الصحيح من دعاء الحاج والمعتمر

مجدي فتحي السيد

كتاب قد حوى درراً ... بعين الحسن ملحوظة لهذا قلت تنبيهاً حقوق الطبع محفوظة للناشر دار الصحابة للتراث بطنطا الطبعة الأولى سنة 1412 هـ - 1992 م المراسلات/ دار الصحابة للتراث بطنطا. طنطا. ش المديرية بجوار محطة بنزين التعاون ص. ب/ 477. ت: 331587

بين يدي الكتاب

بين يدي الكتاب أيها الأحبة في الله ... ضيوف الرحمن، ووفد الله إلى البلد الحرام .. دعاء الله في المناسك، وسائر العبادات يؤخذ من الكتاب والسنة. وفي هذا الكتاب نخبة عطرة، وباقة طيبة من الدعوات النبوية، والآثار المأثورة عن السلف الصالح في الدعاء عند تأدية مناسك الحج والعمرة. فيا عبد الله ... ويا أمة الله ... احرص على صحيح الدعاء ليُقبل عند رب الأرض والسماء. واحذر الأدعية المخترعة، والمسجوعة، المتكلفة.

وليكن الإخلاص، والإلحاح، واليقين من زادك عند دعاء الملك الوهاب حتى تنال عظيم الأجر والثواب. فيا عبد الله ... يا من تطلب المغفرة والرضوان .. يا من يريد قبول الرحمن، بل مطلب الخلق كلهم جميعاً لديه، وهو أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين. أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله، يشكر القليل من العمل وينسيه، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه، يسأله كل من في السماوات والأرض، سبحانه كل يوم هو في شأن. مطلبك عند دعاء من لا يشغله سمع من سمع، ولا تغلطه كثرة المسائل، ولا يتبرم بإلحاح الملحين، بل يحب الملحين في الدعاء. مطلبك عند دعاء من يحب أن يسأل، ويغضب إذا لم يسأل.

مطلبك عند دعاء من يسترك حيث لا تستر نفسك، ويرحمك حيث لا ترحم نفسك، دعاك بنعمه وإحسانه، وأياديه. فهيا يا عبد الله إلى دعاء الحاج والمعتمر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام رضوان الله عليهم والتابعين والأبرار. اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا. اللهم اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبو مريم/ مجْدِي فتحي السَّيد طنطا – مصر

(1) دعاء التلبية في الحج والعمرة

(1) دعاء التلبية في الحج والعمرة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ اللهُمَّ (¬1) لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ» (¬2). ¬

_ (¬1) لبيك اللهم لبيك: معناها أربعة أقوال: أحدها: إجابتي لك يا رب، وإقامتي معك، مأخوذ من: ألب بالمكان، وألب به: إذا أقام به، ومعنى التثنية فيه، أي: إجابة بعد إجابة، وإقامة بعد إقامة، كما يقال: حنانيك، أي: رحمة بعد رحمة. والثاني معناه: اتجاهي إليك وقصدي، من قولهم: داري تُلبُّ دارك، أي تواجهها، والتثنية للتأكيد. والثالث: محبتي لك من قول العرب، امرأة لبة: إذا ما كانت محبة لولدها. والرابع: إخلاصي لك، من لُبِّ الطعام ولبابه. (¬2) حديث صحيح. أخرجه مالك (1/ 303) في الموطأ، البخاري (2/ 170) ومسلم (1184)، وأحمد (2/ 28، 34، 41، 47)، وأبو داود (1812، والترمذي (825)، وابن ماجه (2918)، والدارمي (2/ 34)، وابن الجارود (433) والطيالسي (1842)، وابن خزيمة (2622)، وابن حبان (3788)، والدارقطني (2/ 225)، والبغوي (7/ 49) في شرح السنة.

(2) دعاء عند رؤية الكعبة

(2) دعاء عند رؤية الكعبة عن سعيد بن المسيب -رحمه الله- أنه كان إذا دخل المسجد، ونظر إلى البيت، الكعبة، قال: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ» (¬1). وعن سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: ¬

_ (¬1) إسناد "صحيح" أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 102) في مصنفه، والبيهقي (5/ 73) في سننه الكبرى.

«اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ» (¬1). ... ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 103) والبيهقي (7/ 73).

(3) الدعاء عند استلام الحجر الأسود

(3) الدعاء عند استلام الحجر الأسود 1 - عن نافع أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا استلم الركن قال: «بِاسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ» (¬1). 2 - عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخعِيِّ -رحمه الله- كَانَ يَقُولُ عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ تَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ (¬2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه عبد الرزاق (8894)، (8895) في مصنفه، والطبراني (862)، (863) في الدعاء، والبيهقي (5/ 79) في سننه الكبرى. (¬2) أي واتباعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. (¬3) إسناده صحيح، أخرجه عبد الرزاق (8897)، وابن أبي شيبة (7/ 103) في مصنفه والطبراني (865) في الدعاء.

(4) الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

(4) الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فيما بين ركن بني جُمَحٍ (¬1)، والركن الأسود: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (¬2). ¬

_ (¬1) أي الركن اليماني، ونسب إلى بني جمح، وهم بطن من قريش، وكانت بيوتهم جهة الركن اليماني. (¬2) إسناده حسن، أخرجه أحمد (3/ 411)، وأبو داود (1892) وعبد الرزاق (8963) والشافعي (2/ 44) في سنده.، وابن أبي شيبة (4/ 108)، (10/ 368)، وابن خزيمة (2721)، وابن حبان (1001)، والبغوي (1915) في شرح السنة، والحاكم (1/ 455) وصححه وأقره الذهبي، والبيهقي (5/ 84) في سننه الكبرى، والطبراني (859) في الدعاء. في سنده عبيد مولى السائب، وثقه ابن حبان، وعده البعض في الصحابة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ مَلَكٌ يَقُولُ: آمِينَ، فَإِذَا مَرَرْتُمْ بِهِ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}» (¬1). ... ¬

_ (¬1) إسناده حسن، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 104)، في مصنفه والبيهقي (4046) في شعب الإيمان.

(5) الدعاء في الطواف

(5) الدعاء في الطواف 1 - عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَهْبَانَ -رحمه الله- أنه رأى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (¬1). 2 - وعَنْ أَبِي شُعْبَةَ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: رَمَقْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». ثُمَّ قَالَ: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ سَمِعْتَنِي؟! قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَهُوَ ذَلِكَ، أَثْنَيْتُ عَلَى رَبِّي، وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ حَقٍّ، وَسَأَلْتُهُ مِنْ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 52)، وعبد الرزاق (8966)، والطبراني (857) في الدعاء، والبيهقي (5/ 84)

خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (¬1). وقال الشافعي رحمه الله: أحب كلما حاذى به- يعني بالحجر الأسود- أن يكبر، وأن يقول في رَمَلِهِ: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً"، ويقول في الأطواف الأربعة: "اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، "اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النَّار". (¬2). ... ¬

_ (¬1) إسناده لا بأس به، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 103)، (7/ 108)، وعبد الرزاق (8964)، (8965) والطبراني (856)، (858) في الدعاء، وفيه أبو شعبة لم يذكر فيه جرحاً، ولا تعديلاً، لكنه في الشواهد. (¬2) إسناده صحيح، أخرجه البيهقي (5/ 84) في سننه الكبرى.

(6) الدعاء بعد ركعتي الطواف

(6) الدعاء بعد ركعتي الطواف عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه إِذَا قَدِمَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا طَافَ بِالْبَيْتِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ جُلُوسُهُ فِيهَا أَطْوَلَ مِنْ قِيَامِهِ ثَنَاءً عَلَى رَبِّهِ وَمَسْأَلَةً، فَكَانَ يَقُولُ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ رَكْعَتَيْهِ، وَبَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ: «اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي حُدُودَكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ، وَيُحِبُّ مَلَائِكَتَكَ، وَرُسُلَكَ، وَعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ اللَّهُمَّ حَبِّبْنِي إِلَيْكَ، وَإِلَى مَلَائِكَتِكَ، وَرُسُلِكَ، وَعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. اللَّهُمَّ آتِنِي مِنْ خَيْرِ مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اللَّهُمَّ يَسِّرْنِي لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنِي الْعُسْرَى، وَاغْفِرْ

لِي فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى. اللَّهُمَّ أَوْزِعْنِي أَنْ أُوَفِّيَ بِعَهْدِكَ الَّذِي عَاهَدْتنِي عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَئِمَّةِ الْمُتَّقِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ» (¬1). ... ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 140).

(7) الدعاء عند صعود الصفا والمروة

(7) الدعاء عند صعود الصفا والمروة عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ يُرِيدُ الصَّفَا، يَقُولُ: «نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ بِهِ» فَبَدأَ بِالصَّفَا، وَقَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬1) وَكَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» (¬2) ثُمَّ أعاد هذا الكلام ¬

_ (¬1) سورة البقرة: 60. (¬2) حديث صحيح، أخرجه مالك (1/ 337)، ومسلم (1218).، وأحمد (3/ 320، 321)، وابن أبي شيبة (10/ 369)، وأبو داود (1905)، والنسائي (5/ 240)، وابن ماجه (3074)، والدارمي (2/ 44)، وابن خزيمة (2757)، والبغوي (1919) في شرح السنة، والطبراني (867)، (868) في الدعاء، البيهقي (5/ 93) في سننه الكبرى.

ثَلاثَ مَرَّاتٍ، نَزَلَ مِنَ الصَّفَا، مَشَى حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي، سَعَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ (¬1) (¬2). ... ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه البيهقي (5/ 94) في سننه الكبرى. (¬2) إسناده حسن، أخرجه البيهقي (5/ 94) في سننه الكبرى.

(8) الدعاء على الصفا

(8) الدعاء على الصفا عَنْ نَافِعٍ رحمه الله أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه وَهُوَ عَلَى الصَّفَا يَدْعُو، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {اِدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (¬1) وَإِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي إِلَى الإِسْلاَمِ أَلاََ تَنْزِعَهُ مِنِّي حَتَّى تَتَوَفَّانِي، وَأَنَا مُسْلِمٌ» (¬2) وكان يقول رضي الله عنه على الصفا: «اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا بِدِينِكَ، وَطَوَاعِيَتِكَ، وَطَوَاعِيَةِ رَسُولِكَ، وَجَنِّبْنَا حُدُودَكَ»، «اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نُحِبُّكَ، وَنُحِبُّ مَلَائِكَتَكَ، وَأَنْبِيَاءَكَ، وَرُسَلَكَ، وَنُحِبُّ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»، «اللَّهُمَّ حَبِّبْنَا إِلَيْكَ وَإِلَى مَلَائِكَتِكَ، وَإِلَى أَنْبِيَائِكَ، وَرُسُلِكَ، وَإِلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ»، «اللَّهُمَّ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنَا وَجَنِّبْنَا الْعُسْرَى، وَاغْفِرْ لَنَا فِي الْآخِرَةِ ¬

_ (¬1) سورة غافر: 60. (¬2) إسناده صحيح، أخرجه البيهقي (5/ 94) في سننه الكبرى.

وَالْأُولَى وَاجْعَلْنَا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُتَّقِينَ» (¬1). وَعَنْ نَافِعٍ رحمه الله عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أنه كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الصَّفَا: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِ، وَأَعِذْنِي مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ» (¬2) (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، أخرجه البيهقي (5/ 94) المصدر السابق. (¬2) مضلات الفتن: يقال: فتنة مضلة، تضل الناس، وهي الموقعة في الحيرة، مفضية إلى الهلاك، وأصل الفتنة المضلة هي كل شبهة توجب الخلل أو تنقص في العلم والشهود. (¬3) إسناده صحيح، أخرجه البيهقي (5/ 95) في سننه الكبرى.

(9) الدعاء في السعي بين الصفا والمروة

(9) الدعاء في السعي بين الصفا والمروة 1 - عَنْ عَبْدِ الله بن مَسعُود رضي الله عنه نزل من الصفا، فجعل يقول: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ» (¬1). 2 - وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ رحمه الله قَالَ: سَمِعْتُ ابْنِ عُمَرَ يَقُولُ بين الصفا والمروة: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَأَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ» (¬2). ¬

_ (¬1) أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 68)، (10/ 371)، والطبراني (870) في الدعاء، والبيهقي (5/ 95) في سننه الكبرى. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه البيهقي (5/ 95) في سننه الكبرى.

(10) الدعاء بعرفات

(10) الدعاء بعرفات عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ قَبْلِي عَشِيَّةَ عَرَفَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (¬1). ¬

_ (¬1) حديث حسن. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 107) وفي سنده موسى بن عبيدة، من الضعفاء، والطبراني (784) في الدعاء، وفي سنده قيس بن الربيع حسن في الشواهد، وفي الباب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أخرجه الترمذي (3579) وفي سنده ابن أبي حميد من الضعفاء، ومن حديث ابن عمر أخرجه الطبراني (875) في الدعاء، وفيه فرج بن فضالة، وهو صدوق يدلس، وقد رواه بالعنعنة، ومن حديث طلحة بن عبيد الله مرسلاً، أخرجه مالك (1/ 369) في الموطأ والبغوي (1929) في شرح السنة، ومن حديث ابن أبي حسين معضلاً أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 107) في مصنفه بمجموع هذه الشواهد يرتقي الحديث إلى الحسن، إن لم يكن صحيحاً.

(11) دعاء السلف الصالح في عرفات

(11) دعاء السلف الصالح في عرفات 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، يَرْفَعُ صَوْتَهُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ اهْدِنَا بِالْهُدَى، وَزَيِّنَّا بِالتَّقْوَى، وَاغْفِرْ لَنَا فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى. ثُمَّ يَخْفِضُ صَوْتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَعَطَائِكَ رِزْقًا طَيِّبًا مُبَارَكًا. اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ، وَقَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ بِالِاسْتِجَابَةِ، وَأَنْتَ لَا تُخْلِفُ وَعْدَكَ، وَلَا تَكْذِبُ عَهْدَكَ، اللَّهُمَّ مَا أَحْبَبْتَ مِنْ خَيْرٍ فَحَبِّبْهُ إِلَيْنَا، وَيَسِّرْهُ لَنَا، وَمَا كَرِهْتَ مِنْ شَيْءٍ فَكَرِّهْهُ إِلَيْنَا وَجَنِّبْنَاهُ، وَلَا تَنْزِعْ عَنَّا الْإِسْلَامَ بَعْدَ إِذْ أَعْطَيْتَنَا» (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 107) مختصراً، والطبراني (878) في الدعاء مطولاً.

(12) الدعاء عند رمي جمرة العقبة

(12) الدعاء عند رمي جمرة العقبة 1 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَمَى الْجِمَارَ، كَبَّرَ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا» (¬1). 2 - عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخعِيِّ رحمه الله تعالى: مَا أَقُولُ إِذَا رَمَيْتُ الْجَمْرَةَ؟ قَالَ: قُلِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا» قَالَ: قُلْتُ: أَقُولُهُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ (¬2). ... ¬

_ (¬1) أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 344) (7/ 106)، والطبراني (881) في الدعاء، والبيهقي (5/ 129) في سننه الكبرى. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 344) (7/ 106).

(13) الدعاء عند الملتزم

(13) الدعاء عند الملتزم (¬1) عن الشافعي رحمه الله قال: أحب له إذا ودع البيت أن يقف في الملتزم، فيقول: اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وابن أمتك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك حتى سيرتني في بلادك، وبلغتني بنعمتك، حتى أعنتني على قضاء مناسكك. فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا، وإلا فمُنَّ الآن، قبل أن تنأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي، إن أذنت لي، غير مستبدل بك، ولا ببيتك، ولا راغب عنك، ولا عن بيتك. اللهم فاصحبني بالعافية في بدني، والعصمة في ¬

_ (¬1) هو ما بين الركن والباب.

ديني، وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه البيهقي (5/ 164) في سننه الكبرى، وقال: وهذا من قول الشافعي -رحمه الله- وهو حسن.

(14) الدعاء عند وداع البيت

(14) الدعاء عند وداع البيت عن عبد الرزاق رحمه الله تعالى قال: إذا أردت أن تخرج إلى أهلك يعني منقلباً من مكة، أتيت البيت فطفت به سبعاً، ثم تصلي خلف المقام ركعتين، ثم تقوم في الملتزم بين الركن والباب، فتقول: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، حملتني على دابتك، وسيرتني في بلادك، حتى أدخلتني حرمك وأمنك، وهذا بيتك، وقد رجوتك رب فيه بحسن ظني بك، أن تكون قد غفرت لي، فإن كنت رب غفرت لي، فاززد عني رضاً، وقربني إليك زلفاً، وإن كنت رب لم تغفر لي، فمن الآن رب اغفر لي، قبل أن ينأى عني بيتك. يا رب! هذا أوان انصراف إن أذنت لي،

غير راغب عنك، ولا عن بيتك، ولا مستبدل بك يا رب، ولا ببيتك. اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن أمامي، ومن ورائي حتى تقدمني إلى أهلي، فإذا قدمتني ربي فلا تتخل عني، واكفني مؤونة أهلي، ومؤونة خقلك، إنك وليي ووليهم (¬1). ... ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أخرجه الطبراني (883) في الدعاء.

(15) دعاء الرجوع من الحج أو العمرة

(15) دعاء الرجوع من الحج أو العمرة عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ (¬1) مِنَ حَجٍّ، أَوِ عُمْرَةٍ وَغَزْوَةٍ، يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ (¬2) تَائِبُونَ (¬3) عَابِدُونَ (¬4) سَاجِدُونَ، ¬

_ (¬1) أي رجع. (¬2) أي نحن راجعون من السفر. (¬3) من المعصية إلى الطاعة. (¬4) أي لمعبودنا.

لِرَبِّنَا حَامِدُونَ (¬1) صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ (¬2) وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ (¬3)» (¬4). ¬

_ (¬1) أي لا لغيره؛ لأنه هو المنعم علينا. (¬2) أي في وعده بإظهار الدين. (¬3) أي القبائل المجتمعة من الكفار لحرب النبي، والحزب: الجماعة. (¬4) حديث صحيح. أخرجه مالك (1/ 368)، والبخاري (3/ 8)، ومسلم (1344)، وأحمد (2/ 5، 15، 63، 105) وعبد الرزاق (5/ 157)، وأبو داود (2770)، والترمذي (957) وابن أبي شيبة (7/ 100)، وابن حبان (2696)، والبغوي (1351) في شرح السنة، وابن السني (531) في عمل اليوم، وأبو نعيم (7/ 132) في الحلية، والطبراني (846) في الدعاء، والبيهقي (3/ 315) (5/ 259) في سننه الكبرى.

§1/1