم بن أصبغ البياني عام ثلاثٍ وثلاثين وثلاث مائة. وسمع منه أكثر روايته. كان أوثق الناس فيه وأكثرهم ملازمة له. وسمع أيضا من وهب ابن مسرة الحجاري. ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم وغيرهم. روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو محمد الأصيلي وأسند عنه في غير موضع من كتاب الدلائل له. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمران الفاسي، وأبو عمر بن الحذاء وقال: كان شيخا صالحا عفيفا يتعيش من ضيعة ورثها عن أبيه رحمه الله وقال: قال لي مولدي سنة سبع عشرة وثلاث مائة. وتوفي يوم السبت لخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. زاد غيره ودفن بمقبرة قريش وصلى عليه عبد الرحمن بن محمد بن فطيس القاضي. وكان سكناه عند مسجد السيدة بالربض الغربي قرب دار القاضي البلوطي. عبد المجيد مولى عبد الرحمن بن محمد الناصر لدين الله، يكنى: أبا محمد قرطبي. سمع: من أبي جعفر بن عون الله كثيرا، وكان حسن الخط جيد النقل. قال لي أبو عمرو المقرىء: كان من أهل القراءات والآثار، والرواية. توفي: سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. وذكر أنه أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي وضبط عنه حرف نافع. وكان خيراً فاضلاً فهماً ضابطاً.

عبد الغافر بن محمد الفرضي، يكنى: أبا أيوب. روى عن أحمد بن خالد، وقاسم بن أصبغ، وسليمان بن عبد الله بن المشتري، له كتابٌ حسن في الفرائض. روى عنه مسلمة بن أحمد الفرضي وغيره. ذكره ابن عبد البر. عبد المعطي بن عبد القوي البطليوسي منها، يكنى: أبا عمرو. ويعرف بابن قوي. كان فقيها جليلا في الحفظ والفهم، متقدما فيهما، قديم الطلب لهما. روى بقرطبة عن أبي بكر بن زرب، وابن عون الله، وابن مفرج، والأنطاكي، والزبيدي والأصيلي وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: وأجاز لي في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وأربع مئة. عبد الخالق بن مرزوق بن عبد الله اليحصبي: من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بابن العقاني، يكنى: أبا محمد. كان: من أهل الحفظ والذكاء، مقدما في الفقهاء. سمع بقرطبة، وبمالقة كثيرا وحج في صدر أيام يحيى بن علي المغيلي. وتوفي في حدود سنة ثمان وأربعين وأربع مئة. ذكره ابن خزرج. عبد الواحد بن محمد بن موهب التجيبي القبري: من أهل قرطبة. سكن بإنسية: أبا شاكر. سمع: من أبي محمد الأصيل، وأبي خفض بن نابل، وأبي عمر بن أبي الحباب وغيرهم. وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن ألقابي بإجازة روايتهما

وتواليفهما. قال أبو علي: كان أبو شاكر من أهل النبل والذكاء. سريا متواضعا، وتقلد الصلاة والخطبة والأحكام بمدينة بلنسية. وذكره الحميدي وقال فيه: فقيه محدث أديب، خطيب شاعر أنشدني له أبو الحسن علي بن عبد الرحمن العائذي: يا روضتي ورياض الناس مجدبة ... وكوكبي وظلال الليل قد ركدا إن كان صرف الليالي عنك ابعدني ... فإن شوقي وحزني عنك ما بعدا قال أبو علي: وأخبرني أنه ولد يوم الخميس لعشرٍ خلون من ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وتوفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة بمدينة شاطبة وحمل إلى مدينة بلنسية فدفن بها. وقرأت بخط ابن مدير. كان أبو شاكر ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير، وسيما جميلا، حسن الهيئة والخلق، حسن السمت والهدى. وكان أشبه الناس بالسلف الصالح رضي الله عنهم. وصلى عليه القاضي أبو المطرف بن جحاف. عبد الواحد بن عيسى الهمذاني: من أهل غرناطة، يكنى: أبا محمد. كان فقيها حافظا للفقه، دربا بالفتوى، دينا فاضلا، يحدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري وغيره. توفي سنة أربع وخمسمائة. عبد الرحيم بن أحمد الأصيلي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الرحمن، ويعرف: بابن العجوز. روى عن ابن أبي زيد، وعن القابسي وغيرهما حدث عنه قاسم بن أصبغ الخزرجي. عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن أصبغ بن بريال الأنصاري: من أهل وادي الحجارة، يكنى: أبا بكر.

روى عن المنذر بن المنذر، وأبي الوليد هشام بن أحمد الكناني، وأبي محمد القاسم ابن الفتح، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. وكان نبيلا حافظا، ذكيا أديبا شاعرا محسنا سكن في آخر عمره المرية، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، وتوفي في مستهل شهر رمضان سنة اثنتين وخمسمائة بمدينة بلنسية وعمر عمرا طويلاً. وكان مولده سنة ست عشرة وأربع مئة. عبد الميهمن بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن الأصبغ القرشي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. ويعرف: بابن المش. روى عن أبيه وعن القاضي يونس بن عبد الله وسمع منهما، وكان عفيفا منقبضا وقد أخذ عنه أبو الأصبغ بن سهل وغيره. قال ابن حيان وتوفي ودفن عشي يوم الاثنين بمقبرة أم سلمة لأربع بقين من رجب سنة سبع وخمسين وأربع مئة. وأتبعه الناس ثناء جميلا، وكان مولده سنة أربع مئة. عبد الحق بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق الخزرجي، من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. روى عن الفقيه أبي عبد الله محمد بن فرج معظم ما عنده واختص به، وناظر عند الفقيهين أبي جعفر بن رزق، وأبي الحسن بن حمدين، وأجاز له أبو العباس العذري ما رواه. وكان فقيها حافظا للمسائل، عارفا بالشروط، حسن الخط. وقد درس الفقه، وقد سمع الناس منه بعض ما رواه وتوفي رحمه الله عقب صفر سنة أربع وعشرين وخمس مائة. عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي: من أهل غرناطة يكنى: أبا محمد. روى عن أبيه، وأبي علي، ومحمد بن فرج، وأبي محمد بن عتاب وغيرهم. وكان

واسع المعرفة قوي الأدب، متفننا في العلوم. أخذ الناس عنه. وتوفي رحمه الله في سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. عبد الجليل بن عبد العزيز بن محمد الأموي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي الحسن علي بن خلف العبسي المقرىء، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وخازم بن محمد، وأبي الحسن سراج بن عبد الملك، ومالك بن عبد الله العتبي. وسمع: من جماعة من شيوخنا، ورحل إلى شرق الأندلس فأخذ عن أبي داود سليمان بن نجاح المقرىء، وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم، المعروف: بابن البياز، وأبي علي الصدفي وغيرهم. وأخذ بإشبيلية عن أبي عبد الله الخولاني، وأبي الحسن بن الأخضر، وأبي الحسن شريح بن محمد وغيرهم. وكان عارفا بالقراءات وطرقها، مجودا لها، ضابطا لحروفها وله مشاركةٌ في الحديث وعناية بسماعه وروايته، ومعرفة بأسماء رجاله ونقلته. مع حظٍ وافر من الأدب، واللغة، والعربية، ولم يزل طالبا للعلم ومقيدا له ومعتنيا به إلى أن مات رحمه الله. سمعنا منه وأجاز لنا ما رواه. وقد أخذ معنا عن جماعة من شيوخنا، وكان متواضعا، وكان يقرىء الناس بالمسجد الجامع بقرطبة. وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء، ودفن عشي يوم الأربعاء لثمانٍ خلون من المحرم سنة ستٍ وعشرين وخمسمائة، ودفن بمقبرة أم سلمة ومولده سنة ثلاث وستين وأربع مئة. عبد القهار بن سعيد بن يحيى الأموي: من ساكني شرق الأندلس، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي سعيد الجعفري، سمع منه سنة أربع عشرة وأربع مئة، وعن أبي عمرو

المقرىء سمع منه سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة. حدث عنه أبو بكر بن عتيق بن محمد بن عبد الحميد المقرىء من أهل دانية، وأبو عبد الله الخولاني المري شيخنا رحمه الله. عبد العظيم بن سعيد اليحصبي المقرىء: من أهل دانية، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي سهل المقرىء، وأبو عبد الله الخولاني المري شيخنا رحمه الله، وعن أبي الوليد الباجي، وأبي الحسن بن الخشاب، وأبي القاسم الطليطلي المقرىء وغيرهم. وكان مقرئا أقرأ الناس ببلده، وأخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي في نحو العشرين وخمسمائة. عبد ربه بن جهور القيسي: من أهل طلبيرة، يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد السلام الحافظ وغيره. روى عنه ابنه إبراهيم بن عبد ربه. عبد الغالب بن يوسف السالمي: منها، يكنى: أبا محمد. صحب أبا عبد الله بن شيرين القاضي وغيره. وكان عالما بالأصول والاعتقادات وسكن سبتة وخطب بها، ثم انتقل إلى مراكش وتوفي بها سنة ست عشرة وخمسمائة أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض. عبد المجيد بن عبد الله بن عبد ربه الفهري: من أهل يابرة، يكنى: أبا محمد. روى عن أبي الحجاج الأعلم، وأبي بكر عاصم بن أيوب، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وله كتابٌ في نصرة أبي عبيد علي ابن قتيبة. وكان أديبا مقدما، شاعرا

عالما بالخبر والأثر ومعاني الحديث. أخذ الناس عنه، وتوفي بيابرة منصرفا لزيارة من له بها سنة سبع وعشرين وخمسمائة. عبد الرحيم بن قاسم بن محمد النحوي المقرىء: من أهل الفرج، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي علي، وخازم بن محمد، ومحمد بن المورة وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة والفهم، والذكاء والحفظ، قوي الأدب، كثير الكتب. وكان دينا فاضلا خيرا كثير الصلاة صاحب ليل وعبادة، كثير البكاء حتى أثر ذلك بعينيه. وتوفي رحمه الله عقب شعبان من سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة.

الجزءالسابع

الجزءالسابع بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما ومن الغرباء في الأسماء المفردة عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن الكتامي السبتي الفقيه، يكنى: أبا عبد الرحمن، ويعرف: بابن العجوز. كان عالما بمذهب المالكيين، ذا رواية واسعة بإفريقية والأندلس. ذكره أبو محمد ابن خزرج وقال: أجاز لي جميع رواياته في رجب سنة ثمان عشرة وأربع مئة. وتوفي بعد إجازته لي بنحو عامين ومولده سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. عبد السلام بن مسافر القروي. نزل المرية وكتب بها عن شيوخها. وكان معتنيا بالآثار. وتوفي سنة إحدى وثمانين وأربع مئة ذكره ابن مدير. عبد المنعم بن من الله بن أبي بحر الهواري القيرواني، يكنى: أبا الطيب. قدم الأندلس وحدث بشرقيها عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن عبد البر التميمي وغيره. وكان أديبا شاعرا. وتوفي يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر من سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. عبد القادر بن محمد الصدفي القروي، المعروف: بابن الحناط، يكنى: أبا محمد نزل المرية وسمع منه جماعة من أهل الأندلس وأصله من القيروان. روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الصقلي، وأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي

وعبد الحق الصقلي الفقيه، وأبي بكر بن وهبون المتعبد وغيرهم. وكان رجلا فاضلا زاهدا، معنياً بالعلم والرواية. أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا. وتوفي رحمه الله بالمرية في ربيع الأول سنة سبع وخمس مائة. ومولده سنة أربع وعشرين وأربع مئة. عبد المولى بن إسماعيل التونسي: دخل الأندلس صحبة محمد بن سعدون القروي وقد روى عنه، وعن أبي علي الغساني، وأخذ أيضا عن عبد الله بن محمد الخزاعي ومحمود بن علي الكاتب وغيرهما. ورجع إلى بلاده فتوفي بها رحمه الله، أفادنيه أبو الفضل بن عياض وكتبه بخطه. عبد الدائم بن مروان بن جبر اللغوي المقرىء، يكنى: أبا القاسم. نزل المرية وكان قد روى كثيرا من كتب الآداب. واللغات. وحدث عن أبي الحسين محمد بن الحسين لقيه بالبصرة سنة ست وعشرين وأربع مئة. وعن هلال ابن المحسن وغيرهما. وسمع بالأندلس من أبي عمر بن عبد البر وغيره. عبد المنعم بن عبد الله بن غلوش المخزومي الطنجي: منها، يكنى: أبا محمد. له رواية عن أبي عبد الملك مروان بن عبد الملك بن سمجون القاضي، وأبي الحسن الحصري المقرىء وغيرهما. واستقضى بغير موضع من مدن الأندلس، وشهر بالفضل والعدل في أحكامه. وتوفي بالمرية ليلة الثلاثاء لتسع خلون من شعبان سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

من اسمه عمر

من اسمه عمر عمر بن حفص بن عمر المؤدب: من أهل طليلطة، يكنى: أبا حفص حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاث مائة. عمر بن محمد بن إسماعيل الزاهد، المعروف: بالتربي. من أهل تطيلة يكنى: أبا حفص. روى بالمشرق عن أبي القاسم بن الصقلي، ومحمد بن إبراهيم النيسابوري وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في يوم الخميس مستهل جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلاث مائة. عمر بن محمد بن إبراهيم العامري، يعرف: بابن الرفا: من أهل بجانة وقاضيها، يكنى: أبا حفص. له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي بكر الأبهري الفقيه ومن أبي الحسن علي ابن الحسن بن حمدان النمري، وأخذ عن أبي بك بن المنذر كتاب الأشراف من تأليفه وغيرهم. وحدث بكتاب أحكام القرآن لإسماعيل سمع منه أبو الوليد بن ميقل ووليد بن خطاب، وعيسى بن أبي العلاء وغيرهم. وأخذ عنه أيضا بقرطبة القاضي يونس بن عبد الله، وأبو عبد الله بن نبات وغيرهما، واستقضي ببلده ثم نقل منه إلى قضاء تدمير وتولاه إلى أن توفي. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه قال: نا محمد بن نبات، قال: نا عمر ابن محمد بن إبراهيم العامري، قال: نا علي بن الحسن النمري، قال: نا أبو بشر الدولابي، قال: حدثني روح بن الفرج، قال: نا أبا مصعب، قال: حدثني

ابن أبي حازم قال: قلت لمالك بن أنس: ما شرابك؟ قال: شرابي في الصيف السكر، وفي الشتاء العسل. وتوفي أبو حفص هذا في سنة ثمانين وثلاث مائة. ذكر وفاته بن عفيف. عمر بن عبادل الرعيني: من أهل رية. سكن قرطبة، يكنى: أبا حفص. سمع: من أبي القاسم مسلمة بن القاسم وغيره، وكان معلم كتاب. وكان رجلا صالحا زاهدا ورعا وقد حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في غير موضع من تصانيفه. وذكر في كتاب المتجهدين من تأليفه عن معوذ بن داود التاكرني الرجل الصالح قال: رأيت أبا حفص عمر بن عبادل الرعيني الزاهد في منامي بعد موته فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير. قال معوذٌ: فتأولت ذلك على أنه خيرا، ولكنه ود أن يكون ذلك الخير أكثر. قال ابن مفرج: وتوفي سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مائة. عمر بن محمد بن حفص بن عبد الله بن سعيد المرادي المقرىء: من أهل تطيلة، يكنى: أبا حفص. حدث عن أبي موسى بن جبيلية المقرىء الفاسي، وعلي بن خليفة وغيرهما. حدث عنه الصاحبان رحمهما الله. عمر بن علي الحجاري: منها، يكنى: أبا حفص. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج، وعباس بن أصبغ، وأحمد بن خالد التاجر. وله رحلة لقي فيها أبا عبد الله بن الوشا بمصر ونظراءه وكتب عنهم وسمع منهم روايات وفوائد كثيرة. حدث عنه الخولاني وقال: استجزته فأجاز لي جميع روايته بخطه سنة سبع وتسعين وثلاث مائة.

عمر بن حسين بن محمد بن نابل الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص. سمع: من قاسم بن أصبغ. وأبي عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة الخولاني، وأبي بكر بن معاوية، ومن أبيه حسين بن محمد بن نابل. وكان شيخا صالحا من بيت علم ودين. وكف بصره في آخر عمره سمع الناس منه كثيرا. قال ابن حيان: وتوفي في الوباء لثمانٍ خلون من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مئة وكان قد عهد إلى ابن ابنه أن يدرجه في كفن دون قطن للأثر الصالح في ذلك، فكأن وليه كره خلاف العادة وأحضر القطن مع الأكفان فلما سواها الغاسل فوق المشجب ووضع القطن فوقه للبخور طارت شرارةٌ من المجمر إلى القطن فأحرقته وطرح من فوق المشجب والنار قد أشعلته ولم ينل الكفن منه شيء من أذاها فكشف ابن ابنه عند ذلك ما كان تخطاه من وصيته لمن حضر فعجبوا منه. ورؤها آية أنفذ بها عهد العبد الصالح على كره وليه فكفنوه دون قطن، وتحدث الناس زمأنا بشأنه. وكان ثقة صدوقا عفيفا موسرا رحمه الله. عمر بن نمارة بن عمر بن حبيب بن روح بن مطرح الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص. روى عن أبي عبد الملك بن عبد البر تاريخه في فقهاء قرطبة، وعن القاضي منذر ابن سعيد وأبي العباس الباغاني المقرىء، حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن سميق القاضي، وتوفي في نحو الأربع مئة. عمر بن محمد بن عمر الجهني المكتب: من أهل المرية، يكنى: أبا حفص.

حدث: عن أبي بكر محمد بن الحسين الآجري بكتاب الأربعين حديثا له حدث به عنه أبو عمر أحمد بن محمد المقرىء الطلمنكي، وأبو القاسم حاتم بن محمد وغيرهما، وسمع أيضا أبو حفص هذا من أبي القاسم الوهراني، وكان رجلا صالحا متعبدا برابطة المرية وبها توفي رحمه الله في شوال سنة تسعٍ وأربع مئة. نقلت وفاته من خط أبي عمر الطلمنكي. عمر بن محمد بن عمر بن عبد العزيز يعرف: بابن القوطية. من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص. روى عن أبيه وغيره. حدث عنه أبو بكر بن الغراب البطليوسي وقال: كان أديبا شاعرا. عمر بن سعيد البشكلاري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص. حدث عن خلف بن قاسم وغيره. حدث عنه ابن أخيه عبد الله بن محمد بن سعيد البشكلاري. عمر بن أبي عمرو، واسمه: لب بن أحمد البكري: من أهل بطليوس. له رحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة من العلماء، وكان يقرض الشعر ويزن بمعرفته. وتوفي قريباً من العشرين والأربع مئة. ذكره ابن مدير. عمر بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج: من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص ولد القاضي أبي عبد الله بن مفرج كبير المحدثين بقرطبة. سمع: من أبيه معظم ما عنده من روايته، ومن أبي جعفر بن عون الله، وأبي محمد

ابن عبد الله بن محمد بن قاسم وغيرهم. ولا أعلمه حدث عن غيره. وكان ثقة في روايته. روى عنه أبو مروان الطبني وقال: توفي لخمسٍ خلون من رجب سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. عمر بن حزم بن أحمد بن عمر بن حزم الحضرمي القنبي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا حفص. من بني عصفور. لقي شيوخا جلة بقرطبة وإشبيلية، وله رحلة إلى المشرق لقي فيها العلماء. ذكره أبو محمد بن خزرج وروى عنه وقال: توفي في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وأربع مئة، ومولده سنة ستين وثلاث مئة. عمر بن عبيد الله بن زاهر: أندلسي استوطن بونة من عمل إفريقية، يكنى: أبا حفص. روى عن أبي عمران الفاسي الفقيه، وأبي عبد الملك مروان بن علي الأسدي البوني، وأبي القاسم إسماعيل بن يربوع السبتي وغيرهم. ذكره أبو مروان عبد الملك ابن زيادة الله الطبني في شيوخه الذين لقيهم بالمشرق وأثنى عليه. وَقَرَأْتُ بِخَطِّهِ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ زَاهِرٍ وَكَتَبْتُهُ من خطه قال: أنا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي حَاجٍّ الْفَاسِيُّ الْفَقِيهُ فِي دَارِهِ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ ابْنُ الْقَابِسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ لَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ حِينَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَنَا، وَأَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ سَعَادَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِيُّ وَوَافَقْنَاهُ نَازِلا فِي الدَّرَجِ دَرَجِ مَسْجِدٍ، يُقَالُ أَنَّهُ مَسْجِدُ ابْنِ لَهِيعَةَ فِي حَضْرَمَوْتَ فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ قَوْمٌ مَغَارِبَةٌ: فَوَقَفَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ. ثُمَّ رَجَعَ فَعَقَدَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا وقال:

مَا أَرَى إِلا خَيْرًا. حَدّثُونَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْذَرُوا فَرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بنور الله، وتلى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ " وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ الله بعد سنة أربعين وأربع مئة. عمر بن سهل بن مسعود اللخمي المقرىء: من أهل طليطلة، يكنى: أبا حفص. رحل إلى المشرق وروى عن أبي أحمد السامري وأبي الطيب بن غلبون، وعن أبي القاسم بن أخطل، والمهدوي، والصائغ، والمشاعلي، وأبي العباس السعدي القاضي، وأبي الحسن القابسي، وأبي عبد الملك البوني، وأبي عمران الفاسي، وأبي الحسن ابن نجاح روى عنه كتاب سبل الخيرات من تأليفه وغيرهم. وروى أيضا ببلده عن القاضي أبي الحسن عبد الرحمن بن مخلد بن بقي، والسفاقسي وأبي عمر بن الحذاء وغيرهم. وكان إماما في كتاب الله تعالى، حافظا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، عالما بطرقه، لسنا حافظا لأسماء الرجال وأنسابهم، خفيف الحال قليل المال، قانعا راضيا رحمه الله حدث عنه أبو المطرف بن البيروله وذكر من خبره ما ذكرته. وتوفي بعد سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن الشراني الرعيني: من أهل طليلطة، يكنى: أبا حفص.

روى عن ابن الفخار، وابن مغيث. وكان مفتياً توفي في رجب سنة سبع وأربعين وأربع مئة. ذكره. ط. عمر بن عبيد الله بن يوسف بن عبد الله بن يحيى بن حامد الذهلي، كذا قرأت نسبه بخطه وهو: من أهل قرطبة، يكنى أبا حفص. ويعرف: بالزهراوي. روى عن القاضي أبي المطرف بن فطيس، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي الوليد ابن الفرضي، وأبي محمد بن أسد، وأبي زيد العطار، وأبي عمر سعيد بن عبد ربه، وأبي عبد الله العطار، وابن أبي زمنين، وأبي المطرف القنازعي، وأبي القاسم الوهراني وسلمة بن سعيد، والجعفري وجماعة كثيرة سواهم. وأخذ بالزهراء عن أبي سليمان عبد السلام بن السمح، وأبي إسحاق إبراهيم ابن عبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد الله بن عبدون. وحدثنا بإشبيلية عن أبي بكر بن زهر، وأبي القاسم بن عصفور، وابن منظور، وأبي بكر بن المغيرة، وأبي سليمان بن المغيرة وغيرهم. وكتب إليه أو الحسن القابسي بإجازة ما رواه. وكان معتنيا بنقل الحديث وروايته وسماعه من الشيوخ في وقته، جامعا للكتب مكثرا في الرواية، حدث عنه من المشاهير أبو عبد الله بن عتاب، وابناه أبو محمد، وأبو القاسم، وأبو مروان الطبني، وأبو عمر بن مهدي المقرىء وقال: كان رجلا خيرا، متصاونا، ثقة فيما رواه. ضابطا له، قديم الطلب جمع كتبا ورواها. وحدث عنه أيضا أبو علي الغساني وذكر أنه اختلط في آخر عمره، وأخبرني عنه شيخنا أبو محمد بحكايات سمعها منه وأراني خطه بإجازة له وقال لي: إن أبا حفص هذا لحقته خصاصة في آخر عمره فكان يتكفف الناس. وقرأت بخط أبي مروان الطبني، قال: أخبرني أبو حفصٍ هذا قال: شددت

في داري بالربض الغربي ثمانية أحمال من كتب لإخرجها إلى مكان غيره ولم يتم لي العزم حتى انتهبها البربر. كذلك أخبرنا محمد بن عتاب، قال: أنا أبو حفص هذا ونقلته من خطه، قال: نا عبد الرحمن بن يوسف الرفا، قال: نا أبو يحيى بن الأشج، قال: كنت عند أبي محمد الحسن بن رشيق العدل بمصر في العسكر يعني الربض فأتى بوثيقة ليشهد فيها فنظر إلى موضع ضيق بقي من السطر فلم يكتب فيه وكتب أول السطر الثاني. فقال له صاحب الوثيقة: لو كتبت هنا أعزك الله. يعني في المكان الضيق فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير المجالس أوسعها ". أناه أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ، قال: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أُوذِنَ أَبُو سَعِيدٍ بِجِنَازَةٍ فِي قَوْمِهِ فَكَأَنَّهُ تَخَلَّفَ حَتَّى أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَسَرَّبُوا عَنْهُ فَقَامَ بعضهم ليجلس في مجلسه فقال: إلا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا " ثُمَّ تَنَحَّى فَجَلَسَ فِي مكانٍ وَاسِعٍ. قال ابن حيان: توفي أبو حفص يوم الجمعة، ودفن يوم السبت منتصف صفر من سنة أربع وخمسين وأربع مئة. ودفن بالربض وصلى عليه محمد بن جهور، ومولده بالزهراء يوم الجمعة لعشر خلون من صفر من سنة إحدى وستين وثلاث مائة. وقال: ابن مهدي مولده أول سنة سبعين وثلاث مائة، وهو وهم منه. عمر بن مقيوس: من أهل المرية، يكنى: أبا حفص.

يحدث عن خزز بن معصب البجاني. حدث عنه أبو إسحاق بن وردون القاضي. عمر بن إبراهيم بن محمد الهوزني، يعرف: يا بن أبي هريرة: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا حفص. كان ثاقب الذهن، متصرفا في العلوم لا سيما في علم الحساب، ذا طلب قديم واجتهاد ذكره ابن خزرج وقال: صحبناه عند الفقيه التيمي وتوفي لسبع خلون من المحرم سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة. ومولده سنة ستٍ وتسعين وثلاث مئة. عمر بن الحسن بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر الهوزني: من أهل إشبيلية يكنى: أبا حفص. روى ببلده عن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن العواد، وأبي إسحاق ابن أبي قابوس وأبي القاسم بن عصفور، وابن الأحدب، وأبي عبد الله الباجي، وأبي محمد الشنتجيالي وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة أربع وأربعين وأربع مئة وحج وأخذ عن أبي محمد ابن الوليد وغيره. ذكره ابن خزرج وقال: كان متفننا في العلوم، قد أخذ من كل فن منها بحظ وافر مع ثقوب فهمه، وصحة ضبطه. وكان مولده في رجب سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة. وقتله المعتضد بالله عباد بن محمد ظلما بقصره بإشبيلية ودفنه به ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر من سنة ستين وأربع مئة، وتناول قتله بيده ودفنه بثيابه وقلنسوته، وهيل عليه التراب داخل القصر من غير غسل ولا صلاة رحمه الله. والله المطالب بدمه لا إله إلا هو.

عمر بن عمر بن يونس بن كريب الأصبحي: من ساكني طليطلة، وأصله من سرقسطة، يكنى: أبا حفص. روى عن أبي الحسن علي بن موسى بن حزب الله الشيخ الصالح، وأبي محمد بن يحيى بن محارب، وأبي عمرو المقرىء، وأجاز له الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر. وسمع: من القاضي أبي الحزم خلف بن هاشم العبدري، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء، والقاضي عبد الرحمن بن عبد الله بن جحاف، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي بكر ابن زهر، وثابت بن ثابت البر ذلوري وغيرهم. وكان رجلا فاضلا ثقة فيما رواه وعمر وأسن، وتوفي بطليطلة سنة ستٍ وسبعين وأربع مئة. عمر بن محمد بن واجب: من أهل بلنسية، يكنى: أبا حفص. روى عن أبي عمر الطلمنكي المقرىء، وسمع: من أبي عبد الله بن الحذاء: صحيح مسلم وغيره. وكان صاحب أحكام بلنسية، ومن أهل الفضل والجلالة. وأخبرنا عنه حفيده أبو الحسن محمد بن واجب بن عمر بن واجب القاضي. توفي قريبا من السبعين والأربع مئة، وسنة نحو الستين، وكان قد حج. ذكر ذلك ابن مدير وقد أخذ عنه أيضا أبو علي بن سكرة. وذكر غيره: أنه توفي في شعبان سنة ست وسبعين وأربع مئة. عمر بن حيان بن خلف بن حيان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه، وأبي محمد بن حزم، ومحمد بن عتاب، وحاتم بن محمد وغيرهم. وكان: من أهل النبل والذكاء، والحفظ واليقظة، والفصاحة الكاملة، أنا عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث ووصفه بما ذكرته من نباهته. قتله المأمون الفتح بن محمد ابن عباد بالمدور ومثل به سنة أربع وسبعين وأربع مئة.

ومن الكنى في هذا الباب

عمر بن خلف الهمداني الإلبيري منها: يكنى: أبا حفص. كان: من أهل المعرفة والخير والفضل. وله رواية عن أبي إسحاق إبراهيم بن مسعود وغيره. وتوفي سنة إحدى وخمس مائة. عمر بن أحمد بن رزق التجيبي: من أهل المرية، يكنى: أبا بكر، ويعرف: بابن الفصيح. روى عن أبي عمرو المقرىء وغيره. أخذ الناس عنه وكان ثقة فيما رواه وعني به، وتوفي سنة سبع وخمسمائة. أخبرني بأمره أبو بكر يحيى بن محمد صاحبنا. ومن الكنى في هذا الباب أبو عمر الحصار: الإمام الزاهد. كان شديد الورع، كثير الانقباض عظيم الصبر. وتوفي في ربيع الأول سنة تسعٍ وعشرين وأربع مئة. ذكره ابن حيان. ومن الغرباء عمر بن صالح القيرواني: منها، يكنى: أبا حفص. أخذ بها عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران الفاسي، وعني بالأصول والفروع، وأخذ الناس عنه. وتوفي سنة ستين وأربع مئة. ذكره أبو القاسم المقرىء.

من اسمه عثمان

من اسمه عثمان عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف المعافري. من أهل قرطبة. سكن إشبيلية، يكنى: أبا عمرو. ويعرف: بالقيشطيالي. روى عن أبيه أحمد بن محمد. وكان من جلة المحدثين، وسمع مع أبيه على أبي عيسى الليثي موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى، وتفسير ابن نافع. وسمع من القاضي أبي بكر بن السليم، وأبي بكر بن القوطية، والزبيدي، والأنطاكي وغيرهم. وكان أبو عمرو هذا حضيرا للمؤيد بالله أمير المؤمنين هشام بن الحكم عند أبيه أبي القاسم. قال ابن خزرج: وكان أبو عمرو من أهل الطهارة والعفاف والثقة وروايته كثيرة. وتوفي في صفر سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة، وهو ابن ثمانين سنة. وحدث عنه أيضا أبو عبد الله الخولاني وابنه، ومحمد بن شريح. عثمان بن خلف بن مفرج الأنصاري: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا سعيد. روى عن أبي محمد الأصيلي وغيره. ورحل إلى المشرق لأداء الفريضة فحج وكتب بخطه علما كثيرا. وكان عالما حافظا ورعا سمع منه القاضي محمد بن يحيى بن فورتش وغيره. وتوفي سنة خمس وعشرين وأربع مئة. عثمان بن علي بن مسلم بن علي السريجي الميورقي، يكنى: أبا سعيد. روى بالعراق عن شيوخ لقيهم. وسمع من عبد العزيز بن جعفر الأندي المعمر وصحبه بالأندلس زمأنا واختص به. ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: لقيته بإشبيلية سنة سبع وثلاثين وأربع مئة. وكان من أهل الثقة والفضل ومولده سنة خمس وستين وثلاث مائة.

بقية حرف العين

بقية حرف العين من سمه عثمان عثمان بن عيسى بن يوسف التجيبي من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. ويعرف بابن ارفع رأسه. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني وغيره. وكان: من أهل العلم البارع والذهن الثاقب، حافظا لرأي مالك رأسا فيه، موثقا وتولى قضاء طلبيرة. ذكره ابن مطاهر. عثمان بن دليم يكنى. أبا عمر، ذكره الحميدي ونسبه إلى جده، وذكر أنه أخذ عنه بالجزيرة. وكان من الفقهاء المذكورين، والأدباء الصالحين. سمع بالأندلس من غير واحد، وتفقه ببجانة على شيوخها قبل الفتنة. ومات سنة أربع وثلاثين وأربع مائة أو نحوها. عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموي المقرئ، المعروف: بابن الصيرفي. من أهل قرطبة من ربض قوته راشه منها. سكن دانية؛ يكنى: أبا عمرو. روى بقرطبة عن أبي المطرف عبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد، وعن أبي بكر حاتم بن عبد الله البزاز وأبي عبد الله محمد بن خليفة، وأحمد بن فتح بن الرسان، وأبي بكر بن خليل، وأبي عثمان بن القزاز، وأبي بكر التجيبي، ويونس بن عبد الله القاضي، وخلف بن يحيى وغيرهم. وسمع من أبي عبد الله بن أبي زمنين كثيرا من روايته وتواليفه، وسمع بأستجة، وبجانة، وسرقسطة وغيرها من بلاد الثغر من شيوخها كثيرا. ورحل إلى المشرق ولقي بمكة أبا الحسن أحمد بن فراس العبقسي فسمع منه ومن غيره، وسمع بمصر من أبي محمد بن النحاس، وأبي القاسم عبد الوهاب بن أحمد بن منير، وخلف بن إبراهيم بن خاقان، وفارس بن أحمد، وطاهر بن عبد المنعم وجماعة سواهم. وسمع بالقيروان من أبي الحسن القابسي ومن جماعة سواه.

وقدم الأندلس واستوطن دانية حتى عرف بها. وكان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في معنى ذلك كله تواليف حسأنا مفيدة يكثر تعدادها ويطول إيرادها. وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم، متفننا بالعلوم جامعا لها معتنيا بها. وكان دينا فاضلا، ورعا سنيا. قال المغامي: وكان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب. وذكره الحميدي فقال: محدث مكثر، ومقرئ متقدم. سمع بالأندلس والمشرق وطلب علم القراءات، وألف فيها تواليف معروفة ونظمها في أرجوزة مشهورة وقال: ومما يذكر من شعره: قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما ... يجري على كل من يعزى إلى الأدب لا شيء أبلغ من ذلٍ يجرعه ... أهل الخساسة أهل الدين والحسب القائمين بما جاء الرسول به ... والمبغضين لأهل الزيغ والريب قال أبو عمرو: سمعت أبي رحمه الله غير مرة يقول: إني ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. وابتدأت أنا بطلب العلم بعد سنة خمس وثمانين وأنا ابن أربع عشرة سنة، وتوجهت إلى المشرق لأداء فريضة الحج يوم الأحد الثاني من المحرم سنة ثمان وتسعين وحججت سنة ثمانٍ وقرأت القرآن وكتبت الحديث وغير ذلك في هذين العامين وانصرفت إلى الأندلس سنة تسعٍ وتسعين وهي ابتداء الفتنة الكبرى التي كانت بالأندلس، ووصلت إلى قرطبة في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين والحمد لله على كل حال.

عثمان بن محمد المعافري

وقرأت بخط أبي الحسن المقرئ قال: توفي أبو عمرو المقرئ بدانية يوم الاثنين في النصف من شوال سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وكان دفنه بعد صلاة العصر في اليوم الذي توفي به، ومشى السلطان أمام نعشه، وكان الجمع في جنازته عظيما. عثمان بن محمد المعافري يعرف: بابن الحوت، ومن أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. سمع على أبي عبد الله الفخار، وابن ذونين وغيرهما. وكان من خيار المسلمين وأفاضلهم، كثير التلاوة للقرآن، مواظبا على شهود الصلوات في الجامع رحمه الله. ذكره ابن مطاهر. قال غيره: وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وأربع مائة. ومولده في شعبان سنة سبع وثمانين وثلاث مائة. عثمان بن يوسف بن عبد الرحيم من أهل طليطلة، روى عن أبي عمر الطلمنكي، وأبي بكر بن زهر، وابن عباس، والتبريزي وغيرهم. أجاز لابن مطاهر ما رواه في جمادى الأول سنة اثنتين وستين وأربع مائة. ومن الغرباء عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي يكنى: أبا عمرو. ويعرف: بالسفاقسي وأصله منها. ويعرف أيضا: بابن الضابط. قدم الأندلس وأسمع الناس بها بعد أن تجول بالمشرق وأخذ عن علمائها ومحدثيها؛ روى عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وهو أجل من لقيه من شيوخه وقال: صحبته بأصبهان وكتبت عنه نحو مائة ألف حديث بخطي، وقال لم ألق مثله في العلم

والعمل، وعن أبي عبد الله محمد بن علي الحافظ الفسوي، وعن أبي الفضل مبارك بن علي الهراس، وعن أبي الحسن محمد بن علي بن صخر، وعن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن والصابوني، وأبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبي الحسين عبد الملك بن سياوش الكازروني، وأبي بكر المفيد، وأبي ذر الهروي، وكريمة بنت أحمد السرخسية وجماعة كثيرة يطول ذكرهم سمع منهم وكتب الحديث عنهم. وقدم الأندلس سنة ستٍّ وثلاثين ودخل قرطبة في هذا التاريخ، وأسمع الناس بها، وحدث عنه مشيختها وعلماؤها، وتطوف بسائر بلاد الأندلس نحو العامين، وقدم أيضا قرطبة مرة ثانية سنة ثمان وثلاثين فسمع منه أيضا. وكان حافظا للحديث وطرقه، وأسماء رجاله ورواته، منسوبا إلى معرفته وفهمه. وكان يملي الحديث من حفظه، ويتكلم على أسانيده ومعانيه، وكان عارفا باللغة والإعراب، ذاكرا للغريب والآداب ممن عني بالرواية، وشهر بالفهم والدراية. يجمع إلى ذلك حسن الخلق وأدب النفس، وحلاوة الكلام، ورقة الطبع وصفه بهذا غير واحدٍ ممن لقيه وجالسه. وذكره أبو عمر بن الحذاء في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال: قدم علينا طليطلة وسنه يومئذ نحو الخمسين، وكانت له روايةٌ واسعة ومعه كتب كثيرة من روايته بالعراق والشام، والحجاز، ومصر. وكانت عنده غرائب، تجول بالأندلس نحو عامين، ثم انصرف إلى القيروان فوجهه الصنهاجي صاحب القيروان رسولا إلى القسطنطينية ثم انصرف عنها. وكان لي صديقا وتكررت كتبه إلي من القيروان، ثم صرفه الصنهاجي إلى القسطنطينية فمات في طريقها إما واردا وإما صادرا رحمه الله.

وذكره الحميدي فقال: كان فاضلا، عاقلا. قرأت عليه كثيرا وكتبت عنه وأنشدني: إذا ما عدوك يوما سما ... إلى حالةٍ لم تطق نقضها فقبل ولا تأنفن كفه ... إذا أنت لم تستطع عضها وقرأت بخط القاضي أبي على الصدفي شيخنا رحمه الله وقد ذكر أبا عمرو السفاقسي حكى عنه أنه قال: بعث إلي شعراء القيروان حين مقامي بها وهم: ابن رشيق، وابن شرف، وابن حجاج، وعبد الله العطار، يسألوني أن أرسل إليهم شعري. فقلت للرسول: أنه في مسوداته. فقال كما هو. فأخذته وكتبت عليه ارتجالا ثم بعثت به: خطبت بناتي فأرسلتهن إليك ... عواطل من كل زينه لتعلم أني ممن يجود ... بمحض الوداد ويشنا ضنينه فقل كيف كان ثناء الجليس ... أضمخ بالمسك أم صب طينه فأجابوني عن بطءٍ بهذه الأبيات: أتتنا بناتك يرفلن في ثياب ... من الوشي يفتن زينه فلما سفرن فضحن الشموس ... وسرب الظباء وأخجلن عينه فلما نطقن سحرن العقول ... وظل القرين ينادي قرينه أفي بابل نحن أم في العراق ... وفوق البسيطة أم في سفينة فدعني أرقب صحو الجميع ... لنسمع من كل مدحٍ عيونه وقرأت على أبي محمد بن عتاب غير مرة قال: أخبرني أبو عمرو وكتبه لي بخطه قال أنشدني أبو نعيم الحافظ قال: أنشدني أبو محمد الجابري قال: أنشدني ابن المعتز لنفسه:

عثمان بن الحسن بن عثمان بن أحمد بن الخصيب البغدادي

ما عابني إلا الحسو ... د وتلك من خير المعائب والخير والحساد مق ... رونان إن ذهبوا فذاهب وإذا ملكت المجد لم ... تملك مذ مات الأقارب وإذا فقدت الحاسدي ... ن فقدت في الدنيا الأطايب وذكر جماعة من علماء طليطلة أنهم سمعوا أبا عمرو السفاقسي يقول: رأيت محمد ابن إسماعيل البخاري رحمه الله في النوم بسفاقس فقلت له: لم لم تخرج في كتابك عن حماد بن سلمة؟. فقال: فجعل يبتسم إلي. فقلت له: من أجل حديث عكرمة؟ فقال لي: وغيره. قال أبو عمرو: وسمعت أبا نعيم الحافظ يقول: الإجازة على الإجازة قوية جائزة. وحدث عن أبي عمر علماء الأندلس قاطبة في كل بلد دخله من بلدانها. وهو أول من أدخل كتاب غريب الحديث للخطابي الأندلسي. وتوفي رحمه الله بعد سنة أربعين وأربع مائة. عثمان بن الحسن بن عثمان بن أحمد بن الخصيب البغدادي يكنى: أبا عمرو، ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: قدم علينا سنة سبع عشرة وأربع مائة بإشبيلية فقرأنا عليه، وكان يروي عن أبي طاهر المقرئ البغدادي قرأ عليه بالقراءات السبع. وروى عنه جلة البغداديين وغيرهم. وكان مجودا للتلاوة محسنا، عالما بمعاني القرآن، وكان كبير السن جداً.

من اسمه علي

من اسمه علي علي بن معاوية بن مصلح من أهل مدينة؛. يكنى: أبا الحسن. رحل إلى المشرق وسمع بمكة من الجمحي عمر بن أحمد المكي، وأبي الحسن الخزاعي وأبي إسحاق بن محمد الديبلي، وأبي بكر الآجري. وسمع بالمدينة من قاضيها عبد الملك بن محمد المرواني. وسمع بمصر من الحسن بن رشيق، والحسن بن الخضر، وحمزة بن محمد، وأبي محمد بن الورد وغيرهم. وسمع بالإسكندرية من أبي العباس بن سهل العطار وغيره. وسمع بقرطبة من خالد بن سعد، وأبي بكر القرشي، وأحمد بن مطرف، وإسماعيل بن بدر وغيرهم. وسمع بطليطلة من ابن مدراج وغيره. وبمدينة الفرج من وهب بن مسرة، ومحمد بن القاسم بن مسعدة. وكان شيخا فاضلا ثقة فيما رواه. سمع الناس منه كثيرا، حدث عنه الصاحبان، وتوفي في عقب رجب سنة سبع وتسعين وثلاث مائة، ومولده سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة. ذكر مولده ابن عبد السلام الحافظ. ؟ علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله من أهل طلبيرة. سكن سرقسطة، يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عمر بن خلف المديوني وغيره. ورحل إلى المشرق وحج وأخذ هنالك عن أبي الحسن علي بن عثمان الغرافي وغيره. وكان رجلا صالحا مجاب الدعوة حدث عنه أبو عمر المقرئ، وأبو حفص بن كريب وقال: كان كثير الرواية بالمشرق والأندلس، وأدرك أن العبادة والزهد في الدنيا غلب عليه فامتنع من الرواية غير النزر اليسير لما كان بسبيله من العبادة والاجتهاد، واعتزل

علي بن فرجون الأنصاري النحوي

الناس، وكان يختم القرآن في ثلاث ليال، ولم ألق مثله في الزهد والتبتل رحمه الله. وحدث عنه أيضا الصاحبان وقالا: نا علي بن موسى نا الغرافي، نا محمد بن يحيى، قال: نا الطوسي، نا علي بن حجر، قال: نا إسحاق بن نجيح، عن عطاء الخراساني قال: كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم فرش لهم رداءه وقال: مرحبا بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. علي بن فرجون الأنصاري النحوي من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الحسن. حدث عن ابن مدراج وغيره. روى عنه أبو المطرف بن البيروله وقال: كان شيخا لغويا، نحويا، شاعرا، جوادا لا يمسك شيئا، موثرا على نفسه، رقيق القلب إذا سمع القرآن بكى وخشع رحمه الله. علي بن محمد بن أبي الحسين من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن القاضي أبي أيوب بن غمرون، وأحمد بن سيد، وأبي سليمان عبد السلام ابن السمح الزهراوي، وصاعدا اللغوي وغيره. ذكره الحميدي وقال: كاتبٌ مشهور بالأدب والشعر. وله كتاب في التشبيهات من أشعار أهل الأندلس. كان في الدولة العامرية وعاش إلى أيام الفتنة، وحدث عنه أبو بكر المصحفي. علي بن سليمان الزهراوي الحاسب؛ يكنى: أبا الحسن. كان: من أهل العلم بالتفسير والقراءات والفرائض. وله كتابٌ كبير في تفسير القرآن. وكان إماما بجامع مدينة غرناطة، خطيبا به، وحج في نحو سبعة أشهر. حدث عنه أبو بكر المصحفي وغيره.

علي بن رجاء بن مرجي

علي بن رجاء بن مرجي سكن الجزيرة؛ يكنى: أبا الحسن. ذكره الحميدي وقال: فقيهٌ أديبٌ شاعرٌ من أهل بيت جليل، وله في العلم والأدب والتعاون والسخاء والكرم وحسن الدين حظٌ موفور. وأنشدني من شعره كثيرا ومنه: قل لمن نال عِرض من لم ينله ... حسبنا ذو الجلال والإكرام سوف يدري إذا الشهادة سيلت ... منه يوما مقامه ومقامي لم يزدني بذا سوى حسنات ... لا ولا نفسه سوى آثام كان ذا منعةٍ فثقل مي ... زاني بهذا فصار من خدامي قال: ومات بالجزيرة من أعمال الأندلس في سنة ستٍّ أو سبع وأربعين وأربع مائة. علي بن محمد بن عبد الله بن منظور القيسي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الحسن. قرأ القرآن على أبي العباس الباغاني المقرئ وغيره. وكان من أهل العلم بالقرآن والفقه والعربية. وكانت فنون العربية أغلب عليه. وكان حسن السمت من أهل الفهم والضبط. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في المحرم سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة سبع وستين وثلاث مائة. علي بن خيرة الخراز مولى ابن الفراء الزيات: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن حاتم بن محمد وجماعة سواه، وله رحلة إلى المشرق حج فيها وروى بها بمصر وغيرها. وكان عفيفا دمثا، حسن الخلق، قويم الطريقة من حملة القرآن المجودين الطياب المحسنين. وتوفي منتصف شوال سنة ثمان وأربع ومائة ذكره ابن حيان.

علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال

علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال يعرف: بابن اللجام: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي المطرف القنازعي، وأبي الوليد، يونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف وغيرهم وكان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط. عني بالحديث العناية التامة، وأتقن ما قيد منه. وشرح صحيح البخاري في عدة أسفار. رواه الناس عنه، واستقصى بالورقة. وحدث عنه جماعة من العلماء. وقرأت بخط أبي الحسن المقرئ أنه توفي ليلة الأربعاء، وصلي عليه عند صلاة الظهر آخر يوم من صفر سنة تسع وأربعين وأربع مائة. علي بن عبد الله بن علي بن محمد ابن يوسف بن سليمان بن عمر الأزدي. من ولد المهلب بن أبي صفرة؛ ويعرف: بابن الاستجى وأصله من قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي محمد أسد، وأبي عمر بن الجسور، وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم. وكان نافذا في العلوم، قديم العناية بطلب العلم، شاعرا مطبوعا، بليغ اللسان والقلم، حسن الخط، صحيح النفل وألف كتبا كثيرة في غير مافن. ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: مولده سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وتوفي في عقب ذي القعدة سنة خمس وخمسين وأربع مائة. وكان قد خرف قبل موته بيسير. علي بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبادل الأنصاري من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الحسن. روى بقرطبة عن أبي المطرف القنازعي، قرأ عليه القرآن ورحل إلى المشرق سنة عشر وأربع مائة. وحج سنة أربع عشرة وروى بمصر عن أبي محمد بن النحاس المصري وغيره. وكانت له معرفة بالحديث ورجاله.

علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي

وكان له سماع كثير بقرطبة وإشبيلية وبها توفي في صدر صفر سنة ستٍّ وخمسين وأربع مائة. وكان مولده في حدود سنة خمس عشرة وثمانين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج. علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي من أهل قرطبة تجول بالأندلس؛ يكنى: أبا محمد. روى عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي بكر حمام بن أحمد القاضي، وأبي محمد ابن بنوش القاضي، وأبي عمر بن الجسور وغيرهم. قال القاضي أبو القاسم صاعد ابن أحمد: كان أبو محمد بن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة، والشعر، والمعرفة بالسير والأخبار. وأخبرني ابنه أبو رافع الفضل بن علي أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تأليفه نحو أربع مائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وقال: أبو عبد الله الحميدي: كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه، مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة، متفننا في علوم جمةٍ، عاملا بعلمه، زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه قبله في الوزارة وتدبير الممالك، متواضعا ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من العلوم، وجمع من الكتب في علم الحديث، والمصنفات، والمستندات كثيرا. وسمع سماعا جما، وأول سماعه من ابن الجسور قبل الأربعمائة. ثم ذكر جملة من أسماء تواليفه ثم قال: وما رأينا مثله في ما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين. وكان له في الآداب والشعر نفس واسع، وباع طويلٌ. وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أشرع منه. وشعره كثير وقد جمعناه على حروف المعجم ومنه: هل الدهر إلا ما عرفنا وأدركنا ... فجائعه تبقى ولذاته تفنى وإذا أمكنت فيه مسرة ساعةٍ ... تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا

علي بن إسماعيل

إلى تبعاتٍ في المعاد وموقفٍ ... نود لديه أننا لم نكن كنا حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسرةٍ ... وفات الذي كنا نلذ به عينا حنينٌ لما ولى وشغل بما أتى ... وغمٌّ لما يرجى فعيشك لا يهنا كأن الذي كنا نسر بكونه ... إذا حققته النفس لفظٌ بلا معنى وله: مناي من لدنيا علومٌ أبثها ... وأنشرها في كل بادٍ وحاضر دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي ... تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضر قال صاعدٌ: كتب إلي أبو محمد بن حزم بخطه يقول: ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي من ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظم وهو اليوم السابع من نونبر سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بطالع العقرب. قال صاعد: ونقلت من خط ابنه أبي رافع: إن أباه توفي رحمه الله عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ستٍّ وخمسين وأربع مائة. فكان عمره رحمه الله إحدى وسبعين سنة وعشرة أشهر وتسعة وعشرين يوما. علي بن إسماعيل يعرف: بابن سيدة: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبيه، وأبي علي الطلمنكي، وصاعد اللغوي وغيرهم. وله تواليفٌ حسان منها: كتاب المحكم في اللغة؛ وكتاب المخصص؛ وكتاب الأنيق في شرح الحماسة وغير ذلك.

علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله

وذكر الوقشي عن أبي علي الطلمنكي قال: دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعوا علي غريب المصنف. فقلت لهم: انظروا لي من يقرأ لكم وأمسك أنا كتابي، فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيدة فقرأه علي من أوله إلى آخره فعجبت من حفظه. وكان أعمى بن أعمى. وذكره الحميدي وقال: إمام في اللغة والعربية، حافظا لهما على أنه كان ضريرا قد جمع في ذلك جموعا وله مع ذلك في الشعر حظ وتصرف. ومات بعد خروجي من الأندلس قريبا من سنة ستين وأربع مائة. وقال القاضي صاعد بن أحمد: توفي سنة ثمان وخمسين وأربع مائة. وقد بلغ ستين سنة أو نحوها. علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن علي بن شريعة اللخمي الباجي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبيه محمد بن أحمد صاحب الوثائق، وكان نبيه البيت والحسب. وأخبرنا عنه أبو الحسن شريح بن محمد المقرئ: وتوفي رحمه الله ببلده يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الآخر من سنة اثنتين وستين وأربع مائة. ودفن مع أبيه في داره. وكان مولده في شوال سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. علي بن أحمد بن حمدون المقرئ البطليوسي منها، ويعرف: بابن اللطينة؛ ويكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عمر المقرئ وغيره، أخذ عنه شيخنا أبو محمد بن السيد وغيره. وتوفي في العشر الوسط من المحرم سنة ستٍّ وستين وأربع مائة ببطليوس. علي بن حمرا: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا الحسن. كان فقيها حافظا تدور عليه الشورى ببلده. وكان مقدما في معرفة اللغة والعربية

علي بن أبي القاسم بن عبد الله بن علي المقرئ

والشعر، نافذا في علم الوثائق وقد جمع فيها كتابا حسنا هو بأيدي الناس، وقد أخذ عنه. علي بن أبي القاسم بن عبد الله بن علي المقرئ من أهل سرقسطة. سكن طليطلة؛ يكنى: أبا الحسن. روى بالمشرق عن أبي ذر الهروي، وأبي الحسن بن صخر، وأبي القاسم السقطي وأخذ عن القاضي الماوردي كتابه في تفسير القرآن، وعن عبد الوهاب القاضي، وعن أبي بكر بن عبد الرحمن القيرواني وغيرهم. وكان: رجلا، صالحا، خيرا، فاضلا وأقرأ الناس بطليطلة مدة وأسمع بها، ولم يكن له معرفة بالإسناد والرواة كتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب بإجازة ما رواه، وأراني خطه بذلك وفيها تسمية بعض روايته وكتبه، فرأيت فيها تخليطا كثيرا وزيادة في الإسناد ونقصا. ولم يكن هذا الشأن بابه وإنما كان الغالب عليه الخير والصلاح وإقراء القرآن. وقدم قرطبة آخر عمره. وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب. توفي المقرئ أبو الحسن بقرطبة في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة؛ ودفن بمقبرة الربض وكانت جنازته مشهورة. وكان منقبضا منذ دخل قرطبة وأقام فيها سبعة أشهر في الفندق الذي نزل فيه ولم يتعرض للقاء أحد رحمه الله. علي بن سعيد بن أحمد بن يحيى بن الحديدي التجيبي من أهل طليطلة؛ ويكنى: أبا الحسن.

علي بن سيد بن أحمد الغافقي

كان فقيها في المسائل، مشاورا بصيرا بالفتيا. وكان يتحلق إليه ويناظر عليه. وتوفي في شوال سنة أربع وسبعين وأربع مائة. علي بن سيد بن أحمد الغافقي من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي القاسم بن عمر. وتوفي في سنة خمسٍ وسبعين وأربع مائة. علي بن إبراهيم بن فتح من أهل مدينة سالم، يعرف: بابن الإمام؛ يكنى: أبا الحسن. أخذ عن أبي عمر بن عبد البر، وأبي الوليد الباجي وغيرهما. وكان: من أهل النبل والمعرفة بالآداب وغيرها. وتوفي سنة تسع وسبعين وأربع مائة وله ثلاث وستون سنة. ذكره ابن مدير. علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي من أهل قرطبة وأصله من باغه؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي زكرياء يحيى بن محمد بن حسين القليعي، وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وعن خاله أبي جعفر الكندي الزاهد وغيرهم. وكان: من أهل العلم والحفظ للرأي والفهم مع الفضل والحلم والصلاح والخير والإقبال على نشر العلم وتعليمه، كثير التلاوة للقرآن، رطب اللسان، يذكر الله تعالى، دينا، متواضعا، لينا، متصاونا، وقورا دالا على الخير، كثير الحض عليه داعيا إليه، وكان مشاورا في الأحكام بقرطبة صدرا فيمن يستفتى بها، معظما عند الخاصة والعامة. وكان له مجلس بالمسجد بقرطبة يسمع الناس فيه. وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: هو من بيت شرفٍ ورفعةٍ، من أهل الفضل والعلم، والعمل الصالح، ومن أهل الحفظ والإتقان والإمامة في الدين، مثلا في العقلاء الفضلاء ما رأيت في أهل العلم مثله سمتا وطريقة رحمه الله. وتوفي

علي بن عبد الله بن فرج الجذامي المقرئ

رحمه الله ليلة الاثنين لتسعٍ بقيم من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة. ودفن بالربض. نقلت وفاته من خط القاضي أبي عبد الله بن الحاج وكان من شيوخه الذين أخذ عنهم رحمهم الله. وكان مولده سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. علي بن عبد الله بن فرج الجذامي المقرئ المعروف: بابن الألبيري. من أهل طليطلة وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها؛ يكنى: أبا الحسن. وروى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب أخذ عنه بقرطبة، وعن أبي القاسم وليد ابن العربي المقرئ، وأبي الربيع بن صهينة، وأبي محمد بن علي الخطيب، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي بكر محمد بن مساور القرطبي، وأبي بكر بن الغراب، وأبي محمد بن سميق، وعامر بن إبراهيم وغيرهم. وكان يقرئ الناس القرآن بالروايات ويضبطها ضبطا حسنا، ويعظ الناس. وكان وقورا، وعاقلا، حسن السمت، مليح الخط، ثقة فيما رواه، ثبتا فيه، دينا فاضلا. وقدم قرطبة وقدم إلى الإقراء بجامعها ثلاث سنة وثمانين وأربع مائة. وأقرأ الناس بها نحو الشهرين. وتوفي في العام المؤرخ. قال لي ذلك أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، وكان مولده سنة عشرة وأربع مائة. علي بن المنذر بن المنذر بن علي الكناني من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبيه، وأبي عبد الله بن الحذاء، وأبي بكر بن زهر، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الشنتجيالي، وأبي عمر بن عبد البر وغيرهم. وله رحلة إلى المشرق حج فيها وروى الحديث بها. وأجاز لأبي جعفر بن مطاهر ما رواه. وتوفي في نحو الثمانين وأربع مائة. علي بن محمد بن السيد النحوي من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا الحسن، ويعرف بالحيطال. وهو أخو شيخنا أبي محمد بن السيد.

علي بن عبد الرحمن بن عائد الطرطشي

وروى عن أبي بكر بن الغراب، وأبي عبد الله محمد بن يونس وغيرهما. أخذ عنه أخوه أبو محمد كثيرا من كتب الأدب وغيرها. وتوفي بقلعة رباح معتقلا من قبل ابن عكاشة قائدها في نحو الثمانين وأربع مائة. وكان مقدما في علم اللغة وحفظها والضبط لها. علي بن عبد الرحمن بن عائد الطرطشي يكنى: أبا الحسن. سمع: من أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبي العباس العذري، وغيرهما وتوفي: سنة خمس وتسعين وأربع مائة. علي بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري المقرئ المعروف: بابن الروش: من أهل شاطبة وأصله من قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عمرو المقرئ، وأبي علي بن عبد البر النمري وغيرهما. وأقرأ الناس القرآن، وأسمعهم الحديث. وكان ثقة فيما رواه، ثبتا فيه، دينا، فاضلا. وقرأت بخط القاضي أبي عبد الله بن أبي الخير: توفي المقرئ أبو الحسن بشاطبة يوم الأربعاء. ودفن بها يوم الخميس لأربع خلون من شعبان سنة ست وستين وأربع مائة. علي بن سعيد العبدري من أهل جزيرة ميورقة؛ يكنى: أبا الحسن. سمع بها قديما من أبي محمد بن حزم. وأخذ عنه أيضا ابن حزم. ورحل إلى المشرق وحج، ودخل بغداد وترك مذهب ابن حزم وتفقه عند أبي بكر الشاشي، وله تعليق في مذهب الشافعي. وسمع من الخطيب أبي بكر بن ثابت البغدادي وغيره. أخبرني بذلك القاضي أبو بكر بن العربي وذكر أنه صحبه ببغداد وأخذ عنه وأثنى عليه. وقال لي: تركته حياً ببغداد سنة إحدى وتسعين وأربع مائة. وتوفي بعد ذلك.

علي بن أحمد بن أبي الفرج الأموي

وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا وقال: صديقنا أبا الحسن الفقيه العبدري رجل من أهل الفضل والمعرفة والأدب وهو من جزيرة ميورقة. علي بن أحمد بن أبي الفرج الأموي من أهل دانية؛ يكنى: أبا الحسن. صحب أبا عمرو المقرئ وأخذ عنه كثيرا، وأخذ أيضا عن أبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد مكي بن أبي طالب وغيرهم. وكان: من أهل التقييد والاعتناء بالعلم. علي بن خلف بن ذي النون ابن أحمد بن عبد الله بن هذيل بن جحيش ابن سنان بن فومة بن عياض العبسي المقرئ: من أهل قرطبة وأصله من إشبيلية؛ يكنى أبا الحسن. سمع ببلده: من أبي محمد بن خزرج وغيره. ورحل إلى المشرق وحج ودخل الشام وسمع ببيت المقدس: من أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي. وروى بمصر عن أبي العباس أحمد بن نفيس المقرئ، وعن محمد بن الوليد الأندلسي. وسمع: من أبي عبد الله القضاعي كتاب الشهاب من جمعه وعليه عول الناس فيه. وكان رحمه الله من جلة المقرئين وفضلائهم، وعلمائهم، وخيارهم. وأقرأ الناس القرآن بالمسجد الجامع بقرطبة وأسمعهم الحديث فيه. وكان ثقة فيما رواه، ضابطا لما كتبه شهر بالخير والصلاح والتواضع، والزهد بالدنيا والرضا منها باليسير والتقلل منها، وشهرت إجابة دعوته وعلمت في غير ما قصة، ولم يزل طالبا للعلم إلى أن توفي رحمه الله بقرطبة ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربع. ودفن بمقبرة الربض وكانت جنازته مشهورة. وكان مولده في النصف من شهر رمضان سنة سبع عشرة وأربع مائة.

علي بن محمد الحبيب بن شماخ

علي بن محمد الحبيب بن شماخ من أهل غافق؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبيه، والقاضي أبي عبد السقاط وغيرهما: وكان من أهل المعرفة والنبل والذكاء. وتولى الأحكام ببلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها توفي سنة ثلاث وخمسمائة. علي بن غالب بن محمد بن غالب من أهل وشقة؛ يكنى: أبا الحسن. أخذ عن أبي الأصبغ عيسى بن خلف بن درهم. ورحل حاجا، ثم انصرف فاستوطن طرطوشة وولي الخطبة بجامعها. وتوفي بها سنة عشر وخمسمائة. وكان فاضلا. علي بن أحمد بن كرز الأنصاري المقرئ من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرئ، وعن أبي عبد الله الطرفي المقرئ، وأبي محمد غانم بن وليد المالقي. وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وعني بالإقراء وسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم. وكان ثقة فاضلا وتوفي بغرناطة في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة. علي بن أحمد بن محمد بن أشج الفهمي المقرئ من أهل طليطلة؛ يكنى أبا الحسن. روى عن أبي عبد الله المغامي، وأبي الحسن بن الإلبيري، وأبي داود المقرئ، ومحمد بن مفرج وغيرهم. واختلف معنا إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب وأخذ معنا عنه وهو كبير السن وأخذنا عنه بعض ما عنده. وكان رجلا فاضلا قديم الطلب وافر الأدب. وتوفي بالعدوة سنة ثلاث عشر وخمسمائة.

علي بن عبد الرحمن بن مهدي التنوخي

علي بن عبد الرحمن بن مهدي التنوخي من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الحسن. يعرف بابن الأخضر. كان: من أهل المعرفة باللغة والآداب، حافظا لهما، مقدما في معرفتهما وإتقانهما. روى ذلك عن أبي الحجاج يوسف بن عيسى الأعلم وعليه عول، وأخذ أيضا عن أبي علي الغساني وغيره. أخذ عنه جماعة أصحابنا ووثقوه وأثنوا عليه ووصفوه بالمعرفة واليقظة والذكاء والدين والفضل. توفي في منسلخ سنة أربع عشرة وخمسمائة. علي بن محمد بن دري المقرئ الخطيب بالمسجد الجامع بغرناطة. وأصله من طليطلة؛ يكنى: أبا الحسن. روى بها عن أبي عبد الله المغامي المقرئ، وأبي الوليد الوقشي، وأبي المطرف ابن سلمة، وأخذ أيضا عن أبي مروان بن سراج، وابنه سراج، وأبي الحسن بن الخشاب والغساني وغيرهم. وكان مقرئا فاضلا ضابطا عارفا بما يحدث أخذ الناس عنه، وتوفي بغرناطة في شهر رمضان سنة المعظم عشرين وخمسمائة. علي بن أحمد بن خلف الأنصاري النحوي من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا الحسن. روى بقرطبة عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي، وأبي جعفر بن رزق، وأبي علي الغساني وأكثر عنه، وأخذ عن أبي داود، والقاضي أبي الأصبغ بن سهل، ومحمد ابن سابق الصقلي، وأبي بكر المرادي وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة بالآداب واللغات والتقدم في علم القراءات، والضبط للروايات. وكان حسن الخط جيد التقييد وله مشاركةٌ في الحديث ومعرفة بأسماء رجاله ونقلته. وكان من أهل الرواية والإتقان والدراية مع الدين والفضل. سمع الناس منه كثيرا، وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه. وتوفي رحمه الله ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم، ودفن يوم

علي بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي

الاثنين لصلاة العصر من سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة: ومولده في شوال سنة أربع وأربعين وأربع مائة. قال لي ذلك صهره أبو عبد الله النميري صاحبنا. علي بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي من أهل المرية؛ يكنى: أبا الحسن روى عن أبي العباس العذري كثيرا واختص به؛ وسمع من القاضي أبي إسحاق ابن وردون والقاضي أبي بكر بن صاحب الأحباس وغيرهم. وأجاز له أبو عمر ابن عبد البر، وأبو الوليد الباجي ما روياه. وكان: من أهل العلم والمعرفة، والذكاء، والفهم وجمع في تفسير القرآن كتابا حسنا مفيدا، وله معرفة بأصول الدين، وحج بيت الله الحرام. أخذ الناس عنه وكتب إلينا بإجازة ما رواه، ومولده لعشر خلون من رمضان سنة إحدى وأربعين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله ليلة الخميس السادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. علي بن أحمد بن محمد بن مروان الجذامي يعرف: بابن نافع من أهل المرية، يكنى: أبا الحسن. سمع: من أبي علي الغساني، ومن عمر بن أحمد بن رزق، وأبي علي الصدفي، وتفقه عند ابن عطاف الفقيه. وكان فقيهاًحافظاً للرأي وحدث وسمع منه وتكلم بعض أصحابنا فيه. وتوفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وكان مولده في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربع مائة. علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد ابن عمر بن معدان الأنصاري: يعرف: بابن اللوان من أهل المرية؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي علي الغساني، وأبي القاسم بن العربي، وأبي علي الصدفي، وسمع بقرطبة من أبي الحسين بن سراج، ومن شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيرهم. وكان حافظا للحديث مشهورا بمعرفته وفهمه وأخذ الناس عنه، وكان دينا فاضلا معظما عند الناس. وتوفي رحمه الله في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.

ومن الغرباء

وكان الحفل في جنازته عظيما والثناء عليه جميلا. ودفن خارج باب بجانة وصلى عليه القاضي عبد الحق بن عطية. وكان مولده سنة أربع وسبعين وأربع مائة. ومن الغرباء علي بن إبراهيم بن علي التبريزي المعروف: بابن الخازن؛ يكنى: أبا الحسن. قدم الأندلس سنة إحدى وعشرين وأربع مائة وأسمع الناس بشرق الأندلس بعض ما رواه. وقدم طليطلة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. مجتازا فسمع منه بها تفسير القرآن الموسوم بشفاء الصدور. حدث به عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، عن النقاشي مؤلفه. وروى أيضا عن أبي الفتح بن أبي الفوارس، وعن أبي بكر بن الطيب، وأبي حامد الإسفرايني، وأبي أحمد الفرضي، وابن أحمد القصار الفقيه وغيرهم. وكان: من أهل العلم بالآداب واللغات، حسن الخط، جيد الضبط، عالما بفنون العربية ثقة فيما رواه. وكانت عنده غرائب وفوائد جمة. وكان شافعي المذهب. سمع منه جماعة من علماء الأندلس. وقرأت بخط أبي بكر المصحفي قال لي التبريزي رحمه الله: مولدي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. ودخلت بغداد سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. علي بن سعيد بن أحمد الهواري الفاسي منها؛ يكنى: أبا الحسن. قدم طليطلة سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. وحدث بها وسمع منه أبو إسحاق بن شنظير وصاحبه أبو جعفر، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عبد الله بن شق الليل وغيرهم.

وقرأت بخط أبي جعفر منهم أنا أبو الحسن علي بن سعيد الفاسي، قال: أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الصباغ بالإسكندرية، قال: نا أبو مروان عبد الملك بن محمد قاضي المدينة، قال: نا عبد الله بن محمد القاضي الهمداني، قال: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: عليكم بالفقه فإنه كالتفاح الجبلي يطعم من سنته. قال أبو جعفر: وأنا أبو الحسن قراءة عليه، عن أبي علي بن الصباغ أنشدكم أبو الحسن محمد بن عمر بن عفان البغدادي قال: أنشدنا أبو خليفة الفضل بن الحباب لنفسه: قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عي ولا خرس لكنه أحمد الأمرين عاقبة ... عندي وأبعده من منطق شكس أأنشر البَزَّ فيمن ليس يعرفه ... أو أنشر الدر للعميان في الغََلَسِ كتب من عندي شيخنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج رحمه الله هذه الأبيات الثلاثة بسندها واستحسنها ونقلها بخطه في بعض كتبه رحمه الله. ثم وقعت إلي هذه القصة بعد ذلك أكمل لأبي بكر بن دريد، وأخبرنا بها غير واحد من شيوخنا، عن أبي عبد الله الحميدي قال: أنشدنا أبو سعدٍ أحمد بن الحسين ابن الفضل بن المعتمد، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصقصاعي بعمان، قال: لما نزل أبو بكر بن دريد بلد سيراف سئل الجلوس للقراءة عليه فأبى ذلك إذ لم ير هنالك من يسوى أن يجلس له؛ فكتب هذه الأبيات وعلقها في قبلة مسجدهم وهي: قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عي ولا خرس لكنه أجمل الأمرين منزلة ... عندي وأحسن لي من منطق شكس قالوا نراك أديبا لست ذا خطل ... فقلت هاتوا أروني وجه مقتبس لو شئت قلت ولكن لا أرى أحدا ... ساوى الكلام فأعطيه مدى النفس

علي بن إبراهيم بن أحمد بن حموية

أأنشر البز في من ليس يعرفه ... وأنثر الدر للعميان في الغلس وأخبرنا بها الشيخ الأديب أبو القاسم عيسى بن جهور ونقلها من خطه قال: أنا أبو بكر بن طرخان ببغداد قال أنا أبو عبد الله الحميدي وذكر القصة بطولها. علي بن إبراهيم بن أحمد بن حموية الأزدي الشيرازي، يكنى: أبا الحسن. ولد بمصر وبها نشأ وسمع من أبي محمد بن الحسن بن رشيق، وأبي الطاهر القاضي وأبي القاسم الجوهري، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي أحمد بن حسنون المقرئ، وأبي يعقوب النجيرمي، وأبي بكر الشذائي المقرئ، وأبي الحسن الدراقطني، وأبي بكر الأذفوي، وأجاز له أبي إسحاق بن شعبان الفقيه وهو ابن خمسة أعوام، وكان سماعه بمصر من أول سنة ثلاث وستين وثلاث مائة. وتوجه مع أبيه إلى مكة سنة ستٍّ وستين فحج، ورحل إلى بغداد سنة سبع وستين فلقي علمائها، ودخل البصرة وغيرها ثم عاد إلى مكة فحج حجة ثانية، ثم رجع إلى مصر، ثم حج حجة ثالثة ذكره ابن خزرج وقال: كان: من أهل الفضل والثقة متسننا ذا عناية قديمة بطلب العلم مولده بمصر آخر سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة. وبها نشأ وحدث عنه أيضا الخولاني وقال: مولده بمصر في شعبان لعشر بقين منه سنة خمسين وثلاث مائة. وقرأت بخط علي بن إبراهيم: نا الحسن بن رشيق، قال: أبو زكرياء يحيى ابن عبد الله الفارسي، قال: نا أبو زكرياء أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، قال: سمعت حامد البلخي يقول: سمعت أبا عبد الرحمن المقرئ يقول: الخبز إدامه فيه، فإن اشتهى معه شيئا فليس بجائع. وتوفي رحمه الله بعد سنة ستٍّ وعشرين وأربع مائة بإشبيلية، وحدث عنه أيضا أبو عمرو المرشاني، وأبو عمر بن عبد البر النمري.

علي بن حمزة الصقلي

علي بن حمزة الصقلي يكنى: أبا الحسن. ذكره الحميدي وقال: دخل الأندلس قبل الأربعين والأربع مائة. وكان يتكلم في فنون ويشارك في علوم ويتصرف، سمعته يقول: سمعت أبا الطاهر وهو محمد بن علي ابن محمد الشافعي البغدادي الواعظ ينشد في حلقته. عاتبت قلبي لما ... رأيت جسمي نحيلا فألزم الذنب طرفي ... وقال كنت الرسولا فقال طرفي لقلبي ... بل أنت كنت الدليلا وقلت كفا جميعا ... تركتماني قتيلا علي بن أحمد بن الفخر قدم الأندلس من بغداد؛ يكنى: أبا الحسن. ذكره الحميدي وقال: شاعر أديب ذكره لي أبو محمد علي بن أحمد، وأنشدني قال: أنشدنا أبو الحسن الفخري لنفسه بدانية: الموت أولى بذي الآداب من أدبٍ ... يبغي به مكسبا من غير ذي أدب ما قيل لي شاعر إلا امتعضت لها ... حسب امتعاضي إذا نوديت باللقب وما دها الشعر عندي سخف منزلةٍ ... بل سخف دهرٍ بأهل الفضل منقلب صناعةٌ هان عند الناس صاحبها ... وكان في حال مرجوٍ ومرتقب يرجى رضاه وتخشى منه بادرةٌ ... أبقى على حقب الدنيا من الحقب إذا جهلت مكان الشعر من شرفٍ ... فأي مأثرةٍ أبقيت للعرب علي بن عثمان بن الحسين الربعي الصقلي قدم قرطبة تاجرا روى عنه أبو علي الغساني كتاب اللمع في أصول الفقه لأبي عبد الله الحسن

علي بن هارون

ابن حاتم الأزدي، حدثه بن أبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المالكي عن الأزدي مؤلفه. علي بن هارون طنجي قاضيها أيام العلوية. رحل إلى الأندلس وسمع من عباس بن أصبغ وغيره. وولى ابنه القاسم بعده قضاء بلده. أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض وكتبه لي بخطه. علي بن عبد الغني الفهري المقرئ الحصري الغروي؛ يكنى: أبا الحسن. ذكره الحميدي وقال: شاعر أديب، رخيم الشعر دخل الأندلس ولقي ملوكها وشعره كثير، وأدبه موفور. وكان عالما بالقراءات وطرقها، وأقرأ الناس بالقرآن بسبته وغيرها. أخبرنا عنه أبو القاسم بن صواب بقصيدته التي نظمها في قراءة نافع وهي مائتا بيت وتسعة أبيات. قال لقيته بمرسية توفي إحدى وثمانين وأربع مائة. وتوفي بطنجة توفي ثمان وثمانين وأربع مائة. علي بن أحمد بن علي بن عبد الله الربعي المقدسي الشافعي التاجر؛ يكنى: أبا الحسن. له سماع من أبي بكر الخطيب، ومن نصر بن إبراهيم المقدسي، ودرس على أبي إسحاق الشيرازي، وسكن المرية. أَخْبَرَنَا عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عِيَاضٍ، وَهُوَ أَفَادَنِيهِ بِخَطِّهِ وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ هَذَا، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْعَبْدَرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِينَ، نا عَبْدُونُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ، نا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ مسعرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " مِنْ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ". وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.

من اسمه عيسى

من اسمه عيسى عيسى بن محمد بن عبد الرحمن، يعرف بالحشا: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى بالمشرق وبالأندلس وحج، وكان ورعا منقبضا دعي إلى القضاء مرتين فأبى من ذلك وأصر على الإباية. وكان من أهل العلم راسخا في حفظ الرأي بصيرا بعقد الوثائق، وقدمه القاضي محمد بن يبقى بن زرب إلى الشورى فنفع الله به الخاصة والعامة. وكان يفتي الناس بالمسجد الجامع بقرطبة، ولم يزل داعيا إلى كل خير إلى أن توفي في شهر رجب من سنة اثنتين وأربع مائة. وصلى عليه القاضي يحيى بن وافد ذكره ابن مفرج ونقلته من خطه وقدم ابن وافد مكانه إلى الشورى أبا محمد بن دحون الفقيه. عيسى بن حجاج بن أحمد بن حجاج بن فرقد الأنصاري. سكن قرطبة وأصله من طليطلة؛ يكنى: أبا الأصبغ. دخل قرطبة وهو ابن ستة أعوام، وسكن بمقبرة قريش. له رحلة إلى المشرق روى فيها عن جماعة. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. عيسى بن محمد بن أحمد بن مهدب بن معاوية اللخمي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى علي أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، لقيه بقرطبة سنة سبعٍ وخمسين وثلاث مائة، وعن أبي بكر بن القوطية، وأبي حامد الباجي. قال ابن خزرج: كان رجلا، فاضلا، متفننا، حافظا للأخبار، وممن يقول الشعر. وحدث عنه أيضا الخولاني وقال: لقيته بإشبيلية وقد كف بصره قبل هذا بأعوام وأنشدني لنفسه هذين البيتين يذكر عماه فيهما:

عيسى بن أحمد السباي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الأصبغ.

إني وإن كنت أعمى فالعمى سببٌ ... لجنة الخلد أو جنات فردوس وقد تيقنت أني قاطنٌ بهما ... منعما آمنا من عرصة البوس قال: وتوفي يوم الأربعاء لخمسٍ بقين من شوال سنة عشرين وأربع مائة. ودفن يوم الخميس صلاة العصر بمقبرة الفخارين، وصلى عليه صهره أبو القاسم بن حجاج، وسألته عن مولده فذكر أنه ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. عيسى بن أحمد السبأي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الأصبغ. ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الفضل والثقة، رحل إلى المشرق سنة سبعٍ وستين وثلاث مائة فروى عن أبي علي الحسن في شعبان، والحسن بن رشيق؛ وأحمد بن محمد البلخي، ولقي بغزة ابن وصيف وأخذ عنه. قال ابن خزرج: وأجاز لي سنة تسع عشرة وأربع مائة في صفر. عيسى بن صالح بن مروان الطائي الساكن بشرف إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم. كان شيخا خيرا، فاضلا ممن سمع العلم قديما بإشبيلية على أبي محمد الباجي وأبي عمر بن الخراز، وأبي عمر العبسي وغيرهم. ذكره ابن خزرج وتوفي في حدود سنة عشرين وأربع مائة. عيسى: بن عبد ربه الخولاني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الأصبغ، ويعرف: بابن الدجاج. ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الثقة والطلب للعلم قديما. أخبرني أن أول سماعه للعلم سنة خمس وستين وثلاث مائة. وكان يتولى للقاضي أبي بكر بن زرب بعض أموره. وقد روى عن جماعة سواه. وأنا عنه بكتاب الخصال من تأليفه،

عيسى بن محمد بن موسى بن خلف بن عمر بن محمد بن خروف الكناني التاكرني

وكتبت عنه كثيرا من أقضيته وأخباره إذ كان أقعد من لقيت به. وتوفي حدود سنة ثلاثين وأربع مائة. عيسى بن محمد بن موسى بن خلف بن عمر بن محمد بن خروف الكناني التاكرني العابد؛ يكنى: أبا الأصبغ. أصله من قرية إطابة من عمل تاكرنا. وهو من العباد الفضلاء الزهاد، وممن عني بطلب العلم. وصحب أبا مروان معوذ بن داود الفقيه العابد زمأنا وروى عنه. وسمع بقرطبة وغيرها. وممن روى عنه أبو المطرف ابن جرج، وأبو عبد الله بن عتاب، وأبو العاصي بن فرانك وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: كتبت عنه أخبارا كثيرة، وأخبرني عن مولده سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. عيسى بن علي بن سعيد الأموي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى علي أبيه وعن عمه محمد بن عيسى، وأبي زيد العطار، والخشني محمد بن إبراهيم وغيرهم، وله رحلة إلى المشرق. وتوفي: سنة خمس وثلاثين وأربع مائة. عيسى بن خلف بن عيسى ويعرف بابن أبي درهم: من أهل وشقة وقاضيها، يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبيه أبي الحزم خلف بن عيسى، ومحمد بن علي بن شبل حاكم تطيلة وغيرهما. حدث عنه أبو الوليد الباجي بكثير من روايته. عيسى بن محمد بن مسلم بن عبد الله الرصافي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الأصبغ. له رواية عن القاضي أبي عبد الله بن مفرج، وأبي زيد العطار أخذ عنه وعن غيرهما. وكان رجلا فاضلا أخذ عنه أبو الأصبغ عيسى بن خيرة المقرئ. وذكره ابن حيان وقال: كان كثير التصاون والعفة وتوفي في محرم سنة سبع وثلاثين وأربع مائة.

عيسى بن فرج بن أبي العباس التجيبي المغامي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا

عيسى بن فرج بن أبي العباس التجيبي المغامي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الأصبغ. كان عالما بالقراءات أخذها عن شيوخه. أخذ عنه ابنه المقرئ أبو عبد الله المغامي. وتوفي في مستهل جمادى الأولى عام أربع وخمسين وأربع مائة. عيسى بن محمد بن عيسى الرعيني، يعرف: بابن صاحب الأحباس، من أهل المرية وأصله من قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن المهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد بن ميقل، وأبي عمران الفاسي، وأبي عبد الله الخواص، وعن أبيه محمد بن عيسى وغيرهم. وكان من جلة العلماء، وكبار المحدثين والأدباء من أهل الذكاء والفهم. روى الناس عنه كثيرا. وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، واستقضى بالمرية وتوفي بها سنة سبعين وأربع مائة. وقال ابن مدير في شعبان سنة تسعٍ وستين وأربع مائة. وقال مولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. عيسى بن أبي يونس بن أسد اللخمي: من أهل مدينة سالم؛ يكنى: أبا الأصبغ. قرأ على أبي العباس بن هاشم المقرئ وعلى غيره. وتوفي ببلده سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة. ذكر أبو الوليد صاحبنا. عيسى بن إبراهيم بن عيسى الأموي: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبي عمر الطلمنكي وغيره. وكان من أهل المعرفة والعلم والأدب والفهم. وتوفي سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة. وقد حدث عنه القاضي أبو علي بن سكرة.

عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي. سكن قرطبة وأصله من جيان من وادي عبد

عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي. سكن قرطبة وأصله من جيان من وادي عبد الله من عملها؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وتفقه معه وانتفع بصحبته، وعن أبي عمر بن القطان، وأبي مروان بن مالك، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وابن شماخ، وأبي زكرياء القليعي، وأبي بكر بن الغراب وغيرهم. وكان: من جلة الفقهاء وكبار العلماء، حافظا للرأي، ذاكرا للمسائل، عارفا بالنوازل، بصيرا بالأحكام، مقدما في معرفتها وجمع فيها كتابا حسنا مفيدا يعول الحكام عليه وكتب للقاضي أبي بكر بن منظور بقرطبة، وتولى الشورى بها مدة، ثم ولي القضاء بالعدوة، ثم استقضى بغرناطة. وتوفي مصروفا عن ذلك يوم الجمعة، ودفن يوم السبت الخامس من المحرم سنة ست وثمانين وأربع مائة. ومولده سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وذكره أبو الحسن شيخنا فقال: كان من أهل الخصال الباهرة والمعرفة التامة يشارك في فنون من المعرفة. عيسى بن خيرة مولى ابن برد المقرئ وقرأت بخط ابن مغيث قال: هو مولى بن الأحمر القرشي. ورأيت بخط أبي علي الغساني: أبو الأصبغ عيسى بن خيرة صاحبنا وأبوه خيرة مولى عتيقة بنت معاوية بن أبي بكر محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الأموي المعروف بابن الأحمر الفقيه -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وأبي عمر بن الحذاء، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي الوليد الباجي وغيرهم وكان يقرأ القرآن بالروايات السبع ويجودها. وكان مع ذلك

عيسى بن عبد الرحمن بن سعيد الأموي المقرئ، من أهل مدينة سالم؛ يكنى: أبا

فاضلاً، زاهداً، ورعاً، ديناً، متصلوناً، متواضعا محببا إلى الناس. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة، ثم تخلى عن ذلك. وقرأت بخط صاحبنا أبي إسحاق، قال: قرأت بخط أبي العباس الكناني الديب، أخبرني أبو الأصبغ يعني: عيسى بن خيرة أن مولده سنة إحدى عشرة وأربع مائة. وتوفي يوم الأربعاء ودفن ليلة الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربع مائة. وصلى عليه القاضي أبو جعفر بن أبي عبد الصمد. وكانت جنازته أحد الجنائز المشهورات بالحفل. عيسى بن عبد الرحمن بن سعيد الأموي المقرئ، من أهل مدينة سالم؛ يكنى: أبا الأصبغ. سمع من القاضي أبي عبد الله بن السقاط، وقرأ القرآن على أبي أحمد جعفر بن عيسى الأموي. وكان من أهل العلم، حافظا له. وتوفي بمرسية سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. عيسى بن علاء البلشي. أصله من بلش من نظررية انتقل إلى سبتة وكانت عنده رواية ومعرفة. حدث عن ابنه محمد بن عيسى. كتبه إلي ابن عياض بخطه. عيسى بن إبراهيم بن عبد ربه بن جهور القيسي من أهل طلبيرة. سكن شريش، يكنى: أبا القاسم. روى بقرطبة عن أبي علي الغساني، وأبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وخازم بن محمد، ورحل إلى المشرق بعد الخمسمائة، ولقي جماعة من العلماء ودخل بغداد وناظر هنالك الفقهاء، وأخذ عن أبي بكر أحمد بن علي بن بدراق الحلواني. وأبي بكر محمد بن طرخان،

عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مؤمل بن أبي البحر الزهري الشنترني

والشاشي، وأبي محمد القاسم بن علي الحريري البصري صاحب المقامات فأخذها عنه وجماعة غيرهم. وكان: من أهل النبل، والذكاء، والفهم، والمعرفة بالآداب واللغة والشعر وهو كان الغالب عليه، وله مشاركةٌ في الفقه والحديث وأصول الديانات. وكان فاضلا، طاهرا، حليما ثقة فيما رواه وعني به. وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه وتوفي بإشبيلية وسط سنة سبع وعشرين وخمسمائة. عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مؤمل بن أبي البحر الزهري الشنترني له سماع من أبي الوليد الباجي، والدلالي، وأبي شاكر، وابن أبي حمرا، وابن القلاس، وأبي الحجاج الأعلم وغيرهم. ورحل إلى المشرق فأخذ عن كريمة المروزية، وأبي معشر الطبري، وأبي إسحاق الحبال. وذكر أنه كان إذا قرئ عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكا بكاء شديدا، ولقي جماعة غير هؤلاء. أخذ الناس عنه، وسكن العدوة. وتوفي في نحو الثلاثين وخمسمائة. كتبه لي القاضي أبو الفضل بخطه وذكر أنه لقيه وأخذ عنه. ومن الغرباء عيسى بن محمد بن هارون بن عتاب النسفي الأستاذ؛ يكنى: أبا موسى. قدم إشبيلية تاجرا مع أبيه محمد سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. قرأ القراءات عن أبي طاهر الغداذي المقرئ، وسمع عليه تواليفه، وسمع من جماعة غيره.

عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن

وكان من أحفظ الناس لأخبار العلماء وأميزهم بالتعديل والتجريح. وكان حنفي المذهب ثقة فيما رواه. وصفه بذلك أبو سعيد الخليل البستي، وكان قد عرفه ببلده، وكان مولده سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. قدم على محمد بن عباد إشبيلية بتأليف ألفه له في معنى التاريخ. يقول فيه: حدث جدي رحمه الله بكذا، ووجدت في كتبه كذا، ورويت بسندي إليه كذا. عيسى بن سعادة الزاهد الفقيه: من أهل سجلماسة؛ يكنى: أبا موسى. كان: من كبار أهل العلم وفضلائهم، وله رواية بالأندلس عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، ورحل إلى المشرق وصحب في رحلته أبا الحسن القابسي، وأبا محمد الأصيلي ولقي معهما حمزة بن محمد الكناني وغيره. وكان أبو الحسن القابسي يقول في بعض المسائل: هذه المسألة قال فيها عيسى بن سعادة الذي لم يرض أن يتكلم في مسألة قط حتى يتقنها كذا. وكذا. وقد أخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد الفقيه وغيره من كبار العلماء رحمهم الله. ومن أسماء عامر عامر بن محمد بن عبد الملك الأصبحي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم.

عامر بن إبراهيم بن عامر بن عمروس الحجري: من أهل قرطبة. سكن طليطلة؛

روى عن أبو جعفر بن عون الله، وعن أبي عيسى الليثي، وعن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر بن مجاهد وغيرهم. حدث عنه أبو مروان الطبني بكثير من روايته. عامر بن إبراهيم بن عامر بن عمروس الحجري: من أهل قرطبة. سكن طليطلة؛ يكنى: أبا عبيدة. روى عن أبي القاسم الوهراني، وأبي عمر بن أبي الحباب، وقاسم بن محمد، ومحمد بن خليفة وغيرهم، روى عنه أبو الحسن بن الإلبيري المقرئ وقال: كان حليما وقورا يجلس في مسجده للرواية غدوة، ويتصرف في معاشه داخل نهاره، ثم ينصرف إلى مسجده عشاء فربما قرئ عليه وإلا كتب. وكان سنيا مقتديا بشيوخه ومن لقي من خيار بلده، وأخبرني أنه ولد في المحرم لعشر خلون من سنة سبعين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا أبو المطرف بن البيروله وقال: كان شيخا فاضلا، حاسبا كاتبا إمام مسجد ابن ذنى القاضي بالحزام من طليطلة. سمع الناس منه ومات بعد سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مائة. عامر بن خليفة الأزدي: من أهل دانية؛ يكنى: أبا محمد. كان راوية للعلم وفقيها بصيرا بالشروط والعقود. وتوفي قريبا من الستين والأربع مائة. ذكره ابن مدير. من اسنه عباس عباس بن غيث بن عقبة الهمداني: من إقليم البصل عمل إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم. ويعرف: بابن السقا. كان صاحبا لأبي بكر بن زهر في سماعه من الشيوخ بقرطبة وغيرها. وكانت

عباس بن يحيى بن قرلمان اللخمي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم.

له عناية بالعلم وعلم الحديث والرأي وشوور بجهته. وكان من أهل الثقة والدين. ذكره أبو محمد بن خزرج: توفي بإشبيلية سنة أربع عشرة وأربع مائة. وكان مولده سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة. عباس بن يحيى بن قرلمان اللخمي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم. روى بقرطبة وإشبيلية عن شيوخها، وكان بارعا في الآداب، شاعرا مطبوعا، ذا حظٍّ صالح من الحديث والرأي والأخبار. وكان ثقة ثبتا. وتوفي سنة ستٍّ وعشرين وأربع مائة. وكان مولده في حدود سنة خمسين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج. وأخذ عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر. عباس بن أحمد بن بشتغر الباجي؛ يكنى: أبا القاسم. حدث عن خلف بن هاني القلساني وغيره، حدث عنه أبو عبد الله بن شق الليل الحافظ وقال: قدم علينا طليطلة، وأجاز لنا ما رواه. وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي. من اسنه عبيد في الغرباء عبيد بن يزيد بن مختار الأسدي الجدي أبو نعيم. قدم إشبيلية تاجراً سنة عشرين وأربع مائة. وكان ثقة قديم الطلب، حافظا متجولا في الأمصار أدرك بمصر أبا إسحاق بن شعبان ونظراءه. وروى عن جماعة بالحجاز واليمن وغيرهما. ذكره ابن خزرج وقال: ذكر لنا أن مولده سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاث مائة.

عبيد بن علي بن عبيد الأزدي السوسي.

عبيد بن علي بن عبيد الأزدي السوسي. رحل من القيروان إلى الأندلس وصحب أبا القاسم السيوري وغيره. وسكن المرية زمأنا، ثم رحل إلى أبي عمر بن عبد البر فسمع منه كثيرا. وتوفي في عشرة الستين والأربع مائة. ذكره ابن مدير وحضر وفاته. من اسنه العلاء العلاء بن أبي المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد ابن حزم بن غالب الفارسي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الخطاب. ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والأدب والذكاء والهمة العالية في طلب العلم، كتب بالأندلس فأكثر ورحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرواية. ودخل بغداد وحدث عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء الزهري المعروف بابن الإفليلي النحوي، وعن أبي الحسن محمد بن الحسين النيسابوري الطفال، وعن محمد ابن الحسين بن بقا المصري بن بنت عبد الغني بن سعيد. وسمع من الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ منه وأخرج عنه في غير موضع من مصنفاته. ومات في رجوعه عند وصوله إلى الأندلس بعد الخمسين والأربع مائة. وهذا البيت بيت جلالة وعلم ورياسة وفضل كثير. أخبرنا القاضي أبو بكر، عن أبي محمد جعفر بن أحمد السراج البغداذي، قال: أخبرنا أبو بكر ثابت الخطيب، قال: أخبرني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي، أنا علي ابن بقا الوراق، قال: أنا عبد الغني بن سعيد الأزدي، نا محمد بن بكر بن المنتاب،

ومن الغرباء

قال: سمعت إسماعيل القاضي قال: دخلت يوما على يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون في الفقه وهم يقولون: قال أهل المدينة فلما رآني مقبلا قال: قد جاءت المدينة. وحدث أبو الخطاب بقرطبة أيضا قبل رحلته عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي عبد الله بن عابد، وأبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهم. وأجاز لجماهر بن عبد الرحمن ما رواه بخطه. وذكر ابن حيان أن أبا الخطاب هذا امتحن في رحلته بضروب من المحن لم تسمع لأحد قبله. وذكر أنه جمع من الكتب الغريبة ما لم يجمعه أجد وقال: توفي بالمرية في انصرافه من المشرق يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال من إلى أربع وخمسين وأربع مائة. ومكث بالمرية من وقت خروجه من البحر أحد عشر يوما، ومولده لستٍّ بقين من ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وكانت سنه ثلاثا وثلاثين سنة وأقام في رحلته الكريمة ثمانية أعوام وتسعة أشهر وستة عشر يوما. ومن الغرباء العلاء بن الحارث بن كثير بن عباد بن العلاء الحضرمي الدمشقي؛ يكنى: أبا وهب. قدم الأندلس تاجرا من أهل ابنه كثير سنة تسع وعشرين وأربع مائة. روى عن أبيه وعن جماعة سواه بالشام، ومصر، والحجاز، والعراق، وحدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: ذكر لنا أن مولده سنة ست وخمسين وثلاث مائة.

ومن تفاريق الأسماء

ومن تفاريق الأسماء عمرو بن عثمان بن خطار بن بشير بن عمرو بن يزيد بن روق بن رفاعة ابن سعيد بن عبد الملك الذي جاز مع طارق بن زياد وموسى بن نصير الأندلس، يعرف: بعبد الرزاق. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا حفص. أخذ عن أبي الحسن علي بن عبيد مختصره في الفقه، وعن أبي عبد الله محمد ابن عمرو بن عيشون غير ما شيء. قرأت ذلك بخط أبي إسحاق بن شنظير وقال: مولده في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. وكان سكناه بقرب مسجد السيدة، وهو إمام مسجد ياسر. وروى عنه أيضا أبو حفص الزهراوي وذكر أنه كان عالي الإسناد. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن سميق وقال: توفي بقنتيش سنة أربع مائة. لون بن أحمد بن عسلون: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الأصبغ. روى عن أبي بكر بن وسيم، وعبد الرحمن بن عيسى، ومحمد بن سميون وغيرهم. حدث عنه الصاحبان وقالا: كان رجلا صالحا مستورا جالسناه وصحبناه، ولزم الانقباض والخمول ولم تزل أحواله صالحة إلى أن توفي رحمه الله. وكان مولده سنة عشرين وثلاث مائة. عطية بن سعيد بن عبد الله؛ يكنى: أبا محمد. أندلسي حافظ سمع بالأندلس من أبي محمد الباجي وطبقته، وخرج منها قبل الأربع مائة. ذكر ذلك الحميدي وقال: أخبرني أبو محمد القيسي أنه طاف بلاد المشرق

سياحة، وانتظمها سماعا، وبلغ ما وراء النهر ثم عاد إلى نيسابور وأقام بها مدة وكان يتقلد مذهب الصوفية والتوكل، ويقول بالإيثار ولا يمسك شيئا. وكان له حظ من الناس وقبول، وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي حتى ضاق صدر أبي عبد الرحمن. ثم عاد بغداد: هذا معنى قول القيسي. وقال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: قدم عطية بن سعيد بغداد فحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي، وعبد الله بن محمد بن خيران القيرواني، وعلى ابن الحسن الأذني. حدثني عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي الخطيب وقال لي: كان عطية زاهدا، وكان لا يضع جنبه على الأرض وإنما ينام محتبيا. قال أبو الفضل ومات سنة ثلاث وأربع مائة فيما أظن. هذا آخر كلام الخطيب. قال لي أبو محمد الحفصوني: ثم خرج عطية من بغداد إلى مكة فأخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي قال: لقيت عطية الأندلسي ببغداد وصحبته، وكان من الإيثار والسخاء والجود بما معه على أمر عظيم؛ يقتصر من لباسه على فوطة ومرقعة، ويوثر بما سوى ذلك. وكان قد جمع كتبا حملها على بخاتي كثيرة. قال عبد العزيز: فرافقته وخرجنا معا على الياسرية وليس معه إلا وطاؤه، وركوته، ومرقعته عليه. قال: فعجبت من حاله ولم أعارضه فبلغنا على المنزل الذي نزل فيه الناس وذهبنا نتخلل الرفاق ونمر على النازلين فإذا شيخ خراساني له أبهةٌ وهو جالس في ظل له وحوله حشم كثير قال: فدعاه وكلمنا بالعجمية وقال لنا انزلوا. فنزلنا وجلسنا عنده فما أطلنا الجلوس حتى كلم بعض غلمانه فأتى بالسفرة فوضعها بين أيدينا وفتحها وأقسم علينا فإذا فيها طعامٌ كثير وحلاوة حسنة فأكلنا وقمنا. قال عبد العزيز: فلم يزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يدعونا، ويطعمنا ويسقينا على أن وصلنا على مكة وما رأيته حمل من الزاد قليلا ولا كثيرا. قال: وقرئ عليه بمكة صحيح البخاري

روايته عن إسماعيل بن محمد الحاجي، عن الفربري، عن البخاري. وكان أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي هو الذي يقرؤه عليه. قال أبو محمد: فقال لي أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجتاني الحافظ، كان أبو العباس إذ قرأ ربما توقف في قراءته فكان عطية يبتدي فيقول: هذا فلان بن فلان ويذكر بلده وموصفه وما حضره من ذكره، فكان من حوله يتعجبون من ذلك. قال: وتوفي: بمكة سنة ثمانٍ أو تسع وأربع مائة. وكان له في تجويز السماع، فكان كثير من المغاربة يتحامونه من أجل ذلك قال أبو محمد: وله تصانيف رأيت منها كتابا جمع فيه طرق حديث المغفر ومن رواه عن مالك بن أنس في أجزاء كثيرة إلا أنه عول في بعضها على لاحق بن الحسن. هذا آخر كلام أبي محمد. قال الحميدي: وسمعت أبا غالب يقول: سمعت عطية بن سعيد يقول: سمعت القاسم بن علقمة الأبهري يقول: سمعت أحمد بن الحسن الرازي يقول: سمعت محمد ابن هارون يقول: سمعت أبا دجانة يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: أقلل صبري فيك وهو كثير ... وأزجر دمعي عنك وهو غزير وعندي دموع لو بكيت ببعضها ... لفاضت بحور بعدهن بحور قبور الورى تحت التراب وللهوى ... رجالٌ لهم تحت الثياب قبور سأبكي بأجفان عليك قريحةٍ ... وأرنو بألحاظٍ إليك تشير وذكره أبو عمرو المقرئ في كتاب طبقات المقرئين له فقال: عطية بن سعيد بن عبد الله الصوفي القفصي سكن مصر يكنى: أبا محمد. أخذ القراءة عن جماعة من شيوخنا، عرض بالأندلس على علي بن محمد بن بشر، وبمصر على عبد الله بن الحسين، وغزوان بن القاسم، ومحمد بن صبغون، وغيرهم. ودخل الشام، والعراق، وطاف الأمصار وكتب شيئا كثيرا من الحديث، ولقي أعدادا من الشيوخ.

عمران بن عبد ربه بن غزلون المعافري. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا سعيد.

وكان ثقة كثير الكتب صحيح السماع. كتب معنا بمكة عن أحمد إبراهيم ابن فراس، وأحمد بن مت البخاري ولم يكن من أهل الضبط للقراءات ولا الحفظ للحروف، وانتقل من مصر إلى مكة. وتوفي بها بعد أن أقرأ وحدث أعوما سنة سبع وأربع ومائة. عمران بن عبد ربه بن غزلون المعافري. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا سعيد. روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الأصيلي وغيرهما. وهو اختصر كتاب الدلائل للأصيلي. وكان شيخا صالحا ثقة فيما رواه. حدث عنه أبو حفص الزهراوي والطبني وقال: توفي: سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. عريب بن محمد بن مطرف بن عريب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا مروان. له سماع بالمشرق على أبي الحسن بن جهضم بمكة. وكان من أهل الأدب. والمعرفة حسن الإيراد للأخبار، واستقضي في الفتنة على كورة رية وقتل خطأ على باب داره في ربيع الآخر من سنة تسع وأربع مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. ذكر وفاته ابن حيان. عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى بن سعيد ابن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي، كذا نسبه أبو الوليد بن الفرضي في كتاب طبقات الشعراء له: ويعرف بابن ماء السماء الأديب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. أخذ عن أبي بكر الزبيدي وغيره. وكان شاعرا مقدما أخذ عنه الأديب أبو محمد غانم بن وليد المالقي، قال ابن حيان: وتوفي عبادة في شوال سنة تسع عشرة وأربع مائة بمالقة.

عتبة بن عبد الملك بن عاصم المقرئ العثماني أندلسي؛ يكنى: أبا الوليد.

عتبة بن عبد الملك بن عاصم المقرئ العثماني أندلسي؛ يكنى: أبا الوليد. رحل فقرأ بمصر على أبي أحمد عبد الله بن حسنون البغدادي المقرئ قراءة حفص، وسمع أبا الطيب بن غلبون المقرئ، كان سماعه سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. ودخل بغداد فحدث بها عن أبيه وعمن ذكرنا. ومات في رجب سنة خمس وأربعين وأربع مائة. ذكره الحميدي وقال: كذا قال لي أبو الفضل أحمد بن الحسن المعدل، وقال: كان رجلا صالحا وقد كتبت عنه. العاصي بن خلف بن محرز المقرئ: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الحكم. كان: من أهل المعرفة بالقراءات وطرقها وجمع فيها كتابا سماه بكتاب التذكرة في القراءات السبع، وكتاب التهذيب. وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا. وقال لي بعضهم توفي سنة سبعين وأربع مائة. عاصم بن أيوب الأديب من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي بكر محمد بن الغراب، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وغيرهم. وكان: من أهل المعرفة بالآداب واللغات. ضابطا لهما مع خير وفضل، وثقة فيما رواه أخبرنا عنه أبو محمد بن السيد بجميع ما رواه. وتوفي رحمه الله سنة أربع وتسعين وأربع مائة. عتيق بن محمد بن أحمد بن عبد الحميد الأنصاري: من أهل دانية: يكنى: أبا بكر. روى عن أبي داود المقرئ، وطاهر بن مفوز، وأبي الوليد الوقشي، وأبي الحسن المقرئ، وأبي علي الغساني، وأبي علي بن سكرة وغيرهم. وتولى الصلاة والخطبة بجامع

عياش بن الخلف بن عياش بن مخراش المقرئ: بطليوسي سكن إشبيلية يكنى: أبا

دانية، وكان خيرا فاضلا راوية للعلم. كتب بخطه علما كثيرا وقيده، وكان ثقة فيما رواه؛ وأخبرنا عنه صاحبنا أبو عمرو وأثنى عليه. عياش بن الخلف بن عياش بن مخراش المقرئ: بطليوسي سكن إشبيلية يكنى: أبا بكر. روى القراءات عن أبي عبد الله المغامي المقرئ. وكان من حذاق أصحابه، وتصدر للإقراء بإشبيلية وأخذ الناس عنه وتوفي سنة عشرة وخمسمائة. عون الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عون الله المقرئ بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا الحسن. قرأ على أبي عبد الله الطرفي المقرئ وعليه عول أخذ الناس عنه وكان يستخلف على الخطبة بجامع قرطبة. وتوفي سنة عشر وخمس مائة. عباد بن سرحان بن مسلم بن سيد الناس المعافري: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا الحسن. سكن العدوة. روى ببلده قديما عن أبي الحسن طاهر بن مفوز وغيره. ورحل إلى المشرق وحج ولقي بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وسمع منه. ودخل بغداد وسمع بها من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبي بكر محمد بن طرخان وغيرهم. وأجاز له أبو عبد الله الحميدي. وقدم قرطبة في سنة عشرين فسمعنا منه وأجاز لنا بخطه ما رواه. وكانت عنده فوائد، وكان يميل إلى مسائل الخلاف، ويدعي معرفة الحديث ولا يحسنه عفى الله عنه. أنشدنا أبو الحسن من كتابه، قال: أنشدنا أبو بكر بن طرخان ببغداد

ومن الغرباء في هذا الباب

قال: أنشدنا أبو منصور محمد بن أحمد بن مهران الفارسي، قال: أنشدنا أبو القاسم الأقسامي الشريف بالكوفة: أخٌ لي لم يلده أبي وأمي ... تراه الدهر مغموما بغمي يقاسمني سروري كل حين ... ويأخذ عند همي شطر همي فلو أحدٌ من الأقدار يفدى ... إذا لفديته بدمي ولحمي وكان مولده سنة أربع وستين وأربع مائة. وتوفي بالعدوة في نحو سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. ومن الغرباء في هذا الباب العز بن محمد بن تقنه، يكنى: أبا تميم، وأصله من العدوة. أخذ بقرطبة عن أبي القاسم بن الإفليلي كثيراً من كتب اللغة والآداب. وكان حافظاً لهما مقدماً في معرفتهما، وقد أخذ الناس عنه وتوفي سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. عياض بن موسى بن عياض اليحصبي: من أهل سبتة؛ يكنى: أبا الفضل. قدم الأندلس طالبا للعلم فأخذ بقرطبة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن علي بن حمدين، وأبي الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج، وعن شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيرهم. وأجاز له أبو علي الغساني ما رواه. وأخذ بالمشرق عن القاضي أبي علي حسين

ابن محمد الصدفي كثيرا وعن غيره. وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وجمع من الحديث كثيرا وله عنايةٌ كثيرة به، واهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم والذكاء واليقظة والفهم، واستقضي ببلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم يطل أمده بها وقدم علينا قرطبة في ربيع الآخر سنة وثلاثين وخمسمائة. فأخذنا عنه بعض ما عنده وسمعته يقول: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي يقول: سمعت الإمام أبا محمد التميمي ببغداد يقول: ما لكم تأخذون العلم عنا، وتستفيدونه منا، ثم لا تترحمون علينا؟! فرحم الله جميع من أخذنا عنه من شيوخنا، وغفر لهم. ثم كتب إلي القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه ولد في منتصف شعبان من سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله بمراكش مغربا عن وطنه وسط سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

الجزء الثامن

الجزء الثامن حرف الغين من اسنه غالب غالب بن عمر المعروف: بابن التياني: من أهل قرطبة وهو والد الأديب أبي غالب. روى عن ثابت بن قاسم كتاب الدلائل من تأليف جده، وعن أبي بكر بن القوطية وغيرهما. وحدث عنه ابنه أبو غالب تمام بن غالب الأديب. غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن خفاف المحاربي: من أهل قرطبة. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا القاسم بن الجلاب، وأخذ مختصره في الفقه. وتوفي قبل الأربع مائة. وذكر ابن الفرضي أنه سمع من أحمد بن خالد، ومحمد بن قاسم بقرطبة. وبألبيرة من محمد فطيس ولم يذكر أن له رحلة ولا ذكر له وفاة. غالب بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن نهيك الهواري الأشوني. سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا تمام. كان شيخا صالحا، منقبضا، معتنيا بطلب العلم من صغره، وكانت فنون الحساب أغلب عليه مع مشاركته في غيره. لقي بقرطبة أبا عمر بن الجوري، وأبا عبد الله بن العطار، وصخر بن سعيد المرشاني وغيرهم.

غالب بن عبد القاهر بن يوسف بن حكم، يعرف: بابن القلاس. من أهل بطليوس؛

ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: توفي في شعبان سنة أربعين وأربع مائة، ومولده سنة ستٍّ وسبعين وثلاث مائة. غالب بن عبد القاهر بن يوسف بن حكم، يعرف: بابن القلاس. من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا بكر. كان: من أهل الدراية والرواية، وحج ولقي البراذعي وأخذ عنه كتابه المختصر في الفقه. روى عنه خلف بن رزق المقرئ الزاهد. غالب بن عبد الله القيسي القطيني المقرئ: من أهل دانية؛ يكنى: أبا تمام. روى عن أبي عمر بن عبد البر، وأبي عمرو المقرئ وأبي الوليد الباجي وغيرهم. ذكره الحميدي وقال فيه: مقرئ شاعر أديب، وقال أنشدني له أبو عبد الله محمد بن عمر الأشبوني الأديب في وصف صديق له: يا راحلا عن سواد المقلتين إلى ... سواد قلبٍ عن الأضلاع قد رحلا غدا كجسم وأنت الروح فيه فما ... ينفك مرتحلا إذ ظلت مرتحلا بي للفراق جوىً لو مرأ برده ... بجامد الماء مر البرق لاشتعلا وتوفي بدانية سنة ستٍّ وستين وأربع مائة. قاله ابن سكرة. وكان أبو تمام رجلا زاهدا فاضلا. غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي، - وقد تقدم الرفع في نسبه قبل هذا -: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه عبد الرحمن بن غالب، وأبي علي الحسن بن عبيد الله الحضرمي المقرئ، ومحمد بن حارثٍ النحوي، وأبي محمد بن عبد العزيز بن أبي غالب القروي، ومحمد بن نعمة، وغانم بن وليد الأديب، وأبي علي الغساني وغيرهم. ورأى أبا عمر بن

غانم بن وليد بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا

عبد البر ولم يأخذ عنه شيئا. ورحل إلى المشرق سنة تسعٍ وستين وأربع مائة. فحج ولقي أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة فسمع منه صحيح مسلم وأجاز له وأبا عبد الله محمد بن أحمد النحوي، ولقي بمصر أبا الفضل عبد الله بن حسين الجوهري، ولقي بالمهدية أبا عبد الله محمد بن معاذ التميمي وأخذ عنه صحيح البخاري عن أبي ذر وغيره. وكان حافظا للحديث، وطرقه، وعلله. عارفا بأسماء رجاله ونقلته، منسوبا إلى فهمه، ذاكرا لمتونه ومعانيه. وقرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبع مائة مرة. وكان أديبا، شاعرا، لغويا، دينا، فاضلا أخذ الناس عنه كثيرا، وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه. وكف بصره في آخر عمره. وتوفي رحمه الله بغرناطة لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمس مائة. ومولده سنة إحدى وأربعين وأربع مائة. أفراد غانم بن وليد بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا محمد. ذكره الحميدي وقال: فقيه مدرس، وأستاذ في الآداب وفنونها، مجود مع فضل وحسن طريقة، روى عن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون، وعن أبي عبد الله ابن السراج. ذكره لي أبو الحسن علي بن أحمد العائذي وقال: أنه قرأ عليه، وأفرط في وصفه بالعلم والدين، وأنشدني عنه قال: أنشدني لنفسه:

صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجالٌ للحبيبين ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقل ما تسع الدنيا بغيضين قال: وأنشدني لنفسه: الصبر أولى بوقار الفتى ... من قلق يهتك ستر الوقار من لزم الصبر على حالةٍ ... كان على أيامه بالخيار وتوفي رحمه الله سنة سبعين وأربع مائة؛ وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا.

حرف الفاء

حرف الفاء من اسنه فتح فتح بن إبراهيم الأموي، يعرف. بابن الفشاري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا نصر. رحل إلى المشرق، وروى بمكة عن أبي بكر الآجري وغيره. وسمع بمصر من أبي الطيب الحريري، ومن أبي العباس تميم بن محمد، وأبي الحسن زياد بن عبد الرحمن اللؤلؤي بالقيروان. وسمع عن جماعة بالأندلس. وكان شيخا صالحا، فاضلا مجتهدا في طلب العلم، محافظا عليه كثير الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة. بنى بطليطلة مسجدين أحدهما بالجبل البارد، والثاني بالدباغين وكان يلزم الصلاة في الجامع. ودخل عليه وهو يجود بنفسه فقيل له: كيف أنت؟ فقال: يا وحشة الجامع. وبني حصن وقش ومكادة في زمن المنصور محمد بن أبي عامر حدث عنه جماعة من العلماء منهم أبو جعفر ابن ميمون. وقرأت بخطه: أنا فتح بن إبراهيم، قال: أنا زياد بن عبد الرحمن بالقيروان، قال: نا صالح بن محمد، قال: نا أبو الحسن بن عثمان التستري بتستر، قال: نا أحمد ابن الحسن العباس الرازي، قال: رأيت أبا زرعة في المنام كأنه يصلي في السماء السابعة بالملائكة. فقلت: ما حالك؟ قال: لقيت الله تبارك وتعالى فقال لي: يا با زرعة أني لأوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة فكيف بمن حفظ السنن على عبادي. أدخل الجنة تبوأ منها حيث شئت.

الفتح بن يوسف بن محمد يعرف: بابن الريولي والد أبي محمد الحافظ من أهل

وقرأت بخط أبي عمر يوسف بن خضر قال: توفي أول ليلة من رجب ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة بعد صلاة العصر سنة ثلاث وأربع مائة. وصلى عليه عبد الله ابن ناطور. قال ابن ذنين ومولده سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. الفتح بن يوسف بن محمد يعرف: بابن الريولي والد أبي محمد الحافظ من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا نصر. روى ببلده عن القاضي أيوب بن حسين، وبقرطبة عن أحمد بن ثابت وغيره. حدث عنه ابنه أبو محمد بن أحمد بن بدر، أخذ عنه سنة ثمان وأربع مائة. من اسنه فرج فرج بن غزلون بن العسال اليحصبي: من أهل طليطلة. روى عن شيوخها. حدث عنه ابنه أبو محمد عبد الله بن فرج الواعظ. فرج بن أبي الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم اليحصبي: من أهل طليطلة يكنى: أبا الحسن. روى عن عبد الله بن دينار، وعبد الله بن يعيش، ومحمد بن عمر الفخار. وكان قد فات أهل زمانه في العلم والعقل والفضل؛ وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظا جيدا، ونوظر عليه في المسائل. وكان حفيل المجلس. وتوفي في عشرين ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وحبس داره على طلبة السنة. ذكره ابن مطاهر.

فرج بن غزلون بن خالد الأنصاري: من أهل طليطلة. يحدث عن فتح بن إبراهيم

فرج بن غزلون بن خالد الأنصاري: من أهل طليطلة. يحدث عن فتح بن إبراهيم وغيره. وكان حسن الخط. فرج: مولى سيد أحمد بن محمد الغافقي الكتبي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا سعيد. رحل إلى المشرق وحج ولقي أبا ذر عبد بن أحمد وسمع منه وأجاز له. وكان رجلا صالحا ثقة فيما رواه، مقبلا على ما يعنيه. أخبرنا عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وأثنى عليه وغيره من شيوخنا. وتوفي بعد سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة. فرج بن يوسف. من أهل سرتة، يكنى: أبا عمر. روى عن يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة بمدينة الفرج وعن غيره. حدث عنه القاضي أبو عبد الله بن السقاط. فرج بن أبي الفرج بن يعلى التجيبي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا سعيد. تولى أحكام القضاء بطليطلة، وكان دينا، فاضلا، وقورا، حليما، عاقلا، حسن السيرة فيما تقلده، محببا إلى الناس، معظما عندهم، وتوفي في رجب سنة سبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. فرج بن حديدة المقرئ الظاهري. كان عالما بالقراءات، وكان المعتضد بالله عباد بن محمد قد أقعده للإقراء بإشبيلية بالمسجد المنسوب إلى والدته السيدة.

فرج بن عبد الملك بن سعدان الأنصاري: من أهل جيان. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا

وتوفي بها يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت للمحرم سنة ثمانين وأربع مائة. ودفن يوم الثلاثاء بعده. فرج بن عبد الملك بن سعدان الأنصاري: من أهل جيان. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ، وصحب أبا عبد الله محمد بن عتاب الفقيه واختص به، وروى بالمرية عن أبي القاسم الجراوي وغيرهم. وكان فقيها حافظا للفقه والحديث وأسماء الرجال. وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة. من اسنه فتحون فتحون بن محمد بن عبد الوارث بن فتحون التجيبي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا نصر. روى عن أبي عبد الله بن عيشون وغيره. حدث عنه أبو إسحاق وصاحبه أبو جعفر. وقرأت بخطه قال لنا أبو نصر: ولدت سنة سبع عشرة وثلاث مائة، وتوفي رحمه الله ليلة الثلاثاء لست خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه ابنه سابق.

فتحون بن عبد الرحمن بن فتحون القيسي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا نصر.

فتحون بن عبد الرحمن بن فتحون القيسي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا نصر. روى عن المنذر بن المنذر، وابن عباس، وابن الفخار: وكان رجلاً مغفلاً حسن الأخلاق، وتوفي في رجب سنة أربع وستين وأربع مائة. من اسنه الفضل فضل بن محمد بن فضل: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي سليمان عبد السلام بن السمح الزهراوي وغيره. وكان أديبا كاتبا. حدث عنه أبو مروان الطبني. وذكر أنه أخذ عنه بجامع قرطبة. فضل بن أحمد بن محمد بن دراج القسطلي منها. يروي عن أبيه. ذكره الحميدي وقال: أديبٌ شاعرٌ. وله حظ من البلاغة يجري في الشعر والرسائل على طريقة أبيه، وقد لقيته ببلنسية بعيد الأربعين والأربع مائة. ومن شعره في إقبال الدولة: وإذا ما خوطب دهرٍ أنافت ... وأطافت كأنها الجن تسعى كلأتنا من لسعهن أيادي ... ملكٍ يكلأ الأنام ويرعى ملك إن دعاه للنصر يوما ... مستضام كفاه نصرا ومنعا أو عراه السليب صفرا يداه ... جمع الرزق من نداه وأوعى

فضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا رافع وهو

فضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا رافع وهو ولد الحافظ أبي محمد بن حزم. روى عن أبيه، وعن أبي عمر بن عبد البر والدلاي وغيرهم. وكتب بخطه علما كثيرا. وكان عنده أدب ونباهة، ويقظة، وذكاء، وتوفي بالزلاقة سنة تسع وسبعين وأربع مائة. من اسنه فضل الله فضل الله: صهر القاضي منذر بن سعيد زوج بنته وابن عمه. يروي عن صهره القاضي منذر بكتاب العين للخيل وغيره. أخذ عنه محمد بن مضا الأديب. ذكره أبو بكر المصحفي ونقلته من خطه. فضل الله بن محمد بن وهب الأنصاري المقرئ: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. أخذ القراءات عن أبي محمد بن شعيب المقرئ، وأبي عبد الله بن شريح. وسمع من أبي محمد بن خزرج، وأبي عبد الله محمد بن فرج وغيرهم. وقدم إلى الإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة وأقرأ فيه إلى أن توفي رحمه الله في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وخمسمائة. ومولده سنة أربع وخمسين وأربع مائة. وقد أخذت عنه بعض ما كان عنده.

من اسنه فتوح

من اسنه فتوح فتوح بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري: من أهل طلبيرة؛ يكنى: أبا نصر. روى عنه أبو الوليد مرزوق بن فتح وقال: كان الغالب عليه الرأي. فتوح بن موسى بن أبي الفتح بن عبد الواحد الفهري: من أهل البونت، يكنى: أبا نصر. روى بطليطلة عن أبي نصر فتح بن إبراهيم، وأبي إسحاق بن شنظير وصاحبه أبي جعفر، وأبي بكر محمد بن مروان بن زهر وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم وقد أخذ عنه ابنه عبد الله. أفراد فائق: مولى أحمد بن سعيد بن حزم. يحدث عن مولاه أحمد بن سعيد. حدث عنه أبو عمر بن عبد البرفي كتاب البيان عن تلاوة القرآن. فارس بن محمد بن قادم: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم. له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي ذر الهروي وغيره من المحدثين. فيرة بن خلف بن فيرة اليحصبي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا حديد كان من أهل المعرفة بالقراءات؛ حسن الصوت بقراءة القرآن؛ وتولى الصلاة والخطبة

ومن الغرباء

بجامع طليطلة وأشار عليه ابن يعيش أن يكنى بغير أبي حديدة فأبى من ذلك وقال: الكنية القديمة أولى بنا. ومن الغرباء فرات بن هبة الله؛ يكنى: أبا المجد. ذكره الحميدي وقال: أظنه غريبا دخل الأندلس. يروي عن أبي سعيد الخليل بن أحمد البستي لقيه بالقيروان. روى عنه أبو محمد بن حزم. وذكر أبو محمد بن خزرج أنه صحب أبا المجد هذا.

حرف القاف

حرف القاف من اسنه قاسم قاسم بن أحمد بن أبي شجاع: من أهل تجيبة؛ يكنى: أبا محمد له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أحمد بن سهل العطار وغيره. حدث عنه أبو محمد بن ذنين وقال: توفي صبيحة يوم السبت لعشر أيام ماضية لشهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاث مائة. وكذلك ذكر الصاحبان في وفاته، وأخذا أيضا عنه. قاسم بن إسماعيل بن يونس بن معاوية بن عبد الجبار بن عبد الله بن إسماعيل بن يونس بن قطن بن جشم المعافري البجاني؛ يكنى: أبا محمد. يحدث عن سعيد بن فحلون، وعلي بن حسن المري، وأحمد بن جابر بن عبيدة وغيرهم. وأصلهن بشذونة، ومولده ببجانة في آخر شوال سنة خمسٍ وعشرين وثلاث مائة. حدث عنه الصاحبان لقياه بقرطبة، وسمع الناس منه كثيرا من روايته. قاسم بن عبد الله بن محمد العذري البجاني؛ يكنى: أبا محمد. روى عن أبي عثمان سعيد جهر القروي وغيره، حدث عنه عبدوس بن محمد، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن ميمون، وأبو القاسم خلف بن صالح بن عمران وغيرهم. وتوفي بعد سنة ستٍّ وسبعين وثلاث مائة. قاسم بن محمد بن قاسم بن عباس بن وليد بن صارم بن أبي رباحٍ الفراء، يعرف: بابن عسلون. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا محمد. وعسلون هو عم أبيه.

قاسم بن الشارب الرباحي الفقيه، المحدث. ذكره: أبو محمد عبد الغني ابن

روى عن خالد بن سعدٍ وأكثر عنه وكان له جارا، وعن أحمد بن سعيد، وأحمد ابن مطرف، وابن سلمون ونظرائهم. وكان أبوه أبو القاسم محدثا وسمع عليه جل روايته، قال أبو عمر بن عبد البر: كتبت عن قاسم هذا كثيرا من روايته. وتوفي بقرطبة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. وكان رجلا صالحا. وقال في موضعٍ آخر: توفي فيما أحسب سنة ثمانٍ أو سبع وتسعين وثلاث مائة. وقال أبو عمر بن الحذاء: توفي قاسم هذا في جمادى الآخرة سنة ستٍّ وتسعين وثلاث مائة، وقال: أخذت عنه تاريخ الرازي الأوسط في أخبار الأندلس قاطبة عنه وأجاز لي جميع روايته. قال ابن شنظير: وكان مولده في شوال سنة أربع عشرة وثلاث مائة. قاسم بن الشارب الرباحي الفقيه، المحدث. ذكره: أبو محمد عبد الغني ابن سعيد الحافظ في كتاب نسبة النسبة من تأليفه. القاسم بن محمد بن عبد الله الفريشي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الطيب. روى عنه أبو حفص الزهراوي وأثنى عليه بالصلاح؛ وذكر أنه لزم المشرق سنين، وصحب العباد. وروى عنه كثيرا من روايته. قاسم بن مروان الوراق: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عنه أبو عمر بن عبد البر النميري. ذكره ابن مدير، وقال: توفي قريباً من الأربع مائة. قاسم بن محمد بن عبد الله الأموي، يعرف: بابن طال ليله. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا محمد.

قاسم بن محمد بن إسماعيل القرشي المرواني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا محمد.

يروي عن الحسن بن رشيق، وعن ابن زياد اللؤلؤي، وتميم بن محمد وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وغيره. وتوفي بعد سنة سبع وأربع مائة. قاسم بن محمد بن إسماعيل القرشي المرواني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا محمد. روى عن أبي بكر بن القوطية وغيره. وكان: من أهل المعرفة بالآداب، طلق اللسان، حسن البيان، وتوفي رحمه الله منتصف صفر من سنة ثلاثين وأربع مائة. ودفن بمقبرة الربض عن سن عالية ست وثمانين سنة مكملة. ذكره بن حيان. قاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد بن يوسف بن يزيد بن معاوية بن إبراهيم بن أغلب بن عبادة بن سعيد بن حارث بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي، يعرف: بابن الصابوني، من أهل قرطبة. سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا محمد. روى بقرطبة عن أبي القاسم أحمد بن فتح الرسان، وأبي عثمان سعيد بن سلمة، ومخلد بن عبد الرحمن، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي عمر الطلمنكي، وابن الجسور، وأبي عمر بن عبيد، وأبي العباس الباغاني وغيرهم كثير. قال ابن خزرج: كان من أهل العلم بالقراءات، وذا حظ وافر من الفقه والأدب، متقدما في فهمه، حسن الخط والأدوات، ثقة صدوقا. وتوفي بمدينة لبلة وهو حاكمها، وخطيبها، في عقب شعبان سنة ستٍّ وأربعين وأربع مائة. ومولده في رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. وذكره الخولاني وقال: كان من أهل القرآن، والعلم، والطلب للحديث، مع الفهم والتقدم في ذلك والعناية بهذا الفن قديما وحديثا، حسن الخط والأدوات يشبه النقاد وله تواليف حسان في الزهد منها: كتاب الخمول والتواضع: وكتاب اختيار الجليس والصاحب؛ وفضل العلم، وفضل الآذان، وفضائل عاشوراء، وكتاب المناولة، والإجازة في نقل الحديث إلى غير ذلك من تواليفه.

قاسم بن محمد بن هشام الرعيني، المعروف بابن الماموني: من أهل المرية،

قاسم بن محمد بن هشام الرعيني، المعروف بابن الماموني: من أهل المرية، يكنى: أبا محمد. روى بمصر عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد، وعبد الوهاب بن أحمد بن الحسن ابن منير. وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. حدث عنه ابنه حجاج بن قاسم، وأبو مروان الطبني، وأبو مطرف الشعبي وغيرهم. قال ابن مدير: وتوفي في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة وقد نيف على السبعين رحمه الله. وكتب إلى القاضي بن عياض يذكر أن أصل قاسم هذا من سبتة وبها ولد فيجب ذكره في الغرباء. القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا محمد، ويعرف: بابن الريوالي. روى عن أبيه، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الشنتجيالي. ورحل إلى المشرق وأدى الفريضة، وروى عن أبي عمران القابسي وغيره، وكان عالما بالحديث، ضابطا له، عارفا باختلاف الأئمة، عالما بكتاب الله تعالى، عالما بالقراءات السبع، متكلما في أنواع العلم، لم يكن يرى التقليد بل كان مختارا. وله رسائل كثيرة وتواليفه حسنة. وشرع في جمع الحديث في كتابٍ سماه الاستيعاب، فقطع عن إتمامه منيته. وكان شاعرا أديبا، متقدما في المعارف كلها، صادقا، دينا، ورعا، متقللا من الدنيا، وله روايات مشهورة عن أبيه وغيره وهو القائل: يا طالبا للعلا مهلا ... ما سهمك اليوم بالمعلى كم أملٍ دونه احترام ... وكم عزيزٍ أذيق ذلا أبعد خمسين قد تولت ... تطلب ما قد نأى وولى في الشيب إما نظرت وعظٌ ... قد كان بعضا فصار كلاً

نادى حسامي عليك ماضٍ ... لم يحدث الدهر فيه فلا فاعقل فتحت للمشيب سرا ... جل له الخطب ثم جلا وقال أبو القاسم بن صاعدٍ: كان أبو محمد القاسم بن الفتح واحد الناس في وقته في العلم والعمل، سالكاً سبيل السلف في الورع والصدق والبعد عن الهزل، متقدما في علم اللسان والقرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ جليل من البلاغة ونصيب صالح من قرض الشعر، وتوفي رحمه الله على ذلك جميل المذهب سديد الطريقة، عديم النظير. وقال الحميدي: أبو محمد الريوالي فقيه مشهور عالم زاهد، يتفقه بالحديث، ويتكلم على معانيه، وله أشعارٌ كثيرة في الزهد وغيرها. ومنها ما أنشدنيه غير واحدٍ عنه: ألا أيها العائب المعتدي ... ومن لم يزل في العمى يزدد مساعيك يكتبها الحافظان ... فبيض كتابك أو سود وله: يا معجبا بعلائه وغنائه ... ومطولا في الدهر حبل رجائه كم ضاحك أكفانه منشورة ... ومؤملٍ والموت من تلقائه وله: أيام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يكتب ثم الشهيد عليك منك ... فأين أين المهرب قال ابن صاعدٍ: توفي رحمه الله سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. زاد غيره في

قاسم بن محمد بن سيد قومه: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا محمد.

صفر ومولده سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. قال أبو بكر عبد الباقي بن بريال الحجاري: وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة. وكان رحمه الله إماما مختارا ولم يكن مقلدا. وكان عاملا بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم متبعا للآثار الصحاح، متمسكا بها لا يرى الأخذ إلا على شيء من العلم والدين وثيقة، والتزام الصلاة بمسجد وغير ذلك. وكان يقول بالعلة المنصوص عليها والمعقولة، ولا يقول بالمستنبطة ومضى عليه دهر يقول بدليل الخطاب، ثم ظهر إليه فساد القول فيه فنبذه واطرحه. وتوفي في بلده بعد مطالبة جرت عليه من جهة القضاة بها رحمه الله. قاسم بن محمد بن سيد قومه: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا محمد. رحل وحج ولقي أصحاب ابن مجاهد، وأقرأ بجامع المرية. وتوفي: سنة سبعٍ وخمسين وأربع مائة وله ست وثمانين سنة. ذكره ابن مدير. قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال القيسي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد. روى عن عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وأبي محمد بن عباس، وأبي الحسن التبريزي، وأبي عمر الطلمنكي، ويونس بن عبد الله القاضي، ومحمد بن نبات، وسعيد بن نصر، وابن الفرضي، وابن العطار، وابن الهندي، وجماعة كثيرة سواهم من أهل الأندلس. ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن أبي الحسن ابن جهضم، وأبي ذر وغيرهما. وعني بالعلم وجمعه والاجتهاد فيه مع صلاح الحال، والفضل المتقدم، والانقباض والتحفظ من الناس، ولزوم المساجد، وكثرة الصلاة. وقد كان نسخ جل كتبه بخطه. وكان كثير الكتب في الفقه والآثار حسن الضبط لها، ثقة في روايته، وكانت له حلقة في الجامع يعظ فيها الناس، وكان لا يذكر عنده من أمر الدنيا شيء. وذكر عنه

قاسم بن عبد الله بن ينج: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا محمد.

أنه كانت به سلاسة بول لا تفارقه حتى يأتي الجامع للقراءة عليه، فإذا أتى وجلس ارتفع ذلك عنه وزال إلى أن ينقضي مجلسه، وتكمل قراءته، وينصرف إلى منزله. فإذا انصرف عاد إليه الأمر بحاله. وكان إماما في السنة، وسيفا على أهل الأهواء مباينا لهم، وكان صليبا في الحق. توفي في أول شهر رجب من سنة ثمان وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. قاسم بن عبد الله بن ينج: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا محمد. له رواية عن أبي جعفر بن مغيث وغيره. وكان من أهل المعرفة والفهم. توفي: بقرطبة في شهر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. ودفن بالربض. ؟؟؟ ومن الكنى في هذا الباب أبو القاسم اليسيري. يروي عن ابن عبيد مختصره في الفقه. حدث به عنه أبو عمر بن عبد البر لقيه بقرطبة وأخذه عنه. ومن الغرباء في هذا الباب قاسم بن موسى بن يونس بن موسى الضني بالنون؛ يكنى: أبا محمد. مولده بالعدوة في مدينة جزائر بني زغنى. حكى ذلك أبو بكر بن أبيض. وحدث عنه وقال: قال لنا أبو محمد هذا: وكنت سنة الخندق ابن أربع أو خمس سنين، وكان سكناه عند باب العطارين عند ميضأة أبي الوليد.

حرف الكاف

حرف الكاف من اسنه كامل كامل بن أحمد بن يوسف القادسي؛ يكنى: أبا الحسن، ويعرف: بابن الأفطس وهو من أهل قادس، وسكن إشبيلية وله رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي، وأبي بكر بن عبد الرحمن، والبراذعي، واللبيدي وغيرهم. وكان: من أهل الذكاء، والحفظ، والخير. حدث عنه ابن خزرج وقال: توفي بإشبيلية سنة ثلاثين وأربع مائة. وفخذه بقادس يعرفون ببني سعد. ومن الغرباء كامل بن غفيل أبو الوفاء البحتري، أديب شاعرٌ من العرب. ذكره الحميدي وقال: ذكره أبو محمد بن حزم. كنان بن فرحون: قيسي أصله من أشونة. كان بصيرا بالفرائض والحساب، ومن أهل الخير والاستقامة. وتوفي قريباً من الستين والأربع مائة. ذكره ابن مدير. كثير بن خالد بن كثير الوشقي منها. روى عن أبي عبد الله محمد بن عمرو بن عيشون. سمع منه سنة أربع وستين وثلاث مائة.

حرف اللام

حرف اللام من اسنه ليث الليث بن ربيع بن علي بن الحسن بن علي المالقي منها؛ يكنى: أبا علي. له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي ذر وغيره. وكان: من أهل الأدب والبحث، والطلب للحديث، مع الفهم الصالح. ذكر ذلك الخولاني، وحدث عنه أيضا ابن خزرج وقال: أجاز لي بخطه في ربيع الآخر سنة عشرين وأربع مائة. ومولده فيما بلغني سنة خمسين وثلاث مائة. الليث بن أحمد بن حريش العبدري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. كان في عداد المشاورين بقرطبة، وكان عالما بالرأي وذا نصيب وافر من علم الحديث واسع الرواية له، روايته عن ابن مفرج القاضي وغيره، واستقضى بالمرية وخطب بها وبكى في آخر جمعة وأبكى فتوفي في آخر ذلك اليوم. وكانت وفاته في صفر سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. قال ابن خزرج ومولده سنة خمسٍ وثلاث مائة. ذكر وفاته ابن حيان. لبلب الفتى: كان ممن رحل وحج وسمع العلم. وكان خيرا. ذكره ابن مدير وقال: توفي قريباً من الستين والأربع مائة. لب بن هود بن لب بن سليمان الجذامي: من أهل وشقة؛ يكنى: أبا عيسى. رحل إلى المشرق ودخل بغداد وسمع بها مع القاضي أبي علي الصدفي على الشيوخ وصحبته هنالك.

حرف الميم

حرف الميم من اسنه محمد محمد بن سعيد بن أبي عتبة القشيري النحوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. ذكره أبو عبد الله بن عابد وقال: كان رحمه الله من أهل العلم بصنوف من العلوم مختلفة غامضة، كثير الكتب بخطه، لم يجاره أحد في صحة ضبطه، وحسن نقله. نشأت على الأخذ عنه والجلوس إليه. وحدثنا عن أبي علي البغداذي، وعن أبي عبد الله الرباحي وغيرهما من رؤساء أهل الأدب بحكايات وأخبار، ونوادر وغير ذلك. وكان مجاورا لنا بمنية المغيرة. وكان يجمعني وإياه المسجد الذي أصلي فيه، وتوفي رحمه الله سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مائة. قال أبو علي الغساني: نقلت من خط القاضي أبي الوليد بن الفرضي: توفي أبو عبد الله بن أبي عتبة النحوي في ربيع الأول يوم الأحد بعد صلاة العصر سنة تسع وسبعين وثلاث مائة. ودفن في مقبرة منية المغيرة. وفي هذا العام توفي أبو بكر الزبيدي بحاضرة إشبيلية. والذي ذكره أبو الوليد في هذه الوفاة أصح من الذي ذكره ابن عابد والله أعلم. محمد بن عبد العزيز الكلاعي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. كتب عنه أبو إسحاق بن شنظير أحاديث ولم يلقه صاحبه أبو جعفر. وتوفي سنة تسع وسبعين وثلاث مائة.

محمد بن حسين بن شنظير. روى بطليطلة عن أبي بكر بن وسيم، ومحمد بن عبد

محمد بن حسين بن شنظير. روى بطليطلة عن أبي بكر بن وسيم، ومحمد بن عبد الله بن عيشون. ورحل إلى مدينة الفرج ولقي وهب بن مسرة وروى عنه كثيرا، وانصرف إلى بلده فدرس الفقه والرأي ولزم الانقباض عن الناس واشتغل بما يعنيه إلى أن توفي يوم الخميس عند صلاة العصر لثلاثٍ بقين من المحرم سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وابنه إبراهيم بالمشرق. ومولده سنة خمس عشرة وثلاث مائة. قرأت هذا كله بخط ابنه أبي إسحاق. محمد بن عاصم النحوي المعروف: بالعاصي. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى على أبي عبد الله محمد بن يحيى الرباحي، وأبي علي البغداذي وغيرهما. وكان: من كبار الأدباء وعلمائهم، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية. حدث عنه أبو القاسم بن الإفليلي وغيره. وذكره الحميدي وقال: نحوي مشهور، وإمام في العربية. ذكره لنا أبو محمد

محمد بن أحمد بن خلف الخثعمي الكاتب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

علي بن أحمد وقال: كان لا يقصر عن أصحاب محمد بن يزيد المبرد. قال أبو علي: وقرأت بخط ابن الفرضي قال: توفي أبو عبد الله العاصي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. محمد بن أحمد بن خلف الخثعمي الكاتب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. كان أديبا، كاتبا، بليغا مقدما في الفهم والمعرفة، ومن أهل الشرف والمروءة. وتوفي في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان. محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الثقفي الأندلسي الطحان. سكن مصر. روى عن أبي الحسن الدارقطني، والحسن بن رشيق، وأبي محمد بن المفسر وغيرهم. وحدث بمصر بعد الثمانين وثلاث مائة وسمع منه الصاحبان هنالك. محمد بن يونس بن عبد الله بن يونس المرادي، يعرف: بابن القبري. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عثمان سعيد بن أحمد بن عبد ربه وغيره من شيوخ قرطبة، وكانت له عناية بالحديث وروايته. وجده عبد الله بن يونس القبري هو رواية بقي بن مخلد. حدث عن محمدٍ هذا الصاحبان وذكرا أنه قدم عليهما طليطلة، وكان من أصحابهما. محمد بن يحيى بن يوسف بن إبراهيم الضني بالنون. المتزهد، يعرف: بابن الملاح. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض. وقاسم بن هلال وغيرهم. وقالوا: مولده سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.

محمد بن محمد بن مسرور الأموي الصيدلاني، يعرف: بالحذاء. من أهل قرطبة؛

وقرأت بخط عبد الله بن عتاب قال: أخبرت أنه توفي سنة تسعين أو إحدى وتسعين وثلاث مائة. محمد بن محمد بن مسرور الأموي الصيدلاني، يعرف: بالحذاء. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. كانت له عناية ورواية. حدث عنه أبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده لأربع بقين من ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، وسكناه بمنية عجب. وتوفي في رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. وقرأت ذلك بخط ابن أبيض. محمد بن عطاء الله النحوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي محمد بن عبد الله ابن إبراهيم الأصيلي الفقيه، وعن أبي بكر الزبيدي، وكانت له منزلة لطيفة، واستأد به لبنيه، وكان بصيرا بالنحو مقدما فيه، وهو كان الغالب عليه. وذكره ابن عابد وقال: كان يختلف معنا من منية عبد الله إلى أبي محمد الأصيلي. وحدثني بغير ما حديث، وأفادني بغير ما فائدة، وجمل التواخي بيني وبينه. وتوفي رحمه الله في بعض مدائن الثغر في بعض غزوات المظفر بن عبد الملك بن أبي عامر. وكان غازيا معه فيها سنة أربع وتسعين وثلاث مائة أو نحوها. ذكره أبو عبد الله ابن عابد رحمه الله. محمد بن سعيد بن عبد الله بن حمدون بن علقمة الحجري، يعرف: بابن الناصر. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. حدث عن القاضي ابن مفرج، وعن محمد بن رفاعة وغيرهما. وله رحلة إلى المشرق روى فيها سمع أبي يعقوب بن الدخيل وغيره. روى عنه أبو إسحاق وأبو جعفر، وابن أبيض وغيرهم. وقالوا: سكناه بشبلار

محمد بن بكر بن محمد بن عثمان يعرف، بابن الحرار. من أهل قرطبة؛ يكنى:

قرب زقاق زوعة ويصلي بمسجد ابن عبيد. وقد حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في بعض تصانيفه. وكان جاره. محمد بن بكر بن محمد بن عثمان يعرف، بابن الحرار. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. كانت له رواية وعناية حدث عنهما أبو بكر بن أبيض وقال: مولده بقرطبة في رمضان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. محمد بن عيسى بن محمد بن معلي بن أبي ثور الحضرمي الوراق. سكن قرطبة، وأصله من بسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أحمد بن سعيد بن حزم، وأجاز له ما رواه، وعن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي عيسى، ومحمد بن أحمد بن طالبٍ، وأبي زكرياء ابن عائذ، وأبي القاسم خلف بن القاسم وغيرهم. وكانت له عناية كثيرة بسماع العلم وتقييده وروايته، وكان رجلا صالحا ثقة، وكان حسن الخط، جيد الضبط. وكان ينسخ للقاضي الرواية أبي المطرف بن فطيس كتبه ويقيد مقاله. وقرأت بخطه: نا أحمد بن سعيد، قال: حكى لي محمد بن قاسم أن النسائي كان يتختم في يمينه خاتم وفي شماله خاتم. وكان سكناه بقرطبة بدرب بني فطيس وهو إمامهم في مسجدهم. قرأت هذا بخط أبي إسحاق بن شنظير وقال: مولده سنة سبع عشرة وثلاث مائة

محمد بن سابق بن مسعود القيسي: من أهل طيلطية؛ يكنى: أبا عبد الله.

ببسطة. قال غيره: وتوفي ليلة الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة ست وتسعين وثلاث مائة. ودفن يوم الخميس لصلاة العصر بمقبرة ابن بشتين وصلى عليه القاضي أبو المطرف بن فطيس، وكان منقطعا إليه، ويحدث عنه ابن فطيس في كتبه فيقول: حدثنا الحضرمي: يعني إمامه هذا. محمد بن سابق بن مسعود القيسي: من أهل طيلطية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان رجلا صالحا تفقه في المسائل بأدوه وجالس محمد بن إبراهيم، ومحمد ابن يعيش وتفقه معهما وتدرب، وولي الصلاة ببلده؛ وشور في الأحكام، وسمع أيضا من أبي غالب وغيره. وكان لا يقيد سماعه، وكان من أشبه أهل وقته. وتوفي رحمه الله لست خلون من ذي الحجة من سنة ست وتسعين وثلاث مائة. ذكره ابن شنظير ونقلته من خطه. محمد بن عيسى بن غانم بن عبد الله بن وهب بن محمد الغساني، يعرف: بالأندرشي وسكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد. كتب إليه علي بن مسرور القيرواني بإجازة ما رواه، وكان سكناه بقرطبة بغدير ثعلبة بدور بني إدريس، وصلاته بمسجد ابن إدريس. قرأت هذا كله بخط أبي إسحاق وقال: مولده ببرجة بني حسان من كورة إلبيرة، وكان له أصهارٌ بأندرش، وكان كثير القصود إليهم فلذلك إليها. ولد في رجب من سنة عشرين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف الجهني - من ولد عقبة بن عامر

محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد بن إبراهيم المري، المعروف: بابن أبي

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن هاشم بن يحيى، وأبي الأصبغ عيسى بن سعيد المقرئ وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا مرارا مجاهدا فأخذنا عنه. وحدث عنه أيضا أبو حفص الزهراوي. محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد بن إبراهيم المري، المعروف: بابن أبي زمنين: من أهل إلبيرة؛ يكنى: أبا عبد الله. سكن قرطبة. سمع ببجانة من سعيد فحلون. قرأ عليه مختصر ابن عبد الحكم وأحاديث يسيرة؛ وعامة رواية ابن فحلون عنده، عن أبيه عبد الله بن عيسى عنه، وسمع بقرطبة من محمد بن معاوية القرشي، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن الشامة وغيرهم جماعة كثيرة. قال أبو عمرو المقرئ: كان ذا حفظ للمسائل، حسن التصنيف للفقه، وله كتب كثيرة ألفها في الوثائق، والزهد، والمواعظ منها شيء كثير، وولع الناس بها وانتشرت في البلدان يقرض الشعر ويجود صوغه، وكان كثيرا ما يدخل أشعاره في تواليفه فيحسنها بها، وكان له حظٌ وافرٌ من علم العربية، مع حسن هدى واستقامة طريق وظهور نسك، وصدق لهجة، وطيب أخلاق، وترك للدنيا، وإقبال على العبادة، وعمل للآخرة، ومجانبة للسلطان. وكان: من الورعين البكائيين، الخاشعين، سمعته يقول: أصلنا من تنس. وسئل لم قيل لكم بنوا زمنين؟ فقال: لا أدري. كنت أهاب أبي فلم أسأله عن ذلك. سكن قرطبة دهرا ثم انتقل إلى إلبيرة وسكنها إلى أن توفي بها سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. وسمعته يقول: ولدت في المحرم سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. ذكره القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: لقيته بقرطبة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة، وأجاز لي جميع روايته وتواليفه، وكان ذا نية حسنة، وعلى هدى السلف الصالح. وكان إذا سمع القرآن وقرئ عليه ابتدرت دموعه على خديه.

محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد الأموي، المعروف: بابن العطار. من أهل

وكان مولده في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، وتوفي بالبيرة وطنه سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. وقول ابن الحداد في وفاة ابن أبي زمنين أصح لكثرة من قال به. وما ذكره أبو عمرو من ذلك وهمٌ والله أعلم. وقال ابن عتاب توفي في ربيعٍ الآخر سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. وذكره أبو عبد الله الخولاني وقال: كان رجلا، صالحا، زاهدا من أهل العلم، نافذا في المسائل، قائما بها له مختصر في المدونة: المقرب بسط مسائله وقربها، متقشفا واعظا، وله أشعارٌ حسان في الزهد، والحكم، وتواليف حسان منها حياة القلوب، وأنس المريد وشبه ذلك نفعه الله بها، وكان مع علمه وزهده من أهل السنة متبعا لها. قال الحميدي: ولأبي زمنين من قوله رحمه الله: الموت من كل حين ينشر الكفنا ... ونحن في غفلة عما يراد بنا لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها ... وإن توشحت من أثوابها الحسنا أين الأحبة والجيران ما فعلوا ... أين الذين همو كانوا لنا سكنا سقاهم الدهر كأسا غير صافية ... فصيرتهم لأطباق الثرى وهنا محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد الأموي، المعروف: بابن العطار. من أهل قرطبة، الفقيه المستبحر؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن القوطية، وأبي عبد الله بن الخراز، وأبي عثمان سعيد بن أحمد ابن عبد ربه. ورحل إلى المشرق وحج في سنة ثلاث مائة، ولقي هنالك جماعة من العلماء فأخذ عنهم، وذاكرهم، ولقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان فناظره. وأخذ عن محمد بن

محمد بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد الثغري، يكنى أبا عبد

خراسان الصقلي وأجاز له. وكان فقيها عالما، حافظا، متيقظا، متفننا في العلوم أديبا شاعرا، ذكيا نبيها نحويا بالفتوى، مقدما في الشورى، عارفا بالفرائض والحساب واللغة والإعراب، مقدما في ذلك كله رأسا في معرفة الشروط وعللها، متقنا لها، مستنبطا لغرائبها، مدققا لمعانيها، لا يجاريه في ذلك أحد من أهل عصره، وجمع فيها كتابا حسنا مفيدا يعول الناس في عقد الشروط عليه، ويلجئون إليه، وقد أسمعه الناس بالمسجد الجامع بالزاهرة عن عهد المنصور محمد بن أبي عامر وجرت له مع بعض فقهاء قرطبة وقاضيها خطوبٌ طويلة وأخبار مشهورة. وحدث وكتب عنه جماعة من العلماء. وقرأت بخط أبي إسحاق بن شنظير قال: مولده سنة ثلاثين وثلاث مائة. وأجاز له ابن القوطية، وسعيد بن أحمد بن عبد ربه، ومحمد بن خراسان الصقلي جميع ما رووه عن شيوخهم. وسكناه بربض ابن عيسى عند مقبرة الكلاعي مجاور الرملة، وكنية أبيه أحمد أبو عثمان. قال ابن حيان: وتوفي في عقب ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. ودفن في مقبرة ابن عباس في آخرها. وصلى عليه القاضي أبو العباس بن ذكوان، وكان الجمع في جنازته عظيما وانتاب قبره طلاب العلم أياما ختم قراؤهم فيها بحضرته القرآن عدة ختمات فوزعوها بينهم، وذلك أمرٌ ما عهدناه من قبل عندنا. محمد بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد الثغري، يكنى أبا عبد الله روى بالمشرق من أبي قتيبة سلم بن الفضل، وأبي بكر من خروف وغيرهما، وأجاز له عبد الرحمن بن عيسى ما رواه حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في رجب سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. ؟؟؟ محمد بن أحمد معارك العقيلي - والد أبي عبد الرحمن العقيلي -: من أهل قرطبة يكنى: أبا القاسم.

محمد بن خلف بن سعيد، يعرف بابن السوله. من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا

روى عن أبي علي البغداذي، وكان مقدما في علم العربية، والبصر لمعاني الشعر جميل الطريقة يعلم بالعربية، وتوفي في محرم سنة أربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان. محمد بن خلف بن سعيد، يعرف بابن السوله. من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا عبد الله. روى بطليطلة عن أبي المطرف بن مدراج وغيره. ورحل إلى المشرق ولقي بمصر الحسين بن عبد الله القرشي وأخذ عنه معجم الصحابة له في ثلاثين جزءا، والحسن بن رشيق، وعبد الغني بن سعيد وغيرهم. حدث عنه الصاحبان وأبو محمد بن ذنين، وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وقال: ولد سنة ستٍّ وثلاث مائة. وتوفي في جمادى الأولى عام أربع مائة. محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن عفان بن سعيد بن سلمة بن عبدوس الخشني، يعرف: بابن المشكيالي. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن أبي عمر بن أحمد بن خليل قاضي طليطلة، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عيشون وغيرهم. وسمع بقرطبة من أحمد بن ثابت ومسلمة بن القاسم، وابني أبان بن عيسى وغيرهم. ورحل إلى المشرق فحج ولقي بمصر أبا القاسم حمزة بن محمد الكناني، وأبا بكر محمد بن موسى بن المأمون، وأبا عمر أحمد بن سلمة بن الضحاك وأبا محمد بن الورد، وأبا الحسن بن شعبان، وبكر بن العلاء القشيري سمع منه كتابه في أحكام القرآن وأبا بكر بن أبي الموت، وأبا هريرة بن أبي العصام في آخرين. وأخذ في الإسكندرية عن أبي القاسم العلاف، وبالقيروان عن أبي محمد بن مسرور كتب عنهم وسمع منهم. وكان حافظا للمسائل والرأي عينا من أعيان طليطلة.

محمد بن عمروس بن العاصي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

وكان له ورع وزهد وتواضع، متقللا من الدنيا، عاملا بالعلم، ثقة. لا تأخذه في الله لومة لائم في صدعه الحق بالحق، وقصده المظفر عبد الملك بن أبي عامر بطليطلة أثر صلاة جمعة، وكان الشيخ قد لزم داره، وكان يسمع عليه فيها، فلما استأذن المظفر وعلم بذلك الشيخ قال لمن حوله من طلبة العلم: لا تقوموا. فامتثلوا أمره، فدخل المظفر عليه فأكرم مثواه. ثم استنفره الدعاء فقال محمد بن إبراهيم: اللهم أدخل له في قلوب رعيته الطاعة وأدخل لهم في قلبه الرأفة والرحمة. ثم انصرف. ذكر ذلك ابن مطاهر. قال ابن شنظير: توفي يوم الأربعاء بعد صلاة العصر لستٍّ خلون من جمادى الآخرة عام أربع مائة، ودفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر، وصلى عليه ابن يعيش ومولده سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. محمد بن عمروس بن العاصي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله بن مفرج وغيره من شيوخ قرطبة ورحل إلى المشرق وحج ودخل العراق، وروى بها عن أبي بكر الأبهري الفقيه، لقيه ببغداد سنة تسع وستين وثلاث مائة. وروى عن أبي الحسن الدارقطني، وعن أبي الحسن محمد بن المظفر الحافظ البغداذي وأبي أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري. وكان قدم بغداد حاجا في العام المذكور، وعن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي بالبصرة وغيرهم وأخذ بمصر عن أبي بكر بن إسماعيل، وأبي علي سعيد بن شعبان، والحريري وغيرهم وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. وانصرف إلى الأندلس وشهر بالعلم وكان موسرا، وتولى الأحباس بقرطبة. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن عابد وأثنى عليه وقال: طالت صحبتي له، وكرمت مداخلتي إليه إلى حين وفاته. وكان متمكنا من القاضي أبي العباس بن ذكوان، مقدما في المناظرة عنده، وكان معدودا من ذوي الفضل الراجح، والحلم التام مع العلم والانقباض، ورقة أهل المشرق.

محمد بن عبد السلام الأديب، المعروف: بالتدميري. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا

قال ابن حيان: توفي في جمادى الآخرة سنة أربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه القاضي ابن ذكوان. محمد بن عبد السلام الأديب، المعروف: بالتدميري. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله بن مفرج وغيره. حدث عنه أبو عبد الله بن عابد وذكر أنه كان صاحبه عند الشيوخ في السماع. وقال: انتفعت به في مدارسة العلم، وكتب عنه المناسك لسحنون بن سعيد وقال: فقد في رقعة قنليش سنة أربع مائة مع أبي عثمان بن القزاز الأديب رحمهما الله. وذكره ابن حيان وقال: كان خيرا ورعاً عابداً متقشفاً، وتفنناً في العلوم، ذا حظٍ من الأدب والمعرفة. وكان قد نظر في شيء من الحدثان. محمد بن عيسى، المعروف بابن البريلي من أهل تطيلة وقاضيها؛ يكنى: أبا عبد الله. له رحلة إلى المشرق وحج فيها سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. ولقي مشيخة المصريين وأخذ عنهم. وكان موصوفا بالعلم والصلاح، والعفة، والشجاعة، والجهاد بثغره. وخرج مع المهدي محمد بن هشامٍ لنصرته فقتل بعقبة البقر في صدر شوال سنة أربع مائة. محمد بن أحمد بن يحيى، المعروف: بابن الفصال: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن عبد الوارث بن سفيان، وأبي محمد الأصيلي، ولزم أبا عمر بن أبي الحباب وهو كان متولي قراءة كتب الآداب عليه، وكان من أهل النباهة والذكاء، واليقظة والتحقق بالأدب. وتوفي في عقبة البقر صدر شوال سنة أربع مائة.

محمد بن تمام بن عبد الله بن تمام: من أهل طليطلة يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن تمام بن عبد الله بن تمام: من أهل طليطلة يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه تمام بن عبد الله، وكانت له رحلة إلى المشرق مع أبي عبد الله بن عابد، وأخذ معه عن ابن إسماعيل وغيره. وكان فيها، عالما، متفننا، شاعرا، موثقا، حسن الخط مهيبا وكان نهما في الأكل، كان يدخل الطعام على الطعام حتى صار في بطنه دودٌ يسمى حب القرع، فكان في بعض الأيام يشتد عليه، فكان يشرب السمن والعسل فيلقيهما. قتله أهل طليطلة سنة أربع مائة. أو إحدى وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. قال ابن حيان سنة أربع مائة. محمد بن يحيى بن خميس: مولى بني أمية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان ذا قدر في العدالة والجاه، والثروة بقرطبة. وهو الذي حمل عنه أنه سمع صاحب الرد عبد الملك بن منذر بن سعيد يقول يوم صلبه وقد استقل على جذعه: اللهم إن كنت كشفت ستري في الدنيا فلا تكشفه في الآخرة يا أرحم الراحمين. توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة. ذكره ابن حيان. ونقلته من خط أبي القاسم ابن عتاب. محمد بن سعيد بن السري الأموي الحرار: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا عبد الله البلخي، وعلي بن الحسين الأذني القاضي، ومحمد بن موسى النقاش، والحسن بن رشيق وغيرهم. ومن تأليفه جامع واضح الدلائل؛ وكتاب روضات الأخبار في الفقه؛ وكتاب عمل المرء في اليوم والليلة وغير ذلك. حدث عنه بجميع ذلك أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وقال: قدم علينا من طليطلة مجاهدا. وحدث عنه أيضا أبو حفص الزهراوي وذكر أنه وأجاز له وامتحن

محمد بن قاسم بن محمد الأموي. من أهل قرطبة؛ يعرف بالجالطي. وجالطة قرية

في العصبية مع محمد بن أبي عامر وأخرجه عن قرطبة؛ ثم عاد إليها. وكانت العامة تعظمه قتلته البربر يوم دخولهم قرطبة، وقد كان استقبلهم شاهرا سيفه يناديهم: إلي. إلي يا حطب النار. طوبى لي إن كنت من قتلاكم. حتى قتلوه رحمه الله يوم الاثنين لستٍّ خلون من شوال سنة ثلاث وأربع مائة. ذكر وفاته ابن حيان. محمد بن قاسم بن محمد الأموي. من أهل قرطبة؛ يعرف بالجالطي. وجالطة قرية من إقليم أؤلية من قنبانية قرطبة منها أصله؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبيد الجبيري، وعن أبي عبد الله الرباحي، وأبي بكر الزبيدي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج سنة سبعين وثلاث مائة. وأخذ هنالك عن جماعة من العلماء، وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي. وأخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد كتاب رد الزبيدي على ابن مسرة. حدثه به عن واضعه أبي بكر الزبيدي. وكان: من أهل العلم والأدب، والدراية، والرواية، والحفظ، والمعرفة إلى الدين والصلاح والأخلاق الجميلة. وكان حافظا للفقه، ذاكرا للأخبار والشواهد، بصيرا بالعقود والوثائق. وكان حليما أديبا ظريفا، جميل المشاركة لإخوانه، حسن الأخلاق سمحا، قضاء للحوائج. وولي الشورى مع أبي بكر التجيبي ولاهما معا أبو المطرف ابن فطيس القاضي سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وتقلد الصلاة بالمسجد الجامع بالزهراء، فكان آخر خطيب قام على منبره. وتقلد أيضا أحكام الشرطة للخليفة هشام بن الحكم، فكان محمودا في حكومته؛ ثم ختم الله له آخر ذلك كله بالسعادة فقتلته البرابرة يوم تغلبهم على قرطبة جوف بيته مدافعا عن أهله وولده. وذلك يوم الاثنين لستٍّ خلون من شوال سنة ثلاث وأربع ومائة وكان مولده في صفر سنة ستٍّ وثلاثين وثلاث مائة. ذكره ابن مفرج، وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر. وذكره الخولاني وقال: عني بالعلم وشهر بالفهم، وكان نظارا معدودا في الحذاق

محمد بن يبقى بن يوسف بن أرمليوث العبدري الصيدلاني. من أهل بجانة وأصله

قتله البربر عند دخولهم قرطبة في صدر شوال سنة ثلاث وأربع مائة. فمات شهيدا، ووافقته إذ دخلت الربض منصرفا من حومتنا وقد ساقه ابن يعيش إلى المقبرة في فرد باب ودعاني ونبهني عليه فصرت معه إلى قبره وواريته فيه على غرر وتخوف لمنع الناس من مواراتهم ودفنهم حينئذ، وفعلت به ما يفعل بالشهداء، ودفنته في ثيابه المختصرة دون غسل ولا صلاة عليه نفعنا الله وإياه. محمد بن يبقى بن يوسف بن أرمليوث العبدري الصيدلاني. من أهل بجانة وأصله من طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي بكر بن أبي الموت وغيره. وأسرته الروم وسكن بعد ذلك المرية. وسمع منه بها أبو بكر بن أبيض سنة اثنتين وأربع مائة. محمد بن إبراهيم بن أبي عمرو المعافري. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن ابن عيشون وغيره. وله رحلة سمع فيها من أبي قتيبة سلم بن الفضل ومن أبي بكر محمد بن أحمد بن خروف وغيرهما. سمع الناس منه، وتوفي في نحو الأربع مائة. محمد بن ميسور: مولى عبد الله بن محمد الزجالي، يعرف: بالنحاس. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بقرطبة من وهب بن مسرة، وابن أبي العطاف وغيرهما. وله رحلة إلى المشرق سمع فيها من الجمحي وغيره. حدث عنه الخولاني، وقاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال: توفي سنة أربع وأربع مائة. وقال: أخبرني أن مولده في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. محمد بن زكرياء الزهري، المعروف: بابن الإفليلي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل ابن سعيد

سمع: من قاسم بن أصبغ، وقاسم بن سعدان، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر وغيرهم. سمع منه ابنه أبو القاسم. وأبو عمر بن عبد البر. محمد بن عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل ابن سعيد الأسدي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا جعفر. سمع على أبيه أبي محمد أكثر روايته وأجاز له أبوه جميع روايته وأخبره أن ابن الزراد أجاز له جميع روايته، وأنه كتب عن محمد بن وضاح جميع ما كان عنده حتى الكم وسأله عن تفسير الكم. فقال: كان عنده كم قميص مملوٌ من بطائق وقنادق، وقال حتى البطيقات بقدر الأنملة. وسمع أيضا من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن هشام بن الليث. وأجاز له محمد بن عيسى بن رفاعة روايته كلها. حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل الأدب البارع، والطلب للحديث. وكان سماعه في الصغر مع أبيه أبي محمد على الشيوخ. وقرأت بخط ابن شنظير وقال: مولده في أول يوم من رمضان سنة ستٍّ وعشرين وثلاث مائة. وروى عنه أيضا أبو عمر ابن عبد البر، وقاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال: توفي سنة ثلاث وأربع مائة. وقال: أخبرني أنه ولد سنة عشرين وثلاث مائة. محمد بن أحمد بن محمد الجذامي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي عبد الله بن الخراز وأجاز له، وله رحلةٌ إلى المشرق أجاز له فيها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي الذي كان يروي عن العقيلي روايته كلها، وجعفر بن أحمد بن سليمان البزاز بمصر، ابن زكرون الأطرابلسي جميع ما رواه. قرأت ذلك كله بخط ابن شنظير وقال: مولده في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاث مائة. وهو إمام مسجد حكيم. محمد بن عبد الغني بن حبيب صاحب الصلاة باستجة؛ يكنى: أبا بكر.

محمد بن خلف بن سعدان القيسي المكتب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله

له رحلة أخذ فيها عن ابن عراك جميع روايته. قرأت ذلك بخط ابن عتاب رحمه الله. وقال: توفي سنة أربع عشرين وأربع مائة. محمد بن خلف بن سعدان القيسي المكتب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله يحدث عن ابن هلال العطار وغيره، وعن ابن عائذ وأجاز له. وكان سكناه عند دار زربٍ القاضي وهو إمامه. ومولده سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة. قرأت ذلك بخط ابن شنظير. محمد بن عبد الله بن حكم الأموي، يعرف بابن البقري. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي عبد الله بن الخراز وغيرهما. وكان: من أهل الفضل والصلاح، وكان له خط وافر من العلم وتقدم في الفهم، وخطه بارع كتب علما كثيرا، ولقي شيوخا وسمع منهم. وله رحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة من العلماء وروى عنهم. حدث عنه الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر. وذكره الحميدي وقال: أخبرنا أبو محمد علي بن أحمد قال: كان محمد بن عبد الله هذا ثقة يعرف بابن البقري جارنا بالجانب الغربي من قرطبة لم آخذ عنه شيئا. محمد بن سعيد بن حزم الغافقي الشقندي الخراز. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. أجاز له أحمد بن سعيد جميع روايته. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.

محمد بن يوسف بن بكر بن يوسف بن حارث بن حميد بن مفضل ابن فرج بن محمد

محمد بن يوسف بن بكر بن يوسف بن حارث بن حميد بن مفضل ابن فرج بن محمد الداخل مع موسى بن نصير النازل بقرمونة. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده في صفر سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. محمد بن أشعث بن يحيى الأموي: من المرية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن سعيد بن فحلون، وابن عبيدة. وسمع بقرطبة من مسلمة بن القاسم وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده في المحرم ليلة عاشوراء سنة عشرين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا أبو عمرو المقرئ. محمد بن عمر بن مكرم بن عبد الله بن عبد الملك الأموي، يعرف: بالقباشي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده لعشر بقين من ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. وقال ابن أبيض كان سكناه بقبش وهو إمام مسجد يحيى. ذكر أنه لم يصل بجامع قرطبة خمسة عشر عاما مدة منذر القاضي. قرأت ذلك بخط ابن أبيض. محمد بن عبد الله بن أحمد بن يونس الأنصاري، ثم الغرابلي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. أجاز له ابن عثمان، وابن الأحمر، وأبو جعفر التميمي، وابن حبيب روايتهم كلها. حدث عنه ابن شنظير وقال: مولده في صفر من سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة. وسكناه عند دار ابن جبور الوزير الشاعر ببلاط مغيث وهو إمام المسجد الذي عند أصحاب الغرابيل بالسوق، وحدث عنه أيضا أبو الوليد بن الفرضي، وإبراهيم بن شاكر وعبد الرحمن بن يوسف الرفا وغيرهم.

محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية بن سوار بن طريف ابن طارق بن

محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية بن سوار بن طريف ابن طارق بن محمد - الداخل مع بني أمية -. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن ابن الأحمر القرشي وأجاز له، حدث عنه أبو إسحاق وقال: مولده في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة وسكناه بمقبرة مومرة. وهو إمام مسجد أبان. محمد بن أحمد بن اليسع بن محمود الأنصاري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض وقال: مولده سنة عشرين وثلاث مائة ببطليوس، وقدم قرطبة وهو ابن خمس وعشرين سنة. وكان سكناه بمسجد ياسر وفيه يصلي. محمد بن سعيد بن خصيب الأنصاري: يعرف بابن القسام. روى عن أبي عيسى، وابن أبي العطاف وغيرهما. وحدث عنه الصاحبان رحمهما الله، وأبو بكر بن أبيض وقال: سكناه بناحية بربة لاطة. محمد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد الجبار المرادي: من أهل مكادة؛ يكنى: أبا عبد الله. رحل إلى المشرق وروى عن الحسن بن رشيق، وعمر بن المؤمل، وأبي عبد الله البلخي، وأبي محمد بن أبي زيد وغيرهم. وكان رجلا فاضلا خطيبا لجامع مكادة. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض، وابن عبد السلام الحافظ. وأثنوا عليه توفي بعد سنة ستٍّ وأربع مائة. محمد بن أحمد بن خليل بن فرج - مولى بني عباس -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سمع من وهب بن مسرة، وإسماعيل بن بدر، وخالد بن سعد. ورحل إلى المشرق وأخذ بمكة عن محمد بن نافع الخزاعي، وبمصر من أبي علي بن السكن. وكان

محمد بن موهب بن محمد التجيبي القبري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. وهو

سماعه منه سنة تسع وأربعين وثلاث مائة. وعن ابن المفسر، وابن الورد، والحسن بن رشيق، وحمزة بن محمد. قال ابن سميق: وأخبرني أبو بكر أنه أجاز له، وأنه روى عنه ست مائة حديث. وحدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في بعض تواليفه وكان جاره، والصاحبان وقالا: مولده في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. وتوفي في شهر رمضان من سنة ستٍّ وأربع مائة؛ ودفن بمقبرة بني العباس، وصلى عليه يونس بن عبد الله القاضي. قرأت وفاته بخط أبي علي الغساني. محمد بن موهب بن محمد التجيبي القبري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. وهو والد الحاكم أبي شاكر عبد الواحد بن موهب، وجد أبي الوليد سليمان ابن خالد الباجي لأمه. روى عن أبي محمد عبد الله بن علي الباجي، وأبي محمد عبد الله بن قاسم القاضي وغيرهما، وله رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه بالقيروان، وعن أبي الحسن القابسي وتفقه عندهما. قال الحميدي، وكان فقيها، عالما، وطالع علوما في المعاني والكلام، ورجع إلى الأندلس في أيام العامرية فأظهر شيئا من ذلك الكلام: في نبوة النساء ونحو هذه المسائل التي لا يعرفها العوام، فشنع بذلك عليه فاتفق له بذلك أسباب اختلاف وفرقة. مات قريبا من الأربع مائة. انتهى كلام الحميدي. قال ابن حيان: وتوفي يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأول سنة ستٍّ وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس، وصلى عليه ابن ذكوان بعد محنة نالته من ابن أبي عامر.

محمد بن رشيق المكتب، يعرف: بالسراج. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن رشيق المكتب، يعرف: بالسراج. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. رحل فكتب بمصر عن الحسن بن رشيق، والكندي، وأبي عبد الله الحاكم وجماعة. روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه وقال: كان ثقة فاضلا من أحسن الناس قراءة للقرآن وأطيبهم صوتا. ذكره الحميدي. محمد بن محمد بن سلمة القشيري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. روى عن أبي عمر بن الشامة وغيره. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق. وتوفي في ربيع الآخر سنة ستٍّ وأربع مائة. محمد بن يوسف بن أحمد بن معاذ الجهني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ القراءة عرضا عن عبد الجبار بن أحمد المقرئ. قال أبو عمرو: وعرض الحروف السبعة علي وعلى سليمان بن هشام بن وليد صاحب أبي الطيب ابن غلبون. وكان حافظا، ضابطا، معه نصيب من العربية، ومن الفرض والحساب. وسمع: من أبي عبد الله بن أبي زمنين، ومن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، وسكن مصر خمسة أعوام من أول سنة ثلاثٍ وأربع مائة إلى سنة سبعٍ وأربع مائة. وكان مولده سنة تسع وسبعين وثلاث مائة. محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن موسى - الداخل بالأندلس - بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أحمد بن مطرف، وأبي بكر بن الأحمر وغيرهما. قال أبو حفص، الزهراوي: لم يكن في عصره أكثر رواية منه، ولا أكثر دواوين، وذكر أنه أجاز له. وحدث عنه أيضا أبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده يوم الثلاثاء ضحى للنصف من شعبان سنة عشرين وثلاث مائة. وكان سكناه بمحجة فحلون، وصلاته بمسجد

محمد بن عبد الله بن حسان بن يحيى الأموي العطار: من أهل قرطبة؛ يكنى:

مهران. وكان قد كف بصره رحمه الله. وروى عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وقال: توفي سنة تسعين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن حسان بن يحيى الأموي العطار: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن عبيد وغيرهم. وأجاز له أبو بكر بن داسة مصنف أبي داود عنه وسائر ما رواه وكان له عناية بالعلم. قال ابن شنظير: ومولده سنة ثلاثين وثلاث مائة. وكان سكناه عند باب الجوز. وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال: توفي يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس لأربع عشرة ليلة بقيت من صفر سنة تسع وأربع مائة. بالربض وصلى عليه أبو محمد بن دحون. محمد بن عبد الوارث القيسي النحوي؛ يعرف: بخال الشرفي. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع من محمد بن رفاعة القلاس وأجاز له، ووهب مسرة، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن قاسم بن هلال، وسلمة بن القاسم وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله بن عتاب الفقيه وقال فيه: ثقة قديم وأجاز له ما رواه. وتوفي رحمه الله سنة تسع وأربع مائة. قرأت وفاته بخط أبي القاسم بن عتاب. قال ابن حيان توفي ودفن يوم الجمعة للنصف من ربيع الأول من العام. وكان مولده مع القاضي ابن زرب في عام واحد سنة سبع عشرة وثلاث مائة. قال: وحكى أهله أنه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعد أكفانه وجهازه وجعل يقول لهم يوم الجمعة أدخل قبري إن شاء الله فكان كذلك.

محمد بن أحمد بن قاسم الفاكهي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن أحمد بن قاسم الفاكهي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى سمع أبي إسحاق بن شعبان وغيره. حدث عنه أبو عمرو المقرئ وقال: أخبرني عن ابن شعبان قال: قال مالك: سمعت عمرو بن سعيد بن أبي حسين شيخ قديم من أهل اليمن يقول: من علامة قرب الساعة اشتداد حر الأرض. محمد بن أحمد بن حيوه: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد القاضي وغيرهما. حدث عنه أبو عمر بن سميق، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد البشكلاري وغيرهم. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس: من أهل قرطبة، وابن قاضي جماعتها؛ يكنى: أبا عبد الله. له سماع كثير من أبيه على بعض شيوخه. وكان: من أهل المعرفة والفهم، والعفة. وتوفي لست بقين من رجب سنة تسع وأربع مائة. ذكر وفاته ابن حيان وقال: كان سريا. محمد بن بدر بن غصن بن بدر بن هشام بن علقمة الأزدي - وهو ابن عم أحمد بن مطرف صاحب الصلاة -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أحمد بن سعيد، وابن الأحمر وأجاز له. وكان سكناه بمقبرة قريش. حدث عنه مروان شنظير وقال: مولده في النصف من شعبان سنة عشرة وثلاث مائة. بقرية مشوح من إقليم ادته من عمل شذونة. محمد بن نعمان الغساني الإمام؛ يعرف: بابن أبي سعيد: من أهل

محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق

قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. من أصحاب أبي الحسن الأنطاكي. يحدث عنه أبو عمر بن سميق وقال: توفي بمالقة. محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق السدي الأنصاري الزاهد. يروي عن أبي القاسم محمد بن حكم الزيات وأجاز له، وأحمد بن سعيد، وخالد ابن سعد، وابن مسور، وعبد الله بن يوسف الأحدب وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن مطرف. حدث عنه أبو إسحاق وقال: ذكر أنه كان عام الخندق ابن عام. يعني: سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. فيما حدثته أنه. وسكناه عند مسجد بن ضرغام ومذهبه السياحة، ويصلي حيث أدركته الصلاة. محمد بن سعيد بن أصبغ: من أهل قرطبة، يعرف بابن الطحان. روى عن أبي جعفر بن عبد الله وغيره: ورحل إلى المشرق وروى عن الحسين ابن يحيى الساسي وغيره. وكانت له عناية بالعلم، وقد وقع إلي بعض أصوله ووقفت منها على ما ذكرته. محمد بن أصبغ البلوي: من أهل قرطبة من ساكني الرصافة منها؛ يكنى: أبا عبد الله. صحب أبا محمد الأصيلي وأخذ عنه ورحل إلى المشرق مع أبي عبد الله، بن عابد وسمع معه من أبي بكر بن إسماعيل وغيره. قال ابن عابد: ولما قدمنا معا بمسند شعبة، تصنيف أبي بشر الدولابي الذي سمعناه بمصر من ابن إسماعيل أخذه أبو محمد الأصيل فاستغربه، وعظم قدر علو سنده فقرأه عليه محمد بن أصبغ هذا وكان تلميذه. وسمعه منه الأصيلي رحمه الله.

محمد بن عبد الله بن هاني بن هابيل اللخمي البزاز: من أهل قرطبة؛ يكنى:

محمد بن عبد الله بن هاني بن هابيل اللخمي البزاز: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي بكر الدينوري، وأحمد بن مطرف، وأبي إبراهيم، وابن أبي العطاف. ورحل إلى المشرق سنة سبعٍ وخمسين وثلاث مائة. وحج وكتب الحديث عن أكابر لحقهم. وكان فقيها محدثا كثير الحفظ لأخبار فقهاء الأندلس. حدث عنه الخولاني وأثنى عليه، وأبو محمد بن نامي، وأبو عمر بن سميق، وأبو محمد بن حزم وغيرهم. قال ابن حيان: توفي ودفن بمقبرة الربض بعد صلاة العصر من يوم الأربعاء لسبعٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر وأربعمائة وصلى عليه ابن بشر القاضي وكان قد نيف على الثمانين، ومولده سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. محمد بن معافي بن صميل: من أهل جيان، سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. قال أبو عمرو المقرئ: قدم قرطبة سنة ثمانٍ وثمانين وثلاث مائة. وقرأ على خالي محمد بن يوسف، ثم رحل إلى المشرق سنة تسعٍ ولقي أبا الطيب بن غلبون وقرأ عليه بقراءة قالون، عن نافع. وتوفي أبو الطيب فقرأ على ابنه أبو الحسن طاهر وحج وانصرف سنة تسعين، وأقرأ الناس في بلده، وعلم الصبيان إلى أن خرج في الفتنة إلى الثغر فنزل طليطلة، وأقرأ بها في سنة اثنتين وأربع مائة. ثم انتقل عنها إلى سرقسطة وأقرأ بها إلى أن توفي في سنة عشر وأربعمائة. محمد بن عبد الله بن مفوز بن عمران بن عبد ربه بن صواب بن مدرك ابن سلام بن جعفر المعافري - وجعفر هو الداخل بالأندلس -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عبد الله التغلبي اللوشاني: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عبد الله.

سمع من وهب بن مسرة كثيرا، ولازمه طويلا. وحج سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة. وسمع بإفريقية من أبي العباس ابن أبي العرب، وتوفي بعد سنة عشر وأربع مائة. وكان فقيهاً زاهداً. ذكره أبو عمر بن عبد البر؛ وحدث عنه أيضا من الكبار أبو الوليد بن الفرضي، وأبو عبد الله بن شق الليل الحافظ وغيرهما. محمد بن عبد الله التغلبي اللوشاني: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي محمد الباجي، وأبي عمر بن الخراز وغيرهما. وكان منقطعا في الفضل والعبادة. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: أجاز لي سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وسنه نحو السبعين. محمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا حاتم. صحب القاضي أبا بكر بن زرب، وتفقه عنده وولاه الشورى بقرطبة مجموعة له إلى قضاء فريش وغيرهما، ثم تولى أحكام المظالم بقرطبة؛ وكان محمودا في أحكامه، حسن السيرة فيها، وله بصر بالفقه. وكان كثير الأحاديث غريب الحكايات. حدث عنه أبو عبد الله بن عابد وأثنى عليه وقال: توفي سنة أربع عشرة وأربع مائة. زاد ابن حيان في منصف شهر رمضان يوم الأربعاء. وكان مولده سنة أربع وأربعين وثلاث مائة. وصلى عليه القاضي عبد الرحمن بن بشر. محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن حدير: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. كان: من أهل التفنن في العلم، وتولى الشرطة والأحكام بعهد العامرية.

محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون الخولاني. من

وتوفي ودفن صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربع مائة. وصلى عليه القاضي عبد الرحمن ابن بشر. ذكره ابن حيان. محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون الخولاني. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر، ويعرف: بالعواد. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عيسى الليثي، وأبي زكرياء يحيى بن فطر، وأبي عبد الله بن الخراز، وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر، وأبي محمد عبد الله بن قاسم القلعي، وأبي عبد الله بن مفرج وغيرهم. وله رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وأبي إسحاق الدينوري وغيرهما. حدث عن ابن أخيه محمد بن عبد الله وقال: فضائله جمة لا تحصى، قديم الطلب لقي شيوخا جلة وكتب عنهم، وسمع منهم بالأندلس وبالمشرق. وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: كان فاضلا، حافظا للحديث حسن الفهم، ضابطا لما روى منه، ثقة ثبتا فيه. وخرج من إشبيلية سنة أربع عشرة وأربع مائة. إلى المشرق وسنه نحو السبعين، وتوفي بعسقلان رحمه الله. وحدث عنه أيضا القاضي أبو بكر بن منظور، وأبو حفص الهوزني. محمد بن حسن بن قاسم بن ديسم، المعروف: بابن المغني. صاحب صلاة المرية، يكنى: أبا عبد الله. يحدث عن جماعة من رجال المشرق وغيرهم. وكان قائلا للشعر، حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وأبو عمرو المقرئ، والصاحبان وقالا: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. محمد بن يحيى بن عبد الله بن قاسم بن هلال القيسي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم. يعرف: بابن الخفارية تولى الحكم بالشرطة بقرطبة. وكان قد تولى القضاء في عدة كور. وكان نبيه البيت، قليل العلم. وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وأربع مائة. ذكره ابن حيان. محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود التميمي، يعرف: بابن الحذاء: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

روى بقرطبة عن أبي عمر أحمد بن نابت التغلبي، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر ابن القوطية، وأبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وأبي عبد الله بن الخراز، وخطاب بن مسلمة، وأبي محمد الباجي، وأبي محمد الأصيلي وغيرهم. ورحل إلى المشرق فحج سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة. ولقي بمكة أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الدينوري، وأبا عبد الله البلخي رواية العقيلي، وأبا يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني. ولقي بالمدينة الحسين بن الحسن الكحال، ولقي بمصر: أبا القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة رواية الطحاوي، وأبا بكر محمد بن علي الأذفوي المقرئ، وأبا الطيب بن غلبون المقرئ وأبا القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري صاحب المسند فسمعه منه، وأبا العلاء بن ماهان سمع منه صحيح مسلم، وأبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ وغيرهم كثير. ولقي بدمياط: أبا بكر محمد بن يحيى الدمياطي فسمع منه. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن زيد الفقيه فسمع منه وأجاز له ما رواه. قال أبو علي الغساني: كان أبو عبد الله بن الحذاء أحد رجال الأندلس فقها، وعلما، ونباهة، متفننا في العلوم يقظا، ممن عني بالآثار وأتقن حملها وميز طرقها وعللها، وكان حافظا للفقه، بصيرا بالأحكام إلى أن علم الأثر كان أغلب عليه، وكانت له خاصة بالقاضي أبي بكر بن زرب ثبتاه وهو ابن بضع عشرة سنة وأدنا مكانه، وتفقه معه في الرأي والأحكام، وعقد الوثائق وطلب العلم من تاريخ اثنتين وستين وثلاث مائة. ولزم أبا محمد الأصيلي واختص به وانتفع بصحبته. قال ابنه أبو عمر بن محمد: كان لأبي رحمه الله علمٌ بالحديث، والفقه، وعبارة الرؤيا. ومن تأليفه كتاب التعريف بمن ذكر في موطأ مالك بن أنس من النساء والرجال، وكتاب الأنباء على أسماء الله، وكتاب النشر في تأويل الرؤيا عشرة

محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن محمود البجاني منها؛ يكنى: أبا عبد

أسفار، وكتاب الخطب وسير الخطباء في سفرين وغير ذلك. واستقضى أبو عبد الله ابن الحذاء ببجانة، ثم بإشبيلية، وكان مع القضاء في عداد المشاورين بقرطبة. وتولى أيضا خطة الوثائق السلطانية، وخرج عن قرطبة في الفتنة، واستقر بالثغر الأعلى، واستقضي بمدينة تطيلة، ثم نقل منها إلى قضاء مدينة سالم، وحدث هناك، ثم سار إلى سرقطة وتوفي بها يوم السبت قبل طلوع الشمس لأربع خلون من شهر رمضان سنة ست عشرة وأربع مائة. ودفن بباب القبلة على مقربة من قبر حنش بن عبد الله الصنعاني رحمهما الله. وعهد أن يدخل في أكفانه كتابه المعروف بالأنباء على أسماء الله فنثر ورقه وجعل بين القميص والأكفان نفعه الله بذلك. وكان مولده في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاث مائة. ذكر مولده ووفاته ابنه أبو عمرو. وحدث عنه من الكبار الصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، والخولاني، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سميق وغيرهم. محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن محمود البجاني منها؛ يكنى: أبا عبد الله. يحدث عن أبي عيسى الليثي، وابن الخراز، وتميم بن محمد. وسمع بالمشرق: من الحسن بن رشيق، وابن أبي عقبة وغيرهما. حدث عنه ابن عبد السلام الحافظ وقال: قدم علينا طليطلة مجاهدا. وحدث عنه أيضا أبو عمر الطلمنكي وأبو عمر ابن عبد البر. محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي، يعرف بابن الطرابلسي. والد الراوية أبي القاسم حاتم بن محمد. سمع الحديث: من أبي جعفر بن عون الله وطبقته. وتوفي بمرسية سنة سبع عشرة وأربع مائة. ذكره ابن حيان، وبعضه عن أبي علي.

محمد بن عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن ربيع بن صالح بن مسلمة بن بنوش

محمد بن عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن ربيع بن صالح بن مسلمة بن بنوش التميمي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. وهو ولد القاضي أبي محمد ابن بنوش. روى عن أبيه، وعن أبي بكر عباس بن أصبغ، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي الوليد هاشم بن يحيى، وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر، وأبي محمد الأصيلي وغيرهم. وكانت له عناية بالعلم، وحظٌّ وافر من الأدب والفهم. وكتب وتكرر على الشيوخ. وكان نبيلا مجتهدا قائما بهذا الشأن، صحيح القلم وله أبوة متقدمة في هذا المعنى. حدث عنه الخولاني ووصفه بما ذكرته من خبره. قال ابن حيان: وتوفي ودفن في يوم السبت لليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع عشرة وأربع مائة. وصلى عليه أبوه أبو محمد، وأصبح من أثكل الناس به. محمد بن موسى بن مغلس: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: بقرطبة من أبي عيسى الليثي، وأبي زكرياء بن قطر، وأبي عبد بن الخراز. وسمع بطليطلة: من عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج وغيره. وكان فقيها في المسائل مفتي أهل السوق موثقا. وكان رجلا صالحا من أهل الخير والطهارة. روى عنه حاتم بن محمد، وابن عبد السلام، وجماهر بن عبد الرحمن وغيرهم. محمد بن أحمد القرشي؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بقرطبة من أبي محمد الباجي وغيره. وله رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي القاسم الجوهري، وأبي محمد بن أبي زيد وغيرهما. قال أبو عبد الله بن شق الليل: كتب إلي بإجازة ما رواه من طلبيرة إلى طليطلة. محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر.

محمد بن أحمد، يعرف: بابن الأنصاري: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله.

صحب أباه وأخذ عنه كثيرا من روايته وشاركه في بعض شيوخه. وكان بليغا، متيقظا وتولى الحكم بالشرطة في الفتنة، ثم صرف عن ذلك. وتوفي سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وكان مولده في رجب سنة سبع وستين وثلاث مائة. توفي وهو ابن خمسين سنة وستة أشهر. قرأت ذلك بخط أبيه القاضي يونس بن عبد الله رحمه الله وقال: عند الله احتسبه وجاد صبره عليه. محمد بن أحمد، يعرف: بابن الأنصاري: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي صحيح البخاري، وبقراءته عليه سمعه أبو عبد الله بن عابد وغيره، واستقضى بسرقسطة مدة. وحدث عنه أبو حفص ابن كريب وغيره. وكان مشهورا بالعلم والفضل رحمه الله. محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي القاسم خلف بن القاسم، وابن مفرج، وابن عون الله، وابن فطيس، وابن أسد. وسمع من أبيه كثيرا وجماعة كثيرة سواهم سمع منهم وكتب عنهم، وجمع طرق حديث المغفر ومن رواه عن مالك من الكبار والصغار في سفر هو عندنا بخطه. وكان خطه نوعا غريبا. وكان أديبا لغويا حافظا، ذكيا من بيته علم وفضل. حدث عنه ابن سميق القاضي وقال: مات بالعدوة وكان مولده سنة سبع وستين وثلاث مائة. محمد بن مضي النحوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. له رواية سمع زكرياء بن بكر بن الأشج، وعن فضل الله صهر القاضي منذر بن سعيد، وابن البياني وغيرهم. وكان من رؤساء النحويين، وكبار المتأدبين. أخذ عنه أبو بكر المصحفي كثيرا من كتب الأدب.

محمد بن عمر بن يوسف المالكي الحافظ؛ يعرف: بابن الفخار. من أهل قرطبة؛

محمد بن عمر بن يوسف المالكي الحافظ؛ يعرف: بابن الفخار. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي جعفر التميمي، وأبي محمد الباجي وغيرهم. ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وسكن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وأفتى بها وكان يفخر بذلك على أصحابه ويقول: لقد شوورت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم دار مالك بن أنس ومكان شوراه. ولقي جماعة من العلماء فذاكرهم وأخذ عنهم. وكان من أهل العلم والذكاء، والحفظ والفهم، وكان عارفا بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء أكدا للروايات يحفظ المدونة وينصها من حفظه. قال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب عن أبيه أنه قرأ لهم يوما ورقتين أو ثلاثة من أول كتاب السلم من المدونة عن ظهر قلب نسقا متتابعا. وحكى غيره أنه كان يحفظ النوادر لابن أبي زيد ويوردها من صدر دون كتاب والله أعلم بصحة ذلك. وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب قال أخبرني بعض الشيوخ أن بعض رؤساء قرطبة أراد أن يرسله إلى البربر سفيرا فأبى من ذلك وقال: إني رجل في جفا، وإني أخاف أن ينالني بمكروه منهم. فقال له بعض الوزراء: رجل صالح يخاف الموت؟ فقال: إن أخفه فقد أخافه أنبياء الله صلوات الله عليهم. هذا موسى عليه السلام حكى عنه ربه عز وجل أنه قال: " ففررت منكم لما خفتكم ". وحكى عن نفسه أنه لما حج الفريضة رأى في النوم كأن ملكا من الملائكة يقول له: ابق مجاورا إلى موسم قابل فإنه لم يتقبل حجا في هذا العام، فارتاع لما رآه فأقام بمكة مجتهدا في عمله، وخرج إلى المدينة فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعله وسيلة إلى ربه، ثم صار إلى بيت المقدس فتعبد فيه زمأنا، ثم انصرف إلى مكة مجاورا وكان يسقي بها الماء إلى أن حضر الموسم من العام الثاني فحج حجة ثانية فلما تراءى له النبي صلى الله عليه وسلم في نومة فكان يسلم عليه ويصافحه ويبتسم إليه ويقول له يا محمد: حجك مقبول أولا وآخرا يرحمك الله، فانصرف إذا شئت مغفورا لك والحمد لله رب العالمين. ذكره الحسن بن محمد في كتابه ونقلته منه مختصراً.

محمد بن خزرج بن سلمة بن حارث بن محمد بن إسماعيل بن حارث - الداخل إلى

قال ابن حيان: وتوفي الفقيه المشاور الحافظ المستبحر الراوية، البعيد الأثر، الطويل الهجرة في طلب العلم، الناسك المتقشف أبو عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن الفخار بمدينة بلنسية في ربيع الأول سنة تسع عشرة وأربع مائة لعشر خلون من الشهر. وكان الحفل في جنازته عظيما وعاين الناس منها آية من طيور أشبه الخطاف وما هي بها تجللت الجمع رافة فوق النعش جانحة إليه مسفة لم تفارق نعشه إلى أن ووري فتفرقت. وعاين الناس منها عجبا تحدثوا به وقتا. ومكث مدته ببلنسية مطاعا عظيم القدر عند السلطان والعامة. فكان ذا منزلة عظيمة في الفقه والنسك صاحب أنباء بديعة رحمه الله. وقرأت بخط أبي عمر المقرئ: توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن عمر الحافظ، المعروف بابن الفخار جارنا رحمه الله يوم السبت لسبع خلون من ربيع الأول سنة تسع عشرة وأربع مائة. ودفن يوم الأحد بمدينة بلنسية، وكان قد بلغ من السن نحوا من ستٍ وسبعين سنة. وهو آخر الفقهاء الحفاظ الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس رحمه الله. وقرأت أيضا وفاة أبي عبد الله بن الفخار على نحو ما تقدمت بخط جماهر بن عبد الرحمن وقال: صلى عليه الشيخ خليل القرطبي ورفرفت الطير إلى أن تمت مواراته رحمه الله. وكذلك ذكر الحسن بن محمد القبشي في خبر الطيور وقال: كانت سنة نحو الثمانين سنة، وكان يقال أنه مجاب الدعوة واختبرت دعوته في أشياء ظهرت فيها الإجابة. محمد بن خزرج بن سلمة بن حارث بن محمد بن إسماعيل بن حارث - الداخل إلى الأندلس - ابن عمر اللخمي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان: من أهل الذكاء والحفظ، ومن صحة العقل بحيث كان موصوفا به في زمانه. وكان ضعيف الخط والنفوذ للكتب يقرأ منها ما حسن خطه. وصحب أبا بكر

محمد بن خطاب بن مسلمة بن بترى الإيادي: سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد

الزبيدي واختص به. ذكر ذلك كله حفيده أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد وقال: توفي جدي رحمه الله مستهل ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربع مائة. وهو ابن إحدى وتسعين سنة وأشهر. محمد بن خطاب بن مسلمة بن بترى الإيادي: سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان: من أهل الخير والصلاح والثقة والفهم والأدب. وكان له عناية بطلب الحديث، وجل روايته عن أبيه خطاب بن أبي المغيرة الرواية الثقة. ذكر ذلك ابن خزرج وقال: أخذت عنه وأجاز لي في ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربع مائة. وسنه يومئذ نحو السبعين. وحدث عنه أيضا الخولاني وقال: كان من أهل الفهم والطلب للحديث، نشأة صلاح وخير وبيته ورع وزهد وفضل رحمهم الله. محمد بن عبد الله بن علي بن حسين الفرائضي الحاسب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر، ويعرف: بالمروري. كان مجودا للقرآن، حسن الصوت، ذا علم بالحساب والفرائض. وله رحلة إلى المشرق دخل فيها العراق والشام، ولقي جلة من العلماء وأخذ عنهم، منهم: عبد الوهاب ابن علي بن نصر الفقيه لقيه ببغداد سنة خمس عشرة فأخذ عنه كتاب المعونة؛ والتلقين وغيرهما، وأبا الحسن بن عبد الله الحمامي المقرئ المالكي وغيرهما. ذكره ابن خزرج وقال: أجاز لي بخطه في جمادى الأول سنة تسع عشرة وأربع مائة. وأخبرني أن مولده سنة إحدى وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا الخولاني، وحاتم، ومحمد ابن محمد لقيه بطليطلة وأخذ عنه. محمد بن سليمان بن أحمد القطاني: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن سعيد بن إسحاق بن يوسف الأموي، سكن قرطبة وإشبيلية وأصله من

كان شيخا صالحا ممن عني بطلب العلم قديما على شيوخ قرطبة وإشبيلية. ذكره ابن خزرج وقال: سمعت عليه بعض رواياته، وأجاز لي سائرها في سنة تسع عشرة وأربع مائة. وفي ذلك العام توفي وهو ابن ستين سنة أو نحوها. محمد بن سعيد بن إسحاق بن يوسف الأموي، سكن قرطبة وإشبيلية وأصله من لبلة؛ يكنى: أبا عبد الله. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا محمد بن أبي زيد ولازمه زمأنا واستكثر عنه، وعن أبي الحسن بن القابسي وغيرهما. وسمع بالقيروان من جماعة في رحلته وصحب بالأندلس قبل رحلته أبا محمد الأصيلي وشهر بصحبته وكان مقدما في معرفة. أخذ الناس عنه في الحجاز ومصر بعد سماعه على شيوخ جلة بقرطبة، ثم سكن إشبيلية في أيام القاسم والتزم الإمامة والتأديب بها. ذكر ذلك ابن خزرج وقال: ارتحل عنا إلى المشرق سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وذكر أن مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا الخولاني. محمد بن أبي صفرة بن أسير الأسدي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله، وهو أخو المهلب ابن أبي صفرة. فقيه مشهور، وكلاهما بالفضل مذكور. ذكره الحميدي وقال: توفي قبل العشرين وأربع مائة فيما أخبرنا به أبو محمد الحفصوني. محمد بن عبد الله بن سعدون بن محمد بن إبراهيم الأنصاري المكتب: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن عبدوس بن محمد وغيره. وله رحلة إلى الحج لقي فيها أبا الحسن الهمداني وغيره. وكان ثقة، زاهدا، فاضلا مجاب الدعوة أحد الأبدال إن شاء الله.

محمد بن سعيد بن جرج: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. ذكره الحميدي

محمد بن سعيد بن جرج: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. ذكره الحميدي وقال: فقيه مشهور حدثنا عنه أبو محمد علي بن أحمد. محمد بن مروان بن زهر الأيادي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا بكر. روى بقرطبة بن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، وأبي بكر بن زرب القاضي، وأبي علي البغدادي، ومحمد بن حارث القروي، وأبي عبيد القاسم الحميري، وأبي محمد الباجي وغيرهم. وكان فقيها، حافظا للرأي، حاذقا بالفتوى، مقدما في الشورى من أهل الرواية والدراية. سمع الناس منه كثيرا، وحدث عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عبد الله الخولاني وقال: كان من أهل العلم والحفظ للمسائل، قائما بها مطبوع الفتيا على الأصول. وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: كان فقيها عالما بالحديث والرأي، واقفا على المسائل، مطبوع الفتيا، معتنيا بطلب العلم قديما واسع الرواية عن علماء الأندلس. وذكره أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد الطليطلي في كتاب تسمية رجاله الذين لقيهم فقال: أبو بكر محمد بن مروان بن زهر الأيادي الإشبيلي، قدم علينا من إشبيلية سنة تسع عشرة وأربع مائة. وكان شيخا وسيما، فاضلا، عالما بالمسائل والآثار، متفننا في العلوم وقورا أصيلا يألم في جلوسه فقيل له في ذلك فأنشأ يقول:

محمد بن أحمد بن حسين بن شنظير: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله.

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبالك يسأم وقرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عمر الشراني: توفي أبو بكر بن زهر في سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة بطلبيرة وبها دفن رحمه الله وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة بعد قدومه من وشقة من الثغر الأعلى. وحدث عنه أيضا أبو حفض الزهراوي، وحاتم بن محمد، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو المطرف وغيرهم. محمد بن أحمد بن حسين بن شنظير: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني وغيرهما. وسمع بقرطبة من جماعة من أهلها. وكان: من أهل التفنن في العلوم والحفظ لكتاب الله تعالى والمعرفة بعبارة الرؤايا ومات فجاءة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن أحمد بن اليسع القرطبي النحوي؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي نصر الأديب، والطوطالقاني ونظرائهما. ذكره ابن خزرج وروى عنه وقال: توفي سنة ثلاثٍ وعشرين وأربع مائة. وقد نيف على سبعين سنة. محمد بن جماهر بن محمد بن جماهر الحجري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، ومحمد بن يعيش وغيرهم. وأخذ بقرطبة عن أبي محمد بن الأصيلي وأبي عبد الله بن العطار، وأبي عمر الهندي

محمد بن علي بن هشام بن عبد الرؤوف الأنصاري: من أهل قرطبة، وصاحب أحكام

وأبي عمر المكوي وغيرهم، وكانت له رحلة روى فيها علما كثيرا. وكان: من أهل العلم والتقدم فيه، والبصر بالحجة، كامل المروة، جميل الأخلاق. وكان مشاورا ببلده. وتوفي ليلة عاشوراء سنة أربع وعشرين وأربع مائة. ودفن بالفرق بربض طليطلة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن علي بن هشام بن عبد الرؤوف الأنصاري: من أهل قرطبة، وصاحب أحكام المظالم؛ يكنى: أبا عبد الله. ذكره ابن حيان وقال: كان واسع العلم، حاذقا بالفتوى، صليبا في الحكم، شديدا على أهل الاستطالة، عالما باللسان، ورعا عفا، جوادا على الإضافة، كريم العناية، مؤيدا للحق، نزه النفس، طيب الطعمة، توفي ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة أربع وعشرين وأربع مائة. ودفن ليلة الأربعاء لصلاة العصر بمقبرة أم سلمة وصلى عليه يونس بن عبد الله القاضي. محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة بن معاوية القرشي: من أهل قرطبة. سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا بكر. روى بقرطبة عن أبي بكر الزبيدي، وابن القوطية، وابن الخراز، وابن عون الله، وله رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي القاسم السقطي، وأبي العباس الكرخي، وأبي الحسن بن فراس، والقابسي وغيرهم. وكان: من أهل العلم بالحديث والرأي، وضروب الآداب وممن يقول الشعر الحسن، متقدما في الفهم، معروفا بالثقة والخير، قديم الطلب للعلم. ذكره ابن خزرج وقال: ولد سنة تسع وأربعين وثلاث مائة. وتوفي في رجب سنة خمسٍ وعشرين وأربع مائة. فبلغ من السن ستا وسبعين سنة وحج ثلاث وتسعين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا الخولاني وأثنى عليه.

محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحسن البناني المعمر: من أهل إشبيلية؛

محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحسن البناني المعمر: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم. حدث عنه الخولاني وقال: كان ذكيا عاقلا من ذوي الهيئات، ومن أهل الثبات في أموره، جزلا في الرجال، قديم الطلب، ثابت الأدب. لقي جماعة من الشيوخ وأخذ عنهم. منهم: وهب بن مسرة، وأبو بكر بن الأحمر، وأبو محمد الباجي وذكره ابن خزرج وقال: كان شيخا فاضلا عاقلا ذكيا قديم الصلاح والعناية بطلب العلم، ثابت الأدب، ضابطا لما نقل. وذكره من شيوخه أيضا أبا بكر اللؤلؤي وأبا علي البغدادي، وأحمد بن ثابت، وابن القوطية وغيرهم. وقال مولده سنة ثلاثين وثلاث مائة. وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وأربع مائة. وهو ابن أربع وتسعين سنة. محمد بن عمر الغازي المقرئ: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عمر من أصحاب أبي الحسن الأنطاكي المقرئ، وممن شهر بالحمل عنه. وكان: من المشهورين بالتجويد، وأقرأ الناس بالمسجد الجامع بقرطبة. وتوفي في أول رجب سنة خمس وعشرين وأربع مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. ذكره ابن حيان. محمد بن إبراهيم بن مصعب الأشعري، يعرف: بابن أبي مقنع: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا بكر. كانت له عناية قديمة بطلب العلم، قرأ على أبي محمد الباجي كثيرا من روايته، وأبي بكر الزبيدي وغيرهما. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة ست وعشرين وأربع مائة وهو ابن ثمان وأربعين سنة. وحدث عنه أيضاً أبو عمر بن عبد البر.

محمد بن قابل بن إزراق الأندلسي. ساكن القيروان؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن قابل بن إزراق الأندلسي. ساكن القيروان؛ يكنى: أبا عبد الله. يروي عن أبي عبد الله بن الوشا، وأبي الحسن القابسي، وأحمد بن محمد بن أبي سعيد الكرخي وغيرهم. حدث عنه محمد بن عبد السلام الحافظ. محمد بن فتحون بن مكرم التجيبي النحوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ بقرطبة عن أبي عبد الله الرباحي الأديب وغيره. روى عنه أبو بكر محمد بن هشام المصحفي، أخذ عنه بالبونت وقال: أصله من سرقسطة سكن قرطبة وخرج عنها في الفتنة، وكان على هدى وانقباض وعفة، ولم ألق من يروي عن الرباحي غيره. وقارب المائة سنة من عمره رحمه الله. محمد بن أدهم بن محمد بن عمر بن أدهم القاضي: من أهل جيان؛ يكنى: أبا عبد الله. كان قديم العناية بطلب العلم، متصرفا في فنونه، مثابرا عليه. وكانت علوم الآداب أغلب عليه وروايته كثيرة عن شيوخ جلة. ذكره ابن خزرج وقال: أجاز لي في سنة ستٍّ وعشرين؛ وأظن مولده سنة ستين وثلاث مائة، وقال ابن مدير: روى عن يحيى بن عمر بن نابل وغيره، وتوفي سنة سبع وعشرين وأربع مائة. محمد بن عيسى بن أبي عثمان بن حيوة بن زياد بن عبد الله بن مثوب الأموي الجنجيلي؛ يكنى: أبا عبد الله. سكن طليطلة. سمع: عمرو أبي ميمونة، وابن مدراج، وله رحلة إلى المشرق. وكان منقبضا زاهدا لم تفته صلاة في جماعة إلا أن يكون منع من الله. وكان يصعد المنار ويؤذن لكل صلاة. وكان قد التزم التفات الطرق فإذا رأى بطاقة فيها اسم الله صر عليها وأمسكها

محمد بن يوسف بن أحمد التاجر: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

حتى يجتمع عنده منها كثير، ثم يمر بها إلى النهر ويلقيها به. وكان مولده يوم عرفة سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة. محمد بن يوسف بن أحمد التاجر: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا بكر الأبهري وأخذ عنه الشرحين لمختصر ابن عبد الحكم من تأليفه. حدث عنه أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن الحجري. محمد بن سعيد بن محمد بن عمر بن سعيد بن نبات الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي زكرياء بن عائذ، وأبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله بن الخراز القروي، وعباس بن أصبغ، وأبي محمد الباجي، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم الثغري، وخلف بن قاسم، وأبي الحسن الأنطاكي وغيرهم. وكتب إليه من أهل المشرق أبو القاسم الجوهري صاحب المسند، وأبو الحسن القابسي وغيرهما. وكان معتنيا بالآثار، جامعا للسنن، ثقة في روايته، ضابطا لكتبه. وكان شيخا فاضلا، صالحا دينا ورعا منقبضا عن الناس، مقبلا على ما يعنيه. وذكره أبو عمر ابن مهدي المقرئ في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال: كان رجلا صالحا مسنا، كثير الرواية ثقة لما نقله؛ ضابطا له، يؤدب بالقرآن. وكانت عنايته بنقل العلم عظيمة. ونسخ أكثر روايته بخطه. وذكره الخولاني وقال: كان شيخا فاضلا، صالحا من أهل العناية بالعلم حافظا للحديث مع الفهم، قديم الطلب، متكررا على الشيوخ وسمع منهم وكتب عنهم محتسبا متسننا مجانبا لأهل البدع والأهواء. سيفا مجردا عليهم كتب بخطه علما كثيرا ما علمت أحدا ممن أدركنا بلغ مبلغه في فنون العلم وضروبه.

محمد بن يوسف بن محمد الأموي النجاد. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

قال ابن حيان: توفي رحمه الله منتصف المحرم من سنة تسع وعشرين وأربع مائة. عن سن عالية لثلاثٍ وتسعين سنة غير أيام. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله. ومولده يوم سابع مرجان أم الحكم أمير المؤمنين في ربيع الآخر سنة خمسٍ وثلاثين وثلاث مائة. محمد بن يوسف بن محمد الأموي النجاد. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. وهو خال أبي عمرو المقرئ. أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد السامري، وأبي الحسن الأنطاكي وغيرهما. وكان من أهل الضبط والإتقان والمعرفة بما يقرأ ويقرى، وكان معه نصيب وافر من علم العربية وعلم الفرض والحساب، وأقرأ الناس بقرطبة في مسجده، ثم خرج عنها في الفتنة واستوطن الثغر وأقرأ الناس به دهرا، ثم انصرف إلى قرطبة وتوفي بها في صدر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وولد بعد خمسين وثلاث مائة بيسير ذكره أبو عمرو. محمد بن يحيى بن سعيد الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. يعرف: بابن بلج. روى عن أبي عبد الله بن الفخار، وابن يعيش وغيرهما. وكان له سماع وطلب ودين وفضل، ونوظر عليه في المسائل، وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مائة. من كتاب ابن مطاهر. محمد بن عيسى الرعيني، يعرف: بابن صاحب الأحباس - والد القاضي أبي بكر -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وأبي نصر هارون بن موسى النحوي وغيرهم. وكان من أهل العلم والأدب واللغة. حدث عنه ابنه أبو بكر عيسى بن محمد الحافظ.

محمد بن عبد العزيز بن أحمد الخشني، المعروف بابن المعلم: من أهل قرطبة

محمد بن عبد العزيز بن أحمد الخشني، المعروف بابن المعلم: من أهل قرطبة سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي محمد الباجي، والعاصي وغيرهم. وكان: إماما في فنون الآداب وصياغة الشعر وفك المعمى، مقدما في الشعراء المطبوعين، ثاقب الذهن في كل ما يعكس عليه ذهنه، وله تواليف في الأدب حسان. وتوفي سنة ثلاثين وأربع مائة. وهو ابن سبع وسبعين مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه. محمد بن مسعود بن يحيى بن سعيد الأموي. سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي بكر الزبيدي وابن عاصم، وعباس بن أصبغ، وابن مفرج وغيرهم. وكان بارعا في الأدب، مطبوعا في الشعر مقدما فيه. ذكره ابن خزرج وقال: توفي يوم السبت لعشر بقين من لذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. ومولده عقب جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. قال لي ابن بقى: يعرف بابن أبي القراميد. حدث عن أبيه، وعن القاضي أبي عبد الله بن مفرج وغيرهما. وولي القضاء بمدينة سالم. ثم أحكام الشرطة والسوق بقرطبة. وكان من أهل الصرامة في أحكامه، وامتحن في مدة المعتمد بالله بيد حكم بن سعيد وزيره، وكانت له عناية بالعلم. حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: توفي لثلاث عشرة ليلة خلت للمحرم سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. قال ابن حيان ومولده سنة خمسٍ وخمسين وثلاث مائة.

محمد بن مروان بن عيسى بن عبد الله الأموي، يعرف بابن الشقاق. من أهل

محمد بن مروان بن عيسى بن عبد الله الأموي، يعرف بابن الشقاق. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن عباس بن أصبغ الأصيلي، والباغاني المقرئ، وابن أبي الحباب وغيرهم، وكان قديم الطلب، نافذا في علوم عدة، وكان الأغلب عليه العربية، والحساب وعليهما كان يعول وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن خزرج. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي الباجي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من جده عبد الله بن محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق وشاركه في السماع من الشيوخ هنالك. حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم بالحديث والرأي والحفظ للمسائل قائما بها واقفا عليها، عاقدا للشروط محسنا لها، بيته علم ونشأة فهم هو وأبوه أبو عمر، وجده أبو محمد، وكان جميعهم في الفضل والتقدم على درجاتهم في أليق، وعلى منازلهم في السبق. وتوفي أبو عبد الله هذا لعشر بقين من المحرم سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة. قال ابن خزرج: وكان مولده في صفر سنة ستٍّ وخمسين وثلاث مائة. وكان أجل الفقهاء عندنا دراية ورواية، بصيرا بالعقود، متقدما في علم الوثائق وعللها، وألف فيها كتابا حسنا، وكتابا مستوعبا في سجلات القضاة إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى، وتوفيته العلم حقه من الوقار، والتصاون، والتزامه من ذلك ما لم يكن عليه أحد من شيوخه رحمهم الله. محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي قاضي إشبيلية ورئيسها؛ يكنى: أبا القاسم. كان: من أهل العلم، وتولى القضاء بإشبيلية ثم انفرد بإستها، وتدبير أمورها وسكن

محمد بن مساور بن أحمد بن طفيل: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سكن

قصرها إلى أن توفي يوم الأحد لليلة بقيت من جمادى الأول سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة ودفن بقصر إشبيلية. محمد بن مساور بن أحمد بن طفيل: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سكن طليطلة. روى عن هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سعيد، وأبي زيد العطار وغيرهم. وكان فصيح الكلام، حسن البيان، كثير الخير عمن مضى من السلف الصالح، وكان متواضعا يسلم على كل من لقي، محبوبا في أعين الناس، موقعا موقرا بجميل لقائه للناس، وحسن اعتقادهم له. ذكره أبو الحسن الإلبيري وذكر أنه أخذ عنه سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مائة. وولد سنة ثلاث وستين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن حزب الله الوثائقي: من أهل بلنسية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان متقدما في علم مالكٍ وأصحابه، وكان مفتيا ببلنسية. ذكره ابن خزرج وقال: توفي بعد سنة ثلاث وأربع مائة. وقد نيف على الثمانين سنة. قال غيره: توفي ليلة الثلاثاء لستٍ بقين من شعبان من سنة أربعين وأربع مائة. ودفن يوم الأربعاء، وصلى عليه عبد الرحمن بن حجاف القاضي. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. تفقه بقرطبة وسمع بها وبغيرها، ولقي أبا عبد الله بن أبي زمنين وسمع منه. ودخل الجذام وسمع منه بها وكان في الفقه إماما وهو من بيت رياسة وجلالة في الدنيا، ونصر

محمد بن عبد الله بن مزين: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

مع السلاطين، وكف بصره فاشتغل بالفقه ورأس فيه وكان يقول: ذهب بصري فخير لي، ولولا ذلك سلكت طريقة أبي وأهلي. وتوفي سنة أربع وثلاثين وأربع مائة. ذكره الحميدي. محمد بن عبد الله بن مزين: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن ابن عون الله، وابن مفرج، والأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخلف بن قاسم، وموسى بن أحمد الوتد، وكان له بصر بالحديث ومشاركة في الرأي، وإحسانٌ في عقد الوثائق، ومعرفة بعللها، وتجويد للقرآن، وعلم بالحساب وفنونه. وتوفي: بإشبيلية في صدر سنة أربع وثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة خمسين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج. محمد بن أحمد بن هرثمة بن ذكوان: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سمع: من أبي المطرف القنازعي والقاضي يونس بن عبد الله وغيرهما. وقلده الرئيس أبو الحزم بن جهور بإجماع أهل قرطبة القضاء. فأظهر الحق ونصر المظلوم، وقمع الظالم، ورد المظالم من عند أهلها، وحمد الناس أحكامه، وشكروا أفعاله، ثم صرف عن القضاء. وكان من أهل العلم والحفظ والنباهة والذكاء والفهم، ممن عني بالعلم، واقتنى الكتب الغريبة، وسماع الحديث. قال ابن حيان: وتوفي يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة فدفن ضحوة يوم الأربعاء بمقبرة العباس مع سلفه ولم يتخلف عنه كبير أحدٍ. وكانت سنه فيما ذكر الحفاظ أصحابه أربعين سنة تنقص أربعة أشهر محصاة. ومولده فيما ذكر في شهر رجب من سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. وبمهلكه انهدم بين بني ذكوان.

محمد بن عبد الرحمن بن أحمد التجيبي؛ يعرف بابن حوبيل: من أهل قرطبة؛

محمد بن عبد الرحمن بن أحمد التجيبي؛ يعرف بابن حوبيل: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه، وعن أبي أيوب بن بطال، وعن القاضي يونس بن عبد الله، وكان له حظٌّ من الفقه، وعقد الشروط، ونصيبٌ من الأدب والمعرفة، مع حسن خط وفصاحة، ومعرفته بأخبار أهل بلده ورجالهم قوية، إلى حلوةٍ وحكاية، وإجمال عشرة ومروة ومن حمل الوزارة إلى اسم الفقه. وذكره الحميدي وقال فيه: أديب شاعر. أنشدني أبو محمد، قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي في أبيات له في وصف فقيهٍ ذكره: لا علم إلا وأنت فيه ... ماضٍ على واضح السبيل لئن غدا المرء مستدلا ... فأنت للمرء كالدليل أين نهاق الحمير يوما ... في حسن صوتٍ من الصهيل وتوفي رحمه الله في غرة ذي الحجة سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان. إلا ما فيه عن الحميدي. محمد بن ثابت بن عياش الأموي: من أهل إشبيلية. روى عن أبي محمد الباجي وغيره. وكان فقيها رفيعا نزها. توفي سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن مدير المقرئ. محمد بن إبراهيم بن خلف اللخمي الأديب، يعرف: بابن زرقة؛ يكنى: أبا عبد الله. كان: من أهل الأدب متعلقا بطلبه، قديما مشهورا فيه وممن يقول الشعر الحسن. له تأليفان في الآداب والأخبار: قال ابن خزرج قرأتهما عليه. ومن شيوخه أبو نصر

محمد بن عبد الرحمن بن عيسى الحجري، يعرف: بابن القيم. من أهل قرطبة؛

النحوي، وابن أبي الحباب وغيرهما. وتوفي في حدود سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة. وهو ابن سبعٍ وستين سنة. محمد بن عبد الرحمن بن عيسى الحجري، يعرف: بابن القيم. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ عن الرباحي وغيره، وكان من أهل العلم بالنحو واللغة والشعر، وشاعرا مطبوعا، وله حظ صالح من علم الحديث، وعبارة الرؤيا. حدث عنه أبو محمد بن خزرج. ووصفه بما ذكرته وقال: توفي بإشبيلية سنة ستٍّ وثلاثين وأربع مائة. وهو ابن أربع وتسعين سنة رحمه الله. محمد بن عبد الله بن أحمد البكري، يعرف بابن ميقل: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا الوليد. يحدث عن سهل بن إبراهيم، وعن أبي محمد الأصيلي، وهاشم بن يحيى وغيرهم. حدث عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: منشأه بمرسية، وسكن قرطبة من صباه وتفقه فيها ونكح بها وخرج منها بعد النهب وعاد إلى مرسية وسكنها حتى مات. ما لقيت أتم ورعا، ولا أحسن خلقا، ولا أكمل علما منه. وكان يختم القرآن على قدميه في كل يوم وليلة، ولم يأكل لحما من أول الفتنة إلا من طير، أو حوتٍ، أو صيد. ولا لبس خفا إلا من جلود جزيرة ميورقة. وكان أكرم الناس على توسط ماله، كان يطعم ويضيف، ويهادي ويتحف بفاكهة جنة له كانت معظم ماله، وقد أضاف قوما أعواما، وكان أحفظ الناس لمذهب مالك وأصحابه رضي الله عنهم، وأقواهم احتجاجا له مع علمه بالحديث والصحيح منه والسقيم، وأسماء رجال نقلته، والتعديل والتجريح، والعلم باللغة والنحو والقراءات، ومعاني الأشعار. وكان محسودا في بلده، مطلوبا لعلمه وفضله رحمه الله. وتوفي رحمه الله يوم السبت ضحيّ لليلتين بقيتا من شوال سنة ستٍّ وثلاثين

محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن خبير بن عيسى اللخمي، يعرف: بابن

وأربع مائة بمرسية، ودفن في قبلة جامعها. ومولده سنة اثنتين وستين وثلاث مائة. أفادني وفاته ومولده أبو بكر يحيى بن محمد المحدث صاحبنا تولى الله كرامته. محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن خبير بن عيسى اللخمي، يعرف: بابن الأحدب: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عنه الخولاني وقال: كان رجلا صالحا، مقبلا على ما يعنيه، قديم الطلب جامعا للكتب والأصول، لقي جماعة من الشيوخ فكتب عنهم وسمع منهم. أحدهم أبو محمد الباجي. ولقي بقرطبة أبا عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، وخلف بن القاسم وغيرهم. وروى عنه أيضا ابن خزرج وأثنى عليه وقال: توفي للنصف من شوال سنة سبع وثلاثين وأربع مائة. وهو ابن ثمانين سنة وأيام. ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن علي بن حذلم الجذامي: من أهل قرطبة، وأصله من مورور؛ يكنى: أبا الوليد. كان من أهل المعرفة والتصاون والأدب، وتولى القضاء بعدة كورٍ. وتوفي يوم السبت لسبع بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن حيان.

الجزء التاسع

الجزء التاسع بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم محمد وعلى آله ". بقية حرف الميم محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد الأصيلي، وأبي سليمان أيوب بن حسين، وعباس بن أصبغ، وزكرياء بن الأشج، وخلف بن القاسم، وأبي محمد بن الزيات، وهاشم بن يحيى، وأبي قاسم الوهراني وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. فلقي في طريقه أبا محمد بن أبي زيد الفقيه فسمع منه رسالته في الفقه؛ وكتاب الذب عن مذهب مالك، وحج من عامه ولم يكتب بمكة عن أحد شيئا، ولقي بمصر أبا بكر بن إسماعيل البنا المهندس فسمع منه وأجاز له، وأبا الطيب بن غلبون المقرئ، وأبا الحسين الفرائضي وغيرهم. وانصرف في سنة اثنتين وأقام بالقيروان عند أبي زيد شهرا فسمع عليه فيه كتاب الاستظهار؛ وكتاب التلبيس من تأليفه، وأجاز له ما رواه وجمعه. وكان أبو عبد الله هذا معتنيا بالآثار والأخبار، ثقة فيما رواه وعنى به، وكان خيرا فاضلا، دينا، متواضعا. متصاونا مقبلا على ما يعنيه. وكان له حظٌ من الفقه، وبصر بالمسائل، ودعي إلى الشورى بقرطبة فأبى من ذلك.

محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن أحمد بن مروان بن سليمان بن عثمان

وحدث عنه جماعة من العلماء منهم: أبو مروان الطبني. وأبو عبد الرحمن العقيلي وأبو عمر بن مهدي وقال: كان من أهل الخير والتواضع، والأحوال الصالحة، وأخذ عنه أيضا أبو عبد الله بن عتاب الفقيه، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فرج وغيرهم. أخبرنا أبو محمد بن عتاب، أنا محمد بن عائد أذناً منه، نا أبو محمد الأصيلي، نا أبو علي الصواف، ببغداد، نا أبو الحسن علي بن القاسم قال: سمعت حجاجا يقول: سمعت عمرا الناقد يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: مذاكرة الحديث من طيبات الرزق. قال ابن حيان: وفي سنة تسع وثلاثين وأربع مائة. توفي الفقيه الراوية، بقية المحدثين بقرطبة أبو عبد الله بن عابد هلك في آخر جمادى الأولى منها عن سن عالية فدفن بالمقبرة على باب داره بالربض الشرقي وشهده جمع الناس، وصلى عليه أبو علي ابن ذكوان. وكان آخر من بقي بقرطبة ممن يحمل عن الشيخ أبي محمد الأصيلي. وكانت له رحلة إلى المشرق مع الثمانين والثلاث مائة. لقي فيها الشيخ أبا محمد بن زيد فقيه المالكين بالقيروان. ولقي بمصر جماعة من شيوخها فاتسع في الرواية، وقضى الفريضة وكان عارفا بأخبار أهل بلده، واعيا لآثار أهله، حسن الإيراد، سهل الخلق، جميل للقاء، باشا بالصديق، حسن المودة لإخوانه كريم العشرة، وكانت سنه بضعا وثمانين سنة، ومولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن أحمد بن مروان بن سليمان بن عثمان بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي العثماني اللغوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. ويعرف: بابن شق حبه. روى بها عن أبي عمر بن أبي الحباب، وأبي عمر بن الجسور، وابن العطار وغيرهم. وكان عالماً بالأدب واللغة، وسكن طليطلة وأخذ الناس عنه بها. وسمع منه القاضي أبو الأصبغ بن سهل في صفر سنة تسع وثلاثين وأربع مائة. وتوفي ليلة الخميس لتسع بقين لجمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة.

محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فيض اللخمي: من شذونه؛ يكنى: أبا عبد

محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فيض اللخمي: من شذونه؛ يكنى: أبا عبد الله. ويعرف بابن السراج. روى بقرطبة عن عباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق الطحان وغيرهما. وكان ذا عناية قديمة بطلب العلم، متقدما في فهمه، متفننا فيه، بصيرا بالمقالات في الاعتقادات وكان علم الكلام والجدل غلب عليه، وتوفي في حدود سنة أربعين وأربع مائة. وقد نيف على سبعين عاما. ذكره ابن خزرج وروى عنه. محمد بن أحمد بن قوطي المعافري. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من الخشني محمد بن إبراهيم، وكان خيرا فاضلا متواضعا كثير الدراسة للمسائل موثقاً شاعراً، توفي سنة أربعين وأربع مائة. وصلى عليه بن مغيث ذكره ابن مطاهر. محمد بن علي الأموي. من أهل إشبيلية. روى عن أبي محمد الباجي وغيره. وتوفي سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. محمد بن قاسم بن شمعلة الضبي المقرئ: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا عبد الله. كان مقرئا أخذ الناس عنه. وتوفي ضحى يوم الاثنين لثلاثٍ بقين لذي القعدة من سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة. ودفن يوم الثلاثاء بعد الظهر وصلى عليه القاضي أبو الوليد الزبيدي وكانت له رواية عن أبي القاسم الوهراني وغيره. وله رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن جماعة، وكان من أهل الفضل والجلالة.

محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأموي، يعرف بابن أبي حبة. من أهل قرطبة؛

محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأموي، يعرف بابن أبي حبة. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن ابن مفرج القاضي، وعباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيلي، وأبي نصر، وابن أبي الحباب، وصاعد اللغوي وغيرهم. وكان متفننا في العلوم، ثاقب الذهن، حافظا للأخبار. وتوفي في عقب ذي الحجة سنة أربع أربعين أربع مائة. وقد نيف على ثمانين سنة. محمد بن محمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي عمر الطلمنكي، وابن الفخار وغيرهم. وكان: من جلة الفقهاء، وكبار العلماء، ومقدما في الشورى، ذكيا فطنا. قال ابن مطاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخار مرات يقول: ليس بالأندلس أبصر من محمد بن محمد بن مغيث بالأحكام. توفي في جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وصلى عليه أخوه أحمد بن محمد. محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى الأموي المكتب المعمر: من أهل قرطبة سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، والمعيطي، وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكي وغيره. وكان شيخاً صالحاً واسناً: حدث عنه الخولاني وقال: سألته عن مولده فذكر أنه ولد في النصف من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاث مائة. وتوفي سنة خمسٍ وأربعين وأربع مائة. وذكره ابن خزرج وقال: كان شيخا فاضلا ورعا من أهل القرآن، ذا حظٍّ صالح من علم

محمد بن أحمد بن بدر الصدفي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله.

الحديث، قديم العناية بطلبه، ثقة ثبتا وقال: توفي في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وأربع مائة. محمد بن أحمد بن بدر الصدفي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين، وأبي جعفر بن ميمون، وعبد الله ابن ذنين، وأبي محمد بن عباس، والتبريزي، والمنذر بن المنذر وغيرهم. وكان مقدما في فقهاء طليطلة حافظا للمسائل، جامعا للعلم، كثير العناية به، وقورا عاقلا متواضعا. وكان يتخير للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته وقد قرأ الموطأ على المنذر في يومٍ واحدٍ، وكانت أكثر كتبه بخطه. وتوفي في رجب سنة سبع وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن عبد الملك الغساني: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا عبد الله. كان فقيها مشاورا خطيبا ببلده. وتوفي سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مائة. ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. ذكره ابن مدير. محمد بن علي بن أحمد بن محمود الوراق أندلسي؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بمكة من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وأبي ذر عبد بن أحمد الهروي وغيرهما. وجاور بمكة كثيرا، وكان حسن الخط، وقد كتب من صحيح البخاري غير ما نسخة هي بأيدي الناس، حدث عنه من أهل الأندلس أبو الوليد الباجي، وأبو محمد الشنتجيالي وأبو عمر بن مغيث وغيرهم. محمد بن عبد الله المقرئ؛ يعرف بابن الصناع: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عيسى بن بدر الصدفي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله.

قرأ القرآن علي أبي الحسن الأنطاكي المقرئ وجوده عليه، وأقرأ الناس بالحمل عنه، وأخذ عنه كتاب رواية ورش من تأليفه أخبرنا بها عن أبي عبد الله هذا شيخنا أبو محمد بن عتاب، ووصفه لي بالفضل والصلاح، وكثرة التلاوة للقرآن. قال ابن حيان: وكان مشهورا بالفضل، مقدما في حملة القرآن، مبرز العدالة. توفي صبيحة الجمعة يوم تاسوعاء من المحرم سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. التمسته أيام اشتد القحط فمضى مستورا، واتبعه الناس ثناء حسنا جميلا، وأجمعوا على أنه آخر من بقي بقرطبة ممن قرأ على الأنطاكي، وكان مولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة. وكانت سنه على هذا الإحصاء إحدى وتسعين سنة. محمد بن عيسى بن بدر الصدفي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله بن الفخار وناظر عليه، وكان متواضعا، وتوفي: سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن مغيث: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. سمع: من جده القاضي يونس بن عبد الله بعض ما عنده، وتفقه عند غير واحد من فقهاء وقته، وكان حافظا للفقه، مقدما في المعرفة والذكاء، والفهم، وله مشاركة جيدة في اللغة والأدب. وتوفي ودفن عشي يوم الخميس منتصف جمادى الأول من سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. وهو ابن سبع وعشرين سنة، وصلى عليه أبوه مغيث ابن محمد، وثكله ثكلا كاد يغلب صبره رثا له الناس منه.

محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون

محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون الخولاني: من أهل قرطبة سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه عبد الله، وعن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن، وعن أبي عمر أحمد ابن هشام بن بكير، وأحمد بن قاسم التاهرتي، وأبي عمر بن الجسور، وأبي عمر الباجي وأبي عمر الطلمنكي، وأبي القاسم أحمد بن منظور، وأبي إسحاق بن الشرفي، وأبي علي البجاني، وخلف بن يحيى بن غيث، وأبي القاسم بن أبي جعفر، وأبي سعيد الجعفري، وأبي عبد الله بن الحذَّاء، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي بكر بن زهر، وابن نبات، وأبي محمد بن أسد، وأبي المطرف بن فطيس القاضي، وأبي المطرف القنازعي، وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي القاسم الوهراني، ويونس بن عبد الله القاضي، وصاعد اللغوي وجماعة كثيرة سواهم سمع منهم، وتكرر عليهم، وكتب العلم عنهم. وكانت له عناية كثيرة بتقييد الحديث وجمعه وروايته ونقله. وكان ثقة فيما رواه ثبتا فيه، مكثرا محافظا على الرواية. وكان فاضلا دينا متصاونا، متواضعا. وتوفي رحمه الله بإشبيلية سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. أخبرني بذلك غير واحد عن ابنه أحمد بن محمد بوفاة أبيه. وذكره أيضا ابن خزرج وأثنى عليه وقال: توفي في عقب ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وهو ابن ستٍّ وسبعين سنة. محمد بن أحمد بن إبراهيم الوراق، يعرف: بابن الفُرانق: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من أبي عمر الطلمنكي المقرئ بسرقسطة ومن غيره، وسكن المرية وكتب بخطه علما كثيرا، ولم يكن بالضابط لما نقله وقيد ووفاته جماعة

محمد بن وليد بن عقيل العكي المجاور بمكة: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد

من أهل العلم إلى سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وحدث عنه ابن خزرج. محمد بن وليد بن عقيل العكي المجاور بمكة: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى بمكة عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، وكان شيخا صالحا. حدث عنه أبو مروان الطبني، وأبو بكر جماهر بن عبد الرحمن بإجازة كانت تقدمت له إليه، وقال قدمت مكة سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة. فألفيته قد مات رحمه الله. محمد بن إسماعيل بن فورتش قاضي سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. له رحلة إلى المشرق حج فيها، وكتب الحديث عن عتيق بن إبراهيم القروي، وأبي عمران القابسي، وأبي عبد الملك البوني، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. وكان ثقة في رواية، ضابطا لكتبه، فاضلا، دينا، عفيفا راوية للعلم، وتوفي رحمه الله في صدر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة. قال لي ذلك حفيده أبو بكر ومولده سنة إحدى وثمانين ثلاث مائة. روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الوليد الباجي. محمد بن إبراهيم بن وهب القيسي: من أهل طليطلة. سمع: من يوسف بن أصبغ وغيره. ورحل حاجا ولقي أبا ذر الهروي، وأبا الحسن بن جهضم، وأخذ عنهما ثم انصرف وأقبل على التجارة وعمارة ماله، وكان مواظبا على الصلوات. توفي في ذي الحجة ودفن يوم الأضحى سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن سعيد بن أبي زعبل: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن أحمد بن مطرف الكناني المقرئ، يعرف: بالطرفي: من أهل قرطبة؛ يكنى:

كان في عداد المفتيين بقرطبة، وكان ينسب إلى غفلة كثيرة شهر بها عند الناس. وتوفي في يوم الجمعة سلخ رجب من سنة أربع وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن حيان. محمد بن أحمد بن مطرف الكناني المقرئ، يعرف: بالطرفي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقاق الفقيه، وتلى القرآن بالروايات على أبي محمد مكي بن أبي طالب واختص به وأخذ عنه معظم ما عنده. وكان من أهل المعرفة بالقراءات، حسن الضبط لها، عالما بوجوهها وطرقها. أخذ الناس عنه كثيرا. وكان دينا فاضلا صاحب ليل وعبادة، ثقة فيما رواه، أنا عنه أبو القاسم بن ابن صواب بجميع ما رواه وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة والجلالة، وكثرة الدعابة والمزاح. وحسن الباطن. قال ابن حيان: توفي ودفن لأربع عشرة ليلة بقيت من صفر يوم الأربعاء من سنة أربع وخمسين وأربع مائة. ودفن عند باب عامر في صحن مسجد خرب بها. قال: وعرفت أن مولده سنة سبع وثمانين وثلاث مائة وانتهى عمره ستا وستين سنة. محمد بن عبد الأعلى بن هاشم، يعرف بابن الغليظ: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي بكر بن القوطية وغيره. وكان من أهل العلم والأدب، وولي قضاء مالقة. روى عنه أبو محمد علي بن أحمد. ذكر بعضه الحميدي. محمد بن محمد بن الحسن الزبيدي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الوليد. نزل المرية واستوطنها، واستقضى بها وكانت له رواية عن أبيه. وتوفي وقد نيف علي الثمانين سنة.

محمد بن العربي الثغري؛ يكنى: أبا بكر.

ذكر ذلك ابن مدير. وحدث عنه أيضا أبو إسحاق بن وردون وغيره. وذكره الحميدي وقال: لقيته بالمرية بعد الأربعين والأربع مائة. وسمعته يقول: أنه سمع مختصر العين من أبيه، وأخرجه إلينا ورواه عنه بعض أصحابنا. وقد روى عن عمه عبد الله أيضا. محمد بن العربي الثغري؛ يكنى: أبا بكر. روي عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، والقاضي يونس بن عبد الله وغيرهما. وحدث عنه القاضي أبو يحيى الثملاكي وغيره. محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري الصواف: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن أبي محمد بن عباس الخطيب وغيره، ورحل إلى المشرق وسمع بالقيروان في طريقه من جماعة منهم: أبو عبد الله محمد بن عيسى بن مناس، وأبو محمد الحسن بن القاسم القرشي، وأبو إسحاق إبراهيم بن قاسم المعافري. وبمصر من جماعةٍ منهم أبو محمد بن النحاس، وأبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي، وبمكة من أبي العباس الرازي وغيره. حدث عنه أبو بكر بن جماهر بن عبد الرحمن. لقيه بمصر ولقيه أيضا أبو عبد الله الحميدي بمصر وقال: قرأنا عليه كتاب مسلم بن الحجاج في الصحيح، وكتاب الشريعة للآجري. وكتبا جمة. وكان رجلا صالحا مكثرا ثقة ضابطا وقال: أنشدنا أبو عبد الله هذا: يا مستعير كتابي إنه علقٌ ... بمهجتي وكذاك الكتب بالمهج فأنت في سعةٍ إن كنت تنسخه ... وأنت من حبسه في أعظم الحرج قال: وتوفي بالفسطاط بن الخمسين وأربع مائة. قال لي شيخنا أبو الحسن بن مغيث: ذكر لي أبو القاسم خلف بن إبراهيم المقرئ أن أبا عبد الله محمد بن الفرج هذا خبل في آخر عمره وضم إلى المارستان بمصر وأراه مات به رحمه الله.

محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام الأنصاري المعروف: بابن شق الليل.

محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام الأنصاري المعروف: بابن شق الليل. من أهل طليطلة. سكن طلبيرة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بطليطلة من أبي إسحاق بن شنظير وصاحبه أبي جعفر بن ميمون وأكثر عنهما. وروى عن أبي عبد الله بن يمن، وأبي الحسن بن مصلح، والمنذر بن المنذر، وابن الفخار وجماعة كثيرة سواهم من أهلها ومن القادمين عليها. ورحل إلى المشرق فحج ولقي بمكة أبا الحسن بن فراس العبقسي، وأبا الحسن علي بن جهضم، وأبا القاسم عبد الرحمن بن الحسن الشافعي، وأبا بكر المطوعي وأبا أسامة الهروي، وكتب بمصر عن أبي محمد بن النحاس، وأبي القاسم بن منير، وأبي الحسن أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال، وعبد الغني بن سعيد الحافظ وغيرهم. وحدث في انصرافه من المشرق عن جماعة كثيرة من المحدثين في طريقه. وكان فقيها عالما، وإماما متكلما حافظا للحديث والفقه، قائما بهما، متقنا لهما إلا أن المعرفة بالحديث وأسماء رجاله، والبصر بمعانيه وعلله كانت أغلب عليه. وكان مليح الخط، جيد الضبط من أهل الرواية والدراية، والمشاركة في العلوم، والافتنان بها وبمذاكرتها. وكان أديبا شاعرا مجيدا لغويا دينا فاضلا كثير التصنيف، والكلام على الحديث حلو الكلام في تواليفه وتصانيفه، وكانت له عناية بأصول الديانات وإظهار الكرامات وتوفي رحمه الله بطلبيرة يوم الأربعاء منصف شعبان سنة خمسٍ وخمسين وأربع مائة. قال ابن خزرج ومولده في حدود سنة ثمانين وثلاث مائة. محمد بن يحيى بن أحمد بن خميس القرطبي المجاور بمكة، يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي وأكثر عنه، وعن أبي الحسن محمد ابن صخر وغيرهما. وجاور بمكة إلى أن توفي. وكان رجلا صالحا. حدث عنه

محمد بن الحبيب بن طاهر بن علي بن شماخ الغافقي: من أهل غافق؛ يكنى: أبا

أبو مروان الطبني، وأبو عبد الله بن السقاط، وجماهر بن عبد الرحمن. لقيه بمكة وسمع منه سنة ... وخمسين وأربع مائة. محمد بن الحبيب بن طاهر بن علي بن شماخ الغافقي: من أهل غافق؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بقرطبة من قاضيها يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقاق، وأبي عبد الله ابن نبات وأبي المطرف القنازعي، ومكي ابن أبي طالب المقرئ وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج سنة إحدى وعشرين وأربع مائة، ولقي بمكة أبا ذر عبد بن أحمد الهروي فسمع منه. ولقي بمصر عبد الوهاب بن علي المالكي، وسمع منه كتاب التلقين من تأليفه، وأجاز له ما رواه وألفه. واستقضى أبو عبد الله هذا ببلده. وكان: من أهل الخير والفضل والدين، والتواضع والطهارة، والأحوال الصالحة، وأنا عنه شيخنا أبو محمد بن عتاب بجميع ما رواه عن عبد الوهاب خاصة. وتوفي القاضي أبو عبد الله فجاءة بغافق يوم السبت بعد أن صلى الظهر، وانصرف إلى داره لتجديد وضوءٍ لعشر بقين من شهر رمضان سنة تسع وخمسين وأربع مائة. محمد بن أحمد بن عدل الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من عبد الله بن ذنين، وعبد الرحمن بن عباس. وكان ثقة من المجتهدين في العبادة، والمقبلين على الآخرة، خائفا لله تعالى، خاشعا له عاقلا. وكان يعظ الناس. توفي سنة تسع وخمسين وأربع مائة.

محمد بن عمر بن الحسن الفارسي؛ يعرف بابن أبي حفص من أهل إشبيلية؛ يكنى:

محمد بن عمر بن الحسن الفارسي؛ يعرف بابن أبي حفصٍ من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد. كان: من أهل القرآن، ومن أهل العناية الصحيحة بطلب الفقه والعربية والطب والآداب وممن يقول الشعر ومن أحفظ الناس للخبر، وله رواية بالأندلس والمشرق. وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وأربع مائة. ومولده بإشبيلية في رجب سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج. محمد بن موسى بن فتح الأنصاري، المعروف: بابن الغراب. من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا بكر. سمع بقرطبة من أبي محمد الأصيلي، وعبد الوارث بن سفيان، وخلف بن القاسم وأبي نصر النحوي، ومسلمة بن بتري وغيرهم. وكان عالما بالآثار والأخبار، متفننا في سائر العلوم من اللغات والأشعار، وكان مع ذلك حسن الدين ثقة في جميع أحواله، وكان على مذاهب أهل التفرد والعزلة عن الدنيا فكان ربما عوتب في ذلك عتاب تخويفه من السلطان فمن دونه فيقول مقال أهل التوكل على الله. وأخبرنا غير واحد عن أبي علي الغساني، قال: أنا أبو بكر بن الغراب، قال: أنا عيسى بن سعيد، قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد للخاقاني: علم العلم من أتاك واغتنم ... ما حييت منه الدعاء وليكن عندك الغنى إذا ما ... طلب العلم والفقير سواء وتوفي رحمه الله ببطيوس لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ستين وأربع مائة. محمد بن الوليد القيطشاي الأديب من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. كان معلم العربية بقرطبة، وكان لها ذاكراً، مقدماً في معرفتها. وذكر شيخنا

محمد بن وهب بن بكير الكتاني قاضي قلعة رباح؛ يكنى: أبا عبد الله.

أبو محمد بن عتاب: أن عنده تعلم العربية. قال ابن حيان توفي ودفن يوم السبت لسبع بقين من المحرم من سنة ستين وأربع مائة. محمد بن وهب بن بكير الكتاني قاضي قلعة رباح؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي محمد بن ذنين، وأبي عبد الله بن الفخار، ومحمد بن يمن وغيرهم. وكان يبصر المسائل، ومعاني الأحكام، وولى قضاء قلعة رباح، وله فيه قدر وشرف لأنه كان معروفا بالتضحية ظاهر الإخلاص لجماعة من الناس، محببا إليهم، عفيفا، لينا طاهرا، ثم رحل إلى طليطلة واستوطنها إلى أن توفي بها سنة إحدى وستين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن وهب بن حماد التميمي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وإبراهيم بن محمد، والمنذر بن المنذر وغيرهم. وكان من أهل الحفظ للحديث والبصر به، وكان فقيها في المسائل، عارفا بالوثائق خيرا فاضلا، منقبضا. قال ابن مطاهر: وكان سبب وفاته أنه أقبل يوما من قريته فأدركه في الطريق غيثٌ وابلٌ، ورعدٌ عظيم فنزلت من السماء صاعقة فقتلته والدابة التي كان يركبها، وأصيب إثر الصاعقة في رأسه رحمه الله. محمد بن عبد الرحمن بن سمعان: من أهل الثغر؛ يكنى: أبا عبد الله. يحدث عن أبي عمر الطلمنكي المقرئ، وأبي عبد الله بن الحذاء القاضي، ومحمد بن يمن وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم وروايته، أخذ عنه أبو بكر محمد بن محمد بن جماهر وغيرهم. وقرأت بخط ابن سمعان هذا قال: سمعت ابن أبي نصرٍ يقول: سمعت أبا بكر يقول: سمعت النيسابوري الحاكم يقول: حججت في ستة من أصحابي الحفاظ،

محمد بن عتاب بن محسن مولى عبد الملك بن سليمان بن أبي عتاب الجذامي: من

فلما وصلنا البيت وطفنا، وتروينا من زمزم دعا كل واحد منا بدعوة فأجيبت. فقلت له بما دعوت؟ قال: دعوت أن ييسر لي التأليف. محمد بن عتاب بن محسن مولى عبد الملك بن سليمان بن أبي عتاب الجذامي: من أهل قرطبة، وكبير المفتين بها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد التجيبي، وأبي القاسم خلف بن يحيى ابن غيث، وأبي المطرف القنازعي، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي عثمان سعيد بن سلمة، وأبي عبد الله بن نبات، والقاضي عبد الرحمن بن أحمد بن بشر، والقاضي أبي محمد بن بنوش، وأبي أيوب بن عمرون القاضي، وأبي عثمان بن رشيق وأبي سعيد الجعفري وغيرهم. وكان فقيها عالما، عاملا ورعا عاقلا بصيرا بالحديث وطرقه وعالما بالوثائق وعللها، مدققا لمعانيها، لا يجارى فيها. كتبها مدة حياته فلم يأخذ عليها من أحد أجرا. وكان يحكى أنه لم يكتبها حتى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلفا. متفننا في فنون العلم، حافظا للأخبار والأمثال والأشعار، يتمثل بالأشعار كثيرا في كلامه، صليبا في الحق مؤيدا له، مميزا لزمانه متحفظا من أهله، منقبضا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ في جميع أحواله، متواضعا مقصدا في ملبسه. يتصرف في حوائجه بنفسه ويتولاها بذاته. كان شيخ أهل الشورى في زمانه، وعليه كان مدار الفتوى في وقته دعي إلى قضاء قرطبة مرارا فأبى من ذلك وامتنع. وكان قد دعي قبل ذلك إلى قضاء طليطلة والمرية فاستعفاهما، وقدمه القاضي أبو المطرف بن بشر إلى الشورى والناس متوافرون، وذلك سنة أربع عشرة وأربع مائة. وهو ابن إحدى وثلاثين سنة. وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها في الآخرة ويقول: من يحسدني فيها جعله الله مفتيا،

وإذ رغب في ثوابها وغبط بالأجر عليها يقول: وددت أني أنجو منها كفافا لا علي ولا لي ويتمثل بقول الشاعر: تمنوني الأجر الجزيل وليتني ... نجوت كفافا لا علي ولا ليا وكانت له اختياراتٌ من أقاويل العلماء يأخذ بها في خاصة نفسه، لا يعدوا بها إلى غيره. منها: أنه كان يقرأ بفاتحة الكتاب في الصلاة على الجنائز أثر التكبيرة الأولى اتباعا للحديث الثابت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قال بذلك من العلماء رحمهم الله. وكان يقرأ بها في صلاة الجمعة إذا لم يسمع قراءة الإمام وكان إذا لم يسمع الخطبة في الجمعة والعيدين لبعده عن الإمام أقبل على الذكر والدعاء والاستغفار والقراءة. وكان يبدأ بالتكبير في العيدين من مساء ليلتهما إلى خروج الإمام وانقضاء الصلاة. وكان يتقي المسح على الخفين ما أمكنه ذلك، ولم تدعه الضرورة إلى ذلك ويقول: أنا لا أعيب المسح عليهما وأصلي وراء من يمسح. وكان قد اعتقد قديما أن يشرك أبويه فيما يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يفرض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك بينه وبينهما سواء. وكان يقول: إني مضيت على هذه النية مدة ثم أنه وقع بنفسي من ذلك شيء، إذ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أسبق إليه، ولم أكن رأيت ذلك لغيري قبلي إلا أني لم أقطع ما نويته من ذلك إلى أن مر بي لبعض المتقدمين مثل ذلك فطابت نفسي، وازددت بصيرة في فعلي. وكان يقول فيما ترك عندنا من القضاء باليمين مع الشاهد: إني لو وجدت من يقضي بذلك لأفتيته به. نقلت معظم ما تقدم من مناقب هذا الشيخ بخط ابنه أبي القاسم. وذكره أبو علي الغساني في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال: أبو عبد الله محمد بن عتاب بن محسن كان من جلة الفقهاء وأحد العلماء الأثبات، وممن عني بالفقه وسماع

محمد بن جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن الغمر بن يحيى بن الغافر

الحديث دهره، وقيده فأتقنه، وكتب بخطه علما كثيراً، وكان حسن الخط، جيد التقييد في المعرفة بالأحكام وعقد الشروط وعللها. بذ في ذلك أقرانه. وكان على سنن أهل الفضل، جزل الرأي، حصيف العقل على منهاج السلف المتقدم. ولد لسبعٍ بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. وتوفي ليلة الثلاثاء لعشر بقين من صفر من سنة اثنتين وستين وأربع مائة. ودفن بمقبرة الربض قبلي قرطبة. وصلى عليه ابنه عبد الرحمن بن محمد. وشهد جنازته المعتمد على الله محمد بن عباد ومشى فيها راجلا على قدميه. محمد بن جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن الغمر بن يحيى بن الغافر ابن أبي عبدة رئيس قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي المطرف القنازعي، وأبي محمد بن بنوش، ويونس بن عبد الله القاضي وأبي بكر التجيبي. وقرأ القرآن وجوده على أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ. وكان حافظا للقرآن العظيم. مجودا لحروفه، كثير التلاوة له. وكان معنياً بسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم. سمع في شبيبته علما كثيرا ورواه، وقرأت تسمية شيوخه المذكورين قبل هذا بخط يده، وفيه تسمية ما سمعه منهم؛ فرأيت فيها كتبا كثيرة تدل على العناية بالعلم والاهتمام به. وتوفي رحمه الله بشلطيش معتقلا بها من قبل المعتمد على الله محمد بن عباد في منتصف شهر شوال سنة اثنتين وستين وأربع مائة. ومولده في ذي القعدة من سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. محمد بن يونس الحجاري منها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الأسلمي وغيرهما. وكان مقدما في المعرفة

محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي: من

بالنحو واللغة، وكتب الأخبار والأشعار واستأدبه المظفر بن الأفطس لنفسه ولبنيه. وسكن بطليوس وتوفي بها سنة اثنتين أو ثلاث وستين وأربع مائة. محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا بكر. روى ببلده عن الفقيه الزاهد أبي القاسم بن عصفور الحضرمي، وأبي بكر محمد ابن عبد الرحمن العواد وغيرهما. واستقضاه المعتمد على الله محمد بن عباد بقرطبة. وكان حسن السرة في قضائه، عدلا في أحكامه، ولم يزل يتولى القضاء بها على أن توفي في غرة جمادى الآخرة من سنة أربع وستين وأربع مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه القاضي أبو عمر بن الحداء. محمد بن قاسم بن مسعود القيسي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله بن الفخار، وابن الفشاري. وكان: من أهل العناية بالعلم والفقه والفتيا، مشاورا في الأحكام. وكتب للقضاة بطليطلة. وتوفي في شهر رمضان سنة ست وستين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ؛ يعرف: بابن الفراء: من أهل جيان؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ القراءات عن أبي محمد مكي بن طالب المقرئ؛ وأقرأ الناس بالحمل عنه، وكان فاضلا، زاهدا ورحل في آخر عمره إلى المشرق. وتوفي بمكة سنة تسع وستين وأربع مائة. قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب، وكان ممن أخذ عنه. محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله.

قرأت بخط أبي محمد بن خزرج: أخبرني أبو عبد الله بن منظور أنه خرج من إشبيلية إلى المشرق في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. وأنه وقف وقفتين سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين، وأنه دخل إشبيلية منصرفا سنة أربع وثلاثين وأربع مائة. قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب وكان ممن أخذ عنه. قال أبو علي: كان من أفاضل الناس، حسن الضبط، جيد التقييد للحديث، كريم النفس خيارا. رحل إلى المشرق ولقي بمكة: أبا ذر عبد بن أحمد وصحبه وجاور معه مدة وكتب عنه الجامع الصحيح للبخاري، وغير ما شيء. ولقي أيضا أبا النجيب الأرموي، وابن أبي سختوية، وأبا عمرو السفاقسي لقيه بمكة وغيرهم. أخبرنا أبو الحسن يونس بن محمد المفتي سماعا من لفظه؛ قال: أخبرنا أبو عبد الله بن منظور، قال: لما سرنا إلى الزيارة وانتهينا إلى باب الخشبة، وهو الباب الذي يفضي إلى القبر نزل رجلٌ عن راحلته وأنشد: نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن تلم به ركبا فلما سمعه الناس نزلوا عن رواحلهم ومشوا إلى القبر. قال لنا أبو الحسن: وتمثل هذا الرجل بهذا البيت أحسن من مدح أبي الطيب المتنبي من مدح به وقال فيه. وقال لنا أيضا: كان ذكي الخاطر، حسن المجالسة، من بيت علم وذكر وفضل رحمه الله. قرأت بخط بعض الشيوخ: أخبرني من أثق به أن أهل إشبيلية أصابهم قحطٌ في بعض الأعوام وبلغ قفيزهم أحد عشر مثقالا، وزيتهم ثمانية مثاقيل القسط، فانصرف بعض أهلها مهتما بذلك في بعض الأيام، ولم يتعش أحدٌ في دار ذلك الرجل لهمهم بذلك فرأت بنته في السحر شيخا حسن الهيئة لا يشبه رجال أهل الدنيا فكأنها

محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن فورتش: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد

شكت إليه تلك الحال فقال لها: سيحط السعر. قد سقيتم بدعوة أبي عبد الله بن منظور البارحة، فنهضت إليه أمها يوما لآخر، وكان بينهما متات. فتحدثت معه ثم سألته هل سألت ربك البارحة حاجة؟ فاستحى وقال لها: ما الخبر؟ فأخبرته برؤيا ابنتها فخر ساجدا لله، ثم أمر بخمسين قفيزا ففرقت في المساكين، وكان له ابن عم يؤم بجامع إشبيلية فشكاه إلى الناس ونهض إليه وقال: تترك عيالك وتعطي في مثل هذه السنة خمسين قفيزا؟ فقال له: إنما أعطيتها لله تعالى: فما انقضى النهار حتى سقاهم الله تعالى. قال أبو علي: وتوفي بإشبيلية يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من شوال من سنة تسع وستين وأربع مائة. ودفن ضحوة يوم الخميس بعده وانتهى عمره سبعون عاما رحمه الله. محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن فورتش: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. وهو ابن عم القاضي محمد بن إسماعيل. روى عن أبي عمر الطلمنكي، والقاضي أبي الحزم بن أبي درهم، وابن محارب وغيرهم. واستقضى ببلده. وكان فاضلا دينا، عالما أخذ الناس عنه. ولد سنة تسعين وثلاث مائة. وتوفي سنة ثمانين وأربع مائة. ذكر بعض خبره أبو القاسم المقرئ. محمد بن مزرقان المهدي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم الشيرازي وغيره. حدث عنه أبو القاسم الحسن بن عمر الهوزني وغيره.

محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من

محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة وقاضيها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه أحمد، وعمه أبي الحسن عبد الرحمن وتولى القضاء بقرطبة مرتين. الأولى بتقديم محمد بن جهور، والثانية بتقديم المأمون يحيى بن ذي النون، ولم تحفظ له قضية جور، ولا ارتشا في حكم، وكان من بيتة علم ونباهة وفضل وجلالة، وقد حدث عنه أبو علي الغساني وغيره. وأنا عنه ابناه أبو الحسن، وأبو القاسم بما رواه. وصرف عن القضاء وامتحن بسببه محنة عظيمة نفعه الله بها. وتوفي بمدينة إشبيلية بعد انطلاقه من اعتقاله في صفر سنة سبعين وأربع مائة. ومولده في سنة سبع وتسعين وثلاث مائة. أخبرني بذلك ابنه شيخنا أبو القاسم. محمد بن عمر بن محمد بن حفص بن الشراني الطليطلي: من أهلها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن محمد بن مغيث وكان صهرا له، وعن أبي بكر بن زهر، وكان الأغلب عليه الورع، وترك الدنيا، والانقباض عن الدنيا وأسبابها، والانزواء عنها وعن أهلها. وكان قليل الخروج عن بيته إلا لما بد له منه، ولا يتبسط مع أحدٍ في الكلام. وكان مهادياً بنفسه عن الناس، وكان مع ذلك حسن التلقي لمن قصده، وكان ثقة في روايته، لا يبيح لأحد أن يسمع منه شيئا مما روى. وتوفي في صفر سنة إحدى وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن يحيى بن العبدري؛ يعرف: بابن سماعه: من أهل سرقسطة وخطيبها؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عمر البكري: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا عبد الله.

حدث عن أبي عمر الطلمنكي وغيره. وحدث عنه أبو علي بن سكرة وقال: هو مشهور بالصلاح التام وأجاز له. قال: وتوفي: سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ودفن هو وأبو الحسين بن القاضي أبي الوليد الباجي وصلي عليهما في وقت واحد وموضع واحد. محمد بن عمر البكري: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا عبد الله. كانت له عناية بالعلم، واستقضى ببلده. وتوفي: سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير وذكر أنه شهد جنازته. محمد بن قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال القيسي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهما. وكان له حظٌّ في الفقه والآثار، والآداب. وتوفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. محمد بن حارث بن أحمد بن مغيرة النحوي. سرقسطي؛ يكنى: أبا عبد الله. كان من جلة أهل الأدب، ومن أهل الحفظ والمعرفة والتقدم في ذلك. روى عن أبي عمر أحمد بن صارم الباجي كثيرا من كتب الآداب. حدث عنه أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ. لقيه بغرناطة وأخذ عنه بها سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة. محمد بن هاشم الهاشمي: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي: من أهل قرطبة؛ يكنى:

سمع: من القاضي محمد بن فورتش، وأبي القاسم مفرج بن محمد الصدفي. وسمع بمصر من أبي العباس بن نفيس مسند الجوهري عنه؛ وسئل أبو علي بن سكرة عنه فقال: رجلٌ صالحٌ كان يحفظ الموطأ، والبخاري وغير شيء. ورأيته يقرأ من حفظه كتاب البخاري على الناس فيما بين العشائين بالسند والمتابعة لا يخل بشيء من ذلك. محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا طالب. روى عن أبيه أكثر ما عنده، سمع معه على القاضي يونس بن عبد الله وأجاز لهما ما رواه. وأجا لهما أيضا أبو علي الحداد الفقيه، وأخذ أيضاً عن أبي القاسم بن الإفليلي، وعن حاتم بن محمد. وولي أحكام الشرطة والسوق بقرطبة مع الأحباس وأمانة الجامع. وكان محمودا فيما تولاه من أحكامه. وكان له حظٌّ وافر من الأدب، وكان حسن الخط جيد التقييد. وتوفي يوم الثلاثاء لخمسٍ خلون من المحرم سنة أربع وسبعين وأربع مائة. ومولده سنة أربع عشرة وأربع مائة. أول يوم من ذي القعدة. قال لي ذلك: ابنه الوزير أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي شيخنا. محمد بن كثير القرشي المخزومي: من شذونة؛ يكنى: أبا حاتم. روى عن أبي عمر بن عبد البر. وكان نبيها جليلا أخذ الناس عنه الآداب. وتوفي سنة خمسٍ وسبعين وأربع مائة. وقد خانق السبعين عاما. ذكره ابن مدير. محمد بن شريح بن أحمد بن شريح الرعيني: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. رحل إلى المشرق سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مائة. وسمع: من أبي ذر الهروي

محمد بن مبارك؛ يعرف: بابن الصائغ: من أهل دانية؛ يكنى: أبا عبد الله.

صحيح البخاري وأجاز له. وسمع من أبي العباس بن نفيس بمصر، ومن أبي القاسم الكحال، وأبي الحسن القنطري وغيرهم. روى بإشبيلية عن أبي عمرو عثمان بن أحمد القيشطيالي، وأجاز له أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ. ولأبي عبد الله هذا كتاب الكافي في القراءات من تأليفه، وكتاب التذكرة، واختصار الحجة لأبي علي العيسوي وغير ذلك. وكان: من جلة المقرئين وخيارهم، ثقة في روايته. توفي يوم الجمعة عند صلاة العصر اليوم الرابع من شوال من سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة، وكمل له من العمر أربعة وثمانون عاما إلا خمسة وخمسين يوما. ومولده يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. أخبرني بوفاته ابنه الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد رحمه الله. محمد بن مبارك؛ يعرف: بابن الصائغ: من أهل دانية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان فقيهاً. أخذ عن أبي عمرو المقرئ وغيره. وقد أخذ عنه ابن مطاهر، وأبي محمد بن أبي جعفر شيخنا. توفي: سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة. محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي: من أهل قرطبة وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب قرأ عليه القرآن وجوده، وعن أبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر ابن الحذاء، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وكان رجلا فاضلا دينا متواضعا، مجودا للقرآن، كثير العناية بسماع العلم من الشيوخ والاختلاف إليهم، والقراءة عليهم، مقبلا على ما يعنيه ولا أعلمه حدث.

محمد بن أحمد بن حزم الأنصاري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله.

وتوفي رحمه الله سنة سبع وسبعين وأربع مائة. أخبرني بوفاته حفيده القاضي أبو عبد الله محمد بن أصبغ بن محمد. محمد بن أحمد بن حزم الأنصاري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من محمد بن أحمد بن بدر وغيره. وله رحلة إلى المشرق. وولي قضاء طلبيرة. وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. محمد بن خيرة الأموي؛ يعرف: بابن أبي العافية. من أهل المرية. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي القاسم بن دينال، وعن أبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهما. وكان من جلة العلماء، وكبار الفقهاء، شهر بالحفظ والعلم، والذكاء، والفهم. وشوور في الأحكام بقرطبة. روى عنه القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد، وأبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه وقال: توفي سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. محمد بن علي بن إبراهيم الأموي؛ يعرف: بابن قرذيال. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع من جماعة من رجال بلده، وكان يناظر عليه في الفقه، وله تأليف في شرح كتاب البخاري. وتوفي سنة تسع وسبعين وأربع مائة. قرأت ذلك بخط ابن إسماعيل. وقال ابن مطاهر. توفي سنة ثمانين وأربع مائة. محمد بن يبقي اللخمي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله. كان فقيها عالما بالخبر واقفا على علم الأثر، اختلف على الشيوخ كثيرا، وكان صاحبا لأبي القاسم بن مدير. قال: توفي سنة إحدى وثمانين وأربع مائة. وقال: ما ترك بالمرية أحد فوقه.

محمد بن بشير المعافري الصيرفي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن بشير المعافري الصيرفي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عنه أبو علي الغساني وقال: كان رجلا صالحا، طلب الأدب عند أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب، وقرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب، وتبناه أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن المعروف بابن الصابوني. وقرأ عليه ودربه. وكتب الحديث عن شيوخ مصر في وقته، وحج بيت الله الحرام، وكتب بيده الصحيح لمسلم بن الحجاج بمصر، عن أبي محمد بن الوليد. وكان رجلا منقبضا، مقبلا على ما يعنيه، وتوفي رحمه الله في اليوم التاسع من شهر رمضان المعظم من عام إحدى وثمانين وأربع مائة. قيدت هذه الوفاة عن أهل بيته، ثم وجدتها بعد ذلك في كتاب ابن مدير ولم يذكر الشهر. محمد بن أحمد بن حسان بن الريوالي البياسي: قاضي بياسة؛ يكنى: أبا بكر. رحل إلى المشرق، وأخذ عن أبي بكر محمد بن محمد بن الناطور المدونة. سمعها عليه في داره بالقيروان سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. وأخذ أيضا عن أبي بكر أحمد بن عبد الله بن أبي زيد، وسمع بقرطبة عن أبي عبد الله بن عابد، وبالمرية من المهلب بن أبي صفرة، أخبرنا عنه بعض شيوخنا بجميع ما رواه. وتوفي في عشر الثمانين وأربع مائة. محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن عبد الله بن سلمة بن عباد بن يونس القيسي، يعرف: بابن المصحى: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه، وعن أبي الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني، وأبي الحسن التبريزي، وأبي عبد الله بن فتحون، وصاعد بن الحسن اللغوي، وعن أبي سعيد الجعفري، وأبي عمر بن عفيف وغيرهم.

محمد بن عبد الله بن بيبش المفتي؛ يكنى: أبا عبد الله.

روى عنه أبو علي الغساني وقال: كان من المتحققين بالأدب، الدائبين على طلبه مدة عمره. وكان ذا صيانة وجلالة. روى الناس عنه كثيرا من روايته، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا. وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: كان حافل الأدب، متسع المعرفة، من بيت نباهة ووجاهة. وكان دمث الأخلاق، سهل الحديث. وكان مثابرا على المطالعة وتكرير كتبه على علو سنه فكانت في غاية الإتقان والتقييد. قال أبو العباس الكناني: توفي الوزير أبو بكر رحمه الله صبيحة يوم الأربعاء لثلاث خلون من شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وأربع مائة. ودفن صبيحة يوم الخميس بمقبرة أم سلمة، وحضر جنازته المأمون الفتح بن محمد بن هشام يوم الجمعة لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن بيبش المفتي؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ عن أبي جعفر بن مغيث، وأبي المطرف بن سلمة وغيرهما. وتوفي بمرسية سنة أربع وثمانين وأربع مائة. محمد بن محمد بن أحمد بن عامر الحميري: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا زيد. سمع ببلده من أبي عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي وغيره. وكان فقيها مشاورا بحضرته، عاليا في روايته. حدث عنه القاضي الإمام أبو بكر بن العربي وقال: أخذت عنه سنة أربع وثمانين وأربع مائة. محمد بن خلف بن سعيد بن وهب، يعرف: بابن المرابط. من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق التميمي المغامي المقرئ: من

روى عن أبي عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد ابن ميقل، وأبي عمرو المقرئ، وخلف الجعفري، ومحمد بن عباس القيرواني. وله تأليف في شرح البخاري. سمع منه وكان من أهل العلم والرواية والفهم والتفنن في العلوم، أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا. وقرأت بخط أبي الوليد سليمان بن عبد الملك صاحبنا، قال: قرأت على قبر القاضي أبي عبد الله بن المرابط مكتوبا في رخامة عند رأسه على قارعة الطريق عند باب بجانة: هذا قبر القاضي أبي عبد الله بن المرابط. توفي رحمه الله ونضر وجهه يوم الأحد لربع خلون من شوال سنة خمسٍ وثمانين وأربع مائة. محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق التميمي المغامي المقرئ: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. لقي أبا عمر المقرئ وعليه اعتمد. وروى عن أبي الربيع سليمان بن إبراهيم، وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وغيرهم وكان عالما بالقراءات ووجهوهها ضابطا لها مثقفا لمعانيها إماما ذا دين وفضل. أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ووصفه بالتجويد والمعرفة. وكان مولده يوم الجمعة بين الصلاتين لسبع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة اثنتين وأربع مائة. وتوفي بمدينة إشبيلية في منتصف ذي القعدة من سنة خمسٍ وثمانين وأربع مائة. وحبس كتبه على طلبة العلم الذين بالعدوة. ذكر بعضه ابن مطاهر. محمد بن إبراهيم بن محمد بن معاذ الشعباني: من أهل جيان؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب، يعرف: بابن السقاط: من أهل قرطبة وقاضيها؛

روى عن أبي بكر صاحب الأحباس، والدلاي وغيرهما. وكان من أهل المعرفة والذكاء ثاقب الذهن، رفيع القدر واستقضى بجيان وتوفي سنة خمس وثمانين وأربع مائة. مصروفا عن القضاء. محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب، يعرف: بابن السقاط: من أهل قرطبة وقاضيها؛ يكنى: أبا عبد الله. رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي ذر الهروي صحيح البخاري سنة خمس عشرة وأربع مائة. وأجاز له، ولقي أبا بكر بن عقال وأخذ عنه كتاب الجوزقي عن مؤلفه وأبا بكر المطوعي، ومحمد بن خميس المجاور الأندلسي وغيرهم. وكتب هناك صحيح البخاري وغيره. وصنع الحبر من ماء زمزم. وكان حسن الخط، سريع الكتاب ثقة فيما رواه وعني به. وروى بالأندلس عن أبي القاسم خلف بن أبي سرور السرتي، والمنذر بن المنذر، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عمرو المقرئ. وأخذ عن أبي الحسن بن بطال كتابه في شرح البخاري، واستقضى بقرطبة، وكان محببا إلى أهل بلده، وامتحن في آخر عمره، وذهبت كتبه وماله وتوفي في سنة خمسٍ وثمانين وأربع مائة. أو نحوها بدانية. ومولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن موسى بن سهل الجهني من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله، ويعرف: بالبياسي. روى عن أبي عبد الله بن عابد، وأبي القاسم حاتم بن محمد وأكثر عنه وكان جاره، وعن أبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحذاء: وكان مجتهدا في طلب العلم وسماعه من الشيوخ. سمع منهم كثيرا وقرأ عليهم وصحبهم. وتوفي سنة سبع وثمانين وأربع مائة. أخبرني بوفاته ابنه الحاكم أبو القاسم.

محمد بن ربيعة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن ربيعة؛ يكنى: أبا عبد الله. كان: من ساكني بلنسية وهو من أهل جزيرة شقرٍ من عملها، كان مفتي أهل بلنسية في زمانه، مقدما في الشورى حافظا للفقه. وتوفي يوم السبت لخمس بقين من ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع ومائة. كتب لي وفاته شيخنا أبو الحسن عبد الجليل المقرئ بخطه. محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي الحميدي: من أهل جزيرة ميورقة، وأصله بن قرطبة من ربض الرصافة منها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري واختص به وأكثر عنه وشهر بصحبته، وعن أبي العباس العذري، وأبي عمر بن عبد البر وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. فحج ولقي بمكة كريمة المروزية وغيرها. وسمع بإفريقية ومصر كثيرا، وسمع بالشام والعراق، واستوطن بغداد. من شيوخه أبو بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا، والقاضي أبي بكر بن إسحاق، وأبي عبد الله القضاعي، وأبي إسحاق الحبال وابن بقا الوراق وجماعة يكثر تعدادهم. أخبرنا عنه من شيوخنا أبو علي الصدفي، وأبو الحسن بن سرحان، ووصفه أبو علي بالنباهة والمعرفة والإتقان، والتدين والورع. قال أبو علي: سمعت أبا بكر بن الخاضبة يقول: ما سمعت الحميدي ذكر الدنيا قط. وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا فقال: أخبرنا صديقنا أبو عبد الله الحميدي وهو من أهل العلم، والفضل، والتيقظ. وقال: لم أر مثله في عفته ونزاهته، وورعه وتشاغله بالعلم.

محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن جماهر الحجري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا

ولأبي عبد الله هذا كتابٌ حسنٌ جمع فيه بين صحيحي البخاري ومسلم. أخذه الناس عنه، وله أيضاً كتاب علماء الأندلس نقلنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه، وأخبرنا القاضي الإمام بلفظه، قال: سمعت أبا بكر بن طرخان ببغداد يقال: سمعت أبا عبد الله الحميدي يقول: ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم الهمم بها، كتاب العلل، وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدارقطني وكتاب المؤتلف والمختلف، وأحسن كتاب ووضع فيه كتاب الأمير ابن ماكولا. وكتاب وفيات الشيوخ وليس فيه كتاب؛ وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتاباً فقال إلي الأمير: رتبه على حروف المعجم بعد أن ترتبه على السنين. قال ابن طرخان فشغله عنه الصحيحان. إلى أن مات رحمه الله. وأنشدنا القاضي أبو بكر، قال: أنشدنا أبو بكر بن طرخان قال: أنشدنا الحميدي لنفسه: لقاء الناس ليس يفيد شيئا ... سوى الهذيان من قيل وقال فأقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو لصلاح حال وتوفي أبو عبد الله الحميدي ببغداد سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. أخبرني بذلك ابن سرحان. وزاد غيره في ذي الحجة من العام. محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن جماهر الحجري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. روى ببلده عن عمه أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن، وأبي محمد قاسم بن هلال، وأبي بكر العواد، وأبي عبد الله بن عبد السلام، وأبي عمر بن سميق وغيرهم. ورحل إلى المشرق مع عمه أبي بكر سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة. وأدى الفريضة وسمع بمكة: من ابن أبي معشر الطبري، وكريمة المروزية وغيرهما. وسمع بمصر: على أبي عبد الله القضاعي كثيرا، وعلى أبي نصر الشيرازي، وأبي العباس بن نفيس المقرئ، وأبي إسحاق الحبال وغيرهم. وسمع بالإسكندرية: على أبي علي بن معافى وغيره. وكان معتنيا بالجمع والإكثار والرواية من الشيوخ لا كبير علم عنده.

محمد بن إبراهيم بن قاسم البكري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

وتوفي بمدينة طليطلة أعادها الله في أيام النصارى دمرهم الله سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مائة. محمد بن إبراهيم بن قاسم البكري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن، وأبي الحسن بن الألبيري، وابن ما شاء الله وغيرهم. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن هياج المقرئ الزاهد، وسعد بن علي الزنجاني، وأبي إسحاق الحبال، والقاضي أبي الحسن الخلعي، ونصر بن الحسن السمرقندي لقيه بالإسكندرية وجماعة كثيرة سواهم. وعني بالرواية وجمعها والإكثار منها. وكان عنده خيرٌ وانقباضٌ أخبرنا عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث وقال: أجاز لي إذ قدم علينا قرطبة ورأيت خطه بذلك له في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربع مائة. وسكن باجة وغيرها من بلاد الغرب وبها توفي رحمه الله. محمد بن يحيى بن مزاحم الأنصاري المقرئ الخزرجي؛ سكن طليطلة يكنى: أبا عبد الله. وأصله من أشبونة. له رحلة إلى المشرق، وأكثر الرواية هنالك، ولقي القضاعي وغيره. وكان نهاية في علم العربية ومن تأليفه كتاب الناهج للقراءات بأشهر الروايات وقد أخذ عنه أبو الحسن العبسي المقرئ، وابن مطاهر وغيرهما. وتوفي في آخر سنة؛ أو في أول سنة اثنتين وخمس مائة. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المقرئ: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله بن شريح المقرئ، وأبي عبد الله بن المهلب وغيرهما.

محمد بن أحمد بن عبد الله النحوي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله،

وأخذ عنه القراءات شيخنا القاضي الإمام أبو بكر بن العربي. وذكر أنه كان شيخا صالحا. وكان يقرئ الناس بحاضرة إشبيلية. وتوفي سنة خمس مائة. محمد بن أحمد بن عبد الله النحوي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله، يعرف بابن اللجالش. رحلة إلى المشرق واستوطن مكة أعزها الله وأخذ عن أبي المعالي الجويني، وكريمة المروزية وغيرهما. أخذ الناس عنه هنالك. وكان عالما بالأصول والنحو مقدما في معرفتهما وله اختصار في كتاب أبو جعفر الطبري في تفسير القرآن له أخبرنا عنه غير واحد من شيخنا وتوفي في نحو التسعين وأربع مائة. محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الخشني: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا بكر. سمع: من أبي حفص الهوزني وغيره. وكان مفتيا في الأحكام. حدث عنه ابنه عبد الله. توفي بمرسية سنة أربع وتسعين وأربع مائة. قرأته بخط أبي الوليد صاحبنا. محمد بن المفرج بن إبراهيم المقرئ: من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن عمرو المقرئ فيما كان يزعم. وذكر أن له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي علي الأهوازي المقرئ وغيره. وكان يكذب فيما ذكره في ذلك كله. وقد وقف على ذلك أصحابنا وأنكروا ما ذكره. وتوفي بالمرية سنة أربع وتسعين وأربع مائة.

محمد بن سعدون بن مرجي بن سعدون بن مرجي العبدري: من أهل ميورقة؛ يكنى:

محمد بن سعدون بن مرجي بن سعدون بن مرجي العبدري: من أهل ميورقة؛ يكنى: أبا عامر. رحل إلى المشرق ودخل بغداد وسمع بها من أبي عبد الله الحميدي جاره، ومن أبي الحسين الطيوري، وأبي نصر محمد الخراساني وغيرهم. وصحب هنالك الإمام أبا بكر ابن العربي شيخنا وسمعته يقول: لم أر ببغداد أنبل منه، وسمع منه شيخنا أبو بكر وقال: هو ثقة حافظ جليل، لقيته فتي السن كهل العلم. محمد بن فرج مولى محمد بن يحيى البكري، يعرف: بابن الطلاع: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله بقية الشيوخ الأكابر في وقته، وزعيم المفتين بحضرته. روى عن القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ، وأبي عبد الله بن عابد، وأبي علي الحداد، وأبي عمرو المرشاني، وأبي المطرف بن جرج، وأبي عمر بن القطان، وحاتم بن محمد، ومعاوية بن محمد العقيلي. وكان فقيها، عالما، حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، حاذقا بالفتوى، مقدما في الشورى، عارفا بعقد الشروط وعللها، مقدما فيها، ذاكرا لأخبار شيوخ بلده وفتاويهم، مشاركا في أشياء من العلم حسنة، مع خير وفضل، وعفاف ودين، وكثرة صدقة، وطول صلاة قولا للحق، وإن أوذي فيه، لا تأخذه في الله لومة لائم معظما عند الخاصة والعامة، يعرفون له حقه ولا ينكرون فضله وكان كثير الذكر لله تعالى حافظا لكتابه العزيز، تاليا له مجردا لحروفه. وولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة وأسمع الناس به، وأنبأهم فيه، وعمر واسن حتى سمع منه الكبار والصغار، والآباء والبناء، وكانت الرحلة في وقته إليه، وجمع كتابا حسنا في أحكام النبي عليه السلام. قرأته على أبي رحمة الله عليه غير مرة عنه.

محمد بن القاسم بن أبي حمرا: من أهل بطليوس وقاضيها؛ يكنى: أبا عبد الله.

وتوفي رحمه الله ضحوة يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب الفرد من سنة سبع وتسعين وأربع مائة. ودفن بمقبرة العباس يوم الجمعة بعد صلاة العصر، وشهده جمعٌ عظيمٌ من الناس. ومولده في منسلخ ذي القعدة من سنة أربع وأربع مائة. محمد بن القاسم بن أبي حمرا: من أهل بطليوس وقاضيها؛ يكنى: أبا عبد الله. فقيه مشهور في وقته، وجمع في الوثائق كتابا أخذه الناس عنه واستحسنوه. محمد بن فتوح بن علي بن وليد بن محمد بن علي الأنصاري: من أهل طلبيرة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبو جعفر بن مغيث وثائقه وعن أبي عمر بن عبد البر، وأبي عمر بن سميق، والطلمنكي، والتبريزي، والسفاقسي وغيرهم. وكان عالما بالرأي والوثائق، متقدما في علم الأحكام. وتولى أحكام القضاء بغرناطة، وتوفي بمالقة أول يوم من صفر سنة ثمان وتسعين وأربع مائة. محمد بن سليمان بن خليفة بن عبد الواحد: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله محمد بن عتاب، والقاضي محمد بن شماخ لقيه بغافق، والقاضي أبي الوليد الباجي وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم وسماعه من الشيوخ، من أهل المعرفة والذكاء، والفهم. واستقضى ببلده وسمع الناس منه كثيرا من روايته. وتوفي بمالقة سنة خمس مائة. وكان مولده سنة سبع عشرة وأربع مائة. محمد بن عبد الله بن محمد الأموي؛ يعرف: بابن الصراف: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن سليمان بن يحيى القيسي المقرئ، يكنى: أبا عبد الله. ويعرف

روى عن أبي عبد الله بن فورتش، وعن عمه أبي زيد بن الصراف وغيرهما. حدث عنه أبو علي بن سكرة وقال: كان رجلا صالحا، فاضلا. وتوفي سنة إحدى أو اثنتين وخمس مائة. قال غيره: توفي آخر يوم من صفر من سنة خمس مائة. محمد بن سليمان بن يحيى القيسي المقرئ، يكنى: أبا عبد الله. ويعرف بالمكناسي. قرأ على أصحاب أبي عمرو المقرئ؛ قرأ عليه القرآن أبو محمد بن أبو جعفر الفقيه وغيره وتوفي: سنة إحدى وخمسمائة. محمد أبي أحمد بن مسعود بن مفرج بن مسعود بن صفوان بن سفيان: من أهل مدينة شلب وكبير المفتين بها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه أحمد بن مسعود وتفقه عنده، وسمع: عمرو أبي عبد الله بن منظور بإشبيلية صحيح البخاري، ورحل إلى أبي جعفر بن رزق وتفقه عنده بقرطبة أيضا، وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، جيد الفهم بصيرا بالفتيا، عارفا بالشروط وعللها. سمع الناس منه، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية. وكان قد شرع في تأليف للوثائق، لم يكمله، وكان عالي الهمة، عزيز النفس، فصيح اللسان، ثقة فيما رواه وقيده. وتوفي ببلده في ذي الحجة سنة إحدى وخمس مائة. وكان مولده في صفر من سنة أربعين وأربع مائة. محمد بن عمر بن قطري الزبيدي: من أهل إشبيلية؛ أبا بكر. سمع بالأندلس من الباجي، والدلاي، وابن سعدون، ورحل إلى المشرق وسمع من أبي بكر الخطيب، ولقي عبد الحق الفقيه، وابن باب شاذ وغيرهم.

محمد بن علي بن محمد الطليطلي، يعرف: الريوطي؛ يكنى: أبا عبد الله.

وكان عالما بالنحو والأصول، وسكن إشبيلية ثم انتقل إلى سبتة فسكنها وأخذ عنه بها إلى أن توفي سنة إحدى وخمس مائة. محمد بن علي بن محمد الطليطلي، يعرف: الريوطي؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: ومن عبد الرحمن بن سلمة، وقاسم بن هلال، وأبي الوليد الباجي وغيرهم. وخرج إلى العدوة فسكن فاس مدة، ثم سبتة، وولي خطابة الموضعين، وكان أعمى صالحا، وسمع منه بعض الناس. وتوفي بسبتة خطيبا في محرم سنة ثلاثٍ وخمس مائة. أفادنيه أبو الفضل وكتبه لي بخطه. محمد بن عمر الخزرجي، يعرف بن أبي العصافير: من أهل جيان؛ يكنى: أبا عبد الله. كان فقيها مبرزا تفقه على أبي مروان بن الكوفة بقرطبة. وله رحلة إلى المشرق لقي فيها عبد الحق بن هارون الفقيه ولم يحج. وشوور في الأحكام. وكان ذا حظٍّ من علم الأصول والأدب وتوفي سنة أربع وخمسمائة. ومولده سنة عشر وأربع مائة. محمد بن حيدرة بن أحمد بن مفوز المعافري: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن عمه أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي علي حسين بن محمد الغساني وأكثر عنهما، وأخذ أيضا عن أبي مروان بن سراج وأبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه وغيرهم. وأجاز له القاضيان أبو عمر بن الحذاء، وأبو الوليد الباجي ما روياه. وكان

محمد بن عبد الرحمن بن سعيد النحوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

حافظا للحديث وعلله منسوبا إلى فهمه، عارفا بأسماء رجاله وحملته، متقنا لما كتبه ضابطا لما نقله. وكان: من أهل المعرفة بالأدب واللغة والعربية والشعر ومعاني الحديث، عني بذلك عناية كاملة وأسمع الناس بالمسجد الجامع بقرطبة وأخذوا عنه، ولم يزل مقيداً لهم إلى أن توفي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وخمس مائة. ودفن بالربض. وكان مولده سنة ثلاث وستين وأربع مائة. أخبرني بذلك أبو إسحاق صاحبنا وأخبرني الفقيه أبو مروان بن مسرة صاحبنا وكان مختصا به قال: سمعت أبا بكر بن مفوز يقول: كنت أرى في النوم رجلا يضربني بسبع قضبان فتؤلمني فكنت أسأله عن اسمه فيقول: اسمي عبد الملك. فقصدت أبا مروان عبد الملك بن سراج فأخذت عنه سبع دواوين فخرجت الرؤيا. محمد بن عبد الرحمن بن سعيد النحوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. ويعرف: بابن المحتسب. أخذ عن أبي محمد بن شعيب المقرئ، وأبي مروان بن سراج وغيرهما. وكان مقرئا أديبا، حافظا، عالما بالأدب واللغة أخذ الناس عنه وتوفي سنة خمس وخمسمائة. محمد بن عبد الرحمن بن شبرين: من أهل مرجيق من الغرب؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ عن القاضي أبي الوليد الباجي كثيرا من روايته وتواليفه وصحبه واختص به. وكان: من أهل العلم والمعرفة والفهم عالما بالأصول والفروع واستقضى بإشبيلية وحمدت سيرته، ولم يزل يتولى القضاء بها إلى أن توفي سنة ثلاث وخمسمائة. كتب إلي القاضي أبو الفضل بوفاته وقال لي: قيدتها حين وفاته.

محمد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى بن نعم الخلف الرعيني: من أهل تطيلة؛

محمد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى بن نعم الخلف الرعيني: من أهل تطيلة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع بسرقسطة من القاضي أبي الوليد الباجي بعد أن رحل حاجا، فسمع بالإسكندرية من أبي الفتح السمرقندي وغيره. ولقي أبا معشر الطبري بمكة وقرأ عليه القرآن بالروايات وتوفي بأور بولة سنة سبع وخمسمائة. وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة. وكان ثقة خيارا رحمه الله. وقد أخذ عنه بعض أصحابنا. محمد بن سليمان الكلاعي الكاتب؛ يكنى: أبا بكر، ويعرف: بابن القصيرة. وهو من أهل إشبيلية ورأس أهل البلاغة في وقته. أخذ من أبي مروان بن سراج وغيره. وكان من أهل الأدب البارع والتفنن في أنواع العلم. وتوفي سنة ثمانٍ وخمسمائة عن سن عالية وخرفٍ أصابه قبيل موته عطله بحضرة مراكش. محمد بن علي بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي قاضي الجماعة بقرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه، وتفقه عنده، وعن أبي عبد الله محمد بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو العباس العذري ما روياه. وكان: من أهل التفنن في العلوم والافتنان بها وبمذاكرتها. وكان حافظا ذكيا فطنا أديبا شاعرا لغويا أصوليا. ولي القضاء بقرطبة في شعبان سنة تسعين وأربع مائة. وتولاه بسياسة محمودة وسيرة نبيهة. وكان من أهل الجزالة والصرامة، ومن بيتة علم ونباهة وفضل وجلالة، ولم يزل يتولى القضاء بقرطبة إلى أن هلك على أجمل أحواله ظهر يوم الخميس ودفن بعد صلاة العصر من يوم الجمعة

محمد بن عبد الملك بن قزمان: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر.

لثلاث بقين من المحرم سنة ثمان وخمسمائة. وصلى عليه ابنه صاحب أحكام القضاء أبو القاسم أحمد بن محمد، وحضرت جنازته. ومولده سنة تسع وثلاثين وأربع مائة. محمد بن عبد الملك بن قزمان: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. كان: من أهل العلم والذكاء والفهم. وكانت عنده دراية ورواية ولغة وأدب وافر. توفي رحمه الله ليلة السبت لستٍ خلون من رجب من سنة ثمان وخمسمائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. محمد بن أحمد بن إسحاق بن طاهر: من أهل مرسية؛ أبا عبد الرحمن. روى عن أبي الوليد بن ميقل وأجاز له ما رواه وكانت له عناية وروايةٌ وقد أخذ عنه بعض أصحابنا. وتوفي ببلنسية وسيق إلى مرسية ميتا. ودفن: بها سنة ثمان وخمسمائة. محمد بن أبي العافية النحوي المقرئ الإمام بجامع إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ عن أبي الحجاج الأعلم الأديب وغيره. وكان من أهل المعرفة والأدب واللغة أخذ الناس عنه ذلك وتوفي سنة تسع وخمس مائة. محمد بن يحيى بن يحيى التدميري؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي بكر بن صاحب الأحباس وغيره. وكان عارفا بالأحكام والشروط وشوور بمرسية. وتوفي بها سنة إحدى عشرة وخمس مائة عن سن عالية.

محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة: من أهل قرطبة؛ أبا عامر.

محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة: من أهل قرطبة؛ أبا عامر. روى عن أبي الحجاج الأعلم الأديب وقيد عنه كثيرا. وأخذ أيضا عن أبي القاسم بن محمد الطرابلسي، وأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الحافظ وغيرهم. وكانت له عناية بالعلم وسماعه وجمعه، ومعرفة بالأدب واللغة ومعاني الشعر، وقد أخذ عنه بعض شيوخنا، وجلة أصحابنا. وكان ذا جلالة ونباهة، وصيانة. وتوفي رحمه الله يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر من سنة إحدى عشرة وخمس مائة. وحمل إلى إشبيلية فدفن بها. ومولده سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وأربع مائة. أخبرني بذلك ابنه أبو بكر أكرمه الله. محمد بن أحمد بن عون بن محمد بن عون المعافري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي القاسم حاتم بن محمد وأكثر عنهما وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو بكر بن صاحب الأحباس، وأبو العباس العذري وتفقه عند الفقيه أبو جعفر بن رزق. وكان فقيها، فاضلا، ورعا، دينا، عفيفا، متواضعا، متصاونا، منقبضا عن الناس، مواظبا على الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة وكان معتنيا بالعلم، مشهورا بالمعرفة والفهم، كثير الكتب، جامعا لها، باحثا عنها وقد أخذ عنه بعض أصحابنا. وكان مولده سنة أربعين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة. وصلى عليه ابنه أبو بكر عون بن محمد، وكان أبو بكر هذا نبيها، ذكيا، فاضلا، أخذ معنا عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم.

محمد بن يحيى بن عبد الله بن زكرياء: من أهل المرية وقاضيها، يعرف: بابن

وكانت له عناية بالحديث وروايته وسماع قديم. وتوفي وسط سنة خمس عشرة وخمس مائة. شهدت جنازته وجنازة أبيه قبله بالربض رحمهما الله. محمد بن يحيى بن عبد الله بن زكرياء: من أهل المرية وقاضيها، يعرف: بابن الفراء، ويكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي العباس العذري كثيرا، وعن القاضي أبي عبد الله بن المرابط، وأبي محمد العسال وغيرهم. وكان رجلا صالحا دينا متواضعا سمع الناس منه بعض ما رواه، واستقضى ببلده واستشهد بقتندة في ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمس مائة. محمد بن الحسن بن علي بن يوسف الخولاني: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله، ويعرف بالبلغي. رحل إلى المشرق ولقي جماعة من العلماء بالشام وغيرها. حدث عن أبي الحسن ابن علي الأهوازي، وأبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني، وأبي الوحش سبيع بن مسلم وأبي عبد الله محمد بن علي المصيصي، وأبي القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، وأبي حامد الطوسي وغيرهم. وكان رجلا صالحا متقللا من الدنيا، مقبلا على ما يعنيه؛ ولم يزل طالبا للعلم إلى أن مات. وسمع منه جماعة من أصحابنا واستجيز لنا ما رواه فأجازه لنا لفظاً. وتوفي بالمرية في رمضان سنة خمس عشرة وخمس مائة. محمد بن باسة بن أحمد بن أرذمان الزهري المقرئ: من أهل أندة. سكن بلنسية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى القراءات عن أبي القاسم خلف بن إبراهيم المقرئ الطليطلي وغيره. وكان مقرئا فاضلا، دينا، عارفا بالقراءات، وتوفي بإشبيلية في شهر رمضان سنة خمس عشرة وخمس مائة وقد نيف على السبعين.

محمد بن أحمد بن مبارك؛ يعرف: بالقطان من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن أحمد بن مبارك؛ يعرف: بالقطان من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: من أبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي صغيرا، وسمع من جماعة كثيرة من شيوخنا. ورحل إلى إشبيلية، وسمع من أبي عبد الله أحمد بن الخولاني الموطأ. وسمع بالمرية من أبي الحسن بن شفيع وغيره، وكان مختصا بالقراءة على الشيوخ لمعرفته ونباهته وحسن قراءته. وكان فاضلا دينا متواضعا، حسن الخط. عني بالحديث وروايته، وشهر به. وكان بارا؛ بأصحابه وإخوانه. وكان شيوخنا يعظمونه ويكرمونه. وتوفي رحمه الله سنة خمس عشرة وخمسمائة. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه أبوه. محمد بن عبد العزيز بن أبي الخير بن علي الأنصاري: من أهل سرقسطة. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن القاضي أبي الوليد الباجي واختص به، وعن القاضي أبي محمد ابن فورتش، وعن أبي العباس العذري، ومحمد بن سعدون القروي، وأبي داود المقرئ وعبد الجليل الربعي. وقرأ القراءات على أبي عبد الله المغامي المقرئ وغيره. وكان عارفا بالأصول والفروع وممن عني بالقراءات وجودها وأتقن طرقها. وكان حافظا للقرآن العظيم، حسن الصوت به جميل العشرة، كامل المروة، كثير البر بإخوانه وأصحابه. وقد أخذ عنه أبو علي الغساني الحافظ. ورأيت قراءاته مقيدة عليه في أحد كتبه. حدث عنه أيضا القاضي أبو عبد الله بن الحاج في برنامجه وغيره من كبار شيوخنا، وجلة أصحابنا، وقرأت عليه كثيرا من روايته، وأجاز لي ما رواه بخطه غير مرة. وصحبته إلى أن توفي رحمه الله ضحوة يوم السبت، ودفن ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ودفن بمقبرة الربض وصلى عليه أخوه أبو جعفر.

محمد بن عبد الرحمن بن نبيل الرعيني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عبد الرحمن بن نبيل الرعيني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي الأصبغ بن خيرة، ومحمد بن فرج، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكانت عنده رواية ومعرفة ونباهة، ودراية وتقدم في معرفة الشروط، وإتقانها. وكان يجلس لعقدها وقد أخذنا عنه وتوفي أبو عبد الله في شوال من سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وتوفي بمقبرة أم سلمة. ومولده رحمه الله في سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة. محمد بن عبد الله بن الجد الفهري: من أهل لبلة، سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم. كان: من أهل التفنن في المعارف، والتقدم في الآداب، والبلاغة، وله حظٌّ جيد من الفقه والتكلم في الحديث، وكان يفتي ببلده لبلة. وكان فاضلا، حسن العشرة، وتوفي سنة خمس عشرة وخمس مائة. محمد بن واجب بن عمر بن واجب القيسي: من أهل بلنسية وقاضيها؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن العباس العذري وأكثر عنه، وعن أبي الفتح، وأبي الليث السمرقندي، وأبي الوليد الباجي وغيرهم. كتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه؛ وكان محببا إلى أهل بلده، ورفيعا فيهم، جامد اليد عن أموالهم، من بيتة فضل وجلالة، ونباهة، وصيانة. توفي رحمه الله في صدر ذي الحجة من سنة تسع عشرة وخمس مائة. ومولده في شوال سنة ستٍّ وأربعين وأربع مائة.

محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري الطرطوشي أصله

محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري الطرطوشي أصله منها، يكنى: أبا بكر، ويعرف: بابن أبي وندقة. صحب القاضي أبا الوليد الباجي بسرقسطة وأخذ عنه مسائل الخلاف وسمع منه وأجاز له. ثم رحل إلى المشرق وحج ودخل بغداد والبصرة فتفقه عند أبي بكر الشاشي، وأبي العباس الجرجاني، وسمع بالبصرة من أبي علي التستري، وسكن الشام مدة ودرس بها. وكان إماما عالما، عاملا زاهدا، ورعا دينا متواضعا، متقشفا متقللا من الدنيا، راضيا منها باليسير. أخبرنا عنه القاضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري ووصفه بالعلم والفضل والزهد في الدنيا. والإقبال على ما يعنيه. وقال لي: سمعته يقول: إذا عرض الأمران أمر دنيا وأخرى فبادر بأمر الأخرى يحصل الأمران الدنيا والأخرى. قال القاضي أبو بكر: وكان كثيرا ما ينشدنا محمد بن الوليد هذا: إن لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا فكروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا وتوفي الإمام الزاهد أبو بكر بالإسكندرية في شهر شعبان سنة عشرين وخمسمائة.

محمد بن أحمد بن رشد المالكي: قاضي الجماعة بقرطبة وصاحب الصلاة بالمسجد

محمد بن أحمد بن رشد المالكي: قاضي الجماعة بقرطبة وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بها؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبو جعفر أحمد بن رزق الفقيه وتفقه معه، وعن أبي مروان بن سراج، وأبي عبد الله محمد بن خيرة، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني. وأجاز له أبو العباس العذري ما رواه. وكان فقيها، عالما حافظ للفقه، مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، بصيرا بأقوالهم واتفاقهم واختلافهم، نافذا في علم الفرائض والأصول، من أهل الرياسة في العلم والبراعة والفهم مع الدين والفضل والوقار والحلم والسمت الحسن، والهدى الصالح. سمعت الفقيه أبا مروان عبد الملك بن مسرة صاحبنا أكرمه الله، ومكانه من العلم والفضل والثقة مكانه يقول: شاهدت شيخنا القاضي أبا الوليد رحمه الله يصوم يوم الجمعة دائما في الحضر والسفر. ومن تواليفه كتاب المقدمات لأوائل كتب المدونة. وكتاب البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل؛ واختصار المبسوطة؛ واختصار مشكل الآثار للطحاوي إلى غير ذلك من تواليفه. سمعنا عليه بعضها، وأجاز لنا سائرها، وتقلد

محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون: من أهل أوريولة عمل مرسية؛ يكنى: أبا

القضاء بقرطبة وسار فيه بأحسن سيرة، وأقوم طريقة، ثم استعفى عنه فأعفي، ونشر كتبه وتواليفه ومسائله وتصانيفه. وكان الناس يلجؤون إليه، ويعولون في مهماتهم عليه وكان حسن الخلق، سهل اللقاء كثير النفع لخاصته وأصحابه، جميل العشرة لهم حافظا لعهدهم كثيرا لبرهم. وتوفي عفى الله عنه ليلة الأحد، ودفن عشي يوم الأحد الحادي عشر من ذي القعدة سنة عشرين وخمس مائة. ودفن بمقبرة العباس وصلى عليه ابنه أبو القاسم وشهده جمع عظيم من الناس. وكان الثناء عليه حسنا جميلا، ومولده في شوال سنة خمسين وأربع مائة. محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون: من أهل أوريولة عمل مرسية؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه، وعن الحسن طاهر بن مفوز، وأبي علي حسين بن محمد الصدفي وأكثر عنه وعن جماعة سواهم. وكان معتنيا بالحديث، منسوبا إلى فهمه عارفا بأسماء رجاله ونقلته، وله استلحانٌ على أبي عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة له في سفرين وهو كتاب حسن، حفيل؛ وكتاب آخر أيضا في أوهام كتاب الصحابة المذكور، وأصلح أيضا أوهام المعجم لابن نافع في جزءٍ. كتب إلينا بإجازة ما جمعه ورواه وعني به. وتوفي رحمه الله في سنة عشرين وخمس مائة. وقيل لي في سنة تسع عشرة قبلها، وصلى عليه أبو محمد بن أبي عرجون قاضي مرسية. محمد بن أحمد بن مطرف البكري: من أهل تطيلة؛ يكنى: أبا عبد الله. يروي عن أبي العباس أحمد بن أبي عمرو المقرئ، وأبي الوليد الباجي، وأبي علي بن

محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عامر. سكن

مبشر، والحضرمي وغيرهم. وكان مقرئا آخذ عنه بعض أصحابنا، وتوفي بالمرية سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عامر. سكن قرطبة. روى ببلده عن أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن سلمة، وأبي المطرف عبد الرحمن بن أسدٍ، وأبي أحمد جعفر بن عبد الله، وأبي حفص بن كريب، والقاضي محمد بن خلف بن السقاط، والقاضي أبي بكر البياسي، ومرزوق بن فتح، وأبي يعقوب بن حماد، ومحمد بن جماهر وغيرهم. وأجاز له أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن، والقاضي أبو الوليد الباجي، وأبو العباس العذري، وأبو الوليد الوقشي وغيرهم. رأيت خط جميع من تقدم من الشيوخ بالإجازات له؛ إلا خط جماهر بن عبد الرحمن فلم أره في جملتها. وكان معتنيا بلقاء الشيوخ، جامعا للكتب والأصول، وكانت عنده جملة كثيرة من أصول علماء طليطلة وفوائدهم. وكان ذاكرا لأخبارهم وأزمانهم فكان يحتاج إليه بسببها، ويسمع عليه فيها. وقد سمع منه أصحابنا وترك بعضهم التحديث عنه لأشياء اضطرب فيها من روايته شاهدتها منه مع غيري وتوقفنا عن الرواية عنه. وكنت قد أخذت عنه كثيرا، ثم زهدت فيه لأشياء أوجبت ذلك غفر الله له. وتوفي رحمه الله يوم الجمعة ودفن بعد صلاة العصر من يوم السبت السابع عشر من ربيع الأول من سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة. ودفن بالربض وصلى عليه أبو جعفر بن حمدين. وقال لي في مرضه الذي مات منه: مولده سنة ست وخمسين وأربع مائة.

محمد بن سليمان بن أحمد النفزي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن سليمان بن أحمد النفزي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن خاله غانم بن وليد الأديب، وعن أبي المطرف الشعبي، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي العباس العذري، وأبي إسحاق بن وردون وغيرهم. وقدم قرطبة غير مرة فأخذنا عنه، وكانت عنده كتب كثيرة وآداب جمة. وكان ذاكرا لها، مشهورا بحفظها ومعرفتها. وكان ضعيف الخط. وتوفي رحمه الله سنة خمس وعشرين وخمس مائة. ومولده سنة ثلاث وسبعين أربع مائة. محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن زغيبة الكلابي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي العباس العذري، والقاضي أبي عبد الله بن المرابط، وعبد الجبار ابن أبي قحافة، وأبي علي الغساني، وأبي بكر المرادي وغيرهم. وكان ذاكرا للمسائل عارفا بالنوازل، حاذقا بالفتوى. وكتب إلينا بإجازة ما رواه غير مرة. وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمس مائة. ومولده سنة خمسين وأربع مائة. محمد بن حبيب بن عبيد الله بن مسعود الأموي: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا عامر. روى عن أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي داود المقرئ، وأبي عبد الله سعدون القروي، وأبي الحجاج يوسف بن عديس وغيرهم. وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه وسمع منه أصحابنا ووصفوه بالجلالة، والنباهة، والفضل، والديانة، وتوفي بشاطبة سنة ثمان وعشرين وخمس مائة. محمد بن إسماعيل بن عبد الملك الصدفي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا القاسم، ويعرف: بالزنجابي.

محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لب بن بيطير التجيبي، يعرف: بابن

روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني وغيرهما. وكان فقيها حافظا للرأي ذاكرا للمسائل، مفتيا ببلده، معظما فيه. وتوفي في محرم سنة تسع وخمس مائة بمراكش، ثم سيق إلى إشبيلية فدفن بها رحمه الله. محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لب بن بيطير التجيبي، يعرف: بابن الحاج. قاضي الجماعة بقرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه وتفقه عنده، وقيد الغريب واللغة والأدب على أبي مروان عبد الملك ابن سراج. وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، ومن أبي علي الغساني وأكثر عنه. وأبي القاسم خلف بن مدير الخطيب وخازم بن محمد، وأبي الحسن العبسي، وأبي الحسن بن الخشاب البغدادي وغيرهم. وكان من جلة الفقهاء وكبار العلماء معدودا في المحدثين والأدباء، بصيرا بالفتيا، رأسا في الشورى. وكانت الفتوى في وقته تدور عليه لمعرفته وثقته وديانته. وكان معتنيا بالحديث والآثار، جامعا لها، مقيدا لما أشكل من معانيها، ضابطا لأسماء رجالها ورواتها، ذاكرا للغريب والأنساب واللغة والإعراب، وعالما بمعاني الأشعار والسير والأخبار، قيد العلم عمره كله، وعني به عناية كاملة ما أعلم أحدا في وقته عني به كعنايته قرأت عليه وسمعت، وأجاز لي بخطه. وكان له مجلس بالمسجد الجامع بقرطبة يسمع الناس فيه. وتقلد القضاء بقرطبة مرتين، وكان في ذاته لينا، صابرا، طاهرا، حليما، متواضعا، لم يحفظ له جورٌ في قضية، ولا ميل بهوادة، ولا أصغى إلى عناية. وكان كثير الخشوع والذكر لله تعالى، ولم يزل آخر مدته يتولى القضاء بقرطبة إلى أن قتل ظلما بالمسجد الجامع بقرطبة يقوم الجمعة وهو ساجد لأربع بقين من صفر سنة تسع وعشرين وخمس مائة. ودفن عشي يوم السبت بمقبرة أم سلمة وصلى عليه ابنه أبو القاسم وشهده جمع عظيم من الناس وأتبعوه ثناء حسنا ومولده في صفر سنة ثمان وخمسين وأربع مائة.

محمد بن هشام بن أحمد بن وليد الأموي: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا القاسم،

محمد بن هشام بن أحمد بن وليد الأموي: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا القاسم، ويعرف: بابن أبي جمرة. روى ببلده عن أبي علي حسن بن محمد الصدفي، وصحب أبا محمد بن جعفر الفقيه، واختص به وتفقه عنده. وأخذ بقرطبة عن أبي محمد بن عتاب وغيره، وناظر عند أبي الوليد هشام بن أحمد الفقيه وغيره من فقهاء قرطبة. وكان من أهل الحفظ والعلم والمعرفة والذكاء والفهم. واستقضى بغرناطة فنفع الله به أهلها لصرامته، ونفوذ أحكامه، وجمود يده، وقويم طريقته. وتوفي رحمه الله بمرسية صدر رمضان المعظم سنة ثلاثين وخمس مائة. محمد بن حسين بن أحمد بن محمد الأنصاري: من أهل المرية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي علي الغساني، وأبي محمد بن أبي قحافة؛ ويزيد مولى المعتصم، وعبد الباقي بن محمد وغيرهم. وصحب أبا عمر ابن اليمنالش الزاهد وتحقق به. وكان معتنيا بالحديث ونقله، منسوبا إلى معرفته، عالما بأسماء رجاله وحملته وله كتابٌ حسن في الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم. أخذه الناس عنه. وكان دينا فاضلا عفيفا متواضعا. متبعا للآثار والسنن، ظاهري المذهب. كتب إلينا بإجازة ما رواه. وتوفي رحمه الله في محرم سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة بالمرية. وكان مولده سنة ستٍّ وخمسين وأربع مائة. محمد بن إبراهيم بن غالب بن عبد الغافر بن سعيد العامري، عامر لؤي من أهل شهلب؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي الحجاج الأعلم كثيرا، وسمع من أبي عبد الله بن منظور صحيح البخاري وكان واسع الأدب، مشهورا بمعرفته، وتولى الخطبة ببلده مدة طويلة. وتوفي

محمد بن نجاح الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.

يوم الثلاثاء لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة. وكان مولده سنة ستٍّ وأربعين وأربع مائة. محمد بن نجاح الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي جعفر بن رزق وناظر عنده، وعن أبي الحسن بن حمدين، وأبي محمد ابن شعيب المقرئ، وأبي عبد الله بن محمد بن فرج، وأبي علي الغساني وذكر لي أنه سمع على أبي القاسم حاتم بن محمد كتاب الملخص للقابسي، ولم أجد له سماعا في كتابه. وذكر أن أبا العباس العذري أجاز له، وذكر جماعة سوى هؤلاء ورأيت تسمية ما رواه بخطه فرأيت تخليطا كثيرا يستراب منه. وكان حافظا للرأي، ذاكرا للمسائل. وتوفي رحمه الله يوم الأربعاء ودفن عشي الخميس الخامس من جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ودفن بالربض. محمد بن بن خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد: من أهل قرطبة؛ يعرف بابن المقرئ؛ ويكنى: أبا بكر. روى عن أبي علي الغساني، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي الحسن العبسي. وأخذ عن أبيه كثيرا من القراءات، وأجاز به أبو مروان ابن سراج ما رواه. وتفقه عند القاضي أبي عبد الله بن الحاج وغيره. وكان من أهل المعرفة والفهم، والنبل، والذكاء، واليقظة، وتولى خطة الأحكام بقرطبة فحمدت سيرته بها. وتوفي وهو يتولاها صبيحة يوم الأحد، ودفن عشي يوم الاثنين الثالث عشر من ربيع الآخر من سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة. ودفن بالربض واتبعه الناس ثناء حسنا. وكان أهلا لذلك رحمه الله ومولده سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة. محمد بن عبد الغني بن عمر بن عبد الله بن فندلة. كذا قرأت نسبه بخطه: من أهل إشبيلية، وأصله من مارتلة؛ يكنى: أبا بكر.

محمد بن سليمان بن مروان بن يحيى القيسي، يعرف: بالتونتي. سكن بلنسية

صحب أبا الحجاج الأعلم كثيرا واختص به، وأخذ عن أبي محمد بن خزرج، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وذكر أنه سمع من أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه بقرطبة كتبا ذكرها ويبعد ما ذكره من ذلك والله أعلم. وكان أديبا، لغويا، شاعرا، فصيحا وقد أخذ عنه، وتوفي في عقب شوال من سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمسمائة. ومولده في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وأربع مائة. محمد بن سليمان بن مروان بن يحيى القيسي، يعرف: بالتونتي. سكن بلنسية وغيرها؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي داود المقرئ، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن بن الدوش، وأبي علي الصدفي، وأبي محمد بن عتاب وغيرهم من الشيوخ كثيرا. وكانت له عناية كثيرة بالعلم والرواية، وأخبار الشيوخ وأزمانهم ومبلغ أعمارهم، وجمع من ذلك كثيراً، ووصفه أصحابنا بالدين والثقة والفضل وقد حدث. وتوفي رحمه الله بالمرية ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ستٍّ وثلاثين وخمس مائة. محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أسود الغساني: من أهل المرية؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي علي الغساني وغيره، وله رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا بكر الطرطوشي، وأبا الحسن بن مشرف وغيرهما. وشوور ببلده لمعرفته ومنصبه، واستقضى بمرسية مدة طويلة لم تحمد سيرته فيها، ثم صرف عن ذلك وسكن مراكش وتوفي بها في رجب من سنة ستٍّ وثلاثين وخمس مائة. محمد بن الحسن بن خلف بن يحيى الأموي: من أهل دانية؛ يكنى: أبا بكر. ويعرف: بابن برنجال.

محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي. قاضي أبو الجماعة بقرطبة.

له رحلة إلى المشرق بعد الخمس مائة. سمع فيها من أبي عبد الله محمد بن منصور الحضرمي، وأبي بكر محمد بن الوليد الفهري وغير واحد. وكان من أهل الدراية والحفظ والرواية. أخذ الناس عنه. وأخبرنا أبو الوليد صاحبنا وكتبه لي بخطه، وقرأه علي من لفظه قال: أنا أبو بكر محمد بن الحسن هذا وكتبه لي بخطه قال: أخبرني القاضي الأديب أبو الحسن السعيدي قال: أملقت سنة من السنين وكنت أحفظ كتاب سيبويه وغيره عن ظهر قلب حتى قلت إن حرفة الأدب أدركتني فعزمت على أن أقول شعرا في والي عيذاب أتمدحه واستجديه فأخرت نفسي على السحر وأعددت دواة وقرطاسا فلم يساعدني القول فيه بشيء وأجرى الله القلم بأن كتبت: قالوا تعطف قلوب الناس قلت لهم ... أدنى من الناس عطفا خالق الناس ولو علمت لسعي أو لمسئلتي ... جدوى أتيتهم سعيا على الرأس لكن مثلي في انتجاع مثلهم ... كمزجر الكلب يرعى غفلة الخاس وكيف أبسط كفي للسؤال وقد ... قبضتها عن بني الدنيا على الياس تسليم أمري على الرحمن أمثل بي ... من استلامي كف البرد والقاس قال: فقنعت نفسي، وأقبل أنسي، وحمدت الله عز وجل وشكرته على ما صرفني عنه من استجداء مخلوق مثلي. فما لبثت إلا ثلاثة أيام حتى جاءني كتاب والي عيذاب يوليني فيه خطة القضاء بالصعيد، ثم زادني إخميم ولقبني بقاضي القضاة، وأدال الله العسر يسرا. وتوفي أبو بكر هذا بدانية يوم الأحد الثالث والعشرين من رجب سنة ست وثلاثين وخمس مائة، وقد نيف على الخمسين. محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي. قاضي أبو الجماعة بقرطبة. وصاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بها، وخاتمه الأعيان بحضرتها يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز اللخمي: من أهل إشبيلية سكن قرطبة؛

روى عن أبيه واختص به، وأخذ القراءات عن أبي القاسم بن مدير المقرئ، وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي حسين بن محمد الغساني، ومن صهره أبي محمد بن عتاب، ومن القاضي أبي الوليد بن رشد. وجالس أبا علي بن سكرة وأجاز له ما رواه. وكان: من أهل الفضل الكامل، والدين، والتصاون، والعفاف، والعقل الجيد مع الوقار، والسمت الحسن، والهدى الصالح. وكان حافظا للقرآن العظيم، مجودا لحروفه. حسن الصوت به، عالي الهمة، عزيز النفس، مخروق اللسان، طويل الصلاة، كريم النفس، واسع الكف بالصدقات، كثير المعروف والخيرات، مشاركا بجاهه وماله، كثير البر بالناس، حسن العهد لمن صحبه منهم، معظما عند الخاصة والعامة، شرف بنفسه وبأبوته، وتولى خطة أحكام المظالم بقرطبة قديما مع شيخه قاضي الجماعة أبي الوليد ابن رشد، وكان يستحضره عنده مع مشيخة الشورى في وقته لمكانه ومنصبه، وصرف عن ذلك بصرفه، ثم تقلد قضاء الجماعة بقرطبة مدة طويلة ثم صرف عن ذلك وأقبل على التدريس، وإسماع الحديث، وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة فأنسى من قبله لحسن قراءاته، وتمكين صلاته، واستمر على ذلك إلى أن توفي رحمه الله على أجمل أحواله، عديم النظير في وقته سحر ليلة الثلاثاء، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظم من سنة ست وثلاثين وخمس مائة. وهو من أبناء الستين. وصلى عليه ابنه أبو القاسم بالربض، وشهده جمعٌ عظيم من الناس بعد العهد بهم، وأتبعوه ثناء حسنا جميلا. وكان أمثل لذلك رحمه الله وغفر له. محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز اللخمي: من أهل إشبيلية سكن قرطبة؛ يكنى: أبا بكر.

محمد بن عبد الرحمن بن سيد بن معمر المذحجي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد

روى عن أبي علي الغساني، وأبي عبيد البكري، وأبي الحسين بن سراج وغيرهم. وكان حافل الأدب، قديم الطلب، عالما باللغة، والعربية، ومعاني الشعر، كاتبا بليغا، مجيدا وقد أخذ عنه وتوفي رحمه الله منتصف ذي الحجة من سنة ستٍّ وثلاثين وخمس مائة. محمد بن عبد الرحمن بن سيد بن معمر المذحجي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن أبيه، وعن أبي المطرف الشعبي؛ وأبي عبد الله بن خليفة القاضي. وسمع بقرطبة من أبي بكر المصحفي، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان من أهل العلم، والفضل، والدين، والعفاف، والتصاون. أخذ الناس عنه وأجاز لنا ما رواه بخطه. وتوفي رحمه الله في النصف الثاني من ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي: من أهل سرقسطة. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا الطاهر صاحبنا. سمع: من أبي علي الصدفي كثيرا، ومن أبي محمد بن ثابت، وأبي عمران بن أبي تليد، وأبي محمد بن السيد، وبقرطبة وإشبيلية من غير واحد من شيوخنا. وكان مقدما في اللغة والعربية شاعرا محسنا، وله مقامات من تأليفه. أخذت عنه واستحسنت. وتوفي رحمه الله بقرطبة في جمادى الأولى من سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة. محمد بن موسى بن وضاح: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا عبد الله. أخذ عن أبي علي الصدفي كثيرا ومن غيره. وله رحلة إلى المشرق حج فيها ولقي فيها أبا بكر الطرطوشي، وابن مشرف وغيرهم. وكان فاضلا عفيفا معتنيا بالعلم. كتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه وشوور بالمرية وتوفي رحمه الله سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.

محمد بن أحمد الحمزي: من أهل المرية. يكنى: أبا عبد الله.

محمد بن أحمد الحمزي: من أهل المرية. يكنى: أبا عبد الله. يحدث عن أبي العباس العذري، وأبي عبد الله بن المرابط وغيرهما. وقد أخذ الناس عنه. وأجاز لنا وخطب ببلده مدة ثم صرف عن ذلك. وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمس مائة. محمد بن مسعود بن أبي الخصال الغافقي: من أهل سقورة. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. مفخرة وقته وجمال جماعته. روى عن أبي الحسين بن سراج وجماعة من شيوخنا، وأجاز له أبو علي الغساني ما رواه، وكان متفننا في العلوم مستبحرا في الآداب، واللغات. قوي المعرفة بهما متقدما في معرفتهما، وإتقانهما. وكان كاتبا بليغا، عالما بالأخبار ومعاني الحديث. والآثار، والسير، والأشعار. وله تواليفٌ حسان ظهر فيهما نبله، واستبان بها فهمه. وكان حسن البيان حلو الكلام، أجدر رجال الكمال في وقته. واستشهد رحمه الله ودفن يوم الأحد الثالث عشر من شهر ذي الحجة سنة أربعين وخمس مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس، وكان مولده فيما أخبرني به سنة خمس وستين وأربع مائة. محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن حكم بن سليمان ابن الناصر عبد الرحمن بن محمد؛ يكنى: أبا عبد الله، ويعرف: بالأحمر. سمع: من أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي مروان بن سراج، وجماعة سواهم. وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، مقدما فيه، متفننا في المعارف، والعلوم وقد نوظر عليه وتوفي رحمه الله بمدينة قبرة وقد كف بصره في سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. محمد بن أحمد بن طاهر القيسي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا بكر. أخذ عن أبي علي الغساني كثيراً واختص به، وسمع من ابن سعدون القروي.

محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري: من

وكان مشهورا بالحديث ومعرفته معتنيا به، أخذ الناس عنه. وتوفي رحمه الله ليلة السبت وهي ليلة سبع وعشرين من جمادى الأولى من سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. وكان مولده سنة تسع أربعين وأربع مائة. محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا بكر، الإمام العالم الحافظ المستبحر ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها. لقيته بمدينة إشبيلية حرسها الله ضحوة يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الآخرة من سنة ست عشرة وخمسمائة فأخبرني رحمه الله أنه رحل مع أبيه إلى المشرق يوم الأحد مستهل ربيع الأول من سنة خمس وثمانين وأربع مائة. وأنه دخل الشام ولقي بها أبا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي وتفقه عنده، ولقي بها جماعة من العلماء والمحدثين. ودخل بغداد وسمع بها من أبي الحسين المبرك بن عبد الجبار الصيرفي، ومن الشريف أبي الفوارس طراد بن محمد الزيبقي، ومن أبي بكر بن طرخان وغيرهم كثير، ثم رحل إلى الحجاز فحج في موسم سنة تسع وثمانين، وسمع بمكة من أبي علي الحسين ابن علي الطبري وغيره. ثم عاد إلى بغداد ثانية وصحب بها أبا بكر الشاشي، وأبا حامد الطوسي وغيرهما من العلماء والأدباء فأخذ عنهم وتفقه عندهم، وسمع العلم منهم، ثم صدر عن بغداد ولقي بمصر والإسكندرية جماعة من المحدثين، فكتب عنهم واستفاد منهم وأفادهم؛ ثم عاد إلى الأندلس سنة ثلاث وتسعين وقدم بلده إشبيلية بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق. وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع لها، متقدما في المعارف كلها، متكلما في أنواعها، نافذا في جميعها، حريصا على أدائها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها، ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة ولين الكنف، وكثرة الاحتمال وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الوعد. واستقضى ببلده

محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن مسعود، يعرف: بابن الوراق.

فنفع الله به أهله لصرامته وشدته، ونفوذ أحكامه. وكان له في الظالمين سورة مرهوبة. ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه. قرأت عليه وسمعت بإشبيلية وقرطبة كثيرا من روايته وتواليفه. وسألته عن مولده فقال لي: ولدت ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمانٍ وستين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله بالعدوة ودفن بمدينة فاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن مسعود، يعرف: بابن الوراق. صاحب الصلاة بجامع قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج قديما وأخذ عن جماعة شيوخنا. وكان دينا فاضلا معتنيا بالعلم والآثار، جامعا لها، حسن النقل لجميعها، جميل الخط والوراقة، ثقة ثبتا، طويل الصلاة كثير الذكر لله تعالى. وتوفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. ودفن بالربض. محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا عبد الله صاحبنا. أخذ عن جماعة عمرو شيوخنا، وكان من أهل العناية الكاملة بتقييد العلم والآثار والسنن، والأخبار جامعا لها، متفننا لما كتبه منها. وكان ثقة ثبتا، عالما بالحديث والرجال. وتوفي رحمه الله ببلده سنة أربع وأربعين وخمس مائة. محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مسلمة: من أهل قرطبة وعين من أعيانها؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي علي الغساني كثيرا وعن أبي الحسن العبسي. وأجاز له أبو عبد الله

محمد بن يونس بن مغيث: من أهل قرطبة وبيوتها الرفيعة؛ يكنى: أبا الوليد.

محمد بن فرج وغيره. وكان فاضلا سريا دينا متصاونا عالي القدر طويل الصلاة، كثير الذكر لله تعالى مسارعا إلى أفعال البر والأعمال الصالحة. وتوفي رحمه الله في جمادى الأولى من سنة خمسٍ وأربعين وخمس مائة، ومولده سنة ست وثمانين وأربع مائة. محمد بن يونس بن مغيث: من أهل قرطبة وبيوتها الرفيعة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج وسمع منه، ومن أبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي، وحازم بن محمد وأخذ عن أبيه كثيرا وعن غيرهم. وكان خيرا فاضلا متواضعا عفيفا كثير الذكر لله تعالى، سريع الدمعة، طويل الصلاة والدعاء، صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة، كثير العمارة من له بيت جلالة ونباهة وفضل وصيانة وشوور في الأحكام بقرطبة. وتوفي رحمه الله في الثاني عشر من شعبان من سنة سبع وأربعين وخمس مائة. وكان مولده سنة ثمانين وأربع مائة. في المحرم. محمد بن عبد الله بن محمد بن خيرة: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم. وكان من جلة العلماء الحفاظ متفننا في المعارف كلها، جامعا لها، كثير الرواية واسع المعرفة، حافل الأدب، وخرج من قرطبة في الفتنة وحج وتوفي بزبيد في شوال من سنة إحدى وخمسين وخمس مائة. وكان مولده فيما أخبرني به سنة تسع وثمانين وأربع مائة. محمد بن عبد الرزاق بن يوسف الكلبي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله. روى ببلده عن أبي القاسم الهوزني، وصحب القاضي الإمام العالم أبا بكر بن العربي

شيخنا مدة طويلة، ورحل قديما ولقي أبا بكر الطرطوشي، وأبا الحسن بن مشرف، وأبا عبد الله بن الحطاب، وأبا الطاهر السلفي. وانفرد برواية الكامل لابن عدي وقد قرأنا عليه بعضه وناولنا جميعه. وكان فاضلا دينا نبيها عالما بما يحدث ويروي، وقد استقضاه شيخنا أبو بكر على مدينة باجة، ثم استعفاه فأعفاه إياه. وتوفي رحمه الله يوم الأربعاء ودفن عصر يوم الخميس السادس عشر من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وخمس مائة. وولد في سنة تسع وسبعين وأربع مائة.

ومن الغرباء

ومن الغرباء في أسماء المحمدين القادمين من المشرق محمد بن حسين بن محمد بن أسد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن كعب ابن مالك التميمي الطبني الأديب؛ يكنى: أبا عبد الله. دخل الأندلس سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.، ولم يصل إلى الأندلس أشعر منه. وكان واسع الأدب والمعرفة، وكان له اتصال بآل عامر وحظوة عندهم، وتولى الشرطة بعهدهم. وتوفي في سلخ ذي الحجة سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. وشهده المظفر عبد الملك بن أبي عامر في أهل دولته. وصلى عليه ابن فطيس. ذكره ابن حيان وقال: ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. محمد بن علي بن عبد الله الأموي، يعرف بابن الشيخ: من أهل سبتة؛ يكنى: أبا عبد الله. محدث سبتة في وقته، شهر بالخير والصلاح والورع. رحل إلى الأندلس فأطال المقام بها، وسمع من أبي عيسى وهب بن مسرة، وابن الخراز وغيرهم. وكانت عنده غرائب وعجائب. وتوفي في حدود أربع مائة. أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض وكتبه لي بخطه. محمد بن عيسى بن زوبع؛ يكنى: أبا بكر. قال ابن حيان: زوبعة سبتي وأصله من البصرة. وكان من أصحاب بن ذكوان، وله في العلم والصرامة قدم صدق أدته إلى المنية. ولاه المظفر قضاء بلده وعمله، فحمدت ولايته، واتصلت إلى أن سما ابن حمود إلى الخلافة علي بني مروان فقتله في التهمة

محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصعب بن الزبيري؛

فيهم سنة إحدى أو اثنتين وأربع مائة. وكانت له رحلة إلى المشرق ومعرفة بالحديث والفقه أفادنيه أيضا عياض وخطه لي بيده. محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصعب بن الزبيري؛ يكنى: أبا البركات. مولده بمكة سنة سبع وخمسين وثلاث مائة. ودخل العراق وبغداد والشام ومصر وسمع بها. ثم دخل الأندلس وحدث بها عن جماعة منهم: القاضي أبو الحسن علي بن محمد الجراحي، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفي، وأبو زيد المروزي، وأبو القاسم بن الجلاب، وأبو بكر الأبهري، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني صاحب التفسير، وأبو بكر بن إسماعيل الزراع، وأبو الطيب بن غلبون، وأبو حفص الكتاني المقرئ، وأبو الفرج الشنبوذي يروي عن أبي مزاحم الخاقاني قصيدته، وأبو القاسم الغراب، وأبو أحمد السامري وغيرهم. حدث عنه الخولاني وذكر من خبره ما تقدم، وحدث عنه أيضا ابن حزم، والدلاي، وأبو محمد ابن خزرج وقال: كان ثقة متحرجا فيما ينقله. وقال: لقيته بإشبيلية وأخذت عنه سنة أربع وثلاثين وأربع مائة. واخبرني أن مولده سنة سبع وأربعين وثلاث مائة. وكان ممتعا رحمه الله. محمد بن شجاع الصوفي؛ يكنى: أبا عبد الله. ذكره الحميدي وقال: كان رجلا مشهورا على طريقة قدماء الصوفية المحققين، وذوي السياحة المتجولين، ثم أقام عندنا إلى أن مات، وقد رأيته في حدود الثلاثين وأربع مائة.

محمد بن القاسم بن أبي حاج القروي؛ يكنى: أبا عبد الله.

ولم أسمع منه شيئا ومات قريبا من ذلك؛ فحدثنا عنه أبو العباس أحمد بن رشيق الكاتب في مجلسه بالمغرب، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن شجاع الصوفي قال: كنت بمصر أيام سياحتي فتاقت نفسي إلى النساء فذكرت ذلك لبعض إخواني فقال لي: هاهنا امرأة صوفية لها بنت مثلها جميلة، قد ناهزت البلوغ قال: فخطبتها وتزوجتها فلما دخلت عليها وجدتها مستقبلة القبلة تصلي قال: فاستحييت أن تكون صبية في مثل سنها تصلي وأنا لا أصلي. فاستقبلت القبلة وصليت ما قدر لي حتى غلبتني عيني فنامت في مصلاها، ونمت في مصلاي. فلما كان في اليوم الثاني كان مثل ذلك أيضا، فلما طال علي قلت لها يا هذه: ألا جتماعنا معنى؟. قال: فقالت لي: أنا في خدمة مولاي، ومن له حقٌّ فما أمنعه. قال: فاستحييت من كلامها وتماديت على أمري نحو الشهر، ثم بدا لي في السفر فقلت لها يا هذه: قالت: لبيك. قلت: إني قد أردت السفر. فقالت: مصاحبا بالعافية. قال: فقمت فلما صرت عند الباب قامت فقالت يا سيدي: كان بيننا في الدنيا عهدٌ لم يقضى بتمامه عسى في الجنة إن شاء الله. فقلت لها عسى، فقالت أستودعك الله خير مستودعٍ. قال: فتودعت منها وخرجت؛ ثم عدت إلى مصر بعد سنين فسألت عنها فقيل لي: هي على أفضل ما تركتها عليه من العبادة والاجتهاد رحمها الله. محمد بن القاسم بن أبي حاج القروي؛ يكنى: أبا عبد الله. قدم قرطبة تاجرا وحدث بها في نحو الأربع مائة. وله رواية عن أبي الطيب بن غلبون المقرئ وغيره. أخبرنا أبو محمد بن يربوع وغيره، عن أبي محمد بن خزرج قال: أنا أبو محمد قاسم بن إبراهيم الخزرجي ونقلته من خطه، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن القاسم ابن أبي حاج القروي في المسجد الجامع بقرطبة قال: كنت سنة خمسٍ وثمانين بمصر فأتاني نعي أبي رحمه الله فوجدت عليه وجدا شديدا حتى منعني ذلك عن الأكل

وشغل بالي. وكان الشيخ أبو الطيب بن غلبون المقرئ رحمه الله واقفٌ على معرفتي فبلغه ذلك عني فوجه في فأتيته فجعل يصبرني ويذكر لي ثواب الصبر على المصيبة والرزية، ثم قال لي: ارجع إلى ما هو أعود عليك وعلى الميت من أفعال البر والخير، مثل الصدقة وما شاكلها، وأمرني أن أقرأ عنه " قل هو الله أحدٌ " عشر مرات كل ليلة، ثم قال: أخبرنا في ذلك محدث كان بمصر رجل معروف بالخير والفضل فرأى في منامه كأنه في مقبرة مصر وكأن الناس قد نشروا من مقابرهم فكأنه قد مشي خلفهم ليسألهم عن الشيء الذي أوجب نهوضهم إلى الجهة التي توجهوا إليها، فوجد رجلا على حفرته قد تخلف عن جماعتهم، فسأله عن القوم إلى أين يريدون.؟ . فقال: إلى رحمة جاءتهم يقسمونها. فقال له: فهلا مضيت معهم، فقال: إني قد اقتنعت بما يأتيني من ولدي عن أن أقاسمهم فيما يأتيهم من المسلمين، فقلت له: وما الذي يأتيك من ولدك؟ فقال: يقرأ " قل هو الله أحد " كل يوم عشر مرات ويهدي إلي ثوابه. فذكر الشيخ ابن غلبون لي أنه منذ سمع هذه الحكاية أنه كان يقرأ عن والديه " قل هو الله أحد " في كل يوم عشر مرات عن كل واحد منهما، ولم يزل بهذه الحالة إلى أن مات أبو العباس الخياط فجعل يقرأ عنه كل ليلة " قل هو الله أحد " عشر مرات ويهدي إليه ثوابها. قال الشيخ ابن غلبون فمكثت على هذه النية مدة؛ ثم عرض لي فتور قطعني عن ذلك فرأيت أبا العباس في النوم فقال لي: يا أبا الطيب: لما قطعت عنا ذلك السكر الخالص الذي كنت توجه به إلينا منه، فانتبهت من منامي فقلت: الخالص. الخالص كلام الله عز وجل، وإنما كنت أوجه إليه ثواب " قل هو الله أحد ". فرجعت أقرأها عنه رحمه الله. وذكره ابن حيان وقال: توفي بالمرية يوم الفطر سنة ست وعشرين وأربع مائة. وكان: من أهل العلم والرواية والعفاف والنفاذ في أمور التجارة والبصر بأنواعها رحمه الله.

محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد الليث بن سليمان بن

محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان التميمي؛ يكنى: أبا الفضل. بغدادي سمع من أبي الطاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، ومن ابن الصلت ومن غيره. قال الحميدي: كذلك أخبرني رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث وهو ابن عمه وقال: إن مولده سنة ست وثمانين وثلاث مائة. وهو من أهل بيت علم وأدب. خرج أبو الفضل إلى القيروان في أيام المعز بن باديس فدعاه إلى دولة بني العباس فاستجاب لذلك، ثم وقعت الفتن واستولت العرب على البلاد فخرج منها إلى الأندلس فلقي ملوكهم وحظي عندهم بأدبه وعلمه، واستقر بطليطلة فكانت وفاته بها في سنة أربع وخمسين وأربع مائة. قال ابن حيان: توفي أبو الفضل هذا ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمس وخمسين وأربع مائة. بطليطلة في كنف المأمون يحيى بن ذي النون. وذكر أن أبا الفضل هذا كان يتهم بالكذب عفى الله عنه. محمد بن عبد الله بن طالب البصري الظاهري؛ يكنى: أبا عبد الله. قدم الأندلس تاجرا سنة عشرين وأربع مائة. ذكره ابن خزرج وذكر أنه سمع منه ما رواه وقال: كان على مذهب داود القياسي، وتجول كثيرا ببلاد المشرق، وأخذ عن شيوخها وقال: أخبرنا أن مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. وأنه ابتدأ بطلب العلم على حداثة من سنه. محمد بن سليمان بن محمود الخولاني الظاهري؛ يكنى: أبا سالم.

محمد بن الفضل بن عبيد الله بن قثم القرشي العباسي؛ يكنى: أبا هاشم.

قدم الأندلس تاجراً سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن خزرج وقال: دلنا عليه أبو الحسن بن عبادل ووافيته وروينا عنه بعض كتبه. وكان: من أهل الذكاء والحفظ والشعر الحسن، متصرفا في فنون من العلم، ذا رواية واسعة عن جلة من شيوخ العراق وخراسان وغيرها وروايته عالية جدا. قرأ القراءات السبع على أبي أحمد السامري بمصر، وكان معتقدا لمذهب داود وأصحابه محتجا لهم وقال: أجاز لي روايته في شعبان سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. وهو يومئذ ابن أربع وسبعين عاما. محمد بن الفضل بن عبيد الله بن قثم القرشي العباسي؛ يكنى: أبا هاشم. قدم الأندلس تاجراً سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن خزرج وقال: دلنا عليه أبو بكر بن الميراثي لمعرفته به واجتماعه به بمكة، وهو بغدادي على مذهب أبي حنيفة وأصحابه من أهل العربية على مذهب الكوفيين. وكان صحيح العقل، حسن الخلق، فصيح اللسان، من أهل الفضل والثقة. وكان واسع الرواية وأخبرنا أن مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة. محمد بن تميم بن أبي العرب التميمي القيرواني: أبا العرب. قدم الأندلس تاجرا سنة ست عشرة وأربع مائة. وكان شيخا مسمتا من أهل الفضل والثقة واسع الرواية. وكان من أهل الصدق والتحري فيما ينقله. روى عن أبيه كثيرا، وعن غيره من شيوخ قرطبة وغيرها. وحج سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. ولقي بالمشرق جلة من العلماء بالحجاز والشام، ومصر والقيروان.

محمد بن زيد بن علي بن الحسن العلوي؛ يكنى: أبا زيد.

وكان مولده سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة. وبلغنا أنه توفي بعد منصرفه عنا بنحو ثلاثة أعوام في بعض عمل القيروان. ذكره ابن خزرج. محمد بن زيد بن علي بن الحسن العلوي؛ يكنى: أبا زيد. قدم الأندلس سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. وكان شافعي المذهب. وكان مع فقهه أديبا شاعرا، حافظا للأخبار واسع الرواية. وكان يحسن علم التعبير متقدما فيه. ومولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. ذكره أبو محمد الخزرجي. محمد بن عبد الملك بن سليمان بن أبي الجعد التستري الحنبلي؛ يكنى: أبا بكر. قدم الأندلس تاجرا سنة ثلاثين وأربع مائة. ذكره الخزرجي وقال: خيرا متدينا، نزيه النفس، متسننا مؤتما بأحمد بن حنبل، ودايناً بمذهبه. وروايته واسعة عن شيوخ جلة بالعراق، وخراسان. وكان عالما بفنون علوم القرآن من قراءات وإعراب وتفسير وقال: أخبرنا أن مولده بتستر سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. وكان ممتعا قوي الأعضاء مصححا. محمد بن سعيد بن عثمان بن الوليد بن عمارة الكلابي المدني؛ يكنى: أبا عبد الله. كان شافعي المذهب واسع الرواية، ثقة ثبتا. ذكره ابن خزرج وقال: لقيته بإشبيلية سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. وحملت عنه بعض روايته، وأباح لي الإخبار بسائرها بخطه في ذي القعدة من العام. ومولده سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. محمد بن مخلوف الفاسي. قدم قرطبة في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. وكتب عنه محمد بن

محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الوارث الرازي الخراساني؛ يكنى: أبا

عتاب الفقيه مع شيخه أبي عثمان سعيد بن سلمة موعظة، معوذ بن داود أخبرهما بها عنه قال ابن عتاب: وكان على هذا الرجل سيما النساك وأحسبه كان قدم لشهود شهر رمضان بالجامع ثم لم أره بعد ذلك. محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الوارث الرازي الخراساني؛ يكنى: أبا بكر. سمع: بأصبهان من أبي نعيم الحافظ، وبمصر من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبي علي محسن بن جعفر بن أبي الكرام ببيت المقدس وغيرهم. وسمع بالأندلس من أبي عمرو المقرئ، وأبي محمد الشنتجيالي وغيرهما. وكان شيخا، صالحا، حليما، دينا، هينا، متواضعا، حسن الخلق. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو الوليد الباجي، وأبو محمد الشارفي، وجماهر بن عبد الرحمن وأبو محمد بن حزم وقال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن، قال: سمعت أبي يقول: رؤي الشبلي في النوم فقيل له ما فعل بمكة ربك؟. فأنشأ يقول: حاسبونا فدققوا ... ثم منوا فأعتقوا وقال الحميدي: دخل الأندلس وسمعنا منه ومات هنالك غرقا فيما بلغني بعد الخمسين وأربع مائة. محمد بن إبراهيم البغدادي الشافعي، يعرف: بالمقرئ؛ يكنى: أبا نصر. ذكره أبو عمر بن عبد البر وروى عنه وقال: أنشدني الصاحب ابن عباد؛ أو الصابي الشك من أبي عمر: إذا جمعت بيت امرأين صناعة ... فأحببت أن تدري الذي هو أحذق

محمد بن محمد الزعيمي البغدادي؛ يكنى: أبا سعد. من خاصة المرتضى العلوي.

فلا تأمل منهما غير ما جرت ب ... هـ لهما الأرزاق حين تفرق فحيث يكون الجهل فالرزق واسع ... وحيث يكون العلم فالرزق ضيق محمد بن محمد الزعيمي البغدادي؛ يكنى: أبا سعد. من خاصة المرتضى العلوي. دخل الأندلس وتجول بها، وكان ذا أدب ونبل وشعر. قال أبو الفضل بن عياض وصفه لي بهذا أبو الحسن ابن دري المقرئ وذكر أنه لقيه وأنشده من شعره. محمد بن سعدون بن علي بن بلال القروي؛ يكنى: أبا عبد الله. وأصله من القيروان. سمع بها من أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، وأبي بكر محمد بن محمد بن الناطور وغيرهما. وسمع بمصر. من أبي الحسن بن منير، وبمكة. من أبي الحسن بن صخر، وأبي بكر محمد بن علي المطوعي، وأبي ذر الهروي. قال أبو علي: كان من أهل العلم بالأصول والفروع، وكتب الحديث بمكة ومصر والقيروان. وسمع أبو علي منه. وقرأت بخطه. أخبرني محمد بن سعدون عن شيوخه من أهل القيروان أن أبا الحسن القابسي الفقيه رحمه الله جاءه سائل يسأله فلم يجد ما يعطيه. فقال له: أقلع هذا الفرد باب وخذه ففعل هذا السائل ذلك. وكان يصنع لأصحابه الطعام وينفق الإنفاق الكثير ويطعمهم إياه. وأخبرنا عنه من شيوخنا أبو بحر الأسدي، وأبو علي الصدفي، وأبو الحسن بن مغيث. ومحمد بن عبد العزيز القاضي، وأبو محمد بن أبي جعفر، وأبو عامر بن حبيب وغيرهم.

محمد بن نعمة الأسدي العابر القيرواني؛ يكنى: أبا بكر.

وسمع الناس منه بقرطبة وبلنسية، والمرية وغيرها من البلاد. وتوفي بإغمات في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وأربع مائة. محمد بن نعمة الأسدي العابر القيرواني؛ يكنى: أبا بكر. روى بالقيروان عن أبي عمران الفاسي. ومروان بن علي البوني، وعلي بن أبي طالب العابر، وأكثر عنه، وعبد الحق الصقلي وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم عالما بالعبارة وجمع فيها كتبا واستوطن المرية. وسمع الناس منه وأخذ عنه جماعةٌ من شيوخنا، وحدثونا عنه. وسمعت بعضهم يضعفه. وتوفي بالمرية سنة إحدى، أو اثنتين وثمانين وأربع مائة. وصلى عليه أبو عبد الله بن الفراء بوصيته بذلك إليه. محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني منها؛ يكنى: أبا عبد الله. خرج عن القيروان عند اشتداد فتنة العرب عليها سنة سبع وأربعين وأربع مائة. وقدم الأندلس وسكن المرية وغيرها. وكان من جلة الأدباء، وفحول الشعراء وله كتاب صنفه في معنى ذلك كله، له رواية عن أبي الحسن القابسي الفقيه، وأبي عمران الفاسي وصحبهما، وقد أثنى عليه أبو الوليد الباجي ووصفه بالعلم والذكاء. وقد أخبرنا عنه ابنه الأديب أبو الفضل جعفر ابن محمد بجميع مجموعات أبيه وكتب بذلك إلينا بخطه رحمه الله. محمد بن سابق الصقلي؛ يكنى: أبا بكر روى بمكة: عن كريمة بنت أحمد المروزي وغيرها. وقدم الأندلس وأخذ عنه أهل غرناطة. وكان من أهل الكلام ماثلاً إليه. أخبرنا عنه أبو بكر بن عطية وأبو الحسن علي بن أحمد المقرئ في كتابهما إلينا. وتوفي بمصر في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مائة.

محمد بن الحسن الحضرمي، يعرف: بالمرادي؛ يكنى: أبا بكر.

محمد بن الحسن الحضرمي، يعرف: بالمرادي؛ يكنى: أبا بكر. قدم الأندلس وأخذ عنه أهلها. روى عنه أبو الحسن المقرئ وقال: كان رجلا نبيها، عالما بالفقه، وإماما في أصول الدين وله في ذلك تواليف حسان مفيدة. وكان مع ذلك ذا حظٍّ وافر من البلاغة والفصاحة. وقال: وتوفي بالصحراء ولا أقف على تاريخ وفاته. وقال أبو العباس الكناني: دخل قرطبة في سنة سبع وثمانين وأربع مائة. رجلٌ من القرويين اسمه محمد بن الحسن الحضرمي؛ يكنى: أبا بكر، ويشتهر بالمرادي. له نهوض في علم الاعتقادات، والأصول. ومشاركة في الأدب، وقرض الشعر، اختلف على أبي مروان بن سراج في سماع التبصرة لمكي. حدثني مشافهة بكتاب فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن محمد التميمي القصديري، عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن عبد البر التميمي، عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري عن الثعالبي. وكتب إلى القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه توفي بمدينة أزكد بصحراء المغرب وهو قاض بها سنة تسع وثمانين وأربع مائة. محمد بن عيسى بن حسين التميمي البستي؛ يكنى: أبا عبد الله. دخل الأندلس طابا للعلم، فسمع من أبي عبد الله بن المرابط بالمرية، وأبي مروان ابن سرج وغيرهما. وكان من أهل العلم والفضل وتولى القضاء بسبتة وبفاس أيضا. وتوفي سنة ثلاث أو أربع وخمس مائة. ثم كتب إلى القاضي أبو الفضل يذكر أنه توفي صبيحة يوم السبت لسبع بقين من جمادى الأولى سنة خمس وخمسمائة. وكان مولده سنة سبع وعشرين وأربع مائة. محمد بن عبد الله الصقلي؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبي الحسن اللخمي الفقيه كتاب التبصرة في الفقه من تأليفه، وقدم غرناطة وسلب في طريقها، وأخذ الناس عنه بها وتوفي سنة ثمان وخمس مائة بغرناطة.

محمد بن داود بن عطية بن سعيد العكي الجراوي. أصله من إفريقية، واستوطن

محمد بن داود بن عطية بن سعيد العكي الجراوي. أصله من إفريقية، واستوطن أبوه القلعة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن عبد الجليل الربعي وغيره، ولقي بقرطبة أبا علي الغساني فأخذ عنه كثيرا واستقضى بتلمسان، ثم بإشبيلية، ثم بفاس أخيرا. وكان من أهل العلم والمعرفة، والفهم، وله مسائل منثورة وقد حدث. وتوفي ضحى يوم الاثنين العاشر من ذي القعدة سنة خمسٍ وعشرين وخمس مائة. ودفن ضحوة يوم الثلاثاء بعده وهو في عشر الثمانين رحمه الله.

الجزء العاشر

الجزء العاشر بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على نبيه الكريم محمد وعلى آله. بقية حرف الميم من اسمه موسى موسى بن عبد الرحمن، يعرف: بالزاهد: من أهل الثغر؛ يكنى: أبا عمران. قدم طليطلة مجاهدا وكانت له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أبي الحسن علي بن أحمد الأطرابلسي وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: قتل في ربيع الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة. موسى بن محمد بن موسى بن سهل بن عمران بن صبيح بن عبد الله الجهني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا محمد. روى عن أبيه، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي جعفر بن عون الله، والقاضي أبي بكر بن زرب، ووهب بن مسرة، وأبي بكر بن الأحمر. روى عنه أبو إسحاق بن شنظير وصاحبه أبو جعفر. أجاز لهما ما رواه في رجب سنة تسعين وثلاث مائة. ومولده في شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا ابن أبيض وقال: أصله من بياسة، وكان محدثا مكتبا. وكان سكناه بالمدينة عند الهروي وقرب حفرة عزيره.

موسى بن محمد بن لب اللخمي الملاح، يعرف: بابن الوكاب. من أهل إشبيلية؛

موسى بن محمد بن لب اللخمي الملاح، يعرف: بابن الوكاب. من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا محمد. كان ذا عناية قديمة بطلب العلم بقرطبة، ومتقدما في علم التعبير، حج سنة إحدى عشرة، ولقي شيوخا جلة بالمشرق وروى عنهم. ذكره ابن خزرج وقال: رحل عنا إلى المرية سنة ثلاثين وأربع مائة. وتوفي بعدها بمدة لا أحدها. وكان مولده سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. موسى بن قاسم بن خضر: من أهل طليطلة. روى عن أبي محمد عبد الله بن ذنين، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء، وأبي محمد بن عباس وغيرهم. وكان الأغلب عليه قراءة الآثار وإليها كان يذهب، وكان خيراً فاضلاً استشهد في الغزاة المعروفة بغزاة فحص مدينة، وكانت سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة. موسى بن عبد الرحمن؛ يعرف: بابن جوشن: من أهل طليطلة. سمع من محمد بن عمر وعبد الله بن أحمد. وكان خيرا فاضلا له أخلاق حسان، وآداب لطيفة، حسن اللقاء. كان لا يمر بأحد إلا سلم عليه توفي سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. موسى بن هذيل بن محمد بن تاجيت البكري، من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا محمد، يعرف: بابن عبد الصمد. روى عن أبي عبد الله بن عابد، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقاق وأبي محمد بن دحون وغيرهم.

موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد: من أهل شاطبة، يكنى: أبا

وكان من أهل المعرفة والعلم والحفظ والفهم والفضل والصلاح والتواضع وكان مشاورا في الأحكام بقرطبة، وعزم عليه محمد بن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال له: أخرني ثمانية أيام حتى استخير الله فأخره فعمي في تلك الأيام فكانوا يرون أنه دعا بذلك على نفسه وأنه كان رجلا صالحا. وأخبرني أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه يقول: قال لي أبو عبد الله بن عابد؛ ولأبي محمد بن عبد الصمد معا لو رآكما مالك بن أنس رحمه الله لقرت عينه بكما، وتوفي رحمه الله لإحدى عشرة ليلة خلت لربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس، وكان مولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. وقرأت بخط القاضي عيسى بن سهل توفي ابن أبي عبد الصمد يوم الجمعة وقت الظهر لثمان بقين من ربيع الأول من سنة اثنتين وستين المذكورة. موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد: من أهل شاطبة، يكنى: أبا عمران. روى عن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري كثيرا من روايته. وكان فقيها مفتيا ببلده، أديبا شاعرا ديناً فاضلاً، أنشدنا أبو عمرو زياد بن محمد، قال: أنشدنا شيخنا أبو عمران لنفسه: حالي مع الدهر في تقلبه ... كطائرٍ ضم رجله شرك همته في فكاك مهجته ... يروم تخليصها فتشتبك حدث عنه جماعة من أصحابنا، ورحلوا إليه ووثقوه. وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه، وتوفي رحمه الله في ربيع الآخر سنة سبع عشرة وخمسمائة. ومولده سنة أربع وأربعين وأربع مائة.

ومن الغرباء

ومن الغرباء موسى بن عيسى بن أبي حاج واسمه يحج الغفجومي الفاسي؛ يكنى: أبا عمران. قدم الأندلس طالبا للعلم فسمع بقرطبة من أبي محمد الأصيلي، وأبي عثمان سعيد ابن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي الفضل أحمد بن قاسم البزاز وغيرهم. قال أبو عمر بن عبد البر: وكان صاحبي عندهم، وأنا دللته عليهم. ورحل إلى المشرق فحج حججا وأخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن علي بن عمر الحمامي المقرئ وغيره، وسمع بمكة، ومصر، والقيروان. وتوجه إلى بغداد سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. وأقرأ بها القرآن أشهرا، وشاهد مجلس القاضي أبي بكر بن الطيب، ثم انصرف إلى القيروان وأقرأ الناس بها مدة، ثم ترك الإقراء ودارس الفقه، وسمع بها الحديث. قرأت بخط أبي علي الغساني، أخبرني أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي، قال: أخبرني أبي رضي الله عنه أن الفقيه أبا عمران الفاسي مضى إلى مكة، وكان قرأ على أبي ذر شيئا فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه. فقال لخازن كتبه:

موسى بن عاصم بن سفيان التونسي؛ يكنى: أبا هارون.

أخرج إلي من كتبه كتابا كذا. وكذا أنتسخه ما دام هو غير حاضر فإذا حضر قرأته عليه. فقال الخازن: أما أنا فلا أجترئ على مثل هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذها وافعل ذلك فأخذها الفقيه أبو عمران وفتح وأخرج ما أراد فسمع الشيخ أبو ذر بالسراة بالأمر فركب وطرق على مكة وأخذ كتبه وأقسم ألا يحدثه. فلقد أخذت أن أبا عمران كان بعد ذلك إذا حدث عن أبي ذر شيئا مما كان حدثه قبل يورى عن اسمه ويقول: أخبرني أبو عيسى. وذلك أن أبا ذر كان تكنيه العرب بأبي عيسى، لأنه كان له ابن يسمى عيسى، والعرب إنما تكني الرجل باسم ابنه. وذكره أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان في رحلتي سنة اثنتين وأربع مائة. وكان من أحفظ الناس وأعلمهم، وكان قد جمع حفظ المذهب المالكي، وحفظ حديث النبي عليه السلام والمعرفة بمعانيه. وكان يقرئ القرآن بالسبعة ويجودها مع المعرفة بالرجال والمعدلين منهم والمجرحين. رحل على بغداد وحج حججاً تركته حياً وعاش بعدوة على أن توفي سنة تسع وعشرين وأربع مائة. قال أبو عمرو المقرئ: توفي لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين وأربع مائة. وهو ابن خمس وستين سنة. قال أبو عمر بن عبد البر: ولدت مع أبي عمران في عامٍ واحدٍ سنة ثمان وستين وثلاث مائة. موسى بن عاصم بن سفيان التونسي؛ يكنى: أبا هارون. قدم الأندلس تاجرا سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. وذكره الخزرجي وقال: كان صحيح العقل وقورا حسن الفهم، فصيحا جميل الخط على هيئة بلده من أهل السنة، وذا حظٍّ صالح من الحديث والفقه، حملني إليه أبو بكر بن الميراثي شيخي لمعرفته به في بلده، فسمعت عليه بعض رواياته، وأجاز لي سائرها بخطه في التاريخ. موسى بن حامد بن الخليل الفارسي المصري. قدم قرطبة واستوطن بها مع أبي القاسم بن أبي يزيد النسابة المصري. من شيوخه الحسن بن رشيق، والقاضي أبو الظاهر، وأبو الحسن بن حيوية وغيرهم، حدث عنه الخولاني وقال: أجاز لي روايته بقرطبة سنة سبع وتسعين وثلاث مائة.

موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر محمد بن علي

موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. أصله من الكوفة؛ ثم صار إلى صقلية، ودخل الأندلس مجاهدا؛ يكنى: أبا البسام. كان عنده علمٌ، وأدبٌ بارعٌ، ومعرفةٌ بأصول الدين على مذاهب أهل السنة. وأخذ عنه بميورقة وله شعر بديع. ورجع على بلاد بني حماد فامتحن هنالك وقتل ذبحا ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان سنة ستٍّ وثمانين وأربع مائة. أفادنيه القاضي أبو الفضل وكتب به إلي بخطه. موسى بن سليمان اللخمي المقرئ. من أهل العدوة. استوطن المرية؛ يكنى: أبا عمران. كان مقرئا فاضلا، عالما بالقراءات أخذها عن أبي العباس أحمد بن أبي الربيع المقرئ. وأقرأ الناس بالحمل عنه بعض ما من لقيناه. وتوفي ليلة الخميس لليلتين خلتا من صفر من سنة أربع وتسعين وأربع مائة. موسى بن حماد الصنهاجي: من أهل العدوة؛ يكنى: أبا عمران. كان فقيها حافظا للرأي، عالما بالمسائل والأحكام مقدما في معرفتهما. وكان: من جلة القضاة في وقته، تولى القضاء بحضرة مراكش وغيرها. وشهر بالفضل والعدل في أحكامه. وله رواية يسيرة عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الأزدي الطليطلي، وأبي

من اسنه معاوية

الفضل يوسف بن محمد المعروف: بابن النحوي، وأبي الربيع سليمان بن وليد وغيرهم، وأجاز له شيخنا أبو محمد بن عتاب ما رواه بخطه. وتوفي بمراكش وهو يتولى القضاء بها في ذي القعدة من سنة خمس وثلاثين وخمس مائة. من اسنه معاوية معاوية بن منتيل بن معاوية: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الرحمن. رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي بكر الآجري وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. معاوية بن محمد بن أبي عابس: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا المطرف. روى عن أبي بكر التجيبي وإبراهيم بن أحمد بن فتح وغيرهما. حدث عنه أبو مروان الطبني وغيره. معاوية بن محمد بن أحمد بن معارك العقيلي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الرحمن. روى عن أبي حفص بن نابل، وأبي بكر بن وافد القاضي، وأبي القاسم الوهراني وأبي المطرف القنازعي، وأبي محمد بن بنوش، ويونس بن عبد الله القاضي، ومكي المقرئ وغيرهم. وعني بالعلم وسماعه على الشيوخ وتقييده. وكان حافظا للقرآن، كثير التلاوة له، مجودا لحروفه وطرقه. وكان صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة وقد استخلف على الخطبة به جمعات. وتوفي رحمه الله ودفن يوم عيد الفطر سنة تسع وتسعين وأربع مائة. أخبرني بوفاته شيخنا أبو الحسن ابن مغيث. وكان قد جلس إليه وسمع منه وقال: كان قديم الطلب، كريم العناية بالعلم والصحبة لأهله رحمه الله.

معاوية بن عامر بن أبي البشر المخزومي: من أهل ميورقة؛ يكنى: أبا عبد

معاوية بن عامر بن أبي البشر المخزومي: من أهل ميورقة؛ يكنى: أبا عبد الرحمن. دخل المشرق وأكثر المقام هنالك. وسمع من أبي نصر أحمد بن سلامة الذممي، وأبي عبد الله الحميدي وغيرهما. أخبرنا عنه أبو بحر الأسدي وقال: لقيته بالجزائر. من اسنه مروان مروان بن سليمان بن إبراهيم بن مورقاط الغافقي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الملك. كان من أهل الفضل والانقباض، صدوقا في روايته. روى عن أبيه، وأحمد بن عبادة، وأبي محمد الباجي وغيرهم من شيوخ إشبيلية. وسمع بقرطبة من جماعة من شيوخها. ودخل إفريقية تاجرا فأدرك ابن أبي زيد ونظراءه وروى عنهم. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وكان مولده سنة خمس وأربعين يعني وثلاث مائة. مروان بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي الحباب - ولد أبي عمر بن أبي الحباب النحوي -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الملك. روى عن أبيه. وكان أديبا نحويا يعلم العربية. وتوفي عقب ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة. ذكره ابن حيان. مروان بن علي الأسدي القطان: من أهل قرطبة؛ يكنى:

مروان بن حكم القرشي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الملك.

أبا عبد الملك؛ ويعرف: بالبوني. وهو خال أبي عمر بن القطان الفقيه فيما أخبرني به أبو الحسن بن مغيث. روى بقرطبة عن أبي محمد الأصيلي، والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس وغيرهما. ورحل إلى المشرق وأخذ عن أبي الحسن القابسي، وأبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وصحبه مدة خمسة أعوام، وأخذ عنه معظم ما عنده من روايته وتواليفه. وله كتاب مختصر في تفسير الموطإ. هو كثير بأيدي الناس. روى عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان وشهد معنا المجالس عند أهل العلم بها. وكان رجلا حافظا نافذا في الفقه والحديث. وأصله من الأندلس من قرطبة وقال: قرأت عليه تفسيره في الموطإ بعضه، وأجاز لي سائره وسائر ما رواه. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن الحذاء وقال: كان رجلا صالحا، عفيفا عاقلا، حسن اللسان والبيان رحمه الله. لقيته ببونة سنة خمس وأربع مائة. وناولني كتابه في شرح الموطأ، ثم خاطبته من طليطلة فوجه إلي الديوان وأجازه لي ثانية. وكان قد زاد فيه بعد لقائي له. قال أبو عمرو: وتوفي ببونة. وذكره الحميدي وقال: كان فقيها محدثا وله كتاب كبير شرح فيه الموطأ مات قبل الأربعين وأربع مائة. ذكره لي أبو محمد الحفصوني وذكر لي عنه فضلا وهو مشهورٌ بتلك العدوة. مروان بن حكم القرشي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الملك. كان قديم العناية بطلب العلوم، وغلب عليه فنون الحساب. أخذ ذلك عن أبي القاسم الطنبزي.

مروان بن عبد الله بن مروان التجيبي، يعرف: بابن الباليه: من أهل طليطلة؛

روى بإشبيلية عن جماعة شيوخها، ذكره ابن خزرج وقال: توفي في شوال سنة اثنتين وستين وأربع مائة. ومولده للنصف من جمادى الأولى سنة ستٍّ وثمانين وثلاث مائة. مروان بن عبد الله بن مروان التجيبي، يعرف: بابن الباليه: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الملك. سمع بالأندلس: من محمد بن عيسى بن أبي عثمان وغيره. ثم رحل إلى المشرق فحج وانصرف. وكان زاهدا فاضلا من أهل الصيام والتلاوة والورع والانقباض عن الوجاهة والرياسة بهي المنظر. ودعي أن يتولى الأحباس فأبى من ذلك واعتذر ولم يقبلها. ذكره ابن مطاهر. من اسنه مسعود مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني الأديب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الخيار. حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: كان صاحبي عند جماعة من شيوخي وقال أنشدني هذا البيت وهو من أبيات كثيرة نفعا: نافس المحسن في إحسانه ... فسيكفيك مسيئا عمله قال: ولم يزل أبو الخيار هذا طالبا متواضعا عالما متعلما إلى أن لقي الله عز وجل على هذه الحال. وتوفي لعشر بقين من ذي القعدة من سنة ستٍّ وعشرين وأربع مائة. قال ابن حيان: وكان داودي المذهب لا يرى التقليد.

مسعود بن علي بن آدم: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا القاسم. حدث عنه أبو عمرو

مسعود بن علي بن آدم: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا القاسم. حدث عنه أبو عمرو المقرئ. مسعود بن عثمان بن خلف العبدري الشنتمري؛ يكنى: أبا الخيار. سمع: من أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي بمصر، وأخذ عنه غير واحد من شيوخنا. وكان شيخا صالحا. وتوفي بمرسية سنة اثنتين وخمس مائة. قرأته بخط أبي الوليد صاحبنا. من اسنه مفرج مفرج بن يونس بن مفرج بن محمود بن فتح بن نصر بن هلال الحجاري المكتب. سكن قرطبة واستوطنها. وكان يعلم بمسجد مسرور منها. حدث عنه الخولاني وقال: أجاز لي روايته عن وهب بن مسرة. وكان شيخا صالحا من أهل القرآن. مفرج بن محمد بن مفرج بن حماد بن الحسن المعافري؛ يعرف: بالقبشي من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن أبيه. والقاضي محمد بن مفرج، وأبي إبراهيم، وعباس بن أصبغ وغيرهم. وهو من بيتة فضل وعلم. وتوفي بقرطبة سنة ستٍّ وأربع مائة، نقلت وفاته من خط أخيه الحسن بن زاد بن حيان. كانت وفاته يوم الجمعة منتصف ربيع الأول من العام. مفرج بن محمد بن الليث: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي، وسمع منه صحيح البخاري سنة ثمانٍ وثمانين وثلاث مائة. حدث به عن أبي القاسم هذا أبو عبد الله محمد بن خليفة المالقي القاضي. سمعته سنة ثمانٍ وثلاثين وأربع مائة.

مفرج بن عبد الله المالكي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الخليل.

مفرج بن عبد الله المالكي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الخليل. رحل إلى المشرق، وجاور بمكة استوطنها وروى بها عن أبي الحسن علي بن محمد ابن صخر القاضي، وأبي القاسم عبد العزيز بن بندار وغيرهما. حدث عنه أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن الفقيه وقال: لقيته بمكة وأخذت عنه سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة. مفرج بن خلف بن مغيث الهاشمي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. ويعرف: بابن الحصار. كان فقيها عارفا بالفنون، موثقا ماهرا مقدماً بعقدها باختصار وإيعاب لفهمها ونائل منها مالا عظيما، وأخذ عن محمد بن إبراهيم الخشني، وكان محبا في أهل السنة، ومبغضاً لأهل البدع. مفرج بن الصدفي: من أهل سرقسطة؛ أبا القاسم. روى بالمشرق عن أبي القاسم الجوهري مسنده في الموطأ، وعن أبي الحسن الحلبي وغيرهما. وسمع الناس منه ببلده. وكان شيخا صالحا. وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربعين وأربع مائة. ودفن بباب القبلة. مفرج على الخراز؛ يكنى: أبا الخليل. كان: من الفقهاء العباد الزهاد. روى عن أبي عمر بن عبد البر وغيره. وكان صائما ستين سنة، ثم رحل إلى ناحية طليطلة وتوفي عند السبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. من اسنه منصور منصور بن أفلح القيني: من أهل مالقة؛ أبا علي. روى الأدب عن أبي عثمان سعيد بن عثمان القزاز الأديب، عن أبي علي البغدادي. روى عنه محمد بن غانم بن وليد الأديب أخذ عنه كثيرا من كتب الأدب واللغة.

منصور بن الخير بن يعقوب بن يملى المغراوي المقرئ؛ يكنى: أبا علي.

منصور بن الخير بن يعقوب بن يملى المغراوي المقرئ؛ يكنى: أبا علي. له رحلة إلى المشرق حج فيها ولقي أبا معشر الطبري المقرئ وأخذ عنه وعن غيره. ولقي أبا عبد الله محمد بن شريح وأخذ عنه، ولقي أبا الوليد الباجي بإشبيلية وجالسه. وعني بالقراءات ورواياتها وطرقها؛ وجمع في معناها كتبا أخذها الناس عنه مع سائر ما رواه. وسمعت بعض شيوخنا يضعفه. وتوفي رحمه الله بمالقة في شوال سنة ستٍّ وعشرين وخمس مائة. من اسنه مالك مالك بن عبد الله بن محمد العتبي اللغوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد، ويعرف: بالسهلي من سهلة. المدور. روى عن القاضي سراج بن عبد الله، وأبي مروان الطبني وأبي مروان بن حيان، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وأبي بكر المصحفي، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وكان من أهل المعرفة بالآداب واللغات والعربية ومعاني الشعر مع حضور الشاهد والمثل، مقدما في ذلك على جميع أصحابه، ثقة فيما رواه ضابطا لما كتبه، حسن الخط، جيد الضبط، وكتب بخطه علما كثيرا وأتقنه وجوده. أخذ الناس عنه. وكان يقول لم أترك عند التميميين شيئا إلا قرأته عليهما يعني بذلك الطرابلسي والطبني. وتوفي رحمه الله صبيحة يوم السبت لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمس مائة من علة خدر طاولته، ودفن بمسجد يوسف بن بسيل بن حبة بن درهمين. وقرأت تاريخ وفاته على قبره بالمسجد المذكور بعد أن سألت عنها غير واحد من أصحابه فما عرفوها على قرب عهدهم بها. قال لي ابن رضا: ومولده سنة سبع وثلاثين وأربع مائة.

مالك بن يحيى بن وهيب بن أحمد بن عامر بن أيمن بن سعد الأزدي: من أهل

مالك بن يحيى بن وهيب بن أحمد بن عامر بن أيمن بن سعد الأزدي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد الله، أحد رجال الكمال والارتسام بمعرفة العلوم على تفاريعها وأنواعها إلا أنه كان أضن الناس بها. وكانت له رواية يسيرة عن أبي القاسم الحسن بن عمر المروزي، وأبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني وغيرهما. وأجاز له حاتم بن محمد روايته، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، وقد لقيته بقرطبة وماشيته وتوفي بمراكش في سنة خمسٍ وعشرين وخمس مائة. وكان مولده بإشبيلية سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة. وأصله من لورة. ومن الغرباء مالك بن عمر بن إسماعيل بن يعقوب البزاز المالكي؛ يكنى: أبا عبد الله. قدم الأندلس تاجرا سنة خمسٍ وعشرين وأربع مائة. من مصر وأصله من البصرة. روى عن أبيه، عن جده، وعن غيره من جلة العلماء. وكان إماما في علم العبارة وثقة ثبتا. ذكره ابن خزرج وقال: حملني إليه أبو بكر الميراثي لمعرفته به في بلده فأجاز لي بخطه في التاريخ المتقدم بعد أن قرأت عليه وسمعت كثيرا من روايته. وذكر لنا أن مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. من اسنه مطرف مطرف بن عيسى الغساني: من أهل غرناطة، يكنى: أبا عبد الرحمن. كان: من أهل العلم والرواية للحديث. طلب بالأندلس ثم رحل وحج واقتبس وجلب علما كثيرا، وألف للخليفة الحكم بن عبد الرحمن كتابا سماه المعارف في أخبار

مطرف بن ياسين: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا عبد الرحمن.

كورة إلبيرة وأهلها وبواديها وأقاليمها وغير ذلك من منافعها، وهو كتاب حسن ممتع جدا. وكانت وفاته بإلبيرة سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. ذكره الحسن بن محمد القبشي رحمه الله. مطرف بن ياسين: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا عبد الرحمن. سمع: من أبي عمر بن عبد البر، وأبي محمد بن معافى، وأبي محمد بن مفوز، وعني بالقرآن وسماع الحديث. وتوفي: سنة إحدى وثمانين وأربع مائة. وقد قارب السبعين عاما ذكره ابن مدير.

مزاحم بن عيسى: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن إسحاق بن

ومن تفاريق الأسماء: في الميم محسن بن يوسف: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا القاسم. كانت له رواية عن شيوخ بلده. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي: سنة أربع وسبعين وثلاث مائة. مزاحم بن عيسى: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن إسحاق بن شعبان، وأبي القاسم حمزة بن محمد وغيرهما حدث عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: توفي سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. مسلمة بن أحمد الفرضي الحاسب، يعرف: بالمرجيطي؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن عبد الغافر بن محمد الفرضي وغيره، وكان عالما بالفرائض مشهورا بمعرفتها. وتوفي في ذي القعدة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة. وقال ابن حيان: أبو تسع وتسعين منبعث الفتنة، ولم يكون بالأندلس مثله في علمه. مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله. روى عن أبيه وغيره. قال ابن حيان: وكان ثبتا صدوقا حكى لي أبو محمد بن الجيار المتفقه عن بعض أصحاب مخلد أنه حكى له في سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. أنه رأى النبي عليه السلام في منامه منذ ثلاثين سنة فقال له يا رسول الله: حديث بلغنا أنك قلته من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. فقال له صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة

منذر بن منذر بن علي بن يوسف الكناني: من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا

رواه عني. وتوفي رحمه الله ودفن عند صلاة العصر من يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر شعبان سنة ثمان وأربع مائة. ودفن بمقبرة بني العباس وصلى عليه ابنه القاضي عبد الرحمن بن مخلد. وكان قد اختلط قبل موته بمدة فترك الأخذ عنه. قال ابن شنظير: ومولده في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. منذر بن منذر بن علي بن يوسف الكناني: من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا الحكم. روى ببلده عن أبي الحسن علي بن معاوية بن مصلح، وأبي بكر أحمد بن موسى، وأحمد بن خلف المديوني، وأبي محمد عبد الله ابن القاسم بن مسعدة، وأبي سليمان أيوب ابن حسين قاضي مدينة الفرج، وأبي محمد عبد الله بن قاسم بن محمد القلعي وغيرهم. ورحل إلى المشرق فحج وأخذ عن أبي بكر أحمد بن محمد الطرسوسي، وأبي عبد الله محمد ابن إبراهيم البلخي. وأخذ بمصر عن الحسن بن رشيق، وأبي بكر بن إسماعيل، وعبد الغني بن سعيد. ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد، وأبا الحسن القابسي وأخذ عنهما، وكان رجلا صالحا قديم الطلب للعلم كثير الكتب راويا لها، موثقا فيها. وكان ينسب إلى غفلة كثيرة وتوفي سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. وكان مولده سنة أربعين وثلاث مائة. نقلت ذلك من خط أبي علي. مختار بن عبد الرحمن بن سهر الرعيني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. كان جامعا لفنون من العلم والمعرفة، وسمع من القاضي يونس بن عبد الله وغيره. واستقضى بالمرية فأحسن السيرة، واستقل بالحكم. وتوفي بقرطبة وقد قدمها من المرية زائرا لبعض أهله منتصف جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وأربع مائة. ومولده في أحد الجمادين سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.

معوز بن داود بن دلهاث الأزدي التاكرني الزاهد من حفرة وندة؛ يكنى: أبا

معوز بن داود بن دلهاث الأزدي التاكرني الزاهد من حفرة وندة؛ يكنى: أبا عمرو. أخذ عن مسلمة بن القاسم، وعن أبي محمد زياد وهشام بن محمد بن سليمان الطليطلي وجماعة غيرهم. وكان مفتيا جليلا، وعابدا مجتهدا، وعالما يكثر من الحديث. وكان من أهل الخير والصلاح والزهد والورع والتواضع. وعني بالعلم والأثر، وكان مجاب الدعوة. وقد حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله، وأبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وغيرهما. قال ابن خزرج: وتوفي للنصف من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. وله بضع وثمانون سنة. ملوك البجاني أدب أولاد الأئمة والعلماء. وكان مجاب الدعوة أتاه بعض جيرته في عام مسغبة يسأله دعوة فقال له: بت الليلة قال: فلما جن الليل سمعته يقول بصوت خفي: اللهم إن هذا أتاني يرجو أن تكون لي دعوة مجابة، فتقبل اللهم صالح الدعاء، وأغثنا بغيث السماء يا من له الأسماء الحسنى، والصفات العليا. قال: فمطروا بتلك الليلة ورحموا. توفي قريبا من الأربع مائة. ذكره ابن مدير. معاذ بن عبد الله بن طاهر البلوي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عمرو. روى عن ابن القوطية، والرباحي وغيرهما. وكان عالما باللغة والعربية، بارعا في الآداب، قديم الطلب. وتوفي سنة ثمان عشرة وأربع مائة. ومولده سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج. مسلم بن أحمد بن أفلح النحوي الأديب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر.

المهلب بن أحمد بن أبي صفرة بن أسيد الأسدي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا

روى عن أبي عمر بن أبي الحباب النحوي، وأبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي زيد المصري. قال ابن مهدي: كان رجلا جيد الدين، حسن العقل متصاونا لين العريكة، واسع الخلق مع نبله وبراعته وتقدمه في علم العربية واللغة، راوية للشعر وكتب الآداب. كان لتلاميذه كالأب الشفيق؛ والأخ الشقيق، مجتهدا في تبصيرهم، متلطفا في ذلك سنيا ورعا، وافر الحظ من علم الاعتقادات سالكا فيها طريق أهل السنة، يقصر اللسان عن وصف أحواله الصالحة. ولد سنة ستٍّ وسبعين وثلاث مائة. قال الطبني: توفي لثمان خلون لشعبان من سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة. زاد ابن حيان: ودفن بمقبرة أم سلمة عشي يوم الجمعة وقال: كان إمام مسجد السقا، وكان متنسكا فاضلا. المهلب بن أحمد بن أبي صفرة بن أسيد الأسدي: من أهل المرية؛ يكنى: أبا القاسم. سمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، ورحل إلى المشرق وروى عن أبي ذر الهروي وأبي الحسن علي بن فهرٍ، وأبي الحسن علي بن محمد بن دار القزويني، وأبي الحسن القابسي وغيرهم. حدث عنه أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أذهن من لقيته، وأفصحهم وأفهمهم. وحدث عنه أيضا أبو عبد الله بن عابد وحاتم بن محمد وغيرهما كثير. وكان: من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم، من أهل التفنن في العلوم والعناية الكاملة بها، وله كتابٌ في شرح البخاري أخذه الناس عنه واستقضى بالمرية. أخبرنا أبو محمد بن عتاب؛ أنا حاتم بن محمد ونقلته من خطه قال: أنا المهلب، قال: أنا أبو ذر؛ قال: سمعت المخلص أبا الطاهر يقول: سمعت أبي يقول: قال أبو إسحاق إبراهيم الحربي ما انتفعت من علمي قط إلا بنصف حبة. وذلك أني وقفت على إنسان بقال فدفعت إليه قطعة أشتري حاجة فأصاب فيها دانقا إلا نصف حبة فسألني

مصعب بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي - والد القاضي أبي

عن مسألة فأجبته؛ ثم قال للغلام: اعط لأبي إسحاق بدانق ولا تحطه بنصف حبة. قال ابن مدير: توفي المهلب سنة ستٍّ وثلاثين وأربع مائة، وذكر أنه استقضى بمالقة. وقرأت بخط أبي بكر ابن رزق صاحبنا: توفي المهلب يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال وقت الظهر، ودفن يوم الثلاثاء بعد العصر سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة. مصعب بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي - والد القاضي أبي الوليد بن الفرضي -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه، وأبي محمد بن أسد وأحمد بن هشام بن بكير وغيرهم. واستجاز له أبوه جماعة من علماء المشرق. ذكره الحميدي وقال: أديب محدث إخباري شاعرٌ ولي الحكم بالجزيرة. وكان فاضلا. وأنشدني قال: أنشدني بعض أهل الأدب بقرطبة: الحمد لله على أنني ... كضفدعٍ في وسط اليم إن هي قالت ملأت حلقها ... أو سكتت ماتت من الغم أخبرنا أبو بكرٍ، أنا محمد بن طرخان، أنا الحميدي، قال: أنا مصعب، قال: أنا أبو محمد بن أسد المحدث قال: أعطيت ثيابي بوادي القرى لامرأة أعرابية تغسلها فغسلتها وأتت بها فدفعتها بحذائي بين حجرين وهي تقول: أعط الأجير أجره وينصرف ... إن الأجير بالهوان معترف قال فحفظت عنها الشعر وزدتها على أجرتها قيراطا: قال الحميدي: كان حياً قبل الأربعين وأربع مائة.

محبوب بن محبوب بن محمد الخشني: من أهل طليطلة؛ أبا القاسم.

محبوب بن محبوب بن محمد الخشني: من أهل طليطلة؛ أبا القاسم. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون وغيرهم. وكان: من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، بصيرا بالحديث وعلله، فهما فطنا ذكيا، كان فهمه فوق حفظه مع صلاح وفضل. توفي في المحرم سنة ستٍّ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. مزين بن جعفر بن مزين: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. وهو من ولد يحيى بن مزين الفقيه. له سماع على أبي عمرو بن جهور المرشاني وغيره. وكان رجلاً فاضلا زاهدا منقبضا عن الناس، مثابرا على العمل، دؤباً على الصلاة. وتوفي رحمه الله صدر شوال من سنة إحدى وأربعين وأربع مائة. وكان مولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان وقد حدث عنه يونس بن عبد الله القاضي رحمه الله في كتاب فضائل يحيى بن مجاهد رحمه الله من تأليفه. مهاجر بن محمد بن عبد الرحمن بن غالب بن حزم الأديب: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الفضل. طلب بإشبيلية وروى عن شيوخها، وكان بارعا في الآداب، متفننا ثاقب الفهم. ذكره ابن خزرج وقال: توفي بقرطبة في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وأربع مائة. زاد ابن حيان: أنه في يوم الأحد يوم عرفة من العام ودفن بمقبرة الربض. وكانت سنه فيما بلغني ثمانيا وستين سنة مغيث بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن عبد الله: من أهل قرطبة ونبهائها؛ يكنى: أبا مروان وهو شقيق القاضي يونس بن عبد الله. أخذ مع أخيه رحمه الله عن أحمد بن خالد التاجر وشاركه في جماعة من شيوخه. وقرأت بخط أخيه القاضي يونس بن عبد الله أنه توفي: سنة سبع وستين وثلاث مائة. بمكان سكناه.

مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن مغيث بن عبد الله: من أهل قرطبة؛

مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن مغيث بن عبد الله: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن. حدث عن جده القاضي يونس بن عبد الله بكثير من روايته وتواليفه ولزمه كثيرا، وأخبرنا عنه حفيده أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث بما رواه عن جده، وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن: توفي الوزير أبو الحسن مغيث بن محمد رضي الله عنه يوم الجمعة وقت الغداة لثلاث بقين من ربيع الأول من سنة تسع وستين وأربع مائة. وكانت وفاته بمدينة إشبيلية إذ كان محبوسا بها للمحنة التي نزلت به قدس الله بها روحه. وكان قد بلغ من السن ستا وسبعين سنة. كان مولده صدر سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. قال أخبرني أبو طالب محمد بن مكي أنه كان فيما يرى النائم في غرة ربيع الآخر رجلا كان يعلم أنه ميت. فكان يسأله عن حاله. فكان يقول له: شر حال. فكان يقول له: مم ذا؟ فكان يقول لتضييعي الصلاة. فكان يقول له: فما تنتظر. فيقول: النار. فكان يسأله أيضا عن رجل لم يسمه فكان يخبره بحاله؛ ثم كان يسأله عن مغيث بن محمد فكان يقول انتفع بما دار عليه يعني من ذلك المحنة. وفيالحديث: إذا أراد الله بعبد خيرا صلت عليه من يظلمه. نقلته من خط حفيد أبي الحسن. وكان قد قال لي مشافهة: ولد جدي مغيث في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. مغيث بن يونس بن محمد بن مغيث؛ يكنى: أبا يونس. روى عن أبيه، أبو القاسم بن صواب، وأبي بحر الأسدي، وأبي الوليد ابن العواد وغيرهم. وشوور بقرطبة مدة، وشرف بنفسه وبيته النبيه الرفيع. وتوفي رحمه الله في رجب من سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة. ومولده سنة ست وثمانين وأربع مائة.

مرزوق بن فتح بن صالح القيسي: من أهل طلبيرة؛ يكنى: أبا الوليد.

مرزوق بن فتح بن صالح القيسي: من أهل طلبيرة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن عبد السلام الحافظ، وعن أبي العباس وليد بن فتوح، وأبي الحسن التبريزي، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي محمد الشنتجيالي، وأبي محمد بن عباس الخطيب وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج في موسم سنة ثمان وعشرين. ولقي بمكة أبا ذر الهروي فسمع منه، وأجاز له، وأخذ بمصر عن أبي محمد بن الوليد وغيره. وكان: من أهل المعرفة والتيقظ والنباهة، والمحافظة على الرواية، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا. وقرأت بخط بعضهم أنه توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة. موصل بن أحمد بن موصل: من ناحية بلنسية. سمع: من أبي عبد الله بن الفخار، وأبي القاسم البربلي، وأبي عمر بن عبد البر. وتوفي قريباً من الثمانين وأربع مائة. ذكره ابن مدير، وحدث عنه أبي جعفر بن مطاهر. مجاهد بن أبي عزة من ناحية غرناطة؛ يكنى: أبا عزة. روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وكان معدودا في أصحابه. حدث عنه هشام بن عمر الفزاري الحماني.

ومن الغرباء

ومن الغرباء مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي المقرئ؛ يكنى: أبا محمد وأصله من القيروان. سكن قرطبة. سمع: بمكة من أبي الحسن أحمد بن فراس العبقسي، وأبي الطاهر بن محمد بن محمد من جبريل العجيفي، وأبي القاسم السقطي، وأبي الحسن بن زريق البغدادي، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المروزي، وأبي العباس السوي. وسمع بمصر: من أبي الطيب ابن غلبون وقرأ عليه القرآن وعلى ابنه طاهر. وسمع بالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وأبي الحسن القابسي وغيرهما. قال صاحبه أبو عمر أحمد بن محمد بن مهدي المقرئ: كان نفعه الله من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا لذلك، مجودا للقراءات السبع، عالما بمعانيها. ولد لتسع بقين من شعبان سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. عند طلوع الشمس أو قبل طلوعها بقليل، وكان مولده بالقيروان. ثم أخبرني أنه سافر إلى مصر وهو من ثلاث عشرة سنة في سنة ثمان وستين وثلاث مائة. واختلف بمصر إلى المؤدبين في الحساب، ثم رجع إلى القيروان وكان إكماله لاستظهار القرآن بعد خروجه من الحساب وغيره من الآداب في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة. وأكمل القراءات على غير أبي الطيب سنة ست وسبعين ثم نهض إلى مصر ثانية بعد إكماله القراءات بالقيروان في سنة سبع وسبعين وثلاث مائة.

حج تلك السنة حجة الفريضة عن نفسه ثم ابتدأ بالقراءات على أبي الطيب في أول سنة ثمان وسبعين فقرأ عليه بقية سنة ثمان وبعض سنة تسع. ورجع إلى القيروان وقد بقي عليه بعض القراءات، ثم عاد إلى مصر ثالثة في سنة اثنتين وثمانين فاستكمل ما بقي عليه في سنة اثنتين وبعض سنة ثلاث. ثم عاد إلى القيروان في سنة ثلاث وثمانين وأقام بها يقرئ إلى سنة سبع وثمانين. ثم خرج إلى مكة فأقام بها إلى آخر سنة تسعين وحج أربعة حجج متوالية نوافل. ثم قدم من مكة سنة إحدى وتسعين إلى مصر ثم قدم من مصر إلى القيروان في سنة اثنتين، ثم قدم إلى الأندلس في رجب سنة ثلاث وتسعين، ثم جلس للإقراء بجامع قرطبة فانتفع على يديه جماعات، وجودوا القرآن، وعظم اسمه في البلدة وجل فيها قدره. انتهى ما نقلته من خط ابن مهدي المقرئ رحمه الله. قلت نزل أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ أول قدومه قرطبة في مسجد النخيلة في الرقاقين عند باب العطارين فأقرأ به، ثم نقله المظفر عبد الملك بن أبي عامر إلى جامع الزاهرة وأقرأ فيه حتى انصرمت دولة آل عامر. فنقله محمد بن هشام المهدي إلى المسجد الجامع بقرطبة وأقرأ فيه مدة الفتنة كلها إلى أن قلده أبو الحزم بن جهور الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بعد وفاة القاضي يونس بن عبد الله. وكان قبل ذلك يستخلفه القاضي يونس على الخطبة، وكان ضعيفا عليها على أدبه وفهمه. وبقي خطيبا إلى أن مات رحمه الله. وكان خيرا فاضلا، متواضعا، متدينا، مشهورا بالصلاح وإجابة الدعوة. من ذلك ما حكاه عنه أبو عبد الله الطرفي المقرئ قال: كان عندنا بقرطبة رجلٌ فيه بعض الحدة وكان له على الشيخ أبي محمد مكي المقرئ تسلط. كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه، ويحصي عليه سقطاته. وكان الشيخ كثيرا ما يتلعثم ويتوقف. فجاء ذلك الرجل في بعض الجمع وجعل يحد النظر إلى الشيخ ويغمزه، فلما خرج

المبارك بن سعيد بن محمد بن الحسن الأسدي البغدادي، يعرف: بابن الخشاب؛

ونزل معنا في موضعه الذي كان يقرأ فيه قال لنا: أمنوا على دعائي. ثم رفع يديه وقال: اللهم اكفينه، اللهم اكفينه، اللهم اكفينه فأمنا. قال: فأقعد ذلك الرجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم. وتوفي رحمه الله يوم السبت ودفن ضحى يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم سنة سبع وثلاثين وأربع مائة. ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو طالب محمد بن مكي. ذكر وفاته ابن حيان وغيره. المبارك بن سعيد بن محمد بن الحسن الأسدي البغدادي، يعرف: بابن الخشاب؛ يكنى: أبا الحسن. قدم الأندلس من بغداد تاجرا سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة. وحدث عن أبي عبد الله القضاعي بكتاب الشهاب له وعن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب بتاريخه في رجال بغداد، وعن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرهم. وقد سمع منه بقرطبة أبو علي الغساني وغير واحد من شيوخنا. وسمع هو أيضا بقرطبة من أبي مروان بن سراج كتاب النوادر لأبي علي البغدادي، وسمع أيضا بالمرية من أبي إسحاق بن وردون كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل. وكان من أهل الثقة، والصدق، والثروة. ثم قفل من الأندلس وانصرف إلى بغداد إلى أن توفي بها بعد التسعين وأربع مائة. ميمون بن بدر القروي من أهلها؛ يكنى: أبا سعيد. قدم الأندلس وسكن طليطلة مرابطا بها. حدث عنه أبو محمد بن ذنين الزاهد. ونقلت خبره من خطه. وقال: ولد أبو ثلاث عشرة وثلاث مائة. موفق بن سيد بن محمد السلمي الشقاق: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا تمام. أصله من أروش من بلاد الغرب. وكان رجلا منقبضا طاهرا من أهل الفضل

مبارك مولى محمد بن عمرو البكري إشبيلي، يكنى: أبا الحسن.

والطريقة المستقيمة، ومن أهل الاجتهاد في طلب العلم والتكرر على أهله. وكان علم الرأي أغلب عليه. وتوفي في حدود سنة ستٍّ وعشرين وأربع مائة. وهو ابن خمسين سنة أو نحوها. مبارك مولى محمد بن عمرو البكري إشبيلي، يكنى: أبا الحسن. كان خيرا فاضلا مجتهدا في العمل الصالح، كثير التلاوة للقرآن، حافظا التفسير، ذا حظٍّ صالح من علم الحديث والرأي، صحيح العقل. روى بالأندلس عن جماعة من الشيوخ وحج سنة ثمان وأربع مائة. ولقي بالمشرق جماعة من الشيوخ وروى عنهم. وتوفي سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وهو ابن ثمان وخمسين سنة. ذكره والذي قبله ابن خزرج وروى عنهما.

حرف النون

حرف النون من اسنه نصر نصر بن عبد الله بن نصر؛ يعرف: بالمدلي: من أهل قرطبة؛ أبا الوليد. روى عن ابن مفرج وغيره، وتصرف في القضاء في أعمال كثيرة، وكان عنده ذكاء، وحلاوة، وحركة. وله حظ من فهم ومعرفة. وكان من أبر الأبناء في وقته بأبيه، ولم يأت والده قط ولا رآه ابتدأ إلا انحط فقبل يده وأنه لشيخٍ ليس بالبعيد الأمد منه. فكان الناس يستحسنون ما يأتيه، ويضربون المثل في البر به وبقي والده بعده. وتوفي نصر في جمادى الآخرة سنة سبع وأربع مائة. وصلى عليه أبوه. ذكره ابن حيان. نصر بن علي بن أنس الأنصاري: من أهل طلبيرة؛ يكنى: أبا الفتح. روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج وغيره. حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان من أهل العلم والرواية الواسعة، ثقة ثبتا مشهورا بالعناية والسماع. وذكر أنه أجاز له سنة ست عشرة وأربع مائة. نصر بن عبد الرحمن اللواتي؛ يكنى: أبا الفتح. كان رجلا صالحا معدودا في الزهاد. روى عن أبي محمد القلعي وغيره من الشيوخ. حدث عنه الخولاني.

نصر بن محمد بن عبد الملك؛ من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الفتح.

نصر بن محمد بن عبد الملك؛ من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الفتح. روى بها عن عبد السلام زياد وأحمد بن خالد التاجر وغيرهما، ورحل إلى المشرق وسمع من جماعة بها وقد سمع منه بالمشرق وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وغيره ذكره الحميدي. ومن الغرباء نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث التنكتي الشاشي مقيم سمرقند؛ يكنى: أبا الفتح. وأبا الليث. روى عن عبد الغافر بن محمد العدل صحيح مسلم بن الحجاج، وعن أبي بكر أحمد ابن منصور المغربي، وعن أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب وغيرهم. وسمع ببلنسية إذ قدمها من أبي العباس العذري، وأبي الحسن طاهر بن مفوز، والقاضي أبي المطرف ابن حجاب. أخبرنا عنه أبو محمد سفيان بن العاصي الأسدي بجميع ما رواه وقال لي: نقلت من خط أبي الحسن طاهر بن مفوز: قدم أبو الفتح، وأبو الليث الأندلسي تاجرا سنة ثلاث وستين وصدر عنها في شوال سنة ستٍّ وستين وأربع مائة. وقال لي: الكنية التي كناني بها أبي أبو الليث، فلما قدمت مصر كناني أهلها أبا الفتح حتى غلبت علي بمصر. قال: فلهذا سميت هاتين الكنيتين اللتين أدعى بهما. قال لي كل من يسمى بنصر في بلادنا فإنما يكنى أبا الليث في الأغلب، وفي مصر يكنى نصر أبا الفتح. قال لي شيخنا أبو بحر: كان أبو الفتح عظيم اليسار، كريم النفس، منطلق اليد

بالعطاء، كثير الصدقات، جميل المرءاه، كامل الخلق، حسن السمت والخلق، نظيف الملبس، ينم عليه من الطيب ما يعرفه من يألفه وإن لم يبصر شخصه، وما يبقى على ما يسلكه من الطريق رائحته برهة فيعرف به من يسلك ذلك الطريق أثره أنه مشى عليه. أخبرنا القاضي الشهيد أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع قال: قرأت على أبي على حسين بن محمد الغساني قال: أخبرني أبو الحسن طاهر بن مفوز والمعافري قال: أنا أبو الفتح وأبو الليث نصر بن الحسن التنكتي المقيم بسمرقند قدم عليهم بلنسية عام أربعة وستين وأربع مائة. قال: فحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام قال: فاستسقى الناس مرارا فلم يسقوا. قال: فأتى رجل من الصالحين معروف بالصلاح مشهور به إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأيا أعرضه عليك. قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله وقبره بخرتنك وتستسقوا عنده فعسى الله أن يسقينا قال: فقال القاضي نعم ما رأيت. فخرج القاضي وخرج الناس معه واستسقى القاضي بالناس، وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله السماء بماءٍ عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته، وبين خرتنك وسمرقند ثلاثة أميال أو نحوها. وقال الحميدي: نصر بن الحسن بن أبي حاتم بن الأشعث الشاشي التنكتي أبو الفتح نزيل سمرقند. دخل الأندلس وحدث بها بكتاب مسلم بن الحجاج في الصحيح وسمع هنالك من أبي العباس العذري وجماعة من المشايخ، ولقيناه ببغداد وسمعنا منه. وكان رجلا مقبول الطريقة، مقبول اللقاء، ثقة فاضلا. وذكر أن مولده سنة ستٍّ وأربع مائة.

نصر بن شعيب بن عبد الملك بن السري الدمياطي؛ يكنى: أبا الفتح.

قال ابن قاسم: وتوفي بصور رحمه الله. وقال: تنكتٍ من عمل شاش. وقال: أخبرني أن طول سمرقند ستون ميلا. وقال أبو الحسن طاهر بن مفوز: اتصل بنا أن أبا الفتح هذا توفي باطرابلس الشام سنة إحدى وسبعين وأربع مائة. أفادني هذا الحافظ أبو مروان بن مسرة حفظه الله. وذكر أنه وجد ذلك بخط طاهر ابن مفوز رحمه الله. نصر بن شعيب بن عبد الملك بن السري الدمياطي؛ يكنى: أبا الفتح. قدم الأندلس تاجرا سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وكانت له رواية واسعة عن جلة الشيوخ من المصرين، والحجازيين، والشاميين. روى عن أبي بكر الأذفوي كثيرا من روايته. وكان مجودا للقرآن، قويا في علم العربية. ذكره أبو محمد ابن خزرج وقال: أخبرنا أن مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة. من اسنه نعمان نعمان بن عاصم بن فدود الأموي: سكن قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. وأصله من بطليوس وبها ولد. حدث عنه ابن شنظير وقال: مولده سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. ببطليوس، وسكناه بقرطبة عند مسجد حليم وفيه يصلي.

ومن الغرباء

ومن الغرباء النعمان بن محمد بن زياد بن النعمان المصري؛ يكنى: أبا المنذر. قدم الأندلس تاجراً سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. روى عن عمه أبي العباس أحمد بن زياد. وكان مسندا وغيره. ودخل العراق، والحجاز ولقي جماعة. وكان بادي الخشوع والخير. روى عنه ابن خزرج وقال: أخبرنا بإشبيلية أن مولده سنة خمسٍ وأربعين وثلاث مائة. من اسنه نعم الخلف نعم الخلف بن يوسف: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا القاسم. حدث عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج، وعن محمد بن فتح الحجاري. حدث عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاث مائة. نعم الخلف بن محمد بن يحيى الأنصاري: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي القاسم وليد بن العباس بن العربي المقرئ وغيره. روى عنه المقرئ أبو الحسن علي بن أحمد وقال: كان من أقرأ الناس صوتا وأحسنهم قراءة. وكان شيخا صالحا رحمه الله.

من اسنه نافع

من اسنه نافع نافع الأديب: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا عثمان. روى عن محمد بن يحيى بن الخراز وغيره وكان من كبار الأدباء. سمع منه غانم بن وليد الأديب سنة أربع وأربعين وأربع مائة. نافع بن العباس بن جبير الجوهري التنيسي الحافظ؛ يكنى: أبا الحسن. قدم الأندلس تاجرا سنة تسع عشرة وأربع مائة. وكانت له رواية عالية عن شيوخ مصر وغيرهم من أهل العراق. وكان ذا علم بالاعتقادات متكلما عليها وضع فيها كتابا سماه الاستبصار. خمسة أجزاء. لقيه أبو محمد بن خزرج بإشبيلية وأخذ عنه، وهو ذكر خبره حسب ما ذكرته. اسم مفرد نزار بن محمد بن عبد الله القيسي الزيات: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عمر. كان شيخا صالحا متدينا، كثير الغزو في حداثته. جال في بلاد إفريقية والأندلس زمأنا طالبا للعلم وتاجرا ولقي جماعة من الشيوخ، وكان ثقة منقبضا. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وأربع مائة.

حرف الواو

حرف الواو من اسنه وليد الوليد بن مسلمة الغساني: من أهل قرطبة؛ يكنى أبا العباس. ويعرف: بالزهراوي. له رواية عن أحمد بن زياد وغيره. حدث عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبيض ونقلته من خطه. الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الغمري: من أهل سرقسطة؛ أبا العباس. رحل وسمع من الحسن بن رشيق وطبقته. وألف في جواز الإجازة كتابا سماه بالوجازة في صحة القول بالإجازة. وذكر أنه لقي في رحلته نيفاً من ألف شيخ بين محدث وفقيه وسمع منهم. وحدث وسمع من عبد الغني، وأبو ذر الهروي، وأبو عمر المليحي، والعتيقي وأبو القاسم بن المحسن التنوخي وغيرهم. ذكره الخطيب وقال: كان ثقة أمينا كثير السماع والكتاب في بلده وفي الغربة وهو عالمٌ فاضل. أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله قراءة منى عليه ونقلته من خطه، قال: أنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني الحافظ من لفظه وكتبه لي بخطه، أنا نصر ابن إبراهيم المقدسي؛ أنا أبو زكرياء البخاري صاحب عبد الغني، قال: قال لي الحسن ابن شريح الوليد هذا عمري. ولكن دخل بلد إفريقية ومصر أيام التشريق فكان ينقط العين حتى يسلم. وكان مؤدبي ومؤدب أخي أبي البهلول وابنة أخي وقال: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة وأراني خطه. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنَ الإسكندرية غير

وليد بن المنذر بن عطاف بن منذر بن عطاف بن أحمد بن محمد الأموي الإستجي:

مَرَّةٍ قَالَ: أنا أَبُو الْمَعَانِي ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ الله الحسين ابن جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ الْغَمْرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَالِدِيُّ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدِ بْنِ مُسَرْبَلِ بْنِ مُغَرْبَلِ بن مدعبل، ابن أرندل بن سركدل بن غرندل بْنِ مَاسِكِ بْنِ مُسْتَوْرِدٍ الأَسَدِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُسَدَّدٌ، قَالَ: نا عيسى بن يونس، بن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا. قال الخطيب: حدثني القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: توفي الوليد ابن بكر الأندلسي بالدينور سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. وليد بن المنذر بن عطاف بن منذر بن عطاف بن أحمد بن محمد الأموي الأستجي: سكن قرطبة؛ يكنى أبا العباس. روى عن أبيه. وابن الأحمر، وأبي جعفر التميمي وغيرهم. حدث عنه الصاحبان وقالا: أجاز لنا ما رواه ومولده يوم الخميس لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة. وليد بن خطاب بن محمد. من أهل تطيلة. سمع: من أبي بكر التجيبي وغيره، وله رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أبي سعد الماليني، وعن جماعة سواه، وكانت له عناية بالحديث والسماع من الشيوخ ثقة فيما رواه وعني به. وليد بن محمد بن فتوح الأنصاري: من أهل طلبيرة؛ يكنى: أبا العباس. روى عن عبدوس بن محمد، ولقي بالمشرق ابن سعد، وعطية بن سعيد ونظرائهم. حدث عنه أبو الوليد مرزوق ابن فتح وقال: لم يكن حسن الضبط لما رواه، وكان الأغلب عليه معرفة الرأي ودراسة الفتوى.

وليد بن سعيد بن وهب الحضرمي الجباب: إشبيلي؛ يكنى: أبا العباس، يعرف:

وليد بن سعيد بن وهب الحضرمي الجباب: إشبيلي؛ يكنى: أبا العباس، يعرف: بابن وهيب. غلب على جده وهب في ألسنة الناس وهيب فبذلك كان يعرف. وكان من أهل الصلاح والخير والانقباض والثقة متكررا على الشيوخ ببلده. وتوجه إلى المشرق وحج سنة سبع وأربع مائة. وأخذ عن ابن جهضم والقابسي، وابن النحاس وغيرهم. وتوفي سنة تسع عشرة وأربع مائة. وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة. ذكره ابن خزرج. وليد بن عبد الله بن عباس الأصبحي، يعرف: بابن العربي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي الربيع سليمان بن الغماز مائة. وغيره. وتولى الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة بعد أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ. وكان حسن الخطابة جم الإصابة، بليغ الموعظة مع حسن شارته وصباحة وجهه، وفصاحة لسانه، وطيب صوته وعذوبة لفظه، وكان قد تولى قبل ذلك الصلاة والخطبة بجامع طليطلة، وروى عنه أهلها وأخذ عنه أبو الحسن الإلبيري المقرئ وغيره. وقال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب: اختلفت إليه أياما بقرطبة وقرأت عليه القرآن وقال لي: ما سمعت قط أحسن صوتا منه. وعاد إلى وطنه قرطبة وتوفي بها يوم الأربعاء لثمانية عشر يوما خلت من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وأربع مائة عن سن عالية لتسعين أو قريبا منها. وكان قد تعطل قبل وفاته بمدة طويلة أقعدته عن التصرف وحضور المسجد الجامع رحمه الله. ذكره ابن حيان.

وسيم بن أحمد بن محمد بن ناصر بن وسيم الأموي: يعرف: بالخنتمي: من أهل

ومن تفاريق الأسماء وسيم بن أحمد بن محمد بن ناصر بن وسيم الأموي: يعرف: بالخنتمي: من أهل قرطبة؛ يكنى أبا بكر. أخذ بقرطبة عن أبي سعيد الأنطاكي المقرئ، ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن أبي الطيب بن غلبون المقرئ، والسامري، وأبي حفص بن عراك. وسمع من أبي بكر بن إسماعيل. والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبي محمد بن النحاس. وسمع بالقيروان: من أبي محمد بن أبي زيد وغيره. وكتب شيئا كثيرا من الحديث والفقه والقراءات وحدث بقرطبة إلى أن توفي بها سنة أربعٍ وأربع مائة. قال ابن شنظير: ومولده آخر سنة خمسٍ وأربعين وثلاث مائة وسكناه بقرية راشة. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر. والخولاني يذكر وفاته. وبعض خبره أبو عمر المقرئ. وهب بن إبراهيم بن وهب القيسي: من أهل طليطلة. سمع: من محمد بن محمد بن مغيث. وكان خيرا فاضلا، دينا، معقلا ثقة. وله رحلة لقي بها أبا ذر، وابن جهضم. وكان مواظبا على الصلوات. وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مائة. ودفن يوم الأضحى. وضاح بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن عباد الرعيني: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا محمد.

سمع: من أبي عمر الطلمنكي، وأبي عبد الله بن الحذاء، وأبي بكر بن زهر وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة ثمان عشرة وأربع مائة. فلقي بالقيروان: أبا عمران الفاسي الفقيه وأخذ عنه. ولقي بمصر: أبا القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي وقرأ عليه القرآن. ومولده سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. قرأته بخط أبي الوليد صاحبنا.

حرف الهاء

حرف الهاء من اسنه هشام هشام بن محمد بن هشام بن يونس بن سعيد الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. حدث عنه أبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده لأربع خلون من ربيع الأول سنة عشرين وثلاث مائة. وكان سكناه بمسجد الريحاني وهو إمام مسجد أبي عبيدة. هشام بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الموت: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي بكر بن الأحمر وغيره. حدث عنه القاضي أبو عمر سميق وغيره. قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وأربع مائة. وقد ذكر عنه القاضي يونس بن عبد الله حكايات في بعض كتبه. هشام بن محمد بن عبد الغافر المعافري البزاز: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي محمد الباجي وغيره. ورحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي الفضل الهروي، وأحمد بن عبد الوهاب من ولد حماد بن زيد وأجازه كتب جده إسماعيل القاضي وتواليفه. حدث عنه الخولاني وقال: كان شيخا صالحا، ورعا مسمتا من أهل الهيئات والطلب للعلم وغير ذلك وقال: أجاز لي ما رواه. هشام بن عبد الملك بن نوح: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.

هشام بن إبراهيم بن هشام التميمي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.

روى عن أبي محمد بن أبيض، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد، وأبي عمر ابن صخر وغيرهم كثير. وكان من أهل العناية بالحديث والسماع له من الشيوخ في وقته. هشام بن إبراهيم بن هشام التميمي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد. سمع: من محمد بن عمر بن الفخار، وناظر في المسائل على محمد بن محمد بن مغيث، ويعيش بن محمد. وكان له حظٌّ وافر من الأدب. وشوور في الأحكام. وكان فارسا شجاعا استشهد رحمه الله سنة تسع عشرة وأربع مائة. هشام بن محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن نصر بن عبد الله بن حميد ابن سلمة بن عباد بن يونس القيسي، يعرف: بابن المصحفى؛ من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي جعفر أحمد بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيلي، وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي المطرف بن فطيس القاضي، وأبي أيوب بن غمرون، وأبي عمر الطلمنكي، وصاعد اللغوي وغيرهم. وكان عالما بالآداب واللغات مقيدا لها مع الذكاء والفهم. حدث عنه ابنه أبو بكر محمد بن هشام، وتوفي في شوال من سنة أربعين وأربع مائة. وكان مولده في شعبان سنة ستين وثلاث مائة. قرأت ذلك بخط بعض قرابته. هشام بن سليمان المقرئ الإقليشي منها؛ يكنى: أبا الربيع. له كتاب في اختلاف ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر، عن نافع بن أبي نعيم. حدث عنه أبو عبد الله بن نبات وقال: أجزت له جميع روايتي وأجاز لي جميع روايته.

هشام بن عمر بن محمد بن أصبغ الأموي، يعرف بابن الحنشي: من أهل قرطبة؛

هشام بن عمر بن محمد بن أصبغ الأموي، يعرف بابن الحنشي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى بالأندلس عن عبد الله بن فتح وغيره، وناظر في المسائل على ابن تمام؛ وابن كوثر وغيرهما وكان نبيلا ثم رحل إلى المشرق حاجا ولقي بها جماعة من العلماء وجلب كتبا كثيرة حسأنا، وكتب بخطه كثيرا، وكان من أهل الخير والانقباض والثروة توفي قديماً. ذكره ابن مطاهر. هشام بن سليمان بن إسحاق بن هلال القيسي السائح: من أهل طليطلة؛ يكنى أبا الوليد. روى عن عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وتمام بن عبد الله، ومحمد ابن عمر بن عيشون، وعبد الرحمن بن ذنين وغيرهم. وأخذ بقرطبة عن عبد الوارث بن سفيان، ومحمد بن خليفة، وابن نبات، وخلف بن قاسم، وأبي بكر التجيبي، وابن العطار، وابن الهندي، وابن أبي زمنين، والقاضي يونس بن عبد الله وجماعة كثيرة يكثر تعدادهم. ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا يعقوب بن الدخيل بمكة، وأبا الحسن بن جهضم وأبا القاسم السقطي وغيرهم. وبالقيروان عبد الرحمن بن الربعي، وأبا الحسن القابسي، وأبا عمران الفاسي وغيرهم. وكان زاهدا فاضلا متنسكا متبتلا، منقطعا عن الدنيا صواما قواما، كتب بخطه علما كثيرا ورواه. وكان حسن الخط، جيد الضبط وكان يصوم رمضان في الفهمين ويصنع في عيد الفطر طعاما كثيرا لأهل الحصن ولمن حضره من المرابطين، وينفق فيه المال الكثير، وكان برابط نفسه في الثغور، ويلبس الخشن من الثياب. وتوفي سنة عشرين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. هشام بن محمد بن حفص الرعيني، يعرف بابن الشراني من أهل طليطلة.

هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن الصابوني: من أهل قرطبة؛

طلب العلم قديما عند محمد بن مسعود بن سابق، وابن يعيش. كثيرا يجله ويكرمه وكان حافظا لمذهب مالك، وقورا عاقلا حسن السمت. وتوفي بطليطلة وصلى عليه ابن الفخار من كتاب ابن مطاهر. هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن الصابوني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وروى هنالك عن أبي الحسن القابسي، وأبي الفضل الهروي، وعن أبي القاسم علي بن إبراهيم التميمي الدهكي البغدادي، وعن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهم. وكان خيرا فاضلا، عفيفا طيب الطعمة. مخزون اللسان، جيد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث. دؤباً على النسخ، جماعا للكتب، جيد الخط. وله كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم كثير الفائدة. وتوفي عن علة طاولته زمأنا في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه يونس بن عبد الله القاضي. ذكره ابن حيان ووصفه بما ذكرته. هشام بن سعيد بن لؤلؤٍ الضرير: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي سعيد الجعفري، ويونس بن عبد الله القاضي، وابن عابد وأدى الفريضة. حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: جمعتني وإياه مجالس عند يونس القاضي وابن عابد. هشام بن سعيد الخير بن فتحون القيسي: من أهل وشقة؛ يكنى: أبا الوليد. سمع: من القاضي خلف بن عيسى بن أبي درهم، ورحل إلى المشرق وسمع من أبي العباس الرازي، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن فراس، وأبي بكر بن سختويه الإسفرايني، وأبي العباس بن منير، وأبي عمران الفاسي وجماعة كثيرة سواهم.

هشام بن قاسم الأموي: من أهل طليطلة؛ أبا الوليد.

حدث عنه الحميدي وقال: كان جميل الطريقة، منقطعاً إلى الخير، وحدثاً جليلاً. قال: وتوفي بعد الثلاثين وأربع مائة. وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، والقاضي أبو زيد الحسا وغيرهم. هشام بن قاسم الأموي: من أهل طليطلة؛ أبا الوليد. ناظر في المسائل على محمد بن يعيش بن منذر، وعني بالعلم العناية التامة. وكان ذا هيئة ظاهرة ممولا ولم يعقب. ذكره ابن مطاهر. هشام بن محمد بن أحمد الأنصاري: من أهل طليطلة؛ يكنى أبا الوليد. ناظر في المسائل على يوسف بن أصبغ، وناظر الناس عليه في المسائل، وكان مكرما لمن يختلف إليه معتنيا به، وامتحن في آخر عمره ومات مقتولا في ذي الحجة سنة أربع وثلاث وأربع مائة. هشام بن محمد بن مسلمة الفهري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد. له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي محمد بن النحاس وغيره. سمع الناس منه وشوور في الأحكام. وامتحن محنة عظيمة وتوفي في صفر من سنة تسع وستين وأربع مائة. ذكر بعضه ابن مطاهر. هشام بن غالب بن هشام الغافقي الوثائقي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي بكر بن زرب القاضي، وابن العطار، وابن الهندي، وابن المكوي والأصيلي. وكان أقعد الناس به وأكثرهم لزوما، وعن جماعة غيرهم. وقال ابن خزرج: كان خيرا فاضلا من أهل العلم الواسع والفهم الثاقب، متفننا قد أخذ من كل علم بحظ وافر، محسنا لعقد الوثائق، بصيرا بعللها. وكان يميل إلى مذهب

هشام بن أحمد بن عبد العزيز بن وضاح: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا الوليد.

داود بن علي الأصفهاني في باطن أمره. وكان روضة لمن جالسه. وكان قد خرج من قرطبة في الفتنة وسكن غرناطة، ثم استقر بإشبيلية وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. وله ثمانون سنة وأشهر، ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة. هشام بن أحمد بن عبد العزيز بن وضاح: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي الوليد بن ميقل، وأبي عبد الله بن نبات، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. روى الناس عنه وكان ثقة فاضلا وتوفي سنة تسع وستين وأربع مائة. ذكر وفاته ابن مدير. وأنا عنه أبو محمد بن جعفر الفقيه وغيره من شيوخنا رحمهم الله. هشام بن عبد العزيز بن دريد الأسدي؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي القاسم العقيلي، عن أبي علي البغدادي، وكان عالما بالآداب والأخبار. روى عنه ابنه عبد العزيز بن هشام وتوفي ببسطة سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. ذكر وفاته ابن مدير. هشام بن أحمد بن هشام الكناني؛ يعرف: بالوقشي. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد. أخذ العلم عن أبي عمر الطلمنكي؛ وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي عمر السفاقسي، وأبي عمر بن الحذاء، وأبي محمد الشنتجيالي وغيرهم. قال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد: أبو الوليد الوحشي أحد رجال الكمال في وقته باحتوائه على فنون المعارف، وجمعه لكليات العلوم، هو من أعلم الناس بالنحو، واللغة، ومعاني الأشعار، وعلم الفروض، وصناعة البلاغة، وهو بليغ مجيد، شاعرٌ، متقدم حافظ للسنن، وأسماء نقلة الأخبار، بصيرا بأصول الاعتقادات وأصول الفقه،

هشام بن عمر بن سوار الفزاري: من أهل جيان؛ يكنى: أبا الوليد.

واقف على كثير من فتاوي فقهاء الأمصار، نافذ في علم الشروط والفرائض، متحقق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، حسن النقد للمذاهب، ثاقب الذهن في تمييز الصواب، ويجمع إلى ذلك آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وصدق اللهجة. قال أبو بكر عبد الباقي بن محمد الحجاري: وكان شيخنا أبو محمد الريولي يقول: والله لا أقول فيه إلا كما قال الشاعر: وكان من العلوم بحيث يقضى ... له في كل علم بالجميع أخبرنا عنه من شيوخنا أبو بحر الأسدي وكان مختصا به بجميع ما رواه وكان أبو بحر يعظمه ويقدمه على من لقي من شيوخه ويصفه بالاستبحار في العلوم، وقد نسبت إليه أشياء الله أعلم بحقيقتها وسائله عنها ومجازيه بها. وقرأت بخط عتيق بن عبد الحميد المقرئ: توفي أبو الوليد الوقشي رحمه الله بدانية يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لليلة بقيت لجمادى الآخرة من سنة تسع وثمانين وأربع مائة. ومولده سنة ثمان وأربع مائة. هشام بن عمر بن سوار الفزاري: من أهل جيان؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وأخذ بقرطبة عن أبي محمد عبد الله بن مسلمة ابن بتري وغيره. وسمع بالقيروان من أبي عبد الله الخواص سنة عشر وأربع مائة. ومن أبي عبد الله الحسن بن الأجداني وغيرهم. حدث عنه أبو الأصبغ بن سهل وقال: كان شيخا وسيما مفتيا، وولى أيضا الأحكام بشرق الأندلس رحمه الله. هشام بن أحمد بن سعيد، يعرف بابن العواد: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.

هشام بن أحمد بن هشام الهلالي، يعرف: بابن بقوى من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا

أخذ العلم من أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه واختص به، وعن أبي مروان عبد الملك ابن أبي سراج، وعن أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان من جلة الفقهاء وكبارهم وعلمائهم وخيارهم، حافظا للرأي مقدما فيه على جميع أصحابه بصيرا بالفتيا، عارفا بعقد الشروط وعللها، حسن العقد لها مع دين وفضل وورع وانقباض عن السلطان وإقبال على ما يعنيه ومواظبة على نشر العلم وبثه. جميل العشرة لمن صحبه واختص به، واسع الخلق، حسن اللقاء، محببا إلى الناس، من رآه أحبه. وكان حليما طاهرا، لينا متواضعا، ودعي إلى القضاء بغير موضع فامتنع من ذلك. اختلف إليه خلق على سبيل التفقه عنده والمدارس فنفع الله به كل من أخذ عنه. وتوفي رحمه الله يوم الأحد، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الاثنين عقب صفر من سنة تسع وخمس مائة. ودفن بالربض قبلي قرطبة وشهده عالم كثير من الناس، وشهدت جنازته وكان يوم دخول أبي محمد تاشفين بن سليمان قرطبة واليا عليها وشهدت مع الناس. وكان مولده سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة. هشام بن أحمد بن هشام الهلالي، يعرف: بابن بقوى من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا الوليد. سكن المرية وسمع من عامة شيوخها كطاهر بن هشام الأزدي، وأبي محمد بن حجاج بن قاسم بن محمد الرعيني المعروف. بابن المأموني، وأبي القاسم خلف بن أحمد الجراوي وغيرهم. ومن الطارئين عليها القاضي الإمام أبو الوليد الباجي، وأبو العباس أحمد بن عمر العذري، وأبو عبد الله محمد بن سعدون القروي. وكان خروجه من المرية بعد سنة ثمانين وأربع مائة. وسكن غرناطة وولي الأحكام بها مدة وبغيرها من جهاتها. وكان رحمه الله من حفاظ الحديث المعتنين بالتنقير عن معانيه، واستخراج الفقه منه مع التقدم في حفظ مسائل الرأي، والبصر بعقد الوثائق، والتقدم في معرفة أصول الدين. روى عنه جماعة من أصحابنا. ولد في صفر سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وتوفي

من اسنه هارون

رحمه الله بغرناطة في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين وخمس مائة. كتب لي هذا أبو عبيد الله النميري صاحبنا. من اسنه هارون هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب، من أهل قرطبة وأصله من مجريط؛ يكنى: أبا نصر. سمع من أبي عيسى الليثي، وأبي علي البغدادي وغيرهما. روى عنه الخولاني وقال: كان رجلا صالحا، منقبضا مقتصدا مسمتا عاقلا مهيبا صحيح الأدب، يختلف إليه الأحداث ووجوه الناس. وكان: من الثقات في دينه وعلمه، وافى شيوخا جلة في العلم والآداب وسمع منهم وروى عنهم، وقد أخذ عنه أيضا أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما. قرأت بخط أبي علي الغساني رحمه الله: قال الفقيه أبو الحزم بن عليم، قال لي أبو بكر محمد بن موسى البطليوسي، المعروف بابن الغراب: قال لي أبو نصر هارون بن موسى بن جندل النحوي: كنا نختلف إلى أبي علي البغدادي رحمه الله وقت إملائه النوادر بجامع الزهراء ونحن في فصل الربيع فبينا أنا ذات يوم في بعض الطريق إذ أخذتني سحابة فما وصلت إلى مجلسه رحمه الله إلا وقد ابتلت ثيابي كلها، وحوالي أبي علي أعلام أهل قرطبة فأمرني بالدنو منه وقال لي: مهلا يا أبا نصر لا تأسف على ما عرض لك فهذا شيء يضمحل عنك بسرعة بثياب غيرها تبدلها ولقد عرض لي ما أبقى بجسمي فدوبا يدخل معي القبر، ثم قال لنا: كنت أختلف على ابن مجاهد رحمه الله فادلجت إليه لا تقرب منه.

هارون بن سعيد: من أهل مرسية وصاحب صلاتها وخطيبها؛ يكنى: أبا موسى.

فلما انتهيت إلى الدرب الذي كنت أخرج منه إلى مجلسه ألفيته مغلقاً وارث علي فتحه. فقلت: سبحان الله أبكر هذا البكور، وأغلب على القرب منه. فنظرت إلى سربٍ بجنب الدار فاقتحمته فلما توسطته ضاق بي ولم أقدر على الخروج ولا على النهوض، فاقتحمته أشد اقتحام حتى نفذت بعد أن تخرقت ثيابي وأثر السرب في لحمي حتى انكشف العظم ومن الله علي بالخروج فوافيت مجلس الشيخ على هذه الحال. فأين أنت مما عرض لي وأنشدنا: دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس والفوا دونه الأزرا فكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا قال أبو نصر فكتبناها عنه من قبل أن يأتي موضعها في نوادره. وسلاني بما حكاه، وهان عندي ما عرض لي من تلك الثياب، واستكثرت من الاختلاف إليه ولم أفارقه حتى مات رحمه الله. كتب من عندي هذه الحكاية شيخنا القاضي أبو عبد الله ابن الحاج رحمه الله واستحسنها وأعجب بها. قال ابن حيان: توفي يوم الاثنين لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة. هارون بن سعيد: من أهل مرسية وصاحب صلاتها وخطيبها؛ يكنى: أبا موسى. روى عن أبي محمد الأصيلي. روى عنه أبو عبد الله بن عابد وقال: كتبت عنه من خطبه وأفادني من غرائب روايته ما هو في جمعي وفي ذكري. قال وأنا هارون هذا، قال: نا أبو محمد الأصيلي، قال: نا أبو أحمد الجرجاني، قال: نا محمد بن يوسف الفربري، قال: نا أبو النجم البخاري شيخ له بخوارزم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمشي كلما رفع قدمه وضع محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع. قال محمد بن

هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن أبي درهم: من أهل وشقة؛ يكنى: أبا موسى.

يوسف ورأيت محمد بن إسماعيل البخاري وهو يجني لنا تمراً بكلتي يديه. وأخبرناه القاضي أبو عبد الله بن الحاج سماعا قال: قرأت على أبي علي الغساني، قال: أنا أبو شاكر القبري، قال: أنا أبو محمد الأصيلي فذكره. هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن أبي درهم: من أهل وشقة؛ يكنى: أبا موسى. سمع: من أبيه موسى بن خلف، وأبي محمد الشنتجيالي، وحيون بن خطاب وغيرهم، واستوطن بدانية وكان: قاضياً بهار وخطيبا في جامعها، وكانت له معرفة بالأحكام، وعقد الشروط، وتوفي في سنة أربع وثمانين وأربع مائة أو نحوها. من اسنه هاشم هاشم بن محمد بن هاشم: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا خالد. ويعرف: بابن التراس. روى عن محمد بن الحسن الفهري، وأبي بكر الزبيدي، ذكره أبو مروان الطبني في الأدباء الذين أخذ عنهم الأدب. قال ابن حيان: وتوفي صدر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. وكان حسن الشروع في الأدب. ومن الغرباء هاشم بن عطاء بن أبي زيد بن هاشم الأطرابلسي، يكنى: أبا زيد. قدم الأندلس تاجراً سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودخل العراق وسكن بغداد

اسم مفرد

مدة فأخذ عن أبي بكر الأبهري وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد ونظرائه. ذكره أبو محمد ابن خزرج ووصفه بالثقة وقال: أخبرنا أن مولده سنة إحدى وخمسين يعني وثلاث مائة. وكان مالكي المذهب. اسم مفرد هابيل بن محمد بن أحمد بن هابيل الإلبيري منها؛ يكنى: أبا جعفر. روى بقرطبة عن أبي القاسم عبد الوهاب المقرئ، وأبي مروان الطبني، وأبي مروان ابن سراج وغيرهم. وتوفي في رمضان من سنة تسع وخمسمائة. روى عنه أبو الحسن المقرىء. شيخنا. ومن حرف الهاء في الأفراد هذيل بن محمد بن تاجيت البكري: من أهل قرطبة وأصله من شنترين؛ يكنى: أبا عبد الصمد. له رحلة إلى المشرق. سمع من عبيد الله بن محمد السقطي كتاب الشريعة للآجري وسمع أيضا من أبي الحسن علي بن محمد بن الهيثم السيرافي المطوعي وغيرهما. وكان سماعه في سنة ثمانين وثلاث مائة. وكان رجلا فاضلا دينا وقلده محمد المهدي الصلاة والخطبة بجامع الزهراء وتوفي بقرطبة لأربع مائة رحمه الله.

حرف الياء

حرف الياء من اسنه يحي يحيى بن حكم بن محمد العاملي: من أهل قرطبة؛ ويعرف بابن اللبان. كان في عداد المفتين بقرطبة بتقديم بن زرب. وكان ثقة عدلاً كثير الملق توفي رحمه الله سنة ثمانين وثلاث مائة. ذكره القبشي. يحيى بن إسحاق بن فلفل. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا زكرياء. روى عن قاسم بن أصبغ وغيره. حدث وتوفي في ربيع الأول سنة ستٍّ وثمانين وثلاث مائة. ودفن بمقبرة الرصافة. من كتاب ابن عتاب. يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة بن حكم بن مفرج التميمي: من أهل مدينة الفرج؛ يكنى: أبا زكرياء. سمع ببلده من جده وهب بن مسرة وغيره. ورحل إلى المشرق وروى عن أبي بكر الطرسوسي، والحسن بن رشيق، وأبي الطيب الحريري، وأبي بكر بن إسماعيل، وعبد الغني بن سعيد الحافظ وغيرهم. روى عنه الناس كثيرا واختصر كتاب الأسماء والكنى للنسائي اختصارا حسنا مفيدا. وقرأت بخط أبي محمد بن ذنين قال لنا أبو زكرياء يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة: ذرعت من الصفا إلى المروة فوجدنا فيه خمسة وخمسين باعا ومائتي باع. منها إلى الميل الأخضر خمسة وأربعون باعا، ومن الميل إلى الميل الثاني وهو بطن المسيل الذي فيه الهرولة أربعون باعا، وما بين المروة إلى العلم الأخضر وهو الذي يسمى الميل سبعون ومائة باع ذرعه أبو زكرياء في ذي القعدة سنة تسع وستين وثلاث مائة.

يحيى بن أحمد بن جابر بن عبيدة: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا زكرياء.

قال ابن شنظير: توفي يوم الجمعة عقب ذي القعدة سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. ومولده سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة. يحيى بن أحمد بن جابر بن عبيدة: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا زكرياء. روى عن سعيد بن فحلون وغيره. حدث عنه الصاحبان وذكرا أنه أجاز لهما سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. يحيى بن سليمان بن يحيى بن عبد الله الكلبي: من أهل قرطبة؛ يكنى أبا بكر. كانت له رواية وعناية. حدث عنه الصاحبان، وهشام بن محمد بن سليمان وأخوه قاسم وغيرهم. وكان مولده سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. وتوفي قبل الأربع مائة. يحيى بن عمر بن عبد الله بن عبد البر بن قحطبة الأنصاري البزاز: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. حدث عنه أبو بكر بن أبيض وقال: مولده سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. وكان سكناه بالمدينة عند مسجد الزجاجين. يحيى بن عمر بن حسين بن محمد بن عمر بن نابل: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغيره. حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل الفضل والصلاح والخير مع التقدم في الفهم والإمامة من العلم من بيتة طهارة وهدى وسنة هو وأبوه وجده رحمهم الله كلهم على طريقة مثلى. حج أبو القاسم هذا مع أبيه أبي حفص وحج جده أبو بكر حسين بن محمد قديما

يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله التميمي والد القاضي أبي عبد الله بن

وسمع كل واحد منهم بالأندلس والمشرق وعنوا بالعلم على مذهب الشيوخ والمحدثين بالروايات والسماع. قال ابن حيان وكان فقيها حافظا ورعا خيرا عفيفا، مستورا، مقتديا بالسلف. قدم إلى المشرق بعهد العامرية على يدي القاضي ابن ذكوان سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. وقلده الخليفة هشام عند الحادثة علي بني ذكوان خطة الرد وهو عليل فجاءته الولاية في اليوم الذي توفي فيه. وكان من كلامه: إذا ذهب الملاء من الناس فلا خير في البقاء بعدهم، ومن كلامه: لا خير في خيرٍ لا يعم. وتوفي ليلة الخميس لعشر بقين من جمادى الأول سنة إحدى وأربع مائة. ودفن إثر صلاة العصر بمقبرة فرانك وصلى عليه أبوه أبو حفص وكان صديقا لآل ذكوان مختصا بالقاضي أبي العباس منهم، فلحقه للحادث عليهم أيضا جزعٌ عظيم اختلط من أجله فاحتجب وأقام ستة أيام عليلا ثم قضى نحبه. وتوفي رحمه الله في التاريخ بعد نعي آل ذكوان بخمس عشرة ليلة، وبعد وفاة الشيخ أبي عمر بن المكوي باثني عشرة ليلة. يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله التميمي والد القاضي أبي عبد الله بن الحذاء: من أهل قرطبة. كان شيخاً حكيماً أديبا حلوا وسيما، موقرا في الناس حسن الخلق. وتوفي سنة اثنتين وأربع مائة. في شوال وهو ابن ستٍّ وتسعين سنة، وابنه حينئذ قاضي على بجانة وأعمالها ذكره القبشي. يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود بن موسى، يعرف: بابن وجه الجنة. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سمع: من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي. وكان رجلا صالحا أحد العدول عند ابن السليم،

يحيى بن عبد الرحمن بن وافد اللخمي قاضي الجماعة بقرطبة؛ يكنى: أبا بكر.

وابن زرب. وعمر عمرا طويلا. حدث عنه جماعة من العلماء. وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وأربع مائة. وكان يلتزم صناعة الخرازين. قرأت هذا بخط أبي عبد الله بن عتاب وأبي علي. يحيى بن عبد الرحمن بن وافد اللخمي قاضي الجماعة بقرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سمع بقرطبة: من أبي عيسى الليثي وغيره. ورحل إلى المشرق فحج ولقي بمكة أبا الحسن بن جهضم وسمع منه ومن غيره. وصحب في رحلته أبا محمد بن أبي زيد فناظره وأعجب أبو محمد بحفظه ومعرفته. وكان فقيها حافظا ذاكرا للمسائل بصيرا بالأحكام مع الورع والفضل والدين والتواضع والتحفظ بدينه ومروءته. واستقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة مرتين فقضى بين الناس أحسن قضاء وسار بأحسن سيرة. وكان يؤذن في مسجده ويقيم الصلاة فيه في مدتي قضائه، ونالته نفعه الله محنة شديدة من قبل البرابرة حين تغلبهم على قرطبة؛ وبلغوا منه مبلغا عظيما وحبس بقصر قرطبة إلى أن توفي به، وأخرج إلى الناس مغطى في نعش وصلي عليه بجوار الباب الغربي من الجامع ودفن يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة أربع وأربع مائة. ودفن بالربض وصلى عليه حماد الزاهد. يحيى بن محمد بيطيز بن لب: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا زكرياء. روى عن أبي بكر بن السليم، وأبي بكر بن القوطية وغيرهما. وكانت له رحلة إلى المشرق ولم يكتب فيها إلا عن قليل، وتوفي سنة أربع وأربع مائة. نقلته من خط ابن عتاب وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي وذكر أنه أجاز له ما رواه.

يحيى بن زكرياء بن محمد الزهري القرشي: من أهل تطيلة؛ يكنى: أبا بكر.

يحيى بن زكرياء بن محمد الزهري القرشي: من أهل تطيلة؛ يكنى: أبا بكر. روى ببلده عن عبد الله بن بسام وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: كان رجلا صالحا رحمه الله. يحيى بن محمد بن يحيى، يعرف: بابن القيم: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. حدث عنه أبو عمر بن مهدي المقرئ. يحيى بن إبراهيم بن محارب: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا محمد. روى عن القاضي أبي محمد الثغري، وعبدوس بن محمد، ورحل إلى المشرق وحج وروى عن أبي القاسم السقطي، وأبي موسى عيسى بن حنيف وغيرهما، وكان رجلا فاضلا زاهدا ويقال أنه كان مجاب الدعوة، وله كتاب صفة الجنة من تأليفه. روى عنه الصاحبان، وقاسم بن هلال، وعمر بن كريب، وموسى بن خلف بن أبي درهم، ووضاح بن محمد السرقسطي وقال: كان: من أهل الدين والورع ما رأيت أورع منه، وتوفي سنة أربع عشرة وأربع مائة. يحيى بن نجاح - مولى جعفر الحاجب الفتى الكبير؛ مولى أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن - من أهل قرطبة: يكنى: أبا الحسين، ويعرف: بابن القلاس. نشأ بقرطبة، وخرج في مدة المظفر عبد الملك بن أبي عامر إلى المشرق وقضى فريضة الحج، واستوطن مصر، وكان من أهل العلم والورع والزهد وهو مؤلف كتاب سبل الخيرات في الوصايا؛ والمواعظ والزهد؛ والرقائق وهو كثير بأيدي الناس، وأسمعه

يحيى بن عبد الملك بن مهنا: من أهل قرطبة، وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع

بمكة، وبها أخذه عنه أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي وغيره. وأخذ عنه أيضا يعقوب بن حماد بمصر لقيه بها. وذكر القاضي أبو عمر بن سميق: أن يحيى هذا كان يكنى بقرطبة بأبي زكرياء فلما صار بمصر تكنى بأبي الحسين. قال غيره: وتوفي بمصر سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. يحيى بن عبد الملك بن مهنا: من أهل قرطبة، وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة؛ يكنى: أبا زكرياء. روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغيره. قال ابن مهدي: كان رجلا صالحا، خيرا، صحيح المذهب، حافظا للقرآن، مجودا لحرف نافع من أمثل تلاميذ أبي الحسن الأنطاكي وأضبطهم لما قرأ به عليه، غير متكلف في قراءته، ولم يكن الرجل ذا علمٍ إلا أنه كان روى عن أبي الحسن الأنطاكي شيخه كتبا في القرآن وقيدها عليه، وتوفي في نصف جمادى الآخرة، ودفن يوم الجمعة سنة أربع وعشرين وأربع مائة. وهو ابن ثمانين سنة، ومولده سنة تسعٍ وثلاثين وثلاث مائة. نقلته من خط ابن مهدي المقرئ. وحدث عنه أيضا محمد بن عتاب الفقيه. يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى القرشي الجمحي الوهراني؛ يكنى: أبا بكر. يحدث عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي الفقيه، وأبي عمر الإشبيلي، وعباس بن أصبغ، وابن العطار، وأبي نصر النحوي وغيرهم. حدث عنه أبو حفص عمر بن الحسن الهوزني، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان متصرفا في العلوم قوي الحفظ، حسن الفهم. وكان علم الحديث أغلب عليه، وتوفي في حدود سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وأربع مائة. وهو ابن سبعين سنة أو نحوها. يحيى بن يحيى بن عبد السلام: من أهل قرطبة روى عن أبي محمد الأصيلي وأبي زيد العطار، وخلف بن قاسم وغيرهم كثير. وعني بسماع الحديث عناية كثيرة. وخطه حسن مليح الشكل كثير الإتقان.

يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر الرصافي؛ يعرف: بابن الطواق: من أهل قرطبة؛

يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر الرصافي؛ يعرف: بابن الطواق: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبي عبد الله بن مفرج وغيره. وسمع بالمشرق من أبي بكر بن إسماعيل وغيره. حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل القرآن طالبا للعلم مع الضبط والفهم للحديث، والتكرر على الشيوخ بالأندلس والمشرق وقت رحلته وحجه، وروايته كثيرة، وعنايته مشهورة. وكان: من أهل السنة، مجانبا لأهل البدع وتاركا لها ولأهلها، وتوفي بتطيلة ليلة الاثنين منتصف جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مائة. وولد في صفر من سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. يحيى بن عبد الله بن كيس من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. ذكره ابن حيان وقال: سمع الحديث من عدة لحقهم، وكان: متكلما حاذقا مستبحرا في ذلك ما نعلم بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والجدل ونحو ذلك، وتوفي في آخر ربيع الأول من سنة ستٍّ وثلاثين وأربع مائة. وهو ابن سبع وأربعين سنة وأصابته سكتة قبل موته رحمه الله. يحيى بن عبد الله بن ثابت الفهري النحوي من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. سمع: من عبدوس بن محمد وإبراهيم بن محمد، وأحمد بن محمد بن ميمون وغيرهم. وكان يحفظ الفقه والعربية حفظا جيدا، وكان فصيح اللسان شاعرا، وتوفي في صفر سنة ستٍّ وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر، وحدث عنه أيضا أبو الوليد الوقشي. يحيى بن هشام بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الأصبغ القرشي، يعرف: بابن الأفطس؛ ويكنى: أبا بكر.

يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك القرشي العثماني: من أهل قرطبة؛ يكنى:

كان بارعا في الآداب، عالما بالعربية، حافظا للغة، مقدما في معاني الأشعار الجاهلية والإسلامية، مشاركا في غير ذلك من العلوم، أخذ عن ابن صاحب الأحباس وغيره. ذكره ابن خزرج وقال: توفي ببطليوس رسولا سنة سبع وثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة تسعين وثلاث مائة. يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك القرشي العثماني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن عون الله، وابن مفرج، وعباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق، وهاشم بن يحيى، وسهل بن إبراهيم وغيرهم. حدث عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم، والتقدم للفهم للحديث والسنن والرأي والآداب، لقي الشيوخ وكتب عنهم، وسمع منهم، وذكره أيضا ابن خزرج وأثنى عليه ووصفه بالفصاحة والتفنن في العلوم وقال: توفي في صدر شعبان سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. وهو ابن ثمان وسبعين سنة. ومولده سنة ستين وثلاث مائة. يحيى بن محمد بن حسين الغساني، يعرف: بالقليعي: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا زكرياء. روي عن أبي عبد الله بن أبي زمنين جميع ما عنده، وعن أبي محمد بن خلف ابن علي السبتي، ورحل إلى المشرق وسمع من: أبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وكان خيرا فاضلا ثقة فيما رواه. أجاز لشيخنا أبي محمد بن عتاب مع أبيه ما رواه عن ابن أبي زمنين خاصة، وأراني خطه بالإجازة تاريخها محرم سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة.

يحيى بن محمد بن يبقى بن زرب - ولد القاضي أبي بكر بن زرب -: من أهل

وحدث عنه القاضي أبو الأصبغ بن سهل وقال: كان من كبار أهل غرناطة موضعه مشاورا، حسن الهيئة والسمت فاضلا جزلا رحمه الله، قال لي أبو جعفر: وتوفي سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة. يحيى بن محمد بن يبقى بن زرب - ولد القاضي أبي بكر بن زرب -: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. سمع على القاضي يونس بن عبد الله وغيره، وقلده أبو الوليد بن جهور أحكام القضاء بقرطبة بعد أبي علي بن ذكوان، وجمع له معهما الصلاة والخطبة، ولم يكن له علم، ولم يزل يتولى ذلك إلى أن توفي يوم الجمعة، ودفن يوم السبت لخمس بقين من رجب من سنة سبع وأربعين وأربع مائة. وصلى عليه محمد بن جهور، ومولده سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. يحيى بن محمد بن يحيى الأموي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. سمع من محمد بن مغيث، ومحمد بن أحمد بن بدر، وفرج بن أبي الحكم وكان صاحب أدب وشعر وبلاغة، وحسن الخط. وكان وقورا مسمتاً توفي سنة إحدى وستين وأربع مائة. يحيى بن فرج بن يوسف الأنصاري: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا الحسن. له رحلة إلى المشرق في سنة خمس وعشرين وأربع مائة. سمع فيها من أبي عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف وغيره. وكتب بخطه علما كثيرا ورواه، وتصدر للإقراء ببلده، وأقرأ القرآن وأسمع الحديث وكان يعرف فيها بالمصري. يحيى بن سعيد بن أحمد بن يحيى بن الحديدي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر.

يحيى بن عيسى بن خلف بن أبي درهم: من أهل وشقة؛ يكنى: أبا عبد الله.

سمع من أبي محمد بن عباس، وحماد بن عمار، والتبريزي وغيرهم. وناظر على أبي بكر بن مغيث، وكان نبيلا متفننا، فصيحا فطنا مقدما في الشورى، وكانت له مكانة عند المأمون يحيى بن ذي النون، وكان لا يقطع في شيء من أوامره إلا عن مشورته ودخل مع المأمون قرطبة إذ ملكها. وكان مستوليا على أمره فلما توفي المأمون استثقله حفيده القادر بالله حتى قتل بقصره ضحوة يوم الجمعة من المحرم سنة ثمان وستين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر. يحيى بن عيسى بن خلف بن أبي درهم: من أهل وشقة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع من خاله موسى بن عيسى، ومن أبي الوليد الباجي وتولى القضاء بوشقة. وكان أبو علي بن سكرة يحسن الثناء عليه. يحيى بن عبد الله بن أحمد الغافقي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر، يعرف بالرشتشاني. رحل إلى المشرق وحج ولقي بمصر أبا محمد بن الوليد الأندلسي وأخذ عنه، وسمع بإشبيلية من أبي عبد الله بن منظور، وكتب للقاضي أبي عبد الله بن بقي دوليته في القضاء بقرطبة. وكان ثقة فاضلا وقد أخذ عنه شيخنا أبو الحسن ابن مغيث. وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة أربع وثمانين وأربع مائة. يحيى بن إبراهيم بن أبي ريد اللواتي المقرئ، يعرف: بابن البيان. من أهل مرسية؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو المقرئ وغيرهما. ورحل إلى

يحيى بن أيوب بن القاسم الفهري: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا زكرياء.

المشرق وحج ولقي عبد الوهاب القاضي بمصر وأخذ عنه كتاب التلقين من تأليفه. وأقرأ الناس القرآن وعمر وأسن وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا، وسمعت بعضهم ضعفه وينسبه إلى الكذب وادعاء الرواية عن أقوام لم يلقهم ولا كاتبوه، ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه والله أعلم، لأنه اختلط في آخر عمره. وقرأت بخط القاضي محمد بن عبد العزيز شيخنا. توفي أبو الحسين المقرئ رحمه الله بمرسية يوم السبت بعد صلاة العصر لثلاث خلون من المحرم ودفن يوم الأحد عند صلاة العصر سنة ست وتسعين وأربع مائة. ومولده سنة ست وأربع مائة. يحيى بن أيوب بن القاسم الفهري: من أهل شاطبة؛ يكنى: أبا زكرياء. روى عن أبي الحسن طاهر بن مفوز ورحل إلى المشرق سنة خمس وسبعين وأربع مائة. وحج وأخذ عن أبي العز الجوزي وغيره بمكة. وأنشدنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب صاحبنا وكتبه لي بخطه قال: أنشدنا عمي يحيى بن أيوب، قال: أنشدنا أبو العز الجوزي في المسجد الحرام، قال: أنشدنا أبو نصر محمد بن عبدوية الشاهد، قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن العباس القرماني، قال: أنشدنا هبة الله بن الحسين الشيرازي لنفسه: عليك بأصحاب الحديث فإنهم ... على منهج للدين ما زال معلما وما النور إلا في الحديث وأهله ... إذا دجى الليل البهيم وأظلما ومن يترك الآثار ضلل سعيه ... وهل يترك الآثار من كان مسلما وأعلى البرايا من إلى السمنن اعتزا ... وأغوى البرايا من إلى البدع انتمى يحيى بن سعيد بن حبيب المحاربي: من أهل جيان؛ يكنى: أبا زكرياء.

يحيى بن عبد الله بن الجد الفهري: من أهل لبلة. وسكن إشبيلية؛ يكنى: أبا

قرأ القرآن بالروايات السبع ببلده على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ الفراء الزاهد، وسمع بقرطبة: من أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، والقاضي سراج بن عبد الله وغيرهما. وأقرأ الناس القرآن بقرطبة، ثم استقضى بجيان وخطب بها ثم صرف عن ذلك واستمر على الخطبة. وتوفي بجيان وسط سنة خمسمائة وقد نيف على الثمانين. يحيى بن عبد الله بن الجد الفهري: من أهل لبلة. وسكن إشبيلية؛ يكنى: أبا بكر. كان جامعا لفنون من المعارف، وكان مذهبه النظر في الحديث والتفقه فيه وله رواية عن أبي القاسم الهوزني وغيره. وشوور بإشبيلية، وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وخمس مائة. يحيى بن محمد بن دريد الأسدي؛ يكنى: أبا بكر. يروي عن أبا الوليد الباجي وغيره، وكان من أهل المعرفة والتحقيق بالأدب واللغات وقد أخذ عنه رحمه الله. يحيى بن محمد بن فرج بن فتح؛ يعرف: بابن الحاج، من أهل مجريط؛ يكنى: أبا العباس. روى عن أبي يعقوب بن عبد الرحمن بن حماد وغيره. وكان من أهل المعرفة بالأدب والعربية، وكان يعلمها وقد أخذ عنه أصحابنا. وكان أحد العدول وتوفي رحمه الله ودفن يوم الاثنين لأربع بقين من ربيع الأول سنة خمس عشرة وخمس مائة بقرطبة، ودفن بمقبرة أم سلمة، حضرت جنازته. يحيى بن عمرو بن بقا الجذامي؛ يكنى: أبا بكر، ويعرف: بالمرجوني.

يحيى بن محمد بن أبي المطرف، من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحكم.

سكن قرطبة وأخذ بها عن أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني، وناظر عند الفقيه أبي الحسن حمدين وأخذ ببطليوس عن أبي شاكر حامد بن ناهض وغيره. وكان حافظا للفقه، عارفا بعقد الشروط وعللها، مقدما في معرفتها وإتقانها وله كتاب مختصر فيها، وتأثل منها مالا. وتوفي في صدر جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وخمس مائة. وكان مولده سنة سبع وخمسين وأربع مائة. يحيى بن محمد بن أبي المطرف، من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الحكم. روى عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي واختص به، وعن أبي عبد الله محمد ابن فرج، وأبي علي الغساني، وحازم بن محمد وغيرهم. وروى كثيرا من كتب الأدب واللغة وقد أخذ عنه بعضها ولم يكن عنده ضبط ولا إتقان لما رواه. وتوفي رحمه الله ودفن يوم الجمعة عقب محرم سنة ست وعشرين وخمس مائة. يحيى بن موسى بن عبد الله: من أهل قرطبة؛ يكنى أبا بكر. روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي محمد بن أبي غالب وغيرهم. وكان رجلا صالحا عفيفا خيرا طاهرا مقبلا على ما يعنيه. قرأنا عليه فوائد ابن صخر وتوفي رحمه الله في عقب صفر سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. ودفن بالربض. يحيى بن محمد بن رزق من أهل المرية صاحبنا؛ يكنى: أبا بكر. أخذ عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عند بعضهم. وكان محدثا حافظا، متيقظا عارفا بالحديث ورجاله وروايته، ثقة في روايته ومعرفته، دينا فاضلا عالما بما يحدث. وقد أخذ عنه وتوفي رحمه الله بسبتة في شعبان سنة ستين وخمس مائة. ومولده رحمه الله فيما أخبرني به سنة ثلاث وخمسين.

من اسنه يوسف

من اسنه يوسف يوسف بن عبد الملك. ثغري؛ يكنى: أبا عمر. روى عن وهب بن مسرة وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاث مائة. يوسف بن يونس الأموي: من أهل قلعة أيوب؛ يكنى: أبا عمرو. ويعرف: بالموري. له رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن أبي الوشا، والضراب، وأبي حفص عمر بن عراك، وراثق الصقلي وغيرهم. وأخذ ببلده عن القاضي أبي محمد عبد الله بن قاسم وغيرهم. حدث عنه الصاحبان، وأبو عمرو المقرئ. يوسف بن محمد بن يوسف بن عبد الله المؤذن بالمسجد الجامع بقرطبة؛ يكنى: أبا عمر. روى عن أبي بكر القرشي كثيرا، وعن مسلمة بن قاسم، وأبي بكر الدينوري. وذكره الخولاني وقال: كان شيخا صالحا من أهل الهيئات وطالبا للروايات والعلم قديما. وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وغيره. وتوفي في نحو الأربع مائة. قال ابن أبيض: ومولده سنة ستٍّ وعشرين وثلاث مائة. يوسف بن هارون الرمادي الشاعر: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عمر. كان شاعر الأندلس المشهور، والمقدم على الشعراء. روى عن أبي علي البغدادي كتاب النوادر من تأليفه، وقد أخذ عنه أبو عمر بن عبد البر قطعة من شعره ورواها

يوسف بن خلف بن سفيان بن عمر بن أسود الغساني البجاني المكتب سكن قرطبة؛

عنه وضمنها بعض تواليفه. قال لي ابن مغيث: كان يلقب بأبي جنيش فنقل إلى الرمادي. قال ابن حيان: وتوفي سنة ثلاث وأربع مائة. يوم العنصرة فقيرا معدما ودفن بمقبرة كلع. يوسف بن خلف بن سفيان بن عمر بن أسود الغساني البجاني المكتب سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عمر. سمع: من مسلمة بن قاسم، ومن أحمد بن سعيد ونظرائهما. وكان يؤم في مسجده ويعلم القرآن. حدث عنه أبو عبد الله الخولاني وقال: كان وراقا محسناً، حسن الرتبة، كثير الدربة، مقتنعا في دنياه، متقللا منها، منقبضا عن الناس، مقبلا على ما يعنيه، وعمر نحو الثمانين سنة. قال: وسألته عن مولده: فقال ولدت سنة الخندق. فقلت: سنة سبع وعشرين؟ قال: نعم، وتوفي بعد الأربع مائة، وحدث عنه أيضا الصاحبان، وهشام بن هلال، وأخوه قاسم وغيرهم. يوسف بن عمر بن أيوب بن زكرياء التجيبي. ثغري أصله من بربشتر؛ يكنى: أبا عمر. روى بقرطبة عن أبي زكرياء بن فطرة وله رحلة سمع فيها من الحسن بن رشيق بمصر وغيره. حدث عنه الصاحبان وتوفي بعدهما بأندة سنة ثمان وأربع مائة، وحدث عنه أيضا أبو عمرو المقرئ. يوسف بن عمر بن يوسف الأنصاري الخزرجي، يعرف: بابن الفخار. من أهل قلعة عبد السلام؛ يكنى: أبا عمر. يحدث عن مسعود بن سعيد بن عبد الرحمن وغيره. حدث عنه أبو محمد بن ذنين.

يوسف بن ورمز بن خيران السكوني البطليوسي، يكنى: أبا عمر.

يوسف بن ورمز بن خيران السكوني البطليوسي، يكنى: أبا عمر. كان بارعا في الآداب والترسيل، وعالما بالعربية، حسن الخط. أخذ بقرطبة عن أبي بكر الزبيدي، وابن أبي الجباب، وأبي عثمان بن الفواز وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة أربع وعشرين وأربع مائة. وقد قارب الثمانين. يوسف بن فضالة الأديب؛ يكنى: أبا الحجاج من أصحاب أبي علي البغدادي، وممن شهر بصحبته أخذ عنه أبو سهل الحراني وذكره في شيوخه الذين لقيهم. يوسف بن أصبغ بن خضر الأنصاري: من أهل طليطلة. يكنى: أبا عمر. روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الخشني، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرف ابن ذنين وغيرهم. وعني بالعلم العناية التامة، وجمع الدواوين والرواية، وجمع مسند موطأ مالك رواية القعنبي عنه في سفر. قال ابن مطاهر: أخبرني الثقة قال: كنت أرى في النوم أن صومعة مسجد سهلة تتهدم، فتأول ذلك موت يوسف بن خضر فكان كذلك، وسمع قائل يقول وجنازته مارة: بطن مملواً علما يصير إلى القبر، وتوفي في صفر سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. يوسف بن عمر الجهني، يعرف: بابن أبي تلة، من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عمر. كان له علم بالفرائض والآداب، وطالع النجوم واستبحر في ذلك، وتوفي سنة خمس وثلاثين وأربع مائة.

يوسف بن سليمان بن مروان الأنصاري، يعرف: بالرباحي تجول بالأندلس؛ وأصله

يوسف بن سليمان بن مروان الأنصاري، يعرف: بالرباحي تجول بالأندلس؛ وأصله منها يكنى: أبا عمر. كان فقيها عالما، متدينا ورعا فاضلا متقللا من الدنيا، جماعة للعلم، طويل اللسان، فقيه البدن، نحويا عروضيا شاعرا نسابة، خيرا يسرد الصيام ويديم القيام، يفر بدينه، ويهرب من الناس، ويخلو لربه، وله كتاب في الرد على القبري. حدث عنه أبو المطرف بن البيرولة ووصفه بما ذكرنا من فضائله، وذكره أبو محمد ابن خزرج وأثنى عليه وقال: كان متفننا في العلوم مجاب الدعوة، بصيراً للحجاج والاستنباط، وتجول بالأندلس وسكن إشبيلية وغيرها، وله رد على أبي محمد الأصيلي في أشياء ذكرها عنه القنازي، وتوفي بمرسية آخر سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. ومولده سنة سبع وستين وثلاث مائة. وكان صاحبا لأبي عمر بن عبد البر. يوسف بن عبد الله بن خيرون الأديب؛ يكنى: أبا عمر. أخذ عن أبي القاسم أحمد بن أبان بن سيد وغيره، وكان عالما بالآداب واللغات أخذ عنه أبو محمد غانم بن وليد المالقي وغيره. يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري إمام عصره، وواحد دهره؛ يكنى: أبا عمر. روى بقرطبة عن أبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ، وعبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأبي محمد بن المؤمن، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر الباجي، وأبي زكرياء الأشعري، وأحمد بن فتح الرسان، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي المطرف القنازعي؛ والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم يطول ذكرهم. وكتب إليه من أهل المشرق أبو القاسم السقطي المكي، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبو الفتح بن سيبخت، وأحمد بن نصر الداودي، وأبو ذر الهروي، وأبو محمد بن النحاس المصري وغيرهم.

قرأت بخط صاحبنا أبي الوليد بن الدباغ، قال: سمعت القاضي أبا علي بن سكرة شيخنا يقول: سمعت القاضي الإمام أبا الوليد الباجي يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث. وكتب إلي أبو بكر بن فتحون بخطه قال: سمعت أبا علي بن سكرة يقول: سمعت القاضي أبا الوليد الباجي وقد جرى ذكر أبي عمر بن عبد البر عنده. فقال: أبو عمر أحفظ أهل المغرب. سمعت القاضي أبا عبد الله محمد بن أحمد بن الحاج رحمه الله يقول: سمعت أبا علي الغساني يقول: سمعت أبا عمر بن عبد البر يقول: لم يكن أحدٌ ببلدنا مثل أبي محمد قاسم بن محمد، وأبي عمر أحمد بن خلف الجباب. قال أبو علي وأنا أقول إن شاء الله: إن أبا عمر لم يكن بدونهما ولا متخلفا عنهما. قال أبو علي: وأبو عمر شيخنا رحمه الله من المثمرين قاسط في ربيعة من أهل قرطبة بها طلب وتفقه ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك هاشم الفقيه الإشبيلي وكتب بين يديه، ولزم أبا الوليد بن الفرضي الحافظ وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث، ودأب أبو عمر في طلب العلم، وافتن فيه وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس وألف في الموطإ كتبا مفيدة منها: كتاب التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد ورتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله، وهو سبعون جزءا. قال أبو محمد بن حزم: لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟!. ثم صنع كتاب الاستذكار لمذاهب العلماء الأمصار فيما تضمنه موطأ مالك من معاني الرأي والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه، ونسق أبوابه، وجمع في أسماء الصحابة كتابا جليلا مفيدا سماه كتاب الاستيعاب في أسماء الصحابة رضي الله عنهم. وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما بلغني في روايته وحمله، وغير ذلك من تواليفه، وكان موفقا في التأليف، معأنا عليه، ونفع الله بتواليفه، وكان مع تقدمه

يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد: من أهل مجريط؛ يكنى: أبا يعقوب.

في علم الأثر، وبصره بالفقه، ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر. جلى عن وطنه ومنشئه قرطبة فكان في الغرب مدة، ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن منه دانية، وبلنسية، وشاطبة، وبها توفي رحمه الله في ربيع الآخر، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر من سنة ثلاث وستين وأربع مائة. وصلى عليه صاحبنا أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري. قال أبو علي وسمعت طاهر بن مفوز يقول: سمعت أبا عمر يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين. وهو اليوم التاسع والعشرون من نونبر. قال طاهر: أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد الله بن محمد رحمه الله. يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد: من أهل مجريط؛ يكنى: أبا يعقوب. روى عن أبيه جميع ما رواه، وعن أبي عبد الله بن الفخار، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الشنتجيالي. ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا ذر الهروي وسمع منه، ولقي أبا الحسين يحيى بن نجاح وسمع منه بعض كتاب سبل الخيرات من تأليفه وأجاز له سائرها. ولقي ببرقة: أبا سعيد ميمون بن طريف، ولقي بأطرابلس أبا الحسن بن المنمر وصحبه مدة وقرأ عليه كتابه في الفرائض. وكان أبو يعقوب هذا ثقة فيما رواه. وتوفي رحمه الله بمجريط سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة. قرأت وفاته بخط ابنه عبد الرحمن ومولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. يوسف بن علي بن جبارة الهذلي الأندلسي المقرئ؛ يكنى: أبا الحجاج. روى بالمشرق عن جماعة كثيرة منهم: أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ،

يوسف بن موسى بن يوسف الأسدي: من أهل طليطلة؛ يعرف: بابن البابش.

وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ، وعبد الملك بن سابور وغيرهم كثير، وله كتاب حفل في القراءات سماه بكتاب الكامل وذكر فيه أنه لقي من الشيوخ ثلاث مائة وخمسة وستين شيخا من آخر ديار الغرب إلى باب فرغانة، وكتب إلينا بإجازة هذا الكتاب القاضي أبو المظفر الطبري من مكة يخبرنا به عن أبي العز محمد بن الحسين المقرئ من مؤلفه. يوسف بن موسى بن يوسف الأسدي: من أهل طليطلة؛ يعرف: بابن البابش. أخذ عن محمد بن مغيث ومحمد بن بدر، وشوور في الأحكام وتوفي بولمش، ودفن بها في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وأربع مائة. يوسف بن محمد بن بكير الكناني: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا عبد الله. سمع: ودفن أبيه القاضي محمد بن بكير، وناظر عند أحمد بن مغيث. وكان ذكيا متصرفا في الفقه والحديث والفرائض. ورحل حاجا ثم انصرف وولي قضاء قلعة رباح، وكان متحريا في أموره كلها، حسن الزي والهيئة. توفي في ذي الحجة من سنة خمس وسبعين وأربع مائة. يوسف بن عيسى بن سليمان النحوي؛ يعرف: بالأعلم. من أهل شنتمرية الغرب؛ يكنى: أبا الحجاج. رحل إلى قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة، وأقام بها مدة وأخذ عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء الإفليلي، وأبي سهل الحراني، وأبي بكر مسلم بن أحمد الأديب. وكان عالما باللغات والعربية ومعاني الأشعار، حافظا لجميعها، كثير العناية بها،

يوسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عديس الأنصاري: من أهل شريون؛ يكنى:

حسن الضبط لها، مشهورا بمعرفتها وإتقانها، أخذ الناس عنه كثيرا وكانت الرحلة في وقته إليه، وقد أخذ عنه أبو علي الغساني، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، وكف بصره في آخر عمره وتوفي رحمه الله سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة بمدينة إشبيلية. وكان مولده سنة عشر وأربع مائة. يوسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عديس الأنصاري: من أهل شريون؛ يكنى: أبا الحجاج. أخذ عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا، وسمع بطليطلة من أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن وغيره وسكن بها مدة وتفقه بها. وكان من أهل العلم والمعرفة والفهم، حافظا ذكيا متفننا وله كلام على معاني من الحديث أخبرنا عنه أبو عامر جلب الشاطبي في كتابه إلينا وأثنى عليه وتوفي ببلاده العدوة. يوسف بن القاسم بن أيوب الفهري: من أهل شاطبة؛ أبا الحجاج. حدث عن أبي الحسن طاهر بن مفوز بكثير من روايته وعن غيره. وكان ثقة في روايته أخبرنا عنه بعض أصحابنا. وروى الناس عنه وهو من بيته نباهة وديانة. يوسف بن موسى الكلبي الضرير: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا الحجاج. له سماع من أبي مروان بن سراج، وأبي علي الجبائي وغيرهما. وكان: من أهل التبحر والتقدم في علم التوحيد والاعتقادات وهو آخر أئمة العرب فيه. أخذه عن أبي بكر الرازي وكان مختصا به، وله تصانيف حسان وأراجيز مشهورة وانتقل أخيرا إلى العدوة وسكن حضرة السلطان. توفي فجأة في سنة عشرين وخمس مائة. يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فيرة الليثي صاحبنا: من أهل أندة. سكن مرسية؛ يكنى: أبا الوليد، ويعرف: بابن الدباغ.

ومن الغرباء في هذا الباب

روى عن أبي علي الصدفي كثيرا ولازمه طويلا. وأخذ عن جماعة شيوخنا وصحبنا عند بعضهم. وكان من أنبل أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث وأسماء الرجال وأزمانهم وثقافتهم وضعفائهم وأعمارهم وأقادمهم؛ ومن أهل العناية الكاملة بتقييد العلم ولقاء الشيوخ. لقي منهم كثيرا وكتب عنهم وسمع منهم وشهر ببلده ثم خطب به وقتا. وتوفي رحمه الله: سنة ستٍّ وأربعين وخمس مائة. وقال لي: مولده سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة. ومن الغرباء في هذا الباب يوسف بن حمود بن خلف بن أبي مسلم الصدفي: من أهل سبتة وقاضيها؛ يكنى: أبا الحجاج. وكان آخر قضاة بني أمية بسبتة قدمه المستعين سابق بن حكم لقضياها فاستمر على ذلك نيفا وعشرين سنة؛ وخرج إلى الحج أثناء ذلك تخلصا منها فلم يحل فأمر بالاستخلاف فسمع في رحلته من أبي ذر الهروي، وأبي عبد الله الصوري وغيرهما، وانصرف فرجع إلى خطته. وكان له سماع قديم بالأندلس من أبي بكر الزبيدي، وأبي محمد الأصيلي، وخطاب بن مسلمة وأبي محمد الباجي وغيرهم. وكان رجلا صالحا متواضعا، وكانت له جنانٌ يحفرها بيده، وكان أديبا شاعرا. قال ابن خزرج: وتوفي سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.

من اسنه يونس

من اسنه يونس يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله قاضي الجماعة بقرطبة وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها؛ يكنى: أبا الوليد، ويعرف: بابن الصفار. روى عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي بكر إسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التغلبي، وأبي عيسى الليثي، وأبي جعفر تميم بن محمد القروي، وأبي عبد الله بن الخراز، وأبي بكر محمد بن أحمد بن خالد، وأبي بكر بن القوطية، وقاضي الجماعة محمد بن إسحاق بن السليم، وقاضي الجماعة أبي بكر بن زرب وتفقه معه وجمع مسائله، وأحمد بن خالد التاجر، وأبي بكر يحيى بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد الباجي، وأبي زكرياء بن عائذ، وأبي بكر الزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد بن عبد المومن، وأبي عبد الله بن أبي دليم، وأبي محمد بن عثمان وغيرهم كثير سمع منهم وكتب العلم عنهم. وكتب إليه من أهل المشرق أبو يعقوب بن الدخيل، وأبو الحسن بن جهضم المكيان، والحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني الحافظ، وأبو محمد بن أبي زيد الفقيه وغيرهم. واستقضى في أول أمره ببطليوس وأعمالها، ثم صرف عنها وولي الخطبة بجامع الزهراء مضافة له إلى خطته في الشورى، ثم ولي خطة الرد مكان ابن ذكوان بعهد العامرية والخطبة بجامع الزاهرة، ثم ولي أحكام القضاء والصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة مع الوزارة، ثم صرف عن ذلك كله ولزم بيته إلى أن قلده المعتمد بالله هشام بن محمد المرواني قضاء الجماعة بقرطبة والصلاة والخطبة بأهلها في ذي الحجة سنة تسع عشرة وأربع مائة، وبقي قاضيا إلى أن مات رحمه الله. قال صاحبه أبو عمر بن مهدي رحمه الله وقرأته بخطه: كان نفعه الله من أهل

يونس بن أحمد بن يونس بن عيسون الجذامي المعروف: بابن الحراني: من أهل

الحديث والفقه، كثير الرواية، وافر الحظ من علم اللغة والعربية، قائلا للشعر النفيس في معاني الزهد وما شابهه، بليغا في خطبه، كثير الخشوع فيها لا يتمالك من سمعه عن البكاء مع الخير والفضل والزهد في الدنيا والرضا منها باليسير، ما رأيت فيمن لقيت من شيوخي من يضاهيه في جميع أحواله كنت إذا ذاكرته شيئا من أمور الآخرة أرى وجهه يصفر ويدافع البكاء ما استطاع وربما غلبه فلا يقدر أن يمسكه، وكان الدمع قد أثر في عينيه وغيرها لكثرة بكائه، وكان النور باديا على وجهه، وكان قد صحب الصالحين ولقيهم من حداثته ما رأيت أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم. ومن تواليفه كتاب فضائل المنقطعين إلى الله عز وجل؛ وكتاب التسلي عن الدنيا بتأميل خير الآخرة؛ وكتاب فضائل المتهجدين؛ وكتاب التسبيب والتيسير؛ وكتاب الابتهاج بمحبة الله عز وجل؛ وكتاب المستصرخين بالله تعالى عند نزول البلاء وغير ذلك من تواليفه في معاني الزهد وضروبه. روى عنه من مشاهير العلماء أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ، وأبو عبد الله بن عابد، وأبو عمر بن الحذاء، وأبو عمر بن سميق، وأبو محمد بن حزم، وأبو القاسم حاتم ابن محمد، وأبو الوليد الباجي، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو عبد الله محمد بن فرج وغيرهم كثير. توفي رحمه الله ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة بعد العصر لليلتين بقيتا من رجب سنة تسع وعشرين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده خلق عظيم، وكان وقت دفنه غيث وابل رحمه الله. ومولده لليلتين خلتا من ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة. ذكر وفاته ومولده ابن مهدي وابن حيان وغيرهما. يونس بن أحمد بن يونس بن عيسون الجذامي المعروف: بابن الحراني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا سهل.

يونس بن محمد: من أهل قرطبة. سكن طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.

أخذ عن أبي عمر بن الحباب، وابن سيد وغيرهما. وكان بصيرا بلسان العرب، حافظا للغة، قيماً بالأشعار الجاهلية، عارفاً بالفروض، وأوزان الشعر وعلله، جيد الخط، حسن النقل ضابطا لما يكتبه مخلصا لما ينقله، يقرأ الناس عليه، ويقتبسون منه، ويحسن القيام بما يحمله من أصول علم اللسان فهما ورواية، وكان عظيم اللحية جدا. حدث عنه أبو مروان بن سراج، وأبو مروان الطبني، وقال: كان بقية أهل العلم والشعر الجاهلي، وبالغريب وأهله، وأشد الناس تصاونا وانقباضا رحمه الله. قال ابن حيان، وتوفي في صدر ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة. وكانت سنه تسعا وسبعين سنة رحمه الله. يونس بن محمد: من أهل قرطبة. سكن طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد. لقيه حاتم بن محمد بطليطلة وقال: ناولني كتاب العزلة للخطابي عن أبي محمد جعفر ابن محمد بن علي المروزي، عن الخطابي وغير ذلك. يونس بن أحمد بن يونس الأزدي، يعرف: بابن شوقه. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي محمد قاسم بن هلال، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبي عمر بن عبد البر، ومحمد بن عبد السلام الحافظ، وأبي عمر بن سميق القاضي وغيرهم. وكان خيرا فاضلا. كان الأغلب عليه من الحديث ما فيه الزهد والرقائق، وله بصرٌ بالمسائل وتصرفٌ في الحديث. وكان بارا بإخوانه، جميل المعاشرة لهم، أحسن الناس خلقا، وأكثرهم بشاشة، لا يخرج من منزله إلا لأمر موكد، توفي بمجريط في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.

يونس بن محمد بن تمام الأنصاري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.

يونس بن محمد بن تمام الأنصاري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن عبد الرحمن بن محمد بن عباس، وعبد الله بن سعيد وغيرهما. وكان فقيها مفتيا، ذاكراً للمسائل وله عناية خاصة بصحيح البخاري مع صلاح وانقباض وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. ومولده سنة تسع وأربع مائة. يونس بن عيسى بن خلف الأنصاري: من أهل مدينة سالم؛ يكنى: أبا الوليد. سمع: من أبي عبد الله بن السقاط القاضي وغيره، وقرأ القرآن على أصحاب أبي عمرو المقرئ أخذ عنه أصحابنا، وقرأت بخط بعضهم أنه توفي سنة ثمان وخمس مائة. يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث ابن عبد الله: من أهل قرطبة وشيخها المعظم فيهم؛ يكنى: أبا الحسن. روى عن جده مغيث بن محمد، وعن القاضي أبي عمر بن الحذاء، وعن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن محمد بن بشير، وأبي مروان بن سراج، وأبي عبد الله بن منظور، ومحمد بن سعدون القروي، وأبي جعفر بن رزق، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان عارفا باللغة والإعراب، ذاكرا للغريب والأنساب، وافر الأدب، قديم الطلب، نبيه البيت والحسب، جامعا للكتب، راوية للحكايات والأخبار، عالما بمعاني الأشعار، حافظا لأخبار أهل بلده ديوأنا فيها، حسن الإيراد لها، متفننا لما يحكيه منها، أنيس المجالسة، مليح المحادثة، جم الإفادة فصيح الكلام، حسن البيان، مشاورا في الأحكام، بصيرا بالرجال وأسمائهم،

من اسنه يعيش

وأزمانهم، وثقاتهم وضعفائهم، وله معرفة بعلماء الأندلس، وملوكها وسيرهم، وأخبارهم. وكان بارا بمن قصده، مشاركا لمن عرفه. أخذ الناس عنه كثيرا. وقرأت عليه وسمعت، وأجاز لي بخطه. أنشدنا أبو الحسن غير مرة، عن جده يونس بن عبد الله قال: كان أبو زكرياء ابن عائذ ينشدنا في أواخر مجالس السماع: مجالس أصحاب الحديث حدائقٌ ... تنزه فيها أعينٌ وقلوب كان مولده رحمه الله في رجب سنة سبع وأربعين وأربع مائة، وتوفي رحمه الله ليلة الأحد ودفن عشى يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده جمع عظيم وصلى عليه ابنه أبو الوليد. من اسنه يعيش يعيش بن محمد بن فتحون: من أهل الثغر؛ يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي الطاهر العجيفي، وأبي القاسم الجوهري، وابن عبدان وغيرهم. حدث عنه محمد بن عبد السلام الحافظ. يعيش بن محمد بن يعيش السدي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر. روى عن أبيه وغيره، وله رحلة إلى المشرق لقي فيها ابن أبي زيد وغيره. وكانت له عناية كبيرة بالعلم. وكان حافظا للفقه، ذاكرا للمسائل. وتولى الأحكام ببلده، ثم صار إليه تدبير الرياسة به. ونفع الله به أهل موضعه، ثم خلع عن ذلك وصار

من اسنه يعقوب

إلى قلعة أيوب. وتوفي بها سنة ثمان عشرة وأربع مائة. كذا قال ابن مطاهر. وقال ابن حيان: توفي في صفر سنة تسع عشرة. من اسنه يعقوب يعقوب بن موسى بن طاهر بن أبي الحسام: من أهل مرسية؛ يكنى: أبا أيوب. روى ببلده عن أبي الوليد بن ميقل وبقرطبة عن أبي عبد الله بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي عمر بن القطان. وكان فقيهاً حافظاً متفنناً ببلده، وتوفي في صفر سنة إحدى وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير. يعقوب بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا أسامة. وهو ولد الحافظ أبي محمد بن حزم. روى عن أبيه، وعن أبي عمر بن عبد البر إجازة، وعن أبي العباس العذري. وحج وأدى الفريضة. وكان من أهل النباهة والاستقامة من بيته علم وجلالة. ذاكرني به أبو جعفر الفقيه وقال لي: توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمس مائة. ومولده سنة أربعين وأربع مائة.

يمن بن أحمد بن يمن التجيبي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا موسى.

ومن تفاريق الأسماء يمن بن أحمد بن يمن التجيبي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا موسى. روى عن عبد الرحمن بن عيسى، ووهب بن عيسى، ومحمد بن دسيم، وأخذ بقرطبة عن ابن أبي دليم، وابن عون الله، وكان بصيرا بالوثائق والإعراب، والفرض. وله كتاب التوبة من تأليفه؛ وكتاب بر الوالدين خمسة أجزاء. توفي يوم الجمعة أول شهر ذي الحجة سنة تسعين وثلاث مائة. ذكره ابن شنظير وروى عنه. اليسع بن عبد الرحمن بن محمد بن أبان اللخمي الإمام بقصر إشبيلية؛ يكنى: أبا محمد. روى عن القاضي أبي عبد الله بن مفرج، وأحمد بن خالد التاجر وغيرهما. روى عنه الخولاني وقال: كان قديم الطلب وله حظ واسع من الأدب مع الفهم، ولقي جماعة من الشيوخ بقرطبة فأخذ عنهم وتكرر عليهم. وذكره ابن خزرج في شيوخه وقال: توفي لأربع بقين من جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وأربع مائة. وكان مولده سنة ستين وثلاث مائة. زيد مولى المعتصم بالله محمد بن معن التميمي: من أهل المرية؛ يكنى أبا خالد. روى عن أبي العباس العذري كثيرا وعن غيره. روى عنه غير واحد من شيوخنا وكان معتنيا بالأثر وسماعه، ثقة في روايته. وكان مقرئا فاضلا. توفي رحمه الله في المحرم سنة سبع وتسعين وأربع مائة.

ومن النساء

ومن النساء غالبة بالغين المعجمة بنت محمد المعلمة أندلسية. تروي عن أصبغ بن مالك الزاهد. ذكرها مسلمة ابن قاسم في كتاب النساء له. فاطمة بنت يحيى بن يوسف المغامي أخت الفقيه يوسف بن يحيى المغامي. كانت خيرة فاضلة عالمة فقيهة، استوطنت قرطبة وبها توفيت رحمها الله سنة تسع عشرة وثلاث مائة. ودفنت بالربض. لم ير على نعش امرأة قط ما رؤى على نعشها، وصلى عليها محمد بن أبي زيد. ودخلت عليها يوما امرأة فذاكرتها شيئا وضحكت المرأة وذلك بعد ما سبيت. فقالت فاطمة تضحك! وقد رفع الله الركن من الأرض. قالت المرأة: فلم أرها تضحك بعد حتى ماتت رحمها الله. وحكى عنها شيخٌ كان يدخل إليها قال: أتيتها. فقالت لي أبا عبد السلام: أين بات القمر البارحة؟ قلت: والله ما أدري. فقالت: لو لم أدر أين بات القمر ما ظننت أني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. فاطمة بنت محمد بن علي بن شريعة اللخمي أخت أبي محمد الباجي الإشبيلي. شاركت أخاها أبا محمد في بعض شيوخه، ورأيت إجازة محمد بن فطيس الإلبيري لأخيها ولها في جميع روايته بخط يده في بعض كتبهم رحمهم الله وغفر لهم. لبنى، كاتبة الخليفة الحكم بن عبد الرحمن. كانت حاذقة بالكتابة، نحوية شاعرة، بصيرة بالحساب، مشاركة في العلم، لم يكن في قصرهم أنبل منها، وكانت عروضية، خطاطة جدا. وتوفيت سنة أربع وسبعين وثلاث مائة.

مزنة: كاتبة الخليفة الناصر لدين الله. كانت حاذقة في أخط النساء، توفيت

مزنة: كاتبة الخليفة الناصر لدين الله. كانت حاذقة في أخط النساء، توفيت سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. ذكرها ابن مسعود في كتاب الأنيق. نقلت ذلك من خط ابن حيان. عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم: قرطبية ذكرها ابن حيان وقال: لم يكن في جزائر الأندلس في زمانها من يعدلها فهما وعلما، وأدبا، وشعرا، وفصاحة، وعفة وجزالة وحصافة. وكانت تمدح ملوك زمانها وتخاطبهم فيما يعرض لها من حاجتها، فتبلغ ببيانها حيث لا يبلغه كثير من أدباء وقتها، ولا ترد شفاعتها. وكانت حسنة الخط تكتب المصاحف والدفاتر وتجمع الكتب، وتعنى بالعلم، ولها خزانة علم كبيرة حسنة، ولها غنى وثروة تعينها على المرؤة. وماتت عذراء لم تنكح قط، قال: ورأيت لها شعرا إلى بعض الرؤساء أوله: لولا الدموع لما خشيت عذولا ... فهي التي جعلت إليك سبيلا وتصرفت فيه أحسن تصرف، ومحاسنها كثيرة. قال ابن حيان: وتوفيت سنة أربع مائة. خديجة بنت جعفر بن نصير بن التمار التميمي. زوج عبد الله بن أسد الفقيه. حدثت عن زوجها عبد الله بموطإ القعنبي قراءة عليه بلفظنا في أصله وقيدت فيه سماعها بخطها في سنة أربع وتسعين وثلاث مائة. سمعت شيخنا أبا الحسن بن مغيث رحمه الله يذكر ذلك، وذكر لي أن الكتاب عنده، ثم رأيته بعد ذلك على حسب ما ذكره رحمه الله، ورأيت من تحبيسها كتبا كثيرة على ابنتها ابنة أبي محمد بن أسد الفقيه. صفية بنت عبد الله الربي؛ أديبة شاعرة موصوفة بحسن الخط. قال

راضية مولاة الإمام عبد الرحمن بن محمد الناصر لدين الله وتدعى بنجم ممن

الحميدي: ذكرها أبو محمد علي بن أحمد وأنشدني، قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد بن جرجٍ لها وقد عابت امرأة خطها فقالت: وعائبة خطي فقلت لها اقصري ... فسوف أريك الدر في نظم أسطري وناديت كفي كي تجود بخطها ... وقربت أقلامي ورقي ومحبري فخطت بأبياتٍ ثلاث نظمتها ... ليبدو بها خطي فقلت لها انظري قال الحميدي: وتوفيت في آخر سنة سبع عشرة وأربع مائة. وهي دون ثلاثين سنة. راضية مولاة الإمام عبد الرحمن بن محمد الناصر لدين الله وتدعى بنجم ممن أعتقها الحكم عن أبيه، وتزوجها لبيب الفتى وحجا معا سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة. وكأنا يقرءان ويكتبان ودخلا الشام ولقيا ابن شعبان القرطي بمصر ونظراءه. روى عنها أبو محمد بن خزرج وقال: عندي بعض كتبها. وتوفيت في حدود سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. وقد نيفت على مائة عام بنحو سبعة أعوام. أمة الرحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العبسي الزاهدة. ذكرها أبو محمد بن خزرج وقال: سمعت عليها مع أخيها محمد بن عبد الملك بعض ما روته عن أبيها. وكانت صوامة قوامة، وتوفيت بكراً لم تنكح قط سنة أربعين وأربع مائة. في شعبان وسنها نيف وثمانون سنة رحمها الله. فاطمة بنت زكرياء بن عبد الله الكاتب المعروف بالشبلاري. مولى بني أمية. كانت كاتبة جذلة متخلصة عمرت عمرا كثيرا واستكملت أربعا وتسعين سنة تكتب

مريم بنت أبي يعقوب الفيصولي الشلبي الحاجة. أديبة شاعرة جزلة مشهورة.

على ذلك الكتب الطوال، وتجيد الخط، وتحسن القول. ذكرها ابن حيان وقال: توفيت سلخ جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأربع مائة. ودفنت بمقبرة أم سلمة وشهدها جمع الناس ماتت بكرا رحمها الله. مريم بنت أبي يعقوب الفيصولي الشلبي الحاجة. أديبة شاعرة جزلة مشهورة. كانت تعلم النساء الأدب وتحتشم لدينها وفضلها وعمرت عمرا طويلا، سكنت إشبيلية وشهرت بها بعد الأربع مائة ذكرها الحميدي وقال: أنشدني لها أصبغ بن ابن سيد الإشبيلي: وما يرتجى من بنت سبعين حجة ... وسبع كنسج العنكبوت المهلهل تدب دبيب الطفل يسعى إلى العصا ... وتمشي بها مشي الأسير المكبل قال الحميدي: وأخبرني أن ابن المهند بعث إليها بدنانير وكتب إليها: ما لي بشكر الذي أوليت من قبل ... لو أنني حزت نطق الأنس والخبل يا فردة الظرف في هذا الزمان ويا ... وحيدة العصر في الإخلاص والعمل أشبهت مريماً العذراء في ورعٍ ... وفقت خنساء في الأشعار والمثل فكتبت إليه: من ذا يجاريك في قول وفي عمل ... وقد بدرت إلى فضل ولم تسل ما لي بشكر الذي نظمت في عنقي ... من اللآلي وما أوليت من قبل حليتني بحلى أصبحت زاهية ... بها على كل أنثى من حلى عطل

الغسانية. أديبة شاعرة، كانت تمدح الملوك مشهورة. ذكرها الحميدي ولم يذكر

لله أخلاقك الغر التي سقيت ... ماء الفرات فرقت رقة الغزل أشبهت في الشعر من غارت بدائعه ... وأنجدت وغدت من أحسن المثل من كان والده العضب المهند لم ... يلد من النسل غير البيض والأسل الغسانية. أديبة شاعرة، كانت تمدح الملوك مشهورة. ذكرها الحميدي ولم يذكر اسمها وأورد لها قصيدة حسنة في الأمير خيران العامري تعارض بها أبا عمر أحمد بن دراج في شعر قاله فيه؛ أولها. أو: وهي أتجزع أن قالوا ستظعن أظعان ... وكيف تطيق الصبر ويحك إن بانوا خديجة بنت أبي محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي. سمعت مع أبيها من الشيخ أبي ذر عبد بن أحمد الهروي صحيح البخاري وغيره. وشاركت لأبيها هنالك في السماع من شيوخه بمكة حرسها الله، ورأيت سماعها في أصول أبيها بخطه. وقدمت معه الأندلس وماتت بها رحمها الله. ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر عبد الرحمن بن محمد. أديبة شاعرة جزلة القول حسنة الشعر، وكانت تخالط الشعراء، وتساجل الأدباء وتفوق البرعاء. سمعت شيخنا أبا عبد الله بن مكي رحمه الله يصف نباهتها وفصاحتها، وحرارة بادرتها، وجزالة منطقها وقال لي: لم يكن لها تصاون يطابق شرفها. وذكر لي أنها أتته معزية في أبيه إذ توفي رحمه الله سنة أربع وسبعين وأربع مائة. وتوفيت بعد سنة ثمانين وأربع مائة رحمها الله، ثم وجدت بعد ذلك أنها توفيت يوم مقتل الفتح بن محمد بن عباد يوم الأربعاء لليلتين خلتا من صفر سنة أربع وثمانين وأربع مائة.

طوية بنت عبد العزيز بن موسى بن طاهر بن مناع، وتكنى بحبيبة. وهي زوج أبي

طوية بنت عبد العزيز بن موسى بن طاهر بن مناع، وتكنى بحبيبة. وهي زوج أبي القاسم بن مدير الخطيب المقرئ. أخذت عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ كثيرا من كتبه وتواليفه، وعن أبي العباس أحمد بن عمر العذري الدلاي، وسمع زوجها أبو القاسم المقرئ بقراءتها علمه، وكانت حسنة الخط فاضلة دينة. وكان مولدها سنة سبع وثلاثين وأربع مائة. وتوفيت رحمها الله سنة ست وخمس مائة. أخبرني بأمرها ابنها أبو بكر أكرمه الله تعالى.

مخطوطة

مخطوطة

§1/1